قوله تعالى: {ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً (35)}
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً} [الإسراء: 35] - يعني وفاء الكيل والوزن -:
قال السّدّي: كان يوم نزل هذا من فعل النقص في الكيل والوزن مؤمنًا حتى نزل: {ويلٌ للمطفّفين} [المطففين: 1] الآية فأوجب لمن ينقص الناس في الكيل والوزن الويل.
والذي عليه الجماعة: أن هذا غير منسوخٍ لأنه خبر، ولا ينسخ الخبر، فالآيتان محكمتان، ومعناهما:
إن الله جلّ ذكره أخبر في "سبحان" أن الوفاء للكيل والوزن خيرٌ لمن فعله وأحسن عاقبةً، والتأويل: بمعنى: العاقبة.
وأخبرنا في المطففين، بما يجازى به من نقص الكيل الوزن إن جازى. فالآيتان محكمتان).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 343]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (السادس: قال السدي في قوله عز وجل: {وأوفوا الكيل إذا كلتم..} الآية [الإسراء: 35]، نسخها قوله عز وجل: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] قال: فآية "سبحان" تقتضي أن من نقص الكيل والوزن كان مؤمنا ثم أوجب الله تعالى له الويل.
والآية محكمة عند جميع العلماء، وإنما أخبر الله تعالى في "سبحان" أن إيفاء الكيل والوزن العدل خير لمن فعله، وأحسن عاقبة. والتأويل: العاقبة.
ومثل هذا من الخبر لا ينسخ، وأخبر الله تعالى في "المطففين" بالويل لمن طفف، ولا تعارض بينهما ولا نسخ). [جمال القراء: 1/333]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين