جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة الأعراف (http://jamharah.net/showthread.php?t=27558)

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:17 PM

القراءات في سورة الأعراف
 
القراءات في سورة الأعراف

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:17 PM

مقدمات القراءات في سورة الأعراف

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْأَعْرَاف). [السبعة في القراءات: 277]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر مَا اخْتلفُوا فِيهِ من الْقِرَاءَة في سُورَة الْأَعْرَاف). [السبعة في القراءات: 278]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (الأعراف). [الغاية في القراءات العشر: 252]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة الأعراف). [المنتهى: 2/699]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأعراف). [التبصرة: 213]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة الأعراف). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة الأعراف) ). [تحبير التيسير: 370]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الأعراف) ). [الكامل في القراءات العشر: 550]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة الأعراف). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة الأعراف). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة الأعراف). [فتح الوصيد: 2/922]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [7] سورة الأعراف). [كنز المعاني: 2/240]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة الأعراف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/163]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة الأعراف). [الوافي في شرح الشاطبية: 269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الأَعْرَافِ وَالأَنْفَالِ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة الأعراف). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة الأعراف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الأعراف). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الأعراف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 231]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة الأعراف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة الأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/43]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة الأعراف). [غيث النفع: 612]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/3]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية إلا وسئلهم عن القرية = لقتادة [والضحاك إلى قوله: بما كانوا يفسقون [الأعراف: 163] فإنها نزلت بالمدينة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية إلا ثمان آيات من "واسألهم" إلى و"إذ نتقنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/43]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية إجماعًا، قال مجاهد وقتادة: إلا قوله تعالى {وسئلهم عن القرية} [162] الآية، وقيل غير هذا). [غيث النفع: 612]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية وست في المدني
والكوفي وقال قتادة: قوله تعالى (وسئلهم عن القرية) الآية نزلت بالمدينة). [التبصرة: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي مائتان وست آيات [كوفي] وخمس بصري، وشامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائتان وخمس بصري وشامي وست حرمي وكوفي خلافها خمس: المص كوفي، وتعودون كوفي أيضا، له الدين بصري وشامي، ضعفا من النار والحسنى على بني إسرائيل حرمي، وقيل يستضعفون مدني أول. "شبه الفاصلة" تسعة: فدليهما بغرور، سم الخياط، والإنس في النار، صراط توعدون، فرعون بالسنين، وموسى صعقا، ولا ليهديهم سبيلا، عذابا شديدا، ورابع بني إسرائيل، وعكسه ستة: من طين، فسوف تعلمون، ثم لأصلبنكم أجمعين، وثلاثة من بني إسرائيل الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/43] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآياتها مائة وست حجازي وكوفي، خمس شامي وبصري، وجلالاتها واحد وستون، وما بينها وبين سورة الأنعام من الوجوه لا يخفى، تركناه خوف التطويل). [غيث النفع: 612]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
(إني أخاف) [59]، و(بعدي أعجلتم) [150]: بالفتح حجازي، وأبو عمرو، وافق أبو بشر في (بعدي)، زاد مدني، وأبو بشر (عذابي أصيب) [156].
وفتح مكي، وأبو عمرو، والعمري، وأبو بشر (إني اصطفيتك) [144]، وزاد ابن فليح (رب أرني أنظر إليك) [143].
وفتح حفص (معي) [105]، حيث كان.
(حرم ربي الفواحش) [33]، و(ءاياتي الذين) [146]: ساكنة: حمزة.
[المنتهى: 2/717]
زاد (مسني السوء) [188] ابن كيسة، وافق دمشقي في (ءاياتي)، وحمصي في (ربي).
(كيدون) [195]، و(تنظرون) [195].
بياء في الحالين سلام، ويعقوب.
وافق هشام إلا البلخي، وقنبل طريق ابن الصلت في (كيدون)، بياء في الوصل أبو عمرو، ويزيد، وإسماعيل، وسهل.
زاد العباس (تنظرون) ). [المنتهى: 2/718]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها سبع:
{ربي الفواحش} (33): سكنها حمزة.
{إني أخاف} (59)، و: {من بعدي أعجلتم} (150): فتحهما الحرميان، وأبو عمرو.
{معي بني إسرائيل} (105): فتحها حفص.
{إني اصطفيتك} (144)*: فتحها ابن كثير، وأبو عمرو.
{عن آياتي الذين} (146): سكنها ابن عامر، وحمزة.
{عذابي أصيب} (156): فتحها نافع). [التيسير في القراءات السبع: 297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها سبع: (حرم ربّي الفواحش) سكنها حمزة: (إنّي أخاف) (ومن بعدي أعجلتم) فتحهما الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو (معي بني إسرائيل) فتحها حفص.
(إنّي اصطفيتك) فتحها ابن كثير وأبو عمرو (عن آياتي الّذين) سكنها ابن عامر وحمزة (عذابي أصيب به) فتحها نافع وأبو جعفر). [تحبير التيسير: 383]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها سبع:
فتح {إِنِّي أَخَافُ} [59] {بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ} [150]: الحرميان وأبو عمرو.
و{عَذَابِي أُصِيبُ} [156]: نافع.
و{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} [144]: ابن كثير وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/652]
و{مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ} [105]: حفص.
وسكن {رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} [33] حمزة.
و {آيَاتِيَ الَّذِينَ} [146]: ابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/653]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (713 - وَرَبِّي مَعِي بَعْدِي وَإِنِّي كِلاَهُمَا = عَذَابِي آيَاتِي مُضَافَاتُهَا الْعُلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([713] وربي معي بعدي وإني كلاهما = عذابي آياتي مضافاتها العلا). [فتح الوصيد: 2/947]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([713] وربي معي بعدي وإني كلاهما = عذابي آياتي مضافاتها العلا
ح: (ربي) وما بعده: مبتدءآت، (مضافاتها): خبر، (العلا): صفة الخبر، (كلاهما): تأكيد (إني)، أي: (إني) و(إني) كلاهما.
ص: ياءات الإضافة فيها سبع، {ربي الفواحش} [33]، {فأرسل معي بني إسرائيل} [105]، {من بعدي أعجلتم} [150]، {إني أخاف عليكم} [59]، {إني اصطفيتك} [144]، {قال عذابي أصيب به} [156]، {آياتي الذين} [146]). [كنز المعاني: 2/269]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (713- وَرَبِّي مَعِي بَعْدِي وَإِنِّي كِلاهُمَا،.. عَذَابِي آيَاتِي مُضَافَاتُهَا العُلا
فيها سبع ياءات إضافة: "رَبِّي الْفَوَاحِشَ"، أسكنها حمزة وحده.
{مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ}، فتحها حفص وحده.
"مِنْ بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ". فتحها الحرميان وأبو عمرو.
"إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ" في قصة نوح كذلك فتحها أبو عمرو والحرميان.
"إِنِّيَ اصْطَفَيْتُكَ"، فتحها أبو عمرو وابن كثير، فهذا معنى قوله: كلاهما؛ أي: إني وإني كلاهما؛ أي: جاء لفظ: "إني في موضعين، وهذا كما سبق في معنى قوله: معا.
"قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ"، فتحها نافع وحده.
"سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ"، أسكنها ابن عامر وحمزة، ويقع في بعض النسخ "عذابي" وآياتي بإسكان ياء "عذابي"، وإثبات واو العطف في "وآياتي"، وفي بعضها بفتح الياء وحذف الواو وفيها زائدة واحدة في آخرها "ثُمَّ كِيدُونِي فَلا"، أثبتها أبو عمرو في الوصل، وعن هشام خلاف في الوصل والوقف وقلت: في ذلك شعرا:
مضافاتها سبع وفيها زيادة ... تحلت أخيرا ثم كيدون مع فلا
أي هي: {كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/193]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (713 - وربّي معي بعدي وإنّي كلاهما = عذابي آياتي مضافاتها العلا
ياءات الإضافة التي في هذه السورة: حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ، مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ، مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ، إِنِّي أَخافُ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ، قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ، سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
في هَذِه السُّورَة سبع وَأَرْبَعُونَ يَاء إِضَافَة في قِرَاءَة نَافِع وست وَأَرْبَعُونَ في قِرَاءَة البَاقِينَ زَاد عَلَيْهِم نَافِع {حقيق على أَن لَا أَقُول} 105
وَاخْتلفُوا في سبع ياءات مِنْهُنَّ وَهن
{حرم رَبِّي الْفَوَاحِش} 33 {إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم} 59 {معي بني إِسْرَائِيل} 105 {إِنِّي اصطفيتك} 144 {عَن آياتي الَّذين} 146 {من بعدِي أعجلتم} 150 {عَذَابي أُصِيب} 156
أسكنهن كُلهنَّ حَمْزَة
[السبعة في القراءات: 301]
وفتحهن نَافِع إِلَّا قَوْله (معي بني إسرءيل) و{إِنِّي اصطفيتك} وفتحهن ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو إِلَّا قَوْله (معي بني إسرءيل) و{عَذَابي أُصِيب}
وَفتح عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر والكسائي اثْنَتَيْنِ (حرم ربي الفوحش) و(عَن ءايتي الَّذين)
وروى حَفْص عَن عَاصِم {معي بني إِسْرَائِيل} لم يفتحها أحد إِلَّا عَاصِم في رِوَايَة حَفْص
وَابْن عَامر حرك {حرم رَبِّي الْفَوَاحِش} هَذِه وَحدهَا وأسكن (عَن ءايتي الَّذين) وَلم يَخْتَلِفُوا في فتح الْيَاء من {مسني السوء} 188). [السبعة في القراءات: 302]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها سبع ياءات إضافة: قوله عز وجل (ربي الفواحش) أسكنها حمزة.
(إني أخاف) (من بعدي أعجلتم) فتحهما الحرميان وأبو عمرو.
(معي بني إسرائيل) فتحها حفص.
(إني اصطفيتك) فتحها ابن كثير وأبو عمرو.
(آيتي الذين) أسكنها حمزة وابن عامر.
[التبصرة: 221]
(عذابي أصيب) فتحها نافع). [التبصرة: 222]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ سَبْعٌ) حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ أَسْكَنَهَا حَمْزَةُ إِنِّي أَخَافُ مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فَأَرْسِلْ مَعِيَ فَتَحَهَا حَفْصٌ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو آيَاتِيَ الَّذِينَ أَسْكَنَهَا ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ، عَذَابِي أُصِيبُ فَتَحَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ.
(وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ ثِنْتَانِ) ثُمَّ كِيدُونِ أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ وَالدَّاجُونِيُّ عَنْ هِشَامٍ وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَالْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ وَرُوِيَتْ عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَمَا تَقَدَّمَ (تُنْظِرُونِ) أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة سبع:
{حرم ربي الفواحش} [33] أسكنها حمزة.
[تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
{إني أخاف} [59]، {بعدي أعجلتم} [150] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{فأرسل معي} [105] فتحها حفص.
{إني اصطفيتك} [144] فتحها ابن كثير وأبو عمرو.
{آيتي الذين} [146] سكنها ابن عامر وحمزة.
{عذابي أصيب} [156] فتحها أهل المدينة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 529]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: في سورة الأعراف] من ياءات الإضافة سبعة:
حرم ربّي الفواحش أسكنها حمزة.
إني أخاف [59] ومن بعدي أعجلتم [150] فتحهما المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو.
فأرسل معي [105] فتحها حفص.
إني اصطفيتك [144] فتحها ابن كثير وأبو عمرو.
آياتي الذين [146] أسكنها ابن عامر وحمزة.
عذابي أصيب [156] فتحها المدنيان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
سبع: "رَبِّيَ الْفَوَاحِش" [الآية: 33] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 59] "بَعْدِي أَعَجِلْتُم" [الآية: 150] "فَأَرْسِلْ مَعِي" [الآية: 105] "إِنِّي اصْطَفَيْتُك" [الآية: 44] "آيَاتِيَ الَّذِين" [الآية: 146] "عَذَابِي أُصِيب" [الآية: 156] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/75]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة سبع: {حرم ربي الفواحش} [33] {إني أخاف} [59] {معي بني إسراءيل} {إني اصطفيتك} [144] {ءايتي الذين} [146] {بعدي أعجلتم} [150] {عذابي أصيب} [156] ). [غيث النفع: 652]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة سبعة:
{حرم ربي الفواحش} [33] فتحها الكل {إني أخاف} [59]، {من بعدي أعجلتم} [150] فتحها أبو جعفر، {معي بني إسرائيل} [105]، {إني اصطفيتك} [144] أسكنها الكل، {عن آياتي الذين} [146] فتحها الكل، {عذابي أصيب} [156] فتحها أبو جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 135]

الياءات المحذوفة:
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفة:
{ثم كيدون فلا} (195): أثبتها في الحالين: هشام، بخلاف عنه وأثبتها في الوصل خاصة: أبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها [محذوفة بل محذوفتان] : (ثمّ كيدون فلا) أثبتها في الحالين يعقوب، وهشام بخلاف عنه، وأثبتها في الوصل خاصّة أبو عمرو وأبو جعفر. (فلا تنظرون) أثبتها في الحالين يعقوب. والله أعلم). [تحبير التيسير: 383]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (وفيها محذوفة: {ثُمَّ كِيدُونِ} [195] أثبتها في الوصل أبو عمرو.
وفي الحالين هشام، كذا روى الحلواني عنه. وقال عنه غيره كأبي عمرو.
وقيل عنه بالحذف، وصلا ووقفا كالباقين، وذكر أبو عمرو أنه قرأ كذلك من طريق عبد الباقي عن الحلواني عن هشام. والصحيح عن الحلواني عنه إثباتها في الحالين). [الإقناع: 2/653]

الياءات الزوائد
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من الزوائد موضع (ثم كيدون) قرأ هشام بياء في الحالين، وقرأ أبو عمرو بياء في الوصل دون الوقف وحذفها الباقون في الحالين، وهو الأشهر عن ابن ذكوان وقد روي عنه إثباتها في الوصل، وبالحذف قرأت له، وكلهم أثبتوا الياء في الحالين من (المهتدي) في هذه السورة). [التبصرة: 222]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ثنتان:
{ثم كيدون} [195] أثبتها وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر والداجوني عن هشام، وفي الحالين يعقوب والحلواني عن هشام.
{تنظرون} [195] أثبتها في الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 529]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من ياءات الزوائد: ثنتان:
ثم كيدوني [195] أثبتها وصلا أبو عمرو، وأبو جعفر، والداجوني عن هشام، وأثبتها في الحالين يعقوب والحلواني عن هشام، ورويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم.
تنظروني [195] أثبتها في الحالين يعقوب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومن الزوائد ثنتان: "ثُمَّ كِيدُون" [الآية: 195] "فَلا تُنْظِرُون" [الآية: 195] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/75]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد واحدة: {كيدون} ومدغمها: خمسة وخمسون، ومن الصغير: اثنان وعشرن). [غيث النفع: 652]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد اثنتان:
{ثم كيدون فلا} [195] أثبتها في الوصل أبو جعفر، وفي الحالينيعقوب، {فلا تنظرون} [195]، أثبتها في الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 135]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
الأعراف
(من الساجدين) (11) (شاكرين) (17) (أخرج لعباده) (32)، (من الكتاب) (37)، (وبينهما حجاب) (وعلى الأعراف رجال) (46) يميل الجيم، (جائمين) (78) (رجالاً) (48) يميله، (من الغابرين)(83) يميل الغين منه، حيث كان (الحاكمين) (87) يميل الحاء حيث كان (كنا كارهين9 (88) يميا الكاف. (الفاتحين) (89) قليلاً، (جاثمين) (91) (في المدائن حاشرين) (111) يميل الدال والحاء شيئاً يسيراً وكذلك جميع إمالاته ليست بالفاحشة القبيحة (ساجدين) (120) (وقالوا مهما) (132) يميل الميم قليلاً وهو منصوص في كتاب، ورأيت أصحاب النحو والعربية يضعفونه ولا يجيزونه ولم يكن عند صاحبي له فيه حجة ولا علة، وسألت أبا بكر بن مقسم فقال: هذا الحرف مشهور عن الكسائي في هذه الرواية. وهي أجل الروايات وأبينها عنه. (..........) .
(فاتنا به) (132) بكسر التاء (.....) ليس ذلك في قراءتنا وكان يقول: إنما كسرها للتاء المكسورة بعدها، وقد ذكرت ما قال في (مهما) في الشرح مع العلل. (ثلاثين ليلة) (142) يميل اللام من (ثلاثين) قليلاً. (على الناس) (144) (من الشاكرين) (144) (وأنت خير الراحمين)، ولا يميل (الرازقين) وأيضاً قد بينت علته
[الغاية في القراءات العشر: 464]
في الشرح، (فلا هادي له) (186) يميل الهاء قليلاً، (من نفس واحدة) (189) قليلاً (عن الجاهلين) (199) ). [الغاية في القراءات العشر: 465]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وذكرى} [2] و{دعواهم} [5] و{التقوى} [26] و{يراكم} [27] لهم وبصري.
{فجآءها} [4] لحمزة وابن ذكوان.
{نار} [12] لهما ودوري.
{نهاكما} [20] و{فدلاهما} [22] {وناداهما} لهم.
تنبيه: {يوارى} [26] لا إمالة فيه من طريق الحرز وأصله، وراجع ما تقدم). [غيث النفع: 617]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هدى} [30] و{اتقى} [35] و{هدانا} [43] معًا {ونادى} [44] لهم.
{الضلالة} [30] و{القيامة} [32] لعلي إن وقف.
{الدنيا} و{افترى} [37] و{أخراهم لأولاهم} [38] و{أولاهم لأخراهم} [39] {بسيماهم} [46] لهم وبصري.
{النار} الأربعة، و{كافرين} لهما ودوري.
{جآء} [34] و{جآءتهم} [37] و{جآءت} [43] لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{النار} [47 50] معًا و{الكافرين} لهما ودوري {ونادى} [48 50] معًا و{أغنى} [48] و{ننساهم} [51] و{هدى} [52] إن وقف عليه و{استوى} [54] لهم.
{بسيماهم} [48] و{الدنيا} [51] و{الموتى} [57] و{لنراك} [60 66] معًا، لهم وبصري.
[غيث النفع: 623]
{جآءت} [53] و{جآءكم} [63] لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 624]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{جآءكم} [69] {جآءتكم} [73 85] معًا و{وزادكم} [69] لحمزة وابن ذكوان بخلف له في {زادكم}.
{دارهم} [78] لهما ودوري.
{فتولى} [79] لهم). [غيث النفع: 628]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{نجانا} [89] و{فتولى} [93] و{ءاسى} و{ضحى} [98] إن وقف عليه و{فألقى} [107] لهم.
{دارهم} [91] و{كافرين} و{الكافرين} لهما ودوري.
{القرى} [101] الأربعة و{موسى} [103 104] معًا و{يا موسى} [115] لهم وبصري.
{جآءتهم} [101] {وجآء} [113] {وجآءو} [116] لحمزة وابن ذكوان.
{ساحر} [112] لدوري علي، وإنما لم يمل لهما لأنهما يقدمان الألف على الحاء، كما تقدم {الناس} [116] لدوري). [غيث النفع: 631]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{موسى} الأربعة و{بموسى} [131] و{يا موسى} [134 138] معًا، لدى الوقف عليهما و{الحسنى} [137] لهم وبصري.
{جآءتنا} [126] و{جآءتهم} [131] لابن ذكوان وحمزة.
{عسى} [129] لهم.
{ءالهة} [138] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 637]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{موسى} السبعة و{تراني} [143] معًا و{ يا موسى} [144] و{الدنيا} [152] و{عن موسى} [154] إن وقف عليه لهم وبصري.
{جآء} [143] لحمزة وابن ذكوان.
{تجلى} {وألقى} [150] و{هدى} [154] لدى الوقف عليهما، لهم.
{الناس} [144] لدوري). [غيث النفع: 640]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الدنيا} [156] و{موسى} [159 - 160] معًا، {والسلوى} [160] لهم وبصري.
{التوراة} [157] لقالون بخلف عنه، وورش وحمزة تقليلاً، وللبصري وابن ذكوان وعلي إضجاعًا.
{وينهاهم} و{استسقاه} [160] و{الأدنى} [169] لهم). [غيث النفع: 644]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{بلى} [172] و{هواه} [176] و{عسى} [185] و{مرساها} [187] لهم.
و{الحسنى} [180] لهم وبصري.
{حنة} [184] و{بغتة} [187] لعلي إن وقف.
{طغياهم} [186] لدوري علي.
[غيث النفع: 647]
{الناس} [187] لدوري). [غيث النفع: 648]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{شآء} [188] لابن ذكوان وحمزة.
{تغشاها} [189] و{ءاتاهما} [190] معًا و{فتعالى} لدى الوقف و{الهدى} [193 - 198] معًا، و{يتولى} [196] لدى الوقف، و{يوحى} [203] و{هدى} إن وقف عليه لهم.
{وتراهم} [198] لهم وبصري). [غيث النفع: 651]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ جآءهم} [5] لبصري وهشام.
{تغفر لنا} [23] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{أمرتك قال} [12] {جهنم منكم} [18] {حيث شئتما} [19] {ينزع عنهما} [27] {هو وقبيله}.
ولا إدغام في {يكون لك} [13] ونحوه للساكن قبل النون). [غيث النفع: 618]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لقد جآءت} [43] لبصري وهشام والأخوين، و{أورثتموها} كذلك.
(ك)
{أمر ربي} [29] {الرزق قل} [32] {أظلم ممن} [37] {كذب بآياته} {قال لكل} [38] {العذاب بما} [39] {جهنم مهاد} [41] {رسل ربنا} [43] ). [غيث النفع: 621]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جئناهم} [52] {قد جآءت} [53] لبصري وهشام والأخوين {أقلت سحابا} [57] لبصري والأخوين.
(ك)
{رزقكم الله} [50] {الذين نسوه} [53] {رسل ربنا} {والنجوم مسخرات} {وأعلم من الله} [62] ). [غيث النفع: 624]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ جعلكم} [69 - 74] معًا لبصري وهشام.
{قد جآءتكم} [73 - 85] معًا لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{وقع عليكم} [71] {أمر ربهم} [77] {قال لقومه} [80] {سبقكم بها} ). [غيث النفع: 628]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جآءتهم} [101] و{قد جئتكم} [105] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{ونطبع على} [100] {نكون نحن} [115] ). [غيث النفع: 631]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{الساحرة ساجين} {ءاذن لكم} [123] {تنقم منا} [126] {وءالهتك قال} [127] {فما نحن لك} [132] {وقع عليهم} [134] {ويستحيون نسآءكم} [141] ). [غيث النفع: 637]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قد ضلوا} [149] لورش وبصري وشامي والأخوين.
{ويغفر لنا} و{اغفر لي} [151] و{فاغفر لنا} [155] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{لأخيه هارون} [142] {قال رب أرني} [143] {قال لن} {أفاق قال} {قوم موسى} [148] {أمر ربكم} [150] {قال رب اغفر} [151] {السيئات ثم} [153] {قال رب لو شئت} [155].
[غيث النفع: 640]
و{فتم ميقات} [142] و{الغي يتخذوه} [146] لا إدغام فيهما للتشديد). [غيث النفع: 641]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{نغفر لكم} [161] للبصري بخلف عن الدوري.
{إذ تأتيهم} [163] {وإذ تأذن} [167] لبصري وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 644]
(ك)
{أصيب به} [156] {ويضع عنهم} [157] {قوم موسى} [159] {قيل لهم} [161 162] معًا { حيث شئتم} [161] {تأذن ربك} [167] {سيغفر لنا} [169].
ولا إدغام في {إليك قال} [156] لسكون ما قبل الكاف). [غيث النفع: 645]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يلهث ذلك} [176] لقالون والبصري وابن ذكوان والكوفيين، بخلف عن قالون.
والإدغام فيه أصح وأقيس، لأن الحرفين إذا كانا من مخرج واحد وسكن الأول منهما وجب إدغامه في الثاني، ما لم يمنع منه مائع، ولا مانع منه هنا.
ولم يأخذ فيه بعض أهل الأداء إلا بالإدغام للجميع، ولولا ما صح من الإظهار عند من لم نذكر لهم الإدغام لكان هو المأخوذ به، والله أعلم.
{ولقد ذرأنا} [179] لبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{ءادم من} [172] {أولائك كالأنعام} [179] {يسئلونك كأنك} [177] ). [غيث النفع: 648]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{أثقلت دعوا} [189] للجميع.
(ك)
{خلقكم} {لا يستطيعون نصركم} [197] {العفو وأمر} [199] {من الشيطان نزغ} [200].
ولا إدغام في {ولا يستطيعون لهم} [192] لوقوع النون بعد ساكن، وكذا {إن ولي الله} [196] لكون المثلين في كلمة، ولتثقيل الأول منهما). [غيث النفع: 652]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:19 PM

سورة الأعراف

[ من الآية (1) إلى الآية (9) ]
{المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}

قوله تعالى: {المص (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ السَّكْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَى كُلِ حَرْفٍ مِنَ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر السكت لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم السكت لأبي جعفر على الفواتح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من "المص" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/43]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المص} مذهب الأكثر جواز الوقف عليه، وهو عندهم تام لأنه خبر مبتدأ محذوف مرفوع المحل، تقديره: هذا (المص)، أو منصوب بفعل مضمر، تقديره: اقرأ أو خذ (المص)، فهو جملة مستقلة بنفسها، ويؤيده عد أهل الكوفة له آية). [غيث النفع: 612]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {المص (1)}
- قرأ أبو جعفر بالسكت على ألف، ولام، وميم، وص، سكتة لطيفة، من غير تنفس مقدار حركتين.
ومثل هذا عنه في ما تكرر في فواتح السور. وتقدم الحديث عن مثل هذا في أول سورة البقرة.
قال القلانسي: (... بتقطيع الحروف من بعضها بسكتة يسيرة).
- وقراءة الباقين بغير سكت في ذلك كله). [معجم القراءات: 3/3]

قوله تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ذكرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/43]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (والوقف على {إليك} [2] كاف، وكذلك {منه} والتام رأس الآية، وهو {للمؤمنين}.
[غيث النفع: 612]
وألف لا مد فيه لأن وسطه متحرك، والثلاثة بعده ممدودة مدًا طويلاً لجميعهم، لأجل الساكن اللازم، والحروف الممدودة لأجل الساكن سبعة، هذه الثلاثة والكاف والقاف والسين والنون). [غيث النفع: 613]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
{لِتُنْذِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَذِكْرَى}
- أعاله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لِلْمُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا لأبي عمرو وأبي جعفر وغيرهما.
وانظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/3]

قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في تَشْدِيد الذَّال وتخفيفها وَزِيَادَة يَاء في قَوْله {قَلِيلا مَا تذكرُونَ} 3
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عمر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {قَلِيلا مَا تذكرُونَ} مُشَدّدَة الذَّال وَالْكَاف
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص {قَلِيلا مَا تذكرُونَ} خَفِيفَة الذَّال مُشَدّدَة الْكَاف
وَقَرَأَ ابْن عَامر (قَلِيلا مَا يتذكرون) بياء وتاء
وَقد روى عَنهُ بتاءين). [السبعة في القراءات: 278]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ما يتذكرون} بياء وتاء، شامي، {تذكرون} خفيف كل
[الغاية في القراءات العشر: 252]
القرآن، كوفي غير أبي بكر ). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما يتذكرون) [3]: بياء وتاء دمشقي، بتاءين أبو بشر). [المنتهى: 2/699]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (يتذكرون) بياء وتاء، وقرأ الباقون بتاء واحدة، وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي وقد ذكرناه). [التبصرة: 213]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن عامر: {قليلا ما يتذكرون} (3): بزيادة ياء.
والباقون: بغير ياء). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن عامر: (قليلا ما يتذكرون) بزيادة ياء، والباقون بغير ياء). [تحبير التيسير: 370]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَبِتَعُوا) بالغين الْجَحْدَرِيّ، الباقون بالعين، وهو الاختيار لقوله: (اتَّبِعُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 550]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَذَكَّرُونَ) بتاءين أبو بشر، وابْن مِقْسَمٍ، والسُّلَمِيّ عن ابن عامر باقي أهل دمشق بياء وتاء، الباقون بتاء واحدة، وهو الاختيار لموافقة المصحف الجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، ومجاهد بياء واحدة من غير تاء، وفي النمل بتأنيث ابْن مِقْسَمٍ، وأبو بحرية، وبالياء أبو بشر وهشام، وأبو عمرو، وغير ابن عقيل، والحسن، واختلف عن روح، الباقون بتاء واحدة، وهو الاختيار لما ذكرت، وفي الطول بتاءين أبو بحرية، وكوفي غير قاسم، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بياء وتاء، وهو الاختيار لقوله: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، وقوله: (لَا يُؤمِنُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 550]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([3]- {مَا تَذَكَّرُونَ} بزيادة ياء: ابن عامر). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (681 - وَتَذَّكَّرُونَ الْغَيْبَ زِدْ قَبْلَ تَائِهِ = كَرِيماً وَخِفُّ الذَّالِ كَمْ شَرَفاً عَلاَ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([681] وتذكرون الغيب زد قبل تائه = (كـ)ريمًا خف الذال (كـ)م (ش)رفًا (عـ)لا
قد مضى الكلام في {تتذكرون} و {تذكرون}.
وأما يتذكرون، فمعلوم). [فتح الوصيد: 2/922]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([681] وتذكرون الغيب زد قبل تائه = كريمًا وخف الذال كم شرفًا علا
ح: (تذكرون): مبتدأ، (الغيب زد قبل تائه): خبره، و (الغيب): مفعل (زد)، (كريمًا): حال من فاعله، (خف الذال): مبتدأ، (كم شرفًا علا): خبره، وتمييز (كم): محذوف، أي: كم مرةً، (شرفًا): مفعول (علا).
ص: يعني زد ياء الغيبة قبل تاء: {تذكرون} في قوله تعالى: {قليلًا ما يتذكرون} [3] لابن عامر، واحذفها للباقين.
ثم قال: تخفيف الذال في: {تذكرون} لابن عامر وحمزة والكسائي وحفص.
فيكون: لابن عامر زيادة الياء وتخفيف الذال، أي: ما يتذكرون هؤلاء يا محمد، ولحمزة والكسائي وحفص: حذف الياء وتخفيف الذال على ما مر قبل، وكرر ذكرهم لزيادة قراءة ابن عامر، وللباقين: {تذكرون} بحذف
[كنز المعاني: 2/240]
الياء وتشديد الذال بالخطاب لطباق: {اتبعوا ما أنزل إليكم} [3]). [كنز المعاني: 2/241]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (681- وَتَذَّكَّرُونَ الغَيْبَ زِدْ قَبْلَ تَائِهِ،.. "كَـ"ـرِيمًا وَخِفُّ الذَّالِ "كَـ"ـمْ "شَـ"ـرَفًا "عَـ"ـلا
أي زاد ابن عامر ياء فقرأ: "قليلا ما يتذكرون"، وخفف الذال، والباقون لم يزيدوا هذه الياء الدالة على الغيب وهم في تخفيف الذال وتشديدها مختلفون على ما سبق في الأنعام، وإنما احتاج إلى إعادة الكلام في تخفيف الذال هنا لأجل زيادة ابن عامر على تخفيفها، وقد سبق الكلام في تعليل مثل هذه القراءات، وفي معنى قوله: كم شرفا علا في سورة النساء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/163]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (681 - وتذّكّرون الغيب زد قبل تائه = كريما وخفّ الذّال كم شرفا علا
قرأ ابن عامر بزيادة ياء الغيب المثناة التحتية قبل تاء تَذَكَّرُونَ فتكون قراءته يتذكّرون وقراءة الباقين تَذَكَّرُونَ بحذف ياء الغيب. وخفف الذال ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وشددها الباقون. وأعاد ذكر تخفيف الذال هنا مع ذكره له في سورة الأنعام: لئلا يتوهم أن هذا التخفيف هنا خاص بابن عامر. والحاصل: أن هنا ثلاث قراءات زيادة ياء الغيب مع تخفيف الذال وحذفها مع التخفيف والتشديد في الذال). [الوافي في شرح الشاطبية: 269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (يَتَذَكَّرُونَ) بِيَاءٍ قَبْلَ التَّاءِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ تَخْفِيفِ الذَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ قَبْلَهَا كَمَا هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ. وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ عَلَى أَصْلِهِمْ فِي تَخْفِيفِ الذَّالِ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {تذكرون} [3] بياء على الغيب قبل التاء مع تخفيف الذال، والباقون بتاء واحدة خطابًا، وخفف الذال حمزة والكسائي وخلف وحفص على أصلهم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (628 - تذكّرون الغيب زد من قبل كم = والخفّ كن صحباً .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (تذكّرون الغيب زد من قبل (ك) م = والخفّ (ك) ن (صحبا) وتخرجون ضم
أي «قليلا ما يتذكرون» بزيادة ياء قبل التاء على الغيب ابن عامر مع تخفيف الذال كما سيأتي وكذا هو في المصحف الشامي، والباقون بتاء واحدة من غير ياء قبلها، وخفف الذال منهم حمزة والكسائي وخلف وحفص كما تقدم أصلهم في الأنعام قريبا قوله: (والخف) يعني تخفيف الذال من «تذكرون» وإنما أعاد ذكر صحب وإن كان قد علم مما تقدم قريبا في أواخر الأنعام في قوله: «تذكرون» صحب خففا لأجل ذكر ابن عامر فإنه لا بد من ذكر التخفيف له ولو ذكر وحده لفهم للباقين التشديد، وليس كذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 231]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تذّكّرون الغيب (ز) د من قبل (ك) م = والخف (ك) ن (صحبا) وتخرجون ضمّ
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: قليلا ما يتذكرون [الأعراف: 3]- بزيادة ياء الغيب قبل التاء، والباقون بحذفها.
وخفف [ذاله] ذو كاف (كن) ابن عامر، و(صحبا) حمزة، والكسائي، [وحفص، وخلف،] وأعاد ذكر ابن عامر؛ ليبين الإجماع المركب.
أما تخفيف الأصل: فلوجود شرطه في المختلف على قراءته.
وأما تخفيف الموافق: فلوقوعه على قراءته في متفق التخفيف.
وجه الغيب: إسناده إلى غيب، أي: يا محمد الذين بعثت إليهم قليلا ما يتذكرون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المخاطبين المذكورين في اتّبعوا ما أنزل إليكم مّن رّبّكم [الأعراف: 3]، وتاء «التفعل» مدغمة للمشدد، محذوفة للمخفف، وارتفع محله للمبالغة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قليلا ما يتذكرون" [الآية: 3] فابن عامر بياء قبل التاء مع تخفيف الذال والباقون بتاء فوقية بلا ياء قبلها، وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم والباقون بالتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ الشامي بياء قبل التاء، والباقون بحذفها، وقرأ الشامي والأخوان وحفص بتخفيف الذال، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 613]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}
{اتَّبِعُوا}
- قرأ عاصم الجحدري (ابتغوا) من الابتغاء، بالغين المعجمة.
- وقراءة الجماعة (اتبعوا) من الاتباع، بالعين المهملة.
{وَلَا تَتَّبِعُوا}
- قرأ مجاهد ومالك بن دينار وعاصم الجحدري (ولا تبتغوا) بالغين المعجمة من الابتغاء وهو الطلب.
- وقراءة الجماعة (ولا تتبعوا) بالعين المهملة من الاتباع.
{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (تذكرون) بتاء واحدة، وبتخفيف الذال وتشديد الكاف، وهو كذلك في إمام أهل العراق.
قال أبو جعفر النحاس: (فحذف التاء الثانية لاجتماع التاءين).
- وقرأ ابن عامر (يتذكرون) بالياء والتاء، وتخفيف الذال، على الغيب، وهو كذلك في مصاحف الشام والحجاز.
[معجم القراءات: 3/4]
- وقرأ أبو الدرداء والسلمي وابن عباس وابن ذكوان وهشام والأخفش في رواية عن ابن عامر (تتذكرون) بتاءين، على مخاطبة حاضرين.
قال ابن مجاهد: (ابن عامر بياء وتاء، وقد روي عنه بتاءين).
- وقرأ مجاهد (يذكرون) بياء وتشديد الذال والكاف.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون) بتاء الخطاب، وتشديد الذال، وذلك على إدغام التاء في الذال، والأصل فيه: تتذكرون، بتاءين.
قال الزجاج: (.. إلا أن التاء تدغم في الذال لقرب مكان هذه من مكان هذه) ). [معجم القراءات: 3/5]

قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأسنآ} [4- 5] معًا {شئتما} إبدالهما للسوسي جلي). [غيث النفع: 613] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}
{أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا}
- قرأ ابن أبي عبلة (أهلكناهم فجاءهم) على الجمع، وذلك على تقدير: وكم من أهل قرية.
- وقراءة الجماعة (أهلكناهم فجاءهم) على الإفراد.
{فَجَاءَهَا}
- تقدمت الإمالة فيه لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 3/5]
وانظر الآية/61 من سورة آل عمران.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
{بَأْسُنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (باسنا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{قَائِلُونَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 3/6]

قوله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "جاء" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "دعويهم" حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والأزرق بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأسنآ} [4- 5] معًا {شئتما} إبدالهما للسوسي جلي). [غيث النفع: 613] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)}
{دَعْوَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{إِذْ جَاءَهُمْ}
- أدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام واليزيدي وابن محيصن وابن ذكوان من طريق الأخفش.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وحمزة وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان من طريق الصوري بالإظهار.
- تقدمت إمالة (جاء) في الآية السابقة في (فجاءها).
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
{بَأْسُنَا}
- تقدم حكم الهمزة في الآية السابقة). [معجم القراءات: 3/6]

قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)}
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ}
- قراءة الجماعة: (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن) بالنون فيهما.
- وقرأ ابن مسعود: (فلنسألن الذين أرسلنا إليهم قبلك ورسلنا ولنسألن..).
- وقرأ يحيى وإبراهيم (فليسألن.. وليسألن) بالياء فيهما.
{إِلَيْهِمْ}
- وقرأ بضم الهاء (إليهم) على الأصل، حمزة ويعقوب والمطوعي، وهي لغة قريش والحجازيين.
- وقراءة الباقين بكسر الهاء (إليهم) لمجانسة الكسر لفظ الياء، وهي لغة قيس وتمتم وبني سعد). [معجم القراءات: 3/7]

قوله تعالى: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}
{فَلَنَقُصَّنَّ}
- قراءة يحيى وإبراهيم بالياء (فليقصن).
- وقراءة الجماعة بالنون (فلنقصن).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء عن يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي.
- والكسر عن الباقين.
وانظر مثل هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة.
{غَائِبِينَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 3/7]

قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}
{الْحَقُّ}
- قرأ بعض القراء (القسط).
- وقراءة الجماعة (الحق) ). [معجم القراءات: 3/8]

قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} {وَمَنْ خَفَّتْ}
- أخفى أبو جعفر النون عند الخاء.
{خَسِرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش، بخلاف.
{يَظْلِمُونَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/8]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 07:54 AM

سورة الأعراف

[ من الآية (10) إلى الآية (18) ]
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10) وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {معايش} 10
كلهم قَرَأَ (معيش) بِغَيْر همز
وروى خَارِجَة عَن نَافِع (معآئش) ممدودة مَهْمُوزَة
قَالَ أَبُو بكر وَهُوَ غلط). [السبعة في القراءات: 278]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق على قراءة "معايش" بالياء بلا همز؛ لأن ياءها أصلية جمع معيشة من العيش وأصلها معيشة مفعلة متحركة الياء فلا تنقلب في الجمع همزة كما في الصحاح، قال: وكذا مكايل ومبايع ونحوهما، وما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه، إذ لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيها معايش} [10] هو بالياء من غير همز ولا مد، لكل القراء، وشذ خارجة فرواه عن نافع بالهمز، وهو ضعيف جدًا، بل جعله بعضهم لحنًا، لأنه جمع معيشة، وأصلها (مفعلة)، بكسر العين، ثم نقلت حركة الياء إلى العين تخفيفًا، فالميم زائدة لأنها
[غيث النفع: 613]
من العيش، والياء أصلية متحركة، فلا تقلب في الجمع، نحو مكايل ومبايع، وأما لو كانت زائدة أصلها في الواحد السكون لهمزتها في الجمع، نحو سفائن وصحائف ومدائن، لأن مفرده (فعيلة) والياء فيه زائدة ساكنة، وكذا تهمز في الجمع إذا كان موضع الياء ألف أو واو زائدتان، نحو عجائز ورسائل، لأن الواحد عجوز ورسالة). [غيث النفع: 614]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10)}
{مَعَايِشَ}
- قراءة الجمهور (معايش) بالياء، وهو القياس؛ لأن الياء في المفرد أصل وليست زائدة فتهمز، وإنما تهمز الزائدة نحو: صحيفة وصحائف.
قال الزجاج: (وأكثر القراء على ترك الهمز في معايش ...).
- وروي عن ورش (معايش) بسكون الياء، وهو على التخفيف من الكسر.
[معجم القراءات: 3/8]
- وقرأ أسيد عن الأعرج وزيد بن علي والأعمش وخارجة بن مصعب عن نافع وحميد بن عمير وابن عامر في رواية، وأبة جعفر (معائش) بالهمز.
قالوا: وليس هذا بالقياس، ولكنهم رووه وهم ثقات فوجب قبوله.
قال الزجاج:
(وأكثر القراء على ترك الهمز في معايش، وقد رووها عن نافع مهموزة.
وجميع النحويين البصريين يزعمون أن همزها خطأ..، فأما ما رواه نافع من (معائش) بالهمز فلا أعرف له وجهًا، إلا أن لفظ هذه الياء التي من نفس الكلمة أسكن في معيشة فصار على لفظ صحيفة، فحمل الجمع على ذلك.
ولا أحب القراءة بالهمز؛ إذ كان أكثر الناس يقرأون بترك الهمز، ولو كان مما يهمز لجاز تحقيقه وترك همزه، فكيف وهو مما لا أصل له في الهمز؟
وهو كتاب الله عز وجل الذي ينبغي أن يمال فيه إلى ما عليه الأكثر؛ لأن القراءة سنة، فالأولى فيها الاتباع، والأولى اتباع الأكثر).
[معجم القراءات: 3/9]
- وقال الزمخشري:
"وعن ابن عامر أنه همز على التشبيه بصحائف).
وقال أبو جعفر:
(والهمز لحن لا يجوز؛ لأن الواحد معيشة، فزدت ألف الجمع وهي ساكنة، والياء ساكنة فلابد من تحريك، إذ لا سبيل إلى الحذف، والألف لا تحرك، فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد، ونظيره من الواو: منارة ومناور، ومقامة ومقاوم ...).
ونقل هذا عن النحاس القرطبي.
وقال الطوسي:
(وعند جميع النحويين أن (معايش) لا يهمز، ومتى همز كان لحنًا، لأن الياء فيه أصلية، لأنه من عاش يعيش ...).
وقال مكي في مشكل إعراب القرآن:
(.. ومجازه أنه شبه الياء الأصلية بالزائدة، فأجراها مجراها، وفيه بعد، وكثير من النحويين لا يجيزه).
وقال الأخفش:
(فالياء غير مهموزة، قد همزه بعض القراء، وهو رديء، لأنها ليست بزائدة، وإنما يهمز ما كان على مثال مفاعل إذا جاءت الياء زائدة في الواحد ...).
وقال المازني:
[معجم القراءات: 3/10]
(أصل هذه القراءة عن نافع، ولم يكن يدري ما العربية، وكلام العرب التصحيح في نحو هذا).
وأخذ ابن يعيش كلام المازني هذا فقال:
(قراءة أهل المدينة بالهمز، وإنما أخذت عن نافع، ولم يكن قبًّا في العربية) كذا!!
وذكر الشهاب وغيره أن سيبويه ذهب إلى أنها غلط، وقال أبو بكر بن مجاهد مثل قول سيبويه.
وقال ابن مهران:
(قيل: فأما نافع فهو غلط عليه؛ لأن الرواة عنه الثقات كلهم على خلاف ذلك، وقال أكثر القراء وأهل النحو والعربية: إن الهمزة فيه لحن.
وقال بعضهم: ليس بلحن، وله وجه وإن كان بعيدًا).
وقال الشهاب بعد عرض قول المازني وغيره:
(وقد سمع عنهم هذا في مصايب ومناير ومعايش، فالمغلط هو الغالط، والقراءة وإن كانت شاذة غير متواترة مأخوذة عن الفصحاء الثقات.
وأما قول سبيويه رحمه الله إنها غلط، فإنه عنى أنها خارجة عن الجادة والقياس، وهو كثيرًا ما يستعمل الغلط في كتابه بهذا المعنى).
وقال أبو حيان: (ولسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة).
[معجم القراءات: 3/11]
قال الفراء: (ربما همزت العرب هذا وشبهه، يتوهمون أنها فعيلة فيشبهون مفعلة بفعيلة).
فهذا نقل الفراء عن العرب أنهم ربما يهمزون هذا وشبهه، وجاء به نقل القرأة الثقات:
- ابن عامر: وهو عربي صراح، وقد أخذ القرآن عن عثمان قبل ظهور اللحن.
- والأعرج: وهو من كبار قراء التابعين.
- وزيد بن علي: هو من الفصاحة والعلم بالمكان الذي قل إن يدانيه في ذلك أحد.
- والأعمش: وهو من الضبط والإتقان والحفظ والثقة بمكان.
- ونافع: وهو قد قرأ على سبعين من التابعين، وهم من الفصاحة والضبط والثقة بالمحل الذي لا يجهل، فوجب قبول ما نقلوه إلينا ولا مبالاة بمخالفة نحاة البصرة في مثل هذا.
وأما قول المازني: (أصل هذه القراءة عن نافع) فليس بصحيح؛ لأنها نقلت عن ابن عامر والأعرج وزيد بن علي والأعمش وأما قوله: (إن نافعًا لم يكن يدري ما العربية) فشهادة على النفي، ولو فرضنا أنه لا يدري ما العربية، وهي هذه الصناعة التي يتوصل بها إلى التكلم بلسان العرب فهو لا يلزمه ذلك؛ إذ هو فصيح بالعربية، ناقل للقراءة عن العرب الفصحاء، وكثير من هؤلاء النحاة يسيئون الظن بالقراء ولا يجوز لهم ذلك). انتهى نص أبي حيان.
وقد أطلت في النقل وأفرطت، ولي العذر في هذا، فإني أردت ألا يضيع عليك رأي في هذه القراءة، فهي مسألة خلافية، تباين الرأي فيها، ثم ذكرت حديث أبي حيان في خاتمة هذه النصوص، وهو
[معجم القراءات: 3/12]
حديث جيد، فلعله يقنعك ويرضيك!! ). [معجم القراءات: 3/13]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (للملائكة اسجدوا) ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 370]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ أَبِي جَعْفَرٍ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للملائكة اسجدوا} [11] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للملائكة اسجدوا [11] لأبي جعفر بالبقرة [الآية: 34]، وتسهيل ثاني همزتي: لأملأن [الأعراف: 18] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "للملائكة اسجدوا" بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان، والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)}
{لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا}
- قرأ أبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان والشنبوذي (للملائكة اسجدوا) بضم التاء في الوصل إتباعًا لضمة الجيم، ولم يعتد بالساكن فاصلًا.
قال ابن عطية: (وهي قراءة ضعيفة، ووجهها أنه حذف همزة (اسجدوا)، وألقى حركتها على الهاء، وذلك لا يتجه لأنها همزة محذوفة مع الهاء بحركة، أي شيء يلغى، ولإلغاء يكون في الوصل).
- وروى الحنبلي عن أبي جعفر وهبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم.
وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان، وذكر أنه نص عليهما غير واحد.
وقرأ الباقون بالكسرة الخالصة على الجر بحرف الجر (للملائكة اسجدوا).
وتقدم مثل هذا الحديث في الآية/34 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/13]

قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)}
{أَلَّا تَسْجُدَ}
- قراءة الجماعة (ما منعك ألا تسجد).
- وقرئ (ما منعك أن تسجد) كذا بغير (لا)، قال الخليل (والمعنى واحد..).
{أَمَرْتُكَ قَالَ}
- إدغام الكاف في القاف عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
{مِنْ نَارٍ}
- أمال الألف أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/14]

قوله تعالى: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)}

قوله تعالى: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15)}

قوله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراطك} [16] لا يخفى). [غيث النفع: 614]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)}
{لَأَقْعُدَنَّ}
- قرأ أعرابي على أبي رزين (لأجلسن لهم على صراطك المستقيم) فقال له أبو رزين: (لأقعدن لهم..) فقال الأعرابي: قعد وجلس سواء).
هذا نص أثبته على أصول قراءات هذه السورة، ونسيت أن أذكر مرجعه، فلما أردت أن أتثبت من هذا لم أهتد إليه، فتركته على ما ترى من غير إشارة إلى موضع النص، وعسى أن أهتدي إليه فيما
[معجم القراءات: 3/14]
يأتي، والله المستعان.
{صِرَاطَكَ}
- تقدمت فيه القراءات التالية: بالصاد، صراطك، السين: سراطك، بالزاي: زراط، بإشمام الصاد الزاي.
انظر هذه القراءات في سورة الفاتحة، وسورة الأنعام، في الآيتين: 87، 153). [معجم القراءات: 3/15]

قوله تعالى: {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}
{لَآَتِيَنَّهُمْ}
- قرأ مسلمة بن محارب (لأتينهم) بلا مد.
- وقراءة الجماعة (لآتينهم) بالمد.
{أَيْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين (أيديهم) بكسر الهاء لمناسبة الياء قبلها.
{وَمِنْ خَلْفِهِمْ}
- أخفى أبو جعفر النون عند الخاء). [معجم القراءات: 3/15]

قوله تعالى: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لمن تبعك) [18]: بكسر اللام يحيى طريق ابن الحجاج). [المنتهى: 2/700]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لمَن تَبِعَكَ) بكسر اللام أبو الْحَجَّاج عن أبي بكر، وعصمة عن عَاصِم، الباقون لفتحها وهو الاختيار للتأكيد). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَسْهِيلُ هَمْزَةِ لَأَمْلَأَنَّ الثَّانِيَةِ لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لأملأن} [18] ذكر للأصبهاني). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم للملائكة اسجدوا [11] لأبي جعفر بالبقرة [الآية: 34]، وتسهيل ثاني همزتي: لأملأن [الأعراف: 18] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/326] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (عن المطوعي مذموما بواو واحدة بلا همز في الحالين، وهو تخفيف "مذؤما" في قراءة الجمهور بالنقل، وحذف الهمز ووقف حمزة عليه كذلك بالنقل، وأما بين بين فضعيف جدا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الهمزة الثانية من "لأملان" الأصبهاني عن ورش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مذءوما} [18] لا يمده ورش لأنه بعد ساكن صحيح). [غيث النفع: 614]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)}
{مَذْءُومًا}
- قرأ الزهري وأبو جعفر والمطوعي والأعمش وورش (مذومًا) بضم الذال من غير همز، وبواو واحدة في الحالين: الوقف والوصل، وهو تخفيف كقولك في مسؤول: مسول، فقد ألقى حركة الهمزة على الذال وحذف الهمزة، أو أصله مذيم ثم أبدلت الواو من الياء على حد قولهم: مكول في مكيل مع أنه من الكيل.
[معجم القراءات: 3/15]
- ووقف عليه حمزة كذلك، بالنقل لحركة الهمزة إلى الذال، ثم حذف الهمزة.
ويبدو أنه روي فيه التسهيل بين بين، وضعف هذا الوجه.
قال في الإتحاف: (وأما بين بين فضعيف جدًا).
- وقرأ الأعمش (مذمومًا)، من الذم، يقال: ذأمته وذممته بمعنى.
- وقراءة الجماعة في الحالين (مذؤومًا) بالهمز، ومعنى القراءتين واحد.
{لَمَنْ تَبِعَكَ}
- قرأ عاصم الجحدري وعصمة وابن نبهان ويحيى عن أبي بكر عن عاصم والأعمش (لمن تبعك) بكسر اللام من (لمن)، على معنى: لأجل من تبعك.
قال النحاس: (وأنكره بعض النحويين، وتقديره والله أعلم: من أجل من تبعك، كما قال: أكرمت فلانًا لك، وقد يكون المعنى: الدحر لمن تبعك منهم).
وقال الزمخشري: بكسر اللام بمعنى: لمن تبعك منهم هذا الوعيد، وهو قوله: (لأملأن..).
- وقراءة الجمهور (لمن تبعك) بفتح اللام.
والظاهر أنها اللام الموطئة للقسم، ومن: شرطية، على معنى: من تبعك عذبته.
ويجوز أن تكون لام الابتداء، ومن: موصولة، وقوله: لأملأن: جواب قسم محذوف.
[معجم القراءات: 3/16]
{لَأَمْلَأَنَّ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش (لأملأن) بتليين الهمزة الثانية.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{جَهَنَّمَ مِنْكُمْ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم). [معجم القراءات: 3/17]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 07:56 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (19) إلى الآية (25) ]

{وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}

قوله تعالى: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم لأبي عمرو "في حيث شيتما" ثلاثة أوجه إدغام الثاء من حيث في شين شيتما مع الإبدال.
ومع الهمز أما الإدغام مع الهمز فيمتنع، لكنه ليعقوب من المصباح كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/44]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)}
{مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا}
- لأبي عمرو ثلاثة أوجه:
1- إدغام الثاء في الشين مع إبدال الهمزة ياءً (حيث شيتما).
2- الإظهار مه الهمز (حيث شئتما).
3- الإظهار مع الإبدال (حيث شيتما)، ووافقه اليزيدي.
- وقرأ بالإدغام والهمز يعقوب (حيث شئتما).
{شِئْتُمَا}
- قرأ أبو جعفر والأصفهاني عن ورش وأبو عمرو بخلاف عنه، كما تقدم والسوسي (شيتما) بإبدال الهمزة ياء في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالإبدال في الوقف.
وتقدمت هذه القراءات في الآية/35 من سورة البقرة.
{هَذِهِ الشَّجَرَةَ}
- قراءة ابن محيصن (هذي الشجرة) بياء من تحت ساكنة بدل الهاء، وتحذف الياء للساكنين وصلًا، وهي لغة في (هذه)، قال ابن عطية: (على الأصل).
[معجم القراءات: 3/17]
تقدم مثل هذا في الآية/35 من سورة البقرة، وذكرها ابن خالويه في مختصره في هذا الموضع لابن كثير في بعض قراءاته). [معجم القراءات: 3/18]

قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَلَكَيْنِ) بكسر اللام علي بن حكيم عن ابْن كَثِيرٍ، واختيار شِبْل، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله: (وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى)، وفي قول العراقي: قُتَيْبَة، والصحيح أنها رواية إبرهيم المسجدي عنه، وفي يوسف (إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) بكسر اللام عبد الوارث رواية المنقري، وابن عبد الكبير عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار لقرأتهم.
(مَا هَذَا بَشَرًا) بكسر الباء والشين، وروى يعلى بن حكيم عن ابْن كَثِيرٍ في سورة الإنسان (وَمُلْكًا كَبِيرًا) بكسر اللام كابن عباس، وعلي رضي اللَّه عنهما، وهو الاختيار لقوله: (رَأَيْتَ نَعِيمًا) إذا حمل على المتنعم ألا ترى قوله: (عَالِيَهُمْ)، (وَسَقَاهُمْ)، وما أشبه، وهذا هو الاختيار، الباقون بالفتح في الثلاثة). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)}
{وُورِيَ}
- قراءة الجمهور بواوين (ووري) مبنيًا للمفعول، ماضي (وارى) المجهول، كضارب وضورب).
- وقرأ ابن وثاب (وري) بواو مضمومة، من غير واو بعدها على وزن (كسي).
- وقرئ (وري) بتشديد الراء.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (أوري) بإبدال الواو همزة، وهو بدل جائز.
وذكر أبو جعفر النحاس أن هذا يجوز في غير القرآن مثل: أقتت ونقل هذا عنه القرطبي.
وقال الشهاب: وقرئ (أوري) بالهمزة؛ لأن القاعدة إذا اجتمع واوان في أول كلمة فإن تحركت الثانية أو كان لها نظير متحرك وجب إبدال الأولى همزة تخفيفًا..).
{سَوْآَتِهِمَا}
- قراءة الجماعة (سوآتهما) بالجمع على الأصل وتحقيق الهمز، وهو جمع سوءة.
[معجم القراءات: 3/18]
- وقرأ مجاهد والحسن (سوتهما) بالإفراد، وفتح التاء، وتسهيل الهمزة بإبدالها واوًا وإدغام الواو فيها قال العكبري: (ويقرأ بتشديد الواو من غير همز، وذلك على إبدال الهمزة واوًا).
- وقرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة بن نصاح والزهري والحسن (سواتهما) بتسهيل الهمزة وتشديد الواو وكسر التاء، وهو على حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الواو.
قال ابن جني: (حكى سيبويه ذلك لغة قليلة ...)، أي بتشديد الواو، وذكر مثل هذا ابن عطية في المحرر.
- وقرأ حمزة (سواتهما) بواو واحدة وحذف الهمزة، ووجهه أنه حذفها وألقى حركتها على الواو.
- وقرأ الحسن ومجاهد (سوأتهما) على الإفراد وهو جنس.
- وقراءة ورش على مذهبه في أن الواو إذا توسطت بين فتح وهمزة يكون فيها المد والتوسط، وكذا الأزرق، وأما الواو من (سوأتهما) فعنده خلاف فيكون ثلاثة أوجه فيها: المد والتوسط والقصر، وهي قراءة الأزرق، قال النشار: (... تضرب في ثلاثة الهمزة فتصير تسعة أوجه ...).
- وقراءة حمزة في الوقف بوجهين:
[معجم القراءات: 3/19]
- النقل، والإدغام.
أما النقل فهو على القياس، وأما الإدغام فهو إلحاق للواو الأصلية بالزائدة.
{نَهَاكُمَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{هَذِهِ الشَّجَرَةِ}
- القراءة بالياء (هذي) عن ابن محيصن تقدمت مع الآية السابقة.
{مَلَكَيْنِ}
- قراءة الجماعة (ملكين) بفتح اللام.
- وقرأ ابن عباس والحسن بن علي والضحاك ويحيى بن أبي كثير. والزهري، ويعلى به حكيم عن ابن كثير وقتيبة عن الكسائي (ملكين) بكسر اللام مثنى (ملك)، وأنكر أبو عمرو بن العلاء كسر اللام، وقال: لم يكن قبل آدم صلى الله عليه وسلم ملك فيصيرا ملكين).
وقال أبو جعفر النحاس: (.. قراءة شاذة).
والقراءة بفتح اللام هي الصواب عند الطبري، ولا يستجيز القراءة بغيرها). [معجم القراءات: 3/20]

قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)}
{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي}
- قرئ (وقاسمهما بالله إني..) بذكر المقسم به). [معجم القراءات: 3/20]

قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَوءَاتِهِمَا) واحدة هشام عن الحسن (وَطَفِقَا) فتح أبو السَّمَّال، الباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، (يَخصِفَانِ) بكسر الخاء والصاد مشدد حيث وقع الحسن، الباقون بإسكان الخاء خفيف، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يخصفان" بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد والأصل يختصفان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/45]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}
{فَدَلَّاهُمَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{سَوْآَتُهُمَا}
- قرأ الحسن (سوءتهما) مفردًا.
قال النحاس: (والأجود الجمع، ويجوز التثنية).
- وقراءة الجماعة على الجمع (سوآتهما).
{وَطَفِقَا}
- قرأ أبو السمال (طفقا) بفتح الفاء، والكسر أفصح.
- وقراءة الجماعة بكسرها (طفقا).
قال الأخفش: (فمن قال طفق قال: يطفق، ومن قال: طفق قال: يطفق).
{يَخْصِفَانِ}
- قراءة الجماعة (يخصفان) بفتح أوله وسكون ثانيه، وكسر الصاد فيه من (خصف) المخفف.
- وقرأ الزهري في إحدى الروايتين عنه وابن بريدة (يخصفان) بضم الياء من (أخصف)، فيحتمل أن يكون (أفعل) بمعنى (فعل)، ويحتمل
[معجم القراءات: 3/21]
أن تكون الهمزة للتعدية من (خصف)، أي يخصفان أنفسهما.
- وقرأ ابن بريدة والحسن والأعرج والزهري في إحدى الروايتين وعبد الله بن يزيد (يخصفان) بالتشديد من (خصف).
وذكر ابن جني هذه القراءة وقراءها، ثم قال:
(واختلف عنهم كلهم، فهو يفعلان، كيقطعان ويكسران وهذا واضح).
وفي التاج: (ويقال خصف يخصف تخصيفًا مثل اختصف، ومنه قراءة أبي بريدة [كذا] والزهري..).
- وقرأ عبد الله بن يزيد (يخصفان) بضم الياء والخاء، وتشديد الصاد وكسرها، وهي قراءة عسرة النطق، وضم الخاء هنا إتباع لضمة الياء.
- وقرأ الحسن فيما روى عنه محبوب، وابن بريده ويعقوب والأخفش والزهري (يخصفان) بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد وكسرها.
قال ابن جني: (وأما من قرأها (يخصفان) فإنه أراد أيضًا إدغام التاء في الصاد فأسكنها على العبرة في ذلك، ثم نقل الفتحة إلى الخاء فصار يخصفان).
قلت: هذا على تقدير أصلها وهو: (يختصفان) فأسكن التاء ونقل حركتها إلى الخاء، فصارت: يختصفان، ثم أدغمت التاء
[معجم القراءات: 3/22]
الساكنة في الصاد.
- وقرأ الحسن ولأعرج ومجاهد وابن وثاب والزهري وعبيد بن عمير (يخصفان) بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد مكسورة.
قال ابن جني: (.. فإنه أراد بها يختصفان) يفتعلان من خصفت..، فآثر إدغام التاء في الصاد، فأسكنها والخاء قبلها ساكنة فكسرها لالتقاء الساكنين فصارت: يخصفان).
وتجد مثل هذا عند الأخفش أيضًا حيث قال: (.. فأدغم التاء في الصاد فسكنت، وبقيت الخاء ساكنة، فحركت الخاء بالكسر لاجتماع الساكنين).
وقرأ الحسن (يخصفان) بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد مكسورة، والأصل: يختصفان، أدعم التاء في الصاد وحركها بالكسر، ونقل حركة التاء إلى الخاء فكسرها، ثم أتبع الياء الخاء فكسرها أيضًا.
- وقرأ الأعرج وأبو عمرو (يخصفان) بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة، وفيه الجمع بين ساكنين.
{وَنَادَاهُمَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/23]
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا}
- قرأ أبي بن كعب (ألم تنهيا عن تلكما الشجرة وقيل لكما) على البناء للمفعول في الفعلين). [معجم القراءات: 3/24]

قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم راء "تغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/45]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
{ظَلَمْنَا}
- غلظ اللام الأزرق عن ورش.
{قَالَا رَبَّنَا ... وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}
- قرأ ابن مسعود (قالوا ربنا إلا تغفر لنا ...).
{وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري.
- والإدغام قراءة يعقوب أيضًا.
ووافق أبا عمرو ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/24]

قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)}

قوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في فتح التَّاء وَضمّهَا من قَوْله {وَمِنْهَا تخرجُونَ} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو {وَمِنْهَا تخرجُونَ} بِضَم التَّاء وَفتح الرَّاء هَهُنَا وفي الزخرف {كَذَلِك تخرجُونَ} 11 وفي سُورَة الرّوم {وَكَذَلِكَ تخرجُونَ} 19 وفي الجاثية {فاليوم لَا يخرجُون مِنْهَا} 35 وقرأوا في سَأَلَ سَائل {يَوْم يخرجُون} 43 وفي الرّوم {إِذا أَنْتُم تخرجُونَ} 25 بِفَتْح الْيَاء وَالتَّاء في هذَيْن
وَلم يخْتَلف النَّاس فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَمِنْهَا تخرجُونَ} في الْأَعْرَاف بِفَتْح التَّاء وَضم الرَّاء وفي الرّوم {وَكَذَلِكَ تخرجُونَ} مثله وفي الزخرف {تخرجُونَ} مثله وفي الجاثية {فاليوم لَا يخرجُون مِنْهَا} مثله
وَفتح ابْن عَامر التَّاء في الْأَعْرَاف فَقَط وَضمّهَا في الباقي
وَأما قَوْله {يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان} الرَّحْمَن 22 فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ} بِنصب الْيَاء وَضم الرَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو {يخرج مِنْهُمَا} بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء
وروى أَبُو هِشَام عَن حُسَيْن الجعفي عَن أبي عَمْرو {نخرج} بنُون مَضْمُومَة و{اللُّؤْلُؤ والمرجان} بنصبهما
وحدثني مُحَمَّد ابْن عِيسَى المقرئ عَن أَبي هِشَام عَن حُسَيْن عَن أَبي عَمْرو {نخرج} بنُون مَضْمُومَة). [السبعة في القراءات: 278 - 279]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ومنها تخرجون) وفي الروم، والزخرف، والجاثية، بالفتح، كوفي غير عاصم -، وافق يعقوب، وسهل ههنا، وابن ذكوان، ههنا، والزخرف). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ومنها تخرجون) [25]، وفي الروم [19]، والزخرف [11]، والجاثية [35]: بفتح التاء كوفي غير عاصم. وافق سلام إلا في الروم، وفتح يعقوب، وسهل وابن ذكوان، والبلخي عن هشام ها هنا. زاد ابن ذكوان في الزخرف). [المنتهى: 2/699]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي (تخرجون) بفتح التاء وضم الراء هنا وفي الزخرف، وكذلك قرأ حمزة والكسائي في الروم والجاثية بفتح التاء والياء وضم الراء، وقرأ الباقون بضم الأول في الأربعة وفتح الراء). [التبصرة: 213]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي، وابن ذكوان: {ومنها تخرجون} (25)، وفي الزخرف: (11): {وكذلك تخرجون}: بفتح التاء، وضم الراء فيهما.
والباقون: بضم التاء، وفتح الراء). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف وابن ذكوان: (ومنها تخرجون) هنا وفي الزخرف (كذلك تخرجون) بفتح التّاء وضم الرّاء فيهما وافقهم يعقوب هنا، والباقون بضم التّاء وفتح الرّاء). [تحبير التيسير: 370]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُخْرَجُونَ) والأول في الروم، والزخرف، والجاثية بفتح التاء والياء كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، وافق سلام إلا في الروم وفتح سهل، ويَعْقُوب وابْن ذَكْوَانَ، والْبَلْخِيّ عن هشام ها هنا، زاد ابْن ذَكْوَانَ في الزخرف الثاني من الروم (تَخْرُجُونَ) بضم التاء هبيرة طريق عبد الغفار، والسمان عن طَلْحَة، وابن حسان، وهكذا في الجاثية (يُخْرَجُونَ) أما في المعارج (يُخْرَجُونَ) ضم ياءها وفتح راءها الأعشي والبرجمي، الباقون بضمها إلا في المعارج، والثاني من الروم والاختيار ضم الكل كابْن مِقْسَمٍ لئلا ينسب الفعل إلى غير اللَّه). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} هنا، وفي [الروم: 19]، [والزخرف: 11]، [والجاثية: 35] بفتح التاء والياء: حمزة والكسائي.
وافق ابن ذكوان هنا وفي الزخرف.
زاد النقاش عن الأخفش في الروم.
وكذلك قال الأهوازي عن ابن الأخرم عنه). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (682 - مَعَ الزُّخْرُفِ اعْكِسْ تُخْرَجُونَ بِفَتْحَةٍ = وَضَمٍّ وَأُولَى الرُّومِ شَافِيهِ مُثِّلاَ
683 - بِخُلْفٍ مَضى فِي الرُّومِ لاَ يَخْرُجُونَ فِي = رِضا .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([682] مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحةٍ = وضم وأولى الروم (شـ)افيه (مـ)ثلا
{تُخرجون} و{تَخرجون} متداخلتان، لأهم إذا أُخرجوا خَرجوا. والإجماع على قوله: {إذا أنتم تخرجون}.
وإسناد الفعل إليهم هاهنا في قوله: {قال فيها تحيون وفيها تموتون}، يحتج به من اختار {تَخرجون}.
[فتح الوصيد: 2/922]
[683] بخلفٍ (مـ)ضى في الروم لا يخرجون (فـ)ي = (ر)ضا ولباس الرفع (فـ)ي (حق) (نـ)هشلا
روى أبو عمرو عن الفارسي عن النقاش عن الأخفش: {وكذلك تخرجون} في الروم تلاوة. ولم يرو ذلك من غير هذا الطريق فالله أعلم.
(لا يخرجون)، يعني في الجاثية: {لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون} رضا، أي أن أهل النار لا يخرجون منها مرضيا عنهم، إنما يخرجون من عذاب إلى عذاب؛ أو في حجةٍ رضىً.
ومن ضم الياء، فلقوله: {يستعتبون} ). [فتح الوصيد: 2/923]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([682] مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحةٍ = وضم وأولى الروم شافيه مثلا
[683] بخلفٍ مضى في الروم لا يخرجون في = رضًى ولباس الرفع في حق نهشلا
ب: (نهشل): اسم قبيلة، ويقال: (نهشل الرجل): إذا أسن واضطرب.
ح: (تخرجون): مبتدأ، (بفتحةٍ وضم): خبره، (مع الزخرف): حال، (اعكس): جملة استئنافية لبيان قراءة الباقين، و (أولى): عطف على (الزخرف)، و (مضى): صفة (خلفٍ)، والميم رمز ابن ذكوان، (لا يخرجون في رضًى): مبتدأ وخبر، و(لباس): مبتدأ، (الرفع): مبتدأ ثانٍ، (في حق نهشلا): خبره، والعائد محذوف، أي: الرفع فيه.
ص: يعني: {ومنها تخرجون} هنا [25]، و{كذلك تخرجون} في الزخرف [11]، والحرف الأول في الروم وهو: {وكذلك تخرجون، ومن آياته} [19-20]، دون الثاني: {إذا أنتم تخرجون، وله من في السماوات والأرض} [25-26]، قرأ الثلاثة حمزة والكسائي وابن ذكوان بخلافٍ عنه في الروم بفتحة التاء وضم الراء على بناء
[كنز المعاني: 2/241]
الفاعل، والباقون: بضم التاء وفتح الراء على بناء المفعول، ويفهم ذلك من قوله: (اعكس)، أي: اجعل مكان ضم التاء فتحًا، ومكان فتح الراء ضمًا.
ثم قال: {لا يخرجون}، أي: في سورة الجاثية: {فاليوم لا يخرجون منها} [35] دون الحشر: {لئن أخرجوا لا يخرجون} [12] قرأ حمزة والكسائي بفتح وضم، كما في {تخرجون} [25]، والباقون بالعكس.
ورفع {ولباسُ التقوى} [26] حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم على أنه مبتدأ، و{ذلك خيرٌ}: خبره، والباقون: بالنصب عطفًا على قوله: {وريشًا}). [كنز المعاني: 2/242] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (682- مَعَ الزُّخْرُفِ اعْكِسْ تُخْرَجُونَ بِفَتْحَةٍ،.. وَضَمٍّ وَأُولَى الرُّومِ "شَـ"ـافِيهِ "مُـ"ـثِّلا
أراد {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ، يَا بَنِي آدَمَ}، وفي الزخرف: {بَلْدَةً مَيْتًا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/163]
كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، والأولى من الروم: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ}، احترز من الثانية وهي: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ}؛ فإنهم أجمعوا على أن الفعل فيه مسندا إلى الفاعل، فاختلفوا في المواضع الثلاثة المذكورة، فقرأها حمزة والكسائي وابن ذكوان كذلك مسماة للفاعل، وقرأها غيرهم على بناء الفعل للمفعول، ووجه القراءتين ظاهر؛ لأنهم أخرجوا فخرجوا فقوله: بفتحة: يعني: في التاء وضم يعني: في الراء ولو قال: بفتحة فضم فعطف بالفاء كان أجود من الواو هنا؛ لأن قراءة الباقين أيضا بضم وفتحة والواو لا تقتضي ترتيبا وإذا قيل ذلك بالفاء بان أن الضم بعد الفتحة، فيفهم أنها على إسناد الفعل إلى الفاعل، وفائدة قوله: اعكس أن يجعل مكان فتحة التاء ضمة ومكان الضم فتحا، ولولا قوله: اعكس لجعلت مكان الفتحة كسرة؛ لأنها ضدها.
683- بِخُلْفٍ "مَـ"ـضى فِي الرُّومِ لا يَخْرُجُونَ "فِـ"ـي،.. "رِ"ضا وَلِباس الرَّفْعُ "فِـ"ـي "حَقِّ نَـ"ـهْشَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/164]
أي: عن ابن ذكوان خلاف في أولى الروم المذكورة، وقوله: مضى رمزه ولو لم يرمز لكان معلوما؛ لأن ذكره للخلف مهما أطلقه بعد رمزين أو أكثر رجع إلى آخر رمز هذه عادته، ولكنه اضطر هنا إلى كلمة يتزن البيت بها فلو أتى بغير ما في أوله ميم لأوهم رمزا لغير ابن ذكوان فكان رمز الميم أولى، ولأن فيه زيادة بيان، ويجوز أن يقال هذا الموضع لا نظير له؛ فإن المواضع التي يطلق فيها الخلف بعد رمز متعدد يكون الخلف فيها راجعا إلى الحرف المرموز له، وهنا رجع الخلف إلى بعض المذكور وهو موضع واحد من ثلاثة، فلو قال: بخلف الذي في الروم لظن أن الخلف فيه للجميع، وأن الموضعين الآخرين لا خلف فيهما، فأزال الوهم بالرمز والله أعلم.
ثم قال: {لا يُخْرَجُونَ} يعني الذي في الجاثية: {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا}؛ انفرد حمزة والكسائي عن ابن ذكوان بقراءته بفتح الياء وضم الراء وهو مشتبه بالذي في الحشر: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ}، فليس في فتح يائه خلاف، وقوله: في رضى؛ أي: كائن في رضى من قبول العلماء له، وفي ظاهر العبارة أيضا معنى حسن وهو أن الكفار لا يخرجون مرضيا عنهم بل يخرجون من عذاب إلى عذاب أعاذنا الله برحمته، والقراءتان في جميع ذلك مثل "يرجعون" و"يرجعون"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/165]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (682 - مع الزّخرف اعكس تخرجون بفتحة = وضمّ وأولى الرّوم شافيه مثّلا
683 - بخلف مضى في الرّوم لا يخرجون في = رضا ولباس الرّفع في حقّ نهشلا
قوله تعالى هنا: وَمِنْها تُخْرَجُونَ، وفي الزخرف فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ والمواضع الأول في سورة الروم وهو: الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ قرأ حمزة والكسائي وابن ذكوان بفتح التاء وضم الراء في المواضع الثلاثة غير أن ابن ذكوان له في موضع الروم خلاف؛ فروى عنه فتح التاء وضم الراء، وروى عنه ضم التاء وفتح الراء، وأما موضع الأعراف ومواضع الزخرف فيقرأهما كقراءة حمزة والكسائي بلا خلاف عنه. وتقييد موضع الروم بالأول للاحتراز عن الموضع الثاني وهو: إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ فلا خلاف بين القراء في قراءته بفتح التاء وضم الراء. وقرأ حمزة والكسائي: فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها في سورة الجاثية بفتح الياء وضم الراء. وقرأ الباقون في المواضع الثلاثة بضم التاء وفتح الراء، وفي الموضع الرابع بضم الياء وفتح الراء، وكيفية استنباط القراءات من النظم أن قوله (تخرجون) يقرأ بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمجهول. وقوله (بفتحة) الباء فيه للملابسة والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر اعكس. والتقدير: اعكس لفظ تخرجون المبنى للمجهول عكسا متلبسا بفتحة في التاء وضم في الراء فيكون معنى العكس هنا تقديم الفتحة التي كانت على الراء في الفعل المبني للمجهول ووضعها فوق التاء وتأخير الضمة التي كانت على التاء في الفعل المذكور ووضعها فوق الراء، وبهذا يكون الفعل مبنيّا للفاعل وهذا العكس الذي فيه تقديم الفتحة وتأخير الضمة هو قراءة من رمز لهم في هذين البيتين وتؤخذ قراءة المسكوت عنهم من اللفظ.
والمعنى بإيجاز: اجعل هذا الفعل المبنى للمجهول مبيّنا للمعلوم لحمزة ومن معه. فتكون قراءة الباقين على أصل الفعل من غير هذا الجعل. ويصح- في نظري- أن تكون الباء في بفتحة للملابسة أيضا والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل اعكس، والتقدير اعكس فعل تخرجون المبني للمجهول حال كونك متلبسا بفتحة وضم؛ أي حال كونك آتيا بفتحة وضم. وحاصل المعنى: حال كونك مقدما الفتحة ومؤخرا
[الوافي في شرح الشاطبية: 270]
الضمة؛ أي حال كونك واضعا الفتحة مكان الضمة والضمة مكان الفتحة فيكون هذا الحال مبينا للمراد من العكس وهذا العكس قراءة حمزة ومن معه). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113 - هُنَا تُخْرَجُوا سَمَّى حِمًى .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - هنا تخرجوا سمى (حـ)ـمًى نصب خاصه (أ)تى تفتح اشدد مع أبلغكم (حـ)ـلا
يغشى له أن لعنة (ا)تل كحمزة = ولا يخرج اضممم واكسر الخلف (بـ)ـجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حمى وهو يعقوب {ومنها تخرجون} [25] بفتح التاء وضم الراء بالتسمية للفاعل كخلف واحترز بقوله هنا
[شرح الدرة المضيئة: 130]
عن الروم والزخرف والجائية، فإنهم وافقوا أصولهم). [شرح الدرة المضيئة: 131]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ هُنَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ فِي أَوَّلِ الرُّومِ، وَالزُّخْرُفِ وَفَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا فِي الْجَاثِيَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَضَمِّ الرَّاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ وَابْنُ ذَكْوَانَ هُنَا، وَوَافَقَهُمْ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي الزُّخْرُفِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي حَرْفِ الرُّومِ، فَرَوَى الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ
[النشر في القراءات العشر: 2/267]
كِلَاهُمَا عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ فَتْحَ وَضَمَّ الرَّاءِ كَرِوَايَتِهِ هُنَا، وَالزُّخْرُفِ، وَكَذَلِكَ رَوَى هِبَةُ اللَّهِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ خُرْزَاذَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِهِ فِي التَّيْسِيرِ هَكَذَا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ مِنَ التَّيْسِيرِ بِسِوَاهُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ سَائِرُ الرُّوَاةِ مِنْ سَائِرِ الطُّرُقِ حَرْفَ الرُّومِ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَبِذَلِكَ انْفَرَدَ عَنْهُ زَيْدٌ مِنْ طَرِيقِ الصُّورِيِّ فِي مَوْضِعِ الزُّخْرُفِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنَ الرُّومِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ أَنَّهُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ قَالَ الدَّانِيُّ: وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: وَذَلِكَ مِنْهُ قِلَّةُ إِمْعَانٍ وَغَفْلَةٌ مَعَ الرَّاءِ. قَالَ الدَّانِيُّ: وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ - قَالَ: وَذَلِكَ مِنْهُ قِلَّةُ إِمْعَانٍ وَغَفْلَةٌ مَعَ تَمَكُّنِهِ وَوُفُورَةِ مَعْرِفَتِهِ - غَلَطًا فَاحِشًا عَلَى وَرْشٍ، فَحَكَى عَنْهُ أَنَّهُ ضَمَّ التَّاءَ وَفَتَحَ الرَّاءَ حَمْلًا عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْإِسْرَاءِ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ، وَهَذَا فِي غَايَةِ اللُّطْفِ وَنِهَايَةِ الْحُسْنِ فَتَأَمَّلْهُ.
(قُلْتُ): وَقَدْ وَرَدَ الْخِلَافُ فِيهِ مِنْ رِوَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُبَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ الْقَاضِي عَنْ حَسْنُونَ عَنْهُ عَنْ حَفْصٍ، وَكَذَا الْمِصْبَاحُ رِوَايَةُ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عَاصِمٍ وَالْحُلْوَانِيِّ وَالْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْهُ، طَرِيقَ ابْنِ مُلَاعِبٍ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَبِي السَّمَّاكِ، وَأَمَّا عَنْ وَرْشٍ، فَلَا يُعْرَفُ الْبَتَّةَ، بَلْ هُوَ، وَهِمَ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الدَّانِيُّ.
(وَاتَّفَقُوا) أَيْضًا عَلَى حَرْفِ الْحَشْرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ، وَعِبَارَةُ الشَّاطِبِيِّ مُوهِمَةٌ لَوْلَا ضَبْطُ الرُّوَاةِ لِأَنَّ مَنْعَ الْخُرُوجِ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِمْ وَصَادِرٌ عَنْهُمْ وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَهُ: وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَاتَّفَقُوا أَيْضًا عَلَى قَوْلِهِ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ فِي " سَأَلَ " حَمْلًا عَلَى قَوْلِهِ يُوفِضُونَ، وَلِأَنَّ قَوْلَهُ سِرَاعًا حَالٌ مِنْهُمْ فَلَا بُدَّ مِنْ تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {تخرجون} هنا [25]، وفي الروم [19] {وكذلك تخرجون}، ومثله في الزخرف [11]، وفي الجاثية [35] {فاليوم لا يخرجون منها} بفتح حرف المضارعة وضم الراء، وافقهم يعقوب وابن ذكوان هنا، ووافقهم ابن ذكوان في الزخرف، واختلف عنه في الروم، والباقون بضم حرف المضارعة وفتح الراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (628- .... .... .... .... .... = .... .... .... وتخرجون ضم
629 - فافتح وضمّ الرّا شفا ظلٌّ ملا = وزخرفٌ منٌّ شفا وأوّلا
630 - رومٍ شفا من خلفه الجاثية = شفا .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تخرجون ضم) أي ضم تخرجون يعني ضم حرف المضارعة منها يريد قوله تعالى: ومنها تخرجون كما سيأتي في البيت الآتي:
فافتح وضمّ الرّا (شفا) (ظ) لّ (م) لا = وزخرف (م) نّ (شفا) وأوّلا
يعني فافتح ضم حرف المضارعة من قوله تعالى: ومنها تخرجون وضم الراء لحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن ذكوان، والباقون بضم حرف المضارعة وفتح الراء
على ما لم يسم فاعله، وقوله: وزخرف: أي وقرأ حرف الزخرف وهو قوله تعالى: بلدة ميتا كذلك تخرجون بالترجمة المتقدمة؛ يعني فتح التاء وضم الراء ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف قوله: (وأولا) أي وأول الروم كما سيأتي في أول البيت الآتي:
روم (شفا) (م) ن خلفه الجاثية = (شفا) لباس الرّفع (ن) ل (حقّا) (فتى)
يعني قوله تعالى «وكذلك تخرجون» بفتح التاء وضم الراء كما تقدم حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلاف عنه، واحترز بتقييده أول الروم عن الحرف الثاني وهو قوله تعالى «ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون» فإنه لا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 231]
خلاف أنه بفتح التاء وضم الراء قوله: (الجاثية) يريد قوله تعالى في الجاثية «فاليوم لا يخرجون منها» قرأه بالترجمة المتقدمة: أي بفتح التاء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فافتح وضمّ الرّا (شفا) ظلّ ملا = وزخرف (م) نّ (شفا) وأوّلا
روم (شفا) (م) ن خلفه الجاثية = (شفا) لباس الرّفع (ن) لـ (حقّا) (فتى)
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي، وخلف، وميم (ملا) ابن ذكوان، وظاء (ظل) يعقوب:
ومنها تخرجون يا بني آدم هنا [الآيتان: 25، 26] بفتح التاء، و(ضم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
الراء)، وكذلك [قرأ] ذو ميم (من) و[ذو] (شفا) في بلدة ميتا كذلك تخرجون بالزخرف [الآية: 11]، وكذلك مدلول (شفا) في تخرجون ومن آياته أول الروم [الآية: 19، 20].
واختلف فيه عن ذي ميم «من» ابن ذكوان:
فروى الطبري والفارسي، عن النقاش، عن الأخفش، عنه كذلك.
وكذا روى هبة الله عن الأخفش.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش كما ذكره في «المفردات».
ولم يصرح به في «التيسير» هكذا، ولا ينبغي أن يؤخذ من «التيسير» بسواه.
وروى عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء.
وبذلك انفرد عنه زيد من طريق الصوري في الزخرف.
وكذلك قرأ مدلول (شفا) [في] فاليوم لا يخرجون منها بالجاثية [الآية: 35]، والباقون في الكل بالضم والفتح.
تنبيه:
إذا أنتم تخرجون ثانية الروم [الآية: 25] لا خلاف فيه من هذه الطرق: ولا يخرجون معهم [الحشر: 12] [كذلك، وخرجا كذلك بالحصر].
وجه الفتح: بناء الفعل للفاعل على حد: إذا أنتم تخرجون.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده في الأصل إلى الله- تعالى- على حد:
ويخرجكم إخراجا [نوح: 18]، ويجيء فعل مطاوع أفعل.
ومن فرق جمع.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير، و(فتى) حمزة، وخلف: ولباس التّقوى [الأعراف: 26]- برفع السين، والباقون بنصبها؛ عطفا على الأول،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/327]
وأنزلنا لباس التقوى- تجوزا - عن الطاعة؛ ك لباس الجوع والخوف [النحل: 112].
المعنى: أنزلنا مطرا، أنبت لباسا، يستر عورتكم، وريشا يحسنكم، وهو الملبوس الجميل.
ووجه (الرفع): قال أبو علي: مبتدأ، وذلك صفته، أو بدل، أو عطف [بيان]، وضعف فصله حملا للإشارة على الضمير وخير خبره، أو ذلك خير اسمية خبر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/328] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمِنْهَا تُخْرَجُون" [الآية: 25] هنا وفي [الروم الآية: 19] و"كَذَلِكَ تُخْرَجُون" وهو الأول منها وفي [الزخرف الآية: 11] وآخر [الجاثية الآية: 35] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الحرف الأول وضم الراء مبنيا للفاعل، وافقهم الأعمش في الأربعة، وقرأ ابن ذكوان ويعقوب كذلك هنا، وافقهما الحسن، وقرأ ابن ذكوان أيضا في الزخرف كذلك، واختلف عنه في الروم فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك، وكذا هبة الله عن الأخفش، وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش قال في النشر: ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/45]
وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بضم التاء، وفتح الراء مبنيا للمفعول، وبه قرأ الباقون في الأربعة، غير أن الحسن وافق ابن ذكوان في حرف الزخرف ولا خلاف في بناء الفاعل للكل في ثان الروم، وهو إذا أنتم تخرجون، وكذا حرف الحشر لا يخرجون معهم قال في النشر: وعبارة الشاطبي موهمة له لولا ضبط الرواية؛ لأن منع الخروج منسوب إليهم، وكذا اتفقوا على يوم يخرجون من الأجداث بسأل حملا على قوله تعالى: يوفضون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/46]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تخرجون} قرأ الأخوان وابن ذكوان بفتح التاء، وضم الراء، والباقون بضم التاء، وفتح الراء). [غيث النفع: 616]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
{تُخْرَجُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وابن عامر برواية ابن ذكوان ويعقوب
[معجم القراءات: 3/24]
وسهل والأعمش والحسن (تخرجون) بفتح أوله مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر (تخرجون) بضم أوله مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 3/25]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 07:58 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (26) إلى الآية (30) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في رفع السِّين ونصبها من قَوْله {ولباس التَّقْوَى} 26
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {ولباس التَّقْوَى} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر والكسائي {ولباس التَّقْوَى} نصبا). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولباس التقوى) نصب مدني، وشامي، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رياشًا) [26]: بألفٍ المفضل.
(ولباس) [26]: نصبٌ: مدني، دمشقي، وعلي، وأيوب). [المنتهى: 2/700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر والكسائي (ولباس التقوى) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 213]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {ولباس التقوى} (26): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر والكسائيّ: (ولباس التّقوى) بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 370]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ورياشًا) بألف الحسن، وقَتَادَة، وأبان، والمفضل، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، ويو نس، والجعفي، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار ليجمع جميع الأموال، الباقون بغير ألف (وَلِبَاسُ) نصب مدني غير يَعْقُوب عن نافع، وَحُمَيْد بْن مِقْسَمٍ، ودمشقي، وأيوب، والحسن، واختيار عباس، وابن صبيح، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي غير قاسم، وهو الاختيار لقوله: (أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا)، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([26]- {وَلِبَاسُ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (683- .... .... .... .... = .... وَلِباَس الرَّفْعُ فِي حَقِّ نَهْشَلاَ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({ولباس التقوى} بالنصب، عطف على ما قبله.وسماه لباس التقوى، لستر العورة، لأن كشفها محترم ينافي التقوى.
و{ذلك خير}، أي المذكور خيرٌ.
والمعنى، أنه لباس يواري السوأة ولباس التقوى؛ أي هو جامع بين الأمرين.
و{لباس} بالرفع، خبر مبتدأ؛ أي وهو لباس التقوى.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و {خير}: الخبر، و {ذلك}: فصل.
ويجوز أن يكون {ذلك} صفة لـ{لباس} الذي هو المبتدأ؛ أي: ولباس التقوى المشار إليه خيرٌ.
والمعنى، أن لباس التقوى خيرٌ من اللباس المنزل كما قال:
[فتح الوصيد: 2/923]
إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى = تقلب عريانًا وإن كان كاسيًا
وقد مضى تفسير (في حق نهشلا)، في النساء). [فتح الوصيد: 2/924]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([682] مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحةٍ = وضم وأولى الروم شافيه مثلا
[683] بخلفٍ مضى في الروم لا يخرجون في = رضًى ولباس الرفع في حق نهشلا
ب: (نهشل): اسم قبيلة، ويقال: (نهشل الرجل): إذا أسن واضطرب.
ح: (تخرجون): مبتدأ، (بفتحةٍ وضم): خبره، (مع الزخرف): حال، (اعكس): جملة استئنافية لبيان قراءة الباقين، و (أولى): عطف على (الزخرف)، و (مضى): صفة (خلفٍ)، والميم رمز ابن ذكوان، (لا يخرجون في رضًى): مبتدأ وخبر، و(لباس): مبتدأ، (الرفع): مبتدأ ثانٍ، (في حق نهشلا): خبره، والعائد محذوف، أي: الرفع فيه.
ص: يعني: {ومنها تخرجون} هنا [25]، و{كذلك تخرجون} في الزخرف [11]، والحرف الأول في الروم وهو: {وكذلك تخرجون، ومن آياته} [19-20]، دون الثاني: {إذا أنتم تخرجون، وله من في السماوات والأرض} [25-26]، قرأ الثلاثة حمزة والكسائي وابن ذكوان بخلافٍ عنه في الروم بفتحة التاء وضم الراء على بناء
[كنز المعاني: 2/241]
الفاعل، والباقون: بضم التاء وفتح الراء على بناء المفعول، ويفهم ذلك من قوله: (اعكس)، أي: اجعل مكان ضم التاء فتحًا، ومكان فتح الراء ضمًا.
ثم قال: {لا يخرجون}، أي: في سورة الجاثية: {فاليوم لا يخرجون منها} [35] دون الحشر: {لئن أخرجوا لا يخرجون} [12] قرأ حمزة والكسائي بفتح وضم، كما في {تخرجون} [25]، والباقون بالعكس.
ورفع {ولباسُ التقوى} [26] حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم على أنه مبتدأ، و{ذلك خيرٌ}: خبره، والباقون: بالنصب عطفًا على قوله: {وريشًا}). [كنز المعاني: 2/242] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} بالنصب فعطف على ما قبله، قال أبو علي: ومن رفع قطع اللباس من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/165]
الأول واستأنف به فجعله مبتدأ، وقوله: ذلك صفة أو بدل أو عطف بيان، ومن قال: إن ذلك لغو يعني: فصلا لم يكن على قوله: دلالة؛ لأنه يجوز أن يكون على حد ما ذكرنا وخير خبر اللباس، والمعنى لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به، وأقرب له إلى الله تعالى مما خلق له من اللباس والرياش الذي يتجمل به، وأضي اللباس إلى التقوى كما أضيف إلى الجوع والخوف في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}.
وقال غير أبي علي: ولباس بالرفع خبر مبتدأ؛ أي: وهو لباس التقوى فيكون وهو ضمير اللباس المواري للسوأة سماه لباس التقوى؛ لستره العورة؛ لأن كشفها محرم ينافي التقوى وإليه الإشارة بقوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ}؛ أي: خير في نفس الأمر؛ أي: خير من الريش المتجمل به والذي يظهر من قراءة النصب أنه استعار التقوى لباسا كما استعار للجوع والخوف مجازًا ثم أشار إليه بقوله: "ذلك خير"؛ أي: مما تقدم أو المجوع خير في نفسه أو خير من عدمه كما قال سبحانه في موضع آخر: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ}.
وإذا دلتنا قراءة النصب على أن لباس التقوى غير اللباس المواري للسوأة فالأولى جعل قراءة الرفع كذلك، فيكون مبتدأ وذلك إشارة إليه للعلم به والحث عليه من الشارع في عدة مواضع وما أحسن قول الشاعر:
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى،.. تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وإعراب قول الشاطبي: ولباس الرفع كما سبق في قوله: والميتة الخف خولا في آل عمران وقد سبق تفسير قوله: في حق نهشلا في سورة النساء؛ أي: يتسلى بذلك المنقول من الضعفاء العاجزين عن لباس الزينة في الدنيا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/166]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (683 - .... .... .... .... .... = .... ولباس الرّفع في حقّ نهشلا
....
وقوله: (ولباس الرفع في حق نهشلا) معناه: أن حمزة
وابن كثير وأبا عمرو وعاصما قرءوا برفع السين في قوله تعالى: وَلِباسُ التَّقْوى فتكون قراءة نافع وابن عامر والكسائي بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلِبَاسُ التَّقْوَى فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِنَصْبِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ يُوَارِي فِي بَابِ الْإِمَالَةِ لِأَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى سَوْآتِكُمْ لِلْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر والكسائي {ولباس التقوى} [26] بنصب السين، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 519]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (630- .... .... .... .... = .... لباس الرّفع نل حقًّا فتى). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لباس) يعني قوله تعالى «ولباس التقوى» بالرفع عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فافتح وضمّ الرّا (شفا) ظلّ ملا = وزخرف (م) نّ (شفا) وأوّلا
روم (شفا) (م) ن خلفه الجاثية = (شفا) لباس الرّفع (ن) لـ (حقّا) (فتى)
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي، وخلف، وميم (ملا) ابن ذكوان، وظاء (ظل) يعقوب:
ومنها تخرجون يا بني آدم هنا [الآيتان: 25، 26] بفتح التاء، و(ضم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/326]
الراء)، وكذلك [قرأ] ذو ميم (من) و[ذو] (شفا) في بلدة ميتا كذلك تخرجون بالزخرف [الآية: 11]، وكذلك مدلول (شفا) في تخرجون ومن آياته أول الروم [الآية: 19، 20].
واختلف فيه عن ذي ميم «من» ابن ذكوان:
فروى الطبري والفارسي، عن النقاش، عن الأخفش، عنه كذلك.
وكذا روى هبة الله عن الأخفش.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش كما ذكره في «المفردات».
ولم يصرح به في «التيسير» هكذا، ولا ينبغي أن يؤخذ من «التيسير» بسواه.
وروى عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء.
وبذلك انفرد عنه زيد من طريق الصوري في الزخرف.
وكذلك قرأ مدلول (شفا) [في] فاليوم لا يخرجون منها بالجاثية [الآية: 35]، والباقون في الكل بالضم والفتح.
تنبيه:
إذا أنتم تخرجون ثانية الروم [الآية: 25] لا خلاف فيه من هذه الطرق: ولا يخرجون معهم [الحشر: 12] [كذلك، وخرجا كذلك بالحصر].
وجه الفتح: بناء الفعل للفاعل على حد: إذا أنتم تخرجون.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده في الأصل إلى الله- تعالى- على حد:
ويخرجكم إخراجا [نوح: 18]، ويجيء فعل مطاوع أفعل.
ومن فرق جمع.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير، و(فتى) حمزة، وخلف: ولباس التّقوى [الأعراف: 26]- برفع السين، والباقون بنصبها؛ عطفا على الأول،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/327]
وأنزلنا لباس التقوى- تجوزا - عن الطاعة؛ ك لباس الجوع والخوف [النحل: 112].
المعنى: أنزلنا مطرا، أنبت لباسا، يستر عورتكم، وريشا يحسنكم، وهو الملبوس الجميل.
ووجه (الرفع): قال أبو علي: مبتدأ، وذلك صفته، أو بدل، أو عطف [بيان]، وضعف فصله حملا للإشارة على الضمير وخير خبره، أو ذلك خير اسمية خبر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/328] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "رياشا" بفتح الياء وألف بعدها جمع ريش كشعب وشعاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/46]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يواري" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وفتحها من طريق جعفر كالباقين، فيقرأ له بالوجهين كموضعي المائدة كما تقدم، ولذا أطلق في الطيبة فقال: تمار مع أوار مع يوار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/46]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلِبَاسُ التَّقْوَى" [الآية: 26] فنافع وابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب السين عطفا على لباسا، وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالرفع، إما مبتدأ وذلك ثان وخير خبر الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط اسم الإشارة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/46]
وإما خبر محذوف أي: وهو أو ستر العورة لباس التقوى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "يا بني آدم" بالتخفيف مع عدم السكت وبالسكت على الياء، وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة وهو متوسط بغيره المنفصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوءاتهما} الثلاثة و{سوءاتكم} [26] لا خلاف بينهم أن همزه يجري فيه لورش الثلاثة، على أصله، واختلفوا في حرف اللين منه، وهو الواو:
فمنهم من قرأه بالقصر كـــ{موئلا} [الكهف] و{الموءودة} [التكوير: 8] وهذا مذهب الجمهور، كالمهدوي وابن شريح ومكي ومنهم من قرأه بالتمكين، كالداني.
ففهم بعضهم منه أن المد الطويل والتوسط على الأصل في الواو إذا سكنت وانفتح ما قبلها ولقيت الهمزة، نحو {سوءة} [المائدة: 31] فجعل في الواو ثلاثة الهمزة، وقال: إذا ضربت ثلاثة الواو في ثلاثة الهمزة صارت تسعة أوجه، وهو ظاهر كلام الشاطبي، وجرى عليه جمع من شراحه، كالجعبري.
[غيث النفع: 614]
والصواب أنه لا يجوز منها إلا أربعة فقط، وهي قصر الواو، مع الثلاثة في الهمزة، والرابع التوسط فيهما، لأن كل من له في حرف اللين الإشباع يستثنى (سوءات) وكل من وسطه مذهبه في باب {ءامنوا} [البقرة: 9] التوسط، وقد نظمها المحقق فقال:
وسوءات قصر الواو والهمز ثلثن = ووسطهما فالكل أربعة فادر
وأتى بـــ (سوءات) بلا ضمير ليشمل ما أضيف إلى المثنى، كالثلاثة، والمجموع كـــ {سوءاتكم}.
ولا وقف على {سوءاتهما} الثاني، ولا على {سوءاتكم} والوقف على {سوءاتهما} الأول كاف، وقيل لا يوقف عليه وعلى الثالث كاف.
فإن وقف عليها ففيها لحمزة وجهان، الأول: النقل على القياس، الثاني: الإدغام، كما ذهب إليه بعضهم، إجراءً للأصلي مجرى الزائد.
وزاد الحافظ أبو العلاء وغيره وجهًا ثالثًا، وهو التسهيل، وهو ضعيف، ولم يقرأ به). [غيث النفع: 615] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا بني ءادم قد أنزلنا} [26] إلى {خير} والوقف عليه كاف، فيها لورش على ما يقتضيه الضرب ثمانية عشر وجهًا، ثلاثة مد البدل، مضروبة في ثلاثة الواو على زعمهم، تسعة، مضروبة في وجهي {التقوى} وكذلك يقرأ المتساهلون.
والصحيح المحرر منها خمسة ومن ادعى فليبين طريقًا نقرأ بما ذكره، وإلا فلا التفات إليه -:
الأول: قصر مد البدل مع قصر حرف اللين مع فتح {التقوى}.
الثاني: توسط مد البدل مع توسط حرف اللين مع تقليل {التقوى}.
الثالث: مثله إلا أنك تقصر حرف اللين.
الرابع: تطويل مد البدل مع قصر حرف اللين وفتح {التقوى}.
الخامس: مثله إلا أنه مع تقليل {التقوى} ). [غيث النفع: 616]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولباس} قرأ نافع والشامي وعلى بنصب سين {لباس} والباقون بالرفع). [غيث النفع: 617]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يذكرون} لا يخففه أحد، لأنه بالياء، والذي وقع فيه الخلاف إنما هو ما كان مبدوءًا بالتاء الفوقية). [غيث النفع: 617]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}
{يَا بَنِي آَدَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف كما يلي:
1- بالتخفيف مع عدم السكت.
2- بالتخفيف مع السكت على الياء.
3- بالنقل (يا بني آدم).
4- بالإدغام (يا بنيادم). كذا صورة القراءة.
{يُوَارِي}
- أماله الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.
- وفتحه من طريق جعفر بن محمد كبقية القراء، وعلى ذلك فالمروي عن الكسائي وجهان.
{سَوْآَتِكُمْ}
- قرأ مجاهد والحسن (سوءتكم) مفردًا.
- وقرأ الزهري والحسن (سواتهما) بكسر التاء، كذا مع أن اللفظ على الجمع!! ولعله غير الصواب.
[معجم القراءات: 3/25]
- وعن الحسن (سوتهما) بفتح التاء، كذا مع أن اللفظ هنا على الجمع!!
- وقراءة الجماعة (سواءتكم) بالجمع.
{وَرِيشًا}
- قرأ عثمان وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والسدي وعاصم في رواية المفضل الضبي، وأبان وأبو زيد وعلي بن الحسين وابنه زيد وأبو رجاء وزر بن حبيش والسلمي وأبو عمرو في رواية الحسين ابن علي الجعفي يونس والأصمعي عن أبي عمرو، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (رياشًا) بفتح الياء وألف بعدها، جمع: ريش، مثل: شعب وشعاب.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحفص وأبو بكر عن عاصم، حمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ريشًا) من غير ألف، جمع ريش.
قال الأخفش: (وبها نقرأ، وكل حسن، ومعناه واحد).
والصواب من القراءة عند الطبري بغير ألف لإجماع الحجة من القراء عليها.
- وقرأ أبي بن كعب (.. سوءاتكم وزينة..) بدلًا من (ريشًا).
[معجم القراءات: 3/26]
{وَلِبَاسُ التَّقْوَى}
- قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وشيبة والحسن والشنبوذي (ولباس..) بالنصب عطفًا على المنصوب قلبه في قوله تعالى: (لباسًا يواري سوآتكم وريشًا)، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم والأعمش ويعقوب (ولباس..) بالرفع.
قيل: على إضمار مبتدأ محذوف، أي: وهو لباس التقوى، أو ستر العورة لباس التقوى.
وقيل: هو مبتدأ، وذلك: مبتدأ ثانٍ، وخير: خبر عن الثاني، والثاني وخبره خبر عن (لباس).
{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب والأعمش وهارون (ولباس التقوى خير) بحذف (ذلك).
ويكون (لباس) مبتدأً، وخير: خبر عنه، قال القرطبي بعد نقل القراءة عن الأعمش (وهو خلاف المصحف).
[معجم القراءات: 3/27]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (ولباس التقوى خير لكم) بحذف (ذلك)، وزيادة (لكم) على الآية، كذا ذكر ابن خالويه.
- وذكروا أنه في مصحفه (ولباس التقوى خير، ذلكم).
وقرأ سكن النحوي: (ولبوس التقوى) بالواو مرفوعة السين.
- وفي حرف أبي (سوءاتكم وزينة ولبس التقوى).
{التَّقْوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/28]

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)}
{يَا بَنِي آَدَمَ}
- تقدم في الآية السابقة وقف حمزة.
{لَا يَفْتِنَنَّكُمُ}
- قرأ يحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي (لا يفتننكم) بضم الياء من (أفتن) بمعنى حمله على الفتنة.
[معجم القراءات: 3/28]
- وقرأ زيد بن علي (لا يفتنكم) بغير نون التوكيد.
- وقراءة الجماعة (لا يفتننكم) بفتح الياء وتشديد النون.
{يَنْزِعُ عَنْهُمَا}
- إدغام العين في العين عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{يَرَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ}
- قرئ (إنه يراكم وقبيله) بغير (هو).
- وقراءة الجماعة (إنه يراكم هو وقبيله).
{هُوَ وَقَبِيلُهُ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الواو في الواو.
{وَقَبِيلُهُ}
- قراءة الجماعة (.. وقبيله) بالرفع عطفًا على الضمير المستكن في (يراكم)، أو هو مبتدأ محذوف الخبر، أو هو معطوف على موضع اسم (إن) على مذهب من يجيز ذلك.
- وقرأ اليزيدي (... وقبيله) بالنصب عطفًا على اسم (إن) إن كان الضمير يعود على الشيطان، وقيل: مفعول معه، أي مع قبيله.
[معجم القراءات: 3/29]
قال الزمخشري: (وفيه وجهان: أن يعطفه على اسم إن، وأن تكون الواو بمعنى (مع)، وإذا عطفه على اسم (إن) وهو الضمير في (إنه) كان راجعًا إلى إبليس).
{مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}
- قرئ شاذًا (... لا ترونه).
قال أبو حيان: (بإفراد الضمير، فيحتمل أن يكون عائدًا على الشيطان وقبيله إجراء له مجرى اسم الإشارة...، ويحتمل أن يكون الضمير عائدًا على الشيطان وحده لكونه رأسهم وهم له تبع، وهو المفرد بالنهي أولًا).
- وفي مختصر ابن خالويه: (.. لا يرونه، في إحدى القراءتين) كذا بالياء.
وعلق المحقق على هذه القراءة بقوله: (يرونه: لعل الصواب: ترونه).
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/30]

قوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الثانية من "بالفحشاء أتقولون" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالفحشآء أتقولون} [28] قرأ الحرميان وبصري بإبدال همزة {أتقولون} ياء والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 617]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعلمون} تام وقيل كاف فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع على الأصح، وعند بعض {تخرجون} قبله، وعند بعض {مهتدون} بعده، وقيل { المسرفين} ). [غيث النفع: 617]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)}
{لَا يَأْمُرُ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يامر) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا..
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمزة (لا يأمر).
{بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي ورويس بإبدال الهمزة الثانية ياءً خالصة في الوصل، وصورة هذه
[معجم القراءات: 3/30]
القراءة: (بالفحشاء يتقولون).
- والباقون على تحقيق الهمزتين.
وإذا وقف حمزة وهشام على (الفحشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها مع المد والقصر.
- وحمزة في هذين الوجهين أطول مدًّا من هشام). [معجم القراءات: 3/31]

قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)}
{أَمَرَ رَبِّي}
- أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الاختلاس أيضًا.
{وَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (وادعوهو ...) بوصل الهاء بواو.
{بَدَأَكُمْ}
- قرأ الزهري (بداكم) بغير همزة، وذلك على إبدال الهمزة ألفًا). [معجم القراءات: 3/31]

قوله تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ) بفتح الهمزة اختيار عباس، الباقون بكسرها، وهو الاختيار للاستئناف). [الكامل في القراءات العشر: 551]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء "من عليهم الضلالة" حمزة ويعقوب في الحالين وضمها معهما وصلا والكسائي وخلف، أما الميم فكسرها وصلا أبو عمرو وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" سين "يحسبون" ابن عامر عامر وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل أمر ربي بالقسط}
{عليهم الضلالة} [30] لا يخفى). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويحسبون} قرأ الحرميان والبصري وعلي بكسر السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}
{تَعُودُونَ (29) - فَرِيقًا (30)}
- قرأ أبي بن كعب (تعودون/ فريقين فريقًا هدى وفريقًا ...)، وعلى هذه القراءة يكون الوقف على (تعودون) غير حسن.
[معجم القراءات: 3/31]
- وقراءة الجماعة (تعودون/ فريقًا هدى وفريقًا..).
{هَدَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}
- ذكر الفراء قراءة أبي (عليه الضلالة) بالهاء وحدها على الإفراد.
- وقراءة الجماعة على الجمع (عليهم الضلالة)، وذكر هذا الفراء عن أبي أيضًا.
{عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}
- قراءة حمزة ويعقوب بضم الهاء في الوقف والوصل، وأما مع الوصل فتضم الميم أيضًا: (عليهم الضلالة)، وأما مع الوقف فبضم الهاء وسكون الميم (عليهم).
- وقرأ الكسائي وخلف (عليهم الضلالة) بضم الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم في الوصل (عليهم الضلالة).
- وقراءة الباقين بكسر الهاء وضم الميم في الوصل (عليهم الضلالة)، وبكسر الهاء وسكون الميم في الوقف (عليهم).
{الضَّلَالَةُ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة اللام.
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا}
- قراءة الجماعة (إنهم اتخذوا) بكسر الهمزة، وهو على التعليل لقوله: حق عليهم الضلالة..، أو الإخبار.
- وقرأ العباس بن الفضل وسهل بن شعيب وعيسى بن عمر (أنهم
[معجم القراءات: 3/32]
اتخذوا) بفتح الهمزة، أي: لأنهم، وهو تعليل أيضًا لـ: (حق عليهم الضلالة).
قال الزجاج: (ولو قرئت: (أنهم اتخذوا الشياطين) لكانت تجوز، ولكن الإجماع على الكسر). قلت: عنى إجماع السبعة.
{وَيَحْسَبُونَ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي (يحسبون) بفتح السين وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمر ونافع والكسائي ويعقوب (يحسبون) بكسرها، وهو لغة الحجاز). [معجم القراءات: 3/33]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:02 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}
{يَا بَنِي}
- تقدمت في الآية/26 قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/33]

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في رفع التَّاء المنقلبة من الْهَاء ونصبها من قَوْله {خَالِصَة يَوْم الْقِيَامَة} 32
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {خَالِصَة} رفعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {خَالِصَة} نصبا). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خالصة) رفع نافع). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خالصة) [32]: رفع: نافع). [المنتهى: 2/700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (خالصة) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {خالصة} (32): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (خالصة) بالرّفع والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَالِصَةٌ) رفع قَتَادَة، وشيبة، والشيزري عن الكسائي، والفليحي عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 551]
جعفر، ونافع غير الواقدي، واختيار ورش، الباقون نصب، وهو الاختيار على الحال). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- {خَالِصَةً} رفع: نافع). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684 - وَخَالِصَةٌ أَصْلٌ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([684] وخالصةٌ (أ)صلٌ ولا يعلمون قل = لـ (شعبة) في الثاني ويفتح (شـ)مللا
جمع في هذا البيت قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب... جملة البيت.
و(خالصة): خبر بعد خبر.
ومعنى قوله: (أصل)، أنها خلقت للذين ءامنوا بطريق الأصالة في الدنيا والآخرة. وإنما شاركهم غيرهم في الدنيا بطريق التبعية.
و{خالصة} بالنصب، على الحال من الضمير في مستقرة، أو ثابتة، الذي يتعلق به: {للذين ءامنوا} ). [فتح الوصيد: 2/924]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (684- وَخَالِصَةٌ "أَ"صْلٌ وَلا يَعْلَمُونَ قُلْ،.. لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي وَيُفْتَحُ "شَـ"ـمْلَلا
هذا البيت جامع لثلاث مسائل استعمل فيها الرفع والغيب والتذكير وهي الأمور التي يستغنى بها لفظا عن القيد.
المسألة الأولى: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
القراءة فيها دائرة بين الرفع والنصب، فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الرفع لمن رمز له وهو نافع وحده فالباقون بالنصب، فوجه الرفع أن يكون "خالصة" خبر المبتدأ الذي هو هي، وقوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا} متعلق بالخبر، وفي الحياة: معمول آمنوا؛ أي: هي خالصة يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، ويجوز أن يكون للذين آمنوا خبر المبتدأ وخالصة خبر بعد خبر وفي الحياة الدنيا معمول الأول؛ أي: استقرت في الدنيا للمؤمنين وهي خالصة يوم القيامة، وخالصة بالنصب على الحال أي: هي للمؤمنين في الدنيا عى وجه الخلوص يوم القيامة بخلاف الكافرين؛ فإنهم وإن نالوها في الدنيا فما لهم في الآخرة منها شيء، وذكر أبو علي وجوهًا كثيرة فيما يتعلق به قوله: في الدنيا قال الشيخ: ومعنى قوله: أصل، أنها خلقت للذين آمنوا بطريق الأصالة في الدنيا والآخرة وإنما شاركهم غيرهم في الدنيا بطريق التبعية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - وخالصة أصل ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني ويفتح شمللا
685 - وخفّف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتّلا
قرأ نافع برفع تاء خالِصَةً كما لفظ به في قوله تعالى: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ فتكون قراءة غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... نَصْبُ خَالِصَهْ = أَتَى .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونصب خالصة أتى، أي قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبوجعفر بنصب {خالصة} [32] على الحال الآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 131]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا)
[النشر في القراءات العشر: 2/268]
فِي: خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {خالصةً} [32] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631 - خالصةٌ إذ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ي (روى) و (ح) ز (شفا) يخف
يعني قوله تعالى «خالصة يوم القيامة» قرأ بالرفع على لفظه نافع والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خالصة" [الآية: 32] فنافع بالرفع خبر هي، وللذين آمنوا متعلق بخالصة، وجعلها القاضي خبرا بعد خبر، والباقون بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف، وهو أعني الظرف خبر المبتدأ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خالصة} [32] قرأ نافع بالرفع، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}
{مِنَ الرِّزْقِ قُلْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في القاف.
{هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا}
- قرأ قتادة (قل هي لمن آمن).
- وقراءة الجماعة (.. للذين آمنوا).
[معجم القراءات: 3/33]
ومعناهما سواء.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{خَالِصَةً}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (خالصةً) بالنصب على الحال من الضمير المستقر في (الذين).
قال أبو حيان: (والتقدير: قل هي مستقرة للذين آمنوا في حال خلوصهم لها يوم القيامة، وهي حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرًا لهي).
- وقرأ نافع وابن عباس (خالصة) بالرفع خبر (هي) أي: هي خالصة، ويجوز أن يكون خبرًا ثانيًا لـ(هي).
وذكر الطبري أن العرب تؤثر النصب في الفعل إذا تأخر بعد الاسم والصفة وإن كان الرفع جائزًا، غير أن ذلك أكثر في كلامهم.
{الْقِيَامَةِ}
- أمال الكسائي الميم في الوقف). [معجم القراءات: 3/34]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... وَلاَ يَعْلَمُونَ قُلْ = لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي .... .... ). [الشاطبية: 54] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يعلمون} مردود على قوله: {لكل}.
و{لا تعلمون} بالتاء، مردود على الخطاب الذي قبله). [فتح الوصيد: 2/924] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثانية: {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}.
القراءة فيها دائرة بين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
الغيب والخطاب فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الغيب لشعبة وحده والباقون بالخطاب، ووجه القراءتين ظاهر سبق لهما نظائر، وقوله: في الثاني احترز به من قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
فإنه بالخطاب من غير خلاف فإن قلت: هلا قال في الثالث فإن قبل هذين الموضعين ثالثا وهو: {إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
وهو أيضا بالخطاب بلا خلاف قلت: أراد الثاني بعد كلمة خالصة التي ذكر الخلاف فيها ولم يحتج إلى الاحتراز عما تقدم خالصة فإن ذلك يعلم أنه لا خلاف فيه؛ لأنه تعداه ولو كان فيه خلاف لذكره قبل خالصة، هذا غالب نظمه وإن كان في بعض المواضع يقدم حرفا على حرف على ما يواتيه النظم، ولكن الأصل ما ذكرناه، ونظير ما فعله هنا ما يأتي في سورة يونس من قوله: وذاك هو الثاني يعني: لفظ ننجي بعد نجعل وهو ثالث إن ضممت إليه آخر قبل نجعل على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، والدليل على أنه يراعي ترتيب الحروف ولا يحتاج إلى أن يحترز عن السابق قوله في سورة المؤمنين: صلاتهم شاف أراد التي بعد أماناتهم، ولم يحترز عن قوله: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}؛ لأنها سبقت ذكر أماناتهم، وهذه مواضع حسنة لطيفة يحتاج من يروم فهم هذا النظم أن ينظر فيها واو أنه قال:
وخالصة أصل وشعبة يعلمون ... بعد ولكن ...................
لا لما احتاج إلى ذكر ثانٍ ولا ثالث). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/168] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني .... ....
....
وقرأ شعبة لا يعلمون بياء الغيب كما لفظ به أيضا في الموضع الثاني بعد كلمة خالِصَةً والمراد به: قال لكلّ ضعف ولكن لّا يعلمون، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب واحترز بالثاني عن الموضع الأول الذي وقع بعد خالِصَةً وهو: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ، فلا خلاف بين القراء في قراءته بالخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 271] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "حرم ربي الفواحش" غير حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ينزل" [الآية: 33] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفق" على الخطاب في "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حرم ربي الفواحش} [33] قرأ حمزة بإسكان ياء {ربي} ويلزم من سكونها وصلاً حذفها في اللفظ، لاجتماعها بالساكن بعدها، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لم ينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
{رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}
- قرأ حمزة وابن محيصن والحسن والمطوعي (ربي الفواحش) بسكون الياء في الوقف والوصل، وحذف الياء في الوصل لالتقاء الساكنين، وأما في الوقف فهي ثابتة.
- وقراءة الباقين (.. ربي الفواحش) بفتحها في الوقف والوصل.
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (ما لم ينزل..) بسكون النون وتخفيف الزاي من (أنزل).
- وقراءة الباقين (ما لم ينزل) بفتح النون وتشديد الزاي من (نزل) المضعف.
وتقدم هذا في الآية/90 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/35]

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسقط الهمزة الأولى من "جاء أجلهم" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب، ولورش من طريق الأزرق ثان وهو إبدالها ألفا خالصة، ولا يجوز له المد
[إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط، ولقنبل ثلاثة: إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ وتسهيل الثانية من طريق غيره والثالث له إبدالها ألفا كالأزرق، والباقون بتحقيقها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أجلهم} [34] لا يخفى، ولا تغفل عما تقدم أن مثل لا يزاد في مد حرف المد المبدل، لأنه لا ساكن بعده). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يستأخرون} أبدله ورش والسوسي). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان انظر الآية/43 من سورة النساء، ويأتي حكم الوقف بعد قليل.
[معجم القراءات: 3/35]
{أَجَلُهُمْ}
- قرأ الحسن وابن سيرين (آجالهم) على الجمع.
والجماعة (أجلهم) مفردًا، على إرادة الجنس.
قال ابن جني: (وحسن الإفراد لإضافته أيضًا إلى الجماعة، ومعلوم أن لكل إنسان أجلًا ...).
{جَاءَ أَجَلُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو والبزي ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل من طريق ابن شنبوذ واليزيدي وابن محيصن (جا أجلهم) بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر.
- وقرأ أبو جعفر وورش ورويس وقنبل بتسهيل الهمزة الثانية.
- وقرأ ورش من طريق الأزرق، وكذلك قنبل بإبدال الهمزة الثانية ألفًا خالصة.
فتلخص مما سبق لقنبل ثلاثة أوجه:
- إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ.
- تسهيل الثانية من طريق غيره.
- إبدالها ألفًا من طريق الأزرق.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع وابن كثير وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{لَا يَسْتَأْخِرُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي (لا يستاخرون) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 3/36]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز). [معجم القراءات: 3/37]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:03 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (35) إلى الآية (39) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} [35] لا يخفى). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
{يَأْتِيَنَّكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش والأزرق وأبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (ياتينكم).
- وقراءة حمزة في الوقف جاءت كذلك بالإبدال.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
- وقرأ أبي بن كعب والأعرج والحسن (تأتينكم) بالتأنيث على الجماعة. وقراءة الجماعة (يأتينكم) بالياء، على التذكير إذ بعده (رسل).
{رُسُلٌ}
- قرأ المطوعي (رسل) بإسكان السين.
{اتَّقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَأَصْلَحَ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون على الترقيق.
{فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/38 من سورة البقرة كما يلي:
[معجم القراءات: 3/37]
فلا خوف عليهم: يعقوب والحسن كذا بالفتح، على البناء.
- فلا خوف عليهم: ابن محيصن، بالضم من غير تنوين.
- والجماعة: فلا خوف عليهم، بالضم والتنوين.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/38]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه لأبي عمرو الدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
والفتح والتقليل للأزرق وورش.
انظر الآية/39 من سورة البقرة، و16 من آل عمران). [معجم القراءات: 3/38]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [37] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
{أَظْلَمُ}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش.
انظر الآية/20 من سورة البقرة، والآية/21 من سورة الأنعام.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
[معجم القراءات: 3/38]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة في (جاء)، وكذا حكم الهمز، انظر الآية/87 من سورة البقرة/87، والآية/61 من سورة آل عمران (جاءك).
{رُسُلُنَا}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلنا) بسكون السين.
- والجماعة على ضمها (رسلنا).
{كَافِرِينَ}
- الإمالة فيه عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي ورويس وابن ذكوان بخلاف عنه.
- قراءة الأزرق وورش بالتقليل.
انظر الآيات/19، 34، 98 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/39]

قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله {وَلَكِن لَا تعلمُونَ} 38
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر (لكل ضعف وَلَكِن لَا يعلمُونَ) بِالْيَاءِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يعلمون) بالياء أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يعلمون) [38]: بالياء أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (لا يعلمون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ولكن لا يعلمون} (38): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ولكن لا يعلمون) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا) بغير ألف بشير بن أَبِي عَمْرٍو عن أبيه، وعبد اللَّه بن أبي نجيح عن مجاهد وروى جرير عن الْأَعْمَش (ادَّارَكُوا)، و(اثَّاقَلْتُمْ)، و(اطَّيَّرْنَا) وشبه ذلك في الابتداء والوصل، بإظهار التاء وهي رواية ابن مهران عن يَعْقُوب إذا وقف قبل هذه الأفعال يبتدئ بالتاء وهو قبيح بخلاف المصحف، الباقون بغير تاء في الوقف والوصل، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ) بالياء مجاهد، وَحُمَيْد، وقَتَادَة، وابن صبيح، وأبان، والمفضل، وأبو بكر غير الجعفي، الباقون بالتاء، وهو الاختيار؛ لأن اللَّه خاطب أهل النار). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([38]- {لَا تَعْلَمُونَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... وَلاَ يَعْلَمُونَ قُلْ = لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي .... .... ). [الشاطبية: 54] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يعلمون} مردود على قوله: {لكل}.
و{لا تعلمون} بالتاء، مردود على الخطاب الذي قبله). [فتح الوصيد: 2/924] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثانية: {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}.
القراءة فيها دائرة بين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
الغيب والخطاب فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الغيب لشعبة وحده والباقون بالخطاب، ووجه القراءتين ظاهر سبق لهما نظائر، وقوله: في الثاني احترز به من قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
فإنه بالخطاب من غير خلاف فإن قلت: هلا قال في الثالث فإن قبل هذين الموضعين ثالثا وهو: {إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
وهو أيضا بالخطاب بلا خلاف قلت: أراد الثاني بعد كلمة خالصة التي ذكر الخلاف فيها ولم يحتج إلى الاحتراز عما تقدم خالصة فإن ذلك يعلم أنه لا خلاف فيه؛ لأنه تعداه ولو كان فيه خلاف لذكره قبل خالصة، هذا غالب نظمه وإن كان في بعض المواضع يقدم حرفا على حرف على ما يواتيه النظم، ولكن الأصل ما ذكرناه، ونظير ما فعله هنا ما يأتي في سورة يونس من قوله: وذاك هو الثاني يعني: لفظ ننجي بعد نجعل وهو ثالث إن ضممت إليه آخر قبل نجعل على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، والدليل على أنه يراعي ترتيب الحروف ولا يحتاج إلى أن يحترز عن السابق قوله في سورة المؤمنين: صلاتهم شاف أراد التي بعد أماناتهم، ولم يحترز عن قوله: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}؛ لأنها سبقت ذكر أماناتهم، وهذه مواضع حسنة لطيفة يحتاج من يروم فهم هذا النظم أن ينظر فيها واو أنه قال:
وخالصة أصل وشعبة يعلمون ... بعد ولكن ...................
لا لما احتاج إلى ذكر ثانٍ ولا ثالث). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/168] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني .... ....
....
وقرأ شعبة لا يعلمون بياء الغيب كما لفظ به أيضا في الموضع الثاني بعد كلمة خالِصَةً والمراد به: قال لكلّ ضعف ولكن لّا يعلمون، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب واحترز بالثاني عن الموضع الأول الذي وقع بعد خالِصَةً وهو: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ، فلا خلاف بين القراء في قراءته بالخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 271] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ولكن لا تعلمون} [38] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631- .... .... يعلمو الرّابع صف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعلمو) يريد قوله تعالى «ولكن لا يعلمون» قرأه بالياء على الغيب كما لفظ به شعبة، والباقون بالخطاب، واحترز بالرابع عن الأول وهو قوله تعالى «أتقولون على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وعن الثاني وهو قوله تعالى «كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالغيب، وعن الثالث وهو قوله تعالى «وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وكلام الشاطبي رحمه الله يوهم دخول هذا الحرف حيث قيد بلا، فيحتاج إلى تأويل الثاني في قوله الثاني ما بعد خالصه، وقيد الناظم بالرابع وهو يدفع صريحا على أن كان قد تبع الشاطبي في قوله الثاني، واشتهرت النسخ عنه بذلك، ثم غيره بالصواب والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "تداركوا" بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أخراهم" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لأوليهم" و"أولاهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا" [الآية: 38] بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَكِنْ لا تَعْلَمُون" [الآية: 38] فأبو بكر بالغيب والضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما والباقون بالخطاب إما للسائلين وإما لأهل الدنيا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هؤلاء أضلونا} [38] مثل {بالفحشاء أتقولون} [28] ). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكن لا تعلمون} قرأ شعبة بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاء، وأما الذي قبله وهو {ما لا تعلمون} فلا خلاف أنه بتاء الخطاب). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
{فِي النَّارِ ... مِنَ النَّارِ}
- تقدمت الإمالة في (النار) في الآية/36 من هذه السورة، و39 من سورة البقرة.
{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا}
- قراءة الجماعة (اداركوا) بهمزة وصل، ثم دال مشددة مفتوحة، بعدها ألف.
[معجم القراءات: 3/39]
وأصلها: تداركوا، فأدغمت التاء في الدال، فسكن أول المدغم، واجتلبت همزة الوصل للابتداء بها، فثبتت في الخط.
- وقرأ أبو عمرو بن العلاء وابن أبي بزة (إداركوا)، بقطع ألف الوصل.
قال أبو حيان: قال ابن جني:
(وهذا مشكل، ولا يسوغ أن يقطعها ارتجالًا؛ فذلك إنما يجيء شاذًا في ضرورة الشعر في الاسم لكنه وقف مثل وقفة المستنكر، ثم ابتدأ فقطع).
وقال العكبري: (.. بقطع الهمزة عما قبلها، وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها).
وقال القرطبي:
(بقطع ألف الوصل، فكأنه سكت على (إذا) للتذكر، فلما طال سكوته قطع ألف الوصل كالمبتدئ بها، وقد جاء في الشعر قطع ألف الوصل..).
قلت: هذا عين كلام ابن جني في المحتسب، قال: (قطع أبي عمرو همزة (اداركوا) في الوصل مشكل، وذلك أنه لا مانع من حذف الهمزة، إذ ليست مبتدأه كقراءته الأخرى مع الجماعة.
وأمثل ما يصرف إليه هذا أن يكون وقف على ألف (إذا) مميلا بين هذه القراءة وقراءته الأخرى التي هي (تداركوا)، فلما اطمأن على الألف لذلك القدر من التمييل بين القراءتين لزمه الابتداء بأول
[معجم القراءات: 3/40]
الحرف، فأثبت همزة الوصل مكسورة على ما يجب من ذلك في ابتدائها، فجرى هذا التمييل في التلوم [أي التمكث والانتظار] عليه، وتطاول الصوت به مجرى وقفة المتذكر في نحو قولك: قالوا وأنت تتذكر -الآن من قول الله سبحانه (قالوا الآن) فثبتت الواو من (قالوا)، لتلومك عليها للاستذكار، ثم تثبت همزة الآن، أعني همزة لام التعريف..
ولا يحسن أن نقول إنه قطع همزة الوصل ارتجالًا هكذا؛ لأن هذا إنما يسوغ لضرورة الشعر، فأما في القرآن فمعاذ الله، وحاشا أبي عمرو، ولاسيما وهذه الهمزة هنا إنما هي في فعل، وقلما جاء في الشعر قطع همزة الوصل في الفعل، وإنما يجيء الشيء النزر من ذلك في الاسم ...).
وقرأ مجاهد وابن مسعود (أدركوا) بقطع الألف وسكون الدال وفتح الراء، بمعنى أدرك بعضهم بعضًا.
- وقرأ حميد (أدركوا) بضم الهمزة وكسر الراء مبنيًا للمفعول: أي: أدخلوا في أدراكها.
- وقرأ مجاهد وحميد والأعرج وابن مسعود (ادركوا) بشد الدال المفتوحة، وفتح الراء، واصلها: ادتركوا: ووزنها: افتعلوا، فالتاء بعد الدال مثل: اقتتلوا.
[معجم القراءات: 3/41]
- وقرأ مجاهد وحميد بن قيس (.. إذ ادركوا) بحذف ألف (إذا) لالتقاء الساكنين، وحذف الألف التي بعد الدال.
- وقرأ عصمة عن أبي عمرو ومجاهد ويحيى وإبراهيم وحميد، وبشر بن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه (حتى إذا ادراكوا) بإثبات ألف (إذا) مع سكون الدال من (اداركوا).
قال ابن جني: (.. فإنما ذلك لأنه أجرى المنفصل مجرى المتصل، فشبهه بشابة ودابة ...).
- وقال العكبري: وقرئ: إذا اداركوا) بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغمًا كما قالوا: دابة وشابة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل ...).
- وقرأ أبو عمرو واللؤلؤي عنه وابن مسعود والأعمش والمهدوي والمطوعي، ويعقوب (تداركوا) بتاء مفتوحة، موضع همزة الوصل.
قال النيسابوري: (وهي قراءة يعقوب إذا وقف على (إذا)، فإنه يبتدئ بالتاء كقراءة أبي عمرو ومن معه).
وقال العكبري: (وقرئ في الشاذ: تداركوا) على الأصل، أي: أدرك بعضهم بعضًا).
[معجم القراءات: 3/42]
{أُخْرَاهُمْ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وإبراهيم بن حماد والخزاز عن هبيرة وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لِأُولَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي، وصورة القراءة: (هؤلاء يضلونا) بإبدال الهمزة الثانية ياءً في الوصل.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين (هؤلاء أضلونا).
- وإذا وقف حمزة على (هؤلاء) فله في الأولى:
- التسهيل مع المد والقصر.
- وإبدالها واوًا مع المد والقصر في (ها).
- والمد والتحقيق.
- وله في الثانية:
- إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- وتسهيلها بالروم مع المد والقصر.
ولهشام في الثانية هذه الخمسة لا غير.
{فَآَتِهِمْ}
- قراءة الجماعة (فآتهم) بالمد مع كسر الهاء في الحالين.
[معجم القراءات: 3/43]
- وقرأ رويس (فآتهم) بالمد مع ضم الهاء في الحالين.
- وقرأ عيسى بن عمر (فأتهم) بقصر الهمزة.
{قَالَ لِكُلٍّ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{لَا تَعْلَمُونَ}
- قراءة الجماعة (.. لا تعلمون) بالتاء على الخطاب للسائلين، أي لا تعلمون ما لكل فريق من العذاب، وهي رواية حفص عن عاصم.
- وقرأ أبو بكر والمفضل عن عاصم (لا يعلمون) بالياء.
قال مكي: (... حمل الكلام على لفظ (كل)، ولفظه لفظ غائب) ). [معجم القراءات: 3/44]

قوله تعالى: {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}
{أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيهما في الآية السابقة.
{الْعَذَابَ بِمَا}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/44]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:05 AM

سورة الأعراف

[ من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّخْفِيف وَالتَّاء وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا تفتح لَهُم} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ مُشَدّدَة التَّاء الثَّانِيَة
وَقَرَأَ أَبُو عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ خَفِيفَة سَاكِنة الْفَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَا يفتح) بِالْيَاءِ خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لا تفتح) بالتاء خفيف (أبو عمرو، وبالياء خفيف) كوفي، - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا تفتح) [40]: بالتاء خفيف أبو عمرو. بالياء خفيف هما وخلف.
[المنتهى: 2/700]
(في سم) [40]: بكسر السين حمصي). [المنتهى: 2/701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لا يفتح لهم) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وخفف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وشدد الباقون). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {لا تفتح} (40): بالتاء مخففًا.
وحمزة، والكسائي: بالياء مخففًا.
والباقون: بالتاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (لا تفتح) بالتّاء خفيفا وحمزة والكسائيّ وخلف بالياء خفيفا والباقون بالتّاء شديدا). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا تُفَتَّحُ) بالياء خفيف كوفي غير قاسم، وابن صبيح، وابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا عصمة، وبالتاء خفيف ابْن ذَكْوَانَ عن علي، وأَبُو عَمْرٍو، وغير الجعفي، الباقون غير ابن مقسم بالتاء مثقل.
أما ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن بالياء مع الثقيل الْيَزِيدِيّ في اختياره (لَا تُفْتَحُ) بالتاء خفيف، (أَبْوَابَ) نصب، والاختيار ما عليه نافع، لأن الفعل للَّه، (يَلِجَ الْجَمَلُ) مشدد بضم الجيم مجاهد، وابن مُحَيْصِن، وابْن مِقْسَمٍ، وأبان، وقَتَادَة غير أنه يخفف، الباقون بفتح الجيم خفيف، وهو الاختيار، لأن في التفسير هو البعير (الْجَمَلُ) رفع خفيف ابن مطرف عن أبي جعفر، (سَمِّ الْخِيَاطِ) بكسر السين الأصمعي عن نافع وبضمهما أبو حيوة، وأبو السَّمَّال، وأحمد، وابن مُحَيْصِن، وقَتَادَة، الباقون بفتح السين، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {لا تُفَتَّحُ} بالتاء خفيف: أبو عمرو،
[الإقناع: 2/646]
بالياء خفيف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... .... .... = .... .... وَيُفْتَحُ شَمْلَلاَ
685 - وَخَفِّفْ شَفَا حُكْماً .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يفتح} بالتذكير، لأن التأنيث في الأبواب غير حقيقي، وللفصل بين الفاعل والفعل.
و{تفتح} بالتأنيث، على لفظ مثل: {مفتحة لهم الأبوب}.
[فتح الوصيد: 2/924]
[685] وخف (شـ)فًا (حـ)كما وما الواو دع (كـ)فى = وحيث نعم بالكسر في العين (ر)تلا
من قرأ بالتشديد، فلتكرير ذلك مرة بعد مرة.
والتخفيف شفا حكمه، لأنه قد يكون لأكثر من المرة). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثالثة: "لا يفتح لهم أبواب السماء".
اختلف فيها في موضعين: أحدهما المذكور في هذا البيت وهو التذكير والتأنيث وكان إطلاق الناظم في قوله: ويفتح شمللا دليلا على أنه أراد التذكير لحمزة والكسائي ووجه القراءتين ظاهر؛ لأن تأنيث الأبواب ليس بحقيقي، وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها ثم ذكر الموضع الثاني فقال:
685- وَخَفِّفْ "شَـ"ـفَا "حُـ"ـكْمًا وَما الوَاوَ دَعْ "كَفى"،.. وَحَيْثُ نَعَمْ بِالْكَسْرِ فِي العَيْنِ "رُ"تِّلا
أي وافق أبو عمرو وحمزة والكسائي على تخفيف "يفتح لهم"، ولم يوافقهما في التذكير فصار فيها ثلاث قراءات: التذكير مع التخفيف والتأنيث مع التخفيف وقراءة الباقين التأنيث مع التشديد فلتخفيف من فتح والتشديد من فتح وقد تقدم نظيرهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... .... .... .... = .... .... .... ويفتح شمللا
685 - وخفّف شفا حكما .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: لا يفتّح لهم أبواب السّماء بياء التذكير كلفظه
فيكون غيرهما بتاء التأنيث، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو بالتخفيف في التاء. ويلزمه سكون الفاء، فتكون قراءة غيرهم بتشديد التاء ويلزمه فتح الفاء. فيتحصل: أن أبا عمرو يقرأ بتاء التأنيث والتخفيف وحمزة والكسائي بياء التذكير والتخفيف والباقين بتاء التأنيث والتشديد). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالتَّذْكِيرِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّشْدِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ لِرُوَيْسٍ مَعَ إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو فِي الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {لا تفتح لهم} [40] بالتأنيث والتخفيف، وحمزة والكسائي وخلف بالتذكير والتخفيف، والباقون بالتأنيث والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631- .... .... .... .... .... = يفتح في روى وحز شفا يخف). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يفتح) يعني قوله «لا يفتّح لهم أبواب السماء» قرأه بالتذكير كلفظه حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، فيكون فيها ثلاث قراءات التذكير مع التخفيف لحمزة والكسائي وخلف، والتأنيث مع التخفيف لأبي عمرو والتأنيث مع التشديد للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تُفَتَّحُ لَهُم" [الآية: 40] فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف وافقه ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل، ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف، وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير، والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن، فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط، ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "الجمل" بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تفتح} [40] قرأ البصري بالفوقية والتخفيف، والأخوان بياء الغيبة والتخفيف، والباقون بالتاء الفوقية والتشديد، ومن خفف سكن الفاء، ومن شدد فتح). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم (لا تفتح لهم أبواب) بتاء التأنيث في أوله، وتشديد التاء الثانية، والفعل مبني للمفعول، أبواب: بالرفع.
قال مكي: (والتشديد أحب إلي لأن عليه الحرميين وعاصمًا وابن عامر).
والتشديد على معنى التكرير والتكثير مرة بعد مرة.
- وقرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (لا تفتح لهم أبواب ...) بالتاء في أوله، وتخفيف التاء الثانية، وذلك على تأنيث الأبواب، لأنها جماعة.
[معجم القراءات: 3/45]
قال النحاس: (والتخفيف يكون للقليل والكثير، والتثقيل للكثير لا غير ...)، ونقل هذا القرطبي.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش والمطوعي بخلاف عنه، والبراء بن عازب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفتح لهم أبواب ...) بالياء على التذكير، وتخفيف التاء.
قال مكي: (بالياء مضمومة؛ لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي؛ ولأنه فرق بين المؤنث وفعله، وكلا العلتين يجيز التذكير).
- وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم (لا تفتح لهم أبواب..) بالتاء المفتوحة، وتشديد الثانية، ولعل أصله بتاءين: لا تتفتح، فحذفت إحداهما، على الخلاف في المحذوفة.
- وجاءت عند ابن عطية (يفتح) كذا! وأحسب أنه غير الصواب.
- وقرأ اليزيدي وأبو عمرو في رواية، والكسائي في رواية (لا تفتح لهم أبواب..) بفتح التاء الأولى وتخفيف الثانية، مبنيًا للفاعل، أبواب: بالنصب، والفعل هنا للآيات.
[معجم القراءات: 3/46]
- وقرأ مجاهد والأعمش والمطوعي والحسن (لا يفتح لهم أبواب) بالياء المفتوحة، وفتح التاء الثانية، مبنيًا للفاعل أبواب: بالنصب، والفعل لله عز وجل.
{الْجَمَلُ}
- قرأ الجمهور (الجمل) بفتح الجيم والميم، والجمل أعظم الحيوان.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه شهر بن حوشب، وعلي ومجاهد وابن يعمر وأبو مجلز والشعبي ومالك بن الشخير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء وأبو رزين وابن محيصن وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن جبير وعكرمة وأبان عن عاصم والمازني والخليل (الجمل) بفتح الميم وتشديدها.
وفسروه بالقلس الغليظ، وهو حبل السفينة، تجمع حبال وتفتل فتصير حبلًا واحدًا.
- وقرأ ابن عباس أيضًا في رواية مجاهد، وابن جبير وقتادة وسالم الأفطس، والحسن وعكرمة وابن مسعود وأبي بن كعب وعبد
[معجم القراءات: 3/47]
الكريم وحنظلة وأبو عمرو (الجمل) بضم الجيم وفتح الميم مخففة، وهو القلس أيضًا والحبل.
- وقرأ ابن عباس في رواية عطاء، والضحاك والجحدري (الجمل) بضمتين وهو جمع جمل، مثل: أسد وأسد.
وقيل هو الحبل الغليظ من القنب، ويقال: حبل السفينة، ويقال: الحبال المجموعة، وكله -عند ابن جني- قريب بعضه من بعض.
- وقرأ عكرمة وابن جبير في رواية وابن عباس في رواية أيضًا وأبو السمال (الجمل) بضم الجيم وسكون الميم.
قال ابن جني:
(وأما الجمل فقد يجوز في القياس أن يكون جمع جمل كأسد وأسد، ووثن ووثن..).
- وقرأ المتوكل وأبو الجوزاء وأبو السمال (الجمل) بفتح الجيم وسكون الميم، قال القرطبي: (تخفيف الجمل).
[معجم القراءات: 3/48]
وقال العكبري:
(ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والأحسن أن يكون لغة، لأن تخفيف المفتوح ضعيف).
وذهب ابن جني إلى أنه بعيد أن يكون مخففًا من المفتوح لخفة الفتحة..
وبعد ذكر هذه القراءات، قال أبو حيان:
(ومعناه في هذه القراءات القلس الغليظ، وهو حبل السفينة).
- وقرأ ابن مسعود (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط).
قلت: الصفرة هنا السواد، وذهب الفراء إلى أن الجمل الأصفر هو الأسود، إذ لا يرى أسود من الإبل إلا وهو مشرب صفرة، لذلك سمت العرب سود الإبل صفرًا.
وقال أبو عبيد: الأصفر: الأسود.
ولست أعلم لم خص ابن مسعود الجمل هنا بالصفرة، وهذه الزيادة وما شابهها إنما تحمل على التفسير في قراءاته ألا ترى ما أثبته الشوكاني في قراءة ابن مسعود (الأصغر) أصوب أو أنسب لهذا السياق؟! لو كانت القراءة بالاجتهاد لكان ذاك.
{سَمِّ الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (.. سم) بفتح السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وقتادة وأبو رزين وطلحة بن مصرف وابن
[معجم القراءات: 3/49]
سيرين وأبو السمال وأبو حيوة وابن محيصن (سم) بضم السين.
- وقرأ أبو عمران الجوني وأبو نهيك وأبو السمال وأبو حيوة والأصمعي عن نافع وأبو البرهسم واليماني وأبو بحرية (سم) بكسر السين.
وفي حاشية الجمل: (مثلث السين، لغة، ولكن السبعة على الفتح، وقرئ شاذًا بالكسر والضم).
- وقرأ بعضهم (في سم الخياط) بكسر السين وتخفيف الميم.
{الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (الخياط) بكسر الخاء، وألف بعد الياء.
- وقرأ عبد الله وأبو رزين وأبو مجلز (المخيط) بكسر الميم وسكون الخاء، وفتح الياء.
- وقرأ طلحة وعبد الله وأبي (المخيط) بفتح الميم وكسر الخاء، وهي مخالفة للسواد). [معجم القراءات: 3/50]

قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم إدغام من جهنم مّهاد [الأعراف: 41] لرويس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "جهنم مهاد" رويس بخلف عنه كأبي عمرو، وأدغمه يعقوب بكماله
[إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
من المصباح كسائر المثلين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
{جَهَنَّمَ مِهَادٌ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب ورويس بخلاف عنه.
{مِهَادٌ}
- قراءة الجماعة (مهاد) بالألف.
[معجم القراءات: 3/50]
- ويقرأ (مهد) بفتح الميم من غير ألف.
{غَوَاشٍ}
- قرأ أبو رجاء وعبد الله بن مسعود (غواش) بالرفع.
قال النيسابوري في غرائبه:
(وكذلك كل كلمة سقطت فيها الياء لأجل التنوين، أو لاجتماع الساكنين، وهو مذهب سهل من طريق ابن دريد).
وقال الشهاب: (وبعض العرب يعربه بالحركات الظاهرة على ما قبل الياء، لجعلها محذوفة نسيًا منسيًا، ولذا قرئ: غواش، برفع الشين، (وله الجوار المنشآت) بضم الراء).
- وقرأ يعقوب الحضرمي (غواشي) بالياء.
قال الزجاج: (فإذا وقفت فالاختيار أن تقف بغير ياء، فتقول: غواش؛ لتدل أن الياء كانت تحذف في الوصل، وبعض العرب إذا وقف قال: (غواشي) بإثبات الياء، ولا أرى ذلك في القرآن؛ لأن الياء محذوفة في المصحف، والكتاب على الوقف).
قلت: هذا هو المشهور من قراءة يعقوب الحضرمي قارئ أهل البصرة، ولذا قال الأنباري في إيضاح الوقف: (بعض البصريين).
- وقراءة الجماعة (غواشٍ) بحذف الياء.
قال مكي: (.. إلا أن التنوين دخلها عوض [كذا] من ذهاب
[معجم القراءات: 3/51]
حركة الياء المحذوفة، فلما التقى ساكنان: سكون الياء لثقل الضمة عليها، والتنوين، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار التنوين تابعًا للكسرة التي كانت قبل الياء المحذوفة ...)، وقيل فيها غير هذا.
- وذكر العكبري أنه قرئ (غواش) بكسر الشين من غير تنوين، والأصل غواشي بالياء فحذفت تخفيفًا، ولم ينون، لأن الاسم في الأصل غير منصرف). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
{لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا}
- قرأ الأعمش (لا تكلف نفس) مبنيًا للمفعول، ورفع (نفس).
- وقر (لا يكلف نفس) بالياء، وعزيت إلى الأعمش.
- وقراءة الجماعة (لا نكلف نفسًا) بنون العظمة، ونصب (نفسًا) ). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَمَا كُنَّا لنهتدي} 43
كلهم قَرَأَ {وَمَا كُنَّا لنهتدي} بواو غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (مَا كُنَّا لنهتدي) بِغَيْر وَاو وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الشَّام). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {أورثتموها} 43
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {أورثتموها} غير مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف 72
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (أورتموها) مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف). [السبعة في القراءات: 281]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما كنا) (بغير واو) وفي قصة صالح). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لهذا ما كنا) [43]: بلا واو، وفي قصة صالح {وقال} [75]: بالواو دمشقي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ما كنا لنهتدي) بغير واو قبل (ما)، وقرأ الباقون (وما كنا) بالواو). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ما كنا لنهتدي} (43): بغير واو.
والباقون: {وما كنا}: بالواو). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (ما كنّا لنهتدي) بغير واو. والباقون: (وما كنّا) بالواو). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ) بغير واو). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} بغير واو، وفي قصة صالح {قَالَ الْمَلَأُ} [75] بواو: ابن عامر.
بضده: الباقون). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (685- .... .... وَماَ الْوَاوَ دَعْ كَفى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقال: (كفی)، لأنه استغني عن الواو؟، لأن الجملة الثانية أوضحت الأولى.
والواو، عطف جملة على جملة، وقد سقطت الواو في مصحف الشامي وثبتت في غيره). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وما الواو دع، الواو بالنصب مفعول دع؛ أي: اترك الواو أسقطها من قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}، قرأها ابن عامر كذلك؛ لأن الواو لم ترسم في مصحف الشام وهو نظير قراءته في سورة البقرة: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ}.
والباقون بالواو فيهما على ما رسم في مصاحفهم ووجه إثبات الواو فائدة العطف وسقوطها الاستئناف أو الاستغناء عنها وإليه الإشارة بقوله: كفى قال أبو علي: كأن الجملة ملتبسة بما قبلها، فأغنى القياس به عن حرف العطف قال، ومثل ذلك قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}.
فاستغني عن الحرف العاطف بالتباس إحدى الجملتين بالأخرى ونعم: بفتح العين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
وكسرها لغتان وهو حرف مستعمل تارة عدة وتارة تصديقا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/170]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (685 - .... .... .... وما الواو دع كفى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ بحذف الواو قبل ما، وقرا غيره بإثباتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِغَيْرِ وَاوٍ قَبْلَ (مَا)، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أُورِثْتُمُوهَا مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ما كنا لنهتدي} [43] بغير واو، والباقون بالواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أورثتموها} [43] ذكر في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (632 - واو وما احذف كم .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واو وما احذف (ك) م نعم كلّا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) ل (حما) (ز) هر
يعني الواو من قوله تعالى «وما كنا لنهتدي» يحذفها ابن عامر، وهو كذلك في المصحف الشامي، والباقون بإثباتها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واو وما احذف (ك) م نعم كلا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) لـ (حما) (ز) هر
ش: أي: حذف ذو كاف (كم) ابن عامر واو وما كنّا لنهتدي [الأعراف: 43]، وأثبتها الباقون.
وكسر ذو راء (رجا) الكسائي عين (نعم) حيث جاء، وهو أربعة: قالوا نعم فأذن مؤذن، [و] قال نعم وإنكم هنا [الآيتان: 44، 114]، والشعراء [الآية: 42]، [و] قل نعم وأنتم بالصافات [الآية: 18] وهو لغة كنانة وهذيل، وفتحها التسعة،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
وهو لغة بقية العرب وهو الأفصح.
وجه الحذف: [أن] الجملة الثانية موضحة للأولى، وملتبسة بها؛ فعرف موضع العاطف، وعليه رسم الشامي.
ووجه الإثبات: الأصل، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أورثتموها [الأعراف: 43]، ومؤذّن [الأعراف: 44] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] فابن عامر بغير واو على أن الجملة الثانية موضحة ومبينة للأولى، والباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هدانا" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "لقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "أورثتموها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وهشام وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحتهم الأنهار} [43] لا يخفى). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما كنا لنهتدي} قرأ الشامي بحذف واو {وما} والباقون بإثباتها). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
{مِنْ غِلٍّ}
- قراءة أبي جعفر بإخفاء النون بغنة عند الغين.
- وقراءة غيره بالإظهار.
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ حمزة والكسائي في الوصل (من تحتهم الأنهار) بضم الهاء والميم.
[معجم القراءات: 3/52]
- وقرأ أبو عمرو (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء والميم.
- وقراءة الباقين (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء وضم الميم.
وأما في الوقف: فجميع القراء على كسر الهاء وسكون الميم.
- وأما ورش فينقل حركة الهمزة في (الأنهار) إلى اللام سواء وقف أو وصل.
- وحمزة ينقل مثل ورش في الوقف بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بغير نقل وقفًا ووصلًا.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
تقدمت القراءات في لفظ (الحمد) مفصلة في سورة الفاتحة.
فانظر هذا في الجزء الأول من هذا المعجم.
وقال صاحب الإتحاف:
(وعن الحسن: (الحمد لله) حيث وقع بكسر الدال إتباعًا لكسرة لام الجر بعدها، والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده، أي متعلقة).
{هَدَانَا ... هَدَانَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}
- قرأ ابن عامر (ما كنا ...) بغير واو، والجملة بيانية، فهي موضحة
[معجم القراءات: 3/53]
موضحة للأولى، وكذا جاءت مصاحف الشام بغير واو.
- وقراءة الجماعة بالواو (وما كنا ...)، وهي كذلك في سائر المصاحف، والواو للحال أو الاستئناف.
قال في حاشية الجمل: (فقد قرأ كل بما في مصحفه).
وقال مكي في الكشف:
(... وكذلك هي الواو في سائر المصاحف غير مصحف أهل الشام، وإثبات الواو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن فيه تأكيد ارتباط الجملة الثانية بالأولى).
{لَقَدْ جَاءَتْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وبالإظهار قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
{جَاءَتْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{رُسُلُ}
- تقدمت قراءة المطوعي فيه (رسل) بسكون الثاني.
وانظر الآية/85 من سورة البقرة.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 3/54]
{أُورِثْتُمُوهَا}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن ذكوان من طريق الأخفش وعاصم بإظهار الثاء عند التاء على الأصل.
- وأدغم الثاء في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر من طريق هشام والداجوني وابن ذكوان من رواية الصوري وصورة القراءة (أورتموها).
قال الطوسي: (ومن أدغم فلأن الثاء والتاء مهموستان متقاربتان، فاستحسن الإدغام.
ومن ترك الإدغام في (أورثتموها) وهو ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر- فلتباين المخرجين، وأن الحرفين في حكم الانفصال وإن كانا في كلمة واحدة، كما لم يدغموا (ولو شاء الله ما اقتتلوا) وإن كانا مثلين لا يلزمان؛ لأن تاء (افتعل) قد يقع بعدها غير التاء، فكذلك (أورث)، قد يقع بعدها غير التاء فلا يجب الإدغام).
وقال العكبري: (يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج).
وقال ابن خالويه: (.. فالحجة لمن أدغم مقاربة الثاء للتاء في المخرج، والحجة لمن أظهر: أن الحرفين مهموسان، فإذا أدغما خفيا فضعفا؛ فلذلك حسن الإظهار فيهما) ). [معجم القراءات: 3/55]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:08 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (44) إلى الآية (49) ]

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - قَوْله {قَالُوا نعم} 44
كلهم قَرَأَ {قَالُوا نعم} بِفَتْح النُّون وَالْعين في كل الْقُرْآن غير الكسائي فَإِنَّهُ قَرَأَ {نعم} بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 281]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد النُّون وتخفيفها من قَوْله {أَن لعنة الله على الظَّالِمين} 44
فَقَرَأَ ابْن كثير فِيمَا قَرَأت على قنبل عَن القواس عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم {أَن لعنة الله} خَفِيفَة النُّون سَاكِنة
وحدثني مُضر بن مُحَمَّد عَن البزي عَنْهُم عَن ابْن كثير وَأهل مَكَّة {إِن} مُشَدّدَة {لعنة الله} نصبا
وحدثني الْحُسَيْن بن بشر الصوفي عَن روح بن عبد الْمُؤمن عَن مُحَمَّد بن صَالح عَن ابْن كثير مثله {إِن} مُشَدّدَة
وَكَذَلِكَ روى خلف والهيثم عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (أَن لعنة الله على الظلمين) مُشَدّدَة النُّون وَكلهمْ قَرَأَ الذي في سُورَة النُّور {أَن لعنة الله} 7 و{أَن غضب الله} 9 مشددتين غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ {أَن لعنة الله} و{أَن غضب الله} مخففتين). [السبعة في القراءات: 281 - 282]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((نعم) بكسر العين، حيث كان الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أن) خفيفا (لعنة الله) رفع
[الغاية في القراءات العشر: 254]
(مدني) (مكي غير ....) بصري، وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نعم) [44، 114]، حيث كان: بكسر العين علي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن) [44]: خفيف، {لعنة الله}: رفعٌ: بصريٌ، ونافع، وعاصمٌ، وقنبلٌ طريق ابن مجاهد والبلخي وابن الصباح). [المنتهى: 2/701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (قالوا نعم) بكسر العين حيث وقع، وفتح الباقون). [التبصرة: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي وابن عامر وحمزة والكسائي (أن لعنة الله) بتشديد (أن) ونصب اللعنة، وقرأ الباقون بتخفيف (أن) ورفع اللعنة). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {قالوا نعم} (44)، حيث وقع: بكسر العين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 288]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {أن لعنة الله} (44): بتشديد النون، ونصب التاء.
والباقون: بتخفيف النون، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (قالوا نعم) حيث وقع بكسر العين، والباقون بفتحها.
البزي وابن عامر وأبو جعفر وحمزة والكسائيّ وخلف: (أن لعنة اللّه) بتشديد النّون ونصب التّاء، والباقون بتخفيف النّون ورفع التّاء). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَعَمْ) بكسر العين حيث وقع الكسائي غير قاسم، والْأَعْمَش، والأزرق عن حَمْزَة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بفتح العين، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([44]- {نَعَمْ} بكسر العين حيث وقع: الكسائي.
[44]- {أَنْ} مشددة، {لَعْنَةُ اللَّهِ} نصب: البزي وابن عامر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (685- .... .... .... .... = وَحَيْثُ نَعَمْ بِالْكَسْرِ فِي الْعَيْنِ رُتِّلاَ
686 - وَأَنْ لَعْنَةُ التَّخْفِيفِ وَالرَّفْعُ نَصُّهُ = سَماَ مَا خَلاَ الْبَزِّي وَفِي النُّورِ أُوصِلاَ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ونَعِم ونَعَم لغتان. والفتح مشهور مستعمل.
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «قولوا: نعم»؛ يعني بالكسر.
ورتل: من قوله: {ورتل القرءان ترتيلا}.
[686] وأن لعنة التخفيف والرفع (نـ)صه = (سما) ما خلا (البزي) وفي النور أوصلا
الكلام هاهنا، كما سبق في: {وأن هذا صرطی مستقيما} ). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([686] وأن لعنت التخفيف والرفع نصه = سما ما خلا البزي وفي النور أوصلا
ح: (أن لعنت): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (الرفع): عطف، (نصه): خبره، والجملة: خبر الأول، يعني: التخفيف والرفع حكم {أن لعنة}، (ما خلا): كلمة الاستثناء، (البزي): منصوب بها، خفف ضرورةً، (في النور): ظرف (أوصلا)، وفاعله ضمير يعود إلى (أن لعنت).
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع وأبو عمرو وابن كثير سوى البزي من طريق
[كنز المعاني: 2/245]
ابن كثير -: {أن لعنة الله على الظالمين} [44] بتخفيف {أن} ورفع {لعنة} على أن {أن} مخففة من الثقيلة، اسمها ضمير الشأن، وما بعدها: مبتدأ.
وأوصل لنافع: {أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين} في سورة النور [7] بتلك القراءة في التخفيف والرفع). [كنز المعاني: 2/246]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وحيث نعم؛ أي: وحيث هذا اللفظ موجود في القرآن ففيه هذا الخلاف والله أعلم.
686- وَأَنْ لَعْنَةُ التَّخْفِيفِ وَالرَّفْعُ "نَـ"ـصُّهُ،.. "سَما" مَا خَلا البَزِّي وَفِي النُّورِ "أُ"وصِلا
يريد {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
وتخفيفه في نون أن والرفع في آخر "لعنة"؛ لأنه إذا خففت أن بطل عملها، وارتفع ما بعدها بالابتداء والخبر وأضمر بعد أن ضمير الشأن، وقرأ نافع وحده بمثل هذا في سورة النور في قوله سبحانه: {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.
وكذلك يقرأ أيضا: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عليها} على ما سيأتي في مكانه، وقراءة الباقين ظاهرة في المواضع الثلاثة بتشديد أن ونصب ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/170]
بعدها على أنه اسمها وأسكن ياء البزي وخففها ضرورة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/171]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (685 - .... .... .... .... .... = وحيث نعم بالكسر في العين رتّلا
....
وقرأ الكسائي لفظ نعم في جميع مواضعه بكسر العين وغيره بفتحها. وقد وقع في أربعة مواضع: قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ، قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ. كلاهما في هذه السورة، قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ في الشعراء، قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ في الصافات.
686 - وأن لعنة التّخفيف والرّفع نصّه = سما ما خلا البزّي وفي النّور أوصلا
قرأ نافع وقنبل وأبو عمرو وعاصم: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. بتخفيف نون أَنْ أي إسكانها ورفع تاء لَعْنَةُ فتكون قراءة البزي وابن عامر وحمزة والكسائي بتشديد
[الوافي في شرح الشاطبية: 271]
النون وفتحها ونصب تاء لَعْنَةُ. وقرأ نافع: أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ في سورة النور كقراءة نافع ومن معه في هذه السورة أي بإسكان النون مخففة، ورفع تاء لَعْنَتَ فتكون قراءة غيره في سورة النور بتشديد النون ونصب تاء لعنة). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114- .... أَنْ لَعْنَةُ اتْلُ كَحَمْزَةٍ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: أن لعنة أتل كحمزة أي قرأ مرموز (ألف) اتل وهو أبو جعفر {أن لعنة} [44] بتشديد {أن} ونصب {لعنة}، وإلى هذه الترجمة أشار بقوله كحمزة لأنه قرأ كذلك، وعلم الخلف كذلك وليعقوب بالتخفيف والرفع). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَعَمْ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي الشُّعَرَاءِ، وَالصَّافَّاتِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الْأَرْبَعَةِ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ مُؤَذِّنٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَعَمْ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي الشُّعَرَاءِ، وَالصَّافَّاتِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الْأَرْبَعَةِ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ مُؤَذِّنٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِإِسْكَانِ النُّونِ مُخَفَّفَةً وَرَفْعِ لَعْنَةُ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ وَالشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْهُ، وَعَلَيْهَا أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ شَنَبُوذَ وَأَبِي عَوْنٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ إِلَّا الشَّطَوِيَّ عَنْهُ تَشْدِيدَ النُّونِ، وَنَصْبَ اللَّعْنَةِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي رَبِيعَةَ الزَّيْنَبِيِّ وَابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَالْبَلْخِيِّ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ الدَّانِيُّ لِابْنِ شَنَبُوذَ وَابْنِ الصَّبَّاحِ، وَسَائِرِ الرُّوَاةِ عَنِ الْقَوَّاسِ، وَعَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي [نعم} حيث وقع هنا [44، 114، الشعراء: 42، الصافات: 18]، بكسر العين والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع والبصريان وعاصم وقنبل بخلاف عنه {أن لعنة الله} [44] بإسكان النون مخففة ورفع {لعنة}، والباقون بالتشديد والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (632- .... .... .... نعم كلاًّ كسر = عيناً رجا أن خفّ نل حمًا زهر
633 - خلف اتل لعنة لهم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نعم الخ) أي قرأ الكسائي «قالوا نعم» بكسر العين، وكذا كل ما وقع في القرآن العظيم من لفظه نعم، وهو موضعان في هذه السورة وفي الشعراء والصافات، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (أن خف) يريد قوله تعالى «أن لعنة الله على الظالمين» خفف النون ورفع لعنة بعده عاصم وأبو عمرو ويعقوب ونافع وقنبل بخلاف عنه كما سيأتي في البيت بعده، والباقون بتشديد النون ونصب لعنة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واو وما احذف (ك) م نعم كلا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) لـ (حما) (ز) هر
ش: أي: حذف ذو كاف (كم) ابن عامر واو وما كنّا لنهتدي [الأعراف: 43]، وأثبتها الباقون.
وكسر ذو راء (رجا) الكسائي عين (نعم) حيث جاء، وهو أربعة: قالوا نعم فأذن مؤذن، [و] قال نعم وإنكم هنا [الآيتان: 44، 114]، والشعراء [الآية: 42]، [و] قل نعم وأنتم بالصافات [الآية: 18] وهو لغة كنانة وهذيل، وفتحها التسعة،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
وهو لغة بقية العرب وهو الأفصح.
وجه الحذف: [أن] الجملة الثانية موضحة للأولى، وملتبسة بها؛ فعرف موضع العاطف، وعليه رسم الشامي.
ووجه الإثبات: الأصل، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ا) تل لعنة لهم يغشى معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م و(ث) م = معه في الاخرين (ع) د نشرا بضمّ
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم و(حما) البصريان، وهمزة (اتل) نافع، وزاي (زهر) قنبل في رواية ابن مجاهد، والشطوي عن ابن شنبوذ، وهي رواية ابن بويان عنه، وعليها أكثر العراقيين- أن لعنة الله [الأعراف: 44] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وكل من خفف رفع لعنة الله، والعكس بالعكس.
وقرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب، و(صحبة) حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وخلف يغشّى الليل النهار هنا [الآية: 54]، والرعد [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين، والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات برفع الأسماء الأربعة هنا [الآية: 54] وفي النحل [الآية: 12].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/330]
وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه في الآخرين)، أي: وفي النحل اتفق حفص مع ابن عامر في الآخرين خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.
تنبيه:
علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.
وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.
وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.
ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] عليها- أي: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.
ووجه وجهي يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: 54]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: 9].
ووجه رفع الشمس وتاليها جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا في السّموت [لقمان: 20].
ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أي: وجعل الشمس؛ على حد الذي خلقهنّ [فصلت: 37].
ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفي الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات: مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.
ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/331] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أورثتموها [الأعراف: 43]، ومؤذّن [الأعراف: 44] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نعم" [الآية: 44] فالكسائي بكسر العين حيث جاء، وهو أربعة هنا موضعان وفي الشعراء والصافات لغة صحيحة لكنانة وهذيل خلافا لم طعن فيها، وافقه الشنبوذي والباقون بالفتح لغة باقي العرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز مؤذن واوا مفتوحة الأزرق وأبو جعفر، وكذا وفق حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ" [الآية: 44] فنافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بإسكان النون مخففة، ورفع لعنة على أن أن مخففة من الثقيلة، اسمها ضمير الشأن، ولعنة مبتدأ والظرف بعده خبره، والجملة خبر أن، وافقهم اليزيدي وابن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
محيصن من المفردة، واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن ابن شنبوذ، كذلك وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه بتشديد النون ونصب لعنة، وبه قرأ الباقون وفتحت أن لوقوع الفعل عليها أي: بأن ولعنة اسمها والظرف خبرها، ويأتي موضع النور في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا إمالة "نادى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعم} [44] قرأ علي بكسر العين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤذن} قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن لعنة} قرأ نافع وقنبل والبصري وعاصم بإسكان {أن} مخففة، ورفع {لعنة} والباقون بتشديد {أن} ونصب {لعنة} ). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
{وَنَادَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة.
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
{قَالُوا نَعَمْ}
- قراءة الجماعة (نعم) بفتح النون والعين.
وهي الصواب عند الطبري؛ لأنها القراءة المستفيضة في قراء الأمصار، واللغة المشهورة في العرب.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش والشنبوذي والكسائي وعمر بن الخطاب وابن مسعود (نعم) بفتح الأول وكسر الثاني، وهي لغة كنانة وهذيل، وهي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وعمر وعلي وابن الزبير.
وفي اللسان/ نعم: (.. وقال أبو عثمان النهدي:
أمرنا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعم: فقال: لا تقولوا: نعم، وقولوا: نعم، بكسر العين، وقال بعض ولد الزبير:
[معجم القراءات: 3/56]
ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم. بكسر العين).
ومثل هذا النص في التاج.
وقال مكي: (وكأن من كسر العين في (نعم) أراد أن يفرق بين (نعم) الذي هو حرف جواب، وبين (نعم) الذي هو اسم للإبل والبقر والغنم، وقد روي عن عمر إنكار (نعم) بفتح العين في الجواب، وقال: قل: نعم).
وقال الطوسي:
(وقال أبو الحسن الأخفش: نعم ونعم لغتان، فالكسر لغة كنانة وهذيل، والفتح لغة باقي العرب، وفي القراءة الفتح).
وذكروا أنه لم يحك سيبويه الكسر.
وفي التاج: (وفي حديث قتادة عن رجل من خثعم قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمنى فقلت: أنت الذي تزعم أنك نبي فقال: نعم (وكسر العين).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (نحم) بإبدال العين حاءً، وحكى هذا الإبدال النضر بن شميل.
وفي حاشية الجمل:
(وتبدل عينها حاء، وهي لغة فاشية، كما تبدل حاء (حتى) عينًا) وقد نقله عن السمين.
[معجم القراءات: 3/57]
وقال ابن هشام:
(والفارسي لم يطلع على هذه القراءة، وأجازها بالقياس) أي قراءة ابن مسعود.
{فَأَذَّنَ}
- ذكر ابن خالويه أنه قرأ ورش وأبان عن عاصم (فاذن) بلا همز.
{مُؤَذِّنٌ}
- قرأ ورش وأبان عن عاصم وأبو جعفر والشموني (موذن) بغير همز، وذلك على إبدالها واوًا مفتوحة.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (مؤذن).
{أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل واليزيدي وابن محيصن وقنبل بخلاف عنه من طريق ابن الصلت، وابن مجاهد فيما قرأه على قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير (أن لعنة) بإسكان النون مخففة، ورفع (لعنة) على جعل (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن ولعنة: مبتدأ، والظرف بعده خبر، والجملة الاسمية خبر (أن).
[معجم القراءات: 3/58]
وذكروا أنه يجوز أن تكون بمعنى (أي) التي للتفسير؛ لأن الأذان قول.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر وابن كثير في رواية شبل وقنبل بخلاف عنه والبزي والقواس وخلف وابن شنبوذ (أن لعنة..) بتثقيل (أن)، ونصب ما بعده به.
- وقرأ عصمة عن الأعمش (إن لعنة) بكسر الهمزة والتثقيل، على إضمار القول، أو إجراء (أذن) مجرى (قال).
- وحكى أبو عبيد أن الأعمش قرأ (أن لعنة الله) بتخفيف النون، ونصب (لعنة)، وهذا على إعمال (أن) مع تخفيفها). [معجم القراءات: 3/59]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
{بِالْآَخِرَةِ}
- سبقت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة، وهي:
- تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الراء.
{كَافِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/59]

قوله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يطمعون} كاف وقيل تام، فاصلة ومنتهى النصف بلا خلاف). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
{بِسِيمَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
[معجم القراءات: 3/59]
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم هذا في الآية/273 من سورة البقرة.
{وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
- قرأ أبو الدقيش (وهم طامعون).
- وقرأ إياد بن لقيط (وهم ساخطون).
وقراءة الجماعة (وهم يطمعون) ). [معجم القراءات: 3/60]

قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذا صرفت أبصارهم}
{تلقا أصحاب} [47] قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الهمزة الأولى، مع القصر والمد، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وإبدالها ألفًا مع المد، للساكن بعده، وتحقيق الأولى، والباقون بتحقيقهما). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
{وَإِذَا صُرِفَتْ}
- قرأ الأعمش وابن مسعود وسالم في رواية (وإذا قلبت..).
- وقراءة الجماعة (وإذا صرفت).
{تِلْقَاءَ أَصْحَابِ}
- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع القصر والمد (تلقاء أصحاب).
- وسهل الهمزة الثانية، ورش وقنبل وأبو جعفر والأزرق.
- ولهم أيضًا إبدالها ألفًا مع المد المشبع للساكنين.
- والباقون على تحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (تلقاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر
[معجم القراءات: 3/60]
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/61]

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "سيماهم" بالبقرة وأما "تلقاء أصحاب" فهمزتان مفتوحتان تقدم حكمهما قريبا في جاء أجلهم غير أن من أبدل الهمزة الثانية عن الأزرق وقنبل يشبع المد هنا للساكن بعد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ونادى" و"ما أغنى" و"ننساهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى والأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}
{وَنَادَى}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة في (ناداهما).
{بِسِيمَاهُمْ}
انظر الآية السابقة/47، والآية/273 من سورة البقرة، ففيهما بيان الإمالة.
{مَا أَغْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{تَسْتَكْبِرُونَ}
- قرأت فرقة (تستكثرون)، بالثاء المثلثة من الكثرة.
- وقراءة الجماعة بالياء (تستكبرون)، أي تستكبرون عن الحق، أو على الحق.
- ورقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/61]

قوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) و(وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا) وما شاكل ذلك على ما لم يسم فاعله موصولة الهمزة طَلْحَة طريق الفياض، وحكى أبو الحسين، والرَّازِيّ عن رُوَيْس التي في الحجر " هكذا، زاد الرَّازِيّ عن ابن مأمون (ادْخُلُوهَا) بفتح الألف، أما ما أورده الْخَبَّازِيّ فوافقه فيه ابن الْحَمَّامِيّ، وما تفرد به الرَّازِيّ فهو خطأ بين، الباقون بوصل الألف على تسمية الفاعل، وهو
[الكامل في القراءات العشر: 552]
الاختيار لقوله: (لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({برحمةٍ ادخلوا} [49] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49]، وتقدم وجها وخفية
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/331]
[الأعراف: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" التنوين من "برحمة ادخلوا" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن قنبل لكونه عن جر فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد واختلف أيضا عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش كسره، وكذا الرملي عن الصوري وروى الصوري من سائر طرقه الضم، وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر، وبالضم قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {برحمة ادخلوا} [49] قرأ البصري وعاصم وحمزة وابن ذكون بخلاف عنه بكسر التنوين، والباقون بالضم، وهو الطريق الثاني لابن ذكوان). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
{بِرَحْمَةٍ}
- قراءة الكسائي بإمالة الميم والهاء في الوقف.
{بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والمطوعي والحسن ويعقوب وابن شنبوذ عن قنبل، وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش،
[معجم القراءات: 3/61]
كذا رواية الرملي عن الصوري (برحمتن ادخلوا) بكسر التنوين على أصل التقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وابن مجاهد عن قنبل والصوري عن ابن ذكوان (برحمتن ادخلوا) بضم التنوين على إتباعه الحرف الثالث مما بعده وهو الخاء.
قال في الإتحاف: (وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر).
وقال في النشر (والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، رواهما عنه غير واحد والله أعلم).
{ادْخُلُوا}
- قراءة الجماعة (.. ادخلوا) على الأمر بهمزة وصل في أوله، وهو أمر من (دخل) الثلاثي، فهو أمر بدخول الجنة للمؤمنين، أي: ادخلوها آمنين.
- وقرأ الحسن وابن هرمز (أدخلوا) على الأمر من (أدخل) الرباعي، أي: أدخلوا أنفسكم، أو يكون خطابًا للملائكة، ثم خاطب بعد ذلك البشر، فقال: لا خوف عليكم.
- وقرأ طلحة وابن وثاب والنخغي (أدخلوا) مبنيًا للمفعول، وهو على الخبر، أي فعل بهم ذلك.
[معجم القراءات: 3/62]
- وقرأ عكرمة وطلحة (دخلوا) إخبارًا بفعلٍ ماضٍ.
{خَوْفٌ عَلَيْكُمْ}
- سبق فيه ثلاث قراءات:
- لا خوف ... بالرفع والتنوين، وهي قراءة العامة.
- لا خوف ... بالرفع من غير تنوين، للتخفيف، وهي قراءة ابن محيصن.
- لا خوف ... بالفتح من غير تنوين، على البناء على الفتح على جعل (لا) للتبرئة، وهي قراءة يعقوب والحسن.
وانظر الآية/38 من سورة البقرة.
{تَحْزَنُونَ}
- قراءة الجماعة (تحزنون) بفتح التاء.
- وقرأ طلحة (تحزنون) بضم التاء على ما لم يسم فاعله.
- وقرأ المطوعي (تحزنون) بكسر أوله.
وتقدم هذا في سورة الفاتحة في (نستعين) ). [معجم القراءات: 3/63]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:09 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (50) إلى الآية (51) ]

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (و"أبدل" الثانية من "الماء أو" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المآء أو} [50] إبدال الثانية ياءً للحرميين والبصري، وتحقيقها للباقين جلي). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
{وَنَادَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة (ناداهما).
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
{مِنَ الْمَاءِ أَوْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن
[معجم القراءات: 3/63]
واليزيدي (من الماء يو)، وذلك بإبدال الهمزة الثانية ياءً مفتوحة.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (من الماء أو).
{رَزَقَكُمُ اللَّهُ}
- قرأ بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{الْكَافِرِينَ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي ورويس وابن ذكوان من رواية الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/64]

قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{نَنْسَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/64]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:10 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (52) إلى الآية (53) ]

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ) بالضاد ابن مُحَيْصِن طريق العراقي، الباقون بالصاد، وهو الاختيار لقوله: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جئناهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "فضلناه" بالضاد المعجمة أي: على غيره "وعن" الحسن "فنعمل" برفع اللام أي: فنحن نعمل ونصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا، واتفق على رفع "نرد" على أنه عطف فعلية على اسمية وهي هل لنا إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
[معجم القراءات: 3/64]
{جِئْنَاهُمْ}
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه (جيناهم) بإبدال الهمزة الساكنة ياءً.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون في تحقيق الهمز (جئناهم).
{فَصَّلْنَاهُ}
- قراءة الجماعة (فصلناه) بالصاد المهملة من التفصيل.
- وقرأ ابن السميفع وابن محيصن من طريق البزي بخلاف عنه وعاصم الجحدري (فضلناه) بالضاد المنقوطة.
والمعنى: فضلناه على جميع الكتب.
وذكر أبو معشر أنها لغة بعض أهل اليمن يبدلون من الصاد ضادًا.
ورد هذا الصفراوي ورأى أنه على ظاهره بمعنى فضلناه وشرفناه؛ إذ يمكن حمله على معنى صحيح في جميع لغات العرب لا على لغة واحدة.
{هُدًى}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآيتين/2 و5 من سورة البقرة.
{هُدًى وَرَحْمَةً}
- قراءة الجماعة (هدىً ورحمةً) بالنصب على الحال من الهاء في (فصلناه)، أو هو مفعول له، ويجوز عند الفراء أن يكون نصبه على المصدر، قال: (وقد تنصبهما على الفعل).
[معجم القراءات: 3/65]
- وقرأ زيد بن علي (هدىً ورحمةٍ) بالجر على البدل من (بكتابٍ)، أو (على علمٍ)، أو على النعت لـ (كتاب).
قال الفراء:
(ولو خفضته على الإتباع للكتاب كان صوابًا...)، وإلى مثل هذا ذهب الكسائي.
ونقل عنهما هذا أبو حيان، وتجد مثله عند القرطبي، والنحاس، فقد نقلاه أيضًا عن الفراء والكسائي.
وقال الطوسي:
(وإنما لم يوصف القرآن بأنه هدى للكفار لئلا يتوهم أنهم اهتدوا به، وإن كانت هدايةً لهم، بمعنى أنه دلالة لهم وحجة)، فهو قد رد الوصفية بهذا.
- وقرئ (هدى ورحمة) بالرفع على الاستئناف، أي: هو هدىً ورحمة.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا ساكنة انظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/66]

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَنَعْمَلُ) بالرفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على قوله: (فَيَشْفَعُوا) الياء). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
{تَأْوِيلَهُ ... تَأْوِيلُهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (تاويله..) كذا بإبدال الهمزة الساكنة واوًا فيهما.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال النحاس: (وأهل المدينة يخففون الهمزة ويجعلونها ألفًا)، ومثل هذا عند الطبري.
قلت: هذا مشهور مذهب أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، والخلاف فيه معروف عن أبي عمرو.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (تأويله ...).
{يَأْتِي}
- حكم الهمزة وإبدالها ألفًا (ياتي) كالذي تقدم في (تاويله).
{الَّذِينَ نَسُوهُ}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَسُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نسوهو..) بوصل الهاء بواو.
{قَدْ جَاءَتْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية السابقة/53 من هذه السورة (ولقد جئناهم).
وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{رُسُلُ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون السين.
[معجم القراءات: 3/67]
وتقدم هذا مرارًا.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء والإظهار.
{أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ}
- قراءة الجمهور (أو نرد فنعمل) برفع الدال ونصب اللام على إضمار أن في جواب الاستفهام الثاني، فقد عطف جملة فعلية على جملة اسمية، وتقدمهما استفهام، فانتصب الجوابان، أي: هل شفعاء لنا فيشفعوا لنا في الخلاص من العذاب، أو هل نرد إلى الدنيا فنعمل عملًا صالحًا.
وقال العكبري:
(أو نرد: المشهور الرفع، وهو معطوف على موضع (من شفعاء)، وتقديره: أو هل نرد.
فنعمل: على جواب الاستفهام أيضًا).
وقال مكي: (نرد: مرفوع عطف على الاستفهام، بمعنى: أو هل نرد؛ لأن معنى: (هل لنا من شفعاء) هل يشفع لنا أحد، أو هل نرد، فعطفته على المعنى).
- وقرأ الحسن البصري (أو نرد فنعمل) بنصب الدال ورفع اللام عكس القراءة السابقة.
قال الزمخشري: (بمعنى: فنحن نعمل) ونقله أبو حيان.
قلت: قراءة النصب في (أو نرد) لأنه عطف على (فيشفعوا) أو أن (أو) بمعنى إلى أن، أو حتى أن، على ما اختاره الزمخشري، وقد
[معجم القراءات: 3/68]
ذكر هذا التخريج الشهاب.
- وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد ويزيد النحوي (أو نرد فنعمل) برفعهما، أما (نرد) فقد مضى تخريج الرفع فيه في القراءة الأولى، وأما (فنعمل) فهو عطف على (نرد).
قال العكبري: (ويقرأ برفعهما: أي: فهل نعمل، فهو داخل في الاستفهام).
- وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو حيوة (أو نرد فنعمل) بنصبهما عطفًا على (فيشفعوا لنا) جوابًا على جواب.
قال الفراء:
(ولو نصب (نرد) على أن تجعل (أو) بمنزلة (حتى) كأنه قال: فيشفعوا لنا أبدًا حتى نرد فنعمل، ولا نعلم قارئًا قرأ به) كذا!!.
- وذكر ابن جني أن الحسن قرأ (أو تريد فنعمل) فهو على هذه القراءة على أنهم تمنوا إرادته عز وجل إيمانهم وعملهم.
{غَيْرَ الَّذِي}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{قَدْ خَسِرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/69]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:12 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الشين وتخفيفها من قَوْله {يغشي اللَّيْل النَّهَار} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة وَكَذَلِكَ في الرَّعْد 3
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {يغشى} مَفْتُوحَة الْغَيْن مُشَدّدَة الشين وَكَذَلِكَ في الرَّعْد
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة
وَأما قَوْله {إِذْ يغشيكم النعاس} الْأَنْفَال 11 فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (إِذْ يغشاكم النعاس) رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يغشيكم} بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن وَتَشْديد الشين و{النعاس} نصبا
وَقَرَأَ نَافِع {يغشيكم} من أغشى خَفِيفَة بِغَيْر ألف {النعاس} نصبا). [السبعة في القراءات: 282]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} 54
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} رفعا كلهَا وَنصب الْبَاقُونَ هَذِه الْحُرُوف كلهَا). [السبعة في القراءات: 282 - 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يغشي) وفي الرعد، مشدد، كوفي - غير حفص - وزيد، ورويس، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والشمس) وما بعده رفع شامي). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يغشى) [54]، وفي الرعد [3]: مشدد: حمصي، وعراقي غير
[المنتهى: 2/701]
أبي عمرو وحفص، وافق ابن عتبة ها هنا). [المنتهى: 2/702]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الشمس) [54]، وما بعده: رفع: دمشقي). [المنتهى: 2/702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (يغشى) بالتشديد هنا وفي الرعد، وخفف الباقون). [التبصرة: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع فيهن، ونصبهن الباقون، غير أن التاء من (مسخرات) مكسورة لأنها غير أصلية). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {يغشى الليل} (54) مثقلاً. وكذلك في الرعد.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 288]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} (54): برفع الأربعة.
والباقون: بنصبها، غير أن التاء مكسورة من: {مسخرات} ). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف: (يغشي الّيل) مثقلًا وكذلك في الرّعد، والباقون مخففا.
ابن عامر: (والشّمس والقمر والنجوم مسخرات) برفع الأربعة والباقون بنصبها غير أن التّاء مكسورة من (مسخرات) ). [تحبير التيسير: 372]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُغْشِي اللَّيْلَ)، وفي الرعد مشدد أبو بحرية وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وعراقي غير أَبِي عَمْرٍو إلا الجعفي [(وَحِفْظًا)]، وابْن سَعْدَانَ، والزَّعْفَرَانِيّ وافق ابن عتبة ها هنا، الباقون خفيف، أما في الأنفال فبضم الياء وكسر الشين خفيف، " النُّعَاسَ " نصب مدني وأبو بشر، وابْن سَعْدَانَ وفتح الياء والشين خفيف (النُّعَاسُ) رفع أَبُو عَمْرٍو غير الجعفي، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ غير أبان، الباقون مشدد، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لتكثير الفعل، (وَالشَّمْسَ) وما بعدها مرفوع، وفي النحل دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة وافق أبو حيوة، وأبان بن تعلب في (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ) في السورتين حفص في النحل كذلك، وافقهما، والاختيار على الابتداء، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {يُغْشِي} هنا، وفي [الرعد: 3] مثقل: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[54]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (687 - وَيُغْشِي بِهاَ وَالرَّعْد ثَقَّلَ صُحْبَةٌ = وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاَثَةِ كَمَّلاَ
688 - وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([687] ويغشى بها والرعد ثقل (صحبة) = و والشمس مع عطف الثلاثة (كـ)ملا
[688] وفي النحل معه في الأخيرين (حفصهم) = ونشرًا سكون الضم في الكل (ذ)للا
[689] وفي النون فتح الضم (شـ)افٍ و(عاصم) = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
أغشی وغشی: لغتان؛ كما قال: {فأغشينهم} و(فغشيها ما غشی).
ومعنى قوله: (كمل)، أنه رفع الأربعة.
والرفع، على الابتداء والخبر.
والنصب، بالعطف على: {خلق السموت والأرض والشمس والقمر والنجوم}. و{مسخرت}، منصوب على الحال. هذا توجيه الكسائي والأخفش.
ويجوز أن ينصب على: وجعل الشمس والقمر، عطفًا عن معنى يُغشي، لأن معناه: جعلهما.
وكذلك قال ابن مجاهد.
[فتح الوصيد: 2/926]
وقرأ ابن عامر في النحل أيضًا: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرت} برفع الأربعة.
ولم يكمل الرفع حفص، لكنه وافقه على: {والنجوم مسخرت}، فرفع {النجوم} على الابتداء، والخير: {مسخرت}.
{والشمس} وما عطف عليها في قراءة ابن عامر، مرفوع بالابتداء.
و{مسخرت}: الخبر.
وأما قراءة النصب في النحل، ففي {مسخرت} ثلاثة أوجه:
إما أن يقدر: وكل النجوم مسخرات.
وإما أن يقدر: ونفعكم بالشمس والقمر والنجوم مسخرات لما خلقن له بأمره على المعنى، لأن قوله: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر} راجع إلى معنى الامتنان بانتفاع الخلق بذلك.
وإما أن تكون {مسخرت}، منصوبًا على المصدر، ويكون جمع مسخر؛ يقال: سخره مسخرًا، مثل: سرحه مسرحًا.
ومعنى الجمع، أنه سخرها أنواعًا من التسخير). [فتح الوصيد: 2/927]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([687] ويغشي بها والرعد ثقل صحبةٌ = ووالشمس مع عطف الثلاثة كملا
ح: (يُغشى): مفعول (ثقل)، (بها): حال، ضميرها: للسورة، عطف عليها (الرعد ) من غير إعادة الجار، و (والشمس): مفعول (كملا)، والواو الثانية: لفظ القرآن.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: (يُغشى اليل والنهار) في هذه السورة [54] والرعد [3] بالتثقيل من التغشية، والباقون: بالتخفيف من الإغشاء، ومعناهما واحد.
وقرأ ابن عامر: {والشمس} مع الألفاظ الثلاثة المعطوفة عليه، أي: (والشمسُ والقمرُ والنجومُ مسخراتٌ) [54] بالرفع على
[كنز المعاني: 2/246]
الابتداء، واكتفى بإثبات المرفوع عن القيد، والباقون: بالنصب على مفعول {خلق} المذكور قبل.
وقال: (عطف الثلاثة)، مع أن المعطوف اثنان لأن {مسخراتٍ} في حيز ما عطف، فأعطي حكمه.
[688] وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرًا سكون الضم في الكل ذللا
[689] وفي النون فتح الضم شافٍ وعاصمٌ = روى نونه بالباء نقطةٌ اسفلا
ب: (ذللا): من الجمل الذلول، وهو الذي رُيَّض، أي: سُهِّل.
ح: (حفصهم): مبتدأ، (معه): خبر، والضمير: لابن عامر، (في النحل): ظرف الخبر، أي: صاحبه في النحل، (في الأخيرين): عطف بيان منه، (نشرًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: عوض عن العائد إلى المبتدأ، (ذلل): خبره، (في الكل): حال، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (فتح الضم): مبتدأ، (شافٍ): خبره، (في النون): ظرف الخبر، (نقطةٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: هي ذات نقطة، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: بها نقطة، و (أسفلا): حال.
ص: يعني: حفصٌ موافق لابن عامر في سورة النحل في رفع الأخيرين، يعني: {والنجوم مسخرات} في قوله تعالى: {وسخر لكم الليل
[كنز المعاني: 2/247]
والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] على الابتداء، وينصب {والشمس والقمر} كالباقين، ويرفعهما ابن عامر أيضًا كما في الأعراف [54]، ولم يعلم من البيت إلا بالقرينة السابقة، اللهم إلا أن يقال: وفي النحل من تتمة الأول عطفًا على محذوف، أي: هنا، وفي النحل، ويكون: (معه في الأخيرين حفصهم): جملة اسمية وقعت حالًا بالضمير وحده، والنصب: على تقدير (سخر) أو (جعل).
ثم قال: سكون الضم الشين في {نشرًا} في كل القرآن سهلٌ للكوفيين وابن عامر، يعني: سكنوا شينه، يريد قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح نشرًا) [57]، والباقون: بالضم، ثم من الذين سكنوا الشين يفتح النون حمزة والكسائي، والباقون: يضمونها، ثم عاصم من الباقين يبدل النون بالباء المنقوطة من تحت.
فتحصل: لحمزة والكسائي (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين على أنه
[كنز المعاني: 2/248]
مفعول مطلق؛ لأن {يرسل الريح} في معنى (ينشر)، أو حال، أي: ذوات نشرٍ، ولابن عامر: (نُشرًا) بضم النون وإسكان الشين، ولنافع وابن كثير وأبي عمرو (نُشرًا) بضم النون والشين، وهما جمع (نشورٍ)، نحو: (زَبُورٍ)، و(زُبُر)، أُسكن الشين في الأول تخفيفًا، ويبقى لعاصم {بُشرًا} بالباء المضمومة وسكن الشين جمع (بشير)، كـ (كُرم) جمع (كريم)، أسكن الشين تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/247]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (687- وَيُغْشِي بِها وَالرَّعْد ثَقَّلَ "صُحْبَةٌ"،.. وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاثَةِ كَمَّلا
يريد: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} بهذه السورة وبالرعد التخفيف فيها والتشديد لغتان، ويقال: أغشى وغشى، مثل: أنزل ونزل وأما: {وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}، فقرئت الأربعة بالرفع والنصب أما الرفع فعلى الابتداء والخبر مسخرات وأما النصب فعلى تقدير: وخلق الشمس والقمر والنجوم مسخرات، فيكون نصب مسخرات على الحال أو يكون على إضمار جعل فيكون مسخرات مفعولا به فقوله: "وَالشَّمْسَ" أدخلا واو العطف الفاصلة على واو التلاوة، وأطلق لفظ الشمس ولم يقيد حركتها؛ ليعلم أنها رفع، ثم قال: مع عطف الثلاثة يعني: بالثلاثة "وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَات"، وهذه الثلاثة منها اثنان معطوفان وثالث وهو "مُسَخَّرَات" ليس معطوفا، لكنه في حيز ما عطف، فأعطاه حكمه، فلهذا قال: مع عطف الثلاثة؛ أي: مع الثلاثة المتصفة بالعطف فهو من باب سحق عمامة؛ أي: عمامة موصوفة بأنها سحق؛ أي: ذات سحق بمعنى بالية فكذا هذه الثلاثة موصوفة بأنها ذات عطف؛ أي: معطوفة، وقوله: كمل الرفع في الأربعة، والفاعل هو القارئ أو هذا اللفظ؛ لأن التكميل فيه كما سبق في خاطب، والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/171]
688- وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ،.. وَنُشْرًا سُكُونُ الضَّمِّ فِي الكُلِّ "ذَ"لِّلا
معه؛ أي: مع ابن عامر في رفع الأخيرين حفص؛ أي: وافقه على رفع: {النُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} في سورة النحل، ولم يوافقه على رفع: {وَالشَّْسَ وَالْقَمَرَ} في النحل، ولا على رفع الأربعة هنا في عبارة الناظم نظر، وذلك أنها لا تخلو من تقديرين وكلاهما مشكل أحدهما أن يكون تقدير الكلام حفص وابن عامر على الرفع في الأخيرين في النحل فهذا صحيح، ولكن لا يبقى في نظمه دلالة على أن ابن عامر يرفع الأولين في النحل؛ لأن لفظه في البيت الأول لم يأتِ فيها مما يدل على الموضعين ولفظه في هذا البيت لم يتناول لا الأخيرين، والتقدير الثاني أن يكون في النحل متعلقا بالبيت الأول كأنه قال: برفع هذه الأربعة هنا، وفي النحل ثم ابتدأ، وقال: معه في الأخيرين حفص، وهذا وإن كان محصلا لعموم رفع الأربعة في الموضعين لابن عامر فلا يبقى في اللفظ دلالة على أن حفصا لم يوافقه لا على رفع الأخيرين في النحل فقط بل يبقى ظاهر الكلام أن حفصا موفقة على رفع الأخيرين في الموضعين، فلو قال على هذا التقدير:
وفي النحل حفص معه ثم في الأخيرين نشرا إلى آخر البيت
لاتضح المعنى بقوله: ثم؛ لدلالته على تخصيص موافقة حفص مما في النحل فقط، والذي في النحل هو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}، فرفع الأربعة ظاهر على ما سبق، ورفع الأخيرين على الابتداء والخبر والشمس والقمر نصبهما على ما توجه به نصب الأربعة وذلك بفعل مضمر وهو: وخلق الشمس أو وجعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/172]
الشمس وما بعدهما، فيكون "مسخرات" حالا أو مفعولا به كما مضى أو يقدر هذا الفعل قبل والنجوم، ويكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار، وإنما لم نقل ذلك في: "والنجوم مسخرات"؛ لأن الفعل الناصب هو: وسخر، فيصير المعنى: وسخر النجوم مسخرات وهذا غير مستقيم، ويجوز أن يكون المعنى: ونتعلم هذه الأشياء في حال كونها مسخرات لما خلقن له، أو يكون مسخرات بمعنى تسخيرات فيكون مصدرا؛ أي: سخرها أنواعا من التسخير كقوله: سرحه مسرحا، ووقع في تفسير الواحدي خلل في نقل قراءة حفص في النحل، فقال: وقرأ حفص مسخرات بالرفع وحدها، وجعلها خبر مبتدأ محذوف كأنه قال: هي مسخرات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/173]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (687 - ويغشي بها والرّعد ثقّل صحبة = وو الشّمس مع عطف الثّلاثة كمّلا
688 - وفي النّحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرا سكون الضّمّ في الكلّ ذلّلا
689 - وفي النّون فتح الضّمّ شاف وعاصم = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ* هنا وفي الرعد، بتثقيل الشين ومن ضرورته فتح الغين. وقرأ الباقون بتخفيف الشين ويلزمه إسكان الغين في الموضعين. وقرأ ابن عامر برفع لفظ وَالشَّمْسَ ورفع الأسماء الثلاثة وبعده وهي: وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* هنا وفي سورة النحل. وأخذ الرفع له من اللفظ، ووافق حفص ابن عامر على رفع الاسمين الأخيرين في سورة النحل وهما: وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ*. ويفهم من هذا أن حفصا يقرأ بنصب الأسماء الأربعة هنا، ونصب الاسمين في سورة النحل وهما: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ. وأن الباقين يقرءون بنصب الأسماء الأربعة هنا وفي سورة النحل، ولا يخفى أن نصب مُسَخَّراتٍ يكون بالكسرة لكونه جمع مؤنث سالما). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114 - يُغَشِّيْ لَهُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):( {يغشي الليل النهار} [54] هنا والرعد [23] بتشديد الشين واللام في {أبلغكم} كخلف). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُغْشِي اللَّيْلَ هُنَا وَالرَّعْدِ فَقَرَأَهُ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِتَشْدِيدِ الشِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا فِيهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْأَرْبَعَةِ الْأَسْمَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ مُسَخَّرَاتٍ لِأَنَّهَا تَاءُ جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {يغشي الليل} هنا [54] والرعد [3] بتشديد الشين، والباقون بتخفيفها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [54] برفع الأسماء الأربعة، والباقون بنصبها وكسر التاء من {مسخرات} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (633- .... .... .... يغشي معا = شدّد ظما صحبة والشّمس ارفعا
634 - كالنّحل مع عطف الثّلاث كم وثم = معه في الآخرين عد .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ا) تل لعنة لهم يغشي معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
يعني قوله «يغشّي الليل النهار» في الموضعين هنا، وفي الرعد بتشديد الشين يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقون بالتخفيف قوله: (والشمس) يريد قوله «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره» هنا، وفي النحل رفع الأربعة كما لفظ به ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، ووجه الرفع هنا وفي النحل أن تكون على الابتداء والخبر «مسخرات» والباقون بنصب الأربعة هنا على أنه عطف الثلاثة على السموات والأرض، ومسخرات حال، وفي النحل بفعل مقدر: أي وخلق أو جعل، فيكون مسخرات حالا على الأول ومفعولا على الثاني، أو يكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار والنجوم بفعل مقدر على ما تقدم.
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م وثم = معه في الآخرين (ع) د نشرا بضم
يعني قوله تعالى أيضا في النحل «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره»، قوله: (مع عطف) أي الثلاث الكلمات التي بعد والشمس هي والقمر والنجوم ومسخرات، فالاثنان منها معطوفان حقيقة والثالث وهو مسخرات في حكم المعطوف فأعطى حكمه، كأنه قال مع الثلاثة الموصوفة بالعطف كما قال الشاطبي رحمه الله قوله: (قوله وثم) أي هناك، يعني في النحل يوافق حفص وابن عاقر على رفع الأخيرين: أي «والنجوم مسخرات»، وهذا أوضح من الشاطبية حيث قال: وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم، وأصرح فإن ذلك مشكل كما بيناه في موضعه، ووجه، رفع الأخيرين فقط في النحل ظاهر على الابتداء والخبر، ولم يجر ذلك في الأعراف لأنه ليس قبله وسخر بخلاف النحل قوله: (عد) من العود: أي عد إلى رفع الأخيرين المذكورين لابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 233]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ا) تل لعنة لهم يغشى معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م و(ث) م = معه في الاخرين (ع) د نشرا بضمّ
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم و(حما) البصريان، وهمزة (اتل) نافع، وزاي (زهر) قنبل في رواية ابن مجاهد، والشطوي عن ابن شنبوذ، وهي رواية ابن بويان عنه، وعليها أكثر العراقيين- أن لعنة الله [الأعراف: 44] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وكل من خفف رفع لعنة الله، والعكس بالعكس.
وقرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب، و(صحبة) حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وخلف يغشّى الليل النهار هنا [الآية: 54]، والرعد [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين، والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات برفع الأسماء الأربعة هنا [الآية: 54] وفي النحل [الآية: 12].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/330]
وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه في الآخرين)، أي: وفي النحل اتفق حفص مع ابن عامر في الآخرين خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.
تنبيه:
علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.
وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.
وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.
ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] عليها- أي: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.
ووجه وجهي يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: 54]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: 9].
ووجه رفع الشمس وتاليها جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا في السّموت [لقمان: 20].
ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أي: وجعل الشمس؛ على حد الذي خلقهنّ [فصلت: 37].
ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفي الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات: مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.
ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/331] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُغْشِي اللَّيْل" [الآية: 54] هنا و[الرعد الآية: 3] فأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الغين وتشديد الشين من غشي المضاعف، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بسكون الغين وتخفيف الشين فيهما من أغشى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ" [الآية: 54] هنا وفي [النحل الآية: 12] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها، ورفع مسخرات على الابتداء والخبر، وقرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل؛ لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم ومسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات، فيلزم التأكيد، وقرأ الباقون بالنصب في الموضعين، والنصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات، ومسخرات حال من هذه المفاعيل، وفي النحل على الحال المؤكدة وهو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي: وجعل إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغشى} [54] قرأ شعبة والأخوان بفتح الغين، وتشديد الشين والباقون بإسكان الغين، وتخفيف الشين). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} قرأ الشامي برفع الأربعة، والباقون بنصبها، و{مسخرات} منصوبة بالكسر، لأنه مما جمع بألف وتاء). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأمره} [54] فيه لدى وقف حمزة وجهان، تحقيق الهمزة، وإبدالها ياء محضة، وما في الربع من غيره مما يصح الوقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}
- قرأ بعض المدنيين (إن ربكم الله) بنصب لفظ الجلالة.
- وذكر السمين أنها قراءة بكار.
وله عندي تخريجان:
الأول: على نصب (إن) الاسم والخبر، على مذهب من قال به، واحتج بقوله:
إن حراسنا أسدًا..، وهو بيت بن أبي ربيعة.
والثاني: أن (الله) بدل من (ربكم)، منصوب مثله، وما بعده الخبر، على تقدير: إن ربكم الله هو الذي خلق...
[وقد وجدت مثل هذا عند النحاس بعد تخريجه، ونصب الوجهين عنده جائز].
- وقرئ (أن ربكم) بفتح الهمزة، أي: لأن ربكم، وعزيت لأهل المدينة.
{اسْتَوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/70]
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يغشي الليل النهار) بضم الياء وسكون الغين، من (أغشى)، ونصب الليل والنهار، والفاعل: هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وزيد عن يعقوب وخلف والحسن والأعمش وحماد وسهيل ورويس (يغشى الليل النهار) بفتح الغين وتشديد الشين، من (غشى)، ونصب الليل والنهار، والتشديد للتكثير.
- وقرأ حميد بن قيس (يغشى..) بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين، من (غشي)، ثم اختلف النقل عنه في (الليل والنهار كما يلي:
أ- ذكر أبو عمرو الداني أن حميدًا قرأ (يغشى الليل النهار) بضم الليل على أنه الفاعل، والنهار: بالنصب على المفعولية.
ب- وذكر أبو الفتح ابن جني أن قراءة حميد بن قيس (يغشى الليل
[معجم القراءات: 3/71]
النهار) بنصب اللام، ورفع الراء على الفاعلية.
قال: (أي يغشى الليل النهار بأمره أو بإذنه...، والفاعل في قراءة حميد هو النهار: لأنه مرفوع.
وقال الزمخشري: (.. قراءة حميد ... بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار، أي: يدرك النهار الليل، و(يطلبه حثيثًا) حسن الملاءمة لقراءة حميد).
وذكر أبو حيان هذين الوجهين ثم قال: (قال ابن عطية: وأبو الفتح أثبت) انتهى.
قال أبو حيان معقبًا على كلام ابن عطية:
(وهذا الذي قاله من أن أبا الفتح أثبت، كلام لا يصح؛ إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات ومعرفتها وضبط رواياتها واختصاصه بذلك المكان الذب لا يدانيه أحد من أئمة القراءات فضلًا عن النحاة الذين ليسوا مقرئين، ولا رووا القرآن عن أحد، ولا روى عنهم القرآن، هذا مع الديانة الزائدة، والتثبت في النقل، وعدم التجاسر، ووفور الحظ من العربية، فقد رأيت له كتابًا في (كلا)، وكتابًا في (إدغام أبي عمرو الكبير) دلا على اطلاعه على ما لا يكاد يطلع عليه أئمة النحاة ولا المقرئين، إلى سائر تصانيفه - رحمه الله.
والذي نقله أبو عمرو الداني عن حميد أمكن من حيث المعنى؛ لأن ذلك موافق لقراءة الجماعة؛ إذ الليل في قراءتهم -وإن كان منصوبًا- هو الفاعل من حيث المعنى؛ إذ همزة النقل أو التضعيف صيره مفعولًا، ولا يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا من حيث المعنى، لأن المنصوبين تعدى إليهما الفعل، وأحدهما فاعل من حيث
[معجم القراءات: 3/72]
المعنى، فيلزم أن يكون الأول منهما كما لزم ذلك في: ملكت زيدًا عمرًا؛ إذ رتبة التقديم هي الموضحة أنه الفاعل من حيث المعنى كما لزم ذلك في: ضرب موسى عيسى..).
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- قراءة الجماعة (والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ) بالنصب في الأربعة، أما نصب الشمس والقمر والنجوم، فهو من باب العطف على السماوات في قوله: (خلف السماوات).
- وأما (مسخرات) فهو حال من هذه المفاعيل.
- وقرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع في الثلاثة على الابتداء، و(مسخرات) خبر، والرفع هنا على الاستئناف.
- وقرأ أبان بن تغلب ومحمد بن الحنفية (والشمس والقمر والنجوم
[معجم القراءات: 3/73]
مسخرات) بنصب الشمس والقمر عطفًا على السماوات، ثم رفع (والنجوم مسخرات) على الابتداء والخبر.
{وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{بِأَمْرِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف (بيمره)، بإبدال الهمزة ياء محضة مفتوحة). [معجم القراءات: 3/74]

قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية} 55
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {تضرعا وخفية} بِكَسْر الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَنْعَام 63
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخفية} مَضْمُومَة الْخَاء
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم {وخفية} مَضْمُومَة). [السبعة في القراءات: 283]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {وخفية} (55): بكسر الخاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وخفية) قد ذكر في الأنعام (والرّيح) مذكور أيضا). [تحبير التيسير: 372] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ خُفْيَةً لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وخفيةً} [55] تقدم لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49]، وتقدم وجها وخفية
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/331]
[الأعراف: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو بكر "وخفية" [الآية: 55] بكسر الخاء كما مر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخفية} [55] قرأ شعبة بكسر الخاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
{خُفْيَةً}
- قراءة الجماعة (خفية) بضم الخاء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم (خفية) بكسر الخاء.
وهما لغتان، وذكر هذا أبو علي.
وانظر الآية/3 من سورة الأنعام.
- ونقل ابن سيده في المحكم أن فرقة قرأت: (خيفة) بكسر الخاء وتقديم الياء على الفاء، من الخوف، أي: ادعوه باستكانة وخوف.
وذكر أبو حاتم أنها قراءة الأعمش.
وقال ابن عطية: (قال أبو حاتم: قرأها الأعمش فيما زعموا).
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
- قراءة الجماعة (إنه ...) بهاء الضمير.
[معجم القراءات: 3/74]
- وقرأ ابن أبي عبلة: (إن الله ...) جعل مكان المضمر المظهر). [معجم القراءات: 3/75]

قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "إصلاحا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
{إِصْلَاحِهَا}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{وَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (وادعوهو ...) بوصل الهاء بواو.
{إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ}
- وقف على التاء بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (إن رحمه ...)، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (إن رحمت ...)، وهي لغة طيء، وهي موافقة لصريح الرسم.
{رَحْمَةَ}
- وأمال الكسائي الميم في الوقف (رحمه) ). [معجم القراءات: 3/75]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:14 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير (وَهُوَ الذي يُرْسل الرّيح) وَاحِدَة {نشرا} مَضْمُومَة النُّون والشين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع {الرّيح} جمَاعَة {نشرا} مثقلة
وَقَرَأَ ابْن عَامر {الرّيح} جمَاعَة {نشرا} مَضْمُومَة النُّون سَاكِنة الشين
وَقَرَأَ عَاصِم {الرّيح} جمَاعَة {بشرا} بِالْبَاء خَفِيفَة الشين منونة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {الرّيح} على التَّوْحِيد {نشرا} بِفَتْح النُّون سَاكِنة الشين). [السبعة في القراءات: 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نشرا) بضم النون، خفيف شامي، يفتحه كوفي- غير عاصم بالباء عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نشرًا) [57]: بفتح النون هما، وخلف، وأبو عبيد، والمفضل. بالباء، وضمها عاصم إلا المفضل. بضم الشين حجازي، بصري، وافق أبو بشر في الفرقان [48]). [المنتهى: 2/702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (بشرًا) بالباء وهي مضمومة وإسكان الشين، وقرأ حمزة والكسائي بنون مفتوحة وإسكان الشين، ومثلهما ابن عامر غير أنه ضم النون، وقرأ الباقون بضم النون والشين، وكلهم نوّنوا وذلك حيث وقع). [التبصرة: 215]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (الريح) و(بسطة) و(إنكم) و(إن لنا لأجرًا) و(تعقلون) و(أورثتمها) و(يلهث) فيما تقدم فأغنى عن إعادته هنا). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {الريح} (57): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 289]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {بشرا} (57): بالباء مضمومة، وإسكان الشين، حيث وقع.
وابن عامر: بالنون مضمومة، وإسكان الشين.
وحمزة، والكسائي: بالنون مفتوحة، وإسكان الشين.
والباقون: بالنون مضمومة، وضم الشين). [التيسير في القراءات السبع: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وخفية) قد ذكر في الأنعام (والرّيح) مذكور أيضا). [تحبير التيسير: 372] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم: (بشرا) بالباء مضمومة وإسكان الشين حيث وقع، وابن عامر بالنّون مضمومة وإسكان الشين، وحمزة والكسائيّ وخلف بالنّون مفتوحة وإسكان الشين، والباقون بالنّون مضمومة وضم الشين). [تحبير التيسير: 372]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بُشْرًا) بضم النون وإسكان الشين الحسن، وشامي، والخفاف، وخارجة، وعبد الوارث كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وبالياء ابن أبي عبلة، وعَاصِم غير المفضل، وعصمة، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة غير أن أبا حيوة، وابن أبي عبلة، وعصمة بفتح الباء، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ بضم الشين، وهو الاختيار لقوله: (مُبَشِّرَاتٍ) وفتح نونه هارون، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا المفضل، وأبان وعصمة، الباقون بضم النون والشين، أبو بشر في الفرقان كنافع، وعبيد فيها كالحسن). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {بُشْرًا} بفتح النون: حمزة والكسائي.
بالباء وضمها: عاصم.
بالنون مضمومة والإسكان: ابن عامر.
الباقون بضم النون والشين). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (688- .... .... .... .... = وَنُشْراً سُكُونُ الضَّمِّ فِي الْكُلِّ ذَلِّلاَ
[الشاطبية: 54]
689 - وَفي النُّونِ فَتْحُ الضمِّ شَافٍ وَعَاصِمٌ = رَوى نُونَهُ بِالْبَاءِ نُقْطَةٌ اسْفَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ونشرًا سكون الضم في الكل)، أي حيث ما وقع.
ومعنى (ذلل)، أي وطىء وسهل حق فهمه كل أحدٍ؛ ومن ذلك: بعيرٌ مذلل؛ يعني أنه قد ذل العبارة في تراجم هذا الحرف حتى قرب على كل أحد.
ألا تراه جمع أصحاب الإسكان، ثم ذكر من فتح النون منهم، وأدخل من ضم النون منهم مع أصحاب الضم، وأفرد من قرأ بالباء، ووقعت العبارة
[فتح الوصيد: 2/927]
فيه مطولة في جميع الكتب. و{نشرًا} بفتح النون، مصدر نشر نشرًا، لأن {يرسل الريح} قام مقام نشر.
ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال؛ أي منشرات.
و{نشرًا}، جمع نشور. و{نشرًا}، تخفيفه كرسل في رسل.
و{بشرًا}، جمع بشير، والأصل: بشرًا، فخفف). [فتح الوصيد: 2/928]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([688] وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرًا سكون الضم في الكل ذللا
[689] وفي النون فتح الضم شافٍ وعاصمٌ = روى نونه بالباء نقطةٌ اسفلا
ب: (ذللا): من الجمل الذلول، وهو الذي رُيَّض، أي: سُهِّل.
ح: (حفصهم): مبتدأ، (معه): خبر، والضمير: لابن عامر، (في النحل): ظرف الخبر، أي: صاحبه في النحل، (في الأخيرين): عطف بيان منه، (نشرًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: عوض عن العائد إلى المبتدأ، (ذلل): خبره، (في الكل): حال، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (فتح الضم): مبتدأ، (شافٍ): خبره، (في النون): ظرف الخبر، (نقطةٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: هي ذات نقطة، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: بها نقطة، و (أسفلا): حال.
ص: يعني: حفصٌ موافق لابن عامر في سورة النحل في رفع الأخيرين، يعني: {والنجوم مسخرات} في قوله تعالى: {وسخر لكم الليل
[كنز المعاني: 2/247]
والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] على الابتداء، وينصب {والشمس والقمر} كالباقين، ويرفعهما ابن عامر أيضًا كما في الأعراف [54]، ولم يعلم من البيت إلا بالقرينة السابقة، اللهم إلا أن يقال: وفي النحل من تتمة الأول عطفًا على محذوف، أي: هنا، وفي النحل، ويكون: (معه في الأخيرين حفصهم): جملة اسمية وقعت حالًا بالضمير وحده، والنصب: على تقدير (سخر) أو (جعل).
ثم قال: سكون الضم الشين في {نشرًا} في كل القرآن سهلٌ للكوفيين وابن عامر، يعني: سكنوا شينه، يريد قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح نشرًا) [57]، والباقون: بالضم، ثم من الذين سكنوا الشين يفتح النون حمزة والكسائي، والباقون: يضمونها، ثم عاصم من الباقين يبدل النون بالباء المنقوطة من تحت.
فتحصل: لحمزة والكسائي (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين على أنه
[كنز المعاني: 2/248]
مفعول مطلق؛ لأن {يرسل الريح} في معنى (ينشر)، أو حال، أي: ذوات نشرٍ، ولابن عامر: (نُشرًا) بضم النون وإسكان الشين، ولنافع وابن كثير وأبي عمرو (نُشرًا) بضم النون والشين، وهما جمع (نشورٍ)، نحو: (زَبُورٍ)، و(زُبُر)، أُسكن الشين في الأول تخفيفًا، ويبقى لعاصم {بُشرًا} بالباء المضمومة وسكن الشين جمع (بشير)، كـ (كُرم) جمع (كريم)، أسكن الشين تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/249]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما نشرا من قوله تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح نُشرًا".
وحيث شاء فأسكن شينا مدلول ذللا، ومعنى ذلك: سهل وقرب، وقوله: وسكون الضم مبتدأ ثانٍ، وقامت الألف واللام في الكلمة مقام الضمير العائد على المبتدأ الأول؛ أي: في كله؛ أي: في جميع مواضعه ثم قال:
689- وَفي النُّونِ فَتْحُ الضمِّ "شَـ"ـافٍ وَعَاصِمٌ،.. رَوى نُونَهُ بِالبَاءِ نُقْطَةٌ اسْفَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/173]
قرأ حمزة والكسائي بفتح النون وسكون الشين على أنها مصدر في موضع الحال أو مؤكدا؛ أي: ذات نشر أو نشرها؛ أي: نحييها فنشرت نشرا؛ أي: حييت من أنشر الله الموتى فنشرها، وأقام قوله: يرسل الريح مقام ينشرها، قال أبو زيد: أنشر الله الريح إنشارا إذا بعثها، وقراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو نشرا بضم النون والشين جمع نشور أو نشر وهي الريح الحية، وقراءة ابن عامر على تخفيف هذه القراءة بضم النون وإسكان الشين، وقراءة عاصم: "بُشْرًا" بباء مضمومة وإسكان الشين جمع بشير من قوله تعالى: {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}؛ أي تبشر بالمطر والرحمة، وقد مضى إعراب لفظ: لقطة أسفلا في سورة البقرة؛ أي: لها لقطة أسفلها قيدها بذلك خوفا من التصحيف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (688 - .... .... .... .... .... = ونشرا سكون الضّمّ في الكلّ ذلّلا
689 - وفي النّون فتح الضّمّ شاف وعاصم = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
....
ووقع لفظ بُشْراً* في القرآن في ثلاثة مواضع: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ هنا، وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ في النمل، وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ بالفرقان، فقرأ ابن عامر والكوفيون بسكون ضم الشين في المواضع الثلاثة فتكون قراءة أهل سما بضم الشين. وقرأ حمزة والكسائي بفتح ضم النون في جميع المواضع، فتكون قراءة غيرهم بضمها. وقرأ عاصم بالباء الموحدة في مكان النون فتكون قراءة غيره بالنون. فيتحصل من هذا:
أن ابن عامر يقرأ بالنون المضمومة وسكون الشين، وأن عاصما يقرأ بالباء المضمومة وسكون الشين، وأن حمزة والكسائي يقرءان بالنون المفتوحة وسكون الشين، وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بالنون والشين المضمومتين ولا تخفي كيفية استنباط كل قراءة من النظم). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَشْرًا هُنَا، وَالْفُرْقَانِ وَالنَّمْلِ فَقَرَأَ عَاصِمٌ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/269]
وَضَمِّهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَضَمِّ الشِّينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ " الرِّيَاحُ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ مَيِّتٍ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَخْفِيفِ تَذَكَّرُونَ مِنْ أَوَاخِرِ الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {بشرًا} هنا [57]، والفرقان [48]، والنمل [63] بالباء الموحدة وضمها وإسكان الشين، وابن عامر بالنون وضمها والإسكان، وحمزة والكسائي وخلف بالنون وفتحها والإسكان، والباقون بالنون وضمها وضم الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرياح} [57] تقدم في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ميتٍ} [57] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تذكرون} [57] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (634- .... .... .... .... .... = .... .... .... نشراً يضم
635 - فافتح شفا كلاًّ وساكناً سما = ضمّ وبا نل .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نشرا) بضم، يعني بضم النون منه والشين، يعني قوله تعالى «يرسل الرياح نشرا» هنا وفي الفرقان والنمل؛ وقد اختلف فيه على أربع قراءات: الأولى نشرا بفتح النون وإسكان الشين لحمزة والكسائي وخلف، فالفتح من قوله: فافتح أول البيت الآتي، والإسكان من ضده قراءة سما التي قيدها، ووجهها أنها مصدر في موضع الحال: أي ذات نشر أو ينشرها: أي يحييها فنشرت نشرا: أي من أنشر الله الموتى، فقام مقام ينشر. الثانية نشرا بضم النون والشين لنافع وابن كثير وأبي
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 233]
عمرو وأبي جعفر ويعقوب، فضم النون من قوله بضم في آخر البيت، وضم الشين من قوله ضم ساكنا على أنه جمع نشورا أو ناشر: وهي الريح المحيية.
الثالثة نشرا بضم النون وإسكان الشين لابن عامر، فالضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما أيضا، ووجهها أنها على التخفيف من القراءة الثانية. والرابع بشرا بالباء المضمومة وإسكان الشين لعاصم، فالباء من قوله وبا نل، والضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما، والوجه فيها أنه جمع بشير كقليب وقلب؛ والمعنى أنها تبشر بالمطر كقوله تعالى «ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات» وكان الأصل في هذه القراءة ضم الشين ولكنها سكنت تخفيفا، ولم يحتج إلى تقييد النون للباقين لأنه لفظ بها ولشهرتها، ثم إذا جمع نشرا إلى الرياح يصير فيها خمس قراءات: الأولى الريح نشرا بالتوحيد وفتح النون وإسكان الشين حمزة والكسائي وخلف. الثانية الريح نشرا بالتوحيد وضم النون والشين ابن كثير. الثالثة الرياح نشرا بالجمع وضم النون والشين نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. والرابعة الرياح نشرا بالجمع وضم النون وإسكان الشين ابن عامر. والخامسة الرياح بشرا بالجمع وبضم الباء وإسكان الشين عاصم.
فافتح (ش) فا كلّا وساكنا (سما) = ضمّ وبا (ن) ل نكدا فتح (ث) ما
أي النون المضمومة من نشرا قوله: (كلا) أي كل ما في القرآن، وهو هنا والفرقان والنمل قوله: (ساكنا) مفعول ضم قوله: (ضم) فعل أمر قوله: (وبا نل) أي وقرأه بالباء عاصم موضع النون الملفوظ بها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فافتح (شفا) كلا وساكنا (سما) = ضمّ وبا (ن) لـ نكدا فتح (ث) ما
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: نشرا بين يدي رحمته [هنا [الآية: 57]، وفي الفرقان [الآية: 48]، والنمل [الآية: 63] ] - بفتح الأول، وضمه غيرهم، وضم (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير الساكن- وهو الشين - وأسكنها غيرهم.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم بالباء الموحدة، والباقون بالنون.
فصار سما بالنون المضمومة وضم الشين، وابن عامر بالنون المضمومة وإسكان الشين، وعاصم بالباء الموحدة والإسكان، وشفا بالنون المفتوحة والإسكان.
وجه ضمي نشرا جعله جمع «ناشر»، أي: حي أو محيي، أو جمع «نشور» - ك «قبور» بمعنى ناشر، أو منشور ك «ركوب» - أي: مبسوط، أو بمعنى منشر [، أي:] محيي.
ووجه الضم والإسكان: أنه مخفف من الأولى ك «رسل».
ووجه فتح النون: أنه مصدر ملاق معنى يرسل بدليل وو النّشرت [المرسلات:
3]، أو موضع الحال على التقادير المتقدمة.
[و] وجه الباء جعله جمع «بشور» أو «بشير» ك «قليب» و«قلب»، ثم خفف على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/332]
حد مبشّرت [الروم: 46]). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الميّت، وتذكّرون آخر الأنعام [الآية: 152] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الريح" بالجمع نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بشرا" [الآية: 57] هنا و[الفرقان الآية: 48] و[النمل الآية: 63] فقرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة، وإسكان الشين في الثلاثة جمع بشير كنذير ونذر وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة، وإسكان الشين، وهي مخففة من قراءة الضم، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون المفتوحة وسكون الشين مصدر واقع موقع الحال، بمعنى ناشرة أو منشورة، أو ذات نشر وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم النون والشين جمع ناشر كنازل ونزل وشارف وشرف، وافقهم ابن محيصن واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "أقلت سحابا" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني، وأظهرها عنه الحلواني من باقي طرقه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ميت" [الآية: 57] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} [57] قرأ المكي والأخوان بإسكان الياء التحتية، ولا ألف بعدها، على الإفراد، والباقون بفتح الياء، وألف بعدها، على الجمع). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشرًا} قرأ الحرميان والبصري بنون مضمومة، وشين مضمومة، والشامي بنون مضمومة، وشين ساكنة، وعاصم بياء موحدة مضمومة، وشين ساكنة، والأخوان بنون مفتوحة، وشين ساكنة، وإذا اعتبرتها مع {الرياح}:
فنافع والبصري بالجمع في {الرياح} وبالنون المضمومتين في {نشرا} ومكي وكذلك، إلا أنه قرأ بإفراد {الريح}..
والشامي بالجمع وضم النون، وسكون الشين، وعاصم كذلك، إلا أنه يجعل مكان النون باء موحدة، والأخوان بالتوحيد، ونون مفتوحة، وإسكان الشين). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ميت} [57] قرأ نافع والأخوان وحفص بتشديد الياء التحتية، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 623]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ الأخوان وحفص بتخفيف الذال، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وإسكانها مرارًا.
وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الرِّيَاحَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن عباس
[معجم القراءات: 3/75]
والسلمي وابن أبي عبلة وابن محيصن والحسن (الرياح) جمعًا.
- وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (الريح) مفردًا.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/164 من سورة البقرة.
{بُشْرًا}
- قرأ عاصم والسلمي وعلي بن أبي طالب، وابن خثيم وابن حذلم (بشرًا) بضم الباء الموحدة وإسكان الشين.
قال الشهاب: (.. وأصلها الضم جمع بشير كنذير ونذر، ثم خفف بالتسكين).
- وقرأ ابن عباس والسلمي وابن أبي عبلة، وحسين المروزي عن حفص عن عاصم، أبو الجوزاء وأبو عمران (بشرًا) بضم الباء والشين جمع بشير، كنذير ونذر.
- وقرأ السلمي وعصمة والمازني كلاهما عن عاصم (بشرًا) بفتح الباء الموحدة وإسكان الشين، وهو مصدر (بشر) المخفف.
[معجم القراءات: 3/76]
- وقرأ ابن السميفع اليماني وابن قطيب، وأبو يحيى وأبو نوفل في رواية عنهما، وعاصم (بشرى) بضم الباء وإسكان الشين وألف مقصورة كرجعى، وهو مصدر بمعنى بشارة.
- وذكر القرطبي أنه قرئ (بشرى) بضم الباء والشين، وألف مقصورة في آخره، وهو على إتباع الثاني للأول.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وزر بن حبيش وابن وثاب وإبراهيم النخعي وطلحة بن مصرف والأعمش ومسروق وقتادة وسهل بن شعيب وعاصم الجحدري وأبو رجاء والحسن بخلاف عنه وأبو عبد الرحمن وابن عامر (نشرًا) بالنون المضمومة، وسكون الشين، وهو تخفيف من المثقل مثل: رسل من رسل.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن والسلمي وأبو رجاء وشيبة وعيسى بن عمر،
[معجم القراءات: 3/77]
وأبو يحيى وأبو نوفل، الأعرابيان، والأعرج بخلاف عنه (نشرًا) بضم النون والشين، جمع ناشر على النسب، أي: ذات نشر، ويحتمل أن يكون نشور كرسول ورسل، وصبور وصبر، ويحتمل أن يكون كالمفعول بمعنى منشور كركوب. بمعنى مركوب.
- وقرأ أبو رجاء العطاردي وإبراهيم النخعي ومورق العجلي ومسروق (نشرًا) بفتح النون والشين، وهو اسم جمع.
وقال ابن عطية: (.. وهي قراءة شاذة، فهو اسم، وهو على النسب.
قال أبو الفتح: أي ذوات نشر، والنشر: أن تنتشر الغنم بالليل فترعى، فشبه السحاب في انتشاره وعمومه بذلك).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو زيد عن المفضل وابن مسعود وابن عباس وزر بن حبيش وابن وثاب وإبراهيم وطلحة ومسروق بن الأجدع (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين، وهو
[معجم القراءات: 3/78]
مصدر من (نشر) بعد الطي، أو من قولك: أنشر الله الميت فنشر، أي عاش.
{أَقَلَّتْ سَحَابًا}
- أدغم التاء في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني.
- وقراءة الباقين بإظهار التاء، وهي قراءة هشام أيضًا برواية الحلواني.
{مَيِّتٍ}
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر وخلف والمفضل (ميت) بالتشديد في الياء.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم والأعمش (مست) بتخفيف الياء.
وتقدم مثل هذا في الآية/27 من سورة آل عمران، ومثله في الآية/173 من سورة البقرة.
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{تَذَكَّرُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (تذكرون) بتخفيف الذال، وأصله: تتذكرون، فطرحت إحدى التاءين.
[معجم القراءات: 3/79]
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون) بتشديد الذال، وأصله: تتذكرون، فأدغموا التاء في الذال.
- وتقدم مثل هذا في الآية/152 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/80]

قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إلا نكدا) بفتح الكاف يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إلا نكدًا) [58]: بالفتح يزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/703]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَخْرُجُ نَبَاتُهُ) بضم الياء وكسر الراء، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، الباقون بفتح الباء وضم الراء (نَبَاتُهُ) رفع، (لَا يُخْرَجُ) على ما لم يسم فاعله شيبة، وهو الاختيار لئلا ينسب الفعل إلى غير اللَّه تعالى، (نَكِدًا) بإسكان الكاف الشيزري عن أبي جعفر، وطَلْحَة، وباقي أصحاب أبي جعفر غير الْعُمَرِيّ، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ بفتحتين وهو الاختيار؛ لأنه مصدر، الباقون بكسر الكاف، (نُصَرِّفُ الْآيَاتِ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114- .... .... .... .... .... = وَلاَ يَخْرُجُ اضْمُمْ وَاكْسِرِ الْخُلْفُ بُجِّلَا). [الدرة المضية: 28]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... نَكِدًا أَلاَ افْـ = ـتَحَنْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ولا يخرج اضمم واكسر الخلف بجلا، أي روى مرموز (با) بجلا وهو ابن وردان في أحد وجهيه {لا يخرج إلا نكدًا} [58] بضم الياء
[شرح الدرة المضيئة: 131]
وكسر الراء، وفي الوجه الآخر كالجماعة وهذا الوجه لم يذكره فيطيبته). [شرح الدرة المضيئة: 132]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ أيضًا مرموز (ألف) ألا {نكدًا} [58] بفتح الكاف وهو معنى قوله نكدًا ألا افتحن). [شرح الدرة المضيئة: 132]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَانْفَرَدَ الشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ هَارُونَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ مِنْ قَوْلِهِ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا، وَخَالَفَهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ فَرَوَوْهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَّا نَكِدًا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد الشطوي عن ابن وردان من {لا يخرج} [58] بضم الياء وكسر الراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {إلا نكدًا} [الأعراف: 58] بفتح الكاف، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (635- .... .... .... .... .... = .... .... نكدًا فتحٌ ثما). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نكدا الخ) يعني قوله تعالى «لا يخرج إلا نكدا» قرأه بفتح الكاف أبو جعفر، والباقون بالكسر قوله: (ثما) بالضم: نبت كما تقدم، وهو مناسب هنا، لأن المراد النبات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثما) أبو جعفر: والذي خبث لا يخرج إلا نكدا [الأعراف: 58] بفتح الكاف على أنه مصدر، والباقون بكسرها على أنه [اسم] فاعل أو صفة مشبهة به). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: روى الشطوي عن ابن وردان: لا يخرج) بضم الياء وكسر الرّاء، والباقون بفتح الياء وضم الرّاء.
أبو جعفر: (نكدا) بفتح الكاف والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 373]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إلا نكدا" [الآية: 58] فأبو جعفر بفتح الكاف وعن ابن محيصن سكونها، وهما مصدران، والباقون بكسرها اسم فاعل أو صفة مشبهة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}
{يَخْرُجُ نَبَاتُهُ}
- قراءة الجماعة (يخرج) بفتح الياء مبنيًا للفاعل من (خرج)، وفاعله: نباته على الإسناد المجازي.
- وقرأ عيسى بن عمر والشطوي عن أبي جعفر (يخرج نباته) بضم الياء وكسر الراء من (أخرج)، ونباته: بالنصب، أي: فيخرج الله نباته، أو فيخرج الماء...
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة وعيسى بن عمر والسلمي عن أبي جعفر (يخرج نباته)، بضم الياء وفتح الراء مبنيًا للمفعول، نباته: رفع نيابة عن الفاعل، وجاءت القراءة عنهم في المحرر: (يخرج نباته) كذا بضم الياء وكسر الراء.
{لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}
- قراءة الجماعة (لا يخرج) بفتح الياء مبنيًا للفاعل من (خرج) الثلاثي، وهو على نسق الفعل السابق.
[معجم القراءات: 3/80]
- وانفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن أصحابه عن ابن وردان (لا يخرج) بضم الياء وفتح الراء مبنيًا للمفعول، وخالفه سائر الرواة فرووه كقراءة الجماعة بفتح الياء وضم الراء.
- روى أبان عن عاصم وابن محيصن من طريق الأهوازي والمعدل (لا يخرج) بضم الياء وكسر الراء.
{إِلَّا نَكِدًا}
- قراءة العامة (... نكدًا) بفتح أوله وكسر ثانيه، وهو اسم فاعل، أو صفة مشبهة، وهو نصب على الحال، ورجح الطبري هذه القراءة على غيرها.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع قارئ أهل المدينة وابن محيصن من طريق المعدل (نكدًا) بفتح الكاف، وهو مصدر، أي ذا نكد.
قال الشهاب: (والنصب أيضًا على أنه مصدر أي خروجًا نكدًا..)، وقالوا: هو نصب على الحال.
- وقرأ ابن مصرف وابن محيصن ومجاهد وقتادة والبزي بخلاف
[معجم القراءات: 3/81]
عنه (نكدًا) بسكون الكاف وهو مصدر أيضًا، أي: ذا نكد.
وهو لغة، وقالوا: هو تخفيف كما تخفف: كتف.
قال النحاس: (حذف الكسرة لثقلها، ويجوز أن يكون مصدرًا بمعنى ذا نكد).
{نُصَرِّفُ}
- قراءة الجماعة (نصرف) بنون العظمة، على إسناد الأمر إلى ذاته سبحانه وتعالى.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (يصرف) بالياء مراعاة للغيبة في قوله تعالى: (بإذن ربه) ). [معجم القراءات: 3/82]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:16 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (59) إلى الآية (64) ]

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) }

قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع والخفض من قَوْله {مَا لكم من إِلَه غَيره} 59
فَقَرَأَ الكسائي وَحده {مَا لكم من إِلَه غَيره} خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَا لكم من إِلَه غَيره} رفعا في كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (هَل من خلق غير الله) فاطر 3 خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (هَل من خلق غير الله) رفعا). [السبعة في القراءات: 284]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما لكم من إله غيره) جر يزيد والكسائي، وافق حمزة ]وخلف في فاطر). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ومن إله غيره) [59]: جر، حيث جاء: يزيد، وعلي، وأبو عبيد، وافق حمزة، وخلف في فاطر [3]، وجر أبو بشر في «قد أفلح» [23، 32]). [المنتهى: 2/703]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (من إله غيره) بالخفض حيث وقع، وقرأ الباقون بالرفع، غير أن حمزة وافق الكسائي على الخفض في قوله تعالى (هل من خالق غير الله) في فاطر). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {من إله غيره} (59): بخفض الراء، حيث وقع، إذا كان قبل {إله} (من) التي تخفض.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي وأبو جعفر: {من إله غيره} بخفض الرّاء حيث وقع إذا كان قبل (إله) من الّتي تخفض، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 373]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) حيث وقع بالجر الكسائي، والْأَعْمَش رواية جرير، واللؤلؤي،
[الكامل في القراءات العشر: 553]
ومغيث عن أَبِي عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وَحُمَيْد وعلي بن الحسن عن ابن مُحَيْصِن، وأبو جعفر غير الشيزري، وميمونة، وشيبة، وروى نصر بن علي، والشيزري، وميمونة غيره بالنصب وافق حَمْزَة، والْأَعْمَش، وخلف في فاطر، والاختيار الجر على اللفظ، الباقون برفع). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} حيث وقع، جر: الكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (690 - وَرَا مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ خَفْضُ رَفْعِهِ = بِكُلٍّ رَسَا .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل (ر)سا والخف أبلغكم (حـ)لا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ن (كـ)فؤًا وبالإخبار إنكم (عـ)لا
[692] (أ)لا و(عـ)لى الـ (حرمي) إن لنا هنا = وأو أمن الإسكان (حرميـ)ـه (كـ)لا
(رسا)، أي ثبت. والمستقبل: يرسو. ويقال: رست أقدامهم في الحرب، أي ثبتت؛ ومنه: الجبل الراسي.
و(بكل)، معناه حيث وقع.
والخفض على اللفظ، فهو صفة لإله.
والرفع على المعنى: إما على البدل، أو على الصفة.
والتقدير على البدل: ما لكم إله إلا الله، ثم أقام (غیر) مقام (إلا)، وأعربها بإعراب الواقع بعدها.
[فتح الوصيد: 2/928]
والتقدير في النعت: ما لكم إله غيره. و(من): زائدة.
قال أبو عبيد: «التقدير في الرفع: ما لكم غيره من إله» ). [فتح الوصيد: 2/929]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (690- وَرَا مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ خَفْضُ رَفْعِهِ،.. بِكُلٍّ "رَ"سَا وَالخِفُّ أُبْلِغُكُمْ "حَـ"ـلا
مجموع قوله: "من إله غيره" في موضع خفض بإضافة راء إليه؛ أي: وراء هذا اللفظ حيث ياء خفض رفعها رسا؛ أي: ثبت، ووجه الخفض أنه صفة إلى لفظا والرفع صفة له معنى؛ لأن التقدير ما لكم إله غيره ومن زائد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (690 - ورا من إله غيره خفض رفعه = بكلّ رسا والخفّ أبلغكم حلا
691 - مع احقافها والواو زد بعد مفسدي = ن كفؤا وبالإخبار إنّكم علا
692 - ألا وعلى الحرميّ إنّ لنا هنا = وأو أمن الإسكان حرميّه كلا
قرأ الكسائي بخفض رفع الراء في قوله تعالى: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حيث ذكر في القرآن، وقرأ غيره برفعها). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115 - وَخَفْضُ إِلَهٍ غَيْرُهُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - وخفض آله غيره نكدًا (أ)لا افـ =ـتحن يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا
له ورسالت (يـ)ـحل واضمم حلى (فـ)ـد = و(حـ)ـز حليهم تغفر خطيئات (حـ)ـملا
كورش يقولوا خاطبن (حـ)ـم ويلحدو اضـ = ـمم اكسر كحا (فـ)ـد ضم طا يبطش (ا)سجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {من آله غيره} [59] وغيرها بخفض الراء حيث وقع علم من العموم. ومن شهرة الإطلاق، وعلم من الوفاق للآخرين رفع الراء، والمجرور صفة لإله لفظًا، والمرفوع صفة معني على أن {من} زائدة أي ما لكم آله غيره). [شرح الدرة المضيئة: 132] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والكسائي {من إلهٍ غيره} بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، والباقون بالرفع والضم حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636 - ورا إلهٍ غيره اخفض حيث جا = رفعًا ثنا رد .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 59] هنا وفي [هود الآية: 61] و[المؤمنون الآية: 23] فالكسائي وأبو جعفر بخفض الراء وكسر الهاء بعدها على النعت، أو البدل من إله لفظا، وافقهما المطوعي وابن محيصن بخلف، والثاني له نصب الراء وضم الهاء على الاستثناء، والباقون برفع الراء وضم الهاء على النعت أو البدل من موضع إله؛ لأن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
من مزيدة فيه وموضعه رفع أما بالابتداء أو الفاعلية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "إله غيره" وكذا "قد جائتكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غيره} [59 65] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بضمهما). [غيث النفع: 623] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية (يا قوم) بضم الميم.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين، وهي رواية المسيبي عن نافع.
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة (.. من إلهٍ غيره) بالرفع في
[معجم القراءات: 3/82]
(غيره) على أنه بدل من (إله)، أو نعت؛ إذ (من) زائدة، و(إلهٍ) مبتدأ مجرور لفظًا مرفوع محلًا.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش وأبو جعفر والمطوعي وابن محيصن بخلاف عنه، والكسائي (من إلهٍ غيره) بالجر على أنه بدل، أو نعت لـ(إله) على اللفظ.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن محيصن والكسائي (من إلهٍ غيره) بالنصب على الاستثناء. وذهب ابن خالويه إلى أنها لغة تميم.
وقال الفراء:
(وبعض بني أسد وقضاعة إذا كانت (غير) في معنى (إلا) نصبوها، تم الكلام قبلها أو لم يتم، فيقولون: ما جاءني غيرك وما أتاني أحد غيرك..).
{غَيْرُهُ}
- وقرأ أبو جعفر والكسائي (غيرهي) بخفض الراء وكسر الهاء ووصلها بياء في اللفظ حيث وقع، كذا عند العز القلانسي.
[معجم القراءات: 3/83]
- وقرأ الباقون (غيرهو) بضم الراء وضم الهاء وإشباعها بالواو.
{إِنِّي أَخَافُ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف) بفتح الياء وصلًا.
- وقراءة الباقين (إني أخاف) بسكونها). [معجم القراءات: 3/84]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقَالَ الْمَلَأُ) في قصة صالح بواو دمشقي، الباقون بواو في الأول وبغير واو في الثاني، وهو الاختيار لموافقة مصاحف أهل الحجاز). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام بخلف عنه على "قال الملأ" كل ما في هذه السورة ونحوه مما كتب بالألف بإبدال الهمزة ألفا لفتح ما قبلها وبتسهيلها بين بين على الروم، فهما وجهان، ولا يجوز إبدالها واوا بحركة نفسها لمخالفة الرسم وعدم صحته رواية كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}
{قَالَ}
- قرأ ابن عامر (وقال ...) بإثبات واو قبل (قال)، وكذلك هو في المصاحف الشامية.
قلت: أحسب أن الأمر التبس على الطبرسي، وأن القراءة هنا بغير واو للجميع!
- وقراءة الباقين (قال..) بغير واو، وهو كذلك في بقية المصاحف.
- قرأ حمزة وهشام بخلاف عنه في الوقف بوجهين:
أ- بإبدال الهمزة ألفًا لفتح ما قبلها (الملا).
ب- بتسهيل الهمزة بين بين على الروم.
قال أبو حيان: قال ابن عطية:
(قرأ ابن عامر (الملو) بالواو، وكذلك هي في مصاحب أهل الشام).
[معجم القراءات: 3/84]
قال أبو حيان:
(وليس مشهورًا عن ابن عامر، بل قراءاته كقراءة باقي السبعة بالهمزة (الملأ).
وقال ابن الجزري:
(... ولا يجوز إبدالها بحركة نفسها لمخالفة الرسم، وعدم صحته روايةً، والله أعلم).
وفي الإتحاف:
(... ولا يجوز إبدالها واوًا بحركة نفسها لمخالفة الرسم، وعدم صحته رواية، كما في النشر).
{لَنَرَاكَ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/85]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)}

قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد اللَّام وتخفيفها من قَوْله {أبلغكم رسالات رَبِّي} 62
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {أبلغكم} سَاكِنة الْبَاء في كل الْقُرْآن
وَفتح الْبَاقُونَ الْبَاء وشددوا اللَّام في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 284]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أبلغكم) خفيف حيث كان أبو عمرو[). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أبلغكم) [62، 68]، حيث جاء: خفيف: أبو عمرو: ساكنة الغين: عباس). [المنتهى: 2/703] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (أبلغكم) بالتخفيف حيث وقع، وشدد الباقون، قرأ ابن عامر (وقال الملأ) في قصة صالح بزيادة واو قبل (قال)، وقرأ الباقون بغير واو). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أبلغكم} (62، 68)، في الموضعين في هذه السورة، وفي سورة الأحقاف (23)، في الثلاثة: مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 289] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (أبلغكم) في الموضعين في هذه السّورة وفي الأحقاف [في الثّلاثة] مخففا والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 373] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أُبَلِّغُكُمْ) بإسكان الباء أَبُو عَمْرٍو غير الْيَزِيدِيّ في اختياره، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن غير أن عباشا، وابن ميسرة إسكان الغين، الباقون مشبع، وهو الاختيار لقوله: (فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {أُبَلِّغُكُمْ} فيهما هنا [62، 68]، وفي [الأحقاف: 23] خفيف: أبو عمرو). [الإقناع: 2/648] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (690- .... .... .... .... = .... .... وَالْخِفُّ أُبْلِغُكُمْ حَلاَ
691 - مَعَ أحْقَافِهاَ.... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأبلغ وبلغ، مثل: أنجى ونجى؛ ومن ذلك: {بلغ ما أنزل إليك}، {لقد أبلغكم رسالة ربی}.
قال أبو عبيد وتابعه مكي: «النشديد أحب إلي، لأنها أجزل اللغتين مع كثرة أهلها».
وقال صاحب القصيد: (والخف أبلغكم حلا) ). [فتح الوصيد: 2/929] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأبلغ وبلغ لغتان كأغشى وغشى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
والقراءة بهما هنا في موضعين وفي الأحقاف، فقول الناظم: والخف مبتدأ وخبر حلا وأبلغكم منصوب بالمبتدأ؛ لأنه مصدر كأنه قال: وتخفيف أبلغكم حلا، فأقام الخف مقام التخفيف، فلما أدخل عليه لام التعريف نصب المضاف إليه مفعولا به، وكان التخفيف مضافا إلى المفعول كما تقول: ضرب زيد حسن، ثم تقول: الضرب زيد أحسن، ومنه قول الشاعر:
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
والأصل عن ضرب مسمع، والله أعلم.
691- مَعَ احْقَافِها وَالوَاوُ زِدْ بَعْدَ مُفْسِدِيـ،.. ـنَ "كُـ"ـفْؤًا وَبِالإِخْبَارِ إِنَّكُمُو "عَـ"ـلا
أي مع كلمة أحقافها وهي: {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي}.
والهاء عائدة على سور القرآن؛ ليعلم بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/175] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (690 - .... .... .... .... .... = .... .... والخفّ أبلغكم حلا
691 - مع احقافها .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ أبو عمرو: أُبْلغكم رسالات ربّى وأنصح لكم، أُبْلغكم رسالات ربّى وأنا لكم ناصح أمين، أُبْلغكم ما أرسلت به في الأحقاف. بتخفيف اللام ويلزمه سكون الباء، وقرأ غيره بتشديد اللام ويلزمه فتح الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 273] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أُبَلِّغُكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْأَحْقَافِ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِتَخْفِيفِ اللَّامِ فِي الثَّالِثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أبلغكم} في الموضعين هنا [62، 68]، وفي الأحقاف [23] بتخفيف اللام، والباقون بالتشديد في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636- .... .... .... .... .... = .... .... أبلغ الخفّ حجا
637 - كلاًّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أبلغ) أي قرأ «أبلغكم» بتخفيف اللام حيث أتى، وهو ثلاثة مواضع: موضعان هنا وموضع في الأحقاف أبو عمرو، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى عموم «أبلغ» أشار بقوله:
ص:
كلّا وبعد (مفسدين) الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أبلغكم" [الآية: 62، 68] معا هنا وفي [الأحقاف الآية: 23] فأبو عمرو بسكون الباء وتخفيف اللام في الثلاثة وافقه اليزيدي والباقون بالفتح والتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبلغكم} [62 68] معًا، قرأ البصري بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والباقون بفتح الباء، وتشديد اللام). [غيث النفع: 623] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
{أُبَلِّغُكُمْ}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي (أبلغكم) بسكون الباء وتخفيف اللام.
[معجم القراءات: 3/85]
- وقرأ الباقون (أبلغكم) بفتح الباء وتشديد اللام.
- وقرأ عباس وابن محيصن واللؤلؤي عن أبي عمرو، بالاختلاس، أي اختلاس الضمة على الغين. وهذا مذهب ابن محيصن فيما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم، يعلمهم، نطعمكم.
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو وكذا الخزاعي عن عباس بسكون الباء والغين (أبلغكم).
{وَأَنْصَحُ لَكُمْ}
- قراءة الجماعة (وأنصح لكم) بفتح الهمز في أوله.
- وقرأ يحيى بن وثاب وطلحة (وإنصح لكم) بكسر أوله.
وكان أبو حيان قد ذكر في سورة الفاتحة في حديثه عن (نستعين) أن كسر حرف المضارعة لغة قيس وتميم وأسد وربيعة، وذكر الطوسي أنها لغة هذيل.
وقال: (وكذلك حكم حرف المضارعة في هذا الفعل وما أشبهه).
قلت: واستثنى بعضهم ما كان أوله ياء مثل (يعلم) لثقل الكسر مع الياء.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/86]

قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}
{جَاءَكُمْ}
- سبقت الإمالة فيه لابن ذكوان وحمزة وخلف وهشام بخلاف عنه.
وانظر الآية/87 من سورة البقرة في الجزء الأول.
[معجم القراءات: 3/86]
{ذِكْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{لِيُنْذِرَكُمْ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/87]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}
{فَكَذَّبُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فكذبوهو) بوصل الهاء بواو.
{فَأَنْجَيْنَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فأنجيناهو) بوصل الهاء بواو.
{عَمِينَ}
- قراءة الجماعة (عمين) من غير ألف، وهو من عمى القلب، أي غير مستبصرين.
قال الليث: (رجل عمٍ إذا كان أعمى القلب).
- وقرئ (عامين) بألف، وحكاه عيسى بن سليمان.
والفرق بين القراءتين أن (عمٍ) صفة مشبهة تدل على الثبوت مثل (فرح).
وعامٍ: يدل على عمى حادثٍ، كما قيل: فارح.
وقال معاذ النحوي: (رجل عمٍ في أمره لا يبصره، وأعمى في البصر) ). [معجم القراءات: 3/87]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:22 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (65) إلى الآية (72) ]

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}

قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115 - وَخَفْضُ إِلَهٍ غَيْرُهُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وخفض آله غيره نكدًا (أ)لا افـ =ـتحن يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا
له ورسالت (يـ)ـحل واضمم حلى (فـ)ـد = و(حـ)ـز حليهم تغفر خطيئات (حـ)ـملا
كورش يقولوا خاطبن (حـ)ـم ويلحدو اضـ = ـمم اكسر كحا (فـ)ـد ضم طا يبطش (ا)سجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {من آله غيره} [59] وغيرها بخفض الراء حيث وقع علم من العموم. ومن شهرة الإطلاق، وعلم من الوفاق للآخرين رفع الراء، والمجرور صفة لإله لفظًا، والمرفوع صفة معني على أن {من} زائدة أي ما لكم آله غيره). [شرح الدرة المضيئة: 132] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636 - ورا إلهٍ غيره اخفض حيث جا = رفعًا ثنا رد .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)

قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غيره} [59 65] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بضمهما). [غيث النفع: 623] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)}
{يَا قَوْمِ}
- تقدمت القراءة بضم الميم في الآية/59.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
- تقدمت الإخفاء، أي إخفاء التنوين في الغين عن أبي جعفر في الآية/59 من هذه السورة.
كما تقدم في الآية السابقة القراءات الثلاث في الراء (.. غيرهُ، غيرهِ.. غيرَه)، فانظر تفصيله فيما تقدم). [معجم القراءات: 3/88]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة ألفًا، وبالتسهيل عن حمزة في الوصف.
انظر الآية/60 المتقدمة.
{لَنَرَاكَ}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/60 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/88]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67)}

قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أبلغكم) [62، 68]، حيث جاء: خفيف: أبو عمرو: ساكنة الغين: عباس). [المنتهى: 2/703] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أبلغكم} (62، 68)، في الموضعين في هذه السورة، وفي سورة الأحقاف (23)، في الثلاثة: مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 289] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (أبلغكم) في الموضعين في هذه السّورة وفي الأحقاف [في الثّلاثة] مخففا والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 373] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {أُبَلِّغُكُمْ} فيهما هنا [62، 68]، وفي [الأحقاف: 23] خفيف: أبو عمرو). [الإقناع: 2/648] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (690- .... .... .... .... = .... .... وَالْخِفُّ أُبْلِغُكُمْ حَلاَ
691 - مَعَ أحْقَافِهاَ.... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأبلغ وبلغ، مثل: أنجى ونجى؛ ومن ذلك: {بلغ ما أنزل إليك}، {لقد أبلغكم رسالة ربی}.
قال أبو عبيد وتابعه مكي: «النشديد أحب إلي، لأنها أجزل اللغتين مع كثرة أهلها».
وقال صاحب القصيد: (والخف أبلغكم حلا) ). [فتح الوصيد: 2/929] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأبلغ وبلغ لغتان كأغشى وغشى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
والقراءة بهما هنا في موضعين وفي الأحقاف، فقول الناظم: والخف مبتدأ وخبر حلا وأبلغكم منصوب بالمبتدأ؛ لأنه مصدر كأنه قال: وتخفيف أبلغكم حلا، فأقام الخف مقام التخفيف، فلما أدخل عليه لام التعريف نصب المضاف إليه مفعولا به، وكان التخفيف مضافا إلى المفعول كما تقول: ضرب زيد حسن، ثم تقول: الضرب زيد أحسن، ومنه قول الشاعر:
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
والأصل عن ضرب مسمع، والله أعلم.
691- مَعَ احْقَافِها وَالوَاوُ زِدْ بَعْدَ مُفْسِدِيـ،.. ـنَ "كُـ"ـفْؤًا وَبِالإِخْبَارِ إِنَّكُمُو "عَـ"ـلا
أي مع كلمة أحقافها وهي: {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي}.
والهاء عائدة على سور القرآن؛ ليعلم بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/175] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (690 - .... .... .... .... .... = .... .... والخفّ أبلغكم حلا
691 - مع احقافها .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ أبو عمرو: أُبْلغكم رسالات ربّى وأنصح لكم، أُبْلغكم رسالات ربّى وأنا لكم ناصح أمين، أُبْلغكم ما أرسلت به في الأحقاف. بتخفيف اللام ويلزمه سكون الباء، وقرأ غيره بتشديد اللام ويلزمه فتح الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 273] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أُبَلِّغُكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْأَحْقَافِ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِتَخْفِيفِ اللَّامِ فِي الثَّالِثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أبلغكم} في الموضعين هنا [62، 68]، وفي الأحقاف [23] بتخفيف اللام، والباقون بالتشديد في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636- .... .... .... .... .... = .... .... أبلغ الخفّ حجا
637 - كلاًّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أبلغ) أي قرأ «أبلغكم» بتخفيف اللام حيث أتى، وهو ثلاثة مواضع: موضعان هنا وموضع في الأحقاف أبو عمرو، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى عموم «أبلغ» أشار بقوله:
ص:
كلّا وبعد (مفسدين) الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أبلغكم" [الآية: 62، 68] معا هنا وفي [الأحقاف الآية: 23] فأبو عمرو بسكون الباء وتخفيف اللام في الثلاثة وافقه اليزيدي والباقون بالفتح والتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبلغكم} [62 68] معًا، قرأ البصري بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والباقون بفتح الباء، وتشديد اللام). [غيث النفع: 623] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أمين} كاف وقيل تام فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور وقيل {لا تعلمون} قبله، وقيل {عمين} ). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}
{أُبَلِّغُكُمْ}
- تقدمت فيه قراءتان: بتخفيف اللام وتشديدها.
انظر الآية/62 المتقدمة من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/88]

قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل، وحفص، وهشام، وأبو عمرو، وحمزة بخلاف عن خلاد: {بسطة} (69): بالسين.
وروى النقاش عن الأخفش هنا: بالصاد.
[التيسير في القراءات السبع: 289]
والباقون: بالصاد). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (بسطة) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 373]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي (بَصْطَةً) مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بصطةً} [69] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم بصطة في البقرة [الآية: 247] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "واذكروا" بفتح الذال والكاف وتشديدهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وزادكم في الخلق بسطة" حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بسطة" [الآية: 69] بالسين الدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة، وكذا رويس وخلف واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد، وتقدم تفصيل طرقهم بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أو عجبتم أن جآءكم}
{بصطة} [69] قرأ خلاد بخلاف عنه ونافع والبزي وابن ذكوان وشعبة علي بالصاد، والباقون بالسين، وهي الرواية الثانية لخلاد.
فإن قلت: ذكر الشاطبي لابن ذكوان الخلاف كخلاج، ولم تذكره له.
قلت: نعم لأنه خرج فيه عن طريقه، وطريق أصله، لأن سنده في القراءات ينحصر في الداني، لأنه قرأ ببلد شاطبة على ابن عبيد الله محمد النفزي بفتح النون والفاء ثم ارتحل إلى بلنسية وهي قريبة من شاطبة، وقرأ بها على ابن هذيل، وكل منهما
[غيث النفع: 625]
قرأ على من قرأ على الداني، منهم الإمام الكبير والجهبذ الخبير أو داود سليمان بن نجاح.
ولم يقرأ الداني {بصطة} لابن ذكوان على جميع شيوخه إلا بالصاد، وأما {يبصط} [245] بالبقرة فقرأه بالسين على شيخه عبد ال عزيز بن جعفر بن محمد، ن النقاش.
وقال في التيسير: «وروى النقاش عن الأخفش هنا أي بالبقرة بالسين، وفي الأعراف بالصاد».
وقد تعجب المحقق وتابعوه منه، كيف عول على رواية السين هنا، وليس من طرقه، ولا من طرق أصله، وعدل عن طريق النقاش التي لم يذكر في التيسير سواها، فليعلم، ولينبه عليه، والله أعلم). [غيث النفع: 626]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)}
{جَاءَكُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام.
انظر الآية/87 من سورة البقرة.
{ذِكْرٌ}
- تقدم ترقيق الراء في الآية/63 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 3/88]
{لِيُنْذِرَكُمْ}
- تقدم ترقيق الراء في الآية/63 من هذه السورة.
{وَاذْكُرُوا}
- قرأ المطوعي (واذكروا) بفتح الذال والكاف وتشديدهما.
- وقراءة الجماعة (واذكروا)، أمر للجماعة من (ذكر).
{إِذْ جَعَلَكُمْ}
- أدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام.
- والباقون على إظهار الذال.
{وَزَادَكُمْ}
- أماله حمزة، وهشام من طريق الداجوني، وابن ذكوان.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الحلواني عن هشام.
{بَسْطَةً}
- قرأ الدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة ورويس وخلف واليزيدي والحسن ويعقوب وابن عامر برواية هشام وابن مهران فيما قرأ على أبي بكر بن مقسم عن الكسائي وبرواية الفراء، وعبيد بن الصباح وعمرو (بسطةً) بالسين على الأصل.
- واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد:
فأما قنبل: فابن مجاهد عنه بالسين.
وابن شنبوذ عنه بالصاد.
وأما السوسي:
- فابن حبش عن ابن جرير عنه بالصاد، وكذا روى ابن جمهور عن السوسي.
- وروى سائر الناس عن السوسي بالسين.
[معجم القراءات: 3/89]
- وأما ابن ذكوان:
- فالمطوعي عن الصوري والشذائي عن الرملي ابن ذكوان بالسين.
- وروى زيد والقباب عن الرملي وسائر أصحاب الأخفش عنه بالصاد، وهي رواية النقاش.
- وأما حفص:
- فالولي عن الفيل وذرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد.
- وروى عبيد عنه بالسين.
ونص له الوجهين المهدوي وابن شريح وغيرهما.
وأما خلاد:
- فابن الهيثم من طريق ابن ثابت عنه بالصاد.
- وروى ابن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين.
- وعن ابن محيصن الخلف فيه أيضًا، بالسين، وبالصاد.
- وقرأ نافع والبزي وشعبة الكسائي وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وأبو عمرو في رواية شجاع وأبي حمدون عن اليزيدي وحمزة في رواية خلاد عن سليم (بصطة) بالصاد.
قال ابن مهران: (وقرأت في رواية حفص عن عاصم على أبي الحسن الخياط بالسين أيضًا.
وقرأت على أبي بكر النقاش بالصاد، وذكرته لأبي الحسن فقال: لا أعرفه إلا بالسين عن حفص، وكذلك كان أبو العباس
[معجم القراءات: 3/90]
الأشناني يقول أيضًا: لا أعرفه إلا بالسين، وقرأت على غيره بالصاد).
وانظر الآيتين: - 45 من سورة البقرة (يبسط).
- و247 من السورة نفسها (بسطة) ). [معجم القراءات: 3/91]

قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أجئتنا} [70] إبداله للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 626]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)}
{أَجِئْتَنَا}
- أبدل الهمزة ياء أبو عمرو بخلاف عنه والسوسي وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (أجيتنا).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة (أجئتنا) بالهمز.
{فَأْتِنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش من طريق الأزرق والأصبهاني وأبو جعفر (فاتنا) بإبدال الهمزة الفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (فأتنا) ). [معجم القراءات: 3/91]

قوله تعالى: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)}
{وَقَعَ عَلَيْكُمْ}
- أدغم العين في العين أبو عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 3/91]
{فَانْتَظِرُوا}
- عن الأزرق وورش خلاف في ترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/92]

قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}
{فَأَنْجَيْنَاهُ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الوصل في الآية/64.
{دَابِرَ}
- رقيق الراء الأزرق وورش.
{مُؤْمِنِينَ}
- سبقت القراءة بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/92]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:25 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (73) إلى الآية (79) ]

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}

قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) }
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِلَى ثَمُودَ) منون في جميع القرآن الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، وافق الزَّعْفَرَانِيّ إلا إذا استقبله ساكن بعده الحسن غير أن عليًّا وأبا الحسن عن أبي بكر أجريا (أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ)، وأما (أَلَا إِنَّ ثَمُودَ) في هود، والفرقان، والعنكبوت، والنجم فوافق الحسن في ترك الإجراء الزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وحفص، وسلام، وسهل، ويَعْقُوب إلا المنهال، والْجَحْدَرِيّ، وافق أبو بكر غير أبو الحسن، وابن غالب، وحماد طريق الضَّرِير وحمصي في والنجم، زاد حمصي في العنكبوت، الباقون بصرف ما كتب بالألف في المصحف دون غيره، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأن ثمود قبيلة، (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ) رفع القورسي والشيزري عن أبي جعفر حيث وقع، الباقون بجزمها، وهو الاختيار؛ لأنه جواب الأمر بغير فاء). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115 - وَخَفْضُ إِلَهٍ غَيْرُهُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - وخفض آله غيره نكدًا (أ)لا افـ =ـتحن يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا
له ورسالت (يـ)ـحل واضمم حلى (فـ)ـد = و(حـ)ـز حليهم تغفر خطيئات (حـ)ـملا
كورش يقولوا خاطبن (حـ)ـم ويلحدو اضـ = ـمم اكسر كحا (فـ)ـد ضم طا يبطش (ا)سجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {من آله غيره} [59] وغيرها بخفض الراء حيث وقع علم من العموم. ومن شهرة الإطلاق، وعلم من الوفاق للآخرين رفع الراء، والمجرور صفة لإله لفظًا، والمرفوع صفة معني على أن {من} زائدة أي ما لكم آله غيره). [شرح الدرة المضيئة: 132] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636 - ورا إلهٍ غيره اخفض حيث جا = رفعًا ثنا رد .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "وإلى ثمود" بكسر الدال منونة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "إله غيره" وكذا "قد جائتكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غيره} [73 - 85] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بضمهما وصلاً، والهاء على القراءتين لا تخفى). [غيث النفع: 627] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
{وَإِلَى ثَمُودَ}
- قرأ ابن وثاب والأعمش (وإلى ثمودٍ) بكسر الدال والتنوين مصروفًا على أنه اسم الحي.
- وقرأ الباقون (وإلى ثمود) بفتح الدال على أنه ممنوع من الصرف، ذهبوا إلى أنه القبيلة.
{يَا قَوْمِ}
- تقدمت القراءة فيه بضم الميم (يا قوم) في الآية/59 من هذه السورة.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
- تقدمت القراءة بإخفاء التنوين عند الغين في الآية/59 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 3/92]
- كما تقدمت قراءة (غيره) في الآية/59 أيضًا.
{قَدْ جَاءَتْكُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
- والباقون على الإظهار في الدال.
وتقدم هذا في الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{جَاءَتْكُمْ}
- تقدمت إمالة (جاء) مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ}
- قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع في رواية (.. تأكل) بالرفع، وموضعها حال.
وقال ابن خالويه: (حكاه [أي الرفع] حرادة الأخفش [كذا!] والكسائي وأبو معاذ).
- وقراءة الجماعة (.. تأكل)، على الجزم بجواب الطلب.
قال الأخفش: (جزم إذا جعلته جوابًا، ورفع إذا أردت فذروها آكلةً).
{تَأْكُلْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني، وهي رواية ورش عن نافع (تاكل) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (تأكل).
{بِسُوءٍ}
- لحمزة وهشام في الوقف:
1- النقل، (بسوٍ) خفيفة الواو.
2- والإدغام (بسوٍ) مشددة، وعلى كل السكون المحض والروم.
{فَيَأْخُذَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع
[معجم القراءات: 3/93]
والأصبهاني (فياخذكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (فيأخذكم).
- وقراءة الجماعة (فيأخذكم) بنصب الذال بأن المضمرة بعد فاء السببية.
- وقرئ (فيأخذكم) بالرفع، والجملة في موضع الحال.
ولم أجد مثل هذا -في ما رجعت إليه- عند غير العكبري). [معجم القراءات: 3/94]

قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَتَنْحِتُونَ) بفتح الحاء الحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعُمَرِيّ، والإنطاكي، وهو الاختيار؛ لأن حروف الحلق في فعل يفعل الفتح فيها مشهور، الباقون بكسرها). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وتنحتون" بفتح الحاء وألف بعدها في هذه السورة خاصة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" "إذ جعلكم" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بيوتا" [الآية: 74] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتًا} [74] قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 627]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)}
{وَاذْكُرُوا}
- تقدمت في الآية/69 قراءة المطوعي (واذكروا).
{إِذْ جَعَلَكُمْ}
- تقدم إدغام الذال في الجيم وإظهارها في الآية/69 من هذه السورة.
{تَتَّخِذُونَ}
- قراءة الجماعة (تنحتون) بالتاء وكسر الحاء من: نحت ينحت.
- وقرأ الحسن والأعرج (تنحتون) بالتاء وفتح الحاء، من نحت ينحت.
[معجم القراءات: 3/94]
والفتح عند ابن جني أجود اللغتين لأجل حرف الحلق الذي فيه.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ينحتون) بالياء وكسر الحاء، وهو التفات.
- وقرأ أبو مالك (ينحتون) بالياء وفتح الحاء، وهو التفات.
- وقرأ الحسن (تنحاتون) بإشباع فتحة الحاء.
- وعنه أيضًا (ينحاتون) بالياء وبإشباع فتحة الحاء.
{بُيُوتًا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم من رواية يحيى بن آدم وحمزة والكسائي وخلف وقالون والأعمش (بيوتًا) بكسر الباء.
- وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم ونافع وورش وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن وإسماعيل، والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم (بيوتًا) بضم الباء.
وانظر الآية/189 من سورة البقرة (البيوت).
{وَلَا تَعْثَوْا}
- قراءة الجماعة بفتح التاء (ولا تعثوا).
[معجم القراءات: 3/95]
- وقرأ الأعمش (ولا تعثوا) بكسر التاء، وهي لغة تميم، وذلك كقولهم: أنت تعلم.
وقال النحاس:
(.. بكسر التاء، أخذه من عثي يعثي، لا من عثا يعثو).
ونقل القرطبي هذا عنه، من غير عزو، وذلك على عادته في تتبع نصوص أبي جعفر). [معجم القراءات: 3/96]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - قَوْله {قَالَ الْمَلأ الَّذين استكبروا} 75
قَرَأَ ابْن عَامر في الْأَعْرَاف في قصَّة صَالح (وَقَالَ الْمَلأ الَّذين استكبروا) بِإِثْبَات الْوَاو وَكَذَلِكَ هي في مصاحفهم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {قَالَ الْمَلأ} بِغَيْر وَاو). [السبعة في القراءات: 284 - 285]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وقال الملأ) (بالواو) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لهذا ما كنا) [43]: بلا واو، وفي قصة صالح {وقال} [75]: بالواو دمشقي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {وقال الملأ الذين استكبروا} (75)، في قصة صالح: بزيادة واو.
والباقون: {قال}: بغير واو). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (وقال الملأ الّذين استكبروا) في قصّة صالح بزيادة واو، والباقون بغير واو). [تحبير التيسير: 374]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقَالَ الْمَلَأُ) حيث وقع بالواو وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بغير واو، وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (691- .... وَالْوَاوُ زِدْ بَعْدَ مُفْسِدِيـ = ـنَ كُفْؤاً .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (والواو زد بعد مفسدين)، أي بعد قوله في قصة صالح: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين وقال الملأ}، ثبتت الواو في الشامي). [فتح الوصيد: 2/929]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: زد واوا بعد قوله: مفسدين يريد قوله تعالى في قصة صالح: "وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ، وقَالَ الْمَلَأُ"، رسمت الواو في مصحف الشام دون غيره، فقرأها ابن عامر كذلك، وحذفها الباقون كما أنه حذف واو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/175]
{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}، وأثبتها الباقون وكفرا: حال من فاعل زد أو من الواو؛ أي: إثباتها مكافيء لحذفها إذ المعنى فيهما واحد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/176]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (691 - .... .... والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤا .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر بزيادة واو بعد كلمة مُفْسِدِينَ وقبل قاف قالَ الْمَلَأُ في قصة صالح، فتكون قراءة غيره بحذف الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قِصَّةِ صَالِحٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِزِيَادَةِ وَاوٍ قَبْلَ قَالَ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمَصَاحِفِ الشَّامِيَّةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ وَاوٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {قال الملأ} [75] في قصة صالح بزيادة واو، والباقون بغير واو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (637- .... وبعد المفسدين الواو كم = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (كلّا وبعد المفسدين الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم
يعني قوله تعالى «ولا تعبثوا في الأرض مفسدين قال الملأ» في قصة صالح، قرأه ابن عامر بزيادة الواو وكذا هو في المصحف الشامي، والباقون «قال الملأ» بغير واو، كذا هو في سائر المصاحف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كلّا وبعد (مفسدين) الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر في قصة صالح بعد مفسدين [الأعراف: 74] -[بزيادة] واو أول قال الملأ [الأعراف: 75] على العطف، وعليه رسمه، وحذفها التسعة على الاستئناف؛ تنبيها على التراخي، وعليه بقية الرسوم.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(حرم) المدنيان، وابن كثير أو أمن أهل القرى [الأعراف: 98] بإسكان الواو، والباقون بفتحها.
وجه الإسكان: جعل العاطف (أو) على حد: «جاءك سعد أبو بكر»، [أي:] أفأمنوا إحدى العقوبتين، ويحتمل التشريك.
ووجه فتحها للمسكن: ما تقدم، ثم نقلت حركة الهمزة إليها.
ووجه فتحها للمحرك: جعل العاطف الواو، دخلت عليها همزة الإنكار، أي: أفأمنوا مجموع العقوبتين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ الْمَلَأ" [الآية: 75] بعد مفسدين في قصة صالح فابن عامر بزيادة واو للعطف قبل، قال والباقون بغير واو اكتفاء بالربط المعنوي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مفسدين قال} في قصة صالح عليه الصلاة والسلام، قرأ الشامي بزيادة واو قبل {قال} والباقون بحذفها). [غيث النفع: 627]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)}
{قَالَ الْمَلَأُ}
- قرأ ابن عامر (... وقال) بواو عطف، وهو كذلك في مصاحف أهل الشام.
- والجمهور (قال ...) بغير واو اكتفاء الربط المعنوي، وهو كذلك في سائر المصاحف.
{الْمَلَأُ}
- تقدمت قراءة حمزة وهشام فيه الوقف بإبدال الهمزة ألفًا، وبالتسهيل.
انظر الآية/59 من هذه السورة.
{مُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/96]

قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76)}
{كَافِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/97]

قوله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا صالح ائتنا} [77] قرأ ورش والسوسي بإبدال الهمزة واوًا حال الوصل، والباقون بالهمزة، ولو وق فعلى {يا صالح} فالكل يبتدئون بهمزة الوصل مكسورة ويبدلون الهمزة ياء، ولا يرده ورش على أصله في ترك المد في حرف المد إذا وقع بعد همزة الوصل حالة الابتداء، نحو {ائت بقرءان} [يونس: 14] ). [غيث النفع: 627]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)}
{عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ}
- أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب، وروي عنهما الاختلاس.
{يَا صَالِحُ ائْتِنَا}
- قرأ أبو عمرو وورش والأعمش والسوسي (يا صالح اوتنا) بإبدال همزة فاء (ائتنا) واوًا لضمة (صالح)، وهذا في حالة الوصل.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة عند الوقف على (ائتنا).
- وذكر سيبويه أن أبا عمرو قرأ (يا صالح يتنا)، فقد جعل الهمزة ياءً، ولم يقبلها واوًا، وهذا عند سيبويه لغة ضعيفة.
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن أبي عمرو وعاصم في رواية وذكرها ابن عطية عن أبي عمرو والأعمش.
[معجم القراءات: 3/97]
- ونقل أبو حاتم عن عيسى بن عمر وعاصم الجحدري، أنهما قرأ (أوتنا) بهمز وإشباع الضم.
- وقراءة الجماعة (ائتنا) بهمزة وصل ثم ساكنة، وهي فاء الفعل في الأصل.
وعند الوقف على (صالح) والابتداء بـ(ائتنا) فجميع القراء يبتدئون بهمزة وصل مكسورة مع إبدال الهمزة ياءً مكسورة (ايتنا) ). [معجم القراءات: 3/98]

قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)}
{فِي دَارِهِمْ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/98]

قوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}
{فَتَوَلَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يَا قَوْمِ}
- تقدمت القراءة في الآية/59 من هذه السورة بضم الميم (يا قوم) ). [معجم القراءات: 3/98]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:27 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (80) إلى الآية (84) ]

{ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)}

قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): ( اجْتِمَاع استفهامين
19 - قَوْله {ولوطا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتأتون الْفَاحِشَة مَا سبقكم بهَا من أحد من الْعَالمين * إِنَّكُم} 80 81
اخْتلفُوا في الاستفهامين يَجْتَمِعَانِ فاستفهم بهما بَعضهم وَاكْتفى بَعضهم بِالْأولِ من الثاني فَمن استفهم بهما جَمِيعًا عبد الله بن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة فَكَانُوا يقرأون
(ولوطا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتأتون الْفَاحِشَة مَا سبقكم بهَا من أحد من الْعَالمين أءنكم لتأتون) و(أءذا كُنَّا تُرَابا أءنا لفي خلق جَدِيد) الرَّعْد 5 وَمَا كَانَ مثله في كل الْقُرْآن
غير أَنهم اخْتلفُوا في الْهَمْز فهمز عَاصِم همزتين وَكَذَلِكَ حَمْزَة
وَلم يهمز ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو إِلَّا وَاحِدَة
وَمِمَّنْ اكْتفى بالاستفهام الأول من الثاني نَافِع والكسائي فَكَانَا يقرآن (أءذا كُنَّا تُرَابا إِنَّا لفي خلق جَدِيد)
و(أءذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا ... إِنَّا لمبعوثون) الصافات 16 والواقعة 47 وَمَا كَانَ مثله في الْقُرْآن كُله
إِلَّا أَن الكسائي همز همزتين وَنَافِع لم يهمز إِلَّا وَاحِدَة
وَخَالف الكسائي نَافِعًا في قصَّة لوط فَكَانَ نَافِع يمضي على مَا أصل وَكَانَ الكسائي يقْرَأ بالاستفهامين جَمِيعًا في قصَّة لوط في الْقُرْآن كُله
وَاخْتلفَا في قَوْله في العنكبوت {إِنَّكُم لتأتون الْفَاحِشَة} . {أئنكم لتأتون الرِّجَال} 28 29 فَكَانَ الكسائي يستفهم بهما جَمِيعًا وَكَانَ نَافِع يستفهم بالثاني وَلَا يستفهم بِالْأولِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم (أتأتون الفحشة. إِنَّكُم) في الْأَعْرَاف مثل نَافِع وَكَذَلِكَ قَرَأَ مثل نَافِع في العنكبوت (إِنَّكُم لتأتون الفحشة ... أئنكم لتأتون الرِّجَال)
وَاخْتلف الكسائي وَنَافِع في سُورَة النَّمْل في قَوْله {وَقَالَ الَّذين كفرُوا أئذا كُنَّا تُرَابا وآباؤنا أئنا لمخرجون} 67 فَقَرَأَ نَافِع (إِذا كُنَّا تُرَابا وءاباؤنا أئنا لمخرجون) وَقَرَأَ الكسائي (أءذا كُنَّا تُرَابا وءآبآؤنا) بهمزتين (إننا لمخرجون) بنونين من غير اسْتِفْهَام
وَقَرَأَ ابْن عَامر ضد قِرَاءَة نَافِع والكسائي في عَامَّة ذَلِك فَكَانَ لَا يستفهم بِالْأولِ ويستفهم بالثاني ويهمز همزتين في كل الْقُرْآن إِلَّا في حرفين فَإِنَّهُ خَالف فيهمَا هَذَا الأَصْل فَقَرَأَ في الْوَاقِعَة (أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا ... أئنا) جمع بَين الاستفهامين وفي النازعات (أءنا لمردودون في الحافرة) بالاستفهام (إِذا كُنَّا عظما نخرة) بِغَيْر اسْتِفْهَام
وَقَرَأَ في النَّمْل غير ذَلِك قَرَأَ (وَقَالَ الَّذين كفرُوا أءذا كُنَّا تُرَابا وءابآؤنآ إننا لمخرجون) كَقِرَاءَة الكسائي بنونين
وَمضى في العنكبوت على الأَصْل الذي أصل من ترك الِاسْتِفْهَام في الأول). [السبعة في القراءات:285 - 286]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)}
{قَالَ لِقَوْمِهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام وبالإظهار.
{أَتَأْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعش عن أبي بكر عن عاصم (أتاتون) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أتأتون).
{سَبَقَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف). [معجم القراءات: 3/99]

قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - قَوْله {ولوطا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتأتون الْفَاحِشَة مَا سبقكم بهَا من أحد من الْعَالمين * إِنَّكُم} 80 81
اخْتلفُوا في الاستفهامين يَجْتَمِعَانِ فاستفهم بهما بَعضهم وَاكْتفى بَعضهم بِالْأولِ من الثاني فَمن استفهم بهما جَمِيعًا عبد الله بن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة فَكَانُوا يقرأون
(ولوطا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتأتون الْفَاحِشَة مَا سبقكم بهَا من أحد من الْعَالمين أءنكم لتأتون) و(أءذا كُنَّا تُرَابا أءنا لفي خلق جَدِيد) الرَّعْد 5 وَمَا كَانَ مثله في كل الْقُرْآن
غير أَنهم اخْتلفُوا في الْهَمْز فهمز عَاصِم همزتين وَكَذَلِكَ حَمْزَة
وَلم يهمز ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو إِلَّا وَاحِدَة
وَمِمَّنْ اكْتفى بالاستفهام الأول من الثاني نَافِع والكسائي فَكَانَا يقرآن (أءذا كُنَّا تُرَابا إِنَّا لفي خلق جَدِيد)
و(أءذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا ... إِنَّا لمبعوثون) الصافات 16 والواقعة 47 وَمَا كَانَ مثله في الْقُرْآن كُله
إِلَّا أَن الكسائي همز همزتين وَنَافِع لم يهمز إِلَّا وَاحِدَة
وَخَالف الكسائي نَافِعًا في قصَّة لوط فَكَانَ نَافِع يمضي على مَا أصل وَكَانَ الكسائي يقْرَأ بالاستفهامين جَمِيعًا في قصَّة لوط في الْقُرْآن كُله
وَاخْتلفَا في قَوْله في العنكبوت {إِنَّكُم لتأتون الْفَاحِشَة} . {أئنكم لتأتون الرِّجَال} 28 29 فَكَانَ الكسائي يستفهم بهما جَمِيعًا وَكَانَ نَافِع يستفهم بالثاني وَلَا يستفهم بِالْأولِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم (أتأتون الفحشة. إِنَّكُم) في الْأَعْرَاف مثل نَافِع وَكَذَلِكَ قَرَأَ مثل نَافِع في العنكبوت (إِنَّكُم لتأتون الفحشة ... أئنكم لتأتون الرِّجَال)
وَاخْتلف الكسائي وَنَافِع في سُورَة النَّمْل في قَوْله {وَقَالَ الَّذين كفرُوا أئذا كُنَّا تُرَابا وآباؤنا أئنا لمخرجون} 67 فَقَرَأَ نَافِع (إِذا كُنَّا تُرَابا وءاباؤنا أئنا لمخرجون) وَقَرَأَ الكسائي (أءذا كُنَّا تُرَابا وءآبآؤنا) بهمزتين (إننا لمخرجون) بنونين من غير اسْتِفْهَام
وَقَرَأَ ابْن عَامر ضد قِرَاءَة نَافِع والكسائي في عَامَّة ذَلِك فَكَانَ لَا يستفهم بِالْأولِ ويستفهم بالثاني ويهمز همزتين في كل الْقُرْآن إِلَّا في حرفين فَإِنَّهُ خَالف فيهمَا هَذَا الأَصْل فَقَرَأَ في الْوَاقِعَة (أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا ... أئنا) جمع بَين الاستفهامين وفي النازعات (أءنا لمردودون في الحافرة) بالاستفهام (إِذا كُنَّا عظما نخرة) بِغَيْر اسْتِفْهَام
وَقَرَأَ في النَّمْل غير ذَلِك قَرَأَ (وَقَالَ الَّذين كفرُوا أءذا كُنَّا تُرَابا وءابآؤنآ إننا لمخرجون) كَقِرَاءَة الكسائي بنونين
وَمضى في العنكبوت على الأَصْل الذي أصل من ترك الِاسْتِفْهَام في الأول). [السبعة في القراءات: 285 - 286] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنكم لتأتون) بكسر الألف، مدني، وحفص، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إنكم لتأتون) [81]: خبر: مدني، وأبو عبيد، وحفص). [المنتهى: 2/704]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص: {إنكم لتأتون الرجال} (81): بهمزة مكسورة، على الخبر.
والباقون: على الاستفهام.
وقد تقدم مذهبهم فيه في باب الهمزتين). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر وحفص: (إنّكم لتأتون) بهمزة مكسورة على الخبر والباقون على الاستفهام وقد تقدم مذهبهم فيه في باب الهمزتين). [تحبير التيسير: 374]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (691- .... .... .... .... = .... وَبِالإِخْبَارِ إِنَّكُمُ عَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وبالإخبار): {إنكم لتأتون}: قرأ ذلك حفص ونافع، وإليه أشار بقوله: (ألا)، في البيت الذي يليه.
ومعنى ذلك واضحٌ). [فتح الوصيد: 2/929]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: وبالإخبار متعلق بعلا؛ أي: أئنكم علا وارتفع بقراءته على الخبر؛ أي: بهمزة واحدة في قوله: "أئنكم لتأتون الفاحشة".
أخبر أنهم بما كانوا عليه توبيخا لهم وقرأه الباقون بزيادة همزة الاستفهام الذي بمعنى الإنكار، وهم على أصولهم في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد والذي قرأ بالإخبار حفص ونافع، وقد رمز له في أول البيت الآتي.
فإن قلت: من أين يتعين أن الاستفهام ضد الإخبار حتى تعلم منه قراءة الباقين وإنما هما قسمان من أقسام الكلام والأمر والنهي والتمني والترجي كذلك.
قلت: قد نطق بلفظ الاستفهام في قوله: أئنكم علا، فأغنى عن أحد الضدين: الإخبار وكأن قال: يقرأ هذا اللفظ على الخبر، فيعلم أن قراءة الباقين بهذا اللفظ، ويجوز أن يندرج ذلك تحت الإثبات والحذف فالإخبار حذف لهمزة الاستفهام، وضد إثباتها والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/176]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (691 - .... .... .... .... .... = .... .... وبالإخبار إنّكم علا
....
وقرأ حفص ونافع: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ. بالإخبار أي بهمزة واحدة مكسورة، فتكون قراءة غيرهما بزيادة همزة الاستفهام فيقرءون بهمزتين الأولى همزة الاستفهام المفتوحة والثانية الهمزة الأصلية المكسورة، وكل على أصله في تسهيل الثانية وتحقيقها وإدخال ألف بينهما وتركه). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِخْبَارِ وَالِاسْتِفْهَامِ وَالْهَمْزَتَيْنِ مِنْ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({إنكم لتأتون} [81] ذكر في باب الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أئنّكم لتأتون [النمل: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئنكم لتأتون الرجال" بهمزة واحدة على الخبر نافع وحفص، وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام، فابن كثير ورويس بتسهيل الثانية بلا ألف وأبو عمرو بالتسهيل مع الألف والباقون بالتحقيق مع الألف، ولهشام وجه ثان وهو التحقيق مع الألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إنكم لتأتون} [81] قرأ نافع وحفص بهمزة واحدة مكسورة، على الخبر، والباقون بزيادة همزة مفتوحة قبل الهمزة المكسورة، على الاستفهام، وهم على أصولهم في تحقيق الثانية وتسهيلها، والإدخال وعدمه، فالمكي والبصري يسهلان، والباقون يحققون، والبصري وهشام يفصلان بين الهمزتين بألف، والباقون بغير ألف.
وهذا من المواضع السبعة التي لا خلاف عن هشام في الفصل فيها على ما ذهب إليه من فصل، وذهب بعضهم إلى الفصل مطلقًا، وبعضهم إلى عدم الفصل مطلقًا، والمأخوذ به عندنا الأول). [غيث النفع: 627]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)}
{إِنَّكُمْ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر (إنكم) بهمزة واحدة، على الخبر المستأنف.
وذكرها ابن عطية قراءة للكسائي، وهي اختيار أبي عبيد.
- وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح وابن ذكوان (أإنكم) بتحقيق الهمزتين، والاستفهام للتوبيخ، وهي اختيار الخليل وسيبويه.
[معجم القراءات: 3/99]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس وورش ويعقوب (أينكم) بتحقيق الأولى وتليين الثانية.
- وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وفصل بينهما بألف، وهي قراءة زيد (آينكم).
- وقرأ هشام بتحقيق الهمزتين مع ألف بينهما، وهي رواية الحلواني عنه، ورويت عن أبي عمرو، وصورة القراءة: (آإنكم).
قال ابن الأنباري:
(.. ومن قرأ بتحقيق الأولى وتليين الثانية بغير مدة فقد استثقل اجتماع همزتين، ولين الثانية، لأنه بها وقع الاستثقال...
ومن قرأ بتليين الثانية بعد مدة فإنه أراد التخفيف من جهتين: إدخال المدة، وجعل الهمزة بين بين، ومن قرأ بحذف همزة الاستفهام فللتخفيف، وحذف همزة الاستفهام ليس بقوي في القياس).
{لَتَأْتُونَ}
- انظر القراءة في (تأتون) في الآية/80 السابقة، وإبدال الهمزة الساكنة ألفًا). [معجم القراءات: 3/100]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)}
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}
- قراءة الجماعة (.. جواب قومه..) بنصب الباء خبرًا لكان، والاسم هو المصدر المؤول، أي: وما كان جواب قومه إلا قولهم.
[معجم القراءات: 3/100]
قال الزجاج: (والأجود النصب، وعليه القراءة).
- وقرأ الحسن (... جواب قومه ...) بالرفع اسم (كان)، والمصدر المؤول (قولهم) هو الخبر). [معجم القراءات: 3/101]

قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)}
{فَأَنْجَيْنَاهُ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الآية/64 من هذه السورة (فأنجيناهو).
{مِنَ الْغَابِرِينَ}
- قراءة الجماعة (الغابرين) بألف جمع غابر.
- وقرئ (الغبر) بضمتين من غير ياء ولا نون ولا ألف، جمع غابر مثل: بازل وبزل). [معجم القراءات: 3/101]

قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} [84] و{إصلاحا} [85] جلي). [غيث النفع: 628]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها مرارًا، وانظر هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/101]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:29 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (85) إلى الآية (93) ]

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)}

قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115 - وَخَفْضُ إِلَهٍ غَيْرُهُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وخفض آله غيره نكدًا (أ)لا افـ =ـتحن يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا
له ورسالت (يـ)ـحل واضمم حلى (فـ)ـد = و(حـ)ـز حليهم تغفر خطيئات (حـ)ـملا
كورش يقولوا خاطبن (حـ)ـم ويلحدو اضـ = ـمم اكسر كحا (فـ)ـد ضم طا يبطش (ا)سجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {من آله غيره} [59] وغيرها بخفض الراء حيث وقع علم من العموم. ومن شهرة الإطلاق، وعلم من الوفاق للآخرين رفع الراء، والمجرور صفة لإله لفظًا، والمرفوع صفة معني على أن {من} زائدة أي ما لكم آله غيره). [شرح الدرة المضيئة: 132] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636 - ورا إلهٍ غيره اخفض حيث جا = رفعًا ثنا رد .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)

قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غيره} [73 - 85] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بضمهما وصلاً، والهاء على القراءتين لا تخفى). [غيث النفع: 627] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)}
{يَا قَوْمِ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم في الآية/59 من هذه السورة.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
- تقدمت القراءة بإخفاء التنوين عند الغبن.
[معجم القراءات: 3/101]
- وتقدمت القراءات المختلفة في الراء من (غيره)، وكذا إشباع الهاء.
انظر الآية/59 من هذه السورة، ففيها ما يغني عن الإعادة هنا.
{قَدْ جَاءَتْكُمْ}
- تقدم في الآية/73 من هذه السورة:
1- إدغام الدال في الجيم والإظهار.
2- إمالة (جاء).
{قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ}
- قرأ الحسن (قد جاءتكم آية ...) مكان (بينة).
{وَلَا تَبْخَسُوا}
- تقدمت قراءة المطوعي في سورة الفاتحة (ولا تبخسوا) بكسر أوله.
{إِصْلَاحِهَا}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/102]

قوله تعالى: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 86] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس، وبالإشمام خلف عن حمزة وإثبات الخلاف هنا في الأصل لخلاد غير مقروء به؛ لأنه انفرادة عن ابن عبيد، ولذا لم يعول عليه في الطيبة، وكذا كل منكر ما عدا حرف الفاتحة كما تقدم بها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86)}
{صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، ورويس وابن محيصن والشنبوذي
[معجم القراءات: 3/102]
(سراط) بالسين، وهي من السرط، وهو البلغ، وهي لغة عامة العرب.
- وقرأ خلف عن حمزة والمطوعي وخلاد بخلاف عنه بإشمام الصاد الزاي، ومعناه مزج لفظ الصاد بالزاي (صراط)، وهي لغة قيس.
- وقراءة الباقين بالصاد الخالصة (صراط).
وروي هذا عن ابن شنبوذ، وعن قنبل، وهي لغة قريش.
{مَنْ آَمَنَ}
- قراءة ورش (من امن) بنقل حركة الهمزة إلى النون الساكنة، وسقوط الهمزة من اللفظ.
- وقرأ حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس بالسكت على النون من (من)، ثم يقرأون لفظ (آمن).
{عَاقِبَةُ}
- قراءة الكسائي وحمزة في الوقف بإمالة الباء). [معجم القراءات: 3/103]

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الحاكمين} كاف وقيل تام، واقتصر عليه غير واحد، فاصلة، ومنتهى الحزب السادس عشر، بإجماع). [غيث النفع: 628]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)}
{لَمْ يُؤْمِنُوا}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{فَاصْبِرُوا}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها.
انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/103]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة في الآية/75 من هذه السورة بإبدال الهمزة ألفًا، وبالتسهيل في الوقف، فانظر هذا فيما تقدم). [معجم القراءات: 3/104]

قوله تعالى: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "إذ نجانا" و"آسى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)}
{نَجَّانَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح.
{يَشَاءَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/142 و213 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{خَيْرُ}
- تقدم ترقيق الراء في الآية/85 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/104]

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/75 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 3/104]
{لَخَاسِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/105]

قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91)}
{دَارِهِمْ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/105]

قوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92)}

قوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَكَيْفَ آسَى): بقصر الألف وكسر السين هارون عن أَبِي عَمْرٍو، والأصم واللؤلؤي عنه بمد الألف وكسر السين طَلْحَة بكسرهما جميعًا القزاز والفرسي عن أبي عمرو وبقصر الألف وفتح السين، الباقون (آسَى) بمد الألف وفتحهما وهو الاختيار على أن شعيبًا قال ذلك). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)}
{فَتَوَلَّى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/79 من هذه السورة.
{يَا قَوْمِ}
- تقدمت القراءة بضم الميم (يا قوم) في الآية/59 من هذه السورة.
{آَسَى}
- قرأ ابن وثاب وابن مصرف والأعمش (إيسى) بكسر الهمزة، وقلب الألف الأولى ياءً، وأصله: (أأسى) ثم قلبت الثانية ألفًا (أاسى) ثم قلبت ياءً، وهذه القراءة تخريجها على لغة تميم، فإنهم يكسرون حروف المضاعة فيقولون: أنا اضرب، وأنت تعلم.
وذكرت هذه اللغة في (نستعين) في الفاتحة. وذكر السمين هنا أنها لغة بني أخيل.
- وقرأ الزهري وعبد الوارث والقزاز كلهم عن أبي عمرو (أسا)
[معجم القراءات: 3/105]
مثل أتى، من غير مد.
{آَسَى}
- وأمال الألف الأخيرة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{كَافِرِينَ}
- تقدمت إمالته في سورة البقرة في الآيات/19، 34، 89 في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:33 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (94) إلى الآية (99) ]

{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نبيء" بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "البأساء" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال الملأ الذين استكبروا}
{نبيء} [94] قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 629]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)}
{مِنْ نَبِيٍّ}
- قراءة نافع في هذا وأمثاله بالهمز (من نبيءٍ).
- وقراءة الباقين بالياء المشددة (من نبي).
وتقدم هذا مرارا.
{بِالْبَأْسَاءِ}
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر واليزيدي (بالباساء) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على الهمز (بالبأساء) ). [معجم القراءات: 3/106]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}
{بَغْتَةً}
- تقدمت قراءة الحسن (بغتة) بالفتح في الآية/31 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/106]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {لفتحنا عَلَيْهِم} 96
كلهم قَرَأَ {لفتحنا} خَفِيفَة إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {لفتحنا} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 286]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {لفتحنا عليهم} (96): بتشديد التاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (لفتحنا عليهم) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 374]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ لفتحنا بالتشديد ابن عامر وابن وردان وابن جماز ورويس بخلفهما، ومر تفصيله بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لفتحنا} [96] قرأ الشامي بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}
{الْقُرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لَفَتَحْنَا}
- قرأ ابن عامر وأبو جعفر وعيسى الثقفي وأبو عبد الرحمن السلمي وابن وردان وابن جماز ورويس بخلاف عنهما (لفتحنا) بتشديد التاء، وهو للتكثير.
- والباقون بالتخفيف (لفتحنا)، وهما سبعيتان.
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/44 من سورة الأنعام.
{عَلَيْهِمْ}
- سبقت القراءة بضم الهاء وكسرها، وانظر هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/107]

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97)}
{أَفَأَمِنَ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة الثانية.
{الْقُرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/96.
[معجم القراءات: 3/107]
{أَنْ يَأْتِيَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أن ياتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{بَأْسُنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر (باسنا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز.
{نَائِمُونَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وهي الرواية عن هشام). [معجم القراءات: 3/108]

قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا في فتح الْوَاو وإسكانها من قَوْله {أَو أَمن} 98
فأسكنها ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {أَو أَمن} غير أَن ابْن كثير كَانَ ينصب الْوَاو في سُورَة الصافات 17 وفي الْوَاقِعَة 48
وَكَانَ نَافِع وَابْن عَامر يقفانها في الثَّلَاثَة الْمَوَاضِع
وروى ورش عَن نَافِع {أَو أَمن} يدع الْهمزَة ويلقي حركتها على الْوَاو
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {أَو أَمن} بتحريك الْوَاو). [السبعة في القراءات: 286 - 287]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو أمن) بفتح الواو، عراقي، وابن فليح). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو أمن) [98]: بفتح الواو عراقي، وحمصي، والفليحي). [المنتهى: 2/704]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (أو أمن) بإسكان الواو غير أن ورشًا يلقي حركة الهمزة على الواو من (أو) فيحركها بالفتح ويحذف الهمزة على أصله المتقدم، وقرأ الباقون بفتح الواو والهمزة.
قرأ ابن عامر وقالون (أو آباؤنا) بإسكان الواو في الصافات والواقعة، وقرأ
[التبصرة: 215]
الباقون بفتح الواو والهمزة، ولم يختلف في غير هذه الثلاثة). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر: {أو أمن} (98): بإسكان الواو.
وورش على أصله: يلقي حركة الهمزة عليها.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وابن عامر وأبو جعفر: (أو أمن) بإسكان الواو [وورش] على أصله يلقي حركة الهمزة عليها، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 374]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أَوَأِمنَ) بإسكان الواو حجازي غير ابْن فُلَيْحٍ وداود في قول أبي علي، ودمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، زاد مدني دمشقي (أَوَآبَاؤُنَا) فيهما غير أن ورشًا، وسقلابًا، وأبا دحية نقلوا الحركة على أصلهم، الباقون بفتح الواو، وهو الاختيار لقوله: (أَوَعَجِبْتُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([98]- {أَوَأَمِنَ} بإسكان الواو: الحرميان وابن عامر، ونقل ورش الحركة). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (692- .... .... .... .... = وَأَوْ أَمِنَ الإسْكَانَ حَرْمِيُّه كَلا). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وأو أمن الإسكان حرمية كلا، أي حفظ؛ والمعنى: أفأمن أهل القرى هذا أو هذا، كما تقول: ضربت زيدًا أو عمرًا.
والقراءة الأخرى، على أن همزة الاستفهام دخلت على واو العطف كما دخلت على الفاء قبل ذلك وبعده، وكما دخلت على الواو في قوله: {أو لم يهد}، {أو كلما عهدوا}، وعلى {ثم} في قوله: {أثم إذا ما وقع} ). [فتح الوصيد: 2/930]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([692] ألا وعلى الحرمي إن لنا هنا = وأو أمن الإسكان حرميه كلا
ب: (كلا): حرس وحفظ.
ح: (ألا): حرف تنبيه، (علا): فعل ماضٍ، فاعله (الحرمي)، (إن): منصوب المحل، أي: بإن، متعلق بـ (علا)، والعين رمز، إذ ليست في وسط الكلمة، كما في.
وعى نفرٌ .............. = ..............
لأن الواو للفصل زائدة، (أو أمن): مبتدأ، (الإسكان): مبتدأ ثانٍ، والعائد: محذوف، أي: فيه، (حرميه): مبتدأ ثالث، (كلا): خبر، وأفرد حملًا على لفظ الحرمي، لأنه مفرد، والجملة: خبر الثاني، والثاني مع الخبر: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ حفص والحرميان نافع وابن كثير -: (إن لنا لأجرًا)
[كنز المعاني: 2/251]
ههنا [113] بالإخبار، والباقون: {أئن} بالاستفهام.
وقال: (ههنا) احترازًا من سورة الشعراء [41] لأن الاستفهام فيها متعين.
وقرأ الحرميان وابن عامر: (أوْ أمن أهل القرى) [98] بإسكان الواو على أن الآية عطف بـ (أوْ) على التي قبلها، والباقون: بفتح الواو على أنها حرف عطف دخلها الهمزة كالتي قبلها، وهي: {أفأمن أهلُ القرى} [97].
ووصف صحة قراءة الإسكان بأن الحرميين حفظاها). [كنز المعاني: 2/252] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى}، ففي واوه الإسكان والفتح؛ فالإسكان على أنها حرف أو؛ أي: أفأمنوا هذا أو هذا، وقراءة الجماعة على أنها واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام وهو استفهام بمعنى النفي، وقوله: الإسكان: مبتدأ ثانٍ والعائد إلى الأول محذوف؛ أي: الإسكان فيه ومعنى كلا: حفظ وحرس والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/177]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (692 - .... .... .... .... .... = وأو أمن الإسكان حرميّه كلا
....
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر: أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى، بإسكان الواو، ويكون ورش على أصله في نقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة وقرأ الباقون بفتح الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوَأَمِنَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِإِسْكَانِ الْوَاوِ وَوَرْشٌ وَالْهُذَلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ عَلَى أَصْلِهِمَا فِي إِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ (عَلَى) الْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْوَاوِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {أو أمن} [98] بإسكان الواو، والباقون بفتحها، ومن نقل فهو على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (637- .... .... .... .... .... = أو أمن الإسكان كم حرمٌ وسم). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((قوله أو أمن) يعني قوله تعالى «أو أمن أهل القرى» بإسكان الواو على أنها حرف عطف: أي أفأمنوا هذا وهذا، وورش على أصله في النقل، وابن ذكوان في السكت، والباقون بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام التي هي بمعنى النفي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كلّا وبعد (مفسدين) الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر في قصة صالح بعد مفسدين [الأعراف: 74] -[بزيادة] واو أول قال الملأ [الأعراف: 75] على العطف، وعليه رسمه، وحذفها التسعة على الاستئناف؛ تنبيها على التراخي، وعليه بقية الرسوم.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(حرم) المدنيان، وابن كثير أو أمن أهل القرى [الأعراف: 98] بإسكان الواو، والباقون بفتحها.
وجه الإسكان: جعل العاطف (أو) على حد: «جاءك سعد أبو بكر»، [أي:] أفأمنوا إحدى العقوبتين، ويحتمل التشريك.
ووجه فتحها للمسكن: ما تقدم، ثم نقلت حركة الهمزة إليها.
ووجه فتحها للمحرك: جعل العاطف الواو، دخلت عليها همزة الإنكار، أي: أفأمنوا مجموع العقوبتين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أوأمن" [الآية: 98] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بسكون الواو على أن أو حرف عطف للتقسيم أي: أفأمنوا إحدى العقوبتين، وافقهم ابن محيصن، والباقون بفتحها على أن واو العطف دخلت عليها همزة الإنكار مقدمة عليها لفظا، وإن كانت بعدها تقدير أي: أفأمنوا مجموع العقوبتين، وورش على أصله في النقل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أو أمن} [98] قرأ الحرميان والشامي بإسكان الواو، والباقون بفتحها، وورش على اصله في نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذفها). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)}
{أَوَأَمِنَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر وابن محيصن (أوأمن) بسكون الواو، على جعل (أو) عاطفة، ومعناها التنويع، وذهب العكبري والقرطبي إلى أنها لأحد الشيئين.
قال أبو حيان: (ومعناها التنويع لا أن معناها الإباحة والتخيير، خلافًا لمن ذهب إلى ذلك).
[معجم القراءات: 3/108]
- وقال العكبري: (ويقرأ بسكونها، وهي لأحد الشيئين، والمعنى أفأمنوا إتيان العذاب ضحى، أو أمنوا أن يأتيهم ليلًا).
وقال القرطبي:
(بإسكان واو العطف على معنى الإباحة مثل: (ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا)، جالس الحسن أو ابن سيرين، ويجوز أن يكون أو (لأحد الشيئين ...).
وإلى الإباحة والشك ذهب ابن خالويه في الحجة، وذهب مكي في الكشف إلى الإباحة، ثم قال: (ويجوز أن تكون لأحد الشيئين، كقولك: ضربت زيدًا أو عمرًا، أي ضربت أحدهما ...).
وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (أوأمن) بفتح الواو، وهي واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام للإنكار.
- وقرأ ورش عن نافع (أو من) بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة، وهذا مذهبه في النقل.
قال النحاس: (.. لأنه ألقى حركة الهمزة على الواو لما أراد تخفيفها وحذفها).
{الْقُرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/96.
{أَنْ يَأْتِيَهُمْ}
- تقدم حكم الهمز في الآية/97.
[معجم القراءات: 3/109]
{بَأْسُنَا}
- تقدم حكم الهمز والقراءة بألف في الآية/97.
{ضُحًى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف عند الوقف عليه.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/110]

قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}
{أَفَأَمِنُوا}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة الثانية إذا وقعت بعد همزة الاستفهام كما هو الحال هنا.
{فَلَا يَأْمَنُ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه وأصبهاني والأزرق وورش (فلا يامن)، بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز.
{الْخَاسِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/110]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:35 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (100) إلى الآية (102) ]

{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أو لم يهد)
[الغاية في القراءات العشر: 256]
وفي طه والسجدة، بالنون زيد). [الغاية في القراءات العشر: 257]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نهد) [100]، وفي طه [128]، والسجدة [26]: بالنون حمصي، وزيد طريق الحريري). [المنتهى: 2/704]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أَوَلَمْ يَهْدِ) حيث وقع بالنون مجاهد، وقَتَادَة، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، وزيد عن يعقوب
[الكامل في القراءات العشر: 554]
طريق الجريري، والقورسي عن أبي جعفر، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ لَوْ نَشَاءُ) للعظمة، الباقون بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم" [الآية: 100] بإبدال الثانية واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشآء أصبناهم} [100] قرأ الحرميان والبصري بإبدال الهمزة الثانية واوًا، والباقون بتحقيقهما). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)}
{أَوَلَمْ يَهْدِ}
- قرأ يعقوب برواية زيد والسلمي وقتادة وابن عباس ومجاهد والحسن وأبو بحريه (أولم نهد) بالنون، والفاعل ضمير الله سبحانه وتعالى، و(أن لو نشاء) مفعوله.
قال مكي: (بمعنى: أولم نهد لهم هذا...).
[معجم القراءات: 3/110]
وقال الزجاج: (معناه: أولم نبين...).
- وقراءة الجمهور (أولم يهد) بالياء من تحت، وفي الفاعل خلاف، وأظهر الأقوال فيه أنه المصدر المؤول من (أن) وما في حيزها، والمفعول محذوف.
وتفصيل الفاعل، والحديث فيه طويل، ارجع فيه -إن شئت- إلى مراجع هاتين القراءتين.
{نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (نشاء وصبناهم) بإبدال الهمزة الثانية واوًا، وتحقيق الهمزة الأولى.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين (نشاء أصبناهم).
- وإذا وقف حمزة وهشام على (نشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها مع المد والقصر.
- وحمزة في هذين الوجهين أطول مدًّا من هشام.
{وَنَطْبَعُ عَلَى}
- الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
- ووافق أبا عمرو على الإدغام اليزيدي وابن محيصن.
[معجم القراءات: 3/111]
قال ابن عطية: (وقرأ أبو عمرو ... بإدغام العين في العين وإشمام الضم، ذكره أبو حاتم) ). [معجم القراءات: 3/112]

قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رسلهم" [الآية: 101] بسكون السين أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ولقد جاءتهم آنفا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلهم} [101] قرأ البصري بسكون السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)}
{الْقُرَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/96 من هذه السورة.
{وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية/73 من هذه السورة.
كما تقدمت إمالة جاءتهم، وكذلك حكم الهمز في وقف حمزة.
وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{رُسُلُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلهم) بسكون السين.
- وقراءة الباقين (رسلهم) بضمها.
وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
- وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون في أحد الوجهين (رسلهمو) بضم ميم الجمع ووصلها بواو.
{لِيُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة.
{الْكَافِرِينَ}
- سبقت الإمالة فيه في مواضع انظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/112]

قوله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:43 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (103) إلى الآية (112) ]

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) }

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
{مُوسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَمَلَئِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف عليه بتسهيل الهمزة بين بين.
{فَظَلَمُوا}
- الأزرق وورش على تغليظ اللام وترقيقها.
- والباقون على الترقيق). [معجم القراءات: 3/113]

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}
{مُوسَى}
- الإمالة فيه سبقت في الآية المتقدمة/103). [معجم القراءات: 3/113]

قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْيَاء وتخفيفها من قَوْله {حقيق على أَن لَا أَقُول} 105
فَشدد نَافِع الْيَاء وَحده في {على} ونصبها وخفف الْبَاقُونَ وَأَرْسلُوا الْيَاء). [السبعة في القراءات: 287]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((حقيق علي) مشددة الياء، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 257]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حقيق على) [105]: مضاف: نافع، وحمصي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/704]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (حقيق علي) بتشديد الياء، وقرأ الباقون بألف في اللفظ). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {حقيق علي أن لا} (105): بفتح الياء مشددة.
والباقون: بإسكانها فتنقلب ألفًا في اللفظ). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (عليّ أن لا) بفتح الياء مشدّدة، والباقون بإسكانها فتنقلب ألفا في اللّفظ). [تحبير التيسير: 375]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((حَقِيقٌ عَلَيَّ) بتشديد الياء ابن حسان عن يَعْقُوب، وأبو بشر عن دمشقي، وحمصي، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ والقورسي عن أبي جعفر، وأبان، ونافع غير اختيار ورش، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وأَبُو عَمْرٍو عن الحسن، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ لَا أَقُولَ) الباقون (على) حرف جره). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([105]- {عَلَى أَنْ لَا} مضاف: نافع). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (693 - عَلَيَّ عَلَى خَصُّوا .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([693] علي على (خـ)صوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحار (شـ)فا وتسلسلا
معنى قوله: (خصوا)، أي خصوا هذا الموضع باستعمالهم {على} بمعنى الباء.
قال أبو الحسن: «كما وقعت الباء في {بكل صرط توعدون} موقع (علی)، كذلك وقعت {على} موقع الباء في {حقيق على أن لا أقول}».
[فتح الوصيد: 2/930]
قال: «وهو أحسن عندي»؛ يريد أحسن من التشديد. انتهى كلامه.
وقرأ أُبي: (حقيق بأن لا أقول).
وهو يشهد لما قال الأخفش.
وكذلك يؤيده قراءة عبد الله (حقيق أن لا أقول).
قال الأخفش: «وليس ذلك بالمطرد؛ لو قلت: ذهبت علی زيدٍ تريد بزيد، لم يجز».
فهذا معنى قوله: (خصوا).
قال الزمخشري: «في هذه القراءة وجوه:
أحدها، أن يكون من المقلوب لأمن الإلباس، كقوله:
وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
أي: وتشقى الضياطرة بالرماح.
فتكون بمعنى قراءة نافع، أي حقيق على أن لا أقول.
والثاني، أن ما لزمك فقد لزمته، فكما أن قول الحق حقيقٌ عليه، كان هو حقيقًا على قول الحق، أي لازمًا له.
والثالث، أن يضمن {حقيق} معنى حريص، كما ضمن هيجني معنى ذكرني في بيت الكتاب.
[فتح الوصيد: 2/931]
والرابع -وهو الأوجه الأدخل في نكت القرآن -، أن يغرق موسی عليه السلام في وصف نفسه بالصدق في ذلك المقام، لا سيما وقد روي أن عدو الله فرعون قال له لما قال: {إني رسول من رب العلمين}: كذبت؛ فيقول: أنا حقیق على قول الحق، أي واجبٌ علي قول الحق أن أكون أنا قائله والقائم به، ولا يرضى إلا بمثلي ناطقًا به».
وأما {حقیق علي} بالتشديد، فإنه عدى (على) إلى ضمير المتكلم، فاجتمع الياءان: ياء (على) التي تنقلب مع المضمر، وياء المتكلم، فأدغم الأولى في الثانية وفتح، لأن ياء الإضافة أصلها الفتح). [فتح الوصيد: 2/932]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([693] علي على خصوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحارٍ شفا وتسلسلا
ب: (تسلسل الماء): إذا جرى في الحلق سائغًا سهل الدخول.
ح: (علي على خصوا)، تقديره: خصوا (علي) موضع (على)، (سحارٍ): مبتدأ، (شفا): خبره، و (في ساحرٍ): ظرف الفعل، أي: شفا في موضع ساحر، والهاء في (بها): للسورة، و (يونس): عطف عليها من غير إعادة الجار.
ص: يعني قرأ غير نافع: {حقيقٌ على أن لا أقول} [105] بـ (على)
[كنز المعاني: 2/252]
الجارة من غير ضمير المتكلم، فيكون (على) متعلق الرسول نعتًا له، يعني: إني رسولٌ من رب العالمين، جديرٌ حقيق به أرسلتُ على أن لا أقول.
ونافع {على} مع ضمير المتكلم، فيكون {على} متعلق {حقيقٌ}، أي: حق علي ووجب أن لا أقول إلا الحق.
وقرأ حمزة والكسائي: (يأتوك بكل سحار) في الأعراف [112] و (ائتوني بكل ساحر عليم) في يونس [79] على بناء المبالغة، والباقون: {بكل ساحرٍ} مثل: (عالم) و (علام).
وأثنى على بناء المبالغة بقوله: (شفا وتسلسلا) لموافقته لفظ ما أجمع عليه من الشعراء، أو لأن بعده {عليم} و (فعيل) من باء المبالغة). [كنز المعاني: 2/253] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (693- عَلَيَّ عَلَى "خَـ"ـصُّوا وَفي سَاحِرٍ بِهَا،.. وَيُونُسَ سَحَّار "شَـ"ـفَا وتَسَلْسَلا
أي خصوا علي موضع على في قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ}.
فقراءة نافع واضحة؛ أي: واجب على قول الحق وأن لا أقول على الله غيره، وعلى فى قراءة الجماعة متعلقة برسول وحقيق صفته؛ أي: أني رسول على هذه الصفة، وهي أني لا أقول إلا الحق وحقيق بمعنى حق؛ أي: أنا رسول حقيقة، ورسالتي موصوفة بقول الحق، قال ابن مقسم: حقيق من نعت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/177]
الرسول؛ أي: رسول حقيق من رب العالمين أرسلت على أن لا أقول على الله إلا الحق، وهذا معنى صحيح واضح، وغفل أكثر المفسرين من أرباب اللغة عن تعلق حرف على برسول، ولم يخطر لهم تعلقه إلا بقوله: حقيق، فقال الأخفش والفراء: على بمعنى الباء؛ أي: حقيق بأن لا أقول إلا الحق كما جاءت الباء بمعنى على في: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ}، وتبعهما الأكثرون على ذلك، وذكر الزمخشري أربعة أوجه أخر.
أحدها: أن يكون من المقلوب لا من الإلباس كقوله:
وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
ومعناه: تشقى الضياطرة بالرماح؛ يعني: فتكون بمعنى قراءة نافع؛ أي: قول الحق حقيق علي، فقلب اللفظ، فصار أنا حقيق على قول الحق، قال: والثاني: أن ما لزمك فقد لزمته فلما كان قول الحق حقيقا عليه، كان هو حقيقا على قول الحق؛ أي: لازما له.
والثالث: أن تضمن حقيق معنى حريص كما ضمن هيجني معى ذكرني في بيت الكتاب: يعني قوله:
إذا تغنى الحمام الورق هيجني،.. ولو تغربت عنها أم عمار
نصب أم عمار بـ: "هيجني"؛ لأنه استعمله بمعنى ذكرني.
قال: والرابع: أن يغرق موسى عليه السلام في وصف نفسه بالصدق؛ أي: أنا حقيق على قول الحق؛ أي: واجب علي أن أكون أنا قائله والقائم به، وكل هذه وجوه متعسفة، وليس المعنى إلا على ما ذكرته أولا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/178]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (693 - عليّ على خصّوا وفي ساحر بها = ويونس سحّار شفا وتسلسلا
قرأ القراء السبعة إلا نافعا: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ بألف بعد اللام في على، على أنها حرف جر. وقرأ نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام. والناظم لفظ بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وَقُلْ عَلَا
116 لَهُ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وقل علا له يريد قوله: {حقيق على أن لا أقول} [105] أي قرأأبو جعفر أيضًا {على} مخففة بعد اللام المجاورة كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ فَقَرَأَ نَافِعٌ " عَلَيَّ " بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا عَلَى أَنَّهَا يَاءُ الْإِضَافَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (عَلَى) عَلَى أَنَّهَا حَرْفُ جَرٍّ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {على أن لا} [105] بتشديد الياء وفتحها، والباقون بالألف لفظًا حرف جر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (638 - على عليّ اتل .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
يريد قوله تعالى: «على أن لا أقول على الله إلا الحق» قرأه نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام على لفظه: أي أوجب على الحق وأن لا أقول على الله غيره، والباقون على التي هي حرف جر كما لفظ بها، فتكون متعلقة برسول: أي إني رسول على هذه الصفة، وهي «أن لا أقول على الله إلا الحق» فحقيق: أي أنا رسول حقيقة ورسالتي موصوفة بقول الحق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اتل) نافع: حقيق عليّ [الأعراف: 105]- بياء مشددة، والتسعة بألف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يأتوك بكل سحّار هنا [الآية:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
112]، [و] ائتوني بكل سحّار في يونس [الآية: 79]- بحاء مفتوحة مشددة بعدها ألف على أنه اسم فاعل على وجه المبالغة، والباقون بحاء مكسورة مخففة قبلها ألف على أنه اسم فاعل مجرد.
تنبيه:
استغنى عن القيد باللفظ في الموضعين.
وجه تخفيف على: قال الأخفش والفراء: (على) بمعنى الباء كالعكس في بكلّ صرط [الأعراف: 86]، وعليه الأكثر، يتعلق بـ «حقيق»، أي: بقول الحق ليس إلا، أو تضمن «حقيق» معنى: «حريص».
قال الزمخشري: والإدخال- في نكت القرآن- أن موسى عليه الصلاة والسلام [بالغ] في [إتخاذه الصدق] عند قول عدو الله: كذبت، أي: أنا واجب على الحق، ولا يرضى إلا بمثلي.
ووجه التشديد: جعله جارا ومجرورا، أي: واجب على قول الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حقيق علي أن" [الآية: 105] فنافع بفتح الياء مشددة دخل حرف الجر على ياء المتكلم، فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها وفتحت، وافقه الحسن والباقون بالألف على أن "على" التي هي حرف جر دخلت على أن، وتكون على بمعنى الباء أي: حقيق بقول الحق ليس إلا، أو يضمن حقيق معنى حريص قال القاضي: أو للأعراف في الوصف بالصدق، والمعنى إنه حق واجب
[إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
علي القول الحق؛ لأن أكون أنا قائلة لا يرضى إلا بمثلي ناطقا به ا. هـ. ومثله في الكشاف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "فأرسل معي" حفص وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" نظير "وقد جئتكم" غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {على أن} [105] قرأ نافع بتشديد الياء وفتحها، فهي عنده حرف جر دخلت على ياء المتكلم فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها، والباقون بالألف، على أنها حرف جر دخلت على {أن} ). [غيث النفع: 629]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي بني} قرأ حفص بفتح ياء {معي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}
{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}
- قرأ نافع والحسن وشيبة وأبان عن عاصم (حقيق علي أن
[معجم القراءات: 3/113]
لا أقول) بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم.
قال مكي: (على قراءة من شدد (علي) بمعنى: حقيق علي قول الحق).
وقال العكبري: (حقيق: مبتدأ، وخبره: (أن لا أقول) على قراءة من شدد الياء في (علي)...).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (حقيق على أن لا أقول) على: حرف جر، و(أن لا...) مجرور به، أي حقيق على قول الحق.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود والأعمش (حقيق بألا أقول) وذلك بوضع الباء في موضع (على).
قال الفراء: (... وفي قراءة عبد الله: (حقيق بأن لا أقول على الله) فهذه حجة ... من قرأ (على) ولم يضف، والعرب تجعل الباء في
[معجم القراءات: 3/114]
موضع (على)، رميت على القوس، وبالقوس، وجئت على حال حسنةٍ، وبحالٍ حسنة).
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (حقيق أن لا أقول)، بإسقاط (على).
قال أبو حيان: (فاحتمل أن يكون على إضمار (على) كقراءة من قرأ بها، واحتمل أن يكون على إضمار الباء كقراءة أبي).
- وقرأ زيد بن علي (أن لا أقول) بالرفع، أي على أنه لا أقول.
{قَدْ جِئْتُكُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية/73 من هذه السورة.
{جِئْتُكُمْ}
- وتقدم في الآية/73 أيضًا تسهيل الهمزة (جيتكم).
{فَأَرْسِلْ مَعِيَ}
قرأ حفص عن عاصم (فأرسل معي...) بفتح الياء.
قال ابن مجاهد: (لم يفتحها أحد إلا عاصم في رواية حفص).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر (فأرسل معي...) بسكون الياء.
{بَنِي إِسْرَائِيلَ}
- إذا وقف حمزة على (إسرائيل) فهو على أصله بالمد والقصر مع التسهيل، وكذلك مع إبدالها ياءً، وتقدم مثل هذا، وانظر الآية/40 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/115]

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}
{جِئْتَ}
- قراءة أبي جعفر وأبي عمرو بخلاف عنه (جيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{فَأْتِ}
- قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (فات) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 3/116]

قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فألقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}
{فَأَلْقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والجماعة على الفتح.
{عَصَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (عصاهو) بوصل هاء الكناية عن الواحد المذكر إذا انضمت وسكن ما قبلها بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
قال الزجاج: (إن شئت قلت: عصاهو، بالواو، والأجود حذفها،
[معجم القراءات: 3/116]
أعني الواو لسكونها، وسكون الألف، والهاء ليست بحاجز) ). [معجم القراءات: 3/117]

قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)}

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/60 بإبدال الهمزة ألفًا، وبتسهيلها بين بين.
{لَسَاحِرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/117]

قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}
{تَأْمُرُونَ}
- قراءة الجمهور (تأمرون) بفتح النون.
- وروى كردم عن نافع (تأمرون) بكسر النون.
وذلك على تقدير: (تأمروني) بياء المتكلم، فحذف الياء، وبقيت الكسرة دليلًا عليها.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (تامرون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز). [معجم القراءات: 3/117]

قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وإسقاطه من قَوْله {أرجه وأخاه} 111
فَقَرَأَ ابْن كثير (أرجئه وأخاه) مهموزا بواو بعد الْهَاء في اللَّفْظ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مثله غير أَنه كَانَ يضم الْهَاء ضمة من غير أَن يبلغ بهَا الْوَاو
وَكَانَا يهمزان (مرجئون) التَّوْبَة 106 و(ترجئ من تشآء) الْأَحْزَاب 51
وَقَرَأَ نَافِع {أرجه} بِكَسْر الْهَاء وَلَا يبلغ بهَا الْيَاء وَلَا يهمز
هَذِه رِوَايَة الْمسَيبِي وقالون
وروى ورش عَنهُ {أرجه} يجر الْهَاء ويصلها بياء وَلَا يهمز بَين الْجِيم وَالْهَاء
وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن نَافِع
وَقد ذكرتها في آل عمرَان
وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع أَنه وصل الْهَاء بياء
وَقَرَأَ ابْن عَامر (أرجئه)
في رِوَايَة هِشَام بن عمار مثل أَبي عَمْرو وفي رِوَايَة ابْن ذكْوَان (أرجئه) بِالْهَمْز وَكسر الْهَاء وهمز مرجئون) و(ترجئ)
قَالَ أَبُو بكر وَقَول ابْن ذكْوَان هَذَا وهم لِأَن الْهَاء لَا يجوز كسرهَا وَقبلهَا همزَة سَاكِنة وَإِنَّمَا يجوز إِذا كَانَ قبلهَا يَاء سَاكِنة أَو كسرة وَأما الْهَمْز فَلَا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى هرون بن حَاتِم عَن حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ مثل أَبي عَمْرو (أرجئه) مَهْمُوز
وحدثني ابْن الجهم عَن ابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (أرجئه) مَهْمُوزَة سَاكِنة الْهَاء
وَقَالَ ابْن الجهم فِيمَا أَحسب شكّ ابْن الجهم هي بهمز الْألف الَّتِي قبل الرَّاء
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الوكيعي عَن أَبِيه عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (أرجئه) مَهْمُوزَة جزم
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن أبي هِشَام عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {أرجه} جزم بِغَيْر همز وَكَذَلِكَ روى خلف عَن يحيى عَن عَاصِم جزم الْهَاء
وحدثني عبد الله ابْن شَاكر عَن يحيى عَن أَبي بكر بجزم الْهَاء والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم يجْزم الْهَاء
وَلم يذكر هَؤُلَاءِ همزا
وَقَالَ الْأَعْشَى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {أرجه} بِغَيْر همز ويهمز (مرجئون) وَلَا يهمز {ترجي}
أَبُو البحتري عَن يحيى عَن أَبي بكر عَنهُ أَنه لَا يهمز {ترجي} وَلَا {مرجون}
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه جزم الْهَاء في الْأَعْرَاف {أرجه} وجرها في الشُّعَرَاء 36
وَقَالَ غير هُبَيْرَة عَن حَفْص {أرجه} جزم وَلَا يهمز {مرجون} وَلَا {ترجي} وفي الشُّعَرَاء {أرجه} جزم
وَكَذَلِكَ قَالَ وهيب عَن الْحسن بن الْمُبَارك عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن أَبي عمر عَن عَاصِم
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {أرجه} بِكَسْر الْجِيم وَاخْتلفَا في الْهَاء فأسكنها حَمْزَة مثل عَاصِم وَوَصلهَا الكسائي بياء {أرجه} ). [السبعة في القراءات: 287 - 289]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أرجه) بغير همز، مدني، كوفي، وعباس، عاصم وحمزة، يجزمان يزيد، وقالون - غير أبي نشيط -يختلسان). [الغاية في القراءات العشر: 257]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أرجه) [111، الشعراء: 36]: بجزم الهاء فيهما عاصم إلا المفضل، وحمزة، وأيوب، وافق الخزاز هاهنا، وأبو بشرٍ هناك وزاد همزها.
باختلاس ضمتها حمصي، بصري غير أيوب وعباس، وابن عتبة، وهشامٌ طريق البلخي. بإشباعها مكي، وهشامٌ إلا البلخي. باختلاس كسرتها مدني غير ورشٍ وإسماعيل، وأبي نشيط طريق ابن الصلت، وابن ذكوان.
وهمز مكي، شامي، بصرى غير أيوب وعباس، وفي تعليقي عن المطوعي
[المنتهى: 2/705]
عن ابن عامر بالهمز مع كسرة الهاء بياء في اللفظ). [المنتهى: 2/706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وهشام (أرجئه وأخاه) هنا وفي الشعراء بالهمزة ويصلان الهاء بواو، ومثلهما أبو عمرو غير أنه ضم الهاء ولم يصلها بواو، وقرأ ابن ذكوان بالهمز وأيضًا وبكسر الهاء من غير بلوغ ياء، ومثله قالون غير أنه لا يهمزه، وقرأ ورش والكسائي مثل قالون غير أنهما يصلان الهاء بياء، وقرأ عاصم وحمزة بإسكان الهاء من غير همز، وكلهم وقفوا على الهاء من غير ياء ولا واو والروم والإشمام فيها على ما تقدم). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وهشام: {أرجئه} (111)، هنا، وفي الشعراء (36): بالهمز، وضم الهاء، ووصلها بواو.
وأبو عمرو: بالهمز، والضم، من غير صلة.
وابن ذكوان: بالهمز، وبكسر الهاء، ولا يصلها بياء.
وقالون: بغير همز، ويختلس الكسرة.
وورش، والكسائي: بغير همز، ويصلان الهاء بياء.
وعاصم، وحمزة: بغير همز، ويسكنان الهاء.
والهاء في الوقف ساكنة بلا خلاف، إلا في مذهب من ضمها، سواء وصلها أو لم يصلها، فإن الروم والإشمام جائزان فيها). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وهشام: (أرجئه) هنا وفي الشّعراء بالهمز وضم الهاء ووصلها بواو وأبو عمرو ويعقوب بالهمز والضّم من غير صلة وابن ذكوان بالهمز وبكسر الهاء ولا يصلها بياء وقالون وابن وردان بغير همز ويختلسان الكسر وورش والكسائيّ وخلف وابن جماز بغير همز ويصلون الهاء بياء ساكنة، وعاصم وحمزة بغير همز ويسكنان الهاء، والهاء في الوقف ساكنة بلا خلاف إلّا في مذهب من ضمها سواء وصلها أو لم يصلها فإن الرّوم والإشمام جائزان فيها). [تحبير التيسير: 375]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَرْجِهْ مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرجه} [111] ذكر في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أرجئه [الأعراف: 111] في الكناية، وإنّ لنا لأجرا [الأعراف: 113]، وقال فرعون ءامنتم [الأعراف: 123] كلاهما في الهمزتين من كلمة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرجئه" [الآية: 111] هنا وفي [الشعراء الآية: 36] بهمزة ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بغير همز فيهما، وهما لغتان يقال: أرجأت وأرجيته أي: أخرته كتوضأت وتوضيت، والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز وثلاثة مع تركه، فأما التي مع تركه فأولها قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله، أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز ثانيها، قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب، وخلف في اختياره أرجهي بإشباع كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه، وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز، وافقهما الأعمش، وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز، وافقهما ابن محيصن، الثانية قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطوية ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز، وافقهم
[إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
اليزيدي والحسن، الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء، فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز، ولأبي بكر وجهان أيضا: ترك الهمز مع إسكان الهاء، والهمز مع اختلاس ضمتها، ولابن وردان وجهان" ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها، وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة، وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة، وهو حاجز غير حصين، واعتراض أبي شامة رحمة الله تعالى على هذا الجواب متعقب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/57]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرجه} [111] قرأ قالون بترك الهمزة، وكسر الهاء، من غير صلة، كما يقرأ {عليه} [البقرة: 37] و{فيه} [البقرة: 2] لا بالاختلاس، كما توهمه من لا علم عنده، وورش وعلي مثله، إلا أنهما يثبتان صلة هاء.
والمكي وهشام بهمزة ساكنة بعد الجيم، وبضم الهاء وصلتها، فالمكي على أصله في صلة هاء الضمير بعد الساكن، وهشام خالف أصله ابتاعًا للأثر وجمعًا بين اللغتين.
والبصري مثلهما، إلا أنه لا يصل الهاء، على أصله في ترك الصلة بعد الساكن، وابن ذكوان بالهمزة وكسر الهاء مع عدم الصلة.
[غيث النفع: 629]
وعاصم وحمزة بترك الهمزة وإسكان الهاء، ولا يخفى عليك قراءتها بعد هذا الترتيب، لكن نذكر كيفية قراءتها، زيادة في الإيضاح، فإذا قرأت قوله تعالى {قالوا أرحه} إلى {عليم} - و{حاشرين} وإن كان رأس آية فليس بتام ولا كاف، لأن ما بعده من تمام كلام الملأ، وجعله بعضهم كافيًا، وهو عندي ليس بشيء، لأن الكافي ما لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ، لأن {يأتوك} [112] جواب الأمر، وهو {أرسل} ولهذا جزم بحذف النون تبتدئ لقالون بقصر المنفصل وترك الهمز في {أرجه} وقصره.
ثم تعطف المكي بالهمز وضم الهاء وصلتها، ثم البصري بالهمز وضم الهاء من غير صلة، ويتخلف السوسي في إبدال {يأتوك} فتعطفه منه.
ثم تأتي بمد المنفصل لقالون، ثم تعطف الدوري، ثم هشامًا بالهمز، وضم الهاء وصلتها، ثم ابن ذكوان بالهمز، وكسر الهاء من غير صلة، ثم عاصمًا بترك الهمز، وإسكان الهاء، ثم عليًا بترك الهمز، وكسر الهاء وصلتها، ويتخلف دوريه لأجل الإمالة، لأن الأخوين يقرآن {سحار} كــ (فعال) فهي عنده من باب الراء المتطرفة المكسورة، فتعطفه منه.
ثم تأتي بورش بمد المنفصل مدًا طويلاً و{أرحه} كعلي، ثم تعطف حمزة بترك الهمزة، وإسكان الهاء، و{سحار} كـــ (فعال) فهذه ثلاثة عشر وجهًا، تضربها في أربعة {عليم} اثنان وخمسون). [غيث النفع: 630]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}
{أَرْجِهْ}
- ورد في هذا اللفظ ست قراءات، وكلها متواترة.
وقد قرئ بغير همز وبهمز، وبيان ذلك على النسق التالي:
أ- القراءات من غير همز: وهي لغة تميم وأسد، فهو يقولون: أرجيت الأمر إذا أخرته.
1- أرجه: بدون همز وبسكون الهاء، وهي قراءة حفص عن عاصم وحمزة والسلمي وابن يزداد وأبي جعفر وأبي حمدون وأبي بكر والأعمش، والأعشى وهبيرة وأبان.
قال الأخفش: (وبها نقرأ.. وهي لغة).
قال الفراء: (وقد جزم الهاء حمزة والأعمش، وهي لغة للعرب، يقفون على الهاء المكني عنها في الوصل إذا تحرك ما قبلها...).
- وقال الزجاج:
(فأما من قرأ: أرجه، بإسكان الهاء، فلا يعرفها الحذاق بالنحو، ويزعمون أن هاء الإضمار اسم لا يجوز إسكانها. وزعم بعض النحويين أن إسكانها جائز.
[معجم القراءات: 3/118]
وقد رويت لعمري في القراءة، إلا أن التحريك أكثر وأجود، وزعم أيضًا هذا أن هاء التأنيث يجوز إسكانها، وهذا ما لا يجوز، واستشهد في هذا بشعر مجهول...).
والقرطبي نقل نص الفراء ثم قال:
(وأنكر البصريون هذا) أي الوقف على الهاء المكني عنها في الوصل.
- وقال أبو جعفر النحاس:
(وقال محمد بن يزيد ... وإسكانها لحن، ولا يجوز إلا في شذوذ من الشعر...).
- وقال مكي: (ومن أسكن الهاء فعلى نية الوقف عليها، أو على توهم لام الفعل، فأسكن للبناء أو للجزم، وكل هذا في إسكان الهاء ضعيف...، والإسكان أضعف القراءات في هذه الكلمة).
- وقال الطوسي: (قال الرماني: لا وجه لقراءة حمزة عند البصريين في القياس...، وقال الزجاج: إسكان هاء الضمير لا يجوز عند حذاق النحويين) واجاز الفراء ذلك...).
- وقال ابن خالويه: (وأما من أسكن الهاء فله وجهان، أحدهما: أنه توهم أن الهاء آخر الكلمة، فأسكنها دلالة على الأمر، أو تخفيفًا لما طالت الكلمة بالهاء).
- وقال الرماني: (لا وجه لقراءة حمزة عند البصريين في القياس، ولا الاستعمال على لغة من همز).
2- أرجه: بدون همز وبكسر الهاء.
[معجم القراءات: 3/119]
- وهي قراءة قالون وابن وردان من طريق هارون وهبة الله وابن مجاهد وابن ذكوان والنقاش وأبي جعفر من طريق ابن العلاف وقالون والمسيبي وخلف وهي رواية ورش عن نافع وإسماعيل بن جعفر عنه أيضًا.
قال مكي:
(فأما من حذف الياء ولم يهمز فإنه أجرى الكلمة على أصلها قبل حذف الياء الأولى، فكأنه حذف الياء الثانية لسكونها وسكون الياء الأولى، ثم حذف الياء والأولى للبناء، فبقيت الثانية على حذفها، ولم يعتد بحذف الياء الأولى).
3- أرجهي: بدون همز وبكسر الهاء ووصلها بياء.
- وهي قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف وابن سعدان عن إسحاق عن نافع وإسماعيل وأبي جعفر من طريق النهرواني ويحيى وعباس والمفضل، ورويت عن ابن ذكوان.
قال ابن خالويه: (وأما من ترك الهمز وكسر الهاء فإنه أسقط الياء علامة للجزم، وكسر الهاء لانكسار ما قبلها، ووصلها بياء لبيان الحركة).
وقال الزجاج: (وفيها أوجه لا أعلمه قرئ بها، ويجوز ... أرجهي...).
4- وذكر ابن عطية في المحرر أن عاصمًا والكسائي قرأا:
(أرجه) بضم الهاء دون همز.
ب- القراءة بالهمز [وهي لغة قيس وغيرهم].
1- أرجئه: بسكون الهمز وضم الهاء.
[معجم القراءات: 3/120]
(وهي قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه ويعقوب ويحيى وعيسى بن عمر واليزيدي والحسن، [وابن عامر، كذا ذكر ابن مهران]).
قال مكي:
فأما الهاء فأصلها أن توصل بواو...، فمن أثبت الواو أتى به على الأصل، فاعتد بالهاء حاجزًا بين الهمزة والواو، ومن حذف الواو لم يعتد بالهاء حاجزًا لخفائها، فحذف الواو لالتقاء الساكنين على مذهب سيبويه وأكثر البصريين، وقيل حذفت الواو استخفافًا واكتفي بالضمة الدالة عليها).
2- أرجئهو: بالهمز وإشباع ضمة الهاء.
- وهي قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني وابن محيصن ويحيى عن أبي بكر.
قال الطوسي: (ومن ألحق الواو فلأن الهاء محركة ولم يلتق ساكنان؛ لأن الهاء فاصل، قال أرجيهوا [كذا]، كما يقال: اضربهو، فلو كان الياء حرف لين لكان وصلها بالواو أقبح نحو: عليهو، لاجتماع حروف متقاربة مع أن الهاء ليست بحاجز قوي في الفصل، واجتماع المتقاربة كاجتماع الأمثال...).
وقال مكي:
(فـأما الهاء فأصلها ان توصل بواو..، فمن أثبت الواو أتى به على الأصل فاعتد بالهاء حاجزًا بين الهمزة والواو).
3- أرجئه: بالهمز وكسر الهاء
[معجم القراءات: 3/121]
- وهي قراءة هشام بن عمار عن ابن عامر وابن ذكوان، ومجاهد والنقاش.
قال ابن خالويه:
(وهو عند النحويين غلط...، وله وجه في العربية، وذلك أن الهمزة لما سكنت للأمر، والهاء بعدها ساكنة على لغة من يسكن الهاء، كسرها لالتقاء الساكنين).
قلت: وهذه القراءات الست هي المتواترة.
وهناك قراءة سابعة ذكرها أبو حيان وغيره وهي قراءة ابن ذكوان، وابن عامر في رواية هشام بن عمار (أرجئهي) بالهمز وكسر والهاء وإشباعها.
وأما في حالة الوقف، فقد وقف جميع القراء على الهاء من غير ياء ولا واو.
مناقشة وبيان
طعن بعض العلماء في قراءة ابن ذكوان (أرجئه) بالهمز وكسر الهاء وإليك هذه الأقوال:
1- قال الفارسي:
(ومن كسر الهاء مع الهمز فقط غلط، وإنما يجوز ذلك إذا كان قبله ياء فقال: (أرجيه) بكسر الهاء، ولم يستقم لأن هذه الياء في تقدير الهمزة).
[معجم القراءات: 3/122]
2- وقال ابن مجاهد:
(... وهذا لا يجوز لأن الهاء لا تكسر إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة).
3- وقال الحوفي:
(ومن القراء من يكسر مع الهمز وليس بجيد).
4- وقال العكبري:
(ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز، وهو ضعيف؛ لأن الهمز حرف صحيح ساكن، فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر، ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم، والحاجز غير حصين).
وقال أبو حيان -بعد سرد هذه الأقوال:
(ويخرج أيضًا على توهم إبدال الهمز ياءً، أو على أن الهمز لما كان كثيرًا ما يبدل بحرف العلة أجري مجرى حرف العلة في كسر ما بعده، وما ذهب إليه الفارسي وغيره من غلط هذه القراءة، وأنها لا تجوز، قول فاسد؛ لأنها قراءة ثابته متواترة روتها الأكابر عن الأئمة، وتلقتها الأمة بالقبول، ولها توجيه في العربية، وليست الهمزة كغيرها من الحروف الصحيحة؛ لأنها قابلة للتغيير بالإبدال، والحرف بالنقل وغيره، فلا وجه لإنكار هذه القراءة) انتهى.
... ... ... ...
وقالوا في أصل القراءتين بالهمز وبدونه ما يلي:
1- قال الشهاب:
(والهمز وعدمه لغتان مشهورتان، وهل هما مادتان، أو الياء بدل من الهمزة كتوضأت وتوضي تقولات...).
2- وقال مكي في الكشف:
[معجم القراءات: 3/123]
(والهمز في هذا الفعل وتركه لغتان، يقال: أرجيته وأرجأته بمعنى أخرته...).
3- وقال الطوسي في التبيان:
(والهمز لغة قيس وغيرهم، وترك الهمز لغة تميم وأسد، يقولون: أرجيت الأمر.
وقال أبو زيد: أرجيت الأمر إرجاءً إذا أخرته...).
4- وقال ابن خالويه: (فأما تحقيق الهمز وتركه فلغتان فاشيتان قرئ بهما...).
وتجد مثل هذا عند الأخفش في معاني القرآن). [معجم القراءات: 3/124]

قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {يأتوك بِكُل سَاحر عليم} 112
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر في الْأَعْرَاف وفي يُونُس 79 (بِكُل سحر) الْألف قبل الْحَاء
وقرأوا في الشُّعَرَاء {سحر} 37 الْألف بعد الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي ثلاثتهن {سحر} الْألف بعد الْحَاء). [السبعة في القراءات: 289]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سحار) وفي يونس، كوفي غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (سحار) [112]، وفي يونس [79]: بألف هما، وخلف). [المنتهى: 2/706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ساحر) مثل فعال هنا وفي يونس، وأمال الدوري وحده، وقرأ الباقون (ساحر) مثل فاعل، ولم يختلف في الشعراء أنه على وزن فعال). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {بكل سحار} (112) هنا، وفي سورة يونس (79): بألف بعد الحاء.
والباقون: بألف بعد السين). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (بكل سحار) هنا وفي يونس بألف بعد الحاء والباقون بألف بعد السّين). [تحبير التيسير: 375]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَاحِر) في جميع القرآن بألف الزَّعْفَرَانِيّ ضده طَلْحَة، والحسن، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، وابن صبيح، وابْن مِقْسَمٍ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وأبي بكر والاحتياطي في قول أبي علي، الباقون في الشعراء " سحَّار " فقط، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([112]- {سَاحِرٌ} بوزن "فَعَّال" هنا، وفي [يونس: 79]: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (693- .... .... وَفي سَاحِرٍ بِهَا = وَيُونُسَ سَحَّار شَفَا وتَسَلْسَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وفي ساحر بها ويونس سحار)؛ يعني قوله: {بكل سحر} فيهما.
وقوله: (شفا وتسلسلا)، المتسلسل: الماء الذي يجري في الحلق سائغًا سهل الدخول، سريعًا من غير ونيةٍ؛ فشبه هذه القراءة بذلك، لأن بعد ذلك {عليم}، وهو للمبالغة، فيوافق سحار). [فتح الوصيد: 2/932]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([693] علي على خصوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحارٍ شفا وتسلسلا
ب: (تسلسل الماء): إذا جرى في الحلق سائغًا سهل الدخول.
ح: (علي على خصوا)، تقديره: خصوا (علي) موضع (على)، (سحارٍ): مبتدأ، (شفا): خبره، و (في ساحرٍ): ظرف الفعل، أي: شفا في موضع ساحر، والهاء في (بها): للسورة، و (يونس): عطف عليها من غير إعادة الجار.
ص: يعني قرأ غير نافع: {حقيقٌ على أن لا أقول} [105] بـ (على)
[كنز المعاني: 2/252]
الجارة من غير ضمير المتكلم، فيكون (على) متعلق الرسول نعتًا له، يعني: إني رسولٌ من رب العالمين، جديرٌ حقيق به أرسلتُ على أن لا أقول.
ونافع {على} مع ضمير المتكلم، فيكون {على} متعلق {حقيقٌ}، أي: حق علي ووجب أن لا أقول إلا الحق.
وقرأ حمزة والكسائي: (يأتوك بكل سحار) في الأعراف [112] و (ائتوني بكل ساحر عليم) في يونس [79] على بناء المبالغة، والباقون: {بكل ساحرٍ} مثل: (عالم) و (علام).
وأثنى على بناء المبالغة بقوله: (شفا وتسلسلا) لموافقته لفظ ما أجمع عليه من الشعراء، أو لأن بعده {عليم} و (فعيل) من باء المبالغة). [كنز المعاني: 2/253] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقراءة حمزة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/178]
والكسائي: "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ"، والباقون: "بكل ساحر"، وكذا في يونس: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ}، ولا خلاف في الذي في الشعراء أنه "سحَّار" بألف بعد الحاء كما قرأ حمزة والكسائي في الأعراف ويونس وساحر وسحار مثل عالم وعلام وفي التشديد مبالغة، وتقدير نظم البيت وسحار شفا في موضع ساحر في الأعراف ويونس، والمتسلسل الماء الذي يجري في الحلق سائغا سهل الدخول فيه، يشير إلى الميل إليه لموافقته لفظ ما أجمع عليه في الشعراء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/179]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (693 - .... .... .... وفي ساحر بها = ويونس سحّار شفا وتسلسلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: يأتوك بكل سحار عليم هنا، وقال فرعون ائتوني بكلّ سحّار عليم في يونس. بحاء مفتوحة مشددة ممدودة بعد السين. وقرأ
[الوافي في شرح الشاطبية: 273]
غيرهما ساحِرٍ بألف بعد السين وبعدها حاء مكسورة مخففة، فالأولى على وزن علام، والثانية على وزن عالم، وقد نطق الناظم بالقراءتين معا أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِكُلِّ سَاحِرٍ هُنَا، وَفِي يُونُسَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، سَحَّارٍ عَلَى وَزْنِ فَعَّالٍ بِتَشْدِيدِ الْحَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي السُّورَتَيْنِ سَاحِرٍ عَلَى وَزْنِ فَاعِلٍ وَالْأَلِفُ قَبْلَ
[النشر في القراءات العشر: 2/270]
الْحَاءِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى حَرْفِ الشُّعَرَاءِ أَنَّهُ سَحَّارٍ لِأَنَّهُ جَوَابٌ لِقَوْلِ فِرْعَوْنَ فِيمَا اسْتَشَارَهُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ مُوسَى بَعْدَ قَوْلِهِ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ فَأَجَابُوهُ بِمَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِهِ رِعَايَةً لِمُرَادِهِ بِخِلَافِ الَّتِي فِي الْأَعْرَافِ فَإِنَّ ذَلِكَ جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ فَتَنَاسَبَ اللَّفْظَانِ، وَأَمَّا الَّتِي فِي يُونُسَ فَهِيَ أَيْضًا جَوَابٌ مِنْ فِرْعَوْنَ لَهُمْ حَيْثُ قَالُوا: إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ فَرَفَعَ مَقَامَهُ عَنِ الْمُبَالَغَةِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {بكلِ ساحرٍ} [112] وزن «فعال» بالتشديد هنا وفي يونس [79]، والباقون {ساحرٍ} وزن «فاعل» فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (638- .... .... .... وسحّارٍ شفا = مع يونسٍ في ساحر .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسحّار الخ) يعني قوله تعالى «بكل ساحر عليم» هنا وفي يونس، قرأه حمزة والكسائي وخلف سحّار بتشديد الحاء وألف بعدها، والباقون ساحر على وزن فاعل وساحر وسحار كعالم وعلام من المبالغة، ولا خلاف في حرف الشعراء أنه بالتشديد كما ذكره في النشر، والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اتل) نافع: حقيق عليّ [الأعراف: 105]- بياء مشددة، والتسعة بألف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يأتوك بكل سحّار هنا [الآية:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
112]، [و] ائتوني بكل سحّار في يونس [الآية: 79]- بحاء مفتوحة مشددة بعدها ألف على أنه اسم فاعل على وجه المبالغة، والباقون بحاء مكسورة مخففة قبلها ألف على أنه اسم فاعل مجرد.
تنبيه:
استغنى عن القيد باللفظ في الموضعين.
وجه تخفيف على: قال الأخفش والفراء: (على) بمعنى الباء كالعكس في بكلّ صرط [الأعراف: 86]، وعليه الأكثر، يتعلق بـ «حقيق»، أي: بقول الحق ليس إلا، أو تضمن «حقيق» معنى: «حريص».
قال الزمخشري: والإدخال- في نكت القرآن- أن موسى عليه الصلاة والسلام [بالغ] في [إتخاذه الصدق] عند قول عدو الله: كذبت، أي: أنا واجب على الحق، ولا يرضى إلا بمثلي.
ووجه التشديد: جعله جارا ومجرورا، أي: واجب على قول الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِكُلِّ سَاحِر" [الآية: 112] هنا و[يونس الآية: 79] فحمزة والكسائي وخلف بتشديد الحاء وألف بعدها فيهما على وزن فعال للمبالغة "وإمالة" الدوري عن الكسائي، والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة: لا خلاف في تشديد موضع الشعراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/57]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ساحر} قرأ الأخوان بتشديد الحاء، وفتحها، وألف بعدها، والباقون بألف بعد السين، وكسر الحاء مخففة، على وزن (فاعل) ). [غيث النفع: 630]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}
{يَأْتُوكَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياتوك) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (يأتوك).
{سَاحِرٍ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف (سحار) بصيغة المبالغة.
[معجم القراءات: 3/124]
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ساحرٍ) اسم فاعل.
- وأمال (سحار) الدوري عن الكسائي وحمزة). [معجم القراءات: 3/125]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:46 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (113) إلى الآية (126) ]

{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}

قوله تعالى: {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر في قَوْله {إِن لنا لأجرا} 113
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص هَهُنَا {إِن لنا لأجرا} مَكْسُورَة الْألف على الْخَبَر وفي الشُّعَرَاء (آين لنا لأجرا) 41 ممدودة مَفْتُوحَة الْألف إِلَّا أَن حفصا روى عَن عَاصِم في الشُّعَرَاء {أئن لنا لأجرا} بهمزتين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (آين لنا) ممدودة في السورتين
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر فِيمَا أرى وَحَمْزَة والكسائي بهمزتين جَمِيعًا في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 289]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إن لنا لأجرا) مثله، حجازي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إن لنا لأجرًا) [113]: خبر: حجازي، وحفص إلا الخزاز). [المنتهى: 2/704]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وحفص: {إن لنا لأجرا} (113): بهمزة مكسورة على الخبر.
والباقون: على الاستفهام، وهم على مذاهبهم المذكورة في: باب الهمزتين من كلمة). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الحرميان وأبو جعفر وحفص: (إن لنا لأجرا) بهمزة مكسورة على الخبر،
[تحبير التيسير: 375]
والباقون على الاستفهام، وهم على مذاهبهم المذكورة في باب الهمزتين من كلمة). [تحبير التيسير: 376]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (692 - أَلاَ وعَلَى الحِرْمِيُّ إنَّ لَنَا هُنَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وعلا الحرمي)، علا هاهنا، فعل رفع به الجرمي، وذلك عبارة عن حفص والحرمين.
[فتح الوصيد: 2/929]
فإن قال قائل: كيف جعل العين في (وعلا) عبارة عن حفص ولم يفعل ذلك في قوله: (وعی نفرٌ) ؟ فالجواب أن الواو ئم من أصل الكلمة؛ فالعين متوسطة، وليست الحروف المتوسطة رمزًا بخلاف هذا.
والخبر والاستفهام معناهما واضح، وأراد قوله تعالى: {إن لنا لأجرًا} ). [فتح الوصيد: 2/930]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([692] ألا وعلى الحرمي إن لنا هنا = وأو أمن الإسكان حرميه كلا
ب: (كلا): حرس وحفظ.
ح: (ألا): حرف تنبيه، (علا): فعل ماضٍ، فاعله (الحرمي)، (إن): منصوب المحل، أي: بإن، متعلق بـ (علا)، والعين رمز، إذ ليست في وسط الكلمة، كما في.
وعى نفرٌ .............. = ..............
لأن الواو للفصل زائدة، (أو أمن): مبتدأ، (الإسكان): مبتدأ ثانٍ، والعائد: محذوف، أي: فيه، (حرميه): مبتدأ ثالث، (كلا): خبر، وأفرد حملًا على لفظ الحرمي، لأنه مفرد، والجملة: خبر الثاني، والثاني مع الخبر: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ حفص والحرميان نافع وابن كثير -: (إن لنا لأجرًا)
[كنز المعاني: 2/251]
ههنا [113] بالإخبار، والباقون: {أئن} بالاستفهام.
وقال: (ههنا) احترازًا من سورة الشعراء [41] لأن الاستفهام فيها متعين.
وقرأ الحرميان وابن عامر: (أوْ أمن أهل القرى) [98] بإسكان الواو على أن الآية عطف بـ (أوْ) على التي قبلها، والباقون: بفتح الواو على أنها حرف عطف دخلها الهمزة كالتي قبلها، وهي: {أفأمن أهلُ القرى} [97].
ووصف صحة قراءة الإسكان بأن الحرميين حفظاها). [كنز المعاني: 2/252] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (692- "أَ"لا و"عَـ"ـلَى الـ"ـحِرْمِيُّ" إنَّ لَنَا هُنَا،.. وَأَوْ أَمِنَ الإسْكَانَ "حَرْمِيُّـ"ـه "كَـ"ـلا
"ألا" من تتمة رمز ما سبق وعلى في قوله: وعلى الحرمي: فعل ماض ارتفع به الحرمي وألا: حرف تنبيه أخبر بعد بأن قراءة الحرمين: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا}.
بالإخبار قد علمت ولو كان على حرف جر لكان له معنى مستقيم أيضا؛ أي: على الحرميين قراءة "إن لنا" بالإخبار والواو في وعلى للفصل والعين رمز حفص؛ لأن الواو زائدة على الكلمة فكأنه قال: وحفص بخلاف العين في قوله: وعى نفر فإنها متوسطة، وسيأتي لهذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/176]
نظائر: وكم صحبة يا كاف ودون عناد عم، وحكم صحاب قصر همزة جاءنا، وقد سبق في شرح الخطبة الكلام على هذا، وقوله: "هنا" احترازًا من الذي في الشعراء؛ فإنه بالاستفهام اتفاقا كقراءة الباقين هنا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/177]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (692 - ألا وعلى الحرميّ إنّ لنا هنا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حفص ونافع وابن كثير: إِنَّ لَنا لَأَجْراً بهمزة واحدة مكسورة على سبيل الإخبار، والباقون بهمزتين الأولى مفتوحة للاستفهام والثانية مكسورة وهي الأصلية وكل على أصله أيضا في التحقيق والتسهيل والإدخال وعدمه. وقوله (هنا) احتراز عن موضع الشعراء؛ فإنه بهمزتين للقراء السبعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا خَبَرًا وَاسْتِفْهَامًا وَتَحْقِيقًا وَتَسْهِيلًا، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({إن لنا لأجرًا} [113] ذكر في باب الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أرجئه [الأعراف: 111] في الكناية، وإنّ لنا لأجرا [الأعراف: 113]، وقال فرعون ءامنتم [الأعراف: 123] كلاهما في الهمزتين من كلمة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئن" [الآية: 113] بهمزة واحدة على الخبر نافع وابن كثير وحفص وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم السابق تقريرها قريبا في أئنكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/58]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إمالة "جاء" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/57]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن لنا} [113] قرأ الحرميان وحفص بهمزة واحدة، على الخبر، والباقون بهمزتين، على الاستفهام، وهم على أصولهم، فالبصري يسهل ويدخل، وهشام يحقق ويدخل، من غير خلاف، والباقون يحققون بلا إدخال). [غيث النفع: 631]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)}
{وَجَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وهي عن حمزة وابن ذكوان، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا}
- قرأ نافع وابن كثير وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن (إن لنا لأجرًا) بهمزة واحدة على الخبر، وجوز أبو علي أن تكون استفهامًا حذفت منه الهمزة.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وروح ويعقوب (أ إن لنا لأجرًا) بتحقيق الهمزتين على الاستفهام.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية، بين الهمزة والياء (أين..) كذا!.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر وقالون وهشام بخلاف عنه بتسهيل
[معجم القراءات: 3/125]
الهمزة الثانية، مع الفصل بألف بين الهمزتين (آين..).
وعن أبي عمرو والحلواني عن هشام تحقيق الهمزتين وزيادة ألف بينهما (آ إن..) ). [معجم القراءات: 3/126]

قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نعم) [44، 114]، حيث كان: بكسر العين علي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ( {قال نعم} (114): ذكر في هذه السورة). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( [قال نعم قد ذكر] في هذه السّورة). [تحبير التيسير: 376]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَعَمْ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي الشُّعَرَاءِ، وَالصَّافَّاتِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الْأَرْبَعَةِ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ مُؤَذِّنٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269] (م) - قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي [نعم} حيث وقع هنا [44، 114، الشعراء: 42، الصافات: 18]، بكسر العين والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعم} [114] قرأ الكسائي بكسر ال عين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 631]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)}
{نَعَمْ}
- قراءة الجماعة (نعم) بفتح العين،
- وقرأ الكسائي (نعم) بكسر العين.
وتقدمت هذه القراءة في الآية/44 من هذه السورة، ونسبت فيها قراءة الكسر إلى ابن وثاب والأعمش والشنبوذي والكسائي.
فارجع إلى ما سبق، وانظر الحاشية والمراجع فيها). [معجم القراءات: 3/126]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/15، 92 من سورة البقرة.
{أَنْ نَكُونَ نَحْنُ}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/126]

قوله تعالى: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) }
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "الناس" للدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/58]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عظيم} تام وقيل كاف فاصلة، ومنتهى الربع، بإجماع). [غيث النفع: 631]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)}
{أَعْيُنَ النَّاسِ}
- تقدمت إمالة (الناس)، وانظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/126]
{جَاءُ}
- القراءة بالإمالة لابن ذكوان وحمزة وخلف وهشام بخلاف عنه.
انظر الآية/87 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/127]

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - قَوْله {تلقف} 117
كلهم قَرَأَ {تلقف} بتَشْديد الْقَاف إِلَّا عَاصِمًا في رِوَايَة حَفْص فَإِنَّهُ قَرَأَ {تلقف} سَاكِنة اللَّام خَفِيفَة الْقَاف
وروى البزي وَعبد الْوَهَّاب بن فليح عَن ابْن كثير {فَإِذا هِيَ تلقف} مُشَدّدَة التَّاء
وَكَانَ قنبل يرْوى عَن القواس بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن كثير {تلقف} خَفِيفَة التَّاء مُشَدّدَة الْقَاف في هَذِه وَأَخَوَاتهَا في كل الْقُرْآن
فَكَانَ قنبل يُخَفف التَّاء مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 290]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وتلقف) خفيف حفص، بهمزتين، كوفي - غير حفص-). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تلقف) [117]: خفيفٌ، حيث جاء: حفص). [المنتهى: 2/706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (تلقف) حيث وقع بإسكان اللام، وقرأ الباقون بالفتح والتشديد، ولم يختلف في رفع الفعل هنا وفي الشعراء، وكلهم جزموا الفاء
[التبصرة: 216]
في طه إلا ابن ذكوان فإنه رفع). [التبصرة: 217]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {تلقف ما} (117)، هنا، وفي طه (69)، والشعراء (45): بإسكان اللام، مخففًا.
[التيسير في القراءات السبع: 291]
والباقون: بفتح اللام، مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (تلقف) هنا وفي طه والشعراء بإسكان اللّام مخففا والباقون بفتح اللّام مشددا). [تحبير التيسير: 376]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَلْقَفُ) بإِسكان اللام حيث وقع حفص، وعبد الرحمن عن أبي بكر، وعصمة عن عَاصِم، وأبو حيوة، الباقون بفتحها مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر وضم فائها في طه ابن ذكوان روى أبو قرة عن نافع في طه والشعراء كحفص خفيف الجعفي عن أبي بكر في الشعراء خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([117]- {تَلْقَفُ} هنا، وفي [طه: 69] وفي [الشعراء: 45] خفيف: حفص). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (694 - وَفِي الْكُلِّ تَلْقَفْ خِفُّ حَفْصٍ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف (حفصٍ) وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك (ذ)كا (حـ)سنٍ وفي يقتلون (خـ)ذ = معًا يعرشون الكسر ضم (كـ)ذي (صـ)لا
(في الكل): أينما وقع.
[فتح الوصيد: 2/932]
يقال: لقف يلقف، فعليه جاء (تلقف).
وتلقف، أصله: تتلقف، فحذفت كما في: {تنزل الملائكة} ). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (694- وَفِي الكُلِّ تَلْقَفْ خِفُّ حَفْصٍ وَضُمَّ فِي،.. سَنَقْتُلُ وَاكْسِرْ ضَمَّهُ مُتَثَقِّلا
لفظ في هذا البيت بقراءة حفص، ولفظ بقراءة الجماعة في البقرة عند ذكر تاءات البزي، ويروى: ثلاثا في تلقف والتخفيف، والتشديد في القاف ويلزم التخفيف سكون اللام والتشديد فتحها ولم ينبه عليه للعلم به من لفظه، وقد سبق له نظائر، وقوله: وفي الكل يعني: هنا تلقف وفي طه والشعراء، فقراءة حفص من لقف يلقف كعلم يعلم وقراءة الباقين أصلها تتلقف فحذفت التاء الثانية تخفيفا كقوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}.
وتقدير النظم: وتلقف مخفف حفص في الكل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/179]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (694 - وفي الكلّ تلقف خفّ حفص وضمّ في = سنقتل واكسر ضمّه متثقّلا
695 - وحرّك ذكا حسن وفي يقتلون خذ = معا يعرشون الكسر ضمّ كذي صلا
696 - وفي يعكفون الضّمّ يكسر شافيا = وأنجى بحذف الياء والنّون كفّلا
قرأ حفص تَلْقَفُ* هنا وفي الشعراء وطه بتخفيف القاف ويلزمه سكون اللام، وقرأ غيره بتشديد القاف ويلزمه فتح اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) فِي: تَلْقَفُ مَا هُنَا وَطه وَالشُّعَرَاءِ، فَرَوَى حَفْصٌ بِتَخْفِيفِ الْقَافِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْبَزِّيِّ فِي تَشْدِيدِ التَّاءِ وَصْلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {تلقف} [117] بتخفيف القاف هنا، وطه [69]، والشعراء [45]، والباقون بتشديدها، وذكر تشديد التاء للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (638- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وخفّفا
639 - تلقف كلاًّ عد .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخففا) أي وقرأ «تلقف ما يأفكون» بتخفيف القاف في الثلاثة مواضع هنا وطه والشعراء حفص كما في البيت الآتي:
تلقف كلّا (ع) د سنقتل اضمما = واشدده واكسر ضمّه (كنز) (حما)
أي كل ما في القرآن وهو ثلاثة مواضع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
تلقف (ك) لا (ع) د سنقتل اضمما = واشدده واكسر ضمّه (كنز) (حما)
ش: أي: قرأ ذو عين (عد) حفص: فإذا هي تلقف ما يأفكون هنا [الآية: 117]، والشعراء [الآية: 45]، وتلقف ما صنعوا بطه [الآية: 69] بإسكان اللام- علم من لفظه- وتخفيف القاف؛ على أنه مضارع «لقف»: [، أي:] بلع، والباقون بالفتح والتشديد على أنه مضارع (تلقف)، وحذفت إحدى تاءيه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/335]
وقرأ (كنز): الكوفيون، وابن عامر، و(حما): البصريان سنقتل أبناءهم [الأعراف: 127] بضم النون، وفتح القاف، وتشديد التاء وكسرها؛ والمدنيان وابن كثير بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تلقف" [الآية: 117] هنا وفي طه [الآية: 69] و[الشعراء الآية: 45] فحفص بسكون اللام وتخفيف القاف في الثلاثة من لقف كعلم يعلم، يقال لقفت الشيء أخذته بسرعة فأكلته وابتلعته، والباقون بفتح اللام وتشديد القاف فيهن من تلقف، وتقدم تشديد تائه للبزي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/58]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأوحينا إلى موسى}
{تلقف} [117] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف، وحفص بإسكان اللام، وتخفيف القاف، والباقون بفتح اللام، وتشديد القاف). [غيث النفع: 632]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)}
{مُوسَى}
- تقدمت إمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{تَلْقَفُ}
- قرأ حفص عن عاصم والمفضل (تلقف) بسكون اللام من (لقف).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، وقنبل عن القواس عن ابن كثير (تلقف) بتشديد القاف، وأصله: تتلقف بتاءين، فحذفت إحداهما.
وذكر ابن جني في المنصف أنه قرئ (تتلقف) كذا بتاءين على الأصل، وإذا صحت هذه القراءة، فإنها تشهد لقراءة السبعة السابقة، ما عدا عاصمًا.
ولم أجد هذه القراءة في كتب القراءات التي رجعت إليها.
- وروى البزي وعبد الوهاب بن فليح عن ابن كثير (فإذا هي
[معجم القراءات: 3/127]
تلقف) بتشديد التاء والقاف، بإدغام تاء المضارعة بتاء الأصل، وذلك في الوصل، وقال ابن مجاهد بعد ذكر هذه القراءة:
(... وكان قنبل يروي عن القواس بإسناده عن ابن كثير (تلقف) خفيفة التاء مشددة القاف في هذه وأخواتها في كل القرآن، فكان قنبل يخفف التاء مثل أبي عمرو).
- وقرأ سعيد بن جبير (تلقم) أي تبلع كاللقمة.
قال أبو حاتم: (وبلغني في بعض القراءات (تلقم) بالميم والتشديد ...).
قلت: والقراءة مثبتة في المطبوع من مصحف ابن جبير من غير ضبط، وذكر ابن عطية القراءة (تلقم) كذا بالميم من غير بيان لحال القاف، وضبطها المحققون بالفتح من غير تشديد!!.
{يَأْفِكُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يافكون) بإبدال الهمزة الاكنة ألفًا.
- كذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز (يأفكون) ). [معجم القراءات: 3/128]

قوله تعالى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "بطل" وصلا على الأصح واختلف عنه في الوقف كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/58]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وبطل} [118] ما فيه لورش وصلاً ووقفًا لا يخفى). [غيث النفع: 632]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)}
{بَطَلَ}
- قرأ ورش والأزرق بتغليظ اللام في الوصل، واختلف عنهما في الوقف.
- وروي عن ورش ترقيق اللام مع الطاء في الوصل كالجماعة.
- وقراءة الجماعة (بطل).
- وقرأ أبو البرهسم (أبطل) بألف). [معجم القراءات: 3/129]

قوله تعالى: {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)}

قوله تعالى: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)}
{السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في السين، وبالإظهار). [معجم القراءات: 3/129]

قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)}

قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/129]

قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في مد الْألف على الِاسْتِفْهَام وفي لفظ الْخَبَر من قَوْله {قَالَ فِرْعَوْن آمنتم بِهِ} 123
فَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (ءاامنتم) بِهَمْزَة وَمُدَّة على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ في طه وَالشعرَاء في تَقْدِير همزَة بعْدهَا أَلفَانِ
وَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة البزي وَابْن فليح مثل قِرَاءَة أَبي عَمْرو
وَقَالَ البزي عَن أَبي الإخريط عَن ابْن كثير (قَالَ فِرْعَوْن وآمنتم بِهِ) بواو بعد النُّون بِغَيْر همز
وَقَالَ لي قنبل عَن القواس مثل رِوَايَة البزي عَن أَبي الإخريط غير أَنه كَانَ يهمز بعد الْوَاو (قَالَ فِرْعَوْن وءامنتم بِهِ) وَأَحْسبهُ وهم
وَقَالَ لي قنبل في طه قَالَ (ءامنتم بِهِ) 71 بِلَفْظ الْخَبَر من غير مُدَّة وَقَالَ في الشُّعَرَاء (قَالَ ءاامنتم لَهُ) 49 مثل أَبي عَمْرو ويمد
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي في الثَّلَاثَة الْمَوَاضِع (ءأامنتم) بهمزتين الثَّانِيَة ممدودة
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو يُوسُف الْأَعْشَى عَن أَبي بكر عَنهُ (ءأامنتم بِهِ) بهمزتين مثل حَمْزَة والكسائي وَلم يذكرهَا يحيى وَلَا غَيره عَن أَبي بكر عَلمته
وَقَالَ حَفْص (ءامنتم) بِغَيْر اسْتِفْهَام في الثَّلَاثَة الْمَوَاضِع على لفظ الْخَبَر في رِوَايَة الحلواني عَن أَبي شُعَيْب القواس عَن أَبي عمر عَن عَاصِم وَكَذَلِكَ قَالَ غير أَبي شُعَيْب عَن أَبي عمر عَن عَاصِم وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم في الْأَعْرَاف بِمد الْألف بِهَمْزَة وَاحِدَة على الْخَبَر وفي طه بِمد الْألف أَيْضا على الْخَبَر وَقَالَ في الشُّعَرَاء (ءأامنتم) بهمزتين
وَقَالَ وهيب عَن الْحسن ابْن الْمُبَارك عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم في الْأَعْرَاف وطه بِهَمْزَة وَاحِدَة وَلم يذكر الَّتِي في الشُّعَرَاء وَالْمَعْرُوف عَن حَفْص عَن عَاصِم أَن الثَّلَاثَة الأحرف بِغَيْر مد على لفظ الْخَبَر لَا خلاف بَينهُنَّ
وَكَذَلِكَ روى ورش عَن نَافِع في الثَّلَاثَة الْمَوَاضِع (ءامنتم) بِلَفْظ الْخَبَر مثل رِوَايَة حَفْص عَن عَاصِم). [السبعة في القراءات: 290 - 291]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آمنتم) بلفظ الخبر حيث
[الغاية في القراءات العشر: 257]
كان). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءأمنتم) [123] فيهن: بهمزتين كوفي غير حفص، وبصري غير أبي عمرو وسهلٍ ورويس وزيد. بلفظ الخبر ورش طريق ابن عيسى والأهناسي، وحفص إلا الخراز، وافق الخزاز في طه [71]، وقال الخزاز: هاهنا بالمد، وفي الشعراء [45] بهمزتين.
بزيادة واو هنا وفي الملك [16] قنبل إلا الهاشمي، وقال ابن مجاهد، والواسطي عن قنبل في طه: خبر، وفي الشعراء بالمد). [المنتهى: 2/707]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (أامنتم) بهمزتين محققتين وبعدهما مدة في تقدير ألف، هنا وفي طه والشعراء.
وقرأ حفص في الثلاثة بهمزة، وبعدها مدة في تقدير ألف على لفظ الخبر.
وقرأ قنبل هنا بواو مبدلة من الهمزة الأولى وبعدها مدة في تقدير همزتين مخففتين: الأولى منهما بين بين، والثانية أبدل منها ألف، وقرأ في طه مثل حفص بهمزة ومدة في تقدير ألف على لفظ الخبر، وقرأ في سورة الشعراء بهمزة وبعدها مدة في تقدير همزتين مخففتين، وكذلك يفعل إذا ابتدأ في هذه السورة، وإنما يبدل، وقرأ الباقون في الثلاث السور بهمزة وبعدها مدة في تقدير همزتين مخففتين، الأولى بين بين، والثانية أبدل منها ألف، ولا يدخل أبو عمرو وقالون بين الهمزتين ألفًا في هذا النوع.
قال ابن مجاهد: لئلا يصير في تقدير أربع ألفات فيفرط المد ويخرج عن حد الكلام، ولا يحسن أن يقال لورش في الثانية: إنه أبدل كما فعل في (ءآنذرتهم) لأنه يلزم منه الحذف، فكان جعلها بين بين أولى على ما ذكرنا في (جاء آل لوط) ليصح فيهما ثبوت الهمزة وامتناع الحذف، وأيضًا فإن بين بين هو الأصل، ولا يخرج عن الأصل إلا لضرورة تلجئ إليه، فيرجع إلى البدل وليس هنا ضرورة ولا في (جاء آل لوط) ). [التبصرة: 217]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل: {قال فرعون وآمنتم به} (123): يبدل في حال الوصل من همزة الاستفهام واوًا مفتوحة، ويمد بعدها مدة في تقدير ألفين. وقرأ في طه (71): على الخبر، بهمزة وألف. وقرأ في الشعراء (49): على الاستفهام بهمزة ومدة مطولة في تقدير ألفين.
وحفص، في الثلاثة: بهمزة وألف على الخبر.
وأبو بكر، وحمزة، والكسائي، فيهن: على الاستفهام، بهمزتين محققتين بعدهما ألف.
والباقون: على الاستفهام، بهمزة ومدة مطولة بعدها، في تقدير ألفين. ولم يدخل أحدٌ منهم ألفًا بين الهمزة المحققة والملينة في هذه المواضع، كما أدخلها من أدخلها منهم في: {ءأنذرتهم} (البقرة: 6)، وبابه، لكراهية اجتماع ثلاث ألفات بعد الهمزة). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قنبل: (قال فرعون امنتم به) يبدل في حال الوصل من همزة الاستفهام واوا مفتوحة ويمد بعدها مدّة في تقدير ألفين، وقرأ في طه على الخبر بهمزة وألف، وقرأ في الشّعراء على الاستفهام بهمزة ومدّة مطوّلة في تقدير ألفين وحفص [ورويس] في الثّلاثة بهمزة وألف على الخبر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف وروح فيهنّ على الاستفهام بهمزتين محققتين [بعدهما] ألف، والباقون على الاستفهام بهمزة ومدّة طويلة بعدها في تقدير ألفين. ولم يدخل أحد منهم ألفا بين الهمزة المحققة والملينة في هذه المواضع كما أدخلها من أدخلها منهم في أأنذرتهم وبابه لكراهية اجتماع ثلاث ألفات بعد الهمزة). [تحبير التيسير: 376]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي (قَالَ فِرْعَوْنُ أَآمَنْتُمْ بِهِ) إِخْبَارًا وَاسْتِفْهَامًا وَتَسْهِيلًا، وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فرعون آمنتم} [123] ذكر في باب الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أرجئه [الأعراف: 111] في الكناية، وإنّ لنا لأجرا [الأعراف: 113]، وقال فرعون ءامنتم [الأعراف: 123] كلاهما في الهمزتين من كلمة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأما ءامنتم" هنا وطه والشعراء، فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة، وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث وللأزرق فيها ثلاثة: البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفا، فقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة، ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم، حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر، فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك، بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرءونها بهمزة كحفص، فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/58]
وأبدل وحذف ا.هـ. ونقله في الأصل وأقره على عادته قال: فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر، المرتبة الثانية لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث، وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادا على قرينة التوبيخ، المرتبة الثالثة لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث، فهنا أبدل همزتها الأولى واوا خالصة حالة الوصل، واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد، وحققها مفتوحة ابن شنبوذ، وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي، وأما طه والشعراء فسبق ويأتي الحكم فيهما إن شاء الله تعالى، المرتبة الرابعة لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما، من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث، ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفا؛ لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح، وذلك أن أصل هذه الكلمة أأمنتم بثلاث همزات: الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة، فالثالثة يجب قلبها ألفا على القاعدة، والأولى محققة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه؛ لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل، وأما الثانية ففيها الخلاف، ولم يدخل أحد من القراء ألفا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات، كما تقدم في باب بيانه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/59]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءأامنتم} [123] أصلها (أمن) كـــ (فعل) فدخلت عليها همزة التعدية، فصار (أأمن) بهمزة مفتوحة فساكنة على وزن (أخرج) فدخلت عليها همزة الاستفهام الإنكاري فاجتمع ثلاث همزات، مفتوحتين وساكنة فأجمعوا على إبدال الثالثة الساكنة ألفًا، على القاعدة المشهورة ، وهي إذا اجتمع همزتان في كلمة والثانية ساكنة، فإنها تبدل حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو {ءادم} [البقرة: 31] و{أوتى} [البقرة: 136] و(إيمان) [البقرة: 108].
واختلفوا في الأولى والثانية، أما الأولى فأسقطها حفص، وعليه فيجوز أن يكون الكلام خبرًا في المعنى، ويكون استفهامًا حذفت همزته استغناء عن إنكارها بقرينة الحال.
وأبدلها قنبل في الوصل واوًا مفتوحة، لأن الهمزة المفتوحة إذا جاءت بعد ضمة جاز إبدالها واوًا، وسواء كانت الضمة والهمزة في كلمة نحو {يؤاخذ} [النحل: 61] و{مؤجلاً} [آل عمران: 145] أو في كلمتين كهذا، وإذا ابتدأ حقق لزوال سبب البدل، وهو الضمة، وحققها الباقون.
وأما الثانية فحققها الكوفيون، وسهلها الباقون، فالحرميان والبصري على أصلهم، وخرج ابن ذكوان من التحقيق إلى التسهيل، وهشام من التخيير فيه إلى تحتمه، طلبًا للتخفيف، ولم يكتف قنبل بإبدال الأولى عن تسهيل الثانية لعروضه، ولم يدخل أحد بين الهمزة أي المحققة والمسهلة ألفًا، كما أدخلوها في {ءاأنذرتهم} [البقرة: 6] وبابه.
[غيث النفع: 632]
قال المحقق: {لئلا يصير اللفظ في تقدير أربع ألفات، الأولى همزة الاستفهام، والثانية الألف الفاصلة، والثالثة همزة القطع، والرابعة المبدلة من الهمزة الساكنة، وذلك إفراد في التطويل، وخروج عن كلام العرب} انتهى.
وفيه لورش المد والتوسط والقصر، لأن تغيير الهمزة بالتسهيل لا يمنع منها، وليس له فيها بدل، لأن كل من روى الإبدال في نحو {ءآنذرتهم} ليس له في {ءاامنتم} و{ءاالهتنا} [الزخرف: 58] إلا التسهيل.
وقول ابن القاصح تبعًا للجعبري وغيره: «ومن أبدل لورش الهمزة الثانية في نحو {ءآنذرتهم} ألفًا أبدلها أيضًا هنا، يعني في {ءاامنتم} ألفًا، ثم حذفها لأجل الألف التي بعدها، فتبقى قراءة ورش على هذا بوزن قراءة حفص، بإسقاط الهمزة الأولى، فلفظهما متحد، ومأخذهما مختلف، ولا تصير قراءة ورش بوزن قراءة حفص إلا إذا قصر ورش، أما إذا قرأ بالتوسط أو بالمد فيخالفه» انتهى، مردود بالنص والنظر.
[غيث النفع: 633]
أما النص فقول المحقق وغيره: «اتفق أصحاب الأزرق قاطبة على تسهيلها بين بين، قال ابن الباذش في الإقناع: ومن أخذ لورش في {ءآنذرتهم} بالبدل لم يأخذ هنا إلا بين بين، ولم يذكر كثير من المحققين كابن سفيان والمهدوي وابن شريح ومكي وابن الفحام فيها سوى بين بين».
وقال في موضع آخر: «ولعل ذلك وهم من بعضهم، حيث رأي بعض الرواة عن ورش يقرءونه بالخبر، فظن أن ذلك على وجه البدل، ثم حذفت إحدى الألفين، وليس كذلك، بل هي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش، ورواية أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى وأبي الأزهر، كلهم عن ورش، يقرءونها بهمزة واحدة،
[غيث النفع: 634]
على الخير، كحفص، فمن كان من هؤلاء يرى المد بعد الهمزة يمد كذلك، فيكون مثل {ءأامنتم} إلا أنه بالاستفهام، وأبدل وحذف» انتهى بتصرف.
وأما النظر فحسبك أن فيه تغيير اللفظ والمعنى، أما تغيير اللفظ فظاهر، وهو مصرح به في كلام القائل يجوز البدل، حيث قال: (فتبقى قراءة ورش) إلى آخره، وأما المعنى فإن الاستفهام يرجع خيرًا، ولو باحتمال.
فإن قلت يجاب عن هذا بما قاله الأذفوي: «يشبع المد ليدل بذلك على أن مخرجها الاستفهام دون الخبر».
قلت: وإن تعجب فاعجب من صدور هذه المقالة من عالم، لا سيما ممن برع في علوم القراءات، وكان من أعلم أهل عصره بمصر، وهو الإمام أبو بكر محمد الأذفوي إذ يلزم عليه أن جميع ما نقرؤه بالمد من باب {ءامنوا} [البقرة: 9] نحو {ءامن الرسول} [285] خرج من باب الخبر إلى الاستفهام، وهو ظاهر الفساد.
وقوله: «لا تصير قراءة ورش مثل قراءة حفص» إلى آخره، فيه نظر مع قول المحقق: «فمن كان من هؤلاء يرى المد» إلى آخره، بل هو على إطلاقه، وهذه الكلمة من مداحض أقدام العلماء، ولا يقوم بواجب حقها إلا العلماء المطلعون على المذاهب،
[غيث النفع: 635]
المختصون بالفهم الفائق والدراية الكاملة، وقد كشفت لك عنها ال غطا، وميزت لك الصواب من الخطأ، والفضل والمنة لله العلي العظيم). [غيث النفع: 636] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)}
{آمَنْتُمْ}
- قرأ حفص عن عاصم وورش عن نافع ورويس عن يعقوب والأصبهاني، وقنبل عن القوس (آمنتم) بهمزة واحدة محققة بعدها ألف، أي: (أ امنتم)، وهي تحتمل الخبر المحض، وتحتمل
[معجم القراءات: 3/129]
الاستفهام على تقدير: أآمنتم.
- قرأ قالون والأزرق والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وورش وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد، وأبو جعفر (أاامنتم) وذلك بهمزتين؛ الأولى محققة والثانية مسهلة وبعدها ألف.
- وقرأ نافع والبزي عن ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بهمزة استفهام، ومدةٍ مطولة بعدها في تقدير ألفين (أآمنتم).
أما ألف الاستفهام فهي في معنى التوبيخ، والألف الوسطى ألف (أفعل)، وهي ألف القطع، والألف الثالثة هي فاء الفعل، والأصل قبل دخول ألف التوبيخ (أأمن) فخفف إلى (آمن) ثم دخله الاستفهام.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وروح ويعقوب والداجوني وهشام وخلف بتحقيق الهمزتين وبعدهما ألف، وصورتها: (أأامنتم).
- وعن قنبل في الوصل، وهي رواية القواس عن ابن كثير، وأبي الإخريط عن ابن كثير (فرعون واامنتم) بتسهيل الهمزة الثانية
[معجم القراءات: 3/130]
مع إبدال الأولى وهي همزة الاستفهام واوًا، ورواها ابن مجاهد عن قنبل.
قال الطوسي: (.. إلا أن قنبلًا في غير رواية ابن السائب يقلب همزة الاستفهام واوًا إذا اتصلت بنون فرعون...).
وقال النشار:
(وأبدلها -أي الأولى- قنبل في الوصل واوًا).
وقال في النشر:
(... وأبدل بكماله الهمزة الأولى من الأعراف بعد ضمة نون فرعون واوًا خالصة حالة الوصل..، واختلف عنه في الهمزة الثانية كذلك، فسهلها عنه ابن مجاهد، وحققها مفتوحة ابن شنبوذ...) وصورتها عند ابن خالويه: (قال فرعون وأمنتم) بواو بعدها همزة ساكنة.
- والوجه الثاني عن قنبل في الوصل (فرعون وأامنتم) بإبدال الأولى واوًا وتحقيق الثانية وهي رواية ابن شنبوذ عنه.
وذكر ابن خالويه أنها قراءة ابن كثير برواية ابن أبي بزة عن أبي الإخريط.
{آذَنَ لَكُمْ}
- بالإظهار والإدغام قرأ أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/131]

قوله تعالى: {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والحسن "لأقطعن ولأصلبنكم" هنا وطه والشعراء
[إتحاف فضلاء البشر: 2/59]
بفتح الهمزة وسكون القاف والصاد، وتخفيف اللام والطاء وفتح الأولى وضم الثانية من قطع وصلب الثلاثي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)}
{لَأُقَطِّعَنَّ.. لَأُصَلِّبَنَّكُمْ}
- قراءة الجماعة (لأقطعن.. لأصلبنكم) بالتضعيف من قطع، وصلب.
- وقرأ مجاهد وحميد المكي وابن محيصن والحسن (لأقطعن.. لأصلبنكم) من (قطع)، (وصلب) الثلاثي المجرد.
وذكر أبو حيان أنه قرئ:
(لأصلبنكم) بكسر اللام، ونسبها ابن خالويه في مختصره إلى مجاهد وحميد وابن محيصن.
قال السمين: (وروي ضم اللام وكسرها، وهما لغتان في المضارع، يقال: صلبه يصلبه ويصلبه).
{مِنْ خِلَافٍ}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء). [معجم القراءات: 3/132]

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)}

قوله تعالى: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}
{تَنْقِمُ}
- قرأ الحسن وأبو حيوة وأبو اليسر هاشم وابن أبي عبلة ويحيى وإبراهيم وأبو البرهسم (تنقم) بفتح القاف مضارع (نقم)، بفتحٍ فكسر.
[معجم القراءات: 3/132]
- وقرأ الجمهور (تنقم) بكسر القاف.
وهما لغتان، وقراءة الجمهور أفصح وبها قرأ الأخفش.
وقال أبو حاتم: (الوجه في القراءة كسر القاف).
{تَنْقِمُ مِنَّا}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{جَاءَتْنَا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء). [معجم القراءات: 3/134]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:47 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (127) إلى الآية (129) ]

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {سنقتل أَبْنَاءَهُم} 127 و{يقتلُون أبناءكم} 141
فَقَرَأَ ابْن كثير {سنقتل} خَفِيفَة
و {يقتلُون} مُشَدّدَة
وشددهما جَمِيعًا أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي
وخففهما جَمِيعًا نَافِع {سنقتل} و{يقتلُون}). [السبعة في القراءات: 291 - 292]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سنقتل) خفيف، حجازي (يقتلون) خفيف، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (سنقتل) [127]: خفيف: حجازي). [المنتهى: 2/708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (سنقتل) بالتخفيف وفتح النون وضم التاء، وقرأ الباقون بالتشديد وضم النون وكسر التاء). [التبصرة: 217]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {سنقتل} (127): بفتح النون، وضم التاء مخففًا.
والباقون: بضم النون، وفتح القاف، وكسر التاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر: (سنقتل) بفتح النّون وضم التّاء مخففا، والباقون بضم النّون وكسر التّاء مشددا). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَذَرَكَ) برفع الراء الحسن، الباقون بنصبها، وهو الاختيار نسق على قوله: (لِيُفْسِدُوا).
(سَنُقَتِّلُ) خفيف حجازي، والزَّعْفَرَانِيّ، زاد نافع، والزَّعْفَرَانِيّ (يَقْتُلُونَ أَبْنَاءَكُمْ)، الباقون مشدد، وهو الاختيار بتردد القتل فيهم). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([127]- {سَنُقَتِّلُ} خفيف: الحرميان). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (694- .... .... .... وَضُمَّ فِي = سَنَقْتُلُ وَاكْسِرْ ضَمَّهُ مُتَثَقِّلاَ
695 - وَحَرِّكْ ذَكَا حُسْنٍ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ((قتل) على التكرار، ويأتي (قتل) في معناه.
وذكاءٌ: اسم علم للشمس، وهو ممدود، لكنه قصره ضرورة. ويحتمل أن يكون مرفوعًا على: شمس حسن؛ يعني القراءة، وأن يكون منصوبًا على الحال من الفاعل في (حرك)، أي مشبهًا شمس حسنٍ). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ}؛ فالضم في النون وكسر الضم مع التشديد في التاء ومتثقلا: حال من المكسور وهو الضم الذي بمعنى المضموم ثم تمم الكلام في ذلك فقال:
695- وَحَرِّكْ "ذَ"كَا "حُـ"ـسْنٍ وَفِي يَقْتُلُونَ "خُـ"ـذْ،.. مَعًا يَعْرِشُونَ الكَسْرُ ضُمَّ "كَـ"ـذِي "صِـ"ـلا
أي حرك القاف بالفتح، فيصير مستقبل قتَّل بتشديد التاء، والقراءة الأخرى مستقبل قتل بتخفيف التاء، وهما ظاهرتان وفي التشديد معنى التكثير وذكا بضم الذال والمد اسم الشمس، وقصره ضرورة؛ أي: هي ذكا حسن يعني: القراءة؛ أي: حرك مشبها شمس حسن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/180]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (694 - .... .... .... .... وضمّ في = سنقتل واكسر ضمّه متثقّلا
695 - وحرّك ذكا حسن .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ أبو عمرو وابن عامر والكوفيون سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ بضم النون وتحريك القاف أي فتحها وكسر ضم التاء وتشديدها، فتكون قراءة نافع وابن كثير بفتح النون وسكون القاف وضم التاء مخففة). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَنُقَتِّلُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ النُّونِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ تَشْدِيدٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {سنقتل} [127] بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء مخففة، والباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (639- .... .... .... سنقتل اضمما = واشدده واكسر ضمّه كنزٌ حما
[طيبة النشر: 75]
640 - ويقتلون عكسه انقل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (سنقتل) يريد قوله تعالى «سنقتّل أبناءهم» بضم النون وتشديد التاء المكسورة ابن عامر والكوفيون والبصريان إظهارا لمعنى التكثير والتكرير، والباقون بفتح النون وضم التاء مخففا على الأصل، ولا يمتنع استعمال ذلك مع التخفيف.
ويقتلون عكسه انقل يعرشوا = معا بضمّ الكسر (ص) اف (ك) مشوا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
يعني «يقتلون أبناءكم» قرأه بعكس الترجمة المذكورة: أي بضدها وهو فتح الياء وضم التاء مخففة نافع، والباقون بضم الياء وكسر التاء مشددة، ووجههما ما تقدم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
تلقف (ك) لا (ع) د سنقتل اضمما = واشدده واكسر ضمّه (كنز) (حما)
ش: أي: قرأ ذو عين (عد) حفص: فإذا هي تلقف ما يأفكون هنا [الآية: 117]، والشعراء [الآية: 45]، وتلقف ما صنعوا بطه [الآية: 69] بإسكان اللام- علم من لفظه- وتخفيف القاف؛ على أنه مضارع «لقف»: [، أي:] بلع، والباقون بالفتح والتشديد على أنه مضارع (تلقف)، وحذفت إحدى تاءيه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/335]
وقرأ (كنز): الكوفيون، وابن عامر، و(حما): البصريان سنقتل أبناءهم [الأعراف: 127] بضم النون، وفتح القاف، وتشديد التاء وكسرها؛ والمدنيان وابن كثير بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ويذرك" بالرفع عطفا على أتذر أو استئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والحسن "وإلهتك" بكسر الهمزة وفتح اللام وبعدها ألف على أنه مصدر بمعنى عبادتك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سنَقْتُلُ" [الآية: 127] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء مخففة وافقهم ابن محيصن، والباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء مشددة للتكثير لتعدد المحال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سنقتل} [127] قرأ الحرميان بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء، من غير تشديد، والباقون بضم النون، وفتح القاف، وكسر التاء وتشديدها). [غيث النفع: 636]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/60 من هذه السورة.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{وَيَذَرَكَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (ويذرك) بالياء وفتح الراء عطفًا على (ليفسدوا)، أو النصب على جواب الاستفهام.
قال الزجاج:
(فمن نصب (ويذرك) رده على جواب الاستفهام بالواو، المعنى: أيكون منك أن تذر موسى، وأن يذرك).
[معجم القراءات: 3/133]
- وقرأ نعيم بن ميسرة والحسن بخلاف عنه (ويذرك) بالرفع عطفًا على (أتذر)، أو على الاستئناف، أو حال على تقدير: وهو يذرك.
قال الزجاج:
(ومن قال (ويذرك) جعله مستأنفًا، يكون المعنى: أتذر موسى وهو يذرك وآلهتك. والأجود أن يكون معطوفًا على (أتذر...).
وقال العكبري:
(وضمها بعضهم، أي: وهو يذرك).
- وقرأ الأشهب العقيلي والحسن بخلاف عنه وأبو رجاء (ويذرك) بالجزم عطفًا على التوهم، كأنه توهم النطق (يفسدوا) جزمًا على جواب الاستفهام، أو هو على التخفيف من (يذرك).
قال العكبري:
(وسكنها بعضهم على التخفيف).
وقال الزمخشري:
(وقرأ الحسن يذرك بالجزم كأنه قيل: يفسدوا، كما قرئ (وأكن من الصالحين) كأنه قيل أصدق).
- وقرأ ابن مسعود وأنس بن مالك ونعيم (ويذركم) بالياء وضم
[معجم القراءات: 3/134]
الراء، وميم الجمع، على التعظيم لفرعون، أوله ولقومه، وتخريج هذه القراءة كقراءة الرفع السابقة.
- وقرأ أنس بن مالك (ونذرك) بالنون ورفع الراء، فقد توعدوه بتركه وترك آلهته، أو على معنى الإخبار، أي أن الأمر يؤول إلى هذا.
- وعن أنس أنه قرأ (ونذرك) بالنون ونصب الراء.
قال الزمخشري: (أي يصرفنا عن عبادتك فنذرها).
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك).
- وانفرد النحاس بقراءة أبي:
(وقد تركوا أن يعبدوك وآلهتك).
ولا يبعد عندي أن تكون هذه محرفة عن القراءة السابقة (تركوك)، والنحاس ينقل كثيرًا عن الفراء، والقراءة عند الفراء بكاف الخطاب.
- وقرأ الأعمش (وقد تركك وآلهتك).
[معجم القراءات: 3/135]
{وَآلِهَتَكَ}
- قراءة الجمهور (وآلهتك) على الجمع، فهو جمع إله، والظاهر أن فرعون كان له آلهة يعبدها، ورجح الطبري هذه القراءة لإجماع قراء الأمصار عليها.
- وقرأ ابن مسعود وعليّ وابن عباس وأنس ومجاهد وعلقمة وعاصم الجحدري والتميمي وأبو طالوت وأبو رجاء وابن محيصن والحسن والضحاك ومحمد بن سعدان في اختياره (وإلهتك).
وفسروا هذه القراءة بأمرين:
الأول: أن المعنى، وعبادتك، فيكون مصدرًا.
قال الفراء: (وقرأ ابن عباس (وإلاهتك) وفسرها: ويذرك وعبادتك، وقال: كان فرعون يعبد ولا يعبد).
والثاني: أن المعنى: ومعبودك، وهي الشمس التي كان يعبدها، والشمس تسمى إلهة، علمًا ممنوعة من الصرف.
ونقل ابن الأنباري عن ابن عباس أنه كان ينكر قراءة العامة ويقرأ (وإلهتك)، ويقول: إن فرعون كان يعبد ولا يعبد..
{وَآلِهَتَكَ قَالَ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الكاف في القاف، وبالإظهار.
{سَنُقَتِّلُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب
[معجم القراءات: 3/136]
(سنقتل) بضم النون والتشديد، وهو للتكثير.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (سنقتل) بالتخفيف، وهو يحتمل التكثير والتقليل.
{قَاهِرُونَ}
- قراءة ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف). [معجم القراءات: 3/137]

قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - قَوْله {إِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء} 128
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يُورثهَا} سَاكِنة الْوَاو خَفِيفَة الرَّاء وَكَذَلِكَ في مَرْيَم 63
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر عَنهُ {يُورثهَا} خَفِيفَة مثل حَمْزَة
وأخبرني الخزاز أَحْمد بن علي عَن هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {يُورثهَا} مُشَدّدَة الرَّاء
وَلم يروها عَن حَفْص غير هُبَيْرَة وَهُوَ غلط
وَالْمَعْرُوف عَن حَفْص التَّخْفِيف
وَلم يَخْتَلِفُوا في قَوْله {تِلْكَ الْجنَّة الَّتِي نورث} مَرْيَم 63 أَنَّهَا خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 292]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يورثها) [128]: مشدد: الخزاز). [المنتهى: 2/708]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يُورِثُهَا) مشدد الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، والخزاز في قول الْخُزَاعِيّ، الباقون خفيفة، وروى الملنجي بإسناده عن الشيزري (سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) مثقل قَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، وفي سورة مريم (نُوَرِّثُ) شديد رُوَيْس، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يورثها" بفتح الواو وتشديد الراء على المبالغة وعنه أيضا "طيرهم" بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف ولا همز اسم جمع، وقيل جمع، وعنه "والقمل" بإسكان الميم وتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{وَاصْبِرُوا}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف.
{يُورِثُهَا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم (يورثها) ساكنة الواو خفيفة الراء من (أورث).
- وروى هبيرة عن حفص عن عاصم، والخزاز عن هبيرة، والحسن ويحيى وابن مسعود (يورثها) مشددة الراء من (ورث).
قال ابن مجاهد:
(ولم يروها عن حفص غير هبيرة وهو غلط، والمعروف عن حفص
[معجم القراءات: 3/137]
التخفيف).
- وقرأ ابن أبي ليلى (يورثها) بفتح الراء.
وفي حاشية الجمل: (.. يفتح الراء مبنيًا للمفعول، والقائم مقام الفاعل هو: من يشاء).
- وقرئ (نورثها) بالنون على التعظيم.
{يَشَاءُ}
- قراءة الجماعة (يشاء) بالياء من تحت، وضمير الفاعل لله سبحانه وتعالى.
- وذكر ابن خالويه قراءة ابن أبي ليلى (يورثها من تشاء) كذا بتاء الخطاب، وإذا صح هذا فهو على خطاب موسى.
- وقرئ (نشاء) بالنون على نسبة الفعل إلى الله تعالى.
{وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
- قراءة الجماعة (والعاقبة...) بالرفع على الحال، أو الاستئناف.
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود (والعاقبة..) بالنصب عطفًا على (إن الأرض).
وفي حاشية الجمل: (... وللمتقين خبرها، فيكون قد عطف الاسم على الاسم، والخبر على الخبر، فهو من عطف الجمل اهـ سمين) ). [معجم القراءات: 3/138]

قوله تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}
{أَنْ تَأْتِيَنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (تاتينا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز.
{جِئْتَنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف وأبو جعفر واليزيدي (جيتنا) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
وتقدم مثل هذا، وانظر الآية/84 من سورة النساء). [معجم القراءات: 3/139]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:49 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (130) إلى الآية (133) ]

{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)}

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى) على الماضي طَلْحَة، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالياء على المستقبل، وهو الاختيار، لأنه أوفق لجواب الشرط). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يورثها" بفتح الواو وتشديد الراء على المبالغة وعنه أيضا "طيرهم" بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف ولا همز اسم جمع، وقيل جمع، وعنه "والقمل" بإسكان الميم وتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131)}
{جَاءَتْهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلاف عنه.
انظر الآية/43 من سورة الناء.
[معجم القراءات: 3/139]
{سَيِّئَةٌ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/81 من سورة البقرة.
{يَطَّيَّرُوا}
- قرأ عيسى بن عمر وطلحة بن مصرف (تطيروا) بالتاء وتخفيف الطاء، فعلًا ماضيًا، وجاء ضبط هذه القراءة عنهما في مختصر ابن خالويه: (تطيروا) كذا، بفتح التاء وكسر الطاء وتخفيف الياء، على الخطاب من (طار).
- وجاءت القراءة عند الصفراوي بالياء عن طلحة مع التخفيف (يطيروا).
- وروي عن مجاهد أنه قرأ (تشاءموا). ويحمل مثل هذا على التفسير لا على أنه قرآن لمخالفته سواد المصحف.
- وقراءة الجماعة (يطيروا) بالياء وتشديد الطاء، مضارع مجزوم على جواب الشرط.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{طَائِرُهُمْ}
- قرأ الحسن (طيرهم)، وقيل هم اسم جمع، أو جمع، والأول هو الصحيح عند الشهاب لأنه على أوزان المفردات.
- وقال ابن خالويه: (إنما طيرهم. الحسن) وكذلك جميع القرآن.
- وعن الحسن أنه قرأ (طيركم) على الخطاب من غير ألف أو همز).
[معجم القراءات: 3/140]
قال الزمخشري:
(وهو اسم لجمع طائر غير تكسير، ونظيره التجر والركب، وعند أبي الحسن هو تكسير).
- وقراءة الجماعة (طائرهم) بالألف وهمز بعده.
- ورقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/141]

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)}
{تَأْتِنَا}
- تقدمت قراءة (تاتنا) بالألف في الآية/129 من هذه السورة.
{فَمَا نَحْنُ لَكَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام، وعنهما الإظهار.
- وروي عنهما الاختلاس أيضًا.
{بِمُؤْمِنِينَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (بمومنين)، بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
وتقدم مثل هذا في الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/141]

قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يورثها" بفتح الواو وتشديد الراء على المبالغة وعنه أيضا "طيرهم" بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف ولا همز اسم جمع، وقيل جمع، وعنه "والقمل" بإسكان الميم وتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عليهم الطوفان"، "عليهم الرجز" من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الطوفان} [133] و{عليهم الرجز} [134] لا يخفى). [غيث النفع: 636] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)}
{عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عليهم الطوفان) بضم الهاء والميم في الوصل.
[معجم القراءات: 3/141]
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم الطوفان) بكسر الهاء والميم.
- والباقون على كسر الهاء وضم الميم (عليهم الطوفان) على أصلهم.
{وَالْقُمَّلَ}
- قرأ الحسن (والقمل) بفتح القاف وسكون الميم، وهو المعروف.
- وقراءة الجماعة (والقمل) بضم القاف وتشديد الميم وفتحها، وهي دواب أصغر من القمل.
- وقرأ الحسن وعكرمة وابن يعمر (القمل) برفع القاف وسكون الميم.
{مُفَصَّلَاتٍ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/142]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:50 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (134) إلى الآية (137) ]

{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عليهم الطوفان"، "عليهم الرجز" من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الطوفان} [133] و{عليهم الرجز} [134] لا يخفى). [غيث النفع: 636] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
{وَقَعَ عَلَيْهِمُ}
- إدغام العين في العين عن أبي عمرو ويعقوب.
{عَلَيْهِمُ}
- انظر القراءات في الآية/133 السابقة، والآية/7 من سورة الفاتحة.
[معجم القراءات: 3/142]
{الرِّجْزُ ... الرِّجْزَ}
- قرأ مجاهد وابن محيصن وابن جبير (الرجز) بضم الراء في الموضعين، وهي لغة.
- والجماعة على كسرها (الرجز).
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
- والجمهور على التحقيق.
{لَنُؤْمِنَنَّ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (لنومنن) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{إِسْرَائِيلَ}
- سهل الهمز أبو جعفر، مع المد والقصر.
وثلث الأزرق وورش همزه بخلاف عنهما.
- وتقدم وقف حمزة عليه.
وانظر تفصيل هذا المجمل في سورة البقرة الآية/40 في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/143]

قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
{الرِّجْزَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة/134 بضم الراء وكسرها.
[معجم القراءات: 3/143]
{يَنْكُثُونَ}
- قرأ أبو هاشم وأبو حيوة وأبو البرهسم (ينكثون) بكسر الكاف.
- وقراءة الجماعة (ينكثون) بضمها). [معجم القراءات: 3/144]

قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة (بينهم).
- والجماعة على تحقيق الهمز). [معجم القراءات: 3/144]

قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في ضم الرَّاء وَكسرهَا من قَوْله {يعرشون} 137
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {يعرشون} بِكَسْر الرَّاء وفي النَّحْل 68 مثله
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر بِضَم الرَّاء فيهمَا). [السبعة في القراءات: 292]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يعرشون) وفي النحل بضم (الراء) شامي، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعرشون) [137]، وفي النحل [68]: بضم الراء شامي، وأبو بكر، والمفضل، وجر أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (يعرشون) بضم الراء هنا وفي النحل، وكسرها الباقون). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {يعرشون} (137)، هنا، وفي النحل (68): بضم الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر: (يعرشون) هنا وفي النّحل بضم الرّاء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْرِشُونَ) مشدد، وفي النحل ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، وبضم الراء خفيف أبو بكر، وأبان، وعصمة، وابن صدقة، وابن أبي حماد، والمفضل كلهم عن عَاصِم، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وشامي غير أبي بشر، وهو الاختيار، لأنه أعلى اللغتين وافق أبو بسر ها هنا، الباقون بكسر الراء خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 555]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([137]- {يَعْرِشُونَ} بضم الراء هنا، وفي [النحل: 68]: أبو بكر وابن عامر). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (695- .... .... .... .... = مَعاً يَعْرِشُونَ الْكَسْرُ ضُمَّ كَذِي صِلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(معًا)، يريد موضعي {يعرشون} هنا وفي النحل.
(كذي صلا)، استعارةٌ للذكاء، لأن ذكاء النار يستعار للذكاء، وهما لغتان مشهورتان. والكسر لأهل الحجاز). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: معًا يعرشون يعني: هنا وفي النحل ضم الراء وكسرها لغتان، وقوله: كذي صلا؛ أي: كصاحب صلا، والصلاء بالمد ذكا النار بالقصر واستعارها، وذلك يستعار؛ للتعبير به عن الذكاء الممدود وهو الفطنة؛ أي: ضم الكسر فيه مشبها ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/180]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (695 - .... .... .... .... .... = معا يعرشون الكسر ضمّ كذي صلا
....
وقرأ ابن عامر وشعبة يَعْرِشُونَ* هنا وفي النحل بضم كسر الراء في الموضعين وغيرهما بكسرها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْرِشُونَ هُنَا وَالنَّحْلِ، فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} هنا [137]، والنحل {68] بضم الراء، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (640- .... .... .... .... يعرشو = معًا بضمّ الكسر صافٍ كمشوا). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعرشوا) يعني قوله تعالى «يعرشون» في الموضعين هنا «وما كانوا يعرشون» وفي النحل «ومما يعرشون» قرأه بضم الراء شعبة وابن عامر، والباقون بالكسر، وهما لغتان فصيحتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويقتلون عكسه (ا) نقل يعرشوا = معا بضمّ الكسر (ص) اف (ك) مشوا
ش: أي: قرأ ذو همزة (انقل) نافع بعكس المذكورين في يقتلون أبناءكم [الأعراف: 141] فخف، وشدد التسعة.
وقرأ ذو صاد (صاف) أبو بكر وكاف (كمشوا) ابن عامر: وما كانوا يعرشون هنا [الآية: 137]، والنحل [الآية: 68] بضم الراء، وهي لغة الحجاز، والباقون بكسرها، وهي لغة غيرهم.
وقيد الضم للاصطلاح؛ فصار نافع بتخفيف سنقتل ويقتلون على الأصل؛ لأنه مضارع «قتل»، وأبو جعفر وابن كثير بتخفيف الأول وتشديد الثاني على التقدير والتحقيق، والباقون بتشديدهما على أنهما مبنيان من فعّل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "كلمت ربك" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وإمالة الكسائي وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر وثلث الأزرق همزة بخلفه ومر وقف حمزة عليه أوائل البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/60]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في"يعرشون" [الآية: 137] هنا و[النحل الآية: 68] فابن عامر وأبو بكر بضم الراء فيهما، وهما لغتان يقال عرش الكرم يعرشه بضم الراء وكسرها، وهو أفصح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلمت ربك} [137] لا خلاف بينهم في قراءتها بالإفراد، واختلفوا في رسمها، والمعول عليه رسمها بالتاء إجراءً على الأصل، وعمل أكثر الناس عليه، وعليه فوقف المكي والبصري وعلي بالهاء، والباقون بالتاء، وعلى رسمها بالهاء فالوقف به للجميع). [غيث النفع: 636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعرشون} قرأ الشامي وشعبة بضم الرامي، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 636]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
{كَلِمَتُ رَبِّكَ}
- قرأ الحسن وزيد وهي رواية عن عاصم وهي قراءة عبد الوارث وحسين ويونس والأزرق كلهم عن أبي عمرو (كلمات ربك) على الجمع
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (كلمه) بالهاء، في الوقف، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (كلمت) موافقة لصريح الرسم، وهي لغة طيء.
- وأمال الكسائي الميم في الوقف (كلمه).
[معجم القراءات: 3/144]
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِسْرَائِيلَ}
- انظر تفصيل القراءات فيه في الآية/40 من سورة البقرة.
{يَعْرِشُونَ}
- قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحماد (يعرشون) بضم الراء، وذهب الكسائي إلى أنها لغة تميم.
وذكر ابن عطية هذه القراءة للحسن وأبي رجاء ومجاهد أيضًا.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والحسن وأبو رجاء (يعرشون) بكسر الراء، وهي لغة الحجاز، وهي عند اليزيدي وأبي عبيدة أفصح من الضم، والقراءتان عند الطبري سواء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (يعرشون) بضم الياء وفتح العين وتشديد الراء.
- وقال الزمخشري:
(وبلغني أنه قرأ بعض الناس (يغرسون) من غرس الأشجار. وما أحسبه إلا تصحيفًا منه).
[معجم القراءات: 3/145]
وقال الشهاب:
(وقرئ في الشواذ (يغرسون) بالغين المعجمة، وفي الكشاف أنها تصحيف، ولذا تركها المصنف [أي البيضاوي] -رحمه الله تعالى- وهي شاذة) ). [معجم القراءات: 3/146]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:52 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (138) إلى الآية (141) ]

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}

قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في ضم الْكَاف وَكسرهَا من قَوْله {يعكفون} 138
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {يعكفون} بِضَم الْكَاف
وروى عبد الْوَارِث عَن أَبي عَمْرو {يعكفون} بِكَسْر الْكَاف
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يعكفون} بِالْكَسْرِ). [السبعة في القراءات: 292]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يعكفون) بكسر الكاف، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعكفون) [138]: بكسر الكاف هما، وخلف). [المنتهى: 2/708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يعكفون) بكسر الكاف، وضمها الباقون). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يعكفون} (138): بكسر الكاف.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (يعكفون) بكسر الكاف والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَجَاوَزْنَا) مشدد الواو من غير ألف حيث وقع الحسن في رواية عباد، والْأَعْمَش في
[الكامل في القراءات العشر: 555]
رواية عصمة، الباقون بألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (يَعْكُفُونَ) بضم الياء وتشديد الكاف ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، وقرأ أبو حيوة بضم الياء وإسكان العين وكسر الكاف، وروى الْمُعَلَّى وعبد الوارث وحجاج، والجعفي، ويونس، وعبيد، والأصمعي كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وَحُمَيْد، والحسن طريق ابن أرقم، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، ومسعود بن صالح، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم بفتح الياء وكسر الكاف خفيف، الباقون بضم الكاف وفتح الياء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([138]- {يَعْكُفُونَ} بكسر الكاف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (696 - وَفي يَعْكُفُونَ الضَّمُّ يُكْسَرُ شَافِياً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر (شـ)افيًا = وأنجى بحذف الياء والنون (كـ)فلا
يقال: عكف يعكف ويعكف، لغتان فصيحتان). [فتح الوصيد: 2/934]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر شافيا = وأنجى بحذف الياء والنون كفلا
ح: (الضم): مبتدأ، (يُكسر): خبر، (في يعكفون): ظرفه، (شافيًا): حال من ضمير المبتدأ، (أنجى ... كفلا): مبتدأ وخبر، (بحذفٍ): متعلق الخبر.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (يعكفون على أصنامٍ) [138] بكسر الكاف، وغيرهما بالضم، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ):
(696- وَفي يَعْكُفُونَ الضَّمُّ يُكْسَرُ "شَـ"ـافِيًا،.. وَأَنْجى بِحَذْفِ اليَاءِ وَالنُّونِ "كُـ"ـفِّلا
ضم الكاف وكسرها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (696 - وفي يعكفون الضّمّ يكسر شافيا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ بكسر ضم الكاف وغيرهما بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْكُفُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَالْوَرَّاقُ عَنْ خَلَفٍ بِكَسْرِ الْكَافِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ إِدْرِيسَ، فَرَوَى عَنْهُ الْمُطَّوِّعِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَالْقَطِيعِيُّ بِكَسْرِهَا، وَرَوَى عَنْهُ الشَّطِّيُّ بِضَمِّهَا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس {يعكفون} [138] بكسر الكاف، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (641 - ويعكفو اكسر ضمّه شفا وعن = إدريس خلفه .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا) وعن = إدريس خلفه وأنجانا احذفن
أي قرأ «يعكفون على أصنام لهم» بكسر الكاف حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس في ضم الكاف وكسرها من «يعكفون المذكورة» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا) وعن = إدريس خلفه وأنجانا احذفن
ياء ونونا (ك) م ودكّاء (شفا) = في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى)
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يعكفون [الأعراف:
138] بكسر الكاف، وهي لغة أسد، والباقون بالضم، وهي لغة بقية العرب.
واختلف [فيه] عن (إدريس) فروى المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي [عنه] كسرها، وروى عنه الشطي ضمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/336]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يعكفون" [الآية: 138] فحمزة والكسائي والوراق عن خلف والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن إدريس عنه بكسر الكاف لغة أسد وافقهم الحسن والأعمش وروى الشطي عن إدريس ضمها، وبه قرأ الباقون لغة بقية العرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعكفون} [138] قرأ الأخوان بكسر الكاف، والباقون بالضم). [غيث النفع: 636]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}
{جَاوَزْنَا}
- قراءة الجماعة (جاوزنا) بألف بعد الجيم، أي قطعنا، يقال: جاوز الوادي إذا قطعه.
- وقرأ الحسن وإبراهيم وأبو رجاء ويعقوب (جوزنا) بتشديد الواو من غير ألف قبلها.
وذهب أبو حيان إلى أنه مما جاء فيه (فعل) بمعنى (فعل) المجرد، وليس التضعيف للتعدية.
وقال الزمخشري: (جوزنا بمعنى أجرنا).
{إِسْرَائِيلَ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/40 من سورة البقرة.
{يَعْكُفُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وجبلة عن المفضل عن عاصم وعبد الوارث عن أبي عمرو، والوراق عن خلف، والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن إدريس بخلاف عنه من رواية الشطي والحسن والأعمش
[معجم القراءات: 3/146]
(يعكفون) بكسر الكاف، وهي لغة أسد، وذكر الخليل في العين أنها لغة هذيل، ثم قال: (هم مولعون بالكسر).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (يعكفون) بضم الكاف، وهي لغة بقية العرب.
- وقرأ ابن أبي عبلة (يعكفون) بضم الياء وفتح العين وتشديد الكاف المكسورة.
{يَعْكُفُونَ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{اجْعَلْ لَنَا}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{آلِهَةٌ}
- أمال الكسائي الهاء في الوقف، ونقل عنه الفتح كبقية القراء). [معجم القراءات: 3/147]

قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)}

قوله تعالى: {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
{أَغَيْرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/147]

قوله تعالى: {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَإِذ أنجيناكم} 141
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (وَإِذا أنجاكم) لَيْسَ قبل الْألف نون وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَإِذ أنجيناكم}). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وإذ أنجاكم) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يقتلون) [141]: خفيف: نافع). [المنتهى: 2/708]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنجاكم) [141]، و(ءاصارهم) [157]: بألف دمشقي). [المنتهى: 2/709] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (وإذ انجاكم) بلفظ الواحد، وقرأ الباقون (أنجيناكم) بلفظ الجماعة). [التبصرة: 218]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يقتلون) بالتخفيف وفتح الياء وضم التاء، وشدد الباقون وضموا الياء وكسروا التاء). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {وإذ أنجاكم} (141): بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا نون.
والباقون: بالياء والنون وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 293]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يقتلون أبناءكم} (141): بفتح الياء، وإسكان القاف، وضم التاء مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (وإذ أنجاكم) بألف بعد الجيم من غير ياء [ولا] نون، والباقون بالياء والنّون وألف بعدها.
نافع: (يقتلون أبناءكم) بفتح الياء وإسكان القاف وضم التّاء مخففا، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التّاء مشددا. [وواعدنا قد ذكر] ). [تحبير التيسير: 377]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" أنجاكم " بألف). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([141]- {أَنْجَيْنَاكُمْ} بألف: ابن عامر.
[141]- {يُقَتِّلُونَ} خفيف: نافع). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (695- .... .... وَفِي يَقْتُلُونَ خُذْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (696- .... .... .... .... = وَأَنْجى بِحَذْفِ الْيَاءِ وَالنُّونِ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وفي يقتلون خذ) بذلك.
و(خذ)، عبارة عمن عدا نافعًا. وهذا من عجائب هذا النظم؛ وقد أحال في {يقتلون} على ما قيده في {سنقتل} ). [فتح الوصيد: 2/933]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({وإذ أنجكم} مردود على قوله: {أغير الله}.
ووجه الأخرى ظاهر. وقد سبق معنى (كفلا) ). [فتح الوصيد: 2/934]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([694] وفي الكل تلقف خف حفص وضم في = سنقتل واكسر ضمه متثقلا
[695] وحرك ذكا حسنٍ وفي يقتلون خذ = معًا يعرشون الكسر ضم كذي صلا
ب: (ذكا) بالمد -: علمٌ للشمس قصرت ضرورة، (الصلا) مقصور -: استعار النار.
[كنز المعاني: 2/253]
ح: (خف حفصٍ): مبتدأ، (في الكل): خبره، (تلقف): عطف بيان، (متثقلا): حال من المكسور؛ لأن الضم بمعنى المضموم، مفعول (حرك): محذوف، أي: ساكنه، (ذكا): حال من فاعل (حرك)، أي: مشبهًا شمس حسن، (في يقتلون): عطف على (سنقتل)، أي: ضم في يقتلون واكسر مضمومه مثقلًا وحرك ساكنه، (معًا): حال من (يعرشون)، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(الكسرُ ضم): جملة وقعت خبر (يعرشون)، أي: الكسر فيه، و(ضم كذي): نصب على الظرف، أي: مشبهًا في الذكاء نارًا ذات استعارٍ.
ص: يعني: قرأ حفص: (تلقف ما يأفكون) في كل القرآن بالتخفيف من: (لقف يلقف)، والباقون: {تلقف} بالتشديد من: (تلقف يتلقف)، والأصل: (تتلقف)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو عمرو: (سنقتل أبناءهم) [127] بضم النون وكسر تائه المضمومة مع تشديدها، وتحريك القاف بالفتح من التقتيل للمبالغة، أو للتكثير، والباقون: {سنقتل} بفتح النون وضم التاء مع التخفيف وسكون القاف من القتل.
[كنز المعاني: 2/254]
وقرأ غير نافع: (يُقتلون أبناءكم) [141] بما قيد به قبل، أي: بالياء المضمومة والتاء المكسورة مثقلة والقاف المفتوحة، ونافع: بفتح الياء وضم التاء خفيفةً وبسكون القاف.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} في الموضعين هنا [137] وفي النحل [68] بضم الراء، والباقون بكسرها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/255] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([696] وفي يعكفون الضم يكسر شافيا = وأنجى بحذف الياء والنون كفلا
ح: (الضم): مبتدأ، (يُكسر): خبر، (في يعكفون): ظرفه، (شافيًا): حال من ضمير المبتدأ، (أنجى ... كفلا): مبتدأ وخبر، (بحذفٍ): متعلق الخبر.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (يعكفون على أصنامٍ) [138] بكسر الكاف، وغيرهما بالضم، وهما لغتان.
[كنز المعاني: 2/255]
وقرأ ابن عامر: (وإذ أنجاكم من آل فرعون) [141] بحذف الياء والنون على أن فيه ضمير الله تعالى؛ لأن قبله: {أغير الله أبغيكم} [140]، والباقون: {أنجيناكم} على بناء جمع المتكلم.
و(كفل): جعل له كفيلٌ يقوم بنصره). [كنز المعاني: 2/256] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: وفي يقتلون خذ؛ أي: فيه بما قيد به في سنقتل يعني: {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ}، لم يخففه غير نافع وأما سنقتل فخففه نافع وابن كثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/180]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ ابن عامر: "إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ"، والباقون "أَنْجَيْنَاكُمْ" وكلاهما ظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (695 - .... .... .... وفي يقتلون خذ = .... .... .... .... ....
....
وقرأ القراء السبعة إلا نافعا يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ كقراءة أبي عمرو ومن معه في سَنُقَتِّلُ أي بضم الياء وفتح القاف وكسر ضم التاء وتشديدها، فتكون قراءة نافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (696 - .... .... .... .... .... = وأنجى بحذف الياء والنّون كفّلا
....
وقرأ ابن عامر: وإذ أنجناكم بحذف الياء والنون، فتكون قراءة غيره بإثباتهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... .... .... = .... يَقْتُلُوا مَعْ يَتْبَعُ اشْدُدْ .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقتلوا مع يتبعوا اشدد وقل علا، أي قرأ هذه الكلمات الثلاثة أبو جعفر لأنه ضمير له راجع إلى مرموز لا {يقتلون أبناءكم} [141]
[شرح الدرة المضيئة: 132]
بتشديد التاء فيلزم ضم الياء وفتح القاف وكسر المشددة وعلم من الوفاقللآخرين، وبذلك اتفقوا، وجرد الناظم يتبعون من اللواحق ليعم ما في السورة وهو {لا يتبعوكم} [193] وفي الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] أيقرأ أبو جعفر بتشديد التاء في الموضعين فيلزم فتح المشددة وكسر الياء، ولذا اكتفى بالتشديد، وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ، وَلَا نُونٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءٍ وَنُونٍ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ وَالْعَجَبُ أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْحَرْفَ فِي كِتَابِهِ السَّبْعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ تَشْدِيدٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {وإذ أنجيناكم} [141] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، والباقون {أنجيناكم} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {يقتلون أبناءكم} [141] بفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء مخففة، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(641- .... .... .... .... .... = .... .... وأنجانا احذفن
642 - ياءً ونونًا كم .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأنجينا احذفن) أي وقرأ «وأنجيناكم» في قوله تعالى «وإذا أنجيناكم من آل فرعون» «أنجاكم» بحذف الياء والنون ابن عامر حملا على قوله تعالى «أفغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين» فيكون القائل ذلك موسى عليه السلام، والباقون أنجيناكم كما لفظ به، وسيأتي في أول البيت الآتي:
ياء ونونا (ك) م ودكّاء (شفا) = في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى)
أي وحذف الياء والنون من نجيناكم ابن عامر، وإذا حذفها فيبقى الألف بعد الجيم فيكون أنجاكم، وهذا أوضح من قول الشاطبية وأنجا بحذف الياء والنون، لأنه لم يعلم موضعه ولا لفظ بقراءة الباقين وقد ظهر أنها أنجينا، ووجهها الانتقال من موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى كلام الله تعالى وإخباره عما منّ الله عليه من الإنجاء بصرفه للعظمة والمناسبة كقوله أثر ذلك «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: وإذ أنجاكم [الأعراف: 141] بحذف الياء والنون، والتسعة بإثباتهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وجه أنجاكم إسناده إلى ضمير اسم الله- تعالى- أي: أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم وأنجاكم، فهو تمام كلام موسى عليه [وعلى نبينا] الصلاة والسلام، وعليه رسم الشامي.
ووجه أنجينكم: إسناده لضمير المتكلم المعظم نفسه ابتداء كلام الله تعالى، أي: واذكروا إذ أنجيناكم نحن، فيتصل بـ ووعدنا [142]، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم" [الآية: 141] فابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون مسندا إلى ضمير الله تعالى، والباقون بياء ونون وألف بعدها مسندا إلى المعظم، قال في النشر: والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُم" [الآية: 141] فنافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة على الأصل، والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ أنجيناكم} [141] قرأ الشامي بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا نون، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام، والباقون بياء ونون بعد الجيم، وألف بعدهما، وكذلك هو في مصاحفهم). [غيث النفع: 636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقتلون} قرأ نافع بفتح الياء، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، والباقون بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشددة.
[غيث النفع: 636]
وما في الربع من مما يصح الوقف عليه، وحكم حمزة فيه لا يخفى). [غيث النفع: 637]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عظيم} تام وقيل كاف، فاصلة، ونصف الحزب، بإجماع). [غيث النفع: 637]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}
{أَنْجَيْنَاكُمْ}
- قرأ الجمهور (أنجيناكم) بنون العظمة، وهو كذلك في مصاحف أهل العراق.
- وقرأ ابن عامر (أنجاكم) بغير ياء ونون، وهو كذلك في مصاحف الشام والحجاز.
- وقرأت فرقة (نجيناكم) مشددًا من (نجى).
{يُقَتِّلُونَ}
- قراءة الجمهور (يقتلون) بتشديد التاء من (قتل)، والتشديد للتكثير.
- وقرأ نافع (يقتلون) مخففًا من (قتل).
{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في النون بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/148]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:53 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (142) إلى الآية (143) ]

{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}

قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي وَاعَدْنَا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وواعدنا} [142] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ووعدنا [142] بالبقرة [الآية: 51] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وعدنا" [الآية: 142] بغير ألف أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة}
{وواعدنا} [142] قرأ البصري بحذف الألف قبل العين، والباقون بإثباته). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
{وَوَاعَدْنَا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم، وشعبة وحمزة والكسائي ومجاهد والأعرج والأعمش (واعدنا) بألف.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر وشيبة واليزيدي وابن محيصن ويعقوب وأبي بن كعب وأبو رجاء (وعدنا) بغير ألف.
وانظر هاتين القراءتين في الآية/51 من سورة البقرة في الجزء الأول، ففيهما تفصيل وخلاف في ترجيح إحدى القراءتين.
{مُوسَى ... مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{وَأَتْمَمْنَاهَا}
- قراءة الجماعة (وأتممناها) من (أتم).
- وفي مصحف أبي بن كعب وقراءته (وتممناها) من (تمم) مشددًا، بغير ألف.
{لِأَخِيهِ هَارُونَ}
- أدغم الهاء بالهاء أبو عمرو ويعقوب.
{هَارُونَ}
- قراءة الجماعة (... هارون) بالفتح، فهو مجرور على البدل من
[معجم القراءات: 3/149]
(أخيه)، أو عطف بيان، وهو ممنوع من الصرف، وعند الشهاب النصب بتقدير (أعنى).
- وقرء (... هارون) بالرفع، على النداء، أي: يا هارون، وحذف حرف النداء.
أو هو خبر مبتدأ محذوف). [معجم القراءات: 3/150]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا في الْمَدّ وَالْقصر من قَوْله {دكا} 143
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {جعله دكا} منونة مَقْصُورَة هَهُنَا وفي الْكَهْف 98
وَقَرَأَ عَاصِم في الْأَعْرَاف {دكا} منونة وَقَرَأَ في الْكَهْف {دكاء} ممدودة غير منونة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {دكاء} في الْمَوْضِعَيْنِ ممدودة غير منونة). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (دكاء) ممدود مهموز كوفي - غير عاصم - ، وفي الكهف، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (دكاء) هنا وفي الكهف بالمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين، ووافقهما عاصم على ذلك في سورة الكهف، وقرأ الباقون بالقصر من غير همز وبالتنوين). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {جعله دكاء} (143)، هنا: بالمد، والهمز، من غير تنوين.
والباقون: بالتنوين، من غير همز). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (جعله دكاء) هنا بالمدّ والهمز من غير تنوين. والباقون بالتّنوين من غير همز). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (697 - وَدَكَّاءَ لاَ تَنْوِينَ وَامْدُدْهُ هَامِزاً = شَفَا وَعَنِ الْكُوفِيِّ فِي الْكَهْفِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([697] ودكا لا تنوين وامدده هامزًا = (شـ)فا وعن (الكوفي) في الكهف وصلا
أي جعله رابيةً بعد أن كان مرتفعًا.
والدكاء: اسم للرابية الناشزة من الأرض.
أو جعله أرضًا دكاء مستوية؛ ومنه قيل للناقة المنخفضة السنام: دكاء.
والقراءة الأخرى معناها: جعله مد كوكًا، مصدر مفعول، كضرب الأمير.
هذا معنى قول أبي عبيد فيه.
وقال الأخفش: «كأنه لما قال: {جعله}، قال: دكه»؛ فهو كقولك: قعدت جلوسًا.
[فتح الوصيد: 2/934]
وفي الكهف: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء}، وافقهما عاصم عليه.
ومعنى (وصل)، توصيل دكاء للكوفيين في الكهف بهذا). [فتح الوصيد: 2/935]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([697] ودكاء لا تنوين وامدده هامزًا = شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا
ح: (دكاء): مبتدأ، (شفا): خبره، و (عن الكوفي): عطف على الخبر، أعني: دكاء عن الكوفي، (في الكهف): حال، (وصلا): ضميره، يرجع إلى (دكاء) .
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (جعله دكاء وخر موسى صعقًا) هنا [143]، والكوفيون كلهم في الكهف: {جعله دكاء وكان وعدُ ربي حقًا} [98] بالمد والهمز من غير تنوين، على (فعلاء) بمعنى: الربوة الناشزة من الأرض، أبو بمعنى المستوية من قولهم: (ناقة دكاءُ) للمستوية السنام، والباقون: {دكًا} بالتوين وترك الهمز والمد، مصدر من:
[كنز المعاني: 2/256]
(دكه دكًا)، أي: مدكوكًا). [كنز المعاني: 2/257]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (697- وَدَكَّاءَ لا تَنْوِينَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا،.. "شَـ"ـفَا وَعَنِ الْكُوفِيِّ فِي الكَهْفِ وُصِّلا
الدكاء بالمد: الرابية الناشرة من الأرض كالدكة؛ أي: جعله كذلك يعني: الجبل ههنا والسد في الكهف أو جعله أرضا مستوية، ومنه ناقة دكاء للمستوية السنام، ودكا بالقصر والتنوين في قراءة الجماعة مصدر بمعنى مدكوكا أو مندكا؛ أي: مندقا، والمعنى دكه دكا: مثل قعد جلوسًا، ومرفوع وصلا ضمير عائد على دكا الممدود غير النون؛ أي: وصل إلينا نقله عن الكوفيين في حرف الكهف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (697 - ودكّاء لا تنوين وامدده هامزا = شفا وعن الكوفيّ في الكهف وصّلا
قرأ حمزة والكسائي جَعَلَهُ دَكَّاءَ هنا بحذف التنوين وألف بعد الكاف وبعد الألف همزة مفتوحة، ويكون المد عندهما من قبيل المتصل فيمده كل منهما حسب مذهبه، وقرأ الكوفيون في الكهف جَعَلَهُ دَكَّاءَ كقراءة حمزة والكسائي هنا، فتكون قراءة الباقين في الموضعين بالتنوين من غير ألف ولا همز). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جَعَلَهُ دَكًّا هُنَا وَالْكَهْفِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ مَفْتُوحًا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَافَقَهُمْ عَاصِمٌ فِي الْكَهْفِ، وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/271]
الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ فِي السُّورَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {جعله دكًا} هنا [143] والكهف [98] بالمد والهمز، وافقهم عاصم في الكهف، والباقون بالتنوين من غي مد ولا همز فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (642- .... .... .... ودكّاء شفا = في دكًّا المدّ وفي الكهف كفى). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (دكا) يعني وقرأ دكا في قوله تعالى «دكآ» حمزة والكسائي وخلف على ما لفظ به مع المد وإنما نص على ذلك المد مع كونه تلفظ به زيادة للبيان ولأنه لا يقوم بالوزن بغير المد الذي هو الألف؛ والمعنى جعله أرضا دكا وهي النائشة الناشزة من الأرض كالدكة وكالجبل، والباقون بالتنوين من غير مد على ما لفظ به على أنه يصير بمعنى مدكوك: أي مندكا، يعني دكه مثل قعد جلوسا؛ وأما حرف الكهف وهو «فإذا جاء وعد ربي جعله دكآء» فقرأ الكوفيون كقراءة مدلول شفا هنا بالمد من غير تنوين، والباقون بالقصر والتنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (شفا): دكّاء [الأعراف: 143] بألف، وهو مراده بقوله: «المد والهمزة مفتوحة بلا تنوين».
وقرأه الكوفيون في الكهف [الآية: 98] كذلك، والباقون بحذف الألف والهمزة وإثبات التنوين.
تتمة:
تقدم ووعدنا [142] بالبقرة [الآية: 51].
وجه مد دكاء جعله اسما للرابية-: ما ارتفع من الأرض- دون الجبل، أو للأرض المستوية، أي: جعل الجبل والبيداء أرضا.
ووجه القصر: جعله مصدر دكه (و) دقة ملاق في المعنى [فمفعول مطلق]: أو ذا دق: أو بمعنى مدكوك فمفعول به.
وجه الفارق: [قصد] بتأكيد دك الجبل بالاضمحلال من هيبة القدرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "رب أرني" بضم الباء بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" راء أرني ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولأبي عمرو اختلاس كسرة الراء أيضا من روايتيه، كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على إثبات ياء "تراني" معا في الحالين، وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر النون وصلا من "ولكن انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تجلى" والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/61]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "دكاء" [الآية: 143] هنا و[الكهف الآية: 98] فحمزة والكسائي وخلف بالمد والهمز من غير تنوين فيهما، بوزن حمراء من قولهم ناقة دكاء أي: منبسطة السنام غير مرتفعة أي: أرضا مستوية، وقرأ عاصم كذلك في الكهف فقط، وافقهم فيهما الأعمش، والباقون بالتنوين بلا مد ولا همز مصدر واقع موقع المفعول به أي: مدكوكا مفتتا، قال ابن عباس: صار ترابا، وقال الحسن: ساح في الأرض وهو مفعول ثان لجعل على المشهور فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَأَنَا أَوَّل" [الآية: 143] بالمد نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرني} [143] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري باختلاس كسرته، والباقون بالكسرة الكاملة، واتفقوا على إسكان يائه). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكن انظر} قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {دكا} قرأ الأخوان بهمزة مفتوحة بعد الألف، من غير تنوين، تمد الألف لأجلها، والباقون بالتنوين، من غير همزة ولا مد). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأنا أول} قرأ نافع بإثبات ألف {أنا} وصلاً، ولا يخفى ما يترتب عليه من المد، والباقون بحذفها وصلاً، ولا خلاف بينهم في إثباتها في الوقف). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{قَالَ رَبِّ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء، الإظهار.
{رَبِّ}
- قراءة الجماعة (رب)، وقد حذفت منه أداة النداء من أوله، وياء النفس من آخره، والأصل فيه: ياربي.
- وقرأ ابن محيصن (رب) بضم الباء، بخلاف عنه، وهو على النداء أيضًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/126 من سورة البقرة.
{أَرِنِي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والسوسي وابن محيصن
[معجم القراءات: 3/150]
(أرني) بسكون الراء.
- وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح، وزمعة والخزاعي عن البزي (أرني..) بسكون الراء وفتح الياء.
- وقرأ الدوري عن أبي عمرو باختلاس كسرة الراء.
- والباقون على كسر الراء وسكون الياء (أرني).
وتقدم حكم الراء في سورة البقرة في (أرنا) الآية/128، والآية/260 (أرني).
{قَالَ لَنْ تَرَانِي}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{لَنْ تَرَانِي ... فَسَوْفَ تَرَانِي}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَلَكِنِ انْظُرْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والمطوعي والحسن (ولكن انظر) بكسر النون في الوصل لالتقاء ساكنين.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي وأبو جعفر (ولكن انظر) بضم النون، وكأنه من باب الإتباع للحرف الثالث.
{تَجَلَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/151]
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{دَكًّا}
- قراءة الجماعة (دكًا) بالقصر والتنوين، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن عباس والربيع بن خثيم (دكاء) ممدودة غير منونة على وزن (حمراء).
والدكاء: الناقة التي لا سنام لها، والمراد هنا الأرض المستوية.
وذهب القرطبي إلى أنها قراءة أهل الكوفة، وهذا يعني أنها قراء عاصم، وليس هذا بصواب، فإن عاصمًا وافقهم على ذلك في آية الكهف/98، أما هنا فقراءاته كالجماعة بالقصر والتنوين.
- ووقف حمزة على الألف (دكا) بدلًا من الهمزة مع المد والتوسط والقصر.
- ووقف الكسائي على همزة ساكنة (دكاء).
- وقرأ يحيى بن وثاب (دكًا) بضم الدال والقصر، أي قطعًا، وهو جمع دكاء، مثل حمراء وحمر.
[معجم القراءات: 3/152]
- قال أبو حيان:
(... نحو غر جمع غراء، وانتصب على أنه مفعول ثانٍ لجعله...).
وقال الزمخشري: (أي قطعًا دكًا، جمع دكاء).
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ (دكاءً) بالتنوين كذا، ثم قال:
(كأنه شبهه بفعال، وإنما هي فعلاء، روي ذلك عن بعضهم).
{صَعِقًا}
- قراءة الجماعة (صعقًا) على وزن (فعل) مثل: حذر.
- وقرأ بعضهم (صاعقًا)، وهو هنا اسم فاعل بمعنى المفعول، أي مصعوقًا.
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ}
- أدغم القاف في القاف أبو عمرو ويعقوب.
{وَأَنَا أَوَّلُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (وأنا...) بمد النون في الوصل وإثبات الألف، وإثباتها لغة تميم.
قال ابن عطية: (وإثباتها لغة شاذة خارجة عن القياس).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (وأن...) بالقصر وحذف الألف في الوصل.
- وقرأ قالون بالمد والقصر في الوصل.
- وقراءة الجميع في الوقف (أنا) بالألف تبعًا للمرسوم.
وفي الاتحاف: (وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلًا ووقفًا، وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفًا فقط).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/153]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:55 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (144) إلى الآية (147) ]

{ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد في قَوْله {برسالاتي} 144
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع (برسلتي) وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {برسالاتي} جماعا). [السبعة في القراءات: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (برسالتي) [144]: واحدة: حجازي، وسلام، وروح، وزيدٌ، وقاسم، وأبو بشر). [المنتهى: 2/713]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (برسالتي) بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {برسالتي} (144): على التوحيد.
والباقون: على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر وروح: (برسالتي) على التّوحيد، والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([144]- {بِرِسَالاتِي} موحد: الحرميان). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (698 - وَجَمْعُ رسَالاَتِي حَمَتْهُ ذُكُورُهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([698] وجمع رسالاتي (حـ)مته (ذ)كوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم (شـ)لشلا
[699] وفي الكهف (حـ)سناه وضم حليهم = بكسر (شـ)رفا واف والاتباع ذو حلا
الذكور: السيوف، أي حمته سيوفه، قال:
ومن عجبٍ أن السيوف لديهم = تحيض دماءً والسيوف ذكور
لأن من قرأ {برسلتي} قال: هو مصدر، فلا يجمع، فانتصر لتلك القراءة بأن الرسالة اختلفت أنواعها.
قال الله تعالى: {وكتبنا له في الألواح من كل شیء موعظة وتفصيلًا لكل شيء}. وفي كل موعظة وتفصيل رسالة). [فتح الوصيد: 2/935]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (698- وَجَمْعُ رسَالاتِي "حَـ"ـمَتْهُ "ذُ"كُورُهُ،.. وَفي الرُّشْدِ حَرِّكْ وَافْتَحِ الضَّمَّ "شُـ"ـلْشُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/181]
يريد قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي}.
وقد سبق الكلام في إفراد رسالة وجمعها في سورة المائدة والأنعام، وذكوره بمعنى سيوفه يشير بذلك إلى حجج القراءة وعدالة من نقلها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/182]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (698 - وجمع رسالاتي حمته ذكوره = .... .... .... .... ....
[الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قرأ أبو عمرو وابن عامر والكوفيون بِرِسالاتِي بألف بعد اللام على الجمع فتكون قراءة نافع وابن كثير بحذف الألف على التوحيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... وَرِسَالَتْ يَحْلُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ورسالت يحل أي روى مرموز (يا) يحل وهو روح {على الناس برسالاتي} [144] على التوحيد كأبي جعفر، علم من الوفاق لخلف ورويس بالجمع). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِرِسَالَاتِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَرَوْحٌ (بِرِسَالَتِي) بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ اللَّامِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وروح {برسالاتي} [144] على التوحيد، والباقون بالجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (643 - رسالتي اجمع غيث كنزٍ حجفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رسالتي اجمع غيث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّم (شفا)
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 236]
يريد قوله تعالى «برسالتي» على الجمع رويس وابن عامر والكوفيون وأبو عمرو، والباقون بالإفراد، ووجه كل من القراءتين تقدم على قوله «فما بلغت رسالته» في المائدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رسالتي اجمع (غ) يث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّمّ (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
ش: أي: قرأ غين (غيث) رويس، ومدلول (كنز) الكوفيون، وابن عامر، وذو حاء (حجفا) أبو عمرو: إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي [الأعراف: 144]- بألف على الجمع، والباقون بحذفها على الإفراد.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: سبيل الرّشد [الأعراف: 146]- بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وتسكين الشين.
ووجههما ما تقدم في المائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/338] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من إني "اصطفيتك" ابن كثير وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "برسالتي" [الآية: 144] فنافع وابن كثير وأبو جعفر وروح بالتوحيد والمراد به المصدر أي: بإرسالي إياك أو المراد بتبليغ رسالتي وافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بالألف على الجمع يعني أسفاء التوراة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "وبكلمي" بكسر اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني اصطفيتك} [144] قرأ المكي والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان، وهمزة {اصطفيتك} همزة وصل، فهي محذوفة في الوصل على كلا الوجهين). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {برسالتي} قرأ الحرميان بغير ألف بعد اللام، على التوحيد، والباقون بإثبات الألف، على الجمع). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}
{يَا مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (إني...) بفتح ياء النفس.
- وقراءة الباقين (إني...) بسكونها، وحذفوا هذه الياء في الوصل لالتقاء الساكنين: سكون الياء وسكون همزة الوصل، أما في الوقف فتثبت.
{عَلَى النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة، والإمالة فيه عن الدوري وأبي عمرو بخلاف عنه واليزيدي.
{بِرِسَالَاتِي}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وروح وأبو رجاء وابن محيصن (برسالتي) على التوحيد، أي بتبليغ رسالتي، أو على المصدر، أي بإرسالي إياك.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر وحفص كلاهما عن عاصم، ويعقوب (برسالاتي) على الجمع، يعني أسفار التوراة.
[معجم القراءات: 3/154]
{وَبِكَلَامِي}
- قراءة الجمهور (... وبكلامي).
- وقرأ أبو رجاء والمطوعي (... وبكلمي) جمع كلمة، أي: وبسماع كلمي.
- وقرأ الأعمش (وتكلمي).
- وحكى المهدوي عن الأعمش أنه قرأ (... وتكليمي)، على وزن تفعيلي). [معجم القراءات: 3/155]

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}
{شَيْءٍ ... شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{يَأْخُذُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (ياخذ) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِأَحْسَنِهَا}
- قراءة الجماعة (بأحسنها) والضمير يعود على الألواح.
- وقرئ (بأحسنه) والضمير يعود على المكتوب.
{سَأُرِيكُمْ}
- قراءة الجماعة (سأريكم)، من أراه يريه.
[معجم القراءات: 3/155]
- وقرأ الحسن البصري (سأوريكم) بواو ساكنة بعد الهمزة، وراء خفيفة مكسورة على ما يقتضيه رسم المصحف.
ولهذه القراءة تخريجان:
الأول: ما ذكره ابن جني، وتبعه فيه ابن مالك، وهو أن الواو نشأت من إشباع ضمة الهمزة.
ورد هذا أبو حيان؛ لأن إشباع الحركة بابه الضرورة، والضرورة بابها الشعر، وعند العكبري فيها بعد، أي القراءة بالإشباع.
والثاني: ما ذكره الزمخشري، من أنه يقال: أورني كذا، وأوريته، فوجهه أن يكون من: أوريت الزند، كأن المعنى: بينه لي، وأبرزه لاستبينه.
وذكر الزمخشري أن وجود هذه الواو لغة فاشية في الحجاز.
وذكر أبو حيان أنها في لغة أهل الأندلس، وكأنهم تلقفوها من الحجاز، وبقيت في لسانهم إلى الآن. أي عصر أبي حيان.
قال أبو حيان: (وينبغي أن ينظر في تحقيق هذه اللغة أهي في لغة الحجاز أم لا).
- ولحمزة في الوقف على (سأريكم) تحقيق الهمز وتسهيله.
[معجم القراءات: 3/156]
- وقرأ ابن عباس وقسامة بن زهير: (سأورثكم) أو (سأورثكم) ولقد أثبت الصورتين، وهما قرأا بواحدة منهما؛ لأن المراجع اختلفت في ضبطها على ما يلي:
1- في مختصر ابن خالويه (سأورثكم) بالثاء كذا جاء الضبط فيه بتخفيف الراء وكسرها.
2- وفي الكشاف: وقرئ (سأورثكم) كذا جاء الضبط فيه بتشديد الراء ثم قال: (وهي قراءة حسنة يصححها قوله: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) الأعراف/137.
قلت: على هذا البيان ينبغي أن تكون من (أورث) وبتخفيف الراء لا على ما ضبطت القراءة فيه.
3- نقل أبو حيان نص الزمخشري السابق، وما زاد على ما نقل شيئًا.
4- وجاء النص صريحًا في القرطبي إذ قال: (... سأورثكم) من (ورث) أي: المضعف. وهو نص صريح.
5- وفي حاشية الجمل ما زاد في النص على الزمخشري ما يفيد ضبط هذه القراءة، وكذا الحال في تفسير البيضاوي). [معجم القراءات: 3/157]

قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {وَإِن يرَوا سَبِيل الرشد} 146 فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {سَبِيل الرشد} بِضَم الرَّاء خَفِيفَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {سَبِيل الرشد} مثقلة بِفَتْح الرَّاء والشين
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي في الْكَهْف {مِمَّا علمت رشدا} 66 مَضْمُومَة الرَّاء خَفِيفَة الشين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {مِمَّا علمت رشدا} بِفَتْح الرَّاء والشين
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء والشين
أخبرني بذلك أَحْمد ابْن يُوسُف التغلبي عَن ابْن ذكْوَان عَن أَيُّوب بن تَمِيم عَن يحيى بن الْحَارِث عَنهُ
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى الختلي عَن ابْن ذكْوَان عَن أَيُّوب عَن يحيى عَن ابْن عَامر {رشدا} خَفِيفَة الشين مَضْمُومَة الرَّاء
وروى هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {رشدا} بِضَم الرَّاء مَوْقُوفَة الشين خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 293 - 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الرشد) بفتح الراء والشين ]كوفي - غير عاصم - ، وفي الكهف، بصري، غير سهل[). [الغاية في القراءات العشر: 259]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (الرشد) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين). [التبصرة: 218]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {سبيل الرشد} (146): بفتحتين.
والباقون: بضم الراء، وإسكان الشين). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (سبيل الرشد) بفتحتين، والباقون بضم الرّاء وإسكان الشين). [تحبير التيسير: 378]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (698- .... .... .... .... = وَفي الرُّشْدِ حَرِّكْ وَافْتَحِ الضَّمَّ شُلْشُلاَ
699 - وَفِي الْكَهْفِ حُسْنَاهُ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والكلام في الرشد كما سبق في البخل؛ فهما لغتان بمعنًى، كالسقم والسقم.
[فتح الوصيد: 2/935]
وقد قال أبو عمرو بن العلاء: «الرشد بفتح الراء والشين: الدین. والرشد: الصلاح، كقوله: {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا}، وقوله: {فإن ءانستم منهم رشدًا}».
فأبو عمرو لم يجعلهما لغتين بمعنى واحد.
(وفي الكهف حسناه)، لأنه قرأ {مما علمت رشدًا}، أي دينًا، علی ما ذكر في معناه). [فتح الوصيد: 2/936]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والرُّشْد والرَّشَد لغتان كالبُخْل والبَخَل وقيل الرشد بالضم الصلاح وبالفتح الدين، ولهذا أجمع على ضم: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}، وعلى فتح: {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}؛ أي: حرك الشين بالفتح وافتح ضم الراء في حال خفته.
699- وَفِي الكَهْفِ "حُـ"ـسْنَاهُ وَضَمُّ حُلِيِّهِمْ،.. بَكَسْرٍ "شَـ"ـفَا وَافٍ وَالِاتْبَاعُ ذُو حُلا
أي وفتح الذي في الكهف أبو عمرو وحده، وهو قوله تعالى: {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}، وضمه الباقون، وقبل هذا الحرف في الكهف موضعان لا خلاف في فتحهما، وهما: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}، {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}؛ وذلك لموازنة رءوس الآي قبلهما وبعدهما نحو "عجبا"، "عددا"، "أحدا"، وأما وجه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/182]
الإسكان في الثالث المختلف فيه فلأن قبله "علما" وبعده "صبرا" فرشدا بالضم والإسكان يوافقه، فاتفق أن اللفظ المختلف فيه في الصورتين هو واقع في قضية موسى عليه السلام، ولعل الناظم أشار بقوله: "حسناه" إلى حسن القراءتين وهو مصدر على فعلى كحسنى، أو هو تثنية حسن؛ أي: حسنا هذا اللفظ وحسناه قراءتاه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (698 - .... .... .... .... .... = وفي الرّشد حرّك وافتح الضّمّ شلشلا
699 - وفي الكهف حسناه .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ بفتح ضم الراء وبتحريك الشين أي فتحها. وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين. وقرأ أبو عمرو:
مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً في سورة الكهف بفتح ضم الراء وفتح الشين. وقرأ غيره بضم الراء وسكون الشين. واتفق السبعة على قراءة: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً، وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً، بفتح الراء والشين، فكان على الناظم أن يقيد موضع الخلاف بانه الموضع الثالث في السورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَبِيلَ الرُّشْدِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {سبيل الرشد} [146] بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (643- .... .... .... .... .... = والرّشد حرّك وافتح الضّم شفا
644 - وآخر الكهف حمًا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والرّشد) بفتح الراء والشين حمزة والكسائي وخلف، والباقون بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان كالبخل والبخل والسقم والسقم، وفرق بينهما أبو عمرو كما سيأتي في البيت الأتي قوله: (والرشد حرك) أي حرك الشين، يعني بالفتح فيكون للباقين الإسكان، وقيد بالضم في قوله: افتح الضم لأجل ضده.
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
يعني قوله تعالى: «مما علمت رشدا» أي وقرأ الموضع الآخر من الكهف بالترجمة المتقدمة أبو عمرو ويعقوب؛ واحترز بذلك عن الأول والثاني منهما، وهما «وهيء لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا» فإنه لا خلاف في فتحهما وهما واردان على الشاطبية، ووجه تخصيص أبي عمرو الحرف الأخير من الكهف دون هذه السورة أنه قال إن الرشد بالفتح: العلم والبيان، وبالضم:
الصلاح والخير، وكان هذا حاصلا لموسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وإنما طلب من الخضر العلم والبيان عليهما السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رسالتي اجمع (غ) يث (كنز) (ح) جفا = والرّشد حرّك وافتح الضّمّ (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/337]
ش: أي: قرأ غين (غيث) رويس، ومدلول (كنز) الكوفيون، وابن عامر، وذو حاء (حجفا) أبو عمرو: إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي [الأعراف: 144]- بألف على الجمع، والباقون بحذفها على الإفراد.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: سبيل الرّشد [الأعراف: 146]- بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وتسكين الشين.
ووجههما ما تقدم في المائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/338] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "آياتي الذين" غير ابن عامر وحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سَبِيلَ الرُّشْد" [الآية: 146] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين وافقهم الأعمش والباقون بضم الراء وسكون الشين لغتان في المصدر كالبخل والبخل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءاياتي الذين} [146] قرأ حمزة والشامي بإسكان الياء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 638]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرشد} قرأ الأخوان بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء، وإسكان الشين، لغتان). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)}
{سَأَصْرِفُ}
- لحمزة في الوقف تحقيق الهمز، وتسهيله.
{عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والمطوعي والحسن وابن محيصن (عن آياتي الذين) بسكون الياء في الحالين.
وذكر الرعيني هذه القراءة في الكافي لاين كثير وحمزة ولعله سبق قلم!.
وقال بعد ذلك: (وحذفها في الوصل لالتقاء الساكنين).
- وقراءة الباقين (عن آياتي الذين) بفتح الياء.
- واتفق الجميع على إسكانها في الوقف.
{وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ ... وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ ... وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ}
- ورد لفظ (يروا) ثلاث مرات في الآية على النحو المتقدم، وسياق النص في البحر والكشاف يدل على أن ابن دينارٍ مالكًا قرأ (وإن يروا كل آية) على البناء للمفعول في الموضع الأول.
وسياق النص في القرطبي يدل على أنه قرأها في الموضعين الأول.
والثاني كذلك بالبناء للمفعول.
[معجم القراءات: 3/158]
(وإن يروا كل آيةٍ.. وإن يروا سبيل الرشد).
قال:
(وقرأ مالك بن دينار (وإن يروا) بضم الياء في الحرفين، أي يفعل ذلك بهم).
- ولم أجد أحدًا ذكر هذا في الموضع الثالث، وهو قوله تعالى: (وإن يروا سبيل الغي).
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل في المواضع الثلاثة.
{لَا يُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{الرُّشْدِ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وهشام بن عمار ويحيى عن ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (الرشد) بضم الراء وسكون الشين، وهو مصدر، وهو اختيار أبي عبيد.
- وروى يحيى بن الحارث عن ابن عامر وأبو البرهسم وأبو بكر والأعشى عن عاصم (الرشد) على إتباع الشين ضمة الراء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (الرشد) بفتح الراء والشين.
وهما عند الطبري قراءتان مستفيضة القراءة بهما في قراءة
[معجم القراءات: 3/159]
الأمصار، متفقتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب بهما.
- وقرأ علي رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السلمي وأبان عن عاصم (الرشد) بألف.
قال أبو حيان: (وهي مصادر السقم والسقام).
وقال النحاس:
(قال أبو عبيد: فرق أبو عمرو بين الرشد والرشد فقال: الرشد في الصلاح، والرشد في الدين.
قال أبو جعفر: وسيبويه يذهب إلى أن الرشد [والرشد] واحد مثل السخط والسخط، وكذا قال الكسائي.
قال أبو جعفر: والصحيح عن أبي عمرو غير ما قال أبو عبيد، قال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو بن العلاء قال:
{لَا يَتَّخِذُوهُ}
- قرأ أبي بن كعب وابن أبي عبلة (لا يتخذوها) على تأنيث السبيل، والسبيل تذكر وتؤنث.
- وقراءة الجماعة (لا يتخذوه) على تذكير السبيل.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (لا يتخذوهو) بوصل الهاء بواو.
[معجم القراءات: 3/160]
{يَتَّخِذُوهُ}
- وقرا أبي أيضًا (وإن يروا سبيل الغي يتخذوها سبيلًا) كذا، وهو الموضع الثاني على تأنيث السبيل.
- وقراءة ابن كثير في الوصل هنا كالموضع السابق (لا يتخذوهو) ). [معجم القراءات: 3/161]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) كل ما في القرآن بفتح الباء أبو السَّمَّال، والاختيار الكسر لشهرته). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}
{وَلِقَاءِ}
- لحمزة وهشام في الوقف ما يلي:
- الوقف عليه بسكون الهمزة، ثم تبدل ألفًا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف أحدهما للساكنين. فإن حذف الأولى وهو القياس قصر، وإن قدر الثانية جاز المد والقصر، ويجوز إبقاؤهما، فيمد لذلك مدًّا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط.
{الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
وهي: تخفيف الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، الإمالة في الوقف.
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة (حبطت) بكسر الباء.
- وقرأ ابن عباس وأبو السمال (حبطت) بفتحها). [معجم القراءات: 3/161]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:57 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (148) إلى الآية (154) ]

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}

قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في ضم الْحَاء وَكسرهَا من قَوْله {من حليهم عجلا} 148
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {من حليهم} بِضَم الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء مُشَدّدَة الْيَاء
وروى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء
وَكلهمْ شدد الْيَاء). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من حليهم) بالكسر حمزة، والكسائي، بفتحه خفيف يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حليهم) [148]: بكسر الحاء هما. بفتحها وسكون اللام يعقوب). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (من حليهم) بكسر الحاء، وضمها الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {من حليهم} (148): بكسر الحاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (من حليهم) بكسر الحاء والباقون بضمها. قلت: إلّا يعقوب فإنّه يفتحها ويسكن اللّام ويخفف الياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((حُلِيِّهِمْ) بفتح الحاء خفيف يَعْقُوب، وقَتَادَة، وبكسرها وتشديد الياء الكسائي غير قاسم والزَّيَّات والْعَبْسِيّ والْأَعْمَش وطَلْحَة وعبد الوارث والقاضي عن حَمْزَة في قول أبي علي، الباقون بضم الحاء وتشديد الياء وهو الاختيار؛ لأنها أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (699- .... .... وَضَمُّ حُلِيِّهِمْ = بَكَسْرٍ شَفَا وَافٍ وَالاِتْبَاعُ ذُو حُلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{حليهم} بضم الحاء والتشديد، جمع حلي، كثُدي جمع ثَدي. والأصل: حُلوي، إلا أنهم كسروا اللام لتنقلب الواو إلى الياء، ويصح الإدغام الذي اقتضاه طلب التخفيف.
والكسر للإتباع، لأن اللام لما كسرت، كسرت الحاء إتباعًا لها.
(والإتباع ذو حلا)، لأنه معروف في لسانهم مستحسن.
(وضم حليهم): مبتدأ. و(بكسرٍ): خبره؛ والتقدير: معوض ومبدل بكسر. و(شفا)، صفة لـ(كسر). و(وافٍ): خبر ثان للمبتدأ). [فتح الوصيد: 2/936]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحلى جمع حلي، الأصل ضم الحاء ومن كسرها أتبعها كسرة اللام فلهذا قال: والاتباع ذو حلا؛ تعليلا لهذه القراءة؛ أي: الإتباع معروف في لغة العرب مستحسن عندهم، وليس قوله: ذو حلا برمز؛ فإن رمْز قراءة الكسر في قوله: شفا، والاتباع هي بكسر الحاء وهو يوهم أنه رمز لقراءة أخرى في باديء الرأي فلو كان حذفه وقيد موضع الخلاف في الكهف كان أولى فيقول:
وفي ثالث في الكهف حز وحليهم،.. بكسر لضم الحاء الاتباع شمللا
والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (699 - .... .... .... وضمّ حليّهم = بكسر شفا واف والاتباع ذو حلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ.
بكسر ضم الحاء اتباعا لكسر اللام، وأشار الناظم إلى هذه العلة بقوله (والاتباع ذو حلا) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... وَاضْمُمْ حُلِيِّ فِدْ = وَحُزْ حَلْيِهِمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واضمم حلى فد إلخ، أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف بضم الحاء وكسر اللام والياء المشددة {من حليهم} [148] وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، وقوله: وحز حليهم أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء، كما نطق به). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ حُلِيِّهِمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ، وَكُلُّهُمْ كَسَرَ اللَّامَ وَشَدَّدَ الْيَاءَ مَكْسُورَةً سِوَى يَعْقُوبَ، وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ فَارِسٍ عَنْ رُوَيْسٍ عَنْهُ بِضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {من حليهم} [148] بإسكان اللام وتخفيف الياء، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء، وفتح يعقوب الحاء، وكسرها حمزة والكسائي وضمها الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (645- .... وحليهم مع الفتح ظهر = واكسر رضى .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفا وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
أي وقرأ «من حليهم عجلا جسدا له خوار» بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء يعقوب على الإفراد، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء وكسر الحاء منهم حمزة والكسائي، وضمها الباقون على الجمع وذلك مثل «ثدى، وثدى» فالضم والكسر في الجمع لغتان قوله: (مع الفتح) يعني تقرؤه بهذا اللفظ وهو إسكان اللام وتخفيف الياء وهو واضح فإنه لا يقوم الوزن إلا به، فقيده بالفتح
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
للاختلاف في ضم الحاء وكسرها وتلفظ بقراءة يعقوب ليبينها، ووكل قراءة الباقين في اللام والياء للشهرة، وبين اختلافهم في الحاء ليتم المقصود مع الاختصار، فقوله واكسر: أي اكسر الحاء، وبقي الباقون سوى يعقوب على الضم لانحصار الحركات في ثلاث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حليهم" [الآية: 148] فحمزة والكسائي بكسر الحاء واللام وتشديد الياء مكسورة على الاتباع
[إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
لكسرة اللام، وافقهما ابن محيصن، وقرأ يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح وقمحة، والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس وفلوس، والأصل حلوى اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وادغمت في الياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يهديهم" يعقوب وكذا "أيديهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حليهم} [148] قرأ الأخوان بكسر الحاء، والباقون بالضم، ولا خلاف بين السبعة في كسر اللام، وتشديد الياء وكسرها). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
{قَوْمُ مُوسَى}
- إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{حُلِيِّهِمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والحسن وأبو جعفر وشيبة (حليهم) بضم الحاء جمع حلي، وأصل: حلي: حلوي، اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون فقلبت ياء وأدغمت في الياء وكسرت اللام لأجل الياء.
- وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم وابن محيصن وعبد الله بن مسعود ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش (حليهم) بكسر الحاء إتباعًا لحركة اللام.
قال الطوسي: (... كره الخروج من الضمة إلى الكسرة، وأجراه مجرى (قسي) جمع قوس.
[معجم القراءات: 3/162]
- وقرأ يعقوب الحضرمي (حليهم) بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، وهو مفرد يراد به الجنس، أو اسم جمع.
وذكر ابن الجزري أنه انفرد فارس بن أحمد عن يعقوب بضم الهاء، وقال: لم يرو ذلك غيره: (حليهم)، ثم ذكر في موضع آخر من النشر أنها قراءة فارس عن رويس.
{خُوَارٌ}
- قرأ علي بن أبي طالب وأبو السمال (جؤار) بالجيم من (جأر) إذا صاح بشدة صوت.
وذكر الأخفش هذه القراءة، ثم قال: (وكل من لغات العرب).
- وقرأ أبو رزين العقيلي وأبو مجلز (جوار) بجيم مضمومة من غير همز.
- وقراءة الجماعة (خوار) بالخاء المعجمة.
{وَلَا يَهْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (ولا يهديهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (ولا يهديهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{اتَّخَذُوهُ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الوصل (اتخذوهو) انظر الآية/146 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/163]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} 149 وفي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {رَبنَا}
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} بِالْيَاءِ و{رَبنَا} بِالرَّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَئِن لم ترحمنا رَبنَا وَتغْفر لنا) بِالتَّاءِ وَنصب {رَبنَا}). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ترحمنا وتغفر لنا) بالتاء (ربنا) نصب كوفي، - غير
[الغاية في القراءات العشر: 259]
عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لئن لم ترحمنا) بالتاء (ربنا) بالنصب (وتغفر لنا) بالتاء أيضًا، وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع (ربنا) ). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ترحمنا ربنا وتغفر لنا} (149): بالتاء فيهما، ونصب الباء من: {ربنا}.
[التيسير في القراءات السبع: 293]
والباقون: بالياء فيهما، ورفع الباء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ترحمنا ربنا وتغفر لنا) بالتّاء فيهما ونصب الباء من ربنا والباقون بالياء ورفع الباء). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا) بتاءين ونصب الباء الْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والمفضل، وأبان، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، وهو الاختيار؛ لأنه أحسن في الرغبة إلى اللَّه، الباقون على الخبر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (700 - وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا شَذاً = وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا (شـ)ذًا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلى
الشذاء: حدة ذكاء الرائحة، والشذا: بقية القوة.
قال الراجز:
[فتح الوصيد: 2/936]
فاطم ردي لي شذًا من نفسي
والشذى: العود.
قال الشاعر:
إذا ما مشت نادی بما في ثيابها = ذكي الشذا والمندلي المطير
كأن هذه القراءة ذكت ريحها من قبل أنها عمت وشملت المعنيين، لأنها دلت على المخاطبة والإخبار؛ أو لأن المخاطبة، إنما تكون عن بقية قوة في النفس.
وفي قراءة أبي: (قالوا ربنا لين لم ترحمنا وتغفر لنا).
ووجه القراءتين ظاهر، ويصح أن يكونوا جمعوا بين المخاطبة والخير). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلا
ب: (الشذا): كسر العود أو شدة ذكاء الرائحة، (انجلى): وضح.
ح: (يرحمنا): فاعل (خاطب) أسند المخاطبة إليه لأن فيه خطابًا، (شذا): حال، (با): مبتدأ قصرت ضرورة، وأضيف إلى (ربنا)، (رفعٌ): خبره، أي: مرفوعه، (انجلى): صفة، (لغيرهما): متعلق به.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) [149] بتاء الخطاب ونصب ياء (ربنا) على أنه منادى مضاف، والباقون: بالغيبة
[كنز المعاني: 2/258]
فيهما، ورفع {ربُنا} على أنه فاعل.
وقال: (رفعٌ لغيرهما): ليعلم أن النصب لهما). [كنز المعاني: 2/259]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (700- وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا "شَـ"ـذًا،.. وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلا
أي مشبها شذا أو ذا شذا، وهو العود؛ لأنهما قرءا على الخطاب ونصبا ربنا على حذف حرف النداء وقراءة الباقين على الغيب وإسناد الفعلين إلى ربنا، فلهذا رفع على الفاعلية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (700 - وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربّنا رفع لغيرهما انجلا
قرأ حمزة والكسائي: لئن لّم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا بتاء الخطاب في الفعلين ونصب باء رَبُّنا وقرأ غيرهما بياء الغيب في الفعلين ورفع باء رَبُّنا). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَنَصَبَ الْبَاءَ مِنْ " رَبُّنَا "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا وَرَفْعِ الْبَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] بالخطاب فيهما ونصب باء {ربنا}، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (644- .... .... .... وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
645 - شفا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخاطبوا) يريد قوله تعالى «لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا» قرأهما بالتاء على الخطاب مع نصب الباء من ربنا حمزة والكسائي وخلف على أنهما حكاية قولهم حيث خاطبوا الله بدعائهم ونصب ربنا على النداء وحرف النداء محذوف: أي يا ربنا، والباقون بالغيب ورفع ربنا على أنه حكاية قولهم مخبرين عن أنفسهم ورفع ربنا بإسناد فعل الرحمة إليه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا" [الآية: 149] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما، ونصب الباء من ربنا على النداء، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب فيهما، ورفع ربنا على أنه فاعل وأدغم راء "يغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] قرأ الأخوان بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء {ربنا} والباقون بياء الغيب فيهما، ورفع الباء). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (سقط في أيديهم)، بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمفعول.
- وقرأت فرقة منهم ابن السميفع وطاووس (سقط) مبنيًا للفاعل.
قال ابن عطية: (حكاه الزجاج).
وقرأ ابن أبي عبلة (أسقط في أيديهم) رباعيًا مبنيًا للمفعول.
قال الفراء:
(ويقال: أسقط، لغة، و(سقط في أيديهم) أكثر وأجود).
وقال الزجاج:
(يقال للرجل النادم على ما فعل، الحسر على ما فرط منه، قد سقط في يده، وأسقط، وقد رويت (سقط) في القراءة).
قال ابن عطية: (أسقط: وهي لغة حكاها الطبري...).
{أَيْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (أيديهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{قَدْ ضَلُّوا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وورش وخلف وهشام
[معجم القراءات: 3/164]
وروح بخلاف عنه (قد ضلوا) بإدغام الدال في الضاد.
- وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا}
- قرأ حمزة والكسائي والشعبي وابن وثاب وعاصم الجحدري وطلحة بن مصرف والأعمش وأيوب وخلف والمفضل وعبد الله بن مسعود (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) على الخطاب في الفعلين، ونصب (ربنا) على النداء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر وعاصم ومجاهد والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة بن نصاح ويعقوب (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) بالياء فيهما، ورفع (ربنا) على أنه الفاعل.
- وفي مصحف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وقراءتهما (قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا) وذلك بتقديم المنادى: ربنا.
[معجم القراءات: 3/165]
قال الفراء:
(قالوا لئن لم ترحمنا ربنا) نصب بالدعاء...، ويقرأ: لئن لم يرحمنا ربنا.
والنصب أحب إلي؛ لأنها في مصحف عبد الله: قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا).
{وَيَغْفِرْ لَنَا}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافق أبا عمرو على الإدغام ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/166]

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا في كسر الْمِيم وَفتحهَا من قَوْله {قَالَ ابْن أم إِن الْقَوْم} 150
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم {قَالَ ابْن أم} نصبا وفي طه 94 مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {قَالَ ابْن أم} بِكَسْر الْمِيم فيهمَا وَأما الْهمزَة فمضمومة). [السبعة في القراءات: 295]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا ابن أم) وفي طه، بالكسر، شامي، كوفي - غير حفص ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ابن أم) [150]، وفي طه [94]: بكسر الميم دمشقي، وكوفي غير المفضل وحفص، وفتح أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (قال ابن أم) بكسر الميم هنا وفي طه، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قال ابن أم} (150)، هنا، وفي طه (94): بكسر الميم.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قال ابن أم) هنا وفي طه كسر الميم، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((ابْنَ أُمَّ)، وفي طه بكسر الميم دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير حفص، وابن سعدان، والمفضل طريق جبلة فتح أبو بشر هناك، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار على الندبة أو على بدل الألف من الباء). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([150]- {ابْنَ أُمَّ} هنا، وفي [طه: 94] بكسر الميم: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (701 - وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا كُفْؤَ صُحْبَةٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا (كـ)فؤ (صحبةٍ) = وآصارهم بالجمع والمد (كـ)للا
(معًا): هاهنا وفي طه؛ أي: اكسر میم {ابن أم}، كفؤًا لـ(صحبة).
ووجهه، أنه حذف منه ياء الإضافة، وبقيت الكسرة دالة عليها.
وأما الفتح، فوجهه أنهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا وبنيا على الفتح، كخمسة عشر، لكثرة الاستعمال). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا كفؤ صحبةٍ = وآصارهم بالجمع والمد كللا
ب: (كُللا): أي جعل مكللا من الإكليل، وهو: التاج.
ح: (ميم): نصب على مفعول (اكسر)، (معًا): حال منه، (كفؤ صحبةٍ): حال من فاعل (اكسر)، (آصارهم ... كُللا): مبتدأ وخبر، (بالجمع): متعلق بـ (كللا).
ص: أي: اكسر عن ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر: الميم في (ابن أم) في الموضعين معًا هنا: (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) [150]، وفي طه: (قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتي) [94]، والباقون: بالفتح، والفتح للتخفيف؛ لأنه لما استطيل المنادى بالمضاف إليه خفف بحذف ياء المتكلم، ثم أبدل الكسر فتحًا فيهما، والكسر على أنه حذف الياء وبقي الكسر.
وقرأ ابن عامر: (ويضع عنهم إصارهم) [157] بالجمع ومد الهمز، والباقون: {إصرهم} بالإفراد والقصر.
[كنز المعاني: 2/259]
ومعنى (كللا): أي جعل آصارهم مكللًا بالجمع والمد). [كنز المعاني: 2/260] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (701- وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا "كُفْؤَ" "صُحْبَةٍ"،.. وَآصَارَهُمْ بِالجَمْعِ وَالمَدِّ "كُـ"ـلِّلا
معا يعني: هنا وفي طه وفتح الميم وكسرها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (701 - وميم ابن أمّ اكسر معا كفؤ صحبة = وآصارهم بالجمع والمدّ كلّلا
قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: قالَ ابْنَ أُمَّ هنا، قالَ يَا بْنَ أُمَّ في طه. بكسر الميم في الموضعين، وقرأ غيرهما بنصبها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ابْنَ أُمَّ هُنَا، وَفِي طه يَاابْنَ أُمَّ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {ابن أم} هنا [150]، وفي طه [94] بكسر الميم، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(645- .... .... .... .... .... = .... .... وأمّ ميمه كسر
646 - كم صحبةٍ معًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأم ميمه كسر) أي كسر ميم أم في قوله تعالى «ابن أم» كما سيأتي في البيت الآتي:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
يعني قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة «ابن أمّ، ويا ابن أمّ» في طه بكسر الميم، والباقون بفتحهما وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة "من بعدي أعجلتم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ابْنَ أُم" [الآية: 150] هنا وفي [طه الآية: 94] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين، لأجل ياء المتكلم
[إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
والباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم، فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم، بل مركب معها، ومذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم، وأم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله: "يا بنت عما لا تلومي واهجعي" ثم حذفوا الألف وبقيت الفتحة دالة عليها، ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل كالواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تشمت بفتح التاء والميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية، وعنه ضم باء "رب اغفر" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بئسما} [150] أبدل همزه ورش والسوسي، وذكر صاحب البدور أنها مما اتفق على وصلها، والحق أن الخلاف ثابت فيها، لكن المشهور الوصل). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعدي أعجلتم} قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء وصلاً، والباقون بالإسكان {برأس} إبدالة للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ابن أم} قرأ الأخوان والشامي وشعبة بكسر الميم، على أن أصله (أمي) بإضافته إلى ياء المتكلم، ثم حذفت الياء، وبقيت الكسرة دالة عليها، والباقون بفتحها، على جعل الاسمين اسمًا واحدًا، وبنيا على الفتح، كخمسة عشر). [غيث النفع: 639]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة.
{بِئْسَمَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني، واليزيدي والسوسي (بيسما) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيض واليزيدي (من بعدي...) بفتح الياء في الوصل.
- وقراءة الباقين (من بعدي...) بسكون الياء.
[معجم القراءات: 3/166]
{أَمْرَ رَبِّكُمْ}
- أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الاختلاس أيضًا.
{وَأَلْقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{بِرَأْسِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش والأصبهاني وأبو جعفر واليزيدي (براس) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{قَالَ ابْنَ أُمَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (... ابن أم) بفتح الميم.
قال الكوفيون: أصله ابن أماه، حذفت الألف تخفيفًا، وسقطت هاء السكت لأنه درج.
وقال سيبويه: هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد كخمسة عشر ونحوه، فعلى قوله تكون الحركة حركة بناء وليس
[معجم القراءات: 3/167]
مضافًا إليه (ابن).
وقال الأخفش: (وذلك -والله أعلم- أنه جعله اسمًا واحدًا..).
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر وخلف والمفضل والحسن والأعمش (... ابن أم) بكسر الميم، والأصل فيه: ابن أمي، فحذفت ياء المتكلم، واكتفي بالكسرة.
قال الأخفش وأبو حاتم: (... بالكسر كما تقول: يا غلام أقبل، وهي لغة شاذة، والقراءة بها بعيدة، وإنما هذا فيما يكون مضافًا إليك، فأما المضاف إلى مضاف إليك فالوجه أن تقول: يا غلام غلامي، ويا بن أخي...
وقال الزجاج والنحاس: (ولكن لها وجه حسن جيد، يجعل الابن مع الأم.. اسمًا واحدًا بمنزلة قولك: يا خمسة عشر اقبلوا، فحذفت الياء كما حذفت من يا غلام.
وقال الخفش: (.. فجعله على لغة الذين يقولون: هذا غلام قد جاء، أو جعله اسمًا واحدًا آخره مكسور مثل: (خازبازِ)، وهو اسم ذباب، وهما اسمان جعلا واحدًا وبنيا على الكسر.
- وقرأ محمد بن السميفع اليماني: (... ابن أمي) بإثبات ياء الإضافة ساكنةً.
قال الأخفش:
(... وهو القياس، ولكن الكتاب ليست فيه ياء، فلذلك كره هذا...).
[معجم القراءات: 3/168]
- وقال الزجاج:
(ومن العرب من يقول: يا بن أمي، بإثبات الياء).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن عمر قرأ (يا بن أمي) بفتح الياء.
قال أبو حيان:
(وأجود اللغات الاجتزاء بالكسرة عن ياء الإضافة.
- وقرأ بعضهم (ابن إم) بكسر الهمزة والميم معًا.
وذكر سيبويه أن كسر الهمزة والميم من (أمك) لغة، وقال الكسائي: (هي لغة كثير من هوازن وهذيل).
وتقدمت قراءة (فلإمه..) في الآية/11 من سورة النساء، عن حمزة والكسائي والأعمش وعليّ. وهي بكسر الهمزة والميم.
- والوقف لحمزة على (أم) بالتحقيق، والتسهيل كالواو، وصورة التسهيل (ابن وم).
{فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}
- قراءة الجماعة (فلا تشمت بي الأعداء) بضم التاء وكسر الميم من (أشمت)، وهي اللغة الفصيحة المشهورة.
[معجم القراءات: 3/169]
قال الزمخشري:
(فلا تفعل بي ما هو أمنيتهم من الاستهانة بي والإساءة إلي).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد ومالك بن دينار وقطرب والأعرج وعبد الله بن عباس [وابن عاصم] (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، على تأنيث الجماعة، وجعل الفعل لازمًا. ورفع به (الأعداء) على الفاعلية، والنهي في اللفظ للأعداء، وفي المعنى لغيرهم، وهو موسى كما تقول: لا أرينك هنا.
قال النحاس:
(... كما قالت العرب: لا أرينك ههنا، والمعنى: لا تفعل بي ما تشمت من أجله الأعداء).
- وقرأ مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، ونصب الأعداء؛ والتقدير: لا تشمت أنت بي فتشمت بي الأعداء. فحذف الفعل.
قال أبو الفتح:
(الذي رويناه عن قطرب في هذا أن قراءة ابن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) رفع -كما ترى- بفعلهم، فالظاهر انصرافه إلى الأعداء، ومحصوله: يا رب لا تشمت أنت بي الأعداء كقراءة الجماعة).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد الأعرج وأبو العالية والضحاك وأبو رجاء (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء.
[معجم القراءات: 3/170]
قال أبو جعفر:
(ولا وجه لهذه القراءة؛ لأنه إن كان من شمت وجب أن يقول: تشمت، وإن كان من أشمت وجب أن يقول: تشمت)، ونقل هذا القرطبي عن أبي جعفر النحاس.
وقال ابن قتيبة:
(وقرأ آخر: فلا تشمت بي الأعداء بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء، وإنما هو من أشمت الله العدو فهو يشمته، ولا يقال: شمت الله العدو).
- قرأ حميد بن قيس وأبو الجوزاء وابن أبي عبلة (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم على أنه فعل لازم ارتفع به الأعداء، وأنكر أبو جعفر النحاس القراءة بكسر الميم، وقد نقلته قبل قليل.
- وذكر الشهاب الخفاجي أنه قرئ (فلا تشمت بي الأعداء) وقال: (بفتح التاء وضم الميم ... على حد: لا أرينك ههنا).
قلت: ذكر الكسائي ما يؤيد صواب هذه القراءة، إذ قال: (شمت مثل فرغت وفرغت..) ونقل هذا عنه الفراء.
- ووجدت في اللسان قراءة عن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) كذا جاء الضبط بضم التاء وفتح الشين وتشديد الميم مكسورة من (شمت).
[معجم القراءات: 3/171]
ثم قال: (قال الفراء: لم نسمعها من العرب، فقال الكسائي: لا أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..).
كذا جاء النص، وفي ضبط هذه القراءة وهم وخطأ، وتبعه صاحب التاج في نقلها عنه على النحو الذي رأيت.
والنص عند الفراء في معاني القرآن: (حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب، فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا (فلا تشمت بي الأعداء فإن تكن صحيحة فلها نظائر...).
فتأمل فرق ما بين نص الفراء وضبط العلماء لنصي اللسان والتاج!!
ولقد رجعت إلى معاني الفراء فاتضح لي الضبط الصحيح لهذه القراءة كما جاءت عنده، وإليك نصه:
قال: (حدثنا محمد، قال/ حدثنا الفراء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ: (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب. فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..) انتهى نص الفراء.
ومن هذا ترى أن صواب ما جاء في اللسان والتاج (فلا تشمت) كذا بفتح التاء، وكسر الميم وتخفيفها، وليس كما ضبطت فيهما.
فإن فتح الله على أحد الإخوة القراء بغير هذا، فليعلمني مما علمه الله، وليردني إلى الصواب، وله من الله حسن الثواب، وخير الجزاء.
[معجم القراءات: 3/172]
- وروي عن مجاهد أنه قرأ (فلا يشمت بي الأعداء) بالياء على الغيب.
قال الزمخشري:
(... على نهي الأعداء عن الشماتة، والمراد أنه لا يحل به ما يشمتون به لأجله) ). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
{قَالَ رَبِّ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء بخلاف.
{رَبِّ اغْفِرْ}
- قراءة ابن محيصن (رب) بضم الباء على النداء، وذكروا أنها قراءته فيه كذلك حيث جاء.
وتقدم هذا في الآية/143 من هذه السورة، وكذا في الآية/126 من سورة البقرة.
{اغْفِرْ لِي}
- عن أبي عمرو من رواية السوسي إدغام الراء في اللام ووافقه ابن محيصن واليزيدي، واختلف عنه من رواية الدوري). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
{السَّيِّئَاتِ ثُمَّ}
- أدغم التاء في الثاء بخلافٍ أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/174]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
{سَكَتَ}
- قراءة الجمهور (سكت) بصيغة الماضي الثلاثي.
- وقرئ (أسكت) مبنيًا للمفعول رباعيًا، وهو كذلك في مصحف حفصة.
قال أبو معاذ، قرأت في مصحف (أسكت).
- وقرأ سعيد بن جبير وابن يعمر والجحدري (سكت) بالتشديد.
- وقرأ ابن عباس وأبو عمران (سكت عن موسى الغضب).
- وقرأ معاوية بن قرة وابن مسعود وعكرمة وطلحة (سكن) بالنون.
[معجم القراءات: 3/174]
- وقرأ ابن مسعود (سكت عن موسى الغضب) كذا بكسر الكاف وفتح السين!
- وقرئ (سكت عن موسى الغضب) على ما لم يسم فاعله مخففًا.
قال الأخفش:
(وقال بعضهم: (سكن) إلا أنها ليست على الكتاب، فتقرأ (سكت)، وكل من كلام العرب).
- وفي ومصحف عبد الله بن مسعود (ولما صبر).
- وفي مصحف أبي بن كعب (ولما انشق).
وجاءت القراءة عند ابن عطية (ولما اشتق...) كذا ولعله خطأ من المحقق في نقل القراءة وضبطها، فإن الصورة الأولى أليق بالمقام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/51 من سورة البقرة.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/175]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:58 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (155) إلى الآية (157) ]

{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}

قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة "من تشاء أنت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئت} [155] إبداله للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تشآء أنت} لا يخفى). [غيث النفع: 640]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الغافرين} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنهى الربع بإجماع). [غيث النفع: 640]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}
{قَالَ رَبِّ}
- تقدم إدغام اللام في الراء في الآية/151.
{رَبِّ}
- وتقدمت قراءة ابن محيصن (رب) في الآية/151.
{لَوْ شِئْتَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (لو
[معجم القراءات: 3/175]
شيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (لو شئت).
{تَشَاءُ}
- انظر الآية/213 من سورة البقرة، وفيها الآية/142، وانظر الآية/40 من سورة المائدة.
{تَشَاءُ أَنْتَ}
- هنا همزتان مضمومة فمفتوحة من كلمتين، وفيهما ما يلي:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (تشاء ونت) بإبدال الهمزة الثانية واوًا مفتوحة في الوصل.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين في الوصل (تشاء أنت).
- وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها مع المد والقصر.
- وحمزة أطول مدًا من هشام في الوجهين الأخيرين.
{فَاغْفِرْ لَنَا}
- تقدم الاختلاف في إدغام أبي عمرو في الآية/151: (اغفر لي) من طريق السوسي والدوري، وموافقة ابن محيض واليزيدي.
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/176]

قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "عذابي أصيب" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه الكبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "من أشاء" بسين مهملة وفتح الهمزة على المضي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
لكن قال الداني: لا تصح هذه القراء عن الحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واكتب لنا في هاذه الدنيا حسنة}
{عذابي أصيب} [156] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أشآء} و{شيء} ما فيهما لهشام وحمزة إذا وقفا لا يخفى). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَفِي الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه، انظر الآية/4 من سورة البقرة.
{هُدْنَا}
- قراءة الجمهور (هدنا) بضم الهاء أي تبنا، من هاد يهود.
- وقرأ زيد بن علي ومجاهد وأبو وجزة السعدي (هدنا) بكسر الهاء، من: هاد يهيد إذا حرك، أي: حركنا أنفسنا وجذبناها لطاعتك.
ويحتمل هذا الفعل عند الزمخشري وأبي حيان وجهين:
الأول: أن يكون مبنيًا للفاعل، والضمير فاعله.
والثاني: أن يكون مبنيًا للمفعول، أي: حركنا وأملنا.
قال أبو حيان: (والضم يحتملهما).
وقال الزمخشري:
(كقولك: عدت يا مريض بكسر العين فعلت [كذا] من العيادة...، ويجوز على عدت بالإشمام، وعدت بإخلاص الضمة فيمن قال: عود المريض، وقول القول، ويجوز على هذه اللغة أن يكون (هدنا) بالضم فعلناه من هاده يهيده).
وقال العكبري:
((هدنا) المشهور ضم الهاء، وهو من هاد يهود إذا تاب، وقرئ
[معجم القراءات: 3/177]
يكسرها، وهو من: هاد يهيد إذا تحرك أو حرك، أي: حركنا إليك نفوسنا).
{قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (.. عذابي أصيب..) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها.
{أُصِيبُ}
- قرأ الحسن وعمرو بن عبيد (أو صيب) كذا بإشباع ضمة الهمز.
- وقراءة الجماعة (أصيب) بهمز مضموم، ثم صاد بعدها.
{أُصِيبُ بِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{مَنْ أَشَاءُ}
- قراءة الجماعة (أصيب به من أشاء) بالشين معجمة، ومفعول (أشاء) محذوف، أي: أصيب به من أشاء إصابته به، أو عذابه.
- وقرأ زيد بن علي الحسن وطاوس وعمرو بن فائد الإسواري (أصيب به من أساء) بالسين المهملة من الإساءة.
قال أبو عمرو الداني: (لا تصح هذه القراءة عن الحسن وطاوس، وعمرو بن فائد رجل سوء).
وقرأ بها سفيان بن عيينة مرة واستحسنها، فقام إليه عبد الرحمن المقري، وصاح به، وأسمعه، فقتل سفيان: (لم أدر، ولم أفطن لما يقول أهل البدع).
[معجم القراءات: 3/178]
وقال أبو حيان في النهر:
(وقرأ بها سفيان بن عيينة مرة، واستحسنها، وذكر أن الشافعي -رحمه الله- صحف (من أشاء) بقوله: (من أساء) ثم وجدت قراءة كما ذكرنا).
وقال أبو حيان في البحر:
(وللمعتزلة تعلق بهذه القراءة من جهة إنفاذ الوعيد، ومن جهة خلق المرء أفعاله، وأن (أساء) لا فعل فيه لله تعالى، والانفصال عن هذا كالانفصال عن سائر الظواهر).
وقال ابن جني:
(هذه القراءة أشد إفصاحًا بالعدل من القراءة الفاشية ... لأن العذاب في القراءة الشاذة مذكور علة الاستحقاق له وهو الإساءة، والقراءة الفاشية لا يتناول من ظاهرها على إصابة العذاب له، وأن ذلك الشيء يرجع إلى الإنسان، وإن كنا قد أحطنا علمًا بأن الله تعالى لا يظلم عباده، وأنه لا يعذب أحدًا منهم إلا بما جناه واجترمه على نفسه).
وفي الكشاف لم أجد على القراءة بالسين تعليقًا، ولكن الزمخشري قال في القراءة العامة (أشاء): (أي من وجب علي في الحكمة تعذيبه ولم يكن في العفو عنه مساغ لكونه مفسدة، وأما رحمتي فمن حالها وصفتها أنها واسعة تبلغ كل شيء، ما من مسلم ولا كافر ولا مطيع ولا عاص إلا وهو متقلب في نعمتي).
- والقراءة في الوقف على (أشاء) عن حمزة، بالسكون فتبدل الهمزة ألفًا، ويجتمع ألفان، فإما أن نحذف إحداهما للساكنين،
[معجم القراءات: 3/179]
أو نبقيهما لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فإذا حذفنا إحداهما فإما أن تكون الأولى أو الثانية، فإن كانت الأولى، فالقصر، وإن كانت الثانية جاز المد والقصر، وإن أبقيتهما: مددت مدًا طويلًا، ويجوز أن يكون متوسطًا.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءات فيه، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{وَيُؤْتُونَ، يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءات فيهما بإبدال الهمز واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة (يؤمنون)، وانظر الآية/269 من سورة البقرة (يؤتي) ). [معجم القراءات: 3/180]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا في كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {إصرهم} 157
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {إصرهم} بِكَسْر الْألف
وَقَرَأَ ابْن عَامر (ءاصرهم) ممدودة الْألف على الْجمع). [السبعة في القراءات: 295]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آصارهم) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنجاكم) [141]، و(ءاصارهم) [157]: بألف دمشقي). [المنتهى: 2/709] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (آصرهم) بالجمع وفتح الهمزة، وقرأ الباقون بالتوحيد وكسر الهمزة). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {عنهم آصارهم} (157): بفتح الهمزة، وبالألف، على الجمع.
والباقون: بكسر الهمزة، من غير ألف، على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (عنهم آصارهم) بفتح الهمزة وبالألف على الجمع، والباقون بكسر الهمزة من غير ألف على التّوحيد). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و" أصابهم " على الجمع دمشقي وافق ابْن مِقْسَمٍ و(آصَارَهُمْ)، الباقون بياء ونون، وهو الاختيار لموافقة أكثر المصاحف وباقي القراء (إِصْرَهُمْ) بغير ألف، والاختيار (إِصْرَهُمْ) لقوله: (وَالْأَغْلَالَ)). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([157]- {إِصْرَهُمْ} جمع: ابن عامر). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (701- .... .... .... .... = وَآصَارَهُمْ بِالْجَمْعِ وَالْمَدِّ كُلِّلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(آصارهم)، لأنهم كانوا يحملون آصارًا.
والإصر: الثقل الذي أصر حامله؛ أي حبسه عن الحراك لثقله، وهو مثل لثقل تكاليفهم ومشاقها. وكذلك الأغلال، كلفوا في التوبة قتل النفوس، وفي الطهارة قطع النجاسة من البدن والثوب، وقتل العضو الخاطئ، وقتل قاتل الخطأ، وحرمت عليهم الشحوم والعروق في اللحم، والعمل في السبت، وتعبدوا بإحراق الغنائم، وكان فيهم من إذا قام يصلي، لبس المسوح، وغل يده إلى عنقه، وربما ثقب أحدهم ترقوته وجعل فيها طرف السلسلة، وأوثقها إلى السارية ليحبس نفسه على العبادة ... وذلك عندنا لا يجوز.
والإصر في قراءة التوحيد، يؤدي عن جميع ذلك.
وقد تقدم معنی (كلل) ). [فتح الوصيد: 2/938]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا كفؤ صحبةٍ = وآصارهم بالجمع والمد كللا
ب: (كُللا): أي جعل مكللا من الإكليل، وهو: التاج.
ح: (ميم): نصب على مفعول (اكسر)، (معًا): حال منه، (كفؤ صحبةٍ): حال من فاعل (اكسر)، (آصارهم ... كُللا): مبتدأ وخبر، (بالجمع): متعلق بـ (كللا).
ص: أي: اكسر عن ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر: الميم في (ابن أم) في الموضعين معًا هنا: (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) [150]، وفي طه: (قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتي) [94]، والباقون: بالفتح، والفتح للتخفيف؛ لأنه لما استطيل المنادى بالمضاف إليه خفف بحذف ياء المتكلم، ثم أبدل الكسر فتحًا فيهما، والكسر على أنه حذف الياء وبقي الكسر.
وقرأ ابن عامر: (ويضع عنهم إصارهم) [157] بالجمع ومد الهمز، والباقون: {إصرهم} بالإفراد والقصر.
[كنز المعاني: 2/259]
ومعنى (كللا): أي جعل آصارهم مكللًا بالجمع والمد). [كنز المعاني: 2/260] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وإفراد الإصر وجمعه مضت نظائره، وهو الثقل من التكاليف وغيرها، وكفؤا حال من فاعل اكسر أو مفعوله، وقد مضى في النساء معنى كللا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (701 - .... .... .... .... .... = وآصارهم بالجمع والمدّ كلّلا
....
وقرأ ابن عامر ويضع عنهم آصارهم بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد ومدها على الجمع، وقرأ غيره بكسر الهمزة وسكون الصاد على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِصْرَهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (آصَارَهُمْ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمَدِّ وَالصَّادِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْإِفْرَادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إصرهم} [157] بفتح الهمزة والصاد والألف بعدهما جمعًا، والباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد من غير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (646- .... .... .... وآصار اجمع = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وآصار اجمع) يريد قوله تعالى «ويضع عنهم إصرهم» قرأه «آصارهم» على الجمع ابن عامر حملا على الإعلان، والباقون بالتوحيد على أنه في الأصل مصدر والمصدر يدل على القليل والكثير، ومعنى الإصر: الثقل، يعني ثقل التكاليف وغيرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وهمز "النبيء" نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "التوراة" [الآية: 157] بين بين قالون وحمزة بخلفهما والأزرق، وأمالها كبرى الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في ثانيه، والكسائي وخلف والثاني لقالون الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمرهم" بالسكون والاختلاس أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري عنه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إصرهم" فابن عامر بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد وألف بعدها على الجمع، والباقون بكسر الهمزة والقصر وإسكان الصاد بلا ألف على الإفراد اسم جنس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عليهم الخبائث" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} [157 158] معًا، قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يأمرهم} [157] قرأ البصري بإسكان الراء، وعن الدوري الاختلاس أيضًا، والباقون بالضم). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الخبائث} [157] و{عليهم الغمام} [160] و{عليهم المن} لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إصرهم} [157] قرأ الشامي بفتح الهمزة ممدودة، وفتح الصاد، وألف بعدها، على الجمع، والباقون بكسر الهمزة، وحذف الألفين، وإسكان الصاد، على الإفراد، وتفخيم رائه للجميع). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} معًا جلي). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}
{النَّبِيَّ}
- قراءة نافع (النبيء) بالهمز في هذا اللفظ وما كان من بابه، وحيث جاء.
{الْأُمِّيَّ}
- قرأ يعقوب ومحمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، واليماني (الأمي) بفتح الهمزة، وهو من تغيير النسب.
قال ابن جني:
(هذا منسوب إلى مصدر أممت الشيء أمًا، كقولك: قصدته
[معجم القراءات: 3/180]
قصدًا، ثم أضيفت إليه (عليه السلام..)، وقد يجوز مع هذا أن يكون أراد الأمي بضم الهمزة كقراءة الجماعة، ثم لحقه تغيير النسب كقولهم في الإضافة إلى أميه: أموي -بفتح الهمزة، وكقولهم في الدهر: دهري، وفي الأمس: إمسي، وفي الأفق: أفقي، بفتح الهمزة، وهو باب كبير واسع عنهم).
- وقراءة الجماعة (الأمي) بضم الهمزة.
{التَّوْرَاةِ}
- أماله أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي والأصبهاني وحمزة في ثانيه وخلف واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل للأزرق وورش وحمزة وقالون.
- والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني عن قالون.
وتقدم الحديث في إمالته في الآيتين/4، 48 من سورة آل عمران.
{وَالْإِنْجِيلِ}
- تقدم الحديث في قراءة الحسن بفتح الهمزة حيث جاء (الأنجيل).
وانظر الآية/3 من سورة آل عمران.
{يَأْمُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (يامرهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة أبي عمرو من طريق السوسي (يامركم) بسكون الراء، وقيل هي رواية الدوري عنه، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبًا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد.
- وروى الدوري عن أبي عمرو اختلاس ضمة الراء، وقيل رواية
[معجم القراءات: 3/181]
الاختلاس عن السوسي.
- وروى بعضهم الإتمام عن الدوري عن أبي عمرو كالباقين (يأمركم).
قال في الإتحاف:
(فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان، والاختلاس).
{يَنْهَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (عليهم...).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم...) بكسر الهاء وضم الميم، ويعقوب على أصله بإتباع الميم الهاء فضمها حيث ضم الهاء وكسرها حيث كسرها، وانظر القراءات مفصلة في (عليهم) في سورة الفاتحة.
{وَيَضَعُ عَنْهُمْ}
- قرأ طلحة بن مصرف (يذهب عنهم...).
- وقراءة الجماعة (يضع عنهم...).
[معجم القراءات: 3/182]
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام العين في العين، قال ابن عطية: (قال أبو حاتم: أدغم أبو عمرو (يضع عليهم) العين في العين وأشمها الرفع، وأشبعها أبو جعفر وشيبة ونافع).
{إِصْرَهُمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم (إصرهم) بكسر الهمزة.
- وقرأ المعلى عن أبي بكر عن عاصم (أصرهم) بضم أوله، والضم هنا على الجمع.
- وقرأ بعضهم (أصرهم) بفتح الهمزة على المصدر.
وهذا عند أبي حاتم غلط، وهي عند مكي لغة، وذكرها بعضهم قراءة لنافع وعيسى والزيات، وعند مكي: عن أبي بكر عن عاصم.
- وقرأ ابن عامر وأبو جعفر وأيوب والضحاك وسهل ويعقوب والمفضل ويعلى بن حكيم وأبو سراج الهذلي (آصارهم) على الجمع من (إصر).
{عَلَيْهِمْ}
- انظر ضم الهاء وكسرها في سورة الفاتحة.
[معجم القراءات: 3/183]
{وَعَزَّرُوهُ}
- قراءة الجماعة (عزروه) بزاء مشددة بعدها راء.
- وقرأ عاصم الجحدري وقتادة وسليمان التميمي وعيسى بن عمر وأبان وابن نبهات وأبو عمارة وخلاد كلهم عن أبي بكر عن عاصم (عزروه) بالتخفيف.
- وقرأ جعفر بن محمد (عززوه) بزاءين معجمتين.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (عزروهو) بوصل الهاء بواو.
{وَنَصَرُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نصروهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/184]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 08:59 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (158) إلى الآية (160) ]

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} [157 158] معًا، قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 642] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
{النَّبِيِّ}
- تقدمت قراءة نافع بالهمز، في الآية السابقة.
{يُؤْمِنُ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا في الآية/88 من سورة البقرة.
{وَكَلِمَاتِهِ}
- قرأ مجاهد وعيسى والأفطس عن ابن كثير (كلمته)، واحد أريد به الجمع، نحو قولهم: أصدق كلمة قالتها العرب قول لبيد، وقد يقولون للقصيدة كلمة.
- وقراءة الجماعة (كلماته) على الجمع.
[معجم القراءات: 3/184]
- وقرأ الأعمش (الذي يؤمن بالله وآياته) بدلًا من (كلماته).
{وَاتَّبِعُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (اتبعوهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/185]

قوله تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}
{قَوْمِ مُوسَى}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الميم، وبالإظهار.
وتقدم هذا في الآية/148 من هذه السورة.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/185]

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَقَطَّعْنَاهُمُ) خفيف ابن أبي عبلة، وأبان عن عَاصِم، وأبو حيوة، الباقون مشدد، وهو الاختيار للتكثير). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "عشرة" بكسر الشين وعنه إسكانها لغة الحجاز وبه قرأ الجمهور). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "استسقاه" [الآية: 160] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ما رزقتكم" بالتاء مضمومة على الإفراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الخبائث} [157] و{عليهم الغمام} [160] و{عليهم المن} لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وظللنا} [160] فخم ورش لامه الأولى). [غيث النفع: 642]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}
{وَقَطَّعْنَاهُمُ}
- قراءة الجماعة (قطعناهم) بتشديد الطاء، وهو للتكثير.
- وقرأ أبان بن تغلب وشيبان كلاهما عن عاصم، وكذا أبو بكر وابن جبير عن حفص عنه عن عاصم، وأبو حيوة وابن أبي عبلة (قطعناهم) بالتخفيف.
[معجم القراءات: 3/185]
{اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ... اثْنَتَا عَشْرَةَ}
- قرأ ابن وثاب والأعمش وطلحة بن سليمان وأبو حيوة والمطوعي في رواية (عشرة) بكسر الشين، وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش وطلحة بن سليمان والعباس بن الفضل الأنصاري (عشرة) بفتح الشين.
- وقرأ الجمهور والمطوعي في وجهه الثاني (عشرة) بسكون الشين، وهي لغة الحجاز.
قال أبو حاتم: (والعجب أن تميمًا يخففون ما كان من هذا الوزن، وأن أهل الحجاز يشبعون، وتناقضوا في هذا الحرف).
قال ابن جني:
(واعلم أن هذا موضع طريف؛ ذلك أن المشهور عن الحجازيين تحريك الثاني إذا كان مضمومًا أو مكسورًا، نحو: الرسل والطنب، والكبد والفخذ، ونحو ظرف وشرف، وعلم وقدم، وأما بنو تميم فيسكنون الثاني من هذا ونحوه فيقولون: رسل وكتب وكبد وفخذ...
لكن القبيلتين جميعًا فارقتا في هذا الموضع من العدد معتاد لغتهما، وأخذت كل واحدة منهما لغة صاحبتها، وتركت مألوف
[معجم القراءات: 3/186]
اللغة السائرة عنها، فقال أهل الحجاز: اثنتا عشرة، والتميميون: عشرة، بالكسر.
وسبب ذلك ما أذكره، وذلك أن العدد موضع يحدث معه ترك الأصول، وتضم فيه الكلم بعضه إلى بعض، وذلك من أحد عشر إلى تسعة عشر، فلما فارقوا أصول الكلام من الإفراد وصاروا إلى الضم فارقوا أيضًا أصول أوضاعهم ومألوف لغاتهم، فأسكن من كان يحرك، وحرك من كان يسكن..
وأما اثنتا عشرة بفتح الشين فعلى وجه طريف، وذلك أن قوله: (اثنتي) يختص بالتأنيث، و(عشرة) بفتح الشين يختص بالتذكير، وكل واحدٍ من هذين يدفع صاحبه، وأقرب ما تصرف هذه القراءة إليه أن يكون شبه (اثنتي عشرة) بالعقود ما بين العشرة إلى المئة، ألا تراك تقول: عشرون وثلاثون، فتجد فيه لفظ التذكير والتأنيث؟ أما التذكير فالواو والنون، وأما التأنيث فقولك: ثلاث من ثلاثون؛ ولذلك صلحت ثلاثون إلى التسعين للمذكر والمؤنث فقلت: ثلاثون رجلًا، وثلاثون امرأة، وتسعون غلامًا، وتسعون جارية، فكذلك أيضًا هذا الموضع.
ألا تراه قال: (اثنتي عشرة أسباطًا أممًا) فأسباطًا: يؤذن بالتذكير، و(أمم) يؤذن بالتأنيث، وهذا واضح.
ومما يدلك على أن ضم أسماء العدد بعضها إلى بعض يدعو إلى تحريفها عن عادة استعمالها قولهم: أحد عشر رجلًا، وإحدى عشرة امرأة...) انتهى.
[معجم القراءات: 3/187]
ولقد نقلت إليك -أيها الأخ القارئ- نص ابن جني على طوله لترى بعد النظر عنده، وحسن الظن بهذه اللغة، بل قوة اليقين في تركيبها، وتقليبها على وجوه لا تخطر على بال بشر في زمانٍ لانت فيه العزائم، ورضيت من فضيلة القناعة في هذا الباب بما أورثها الجهل في حقيقة عبقرية هذه اللغة، وعظتها، فتأمل يرحمك ويرحمني الله!!
{مُوسَى}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة.
{اسْتَسْقَاهُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{وَظَلَّلْنَا}
- قراءة ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام المشددة.
{عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ}
- تقدم ضم الهاء والميم، وكسرهما، وكسر الهاء وضم الميم، ومذهب يعقوب في الهاء مرارًا.
وانظر الآية/157 من هذه السورة في (عليهم الخبائث).
{وَالسَّلْوَى}
*- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{رَزَقْنَاكُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (رزقناكم).
[معجم القراءات: 3/188]
- وقرأ عيسى الهمداني والمطوعي والأعمش (رزقتكم) بتوحيد الضمير.
{ظَلَمُونَا}
- وعن الأزرق وورش تغليظ اللام.
{يَظْلِمُونَ}
- تغليظ اللام للأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/189]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:01 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (161) إلى الآية (162) ]

{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {نغفر لكم خطيئاتكم} 161
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {نغفر} بالنُّون (خطيئتكم) بِالتَّاءِ مَهْمُوزَة على الْجمع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {نغفر لكم} بالنُّون (خطيكم) بِغَيْر همز مثل قضاياكم وَلَا تَاء فِيهَا
وروى مَحْبُوب عَن أَبي عَمْرو (تغْفر لكم) بِالتَّاءِ (خطيئتكم) بِالْهَمْز وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع {تغْفر} مَضْمُومَة التَّاء (خطيئتكم) مَرْفُوعَة التَّاء على الْجمعوَتَابعه ابْن عَامر على التَّاء من {تغْفر} وَضمّهَا وَقَرَأَ (خطيئتكم) وَاحِدَة مَهْمُوزَة مَرْفُوعَة). [السبعة في القراءات: 295 - 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تغفر) بالتاء مدني، وشامي، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خطيئتكم) رفع شامي، بالجمع، رفع مدني، ويعقوب، وسهل. بغير تاء أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تغفر) [161]، و(خطيئاتكم) [161]: بضم التاءين مدني، ودمشقي، وبصري غير أبوي عمرو، والمفضل.
التوحيد: دمشقي. (خطاياكم): نحو «قضایاكم»: أبو عمرو، وحمصي، زاد أبو عمرو في نوح [25] ). [المنتهى: 2/711]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر ونافع (تغفر لكم) بالتاء مضمومة، وقرأ الباقون بالنون مفتوحة، قرأ نافع (خطيتكم) بالجمع المسلم وضم التاء، ومثله ابن عمر غير أنه قرأ بالتوحيد، وقرأ أبو عمرو و(خطاياكم) مثل إجماعهم في سورة البقرة على مثل (قضاياكم)، وقرأ الباقون بالجمع المسلم وكسر التاء). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {تغفر لكم} (161): بالتاء مضمومة، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {خطاياكم} (161): على لفظ (قضاياكم)، من غير همز.
وابن عامر: {قال خطيئتكم}: بالهمز، ورفع التاء، من غير ألف، على التوحيد.
ونافع: كذلك إلا أنه على الجمع.
والباقون: كذلك إلا أنهم يكسرون التاء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب: (تغفر لكم) بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء.
أبو عمرو: (خطاياكم) على لفظ (قضاياكم) من غير همز، وابن عامر (خطيئتكم) بالهمز ورفع التّاء من غير ألف على التّوحيد ونافع [وأبو جعفر] ويعقوب كذلك إلّا أنهم قرءوا على الجمع والباقون كذلك إلّا أنهم يكسرون التّاء). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَغفِر لَكُم) بالياء وضمها قَتَادَة، وبالتاء ضمها مدني دمشقي، والمفضل، وأبان، وبصري غير قَتَادَة، وأَبِي عَمْرٍو، وأيوب الجعفي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو كنافع، الباقون بالنون، وهو الاختيار على أن الفعل للًه عز وجل). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([161]- {نَغْفِرْ لَكُمْ}، و{خَطِيئَاتِكُمْ} بضم التاءين: نافع وابن عامر.
بالتوحيد: ابن عامر.
مثل "قضايا": أبو عمرو). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (702 - خَطِيئَاتُكُمْ وَحْدَهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ = كَمَا أَلَّفُوا وَالْضَّمِيرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلاَ
703 - وَلكِنْ خَطَايَا حَجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([702] خطئاتكم وحده عنه ورفعه = (كـ)ما ألفوا والغير بالكسر عدلا
(عنه)، أي عن ابن عامر.
و(كما ألفوا)، أي كما جمعوا.
[فتح الوصيد: 2/938]
إلا أن ابن عامر ونافعا يقرآن هنا: (تغفر)، كما سبق في البقرة لابن عامر.
(والغير بالكسر عدل)، لأنه يقرأ (نغفر) إلا أبا عمرو، وقد ذكر قراءته فقال:
[703] ولكن خطايا (حـ)ج فيها ونوحها = ومعذرةً ورفعٌ سوى (حفصهم) تلا
الضمير في (فيها) يعود إلى هذه السورة. وفي (نوحها)، يعود إلى خطايا). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([702] خطيئاتكم وحده عنه ورفعه = كما ألفوا والغير بالكسر عدلا
ح: (خطيئاتكم): مبتدأ، (وحده عنه): خبره، وضمير (عنه): لابن عامر، و(رفعه): مبتدأ، (كما ألفوا): خبره، و(الغير ... عدلا): مبتدأ وخبر.
ص: أي: وحد لفظ: (خطيئتكم سنزيد المحسنين) هنا [161] عن ابن عامر، والباقون: بالجمع.
ثم رفع (خطيئتكم) لابن عامر ونافع، لأنهما قرءآ (تغفر لكم) على بناء المفعول، والباقون: بكسر التاء لأنهم قرءوا (نغفر) على بناء الفاعل، وعبر عن ذلك بقوله: والغير عدل بالكسر.
و(كما ألفوا): إشارةٌ إلى أن غير ابن عامر جمع، لأن التأليف بمعنى الجمع.
[703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (702- خَطِيئَاتُكُمْ وَحِّدْهُ عَنْهُ وَرَفْعُهُ،.. "كَـ"ـمَا "أَ"لَّفُوا وَالغَيْرُ بِالْكَسْرِ عَدَّلا
عنه؛ أي: عن ابن عامر ورفع التاء له ولنافع؛ لأنهما قرءا يغفر بإسناد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
الفعل إلى المفعول فلزم رفع خطيئتكم لابن عامر وخطيئاتكم لنافع، وإنما كسر الباقون التاء علامة للنصب في "خطيئاتكم"؛ لأنهم يقرءون نغفر بإسناد الفعل إلى الفاعل، فخطيئاتكم مفعوله وأبو عمرو قرأ خطايا على جمع التكسير، فموضعهما نصب ومعنى ألفوا: أجمعوا.
703- وَلكِنْ خَطَايَا "حَـ"ـجَّ فِيهَا وَنُوحِهَا،.. وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلا
أي: وقرأ أبو عمرو في هذه السورة وفي سورة نوح "خطايا" على وزن مطايا، والذي في نوح: "مما خطاياهم أغرقوا"، وقرأ الباقون بجمع السلامة: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} وهو مشكل؛ إذ لقائل أن يقول: من أين يعلم ذلك؟ فلعل الباقين قرءوا بالإفراد أو بعضهم بجمع السلامة وبعضهم بالإفراد كما قرءوا في الأعراف، فلو أنه قال بعد قوله: والغير بالكسر عدلا كنوح خطايا فيهما حج وحده؛ أي: كحرف نوح، وأبو عمرو قرأ فيهما -أي: في الأعراف ونوح- خطايا لم يبق مشكلا، ولعله اجتزأ عن ذلك بقوله أولا: خطيئاتكم وحده عنه، فكأنه قال: وهذا اللفظ قرأه أبو عمرو هنا وفي نوح خطايا، فبقي الباقون في السورتين على ما لفظ به وهو خطيئاتكم.
فإن قلت: هلا قال: والغير بالخفض أو بالجر؛ لأنها حركة إعراب لا بناء؟
قلت: هذه العبارة جيدة في حرف نوح؛ لأنه مجرور، وأما الذي في الأعراف فمنصوب وعلامة نصبه الكسرة فعدل إلى لفظ الكسر؛ لأنه يشمل الموضعين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/185]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (702 - خطيئاتكم وحّده عنه ورفعه = كما ألّفوا والغير بالكسر عدّلا
703 - ولكن خطايا حجّ فيها ونوحها = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
قرأ ابن عامر: خطيئتكم بالتوحيد فالضمير في عنه يعود على ابن عامر في البيت قبله. وقرأ برفع التاء ابن عامر ونافع، وقرأ غيرهما بكسرها كما قال (والغير بالكسر عدلا) فتكون قراءة ابن عامر بالإفراد ورفع التاء، ونافع بالجمع ورفع التاء، والباقين بالجمع
[الوافي في شرح الشاطبية: 275]
وكسر التاء ما عدا أبا عمرو؛ فإنه يقرأ: خطاياكم هنا، ممّا خطاياهم أغرقوا في نوح). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... .... .... = .... .... تُغْفَرْ خَطِيْئَاتُ حُمِّلَا
117 - كَوَرْشٍ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تغفر خطيئات حملا كورش، أي قرأ مرموز (حا) حملا وهو يعقوب {نغفر لكم} [161] بتاء التأنيث مع الضم وفتح الفاء على التجهيل، و(خطيئات) بالجمع مع رفع تائه، وإلى هذه القيود أشار بقوله: كورش، لأنه من جملة من قرأ كذلك، وتخصيصه للتظلم، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، ولخلف (نغفر) بالنون وكسر الفاء،
[شرح الدرة المضيئة: 133]
و(خطيئات) بالجمع وكسر التاء). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَطِيئَاتِكُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ (خَطِيَّاتُكُمْ) بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْإِفْرَادِ وَرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو (خَطَايَاكُمْ) عَلَى وَزْنِ عَطَايَاكُمْ بِجَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِجَمْعِ السَّلَامَةِ وَكَسْرِ التَّاءِ نَصْبًا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: خَطَايَاكُمْ فِي الْبَقَرَةِ مِنْ أَجْلِ الرَّسْمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي نَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {خطيئاتكم} [161] بالإفراد ورفع التاء، وأبو عمرو {خطاياكم} جمع تكسير، والباقون {خطيئاتكم} جمع سلامة. والمدنيان ويعقوب برفع التاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نغفر} [161] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (646- .... .... .... .... .... = واعكس خطيئات كما الكسر ارفع
647 - عمّ ظبىً وقل خطايا حصره = مع نوح .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واعكس) أي قرأه بالإفراد الذي هو ضد الجمع المتقدم، يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطيئاتكم» ابن عامر والباقون بالجمع، وقرأه برفع التاء نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون بكسرها نصبا إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياكم كما سنبينه في البيت الآتي، وتقدم اختلافهم في «نغفر لكم» في البقرة وأن ابن عامر ونافعا وأبا جعفر ويعقوب يقرءونه بالتاء المضمومة وفتح الفاء على التأنيث، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذرة
يعني أن مدلول عم ظبي يرفعون التاء كما قدمنا، ولكن ابن عامر منهم تقدم له الإفراد، فيبقى نافع وأبو جعفر ويعقوب بالجمع والرفع فيصير في الرفع قراءتان، ويبقى الباقون بالجمع المفهوم من ضد قراءة ابن عامر وبقى منهم أبو عمرو بجمع التكسير كما ذكره، وغيره بجمع السلامة مع كسر التاء قدمناه فيصير في الجمع قراءتان فيبقى في خطيئات أربع قراءات، فإذا ضمت إلى الخلاف في «يغفر» يكون فيهما القراءات الأربع: الأولى تغفر بالتأنيث على ما لم يسم فاعله خطيئتكم بالإفراد والرفع ابن عامر. والثاني تغفر كذلك خطيئاتكم بالرفع والجمع نافع وأبو جعفر ويعقوب. الثالثة نغفر بالنون على تسمية الفاعل خطاياكم على
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
جمع التكسير أبو عمرو. الرابعة نغفر كذلك خطيئاتكم بجمع السلامة مع كسر التاء، الباقون وهم ابن كثير والكوفيون، ويخرج جمع السلامة لمن قرأ به من لفظه المتقدم وجمع التكسير من قوله وقل خطايا قوله: (حصر) أي ضبطه وقيده بهذا اللفظ، من الحصر؛ وهو الحبس قوله: (مع نوح) الذي في سورة نوح «مما خطاياهم أغرقوا» قرأه أبو عمرو خطايا على جمع التكسير، والباقون على جمع السلامة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل لهم" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تغفر" [الآية: 161] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالنون مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَطِيئَاتِكُم" [الآية: 161] فنافع وأبو جعفر ويعقوب "خَطِيئَاتِكُم" بجمع السلامة ورفع التاء على النيابة عن الفاعل، وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء كذلك وهو واقع موقع الجمع لفهم المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/65]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر، وافقه اليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا على المفعولية، وأما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا والباقون بجمع السلامة، مخفوضا بالكسرة، واتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "قيل" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تغفر} [161] قرأ نافع وشامي بالتاء الفوقية المضمومة، وفتح الفاء، والباقون بالنون المفتوحة، وكسر الفاء). [غيث النفع: 642]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطيئاتكم} قرأ نافع بكسر الطاء، وبعدها ياء، وبعد الياء همزة مفتوحة، بعدها ألف، وضم التاء، على جمع السلامة، والشامي مثله إلا أنه يقصر الهمزة، على الإفراد، والبصري بفتح الطاء والياء، وألف بعدهما، على وزن (عطاياكم) جمع تكسير، والباقون كنافع، إلا أنهم يكسرون التاء، وهي علامة النصب.
تفريع: إذا اعتبرت حكم {خطيئاتكم} مع {تغفر}:
[غيث النفع: 642]
فنافع {تغفر} بالتاء والبناء لما لم يسم فاعله {خطيئاتكم} بجمع السلامة مع ضم التاء.
والشامي كذلك لكن بإفراد {خطيئاتكم}.
والبصري { نغفر} و{خطاياكم} بوزن (عطاياكم).
والباقون بالنون {خطيئاتكم} بجمع التصحيح، مع كسر التاء). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
{قِيلَ}
- إشمام القاف الضم عن هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
{قِيلَ لَهُمُ}
- وإدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{حَيْثُ شِئْتُمْ}
- أدغم الثاء في الشين أبو عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما.
- والباقون على الإظهار.
وانظر الآية/19 من هذه السورة (حيث شئتما).
{شِئْتُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (شيتم) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز (شئتم).
[معجم القراءات: 3/189]
{حِطَّةٌ}
- قراءة الجماعة (حطة) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: سؤالنا حطة، أو مسألتنا حطة، ومعناه: حط عنا ذنوبنا.
- وقرأ الحسن وقتادة (حطة) بالنصب على المصدر، أي: حط عنا ذنوبنا حطةً.
ويجوز أن ينتصب بـ(قولوا) على حذف، والتقدير: وقولوا قولًا حطة، أي حطة، فحذف (ذا)، وصار (حطة) وصفًا للمصدر المحذوف.
وتقدم مثل هذا في الآية/58 من سورة البقرة في الجزء الأول، عن ابن أبي عبلة والأخفش وطاوس.
{نَغْفِرْ لَكُمْ}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري ووافقه ابن محيصن واليزيدي.
{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وخلف (نغفر لكم خطيئاتكم) نغفر: بنون العظمة، خطيئاتكم: جمع السلامة،
[معجم القراءات: 3/190]
وهو الاختيار عند مكي.
- وقرأ نافع ويعقوب ومحبوب عن أبي عمرو وأبو جعفر وسهل والمفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم) تغفر: بالتاء، مبنيًا للمفعول، وخطيئاتكم: جمع السلامة نائب عن الفاعل.
وتقدمت هاتان القراءتان وغيرهما في الآية/58 من سورة البقرة.
- وقرأ ابن عامر (تغفر لكم خطيئتكم) الفعل بالتاء، مبنيًا للمفعول خطيئتكم: مفرد نائب عم الفاعل.
- وقرأ ابن هرمز (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بالتاء مبنيًا للفاعل، وهو الحطة على معني: أن الحطة تغفر؛ إذ هي سبب الغفران.
خطيئاتكم: بجمع السلامة.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بخلاف عنه والحسن والأعمش (نغفر لكم خطاياكم).
نغفر: بنون العظمة.
[معجم القراءات: 3/191]
خطاياكم: جمع التكسير، مفعول (نغفر).
- وقرأ الحسن (تغفر لكم خطاياكم).
تغفر: بالتاء المثناة من فوق، مبنيًا للمفعول.
خطاياكم: جمع تكسير.
وقرأ الحسن (نغفر لكم خطياتكم).
- وقرأ أبو زيد عن المفضل عن عاصم (تغفر لكم خطيئاتكم).
تغفر: بنون العظمة.
خطياتكم: جمع السلامة، وبإبدال الهمزة ياء وإدغامها بالياء.
- وقرأ أبو حيوة: (تغفر لكم خطياتكم).
تغفر: بالمثناة من فوق، والفعل مبني للمفعول.
خطياتكم: بإبدال الهمزة كالقراءة السابقة.
- وذكر ابن خالويه عن الحسن أنه قرأ (يغفر لكم...) كذا بالياء، ولم يضبط الفعل بقيد البناء للفاعل أو المفعول، غير أن الزمخشري ضبطه بالبناء للمفعول، وساق القراءة على جمع السلامة (يغفر لكم خطيئاتكم).
- وقرأ الأهوازي عن أبي جعفر (تغفر لكم خطيتكم) بالتشديد ورفع الفاء (خطيتكم).
{خَطِيئَاتِكُمْ}
- إذا وقف حمزة عليه، أبدل الهمزة ياء وأدغمها في الياء التي قبلها
[معجم القراءات: 3/192]
(خطياتكم)، وهي كقراءة الحسن وأبي حيوة). [معجم القراءات: 3/193]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" لام "ظلموا" الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [161 162] معًا لا يخفى). [غيث النفع: 642] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
{ظَلَمُوا}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/160 (ظلمونا).
{قَوْلًا غَيْرَ}
- أخفى أبو جعفر التنوين عند الغين.
{قِيلَ}
- تقدم إشمام القاف الضم في الآية السابقة.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم في الآية السابقة إدغام اللام في اللام.
{عَلَيْهِمْ}
- سبق مذهب يعقوب في الهاء في سورة الفاتحة، الآية/7.
{يَظْلِمُونَ}
- تقدم في الآية السابقة/160 تغليظ اللام). [معجم القراءات: 3/193]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:02 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (163) إلى الآية (167) ]

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يسبتون) [163]: بضم الياء المفضل). [المنتهى: 2/712]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَسْبِتُونَ) بضم الباء من أسبت الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو حَاتِمٍ والقطعي عن المفضل، الباقون عن المفضل، وأبان بضم الباء من سبت يسبت، وهو الاختيار كما قلنا في (يَعكفُونَ)، و(يَعرِشُونَ)،
[الكامل في القراءات العشر: 556]
الباقون بكسر الباء). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "واسئلهم" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره، وكذا يقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ تأتيهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وضم" هاء تأتيهم يعقوب وكذا "لا تأتيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لا يسبتون" بضم الياء وكسر الباء، وعن المطوعي بفتح الياء وضم الموحدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" قريبا إدغام إذ في التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسئلهم} [163] قرأ المكي وعلي بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى السين، وحذف الهمزة، والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}
{وَاسْأَلْهُمْ}
- قراءة الجماعة (واسألهم) بسكون السين وهمزة مفتوحة بعدها.
- وقرأ ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره وابن محيصن (وسلهم) بنقل حركة الهمزة إلى السين مع حذف الهمزة، ثم حذف همزة الوصل بعد الواو؛ إذ لا ضرورة لها بعد تحريك السين بالفتح.
[معجم القراءات: 3/193]
- وبهذا الوجه قرأ حمزة في الوقف (وسلهم).
{حَاضِرَةَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يَعْدُونَ}
- قراءة الجماعة (يعدون) من عدا يعدو، أي يجاوزون أمر الله في العمل في يوم السبت، وقد تقدم النهي عن ذلك من الله تعالى.
- وقرأ أبو نهيك (يعدون) من الإعداد، فقد كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت، وهم مأمورون بألا يشتغلوا فيه بغير العبادة.
- وقرأ شهر بن حوشب وأبو نهيك وابن جبير عن أصحابه عن نافع (يعدون) بفتح العين، وتشديد الدال، وأصله: يعتدون، فأدغمت التاء في الدال، ونقلت حركة التاء إلى العين قبلها.
قال ابن جني: (فأسكن التاء ليدغمها في الدال، ونقل فتحتها إلى العين، فصار يعدون...).
{فِي السَّبْتِ}
- قرأ ابن السميفع (في الأسبات) جمع (سبت).
- وقراءة الجماعة (في السبت) على الإفراد.
{إِذْ تَأْتِيهِمْ}
وفيهما قراءات:
الأولى: الإدغام:
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف
[معجم القراءات: 3/194]
واليزيدي وابن محيصن.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال.
الثانية: الهمزة:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني وورش والأزرق (إذ تاتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
الثالثة: الهاء:
- قرأ يعقوب (تأتيهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (تأتيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{يَوْمَ سَبْتِهِمْ}
- قرأ عمر بن عبد العزيز (يوم إسباتهم). قال الرازي في كتاب اللوامح بعد ذكر هذه القراءة: (وهو مصدر من أسبت الرجل إذا دخل في السبت).
وقال الشهاب:
(وأسبت بمعنى دخل في السبت كأصبح، وقوله: [أي البيضاوي] لا يدخلون في السبت بالبناء للمجهول إشارة إلى أن الهمزة للتعدية فيه، وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
[معجم القراءات: 3/195]
وجاءت هذه القراءة في بعض المراجع (يوم أسباتهم) كذا بفتح الهمزة على الجمع، وهي كذلك مضبوطة في القرطبي، ويبدو أنها كذلك في بعض نسخ مختصر ابن خالويه، وما جاء في القرطبي خطأ من المحقق أو تصحيف، وليس هو الصواب.
{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ}
- قراءة الجماعة (.. لا يسبتون) بفتح أوله وكسر الباء، من باب (ضرب).
- وقرأ عاصم بخلاف عنه وهي قراءة جبلة عن المفضل عنه وعيسى ابن عمر والمطوعي والحسن (.. لا يسبتون) بضم الباء من باب (نصر).
- وقرأ علي والحسن البصري والجعفي عن عاصم، وكذلك أبان، والمفضل وأبو بكر عن عاصم، والأعمش (.. لا يسبتون) بضم أوله، من (أسبت)، إذا دخل في السبت، ويشهد لهذه القراءة قراءة عمر (يوم إسباتهم)، وقد تقدمت.
وذكر الزمخشري أن الحسن قرأ (.. لا يسبتون) بضم أوله وفتح الباء على البناء للمفعول.
[معجم القراءات: 3/196]
أي لا يدار عليهم السبت، ولا يؤمرون بأن يسبتوا.
قال البيضاوي:
(من أسبت ولا يسبتون) على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت).
وقال الشهاب:
(وما قيل: إنه لم يثبت أسبته بمعنى أدخله في السبت، لا وجه له مع القراءة به).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن سليمان الحجازي قرأ (.. لا يسبتون) مضعفًا من (سبت).
{لَا تَأْتِيهِمْ}
- تقدم قبل قليل في هذه الآية، حكم الهمز، والهاء.
- وقرأ اليماني: (لا يأتيهم) بالياء، لأن تأنيثه غير حقيقي). [معجم القراءات: 3/197]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {معذرة إِلَى ربكُم} 164
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {معذرة} بِالرَّفْع
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر في رِوَايَة يحيى بن آدم عَنهُ وَغَيره {معذرة} رفعا مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر وَحَفْص عَن عَاصِم {معذرة} نصبا). [السبعة في القراءات: 296]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (معذرة) نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (معذرة) [164]: نصب: حفص، وبه قرأت عن اختيار اليزيدي). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (معذرة) بالنصب، ورفع الباقون، وكان اليزيدي يختار النصب). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {قالوا معذرة} (164): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (قالوا معذرة) بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَعذِرة) نصب حفص، وطَلْحَة، واختيار الْيَزِيدِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والجعفي وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ويونس، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأن معناه نعتذر معذرة، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([164]- {مَعْذِرَةً} نصب: حفص). [الإقناع: 2/650]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (703- .... .... .... .... = وَمَعْذِرَةً رَفْعٌ سِوى حَفْصِهمْ تَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{معذرةً} بالنصب: مفعول من أجله؛ أي نعظهم اعتذارًا إلى الله تعالى وخروجًا مما وجب علينا؛ أو اعتذرنا إلى الله تعالى بذلك معذرةً، فيكون منصوبًا على المصدر.
والرفع، بتقدير: موعظتنا معذرةٌ عند سيبويه.
وقال أبو عبيد: «تقديره: هذه معذرة» ). [فتح الوصيد: 2/939]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [703] ولكن خطايا حج فيها ونوحها = ومعذرةٌ رفعٌ سوى حفصهم تلا
ب: (تلا): من التلو، أي من الإتباع، أو من التلاوة.
[كنز المعاني: 2/260]
ح: (خطايا): مبتدأ، (حج): خبره، (نوحها): عطف على الضمير المجرور في (فيها)، والضمير الأول: للسورة، والثاني: لسور القرآن، أضاف نوحًا إليها لأنه من جملتها، (معذرةٌ): مبتدأ (رفعٌ): خبره، (سوى): فاعل (رفعٌ)، نحو:
ولم يبق سوى العدوا = ن ..............
أو استثناء منصوب، أي: رفع للكل سوى حفصهم، (تلا): خبر بعد خبر.
ص: لما ذكر أن الباقين جمعوا، فنافع رفع، والباقون كسروا: استدرك فاستثنى أبا عمرو منهم، بأنه قرأ (خطايا) على وزن (مطايا) هنا [161] وفي نوح [25]، كما أجمعوا عليها في البقرة.
ثم قال: رفع غير حفصٍ: (قالوا معذرةٌ) [164] على خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه معذرةٌ، أو موعظتنا معذرةٌ، وحفص بالنصب على المصدر أو المفعول له). [كنز المعاني: 2/261] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما "مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ"، فهو بالرفع: خبر مبتدأ محذوف وبالنصب مصدر أو مفعول له، وقال سيبويه بعد قوله:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا
ومثله في أنه على الابتداء وليس على فعل قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليسوا عليه ولكنهم قيل لهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا} فقالوا: "مَعْذِرَةً"؛ أي: موعظتنا معذرة إلى ربكم قال ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا لنصب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (703 - .... .... .... .... .... = ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا
....
وقرأ السبعة إلا حفصا: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ برفع التاء، وقرأ حفص بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي مَعْذِرَةً، فَرَوَى حَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {معذرةً} [164] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (647- .... .... .... .... .... = .... وارفع نصب حفصٍ معذره). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وارفع) أي روى حفص «قالوا معذرة إلى» بالنصب على المصدر أو مفعول له، والباقون بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والمعنى ارفع «معذرة» التي نصبها لحفص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "لم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "معذرة" [الآية: 164] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي: وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي: تعتذر معذرة أو على المفعول به؛ لأن المعذرة تتضمن كلاما، وحينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة، وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو، والباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي: موعظتنا أو هذه معذرة والعذر التنصل من الذنب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معذرة} [164] قرأ حفص بالنصب، مفعول لأجله، أو مفعول مطلق أي: نعظكم للاعتذار، أو: نعتذر إلى الله معذرة، والباقون بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، تقديره عند سيبويه: موعظتنا، وعند أبي عبيد: هذه). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}
{لِمَ}
- قرأ البزي ويعقوب بخلاف عنهما (لمه) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (لم) بلا هاء وقفًا ووصلًا.
[معجم القراءات: 3/197]
والبزي ويعقوب يوافقان الجماعة في الوصل.
{مَعْذِرَةً}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر في رواية يحيى بن آدم عنه عن عاصم (معذرة) بالرفع، وهو خبر مبتدأ، والتقدير: موعظتنا إقامة عذرٍ إلى الله.
- وقرأ حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا حفص عنه، وزيد بن علي واليزيدي وعيسى بن عمر وطلحة بن مصرف (معذرة) بالنصب، وهو مفعول لأجله، أو مفعول مطلق لفعل مقدر، أو مفعول به للقول.
وذكر الفراء أن القراء آثرت رفعها، وهو ما اختاره سيبويه، قال: (لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارًا مستأنفًا، ولكنهم قيل لهم: لم تعظون؟ قالوا: موعظتنا معذرة).
وذكر مكي في التبصرة أن اليزيدي كان يختار النصب.
- ورقق الراء من (معذرة) ورش والأزرق). [معجم القراءات: 3/198]

قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بِعَذَاب بئيس} 165
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {بئيس} على وزن فعيل
وَقَرَأَ نَافِع (بيس) بِكَسْر الْبَاء من غير همز اَوْ ينون
وروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع {بئيس} على وزن فعيل مثل حَمْزَة
وروى خَارِجَة عَنهُ (بيس) بِفَتْح الْبَاء من غير همز منون سَاكن الْيَاء على وزن فعل
وَقَرَأَ ابْن عَامر {بئس} على وزن فعل مثل نَافِع غير أَنه مَهْمُوز
وروى حَفْص عَن عَاصِم {بئيس} مثل حَمْزَة
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل بِفَتْح الْهَمْز أخبرني بِهِ مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن هرون بن حَاتِم عَنهُ وزن فيعل الْهمزَة مَفْتُوحَة بَين الْيَاء وَالسِّين
وحدثني أَبُو البختري عَن يحيى عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل قَالَ ثمَّ جاءني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} مثل حَمْزَة
حَدَّثَني بِهِ مُحَمَّد بن الجهم
قَالَ حَدَّثَني ابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر قَالَ كَانَ حفظي عَن عَاصِم (بيئس) على وزن فيعل فدخلني مِنْهَا شكّ فَتركت رِوَايَتهَا عَن عَاصِم وأخذتها عَن الْأَعْمَش {بئيس} على وزن فعيل). [السبعة في القراءات: 296 - 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بعذاب بيس) بكسر الباء، غير مهموز، مدني، مهموز، شامي بوزن (فيعل) أبو بكر - غير حماد ). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بئس) [165]: بفتح السين العمري، نحو: {وبئس المصير} [البقرة: 126]. بكسر الباء بلا همز مدني. مثله مهموز: دمشقي. بوزن «فيعل» حمصي.
بوزن «فيعل» أبو بكر طريق الأعشى والبرجمي والاحتياطي، ويحيى غير خلف، والجربي مختلف فيه). [المنتهى: 2/712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (بعذاب بيس) بغير همز، وقرأ ابن عمر بهمزة ساكنة، وقرأ
[التبصرة: 219]
الباقون بهمزة مكسورة قبل الياء على وزن فعيل، وروي عن أبي بكر بهمزة مفتوحة بعد ياء ساكنة على وزن فيعل، وبالوجهين قرأت لأبي بكر، وكلهم فتحوا الباء إلا نافعًا وابن عامر فإنهما كسراها). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {بعذاب بيس} (165): بكسر الباء، من غير همز، مثل: (عيس).
وابن عامر: بكسر الباء، وهمزة ساكنة بعدها.
وأبو بكر، بخلاف عنه: {بيئس}: بفتح الباء، وهمزة مفتوحة بعد الياء، مثل: (قيقب).
والباقون: {بئيس}: بفتح الباء، وهمزة مكسورة بعدها ياء، مثل: (رئيس). وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (بعذاب بيس) بكسر الباء من غير همز مثل عيس. وابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها [مثل رجس] وأبو بكر بخلاف [عنه] بيئس بفتح الباء وهمزة مفتوحة بعد الياء السكنة مثل قيقب والباقون بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها ياء [ساكنة] مثل رئيس، وقد روي هذا الوجه عن أبي بكر). [تحبير التيسير: 380]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([165]- {بَئِيسٍ} بكسر الباء من غير همز: نافع.
مثله مهموزا: ابن عامر.
مثل "قَيْقَب": أبو بكر بخلاف عنه.
الباقون: {بَئِيسٍ} مثل: رئيس.
وقد روي كذلك عن أبي بكر، وروي عنه أيضا {بِئْسَ}، ونحو {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
[الإقناع: 2/650]
وقال يحيى بن آدم: شك أبو بكر كيف قرأه على عاصم). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (704 - وَبِيسٍ بِيَاءٍ أَمَّ وَالْهَمْزُ كَهْفُهُ = وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلاَ
705 - وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ صَادِقاً = بِخُلْفٍ .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([704] وبيس بياء (أ)م والهمز (كـ)هفه = ومثل رئيس غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكين بين فتحين (صـ)ادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون (صـ)فا ولا
بیس، أصله: بئس، فقلبت الهمزة ياء تخفيفًا.
وبِئسٌ، أصله: بئس، مثل حِذْرٍ، فأسكنت الهمزة تخفيفًا، ونقلت حركتها إلى الفاء، كما قالوا: كبدٌ في كبدٍ.
وبئيسٌ، بوزن فعيل: شديدٌ؛ يقال: بؤس يبؤس بأسًا، فهو بئيسٌ، إذا اشتد.
وبيأس، مثل فيعل، وهو صفة كالهيكل والضيغم من الشدة). [فتح الوصيد: 2/940]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([704] وبيسٍ بياء أم والهمز كهفه = ومثل رئيسٍ غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكن بين فتحين صادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون صفا ولا
ح: (بيسٍ): مبتدأ، (بياءٍ): حال منه، (أم): خبره، بمعنى: قصد، و (الهمز كهفه): مبتدأ وخبر، و (مثل رئيسٍ): مفعول (عولا)، أي: عول على مثل (رئيس)، والجملة خبر (غير هذين)، و(بيئسٍ): مفعول (أسكن)، (صادقًا): حال من فاعله، (بخلفٍ): حال متداخلًا، (صفا): حال، (ولا): تمييز.
ص: قرأ نافع: (بعذابٍ بيسٍ) [165] على وزن (عيسٍ)، وابن عامر: (بئسٍ) بالهمز على وزن (بئرٍ)، والأصل: (بئسٍ) فيهما على وزن (كتفٍ) نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ثم خفف لنافع (فعلٌ) وصف به كما في قوله: (نعم السير على بئس العير)، أو صدرٌ وصف به للمبالغة، وقرأ غيرهما: {بئيسٍ} على وزن (رئيسٍ)، وأسكن أبو بكر الياء بين فتحي الباء والهمزة (بيئسٍ) على وزن (ضيغمٍ)، لكن بخلفٍ عنه.
[كنز المعاني: 2/262]
فتحصل أربع قراءات فيه، والكل وصف، أي: بعذاب شديد.
وقرأ أبو بكر: _والذين يمسكون بالكتاب) [171] بالتخفيف من الإمساك، والباقون: {يمسكون} بالتشديد من التمسك.
ومعنى (صفا ولا): ذا صفاءٍ ولاؤه، أي: قويًا دليله). [كنز المعاني: 2/263] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (704- وَبِيسٍ بِيَاءٍ "أَ"مَّ وَالهَمْزُ "كَـ"ـهْفُهُ،.. وَمِثْلَ رَئِيس غَيْرُ هذَيْنِ عَوَّلا
أراد: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}، ومعنى أمَّ: قصد فقرأه نافع بتسهيل قراءة ابن عامر، وقراءة ابن عامر بهمزة ساكنة محققة من بئس كحدر كما يقال كبد في كبد، وقراءة غيرهما على وزن فعيل ظاهرة والكل صفة عذاب ومعناه الشدة من قولهم: بؤس الرجل يبؤس بأسا إذا كان شديد البأس فعذاب
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/186]
بئيس: مثل عذاب شديد، ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر من البأاء يقال: بئس يبأس بؤسا وبئسا وبأسا، وقال أبو علي: في قراءة نافع بيس فجعل بئس الذي هو فعل اسما فوصف به مثل: "إن الله ينهى عن قيل وقال".
وقوله: عول ليس برمز؛ لأنه صرح بالقارئ في قوله: غير هذين وعولا: خبر غير هذين؛ أي: عول عليه؛ أي: على مثل رئيس فقرأ به والله أعلم.
705- وَبَيْئَسٍ اسْكِنْ بَيْنَ فَتْحَيْنِ "صَـ"ـادِقًا،.. بِخُلْفٍ وَخَفِّفْ يُمْسِكُونَ "صَـ"ـفَا وِلا
ألفى همزة اسكن على تنوين بئيس فانفتح وحذفت الهمزة؛ أي: أسكن الياء بين فتح الباء وفتح الهمزة، ولو قال: وبيس الياء بين فتحتين كأن الأولى؛ لئلا يقرأ بهمزة ساكنة بين الباء والياء على وزن فعيل، وكان يستفاد سكون الياء من لفظه بالحرف؛ أي: قرأه أبو بكر على وزن فيعل وهو صفة أيضا كضيغم، والوجه الآخر لأبي بكر مثل الجماعة فهم ذلك من قوله: غير هذين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/187]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (704 - وبيس بياء أمّ والهمز كهفه = ومثل رئيس غير هذين عوّلا
705 - وبيئس اسكن بين فتحين صادقا = بخلف وخفّف يمسكون صفا ولا
قرأ نافع بِعَذابٍ بَئِيسٍ بكسر الباء وياء ساكنة مدية بعدها من غير همز، وقرأ ابن
عامر بكسر الباء وبعدها همزة ساكنة على زنة بئر، وقرأ الباقون بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وبعدها ياء ساكنة على زنة رئيس، لكن شعبة اختلف عنه في هذا اللفظ فروى عنه فيه وجهان: الأول: كقراءة الجماعة، والثاني: بفتح الباء وبعدها ياء ساكنة وبعدها همزة مفتوحة على زنة حيدر). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِعَذَابٍ بَئِيسٍ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَزَيْدٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَّا زَيْدًا عَنِ الدَّاجُونِيِّ كَذَلِكَ إِلَّا هَمْزَ الْيَاءِ " وَاخْتُلِفَ " عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ قَالَ: كَانَ حِفْظِي عَنْ عَاصِمٍ بَيْئَسٍ عَلَى مِثَالِ فَيْعَلٍ، ثُمَّ جَاءَنِي مِنْهَا شَكٌّ فَتَرَكْتُ رِوَايَتَهَا عَنْ عَاصِمٍ وَأَخَذْتُهَا عَنِ الْأَعْمَشِ بَئِيسٍ مِثْلَ حَمْزَةَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ، ثُمَّ يَاءٌ سَاكِنَةٌ، ثُمَّ هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ أَبُو حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى
[النشر في القراءات العشر: 2/272]
وَنَفْطَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُتَّقِي كِلَاهُمَا عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجِيِّ وَالْكِسَائِيِّ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَ الثَّانِيَ، وَهُوَ فَتْحُ الْبَاءِ وَكَسْرُ الْهَمْزِ وَيَاءٌ بَعْدَهَا عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ الْعُلَيْمِيُّ وَالْأَصَمُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ وَالْحَرْبِيِّ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَرَوَى عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا الْقَافْلَائِيُّ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى، وَكَذَلِكَ رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِمَا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَبِهَذَا الْوَجْهِ الثَّانِي قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام {بعذابٍ بئيس} [165] بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها، والمدنيان والداجوني كذلك إلا أنهم بإبدال الهمزة ياءً. واختلف عن أبي بكر، فروى الجمهور عن يحيى بن آدم عنه بفتح الباء ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة، وروى الآخرون عن يحيى والعليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء بعدها وزن «فعيل»، وكذا قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (648 - بيس بياءٍ لاح بالخلف مدا = والهمز كم وبيئسٍ خلفٌ صدا
649 - بئيسٍ الغير .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بيس بياء (ل) اح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وييئس خلف (ص) دا
أي قوله «بعذاب بيس» قرأه بالياء على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه على أن أصله الهمز كما يأتي في قراءة ابن عامر فخففوه قوله: (والهمز كم) أي وقرأه بالهمز: أي بهمز الياء من اللفظ المتقدم وهي ساكنة ابن عامر، والأصل في قراءة هؤلاء الثلاثة بئس كحذر وقلق نقلت حركة الهمزة إلى الباء فبقيت ساكنة أو كسرت الباء اتباعا للهمزة ثم سكنت الهمزة تخفيفا ثم خففها بالإبدال نافع ومن معه قوله: (وييئس خلف صدا) يعني وقرأه «ييئس» على وزن فيعل كضيغم وفيصل وحيدر شعبة بخلاف عنه، ووجهه الآخر كالجماعة.
بئيس الغير و (ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
أي قرأ الباقون بئيس على وزن فعيل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بئيس" [الآية: 165] فنافع وأبو جعفر وزيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة بعدها من غير همز مثل: عيس وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك، إلا أنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/66]
بالهمز الساكن بلا ياء، على أنه صفة على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء، ثم سكنت ووجه قراءة نافع كذلك أي: إن أصله ما ذكر، ثم أبدل الهمزة ياء، واختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة، ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل، وهو كثير في الصفات، وروى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل، كشديد للمبالغة، وبه قرأ الباقون وعن الحسن كسر الباء وهمزة ساكنة وفتح السين بلا تنوين.
ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء وإبدالها ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "يفسقون" بكسر السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيس} [165] قرأ نافع بكسر الباء موحدة، بعدها ياء ساكنة، من غير همز، والشامي مثله إلا أنه همز الياء، والباقون بفتح الباء، بعدها همزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، بوزن (رئيس)، ولشعبة ايضًا رواية أخرى بفتح الباء، وإسكان الياء، وفتح الهمزة، بوزن (ضيغم) فهذه أربع قراءات، ولا خلاف بين السبعة في كسر السين وتنوينها). [غيث النفع: 643]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}
{ذُكِّرُوا بِهِ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{عَنِ السُّوءِ}
- لحمزة وهشام فيه قراءتان في الوقف:
الأولى: نقل حركة الهمزة إلى الواو، ثم حذف الهمزة، فتكون الواو مخففة، وهو القياس المطرد.
الثانية: النقل مع الإدغام، فتكون الواو مشددة (السو).
{ظَلَمُوا}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو قرة عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش وأبو عبد الرحمن ومجاهد والأعرج والعليمي عن أبي بكر، وحماد وأهل الحجاز وأبو رجاء عن علي ونصر بن عاصم (بئيس) على وزن رئيس.
وصف به العذاب، على وزن فعيل، وهو للمبالغة من بائس على وزن فاعل، أو على أنه مصدر وصف به كالنكير والقدير. وهذه القراءة أولى القراءات بالصواب عند الطبري.
[معجم القراءات: 3/199]
- وقرأ أهل مكة وابن كثير وابن عامر في رواية وشبل (بئيس) الباء مكسورة، ثم همزة مكسورة، وبعدها ياء ساكنة، على زنة: فعيل.
قال أبو حيان: (وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين يسكرون أوله سواء كان اسمًا أو صفة).
- وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وكذا يحيى عن أبي بكر عنه، وابن عباس والأعمش وطلحة والبرجمي والأعشى (بيأس) على وزن (ضيغم) وحيدر، الهمزة مفتوحة بين الياء والسين، وبفتح السين ممنوعًا من الصرف.
قال الطوسي: (وهذا البناء كثير في الصفة).
- وقرأ عاصم في رواية نصر بن عاصم وأبي بكر وابن عباس وعيسى بن عمر والأعمش بخلاف عنه (بيئس) بكسر الهمزة على وزن (صيقل) اسم امرأة، وهو بكسر القاف.
- وذكر الصفراوي أنها بفتح السين.
قال أبو حيان في هذه القراءة والتي سبقتها:
[معجم القراءات: 3/200]
وهما شاذان؛ لأنه [أي هذا البناء] مختص بالمعتل كسيد وميت)، ومثل هذا عند مكي في مشكل إعراب القرآن، والشهاب في حاشيته، قال: (ويحققها أن المهموز أخو المعتل).
- وقرأ الحسن والأعمش وعصمة ويعقوب القارئ (بِئْيَس) على وزن حديم: وهو القاطع، وعثير، وضعفها أبو حاتم.
- وقرأ السملي (بأيس) كالقراءة السابقة مع فتح الباء، قال العكبري: (وهو بعيد، إذ ليس في الكلام (فعيل)).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وابن ذكوان شبية وأبو عبد الرحمن والحسن وهشام من طريق زيد عن الداجوني (بئسٍ) على وزن بئر، ووجهها أنه فعل سُمي له، كما جاء (أنهاكم عن قيل وقال).
وذكر أبو حيان تخريجات أخرى لهذه القراءة في البحر.
وفي حاشية الجمل: (أصله بئس، كحذر، فخففت عينه بنقل حركتها إلى الفاء كلبد في البد) كذا، وبعب الصواب: كِبْد في كَبِد، ومثله: كِلْمَة في كَلِمَة.
[معجم القراءات: 3/201]
- وقرأ الحسن (بئس) بكسر الباء، وهمزة ساكنة، والسين مفتوحة من غير تنوين.
وضعف أبو خاتم هذه القراءة، وقال: (ولا وجه لها).
قال النحاس: (هذا مردود من كلام أبي حاتم، حكى النحويون: إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت. يريدون: ونعمت الخصلة، والتقدير: بئس العذاب).
قال ابن جني: (وأنكر أبو حاتم قراءة الحسن ...، وقال: ولو كان كذا لما كان بُد معها من (ما) بئسما، كنِعْمَ ما).
- وقرأ عيسى بن عمر وزيد بن علي، وزيد بن ثابت ويعقوب القارئ وأبو العالية وأبو مجلز (بئس) على وزن شهد.
قال ابن جني:
(بئس الرجل على فعل، بآسةً إذا شجع، فكأنه عذابٌ مقدم غير متأخر عنهم.
ويجوز أن يكون مقصوراً من (بئيس) كالقراءة الفاشية، كما قالوا: لبيق في لبق).
- وحكى الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، الزهراوي عن ابن كثير وأهل مكة (بئسٍ) بكسر الباء، والهمز همزاً خفيفاً.
[معجم القراءات: 3/202]
- وروي عن الأعمش (بئسٍ) بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأ أبو عبد الرحمن وزيد بن ثابت وطلحة بن مصرف ونصر بن عاصم ومعاذ القارئ (بئسٍ) على وزن كَبدِ وحذرٍ الباء مفتوحة، والهمزة مكسورة، والسين مكسورة منونة.
- وقرأن خارجة والأزرق وعدي كلهم عن أبي بكر (بئسٍ) بكسر الباء والهمز على الإتباع مثل فخذ).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وشيبة ونصر بن عاصم في رواية والعمش في رواية أيضاً، والضحاك وعكرمة (بئس) بباء مفتوحة لعدها ياء مشددة من غير همز، على وزن جيد وميت وسيد وريس وقيم، وخُرج على أنه من البوس، ولا أصل له في الهمز، وخُرج أيضاً على أنه خفف الهمزة بإبدالها ياءً ثم أدغمت.
قال العكبري: (وهو ضعيف؛ إذ ليس في الكلام مثله في الهمز).
- وقرأ نافه وابن كثير بخلاف عنه وعاصم وأبو جعفر وشيبة ويحيى والأعمش وعيسى الهمداني والحسن وأبو عبد الرحمن
[معجم القراءات: 3/203]
ونصر بن عاصم وزيد عن الداجوني عن هشام (بيسٍ) على وزن (فِعْلٍ) من غير همز، مثل: ذيب، فهو اسم وصف به العذاب.
- وقرأ خارجة عن نافع وطلحة والزهري والحسن ويونس والأصمعي عن أبي عمرو (بيس) على وزن كيلٍ، فقد أبدلت الهمزة ياءً للتخفيف، وأدغم ثم حذف كميت، كذا قال أبو حيان.
- وقرأ الحسن والعمري وابن جماز كلاهما عن أبي جعفر وخارجة عن نافع وهشام عن ابن عامر، واذن ذكوان (بيس)، على وزن قيل.
- وقرأت فرقة (بيس) بفتح الباء والياء والسين، على وزن فَعَلَ.
- وروى مالك بن دينار عن نصر بن عاصم والرؤاسي عن أبي عمرو (بيسٍ) على مثل جبل وجمل.
- وقرأ أبو رجاء (بيس) على وزن: فعل.
[معجم القراءات: 3/204]
- وقرئ: (بيسٍ) بفتح الباء وكسر الياء، وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياءً، وذكرها ابن عطية قراءة عن نصر.
- وذكروا أنه قرئ بياءين: (بييسٍ).
قال العكبري:
(بئس ...، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء).
وقال الفراء:
(وبييس: يحركون الياء الأولى إلى الخفض، ولم نجد ذلك في كلامهم، لأن تحريك الياء والواو أثقل من ترك الهمزة؛ فلم يكونوا ليخرجوا من ثِقَلٍ إلى ما هو أثقل منه).
- وقرئ بياءين على فيعال (بيياس) كذا!.
- وقرأ جؤية بن عائذ ونصر بن عاصم في رواية (بأس) بفتح الثلاثة على وزن (ضرب) فعلاً ماضياً.
- وقرأ نصر في رواية مالك بن دينار، وجؤية (بأسٍ) على وزن جبلٍ.
- وقرأ نصر بن عاصم وجؤية بن عائذ ومالك بن دينار والأعمش (بأس) وأصله: بأس، فسكن الهمزة، جعله فعلاً لا يتصرف.
[معجم القراءات: 3/205]
وقرأت فرقة (بأس) بفتح الثلاثة، وهمزة مشددة.
وذكرها أبو عمرو الداني عما حكي يعقوب.
- وروي أن الأعمش ونصر بن عاصم قرأا (بَئّسٍ) بباء مفتوحة، وهمزة مشددة مكسورة، والسين منونة.
- وقرأت فرقة (باس) بفتح الباء وسكون الألف.
- وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأيوب وعصمة وابن نبهان عن عاصم، وأبو بكر عنه (بيآس) على وزن فيعال.
- وقرأ أبو رجاء وعلي ومجاهد ونافع، وأبو المتوكل (بائس) على وزن فاعل، مفتوح الباء، أي ذو بأس وشدة.
- وقرأ أهل مكة (بائس) على وزن فاعل مع كسر الباء، وهي لغة تميم في (فعيل) حلقي العين، يكسرون أوله سواء أكان اسماً أو صفة.
- وقراءة حمزة في الوقف بالتسهيل كالياء.
- وذكروا أن إبدالها ياءً ضعيف.
- وقرأ أبو بحرية والقاضي عن حمزة (بيئسٍ) بفتح الباء وسكون الياء وهمزة بعدها مفتوحة وكسر السين وتنوينها.
[معجم القراءات: 3/206]
{يَفْسُقُونَ}
- قرأ الأعمش (يفسقون) بكسر السين، وروى الكسر في هذا الفعل الأخفش.
- وقراءة الجماعة بضمها (يفسقون).
وفي التاج: (فسق كعنصر وضرب وكرم، الثانية عن الأخفش، نقله الجوهري، والثالثة عن اللحياني، رواه عنه الأحمر، ولم يعرف الكسائي الضم) ). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ترقيق راء "قردة" للأزرق وإخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة، وذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة "خاسين" وليس كذلك، وتقدم ما فيه "ويوقف" عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة اتباعا للرسم والإبدال ياء ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خاسئين} فيه لحمزة لدى الوقف وجهان: تسهيل الهمزة بين بين، وحذفها، وحكى إبدال الهمزة ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}
{قِرَدَةً}
- رفق الراء الأزرق وورش.
{قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
- أخفى التنوين في الخاء أبو جعفر.
{خَاسِئِينَ}
- أبدل أبو جعفر الهمزة ياءً (خاسيين)، وانفرد الهذلي عن النهرواني عن ابن وردان عن أبي جعفر بحذف الهمزة، واختاره الآخذون بالتخفيف الرسمي (خاسين).
- ووقف حمزة بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ، وعنه الحذف أيضاً.
وانظر الآية/ 65 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/207]

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَسْهِيلُ تَأَذَّنَ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأذن} [167] ذكر تسهيله للأصبهاني في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الأصبهاني عن ورش همزة "تأذن" بلا خلف واختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [167] فيه لحمزة وهشام لدى الوقف أربعة أوجه: إسكان الواو مخففة ومشددة، ويجوز مع كل من التخفيف والتشديد الروم، وغير هذا ضعيف). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}
{وَإِذْ تَأَذَّنَ}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام واليزيدي وابن محيصن بإدغام الذال في التاء.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال عند التاء.
{تَأَذَّنَ}
- قرأ الأصبهاني وورش والشموني والحنبلي عن هبة الله في رواية ابن وزردان بتسهيل الهمزة وصلاً ووقفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالتسهيل في الوقف.
{تَأَذَّنَ رَبُّكَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في الراء، وعنهما الإظهار.
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت قراءتان فيه: بضم الهاء وكسرها، وفُصل القول فيه في الآية/ 7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/208]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:03 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (168) إلى الآية (171) ]

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
{قَطَّعْنَاهُمْ}
- قرأ ابن أبي حماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم {قَطَّعْنَاهُمْ} بتخفيف الطاء.
- وقراءة الجماعة {قَطَّعْنَاهُمْ} بتشديد الطاء). [معجم القراءات: 3/208]

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {أفلا تعقلون} (169): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أفلا تعقلون) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَلْفٌ) بفتح اللام منهما عيسى بن عمر عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ) بالتاء الْجَحْدَرِيّ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (وَدَرَسُوا)). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أفلا تعقلون} [169] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ورثوا" بضم الواو وتشديد الراء مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" رويس هاء "إن يأتهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/67]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يعقلون" [الآية: 169] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص ويعقوب، والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعقلون} قرأ نافع والشامي وحفص بالخطاب، على الالتفات من الغيبة إليه، والباقون بياء الغيبة، جريًا على ما قبله). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
{فَخَلَفَ}
قراءة الجماعة {فَخَلَفَ} بسكون اللام.
- وقرأ بعض السلف {فَخَلَفَ} بفتح اللام.
قال الشهاب:
(وأما الخَلَف والخَلْف بالفتح والسكون هل هما بمعنى واحد أو بينهما فرق؟ فقيل: هما بمعنى، وهو من يخلف غيره صالحاً كان أو طالحاً. وقيل ساكن اللازم يختص بالطالح، ومفتوحها بالصالح ...، وقال بعض اللغويين: قد يجئ (خَلْف) بالسكون للصالح و(خَلَف) بالفتح لغيره.
وقال البصريون: يجوز التحريك والسكون في الرديء، وأما الجيد فبالتحريك فقط، ووافقهم أهل اللغة إلا الفراء وأبا عبيد).
{وَرِثُوا}
- قراءة الجماعة {وَرِثُوا} مخففاً مبنياً للمعلوم.
- وقرأ الحسن (وُرِّثُوا) مشدد الراء مبنياً للمفعول.
{يَأْخُذُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياخذون) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وبهذا قرأ حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 3/209]
{الْأَدْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف والأعشى.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{سَيُغْفَرُ لَنَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وبالإظهار.
قال النحاس: (ولا يجوز إدغام الراء في اللام، لأن فيها تكريراً).
{وَإِنْ يَأْتِهِمْ}
- قرأ برواية ورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياتهم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز.
- وقرأ رويس عن يعقوب (يأتهُم) بضم الهاء على الأصل، وبكسرها.
- والجماعة على كسرها (يأتهِم) مراعاة لما قبلها.
{يَأْخُذُوهُ}
- قرأ برواية ورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياخذوه) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقت.
- والباقون على القراءة بالهمز.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (يأخذوهو) بوصل الهاء بواو.
[معجم القراءات: 3/210]
{أَلَمْ يُؤْخَذْ}
- حكم الهمزة فيه حكمها في الفعل السابق (يأخذوه).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءتان فيه، بضم الهاء وكسرها، وانظر هذا في الآية/ 7 من سورة الفاتحة.
{أَنْ لَا يَقُولُوا}
- قرأ الجحدري (ألا تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقراءة الجماعة على الغيبة (ألا يقولوا).
{دَرَسُوا}
- قراءة الجماعة (درسوا) مخففاً من (درس) المجرد.
- وقرأ علي والسلمي (ادارسوا)، وأصله (تدارسوا)، فأبدلت التاء دالاً وأسكنت ليصح إدغامها في الدال بعدها، ثم جيء بهمزة الوصل ليصح النطق بالساكن، وذكر هذه القراءة الكسائي عن أبي عبد الرحمن السلمي.
- وقرأ ابن مسعود وعباس عن الضبي عن الأعشى (ادكروا) وأصله (اذ تكروا)، وتخريجها على منهج القراءة السابقة.
قلت: هذه القراءة موضعها قلق هنا، فلعلها للآية/ 38 من هذه السورة أو للآية/ 171!!
{وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ}
- قرأ ابن أنس عن ابن ذكوان عن ابن عامر (ولدار الاخرة) بلام واحدة خفيفة والآخرة جر بالإضافة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
[معجم القراءات: 3/211]
{تَعْقِلُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل وابن ذكوان (تعقلون) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقراءة الباقين (يعقلون) بالياء على الغيبة، جرياً على نسق ما سبق في الآية.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 32 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/212]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {وَالَّذين يمسكون} 170
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {يمسكون} خَفِيفَة وَكَذَلِكَ قَرَأَ {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} الممتحنة 10 خَفِيفَة
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يمسكون} مُشَدّدَة {وَلَا تمسكوا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {وَالَّذين يمسكون} مُشَدّدَة {وَلَا تمسكوا} مُخَفّفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {يمسكون} {وَلَا تمسكوا} مضمومتي الْيَاء وَالتَّاء مشددتين
وَانْفَرَدَ أَبُو عَمْرو بقوله {وَلَا تمسكوا} فقرأها بِالتَّشْدِيدِ وَالْبَاقُونَ يخففون). [السبعة في القراءات: 297]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يمسكون) خفيف، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يمسكون) [170]: خفيف: أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/713]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (يمسكون) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {والذين يمسكون} (170): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وأبو بكر: (والّذين يمسكون بالكتاب) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 380]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُمَسِّكُونَ) خفيف أبو بكر، والمفضل غير أبي حاتم، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد، وهو الاختيار، يقال: تمسكت به وأمسكته، وقوله: (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) بصري غير أيوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار؛ لما ذكرت، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([170]- {يُمَسِّكُونَ} خفيف: أبو بكر). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (705- .... .... .... .... = .... وَخَفِّفْ يُمْسِكُونَ صَفَا وِلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يمسكون}، يقال: مَسك يُمسّك بكذا، إذا لزمه.
وأمسَك يُمْسِك، كقوله: {أمْسك عليك زوجك} و {فأمسكوهن} ونحوه.
و(ولاء): متابعة). [فتح الوصيد: 2/940]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([704] وبيسٍ بياء أم والهمز كهفه = ومثل رئيسٍ غير هذين عولا
[705] وبيئسٍ اسكن بين فتحين صادقًا = بخلفٍ وخفف يمسكون صفا ولا
ح: (بيسٍ): مبتدأ، (بياءٍ): حال منه، (أم): خبره، بمعنى: قصد، و (الهمز كهفه): مبتدأ وخبر، و (مثل رئيسٍ): مفعول (عولا)، أي: عول على مثل (رئيس)، والجملة خبر (غير هذين)، و(بيئسٍ): مفعول (أسكن)، (صادقًا): حال من فاعله، (بخلفٍ): حال متداخلًا، (صفا): حال، (ولا): تمييز.
ص: قرأ نافع: (بعذابٍ بيسٍ) [165] على وزن (عيسٍ)، وابن عامر: (بئسٍ) بالهمز على وزن (بئرٍ)، والأصل: (بئسٍ) فيهما على وزن (كتفٍ) نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ثم خفف لنافع (فعلٌ) وصف به كما في قوله: (نعم السير على بئس العير)، أو صدرٌ وصف به للمبالغة، وقرأ غيرهما: {بئيسٍ} على وزن (رئيسٍ)، وأسكن أبو بكر الياء بين فتحي الباء والهمزة (بيئسٍ) على وزن (ضيغمٍ)، لكن بخلفٍ عنه.
[كنز المعاني: 2/262]
فتحصل أربع قراءات فيه، والكل وصف، أي: بعذاب شديد.
وقرأ أبو بكر: _والذين يمسكون بالكتاب) [171] بالتخفيف من الإمساك، والباقون: {يمسكون} بالتشديد من التمسك.
ومعنى (صفا ولا): ذا صفاءٍ ولاؤه، أي: قويًا دليله). [كنز المعاني: 2/263] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأمسك ومسك: لغتان وصفا بالتنوين؛ أي: قويا وولاء متابعة وهو تمييز من معناه؛ أي: قويا متابعته أو حال بعد حال؛ أي: ذا متابعة، ويجوز أن يكون صفا بلا تنوين فعلا ماضيا، وفي ولا: الوجهان، ويجوز أن يكون صفا بلا تنوين مضافا إلى ولا؛ أي: قوي متابعته، ويجوز أن يكون مقصورا من الممدود والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/187]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (705 - .... .... .... .... .... = .... وخفّف يمسكون صفا ولا
....
وقرأ شعبة بتخفيف سين (يمسكون) ويلزمه سكون الميم فتكون قراءة غيره بتشديد السين ويلزمه فتح الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُمَسِّكُونَ، فَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ بِتَخْفِيفِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {يمسكون} [170] بتخفيف السين، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (649- .... .... وصف يمسك خف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وصف يمسك خف) يعني قوله تعالى. والذين يمسّكون بالكتاب» قرأه شعبة بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُمسَّكون" [الآية: 170] فأبو بكر بسكون الميم وتخفيف السين من أمسك وهو متعد، فالمفعول محذوف أي: دينهم أو أعمالهم بالكتاب والباء للحال أو الآلة، والباقون بالفتح والتشديد من مسك بمعنى نمسك، فالباء للآلة كهي في تمسكت بالحبل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يمسكون} [170] قرأ شعبة بسكون الميم، وتخفيف السين، من (أمسك)، والباقون بفتح الميم، وتشديد السين، من (مسك)، بمعنى: تمسك). [غيث النفع: 644]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المصلحين} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب السابع عشر، بإجماع). [غيث النفع: 644]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
{وَالَّذِينَ}
- قراءة الجمهور (والذين) بالواو.
- وفي مصحف ابن مسعود (إن الذين) إن بدل الواو.
{يُمَسِّكُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يمسكون) بتشديد السين من (مسك).
قال أبو حيان: (ومسك مشدد بمعنى تمسك، وفعل تأتي بمعنى تفعل، نص عليه التصريفيون).
[معجم القراءات: 3/212]
- وقرأ عمر بن الخطاب وأبو بكر عن عاصم وأبو العالية وحماد (يمسكون) خفيفة السين من (أمسك).
قال القرطبي: (والقراءة الأولى أولى: لأن فيها معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى وبدينه، فبذلك يمدحون، فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك ...".
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (استمسكوا)، وعلى هذا تكون صورة قراءة عبد الله بن مسعود (إن الذين استميكوا) وهي كذلك في مصحفه.
- وفي حرف أبي (تمسكوا).
- وقرأ أبي أيضاً (مسكوا).
واحتج الزمخشري بقراءة أبي هذه لقراءة الجماعة، قال: (وقرئ: يمسكون) بالتشديد، وتنصره قراءة أبي (والذين مسكوا بالكتاب).
وقال الطوسي:
(ويقوي التشديد [أي في قراءة الجماعة] ما روي عن أبي أنه قرأ (مسكوا بالكتاب).
[معجم القراءات: 3/213]
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/214]

قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
{ظُلَّةٌ}
- قراءة الجماعة (ظلة) بالظاء، والظلة: كل ما أظلك من سقيفة أو سحاب.
- وقرئ (طلة) بالطاء، من (أطل عليه إذا أشرف).
{وَاذْكُرُوا}
- قراءة الجماعة (واذكروا) بذال خفيفة ساكنة، أمراً من ذكر.
- وقرأ الأعمش (واذكروا) بالتشديد من الأذكار.
- وقرأ ابن مسعود (ويذكروا ما فيه).
- وقرأ ابن مسعود أيضاً (وتذكروا) بالتاء.
- وقرئ (وتذكروا) بتشديد الكاف والتاء في أوله، ونسبها السمين إلى ابن مسعود.
وقال ابن عطية: (وقرأ الأعمش فيما حكى أبو الفتح عنه: واذكروا) كذا جاء الضبط فيه، ولم أهتد إلى موضعها عند ابن جني.
وجاءت عند السمين بتخفيف الكاف (واذكروا).
- وقرئ (تذكروا) بتشديد الذال والكاف، والأصل لتتذكروا،
[معجم القراءات: 3/214]
فأدغمت التاء في الذال وحذفت لام الجم كقوله:
محمد تفد نفسك كل نفس = .... .... .... .... .... ). [معجم القراءات: 3/215]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:04 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (172) إلى الآية (174) ]

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} 172
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} وَاحِدَة
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} جمَاعَة). [السبعة في القراءات: 297 - 298]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة} . . {أَو تَقولُوا} 172 173
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (أَن يَقُولُوا. . أَو يقولوآ) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 298]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ذريتهم) مكي، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يقولوا ..... أو
[الغاية في القراءات العشر: 261]
يقولوا) بالياء، أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 262] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ذريتهم) [172]: بلا ألف مكي، وحمصي، وكوفي، إلا المفضل). [المنتهى: 2/713]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يقولوا) [172]، (أو يقولوا) [173]: بالياء أبو عمرو، وأبو عبيد). [المنتهى: 2/713] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن كثير (ذريتهم) بالتوحيد والتاء مفتوحة، وقرأ الباقون بالجمع والتاء مكسورة). [التبصرة: 220]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (أن يقولوا) و(يقولوا) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو عمرو، وابن عامر: {ذرياتهم} (172): بالجمع، وكسر التاء.
والباقون: بالتوحيد، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 295]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أن يقولوا} (172)، و: {أو يقولوا} (173): بالياء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 295]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 296] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وأبو عمر ويعقوب وابن عامر: (ذرياتهم) بالجمع وكسر التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء.
أبو عمرو (أن يقولوا، أو يقولوا) بالياء فيهما، والباقون بالتاء فيهما). [تحبير التيسير: 381]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([172]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} موحد: الكوفيون وابن كثير.
[172]- {أَنْ تَقُولُوا} {أَوْ تَقُولُوا} [173] بالياء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/651] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (706 - وَيَقْصُرُ ذُرِّيَّاتِ مَعْ فَتْحِ تَائِهِ = وَفِي الطُّورِ فِي الثَّانِي ظَهِيرٌ تَحَمَّلاَ
707 - وَيَاسِينَ دُمْ غُصْناً وَيُكْسَرُ رَفْعُ أَوْ = وَلِ الطُّورِ لِلْبَصْرِي وَبِالْمَدِّ كَمْ حَلاَ). [الشاطبية: 56]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708 - يَقُولُوا مَعاً غَيْبٌ حَمِيدٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([706] ويقصر ذريات مع فتح تائه = وفي الطور في الثاني (ظـ)يرٌ تحملا
[707] وياسين (د)م (غـ)صنًا ويكسر رفع أو = ول الطور لـ (لبصري) وبالمد (كـ)م (حـ)لا
معنى قراءة التوحيد والجمع واحدٌ، لأن لفظ الواحد في الجنس، مثل الجمع في الدلالة على الكثرة.
ولما كانت الذرية قد تقع على الواحد، كقوله: {هب لي من لدنك ذرية طيبة}، وإنما سأل ولدًا، كما قال: {فهب لي من لدنك وليًا}، جاءت القراءة الأخرى بلفظ الجمع، منبهةً على أن المراد بقراءة التوحيد الجنس، كما قال: {من ذرية ءادم}، وكما قال: {وكنا ذرية من بعدهم}.
قال المتكلمون: ومعنى أخذ الذرية من الظهور، إخراجهم من الأصلاب شيئا بعد شيء.
{وأشهدهم على أنفسهم}، لأنه ركب فيهم العقل، ونصب الدلائل الدالة على ربوبيته؛ فكأنه يقول: ألست بربكم قالوا: بلى، لأن العقل عند تدبره ونظره في الدلائل، كالناطق المقر بالربوبية؛ قطع بذلك عذرهم، لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين على تقدير: ألا دلالة ولا أمارة.
وأصحابنا يقولون: إنه خاطبهم بذلك في الأصلاب.
[فتح الوصيد: 2/941]
ووزن ذرية، إن قلنا: إنه من: ذرأ الله الخلق، وأن أصلها ذرئة بالهمز، فألزمت همزتها التخفيف فعيلة، فيكون ذلك حجة لقوله: كوكب درئ؛ إذ قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: دري منسوب إلى الدر، علی: فُعلي، ولم يهمز، لأنه ليس في الكلام اسم على: فعيل.
وقد حكى سيبويه خلاف ما قال.
قال: «قد جاء في الكلام فعيل، وهو قولهم: مريق للعصفر وكوكب دريء».
فذرية على ما ذكرته، بمنزلة مريقة.
وإن قلنا: إن الذرية من الذر، فوزنها فعيلة، أو يكون الأصل: ذورة ثم قلبت الراء الأخيرة ياء، كما قالوا: دهدية، والأصل: دهدوهة، ودهديته أنا أدهديه، والأصل: دهدهته، ثم قلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل الياء، فصار ذرية، فتكون على هذا فعلولة.
وقال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: «الذرية، ما كان في الحجور».
ولهذا قرأ في الفرقان بالتوحيد، لقوله: {قرة أعين}، لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده.
وقال: «الذريات: الأعقاب والأنسال».
وكذلك أفرد التي في يس، وقرأ {ذريتهم في الفلك المشحون}.
[فتح الوصيد: 2/942]
كما قال تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح}.
والظهير: الناصر هنا، وهو في الأصل: المعين.
و(دم غصنًا)، أي مشبهًا غُصنًا.
(وبالمد كم حلا)، للمعنى الذي ذكرته في تفرقة أبي عمرو). [فتح الوصيد: 2/943]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([708] يقولوا معًا غيبٌ (حـ)ميدٌ وحيث يُلـ = حدون بفتح الضم والكسر (فـ)صلا
[709] وفي النحل والاه (الكسائي) وجزمهم = يذرهم (شـ)رفا والياء (غـ)صنٌ تهدلا
أي أحد من بني آدم لئلا يقولوا.
و{لئلا تقولوا}، على الالتفات). [فتح الوصيد: 2/943] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([706] ويقصر ذريات مع فتح تائه = وفي الطور في الثاني ظهيرٌ تحملا
ب: (الظهير): المعين.
ح: (ظهيرٌ): فاعل (يقصر)، (ذريات): مفعوله، (مع فتح): حال منه، و(في الطور): عطف على محذوف، أي: هنا وفي الطور، و(في الثاني): بيان له.
[كنز المعاني: 2/263]
ص: يعني: قصر الكوفيون وابن كثير {من ظهورهم ذريتهم} [172]، أي: حذفوا ألفه، وفتحوا تاءه، فيكون {ذريتهم} نصبًا على المفعول هنا، وفي ثاني الطور: {ألحقنا بهم ذريتهم} [21]، والباقون: بالألف وكسر التاء، والمعنيان متقاربان؛ لأن الذرية اسم الجنس يطلق على الواحد والجمع.
[707] وياسين دم غصنًا ويكسر رفع أو = ول الطور للبصري وبالمد كم حلا
ح: (ويس): عطف على (في الطور): (دم): جملة مستأنفة، (غصنًا): حال من فاعله، أي: مشبهًا غصنًا في الانتفاع بظله وثمره، (بالمد): متعلق (حلا)، ومميز (كم) محذوف، أي: كم مرةً.
ص: أي: وافق المذكورين أبو عمرو في يس: {أنا حملنا ذريتهم} [41] فقصروه وفتحوا تاءه.
وأما أول حرفي الطور: (وأتبعناهم ذرياتهم) [21] فأبو عمرو يكسر تاءه المرفوعة، وهو وابن عامر يمدانه جميعًا.
فحصل فيه لأبي عمرو: الكسر والمد لأنه يقرأ: (وأتبعناهم) فيكون مفعولًا به، حمل النصب على الجر، ولابن عامر: الرفع والمد،
[كنز المعاني: 2/264]
وللباقين: الرفع والقصر؛ لأنهم قرءوا {واتبعتهم}، فيكون فاعلًا). [كنز المعاني: 2/265]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/265] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (706- وَيَقْصُرُ ذُرِّيَّاتِ مَعْ فَتْحِ تَائِهِ،.. وَفِي الطُّورِ فِي الثَّانِي "ظَـ"ـهِيرٌ تَحَمَّلا
يريد: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم".
قصره الكوفيون وابن كثير؛ أي: حذفوا ألفه فصار مفردا بعد أن كان جمعا، فلزم فتح الياء؛ لأنه مفعول به، وإنما كانت مكسورة في قراءة الباقين بالجمع؛ لأن الكسر هو علامة النصب في جمع المؤنث السالم، وقال: فتح تائه، ولم يقل نصب لما سبق تقريره في رسالته في سورة المائدة، والثاني في الطور هو: "ألحقنا بهم ذرياتهم".
الخلاف في الموضعين واحد، وكلتا القراءتين ظاهرة، ثم قال:
707- وَيَاسِينَ "دُ"مْ "غُـ"ـصْنًا وَيُكْسَرُ رَفْعُ أَوَّ،.. لِ الطُّورِ لِلْبَصْرِي وَبِالْمَدِّ "كَـ"ـمْ "حَـ"ـلا
زاد معهم أبو عمرو في إفراد الذي في يس، وهو: "أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ".
ومعنى: دم غصنا؛ أي: مشبها غصنا في الانتفاع بظله وثمره، وكنى بذلك عن تعليم العلم، وأول الطور هو: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ}، قصره أيضا ابن كثير والكوفيون كما فعلوا بالثاني، لكن تاء الأول مرفوعة؛ لأنه فاعل، وأبو عمرو وابن عامر: جمعاهما وهو معنى قوله: وبالمد كم حلا؛ فتاء الثاني مكسورة لهما؛ لأنه مفعول وتاء الأول مضمومة لابن عامر؛ لأنه فاعل ومكسورة لأبي عمرو؛ لأنه مفعول؛ لأنه يقرأ: "وأتبعناهم ذرياتهم"، مع ما يأتي في سورته.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/188]
فإن قلت: لم قال: وبكسر، ولم يقل: وبخفض وهي حركة إعراب؟
قلت: لأنه نصب علامته الكسرة.
فإن قلت: هلا قال: وبنصب؟
قلت: لما كان المألوف من علامة النصب إنما هو الفتحة خافَ على من لا يعرف النحو أن يفتح التاء في جمع المؤنث السالم، فعدل إلى التعبير بعلامة النصب هنا وهي الكسرة لهذا المعنى وهو حسن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (708- يَقُولُوا مَعًا غَيْبٌ "حَـ"ـمِيدٌ وَحُيْثُ يُلْـ،.. ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
يريد: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} وبعده: {أو تقولوا} الغيب حميد؛ لأنه قبله ما يرجع إليه، والخطاب على الالتفات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (706 - ويقصر ذرّيّات مع فتح تائه = وفي الطّور في الثّاني ظهير تحمّلا
707 - وياسين دم غصنا ويكسر رفع أو = ول الطّور للبصري وبالمدّ كم حلا
قرأ ابن كثير والكوفيون: مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ هنا، أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وهو الموضع الثاني في سورة والطور بالقصر. والمراد به حذف الألف بعد الياء، وبفتح التاء في الموضعين فتكون قراءة نافع والبصري والشامي بالمد أي إثبات الألف بعد الياء وبكسر التاء في الموضعين. وقرأ المكي والبصري والكوفيون: أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ في سورة يس. بالقصر وفتح التاء، فتكون قراءة نافع وابن عامر بالمد وكسر التاء. وأما الموضع الأول في سورة الطور وهو: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ فقرأه أبو عمرو البصري بكسر رفع التاء، وقرأه بالمد الشامي والبصري فتكون قراءة البصري بالمد مع كسر التاء وقراءة الشامي بالمد مع رفع التاء، وقراءة الباقين بالقصر مع رفع التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 276]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - تقولوا معا غيب حميد وحيث يل = حدن بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قرأ أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنّما أشرك بياء الغيب في الفعلين. وقرا الباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 277] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... يَقُولُوا خَاطِبَنْ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقولوا خاطبًا حم، أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب بخطاب {يقولوا} [172، 173] في الموضعين على الالتفات كالآخرينواتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 134] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ذُرِّيَّتَهُمْ هُنَا وَالْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنَ الطُّورِ، وَهُوَ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَفِي يس وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ فِي الثَّلَاثَةِ مَعَ فَتْحِ التَّاءِ وَافَقَهُمْ أَبُو عَمْرٍو عَلَى حَرْفِ يس، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ مَعَ كَسْرِ التَّاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ وَنَذْكُرُ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ فِي الْأَوَّلِ مِنَ الطُّورِ فِي مَوْضِعِهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يَقُولُوا، أَوْ تَقُولُوا فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والكوفيون {ذريتهم} هنا [172] والثاني من الطور [21]، وفي يس [41] بغير ألف وفتح التاء إفرادًا، وافقهم أبو عمرو في يس، والباقون بالألف وكسر التاء جمعًا في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 526]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أن تقولوا} [172]، {أو تقولوا} [173] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (649- .... .... .... .... .... = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء دنف
650 - كفى كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا تقول الغيب حم). [طيبة النشر: 76] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ذرية) يريد قوله تعالى «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم» قرأه بالقصر وهو حذف الألف مع فتح التاء وهو النصب ابن كثير، والكوفيون كما سيأتي، والباقون بالألف وكسر التاء.
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقول الغيب (ح) م
أي اختلافهم في ذرياتهم هنا كاختلافهم في الحرف الثاني من الطور وهو قوله «ألحقنا بهم ذرياتهم» قوله: (يس لهم) أي الموضع الذي في سورة يس وهو
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 239]
قوله تعالى «وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك» قرأه بحذف الألف لهم: أي للمذكورين قبل وهم ابن كثير والكوفيون وابن العلا، وهو أبو عمرو). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله كلا: يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو «أن تقولوا يوم القيامة، أو يقولوا» بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله «من ظهورهم ذرياتهم» والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ذُرِّيَّتَهُم" [الآية: 172] هنا و[يس الآية: 41] والأول والثاني من [الطور الآية: 21] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد في الأربعة مع ضم تاء أول الطور وفتحها في الثلاثة، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ نافع وأبو جعفر بإفراد أول الطور والجمع في الثلاثة مع كسر التاء فيها وضمها أول الطور، وقرأ أبو عمرو بالجمع هنا وموضعي الطور مع كسر التاء في الثلاثة، وبالإفراد في يس مع فتح تائه، وافقه اليزيدي، وقرأ ابن عامر ويعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التاء أول الطور وكسرها في الثلاثة، وعن الحسن كأبي عمرو إلا أنه رفع أول الطور فكلهم رفع تاء أول الطور
[إتحاف فضلاء البشر: 2/68]
إلا أبا عمرو واليزيدي، فكسراها وظهر على قراءة التوحيد هنا أن ذريتهم مفعول يأخذ على حذف مضاف أي: ميثاق ذريتهم أما على الجمع فيحتمل أن يكون ذرياتهم بدلا من ضمير ظهورهم، كما أن من ظهورهم بدل من بني آدم بدل بعض ومفعول أخذ محذوف والتقدير وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد، قال الجعبري: في الخبر مسح الله ظهر آدم بيده، فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر، فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني ولا يشركون شيئا، وعلي رزقهم، ثم قال: لهم ألست بربكم، فقالوا: بلى، فقالت الملائكة: شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة ا. هـ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى، وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وصححهما في النشر عنه من روايتيه، لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ تَقُولُوا، أو تقولوا" [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي: أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا، وافقه ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ نتقنا الجبل}
{ذرياتهم} [172] قرأ نافع والبصري والشامي بإثبات ألف بعد الياء التحتية، مع كسر التاء، على الجمع، والباقون بحذف الألف، ونصب التاء الفوقية، على الإفراد). [غيث النفع: 646]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تقولوا يوم} [172] {تقولوا إنما} [173] قرأ البصري بياء الغيب فيهما، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
{ذُرِّيَّتَهُمْ}
- قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والمفضل وابن محيصن والعمش (ذرتيهم) بالإفراد، وفتح التاء، وهو مفعول (أخذ) على حذف مضاف أي: ميثاق ذريتهم.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والحسن (ذرياتهم) بالألف وكسر التاء جمعاً سالماً، وهو بدل من ضمير (ظهورهم) و(ظهورهم) بدل من (بني آدم)، بدل بعض من كل. ومفعول (أخذ) محذوف، والتقدير: وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد.
[معجم القراءات: 3/215]
- وقرأ زهير [بن معاوية الجعفي] عن خصيف [بن عبد الرحمن الجزري] (ذريئتهم) واحدة مهموزة.
- وتقدمت قراءة المطوعي بكسر أوله: (ذريتهم).
وانظر هذا في الآية/ 124 من سورة البقرة.
{بَلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طرق أبي حمدون عن يحيي.
- وبالفتح والتقليل قرأ أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{أَنْ تَقُولُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي وابن عباس وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري وسعيد بن جيبر (أن يقولوا) بالياء على الغيبة.
[معجم القراءات: 3/216]
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (أن تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات.
وهما عند الطبري قراءتان صحيحتا المعنى متفقتا التأويل وإن اختلفت ألفاظهما). [معجم القراءات: 3/217]

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة} . . {أَو تَقولُوا} 172 173
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (أَن يَقُولُوا. . أَو يقولوآ) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 298] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يقولوا ..... أو
[الغاية في القراءات العشر: 261]
يقولوا) بالياء، أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 262] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يقولوا) [172]، (أو يقولوا) [173]: بالياء أبو عمرو، وأبو عبيد). [المنتهى: 2/713] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أن يقولوا} (172)، و: {أو يقولوا} (173): بالياء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 295]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 296] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([172]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} موحد: الكوفيون وابن كثير.
[172]- {أَنْ تَقُولُوا} {أَوْ تَقُولُوا} [173] بالياء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/651] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708 - يَقُولُوا مَعاً غَيْبٌ حَمِيدٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([708] يقولوا معًا غيبٌ (حـ)ميدٌ وحيث يُلـ = حدون بفتح الضم والكسر (فـ)صلا
[709] وفي النحل والاه (الكسائي) وجزمهم = يذرهم (شـ)رفا والياء (غـ)صنٌ تهدلا
أي أحد من بني آدم لئلا يقولوا.
و{لئلا تقولوا}، على الالتفات). [فتح الوصيد: 2/943] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/265] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (708- يَقُولُوا مَعًا غَيْبٌ "حَـ"ـمِيدٌ وَحُيْثُ يُلْـ،.. ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالكَسْرِ "فُـ"ـصِّلا
يريد: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} وبعده: {أو تقولوا} الغيب حميد؛ لأنه قبله ما يرجع إليه، والخطاب على الالتفات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - تقولوا معا غيب حميد وحيث يل = حدن بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 276]
قرأ أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنّما أشرك بياء الغيب في الفعلين. وقرا الباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 277] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... يَقُولُوا خَاطِبَنْ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يقولوا خاطبًا حم، أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب بخطاب {يقولوا} [172، 173] في الموضعين على الالتفات كالآخرينواتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 134] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يَقُولُوا، أَوْ تَقُولُوا فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أن تقولوا} [172]، {أو تقولوا} [173] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (650- .... .... .... .... .... = .... كلا تقول الغيب حم). [طيبة النشر: 76] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله كلا: يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو «أن تقولوا يوم القيامة، أو يقولوا» بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله «من ظهورهم ذرياتهم» والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بيس بياء (لا) ح بالخلف (مدا) = والهمز (ك) م وبيئس خلف (ص) دا
بئيس الغير و(ص) ف يمسك خف = ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف
(كفى) كثان الطّور ياسين لهم = وابن العلا كلا يقولوا الغيب (حم)
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان بعذاب بيس [الأعراف: 165] بالباء وياء ساكنة، بوزن «عيس»، وذو كاف (كم) ابن عامر كذلك، [لكن] بهمزة عوض الياء.
واختلف عن ذي لام (لاح) هشام: فروى عنه الداجوني كنافع، وروى غيره الهمز كابن عامر.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر: فروى [عنه] الثقات قال: كان حفظي عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/342]
عاصم بيئس بوزن «فيعل»، ثم جاءني منه شك؛ فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش مثل حمزة.
وقد روى عنه [مثل] «فيعل» أبو حمدون عن يحيى، ونفطويه، وهي رواية الأعمش، والبرجمي وغيرهما عن أبي بكر.
وروى عنه وزن «فعيل» العلمي، والأصم عن الصريفيني، والحربي عن ابن عون عن الصريفيني.
وروى عنه الوجهين القافلاني عن الصيريفيني عن يحيى، وكذلك روى خلف عن يحيى، وبهما قرأ الداني، وقرأ الباقون: (بئيس) ك «رئيس».
وخفف ذو صاد (صف) أبو بكر [سين] والذين يمسكون [الأعراف:
170]، والباقون بالتشديد.
وقرأ ذو دال (دنف) ابن كثير، ومدلول (كفا) الكوفيون: من ظهورهم ذرّيّتهم هنا الأعراف [الآية: 172]، وألحقنا بهم ذرّيّتهم (ثاني الطور) [الآية: 21]، وأنّا حملنا ذرّيّتهم في (يس) [الآية: 41]- بحذف الألف وفتح التاء على التوحيد في الثلاثة، ووافقهم ابن العلاء في (يس) خاصة، وقرأ في الآخرين بإثبات الألف والكسر، وبه قرأ الباقون وسيأتي أول الطور [الآية: 21] والفرقان [الآية: 74] في موضعه.
وقرأ ذو حاء (حم) أبو عمرو: أن يقولوا يوم القيامة [الأعراف: 172]، أو يقولوا إنما أشرك [الأعراف: 173]- بياء (الغيب) [فيهما]، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه «بئس» بالهمز: أنه صيغة مبالغة على «فعل» ك «حذر»، فنقلت كسرة الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/343]
إلى الياء، وأتبعت، ثم سكنت ك «فخذ» أو وصف بالمصدر مبالغة، أو على تقدير «ذي».
[ووجه] الياء: أن أصله ما تقدم، ثم خففت الهمزة على قياسها؛ إلحاقا وموافقة.
ووجه بئيس: أنه صيغة مبالغة على «فعيل» ك «نفيس»: [وكذا] بيئس، وكذلك بيأس ك «ضيغم» و«حيدر».
ووجه وجهي يمسكون: أنه مضارع «أمسك» أو «مسّك» على حد قوله أمسكن عليكم [المائدة: 4]، وو لا تمسكوهنّ [البقرة: 231]، فازداد لكل ناقل ثانيا، أي:
الذين ألزموا أنفسهم بأحكام الكتاب.
ووجه توحيد «ذرية»: أن ظاهره الدلالة على الكثرة؛ فاكتفى بها تخفيفا.
ووجه الجمع: النصوصية على الأفراد والأنواع، وكثر جنسه في الطور؛ بمناسبة الحرفين.
ووجه مخالفة أول الطور: الجمع بين الأمرين في سورة.
ووجه إفراد يس بالتوحيد: التنبيه على القلة.
ووجه غيب يقولوا معا: أنه إخبار عن الذرية مفعول له، وشهدنا معترض، أي: أشهدهم كراهة، أو لئلا يعتذروا أو يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا.
ووجه الخطاب: الالتفات، نحو: ألست بربّكم [الأعراف: 172]، فيتحدان.
أو تم كلام الذرية إلى بلى، ثم خاطبتهم الملائكة فقالت: شهدنا عليكم لئلا تقولوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ تَقُولُوا، أو تقولوا" [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي: أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا، وافقه ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/69] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تقولوا يوم} [172] {تقولوا إنما} [173] قرأ البصري بياء الغيب فيهما، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
{أَوْ تَقُولُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (أو يقولوا) بالياء على الغيب جرياً على ما سبق.
- وقراءة الباقين (أو تقولوا) بتاء الخطاب على الالتفات). [معجم القراءات: 3/217]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
{نُفَصِّلُ}
- قراءة الجمهور بنون العظمة (تفصل).
- وفي مختصر ابن خالويه: (كذلك تفضل الآيات) يحيى وإبراهيم.
كذا جاءت من غير ضبط، ولعلها بالتخفيف (تفصل)، إذ لو كانت بالنون والتضعيف (نفصل) لكانت كقراءة الجماعة
[معجم القراءات: 3/217]
- وقرأت فرقة (يفصل) بالياء وتشديد الصاد أي (يفصل) الله الآيات). [معجم القراءات: 3/218]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:06 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (175) إلى الآية (178) ]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها مراراً، وانظر الآية/ 7 من سورة الفاتحة.
{فَأَتْبَعَهُ}
- قرأ طلحة بخلاف عنه والحسن فيما روى عنه هارون والرؤاسي عن أبي عمرو (فاتبعه) مشدداً بمعنى تبعه.
- وقراءة الجمهور (فأتبعه) كذا بصورة الرباعي، أي لحقه وصار معه). [معجم القراءات: 3/218]

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلهث ذلك) [176]: مظهر: إسحاق، وإسماعيل، وورش طريق الأسدي وابن الصلت، ويونس إلا ابن عيسى، وقالو إلا ابن بویان، وقنبل طريق ابن مجاهد وابن الصلت والواسطي، وحمادٌ، ويحيى طريق خلف، وهشام طريق الحلواني، وسلام. وعن بعضهم خلاف). [المنتهى: 2/714]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ يَلْهَثْ ذَلِكَ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يلهث ذلك} [176] ذكر في حروف قربت مخارجها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تسهيل تأذن [الأعراف: 167] للأصبهاني، أفلا تعقلون بالأنعام [الآية: 32] ويلهث ذلك [الأعراف: 176] في حروف قربت مخارجها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/344] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" ثاء "يلهث" نافع وابن كثير وهشام وعاصم وأبو جعفر بخلف عنهم، والباقون بالإدغام، واختاره للجميع صاحب النشر، وحكى ابن مهران الإجماع عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئنا} [176] و{ذرأنا} [179] إبدالهما للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
{شِئْنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش (شينا) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
[معجم القراءات: 3/218]
- والجماعة على القراءة بالهمز.
{هَوَاهُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِ يَلْهَثْ}
- استشهد سيبويه بهذا الجزء من الآية على قراءة من اختلس حركة الهاء في (عليه) فلم يصلها بياء، وأشار إلى أن من القراء من يصل مع أن ما قبلها ساكن. ووصل الهاء وإن سكن ما قبلها- بواو، إذا كانت مضمومة، وبياء إذا كانت مكسورة، ما لم تلق ساكناً، مذهب ابن كثير، والباقون يختلسون الضمة والكسرة في الدرج.
{يَلْهَثْ ذَلِكَ}
- أظهر الثاء نافع وابن كثير وعاصم وهشام وأبو جعفر وقالون وإسماعيل وقنبل وورش والبزي.
- وروي عن نافع الإدغام من رواية قالون، وبه قرأ أبو عمرو الداني، وروي إدغامه عن ورش.
واختلف عن ابن كثير في الإظهار والإدغام، ومثله عن حفص عن عاصم، وهاشم.
وممن قرأ بالإدغام ابن عامر وحمزة والكسائي.
قال صاحب النشر:
(ثبت الخلاف في إدغامه وإظهاره عمن ذكرت، وصح الأخذ بهما جميعاً عنهم، وإن كان الأشهر عن بعضهم الإدغام، وعن آخرين الإظهار) ). [معجم القراءات: 3/219]

قوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ) برفع اللام مثل، وإضافة (الْقَوْم) إليه الْجَحْدَرِيّ، وجرير عن الْأَعْمَش، الباقون بنصب اللام منون (الْقَوْمُ) رفع، وهو الاختيار على أنه اسم " ساء "). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ}
- قرأ الحسن وعيسى بن عمر والأعمش وعاصم الجحدري بخلاف عنه (ساء مثل القوم) ورفع (مثل) بالفعل (ساء)، والقوم: بالخفض.
- والوجه الثاني عن الجحدري (ساء مثل القوم) بكسر الميم وسكون الثاء وصم اللام.
قال أبو حيان:
(واختلف عن الجحدري، فقيل: كقراءة الأعمش، وقيل: بكسر الميم وسكون الثاء وضم اللام مضافاً إلى القوم)، ثم قال:
(والأحسن في قراءة (المثل) بالرفع أن يكتفى به، ويجعل من باب التعجب نحو: قضوا الرجل، أي: ما أسوأ مثل القوم، ويجوز أن يكون كبئس على حذف التمييز على مذهب من يجيزه. التقدير: ساء مثل القوم، أو على أن يكون المخصوص (الذين كذبوا) على حذف مضاف، أي بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا..).
- وقوله هنا على حذف التمييز تعقبه فيه الشهاب، وذكر أنه لا يحتاج إلى تمييز إذا كان الفاعل ظاهراً.
- وقراءة الجماعة (ساء مثلاً القوم).
مثلاً بالنصب تمييز للضمير المستكن في (ساء) فاعلاً، قال الزجاج: (المعنى ساء مثلاً مثل القوم) ). [معجم القراءات: 3/220]

قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو المهتدي} [178] حكم {فهو} لا يخفى، وأما {المهتدي} فهو من المواضع الخمسة عشر التي اجتمعت المصاحف على إثبات الياء فيها، ونذكر بقيتها تتميمًا للفائدة: {واخشوني ولأتم} [150] بالبقرة.
{فإن الله يأتي بالشمس} [258] بها أيضًا.
{فاتبعوني} [31] بآل عمران.
و {فكيدوني} [55] بهود.
و {ما نبغي} [65] بيوسف.
{ومن اتبعني} [108] بها أيضًا.
{فلا تسئلني} [70] بالكهف.
و {فاتبعوني وأطيعوا} [90] بطه.
و {أن يهديني} [22] بالقصص.
و {يا عبادي الذين ءامنوا} [56] بالعنكبوت.
[غيث النفع: 646]
و {وأن اعبدوني} [61] في يس.
و {يا عبادي الذين أسرفوا} [53] آخر الزمر.
و {أخرتني إلى أجل} [10] بالمنافقين.
و {دعآءى إلا} [6] بنوح.
ولم تختلف القراء في إثبات الياء فيها، إلا في {تسئلني} بالكهف، اختلف فيها عن ابن ذكوان كما سيأتي إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}
{فَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (فهو) بسكون الهاء.
والباقون على ضمها (فهو).
وتقدم هذا في الآيتين/ 29، 85 من سورة البقرة.
{الْمُهْتَدِي}
- أجمع العشرة على إثبات الياء في الوقف والوصل لثبوتها في الرسم.
قال الواحدي: (فهو المهتدي: يجوز إثبات الياء فيه على الأصل، ويجوز حذفها استخفافاً. أهـ).
{الْخَاسِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/221]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:07 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (179) إلى الآية (183) ]

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "ولقد ذرأنا" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئنا} [176] و{ذرأنا} [179] إبدالهما للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 646] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا}
- أظهر الذال نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب والأعشى وقالون وورش.
- وأدغم الذال في الراء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{ذَرَأْنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والأصبهاني عن
[معجم القراءات: 3/221]
ورش (ذرانا) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزق وورش.
{لَا يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق بوورش بخلاف.
{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/222]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا في ضم الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {يلحدون} 180
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو {يلحدون} بِضَم الْيَاء وَكَذَلِكَ في النَّحْل 103 والسجدة 40
وَقَرَأَ حَمْزَة الثَّلَاثَة الأحرف بِفَتْح الْيَاء والحاء
وَقَرَأَ الكسائي في النَّحْل {الَّذين يلحدون} بِفَتْح الْيَاء والحاء
وَقَرَأَ في الْأَعْرَاف {يلحدون} مثل أَبي عَمْرو وَكَذَلِكَ في السَّجْدَة). [السبعة في القراءات: 298]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يلحدون) بالفتح، حيث كان حمزة، وفي النحل، كوفي - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلحدون) [180]، حيث جاء: بفتح الياء والحاء حمزة، وفتح في النحل [103] علي، وخلف). [المنتهى: 2/714]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (يلحدون) بفتح الياء هنا وفي النحل والسجدة، ووافقه الكسائي على ذلك في النحل، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء فيهن). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {يلحدون} (180)، هنا، وفي فصلت (40): بفتح الياء والحاء.
والباقون: بضم الياء، وكسر الحاء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (يلحدون) هنا وفي فصلت بفتح الياء والحاء، والباقون بضم الياء وكسر الحاء). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُلْحِدُونَ)، وفي النحل والسجدة بفتح الياء والحاء الزَّيَّات، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والهمداني وافق خلف، والكسائي غير قاسم في النحل، الباقون بضم الياء وكسر الحاء وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([180]- {يُلْحِدُونَ} حيث وقع، بفتح الياء والحاء: حمزة. وافق في [النحل: 103] الكسائي). [الإقناع: 2/651]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (708- .... .... .... وَحُيْثُ يُلْـ = ـحِدُونَ بِفَتْحِ الضمِّ وَالْكَسْرِ فُصِّلاَ
709 - وَفِي النَّحْلِ وَالاَهُ الْكِسَائِي .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ولحد وألحد، لغتان بمعنى واحد.
وجملة ذلك ثلاثة مواضع: هنا، وفي النحل، وفصلت.
و(والا)، تابعه على الذي في النحل الكسائي، لأنه جعل يلحدون بالفتح بمعنى يميلون.
[فتح الوصيد: 2/943]
و{يلحدون}، بمعنى يعرضون، وهو قول الفراء؛ فالمعنى: لسان الذي يميلون إليه.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي: «لحدت: جُرت ومِلت. وألحدتُ: ماريت وجادلت» ). [فتح الوصيد: 2/944]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([708] يقولوا معا غيبٌ حميدٌ وحيث يُلـ = ـحدون بفتح الضم والكسر فصلا
ح: (يقولوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبره، (حميدٌ): صفته، (معًا): حال من المبتدأ، (يُلحدون): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة: مضاف إليها (حيث)، (بفتح): متعلق (فصلا) .
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة) [172] مع: (أو يقولوا إنما أشرك) [173] بعده بياء الغيبة، أي: شهدنا لئلا يقولوا هؤلاء، والباقون: بالخطاب على الالتفات.
وحيث جاء {يلحدون}: قرأ حمزة، بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد)، والباقون: بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد يُلحد)، وهما لغتان.
[709] وفي النحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياءُ غصنٌ تهدلا
[كنز المعاني: 2/265]
ب: (تهدل الغصن): إذا استرخى لكثرة ثمره.
ح: (جزمهم): مبتدأ، ضميره: للقراء، (يذرهم): مفعوله، (شفا): خبر، (الياء غصنٌ): مبتدأ وخبر، (تهدلا): صفته.
ص يعني: وافق الكسائي حمزة في حرف النحل: {لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ} [103] بفتح الياء والحاء جمعًا بين القرائتين، أو لأن اللحد بمعنى الميل والإلحاد بمعنى الإعراض، فلما عدي في النحل بـ {إلى} ناسب معنى الإعراض، فجعله من الإلحاد.
وقرأ حمزة والكسائي: (ويذرهم في طغيانهم) [186] بالجزم عطفًا على محل الفاء في: {فلا هادي له} [186] لأنه جواب الشرط، نحو: {فأصدق وأكن} [المنافقون: 10]، والباقون: بالرفع على الاستئناف.
ثم منهم الكوفيون وأبو عمرو يقرءون: {ويذرهم} بياء الغيبة، والضمير: لله تعالى لما مر في: {من يضلل الله} [186]، والباقون:
[كنز المعاني: 2/266]
بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه). [كنز المعاني: 2/267]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ولحد وألحد لغتان، وهو في ثلاث سور هنا: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.
وفي النحل: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ}.
وفي فصلت: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا}.
ثم ذكر أن الكسائي وافق حمزة في حرف النحل فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/189]
709- وَفِي النَّحْلِ وَالاهُ الْكِسَائِي وَجَزْمُهُمْ،.. يَذَرْهُمْ "شَـ"ـفَا وَاليَاءُ "غُـ"ـصْنٌ تَهَدَّلا
والاه؛ أي: تابع حمزة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (708 - .... .... .... وحيث يلـ = ـحدون بفتح الضّمّ والكسر فصّلا
709 - وفي النّحل والاه الكسائي .... = .... .... .... .... ....
....
وقعت كلمة يلحدون في القرآن في ثلاثة مواضع: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ في هذه السورة، لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ في سورة النحل، إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا في فصلت. فقرأ حمزة بفتح ضم الياء وفتح كسر الحاء في المواضع الثلاثة، ووافقه الكسائي في موضع النحل ووافق الجماعة في موضعي الأعراف وفصلت. وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء في المواضع الثلاثة). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... .... .... .... وَيَلْحَدُو اضْـ = ـمُمِ اكْسِرْ كَحَا فِدْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويلحد اضمم اكسر كحا فد أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف {يلحدون} [180] هنا، وفي فصلت[40] بضم الياء وكسر الحاء كالآخرين، وأما {لسان الذي يلحدون} [103] في النحل، فقرأه كأصله، وقال النويري يريد هنا والنحل وفصلت واغتر بإطلاق الناظم وهو سهو؛لأن الناظم لم يذكره في التحبير وكذا في النشر والشاطبية إلا ما هنا وفيفصلت، وقال هو النحل على أصله). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُلْحِدُونَ هُنَا وَالنَّحْلِ وَحم السَّجْدَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ فِي ثَلَاثِهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {يلحدون} هنا [180]، والنحل [103]، وفصلت [40] بفتح الياء والحاء، وافقه الكسائي وخلف في النحل، والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (651 - وضمّ يلحدون والكسر فتح = كفصّلت فشا وفي النّحل رجح
652 - فتىً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وضمّ يلحدون والكسر انفتح = كفصّلت (ف) شا وفي النّحل (ر) جح
أي الضم الذي في ياء «يلحدون» والكسر الذي في حائه فتحهما حمزة، يريد قوله تعالى «وذروا الذين يلحدون في أسمائه» هنا وفي فصلت «إن الذين يلحدون في آياتنا» والباقون بضم الياء وكسر الحاء وهما لغتان لحد وألحد، يعني يميلون عن الحق، وقوله كفصلت: أي الاختلاف هنا كالاختلاف في فصلت قوله: (وفي النحل) أي وقرأ الموضع الذي في النحل وهو قوله تعالى «لسان الذي يلحدون» بهذه الترجمة: أي بفتح الياء والحاء الكسائي وحمزة وخلف كما سيأتي، والباقون بضم الياء وكسر الحاء، وفرق الكسائي بينهما وبين غيرها بأن قال التي في النحل استقبلت بإلى، والمعنى يركنون وفي غيرهما استقبلت بفى، والمعنى يعرضون، وكأنه رجح أن المعدي بإلى يكون ثلاثيا وبفي يكون رباعيا قوله: (رجح) أي قوى بترجيح الكسائي له كما قدمناه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وضمّ يلحدون والكسر انفتح = كفصّلت (ف) شا وفي النّحل (ر) جح
ش: أي: قرأ ذو فاء (فشا) حمزة: وذروا الذين يلحدن في أسمائه هنا [الآية:
180]، إن الذين يلحدون بفصلت [الآية: 40] [بفتح] الياء والحاء.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/344]
وقرأ كذلك ذو راء (رجح) [الكسائي]، ومدلول (فتى) أول التالي حمزة وخلف: لسان الذي يلحدون إليه في النحل [الآية: 103]؛ على أنه مضارع «لحد»، والباقون بضم الياء وكسر الحاء؛ على أنه مضارع «ألحد».
نقل الفراء: لحد [أي:] مال، وألحد [أي:] أعرض.
وقال الأصمعي: «لحد [أي:] مال وألحد [أي:] جادل، أو هما بمعنى مال، ومنه لحد العين» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على: ولله الأسماء ونحوه، بالنقل والسكت في الهمزة الأولى، وبالبدل في الثانية مع المد والتوسط والقصر، وفيها الروم بالتسهيل مع المد والقصر، فهي عشرة، ويمتنع عدم السكت والنقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يلحدون" [الآية: 180] هنا و[النحل الآية: 103] و[فصلت الآية: 40] فحمزة بفتح الياء والحاء في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش، وقرأ الكسائي وخلف عن نفسه كذلك في النحل، والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة من ألحد، وقيل هما بمعنى وهو الميل ومنه لحد القبر؛ لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح، فإنه يحفر في وسطه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يلحدون} [180] قرأ حمزة بفتح الياء والحاء مضارع (لحد)، كـــ (فرح) ثلاثي، والباقون بضم الياء، وكسر الحاء، مضارع (ألحد) رباعي، كـــ (أكرم).
ومعناهما واحد، أي: مال، ومنه (لحد القبر)، لأنه يمال بحفره إلى جانب القبر القبلي، وقيل: الثاني بمعنى أعرض). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ}
- وقف حمزة على (الأسماء) فيه عشرة أوجه:
الهمزة الأولى: وفيها وجهان:
الأول: تحقيق الهمز مع السكت.
الثاني: النقل (الأسماء).
الهمزة الثانية:
- وفيها: البدل مع المد، والتوسط، والقصر.
- والروم بالتسهيل مع المد والقصر.
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ أبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 3/222]
{فَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فادعوهو) بوصل الهاء بواو.
{يُلْحِدُونَ}
- قرأ حمزة وابن وثاب والأعمش وطلحة وعيسى (يلحدون) بفتح الياء والحاء، من لحد يلحد، وهي لغة.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (يلحدون) بضم الياء وكسر الحاء من (ألحد).
قال الأخفش:
وهما لغتان: ويلحدون أكثر، وبها نقرأ، ويقويها: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلمٍ).
وقال الكسائس: (هما لغتان، لحد وألحد) ). [معجم القراءات: 3/223]

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}
{مِمَّنْ خَلَقْنَا}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
- والباقون على إظهار النون). [معجم القراءات: 3/223]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حيث لا يعلمون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع عند المغاربة، و{يؤمنون} بعده عند المشارقة). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}
{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ}
- قرأ النخعي وابن وثاب (سيستدرجهم) بالياء، على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
- وقراءة الجماعة بنون العظمة (سنستدرجهم) على نسق ما سبق.
{مِنْ حَيْثُ}
- قراءة الجماعة بالضم (من حيث) على البناء.
- وقرئ (من حيث) بالكسر، وهذا يحتمل الإعراب، ويحتمل لغةّ البناء على الكسر.
وذكر السيوطي في همع الهوامع أن فقعس [حي من أسد] يعربونها، ويجرونها بـ (مِن).
وفي التاج:
(قال الكسائي: .... وسمعت في بني الحارث بن أسد بن الحارث بن ثعلبة وفي بني فقعس كلها يخفضونها في موضع الخفض، وينصبونها في موضع النصب، فيقول: (من حيث لا يعلمون)، وكان ذلك حيث التقيا) ). [معجم القراءات: 3/224]

قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}
{وَأُمْلِي لَهُمْ}
- قرأ أبو حيوة (وأملي لهم) بفتح الياء، وهو ماضٍ مبنيٌّ للمفعول، وشبه الجملة نائب عن الفاعل.
[معجم القراءات: 3/224]
- وقراءة الجماعة (وأملي لهم) بسكون التاء، وهو مضارع مبني للفاعل. أي: وأنا أملي لهم.
{إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}
- قراءة الجماعة (إن كيدي متين) بكسر همزة (إن) وهو على الاستئناف.
- وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر وهي رواية ابن جرير عنه وكذا الوليد بن مسلم (أن كيدي متين) بفتح همزة (إن) على التعليل، أي: لأجل أن كيدي متين.
- وقرئ (كيدي) بإسكان الياء وفتحها). [معجم القراءات: 3/225]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:08 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (184) إلى الآية (186) ]
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
{جِنَّةٍ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{نَذِيرٌ}
- قرأ الأزق وورش بترقيق الراء بخلاف.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 3/225]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الأصبهاني همزة "فبأي" ياء مفتوحة وبه مع التحقيق وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/225]
- وقرأه بالفتح والصغرى الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
{أَجَلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (أجلهم)، وهو مفرد اللفظ، وفيه معنى الجمع.
- وقرأ أبو معين المكي وابن مسعود وأبي بن كعب والجحدري (آجالهم) بالجمع.
{فَبِأَيِّ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بإبدال الهمزة باء مفتوحة، وصورة هذه القراءة (فبيي).
- وذكر النيسابوري في الغرائب أن الأصفهاني قرأ بتليين الهمزة عن ورش.
- وإبدال الهمزة ياء هو قراءة حمزة في الوقف، ونقل عن حمزة التحقيق أيضاً.
{يُؤْمِنُونَ}
- قرأ أبو عمرو عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد وبن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يومنون) بإبدال الهمزة واواً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والباقون على القراءة بالهمزة.
- وتقدم مثلا هذا في الآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/226]

قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون وَالرَّفْع والجزم من قَوْله {ويذرهم فِي طغيانهم} 186
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {ونذرهم} بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {ويذرهم} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع
وَكَذَلِكَ قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَفْص {ويذرهم} بِالْيَاءِ مَعَ الرّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {ويذرهم} بِالْيَاءِ مَعَ الْجَزْم
وحدثني الخزاز قَالَ حَدثنَا هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {ويذرهم} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 298 - 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويذرهم) بالياء، عراقي بجزم الراء، كوفي - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ونذرهم) [186]: بالنون حجازي، دمشقي، وسلام، وأيوب، والمفضل. بجزم الراء كوفي غير عاصم إلا الخزاز). [المنتهى: 2/714]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (ونذرهم) بالنون، وقرأ الباقون بالياء، وكلهم قرأوا بالرفع إلا حمزة والكسائي فإنهما جزمًا). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو: {ويذرهم} (186): بالياء، ورفع الراء.
وحمزة، والكسائي: بالياء، وجزم الراء.
والباقون: بالنون، ورفع الراء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وأبو عمرو ويعقوب: (ويذرهم) بالياء ورفع الرّاء، وحمزة والكسائيّ وخلف بالياء وجزم الرّاء، والباقون بالنّون ورفع [الرّاء] ). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنَذَرُهُمْ) بالنون وضم الراء أهل العالية، والمفضل طريق أبي حاتم، والأزرق عن أبي بكر، وأيوب، وسلام، واختيار عباس، وابْن سَعْدَانَ عن أَبِي عَمْرٍو، وجزم رآه ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبد الوارث، ونعيم بن ميسرة، وعبد الوهاب، واللؤلؤي، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير عَاصِم إلا الخزاز، الباقون رفع، والاختيار ما عليه نافع؛ لقوله: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ) وجاء جواب الشرط في قوله: (فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ) مرفوع على الاستئناف، واختيار الْيَزِيدِيّ نصب الراء على الصرف). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([186]- {وَيَذَرُهُمْ} بالياء رفع: عاصم وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/651]
وبالياء جزم: حمزة والكسائي.
الباقون بالنون والرفع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (709- .... .... .... وَجَزْمُهُمْ = يَذَرْهُمْ شَفَا وَالْيَاءُ غُصْنٌ تَهَدَّلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وجزمهم يذرهم شفا)، لأنه معطوف على موضع الفاء من: {فلا هادي له}، إذ لو كان موضعها فعلا، لانجزم على جواب الشرط.
(والياء غصن تهدلا)، أي استرخي لكثرة ثمره، لأن قبله: {من يضلل الله}.
وأما النون، فمعناها: ونحن نذرهم). [فتح الوصيد: 2/944]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([709] وفي النحل والاه الكسائي وجزمهم = يذرهم شفا والياءُ غصنٌ تهدلا
[كنز المعاني: 2/265]
ب: (تهدل الغصن): إذا استرخى لكثرة ثمره.
ح: (جزمهم): مبتدأ، ضميره: للقراء، (يذرهم): مفعوله، (شفا): خبر، (الياء غصنٌ): مبتدأ وخبر، (تهدلا): صفته.
ص يعني: وافق الكسائي حمزة في حرف النحل: {لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ} [103] بفتح الياء والحاء جمعًا بين القرائتين، أو لأن اللحد بمعنى الميل والإلحاد بمعنى الإعراض، فلما عدي في النحل بـ {إلى} ناسب معنى الإعراض، فجعله من الإلحاد.
وقرأ حمزة والكسائي: (ويذرهم في طغيانهم) [186] بالجزم عطفًا على محل الفاء في: {فلا هادي له} [186] لأنه جواب الشرط، نحو: {فأصدق وأكن} [المنافقون: 10]، والباقون: بالرفع على الاستئناف.
ثم منهم الكوفيون وأبو عمرو يقرءون: {ويذرهم} بياء الغيبة، والضمير: لله تعالى لما مر في: {من يضلل الله} [186]، والباقون:
[كنز المعاني: 2/266]
بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه). [كنز المعاني: 2/267] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والجزم والرفع في: {يَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ}.
تقدم مثله في البقرة: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
والياء لله والنون للعظمة ويقال: تهدل الغصن؛ أي: استرخى؛ لكثرة ثمرته، فقراءة حمزة والكسائي بالياء والجزم وقراءة عاصم وأبي عمرو بالياء والرفع، والباقون بالنون والرفع). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (709 - .... .... .... .... وجزمهم = يذرهم شفا والياء غصن تهدّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ بحزم الراء؛ وقرأ غيرهم برفعها. وقرأ أبو عمرو والكوفيون بياء الغيب، وغيرهم بنون العظمة. فيتحصل: أن أبا عمرو وعاصما يقرءان بياء الغيب ورفع الراء، وأن حمزة والكسائي يقرءان بالياء وجزم الراء، وأن نافعا وابن كثير وابن عامر يقرءون بالنون ورفع الراء. ويؤخذ من هذا: أن أحدا من القراء لم يقرأ بالنون وجزم الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَذَرُهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {ويذرهم} [186] بالنون، والباقون بالياء. وحمزة والكسائي وخلف بجزم الراء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (652- .... يذرهم اجزموا شفا ويا = كفى حمًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) (ص) ليا
يعني قوله تعالى (ويذرهم في طغيانهم» بالجزم والكسائي وخلف، والباقون بالرفع قوله: (ويا) أي وقرأ بالياء الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالنون فيكون فيه ثلاث قراءات: الجزم مع الياء حمزة والكسائي وخلف، والرفع مع الياء عاصم وأبو عمرو ويعقوب، والرفع مع النون نافع وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) هـ (ص) ليا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ويذرهم في طغيانهم [الأعراف: 186] بجزم الراء، والباقون برفعها.
[وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون، و(حما) البصريان بالياء، والباقون بالنون]؛ فصار المدنيان وابن كثير وابن عامر بالنون والرفع، والبصريان وعاصم بالياء والرفع، وحمزة وعلى وخلف بالياء والجزم.
وقرأ مدلول (مدا) نافع، وأبو جعفر، وذو صاد (صليا) أبو بكر: جعلا له شركا [الأعراف: 190] بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين، والباقون بضم الشين وفتح الراء والكاف وألف بعدها همزة مفتوحة ك: ألحقتم به شركآء [سبأ: 27]؛ على أنه جمع «شريك» ك «خليط» و«خلطاء»، واستغنى بلفظ القراءتين.
ووجه ياء ويذرهم: إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم في من يضلل الله [الأعراف: 186].
ووجه النون: [إسناده إلى المتكلم العظيم] على الالتفات.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]
ووجه جزمه: عطفه على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]؛ لأنه جواب شرط مجزوم، أي: لم يهده أحد، ويذرهم.
ووجه رفعه: الاستئناف مستقلا أو خبرا.
ووجه قصر شركا: جعله شركته، فيقدر لغيره شركاء، أو له ذوي شرك، أو يطلق على الشركاء؛ مبالغة ك «رجال زور» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَنَذَرُهُم" [الآية: 186] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بنون العظمة ورفع الراء على الاستئناف، وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة ورفع الراء، وافقهم اليزيدي والحسن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/70]
وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وجزم الراء عطفا على محل قوله تعالى: فلا هادي له، واففهم الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونذرهم} [186] قرأ الحرميان والشامي بالنون، ورفع الراء، والأخوان بياء، وجزم الراء، والبصري وعاصم بالياء، والرفع). [غيث النفع: 647]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
{وَيَذَرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وحفص ويعقوب
[معجم القراءات: 3/226]
والحسن واليزيدي (ويذرهم) بالياء، ورفع الراء على الاستئناف.
- وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم وأبو عمرو فيما ذكره أبو حاتم عنه وطلحة بن مصرف وعيسى همدان وابن إدريس خلف وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وشيبان ومسلمة بن محارب وحسين الجعفي وأبو عبيد والخزاز وعياش والأعمش (ويذرهم) بالياء والجزم.
قال أبو حيان:
(وخرج سكون الراء على وجهين:
أحدهما: أنه سكن لتوالي الحركات كقراءة (وما يشعركم) أو (ينصركم) فهو مرفوع.
- والآخر أنه مجزوم عطفاً على محل (فلا هادي له)؛ فإنه في موضع جزم ...).
[معجم القراءات: 3/227]
وقال الأنباري:
(ومن قرأ (ويذرهم) بالياء والجزم جزمه على النسق على محل الفاء في قوله: (فلا هادي له)؛ لأنها قد حلت في محل الجواب، وجواب الجزاء مجزوم ...، وعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: (فلا هادي له)؛ لأن الفعل المجزم متعلق بالأول).
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير والحسن وقتادة وأبو عبد الرحمن والأعرج وشيبة وأبو جعفر وابن محيصن والمفضل عن عاصم (ونذرهم) بالنون ورفع الراء على الاستئناف.
قال الأنباري: (فمن قرأ: (ونذرهم) بالنون والرفع حسن له أن يقف على قوله: (فلا هادي له)، ثم يبتدئ مستأنفاً (ونذرهم)، وكذلك من قرأها بالياء والرفع، إلا أن الاستئناف مع النون أحسن).
- وقرأ خارجة عن نافع وخلف والقطيعي كلاهما عن عبيد عن ابن كثير (ونذرهم) بالنون والجزم، وتخريج سكون الراء هنا على الوجهين السابقين في (يذرهم).
{طُغْيَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي). [معجم القراءات: 3/228]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:10 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (187) إلى الآية (188) ]

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) }

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرسيها" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "تغشيها" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
{أَيَّانَ}
- قراءة الجمهور (أيان) بفتح الهمزة.
- وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (إيان) بكسر الهمزة حيث وقعت، وهي لغة سليم.
{مُرْسَاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{لَا تَأْتِيكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش وأبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (لا تاتيكم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف على الإبدال.
- والباقون على الهمز.
{بَغْتَةً}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
- وتقدمت قراءة الحسن بفتح الغين وانظر الآية/ 31 من الأنعام.
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف، وبالإظهار.
[معجم القراءات: 3/229]
{كَأَنَّكَ حَفِيٌّ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (كأنك حفيٌّ بها) بالباء مكان (عن)، أي عالم بها، أو بليغ في العلم بها، وذهب بعضهم إلى أن (عن) في قراءة الجماعة بمعنى الباء.
{النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/230]

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118 - وَقَصْرَ أَنَا مَعْ كَسْرٍ اعْلَمْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): - وقصر أنا مع كسر اعلم ومرد في افـ = ـتحن موهنٌ واقرأ يغشى انصب الولا
(حـ)ـلا يعملوا خاطب (طـ)ـرى حى اظهرن = (فـ)ـتًى (حـ)ـز ويحسب (أ)د وخاطب (فـ)اعتلا
ش- يعني قرأ مرموز (ألف) اعلم وهو أبو جعفر بحذف الألف من
[شرح الدرة المضيئة: 134]
{أنا} وصلًا قولًا واحدًا إذا وقع بعدها همزة مكسورة نحو {إن أنا إلا نذير} [الأعراف: 188] فوافق الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 135]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْ قَالُونَ فِي إِنْ أَنَا إِلَّا عِنْدَ قَوْلِهِ أَنَا أُحْيِي مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنا إلا} [188] ذكر لقالون في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "السوء إن" بإبدال الثانية واوا مكسورة بتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إن أنا إلا" بالمد قالون بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل لا أملك لنفسي}
{السوء إن أنا} [188] قرأ الحرميان وبصري بتسهيل همزة {إ ن} وعنهم أيضًا إ بدالها واوًا خالصة، والباقون بالتحقيق.
وأثبت قالون بخلف عنه ألف {أنا} وصلاً، والباقون بالحذف، وهو الطريق الثاني لقالون، ولا خلاف بينهم في إثباتها وقفًا). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان، وانظر الآية/ 20 من سورة البقرة.
{مَسَّنِيَ السُّوءُ}
- قرأ ابن محيص بتسكين الياء (مسني السوء) وكذا كل ياء اتصلت بألف في جميع القرآن.
{السُّوءُ إِنْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بإبدال الهمزة الثانية واواً مسكورة (السوءون).
- وقرأ هؤلاء القراء أيضاً بتسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.
- وقرأوا أيضاً بتسهيلها بين الهمزة والواو.
- ورد هذا الوجه صاحب النشر، وتبعه صاحب الإتحاف.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- والأولى محققة عند الجميع.
[معجم القراءات: 3/230]
{إِنْ أَنَا إِلَّا}
- إن اختلفوا في إثبات الألف من (أنا) وحذفها إذا أتى بعدها همزة مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، فقرأ المدنيان بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة: (أنا أحيي)، (أنا آتيك).
- واختلف عن قالون عند المكسورة في نحو (إن أنا إلا..) فروى الشذائي عن ابن بويان عن أبي حسان عن أبي نشيط عنه إثبات الألف (إن أنا إلا)
وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران، وهي رواية أبي مروان، وأبي الحسن بن ذؤابة القزاز وأبي عون الحلواني.
- وروى الفرضي من طريق المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان حذفها (إن أن إلا ...).
وكذلك لواها ابن ذؤابة عن أبي حسان وإسماعيل القاضي وأحمد بن صالح والحلواني، وهي قراءة الداني على شيخه أبي الحسن.
قال ابن الجزري:
(والوجهان صحيحان عن قالون نصاً وأداءً، نأخذ بهما من طريق أبي نشيط، ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني).
- وقرأ الباقون بحذف الألف وصلاً وفي الأحوال الثلاثة، ولا خلاف في إثباتها وقفاً.
واختصر صاحب الإتحاف نص النشر ثم قال: (وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلاً ووقفاً، وعليه تحمل قراءة نافع وأبي جعفر، والثانية إثباتها وقفاً فقط).
[معجم القراءات: 3/231]
{نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}
- رقق الراء فيهما الأزرق وورش بخلاف.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/ 185 من هذه السورة، والآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/232]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 04:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة