التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا} [الأحزاب: 41] يعني باللّسان، وهو تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: وهذا ذكرٌ ليس فيه وقتٌ وهو تطوّعٌ.
-  إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن أبي الدّرداء، قال: ألا أخبركم  بخير أعمالكم، أزكاها عند مليككم، وخيرٌ لكم من إعطاء الذّهب والفضّة، ومن  أن تلقوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر  اللّه.
فقال أبو بحريّة: قد قال ذاك أخوكم معاذ بن جبلٍ: ما عمل آدميٌّ قطّ عملا أنجى له من عذاب اللّه من كثرة ذكر اللّه.
-  خداشٌ، عن ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياهٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال  رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللّه لا  يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السّماء: قوموا مغفورًا لكم،  بدّلت سيّئاتكم حسناتٍ "). [تفسير القرآن العظيم: 2/724]
 
تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وسبّحوه بكرةً} [الأحزاب: 42] لصلاة الغداة.
{وأصيلا} [الأحزاب: 42] صلاة الظّهر وصلاة العصر.
ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة أنّ ابن عبّاسٍ قال: هذا في الصّلاة المكتوبة). [تفسير القرآن العظيم: 2/724]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({بكرةً وأصيلاً}: ما بين العصر إلى الليل.). 
[مجاز القرآن: 2/138]
 
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأصيل}: ما بين العصر إلى الليل). [غريب القرآن وتفسيره: 304] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{الأصيل}: ما بين العصر إلى الليل). [تفسير غريب القرآن: 351]
 
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الأصيل): ما بين العصر إلى الليل.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 194] 
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الأَصِيل): ما بين العصر إلى الليل.). [العمدة في غريب القرآن: 243] 
 
تفسير  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ  لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ  رَحِيمًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله  عزّ وجلّ: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته} [الأحزاب: 43] تفسير ابن  عبّاسٍ، قال: صلاة اللّه الرّحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال  السّدّيّ: {هو الّذي يصلّي عليكم} [الأحزاب: 43]، يعني: اللّه تبارك  وتعالى، هو الّذي يغفر لكم إذا أطعتموه، قال: {وملائكته} [الأحزاب: 43]،  يعني: هو الّذي يصلّي عليكم، يغفر لكم، ويستغفر لكم الملائكة.
قال:  وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن إنّ بني إسرائيل قالت لموسى: سل لنا ربّك هل  يصلّي لعلّنا نصلّي بصلاة ربّنا، فقال: يا بني إسرائيل اتّقوا اللّه إن  كنتم مؤمنين، فأوحى اللّه إليه، أنّي أنّما أرسلتك إليهم لتبلغهم عنّي  وتبلغني عنهم، قال: يقولون يا ربّ ما قد سمعت، يقولون: سل لنا ربّك هل  يصلّي لعلّنا نصلّي بصلاة ربّنا، قال: فأخبرهم عنّي أنّي أصلّي، وأنّ
صلاتي عليهم: لتسبق رحمتي غضبي ولولا ذلك لهلكوا.
قال عزّ وجلّ: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} [الأحزاب: 43]، يعني: من الشّرك إلى الإيمان، تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} [الأحزاب: 43] من الضّلالة إلى الهدى.
وتفسير  الحسن أنّه يعصم المؤمنين من الضّلالة، وقال هو كقول الرّجل: الحمد للّه  الّذي نجّاني من كذا وكذا لأمرٍ لم ينزل به، صرفه اللّه عنه.
قال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/725]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
 
: (وقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم...}
 
يغفر لكم، ويستغفر لكم , ملائكته.). [معاني القرآن: 2/345] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هو الذي يصلّي عليكم وملائكته } أي : يبارك عليكم , قال الأعشى:
عليك مثل الّذي صلّيت فاغتمضى= نوماً فإن لجنب المرء مضطجعاً.). [مجاز القرآن: 2/138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يصلّي عليكم}: أي يبارك عليكم, ويقال: يغفر لكم, {وملائكته}: أي : تستغفر لكم.). [تفسير غريب القرآن: 351]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: عزّ وجلّ: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيما (43)}: صلاة اللّه على خلقه , رحمته , وهدايته إياهم.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} 
قال الحسن : (سألت بنو إسرائيل موسى صلى الله عليه : أيصلي ربك ؟, فكأنه أعظم ذلك , فأوحى الله جل وعز إليه : إن صلاتي : أن رحمتي , تسبق غضبي) 
والأصيل : العشي .
قال الفراء : معنى :{هو الذي يصلي عليكم وملائكته }: هو الذي يغفر لكم , وتستغفر لكم ملائكته.). [معاني القرآن: 5/356-357] 
 
 
تفسير قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ} [الأحزاب: 44] تحيّيهم الملائكة عن اللّه بالسّلام، في تفسير الحسن.
{وأعدّ لهم أجرًا} [الأحزاب: 44] ثوابًا.
{كريمًا} [الأحزاب: 31] الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/725]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
 
: (وقوله: {تحيّتهم يوم يلقونه سلام وأعدّ لهم أجرا كريما (44)}
 
تحية أهل الجنّة: سلام، قال الله عزّ وجلّ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلام}.). [معاني القرآن: 4/231] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} 
هو كما قال , والملائكة يدخلون عليهم من كل باب : سلام عليكم , أي : تحيتهم في الجنة سلام.). [معاني القرآن: 5/357]