جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   جمهرة معاني أسماء الأفعال (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=1058)
-   -   الأفعال (http://jamharah.net/showthread.php?t=26059)

جمهرة علوم اللغة 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م 12:25 PM

الأفعال
 
#31 رصف المباني للمالقي |باب أصبح وأمسى
#71 كفاية المعاني للبيتوشي |كَانَ
#85 كفاية المعاني للبيتوشي |أمسى وأصبح

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:35 AM



قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):( [أصبح وأمسى]
وبقي في الباب لفظتان: إحداهما أصبح والأخرى أمسى، وكان حقهما أن يذكرا في بابين على الترتيب بعد «أل» وقبل «أن»، ولكن لما كانا في كلام العرب فعلين لم أذكرهما في الحروف، ولكن قد وردا زائدين في التعجب خاصة، قالوا ما أصبح أبردها وما أمسى أدفأها، فيكونان إذ ذاك حرفين، لأن الأفعال والأسماء لا تُزاد، وإنما تزاد الحروف، وإن كان اللفظ للفعل، كما زادوا «كان» في هذا الباب وفي قول الشاعر:
167- سراةٌ بني أبي بكرٍ تسامى = على – كان – المسومة العراب
وكما زادوا «أرى» في قولهم: «أخذته بأرى ألف درهم» وإن كانا فعلين في اللفظ، ولكن ذلك شاذ لا يُقاس عليه.
[رصف المباني:140]
ويحتمل أن «أصبح وأمسى» و«كان» في باب التعجب على أصلها عن الفعلية، ويكون في كل واحدٍ منها ضميرُ اسمها، وما بعدها خبرها، ويكون التعجب واقعًا عليها لخروجها في معاني أخبارها في النظير في استعظام أخبارها، وهذا أشبه من أن تجعل زوائد حروفًا، فالقول بهذا أحسن.
ولكن قد يُعترضُ هذا القول الأول بأن «أصبح وأمسى وكان» تدل على الزمان، والحروف على زمانٍ، ويعترض القول الثاني بأن فعل التعجب لا يكون إلا على وزن «أفعل» وأصبح وأمسى ليسا منقولين من ثلاثي، ولا يُبنى للتعجب إلا ما هو ثلاثي في الأصل.
فالذي ينبغي أن يُقال في «أمسى وأصبح وكان» إنها أفعالٌ توامٌ، وفواعلها مصادر من الفعل أو في معناه من الكلام الذي هي فيه ومحلها التأخير بعده، لكن قيل لها زوائد لدخولها بين ما يحتاج بعضه إلى بعضٍ، ولأنها يصلح الكلام دونها، فقولهم: «ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها» في التعجب أفعالٌ مؤخرةٌ في الأصل، والتقدير، ما أبردها أصبح ذلك وما أدفأها أمسى ذلك وما أحسن زيدًا كان ذلك، وكذلك قوله:
168- .... .... .... .... = على – كان – المسومة العراب
التقدير: وكان ذلك، وقولهم: أخذته بأرى ألف درهم، والأصل: أخذته بألف درهم أرى ذلك جيدًا، فحذف مفعولها لدلالة الكلام عليها فاعلمه). [رصف المباني: 140-141]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:35 AM



قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
(468) ومنهم من عد كان الزائدة = إذ لم تُر الأفعال قطُّ زائدة). [كفاية المعاني: 283]

أَمْسَى وأَصْبَحَ


قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
(520) ومنهم من عد أمسى أصبحا = زائدتين لدليلٍ أو ضحا). [كفاية المعاني: 288]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:36 AM



كان


قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): (كان
تفسير «كان» على خمسة وجوه:
فوجه منها: كان. يعني: ينبغي، فذلك قوله في آل عمران {ما كان} ينبغي {لبشر أن يؤتيه الله الكتاب} [79]. وقوله في النساء {وما كان ينبغي لمؤمن} يعني: لا ينبغي لمؤمن {أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [92]. وقوله عز وجل: {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} يعني: لا ينبغي لنا. ونحوه كثير.
الوجه الثاني: كان: صلة في الكلام، فذلك قوله: {وكان الله على كل شيء قديرا} يعني: والله على كل شيء قدير، وكان ها هنا صلة.
{وكان الله عليما حكيما} يقول: والله عليم حكيم، وكان صلة. {وكان الله سميعا بصيرا} يقول: والله سميع بصير. ونحوه كثير.
الوجه الثالث: كان. يعني: هو، فذلك قوله عز وجل: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يقول: من هو.
الوجه الرابع: كان: تفسيره: هكذا كان، فذلك قوله: {كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} هكذا كان {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}. وقوله في الكهف: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} [76] يخبر عن شيء مضي.
الوجه الخامس: كان. يعني: صار، فذلك قوله في البقرة: {واستكبر وكان من الكافرين} [24] يعني: وصار في علم الله عز وجل. وقال في عم يتساءلون: {فكانت أبوابا} [19] يعني: فصارت. {وسيرت الجبال فكانت سرابا} [20] يعني: فصارت. وقوله في المزمل: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا} [14] يعني: فصارت ككثيب الرمل إذا حرك يتبع بعضه بعضا.
وقوله في الواقعة: {فكانت هباء منبثا} [6] يعني: فصارت الجبال بالغبار الذي تراه في الشمس إذا دخلت كوة البيت. وقال في سأل سائل: {وتكون السماء} يعني: وتصير {كالمهل وتكون الجبال} يعني: وتصير الجبال {كالعهن} [8 و9] يعني: تصير كالصوف. مثاله في القارعة). [الوجوه والنظائر: 261-262]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:37 AM


قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (باب كان على ثلاثة عشر وجها
أحدها: كان بعينها، كقوله: {بما كانوا يكذبون} (البقرة 10)، وقوله: {إن كنتم صادقين}، وقوله: {وكنتم أمواتا فأحياكم} (البقرة 28).
والثاني: كان في علم اللّه الأزلي، كقوله في قصة إبليس: {كان من الكافرين}.
والثالث: الوقوع، كقوله: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} (البقرة 280).
والرابع: ما ينبغي، كقوله: {ما كان لبشر أن يؤتيه اللّه الكتاب والحكمة والنبوة} (آل عمران 79)، نظيرها في عسق (الآية 51): {وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا أو من وراء حجاب}.
والخامس: صار، كقوله: {فيكون طيرا بإذن اللّه} (آل عمران 49)، نظيرها في المائدة (الآية 116).
والسادس: بمعنى أنت، كقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} (البقرة 143)، وقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران 110)، وفي النمل (الآية 27): {أم كنت من الكاذبين}.
والسابع: جاز، [كقوله]: {وما كان لنبي أن يغل} (آل عمران 161)، نظيرها في الأنفال (الآية 67)، والتوبة (الآية 113).
والثامن: صلة ولا معنى له، كقوله: {إن اللّه كان عليكم رقيبا} (النساء 1)، وقوله: {إن اللّه كان عليما حكيما} (النساء 11)، {إن اللّه كان بما تعملون خبيرا} (النساء 94).
والتاسع: الإقامة، كقوله: {وجعلني مباركا أين ما كنت} (مريم 31).
والعاشر: بمعنى، كقوله: {وكان أبوهما صالحا} (الكهف 82).
والحادي عشر: بمعنى المستقبل، كقوله: {في يوم كان مقداره} (السجدة 5).
والثاني عشر: بمعنى الحال، كقوله: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (مريم 29).
والثالث عشر: بمعنى الماض والمستقبل والحال جميعا، كقوله: {وكان اللّه عزيزا حكيما} (النساء 158)، {وكان اللّه سميعا عليما} (النساء 148)، {وكان اللّه غفورا رحيما} (النساء 158)، {وكان اللّه قويا عزيزا} (الأحزاب 25)، {وكان اللّه على كل شيء قديرا} (الأحزاب 27)، {وكان اللّه بكل شيء عليما} (الأحزاب 40)، {وكان اللّه على كل شيء رقيبا} (الأحزاب 52) ). [وجوه القرآن: 456-458]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:38 AM

قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير (كان) على خمسة أوجه:
ينبغي – صلة – هو – تفسير – صار
فوجه منها: كان يعني: ينبغي، قوله تعالى في سورة آل عمران {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} أي: ما ينبغي لبشر, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} أي: ما ينبغي، وكقوله تعالى في سورة النور {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} أي: ما ينبغي لنا، ونحوه.
والوجه الثاني: كان: صلة في الكلام, مثل قوله تعالى {وكان الله عليما حكيما} يعني: والله عليم حكيم, وكان هاهنا صلة في الكلام, ونحوه كثير.
والوجه الثالث: كان يعني: هو، قوله تعالى في سورة مريم {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يعني: من هو في المهد صبيا.
والوجه الرابع: كان تفسير، قوله تعالى {وكان الله على كل شيء قديرا} يقول: والله على كل شيء قدير, وقوله تعالى في سورة مريم {إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}
والوجه الخامس: كان يعني: صار, قوله تعالى في سورة البقرة {وكان من الكافرين} يعني: وصار، وكقوله تعالى في سورة النبأ {وفتحت السماء فكانت أبوابا} وكقوله تعالى في سورة الواقعة {فكانت هباء منبثا} يعني: فصارت، وكقوله تعالى في سورة سأل سائل {يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن} يعني: تصير، ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 393]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 06:39 AM



قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ):
(باب كان
قال شيخنا عليّ بن عبيد الله: كان فعل ماض في قولك:
كان يكون كونا فهو كائن. ومعناه في الأصل وقع ووجد. فإذا أريد بها الذّات كانت تامّة لا تفتقر إلى خبر. تقول: من ذلك، كان اللّيل، أي: وقع ووجد. وأنشدوا منه:
(إذا كان الشتاء فأدفئوني... فإن الشّيخ يهدمه الشتاء)
وإذا أريد بها الوصف كانت ناقصة تحتاج إلى خبر تقول من ذلك كان زيد قائما.
وذكر أهل التّفسير أن كان في القرآن على ستّة أوجه: -
أحدها: أن تكون على أصلها إمّا تامّة وإمّا ناقصة. ومنه قوله تعالى في الكهف: {وكان وراءهم ملك}، وفي مريم: {إنّه كان صادق الوعد}
والثّاني: أن تكون صلة. ومنه قوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيما}، وكذلك جميع ما أضيف إلى الله تعالى من الصّفات المقترنة بكان.
والثّالث: بمعنى ينبغي. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادا لي من دون الله}، وفي سورة النّساء: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلّا خطأ}، وفي عسق: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلّا وحيا}، وفي النّور: {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا}.
والرّابع: بمعنى صار. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إلّا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}، وفي الواقعة: {فكانت هباء منبثا}، وفي المزمل: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا}، وفي سأل سائل: {يوم تكون السّماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن}، وفي عم يتسألون: {وفتحت السّماء فكانت أبوابا}.
والخامس: بمعنى هو. ومنه قوله تعالى في مريم: (كيف نكلّم من كان في المهد صبيا}.
والسّادس: بمعنى وجد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإن كان ذو عسرة}
). [نزهة الأعين النواظر: 517-519]

جمهرة علوم اللغة 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م 10:44 PM


كان


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (20) كان عبارة عن حدوث الأفعال المنقضية كقولك خرج زيد فتقول قد كان ذلك
وتقول انطلق عبد الله وقدم محمّد وسار النّاس فتقول في جميع ذلك قد كان ذلك). [حروف المعاني والصفات: 6]


أمسى


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (21) أمسى لها وجهان بمعنى استيقظ ونام في الاكتفاء باسم واحد فتقول أمسى زيد أي صار في وقت المساء
والثّاني تطلب فيه الخبر كقولك أمسى زيد عالما أي أتى عليه المساء وهو عالم). [حروف المعاني والصفات: 7]


أصبح وأضحى


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (22، 23) أصبح وأضحى بمنزلة أمسى). [حروف المعاني والصفات: 7]

جمهرة علوم اللغة 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م 08:15 AM



شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)

ظلّ

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (24) ظلّ معناه فعل الفاعل نهارا). [حروف المعاني والصفات: 7]

جمهرة علوم اللغة 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م 08:18 AM


شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
بات

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (25) بات فعله ليلًا). [حروف المعاني والصفات: 7]

جمهرة علوم اللغة 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م 08:20 AM


شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
ما انفكّ وما فتئ وما برح

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (26، 27، 28) ما انفكّ وما فتئ وما برح معناهن الإقبال على الشّيء وملازمته وترك الانفصال منه). [حروف المعاني والصفات: 7]

جمهرة علوم اللغة 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م 02:43 PM



باب: مواضع كان

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ):(باب: مواضع كان
اعلم أن لـ «كان» أربعة مواضع:
تكون ناقصة: تحتاج إلى اسم وخبرٍ، كقولك: «كان زيد عالمًا»، و«كان عمروٌ جالسًا»، وما أشبه ذلك.
وتكون تامة: تكتفي بالاسم ولا تحتاج إلى خبرٍ، وذلك إذا كانت بمعنى «وقع» و«حدث»، وبمعنى: «خلق» كقولك: «كان الأمر» بمعنى: وقع الأمر وحدث، و«أنا أعرفه منذ كان» أي: منذ خُلق، و«إذا كان يوم العيد فائتني»، أي إذا حدث ووقع، ومنه قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرة إلى ميسرة}، لم يأت لها بخبر، لأن المعنى: إن وقع ذو عسرةٍ
ومنه قوله تعالى: {فانظر كيف كان عاقبة المكذبين}، وكذلك قوله: {إلا أن تكون تجارة}، و{إن كانت واحدة}، و{إن كانت إلا صيحة واحدة}، في قراءة من رفع، ومنه قول الشاعر وهو الربيع ابن ضبعٍ:
إذا كان الشتاء فأدفئوني = فإن الشيخ يهدمه الشتاء
يعني: إذا حدث الشتاء ووقع، وقال ذو الرمة:
وعينان قال الله: كونا، فكانتا = فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
المعنى: قال الله: أحدثا فحدثتا، و«فعولان» نعت للعينين، وإنما قال: «فعولان» ولم يقل: «فعولتان» و«العين» مؤنثة، لأنها «فعول» بمعنى «فاعل» و«فعول» بمعنى «فاعل» لا تدخل الهاء في نعت المؤنث، وقد أحكمنا شرح هذا في كتاب «المذكر والمؤنث»، وقال آخر وهو ابن أحمر الكناني:
وإذا تكون كريهة أدعى لها = وإذا يُحاس الحيس يُدعى جندب
يعني: إذا وقعت كريهة.
وقال مقاس العائذي:
فدًى لبني ذهل بن شيبان ناقتي = إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
معناه: إذا وقع يوم أشهب ذو كواكب، و«كوكب كل شيء»: معظمه، ومن قرأ: {إلا أن تكون تجارة}، بالنصب فمعناه: إلا أن تكون التجارة تجارة، كما قال عمرو بن شأس:
بني أسدٍ هل تعلمون بلاءنا = إذا كان يومًا ذا كواكب أشنعا
نصب «يومًا» على خبر «كان» أراد إذا كان اليوم يومًا، يعني اليوم الذي يقع فيه القتال، فهذه التي لها اسمٌ وخبرٌ.
وأما قول مقاسٍ:
ألا أبلغ بني شيبان عني = فلا يك من لقائكم الوداعا
فإنما نصب «الوداع» على خبر «كان»، واسم «كان» مضمر كأنه قال: فلا يك حظي من لقائكم الوداعا.
والموضع الثالث: تكون «كان» زائدة ملغاة، كقولك: «ما كان أحسن زيدًا» المعنى: ما أحسن زيدًا، و«كان» زائدة ملغاة لا اسم لها ولا خبر، وإنما أدخلوها لتدل على أن ذلك قد مضى، ومثله: «إن زيدًا كان قائمٌ»، و«مررت برجلٍ – كان - قائم»، يريد: إن زيدًا قائمٌ، ومررت برجلٍ قائم، و«كان» زائدة للتوكيد لا اسم لها ولا خبر، قال الشاعر:
سراة بني أبي بكرٍ تسامى = على – كان – المسومة العراب
فخفض «المسومة» على إلغاء «كان» أراد على المسومة العراب، لأن حرف الجر لا يدخل على الفعل، وقال الفرزدق:
فكيف إذا مررت بدار قومٍ = وجيران لنا – كانوا – كرام
«كان» زائدة ها هنا لا اسم لها ولا خبر عند الخليل، أراد: وجيران لنا كرامٍ، جعل «كرامًا» نعتًا لـ «الجيران»، وألغى «كان» ولم يعلمها، والقصيدة مجرورة، ولو أعل «كان»، لقال: «كانوا كرامًا».
ورد المبرد هذا: وزعم أن «كان» لها اسمٌ وخبرٌ، فاسمها الواو التي فيها وخبرها «لنا» التي قبلها كأنه قال: وجيرانٍ، كانوا لنا، كرامٍ.
ومنه قوله تعالى: {كيف نكلم من كان في المهد صبيًا}، فـ «كان» ها هنا زائدة، و«الصبي» منصوب على الحال، لا بخبر «كان» والتقدير – والله أعلم -: كيف نكلم من في المهد صبيًا، أي: في حال الصبي، ولو انتصب بخبر «كان» لم يكن لعيسى عليه السلام فضل على سائر الناس، لأن جميع الناس كانوا في المهد صبيانًا، فالآية في أمر عيسى عليه السلام أنه كلم الناس في المهد صبيًا لا أنه كلمهم، وقد كان قبل ذلك في المهد صبيًا.
والموضع الرابع: تكون «كان» مضمرًا فيها اسمها بمعنى: الأمر والشأن والقصة ونحوها، وتقع بعد «كان» جملة يرفعونها بالابتداء والخبر، كقولك: «كان زيدٌ قائمٌ»، والتقدير: كان الأمر زيدٌ قائمٌ، فـ «الأمر» اسم «كان» وهو مستتر فيها و«زيدٌ» رفع بالابتداء، و«قائمٌ» خبره، والجملة خبر «كان»، وقد حكي عن العرب: «كان أنت خيرٌ منه» على الإضمار في «كان»، وقرأ أبو سعيد الخدري: (فكان أبواه مؤمنان)، ومنه قول العجير السلولي:
إذا مت كان الناس نصفان شامت = وآخر مُثنٍ بالذي كنت أصنع
هكذا أنشده سيبويه، يريد: إذا مت كان الأمر أو الشأن أو القصة: الناس نصفان فـ «الأمر» اسم «كان» وهو مضمر فيها وقوله: «الناس نصفان» ابتداءٌ وخبر في موضع نصبٍ لأنها جملة في موضع خبر «كان»، و«شامت وآخر» بدل من قوله: «نصفان» يريد: أحدهما نصفان، وأنشده الفراء: «كان الناس نصفين» بالنصب على خبر «كان» وقال عبد بني الحساس في مثله:
أمن سمية دمع العين مذروف = أم كان ذا منك قبل اليوم معروف
وقال هشام أخو ذي الرمة:
هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها = وليس منها شفاء الداء مبذول
جعل اسم «ليس» مستترًا فيها، والتقدير: ليس الأمر شفاء الداء مبذولٌ منهاز
ولا يجوز أن تقول: «زيدٌ كان قائمٌ» على أن تضمر في «كان» الأمر والشأن، لأنه إذا أضمر في «كان» الأمر والشأن، لا يكون ما بعدها إلا جملة.
ولا يجوز أن تقول: «كان زيدٌ قائمٌ» على إلغاء «كان» لأنه إذا تقدمت لم يجز إلغاؤها، فإذا توسطت جاز إلغاؤها على قياس «ظننت» وأخواتها، فيجوز «زيدٌ ظننت منطلقًا»، ولا يجوز «ظننت زيدٌ منطلقٌ»؛ لأنه إذا تقدم في صدر الكلام قوي فلم يلغ، كما أن القسم يلغى إذا توسط أو تأخر، ولا يلغى إذا تقدم، تقول: «زيدٌ والله منطلق»، «زيدٌ منطلق والله»، ولا يجوز «والله زيدٌ منطلق» حتى تقول: «والله لزيدٌ منطلق»، وما أشبه ذلك من أجوبة القسم). [الأزهية: 183-192]

جمهرة علوم اللغة 3 ذو الحجة 1438هـ/25-08-2017م 10:02 PM


شرح ابن نور الدين الموزعي (ت: 825هـ)

(فصل) كان بالتخفيف، وكأن بفتح الهمزة وتشديد النون
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) كان بالتخفيف، وكأن بفتح الهمزة وتشديد النون.
أما كان فإنه فعل ويستعمل على خمسة أوجه:
الأول: وهو أكثرها استعمالًا تكون فعلًا ناقصًا ترفع الاسم وتنصب الخبر، تقول: كان زيدًا قائمًا، ولها على هذا الاستعمال معان ثلاثة:
أحدها: وهو أكثرها وأشهرها الدلالة على انقطاع الزمان كقولك: كان الشباب عذبًا والعود رطبًا، وقد لا تدل على الانقطاع كقوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا}، قال سلامة بن جندل:
كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ = كان الصراخ له قرع الظنابيب
أراد: أن ذلك خلق لهم مستمر لا ينقطع.
ثانيها: تكون بمعنى الصيرورة والكينونة، كقول الشاعر:
بتيهاء قفرٍ والمطي كأنها = قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
وكقول الآخر:
= وقد كان لون الليل مثل الأرندج =
ثالثها: تكون بمعنى ينبغي كقوله تعالى: {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا}، أي: ما ينبغي لنا، وقال تعالى: {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}.
الاستعمال الثاني: تكون تامة، ترفع الاسم ولا يحتاج إلى خبر ومعناها: الحصول والوقوع كقول الله سبحانه: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة}.
الثالث: أن يرتفع الاسمان بعدها، ويضمر فيها اسمها كقولك: كان زيد قائم، والتقدير: كان الشأن زيد قائم، ومعناها التفخيم والتعظيم.
الرابع: أن تكون زائدة للتوكيد، وأنشد سيبويه قول الفرزدق:
فكيف إذا مررت بدار قومٍ = وجيرانٍ لنا كانوا كرامٍ
وقال آخر:
جيادُ بني أبي بكرٍ تسامى = على كان المسومة العرابِ
الخامس: وهو أغربها ذكره ابن السيد البطليوسي عن أهل الغريب، أن تكون فعلًا متعديًّا إلى مفعول واحد فينزلونه بحسب المفعول تقول: كان الرجل الصبي وكانت المرأة القطن، أي: غزلت القطن وكفل اليتيم).[مصابيح المغاني: 351 - 354]


جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:24 PM



كان


قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): (كان
تفسير «كان» على خمسة وجوه:
فوجه منها: كان. يعني: ينبغي، فذلك قوله في آل عمران {ما كان} ينبغي {لبشر أن يؤتيه الله الكتاب} [79]. وقوله في النساء {وما كان ينبغي لمؤمن} يعني: لا ينبغي لمؤمن {أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [92]. وقوله عز وجل: {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} يعني: لا ينبغي لنا. ونحوه كثير.
الوجه الثاني: كان: صلة في الكلام، فذلك قوله: {وكان الله على كل شيء قديرا} يعني: والله على كل شيء قدير، وكان ها هنا صلة.
{وكان الله عليما حكيما} يقول: والله عليم حكيم، وكان صلة. {وكان الله سميعا بصيرا} يقول: والله سميع بصير. ونحوه كثير.
الوجه الثالث: كان. يعني: هو، فذلك قوله عز وجل: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يقول: من هو.
الوجه الرابع: كان: تفسيره: هكذا كان، فذلك قوله: {كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} هكذا كان {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}. وقوله في الكهف: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} [76] يخبر عن شيء مضي.
الوجه الخامس: كان. يعني: صار، فذلك قوله في البقرة: {واستكبر وكان من الكافرين} [24] يعني: وصار في علم الله عز وجل. وقال في عم يتساءلون: {فكانت أبوابا} [19] يعني: فصارت. {وسيرت الجبال فكانت سرابا} [20] يعني: فصارت. وقوله في المزمل: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا} [14] يعني: فصارت ككثيب الرمل إذا حرك يتبع بعضه بعضا.
وقوله في الواقعة: {فكانت هباء منبثا} [6] يعني: فصارت الجبال بالغبار الذي تراه في الشمس إذا دخلت كوة البيت. وقال في سأل سائل: {وتكون السماء} يعني: وتصير {كالمهل وتكون الجبال} يعني: وتصير الجبال {كالعهن} [8 و9] يعني: تصير كالصوف. مثاله في القارعة). [الوجوه والنظائر: 261-262]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:25 PM


كان


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (20) كان عبارة عن حدوث الأفعال المنقضية كقولك خرج زيد فتقول قد كان ذلك
وتقول انطلق عبد الله وقدم محمّد وسار النّاس فتقول في جميع ذلك قد كان ذلك). [حروف المعاني والصفات: 6]


أمسى


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (21) أمسى لها وجهان بمعنى استيقظ ونام في الاكتفاء باسم واحد فتقول أمسى زيد أي صار في وقت المساء
والثّاني تطلب فيه الخبر كقولك أمسى زيد عالما أي أتى عليه المساء وهو عالم). [حروف المعاني والصفات: 7]


أصبح وأضحى


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (22، 23) أصبح وأضحى بمنزلة أمسى). [حروف المعاني والصفات: 7]



شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)

ظلّ

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (24) ظلّ معناه فعل الفاعل نهارا). [حروف المعاني والصفات: 7]



جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:26 PM



باب: مواضع كان

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ):(باب: مواضع كان
اعلم أن لـ «كان» أربعة مواضع:
تكون ناقصة: تحتاج إلى اسم وخبرٍ، كقولك: «كان زيد عالمًا»، و«كان عمروٌ جالسًا»، وما أشبه ذلك.
وتكون تامة: تكتفي بالاسم ولا تحتاج إلى خبرٍ، وذلك إذا كانت بمعنى «وقع» و«حدث»، وبمعنى: «خلق» كقولك: «كان الأمر» بمعنى: وقع الأمر وحدث، و«أنا أعرفه منذ كان» أي: منذ خُلق، و«إذا كان يوم العيد فائتني»، أي إذا حدث ووقع، ومنه قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرة إلى ميسرة}، لم يأت لها بخبر، لأن المعنى: إن وقع ذو عسرةٍ
ومنه قوله تعالى: {فانظر كيف كان عاقبة المكذبين}، وكذلك قوله: {إلا أن تكون تجارة}، و{إن كانت واحدة}، و{إن كانت إلا صيحة واحدة}، في قراءة من رفع، ومنه قول الشاعر وهو الربيع ابن ضبعٍ:
إذا كان الشتاء فأدفئوني = فإن الشيخ يهدمه الشتاء
يعني: إذا حدث الشتاء ووقع، وقال ذو الرمة:
وعينان قال الله: كونا، فكانتا = فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
المعنى: قال الله: أحدثا فحدثتا، و«فعولان» نعت للعينين، وإنما قال: «فعولان» ولم يقل: «فعولتان» و«العين» مؤنثة، لأنها «فعول» بمعنى «فاعل» و«فعول» بمعنى «فاعل» لا تدخل الهاء في نعت المؤنث، وقد أحكمنا شرح هذا في كتاب «المذكر والمؤنث»، وقال آخر وهو ابن أحمر الكناني:
وإذا تكون كريهة أدعى لها = وإذا يُحاس الحيس يُدعى جندب
يعني: إذا وقعت كريهة.
وقال مقاس العائذي:
فدًى لبني ذهل بن شيبان ناقتي = إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
معناه: إذا وقع يوم أشهب ذو كواكب، و«كوكب كل شيء»: معظمه، ومن قرأ: {إلا أن تكون تجارة}، بالنصب فمعناه: إلا أن تكون التجارة تجارة، كما قال عمرو بن شأس:
بني أسدٍ هل تعلمون بلاءنا = إذا كان يومًا ذا كواكب أشنعا
نصب «يومًا» على خبر «كان» أراد إذا كان اليوم يومًا، يعني اليوم الذي يقع فيه القتال، فهذه التي لها اسمٌ وخبرٌ.
وأما قول مقاسٍ:
ألا أبلغ بني شيبان عني = فلا يك من لقائكم الوداعا
فإنما نصب «الوداع» على خبر «كان»، واسم «كان» مضمر كأنه قال: فلا يك حظي من لقائكم الوداعا.
والموضع الثالث: تكون «كان» زائدة ملغاة، كقولك: «ما كان أحسن زيدًا» المعنى: ما أحسن زيدًا، و«كان» زائدة ملغاة لا اسم لها ولا خبر، وإنما أدخلوها لتدل على أن ذلك قد مضى، ومثله: «إن زيدًا كان قائمٌ»، و«مررت برجلٍ – كان - قائم»، يريد: إن زيدًا قائمٌ، ومررت برجلٍ قائم، و«كان» زائدة للتوكيد لا اسم لها ولا خبر، قال الشاعر:
سراة بني أبي بكرٍ تسامى = على – كان – المسومة العراب
فخفض «المسومة» على إلغاء «كان» أراد على المسومة العراب، لأن حرف الجر لا يدخل على الفعل، وقال الفرزدق:
فكيف إذا مررت بدار قومٍ = وجيران لنا – كانوا – كرام
«كان» زائدة ها هنا لا اسم لها ولا خبر عند الخليل، أراد: وجيران لنا كرامٍ، جعل «كرامًا» نعتًا لـ «الجيران»، وألغى «كان» ولم يعلمها، والقصيدة مجرورة، ولو أعل «كان»، لقال: «كانوا كرامًا».
ورد المبرد هذا: وزعم أن «كان» لها اسمٌ وخبرٌ، فاسمها الواو التي فيها وخبرها «لنا» التي قبلها كأنه قال: وجيرانٍ، كانوا لنا، كرامٍ.
ومنه قوله تعالى: {كيف نكلم من كان في المهد صبيًا}، فـ «كان» ها هنا زائدة، و«الصبي» منصوب على الحال، لا بخبر «كان» والتقدير – والله أعلم -: كيف نكلم من في المهد صبيًا، أي: في حال الصبي، ولو انتصب بخبر «كان» لم يكن لعيسى عليه السلام فضل على سائر الناس، لأن جميع الناس كانوا في المهد صبيانًا، فالآية في أمر عيسى عليه السلام أنه كلم الناس في المهد صبيًا لا أنه كلمهم، وقد كان قبل ذلك في المهد صبيًا.
والموضع الرابع: تكون «كان» مضمرًا فيها اسمها بمعنى: الأمر والشأن والقصة ونحوها، وتقع بعد «كان» جملة يرفعونها بالابتداء والخبر، كقولك: «كان زيدٌ قائمٌ»، والتقدير: كان الأمر زيدٌ قائمٌ، فـ «الأمر» اسم «كان» وهو مستتر فيها و«زيدٌ» رفع بالابتداء، و«قائمٌ» خبره، والجملة خبر «كان»، وقد حكي عن العرب: «كان أنت خيرٌ منه» على الإضمار في «كان»، وقرأ أبو سعيد الخدري: (فكان أبواه مؤمنان)، ومنه قول العجير السلولي:
إذا مت كان الناس نصفان شامت = وآخر مُثنٍ بالذي كنت أصنع
هكذا أنشده سيبويه، يريد: إذا مت كان الأمر أو الشأن أو القصة: الناس نصفان فـ «الأمر» اسم «كان» وهو مضمر فيها وقوله: «الناس نصفان» ابتداءٌ وخبر في موضع نصبٍ لأنها جملة في موضع خبر «كان»، و«شامت وآخر» بدل من قوله: «نصفان» يريد: أحدهما نصفان، وأنشده الفراء: «كان الناس نصفين» بالنصب على خبر «كان» وقال عبد بني الحساس في مثله:
أمن سمية دمع العين مذروف = أم كان ذا منك قبل اليوم معروف
وقال هشام أخو ذي الرمة:
هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها = وليس منها شفاء الداء مبذول
جعل اسم «ليس» مستترًا فيها، والتقدير: ليس الأمر شفاء الداء مبذولٌ منهاز
ولا يجوز أن تقول: «زيدٌ كان قائمٌ» على أن تضمر في «كان» الأمر والشأن، لأنه إذا أضمر في «كان» الأمر والشأن، لا يكون ما بعدها إلا جملة.
ولا يجوز أن تقول: «كان زيدٌ قائمٌ» على إلغاء «كان» لأنه إذا تقدمت لم يجز إلغاؤها، فإذا توسطت جاز إلغاؤها على قياس «ظننت» وأخواتها، فيجوز «زيدٌ ظننت منطلقًا»، ولا يجوز «ظننت زيدٌ منطلقٌ»؛ لأنه إذا تقدم في صدر الكلام قوي فلم يلغ، كما أن القسم يلغى إذا توسط أو تأخر، ولا يلغى إذا تقدم، تقول: «زيدٌ والله منطلق»، «زيدٌ منطلق والله»، ولا يجوز «والله زيدٌ منطلق» حتى تقول: «والله لزيدٌ منطلق»، وما أشبه ذلك من أجوبة القسم). [الأزهية: 183-192]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:27 PM


قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (باب كان على ثلاثة عشر وجها
أحدها: كان بعينها، كقوله: {بما كانوا يكذبون} (البقرة 10)، وقوله: {إن كنتم صادقين}، وقوله: {وكنتم أمواتا فأحياكم} (البقرة 28).
والثاني: كان في علم اللّه الأزلي، كقوله في قصة إبليس: {كان من الكافرين}.
والثالث: الوقوع، كقوله: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} (البقرة 280).
والرابع: ما ينبغي، كقوله: {ما كان لبشر أن يؤتيه اللّه الكتاب والحكمة والنبوة} (آل عمران 79)، نظيرها في عسق (الآية 51): {وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا أو من وراء حجاب}.
والخامس: صار، كقوله: {فيكون طيرا بإذن اللّه} (آل عمران 49)، نظيرها في المائدة (الآية 116).
والسادس: بمعنى أنت، كقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} (البقرة 143)، وقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران 110)، وفي النمل (الآية 27): {أم كنت من الكاذبين}.
والسابع: جاز، [كقوله]: {وما كان لنبي أن يغل} (آل عمران 161)، نظيرها في الأنفال (الآية 67)، والتوبة (الآية 113).
والثامن: صلة ولا معنى له، كقوله: {إن اللّه كان عليكم رقيبا} (النساء 1)، وقوله: {إن اللّه كان عليما حكيما} (النساء 11)، {إن اللّه كان بما تعملون خبيرا} (النساء 94).
والتاسع: الإقامة، كقوله: {وجعلني مباركا أين ما كنت} (مريم 31).
والعاشر: بمعنى، كقوله: {وكان أبوهما صالحا} (الكهف 82).
والحادي عشر: بمعنى المستقبل، كقوله: {في يوم كان مقداره} (السجدة 5).
والثاني عشر: بمعنى الحال، كقوله: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (مريم 29).
والثالث عشر: بمعنى الماض والمستقبل والحال جميعا، كقوله: {وكان اللّه عزيزا حكيما} (النساء 158)، {وكان اللّه سميعا عليما} (النساء 148)، {وكان اللّه غفورا رحيما} (النساء 158)، {وكان اللّه قويا عزيزا} (الأحزاب 25)، {وكان اللّه على كل شيء قديرا} (الأحزاب 27)، {وكان اللّه بكل شيء عليما} (الأحزاب 40)، {وكان اللّه على كل شيء رقيبا} (الأحزاب 52) ). [وجوه القرآن: 456-458]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:27 PM

قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير (كان) على خمسة أوجه:
ينبغي – صلة – هو – تفسير – صار
فوجه منها: كان يعني: ينبغي، قوله تعالى في سورة آل عمران {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} أي: ما ينبغي لبشر, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} أي: ما ينبغي، وكقوله تعالى في سورة النور {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} أي: ما ينبغي لنا، ونحوه.
والوجه الثاني: كان: صلة في الكلام, مثل قوله تعالى {وكان الله عليما حكيما} يعني: والله عليم حكيم, وكان هاهنا صلة في الكلام, ونحوه كثير.
والوجه الثالث: كان يعني: هو، قوله تعالى في سورة مريم {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يعني: من هو في المهد صبيا.
والوجه الرابع: كان تفسير، قوله تعالى {وكان الله على كل شيء قديرا} يقول: والله على كل شيء قدير, وقوله تعالى في سورة مريم {إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}
والوجه الخامس: كان يعني: صار, قوله تعالى في سورة البقرة {وكان من الكافرين} يعني: وصار، وكقوله تعالى في سورة النبأ {وفتحت السماء فكانت أبوابا} وكقوله تعالى في سورة الواقعة {فكانت هباء منبثا} يعني: فصارت، وكقوله تعالى في سورة سأل سائل {يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن} يعني: تصير، ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 393]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:28 PM



قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ):
(باب كان
قال شيخنا عليّ بن عبيد الله: كان فعل ماض في قولك:
كان يكون كونا فهو كائن. ومعناه في الأصل وقع ووجد. فإذا أريد بها الذّات كانت تامّة لا تفتقر إلى خبر. تقول: من ذلك، كان اللّيل، أي: وقع ووجد. وأنشدوا منه:
(إذا كان الشتاء فأدفئوني... فإن الشّيخ يهدمه الشتاء)
وإذا أريد بها الوصف كانت ناقصة تحتاج إلى خبر تقول من ذلك كان زيد قائما.
وذكر أهل التّفسير أن كان في القرآن على ستّة أوجه: -
أحدها: أن تكون على أصلها إمّا تامّة وإمّا ناقصة. ومنه قوله تعالى في الكهف: {وكان وراءهم ملك}، وفي مريم: {إنّه كان صادق الوعد}
والثّاني: أن تكون صلة. ومنه قوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيما}، وكذلك جميع ما أضيف إلى الله تعالى من الصّفات المقترنة بكان.
والثّالث: بمعنى ينبغي. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادا لي من دون الله}، وفي سورة النّساء: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلّا خطأ}، وفي عسق: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلّا وحيا}، وفي النّور: {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا}.
والرّابع: بمعنى صار. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إلّا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}، وفي الواقعة: {فكانت هباء منبثا}، وفي المزمل: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا}، وفي سأل سائل: {يوم تكون السّماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن}، وفي عم يتسألون: {وفتحت السّماء فكانت أبوابا}.
والخامس: بمعنى هو. ومنه قوله تعالى في مريم: (كيف نكلّم من كان في المهد صبيا}.
والسّادس: بمعنى وجد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإن كان ذو عسرة}
). [نزهة الأعين النواظر: 517-519]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:29 PM



قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):( [أصبح وأمسى]
وبقي في الباب لفظتان: إحداهما أصبح والأخرى أمسى، وكان حقهما أن يذكرا في بابين على الترتيب بعد «أل» وقبل «أن»، ولكن لما كانا في كلام العرب فعلين لم أذكرهما في الحروف، ولكن قد وردا زائدين في التعجب خاصة، قالوا ما أصبح أبردها وما أمسى أدفأها، فيكونان إذ ذاك حرفين، لأن الأفعال والأسماء لا تُزاد، وإنما تزاد الحروف، وإن كان اللفظ للفعل، كما زادوا «كان» في هذا الباب وفي قول الشاعر:
167- سراةٌ بني أبي بكرٍ تسامى = على – كان – المسومة العراب
وكما زادوا «أرى» في قولهم: «أخذته بأرى ألف درهم» وإن كانا فعلين في اللفظ، ولكن ذلك شاذ لا يُقاس عليه.
[رصف المباني:140]
ويحتمل أن «أصبح وأمسى» و«كان» في باب التعجب على أصلها عن الفعلية، ويكون في كل واحدٍ منها ضميرُ اسمها، وما بعدها خبرها، ويكون التعجب واقعًا عليها لخروجها في معاني أخبارها في النظير في استعظام أخبارها، وهذا أشبه من أن تجعل زوائد حروفًا، فالقول بهذا أحسن.
ولكن قد يُعترضُ هذا القول الأول بأن «أصبح وأمسى وكان» تدل على الزمان، والحروف على زمانٍ، ويعترض القول الثاني بأن فعل التعجب لا يكون إلا على وزن «أفعل» وأصبح وأمسى ليسا منقولين من ثلاثي، ولا يُبنى للتعجب إلا ما هو ثلاثي في الأصل.
فالذي ينبغي أن يُقال في «أمسى وأصبح وكان» إنها أفعالٌ توامٌ، وفواعلها مصادر من الفعل أو في معناه من الكلام الذي هي فيه ومحلها التأخير بعده، لكن قيل لها زوائد لدخولها بين ما يحتاج بعضه إلى بعضٍ، ولأنها يصلح الكلام دونها، فقولهم: «ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها» في التعجب أفعالٌ مؤخرةٌ في الأصل، والتقدير، ما أبردها أصبح ذلك وما أدفأها أمسى ذلك وما أحسن زيدًا كان ذلك، وكذلك قوله:
168- .... .... .... .... = على – كان – المسومة العراب
التقدير: وكان ذلك، وقولهم: أخذته بأرى ألف درهم، والأصل: أخذته بألف درهم أرى ذلك جيدًا، فحذف مفعولها لدلالة الكلام عليها فاعلمه). [رصف المباني: 140-141]

جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:29 PM


شرح ابن نور الدين الموزعي (ت: 825هـ)

(فصل) كان بالتخفيف، وكأن بفتح الهمزة وتشديد النون
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) كان بالتخفيف، وكأن بفتح الهمزة وتشديد النون.
أما كان فإنه فعل ويستعمل على خمسة أوجه:
الأول: وهو أكثرها استعمالًا تكون فعلًا ناقصًا ترفع الاسم وتنصب الخبر، تقول: كان زيدًا قائمًا، ولها على هذا الاستعمال معان ثلاثة:
أحدها: وهو أكثرها وأشهرها الدلالة على انقطاع الزمان كقولك: كان الشباب عذبًا والعود رطبًا، وقد لا تدل على الانقطاع كقوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا}، قال سلامة بن جندل:
كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ = كان الصراخ له قرع الظنابيب
أراد: أن ذلك خلق لهم مستمر لا ينقطع.
ثانيها: تكون بمعنى الصيرورة والكينونة، كقول الشاعر:
بتيهاء قفرٍ والمطي كأنها = قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
وكقول الآخر:
= وقد كان لون الليل مثل الأرندج =
ثالثها: تكون بمعنى ينبغي كقوله تعالى: {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا}، أي: ما ينبغي لنا، وقال تعالى: {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}.
الاستعمال الثاني: تكون تامة، ترفع الاسم ولا يحتاج إلى خبر ومعناها: الحصول والوقوع كقول الله سبحانه: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة}.
الثالث: أن يرتفع الاسمان بعدها، ويضمر فيها اسمها كقولك: كان زيد قائم، والتقدير: كان الشأن زيد قائم، ومعناها التفخيم والتعظيم.
الرابع: أن تكون زائدة للتوكيد، وأنشد سيبويه قول الفرزدق:
فكيف إذا مررت بدار قومٍ = وجيرانٍ لنا كانوا كرامٍ
وقال آخر:
جيادُ بني أبي بكرٍ تسامى = على كان المسومة العرابِ
الخامس: وهو أغربها ذكره ابن السيد البطليوسي عن أهل الغريب، أن تكون فعلًا متعديًّا إلى مفعول واحد فينزلونه بحسب المفعول تقول: كان الرجل الصبي وكانت المرأة القطن، أي: غزلت القطن وكفل اليتيم).[مصابيح المغاني: 351 - 354]


جمهرة علوم اللغة 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م 12:29 PM



قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
(468) ومنهم من عد كان الزائدة = إذ لم تُر الأفعال قطُّ زائدة). [كفاية المعاني: 283]

أَمْسَى وأَصْبَحَ


قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
(520) ومنهم من عد أمسى أصبحا = زائدتين لدليلٍ أو ضحا). [كفاية المعاني: 288]


الساعة الآن 02:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة