جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة الأنفال (http://jamharah.net/showthread.php?t=27559)

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:06 AM

القراءات في سورة الأنفال
 
القراءات في سورة الأنفال

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:06 AM

مقدمات القراءات في سورة الأنفال

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْأَنْفَال). [السبعة في القراءات: 303]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر مَا اخْتلفُوا فِيهِ من الْقِرَاءَة في سُورَة الْأَنْفَال). [السبعة في القراءات: 304]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (الأنفال). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة الأنفال). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأنفال). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة الأنفال). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة الأنفال) ). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (الأنفال). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة الأنفال). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة الأنفال). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة الأنفال). [فتح الوصيد: 2/948]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([8] سورة الأنفال). [كنز المعاني: 2/270]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة الأنفال). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/194]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة الأنفال). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الأَعْرَافِ وَالأَنْفَالِ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة الأنفال). [شرح الدرة المضيئة: 136]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ الْأَنْفَالِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة الأنفال). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة الأنفال). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الأنفال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة الأنفال). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة الأنفال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة الأنفال). [غيث النفع: 653]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة الأنفال). [معجم القراءات: 3/257]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [التبصرة: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (قيل: هي أول المدني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (قيل هي أول المدني، واختلف في: وما كان الله ليعذبهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية من أول ما أنزل بها، إلا {وما كان الله ليعذبهم} [33] الآية، ففيها خلاف). [غيث النفع: 653]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي سبعون آية وست في المدني وخمس في الكوفي). [التبصرة: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي سبعون وخمس آيات كوفي، وست حجازي وبصري، وسبع شامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها سبعون وخمس كوفي وست حجازي وبصري وسبع شامي، اختلافها ثلاث: ثم يغلبون بصري وشامي كان مفعولا الأولى غير كوفي وبالمؤمنين غير بصري "شبه الفاصلة" ثمانية: أولئك هم المؤمنون، رجز الشيطان، فوق الأعناق، المسجد الحرام، إلا المتقون، يوم الفرقان، التقى الجمعان، وثاني كان مفعولا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها سبعون وخمسة كوفي، وست حجازي وبصري، وسبع شامي، جلالاتها تسع وثمانون). [غيث النفع: 653]

ياءات الإضافة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
في هَذِه السُّورَة سِتّ ياءات إِضَافَة اثْنَتَانِ مِنْهُنَّ مُخْتَلف فيهمَا وهما قَوْله {إني أرى مَا لا ترَوْنَ} و{إِنِّي أَخَاف الله} 48 فتحهما نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وأسكنهما الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات (إني أرى) [48]، و(إني أخاف) [48]: بالفتح حجازي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/724]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وفيها ياءان من ياءات الإضافة: قوله عز وجل: (إني أرى ما لا ترون) (إني أخاف الله) فتحهما الحرميان وأبو عمرو). [التبصرة: 225]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها ياءان:
{إني أرى}، و: {إني أخاف} (48): فتحهما الحرميان، وأبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 301]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(فيها ياءان: (إنّي أرى) و(إنّي أخاف) فتحهما الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو والله أعلم). [تحبير التيسير: 387]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (فيها ياءان: {إِنِّي أَرَى} [48]، و{إِنِّي أَخَافُ} [48] فتحهما الحرميان وأبو عمرو). [الإقناع: 2/656]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (724- .... .... .... .... = .... وَمَعًا إِنِّي بِيَاءَيْنِ أَقْبَلا). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (([724] ولا يتهم بالكسر (فـ)ز وبكهفه = (شـ)فا ومعًا إني بياءين أقبلا
...
و(أقبلا)، يجوز أن يتحمل ضمير الإثنين وضمير الواحد). [فتح الوصيد: 2/957]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([724] ولايتهم بالكسر فز وبكهفه = شفا ومعًا إني بيائين أقبلا
ح: (ولايتهم): مفعول (فز)، أي: فز بولايتهم، (بكهفه): عطف على (الكسر)، والباء بمعنى (في)، والضمير للقرآن، و(شفا): خبر مبتدأ محذوف، أي: الولاية في الكهف شفاءٌ، (إني): مبتدأ، (معًا): تأكيده معنًى، (بيائين): حال، (أقبلا): خبر، والألف للإطلاق أو (بيائين): خبر، (أقبلا): صفتها، والألف للتثنية.
ص: يعني: قرأ حمزة: (ما لكم من وِلايتهم من شيءٍ) [72] بكسر الواو، وهو والكسائي في الكهف: (هنالك الوِلاية لله الحق) [44] بالكسر أيضًا، والباقون: بالفتح فيهما، لغتان، كالدَّلالة والدِّلالة.
وياء الإضافة فيها اثنان: {إني أرى ما لا ترون} [48]، {إني أخاف الله} [48]). [كنز المعاني: 2/281] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وإني بياءين؛ أي: في موضعين وهما: "إِنِّيَ أَرَى مَا لا تَرَوْنَ"، "إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ"، فتحها الحرميان وأبو عمرو، وقوله: معا؛ تأكيد، وكذا أقبلا والألف في آخره ضمير الياءين أي: إني ملتبس بياءين أقبلا معا، وإن كان أقبل: خبر إني والتقدير إني أقبل بياءين معا فالألف للإطلاق). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/205]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (724 - .... .... .... .... .... = .... ومعا إنّي بياءين أقبلا
....
وفي السورة ياءان من ياءات الإضافة: إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ، إِنِّي أَخافُ اللَّهَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 281]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ يَاءَانِ) إِنِّي أَرَى، إِنِّي أَخَافُ فَتَحَهَمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَلَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مِنَ الزَّوَائِدِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ثنتان:
{إني أرى} [48]، {إني أخاف} [48] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 533]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: سورة الأنفال] من ياءات الإضافة ياءان: إني أرى [48]، [و] إني أخاف [48]، فتحهما المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/356]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
"إني أرى" [الآية: 48] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 48] وليس فيها زائدة للجماعة ومر زيادة في "لا يُعْجِزُون" لابن محيصن بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/85]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة اثنتان: {إني أرى} [46] و{إني أخاف} [48] ). [غيث النفع: 662]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة اثنتان:
{إني أرى} [48]، {إني أخاف} [48] فتحها أبو جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 139]

الياءات الزوائد:
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولا زوائد فيها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/356]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وليس فيها من الزوائد شيء). [غيث النفع: 662]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وليس فيهاشيء من الزوائد). [شرح الدرة المضيئة: 139]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء محذوفة). [التبصرة: 225]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
الأنفال
(قل الأنفال لله) (1) (لكارهون) (5) يميل الكاف لكسرة الراء، وإن كان رفعاً فإذا كان خفضاً أماله إمالة مشبعة (خير الماكرين) (30) قليلاً، (على القتال) (65) قليلاً حيث كان (وأولوا الأرحام) (75) قليلاً). [الغاية في القراءات العشر: 465]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{زادتهم} [2] و{جاءكم} [19] لحمزة وابن ذكوان، بخلف له في الأول.
{إحدى} [7] لدى الوقف و{بشرى} [10] لهم وبصري.
{الكافرين} [7 18] معًا و{للكافرين} [14] و{النار} لهما ودوري.
{ومأواه} [16] لهم.
{رمى} [17] لهم وشبعة). [غيث النفع: 655]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {خآصة} [25] لعلي إن وقف، بخلف عنه، والفتح مقدم.
و{فآواكم} ب26] و{تتلى} [31] و{مولاكم} [40] و{الممولى} لهم). [غيث النفع: 657]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{القربى} [41] و{الدنيا} [42] و{القصوى} و{أراكهم} [43] و{أرى} [48] و{ترى} [50] لهم وبصري.
[غيث النفع: 659]
وخالف ورش أصله في {أراكهم} فقرأه بالوجهين، الفتح والتقليل، ولم يقرأ بوجهين من ذوات الراء إلا هذا.
{اليتامى} [41] و{التقى} و{يتوفى} [50] إن وقف عليهما، و{ويحيى} [42] لهم.
{ديارهم} [47] لهما ودوري.
{الناس} [47 48] معًا لدوري). [غيث النفع: 660]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أسرى} [67] و{الدنيا} و{الأسرى} [70] لهم وبصري.
{الأخرة} لعلي إن وقف {أولى} [75] لهم، ولا إمالة في {خانوا} [71] ). [غيث النفع: 662]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ تستغيثون} [9] و{فقد جآءكم} [19] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{الأنفال لله} [1] {الشوكة تكون} [7] ). [غيث النفع: 655]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم {ويغفر لكم} [29] و{يغفر لهم} [38] لبصري بخلف عن الدوري.
{قد سمعنا} [31] و{قد سلف} [38] لبصري وهشام والأخوين.
{مضت سنت} لبصري والأخوين.
(ك)
{ورزقكم} [26] {العذاب بما} [35] ). [غيث النفع: 657]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وإذ زين} [48] لبصري وهشام وخلاد وعلي.
و {إذ تتوفى} لهشام، ومن بقى ممن أصله في مثله الإدغام قرأ بالياء.
(ك)
{منامك قليلا} [43] {زين لهم} [48] {وقال لا غالب} {اليوم من} {الفئتان نكص} ). [غيث النفع: 660]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{أخذتم} [68] لنافع وبصري، وشامي وشعبة والأخوين، {ويغفر لكم} [70] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{إنه هو} [61] {الله هو} [62] ولا تسكن ميم {الأرحام} [75] لأجل باء {بعضهم} لقوله: على إثر تحريك). [غيث النفع: 662]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: أحد عشر، إن لم نعد {حي} [42] واثنا عشر إن عددناها، ومن الصغير: أحد عشر). [غيث النفع: 662]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:08 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) }

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
عن ابن محيصن بخلف عنه "علنفال" بإدغام النون في اللام كما مر في البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}
{يَسْأَلُونَكَ}
- قراءة حمزة في الوقف (يسلونك)، بنقل حركة الهمزة إلى السين، ثم حذف الهمزة.
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}
- قرأ سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وعلي بن الحسين، وولداه: زيد ومحمد الباقر، وولده: جعفر الصادق، وعكرمة وعطاء والضحاك وطلحة بن مصرف وأبي بن كعب وأبو العالية (يسألونك الانفال)، بإسقاط حرف الجر (عن).
قال أبو حيان: (وينبغي أن تحمل قراءة من قرأ بإسقاط (عن) على إرادتها؛ لأن حذف الحرف وهو مراد معنى أسهل من زيادته لغير معنى غير التوكيد).
{عَنِ الْأَنْفَالِ}
- قرأ ابن محيصن بخلاف عنه (علنفال)، نقل حركة الهمزة إلى لام التعريف، ثم حذف الهمزة، واعتد بالحركة العارضة، ثم
[معجم القراءات: 3/257]
أدغم في اللام.
{الْأَنْفَالُ لِلَّهِ}
- عن أبي عمرو يعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
{وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}
- وقف كل العلماء على (ذات) بالتاء إلا أبا حاتم فإنه أجاز الوقف بالهاء (ذاه).
قال قطرب:
(الوقف على (ذات) بالهاء حيث وقعت؛ لأنها تاء تأنيث).
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدمت قراءة (مومنين) من غير همز، على إبدالها واواً، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/258]

قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "عليهم" حمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "زادتهم" هشام وابن ذكوان بخلف عنهما وحمزة والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}
{الْمُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة (المومنون) بإبدال الهمزة واواً، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{ذُكِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَجِلَتْ}
- قرأ يحيى وأبو واقد وإبراهيم (وجلت) بفتح الجيم، وهي لغة.
- وقرأ ابن مسعود (فرقت).
- وقرأ أبي بن كعب 0فزعت).
[معجم القراءات: 3/258]
قال أبو حيان: (وينبغي أن تحمل هاتان القراءاتان على التفسير).
- وقراءة الجماعة (وجلت) بكسر الجيم.
- وقرئ (وجلت) بضم الجيم مثل ضعف، والأشبه أن يكون لغة، وعزيت إلى يحيى وإبراهيم.
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي والسنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمجاورة الياء (عليهم).
وتقدم مثل هذا في الآية/ 7 من سورة الفاتحة في الجزء الأول.
{زَادَتْهُمْ}
- أماله حمزة، وهشام وابن ذكوان بخلاف عنهما.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/259]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
{الصَّلَاةَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/259]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} {الْمُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة بواو من غير همز (المومنون)، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{مَغْفِرَةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/259]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:25 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (5) إلى الآية (8) ]

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}

قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت الإحالة على موضع سورة البقرة الآية/ 223). [معجم القراءات: 3/260]

قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}
{بَعْدَمَا تَبَيَّنَ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (بعدما بين) بضم الباء، من غير تاء، على البناء للمفعول.
- وقراءة الجماعة (بعدما تبين) بالتاء في أوله، وهو مبني للفاعل.
-وقرأ ابن مسعود (تبين) بضم التاء على ما لم يسم فاعله). [معجم القراءات: 3/260]

قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يعدكم الله إحدى" بوصل الهمزة، وكذا فجاءته إحديهما، وما جاء منه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/76]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}
{يَعِدُكُمُ}
- قرأ مسلمة بن محارب (يعدكم) بسكون الدال تخفيفاً. وتخريجه على أنه جاء بسبب توالي الحركات وثقل الضمة.
- وقراءة الجماعة (يعدكم) بضم الدال.
{اللَّهُ إِحْدَى}
- قراءة الجماعة (... إحدى) بقطع الألف.
- وقرأ ابن محيصن (... الله احدى) بإسقاط الهمزة ووصل ضمة الهاء بالحاء.
قال ابن جني:
(هذا حذف على غير قياس، ومثله قراءة ابن كثير (إنها لحدى
[معجم القراءات: 3/260]
الكبر) ...، وهو ضعيف القياس، والشعر أولى به من القرآن).
{إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ}
- ونقل عن ابن محيصن أنه قرأ (أحد الطائفتين) على التذكر؛ لأن تأنيث الطائفة مجاز.
{إِحْدَى}
- وأمال (إحدى) في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش وأبي عمرو الفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَنَّهَا لَكُمْ}
- قراءة الجماعة (أنها) بفتح الهمزة مفعول (يعدكم).
- وقرأ عيسى بن عمر (إنها) بكسر الهمزة، على حمل (يعد) على (يقول).
{أَنَّ غَيْرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{الشَّوْكَةِ تَكُونُ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام التاء في التاء (الشوكة تكون).
{بِكَلِمَاتِهِ}
- قرأ مسلمة بن محارب، وشيبة وأبو جعفر ونافع (بخلاف عن الثلاثة) (بكلمته) على التوحيد، وأطلق المفرد وأريد به الجمع للعلم به.
- وقراءة الجماعة على الجمع (بكلماته).
{دَابِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 3/261]
{الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه انظر الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/262]

قوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:28 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (9) إلى الآية (14) ]

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}

قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في فتح الدَّال وَكسرهَا من قَوْله {مُردفِينَ} 9
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {مُردفِينَ} بِفَتْح الدَّال
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مُردفِينَ} بِكَسْر الدَّال
وروى الْمُعَلَّى بن مَنْصُور عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مُردفِينَ} بِفَتْح الدَّال
وأخبرني الْجمال عَن أَحْمد بن يزِيد عَن القواس بأسناده عَن ابْن كثير {مُردفِينَ} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 304]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مردفين} بفتح الدال، مدني، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مردفين) [9]: بفتح الدال مدني، بصري غير أبي عمرو، وأبو عبيد، وقنبل طريق الواسطي، أبو بشر). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (مردفين) بفتح الدال، وكسرها الباقون). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع: {مردفين} (9): بفتح الدال.
وكذا حكى لي محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل.
قال: وهو وهم.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب: (مردفين) بفتح الدّال وكذا حكى لي محمّد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل بالفتح. قال: وهو وهم. والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" آلاف من الملائكة " على الجمع الْمُعَلَّى عن أبي بكر، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله في آل عمران: (بِثَلَاثَةِ آلَافٍ)، و(بِخَمْسَةِ آلَافٍ)، الباقون بألف على التوحيد، (مُرْدِفِينَ) بفتح الدال قُنْبُل طريق أبي عون، وعند العراقي ابن مجاهد كأبي عون، ومدني، وأبو عبيد، وابن مسلم، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو ألا يونس، وأبي السَّمَّال، وابن مقسم مشدد صهر الأمير عن قُنْبُل ومطرف عنه، وابن أبي عبلة، والْمُعَلَّى، والأزرق عن أبي بكر عنه، الباقون بكسر الدال خفيف، وهو الاختيار لقوله: (مِنَ الْمَلَائِكَةِ)، (وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {مُرْدِفِينَ} بفتح الدال: نافع.
وكذلك قال غير واحد عن قنبل). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (714 - وَفِي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ = وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([714] وفي مردفين الدال يفتح (نافعٌ) = وعن (قنبل) يروى وليس معولا
{مردفين} بفتح الدال، لأن الله تعالى أردف بعضهم ببعضٍ، فـ(مردفين)، مخفوض على النعت لـ {ألفٍ من الملائكة}.
ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في: {ممدكم}، فيكون المؤمنون هم المردفين، أردفهم الله بالملائكة.
وبكسر الدال، أن جعلناه نعتًا للملائكة، فهم مردفون بمعنى مردفون غيرهم خلفهم؛ يدل عليهم ما في آل عمران.
أو مردفين: جائين بعدكم لنصركم؛ أو يأتون فرقة بعد أخرى.
يقال: ردفه وأردفه بمعنى؛ قال الشاعر:
إذا الجوزاء أردفت الثريا = ظننت بآل فاطمة الظنونا
ويجوز أن يكون مردفين بالكسر حالًا من المؤمنين، كما سبق في الفتح.
[فتح الوصيد: 2/948]
قال أبو عبيد رحمه الله: «فسرها أبو عمرو: أردف بعضهم بعضًا»؛ يعني الكسر.
قال أبو عبيد: «وإنما الإرداف، أن يحمل صاحبه خلفه، ولم نسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدر. وإن تأول متأول ذلك بمعنى رادفين، لم أحبه أيضًا، لأن القرآن لم ينزل بهذه اللغة؛ قال تعالى: {تتبعها الرادفة}، ولم يقل المردفة، و{ردف لكم}، ولم يقل أردف».
واختار الفتح وقال: «تأويله: إن الله تعالى أردف المسلمين بهم».
قال: «وكان مجاهد يفسر هذا؛ ممدين، وهو تحقيق هذا المعنى».
(وعن قنبل يروی)، قال أبو عمرو: «نا محمد بن أحمد نا ابن مجاهد قال: قرأت على قتبل بفتح الدال».
قال: «وهو وهم» ). [فتح الوصيد: 2/949]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([714] وفي مردفين الدال يفتح نافعٌ = وعن قنبلٍ يروى وليس معولا
ح: (الدال): مفعول (يفتح)، (نافعٌ): فاعله، (في مردفين) ظرفه، فاعل (يروى): ضمير الفتح المدلول عليه في (يفتح)، اسم (ليس): ضمير يرجع إلى مصدر (يُروى)، (معولًا): خبره، أي: معولًا عليه، حذف حرف الجر، فاستتر الضمير في (معولا)، كما في {وذلك يومٌ مشهودٌ} [هود: 103]، أي: مشهود فيه.
ص: يعني: يفتح نافع الدال في: {بألفٍ من الملائكة مردفين} [9]، أي: أردفهم الله بعدهم بغيرهم، فهم مردفون، والباقون: بكسر الدال على معنى: جائين بعدكم، وقيل: مردفين خلفهم ملائكةً آخرين.
ثم قال: يُروى فتح الدال عن قنبل أيضًا، لكن هذا النقل ليس بمعولٍ عليه، لأن المشهور الصحيح عنه الكسر). [كنز المعاني: 2/270]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (714- وَفِي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ،.. وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلا
أي: وليس معولا عليه قال صاحب التيسير: قرأ نافع "مردفين" بفتح الدال وكذلك حكى لي محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل قال: وهو واهم.
قلت: والقائل بأنه وهم هو ابن مجاهد؛ فإنه قال في كتاب السبعة له من رواية ابن بدهن: قرأت على قنبل "مردَفين" بفتح الدال مثل نافع وهو وهم: حدثني الجمال أحمد بن يزيد عن القواس عن أصحابه مردفين بكسر الدال.
قلت: والقواس هو شيخ قنبل، وكان قنبل سنة قرأ عليه ابن مجاهد قد اختلط على ما بيناه عند اسمه في الخطبة في الشرح الكبير، واختار أبو عبيد قراءة الفتح قال: وتأويله: أن الله تعالى أردف المسلمين بهم قال: وكان مجاهد يفسرها ممدين وهو تحقيق هذا المعنى قال وفسرها أبو عمرو "على قراءة الكسر" أردف بعضهم بعضا قال أبو عبيدة: فالإرداف: أن يحمل الرجل صاحبه خلفه ولم يسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدر، فإن تأول بعضهم مردفين بمعنى رادفين: لم أحبه أيضا؛ لأن القرآن لم ينزل بهذه اللغة؛ ألا تسمع قوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، ولم يقل المردفة، وكذلك قوله تعالى: {رَدِفَ لَكُمْ}، لم يقل: أردف لكم، وقال الفراء: مردفين: متابعين، يردف بعضهم بعضا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/194]
ومردفين فعل بهم، قال الزجاج: يقال: أردفت الرجل إذا جئت بعده، فمعنى مردفين: يأتون فرقة بعد فرقة، قال أبو علي: من قال: "مردفين" احتمل وجهين؛ أحدهما: أن يكونوا مردفين مثلهم تقول: أردفت زيدا فيكون المفعول محذوفا في الآية، والآخر: أن يكونوا جاءوا بعدهم، قال أبو الحسن: تقول العرب: بنو فلان مردفوننا؛ أي: يجيئون بعدنا، قال أبو عبيدة: مردفين: جاءوا بعد، وردفني وأردفني واحد فمردفين صفة للألف الذين هم الملائكة ومردفين على أردفوا الناس؛ أي: أنزلوا بعدهم، فيجوز على هذا أن يكون حالا من الضمير المنصوب في ممدكم مردفين بألف من الملائكة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/195]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (714 - وفي مردفين الدّال يفتح نافع = وعن قنبل يروى وليس معوّلا
قرأ نافع: مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ بفتح الدال، ولقنبل فيه وجهان: الأول: الفتح كنافع، والثاني: الكسر كبقية القراء، ولكن الوجه الأول لم يعتمد عليه ولم يصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار لقنبل على وجه الكسر كالجماعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118- .... .... .... وَمُرْدِفِي افْـ = ـتَحَنْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(قال: ومردفي افتحن موهن واقرأ يغشي انصب الولا حلا، أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {مردفين} [9] بفتح الدال اسم مفعول كأبي جعفر، وخلف بكسرها اسم فاعل، علم من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 136]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُرْدِفِينَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الدَّالِ وَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ لِأَنَّهُ نَصَّ فِي كِتَابِهِ عَلَى أَنَّهُ قَرَأَ بِهِ عَلَى قُنْبُلٍ قَالَ: وَهُوَ وَهْمٌ، وَكَانَ يَقْرَأُ لَهُ وَيُقْرِئُ بِكَسْرِ الدَّالِ. قَالَ الدَّانِيُّ: وَكَذَلِكَ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَطَرِيقِ غَيْرِهِ عَنْ قُنْبُلٍ، وَعَلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْأَدَاءِ
[النشر في القراءات العشر: 2/275]
(قُلْتُ): وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {مردفين} [9] بفتح الدال، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (656 - ومردفي افتح داله مدًا ظمي = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
أي وقرأ «من الملائكة مردفين» بفتح الدال نافع وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، وظاء (ظما) يعقوب: بألف من الملائكة مردفين [الأنفال: 9] بفتح الدال على أنه اسم مفعول من «أردف» مسند إلى ضمير ألف؛ فهو جر نعتهم، أو إلى ضمير المؤمنين؛ فنصب حال ضمير ممدّكم.
والباقون بكسر الدال على أنه اسم فاعل مسند إلى أحدهما، أي: مردفين مثلهم، يقال: أردف بعضهم بعضا، [و] أردفه خلفه.
قال المصنف: وما روى عن ابن مجاهد عن قنبل من الفتح: فليس بصحيح عن ابن مجاهد؛ لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به عن قنبل قال: وهو وهم، وكان يقرأ له ويقرئ بكسر الدال.
قال الداني: وكذلك قرأت من طريقه، وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وقرأ [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم النعاس [الأنفال: 11] بالرفع، والباقون بالنصب، ثم قال: (يغشى فاضمم) واكسر لباق، يعنى: أن غير حبر قرءوا يغشى بضم الياء وكسر الشين، فحبر قرأ بفتحها.
وإلى التكميل أشار بقوله:
ص:
واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ تستغيثون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مردفين" [الآية: 9] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بفتح الدال اسم مفعول أي: مردفين بغيرهم، والباقون بالكسر اسم فاعل أي: مردفين مثلهم، وما روي عن قنبل من طريق ابن مجاهد أنه يقرأ كنافع، فليس بصحيح عن ابن مجاهد كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مردفين} قرأ نافع بفتح الدال، والباقون بالكسر، وقنبل منهم، ومن جعله كنافع فقد وهم). [غيث النفع: 653]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان بإظهار الذال.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلاد والحسن واليزيدي وابن محيصن وبإدغام الذال في التاء، وصورتها: (إتستغيثون)، واستحسن هذا أبو حاتم.
{فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي}
- قراءة الجماعة (... أني) بفتح الهمزة على تقدير الباء، أي: فاستجاب لكم بأني ...
- وقرأ عيسى بن عمر واللؤلؤي وخارجة والهمداني كلهم عن أبي عمرو (... إني) بكسر الهمزة على إضمار القول على مذهب البصريين، أو على الحكاية باستجاب، لإجرائه مجرى القول عند الكوفيين.
{بِأَلْفٍ}
- قراءة الجمهور (بألفٍ) على التوحيد.
[معجم القراءات: 3/262]
- وقرأ جعفر بن محمد وعاصم الجحدؤي (بآلفٍ) جمع (ألف) وهو مثل: فلس وأفلس.
قالوا: وهو معنى قوله: (بثلاثة آلاف) وقوله (بخمسة آلاف) في سورة آل عمران.
- وقرأ عاصم الجحدري والسدي (بالآلف).
- وقرئ (بألف) مثل صبر.
- وقرأ الضحاك وأبو رجاء والسدي وجعفر بن محمد (بآلاف من الملائكة)، على الجمع.
قال الزمخشري: (ليوافق ما في سورة آل عمران).
- وقرأ أبو العالية وأبو المتوكل والجحدري (بألوفٍ) على الجمع.
- وقرأ الجحدري وأبو الجوزاء وأبو عمران (بيلفٍ) بياء مفتوحة وسكون اللام من غير ألف ولا واو.
{مُرْدِفِينَ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر
[معجم القراءات: 3/263]
والأعمش والحسن ومجاهد والقواس، وقنبل بخلاف عنه (مردفين) بكسر الدال، أي متابعاً بعضهم بعضاً، من أردف، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ نافع، والمعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر وأبو عون عن قنبل، ويعقوب وابن مجاهد وشيبة وسهل (مردفين) بفتح الدال، أي: مردفين من غيرهم.
قال النشار: (وقنبل بالفتح والكسر).
واقل ابن الجزري:
(وما روي عن ابن مجاهد عن قنبل في ذلك فليس بصحيح عن ابن مجاهد، لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به على قنبل، وقال: وهو وهم، وكان يقرأ له، ويقرئ بكسر الدال).
وقال الداني: (وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن قنبل [أي بالكسر]، وعلى ذلك أهل الأداء.
قلت [أي ابن الجزري]: وبذلك قرأ الباقون).
[معجم القراءات: 3/264]
- وقرأ رجل من أهل مكة فيما روى عنه الخليل بن أحمد (مردفين) بفتح الراء، وكسر الدال مشددة، وأصله: مرتدفين.
قال ابن جني:
(أصله مرتدفين من الردف، فآثر إدغام التام في الدال، فأسكنها وأدغمها في الدال، فلما التقى ساكنان وهما: الراء والدال حرك الراء لالتقاء الساكنين ...).
وقال الرازي:
(وقد يجوز فتح الراء فراراً إلى أخف الحركات، أو لنقل حركة التاء إلى الراء عند الإدغام، ولا يعرف له أثر).
- وحكي عن الخليل وهارون أن ناساً من أهل مكة يقرأون، [وذكر ابن خالويه أنها رواية الخليل عن ابن كثير]: (مردفين).
قال سيبويه: (فمن قال هذا فإنه يريد: (مرتدفين)، وإنما أتبعوا الضمة الضمة حيث حركوا).
وقال الزبيدي:
(قال الخليل سمعت رجلاً بمكة يزعم أنه من القراء وهو يقرأ ...).
واق ابن جني: (... فآثر إدغام التاء في الدال، فلما التقى ساكنان
[معجم القراءات: 3/265]
وهما الراء والدال حركت لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها اتباعاً لضمة الميم ...).
وقال ابن الأنباري:
(ومن قرأ: مردفين بضم الراء مع تشديد الدال والكسر فإن أصله أيضاً مرتدفين، فحذف فتحة التاء وأبدل منها دالاً، وأدغم الدال في الدال، فبقيت الدال الأولى ساكنة والراء قبلها ساكنة، فحركت الراء لالتقاء الساكنين، وضمت الراء إتباعاً لضمة الميم ...).
-وقرئ أيضاً (مردفين) بكسر الراء إتباعاً لحركة الدال، أو حركت بالكسر على أصل التقاء الساكنين، وأصله: مرتدفين.
قال ابن جني:
(فلما التقى ساكنان وهما الراء والدال حرك الراء لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها إتباعاً لضمة الميم، وأخرى كسرها إتباعاً لكسرة الدال).
وكسر الراء عند ابن الأنباري في مثل هذه الحالة وجه في القياس. وذكر العكبري أنه فقرئ (مردفين) على إتباع الميم الراء.
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: (ويحسن ... مع هذه القراءة [كسر الراء] كسر الميم، ولا أحفظه قراءة).
[معجم القراءات: 3/266]
وذهب الشهاب الخفاجي إلى أنه جائز في العربية وليس بقراءة.
- وذكر الفيروزآبادي أن الجحدري قرأ (مردفين) بسكون الراء وتشديد الدال، جمعاً بين الساكنين.
- وقرأ معاذ القارئ وأبو المتوكل الناجي وأبو مجلز (مردفين) بفتح الراء والدال مع التشديد.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو عمران (مردفين) برفع الراء وكسر الدال والتخفيف.
قال العكبري: (والأشبه أن يكون أراد التشديد، فحذف إحدى الدالين تخفيفاً) ). [معجم القراءات: 3/267]

قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}
{بُشْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة الكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَلِتَطْمَئِنَّ}
- وقرأ الحنبلي عن هبة الله (لتطمئن) بتسهيل الهمزة.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 126 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/267]

قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِذْ يغشيكم النعاس} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {إِذْ يغشيكم النعاس} بِفَتْح الْيَاء وَجزم الْغَيْن وَفتح الشين وَالْألف بعْدهَا و{النعاس} رفع
وَقَرَأَ نَافِع {إِذْ يغشيكم النعاس} بِضَم الْيَاء وَجزم الْغَيْن وَكسر الشين و{النعاس} نصب
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يغشيكم} بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن مُشَدّدَة الشين مَكْسُورَة {النعاس} نصب). [السبعة في القراءات: 304]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إذ يغشاكم} بفتح الياء، خفيف {النعاس} رفع مكي، وأبو عمرو {إذ
[الغاية في القراءات العشر: 263]
يغشيكم) بضم الياء وسكون الغين وكسر الشين (خفيف) مدني). [الغاية في القراءات العشر: 264]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يغشيكم) [11]: خفيف: مدني، وأبو بشر. بألف وفتح الياء والشين، (النعاس): رفع: مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يغشكم) بفتح الياء وألف بعد الشين، وقرأ نافع بضم الياء وياء بعد الشين، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم شددوا الشين، وكلهم نصبوا (النعاس) إلا أبا عمرو وابن كثير فإنهما رفعاه). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {إذ يغشاكم} (11): بفتح الياء والشين وألف بعدها. {النعاس}: برفع السين.
ونافع: {يغشيكم}: بضم الياء، وكسر الشين مخففًا.
{النعاس}: بالنصب.
والباقون: كذلك، إلا أنهم فتحوا الغين، وشددوا الشين). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (إذ يغشاكم) بفتح الياء والشين وألف بعدها (النعاس) برفع السّين ونافع وأبو جعفر {يغشيكم} بضم الياء وكسر الشين مخففا (النعاس) بالنّصب، والباقون كذلك إلّا أنهم فتحوا الغين وشددوا الشين). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيُذْهِبَ) جزم الحلواني عن اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والحسين طريق الْيَزِيدِيّ، الباقون نصبها وهو الاختيار لقوله: (لِيُطَهِّرَكُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {يُغَشِّيكُمُ} خفيف. {النُّعَاسَ} نصب: نافع.
بألف وفتح الياء والشين "النُّعَاسُ" رفع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (715 - وَيُغْشِي سَمَا خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا = وَفِي الْكَسْرِ حَقًّا وَالنُّعَاسَ ارْفَعُوا وِلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([715] ويغشي (سما) خفًا وفي ضمه افتحوا = وفي الكسر (حقـً)ا والنعاس ارفعوا ولا
[فتح الوصيد: 2/949]
ويُغْشيكم ويُغَشيكم بمعنى واحد، وهو مسند إلى الله سبحانه.
و(ولاء): متابعة). [فتح الوصيد: 2/950]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([715] ويغشي سما خفًا وفي ضمه افتحوا = وفي الكسر حقًا والنعاس ارفعوا ولا
ح: (يغشى سما): مبتدأ وخبر، (خفا): تمييز، أي: ارتفع تخفيفه، (في الكسر): عطف على (وفي ضمه)، أي: افتحوا في كسره، (حقًا): مفعول مطلق، أي: حق حقًا، (ارفعوا): عطف على (افتحوا)، (النعاس): مفعوله، (ولا): حال، أي: ذوي ولاء، أي: متابعة.
ص: يعني قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (يغشيكم النعاس) [11] بالتخفيف، لكن أبا عمرو وابن كثير فتحا ضم الياء وكسر الشين، ورفعا {النعاس} على الفاعلية.
فحصل لابن كثير وأبي عمرو: {يغشاكم النعاس} بفتح الياء والشين مع التخفيف، ورفع {النعاس}، ولنافع: {يغشيكم} بضم الياء وكسر الشين ونصب {النعاس}، وكذا للباقين، لكن نافعًا خفف من (أغشى يُغشي)، والباقون: شددوا من (غشى يُغشي) ). [كنز المعاني: 2/271]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (715- وَيُغْشِي "سَمَا" خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا،.. وَفِي الكَسْرِ "حَقًّـ"ـا وَالنُّعَاسَ ارْفَعُوا وِلا
خفا: تمييز أو حال؛ أي: ارتفع تخفيفه أو ارتفع خفيفا؛ أي: ذا خف يعني: تخفيف الشين مع سكون الغين والباقون بفتح الغين وتشديد الشين وهما لغتان سبق ذكرهما في الأعراف، وزاد ابن كثير وأبو عمرو على تخفيف الشين: فتحها وفتح الياء الأولى وانقلبت الياء الأخيرة ألفا لانفتاح ما قبلها فقرءا مما يغشاكم مضارع غشى كعمى يعمى فهذا معنى قوله: وفي ضمه افتحوا؛ يعني: ضم الباء وفي الكسر يعني: الشين فتحوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/195]
أيضا فتحا حقا والتقدير حق ذلك حقا ولزم من قراءتهما يغشى أن يرتفع النعاس على الفاعلية وأن ينتصب في قراءة غيرهما على المفعولية؛ ليتعدى الفعل إليه بالزيادة على غشى همزة أو تضعيفا فهذا معنى قوله: والنعاس ارفعوا؛ أي: لمدلول حقا ولا بالكسر؛ أي: ذوى ولاء؛ أي: متابعة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/196]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (715 - ويغشى سما خفّا وفي ضمّه افتحوا = وفي السّرّ حقّا والنّعاس ارفعوا ولا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بتخفيف الشين ويلزمه سكون الغين
فتكون قراءة الباقين بتشديد الشين ويلزمه فتح الغين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم الياء وفتح كسر الشين وألف بعدها ورفع سين النُّعاسَ فتكون قراءة الباقين بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها فيتحصل أن نافعا يقرأ يُغَشِّيكُمُ بضم الياء وسكون الغين وتخفيف الشين وكسرها وياء بعدها ونصب سين النعاس وأن ابن كثير وأبا عمرو يقرءان بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين مخففة وألف بعدها ورفع النعاس وأن الباقين يقرءون بضم الياء وفتح الغين وتشديد الشين وكسرها وياء
بعدها ونصب النعاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118- .... .... .... .... .... = .... مُوْهِنٌ وَاقْرَأْ يُغَشِّي انْصِبِ الْوِلَا
119 - حَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقرأ أيضًا {موهن كيد الكافرين} [18] بإسكان الواو وتخفيف الهاء مع التنوين ونصب {كيد}، وقرأ أيضًا {إذ يغشيكم} [18] بتشديد الشين ونصب {النعاس}، وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بتخفيف الشين ونصب {النعاس} وأشار بقوله أنصب الولا نصب كيد الذي يلي موهن، ونعاس الذي يلي يغشيكم). [شرح الدرة المضيئة: 136] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالشِّينِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا لَفْظًا (النُّعَاسُ) بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الشِّينِ، وَيَاءٍ بَعْدَهَا النُّعَاسَ بِالنَّصْبِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا الْعَيْنَ وَشَدَّدُوا الشِّينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يغشيكم} [11] بفتح الياء والشين وألف بعدها، {النعاس} [11] بفتح الياء والشين وألف بعدها، {النعاس} [11] بالرفع، والمدنيان بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها، ونصب {النعاس}، وكذا الباقون، إلا أنهم فتحوا الغين وشددوا الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (656- .... .... .... .... .... = رفع النّعاس حبر يغشى فاضمم
657 - واكسر لباقٍ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (رفع النعاس) يعني قوله تعالى: «إذ يغشاكم النّعاس أمنة منه» قرأه ابن كثير وأبو عمرو يغشاكم بفتح الياء والشين والنعاس بالرفع، وهذا خرج من ضد قوله: فاضمم واكسر لباق: أي لغير حبر، فيبقى مدلول حبر بضد الضم في الياء وهو فتحها وبضد الكسر في الشين وهو الفتح، وإذ انفتحت الشين
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
انقلبت الياء ألفا ضرورة، والباقون الذين هم غير مدلول حبر بنصب النعاس وبضم الياء وكسر الشين، وإذا انكسرت الشين انقلبت الألف ياء فتصير يغشيكم، وشدد الشين منهم يعقوب والكوفيون وابن عامر، وهذا معنى قوله: واشدد مع موهن الخ كما سيأتي في البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، وظاء (ظما) يعقوب: بألف من الملائكة مردفين [الأنفال: 9] بفتح الدال على أنه اسم مفعول من «أردف» مسند إلى ضمير ألف؛ فهو جر نعتهم، أو إلى ضمير المؤمنين؛ فنصب حال ضمير ممدّكم.
والباقون بكسر الدال على أنه اسم فاعل مسند إلى أحدهما، أي: مردفين مثلهم، يقال: أردف بعضهم بعضا، [و] أردفه خلفه.
قال المصنف: وما روى عن ابن مجاهد عن قنبل من الفتح: فليس بصحيح عن ابن مجاهد؛ لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به عن قنبل قال: وهو وهم، وكان يقرأ له ويقرئ بكسر الدال.
قال الداني: وكذلك قرأت من طريقه، وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وقرأ [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم النعاس [الأنفال: 11] بالرفع، والباقون بالنصب، ثم قال: (يغشى فاضمم) واكسر لباق، يعنى: أن غير حبر قرءوا يغشى بضم الياء وكسر الشين، فحبر قرأ بفتحها.
وإلى التكميل أشار بقوله:
ص:
واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُغَشِّيكُم النُّعَاسَ" [الآية: 11] فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين وألف بعدها لفظا "النعاس" بالرفع على الفاعلية من غشى يغشى وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ نافع وأبو جعفر بضم الياء وسكون الغين، وبياء بعدها من أغشى النعاس بالنصب مفعول به، وفاعله ضمير الباري تعالى، وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وفتح الغين وكسر الشين مشددة، وبياء بعدها ونصب النعاس من غشى بالتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تسكين ميم "أَمْنَةً" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وينزِل" [الآية: 11] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يغشيكم النعاس} [11] قرأ المكي والبصري {يغشاكم} بفتح الياء والشين، وألف بعدها، لفظًا لا خطا، إذ لم تختلف المصاحف كما قال في التنزيل: (أنها مرسومة بالياء بين الشين والكاف) و{النعاس} بالرفع.
ونافع بضم الياء، وكسر الشين، وبعدها ياء، و{النعاس} بالنصب، والباقون مثله، إلا أنهم فتحوا الغين، وشددوا الشين). [غيث النفع: 653]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
{يُغَشِّيكُمُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ومجاهد والحسن وعكرمة وأبو رجاء وعروة بن الزبير ويعقوب وخلف (يغشيكم) مضارع غشى، والفاعل ضمير الله، والنعاس: منصوب على المفعولية، وهي المختارة عند الطبري وغيره.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن محيصن ومجاهد واليزيدي (يغشاكم) مضارع غشي.
والنعاس: رفع به على الفاعلية.
- وقرأ نافع وأبو جعفر والأعرج وابن نصاح وأبو حفص والحسن (يغشيكم) مضارع (أغشى).
النعاس: منصوب على المفعولية.
{أَمَنَةً}
- قراءة الجماعة بفتح الميم (امنةً).
- وقرأ ابن محيصن، والنخعي وابن يعمر في رواية عنهما والسلمي
[معجم القراءات: 3/268]
وأبو المتوكل وأبو العالية (أمنة) بسكون الميم.
{يُنَزِّلُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي وسهل (ينزل) بالتخفيف من (أنزل).
- وقرأ باقي السبعة وأبو جعفر وطلحة والحسن (ينزل) بالتشديد من (نزل).
{يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}
- قراءة الجمهور (.. ماءً) بالمد.
- وقرأ الشعبي (ما) بغير همز.
وخرج هذه القراءة ابن جني والرازي على جعل (ما) موصولاً بمعنى الذي، وإلى مثل هذا ذهب العكبري، وذهب أبو حيان إلى أنه بمعنى (ماء) الممدود، ورد مذهب من قال إنها موصولة.
قال أبو حيان:
(... وذلك أنهم حكوا أن العرب حذفت هذه الهمزة، فقالوا: (ما يا هذا) بحذف الهمزة وتنونين الميم، فيمكن أن تخرج على هذا، إلا أنهم أجروا الوصل مجرى الوقف، فحذفوا التنوين؛ لأنك إذا وقفت على: (شربت ماء) قلت: سربت ما، بحذف التنوين وإبقاء الألف، إما ألف الوصل الذي هي بدل من الواو وهي عين الكلمة،
[معجم القراءات: 3/269]
وإما الألف التي هي بدل من التنوين حالة النصب).
{لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}
- قرأ سعيد بن المسيب (ليطهركم به) بسكون الطاء من (أطهر).
- وقراءة الجماعة (ليطهركم به) بتشديد الطاء من (طهر).
- وعن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
{وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ}
- قرأ عيسى بن عمر (ويذهب بجزم الباء، وذكرها الصفراوي لأبي عمرو من طريق اللؤلؤي وعدي.
ولم يذكر لها أبو حيان تخريجاً، ولم أجد لها وجهاً غير أن يحمل هذا الإسكان على التخفيف!
وقرأ مجاهد (ونذهب) بنون العظمة.
ولم يضبط ابن خالويه هذه القراءة، غير أنه غلب على ظني أنها بضم النون وفتح الباء، على نسق قراءة الجماعة.
- وقراءة الجماعة (ويذهب) بالياء ونصب الباء.
{رِجْزَ}
- قرأ ابن محيصن ومجاهد (رجز) بضم الراء.
- وقراءة الجماعة بكسرها (رجز).
- وقرأ أبو العالية (رجس) بالسين، وذكرها السمين قراءة لابن
[معجم القراءات: 3/270]
أبي عبلة.
قال بن جني:
(فقراء الجماعة (رجز الشيطان) معناه كمعنى: رجس الشيطان) ). [معجم القراءات: 3/271]

قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، والكسائي: {الرعب} (12): مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الرعب) مذكور في آل عمران). [تحبير التيسير: 384]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الرُّعْبَ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى عِنْدَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا). [النشر في القراءات العشر: 2/276] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرعب} [12] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الرعب" [الآية: 12] بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الرعب} [12] قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
{أَنِّي مَعَكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. أني معكم) بفتح الهمزة.
وقوله: أني معكم، مفعول يوحي، أي يوحي كوني معكم بالغلبة والنصر.
- وقرأ عيسى بن عمر بخلاف عنه (... إني معكم) بكسر الهمزة. وفيها وجهان: أحدهما: أنه على إضمار القول، وهو مذهب البصريين، والثاني: إجراء 0يوحي) مجرى القول لأنه بمعناه، وهو مذهب الكوفيين.
قال ابن عطية: (وقرأ عيسى بن عمر ... بكسر الألف على استئناف إيجاد القصة) كذا: إيجاد!!.
{الرُّعْبَ}
- قرأ ابن عامر والكسائي والأعرج وأبو جعفر ويعقوب (الرعب) بضم العين.
- وقراءة الجماعة (الرعب) بسكون العين، وهو الأجود عند أبي زرعة.
وفي التاج: (وبضمتين، وهما لغتان، الأصل الضم، والسكون
[معجم القراءات: 3/271]
تخفيف، وقيل بالعكس، والضم إتباع ...).
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/ 151 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/272]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحة، صورتها: (بينهم) كذا!
{وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ}
- أجمع القراء على الفك (يشاقق) إتباعاً لخط المصحف، وهي لغة الحجاز، والإدغام لغة تميم). [معجم القراءات: 3/272]

قوله تعالى: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (هذا فذوقوه).
- وقراءة الجماعة (ذلكم فذوقوه).
{فَذُوقُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فذوقوهو) بوصل الهاء بواو.
{وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ}
- قراءة الجمهور (وأن للكافرين ...) بفتح الهمزة.
وهو عند القراء على وجهين:
- أحدهما: على تقرير: وذلك بأن للكافرين عذاب النار، فألقيت الباء).
- والثاني: على إضمار فعل، أي: واعلموا أن للكافرين عذاب النار.
[معجم القراءات: 3/272]
وذهب العكبري إلى أن التقدير، والأمر أن للكافرين ...، وهو ما ذهب إليه ابن الأنباري أيضاً.
- وقرأ الحسن وزيد بن علي وسليمان التميمي (وإن ...) بكسر الهمزة على استئناف الإخبار.
{لِلْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة.
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/ 19 من سورة البقرة، و/ 16 من آل عمران). [معجم القراءات: 3/273]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:30 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (15) إلى الآية (19) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((دُبُرٍ) بإسكان الباء ابن أرقم عن الحسن، الباقون بضم الباء، وهو الاختيار لموافقة الجماعة، ولأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "دبره" بسكون الباء كقولهم عنق في عنق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" يعقوب بكماله كغيره الهاء من "ومن يولهم" فاستثناها من المجزوم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}
{يُوَلِّهِمْ}
- أجمع القراء على كسر الهاء، ومعهم يعقوب ورويس (يولهم).
{دُبُرَهُ}
- قرأ الحسن (دبره) بسكون الباء، وهو على التخفيف، وهو لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- والجماعة على ضم الباء (دبره) وهو لغة الحجازيين.
وقبل الأصل السكون وأتبع، أو الضم وأسكن تخفيفاً.
{إِلَى فِئَةٍ}
- قرأ أبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (فيه) بإبدال الهمزة ياءً في الوقف والوصل.
- وكذا جاء الإبدال في قراءة حمزة في الوقف.
{مَأْوَاهُ}
- وفيه قراءتان:
[معجم القراءات: 3/273]
الأولى: في الهمز:
فقد قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهان وأبو جعفر والسوسي وعاصم براية الأعشى عن أبي بكر (ماواه) بإبدال الهمزة ألفاً في الحالين.
- والإبدال قراءة حمزة في الوقف.
الثانية: في الألف:
- فقد أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَبِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر والسوسي وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (بيس) بإبدال الهمزة ياءً في الحالين.
- وقرأ بالإبدال في الوقف حمزة أيضاً.
- والباقون على الهمز (بئس) ). [معجم القراءات: 3/274]

قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (ولكن الله قتلهم) و(لكن الله رمى) و(ليميز) فيما تقدم). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، والكسائي: {ولكن الله} (17): بكسر النون، ورفع ما بعدها، في الحرفين.
والباقون: بفتح النون مشددة، ونصب ما بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ولكن اللّه) في الحرفين قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 384]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (716 - وَتَخْفِيفُهُمْ فِي الأَوَّلِينَ هُنَا وَلـ = ـكِنِ اللهُ وَارْفَعْ هَاءهُ شَاعَ كُفَّلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([716] وتخفيفهم في الأولين هنا ولـ = كن الله وارفع هاءه (شـ)اع (كـ)فلا
قد سبق الكلام على مثل هذا في البقرة.
وكفل، جمع كافلٍ؛ وهو منصوب على التمييز). [فتح الوصيد: 2/950]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([716] وتخفيفهم في الأولين هنا ولـ = ـكن الله وارفع هاءه شاع كفلا
ب: (شاع): فشا وظهر، (كفلا): جمع (كافل) بمعنى الضامن.
ح: (تخفيفهم): مبتدأ، و(لكن الله): مفعوله، (في الأولين): ظرفه، (شاع): خبره، و(ارفع هاءه): جملة معترضة، أو (في الأولين): خبر، (كفلا): حال من الفاعل (تخفيفهم) .
ص: يعني تخفيف القراء لفظ: {ولكن الله} في هذه السورة في الموضعين الأولين ظهر، يريد: {ولكن الله قتلهم} [17]، و{ولكن الله رمى} [17]، بخلاف الأخيرين: {ولكن الله سلم} [43]، {ولكن الله ألف} [63] قرأهما، أي: الأولين وأما الأخيران: فلا خلاف في تشديدهما لكل القراء حمزة والكسائي وابن عامر بتخفيف {لكن} ورفع الهاء من {الله} تعالى، والباقون: بالتشديد ونصب {الله}، ومر توجيههما). [كنز المعاني: 2/272]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (716- وَتَخْفِيفُهُمْ فِي الأَوَّلِينَ هُنَا وَلـ،.. ـكِنِ اللهُ وَارْفَعْ هَاءهُ "شَـ"ـاعَ "كُـ"ـفَّلا
يعني: الأولين: {وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}، {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} احتراز من {وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}، {وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}.
فإنهما مشددان بلا خلاف وموضع قوله: "ولكن الله" نصب على أنه مفعول وتخفيفهم؛ أي: وتخفيفهم "ولكن الله" في الموضعين الأولين؛ أي: تخفيف هذا اللفظ، ولهذا قال وارفع هاءه؛ أي: الهاء من اللفظ المذكور وهي التي في اسم الله تعالى وفي الأولين هو خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون من جملة ما تعلق بالمبتدأ والخبر شاع، وقوله: وارفع هاءه وقع معترضا؛ لأنه من تتمة القراءة فليس بأجنبي، وقد سبق تعليل القراءتين في: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}.
وكفلا: جمع كافل ونصبه على التمييز). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/196]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (716 - وتخفيفهم في الأوّلين هنا ول = كن الله وارفع هاءه شاع كفّلا
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر: وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى.
بتخفيف النون؛ أي إسكانها وتكسر في الوصل للتخلص من الساكنين، وبرفع الهاء من لفظ الجلالة في الموضعين، فتكون قراءة الباقين بتشديد النون مفتوحة ونصب الهاء من لفظ الجلالة في الموضعين، واحترز بقوله (الأولين) عن الموضعين الأخيرين في السورة وهما: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ، وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ. فلا خلاف بين القراء في تشديد النون وفتحها ونصب هاء لفظ الجلالة بعدها في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 279]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الرُّعْبَ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى عِنْدَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا). [النشر في القراءات العشر: 2/276] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَمَى مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ولكن الله} [17] في الموضعين ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رمى} [17] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم رمى [الأنفال: 17] في الإمالة، [و] ولا تولّوا [الأنفال: 20] وليميز الله [الأنفال: 37] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى" [الآية: 17] بتخفيف النون ورفع الجلالة الشريفة فيهما ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "رمى" شعبة من جميع طرق المغاربة وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه، والباقون بالفتح وهو رواية جمهور العراقيين عن شعبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لكن} مخففة، ورفع الجلالة، والباقون بفتح النون مشددة، ونصب الجلالة). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}
{وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ... وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (ولكن الله ...
[معجم القراءات: 3/274]
ولكن الله)، بتخفيف النون في الموضعين، وكسرها لالتقاء الساكنين، ورفع الاسم بعدهما على الابتداء، والخبر الفعل الذي بعده.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 102 من سورة البقرة.
- وقراءة الجماعة (ولكن الله ... ولكن الله) بتشديد النون فيهما، ولفظ الجلالة بعدهما هو الاسم، والفعل الخبر.
{رَمَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية جمهور العراقيين عن شعبة.
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة واواً (المومنين)، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{مِنْهُ بَلَاءً}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو بلاء) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/275]

قوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في فتح الْوَاو وإسكانها وَتَشْديد الْهَاء وتخفيفها من قَوْله {موهن كيد الْكَافرين} 18
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {موهن} بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الْهَاء منونة {كيد} نصب
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَأَبُو بكر عَن عَاصِم {موهن} سَاكِنة الْوَاو منونة {كيد} نصب وروى حَفْص عَن عَاصِم (موهن كيد الكفرين) مُضَافا خَفِيفا بتسكين الْوَاو وَكسر الْهَاء وَضم النُّون من غير تَنْوِين وَكسر الدَّال من {كيد} ). [السبعة في القراءات: 304 - 305]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((موهن) خفيف، شامي، كوفي، وسهل، وزيد، ورويس، مضاف حفص). [الغاية في القراءات العشر: 264]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (موهنٌ) [18]: مشدد: حجازي، وأبو عمرو، وأبو عبيد، وأبو بشر مضاف: حمصي، وحفص). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وأبو عمرو (موهن) بالتشديد والتنوين وفتح الواو على وزن (مُفَعِّل)، وكذلك ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي غير أنهم خففوا الهاء وأسكنوا الواو على وزن (مكرم) وقرأ حفص أيضًا بالتخفيف غير أنه أضاف (موهن) إلى (كيد) فخفضه). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وأبو عمرو: {موهن كيد} (18): بفتح الواو، وتشديد الهاء.
والباقون: بإسكان الواو، وتخفيف الهاء.
وحفص: يترك التنوين، ويخفض الدال من (كيد) على الإضافة.
والباقون: ينونون النون، وينصبون الدال). [التيسير في القراءات السبع: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو (موهن كيد) بفتح الواو وتشديد الهاء، والباقون بإسكان الواو وتخفيف الهاء، وحفص يترك التّنوين ويخفض الدّال من (كيد) على الإضافة، والباقون ينونون وينصبون الدّال). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُوهنُ كَيدِ) مضاف أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وحفص، وأبان، وطَلْحَة طريق أَبِي عَمْرٍو، والواقدي عن نافع، وابن عمر عن أبي بكر، والجعفي عن أبي بكر، وهو الاختيار، للتفخيبم في تكرار الفعل؛ إذ التوهن أشد من الوهن، زاد ابن مهران والعراقي روحًا وهو سهو، إذ الجماعة بخلافه والمفرد، الباقون، والجعفي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو خفيف منون (كيدُ) نصب). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {مُوهِنُ} مشددا: الحرميان وأبو عمرو. مضاف: حفص). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (717 - وَمُوهِنُ بِالتَّخْفِيفِ ذَاعَ وَفِيهِ لَمْ = يُنَوَّنْ لِحَفْصٍ كَيْدَ بِالْخَفْضِ عَوَّلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([717] وموهن بالتخفيف (ذ)اع وفيه لم = ينون لـ (حفصٍ) كيد بالخفض (عـ)ولا
يقال: وهنت الشيء وأوهنته، جعلته واهنًا ضعيفًا؛ فموهن وموهن بمعنى واحد.
وفي موهن، توهين بعد توهين.
والإضافة تخفيفٌ، كقوله سبحانه وتعالى: {بلغ الكعبة}؛ والأصل التنوين في الحال والاستقبال.
ومعنى (ذاع)، انتشر). [فتح الوصيد: 2/950]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([717] وموهن بالتخفيف ذاع وفيه لم = ينون لحفصٍ كيد بالخفض عولا
ب: (ذاع): بمعنى: شاع.
ح: (موهن): مبتدأ، (ذاع): خبر، (بالتخفيف): حال، و(فيه لم ينون) أي: لم يقع فيه تنوين، (كيد): مبتدأ، (عول عليه): خبر.
[كنز المعاني: 2/272]
ص: يعني: قرأ الكوفيون وابن عامر: {موهن كيد الكافرين} [18] بالتخفيف من الإيهان، والباقون: بالتشديد من التوهين.
ثم حفص من الأولين بحذف التنوين من {موهن} ويجر {كيد} على الإضافة إليه، والباقون كلهم: ينونون (موهنٌ) وينصبون {كيد} ). [كنز المعاني: 2/273]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (717- وَمُوهِنُ بِالتَّخْفِيفِ "ذَ"اعَ وَفِيهِ لَمْ،.. يُنَوَّنْ لِحَفْصٍ كَيْدَ بِالخَفْضِ عَوَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/196]
يريد: {مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، وهنت الشي وأوهنته واحد؛ أي: جعلته واهنا ضعيفا، وتنوين موهن ونصب كيد هو الأصل؛ لأنه اسم فاعل نصب مفعوله وإضافة حفص إضافة تخفيف نحو "بالغ الكعبة" في قراءة الجميع، وبالغ أمره في قراءة حفص أيضا كما سيأتي، ومعنى ذاع انتشر، وقوله: لم ينون؛ أي: لم يقع فيه تنوين لحفص، فالفعل مسند إلى الجار والمجرور ولا ضمير فيه يرجع إلى موهن، أغنى عن ذلك قوله: وفيه وكيد مبتدأ وخبره عول عليه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/197]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (717 - وموهن بالتّخفيف ذاع وفيه لم = ينوّن لحفص كيد بالخفض عوّلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ بتخفيف الهاء ومن ضرورته سكون الواو، فتكون قراءة أهل سما بتشديد الهاء ومن ضرورته فتح الواو وقوله:
(وفيه لم ينون لحفص) معناه: أن حفصا قرأ لفظ مُوهِنُ بحذف التنوين، فتكون قراءة غيره بإثبات التنوين. وقوله (كيد بالخفض عولا) معناه: أن حفصا قرأ بخفض دال كَيْدِ فتكون قراءة غيره بنصبها، فيتحصل من هذا كله: أن ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون مُوهِنُ بسكون الواو وتخفيف الهاء، وبالتنوين ونصب دال كَيْدِ وأن حفصا يقرأ بسكون الواو وتخفيف الهاء وحذف التنوين وخفض دال كَيْدِ وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بفتح الواو وتشديد الهاء مع التنوين ونصب دال كَيْدِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 279]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118- .... .... .... .... .... = .... مُوْهِنٌ وَاقْرَأْ يُغَشِّي انْصِبِ الْوِلَا
119 - حَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ أيضًا {موهن كيد الكافرين} [18] بإسكان الواو وتخفيف الهاء مع التنوين ونصب {كيد}، وقرأ أيضًا {إذ يغشيكم} [18] بتشديد الشين ونصب {النعاس}، وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بتخفيف الشين ونصب {النعاس} وأشار بقوله أنصب الولا نصب كيد الذي يلي موهن، ونعاس الذي يلي يغشيكم). [شرح الدرة المضيئة: 136] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُوهِنُ كَيْدِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (مُوَهِّنٌ) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ بِالتَّنْوِينِ، وَنَصْبِ (كَيْدَ) وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ وَخَفْضِ " كَيْدٍ " عَلَى الْإِضَافَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَبِالتَّنْوِينِ، وَنَصْبِ " كَيْدٍ "). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو {موهنٌ} [18] بتشديد الهاء والتنوين ونصب {كيد} [18]، وروى حفص بالتخفيف من غير تنوين وخفض {كيد}، والباقون بالتخفيف والتنوين والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (657- .... .... واشددن مع موهن = خفّف ظبى كنزٍ ولا ينوّن
658 - مع خفض كيد عد .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن
أي الشين فيصير يغشيكم لمدلول ظبا كنز، ثم أضاف إلى تشديد يغشيكم تخفيف موهن يعني «موهن كيد الكافرين» اختصار بليغا، لأن من شدد يغشّيكم خفف موهن فضم إلى موهن يغشيكم لذلك، فأما «موهن» فخففها يعقوب وابن عامر والكوفيون، والباقون بالتشديد، وكلهم نوّنوا موهن ونصبوا كيد إلا حفصا فإنه لا ينونه ويخفض كيد فيصير فيه ثلاث قراءات.
مع خفض كيد (ع) د وبعد افتح وأن = (عمّ) ع) لا ويعملو الخطاب (غ) ن
أي وبعد «موهن كيد، وأن الله مع المؤمنين» بفتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص على إضمار حرف الجر: أي ولأن الله مع المؤمنين، والباقون بالكسر على الاستئناف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى التكميل أشار بقوله:
ص:
واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن
مع خفض كيد (ع) د وبعد افتح وأن = (عمّ) (ع) لا ويعملوا الخطاب (غ) ن
ش: أي: واشدد يغشّيكم لغير حبر، ثم قال: خففه، وهو موهن كيد الكفرين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/349]
[الأنفال: 18] لدى [ظاء] (ظبا) يعقوب و(كنز) الكوفيون وابن عامر، فخرج المدنيان فقط فيقرءان بضم الياء وكسر الشين، والتخفيف، ونصب النّعاس.
وحبر بفتحتين والرفع.
والباقون بضم وكسر مع التشديد والنصب.
وغير (ظبا) (كنز) خفف موهن، وكلهم [ينونون إلا ذا عين (عد)] [حفص؛ فإنه حذف التنوين، وأضاف؛ فصار غير (ظبا) (كنز) بالتشديد والتنوين والنصب، وحفص بالإسكان والتخفيف بلا تنوين وبالجر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
علم سكون واو المخفف لـ موهن، ويغشى من لفظه؛ وفتحها للمشدد من النظير، [و] احتراز بـ (بعد) من ذلكم وأنّ الله موهن [الأنفال: 18]؛ فإنه متفق الفتح: ولم يكتف بالترتيب للاحتمال. والخفض: الجر هنا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/350]
وجه ضم يغشى مع تخفيفه: أنه مضارع: «أغشى» معدى بالهمزة إلى آخر، ومع التشديد: أنه مضارع: «غشى» معدى بالتضعيف، وهو مسند إلى ضمير الجلالة من إنّ الله عزيز [الأنفال: 10]، وبه فارق يغشى طآئفة منكم [آل عمران: 154]، ولزم من تعديته بهما نصب النّعاس على المفعولية؛ مناسبة لتاليه.
ووجه الفتحتين: أنه مضارع «غشى» المتعدى بنفسه لواحد؛ فاستغنى عن تضعيف العين.
ووجه موهن: أنه اسم فاعل من «أوهن» أو [«وهن»] معدى بالهمزة، أو التضعيف.
ووجه التنوين: أنه أصل اسم الفاعل، وكيد نصب به والإضافة؛ لتخفيف اللفظ بحذف التنوين الراجح على ثقل الكسرة على حد: بلغ الكعبة [المائدة: 95].
ووجه فتح وأنّ: تقدير الجار المعلل، أي: لبطلانها، ولأن الله [تعالى] مع المؤمنين. والكسر؛ للاستئناف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مُوهِنُ كَيْد" [الآية: 18] فابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بسكون الواو، وتخفيف الهاء والتنوين على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدى بالهمزة، والتنوين على الأصل في اسم الفاعل وكيد بالنصب على المفعولية به، وافقهم الأعمش وقرأ حفص بالتخفيف من غير تنوين، وكيد بالخفض على الإضافة وافقه الحسن والباقون بفتح الواو وتشديد الهاء، وبالتنوين ونصب كيد مفعول به أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {موهن كيد} [18] قرأ الحرميان وبصري بفتح الواو، وتشديد الهاء، وتنوين النون، ونصب دال {كيد}.
وحفص بإسكان الواو، وتخفيف الهاء، وترك التنوين، وخفض دال {كيد} للإضافة، والباقون مثله، إلا أنهم ينونون وينصبون الدال). [غيث النفع: 654]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأن الله} قرأ نافع والشامي وحفص بفتح الهمزة، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)}
{وَأَنَّ اللَّهَ}
- ذكر ابن عطية أن فرقة قرأت (وإن ...) بكسر الهمزة على القطع والاستئناف.
[معجم القراءات: 3/275]
{مُوهِنُ كَيْدِ}
- قرأ حفص عن عاصم، والحسن (موهن كيد) مضافاً خفيفاً، بتسكين الواو وكسر الهاء وضم النون من غير تنوين، وكسر الدال من (كيد).
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وزيد وخلف والأعمش وسهيل وأبو رجاء والحسن ورويس عن يعقوب (موهن كيد ...) ساكنة الواو، منونة، اسم فاعل من (أوهن)، و(كيد) بالنصب على المفعولية.
والتخفيف اختيار الأخفش.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وروح عن يعقوب وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (موهن كيد) بفتح الواو وتشديد الهاء، وكيد: بالنصب على المفعولية.
وفي التشديد معنى المبالغة.
- وذكر الطبرسي قراءة عن نافع وابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وروح (موهن كيد) كذا بفتح الواو وتشديد الهاء وضم النون
[معجم القراءات: 3/276]
من غير تنوين وجر (كيد) على الإضافة، وأحسب أن الأمر التبس على الطبرسي في هذه القراءة. ولم أجدها عند غيره من العلماء، فليس من المعقول أن ينفرد بعلمها ويجهلها غيره من نقلة القراءات، وهم من تعلم.
{الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/277]

قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من وَقَوله {وَأَن الله مَعَ الْمُؤمنِينَ} 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَأَن الله مَعَ الْمُؤمنِينَ} بِكَسْر الْألف
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {وَأَن الله مَعَ الْمُؤمنِينَ} بِفَتْح الْألف). [السبعة في القراءات: 305]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وأن الله مع المؤمنين) بفتح الألف، مدني، شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 264]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وأن الله) [19]: بفتح الهمز مدني، ودمشقي، وسلامٌ، وأيوب، وحفص). [المنتهى: 2/720]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحفص (وأن الله مع المؤمنين) بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {وأن الله مع} (19): بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر وحفص: (وأن اللّه مع) بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 385]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ} بفتح الهمزة: نافع وابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (718 - وَبَعْدُ وَإِنَّ الْفَتْحُ عَمَّ عُلاَ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([718] وبعد وإن الفتح (عم) (عـ)لا وفيه = هما العدوة اكسر (حقـً)ا الضم واعدلا
عم علاه، لأن معناه: ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت، ولأن الله مع المؤمنين، امتنع غناؤها). [فتح الوصيد: 2/951]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([718] وبعد وإن الفتح عم علا وفيـ = ـهما العدوة اكسر حقًّا الضم واعدلا
ح: (إن): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (عم): خبره، (علا): تمييز، (بعد): مضموم منصوب المحل على الحال من (إن)، أي: كائنًا بعد (كيد)، (العدوة): بدل من ضمير (فيها)، نحو: (ضربته زيدًا)، وأبدل بالمفرد لأنه في موضعين، (الضم): مفعول (اكسر)، (حقًا): مفعول مطلق، أو حال من الضم، (اعدلا): أمرٌ عطف على (اكسر).
ص: يعني: {وأن الله مع المؤمنين} [19] - الذي بعد قوله تعالى: {وأن الله موهنُ كيد الكافرين} [18] يفتح همزهُ نافع وابن عامر وحفص
[كنز المعاني: 2/273]
على تقدير: ولأن الله مع المؤمنين امتنع غناكم، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
و (بعد): احتراز من: {وأن للكافرين عذابَ النار} [14]، و{وأن الله موهن} [18]؛ إذ لا خلاف فيهما.
ثم قال: (والعدوة): اكسر ضم العين في موضعيها، يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير (إذ أنتم بالعِدوة الدنيا وهم بالعِدوة القصوى} [42] بكسر العين، والباقون: بالضم، لغتان). [كنز المعاني: 2/274] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (718- وَبَعْدُ وَإِنَّ الْفَتْحُ "عَمَّ عُـ"ـلا وَفِي،.. هِمَا العُدْوَةِ اكْسِرْ "حَقًّـ"ـا الضَّمَّ وَاعْدِلا
يعني: وبعد موهن: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}.
الفتح فيه عم علاه أو عم ذا علا، وهو على إضمار حرف الجر؛ أي: ولأن الله مع المؤمنين امتنع عنا فئتكم، وقرأ الباقون بكسر وأن على الاستئناف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/197]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (718 - وبعد وإنّ الفتح عمّ علا وفي = هما العدوة اكسر حقّا الضّمّ واعدلا
قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح همزة إِنْ في قوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الواقع بعد قوله تعالى: مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ فتكون قراءة غيرهم بكسر الهمزة واحترز بقوله (وبعد) عن الواقع قبل مُوهِنُ وهو: وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ، وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ. فقد اتفق السبعة على قراءة الموضعين بفتح الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 279]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِنَّ اللَّهَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وحفص {وأن الله} [19] بفتح الهمزة، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(657- .... .... .... وبعد افتح وأن = عمّ علاً .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واحترز بقوله وبعد عن «وأن الله عنده أجر عظيم» فإنه لا خلاف في فتحه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (عم)] المدنيان وابن عامر وعين (علا) حفص: وأنّ الله مع المؤمنين [الأنفال: 19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "فقد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه، ورقق الأزرق بخلفه راء "خير" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ مَع" [الآية: 19] فنافع وابن عامر وحفص بفتح همزة أن على تقدير لام العلة، والباقون بالكسر على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}
{فَقَدْ جَاءَكُمُ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر وقالون ويعقوب بإظهار الدال.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف بإدغام الدال في الجيم.
- وإمالة (جاءكم) لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
- ووقف حمزة على (جاءكم) بالتسهيل مع المد والقصر.
وتقدم مثل هذا في الآيتين/ 87 من سورة البقرة، و34 من سورة الأنعام.
{فَهُوَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون (فهو) بسكون الهاء.
- والباقون بضمها (فهو).
وتقدم هذا في الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{لَنْ تُغْنِيَ}
- قراءة الجماعة بالتاء (لن تغني).
- وقرأ يحيى وإبراهيم (لن يغني) بالياء على التذكير، لأن التأنيث
[معجم القراءات: 3/277]
مجاز، وحسنه الفصل.
{فِئَتُكُمْ}
- تقدمت قراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياء في الحالين (فيتكم).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
انظر الآية/ 16 المتقدمة في (فئة).
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآية/ 123 من سورة البقرة.
{وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وشيبة والمفضل (وأن الله ...) بفتح الهمزة على تقدير لام العلة، أي: لأن الله مع المؤمنين، وموضعه النصب بعد حذف حرف الجر.
وقيل: الفتح بالعطف على قوله: (وأن الله موهن ...).
- وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي والأعمش وابن مسعود ويعقوب (وإن الله ...) بكسر الهمزة على الاستئناف.
قال الفراء: (فإن كسر ألفها أحب إلي من فتحها، وذهب الشهاب إلى أن قراءة الكسر أظهر.
وقرأ ابن مسعود (والله مع المؤمنين) وهذه تقوى قراءة من كسر (إن).
[معجم القراءات: 3/278]
- وذكر الفراء أن عبد الله بن مسعود قرأ: (وإن الله لمع المؤمنين).
قال:
(وقوله: وأن الله مع المؤمنين) قال: كسر ألفها أحب إلي من فتحها؛ لأن في قراءة عبد الله: (وإن الله لمع المؤمنين) فحسن هذا كسرها بالابتداء ...).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واواً في الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/279]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:31 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (20) إلى الآية (23) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَلَا تَّوَلَّوْا) ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ لِلْبَزِيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ولا تولوا} [20] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم رمى [الأنفال: 17] في الإمالة، [و] ولا تولّوا [الأنفال: 20] وليميز الله [الأنفال: 37] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وشدد تاء "ولا تولوا" وصلا البزي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تولوا} [20] يقرأ البزي بتشديد التاء وصلاً، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)}
{وَلَا تَوَلَّوْا}
- قرأ ابن كثير وحده في رواية البزي وابن فليح (ولا تولوا) بتشديد التاء في الوصل مع المد المشبع للساكنين.
- وقراءة الجماعة (ولا تولوا) بتاء واحدة، وأصله: تتولوا، بتاءين فحذف إحداهما.
قال الزمخشري: (قرئ بطرح إحدى التاءين وإدغامها) ). [معجم القراءات: 3/279]

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يسمعون} تام، وعليه اقتصر في المرشد، وقيل كاف فاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور.
وقيل {المؤمنين} قبله، وقيل {معرضون} بعده). [غيث النفع: 654]

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}

قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأسمعهم} [23] و{الأولين} [31 - 38] معًا و{بعذاب أليم} [32] {أولياءه} [34] والوقف على الأول المنصوب وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 656] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
{فِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (فيهم) بكسرها لمناسبة الياء.
{خَيْرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{لَأَسْمَعَهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 3/279]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:33 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (24) إلى الآية (26) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على فتح "دعاكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن شر الدواب}
{المرء} جوز بعضهم ترقيق رائه للجميع، للجر بعده، والصحيح وهو مذهب الجمهور التفخيم، وهو الذي يقتضيه القياس، لأنهم أجمعوا على تفخيم ما ماثله، نحو {العرش} [الأعراف: 54] و{السرد} [سبأ: 11] و{الأرض} [البقرة: 11] ). [غيث النفع: 656]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
{بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}
- قرأ ابن أبي إسحاق والأشهب العقيلي (بين المرء وقلبه) بكسر الميم إتباعاً لحركة الإعراب.
وذكر أبو عمرو بن العلاء أن أهل مكة يقولون: مررت بالمرء يا هذا.
- وقرأ الحسن والزهري (بين المر وقلبه) بتشديد الراء من غير همز، وفتح الميم.
قال ابن جني:
(وجه الصنعة في هذا أنه خفف الهمزة في (المرء)، وألقى حركتها على الراء قبلها، فصارت: بين المر وقلبه، ثم نوى الوقف، فأسكن، وثقل الراء على لغة من قال في الوقف: هذا خالد، وهو يجعل، ثم أطلق ووصل على نية الوقف فأقر
التثقيل بحاله على إرادة الوقف).
قال أبو حيان: (وهذا توجيه شذوذ).
- وقرأ حمزة وهشام في الوقف عليه بنقل حركة الهمزة إلى الراء فتصير مكسورة (المر)، وتسكن للوقف إسكاناً محضاً أو ترام،
[معجم القراءات: 3/280]
ويجوز الإشمام: (بين المر..) كذا!
وجاء في الإتحاف: (فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن، فيحرك بهه ثم تحذف هي ليخف اللفظ).
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (بين المرء وقلبه)، وهي عند ابن جني أقوى وأحسن.
- وأما الراء فاختلف في ترقيقها وتفخيمها:
فذهب الأهوازي وغيره إلى ترقيقها من أجل كسرة الهمزة بعدها، وإلى هذا ذهب كثير من المغاربة عن ورش من طريق المصريين.
- وذهب بعضهم إلى التفخيم لأجل الفتحة قبلها، وذكر الداني الترقيق، ثم ذكر أن تفخيمها لأجل الفتحة أقيس.
قال ابن الجزري: (والتفخيم هو الأصح، والقياس لورش وجميع القراء).
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل هاء الضمير بياء؛ وذلك على إشباع الحركة). [معجم القراءات: 3/281]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}
{لَا تُصِيبَنَّ}
- قراءة الجماعة (لا تصيبن) على جعل (لا) نافية، وذهب بعضهم إلى أنها ناهية.
[معجم القراءات: 3/281]
- وقرأ ابن مسعود وعلي وزيد بن ثابت والباقر محمد بن علي وأبي والربيع بن أنس وأبو العالية وابن جماز وأبو جعفر والزبير بن العوام (لتصيبن) بفتح اللام من غير ألف.
وخرجها ابن جني على أن الأصل: لا تصيبن، ثم حذفت الألف من (لا) تخفيفاً، واكتفاء بالفتحة منها، وذكر لها شاهداً من كلام العرب. وفي القراءة الأولى، قراءة الجماعة، وعيد للمؤمنين والظالمين معاً، وفي الثانية قالوا: إنها وعيد للظالمين وحدهم.
- وحكى النقاش عن ابن مسعود أنه قرأ (أن تصيب).
{ظَلَمُوا}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام، وترقيقها.
{خَاصَّةً}
- قرأ الكسائي وحمزة بإمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف). [معجم القراءات: 3/282]

قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فآواكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "تتلى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}
{فَآَوَاكُمْ}
- اماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَأَيَّدَكُمْ}
- قراءة ابن محيصن (وآيدكم بنصره) بالمد وتخفيف الياء حيث جاء، وتقدم في الآية/ 87 من سورة البقرة.
{وَرَزَقَكُمْ}
- عن أبي عمرو ويعقوب وإدغام القاف في الكاف، والإظهار). [معجم القراءات: 3/282]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:35 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (27) إلى الآية (29) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) }


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أَمَانَاتِكُمْ) بغير ألف مجاهد، وعبد الوارث.، والخريبي، ويونس، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو، وهو قول الشيزري عن أبي جعفر، الباقون على الجمع، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ)). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}
{وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}
- قرأ ابن مسعود (... ولا تخونوا أماناتكم) بتكرار (لا) في هذا الموضع كالموضع الأول.
وهي عند الفراء على وجهين:
الأول: الجزم عطفاً على الموضع السابق.
الثاني: النصب على إضمار أن بعد واو المعية، وهو ما يسمى عند الكوفيين النصب على الصرف.
قال الفراء:
(... وفي إحدى القراءتين: ولا تخونوا أماناتكم، فقد يجوز أن يكون أيضاً ههنا جزماً ونصباً).
- وقراءة الجماعة (وتخونوا ...) بدون (لا)، وهي هنا جزم أو نصب، وتخريجها واضح.
{أَمَانَاتِكُمْ}
- قراءة الجماعة على الجمع (أماناتكم).
- وقرأ عبيد ويونس كلاهما عن أبي عمرو وكذا عبد الوارث عنه ومجاهد وإبراهيم ويحيى (أمانتكم) واحدة، وهي بمعنى قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 3/283]

قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ) نصب العباس في اختياره، الباقون (فِتْنَةٌ) رفع، وهو الاختيار؛ لأنها ترجمة عن الأموال). [الكامل في القراءات العشر: 558]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم راء "ويغفر لكم" السوسي والدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}
{سَيِّئَاتِكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء (سيياتكم).
- والجماعة على تحقيق الهمز في الحالين.
- والباقون بالهمز (سيئاتكم).
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو من رواية السوسي، وكذا من رواية الدوري بخلاف عنه، وهي قراءة ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/284]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:37 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (30) إلى الآية (35) ]

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}

قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}
{لِيُثْبِتُوكَ}
- قراءة الجماعة (ليثبتوك) بضم الياء من (أثبت)، ومعناه: ليحسبوك، أو يجرحوك.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (ليثبتوك) بتشديد الباء من (ثبت) المضعف. وقرأ النخعي، وحكاه النقاش عن يحيى بن وثاب (ليبيتوك) من البيات، وهو المنع من الخروج، وهي في معنى قراءة الجماعة.
- وقرأ ابن عباس (ليقيدوك) من قيد، وهي في معنى قراءة الجماعة.
[معجم القراءات: 3/284]
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي (ليعبدوك) من: أعبد، كذا!، ولعل القراءة على غير هذا الضبط!
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/285]

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فآواكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "تتلى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/78] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد سمعنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأسمعهم} [23] و{الأولين} [31 - 38] معًا و{بعذاب أليم} [32] {أولياءه} [34] والوقف على الأول المنصوب وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 656] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}
{تُتْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان: بضم الهاء على الأصل، وبالكسر لمجاورة الباء، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{قَدْ سَمِعْنَا}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال.
- وأدغم الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
{نَشَاءُ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف عن حمزة، انظر الآية/ 213 من سورة البقرة، وكذا الآية/ 40 من سورة المائدة (يشاء).
{أَسَاطِيرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/285]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((هُوَ الْحَقَّ) رفع ابن أبي عبلة، الباقون نصب وهو الاختيار على أنه خبر كان). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "هو الحق" بالرفع على أن هو مبتدأ والحق خبره والجملة خبر كان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مِنَ السَّمَاء أو" [الآية: 32] بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السمآء أو ائتنا} [32] لا يخفى). [غيث النفع: 656]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأسمعهم} [23] و{الأولين} [31 - 38] معًا و{بعذاب أليم} [32] {أولياءه} [34] والوقف على الأول المنصوب وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 656] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)}
{إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ}
- قراءة الجمهور (... الحق) بالنصب، جعلوا (هو) فصلاً، والحق: خبر (كان).
- وقرأ الأعمش وزيد بن علي والمطوعي (... الحق) بالرفع، وهذا على جعل (هو) مبتدأ، والحق: خبره، والجملة: (هو الحق) في محل نصب خبر (كان)، وهي لغة تميم.
قال الزجاج: (القراءة على نصب الحق على خبر كان، ودخلت (هو) للفصل..، ويجوز: (هو الحق من عندك) ولا أعلم أحداً قرأ بها، ولا اختلاف بين النحويين في إجازتها لكن القراءة سنة لا يقرأ فيها إلا بقراءة مرويه)، ونص الزجاج هذا نقله القرطبي في جامعه، والرازي في تفسيره.
وقال النحاس:
(وقال الأخفش: هو صلة زائدة كزيادة (ما)، وقال الكوفيون هو عماد.
قال الأخفش: وبنو تميم يرفعون فيقولون: إن كان هذا هو الحق من عندك.
قال أبو جعفر يكون (هو) ابتداءً، و(الحق) خبره، والجملة خبر كان).
[معجم القراءات: 3/286]
وقال الأخفش" (وقد يجري [أي: هو] في جميع هذا مجرى الاسم، فيرفع ما بعده إن كان ما قبله ظاهراً أو مضمراً في لغة بني تميم في قولهم: (إن كان هذا هو الحق) ...).
{مِنَ السَّمَاءِ أَوِ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (من السماء يو) بإبدال الهمزة الثاني ياء في الوصل.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزة الثانية.
- وفي الابتداء الجميع يحققون هذه الهمزة.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (السماء) أبدلا الهمزة ألفاً مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها مع المد والقصر.
- وحمزة في الوجهين الأخيرين أطول مداً من هشام.
{أَوِ ائْتِنَا}
- أبدل الهمزة ياء ساكنة في الوصل ورش والسوسي). [معجم القراءات: 3/287]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}
{لِيُعَذِّبَهُمْ}
- قراءة الجماعة بكسر اللام (ليعذبهم)، وهي لام الجحد.
- وقرأ أبو السمال (ليعذبهم) بفتح اللام.
قال ابن عطية:
(عن أبي زيد: سمعت من العرب من يقول: (وما كان الله ليعذبهم) بفتح اللام، وهي لغة غير معروفة ولا مستعملة في القرآن) أهـ.
[معجم القراءات: 3/287]
- وروي ابن مجاهد عن أبي زيد أن من العرب من يفتح كل لام إلا في نخو: الحمد لله. أهـ.
يعنى لام الجر إذا دخلت على الظاهر أو ياء المتكلم.
وجاء في التسهيل أن فتح اللام الجارة الداخلة على الفعل لغة عكل وبلعنبر.
ونقل الشمني عن الدماميني وقوله:
(كأنهم فعلوا ذلك [أي فتح اللام] كراهية لإدخال صورة الجر المختصة بالاسم الظاهر على صورة الفعل، ففتحوا اللام لتشابه ما تدخل على الفعل).
وذكر ابن جني في سر الصناعة نص أبي زيد وسماعه، ثم قال: (وهذا من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه، وأشذ منه ما حكاه اللحياني عن بعضهم أنه كسر اللام الجارة مع المضمر، فقال: المال له...).
{فِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- والجماعة على كسرها (فيهم) لمجاورة الياء.
{يَسْتَغْفِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/288]

قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأسمعهم} [23] و{الأولين} [31 - 38] معًا و{بعذاب أليم} [32] {أولياءه} [34] والوقف على الأول المنصوب وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 656] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)}
{أَوْلِيَاءَهُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ}
- فيه لخلف عن حمزة وقفاً ما يلي:
- النقل والتحقيق بالسكت وعدمه.
- وعلى كل من هذه الثلاثة تسهيل الهمزة المتوسطة بين بين مع المد والقصر، فتصير الأوجه ستة.
- ولخلاد أربعة فقط، وهي:
النقل، والتحقيق، بلا سكت مع وجهي الهمزة الثانية). [معجم القراءات: 3/289]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {وَمَا كَانَ صلَاتهم عِنْد الْبَيْت إِلَّا مكاء وتصدية} 35
كلهم قَرَأَ {وَمَا كَانَ صلَاتهم} رفعا {عِنْد الْبَيْت إِلَّا مكاء وتصدية} نصبا إِلَّا مَا حَدَّثَني بِهِ مُوسَى بن إِسْحَق الأنصاري عَن هرون بن حَاتِم عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر وَرَوَاهُ أَيْضا خَلاد عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {وَمَا كَانَ صلَاتهم} نصبا {عِنْد الْبَيْت إِلَّا مكاء وتصدية} رفعا جَمِيعًا
حَدَّثَني مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قَالَ حَدثنَا حُسَيْن بن الْأسود قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى قَالَ حَدثنَا سُفْيَان الثوري عَن الْأَعْمَش أَن عَاصِمًا قَرَأَ (وَمَا كَانَ صلَاتهم) نصبا {إِلَّا مكاء وتصدية} رفعا فَقَالَ الْأَعْمَش وَأَن لحن عَاصِم تلحن أَنْت). [السبعة في القراءات: 305 - 306]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((صَلَاتِهِمْ)، (مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) رفع ابن أبي عبلة إلا أنه جمع " الصلاة " بْن مِقْسَمٍ، والجعفي عن أبي بكر أنهما كسر التاء ورفع
[الكامل في القراءات العشر: 558]
المكاء والتصدية، الباقون (صَلَاتُهُمْ) رفع (مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) نصب، وهو الاختيار ليكون اسم كان معرفة وخبرها نكرة). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم هاء فيهم يعقوب وأشم صاد "تصدية" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتصدية} [35] قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 656]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ.. إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}
- قراءة الجماعة (وما كان صلاتهم ... إلا مكاء وتصدية) برفع (صلاتهم) اسماً لكان، ونصب (مكاءً) على الخبر.
- وقرأ أبان بن تغلب والمعلى عن عاصم والأعمش بخلاف عنهما وعلي رضي الله عنه والحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 3/289]
وعبيد الله بن موسى عن سفيان بن سعيد (وما كان صلاتهم ... إلا مكاءٌ وتصديةٌ) بنصب (صلاتهم) على أنها خبر مقدم، ورفع (مكاءٌ) اسماً مؤخراً.
وخطأ قوم منهم الفارسي هذه القراءة لجعل المعرفة خبراً، والنكرة اسماً، وقال: (لا يجوز ذلك إلا في ضرورة الشعر).
وخرجها أبو الفتح على أن المكاء والتصدية اسم جنس، واسم الجنس تعريفه وتنكيره سواء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (صلواتهم) بالجمع.
{مُكَاءً}
- قراءة الجماعة (مكاءً) بالمد والنصب.
- وتقدمت فيه قراءة الرفع مع المد (مكاءٌ).
- وقرأ عباس عن أبي عمرو (مكأً) بالقصر، من غير مد بعد الكاف، كذا جاءت في المختصر!.
- وروى عباس وعدي كلاهما عن أبي عمرو (مكاً) بالقصر من غير همز، منوناً.
قال أبو حيان:
(فمن مد فكالثغاء والرغاء، ومن قصر فكالبكى في لغة من قصر).
{وَتَصْدِيَةً}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه بإشمام الصاد
[معجم القراءات: 3/290]
زاياً (تصدية) وهي لغة قيس.
- والباقون قراءتهم بالصاد (تصدية) وهي لغة قريش.
- وقرأ الكسائي وحمزة بخلاف عنه بإمالة الياء في الوقف). [معجم القراءات: 3/291]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:39 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت فيه قراءتان: بضم الهاء على الأصل، وبكسرها لمناسبة الياء، وانظر الآية/ 7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/291]

قوله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {ليميز الله الْخَبيث من الطّيب} 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {ليميز} بِفَتْح الْيَاء خَفِيفا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {ليميز} بِضَم الْيَاء وَالتَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 306]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ليميز الله} (37): بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء مشددة.
والباقون: بفتح الياء، وكسر الميم، وإسكان الياء). [التيسير في القراءات السبع: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( {ليميز الله} مذكور قبل في آل عمران). [تحبير التيسير: 385]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي يَمِيزَ فِي أَوَاخِرِ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليميز} [37] ذكر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم رمى [الأنفال: 17] في الإمالة، [و] ولا تولّوا [الأنفال: 20] وليميز الله [الأنفال: 37] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لِيَمِيزَ اللَّه" [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الثانية مشددة حمزة والكسائي ويعقوب وخلف، والباقون بفتح الياء وكسر الميم وسكون الياء الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليميز} [37] قرأ الأخوان بضم الياء، وفتح الميم، وتشديد الياء مكسورة، والباقون بفتح الياء، وكسر الميم، وإسكان الياء). [غيث النفع: 656]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}
- قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والحسن والأعمش وقتادة وطلحة ابن مصرف والحسن وعيسى البصري (ليميز..) بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الثانية مشددة، من (ميز)، والتشديد للتكثير.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر والأعرج وشيبة بن نصاح وشبل وأبو عبد الرحمن والحسن وعكرمة، ومالك بن دينار (ليميز) على التخفيف من (ماز)،
[معجم القراءات: 3/291]
وبها يقرأ الأخفش.
وتقدم هذا في الآية/ 189 من سورة آل عمران.
- وقرأ ابن مسعود وابن كثير في رواية (ليميز) من أماز يميز، وهي لغة في ماز.
{الْخَاسِرُونَ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/292]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ) بفتح الياء وكسر الفاء على تسمية الفاعل وهو الاختيار كابن عمير ليكون الفعل للَّه، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد سلف" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "مضت سنت" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على سنت بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سنت الأولين} كل ما في كتاب الله من لفظ {سنة} فهو بالهاء، إلا خمسة مواضع، هذا أولها، الثاني والثالث والرابع بفاطر {إلا سنت الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} الخامس في المؤمن {سنت الله التي قد خلت في عباده} [85].
فإن وقفت على {سنت} في هذه المواضع الخمسة فالمكي والنحويان يقفون بالهاء، والباقون بالتاء، وليست بمحل وقف). [غيث النفع: 656]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأسمعهم} [23] و{الأولين} [31 - 38] معًا و{بعذاب أليم} [32] {أولياءه} [34] والوقف على الأول المنصوب وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 656] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38)}
{إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ}
- قرأ ابن مسعود (إن تنتهوا نغفر لكم).
- وذكر الكسائي أنه في مصحف ابن مسعود (إن تنتهوا يغفر لكم).
- وقرئ (يغفر لهم) بضمير الغائب، وضمير الفاعل لله عز وجل.
{يُغْفَرْ لَهُمْ}
- أدغم أبو عمر الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري.
- وواقفه على الإدغام ابن محيصن واليزيدي ويعقوب.
{مَا قَدْ سَلَفَ}
- أظهر الدال نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
[معجم القراءات: 3/292]
- وأدغم الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
{فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن روش بإظهار التاء عند السين.
- وأدغم التاء في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلاف عنه.
{سُنَّةُ}
- وقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن، بالهاء (سنة) وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون التاء (سنت)، موافقة للرسم، وهي لغة طيء.
- وقرأ الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف، وهو مذهبه في إمالة امثالها). [معجم القراءات: 3/293]

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تعملون بصير) بالتاء، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 264]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بما تعملون) [39]: بالتاء سلام، وسهل، ورويس). [المنتهى: 2/720]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بالتاء سلام، وسهل، ومحبوب، ويَعْقُوب غير روح، والوليد ولم يذكر أحد سهلًا إلا الْخُزَاعِيّ وهو موافق للمفرد، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (إِن يَنتَهُو "). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (119- .... يَعْمَلُوا خَاطِبْ طَرَى .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يعملوا خاطب طری، أي قرأ مرموز (طا) طرى وهو رويس، {فإن الله بما يعملون بصير وإن تولوا} [39 - 40] بالخطاب، وعلم من انفراده لمن بقي بالغيبة). [شرح الدرة المضيئة: 136]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، فَرَوَى رُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {بما يعملون بصيرٌ} [39] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (657- .... .... .... .... .... = .... .... ويعملوا الخطاب غن). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: ويعملو، يريد قوله تعالى «فإن الله بما يعملون بصير» بالخطاب رويس حملا على قوله تعالى «وقاتلوهم» قبله، وعلى قوله «وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم، واعلموا أنما غنمتم» والباقون بالغيب حملا على قوله تعالى «فإن انتهوا» وغيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو غين (غن) رويس بما تعملون بصير [الأنفال: 39] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/350]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيى اكسر مظهرا (صفا) (ز) عا
خلف (ثوى) (إ) ذ (هـ) بـ ويحسبنّ (ف) ى = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (فا) شيه (ك) فى
ش: أي: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى [الأنفال: 42] بكسر العين فيهما، والباقون بالضم، وهما لغة الحجاز.
قال [الفراء:] الضم أعرف.
وقرأ مدلولي (صفا) أبو بكر وخلف، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وهمزة (إذ) نافع، وهاء (هب) البزي: من حيي عن بينة [الأنفال: 42] بإظهار الياء الأولى وكسرها، والباقون بإسكانها وإدغامها في الثانية.
واختلف فيها عن ذي زاي (زعا) قنبل: فروى عنه ابن شنبوذ والزينبي الإظهار، وروى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
عنه ابن مجاهد الإدغام؛ نص على ذلك في كتابه «السبعة»، وفي كتاب «المكيين»، وأنه قرأ بذلك على قنبل، ونص في كتابه «الجامع» على خلاف ذلك.
قال الداني: إن ذلك وهم منه.
قال المصنف: وهو رواية ابن بويان، وابن الصباح، وابن عبد الرزاق، وأبي ربيعة، كلهم عن قنبل، وكذا روى الحلواني عن القواسي.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا [الأنفال: 59] بياء الغيب.
وقرأ ذو فاء (فاشيه) حمزة وكاف (كفى) ابن عامر لا يحسبن الذين كفروا معجزين بالنور [الآية: 57] بياء الغيب، وأيضا: بتاء الخطاب فيهم.
تنبيه:
لا بد من قوله: (اكسر) بيانا لحركة الحرف المظهر، وليس بتأكيد، ولا يلزم من إظهار الحرف كسره، ولا مفهوم له؛ لأنه فرع الوجود.
وجه إظهار حيي: الأصل المؤيد بقصد الحركة وكراهة [تشديد العليل]، ووجه الإدغام تخفيف ثقل المثلين، وعليه صريح الرسم.
ووجه غيب يحسبنّ فيهما: إسناده لضمير النبي صلّى الله عليه وسلّم أو «حاسب» [أو] «المؤمنين»: مناسبة لطرفيه الّذين كفروا، وسبقوا مفعولا، أي: يحسبن النبي الكافرين فئتين، والّذين كفروا فاعله، والأول محذوف، وسبقوا الثاني.
ووجه الخطاب فيهما: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم لتقدمه، والّذين كفروا وسبقوا مفعولاه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (بما تعملون) بالتّاء، والباقون بالياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 385]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ويكون" بالرفع على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِير" [الآية: 39] فرويس بالخطاب وافقه الحسن والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)}
{فِتْنَةٌ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}
- قرأ الأعمش والمطوعي (ويكون ...) برفع النون على الاستئناف.
- وقراءة الجماعة (ويكون ...) بالنصب على العطف.
[معجم القراءات: 3/293]
{يَعْمَلُونَ}
- قرأ الحسن وسلام بن سليمان ورويس والوليد بن حسان وابن مهران كلهم عن يعقوب ومحبوب والهمداني كلاهما عن أبي عمرو (تعملون) على الخطاب لمن أمروا بالمقاتلة.
- وقراءة الجماعة (يعملون) بالياء على الغيبة، وهي قراءة يعقوب من رواية روح). [معجم القراءات: 3/294]

قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النصير} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الحزب الثامن عشر، بإجماع). [غيث النفع: 656]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)}
{مَوْلَاكُمْ}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والباقون على الفتح.
- والباقون على الفتح.
{الْمَوْلَى}
- الإمالة فيه كالموضع السابق). [معجم القراءات: 3/294]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:41 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}

قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة ألف "القربى" وألفي "اليتامى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واعلموا أنما غنمتم}
{واعلموا أنما غنمتم} إلى {الجمعان} [41] والوقف عليه كاف، اجتمع فيه {شيء} والممال ذو الوجهين و{ءامنتم}.
ففيها بحسب الضرب اثنا عشر وجهًا، ثلاثة {ءامنتم} مضروبة في وجهي الممال، ستة، مضروبة في وجهي {شيء} والصحيح منها ستة:
الأول: توسط {شيء} مع فتح {القربى واليتامى} مع قصر {ءامنتم}.
الثاني: مثله مع مد {ءامنتم} طويلاً.
الثالث: توسط {شيء} مع إمالة {القربى واليتامى} وتوسط {ءامنتم}.
الرابع: مثل، إلا أنك تمد {ءامنتم} طويلاً.
الخامس: تطويل {شيء} مع فتح الممال وتطويل {ءامنتم}.
السادس: مثله، إلا أنك تقلل {القربى واليتامى}.
وقس على هذا جميع ما ماثله، والله الموفق). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}
{فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}
- قرأ الجعفي وهارون واللؤلؤي وخارجة كلهم عن أبي عمرو، وأبو
[معجم القراءات: 3/294]
بكر عن عاصم، وأبو هريرة (فإن لله ...) بكسر الهمزة، على أن تكون (عن) وما عملت فيه مبتدأ وخبراً في موضع خبر الأولى.
- وقراءة الجماعة (فإن لله ...) بفتحها، على تقدير: فالحكم أن لله ...، فهو على هذا التقدير خبر مبتدأ محذوف.
وذهب بعضهم إلى أن (أن) وما في حيزها مبتدأ، وقدر خبره مقدماً. ومن العلماء من ذهب إلى أن (أن) هنا توكيد للأولى.
- وقرأ النخعي (فلله خمسه)، وذهب أبو حيان وغيره إلى أن هذه القراءة تقوي من قرأ بكسر (إن)
قال الزمخشري: (والمشهورة آكد وأثبت للإيجاب).
{خُمُسَهُ}
- قراءة الجماعة (خمسه) بضم الخاء والميم وفتح السين، نصباً، اسماً لأن.
- وقرأ الحسن وعبد الوارث وخارجة واللؤلؤي كلهم عن أبي عمرو والخليل (خمسه) بضم الخاء وسكون الميم وفتح السين.
[معجم القراءات: 3/295]
- وقرأ النخعي (خمسه) بضم الثلاثة على أنه خبره (فلله) على قراءته من غير (أن).
- وعن النخعي أنه قرأ (خمسه) بكسر الخاء على الإتباع، أي إتباع حركة الخاء لحركة ما قبلها.
{الْقُرْبَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في الآية/ 83 من سورة البقرة.
وتقدم فيه إمالتان:
- الأولى: في الألف الأخيرة عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والثانية: في الألف الأولى مع التاء وهي قراءة الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير عن الدوري.
وانظر الآية/ 83 من سورة البقرة.
{عَلَى عَبْدِنَا}
- قرأ زيد بن علي (على عبدنا) بضم العين والباء على الجمع، والمراد الرسول ومن معه.
- وقراءة الجماعة على (عبدنا) مفرداً وهو الرسول.
{الْتَقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 3/296]
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/297]

قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في كسر الْعين وَضمّهَا من قَوْله {بالعدوة الدُّنْيَا} ... {بالعدوة} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {بالعدوة} و{بالعدوة} الْعين فيهمَا مَكْسُورَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِضَم الْعين فيهمَا). [السبعة في القراءات: 306]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في الْإِدْغَام والإظهار من قَوْله {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة قنبل وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {حَيّ عَن بَيِّنَة} بياء وَاحِدَة مُشَدّدَة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَنَافِع (من حيي) بيائين الأولى مَكْسُورَة وَالثَّانيِة مَفْتُوحَة
وَقَالَ البزي عَن ابْن كثير (حيي) بياءين مثل نَافِع
حَدثنَا الْحُسَيْن بن بشر الصوفي قَالَ حَدثنَا روح بن عبد الْمُؤمن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير أَنه قَرَأَ (حيى) بياءين ظاهرتين مثل رِوَايَة البزي
وروى حَفْص عَن عَاصِم {حَيّ} بياء وَاحِدَة مُشَدّدَة). [السبعة في القراءات: 306 - 307]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بالعدوة) بالكسر، مكي، وأبو عمرو، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بالعدوة) [42]: بكسر العينين مكي، وأبو عمرو، وسلام، ويعقوب.
(ليهلك) [42]: بفتح اللام الثانية يحيى طريق ابن الحجاج، كرواية عصمة عن عاصم.
[المنتهى: 2/720]
(حيي) [42]: بياءين مدني، وأبو بكر، والمفضل، وسلام، ويعقوب غير المنهال، وسهلٌ، والبزي، ونصيرٌ، وابن الصلت عن قنبل، وأبو بشر، وخلف). [المنتهى: 2/721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بالعدوة) بكسر العين في الموضعين هنا، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 223]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والبزي وأبو بكر (حيي) بياءين ظاهرتين، وقرأ الباقون بياء شديدة مفتوحة). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {بالعدوة} (42)، في الحرفين: بكسر العين.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 299]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والبزي، وأبو بكر: {من حيي عن بينة} (42): بياءين، الأولى مكسورة مخففة.
والباقون: بواحدة مفتوحة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (بالعدوة) في الحرفين بكسر العين والباقون بضمها.
نافع وأبو جعفر والبزي ويعقوب وأبو بكر وخلف: (من حييّ) بياءين، الأولى مكسورة والثّانية مفتوحة والباقون بواحدة مفتوحة مشدّدة). [تحبير التيسير: 385]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيَهْلِكَ) بفتح اللام الثانية عصمة عن أَبِي عَمْرٍو، وعَاصِم، وابن الْحَجَّاج عن أبي بكر، قال الرَّازِيّ: هو طريق خلف والصريفيني، والجمال عن صاحبيه، الباقون بكسرها على الاختيار على فعل يفعل). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) بياءين محققين مدني غير كردم، وابن حماد في قول أبي علي، ومكي غير ابن مجاهد عن قُنْبُل في قول الرَّازِيّ قال أبو علي بن عمر، وابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل كالبزي، ويَعْقُوب غير المنهال، وسهل، والحسن، والخريبي، وابن عقيل، واللؤلؤي، ومحبوب، والقرشي والقزاز، والأزرق، وعن حَمْزَة، وعَاصِم إلا حفصًا، ونصيرًا، وأبو بشر، وخلف، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم. قال الْخَبَّازِيّ: غير الرَّازِيّ نصير وغير ابن الوليد وهو صحيح كذلك قرأت على الطبراني كطريق إبراهيم بن نوح، ويوسف بن معروف، زاد الرَّازِيّ الثغري عن الكسائي، وهو الاختيار لإظهار بناء الفعل الماضي، الباقون بإدغام الياء في الياء). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {بِالْعُدْوَةِ} بكسر العين فيهما: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/654]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {حَيَّ} بياءين: نافع والبزي وأبو بكر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (718- .... .... .... وَفِيـ = ـهِمَا الْعُدْوَةِ اكْسِرْ حَقًّا الضَّمَّ وَاعْدِلاَ
719 - وَمَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرًا إِذْ صَفَا هُدًى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والكسر على الاستئناف.
والعدوة: بدلٌ من الضمير المتصل بحرف الجر، أو عطف بيانٍ، أو حكاية ما في القرآن.
واعدل، لأن أبا عبيد، زعم أن الضم أعرب اللغتين وأكثرهما.
وقد ذكر اليزيدي أن الكسر لغة أهل الحجاز.
وأنكر أبو عمرو الضم، فاعدل أنت.
ويقال: العدوة بالفتح أيضًا، وهي جانب الوادي؛ وقيل: المكان المرتفع.
[فتح الوصيد: 2/951]
[719] ومن حيي اكسر مظهرًا (إ)ذ (صـ)فا (هـ)دى = وإذ يتوفى أنثوه (لـ)ـه (مـ)لا
الإظهار: الأصل، ولأن المستقبل منه لا يجوز إدغامه، لانقلاب الياء فيه ألفًا، والمستقبل الأصل، فلا يدغم في الماضي حملًا عليه، ولأن الإدغام، إنما يحسن حيث تكون الحركة لازمة.
وحركة (حيي)، قد تزول في نحو: حييت، فأشبهت حركة الإعراب في {على أن يحي}؛ وتلك الكلمة لا يجوز إدغامها، لأن الحركة فيها غير لازمة، بل تذهب في الرفع والجزم.
قال سيبويه: «أخبرنا بهذه اللغة يونس»؛ يعني الإظهار.
قال: «وسمعنا بعض العرب يقول: أحيياء وأحيية»، فيظهر.
وإذا لم يدغموا -هذا مع لزوم الحركة- فإظهار ما تفارقه الحركة أولى.
والإدغام لاجتماع مثلين، ولأن الياء الأولى بلزوم الحركة لها، قد صارت بمنزلة الصحيح، نحو: شممت وعضضت؛ فلما لزم إدغام نحو: شم وعض، كذلك لزم إدغام حيي.
وعلى هذا قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/952]
عيوا بأمرهم كما = عيت ببيضتها الحمامه). [فتح الوصيد: 2/953]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([718] وبعد وإن الفتح عم علا وفيـ = ـهما العدوة اكسر حقًّا الضم واعدلا
ح: (إن): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (عم): خبره، (علا): تمييز، (بعد): مضموم منصوب المحل على الحال من (إن)، أي: كائنًا بعد (كيد)، (العدوة): بدل من ضمير (فيها)، نحو: (ضربته زيدًا)، وأبدل بالمفرد لأنه في موضعين، (الضم): مفعول (اكسر)، (حقًا): مفعول مطلق، أو حال من الضم، (اعدلا): أمرٌ عطف على (اكسر).
ص: يعني: {وأن الله مع المؤمنين} [19] - الذي بعد قوله تعالى: {وأن الله موهنُ كيد الكافرين} [18] يفتح همزهُ نافع وابن عامر وحفص
[كنز المعاني: 2/273]
على تقدير: ولأن الله مع المؤمنين امتنع غناكم، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
و (بعد): احتراز من: {وأن للكافرين عذابَ النار} [14]، و{وأن الله موهن} [18]؛ إذ لا خلاف فيهما.
ثم قال: (والعدوة): اكسر ضم العين في موضعيها، يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير (إذ أنتم بالعِدوة الدنيا وهم بالعِدوة القصوى} [42] بكسر العين، والباقون: بالضم، لغتان.
[719] ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى = وإذ يتوفى أنثوه له ملا
ب: (الملا): - بضم الميم جمع (ملاءة)، وهي الملحفة، كناية عن الحجج.
ح: (من حبي): مفعول (اكسر)، (مظهرًا): حال من فاعله، فاعل (صفا): ضمير عائد إلى الكسر المدلول عليه في (اكسر)، أو إلى (من حيي)، (هُدى): تمييز، أو حال، (إذ يتوفى): مبتدأ، (أنثوه): خبر، (له مُلا): خبر ومبتدأ، والضمير: للتأنيث.
[كنز المعاني: 2/274]
ص: يعني: اقرأ عن نافع وأبي بكر والبزي: (ويحيى من حي عن بينةٍ) [42] بكسر الياء الأولى، مظهرًا لما أدغم غيرهم، أي: بفك الإدغام على الأصل، كـ (عمي)، والباقون: يشددون الياء المفتوحة على الإدغام للتخفيف.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (إذ تتوفى الذين كفروا الملائكة) [50] بتأنيث {يتوفى} لتأنيث لفظ {الملائكة}، والباقون بالتذكير؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي، وللفصل). [كنز المعاني: 2/275] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والعدوة بكسر العين وضمها: لغتان وهي جانب الوادي وقيل المكان المرتفع، وقوله: فيهما؛ لأنها في موضعين: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/197]
الْقُصْوَى}، وهي مخصوصة في العلم حكاية لما في القرآن، وإنما موضعها رفع بالابتداء وتقدير الكلام: والعدوة اكسر الضم في موضعيها، ويجوز أن يكون العدوة بدلا من الضمير في فيهما أو في عطف بيان؛ أي: اكسر الضم فيهما ثم بيَّن ما أضمره فقال العدوة كقولك: رأيته زيدًا ومررت به زيد.
فإن قلت: كيف بدل مفردًا من ضمير تثنية وأنت لا تقول: رأيتهما زيدًا بل يجب أن تقول زيدا وعمرا أو الزيدين أو نحو ذلك؟ قلت: لما كان المضمر في هذا النظم لفظا متحدًا لم يحتج إلى تثنية اللفظ المثنى؛ بل اللفظ المفرد كافٍ في البيان كالتمييز في "عشرون رجلا" لما كان الغرض بيان حقيقة المعدود المتحد الجنس كفى في بيانه لفظ مفرد فكذا هذا، ولما كان المضمر في قولك: رأيتهما ومررت بهما يحتمل الاختلاف لزم البيان بلفظ التثنية أو ما يقوم مقامه، والكلام في حقا كما سبق إما نعت مصدر محذوف؛ أي: اكسر الضم كسرا حقًّا وهو مصدر مؤكد؛ أي: حق ذلك حقا، والألف في واعدلا بدل عن نون التأكيد الخفيفة أراد واعدلن، قال الشيخ: لأن أبا عبيد زعم أن الضم أعرب اللغتين وأكثرهما، وقد ذكر اليزيدي أن الكسر لغة أهل الحجاز، وأنكر أبو عمرو الضم فاعدل أنت، ويقال: العدوة بالفتح أيضا والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/198]
719- وَمَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرًا "إِ"ذْ "صَـ"ـفَا "هُـ"ـدًى،.. وَإِذْ يَتَوَفَّى أَنِّثُوهُ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
يريد: {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}؛ أصل هذا المدغم حيي بياءين على وزن عمى فأدغم، أراد كسر الياء الأولى مظهرا لما كان أدغم في قراءة الغير وللباقين افتح مدغما وهما لغتان: نحو عيى وعى وهدى: تمييز أو حال؛ أي: صفا هداه وصفا ذا هدى كما سبق في عم علا وغيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/199]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (718 - .... .... .... .... وفيـ = ـهما العدوة اكسر حقّا الضّمّ واعدلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى بكسر ضم العين في الموضعين فتكون قراءة غيرهما بضم العين فيهما.
[الوافي في شرح الشاطبية: 279]
719 - ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى = وإذ يتوفّى أنّثوه له ملا
قرأ نافع وشعبة والبزي: وَيَحْيى مَنْ حَيَّ بإظهار الياء الأولى وكسرها، فينطق بياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، وقرأ الباقون بإدغام الأولى في الثانية، فيصير النطق بياء واحدة مفتوحة مشددة). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (119- .... .... .... حَيَّ أَظْهِرَنْ = فَتًى حُزْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: حي اظهرن فتى حز، أي قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف و(حا) حز وهو يعقوب {من حي عن بينة} [42] بياءين؛ الأولى مكسورةكأبي جعفر فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 137]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِالْعُدْوَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمٍّ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي مَنْ حَيَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ وَالْبَزِّيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بِيَاءَيْنِ ظَاهِرَتَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَفْتُوحَةٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ كَذَلِكَ بِيَاءَيْنِ، وَكَذَا رَوَى عَنْهُ الزَّيْنَبِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ مُشَدَّدَةٍ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ السَّبْعَةِ، وَفِي كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ وَأَنَّهُ قَرَأَ بِذَلِكَ عَلَى قُنْبُلٍ، وَنَصَّ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ قَالَ الدَّانِيُّ: إِنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْهُ.
(قُلْتُ): وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ ثَوْبَانَ وَابْنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَبِي رَبِيعَةَ كُلُّهُمْ عَنْ قُنْبُلٍ، وَكَذَا رَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنِ الْقَوْسِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {بالعدوة} [42] بكسر العين في الموضعين، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب وخلف والبزي وأبو بكر وابن شنبوذ عن قنبل {من حي} [42] بياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، والباقون بياء واحدة مفتوحة مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (659 - بالعدوة اكسر ضمّه حقًّا معا = وحيي اكسر مظهرًا صفا زعا
660 - خلفٌ ثوى إذ هب .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيي اكسر مظهرا (ص) فا (ز) عا
يريد قوله تعالى «إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى» بكسر العين فيهما ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بضمها وهما لغتان قوله: (وحي) أي وقرأ من حي بكسر الياء الأولى مع الإظهار على وزن عمى خلف وشعبة ونافع وقنبل بخلاف عنه والبزي وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالفتح مع الإدغام وهما لغتان من حي وحي.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
زد خلف (هـ) ب (ثوى) ويحسبنّ (ف) ي = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (ف) اشيه (ك) في
زد من الزيادة؛ وفيه إشارة إلى زيادة وجه الإظهار لقنبل عن الشاطبية وغيرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيى اكسر مظهرا (صفا) (ز) عا
خلف (ثوى) (إ) ذ (هـ) بـ ويحسبنّ (ف) ى = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (فا) شيه (ك) فى
ش: أي: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى [الأنفال: 42] بكسر العين فيهما، والباقون بالضم، وهما لغة الحجاز.
قال [الفراء:] الضم أعرف.
وقرأ مدلولي (صفا) أبو بكر وخلف، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وهمزة (إذ) نافع، وهاء (هب) البزي: من حيي عن بينة [الأنفال: 42] بإظهار الياء الأولى وكسرها، والباقون بإسكانها وإدغامها في الثانية.
واختلف فيها عن ذي زاي (زعا) قنبل: فروى عنه ابن شنبوذ والزينبي الإظهار، وروى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
عنه ابن مجاهد الإدغام؛ نص على ذلك في كتابه «السبعة»، وفي كتاب «المكيين»، وأنه قرأ بذلك على قنبل، ونص في كتابه «الجامع» على خلاف ذلك.
قال الداني: إن ذلك وهم منه.
قال المصنف: وهو رواية ابن بويان، وابن الصباح، وابن عبد الرزاق، وأبي ربيعة، كلهم عن قنبل، وكذا روى الحلواني عن القواسي.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا [الأنفال: 59] بياء الغيب.
وقرأ ذو فاء (فاشيه) حمزة وكاف (كفى) ابن عامر لا يحسبن الذين كفروا معجزين بالنور [الآية: 57] بياء الغيب، وأيضا: بتاء الخطاب فيهم.
تنبيه:
لا بد من قوله: (اكسر) بيانا لحركة الحرف المظهر، وليس بتأكيد، ولا يلزم من إظهار الحرف كسره، ولا مفهوم له؛ لأنه فرع الوجود.
وجه إظهار حيي: الأصل المؤيد بقصد الحركة وكراهة [تشديد العليل]، ووجه الإدغام تخفيف ثقل المثلين، وعليه صريح الرسم.
ووجه غيب يحسبنّ فيهما: إسناده لضمير النبي صلّى الله عليه وسلّم أو «حاسب» [أو] «المؤمنين»: مناسبة لطرفيه الّذين كفروا، وسبقوا مفعولا، أي: يحسبن النبي الكافرين فئتين، والّذين كفروا فاعله، والأول محذوف، وسبقوا الثاني.
ووجه الخطاب فيهما: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم لتقدمه، والّذين كفروا وسبقوا مفعولاه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/352] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بالعدوة" [الآية: 42] معا فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر العين فيهما وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
والباقون بالضم فيهما، وهما لغتان لأهل الحجاز، وإنكار أبي عمر والضم محمول على أنه لم يبلغه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَنْ حَيّ" [الآية: 42] فنافع والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام، وفتح الثانية، وافقهم ابن محيصن بخلفه، والباقون بياء مشددة مفتوحة، وبه قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد وهما لغتان مشهورتان في كل ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو: عي وحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" إمالة "الدنيا" "القصوى" وكذا "يحيى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالعدوة} [42] معًا قرأ المكي والبصري بكسر العين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 658]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حي} قرأ نافع والبزي وشعبة بياءين، الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة، والباقون بياء مشددة مفتوحة). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}
{بِالْعُدْوَةِ.. بِالْعُدْوَةِ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (بالعدوة.. بالعدوة) بضم العين فيهما.
قال الأخفش: (وبها نقرأ).
والضم لغة أهل الحجاز، وهو لغة قريش.
وأنكر أبو عمرو الضم، وحمل هذا الإنكار على أنه لم يبلغه.
- وقرا ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن (بالعدوة.. بالعدوة) بكسر العين فيهما، والكسر لغة قيس.
قال مكي:
[معجم القراءات: 3/297]
(والكسر عند الأخفش أكثر.
وقال أحمد بن يحيى: الضم أكثر اللغتين، وهو الاختيار: لأن أكثر القراء عليه).
وهما عند الطبري لغتان مشهورتان بمعنى واحد.
وعند أبي عبيد الضم أكثرهما.
- وقرأ الحسن وقتادة وزيد بن علي وعمرو بن عبيد وعدي وخالد كلاهما عن أبي عمرو (بالعدوة.. بالعدوة) بفتح العين فيهما.
قال الشهاب: (وقراءة الفتح شاذة ...، وهي كلها لغات، ولا عبرة بإنكار بعضها".
- وقرئ (بالعدية ... بالعدية) بقلب الواو ياءً لكسرة العين، ولم يعتدوا بالساكن لأنه حاجز غير حصين.
{بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}
- قرأ ابن مسعود (... بالعدوة العليا وهم بالعدوة السفلى).
ومقل هذا يحمل على التفسير، وغالب قراءات ابن مسعود هذا مخرجها.
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة في الآيتين/ 85 و114 من سورة البقرة في الجزء الأول.
[معجم القراءات: 3/298]
{الْقُصْوَى}
- قرأ زيد بن علي 0القصيا)، وذهب أبو حيان إلى أنه القياس، وهي لغة تميم.
قال الشهاب:
(... فعلى هذا القصوى شاذة والقياس قصيا، وهي لغة قرأ بها زيد ابن علي، وعنوا بالشذوذ مخالفة القياس لا الاستعمال، فلا تنافي الفصاحة) أي لفظ: القصوى.
- وقراءة الجماعة (القصوى)، وهي لغة أهل الحجاز.
قال أبو حيان:
(القصوى: شاذ في القياس فصيح في الاستعمال، والقياس: القصيا، وقد قاله بعض العرب..).
- وأمال (القصوى) حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة أبي عمرو بين بين.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي
[معجم القراءات: 3/299]
وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (... أسفل) بالنصب على الظرفية، وهو واقع موقع الخبر.
- وقرأ زيد بن علي (... أسفل..) بالرفع على أنه خبر، وقد اتسع في الظرف، وأجاز هذا الكسائي والأخفش والفراء.
قال الزجاج:
(الوجه أن تنصب (أسفل)، وعليه القراءة، ويجوز أن ترفع (أسفل) على أنك تريد: والركب أسفل منكم، أي أشد تسفلاً، ومن نصب أراد: والركب مكاناً أسفل منكم).
{لِيَهْلِكَ}
- قراءة الجماعة (ليهلك) بكسر اللام، وماضيه (هلك)، بفتح اللام.
- وقرأ الأعمش وعصمة عن أبي بكر عن عاصم (ليهلك) بفتح اللام، وقياس ماضيه (هلك) بكسر اللام، والمشهور فيه الفتح. وذهب ابن جنى إلى أن هذه القراءة شاذة مرغوب عنها.
- وروى خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (ليهلك) بضم الياء وفتح اللام.
- وقرأ الأعمش ويحيى عن أبي بكر (ليهلك) بضم الياء وكسر
[معجم القراءات: 3/300]
اللام والفعل لله تعالى، وماضيه أهلك.
{وَيَحْيَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَيَّ}
- قرأ أن كثير في رواية قنبل والقواس، وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وحفص عن عاصم، وابن مجاهد (حي) بياء واحدة مشددة، وهي اختيار سيبويه وأبي عبيد؛ لأنها كذلك وقعت في المصاحف، وهي عند الفراء أكثر قراءة القراء.
- وقرأ نافع، والبزي وشبل عن ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم، وقنبل من طريق ابن شنيوذ، ونصير عن الكسائي، وأبو جعفر ويعقوب وخلف وابن محيصن وسهل والمفضل وجبلة (حيي) بكسر الياء الأولى وفلك الإدغام وفتح الثانية.
والفك والإدغام لغتان مشعورتان.
[معجم القراءات: 3/301]
{وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}
- جاء في شرح الرضي على الكافية أنه قرئ (وأن الله لسميع عليم) بفتح همزة (أن).
واستشهد بهذه القراءة على دخول لام الابتداء في خبر (أن) المفتوحة الهمزة، وعد هذا شاذا، إذ الأصل فيها أن تأتي مع خبر (إن) المكسورة الهمزة.
وتخريجها هنا على الزيادة وأن الأصل: وأن الله سميع عليم.
وقد ذهبت فيها هذا المذهب قياساً على تخريج قراءة سعيد بن جبير في آية سورة الفرقان/ 20).
(إلا أنهم ليأكلون الطعام) بفتح اللام بعد (أن) ). [معجم القراءات: 3/302]

قوله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَرَاكُمْ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراكهم" [الآية: 43] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري والأزرق بالفتح والصغرى، ولم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه فقط، وبالأول قطع له صاحب العنوان، وبالثاني صاحب التيسير، وأطلق الشاطبي الوجهين في الحرز، وهما صحيحان كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)}
{مَنَامِكَ قَلِيلًا}
- قرأ بإدغام الكاف في القاف وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{أَرَاكَهُمْ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وللأزرق وورش فيه الفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
[معجم القراءات: 3/302]
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء هن الأزرق وورش.
{وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}
- قراءة الجماعة (ولكن الله سلم) بتشديد النون، ونصب لفظ الجلالة اسماً لها.
- وقرأ مسلم بن جندي (ولكن الله سلم) بتخفيف النون وكسرها، ولفظ الجلالة مرفوع على الابتداء). [معجم القراءات: 3/303]

قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تُرْجَعُ الْأُمُورُ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ترجع الأمور} [44] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 44] بالبناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترجع الأمور} قرأ الشامي والأخوان بفتح التاء، وكسر الجيم والباقون بضم التاء، وفتح الجيم). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}
{وَيُقَلِّلُكُمْ}
- قراءة ابن محيص بإسكان اللام، وباختلاس الضمة (يقللكم).
{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}
- قراءة الجماعة (ترجع ...) بضم التاء وفتح الجيم، مبنياً للمفعول.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن محيصن والمطوعي والحسن وعيسى بن عمر والأعمش (ترجع) بفتح التاء وكسر الجيم مبنياً للفاعل.
وهو مذهب يعقوب في جميع القرآن.
وتقدم مثل هذا، وانظر الآيتين/ 28 و210 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/303]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:43 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ هَمْزَةِ فِئَةٍ وَرِئَاءَ النَّاسِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "فئة وفئتان ورئاء الناس" ياء في الثلاثة أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)}
{فِئَةً}
- قرأ أبو جعفر (فية) بإبدال الهمزة باء ووصلاً ووقفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وتحقيق الهمز عن الجماعة (فئة).
{كَثِيرًا}
- تقدم في الآية السابقة/ 43 قبل قليل ترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/304]

قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وتذهب ريحكم) [46]: جزم: الخزاز). [المنتهى: 2/721]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، بالتاء وبإسكان الباء الخزاز قال أبو علي أبان بإسكان الباء والياء، والصحيح أن أبان وجريرًا عن الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ بالياء وبفتح الباء، الباقون بالتاء وفتح الباء، وهو الاختيار نسقًا على جواب النهي). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ تَاءِ (وَلَا تَّنَازُعوا) لِلْبَزِّيِّ فِي أَوَاخِرِ
[النشر في القراءات العشر: 2/276]
الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ترجع الأمور} [44] ذكر في البقرة.
{ولا تنازعوا} [46] ذكر للبزي أيضًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وشدد البزي بخلفه تاء "ولا تنازعوا" مع إشباع الألف قبلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فتفشلوا" بكسر الشين فقيل إنه غير معروف، وقيل بل هو لغة ثابتة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "وَتَذْهَبَ رِيحُكُم" [الآية: 46] بالجزم عطفا على فعل النهي قبله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تنازعوا} [46] قرأ البزي بتشديد التاء وصلاً، مع المد الطويل، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}
- قرأ ابن كثير في رواية البزي وابن فليح (ولا تنازعوا) بتشديد التاء مع إشباع المد قبلها للساكنين، والأصل فيه: ولا تتنازعوا، فأدغمت الأولى في الثانية.
- وقراءة الباقية (ولا تنازعوا) بتاء واحدة خفيفة على حذف إحدى التاءين، وهو الوجه الثاني عن البزي.
{فَتَفْشَلُوا}
- قراءة الجماعة (فتفشلوا) بفتح الشين، من باب فرح.
- وقرأ الحسن وإبراهيم (فتفشلوا) بكسر الشين.
وذهب أبو حاتم إلى أن الكسر غير معروف، وهو عند غيره لغة.
[معجم القراءات: 3/304]
وفي التاج: (وقرئ فتفشلوا)، وفشل يفشل كضرب يضرب، وبه قرأ الحسن البصري)، ثم ذكر أنها لغة نقلها الصغاني.
- وقرأ بعض القراء (فتفشلوا) بضم الشين من باب نصر.
وفي التاج: (ومما يستدرك عليه أي على الفيروزآبادي صاحب القاموس فشل يفشل ككتب يكتب، وبه قرئ: فتفشلوا.. لغتان [أي الكسر والضم] نقلهما الصاغاني).
{وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
- قراءة الجماعة (وتذهب ...) بالتاء ونصب الباء عطفاً على جواب النهي (فتفشلوا)؛ إذ الفاء فيه سببية.
- وقرأ أبو حيوة، وأبان وعصمة عن عاصم وقتادة (ويذهب ...) بالياء من تحت ونصب الباء، وتخريجها كالقراءة السابقة.
- وقرأ المطوعي وهبيرة عن فحص عن عاصم (وتذهب ...) بالتاء وجزم الباء.
وتخريج هذه القراءة أنه عطف على (فتفشلوا)، وقوله: (فتفشلوا) جزك عطفاً على (ولا تنازعوا).
- وقرأ عيسى بن عمر وأبان وعمرو بن خالد والضحاك وكلاهما عن عاصم (ويذهب ...) بالياء من تحت، وجزم الباء.
وتخريج هذه القراءة كالمتقدة في العطف على مجزوم.
قال العكبري: (ويجوز أن يكون (فتفشلوا جزماً عطفاً على
[معجم القراءات: 3/305]
النهي، ولذلك قرئ: ويذهب ريحكم".
{وَاصْبِرُوا}
- قراءة ورش والأزرق بترقيق الراء، وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 3/306]

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) التاء قَتَادَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (مِن دِيَارِهِمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ هَمْزَةِ فِئَةٍ وَرِئَاءَ النَّاسِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)}
{مِنْ دِيَارِهِمْ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وقرأه بالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{رِئَاءَ}
- أبدل أبو جعفر الهمزة الأولى ياءً في الوقف والوصل (رياء).
- وهذا الإبدال قراءة حمزة في الوقف.
- ولحمزة وهشام في الثانية في الوقف الإبدال مع المد والقصر والتوسط.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 264 من سورة البقرة، والآية/ 38 من سورة النساء.
{النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/306]

قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "وإذ زين" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همزة "بريء" ياء وأدغم الياء في الياء بخلف عنه في الروايتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياءي الإضافة من "إني أرى" و"إني أخاف" [الآية: 48] نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أرى} و{إني أخاف} [48] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)}
{إِذْ زَيَّنَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان وابن سعدان وأبو جعفر ويعقوب وخلاد بخلاف عنه، وهي رواية العجلي وخلف وأبي أيوب الضبي عن أبي عمرو، بإظهار الذال.
- وأدغم الذال في الزاي أبو عمرو والكسائي وخلاد واليزيدي وابن محيصن والأعمش وخلف.
{زَيَّنَ لَهُمُ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام، وبالإظهار.
{وَقَالَ لَا}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وبالإظهار.
{مِنَ النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{تَرَاءَتِ}
- قراءة الجماعة (تراءت) مهموزاً.
- وروى الأعمش عن عاصم (ترات) كذا بلا همز عند ابن خالويه.
وقال ابن عطية: (وقرأ الأعمش وعيسى بن عمر (ترأت) مقصورة. كذا جاء ضبطها.
- وأمال (تراءت) هشام البربري عن الكسائي، ونصير، وحكى الإمالة أبو حاتم عن الأعمش، قال: (ثم رجع عن ذلك).
[معجم القراءات: 3/307]
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{الْفِئَتَانِ}
- قرأ أبو جعفر (الفيتان) بإبدال الهمزة ياءً في الوقف والوصل.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
{الْفِئَتَانِ نَكَصَ}
- قرأ بإدغام النون في النون وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{عَقِبَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (عقبيهي) بوصل الهاء بياء.
{بَرِيءٌ}
- قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً وإدغام الياء في الياء وصلاً ووقفاً (بري).
- والإبدال مع الإدغام قراءة حمزة وهشام في الوقف مع السكون والروم والإشمام.
{إِنِّي أَرَى.. إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ}
- فتح الياء في الوصل نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أرى.. إني أخاف).
- والباقون ماضون على السكون فيهما في الحالين (إني أرى.. إني أخاف).
{أَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 3/308]
- والباقون على الفتح وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/309]

قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَإِنَّ اللَّهَ) بكسر الهمزة هارون، والجعفي، واللؤلؤي، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بفتحها، وهو الاختيار لقوله: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ)، خمسة بإسكان الميم اللؤلؤي، ويوش، وخارجة، وعبد الوارث إلا القصبي، ونعيم بن ميسرة، الباقون بضم الميم، وهو الاختيار، لأن الإشباع أولى). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)}
{مَرَضٌ غَرَّ}
- أخفى التنوين في الغين مع الغنة أبو جعفر.
- وقراءة الباقين على الإظهار). [معجم القراءات: 3/309]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:45 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (50) إلى الآية (54) ]

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {إِذْ يتوفى الَّذين كفرُوا الْمَلَائِكَة} 50
كلهم قَرَأَ {إِذْ يتوفى} بِالْيَاءِ غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (إِذْ تتوفى) بتاءين). [السبعة في القراءات: 307]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إذ تتوفى) بالتاء، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإذ تتوفی) [50]: بالتاء دمشقي). [المنتهى: 2/721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (إذ تتوفى) بتاءين، وقرأ الباقون بياء وتاء). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {إذ تتوفى الذين كفروا} (50): بتاءين.
[التيسير في القراءات السبع: 299]
والباقون: بياء وتاء). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (إذ تتوفى الّذين كفروا) بتاءين، والباقون بياء وتاء). [تحبير التيسير: 385]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إذ تتوفى) بتاءين دمشقي غير ابن الحارث، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ غير أن هشامًا في قول ابن غلبون، والبكرواني أدغم التاء في التاء، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لأن الملائكة هاهنا ملك الموت عليه السلام وحده كما قال في آل عمران
[الكامل في القراءات العشر: 559]
(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ) وهو جريل، ويحتمل أن يكون المتوفي اللَّه، والملائكة مرفوع بالمبتدأ كقوله: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) وهذا عندي أولى لتحقق الفعل منه). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([50]- {إِذْ يَتَوَفَّى} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (719-.... .... .... .... = وَإِذْ يَتَوَفَّى أَنِّثُوهُ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(إذ تتوفي) على تأنيث الملائكة.
وبالياء، لأن تأنيثها غير حقيقي، وللفصل.
والملاء: جمع ملاءة، وقد سبق مثله). [فتح الوصيد: 2/953]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([719] ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى = وإذ يتوفى أنثوه له ملا
ب: (الملا): - بضم الميم جمع (ملاءة)، وهي الملحفة، كناية عن الحجج.
ح: (من حبي): مفعول (اكسر)، (مظهرًا): حال من فاعله، فاعل (صفا): ضمير عائد إلى الكسر المدلول عليه في (اكسر)، أو إلى (من حيي)، (هُدى): تمييز، أو حال، (إذ يتوفى): مبتدأ، (أنثوه): خبر، (له مُلا): خبر ومبتدأ، والضمير: للتأنيث.
[كنز المعاني: 2/274]
ص: يعني: اقرأ عن نافع وأبي بكر والبزي: (ويحيى من حي عن بينةٍ) [42] بكسر الياء الأولى، مظهرًا لما أدغم غيرهم، أي: بفك الإدغام على الأصل، كـ (عمي)، والباقون: يشددون الياء المفتوحة على الإدغام للتخفيف.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (إذ تتوفى الذين كفروا الملائكة) [50] بتأنيث {يتوفى} لتأنيث لفظ {الملائكة}، والباقون بالتذكير؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي، وللفصل). [كنز المعاني: 2/275]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتأنيث والتذكير في: {يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ}.
سبق نظيرهما في: {تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} في آخر الأنعام، واللفظ الفاصل هنا بين الفعل والفاعل أكثر منه ثم فلهذا كان الأكثر هنا على التذكير وثم على التأنيث، والمُلا بضم الميم جمع ملاءة وهي الملحفة كنى بذلك عن الحجج، وقد سبق أيضا تفسيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/199]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (719 - .... .... .... .... .... = وإذ يتوفّى أنّثوه له ملا
....
وقرأ هشام وابن ذكوان: ولو ترى إذ تتوفّى بتاء التأنيث في يتوفى والباقون بياء التذكير فيها. و(ملا) بضم الميم والمد والقصر للشعر جمع ملاءة وهي الملحفة وكنى عن الحجة). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِذْ يَتَوَفَّى فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَهِشَامٌ، عَلَى أَصْلِهِ فِي إِدْغَامِ الذَّالِ فِي التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إذ يتوفى} [50] بالتأنيث، وهشام يدغم على أصله، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (661- .... .... .... .... = ويتوفّى أنّث انّهم فتح
662 - كفلٌ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويتوفى) يعني قوله تعالى «ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا» قرأ ابن عامر بالتأنيث وأنهم بفتح الهمزة، يعني قوله تعالى: «أنهم لا يعجزون» بفتح الهمزة، ابن عامر كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون يتوفى بالتذكير وإنهم بالكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إذ يتوفى" [الآية: 50] فابن عامر بالتاء على التأنيث وهشام على أصله في إدغام الذال في التاء، والباقون بالتذكير لكون الفاعل مجازي التأنيث وللفصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إذ يتوفى} [50] قرأ الشامي بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)}
{تَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إِذْ يَتَوَفَّى}
- قراءة الجماعة (إذ يتوفى) بالياء وتاء بعدها، على التذكير، لأن الفاعل مجازي التأنيث، وللفصل بين الفعل والفاعل.
- وقرأ ابن عامر والأعرج (إذ تتوفى) بتاءين؛ وذلك لتأنيث
[معجم القراءات: 3/309]
(الملائكة)، فهو جمع تكسير، يجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه.
- وقرأ هشام عن ابن عامر (إذ تتوفى) بإدغام الذال في التاء الأولى، ووافق هشاماً على إدغام الذال في التاء أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن.
- وأمال (يتوفى) حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/310]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بظلام} [51] تفخيم لامه لورش جلي). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51)}
{بِظَلَّامٍ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام). [معجم القراءات: 3/310]

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [52 54] معًا إبداله للسوسي). [غيث النفع: 659] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)}
{كَدَأْبِ}
- قرأ أبو جعفر (كداب) بإبدال الهمزة فيه حرف مد من جنس الحركة التي قبلها وهي الفتحة). [معجم القراءات: 3/310]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)}
{مُغَيِّرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يُغَيِّرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِأَنْفُسِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف (بينفسهم) بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء.
{وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
- قراءة الجماعة (وأن الله ...) بفتح الهمزة، والتقدير: ذلك بأن الله لم يكن مغيراً، وبأن الله سميع..
- وقرئ (وإن الله ...) بكسر الهمزة، وهو محمول على الاستئناف). [معجم القراءات: 3/311]

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [52 54] معًا إبداله للسوسي). [غيث النفع: 659] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}
{كَدَأْبِ}
- تقدمت قراءة أبي جعفر (كداب) قبل قليل في الآية/ 52). [معجم القراءات: 3/311]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:47 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (55) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فبه بإبدال الهمزة واواً، انظر الآيتين/ 88 من سورة البقرة، و185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/311]

قوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)}

قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ خَلْفِهِمْ) على أن " مِن " حرف جر جرير عن الْأَعْمَش، وأبو حيوة، الباقون " مَن " بفتح الميم، وهو الاختيار بمعنى: من يأتي من بعدهم). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "فَشَرِّذ" بالذال المعجمة قيل هذه المادة مهملة في لغة العرب، وقيل ثابتة ومن قال إنها كذلك في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تعقبه في الدر بأن النقط والشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}
{فَشَرِّدْ}
- قرأ المطوعي والأعمش بخلاف عنه وابن مسعود (فشرذ) بالذال.
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله، وقالوا: ولم تحفظ هذه المادة في لغة العرب).
قال ابن جني: (لم يمرر بنا في اللغة تركيب (ش ر ذ)، وأوجه ما يُصرف إليه ذلك أن تكون الذال بدلاً من الدال، كما قالوا: لحم خرادل وخراذل [أي مقطع مفرق]، والمعنى الجامع لهما أنهما مجهوران ومتقاربان).
وقال القرطبي: (وهما لغتان [أي الذال والدال]، وقال قطرب: بالذال المعجمة التنكيل، وبالدال المهملة التفريق، حكاه الثعلبي وقال المهدوي: لا وجه لها إلا أن تكون بدلاً من الدال المهملة لتقاربهمان، ولا يعرف في اللغة شرذ).
قال الصفراوي: (... الأعمش من طريق السماع دون التلاوة..).
- وقراءة الجماعة (فشرد) بالدال المهملة.
[معجم القراءات: 3/312]
{مَنْ خَلْفَهُمْ}
- قرأ أبو حيوة والأعمش بخلاف عنه، وحكاها عنه المهدوي وأبو بكر عن عاصم (مِن خلفهم) جاراً ومجروراً.
قال الفراء:
(وربما قرئت.. بكسر (مِن) وليس لها معنىً استحبه في التفسير).
والمفعول على هذه القراءة محذوف: أي فشرد أمثالهم من الأعداء أو ناساً يعلمون بعملهم).
قال الطوسي: (والمعنى: نكل بهم أنت يا محمد من ورائهم، والأول أجود، وعليه القراءة).
- وقراءة الجماعة (من خلفهم) بفتح الميم والفاء.
- وأخفى أبو جعفر النون في الخاء بغنة). [معجم القراءات: 3/313]

قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [58] جلي). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
{مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء بغنة.
والباقون على الإظهار.
{فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ}
- قرأ ورش (فانبذ ليهم) بنقل حركة الهمزة إلى الذال قبلها، ثم حذف الهمزة.
- وسكت خلف عن حمزة على الذال بخلاف عنه، لأنه ساكن
[معجم القراءات: 3/313]
{إِلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (إليهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{عَلَى سَوَاءٍ}
- قرأ زيد بن على (على سواء) بكسر السين.
- والجماعة على الفتح (على سواء).
- وقرأ حمزة بتسهيل الهمزة في الوقف، وذلك بأن يسكن ثم يبدل ألفاً من جنس ما قبله (سواا)، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما، ويجوز إبقاؤهما للوقف، ويمد.
- وعن هشام خلاف في الوقف على الهمز، فروي عنه التسهيل مثل: حمزة، وروي عنه التحقيق مثل سائر القراء). [معجم القراءات: 3/314]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا سبقوا} 59
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر والكسائي {وَلَا تحسبن} بِالتَّاءِ وَكسر السِّين غير عَاصِم فَإِنَّهُ فتح السِّين وفي النُّور أَيْضا 57 بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} بِالْيَاءِ وَفتح السِّين
وروى حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ هَهُنَا وفي النُّور بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ غير حَمْزَة وَابْن عَامر في السورتين بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَابْن عَامر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 307]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {إِنَّهُم لَا يعجزون} 59
كلهم قَرَأَ {إِنَّهُم لَا يعجزون} بِكَسْر الْألف إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {إِنَّهُم} بِفَتْح الْألف). [السبعة في القراءات: 308]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا يحسبن) بالياء، شامي، ويزيد، وحمزة (وحفص) (سبقوا أنهم) بفتح الألف، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا يحسبن) [59]: بالياء دمشقي إلا الوليد بن عتبة، ويزيد طريق الفضل، وحمزة، وحفص). [المنتهى: 2/721]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنهم) [59]: بفتح الألف دمشقي). [المنتهى: 2/722]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة وابن عامر (ولا يحسبن الذين كفروا) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد تقدم ذكر فتح عاصم وحمزة وابن عامر للسين وكسر الباقين لها حيث وقع). [التبصرة: 224]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (أنهم لا يعجزون) بفتح الهمزة، وكسرها الباقون). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وابن عامر، وحمزة: {ولا يحسبن الذين} (59): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 300]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {أنهم لا يعجزون} (59): بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وابن عامر وحمزة وأبو جعفر: (ولا يحسبن الّذين كفروا) بالياء، والباقون بالتّاء.
ابن عامر: (أنهم لا يعجزون) بفتح الهمزة. والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 386]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُعْجِزُونَ) بكسر النون من غير ياء ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد إلا أن حميدًا بياء مجاهد هكذا إلا أنه شدد النون أبو قرة، وخارجة عن نافع كابن مُحَيْصِن، الباقون بفتح النون، وهو الاختيار على الجمع). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: حفص وابن عامر وحمزة.
[59]- {إِنَّهُمْ} بفتح الهمزة: ابن عامر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (720 - وَبِالْغَيْب فِيهَا تَحْسَبَنَّ كَمَا فَشَا = عَمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ فَاشِيهِ كَحَّلاَ). [الشاطبية: 57]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (721 - وَإِنَّهُمُ افْتَحْ كَاِفيًا .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([720] وبالغيب فيها تحسبن (كـ)ما (فـ)شا = (عـ)ميمًا وقل في النور (فـ)اشيه (كـ)حلا
(كما فشا): كما اشتهر وانتشر.
و(عميمًا)، منصوبٌ على الحال من الضمير في (فشا)، لأن المعنى: ولا يحسبن المؤمنون الذين كفروا سبقوا.
وقيل: الفعل للذين كفروا؛ والتقدير: أنهم سبقوا، فحذف الموصول اكتفاء بالصلة؛ ومثله: {ومن ءاياته يريكم البرق}.
وفي قراءة ابن مسعود: (لأنهم سبقوا).
وقيل: وقع الفعل على أنهم لا يعجزون، على أن (لا): صلة، و(سبقوا): حال بمعنى: سابقين، أي منفلتين.
[فتح الوصيد: 2/953]
وقيل: المعنى: ولا يحسبنهم الذين كفروا سبقوا، فحذف الضمير لكونه مفهومًا.
قال الزمخشري: «وهذه الأقاويل كلها متمحلة، وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة».
وقد غلط في إفراده حمزة رحمه الله بهذه القراءة كما ترى، ومع كونها قراءة أهل الشام ورواية حفص عن عاصم، فهي قراءة الحسن وأبي جعفر وأبي رجاء والأعمش وطلحة وابن محيصن وابن أبي ليلى.
وإلى قوله هذا، أشار بقوله: (فشا عميمًا).
وفي النور: {لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض}.
قيل: الفاعل: الرسول، وقبله: {أطیعوا الله وأطيعوا الرسول}.
وقيل: معناه: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض، أو لا تحسبنهم الذين كفروا معجزين في الأرض، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأول.
ويجوز أن يكون {الذين كفروا} فاعلًا، و {معجزين} مفعول، و (في الأرض) مفعول ثان؛ أي: لا يحسبوا أحدًا يُعجز الله في الأرض.
والخطاب في قراءة التاء للنبي صلى الله عليه وسلم، و{الذين كفروا} مفعول، و{سبقوا} في موضع المفعول الثاني. وكذلك في النور. والمفعول الثاني هناك: {معجزین} ). [فتح الوصيد: 2/954]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([721] وإنهم افتح (كـ)افيًا واكسروا لـ(شعـ = ـبة) السلم واكسر في القتال (فـ)طب (صـ)لا
فتح {أنهم}، على إسقاط اللام: أي لأنهم لا يعجزون.
أو على أن (لا) لغو؛ كما قيل في قوله تعالى: {وحرم على قرية أهلكنها أنهم لا يرجعون}.
والكسر على الاستئناف). [فتح الوصيد: 2/955]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([720] وبالغيب فيها تحسبن كما فشا = عميما وقل في النور فاشيه كحلا
ب: (العميم): الشامل، (الفاشي): الظاهر المنتشر، (كحل العين): إذا جعل فيه الكحل.
ح: (تحسبن): مبتدأ، (فيها): حال، أي: كائنًا فيها، والضمير: للسورة، (بالغيب): خبر، (كما): نصب على الظرف، (فشا): صلة (ما) الموصولة، (عميمًا): حال من فاعل (فشا)، (فاشيه): مبتدأ، (كحلا): خبره، (في النور): ظرفه، والجملة: مفعول (قل).
[كنز المعاني: 2/275]
ص: يعني: قرأ ابن عامر وحمزة وحفص: (ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا) هنا [59] بياء الغيبة على أن الفاعل ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، أو كل أحد، ومفعولا {يحسبن}: {الذين كفروا سبقوا}، وباقيهم: بالخطاب، أي: لا تحسبن يا محمد.
وقرأ حمزة وابن عامر في النور: (لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) [57] بياء الغيبة أيضًا، والباقون: بالخطاب، والتوجيهان ذكرا.
ووصف القراءتين بأن الأولى أشهر بين القراء وأعم، والثانية فشوها زين حال القراء- كالكحل للعين). [كنز المعاني: 2/276]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([721] وإنهم افتح كافيًا واكسروا لشعـ = ـبة السلم واكسر في القتال فطب صلا
ب: (صلا): استعار النار.
ح: (إنهم): مفعول (افتح)، (كافيًا): حال من فاعله، (السلم): مفعول (اكسروا)، ومفعول (اكسر): محذوف، أي: السلم، (صلا): تمييز، أي: طب ذكاءً.
[كنز المعاني: 2/276]
ص: يعني قرأ ابن عامر: (سبقوا أنهم لا يعجزون) [59] بفتح الهمزة، أي: لأنهم، أو هو مفعول (يحسبن)، و(لا) زائدة، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
وقرأ أبو بكر شعبة: (وإن جنحوا للسلم) [61] بكسر السين، وهو وحمزة في سورة القتال: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم) [محمد: 35]، بكسرها أيضًا، والباقون: بفتح السين فيهما، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/277] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (720- وَبِالغَيْب فِيهَا تَحْسَبَنَّ "كَـ"ـمَا "فَـ"ـشَا،.. "عَـ"ـمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ "فَا"شِيهِ "كَـ"ـحَّلا
يريد: "ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون"، فقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/199]
الخطاب ظاهرة، "الذين كفروا سبقوا" مفعول بلا تحسبن والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأما القراءة بالغيب فعلى تقدير: ولا يحسبن الرسول أو حاسب، فبقي الذين كفروا سبقوا: مفعولين كما ذكرنا وقيل: الذين كفروا فاعل يحسبن، وسبقوا: المفعول الثاني والأول محذوف تقديره: إياهم سبقوا، كذا قدره أبو علي، وهو معنى تقدير أبي عبيد وغيره حين قالوا: لا تحسبنهم سبقوا، وقيل سد سبقوا مسد المفعولين على تقدير أنهم سبقوا أو أن سبقوا أو بأن قدره أبو علي أيضا، ثم حذفت أن واسمها اختصارا للعلم بمكانها، ومعنى سبقوا فاتوا كما قال سبحانه في موضع آخر: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا}،
والذي في النور: "لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض"، يتوجه فيه جميع الوجوه المذكورة إلا الأخير منها وهو تقدير: أنهم سبقوا؛ لأن لفظ معجزين منصوب نعم يقوم مقامه وجه آخر لا يتأتى هناك، وهو أن يكون معجزين: مفعولا أولا وفي الأرض: مفعولا ثانيا؛ أي: لا تحسبن أن في الأرض من يعجز الله، وقوله: عميما حال من الضمير في فشا ومعناه اشتهر في حال عمومه يشير إلى أنه مقدر بقولنا لا يحسبن أحد وكحلا بالتشديد مبالغة في كحل عينه استعاره هنا على أنه شفا أو بصر ونور وهدى ونحو ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/200]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (721- وَإِنَّهُمُ افْتَحْ "كَـ"ـاِفيًا وَاكْسِرُوا لِشُعْـ،.. ـبَةَ السَّلْمَ وَاكْسِرْ فِي القِتالِ "فَـ"ـطِبْ "صِـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/200]
يريد {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ}، كسره على الاستئناف والفتح على تقدير: لأنهم، وقيل: هو مفعول لا يحسبن على تقدير أن "لا" زائدة؛ لأن ابن عامر الذي فتح أنهم يقرأ "لا يحسبن" بالغيب، وتكون زيادة "لا" هنا كما سبق في الأنعام {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/201]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (720 - وبالغيب فيها تحسبنّ كما فشا = عميما وقل في النّور فاشية كحّلا
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا بياء الغيب، فتكون قراءة غيرهم بتاء الخطاب. وقرأ حمزة وابن عامر: لا يحسبنّ الّذين كفروا معجزين في الأرض في النور بياء الغيب، فتكون قراءة غيرهما بتاء الخطاب. ومعنى (فاشية كحّلا) أي فاشي هذه القراءة ومذيعها قد بصّر غيره وأنار عين بصيرته). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (721 - وإنّهم افتح كافيا واكسروا لشعـ = ـبة السّلم واكسر في القتال فطب صلا
قرأ ابن عامر: إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ بفتح الهمزة وقرأ غيره بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (119- .... .... .... .... .... = .... .... وَيَحْسَبْ أُدْ وَخَاطَبَ فَاعْتَلَا). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويحسب أد وخاطب فاعتلا أي قرأ مرموز (ألف) اد وهو أبو جعفر {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} [59] بالغيبة، فالموصول فاعل، و{سبقوا} المفعول الثاني، والأول محذوف أي إياهم سبقوا، وتقدم فتح السين له، وعلم الغيب من وقوعه مقابل الخطاب، وقوله: وخاطب فاعتلا، أي قرأ مرموز (فا) فاعتلا وهو خلف بتاء الخطاب فيه، وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك فاتفقا، وقوله: اعتلا أي ارتفع الخطاب لكثرةرجاله). [شرح الدرة المضيئة: 137]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا هُنَا وَالنُّورِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَوَافَقَهُمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَحَفْصٌ هُنَا، وَاخْتُلِفَ عَنْ إِدْرِيسَ عَنْ خَلَفٍ، فَرَوَى الشَّطِّيُّ عَنْهُ كَذَلِكَ فِيهِمَا، وَرَوَاهُمَا عَنْهُ الْمُطَّوِّعِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَالْقَطِيعِيُّ وَابْنُ هَاشِمٍ بِالْخِطَابِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والشطي عن إدريس {ولا يحسبن الذين} هنا [59]، وفي النور [57] بالغيب، وافقهم أبو جعفر وحفص هنا، والباقون بالخطاب فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إنهم لا يعجزون} [59] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (661- .... .... .... .... = ويتوفّى أنّث انّهم فتح
662 - كفلٌ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(660- .... .... .... ويحسبنّ في = عن كم ثنا والنّور فاشيه كفي
661 - وفيهما خلاف إدريس اتّضح = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويتوفى) يعني قوله تعالى «ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا» قرأ ابن عامر بالتأنيث وأنهم بفتح الهمزة، يعني قوله تعالى: «أنهم لا يعجزون» بفتح الهمزة، ابن عامر كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون يتوفى بالتذكير وإنهم بالكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحسبن) يعني قوله تعالى «ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا» حمزة وحفص وابن عامر وأبو جعفر بالغيب كما لفظ به على تقدير ولا يحسبن الرسول أو حاسب، والباقون بالخطاب على أنه النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (والنور) والموضع الذي في النور وهو قوله تعالى: ولا تحسبن الذين كفروا معجزين» حمزة وابن عامر أيضا، والباقون بالخطاب، ووجههما ما تقدم هنا.
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
يعني واختلف عن إدريس في الموضعين هنا والنور على ما أوضحه الناظم في النشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيى اكسر مظهرا (صفا) (ز) عا
خلف (ثوى) (إ) ذ (هـ) بـ ويحسبنّ (ف) ى = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (فا) شيه (ك) فى
ش: أي: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى [الأنفال: 42] بكسر العين فيهما، والباقون بالضم، وهما لغة الحجاز.
قال [الفراء:] الضم أعرف.
وقرأ مدلولي (صفا) أبو بكر وخلف، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وهمزة (إذ) نافع، وهاء (هب) البزي: من حيي عن بينة [الأنفال: 42] بإظهار الياء الأولى وكسرها، والباقون بإسكانها وإدغامها في الثانية.
واختلف فيها عن ذي زاي (زعا) قنبل: فروى عنه ابن شنبوذ والزينبي الإظهار، وروى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
عنه ابن مجاهد الإدغام؛ نص على ذلك في كتابه «السبعة»، وفي كتاب «المكيين»، وأنه قرأ بذلك على قنبل، ونص في كتابه «الجامع» على خلاف ذلك.
قال الداني: إن ذلك وهم منه.
قال المصنف: وهو رواية ابن بويان، وابن الصباح، وابن عبد الرزاق، وأبي ربيعة، كلهم عن قنبل، وكذا روى الحلواني عن القواسي.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا [الأنفال: 59] بياء الغيب.
وقرأ ذو فاء (فاشيه) حمزة وكاف (كفى) ابن عامر لا يحسبن الذين كفروا معجزين بالنور [الآية: 57] بياء الغيب، وأيضا: بتاء الخطاب فيهم.
تنبيه:
لا بد من قوله: (اكسر) بيانا لحركة الحرف المظهر، وليس بتأكيد، ولا يلزم من إظهار الحرف كسره، ولا مفهوم له؛ لأنه فرع الوجود.
وجه إظهار حيي: الأصل المؤيد بقصد الحركة وكراهة [تشديد العليل]، ووجه الإدغام تخفيف ثقل المثلين، وعليه صريح الرسم.
ووجه غيب يحسبنّ فيهما: إسناده لضمير النبي صلّى الله عليه وسلّم أو «حاسب» [أو] «المؤمنين»: مناسبة لطرفيه الّذين كفروا، وسبقوا مفعولا، أي: يحسبن النبي الكافرين فئتين، والّذين كفروا فاعله، والأول محذوف، وسبقوا الثاني.
ووجه الخطاب فيهما: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم لتقدمه، والّذين كفروا وسبقوا مفعولاه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/352] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الآية: 59] هنا و[النور الآية: 56]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
فابن عامر وحمزة بالغيب فيهما، واختلف عن إدريس عن خلف، فروى الشطي عنه كذلك فيهما ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بالخطاب، وبه قرأ الباقون وافق أبا عمرو الأعمش واليزيدي فيهما، ووافق حمزة الحسن ووافق أبا جعفر ابن محيصن، والذين مفعول أول على قراء الخطاب، وسبقوا ثان والمخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والفاعل على قراءة الغيب ضمير يعود على الرسول، أو يفسره السياق أي: قتيل المؤمنين، وإن جعل الذين فاعلا فالمفعول الأول محذوف أي: أنفسهم والثاني سبقوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح سين "يحسبن" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو حعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُون" [الآية: 59] فابن عامر بفتح الهمزة على إسقاط لام العلة والباقون بكسرها على الاستئناف وعن ابن محيصن "يعجزون" بكسر النون وشددها بخلف عنه فأدغم نون الرفع في نون الوقاية، وحذف ياء المتكلم مجتزيا عنها بالكسرة، وأثبتها بخلف عنه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [59] قرأ الحرميان والبصري وعلى بتاء الخطاب، وكسر السين، وشعبة مثلهم، إلا أنه يفتح السين، والباقون بياء الغيب، وفتح السين). [غيث النفع: 659]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( { إنهم} [59] قرأ الشامي بفتح الهمزة، والباقون بالكسر.
وإذا اعتبرته مع ما قبله، فالحرميان وبصري وعلي بالخطاب، وكسر السين والهمزة، والشامي بالغيب، وفتح السين والهمزة، وشعبة بالخطاب وفتح السين، وكسر الهمزة، والباقون بالغيب، وفتح السين، وكسر الهمزة). [غيث النفع: 659]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يعجزون} كاف، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وقيل {ظالمين} قبله وقيل {لا تظلمون} بعده). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
{وَلَا يَحْسَبَنَّ}
- قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم وأبو جعفر وعلي وعثمان وأبو عبد الرحمن وابن محيصن وإدريس بخلاف عنه وعيسى والحسن وابن مسعود (ولا يحسبن) بالياء وفتح السين، أي: لا يحسبن الرسول أو حاسب أو المؤمن.
[معجم القراءات: 3/314]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم والأعمش واليزيدي والأعرج وخالد بن إلياس (ولا تحسبن) بالتاء خطاباً للرسول أو للسامع.
قال الزمخشري:
(وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة)، وتعقبه أبو حيان فقال:
(... ولم يتفرد بها حمزة كما ذكر بل قرأ بها ابن عامر، وهو من العرب الذين سبقوا اللحن..، فلا التفات لقوله: ليست بنيرة).
وقال النحاس: (.. فزعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم أن هذا أي قراءة حمزة- لحن، لا تحل القراءة به، ولا يسمع لمن عرف الإعراب أو عرفه.
قال أبو جعفر: وهذا تحامل شديد، وقد قال أبو حاتم أكثر من هذا، قال: لأنه لم يأت ليحسبن بمفعول، وهو يحتاج إلى مفعولين.
قال أبو جعفر: القراءة تجوز، ويكون المعنى: ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا، فيكون الضمير يعود على ما تقدم، إلا أن القراءة بالتاء أبين).
وقال الفراء بعد تخريج قراءة حمزة:
(وما أحبها لشذوذها)، كذا!، مع أن القراءة متواترة النقل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (ولا يحسبن) بفتح السين.
- الباقون على كسرها.
وتقدم هذا مفصلاً في الآية/ 273 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/315]
- وقال أبو حاتم: وقرأ مجاهد وابن كثير وشبل (ولا تحسبن) بكسر التاء.
وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود (ولا يحسب) بفتح السين، والياء من تحت، ويخرج مثل هذا على حذف النون الخفيفة لملاقاة الساكن، والأصل فيه: ولا يحسبن الذين..
- وذكر الفراء القراءة بالنون الثقيلة (ولا يحسبن) كذا! عن عبد الله.
- وذكر الزمخشري عن الأعمش قراءتين:
1- الأولى: ولا تحسب، كذا بفتح الباء على تقدير حذف النون الخفيفة، والتاء.
2- الثانية: ولا تحسب.. بكسر الباء على أصل التقاء الساكنين، وبالتاء في اوله.
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود (ولا يحسب الذين كفروا سبقوا)، كذا بضم الباء على الخبر.
{سَبَقُوا إِنَّهُمْ}
- قرئ (إنهم سبقوا) بكسر همزة (إن)، كذا جاءت عند الشوكاني، بزيادة (إنهم) على قراءة الجماعة.
[معجم القراءات: 3/316]
- وروي عن ابن مسعود أنه قرأ (أنهم سبقوا)، وذكروا أنه كذلك في مصحفه.
{سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ}
- قرأ ابن عامر وحده (... أنهم لا يعجزون،) بفتح الهمزة، أي: لأنهم.
- وبقية القراء على كسرها (... إنهن ...) على الاستئناف.
قال النحاس:
(واستبعد أبو حاتم وأبو عبيد هذه القراءة، أي بفتح الهمزة. قال أبو عبيد: وإنما تجوز على أن يكون المعنى: ولا تحسبن الذين كفروا أنهم لا يعجزون.
قال أبو جعفر:
(الذي ذكره أبو عبيد لا يجوز عند النحويين البصريين، لا يجوز حسبت زيداً أنه خارج، إلا بكسر (إن) ...، والقراءة جيدة على أن يكون المعنى: لأنهم لا يعجزون ...).
[معجم القراءات: 3/317]
قال أبو حيان: (لا استبعاد فيها؛ لأنها تعليل للنهي).
{لَا يُعْجِزُونَ}
- قراءة الجماعة (لا يعجزون) بفتح النون، وهي نون الرفع.
قال الزجاج:
(فتح النون هو الاختيار، ويجوز كسرها ...).
- وقرأ ابن محيصن وطلحة (لا يعجزون) بكسر النون.
قال النحاس:
(وقد ذكرنا أنه من قرأ ... بكسر النون فقد لحن).
- وقرأ ابن محيصن (لا يعجزون) بتشديد الجيم وفتح النون.
وذكره أبو حاتم عن بعض الناس.
- وعنه أنه قرأ (لا يعجزون) بتشديد الجيم وكسر النون.
قال أبو حيان:
(قال النحاس: وهذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أن معنى عجزه: ضعفه وضعف أمره.
والآخر: أنه كان يجب أن يكون بنونين. انتهى).
قال أبو حيان: (وأما كونه بنون واحدة فهو جائز لا واجب، وقد قرئ به في السبعة، وأما عجزتي مشدداً فذكر صاحب اللوامح أن معناه بطأ وثبط، قال: وقد يكون بمعنى نسبني إلى العجز، والتشديد في هذه القراءة من هذا المعنى، فلا تكون القراءة خطأ كما ذكر النحاس).
[معجم القراءات: 3/318]
- وقرأ ابن محيصن: (لا يعجزون) بتشديد النون وكسرها، أدغم نون الإعراب في نون الوقاية، وحذف ياء المتكلم مجتزئاً عنها بالكسرة.
- وروي عن ابن محيصن (لا يعجزوني) بإثبات الياء وتشديد النون.
- وقرأ ابن محيصن ورويس عن يعقوب (لا يعجزوني) بكسر النون وياء بعدها، والنون للوقاية أو نون الرفع، أراد يعجزونني، فحذف إحدى النونين اختصاراً). [معجم القراءات: 3/319]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:48 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}

قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ترهبون) مشدد، رويس). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ترهبون) [60]: مشدد: رويس). [المنتهى: 2/722]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُرْهِبُونَ) مشدد الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، ورُوَيْس، وابن الصقر، وابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب، ومحبوب، وعبيد، وأبو زيد، وعبد الوارث، ويونس، ووهيب، وأَبُو حَاتِمٍ كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وخير، هارون، والجعفي عنه، وهو الاختيار لأن السبابة في تشديد الفعل الكثر، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (120 - وَفِي تُرْهِبُوا اشْدُدْ طِبْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - وفي ترهبوا اشدد (طـ)ـب وضعفًا فحرك امـ = ـدد الهمز بلا نون أسارى معًا
ش - يعني روى مرموز (طا) طب وهو رويس {ترهبون به} [60] بتشديد الهاء، فيلزم فتح الراء، ولذا اكتفي بقيد التشديد، وعلم من انفراده لمن بقى بتخفيف الهاء). [شرح الدرة المضيئة: 137]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُرْهِبُونَ، فَرَوَى رُوَيْسٌ بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {ترهبون} [60] بتشديد الهاء، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (662- .... وترهبون ثقله غفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما كفى) بعد (كفا)
«أي وقرأ (ترهّبون» بتشديد الهاء رويس، والباقون بالتخفيف وهما لغتان كما تقدم في أنزل ونزل، وقيل رهبته أفرقته، وأرهبته أدخلت عليه الفرق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (ترهبون به) بتشديد الهاء، والباقون بالتّخفيف، والله الموفق). [تحبير التيسير: 386]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "رباط" بضم الراء، والباء من غير ألف نحو: كتاب وكتب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُرْهِبُون" [الآية: 60] فرويس بتشديد الهاء من رهب المضاعف والباقون بتخفيفها من أرهب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن يرهبون بالغيب والتخفيف، وضمير الفاعل يرجع إلى مرجع لهم فإنهم إذا خافوا خوفوا من ورائهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}
{مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}
- قرأ الحسن وأبو حيوة وعمرو بن دينار (من ربط الخيل) بضم الراء والباء، وهو جمع رباط مثل: كتاب وكتب.
- وعن أبي حيوة والحسن أيضاً (من ربط الخيل) بضم الأول وسكون الباء، وهو تخفيف من المثقل.
[معجم القراءات: 3/319]
- وقراءة الجماعة (... رباط ...)، والرباط من الخيل: الخميس فما فوقها.
وذهب ابن عطية إلى أن الرباط جمع ربط، وذهب الزمخشري إلى أنه يجوز أن يكون جمع ربيط، كفصيل وفصال.
{تُرْهِبُونَ}
- قراءة الجماعة (ترهبون) بالتاء المضمومة وسكون الراء وتخفيف الهاء وكسرها.
- وقراء الحسن وعبد الوارث عن أبي عمرو ورويس عن يعقوب وابن عقيل لأبي عمرو [كذا في البحر] ورويت عن أبي عمرو بن العلاء [كذا في المحرر] (ترهبون) مشدداً من رهب، عدي بالتضعيف.
وروى عن أبي عمرو التخيير بين التشديد والتضعيف.
- وقرأ السلمي وعصمة 0يرهبون) بالياء والتضعيف.
قال أبو حيان: (وزعم عمرو [كذا] أن الحسن قرأ (يرهبون)بالياء من تحت وخففها.
- وعن الحسن ويعقوب (ترهبون) على ما لم يسم فاعله.
[معجم القراءات: 3/320]
- وقرئ (ترهبون) مخفف الهاء.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة ومجاهد (تخزون به)، وقد ذكرها الطبري على جهة التفسير لا على أنها قراءة.
قال أبو حيان:
(وهذا الذي ينبغي لأنها مخالفة لسواد المصحف)، وأثبتها أبو عمرو الداني قراءة.
- وقرأ ابن عباس ومجاهد (يجرون به عدو الله) كذا ذكره ابن خالويه: من أجرى.
ولعله تصحيف أو خطأ من المحقق في ضبط القراءة، ويغلب على ظني أن الصواب فيها هو الضبط كالقراء السابقة، يخزون من أخزى.
{عَدُوَّ اللَّهِ}
- قرأ السلمي (عدواً لله) بالتنوين ولام الجر.
- وقراءة الجماعة على الإضافة (عدو الله).
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة.
{لَا تُظْلَمُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- والجماعة على الترقيق). [معجم القراءات: 3/321]

قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {وَإِن جنحوا للسلم} 61
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {وَإِن جنحوا للسلم} بِكَسْر السِّين
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {للسلم}
وروى حَفْص عَن عَاصِم {للسلم} أَيْضا بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (للسلم) [61]: جر حمصي، وعاصم غير حفص، وخلف). [المنتهى: 2/722]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (للسلم) بكسر السين، وفتح الباقون). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {للسلم} (61): بكسر السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر: (للسلم) بكسر السّين والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 386]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {لِلسَّلْمِ} كسر: أبو بكر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (721- .... .... وَاكْسِرُوا لِشُعْـ = ـبَةَ السَّلْمَ وَاكْسِرْ فِي الْقِتاَلِ فَطِبْ صِلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقد مضى الكلام في البقرة في {السلم}، وتفسير (فطب صلا) ). [فتح الوصيد: 2/955]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([721] وإنهم افتح كافيًا واكسروا لشعـ = ـبة السلم واكسر في القتال فطب صلا
ب: (صلا): استعار النار.
ح: (إنهم): مفعول (افتح)، (كافيًا): حال من فاعله، (السلم): مفعول (اكسروا)، ومفعول (اكسر): محذوف، أي: السلم، (صلا): تمييز، أي: طب ذكاءً.
[كنز المعاني: 2/276]
ص: يعني قرأ ابن عامر: (سبقوا أنهم لا يعجزون) [59] بفتح الهمزة، أي: لأنهم، أو هو مفعول (يحسبن)، و(لا) زائدة، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
وقرأ أبو بكر شعبة: (وإن جنحوا للسلم) [61] بكسر السين، وهو وحمزة في سورة القتال: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم) [محمد: 35]، بكسرها أيضًا، والباقون: بفتح السين فيهما، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/277] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والسلم بكسر السين وفتحها لغتان، واللام ساكنة فيهما، ويقال أيضا: بفتح السين واللام، ومعنى الجميع: المسالمة والمصالحة يريد: "وإن جنحوا للسلم"، ولهذا قال: فاجنح لها لما كان السلم بمعنى المسالمة والذي في سورة القتال: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ}.
ومعنى قوله: فطب صلا أي: ذكاء؛ لأنه قد سبق أن صلاء النار هو استعارها ويعبر به عن الذكاء كما يقال هو يتوقد ذكاء، ويجوز أن تكون إشارة إلى نار القرى التي يهتدي بها الأضياف والتي تصلح طعامهم؛ أي: طب نارا على معنى: طب قرى لأضيافك؛ أي: طب علما لمن قصدك مستفيدا، فـ "صلا" تمييز والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/201]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (721 - .... .... .... واكسروا لشعـ = ـبة السّلم واكسر في القتال فطب صلا
....
وقرأ شعبة: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ بكسر السين، وغيره بفتحها. وقرأ حمزة وشعبة: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ في سورة القتال بكسر السين، وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كَسْرُ السِّينِ مِنَ السَّلْمِ لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {للسلم} هنا [61]، وفي القتال [35] {إلى السلم} بكسر السين، وافقه في القتال حمزة وخلف، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم كسر سين السّلم [البقرة: 208] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "للسلم" [الآية: 61] بكسر السين شعبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأعدوا لهم ما استطعتم}
{للسلم} [61] قرأ شعبة بكسر السين، والباقون بالفتح، لغتان). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
{لِلسَّلْمِ}
- قرأ أبو بكر عن عاصم والمفضل وابن عباس وحماد والأعمش وابن محيصن والحسن (للسلم) بكسر السين.
- وقراءة الباقين وحفص عن عاصم (للسلك) بفتح السين، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عبد الرحمن بن أبزى.
وتقدم هذا الخلاف وبيانه في الآية/ 208 من سورة البقرة.
{فَاجْنَحْ لَهَا}
- قراءة الجمهور (فاجنح..) بفتح النون، وهي لغة تميم، وهي الفصحى، وهي القياس.
- وقرأ الأشهب العقيلي (فاجنح..) بضم النون، وهي لغة قيس.
وحكى هذه اللغة أبو حاتم وأبو زيد.
قال أبو الفتح: (وهذه القراءة هي القياس).
قال الشهاب:
(وقراءة ... بضم النون على أنه من جنح يجنح، كقعد يقعد، وهي
[معجم القراءات: 3/322]
لغة قيس، قراءة شاذة، وقرأها الأشهب العقيلي، والفتح لغة تميم، وهي الفصحى).
{إِنَّهُ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/323]

قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)}
{أَيَّدَكَ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن (آيدك) بالمد وتخفيف الياء في الآية/ 26 من هذه السورة.
{اللَّهُ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب.
{وَبِالْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واواً انظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/323]

قوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:50 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (64) إلى الآية (66) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}
{النَّبِيُّ}
- قراءة نافع فيه (النبيء) بالهمز حيث جاء، وكذا ما كان من بابه، وتقدم مراراً.
{حَسْبُكَ}
- قرئ (حسيك) بالياء.
{وَمَنِ اتَّبَعَكَ}
- قرأ الشعبي (ومن أتبعك) بالقطع، وبسكون النون، وأتبع: على وزن أكرم.
- وقراءة الجماعة: (ومن اتبعك) بالوصل، وبكسر النون، واتبع: على وزن افتعل.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
- انظر الآية/ 223 من سورة البقرة، ومنها القراءة بإبدال الهمز واواً عن أبي جعفر وغيره). [معجم القراءات: 3/323]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَإِن يكن مِنْكُم مائَة} ... {فَإِن يكن مِنْكُم مائَة صابرة} 65 66
فقد قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (إِن تكن ... فَإِن تكن) بِالتَّاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (فَإِن تكن مِنْكُم مائَة صابرة) بِالتَّاءِ وَالْأُخْرَى بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي الحرفين جَمِيعًا بِالْيَاءِ
وَلَيْسَ عَن نَافِع خلاف أَنَّهُمَا بِالتَّاءِ إِلَّا مَا رَوَاهُ خَارِجَة عَن نَافِع أَنَّهُمَا بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 308]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إن يكن) بالياء فيهما، كوفي، الأول
[الغاية في القراءات العشر: 265]
بالياء بصري). [الغاية في القراءات العشر: 266] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإن يكن) [65]: بالياء عراقي غير زيد، وحمصي، وابن عتبة). [المنتهى: 2/722]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (وإن يكن منكم مائة) بالياء في الأول والثاني اللذين معهما (مائة) ووافقهم أبو عمرو على الأول بالياء، وقرأ الثاني الذي معه (صابرة) بالتاء، وقرأهما الباقون بالتاء لتأنيث المائة). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {وإن يكن منكم مائة يغلبوا} (65)، و: {فإن يكن منكم مائة صابرة} (66): بالياء فيهما جميعًا.
وأبو عمرو: بالياء في الأول فقط.
والباقون: بالتاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 300] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا، فإن يكن منكم مائة صابرة) بالياء جميعًا، وأبو عمرو ويعقوب في الأول بالياء فقط، والباقون بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 386] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا) بالياء ابن عتبة، وحمصي، وابن أبي أويس عن أبي جعفر، وأبو قرة عن نافع، وعراقي غير الحسن، وقَتَادَة، وزيد، وابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([65]- {وَإِنْ يَكُنْ}، و{فَإِنْ يَكُنْ} [66] بالياء فيهما: الكوفيون، وافق في الأول أبو عمرو). [الإقناع: 2/655] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (722 - وَثَانِي يَكُنْ غُصْنٌ وَثَالِثُهاَ ثَوَى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([722] وثاني يكن (غـ)صنٌ وثالثها (ثـ)وى = وضعفًا بفتح الضم (فـ)اشيه (نـ)فلا
[723] وفي الروم (صـ)ف (عن) خلف (فـ)صلٍ وأنث ان = يكون مع الأسرى الأسارى (حـ)لا حلا.
(ثاني يكن)، قوله تعالى: {وإن يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفًا من الذين كفروا}.
[فتح الوصيد: 2/955]
و(ثالثها)، يعني هذه الكلمة، يعني: {فإن يكن منكم مائة صابرة}.
وتذكير الأول للفصل، ولأنهم ذكور، ولقوله: {يغلبوا}.
وكذلك تذكير الثاني. وأنثه أبو عمرو لقوله: {صابرة}. والتأنيث على لفظ المائة). [فتح الوصيد: 2/956]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([722] وثاني يكن غصنٌ وثالثها ثوى = وضعفا بفتح الضم فاشيه نفلا
ب: (نفلا): أعطي النفل، وهو الغنيمة.
ح: (ثاني يكن): مبتدأ، وهو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: يكن الثانية، وذلك للإسناد إلى ما بعده، (غصنٌ): خبره، وكذلك (ثالثها ثوى)، (ضعفًا): مبتدأ، (فاشيه): مبتدأ ثانٍ، (نفلا): خبره، والجملة خبر الأول، (بفتح الضم): حال.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وأبو عمرو (يكن) الثانية، وهو: (وإن
[كنز المعاني: 2/277]
يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفًا) [65] بالتذكير، والكوفيون فقط في الثالثة، وهو: (فإن يكن منكم مائةٌ صابرة) [66] بالتذكير، إذ تأنيث {المائة} غير حقيقي، ولم يوافق أبو عمرو في الثالثة لتأكيد التأنيث في الموصوف بتأنيث الصفة، أعني: {مائةٌ صابرةٌ}، والباقون: بالتأنيث فيهما على الأصل، واحترز بالثاني والثالث عن الأول، {إن يكن منكم عشرون} [65]، والرابع: {وإن يكن منكم ألفٌ} [66]، إذ لا خلاف في تذكيرها.
وقرأ عاصم وحمزة: {وعلم أن فيكم ضعفًا} [66] بفتح الضاد، والباقون بالضم، لغتان). [كنز المعاني: 2/277]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (722- وَثَانِي يَكُنْ "غُـ"ـصْنٌ وَثَالِثُها ثَوَى،.. وَضُعْفًا بِفَتْحِ الضَّمِّ "فَـ"ـاشِيهِ "نُـ"ـفَلا
يريد: {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا}، هذه هي الثانية تذكير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/201]
يكن وتأنيثها؛ لأن الفعل مسند إلى مائة وتأنيثها غير حقيقي، وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها فحسن التذكير وأما التأنيث فهو الأصل نظرا إلى لفظ علامة التأنيث في مائة، والثالث قوله تعالى بعد ذلك: "فإن تكن منكم مائة صابرة"، الكلام فيه كما سبق في الثانية، لكن أبو عمرو فرق بينهما في قراءته، فأنث الثالث كما وصف المائة بقوله: صابرة فتأكد التأنيث في الموصوف بتأنيث الصفة فقوى مقتضى مشاكلة التأنيث في يكن، وإنما قال: ثاني وثالث؛ لأن قبلهما أول لا خلاف في تذكيره وهو: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ}.
وبعدهما رابع لا خلاف في تذكيره أيضا وهو: {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ}،
ودلنا على أن مراده التذكير في الثاني والثالث: إطلاقه وعدم تقييده). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/202]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (722 - وثاني يكن غصن وثالثها ثوى = وضعفا بفتح الضّمّ فاشية نفّلا
723 - وفي الرّوم صف عن خلف فصل وأنّث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
قرأ أبو عمرو والكوفيون لفظ يَكُنْ في الموضع الثاني بياء التذكير كما لفظ به، فتكون قراءة الحرميين والشامي بتاء التأنيث، والموضع الثاني هو: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً، وقرأ الكوفيون بياء التذكير في الموضع الثالث وغيرهم بتاء التأنيث، والموضع الثالث هو: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ، فتكون قراءة أبي عمرو بياء التذكير في الموضع الثاني وبتاء التأنيث في الموضع الثالث، وقراءة الكوفيين بياء التذكير في الموضعين معا،
[الوافي في شرح الشاطبية: 280]
وقراءة ابن كثير ونافع وابن عامر بتاء التأنيث في الموضعين. واحترز بالموضع الثاني والثالث عن الموضع الأول وهو: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ. وعن الموضع الرابع وهو: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ، فقد اتفق القراء على قراءتهما بياء التذكير). [الوافي في شرح الشاطبية: 281]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون والبصريان {وإن يكن} [65] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (662- .... .... .... .... = ثاني يكن حماً كفى بعد كفا). [طيبة النشر: 77] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ثاني يكن) يعني قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا» هذا هو الثاني، قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به أبو عمرو ويعقوب والكوفيون قوله: (بعد) أي بعد الحرف الثاني المذكور آنفا، يريد قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة صابرة» قرأه بالتذكير أيضا الكوفيون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وهمز "النبي" نافع ورقق الأزرق راء "عشرون" كما نص عليه الداني
[إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
والشاطبي وابن بليمة وغيرهم، وفخمه عنه مكي في جماعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/83]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا" [الآية: 65] و"إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَة" [الآية: 66] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت فيهما للفصل بالظرف؛ ولأن التأنيث مجازي وافقهم الأعمش، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالتذكير في الأول لما ذكر والتأنيث في الثاني؛ لأن وصفه بالمؤنث وهو صابرة قواه، وافقهما اليزيدي والحسن والباقون بالتأنيث فيهما لأجل اللفظ، وخرج بإسناده إلى المائة إن يكن منكم عشرون وإن يكن منكم ألف المتفق على تذكيرهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/83]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} كله لا يخفى). [غيث النفع: 661]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عشرون} [65] ورش فيه على أصله من الترقيق لأجل الكسرة). [غيث النفع: 661]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مائتين} إن وقف عليه حمزة أبدل همزه ياء، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 661]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن تكن} الثاني، قرأ الحرميان والشامي بالتاء، على التأنيث، والباقون بالياء على التذكير). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)}
{النَّبِيُّ}
- قراءة نافع بالهمز (بالنبيء)، وقد تقدم هذا مراراً.
{حَرِّضِ}
- قراءة الجمهور بالضاد (حرض).
- وقرأ الأعمش (حرص) بالصاد المهملة، وهو من الحرص، وهي قريبة من قراءة الجمهور، وحكى القراءة بالصاد الأخفش، ونقله ابن خالويه.
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة (المؤمنين) بإبدال الهمزة واواً، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{عِشْرُونَ}
- رفق الراء الأزرق، ونصّ على هذا الداني والشاطبي وابن بليمه.
- ونقل مكي عن جماعة عنهما التفخيم.
- وقرئ (عشرون) بضم العين.
{صَابِرُونَ}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
{مِائَتَيْنِ ... مِئَةٌ}
- أبدل أبو جعفر الهمزة ياءً فقرأ: (ميتين ... مية) وفقاً ووصلاً.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز فيهما.
[معجم القراءات: 3/324]
{وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وسهل ويعقوب وخلف والأعمش وخارجة عن نافع (وإن يكن ...) بالياء على التذكير للفصل بالظرف، ولأن التأنيث مجازي.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو جعفر واليزيدي والحسن والأعرج (إن تكن ...) بالتأنيث.
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة، وصورتها: (بينهم) ). [معجم القراءات: 3/325]

قوله تعالى: {الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَإِن يكن مِنْكُم مائَة} ... {فَإِن يكن مِنْكُم مائَة صابرة} 65 66
فقد قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (إِن تكن ... فَإِن تكن) بِالتَّاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (فَإِن تكن مِنْكُم مائَة صابرة) بِالتَّاءِ وَالْأُخْرَى بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي الحرفين جَمِيعًا بِالْيَاءِ
وَلَيْسَ عَن نَافِع خلاف أَنَّهُمَا بِالتَّاءِ إِلَّا مَا رَوَاهُ خَارِجَة عَن نَافِع أَنَّهُمَا بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 308] (م)
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في ضم الضَّاد وَفتحهَا من قَوْله {فِيكُم ضعفا} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي {ضعفا} وفي سُورَة الرّوم (من ضعف ... ضعفا) 54 كل ذَلِك بِضَم الضَّاد في كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة {ضعفا} بِفَتْح الضَّاد في ذَلِك وَكَذَلِكَ في الرّوم
وَخَالف حَفْص عَاصِمًا فَقَرَأَ عَن نَفسه لَا عَن عَاصِم في الرّوم (من ضعف ... ضعفا) بِالضَّمِّ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 308 - 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إن يكن) بالياء فيهما، كوفي، الأول
[الغاية في القراءات العشر: 265]
بالياء بصري). [الغاية في القراءات العشر: 266] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ضعفاء) بفتح العين (جمع) يزيد، بفتح الضاد، وفي الروم، عاصم، وحمزة، حفص وخلف (ههنا) كمثل، وخالف، حفص عاصما في هذا الحرف والأكثر عنه أنه يضم في السورتين). [الغاية في القراءات العشر: 266]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فإن يكن) [66]: بالياء كوفي). [المنتهى: 2/722]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وعلم أن) [66]: بضم العين المفضل طريق جبلة .
(ضعفًا) [66]، وفي الروم [54]: بفتح الضاد حمزة، وعاصم إلا الخزاز، وافق خلف، والبختري هاهنا. بوزن «فعلاء» هاهنا يزيد). [المنتهى: 2/723]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وحمزة (ضعفًا) بفتح الضاد، وضمها الباقون، ونذكر ما في سورة الروم هناك). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {وإن يكن منكم مائة يغلبوا} (65)، و: {فإن يكن منكم مائة صابرة} (66): بالياء فيهما جميعًا.
وأبو عمرو: بالياء في الأول فقط.
والباقون: بالتاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 300] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وعاصم: {فيكم ضعفا} (66): بفتح الضاد.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا، فإن يكن منكم مائة صابرة) بالياء جميعًا، وأبو عمرو ويعقوب في الأول بالياء فقط، والباقون بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 386] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وعاصم [وخلف] (فيكم ضعفا) بفتح الضّاد والباقون بضمها، وأبو جعفر بفتح العين وهمزة مفتوحة بعد الألف). [تحبير التيسير: 386]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ) بالياء كوفي، واللؤلؤي، والجعفي عن أبي عمرو، الباقون بالتاء، والاختيار فيهما التاء لتأنيث المائة خصوصًا إنها منعوتة بالصابرة فحملت غير المنعوتة على المنعوتة لوجود التأنيث فيهما). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" وَعُلِمَ أنَّ فيكم " على ما لم يسم فاعله جبلة عن المفضل، وأبان، الباقون بفتح العين، وهو الاختيار؛ لأن الفعل للَّه (ضعفاء) جمع أبو حيوة، وأبو جعفر، والزَّعْفَرَانِيّ غير أن الهاشمي ضم الهمزة، وفيه بعد، الباقون (ضَعْفًا) على التوحيد وفتح ضاده وفي الروم الزَّيَّات وعَاصِم غير الخزاز ضم زرعان عن حفص في الروم، وهو الاختيار حفص وافق خلف، والبحتري ها هنا، الباقون بضم الضاد، وهو الاختيار؛ لأنه يسد مسد الاسم المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([65]- {وَإِنْ يَكُنْ}، و{فَإِنْ يَكُنْ} [66] بالياء فيهما: الكوفيون، وافق في الأول أبو عمرو). [الإقناع: 2/655] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {ضَعْفًا} بفتح الضاد: عاصم وحمزة). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (722- .... .... .... .... = وَضُعْفاً بِفَتْحِ الضَّمِّ فَاشِيهِ نُفَلا
723 - وِفي الرُّومِ صِفْ عَنْ خُلْفِ فَصْلٍ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والضَّعف والضُّعف لغتان، وقد تقدم). [فتح الوصيد: 2/956]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([722] وثاني يكن غصنٌ وثالثها ثوى = وضعفا بفتح الضم فاشيه نفلا
ب: (نفلا): أعطي النفل، وهو الغنيمة.
ح: (ثاني يكن): مبتدأ، وهو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: يكن الثانية، وذلك للإسناد إلى ما بعده، (غصنٌ): خبره، وكذلك (ثالثها ثوى)، (ضعفًا): مبتدأ، (فاشيه): مبتدأ ثانٍ، (نفلا): خبره، والجملة خبر الأول، (بفتح الضم): حال.
ص: يعني: قرأ الكوفيون وأبو عمرو (يكن) الثانية، وهو: (وإن
[كنز المعاني: 2/277]
يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفًا) [65] بالتذكير، والكوفيون فقط في الثالثة، وهو: (فإن يكن منكم مائةٌ صابرة) [66] بالتذكير، إذ تأنيث {المائة} غير حقيقي، ولم يوافق أبو عمرو في الثالثة لتأكيد التأنيث في الموصوف بتأنيث الصفة، أعني: {مائةٌ صابرةٌ}، والباقون: بالتأنيث فيهما على الأصل، واحترز بالثاني والثالث عن الأول، {إن يكن منكم عشرون} [65]، والرابع: {وإن يكن منكم ألفٌ} [66]، إذ لا خلاف في تذكيرها.
وقرأ عاصم وحمزة: {وعلم أن فيكم ضعفًا} [66] بفتح الضاد، والباقون بالضم، لغتان.
[723] وفي الروم صف عن خلف فصلٍ وأنث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
[كنز المعاني: 2/278]
ح: (في الروم): ظرف (صف)، (عن خلف): متعلق به، (أن تكون): مفعول (أنث)، ألقى حركة الهمزة على الثاء، فأسقطت (مع الأسرى الأسارى): حال، أي: مع قراءتك الأسرى الأسارى، (حلا): حال من فاعل (أنث)، أي: ذا حُلا، (حلا): صفته.
ص: يعني قرأ أبو بكر وحفص بخلافٍ عنه وحمزة في سورة الروم: {الله الذي خلقكم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قوةً ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفًا} [54] في الأحرف الثلاثة بفتح الضاد، والباقون: بضمها.
ومعنى (صف عن خُلف فصلٍ): احك قصة الخلف، لأن حفصًا خالف عاصمًا فيها لما سمع أن ابن عمر رضي الله عنه قرئ عليه: {الله الذي
[كنز المعاني: 2/279]
خلقكم من ضعفٍ} الفتح، فقال: (من ضُعفٍ) بضم الضاد في الثلاثة، ونسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف عاصمًا في غيرها.
وقرأ أبو عمرو: (ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض) [67] بالتأنيث؛ لأن {أسرى} مؤنث، والباقون: بالتذكير، لأن تأنيثه غير حقيقي.
وكذلك قرأ: (قل لمن في أيديكم من الأسارى) [70] على وزن (فُعالى)، والباقون: {الأسرى} على وزن (فعلى) لغتان، ولم يشتبه
[كنز المعاني: 2/280]
بقوله: {يكون له أسرى} [67]، إذ ليس فيها لام التعريف، وكرر الرمز للتأكيد، ولتكرر القراءة له). [كنز المعاني: 2/278]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا}، ففتْح الضاد وضمها فيه لغتان، ومعنى نفلا؛ أي: أعطى نفلا وهي الغنيمة والله أعلم.
723- وِفي الرُّومِ "صِـ"ـفْ "عَـ"ـنْ خُلْفِ "فَـ"ـصْلٍ وَأَنِّثْ انْ،.. يَكُونَ مَعَ الأَسْرَى الأُسَارى حُلًا "حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا}، الخلاف في الثلاثة كالتي في الأنفال غير أن حفصا اختار الضم في ثلاثة: الرُّوم؛ لما نذكر فصار له وجهان فلذا ذكر عنه خلافا دون أبي بكر وحمزة، قال صاحب التيسير في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/202]
سورة الروم: أبو بكر وحمزة من ضعف في الثلاثة بفتح الصاد، وكذلك روى حفص عن عاصم فيهن غير أنه ترك ذلك، واختار الضم اتباعا منه لرواية حدثه بها الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرأه ذلك بالضم، ورد عليه الفتح وأباه، قال: وعطية يضعف وما رواه حفص عن عاصم عن أئمته أصح، وبالوجهين آخذ في روايته لأتابع عاصما على قراءته، وأوافق حفصا على اختياره.
قلت: وهذا معنى قول ابن مجاهد عاصم وحمزة من ضعف بفتح الضاد، ثم قال حفص عن نفسه: بضم الضاد فقوله: عن نفسه يعني: اختيارا منه لا نقلا عن عاصم، وفي كتاب مكي: قال حفص: ما خالفت عاصما في شيء مما قرأت به عليه إلا ضم هذه الثلاثة الأحرف، قال أبو عبيد: وبالضم يقرأ اتباعا للغة النبي -صلى الله عليه وسلم- سمعت الكسائي يحدث عن الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي قال: قرأت على ابن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} بالفتح فقال: إني قرأتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قرأت، فقال لي: من ضُعف، قال أبو عبيد: يعني بالضم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/203]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (722 - .... .... .... .... .... = وضعفا بفتح الضّمّ فاشية نفّلا
723 - وفي الرّوم صف عن خلف فصل .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة وعاصم: وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً بفتح ضم الضاد، وقرأ غيرهما بضمها. وقرأ شعبة وحمزة وحفص بخلف عنه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، بفتح الضاد في الألفاظ الثلاثة، وقرأ الباقون بضمها فيها وهو الوجه الثاني لحفص). [الوافي في شرح الشاطبية: 281]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (120- .... .... وَضُعْفًا فَحَرِّكِ امْـ = ـدُدِ اهْمِزْ بِلا نُوْنٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وضعفا فحرك امدد الخ، أي قرأ مرموز (ألف) ألا آخر البيت وهو أبو جعفر، {وعلم أن فيكم ضعفًا} [66] بفتح الضاد وبفتح
[شرح الدرة المضيئة: 137]
العين وبألف بعد الفاء وهمزة مفتوحة من غير تنوين وعلم من انفراده، ليعقوب بالضم والإسكان والتنوين من غير ألف وهمزة من غير تنوين ولخلف كذلك، إلا أنه بفتح الضاد). [شرح الدرة المضيئة: 138]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمَدِّ وَالْهَمْزِ مَفْتُوحَةً نَصْبًا، وَلَا يَصِحُّ مَا رُوِيَ عَنِ الْهَاشِمِيِّ مِنْ ضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ مُنَوَّنًا مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم وحمزة وخلف {أن فيكم ضعفًا} [66] بفتح الضاد، والباقون بضمها، وأبو جعفر بفتح العين والمد وبهمزة مفتوحة، والباقون بإسكان العين منونًا من غير مد ولا همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {فإن يكن} [66] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (662- .... .... .... .... = ثاني يكن حماً كفى بعد كفا). [طيبة النشر: 77] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (663 - ضعفًا فحرّك لا تنوّن مدّ ثب = والضّمّ فافتح نل فتىً والرّوم صب
664 - عن خلف فوزٍ .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ثاني يكن) يعني قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا» هذا هو الثاني، قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به أبو عمرو ويعقوب والكوفيون قوله: (بعد) أي بعد الحرف الثاني المذكور آنفا، يريد قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة صابرة» قرأه بالتذكير أيضا الكوفيون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ث) ب = والضّمّ فافتح (ن) ل (فتى) والرّوم (ص) ب
يريد قوله تعالى: وعلم أن فيكم ضعفا قرأه أبو جعفر ضعفاء جمع ضعيف مثل كريم وكرماء وشريف وشرفاء، وهذا معنى وحرك: أي أن العين بالفتح ولا تنون ومد، وفهم من المد الهمزة على القاعدة، وأما ضم الضاد فذكره بعد ذلك، وفهم قراءة الباقين من لفظه أول البيت، ثم قال والضم فافتح: أي فتح
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
الضاد عاصم وحمزة وخلف، والباقون بالضم ودخل فيهم أبو جعفر، والضم والفتح لغتان، ووجه قراءة أبي جعفر علم أن فيكم قويا وضعيفا أو أن بعضكم ضعيف، وقيل إنه أوضح من قراءة الجماعة، لأن قراءتهم تحتاج إلى تأويل: أي ضعفاء في النفوس فإنهم كانوا أقوى الأقوياء، نفعنا الله بهم قوله: (والروم) يعني ضعفا الذي في الروم وهو قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا قرأه بفتح الضاد من الثلاثة: شعبة وحمزة وحفص في أحد الوجهين كما ذكره في النشر، والباقون بالضم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ث) بـ = والضّمّ فافتح (ن) لـ (فتى) والرّوم (ص) ب
(ع) ن خلف (ف) وز أن يكون أنّثا = (ث) بت (حما) أسرى أسارى ثلّثا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر أن فيكم ضعفاء بضم الضاد وفتح العين والمد والهمزة مفتوحة، جمع ضعيف، والباقون بعدم المد والإسكان والتنوين،
ثم اختلفوا:
فقرأ ذو نون (نل) عاصم، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف بفتح الضاد، وهو لغة تميم، والباقون بضمها؛ وهو لغة الحجاز وأسد، وبهذا قرأ ذو صاد (صب) أبو بكر وفاء (فز) حمزة الذي خلقكم من ضعف بالروم [الآية: 54].
واختلف فيه عن ذي عين (عن): فروى عنه عبيد وعمرو: أنه اختار فيها الضم خلافا لعاصم؛ للحديث الذي رواه عن أبي الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/354]
مرفوعا.
وروى عنه من طرق: أنه قال: ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف وصح عنه الفتح [(والضم).
وروى عنه عبيد، وأبو الربيع الزهراني، والفيل عن عمرو عنه الفتح] رواية.
[وروى] عنه هبيرة، والقواس، وزرعان عن عمرو وعنه الضم اختيارا.
قال الداني: واختياري عن حفص من طريق عمرو، وعبيد- الأخذ بالوجهين.
والحديث المذكور رواه أبو داود عن عطية العوفي.
وقال: قرأت على ابن عمر الله الذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة [الروم: 54]، فقال: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا، [ثم قال]: قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قرأت على؛ فأخذ على كما أخذت عليك. قال الترمذي: حديث حسن.
وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر و(حما) البصريان ما كان لنبي أن تكون [الأنفال: 67] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر يكون له أسارى بوزن «فعالى»، والباقون أسرى بوزن «فعلى».
وجه وجهي يكون: اعتبارا للفظ أسارى فيؤنث، ومعناه: جمع «أسير»؛ فيذكر.
ووجه أسرى وأسارى معرفا ومنكرا: أنهما جمعا «أسير»، وأسارى جمع أسرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/355] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا" [الآية: 66] فعاصم وحمزة وخلف بفتح الضاد وافقهم الأعمش بخلفه والباقون بضمها وكلاهما مصدر وقيل الفتح في العقل والرأي والضم في البدن، وقرأ أبو جعفر بفتح العين والمد والهمزة مفتوحة بلا تنوين جمعا على فعلاء، كظريف وظرفاء، ولا يصح كما في النشر ما روي عن الهاشمي من ضم الهمزة، وافقه المطوعي والباقون بإسكان العين والتنوين بلا مط ولا همز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/83]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأن} [66] لا يخفى، وقد تقدم). [غيث النفع: 661]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضعفا} قرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد، والباقون بالضم). [غيث النفع: 661]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإن تكن} الثالث، قرأ الكوفيون بالياء التحتية، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}
{الْآَنَ}
- قرأ ورش وابن وردان بخلاف عنه بنقل حركة الهمزة إلى اللام قلبها مع حذف الهمزة (الان).
- وقرأ الباقون بعدم النقل، وهو أحد الوجهين عن ابن وردان.
- وقرأ الأزرق بتثليث مد البدل.
[معجم القراءات: 3/325]
{وَعَلِمَ}
- قرأ جبلة عن المفضل عن عاصم (عُلم) بالبناء للمفعول.
- وقراءة الجماعة (علم) بالبناء للفاعل.
{ضَعْفًا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وابن عمر والحسن والأعرج وابن القعقاع وقتادة وابن أبي إسحاق وحفص (ضعفا) بضم الضاد وهي لغة الحجاز، وهي اختيار أبي حاتم، وأبي عبيد.
- وقرأ عاصم وحمزة والأعمش وشيبة وطلحة (ضعفاً) بفتح الضاد وسكون العين، وهي لغة تميم.
قال أبو عمرو بن العلاء: (الضعف لغة أهل الحجاز، والضعف لغة تميم، فأنا التفريق بينهما فلا يصح، أعني في المعنى).
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وحكاها النقاش عن ابن
[معجم القراءات: 3/326]
عباس، وهي قراءة المطوعي (ضعفاء) بالمد، جمع ضعيف، كظريف وظرفاء.
قال الطبري:
(وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ: ضعفاً وضعفاً، وأما قراءة (ضعفاء) فشاذة، ولا أحب القراءة بها، وإن كان لها في الصحة مخرج).
- وقرأ عيسى بن عمر (ضعفاً) بضم الضاد والعين ذكره النقاش، وهو لغة.
- وقرئ (ضعفي) مثل مرضى.
{فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخارجة عن نافع وخلف (... يكن ...) بالياء على التذكير.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والأعرج ويعقوب واليزيدي والحسن (... تكن ...) بالتاء على التأنيث.
{مِئَةٌ ... مِائَتَيْنِ}
- تقدمت القراءة بالياء فيها في الآية السابقة: مية ... ميتين).
{صَابِرَةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/327]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:52 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (67) إلى الآية (69) ]

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن يكون لَهُ أسرى} 67
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (أَن تكون لَهُ أسرى) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {أَن يكون لَهُ} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أن تكون) بالتاء، بصري، ويزيد (له أسرى) يزيد، "من الأسارى" يزيد وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 266]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما كان النبي) [67]: بلامين حمصي، اتباعًا لمصاحفها.
[المنتهى: 2/722]
(أن تكون) [67]: بالتاء بصري غير أيوب والبخاري، ويزيد، وأبو بشر، والبختري). [المنتهى: 2/723]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (له أسارى) [67]، و(من الأسارى) [70]: بألفٍ يزيد، والمفضل، وافق أبو عمرو في الثاني). [المنتهى: 2/723] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (أن تكون له أسرى) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أن تكون له} (67): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب: (أن
[تحبير التيسير: 386]
تكون له) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 387]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (له أسارى) وكذلك أبو عمرو وأبو جعفر (من الأسارى) على وزن فعالى، والباقون: أسرى على وزن فعلى). [تحبير التيسير: 387] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى) بالتاء بصري غير أيوب، وأبو جعفر، وأبو بشر، والبحتري، وهو الاختيار لجمعه الأساري، الباقون بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَتَّى يُثْخِنَ) مشدد ميمونة، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([67]- {أَنْ يَكُونَ لَهُ} بالتاء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (723- .... .... .... وَأَنِّثْ انْ = يَكُونَ مَعَ الأَسْرَى الأُسَارى حُلاً حَلاَ). [الشاطبية: 57] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ومعنى (أن يكون مع الأسرى)، أي أنثه مصاحبًا له.
والأسارى: مبتدأ. و(حُلا حَلا): خبره؛ وهو داخل في قوله: (وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا).
قال أبو عمرو والأخفش: «الأسارى: الذين شدوا بالقد؛ والأسرى: الذين أخذوا ولم يُشدوا بعد».
والذي يعول عليه، أن فعيلًا؟ إذا كان بمعنى مفعول، جمع على فعلی، كجريح وجرحى، ومريضٍ ومرضى، وأسيرٍ وأسرى، ثم جمع على فعالی، حملًا علی كسالی.
وباب فعلان، يُجمع على فعالى، كسكران و سكاری؛ ثم جمع علی فعلی، حملًا على أسرى، فقيل: كسلی، لأن الأسير والكسلان في معنى واحد.
[فتح الوصيد: 2/956]
ومن الجمع على المشابهة قولهم: أسراء وقتلاء، لشبهه في اللفظ بظریف.
ومن التشبيه، قولهم: مرضى وموتى وهلكى، لأنها أسباب ابتلي بها في مريض وميتٍ وهالكٍ. وقد سبق هذا). [فتح الوصيد: 2/957] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([723] وفي الروم صف عن خلف فصلٍ وأنث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
[كنز المعاني: 2/278]
ح: (في الروم): ظرف (صف)، (عن خلف): متعلق به، (أن تكون): مفعول (أنث)، ألقى حركة الهمزة على الثاء، فأسقطت (مع الأسرى الأسارى): حال، أي: مع قراءتك الأسرى الأسارى، (حلا): حال من فاعل (أنث)، أي: ذا حُلا، (حلا): صفته.
ص: يعني قرأ أبو بكر وحفص بخلافٍ عنه وحمزة في سورة الروم: {الله الذي خلقكم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قوةً ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفًا} [54] في الأحرف الثلاثة بفتح الضاد، والباقون: بضمها.
ومعنى (صف عن خُلف فصلٍ): احك قصة الخلف، لأن حفصًا خالف عاصمًا فيها لما سمع أن ابن عمر رضي الله عنه قرئ عليه: {الله الذي
[كنز المعاني: 2/279]
خلقكم من ضعفٍ} الفتح، فقال: (من ضُعفٍ) بضم الضاد في الثلاثة، ونسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف عاصمًا في غيرها.
وقرأ أبو عمرو: (ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض) [67] بالتأنيث؛ لأن {أسرى} مؤنث، والباقون: بالتذكير، لأن تأنيثه غير حقيقي.
وكذلك قرأ: (قل لمن في أيديكم من الأسارى) [70] على وزن (فُعالى)، والباقون: {الأسرى} على وزن (فعلى) لغتان، ولم يشتبه
[كنز المعاني: 2/280]
بقوله: {يكون له أسرى} [67]، إذ ليس فيها لام التعريف، وكرر الرمز للتأكيد، ولتكرر القراءة له). [كنز المعاني: 2/281] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: وأنث أن يكون أراد قوله تعالى: "أَنْ تَكُونَ لَهُ أَسْرَى"، فألقى حركة "أن" على ثاء أنث، وقد سبق أن تأنيث الجمع غير حقيقي، فيجوز تذكير الفعل المسند إليه ثم قال مع الأسرى الأسارى يعني: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى}، يقرؤه أبو عمرو "الأسارى"، وكلاهما جمع أسير، ولا خلاف في الأولى: {أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}، وهو غير ملبس؛ لأنه ذكرها معرفة باللام وتلك هي الثانية، واتفق للناظم هنا اتفاق حسن وهو تكرير الرمز في حلا حلا بعد تكرر كلمتي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/203]
القراءة وهما تكون والأسارى فأنث أبو عمرو تكون وقرأ الأسارى ولم يرمز لقراءة "تكون"، فجاء تكرير الرمز بعد الأسارى مناسبا حسنا، وإن كان لو لم يكرره لجاز كما جمع في البقرة مسألتين لابن عامر في قوله: "عليم وقالوا"، وقال في آخر البيت: كفلا وكما جمع لحمزة ثلاث مسائل في آل عمران في قوله: "سنكتب"، وقال في آخر البيت: فتكمل، وتارة يكرر الرمز من غير تكرار الحرف المختلف فيه نحو: اعتاد أفضلا، نمنى علا علا، وإنما اتفق له مناسبة التكرار هنا، وقوله: مع الأسرى؛ أي: مع قراءة موضع الأسرى: الأسارى، ومن الممكن أن يقدر مع قراءة الأسرى موضع الأسارى، فيفيد ضد المقصود، ولكنه هنا لفظ بقراءتين من غير قيد، فالرمز للثانية منهما كقوله: سكارى معا سكرى، وعالم قل علام شاع، ولو كان قال: وفي الأسرى الأسارى لكان أظهر، ولكنه قصد مزج الموضعين من غير تخلل واو فاصلة بينهما، ولو قال بالواو لكان له أسوة بقوله: و"كُنْ فَيَكُون"، وحلا: في موضع نصب على الحال من فاعل أنث؛ أي: أنث تكون مع قراءتك الأسارى ذا حلا، وحلا صفة حلا، وقال الشيخ -رحمه الله- معنى أن يكون مع الأسرى؛ أي: أنثه مصاحبا له والأسارى مبتدأ وحلا حلا خبره.
قلت: هذا مشكل فإنَّ "تكون" في القراءة مصاحبة للأسارى لا للأسرى إن أراد أن يجمع قراءتي أبي عمرو، وإن أراد بالمصاحبة المذكور في التلاوة بعد "يكون" فتلك أسرى لا أسارى كما سبق بيانه، ثم لو كان بعد يكون لفظ الأسرى لبقيت قراءة الجماعة في موضع الخلاف لا دليل عليها فإن ذلك لا يفهم من لفظ الأسارى والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/204] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (723 - .... .... .... وأنّث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
....
وقرأ أبو عمرو: أن تكون له أسرى بتاء التأنيث، وقرأ غيره بياء التذكير. وقرأ كذلك: قل لّمن في أيديكم من الأسارى بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها على زنة كسالي وقرأ غيره مِنَ الْأَسْرى بفتح الهمزة وسكون السين على زنة القتلى، ولا خلاف بين السبعة في قراءة أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى بفتح الهمزة وسكون السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 281] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (120- .... .... .... .... .... = .... .... أُسَارَى مَعًا أَلَا). [الدرة المضية: 29] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (121 - يَكُونَ فَأَنِّثْ إِذْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ) : (وقوله: أسارى معًا ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا أيضًا {أن تكون له أسارى} [67] {من الأسارى} [70] في الموضعين بالجمع كما نطق به، وعلم من الوفاق لخلف بالتوحيد فيهما، وليعقوب بالتوحيد في الأول، والثاني سيأتي خلافه لأصله فيه). [شرح الدرة المضيئة: 138] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يكون فأنث (إ)د ولاية ذي افتحن = (فـ)ـنى واقرأ الأسرى (حـ)ـميد محصلا
ش - يعني قرأ مرموز (ألف) إذ وهو أبو جعفر {أن تكون له أسارى} [67] بتأنيث {تكون} لتأنيث أسارى، وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك، ولخلف بالتذكير لأن تأنيث أسرى غير حقيقي). [شرح الدرة المضيئة: 138]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يَكُونَ لَهُ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِالتَّاءِ مُؤَنَّثًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ مُذَكَّرًا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَهُ أَسْرَى، وَمِنَ الْأَسْرَى فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ أُسَارَى وَ " الْأُسَارَى " بِضَمِّ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَبِأَلِفٍ بَعْدَ السِّينِ، وَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي " الْأُسَارَى "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ السِّينِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَهَا فِيهِمَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والبصريان {أن يكون} [67] بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {أسرى} [67]، و{الأسرى} [70] بضم الهمزة فيهما وألف بعد السين، وافقه أبو عمرو في {الأسرى}، والباقون بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف بعدها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (664- .... .... أن يكون أنّثا = ثبت حمًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (664- .... .... .... .... = .... .... أسرى أسارى ثلّثا
665 - من الأسارى حز ثنا .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((ع) ن خلف (ف) وز أن يكون أنّثا = (ث) بت (حما) أسرى أسارى ثلّثا
أي وقرأ «أن يكون له» بالتاء على التأنيث أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالياء على التذكير وتقدم وجههما في غير موضع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أسرى أسارى) أي وقرأ «أسارى» موضع «أسرى»، يعني من قوله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى أبو جعفر وتلفظ هنا بالقراءتين ولم يكتف بلفظ قراءة أبي جعفر كما فعل في غيره لغرابتها بالنسبة إلى من لا يعرف غير السبعة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
من الأسارى (ح) ز (ث) نا ولاية = فاكسر (ف) شا الكهف (فتى) (ر) واية
أي وقرأ «في أيديكم من الأسارى» أبو عمرو وأبو جعفر، والباقون من الأسرى، وكلهم على أصولهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين، وتقدم الكلام في البقرة على وجه أسرى وأسارى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ث) بـ = والضّمّ فافتح (ن) لـ (فتى) والرّوم (ص) ب
(ع) ن خلف (ف) وز أن يكون أنّثا = (ث) بت (حما) أسرى أسارى ثلّثا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر أن فيكم ضعفاء بضم الضاد وفتح العين والمد والهمزة مفتوحة، جمع ضعيف، والباقون بعدم المد والإسكان والتنوين،
ثم اختلفوا:
فقرأ ذو نون (نل) عاصم، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف بفتح الضاد، وهو لغة تميم، والباقون بضمها؛ وهو لغة الحجاز وأسد، وبهذا قرأ ذو صاد (صب) أبو بكر وفاء (فز) حمزة الذي خلقكم من ضعف بالروم [الآية: 54].
واختلف فيه عن ذي عين (عن): فروى عنه عبيد وعمرو: أنه اختار فيها الضم خلافا لعاصم؛ للحديث الذي رواه عن أبي الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/354]
مرفوعا.
وروى عنه من طرق: أنه قال: ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف وصح عنه الفتح [(والضم).
وروى عنه عبيد، وأبو الربيع الزهراني، والفيل عن عمرو عنه الفتح] رواية.
[وروى] عنه هبيرة، والقواس، وزرعان عن عمرو وعنه الضم اختيارا.
قال الداني: واختياري عن حفص من طريق عمرو، وعبيد- الأخذ بالوجهين.
والحديث المذكور رواه أبو داود عن عطية العوفي.
وقال: قرأت على ابن عمر الله الذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة [الروم: 54]، فقال: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا، [ثم قال]: قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قرأت على؛ فأخذ على كما أخذت عليك. قال الترمذي: حديث حسن.
وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر و(حما) البصريان ما كان لنبي أن تكون [الأنفال: 67] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر يكون له أسارى بوزن «فعالى»، والباقون أسرى بوزن «فعلى».
وجه وجهي يكون: اعتبارا للفظ أسارى فيؤنث، ومعناه: جمع «أسير»؛ فيذكر.
ووجه أسرى وأسارى معرفا ومنكرا: أنهما جمعا «أسير»، وأسارى جمع أسرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/355] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ما كان لنبي أن يكون" [الآية: 67] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث مراعاة لمعنى الجماعة وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتذكير اعتبارا للفظ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/83]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَهُ أَسْرَى" [الآية: 67] و"مِنَ الْأَسْرَى" [الآية: 70] فأبو عمرو بفتح الهمزة وسكون السين في الأول، وضم الهمزة وفتح السين وبالألف بعدها في الثاني مع الإمالة فيهما، وافقه اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف مع الإمالة فيهما وافقهم الأعمش، وقرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما وفتح السين على وزن فعالى بلا إمالة، والباقون بفتح الهمزة وسكون السين بلا ألف على وزن فعلى، وهو قياس فعيل بمعنى مفعول، لكن قللهما الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن يكون له} [67] قرأ البصري بتاء الخطاب، والباقون بالياء). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ}
- قرأ أبو الدرداء وأبو حيوة وأبو البرهسم وأبو بحرية (ما كان للنبي) معرفاً، وهو كذلك في إمام أهل الشام.
وقال ابن خالويه: (وهي في مصحف ابن الشميط).
- وقراءة الجماعة (لنبي) منكراً، وهو كذلك في إمام أهل العراق.
- وتقدمت قراءة نافع بالهمز مراراً (لنبيء)، وكذا حكم ما كان من هذه المادة في القراءة المروية عنه.
{أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}
- قرأ أبو عمرو وسهل ويعقوب وأبو جعفر واليزيدي والحسن والمفضل وجبلة عن المفضل عن عاصم (أن تكون ...) بالتاء، وهذا على تأنيث لفظ الجمع (أسرى).
- وقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي (أن يكون ...) بالتذكير على المعنى.
[معجم القراءات: 3/328]
{أَسْرَى}
- قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع والمفضل عن عاصم ورويس عن يعقوب (أسارى) على وزن فعالى.
قال الزجاج: (.. فمن قرأ أسرى فهو جمع أسير ...، وفعلى جمع لكل نا أصيبوا به في أبدانهم وعقولهم، يقال: هالك وهلكي ...، ومن قرأ أسارى فهو جمع الجمع، تقول: أسير وأسارى.
قال أبو إسحاق: ولا أعلم أحداً قرأها أسارى، وهي جائزة، ولا تقرأن بها إلا أن تثبت رواية ضحيحة).
- وقرئ (أسراء) بالمد وهما لغتان)
- وأمال (أسرى) أبو عمرو حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ}
- قراءة الجماعة (... يثخن ...) بالتخفيف من (أثخن) الرباعي، وقد
[معجم القراءات: 3/329]
جاء معدى بالهمزة.
- وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وثاب ويحيى بن يعمر (يثخن) مشدداً، جاء معدى بالتضعيف من (ثخن).
{تُرِيدُونَ}
- قراءة الجماعة (تريدون) بالتاء من فوق على الخطاب.
- وقرئ (يريدون) بالياء على الغيبة.
{وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ}
- قراءة الجمهور (.. الآخرة) بالنصب، مفعولاً به.
- وقرأ سليمان بن جماز المدني (.. الآخرة) بالجر.
قال ابن جني:
(ووجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: تريدون عرض الدنيا، فجرى ذكر العرض، فصار كأنه أعاده ثانياً).
أي كأنه قال: والله يريد عرض الآخرة.
قال العكبري: (وقرئ شاذاً..، فحذف المضاف وبقي عمله كما قال بعضهم:
أكل امرئ تحسبين امرأً = ونارٍ توقد بالليل ناراً
أي: وكل نارٍ).
[معجم القراءات: 3/330]
{الْآَخِرَةَ}
- وتقدم في الآية/ 4 من سورة البقرة، تحقيق الهمز، ونقل الحركة والحذف، والسكت، وترقيق الراء، وإمالة الهاء). [معجم القراءات: 3/331]

قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أخذتم" بإظهار الذال ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}
{أَخَذْتُمْ}
- قرأ ابن كثير وحفص ورويس بخلاف عنه بإظهار الذال.
- وقرأ الباقون بإدغام الذال في التاء، وهو الوجه الثاني عن رويس). [معجم القراءات: 3/331]

قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:53 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (70) إلى الآية (71) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الأسرى} 70
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الأسرى} بِالْألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {من الأسرى} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (له أسارى) [67]، و(من الأسارى) [70]: بألفٍ يزيد، والمفضل، وافق أبو عمرو في الثاني). [المنتهى: 2/723] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (من الأسارى) على وزن كسالى، وقرأ الباقون من (من الأسرى) على وزن شتى وصرعى). [التبصرة: 225]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {من الأسارى} (70): على وزن (فعالى).
والباقون: على وزن (فعلى) ). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (له أسارى) وكذلك أبو عمرو وأبو جعفر (من الأسارى) على وزن فعالى، والباقون: أسرى على وزن فعلى). [تحبير التيسير: 387] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([70]- {مِنَ الْأَسْرَى} بوزن فُعَالَى: أبو عمرو). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (723- .... .... .... وَأَنِّثْ انْ = يَكُونَ مَعَ الأَسْرَى الأُسَارى حُلاً حَلاَ). [الشاطبية: 57] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ومعنى (أن يكون مع الأسرى)، أي أنثه مصاحبًا له.
والأسارى: مبتدأ. و(حُلا حَلا): خبره؛ وهو داخل في قوله: (وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا).
قال أبو عمرو والأخفش: «الأسارى: الذين شدوا بالقد؛ والأسرى: الذين أخذوا ولم يُشدوا بعد».
والذي يعول عليه، أن فعيلًا؟ إذا كان بمعنى مفعول، جمع على فعلی، كجريح وجرحى، ومريضٍ ومرضى، وأسيرٍ وأسرى، ثم جمع على فعالی، حملًا علی كسالی.
وباب فعلان، يُجمع على فعالى، كسكران و سكاری؛ ثم جمع علی فعلی، حملًا على أسرى، فقيل: كسلی، لأن الأسير والكسلان في معنى واحد.
[فتح الوصيد: 2/956]
ومن الجمع على المشابهة قولهم: أسراء وقتلاء، لشبهه في اللفظ بظریف.
ومن التشبيه، قولهم: مرضى وموتى وهلكى، لأنها أسباب ابتلي بها في مريض وميتٍ وهالكٍ. وقد سبق هذا). [فتح الوصيد: 2/957] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([723] وفي الروم صف عن خلف فصلٍ وأنث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
[كنز المعاني: 2/278]
ح: (في الروم): ظرف (صف)، (عن خلف): متعلق به، (أن تكون): مفعول (أنث)، ألقى حركة الهمزة على الثاء، فأسقطت (مع الأسرى الأسارى): حال، أي: مع قراءتك الأسرى الأسارى، (حلا): حال من فاعل (أنث)، أي: ذا حُلا، (حلا): صفته.
ص: يعني قرأ أبو بكر وحفص بخلافٍ عنه وحمزة في سورة الروم: {الله الذي خلقكم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قوةً ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفًا} [54] في الأحرف الثلاثة بفتح الضاد، والباقون: بضمها.
ومعنى (صف عن خُلف فصلٍ): احك قصة الخلف، لأن حفصًا خالف عاصمًا فيها لما سمع أن ابن عمر رضي الله عنه قرئ عليه: {الله الذي
[كنز المعاني: 2/279]
خلقكم من ضعفٍ} الفتح، فقال: (من ضُعفٍ) بضم الضاد في الثلاثة، ونسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف عاصمًا في غيرها.
وقرأ أبو عمرو: (ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض) [67] بالتأنيث؛ لأن {أسرى} مؤنث، والباقون: بالتذكير، لأن تأنيثه غير حقيقي.
وكذلك قرأ: (قل لمن في أيديكم من الأسارى) [70] على وزن (فُعالى)، والباقون: {الأسرى} على وزن (فعلى) لغتان، ولم يشتبه
[كنز المعاني: 2/280]
بقوله: {يكون له أسرى} [67]، إذ ليس فيها لام التعريف، وكرر الرمز للتأكيد، ولتكرر القراءة له). [كنز المعاني: 2/281] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: وأنث أن يكون أراد قوله تعالى: "أَنْ تَكُونَ لَهُ أَسْرَى"، فألقى حركة "أن" على ثاء أنث، وقد سبق أن تأنيث الجمع غير حقيقي، فيجوز تذكير الفعل المسند إليه ثم قال مع الأسرى الأسارى يعني: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى}، يقرؤه أبو عمرو "الأسارى"، وكلاهما جمع أسير، ولا خلاف في الأولى: {أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}، وهو غير ملبس؛ لأنه ذكرها معرفة باللام وتلك هي الثانية، واتفق للناظم هنا اتفاق حسن وهو تكرير الرمز في حلا حلا بعد تكرر كلمتي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/203]
القراءة وهما تكون والأسارى فأنث أبو عمرو تكون وقرأ الأسارى ولم يرمز لقراءة "تكون"، فجاء تكرير الرمز بعد الأسارى مناسبا حسنا، وإن كان لو لم يكرره لجاز كما جمع في البقرة مسألتين لابن عامر في قوله: "عليم وقالوا"، وقال في آخر البيت: كفلا وكما جمع لحمزة ثلاث مسائل في آل عمران في قوله: "سنكتب"، وقال في آخر البيت: فتكمل، وتارة يكرر الرمز من غير تكرار الحرف المختلف فيه نحو: اعتاد أفضلا، نمنى علا علا، وإنما اتفق له مناسبة التكرار هنا، وقوله: مع الأسرى؛ أي: مع قراءة موضع الأسرى: الأسارى، ومن الممكن أن يقدر مع قراءة الأسرى موضع الأسارى، فيفيد ضد المقصود، ولكنه هنا لفظ بقراءتين من غير قيد، فالرمز للثانية منهما كقوله: سكارى معا سكرى، وعالم قل علام شاع، ولو كان قال: وفي الأسرى الأسارى لكان أظهر، ولكنه قصد مزج الموضعين من غير تخلل واو فاصلة بينهما، ولو قال بالواو لكان له أسوة بقوله: و"كُنْ فَيَكُون"، وحلا: في موضع نصب على الحال من فاعل أنث؛ أي: أنث تكون مع قراءتك الأسارى ذا حلا، وحلا صفة حلا، وقال الشيخ -رحمه الله- معنى أن يكون مع الأسرى؛ أي: أنثه مصاحبا له والأسارى مبتدأ وحلا حلا خبره.
قلت: هذا مشكل فإنَّ "تكون" في القراءة مصاحبة للأسارى لا للأسرى إن أراد أن يجمع قراءتي أبي عمرو، وإن أراد بالمصاحبة المذكور في التلاوة بعد "يكون" فتلك أسرى لا أسارى كما سبق بيانه، ثم لو كان بعد يكون لفظ الأسرى لبقيت قراءة الجماعة في موضع الخلاف لا دليل عليها فإن ذلك لا يفهم من لفظ الأسارى والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/204] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (723 - .... .... .... وأنّث ان = يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا
....
وقرأ أبو عمرو: أن تكون له أسرى بتاء التأنيث، وقرأ غيره بياء التذكير. وقرأ كذلك: قل لّمن في أيديكم من الأسارى بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها على زنة كسالي وقرأ غيره مِنَ الْأَسْرى بفتح الهمزة وسكون السين على زنة القتلى، ولا خلاف بين السبعة في قراءة أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى بفتح الهمزة وسكون السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 281] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (120- .... .... .... .... .... = .... .... أُسَارَى مَعًا أَلَا). [الدرة المضية: 29]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (121- .... .... .... .... .... = .... وَاقْرَإِ الأَسْرَى حَمِيْدًا مُحَصِّلَا). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: أسارى معًا ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا أيضًا {أن تكون له أسارى} [67] {من الأسارى} [70] في الموضعين بالجمع كما نطق به، وعلم من الوفاق لخلف بالتوحيد فيهما، وليعقوب بالتوحيد في الأول، والثاني سيأتي خلافه لأصله فيه). [شرح الدرة المضيئة: 138] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واقرأ الأسرى حميدًا أي قرأ مرموز (حا) حميدًا وهويعقوب في {أيديكم من الأسرى} [70] بالتوحيد بخلاف أصله). [شرح الدرة المضيئة: 139]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَهُ أَسْرَى، وَمِنَ الْأَسْرَى فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ أُسَارَى وَ " الْأُسَارَى " بِضَمِّ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَبِأَلِفٍ بَعْدَ السِّينِ، وَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي " الْأُسَارَى "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ السِّينِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَهَا فِيهِمَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {أسرى} [67]، و{الأسرى} [70] بضم الهمزة فيهما وألف بعد السين، وافقه أبو عمرو في {الأسرى}، والباقون بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف بعدها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (664- .... .... .... .... = .... .... أسرى أسارى ثلّثا
665 - من الأسارى حز ثنا .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أسرى أسارى) أي وقرأ «أسارى» موضع «أسرى»، يعني من قوله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى أبو جعفر وتلفظ هنا بالقراءتين ولم يكتف بلفظ قراءة أبي جعفر كما فعل في غيره لغرابتها بالنسبة إلى من لا يعرف غير السبعة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
من الأسارى (ح) ز (ث) نا ولاية = فاكسر (ف) شا الكهف (فتى) (ر) واية
أي وقرأ «في أيديكم من الأسارى» أبو عمرو وأبو جعفر، والباقون من الأسرى، وكلهم على أصولهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين، وتقدم الكلام في البقرة على وجه أسرى وأسارى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ث) بـ = والضّمّ فافتح (ن) لـ (فتى) والرّوم (ص) ب
(ع) ن خلف (ف) وز أن يكون أنّثا = (ث) بت (حما) أسرى أسارى ثلّثا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر أن فيكم ضعفاء بضم الضاد وفتح العين والمد والهمزة مفتوحة، جمع ضعيف، والباقون بعدم المد والإسكان والتنوين،
ثم اختلفوا:
فقرأ ذو نون (نل) عاصم، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف بفتح الضاد، وهو لغة تميم، والباقون بضمها؛ وهو لغة الحجاز وأسد، وبهذا قرأ ذو صاد (صب) أبو بكر وفاء (فز) حمزة الذي خلقكم من ضعف بالروم [الآية: 54].
واختلف فيه عن ذي عين (عن): فروى عنه عبيد وعمرو: أنه اختار فيها الضم خلافا لعاصم؛ للحديث الذي رواه عن أبي الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/354]
مرفوعا.
وروى عنه من طرق: أنه قال: ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف وصح عنه الفتح [(والضم).
وروى عنه عبيد، وأبو الربيع الزهراني، والفيل عن عمرو عنه الفتح] رواية.
[وروى] عنه هبيرة، والقواس، وزرعان عن عمرو وعنه الضم اختيارا.
قال الداني: واختياري عن حفص من طريق عمرو، وعبيد- الأخذ بالوجهين.
والحديث المذكور رواه أبو داود عن عطية العوفي.
وقال: قرأت على ابن عمر الله الذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة [الروم: 54]، فقال: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا، [ثم قال]: قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قرأت على؛ فأخذ على كما أخذت عليك. قال الترمذي: حديث حسن.
وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر و(حما) البصريان ما كان لنبي أن تكون [الأنفال: 67] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر يكون له أسارى بوزن «فعالى»، والباقون أسرى بوزن «فعلى».
وجه وجهي يكون: اعتبارا للفظ أسارى فيؤنث، ومعناه: جمع «أسير»؛ فيذكر.
ووجه أسرى وأسارى معرفا ومنكرا: أنهما جمعا «أسير»، وأسارى جمع أسرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/355] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
من الأسارى (ح) ز (ث) نا ولاية = فاكسر (ف) شا الكهف (فتى) (ر) واية
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز)، وثاء (ثنا) [أبو جعفر، وأبو عمرو]: قل لمن في أيديكم من الأسارى [الأنفال: 70] بوزن «فعالى»، والباقون الأسرى، وتقدم التوجيه، وفرق أبو عمرو [للجمع].
وقرأ [ذو] (فتى) حمزة وخلف: من ولايتهم [الأنفال: 72] بكسر الواو، واتفق (فتى) وراء (رواية): [حمزة، وخلف، والكسائي] على كسر هنالك الولاية (بالكهف) [الآية: 44]، والباقون بالفتح فيهما.
قال أبو عبيدة الولية بالفتح: النصرة والنسب، وبالكسر: الإمارة، وأجاز كسر الأول.
وقال الفراء: يرجعان للمعنيين كالوكالة، وقد سمعا في كل من المعنيين، وجه الفتح والكسر فيهما: حمل كل منهما على أحد المعنيين، أي: ليس لكم تولى أمورهم من إرث ونصرة، وإن استنصروكم؛ فتولوا نصرهم، أو ما لكم من إرث ونصرة.
ووجه الفرق: حملا للأول على النصرة، والثاني على التولية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/356] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَهُ أَسْرَى" [الآية: 67] و"مِنَ الْأَسْرَى" [الآية: 70] فأبو عمرو بفتح الهمزة وسكون السين في الأول، وضم الهمزة وفتح السين وبالألف بعدها في الثاني مع الإمالة فيهما، وافقه اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف مع الإمالة فيهما وافقهم الأعمش، وقرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما وفتح السين على وزن فعالى بلا إمالة، والباقون بفتح الهمزة وسكون السين بلا ألف على وزن فعلى، وهو قياس فعيل بمعنى مفعول، لكن قللهما الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي أخذ منكم بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل، وهو الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام "يغفر لكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من الأسرى} [70] قرأ البصري بضم الهمزة، وبالألف بعد السين، بوزن (فعالى) والباقون بفتح الهمزة، وإسكان السين، من غير ألف، بوزن (فعلى) ). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)}
{النَّبِيُّ}
- تقدمت قراءة نافع بالهمز مراراً (النبيء).
- وقراءة الجماعة (النبي).
{مِنَ الْأَسْرَى}
- قراءة الجمهور (من الأسرى).
- وقرأ ابن محيصن (من أسرى) منكراً.
- وقال ابن عطية: (وقرأ ابن محيصن (من لسرى) بالإدغام.
- وقرأ قتادة وأبو جعفر وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم والمفضل وأبو عمرو من السبعة والحسن والجحدري بخلاف عنهما (من الأسارى)، بضم الهمزة وألف بعد السين.
[معجم القراءات: 3/331]
- وأمال أبو عمرو (أسارى).
- وأمال حمزة والكسائي وخلف (أسرى).
- وقرأ ورش والأزرق بالفتح والتقليل.
{خَيْرًا.. خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يُؤْتِكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (يوتكم) بإبدال الهمزة واواً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (يؤتكم).
{يُؤْتِكُمْ خَيْرًا}
- وقرأ الأعمش (يثبكم خيرا) من الثواب.
- وقراءة الجماعة (يؤتكم خيراً).
{مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ}
- قرأ الحسن وأبو حيوة وشيبة وحميد ومجاهد وقتادة والمطوعي وابن أبي عبلة وحماد بن زيد وحماد بن عمرو كلاهما عن عاصم (مما أخذ منكم) على البناء للفاعل.
- وقراءة الجماعة (مما أخذ منكم) مبيناً للمفعول.
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافقه على الإدغام ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/332]

قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 10:54 AM

سورة الأنفال
[ من الآية (72) إلى الآية (75) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في فتح الْوَاو وَكسرهَا من قَوْله {مَا لكم من ولايتهم من شَيْء} 72
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم (وليتهم) و(هُنَالك الولية لله) الْكَهْف 44 بِفَتْح الْوَاو فيهمَا
وَقَرَأَ الكسائي (من وليتهم) بِفَتْح الْوَاو وَقَرَأَ (هُنَالك الولية) بِكَسْر الْوَاو وَقَرَأَ حَمْزَة (من وليتهم) و(هُنَالك الولاية) بِالْكَسْرِ فيهمَا). [السبعة في القراءات: 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((من ولايتهم) بكسر الواو، حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 266]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولايتهم) [72]، و(الولاية) [الكهف: 44]: بكسر الواو حمزة). [المنتهى: 2/724]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (من ولايتهم) بكسر الواو، وفتحها الباقون). [التبصرة: 225]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {من ولايتهم} (72): بكسر الواو.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 301]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (من ولايتهم) بكسر الواو والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 387]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ وَلَايَتِهِمْ) بكسر الواو الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ ها هنا، وهكذا في الكهف وافق الكسائي وخلف، والجعفي، وابن جبير عن أبي بكر هناك، الباقون بالفتح، وهو الاختيار، لأنه يجمع الإمارة والموالات (مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بالياء
[الكامل في القراءات العشر: 560]
الحسن، وقَتَادَة، والقورسي، والقزاز عن عبد الوارث، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (بَيْنَكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 561]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([72]- {وَلَايَتِهِمْ} بكسر الواو: حمزة). [الإقناع: 2/656]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (724 - وَلاَيَتِهمْ بِالْكَسْرِ فُزْ وَبِكَهْفِهِ = شَفَا .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([724] ولا يتهم بالكسر (فـ)ز وبكهفه = (شـ)فا ومعًا إني بياءين أقبلا
يقال: ولي كذا إليه ولاية بالكسر.
ويقال: هو مولى بين الولاية بالفتح. وكذلك إذا استعمل الولي في معنى المولى، قيل فيه: بين الولاية بالفتح أيضًا.
فالمعنى على الكسر: ما لكم من توليهم من شيء.
وعلى الفتح، ما لكم أن تكونوا موالي لهم.
ومعنى قوله: (فز)، أن قومًا استبعدوا الفتح هنا وقالوا: إنما المعنى على الكسر، قالوا: لأن الولاية مصدر من قولهم: هو ولي بين الولاية.
(وبكهفه شفا)، لأنهم قالوا: الفتح في الكهف أظهر {هنالك الولية}من المولى فقال: (شفا)، لأن الكسر في الكهف صحيح؛ إذ الله مولى العباد ووليهم). [فتح الوصيد: 2/957]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([724] ولايتهم بالكسر فز وبكهفه = شفا ومعًا إني بيائين أقبلا
ح: (ولايتهم): مفعول (فز)، أي: فز بولايتهم، (بكهفه): عطف على (الكسر)، والباء بمعنى (في)، والضمير للقرآن، و(شفا): خبر مبتدأ محذوف، أي: الولاية في الكهف شفاءٌ، (إني): مبتدأ، (معًا): تأكيده معنًى، (بيائين): حال، (أقبلا): خبر، والألف للإطلاق أو (بيائين): خبر، (أقبلا): صفتها، والألف للتثنية.
ص: يعني: قرأ حمزة: (ما لكم من وِلايتهم من شيءٍ) [72] بكسر الواو، وهو والكسائي في الكهف: (هنالك الوِلاية لله الحق) [44] بالكسر أيضًا، والباقون: بالفتح فيهما، لغتان، كالدَّلالة والدِّلالة.
وياء الإضافة فيها اثنان: {إني أرى ما لا ترون} [48]، {إني أخاف الله} [48]). [كنز المعاني: 2/281] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (724- وَلايَتِهمْ بِالكَسْرِ "فُـ"ـزْ وَبِكَهْفِهِ،.. "شَـ"ـفَا وَمَعًا إِنِّي بِيَاءَيْنِ أَقْبَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/204]
يريد: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْء}.
وفي الكهف: {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}.
قال أبو عبيد: يقال: مولى بيِّن الولاية من ولايتهم إذا فتحت فإذا كسرت فهو من وليت الشيء، قال الزجاج: الولاية من النصرة والنسب بفتح، والتي بمنزلة الإمارة مكسورة قال: وقد يجوز كسرها؛ لأن في تولي بعض القوم بعض جنسا من الصناعة والعمل، وكلما كان من جنس الصناعة مكسور مثل القصارة والخياطة، قال أبو علي: قال أبو الحسن: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} هذا من الوَلاية فهو مفتوح، وأما في السلطان فالولاية مكسورة وكسر الواو في الأخرى لغة، وليست بذلك، قال أبو عبيد: والذي عندنا في هذا الأخذ بفتح الواو في الحرفين جميعا يعني: في الأنفال والكهف قال؛ لأن معناهما من الموالاة في الدين وأما الولاية فإنما هي من السلطان والإمارة ولا أحبها في هذا الموضع، وقال الفراء: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}.
يريد: من مواريثهم من شيء، وكسر الواو في: {مِنْ وَلَايَتِهِمْ} أعجب إليَّ من فتحها؛ لأنها إنما تفتح إذا كانت نصرة أكثر ذلك، وكان الكسائي يذهب إلى النصرة بفتحها ولا أظنه علم التفسير، ويختارون في وليته ولاية الكسر، وقد سمعناها بالفتح والكسر في معنييهما جميعا، والهاء في قوله: وبكهفه للقرآن؛ للعلم به). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/205]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (724 - ولايتهم بالكسر فز وبكهفه = شفا ومعا إنّي بياءين أقبلا
قرأ حمزة: ما لكم من ولاياتهم، هنا بكسر الواو، وقرأ غيره بفتحها. وقرأ حمزة والكسائي الولية لله الحقّ في سورة الكهف بكسر الواو، وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 281]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (121- .... .... وِلاَيَةَ ذِي افْتَحَنْ = فِناً .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ولاية ذي افتحن فني، أي قرأ مرموز (فا) فني وهو خلف {ولايتهم} [72] هنا خاصة بفتح الواو، وعلم من الوفاق للآخرين
[شرح الدرة المضيئة: 138]
كذلك، وأما التي في الكهف فهو على أصولهم فلخلف الكسر وللآخرين الفتح). [شرح الدرة المضيئة: 139]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَايَتِهِمْ هُنَا فِي الْكَهْفِ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ الْوَاوَ فِيهِمَا، وَافَقَهُ الْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي الْكَهْفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْوَاوِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {من ولايتهم} هنا [72]، وفي الكهف [44] {هنالك الولاية} [كسر الواو فيهما، وافقه الكسائي وخلف في الكهف، والباقون بفتح الواو فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (665- .... .... .... .... ولاية = فاكسر فشا الكهف فتىً رواية). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ولاية) يريد قوله تعالى: من ولايتهم بكسر الواو حمزة، والباقون بفتحها، فقيل هما لغتان، وقيل الكسر بمعنى ما لكم من توليتهم: أي في الميراث والفتح ما لكم أن تكونوا موالي لهم وكسر الواو من موضع الكهف في قوله تعالى: هنا لك الولاية لله الحق حمزة والكسائي وخلف على معنى الملك والسلطان، والباقون بالفتح على مراد النشر والغلبة لقوله تعالى: قبل ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
من الأسارى (ح) ز (ث) نا ولاية = فاكسر (ف) شا الكهف (فتى) (ر) واية
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز)، وثاء (ثنا) [أبو جعفر، وأبو عمرو]: قل لمن في أيديكم من الأسارى [الأنفال: 70] بوزن «فعالى»، والباقون الأسرى، وتقدم التوجيه، وفرق أبو عمرو [للجمع].
وقرأ [ذو] (فتى) حمزة وخلف: من ولايتهم [الأنفال: 72] بكسر الواو، واتفق (فتى) وراء (رواية): [حمزة، وخلف، والكسائي] على كسر هنالك الولاية (بالكهف) [الآية: 44]، والباقون بالفتح فيهما.
قال أبو عبيدة الولية بالفتح: النصرة والنسب، وبالكسر: الإمارة، وأجاز كسر الأول.
وقال الفراء: يرجعان للمعنيين كالوكالة، وقد سمعا في كل من المعنيين، وجه الفتح والكسر فيهما: حمل كل منهما على أحد المعنيين، أي: ليس لكم تولى أمورهم من إرث ونصرة، وإن استنصروكم؛ فتولوا نصرهم، أو ما لكم من إرث ونصرة.
ووجه الفرق: حملا للأول على النصرة، والثاني على التولية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/356] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ وَلَايَتِهِم" [الآية: 72] هنا و[الكهف الآية: 44] فحمزة بكسر الواو فيهما وافقه الأعمش، وقرأ الكسائي وكذا خلف كذلك في الكهف، والباقون بفتح الواو لغتان أو الفتح من النصرة والنسب والكسر من الإمارة، ووقع للنويري أنه جعل خلفا هنا كحمزة، وقد علم أنه إنما يوافقه في حرف الكهف، وأسقط في الأصل هنا خلفا من حرف الكهف فلعله من الكتاب فليعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/84]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولايتهم} [72] قرأ حمزة بكسر الواو، والباقون بالفتح، والكسر عربي جيد مسموع، فلا وجه لإنكار الأصمعي له). [غيث النفع: 661]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}
{وَلَايَتِهِمْ}
- قرأ الأعمش وابن وثاب والأخفش وحمزة (ولايتهم) بكسر الواو، وهي لغة.
ولحن الأصمعي الأعمش في هذا، وتعقب أبو على الأصمعي.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم والكسائي (ولايتهم) بفتح الواو.
وقال أبو على الفارسي: (الفتح أجود) والكسر والفتح لغتان، كذا عند الأخفش، ولحن الأصمعي الأخفش في قراءته بالكسر، ورد هذا أبو حيان على الأصمعي، وقال: (وأخطأ أي الأصمعي- في ذلك؛ لأنها قراءة متواترة).
وذهب أبو عبيد إلى أنها بالكسر من ولاية السلطان، وبالفتح من المولى، ثم اختار قراءة الفتح هنا، وفي آية الكهف/ 44: (هنالك
[معجم القراءات: 3/333]
الولاية لله الحق).
وذهب النحاس إلى أن الفتح في هذا أبين وأحسن؛ لأنه بمعنى النصر.
وقال الفراء:
(وكسر الواو في الولاية أعجب إلي من فتحها؛ لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت في معنى النصرة، وكان الكسائي يفتحها ويذهب إلى النصرة، ولا أراه علم التفسير).
{وَلَمْ يُهَاجِرُوا ... حَتَّى يُهَاجِرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة.
{بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
- قرأ السلمي والأعرج والهمداني عن أبي عمر والمفضل عن عاصم ورويس عن يعقوب (بما يعملون) بياء الغيبة.
- وقراءة الجماعلة (بما تعملون) بتاء الخطاب). [معجم القراءات: 3/334]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وفسادٌ كثير) [73]: بالثاء عيسى). [المنتهى: 2/724]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" فساد كثير " بالثاء الشيزري، وسورة، وصالح الناقط عن الكسائي، الباقون بالياء، والاختيار الثاء لأن التكثير في الفساد أقوى وباللَّه التوفيق). [الكامل في القراءات العشر: 561]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}
{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
- قرأت فرقة (بعضهم أولى ببعض).
{إِلَّا تَفْعَلُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (إلا تفعلوهو ...) بوصل الهاء بواو.
[معجم القراءات: 3/334]
- وقرأ طلحة (إلا يفعلوه) بالياء على الغيبة،
- وقراءة الجماعة بالتاء على الخطاب (تفعلوه).
{فَسَادٌ كَبِيرٌ}
- قرا أبو موسى عيسى بن سليمان الحجازي عن الكسائي، وأبو هريرة وابن سيرين وابن السميفع (... كثيراً) بالثاء المثلثلة.
- وروي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ (وفسادٌ عريض)، وكذا قرأ ابن شنبوذ.
وذكر ابن عطية أنها رواية أبي حاتم المدني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قراها كذلك.
- قراءة الجماعة (وفساد كبير) بالباء). [معجم القراءات: 3/335]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}
{آَوَوْا وَنَصَرُوا}
- قرأ بقصر الهمزة وتخفيف الواو الثانية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أووا ونصروا).
- وقراءة الجماعة بالمد (آووا ونصروا).
{الْمُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة بالواو (المؤمنون) في الآية/ 223 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/335]
{مَغْفِرَةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/336]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليم} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى النصف للأكثرين، وعليه عملنا، وقبل {المتقين} بعده في التوبة). [غيث النفع: 662]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}
{أَوْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
{بِكُلِّ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/336]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 10:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة