جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة الأنعام (http://jamharah.net/showthread.php?t=27557)

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 12:05 PM

القراءات في سورة الأنعام
 
القراءات في سورة الأنعام

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 12:05 PM

مقدمات القراءات في سورة الأنعام
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْأَنْعَام). [السبعة في القراءات: 253]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر مَا اخْتلفُوا فِيهِ من سُورَة الْأَنْعَام). [السبعة في القراءات: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (الأنعام). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة الأنعام). [المنتهى: 2/671]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأنعام). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة الأنعام). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة الأنعام) ). [تحبير التيسير: 353]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة الأنعام). [الكامل في القراءات العشر: 538]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة الأنعام). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة الأنعام). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة الأنعام). [فتح الوصيد: 2/870]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [6] سورة الأنعام). [كنز المعاني: 2/188]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة الأنعام). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/108]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة الأنعام). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الأَنْعَامِ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة الأنعام). [شرح الدرة المضيئة: 123]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الأنعام). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الأنعام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة الأنعام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة الأنعام). [غيث النفع: 567]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة الأنعام). [معجم القراءات: 2/385]

نزول السورة
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 201]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية إلا ثلاثا: قل تعالوا أتل [الآية: 151] والتاليتان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية إلا ست آيات: "قل تعالوا أتل" الآيات الثلاث، وقوله: "ما قدروا الله حق قدره"، وقوله: "ومن أظلم ممن افترى"، الآيتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية إلا ثلاث آيات من {قل تعالوا} [151] إلى {تتقون} فهي مدنية، وقيل: إلا ست آيات، هذه، وقوله تعالى {وما قدروا الله حق قدره} [91] الآية، {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلي} [93] إلى الآيتين، وقيل غير هذا). [غيث النفع: 567]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: «لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق» قال الحاكم صحيح على شرط مسلم). [غيث النفع: 567]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وستون وسبع في المدني وخمس في الكوفي وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة قوله تعالى (قل تعالوا) إلى تمم الثلاث آيات). [التبصرة: 201]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي مائة وستون وخمس كوفي، وست شامي، وبصري، وسبع حرمي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وستون وخمس وكوفي وست شامي وبصري وسبع حرمي.
خلافها خمس، وجعل الظلمات والنور حرمي، من طين مدني، أول بوكيل كوفي، فيكون وربي إلى صراط مستقيم غيره.
"شبه الفاصلة" خمس: من طين، يستجيب الذين يسمعون، ومنذرين، ربك مستقيما، فسوف تعلمون، ولا عكس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وعدد آيها مائة وستون وسبع حرمى، وست بصري وشامي، وخمس كوفي، جلالاتها سبع وثمانون. وما بينها وبين سورة المائدة من الوجوه على ما يقتضيه الضرب والتحرير معلوم للمتأمل ذي القريحة الصحيحة إن وفق الله، فلا نطيل به). [غيث النفع: 567]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
(ومحياي) [162]: ساكنة: حمصي، مدني إلا العمري وأبا القاسم، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/695]
(ومماتي) [162]: فتح: مدني.
فتح حجازي، وأبو عمرو {إني أخاف} [15]، و{إني أراك} [74]، زاد مدني، وأبو عمرو {ربي إلى} [161]، وزاد مدني {إني أمرت} [14].
وفتح دمشقي، وسلام، والبرجمي، والأعشى (وجهي) [79] و(صراطي) [153]، زاد الشموني طريق ابن الصلت (صلاتي ونسكي) [162]، وافق مدني، وحفص في (وجهي).
[المنتهى: 2/696]
(وقد هدان) [80] بياء في الوصل بصري غير أيوب، ويزيد وإسماعيل، وقنبل طريق ابن شنبوذ، وزاد في الوقف سلام، ويعقوب، وابن شنبوذ.
بكسر الدال علي، والأبزاري). [المنتهى: 2/697]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها ثمان:
{إني أخاف} (15)، و: {إني أراك} (74): فتحهما الحرميان، وأبو عمرو.
{إني أمرت} (14)، و: {مماتي لله} (162): فتحهما نافع.
[التيسير في القراءات السبع: 285]
{وجهي للذي} (79): فتحها نافع، وابن عامر، وحفص.
{صراطي مستقيما} (153): فتحها ابن عامر.
{ربي إلى صراط} (161): فتحها نافع، وأبو عمرو.
{ومحياي} (162): سكنها نافع، بخلاف عن ورش.
* والذي أقرأني به ابن خاقان، عن أصحابه، عنه: بالإسكان، وبه آخذ؛ لأن أحمد بن عمر بن محمد حدثنا، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: حدثنا أبو الأزهر، عن ورش، عن نافع: {ومحياي} واقفة الياء.
قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها، مثل: {مثواي}، وزعم أنه أقيس في النحو.
وحدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدثنا أحمد بن أسامة، عن أبيه، عن يونس، عن ورش، عن نافع: {ومحياي}: موقوفة الياء، {ومماتي}: منتصبة الياء.
قال يونس: قال لي عثمان: وأحب إلي أن تنصب {محيايْ، وتوقف {مماتي}.
* قال أبو عمرو: فدل هذا من قول ورش: أنه كان يروي عن نافع الإسكان، ويختار من عند نفسه الفتح). [التيسير في القراءات السبع: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها ثمان: (إنّي أخاف) (وإنّي أراك) فتحهما الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو. (إنّي أمرت) (ومماتي لله) فتحهما نافع وأبو جعفر. (وجهي للّذي) فتحها نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر. صراطي مستقيمًا) فتحها ابن عامر.
(ربّي إلى صراط مستقيم) فتحها نافع وأبو جعفر وأبو عمرو. (ومحياي) سكنها أبو جعفر ونافع بخلاف عن ورش.
[تحبير التيسير: 368]
والّذي أقرأني به ابن خاقان عن أصحابه عنه الإسكان وبه آخذ لأن أحمد بن عمر بن محمّد حدثنا قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا أبو الأزهر عن ورش عن نافع و(محياي) واقفه الياء. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل (مثواي) وزعم أنه أقيس في النّحو. وحدثنا خلف بن إبراهيم المقري قال: حدثنا [أحمد بن] أسامة عن أبيه عن يونس عن ورش عن نافع: (ومحياي) موقوفة الياء (ومماتي) منتصبة الياء. قال يونس: قال لي عثمان: وأحب إليّ أن تنصب محياي وتوقف مماتي.
قال أبو عمرو: فدلّ هذا من قول ورش على أنه كان يروي عن نافع الإسكان ويختار من عند نفسه الفتح). [تحبير التيسير: 369]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها ثمان:
فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [15]، و{إِنِّي أَرَاكَ} [74].
ونافع: {إِنِّي أُمِرْتُ} [14]، و{مَمَاتِي لِلَّهِ} [162].
ونافع وابن عامر وحفص {وَجْهِيَ لِلَّذِي} [79]، وابن عامر {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [153].
ونافع وأبو عمرو {رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ} [161].
وسكن نافع {مَحْيَايَ} [162] واختُلف عن ورش، وبالوجهين يأخذ المصريون له، والأشهر عندهم الإسكان فيه). [الإقناع: 2/645]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (679- .... .... .... .... = وَيَاءاتُهَا وَجْهِي مَمَاتِيَ مُقْبِلاَ
680 - وَرَبِّي صِرَاطِي ثُمَّ إِنِّي ثَلاَثَةٌ = وَمَحْيَايَ وَالإِسْكَانُ صَحَّ تَحَمُّلاَ). [الشاطبية: 54]
قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([679] وكسرٌ وفتح خف في قيمًا = (ذ)كا = وياءاتها وجهي مماتي مقبلا
[680] وربي صراطي ثم إني ثلاثةٌ = ومحياي والإسكان صح تحملا
قد سبق القول في {قيما}، والقول في {محياي}، وجميع الياءات). [فتح الوصيد: 2/921] (م)
قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [679] وكسرٌ وفتحٌ خف في قيما ذكا = وياءاتها وجهي مماتي مقبلا
[680] وربي صراطي ثم إني ثلاثةً = ومحياي والإسكان صح تحملا
ب: (ذكت النار): إذا اشتعلت.
ح: (كسرٌ): مبتدأ، (فتح): عطف، (خف): صفته، (في قيمًا): خبر المبتدأ، (ذكا): صفة (قيمًا)، أي: ظهر هذا الحرف مثل اشتعال النار، (ياءاتها): مبتدأ، وما بعده: خبر، (مقبلًا): حال من (مماتي)، أي: أتى مقبلًا، (ثلاثةً): نصب على الحال، و(الإسكان صح): مبتدأ وخبر، (تحملا): تمييز.
ص: يعني: كسرٌ وفتح خفيفٌ حصلا في: {دينًا قيمًا} [161] للكوفيين
[كنز المعاني: 2/238]
وابن عامر، أي: قرءوا بكسر القاف وفتح الياء مع تخفيفها، والباقون: بفتح القاف وكسر الياء مع التشديد، وهما لغتان.
ثم عد ياءات الإضافة وهي ثمانية: {وجهي للذي} [79]، {ومماتي لله}[162]، {ربي إلى صراطٍ} [161]، {صراطي مستقيمًا} [153]، {إني} في ثلاثة مواضع: {إني أمرت} [14]، {إني أخاف إن عصيتُ} [15]، {إني أراك وقومك} [74]، {ومحياي ومماتي} [162]، وقد تقدم رجال هذه القراءة في موضعها.
ثم قال: (والإسكان صح تحملًا): يشير إلى صحة نقل إسكان الياء في {محياي} [162] دفعًا لطعن النحاة، على ما سبق ذلك). [كنز المعاني: 2/239] (م)
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم ذكر من ياءات الإضافة ياءين أحدهما: "وَجْهِي" للذي فتحها نافع وابن عامر وحفص، والثانية: "ومماتي" فتحها نافع وحده، وقول الناظم: مقبلا حال من محذوف تقديره: خذه مقبلا عليه، وهو اعتراض بين عدد الياءات، ويجوز أن يكون التقدير: أتى ذلك مقبلا وظاهر
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/161]
الكلام فيه معنى حسن فإن الوجه معناه القصد فكأنه قال: وجهي مماتي في حال كون الممات مقبلا إلى الإنفكاك لي منه والله أعلم.
680- وَرَبِّي صِرَاطِي ثُمَّ إِنِّي ثَلاثَةٌ،.. وَمَحْيَايَ وَالإِسْكَانُ صَحَّ تَحَمُّلا
أراد: {رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ}، فتحها نافع وأبو عمرو، و: {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا}، فتحها ابن عامر وحده، "إني" في ثلاثة مواضع:
{إِنِّي أُمِرْتُ}، فتحها نافع وحده.
{إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ}، {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ}، فتحهما الحرميان وأبو عمرو، و"محياي" أسكنها قالون وورش بخلاف عنه فهي ثمان ياءات، ثم أكد صحة الإسكان في "محياي" من جهة النقل بقوله: والإسكان صح تحملا؛ لأن النحاة طعنوا فيه كما سبق ذكره، ونصب تحملا على التمييز، وإنما قال ذلك لأجل ما قاله أبو عمرو الداني في كتاب الإيجاز قال: أوجه الروايتين، وأولاهما بالصحة رواية من روى الإسكان؛ إذ هو الذي رواه ورش عن نافع دون غيره، وإنما الفتح اختيار من ورش، وقد كان له اختيار يأخذ به يخالف فيه ما رواه عن نافع، وربما لم يبينه للقارئ متحملة عنه على أنه يرويه عن نافع، وقال أبو الأزهر، وداود بن أبي طيبة: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل "مثواي"، وزعم أنه أقيس في النحو، وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي عثمان بن سعيد: وأحب إلي أن ينصب "محياي" ويوقف "مماتي".
قلت:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/162]
ونعم ما اختاره ورش من فتح ياء "محياي"، وقد أتى في باب ياءات الإضافة تقرير ذلك، وفيها زائدة واحدة: {وَقَدْ هَدَانِ}، {وَلا أَخَافُ}، أثبتها في الوصل أبو عمرو وحده وانتظمت "لي" موضع قوله: والإسكان صح تحملا فقلت:
... زيدت "قد هداني" لمن تلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/163]
قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (679 - .... .... .... .... .... = وياآتها وجهي مماتي مقبلا
680 - وربّي صراطي ثمّ إنّي ثلاثة = ومحياي والإسكان صحّ تحمّلا
....
وقد اشتملت هذه السورة على ياءات الإضافة الآتية: وَجْهِيَ لِلَّذِي، وَمَماتِي لِلَّهِ، هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً، إِنِّي أُمِرْتُ، إِنِّي أَخافُ، إِنِّي أَراكَ، وَمَحْيايَ. وفي قوله (والإسكان صح تحملا) إشارة إلى الرد على من طعن في قراءة الإسكان فرد عليه بصحة نقله وتواتر؛ وروده). [الوافي في شرح الشاطبية: 269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ ثَمَانٍ) إِنِّي أُمِرْتُ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ إِنِّي أَخَافُ، إِنِّي أَرَاكَ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَجْهِيَ لِلَّهِ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَتَحَهَا ابْنُ عَامِرٍ، رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَمَحْيَايَ أَسْكَنَهَا نَافِعٌ بِاخْتِلَافٍ عَنِ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهَا.
(وَفِيهَا مِنْ الزَّوَائِدِ وَاحِدَةٌ) وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ، وَكَذَلِكَ رُوِيَتْ عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَمَا تَقَدَّمَ). [النشر في القراءات العشر: 2/267]

ياءات الْإِضَافَة والزوائد
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة والزوائد
حذفت من هَذِه السُّورَة ياءان إِحْدَاهمَا اسْم وهي قَوْله {وَقد هدان} 80
فأثبتها أَبُو عَمْرو في الْوَصْل وحذفها في الْوَقْف
وَاخْتلف عَن نَافِع فأثبتها في الْوَصْل في رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَابْن جماز وحذفها في الْوَصْل وَالْوَقْف في رِوَايَة قالون وورش والمسيبي
وحذفها الْبَاقُونَ في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَالْيَاء الْأُخْرَى هي لَام الْفِعْل من قَوْله يقْض الْحق 57
حذفت في الْكتاب كَمَا حذفت في الْوَصْل وَلم يَخْتَلِفُوا في أَنَّهَا سَاقِطَة في اللَّفْظ
وَأَن الْوَقْف عَلَيْهَا بِغَيْر يَاء لمن كَانَت قِرَاءَته بالضاد
وَاخْتلفُوا في ثَمَان ياءات من هَذِه السُّورَة
قَوْله {إِنِّي أمرت} 14 و{إِنِّي أَخَاف} 15 و{إِنِّي أَرَاك} 74 و{وَجْهي للَّذي} 79 و{صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} 153 و{رَبِّي إِلَى} 161 {ومحياي} {ومماتي لله} 162
فقرأهن نَافِع بِالْفَتْح إِلَّا قَوْله {صِرَاطِي} {ومحياي} فَإِنَّهُ أسكنهما
وروى ورش عَن نَافِع أَنه فتح يَاء {ومحياي} بعد مَا أسكنها
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي بإسكانهن إِلَّا قَوْله {ومحياي} فَإِنَّهُمَا فتحاها وَكَذَلِكَ عَاصِم في رِوَايَة أبي بكر
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وَجْهي للَّذي} {ومحياي} متحركتين
وَفتح أَبُو عَمْرو {إِنِّي أَخَاف} و{إِنِّي أَرَاك} و{هَدَانِي رَبِّي إِلَى} {ومحياي} محركات
[السبعة في القراءات: 275]
وَقَرَأَ ابْن عَامر (محياي) و{وَجْهي للَّذي} و(صرطي) محركات
وَقَرَأَ ابْن كثير {إِنِّي أَخَاف} و{إِنِّي أَرَاك} و(محياي) محركات
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مثل ابْن كثير وَزَاد عَلَيْهِ {هَدَانِي رَبِّي إِلَى}
قَالَ أَبُو بكر في هَذِه السُّورَة أَرْبَعُونَ يَاء إِضَافَة لم يخْتَلف مِنْهَا إِلَّا في هَذِه الياءات الثمان الَّتِي ذكرتهن). [السبعة في القراءات: 276]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من ياءات الإضافة ثمان: من ذلك قوله تعالى (إني أمرت) قرأ نافع بالفتح.
(إني أخاف) (إني أراك) قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح فيهما.
[التبصرة: 211]
(وجهي للذي) قرأ نافع وابن عامر وحفص بالفتح.
(ربي إلى صراط) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح.
(صراطي) ابن عامر بالفتح.
(محياي) قالون بالإسكان وقرأت لورش بالوجهين أعني الفتح والإسكان، والباقون بالفتح.
(مماتي) قرأ نافع بالفتح). [التبصرة: 212]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من الزوائد موضع وهو: (وقد هدان) قرأه أبو عمرو بياء في وصله). [التبصرة: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ثمان:
{إني أمرت} [14]، و{مماتي لله} [162] فتحهما المدنيان.
{إني أخاف} [15]، {إني أراك} [74] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{وجهي للذي} [79] فتحها المدنيان وابن عامر وحفص.
{صراطي مستقيمًا} [الأنعام: 153] فتحها ابن عامر.
{ربي إلى} [161] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
{ومحياي} [162] أسكنها أبو جعفر ونافع باختلاف عن الأزرق عن ورش). [تقريب النشر في القراءات العشر: 517]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد واحدة:
{وقد هدان} [80] أثبتها وصلًا أبو جعفر وأبو عمرو، وفي الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 518]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: في سورة الأنعام] من ياءات الإضافة ثمان:
إني أمرت [الأنعام: 14]، وو مماتي لله [الأنعام: 162]، فتحهما المدنيان.
إني أخاف [الأنعام: 15]، وإني أراك [الأنعام: 74]، فتحهما المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو.
وجهي للذي [الأنعام: 79] فتحها المدنيان، وابن عامر، وحفص.
صراطي مستقيما [الأنعام: 153] فتحها ابن عامر.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/324]
ربي إلى صراط [الأنعام: 161] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
ومحياي [الأنعام: 162] سكنها نافع باختلاف [عن] الأزرق وأبو جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/325]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من الزوائد:
وقد هداني ولا [الأنعام: 80] أثبتها في الحالين يعقوب، وكذلك رويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/325]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (آيات الإضافة ثمان
"إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 14] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 15] "إِنِّي أَرَاك" [الآية: 74] "وَجْهِيَ لِلَّه" [الآية: 79] "صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا" [الآية: 153] "رَبِّي إِلَى صِرَاط" [الآية: 161] "مَحْيَايَ وَمَمَاتِي" [الآية: 162] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/42]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الزوائد واحدة
"وَقَدْ هَدَان" [الآية: 80] وذكر كل في محله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/42]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( وفيها من آيات الإضافة ثمان: {إني أمرت} [14] {إني أخاف} [15] {إني أراك} [74] {وجهي للذي} [79] {صراطي مستقيما} [153] {ربي إلى} [161] و{محياى ومماتي} [162] ). [غيث النفع: 611]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( ومن الزوائد واحدة {هدان} [80] ). [غيث النفع: 611]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ثمان:
{إني أمرت} [14] {إني أخاف} [15] {إني أراك} [74] {وجهي للذي} [79] {صراطي} [153] و{ومماتي لله} [162] فتح الجميع أبو جعفر وأسكنها الآخران، {صراطي مستقيمًا} [153] أسكنها الكل، {ومحياي} [162] أسكنها أبو جعفر وفتحها الآخران). [شرح الدرة المضيئة: 130]

الياءات المحذوفة:
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفة:
{وقد هدان} (80): أثبتها في الوصل أبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفيها محذوفة: (وقد هدان) أثبتها في الوصل أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب والله أعلم). [تحبير التيسير: 369]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (وفيها محذوفة: {وَقَدْ هَدَانِ وَلَا} [80] أثبتها في الوصل أبو عمرو). [الإقناع: 2/645]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وفيها محذوفة:
{وقد هدان} [80] أثبتها في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 130]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
الأنعام
(الحمد لله) (1) (قل لله) (12) (في قرطاسٍ) (7) قليلاً، (في الكتاب) (38) (من حسابهم) (53) (وما من حسابك) (52) (بالشاكرين) (53) (ولا يابس إلا في كتاب مبين) (59) (أسرع الحاسبين) (62) يميل (لا أحب الآفلين) (76) يميل الهمز (من نفسٍ واحدةٍ) (98) (ليس بخارجٍ) (122) (للإسلام) (125) قليلاً (افتراءً) (138) يميل الراء قليلاً (متشابهاً وغير متشابه) (141) يميلهما (وبالوالدين إحساناً) (151) يميلهما،
[الغاية في القراءات العشر: 463]
(عن دراستهم) (156) (فوق عباده) (18) يميل في الخفض حيث أتى. والله وأعلم). [الغاية في القراءات العشر: 464]

الممال
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{يا عيسى ابن} [المائدة: 110 112] معًا و{عيسى ابن} [المائدة: 114] لدى الوقف على {عيسى} لهم وبصري.
{للناس} [المائدة: 116] لدوري.
{قضى} [2] و{مسمى} لدى الوقف عليه لهم.
{جآءهم} [5] لابن ذكوان وحمزة.
[غيث النفع: 568]
{فحاق} [10] لحمزة). [غيث النفع: 569]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{والنهار} [13] و{النار} [27] لهما ودوري.
{أخرى} [19] و{افترى} [21] و{ترى} [27 - 30] معًا و{الدنيا} [29 - 32] معًا لهم وبصري.
[غيث النفع: 571]
{ءاذانهم} [25] لدوري علي.
{جآءوك} [25] و{جآءتهم} [31] و{جآءك} [34] و{شآء} [35] لحمزة وابن ذكوان.
{بلى} [30] و{أتاهم} [34] و{الهدى} [35] لهم.
تنبيه: لا إمالة في {بدا} [28] لأنه واوي). [غيث النفع: 572]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{والموتى} [36] لهم وبصري.
{أتاكم} [40 47] معًا، و{يوحى} [50] {الأعمى} لهم.
{شآء} [41] و{جآءهم} [43] و{جآءك} [54] لابن ذكوان وحمزة). [غيث النفع: 574]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 577]
{يتوفاكم} [60] و{ ليقضى} و{مسمى} لدى الوقف و{توفاه} [61] و{مولاهم} [62] و{أنجانا} [63] و{هدانا} [71] و{استهواه} و{الهدى} و{هدى} لدى الوقف عليهما و{الهدى} لهم، إلا أن ورشًا يقرأ {أنجيتنا} بالتاء فلا إمالة له فيه.
{بالنهار} [60] بلهما ودوري.
{جآء} [61] جلي.
{وخفية} [63] لعلي لدى الوقف.
{الذكرى} [68] و{ذكرى} [69] و{الدنيا} [70] و{أراك} [74] لهم وبصري.
{رءا كوكبا} [76] أمال الراء والهمزة الأخوان وشعبة وابن ذكوان، وقللهما ورش، وهو على أصله في المد والتوسط والقصر، وأمال البصري الهمزة فقط.
{رءا القمر} [77] {رءا الشمس} [78] أمال الراء منهما فقط حمزة وشعبة، والباقون بالفتح.
تنبيهات:
الأول: من المعلوم أن ورشًا يبدل همزة {الهدى ائتنا} [71] ألفًا، وكذا حمزة لدى الوقف عليها، فالألف الموجودة في اللفظ بعد الدال يحتمل أن تكون المبدلة من الهمزة، وعليه فلا إمالة فيها، ويحتمل أن تكون هي ألف {الهدى} فتمال، والصحيح الأول.
[غيث النفع: 578]
ووجه الداني بأن ألف {الهدى} قد كانت ذهبت مع تحقيق الهمزة في حال الوصل، فكذا يجب أن تكون مع المبدلة منها، لأنه تخفيف، والتخفيف عارض.
وقال المحقق: «والصحيح المأخوذ به عن ورش وحمزة فيه الفتح».
الثاني: فإن قلت: لم لم تذكر الخلاف الذي ذكره الشاطبي للسوسي في إ مالة الراء من {رءا} حيث قال: ............. = ..... وفي الراء يجتلا
بخلف.
ولا الخلاف الذي ذكره له في إمالة الراء والهمزة في نحو {رءا القمر} ولا الخلاف الذي ذكره لشعبة في الهمزة حيث قال:
وقبل السكون الرا أمل في صفا يد = بخلف وقل في الهمز خلف يقى صلا
فالجواب: أنه رحمه الله خرج في جميع ذلك عن طرق كتابه، فلا يقرأ به من طريقه، ولم أقرأ به على شيخنا رحمه الله، وقال في مقصورته:
ورا رأى بعيده محرك = بالفتح عن ابن جرير يجتلى
كذا بحرفيه قبيل ساكن = .......
والإشارة بقوله (كذا) إلى الفتح، وقال بعده:
يحيى ابن آدم روى عن شعبة = بالفتح قبل ساكن همز رأى
وقال المحقق: «وانفرد أبو القاسم الشاطبي بإمالة الراء من {رءا} عن السوسي بخلف عنه، فخالف فيه سائر الناس، من طريق كتابه، ولا أعلم هذا الوجه روى عن
[غيث النفع: 579]
السوسي من طريق الشاطبية والتيسير، بل ولا من طرق كتابنا أيضًا، نعم رواه عن السوسي صاحب التجريد من طريق أبي بكر القرشي عن السوسي، وليس كذلك من طرقنا.
وقول صاحب التيسير: «وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة» لا يدل على ثبوته من طرقه، فإنه قصد صرح بخلافه في جامع البيان، فقال: «إنه قرأ على أبي الفتح في رواية السوسي من طريق أبي عمران موسى بن جرير فيما لم يستقبله ساكن، ويما استقبله بإمالة فتح الراء والهمزة معًا»».
وقال بعده: «وانفرد به الشاطبي بالخلاف عن شعبة في إمالة الهمزة من {رءا} الذي بعده ساكن نحو {رءا القمر} وعن السوسي بالخلاف أيضًا في الراء والهمزة معًا.
أما إمالة الهمزة عن ش عبة فإنه رواه خلف عن يحيى بن آدم عن شعبة، حسبما نص عليه في (جامعه) حيث سوى في ذلك بين ما بعده متحرك وما بعده ساكن، ونص في (مجرده) عن يحيى عن شعبة الباب كله بإمالة الراء، ولم يذكر الهمزة، وكان ابن مجاهد يأخذ من طريق خلف عن يحيى بإمالتهما، ونص على ذلك في كتابه، وخالفه سائر الناس فلم يأخذوا لشعبة من جميع طرقه إلا بإمالة الراء وفتح الهمزة، وقد صحح الداني الإمالة فيهما، يعني من طريق خلف، حسبما نص عليه في التيسير، فظن الشاطبي
[غيث النفع: 580]
أن ذلك من طرق كتابه، فحكى فيه خلافًا عنه، والصواب الاقتصار على إمالة الراء دون الهمزة، من جميع الطرق التي ذكرناها في كتابنا، ومن جملتها طرق الشاطبية والتيسير، وأما إمالة الراء والهمزة عن السوسي فهو مما قرأ به الداني على شيخه أبي الفتح من غير طريق ابن جرير، وإذا كان الأمر كذلك فليس إلى الأخذ به من طريق الشاطبية والتيسير، ولا من طريق كتابنا سبيل» انتهى ببعض تصرف للاختصار والتوضيح.
الثالث: إمالة البصري لهمزة {رءا} كبرى، وسواء كان مما لا ساكن بعده أم بعده ساكن ووقف عليه، فإن حكمه يرجع إلى ما لا ساكن بعده، ولا ينبغي أن يعتمد الوقف عليه، لأنه ليس بتام ولا كاف، كما لا يخفى.
الرابع: لو وقف ورش عليه فهو على أصله من المد والتوسط والقصر، لأن الألف من نفس الكلمة، وذهابها وصلاً عارض، فلم يعتد به، قال المحقق: «وهو من المنصوص عليه».
ومثل {رءا القمر} و{رءا الشمس} {ترآءا الجمعان} [الشعراء: 61] فافهم). [غيث النفع: 581]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هدان} [80] لورش وعلي.
و {موسى} [84 91] معًا {ويحيى} [85] {وعيسى} و{ذكرى} [90] و{القرى} [92] و{افترى} [93] و{ترى} و{نرى} [94] لهم وبصرى.
{هدى الله} [88] و{هدى الله} [90] {وهدى} [91] لدى الوقف عليها، و{فبهداهم} [90] و{فرادى} [94] لهم.
{بكافرين} لهما ودوري.
و{جآء} [91] لحمزة وابن ذكوان.
{للناس} لدوري). [غيث النفع: 584]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{والنوى} [95] {وتعالى} [100] لهم.
{فأنى} [95] و{أنى} [101] لهم ودوري.
{جآءكم} [104] و{شآء} [107] و{جآءتهم} [109] و{جآءت} لحمزة وابن ذكوان.
{طغيانهم} [110] لدوري علي). [غيث النفع: 587]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الموتى} [111] فعلى لهم وبصري.
{شآء} [112] و{جآءتهم} [124] لحمزة وابن ذكوان.
{ولتصغى} [113] و{نؤتى} [124] لهم.
{الناس} [122] للدوري.
{للكافرين} لهما ودوري). [غيث النفع: 591]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{مثواكم} [128] لهم، ولا يميله البصري لأنه (مفعل) لا (فعلى).
{شآء} [128 137] معًا لابن ذكوان وحمزة.
{الدنيا} [130] و{القرى} [131] لهم وبصري.
{كافرين} و{الدار} [135] لهما ودوري). [غيث النفع: 604]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وصاكم} [151] و{الحوايآ} [146] و{لهداكم} [149] لهم.
{افترى} [144] لهم وبصري.
{واسعة} [147] و{البلاغة} لعلي إن وقف، بخلف، والمقدم الفتح.
{شآء} معًا لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 607]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 610]
{وصاكم} الثلاثة {وهى} [154 - 157] معًا لدى الوقف و{أهدى} [157] و{يجزى} [160] و{هدانى} [161] و{ءاتاكم} [165] لهم.
{قربى} [152] و{موسى} [154] لدى الوقف عليه و{أخرى} [164] لهم وبصري.
{جآءكم} [157] و{جآء} [160] معًا، لحمزة وابن ذكوان.
{ومحيآي} [162] لورش ودوري علي). [غيث النفع: 611]

المدغم
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{هل يستطيع} [المائدة: 112] لعلي.
{قد صدقتنا} [المائدة: 113] لبصري وهشام والأخوين.
{تغفر لهم} [المائدة: 118] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{تعلم ما} {ولا أعلم ما} [المائدة: 116] {قال الله هذا} [المائدة: 119] {خلقكم} [2] {ويعلم ما} [3] {عليك كتابا} [7] ). [غيث النفع: 569]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم {ولقد جآءك} [34] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{هو وإن} [17] {أظلم ممن} [21] {كذب بآياته} {نقول للذين} [22] {ولا نكذب بآيات} [27] {العذاب بما} [30] {ولا مبدل لكلمات} [34] ). [غيث النفع: 572]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ جآءهم} [43] لبصري وهشام.
و {قد ضللت} [56] لورش وبصري وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 574]
(ك)
{وزين لهم} [43] {الأيات ثم} [46] {العذاب بما} [49] {لا أقول لكم عندي} {ولا أقول لكم إني} [50] {بأعلم بالشاكرين} {أعلم بالظالمين} ولا إدغام في {والعشى يريدون} [52] لتثقيله). [غيث النفع: 575]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {هو ويعلم} {ويعلم ما} [59] {ويعلم ما} [60] {الموت توفته} [61] {وكذب به} [66] {هدى الله هو} [71] {إبراهيم ملكوت} [75] {اليل رءا} [76] {قال لا أحب} {قال لئن} [77].
ويجوز في {اليل رءا} الثلاثة، كما فيما قبله حرف مد، والقصر مذهب الجمهور). [غيث النفع: 581]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جئتمونا} [94] لبصري وهشام والأخوين.
{لقد تقطع} للجميع.
(ك)
{أظلم ممن} [93] و{حق قدره} [91] لا إدغام فيه لتثقيله). [غيث النفع: 584]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قد جآءكم} [104] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{جعل لكم} [97] {وخلق كل شيء} [101] {خالق كل شيء} [102] {هو وأعرض} [106] ). [غيث النفع: 587]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {لا مبدل لكلماته} [115] {أعلم من} [117] {أعلم بالمهتدين} {فصل لكم} [119] {أعلم بالمعتدين} {زين للكافرين} [122] {يجعل رسالته} [124] ). [غيث النفع: 592]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{حرمت ظهورها} [138] لورش وبصري وشامي والأخوين.
{قد ضلوا} [140] كذلك.
(ك)
{وهو وليهم} [127] و{زين لكثير} [137] ). [غيث النفع: 605]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{حملت ظهورهما} [146] لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{رزقكم} [142] {الأنثيين نبئوني} [143] {أظلم ممن} [144] {كذلك كذب} [148] ). [غيث النفع: 608]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد جآءكم} [157] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{نحن نرزقكم} [151] فيه إدغامان، النون في النون، والقاف في الكاف {أظلم ممن} [157] {كذب بآيات} {العذاب بما} ). [غيث النفع: 611]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( ومدغمها: خمسون، وقال الجعبري ومن قلده: إلا واحدًا، وكأنهم عدوا {نحن نرزقكم} [151] واحدًا، والصواب ما ذكرناه، ومن الصغير: تسعة). [غيث النفع: 611]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 12:08 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5) }

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
عن الحسن "الحمد لله" بكسر الدال وتقدم، وعنه إسكان لام "الظلمات"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
عن الحسن "الحمد لله" بكسر الدال وتقدم، وعنه إسكان لام "الظلمات"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة (الحمد لله) بضم الدال.
- وقرأ الحسن البصري (الحمد لله) بكسر الدال، وذلك على إتباع حركة الدال حركة اللام بعدها.
- وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة.
{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ}
- قراءة الجماعة (.. الظلمات) بضم اللام.
- وقرأ الحسن وابن وثاب (... الظلمات) بسكون اللام.
وتقدم هذا مع الآية/17 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/385]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ قَضَى أَجَلًا) باللام على المستقبل ابن مُحَيْصِن رواية نصر بن علي، الباقون (ثُمَّ قَضَى) على الماضي، وهو الاختيار لموافقة المصحف، " ولبسنا " بإدغام اللام في اللام ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 538]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن البزي عن ابن محيصن من المفردة "ليقضي أجلا" بلام مكسورة بعدها ياء من تحت بدلا من ثم مع إسكان القاف وكسر الضاد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "قضى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/5]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}
{خَلَقَكُمْ}
- أدغم القاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب بخلاف.
{ثُمَّ قَضَى أَجَلًا}
- قرأ ابن محيصن والبزي (ليقضي أجلًا) بلام مكسورة، بعدها ياء مع سكون القاف وكسر الضاد، وحذف (ثم).
- وقراءة الجماعة (ثم قضى أجلًا).
[معجم القراءات: 2/385]
{قَضَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{مُسَمًّى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/386]

قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" راء "سركم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر الخلف في "وهو" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [3] لا يخفى). [غيث النفع: 567]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)}
{وَهُوَ}
- قرأ قالون والكسائي وأبو عمرو وأبو جعفر والحسن واليزيدي (وهو) بسكون الهاء، وهي لغة نجد.
- وقراءة الباقين بضمها (وهو)، وهي لغة الحجاز.
وتقدم هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{سِرَّكُمْ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
- وسائر القراء على التفخيم.
{وَيَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم بخلاف). [معجم القراءات: 2/386]

قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}
{تَأْتِيهِمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر والسوسي
[معجم القراءات: 2/386]
(تاتيهم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في الحالين.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ يعقوب (تأتيهم) بضم الهاء على الأصل.
- والجماعة على كسرها (تأتيهم) لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 2/387]

قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" إمالة "جاءهم" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "انبوا" على رسمه بواو في بعض المصاحف باثني عشر وجها: خمسة على القياس وهي إبدالها ألفا مع المد والقصر والتوسط والتسهيل بين بين مع المد والقصر، وسبعة على إبدال الهمزة واوا على الرسم وهي المد والتوسط والقصر مع سكون الواو ومع إشمامها، والسابع روم حركتها مع القصر، وإذا سكت حمزة على الميم من يأتيهم فله الاثنا عشر المذكورة فتصير أربعة وعشرين "وضم" يعقوب هاء "يأتيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" أول البقرة وقف حمزة على "يستهزؤن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستهزءون} [5 -10] معًا، ما لورش جلي، ولدي وقف حمزة الصحيح ثلاثة أوجه، تسهيل الهمزة، وإبدالها ياء محضة، وحذفها مع ضم الزاي). [غيث النفع: 567] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5)}
{جَاءَهُمْ}
- أماله حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
وتقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم).
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والقصر.
- وله أيضًا البدل مع المد والقصر.
{يَأْتِيهِمْ}
- تقدم في الآية السابقة إبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا قراءة يعقوب بضم الهاء، وغيره على كسرها.
{أَنْبَاءُ}
- رسمت الهمزة فيه على واو في بعض المصاحف ومنها الإمام.
وقد وقف حمزة وهشام بخلاف عنه، على (أنبؤا) مرسومًا بالواو باثني عشر وجهًا:
أ- منها خمسة على القياس، وهي:
- إبدالها ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
- والتسهيل بين بين مع المد والقصر.
ب- وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي: المد والتوسط
[معجم القراءات: 2/387]
والقصر مع سكون الواو، ومع إشمامها.
والسابع: روم حركتها مع القصر.
قال في الإتحاف: (وإذا سكت حمزة على الميم من (يأتيهم) فله الاثنا عشر المذكورة، فتصير أربعة وعشرين).
وقال في النشر:
(ومن ذلك مسألة: (فسوف يأتيهم أنباوا)، وفيه باعتبار ما تقدم في (شركاو)، وفي (أموالنا مانشوا) أربعة وعشرون وجهًا، وهي مع السكت على الميم اثنا عشر وجهًا المد والتوسط والقصر مع الإبدال ألفًا، والمد والقصر مع الروم.
وهذه الخمسة مع التخفيف القياسي.
والسبعة الباقية مع اتباع الرسم، وهي: المد والتوسط والقصر مع إسكان الواو.
- وهذه الثلاثة مع الإشمام، والقصر مع الروم.
- ولو قرئ بالنقل على مذهب من أجازه لجاء أربعة وعشرون أخرى، وذلك على وجهي فتح الميم وضمها، أي حالة النقل كما تقدم، وكلاهما صحيح).
{يَسْتَهْزِئُونَ}
- قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم الزاي وقفًا ووصلًا (يستهزون).
- وقراءة حمزة في الوقف كما يلي:
1- بالتسهيل بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه.
2- بإبدال الهمزة ياءً، وهو مذهب الأخفش (يستهزيون).
[معجم القراءات: 2/388]
3- بالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم كقراءة أبي جعفر.
- وقراءة الأزرق وورش في الوقف والوصل بالمد، والتوسط، والقصر). [معجم القراءات: 2/389]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 12:11 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (6) إلى الآية (9) ]
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6) وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مدرارا} [6] يفخم ورش راءه كالجماعة، للتكرار). [غيث النفع: 568]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأنشأنا} إبداله لسوسي جلي). [غيث النفع: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6)}
{السَّمَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآية/114 من سورة المائدة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء وكسرها مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{وَأَنْشَأْنَا}
- لحمزة في الوقف تحقيق الهمزة الأولى.
- وله تسهيلها أيضًا.
وأما الهمزة الثانية ففيها ما يلي:
1- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش من طريق الأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى (وأنشانا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في الوقف والوصل.
2- وكذلك بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/389]

قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قرطاس} [7] تفخيم رائه للجميع لحرف الاستعلاء بعده لا يخفى). [غيث النفع: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
{قِرْطَاسٍ}
- قراءة الجماعة بكسر القاف (قرطاسٍ) وهو الأشهر.
- وقرأ معن الكوفي وأبو رزين وعكرمة وطلحة ويحيى بن يعمر
[معجم القراءات: 2/389]
(قرطاسٍ) بضم القاف.
- وذكر في التاج: الضم عن أبي معدان الكوفي.
- وقرئ (قرطاسٍ) بفتح القاف.
قال العكبري:
(والقرطاس: بكسر القاف وفتحها، لغتان، وقد قرئ بهما).
وفي التاج: (وأما الفتح فلم يذكره أكثر أهل اللغة).
{فَلَمَسُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فلمسوهو) بوصل الهاء بواو.
{بِأَيْدِيهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
- وقرأ يعقوب (بأيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (بأيديهم) بكسرها.
{سِحْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 2/390]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)}

قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن البزي عن ابن محيصن "ولبسنا" بلام واحدة هي فاء الفعل وعن ابن محيصن من المبهج كذلك لكن مع تشديد الباء للمبالغة، وعنه أيضا تشديد اللام على إدغامها في اللام مع تخفيف الباء "يلبسون" بضم الياء وفتح اللام وتشديد الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}
{جَعَلْنَاهُ ... لَجَعَلْنَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (جعلناهو.. لجعلناهو) بوصل الهاء بواو.
{وَلَلَبَسْنَا}
- قراءة الجمهور (وللبسنا) بلامين وتخفيف الباء.
[معجم القراءات: 2/390]
- وقرأ الزهري ومعاذ القارئ وأبو رجاء (وللبسنا) بلامين وتشديد الباء.
- وقرأ ابن محيصن والبزي (ولبسنا) بلام واحدة وهي فاء الفعل.
- وقرأ ابن محيصن أيضًا (ولبسنا) بتشديد الباء للمبالغة.
وكذا وردت القراءة بلام واحدة في المحرر والإتحاف.
- وعن ابن محيصن قراءة ثالثة وهي (ولبسنا) بتشديد اللام، على إدغام اللام الأولى في الثانية، وتخفيف الباء.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء وكسرها.
وانظر في هذا الآية/7 من سورة الفاتحة.
{يَلْبِسُونَ}
- قراءة الجماعة (يلبسون) بفتح الياء وسكون اللام.
- وقرأ الزهري وابن محيصن ومعاذ القارئ وأبو رجاء (يلبسون) بضم الياء وفتح اللام وتشديد الباء). [معجم القراءات: 2/391]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 03:40 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (10) إلى الآية (13) ]
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12) وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}

قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي ضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِهَا مِنْ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ مِنَ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِبْدَالِ هَمْزَتِهَا مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر كسر دال {ولقد استهزئ} [10] في البقرة للجماعة، وإبدال همزها لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ضم ولقد استهزئ [الأنعام: 10] وإبدال همزها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" دال "ولقد استهزئ" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "استهزئ" باء مفتوحة أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَحَاق" [الآية: 10] حمزة وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستهزءون} [5 -10] معًا، ما لورش جلي، ولدي وقف حمزة الصحيح ثلاثة أوجه، تسهيل الهمزة، وإبدالها ياء محضة، وحذفها مع ضم الزاي). [غيث النفع: 567] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولقد استهزئ} [10] قرأ البصري وعاصم وحمزة في الوصل بكسر الدال، والباقون بالضم). [غيث النفع: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والحسن والمطوعي في الوصل: (ولقد استهزئ) بكسر الدال لالتقاء الساكنين، وهو العرف فيه.
[معجم القراءات: 2/391]
- وقرأ نافع والكسائي وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر (ولقد استهزئ) بضم الدال إتباعًا لضم التاء؛ إذ الحاجز بينهما ساكن، وهو حاجز غير حصين.
{اسْتُهْزِئَ}
- قراءة الجماعة (استهزئ) بالهمز في الحالين.
- وقرأ أبو جعفر والشموني بإبدال الهمزة ياءً في الحالين؛ مفتوحة في الوصل، ساكنة في الوقف (استهزي) و(استهزي).
- وقراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء ساكنة كأبي جعفر.
{بِرُسُلٍ}
- قراءة الجماعة بضم السين (برسلٍ).
- وقراءة المطوعي بسكونها (برسلٍ) على التخفيف.
وانظر الآية/87 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{فَحَاقَ}
- أمال الألف حمزة.
- وفتحها الباقون.
{سَخِرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف.
{يَسْتَهْزِئُونَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/5 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/392]

قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}
{قُلْ سِيرُوا}
- قرأ أبان بن تغلب (قل سيروا) بإدغام اللام في السين.
والعلة عند ابن جني فشو هذا الحرف أعني السين في الفم،
[معجم القراءات: 2/392]
وانتشار الصدى المنبث عنه، فقاربت بذلك مخرج اللام، فجاز إدغامها فيها.
{سِيرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 2/393]

قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا ريب" بالمد المتوسط حمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يؤمنون} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند بعض، وعليه اقتصر في اللطائف وغيرها وعند بعض {مبين} قبله، وند بعض {يلبسون} ونسبه في المسعف للأكثرين وقيل {يستهزءون} ). [غيث النفع: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)}
{الْقِيَامَةِ}
- أمال الهاء وما قبلها في الوقف الكسائي وحمزة بخلاف عنه.
{لَا رَيْبَ}
- قرأه بالمد المتوسط حمزة بخلاف عنه، وهو لا يبلغ به حد الإشباع.
- والمد قراءة حفص من طريق هبيرة عنه.
- والباقون على القصر، وهو الوجه الثاني لحمزة.
وتقدم الحديث عن المد في الآية/2 من سورة البقرة.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}
- روى عباس عن أبي عمرو إدغام الباء في الفاء، وروى غيره الإظهار.
{خَسِرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يومنون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/393]

قوله تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}
{النَّهَارِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/164 من سورة البقرة.
وهي لأبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَهُوَ}
- تقدم إسكان الهاء وضمها في الآية/3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/394]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 03:45 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (14) إلى الآية (18) ]
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}

قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَاطِر) برفع الراء ابن أبي عبلة، الباقون بخفض الراء وهو الاختيار [لقوله (أَغَيْرَ اللَّهِ)]، (وَلَا يُطْعَمُ) على تسمية الفاعل الْأَعْمَش في رواية جرير، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، والأصمعي عن نافع والنحوي عن يَعْقُوب، وهو الاختيار، لأن معناه يرزق ولا يأكل، الباقون على ما لم يسم فاعله روى ابن مأمون عن يَعْقُوب " هو يُطْعَمُ " على ما لم يسم فاعله (وَلَا يُطعَم) على تسمية الفاعل، يعني: الضم، وروى ابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب (وَهُوَ يُطعِمُ) على ما لم يسم فاعله (وَلَا يُطْعِمُ) على تسمية الفاعل أن لا يأكل). [الكامل في القراءات العشر: 538]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "ولا يطعم" بفتح الياء والعين بمعنى ولا يأكل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني أمرت" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وله ما سكن في اليل والنهار}
{إني أمرت} [14] فتحها نافع، وأسكنها الباقون). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
{أَغَيْرَ اللَّهِ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ}
- قراءة الجمهور (فاطر..) بالجر، وهو نعت للفظ الجلالة.
وذهب العكبري إلى أنه بدل منه، واختار الزجاج الجر.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فاطر) بالرفع على تقدير: هو فاطر.
قال الأخفش:
(وقال بعضهم (فاطر) بالرفع على الابتداء).
وذهب الزمخشري إلى أن الرفع على المدح، ومثل هذا عند
[معجم القراءات: 2/394]
الطوسي من باب الجواز، لا على أنه قراءة.
- وقرئ (فاطر) بنصب الراء، والنصب هنا على المدح.
وذهب أبو البقاء إلى أنه بدل من (وليًا)، ثم قال: (ويجوز أن يكون صفة لولي، والتنوين مراد، وهو على الحكاية أي: فاطر السماوات).
- وقرأ الزهري ونبيح و(فطر) فعلًا ماضيًا.
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/3 من هذه السورة بضم الهاء وسكونها.
{يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}
- قراءة الجمهور (يطعم ولا يطعم) ببناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول، على معنى: يرزق ولا يرزق.
قال الأخفش: (.. وإنما تقرأ (ولا يطعم) لاجتماع الناس عليها)، وذكر الزجاج انه اختيار البصراء بالعربية.
- وقرأ مجاهد وابن جبير والأعمش وأبو حيوة وعمرو بن عبيد وعكرمة والحسن والمطوعي وأبو عمرو في رواية عنه (يطعم ولا يطعم) بفتح الياء والعين في الثاني، والمعنى: أنه تعالى منزه عن الأكل ولا يشبه المخلوقين.
[معجم القراءات: 2/395]
قال الطبري: (أي أنه يطعم خلقه ولا يأكل هو، ولا معنى لذلك لقلة القراءة به)، وهو عند الزجاج اختيار البصراء بالعربية.
- وقرأ يمان العماني وابن أبي عبلة والأشهب (يطعم ولا يطعم) بضم الياء وكسر العين في الفعلين مبنيين للفاعل، وخرجهما أبو حيان وغيره على أن الضمير في الفعل الأول عائد على الله سبحانه وتعالى، وفي الثاني على الولي.
قال الزمخشري: (وفسر بأن معناه وهو يطعم ولا يستطعم).
- وقرأ ابن أبي عبلة (يطعم ولا يطعم) بفتح الياء وكسر العين في الثاني.
- وروى أبو المأمون عن يعقوب (يطعم ولا يطعم) على بناء الأول للمفعول، والثاني للفاعل، والضمير لغير الله تعالى.
- وقرأ مجاهد (يطعم ولا يطعم) بفتح الياء في الأول وضمها في الثاني.
قال ابن خالويه: (معناه يرزق ولا يرزق).
- وقرأ بعض القراء (يطعم ولا يطعم) بفتح الياء والعين في الأول، وبضم الياء وكسر العين في الثاني.
قال العكبري: (وهذا يرجع إلى الولي الذي هو غير الله).
[معجم القراءات: 2/396]
{إِنِّي أُمِرْتُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (إني أمرت) بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ بقية القراء بسكونها). [معجم القراءات: 2/397]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتحها" من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} [15] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
{إِنِّي أَخَافُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف) بفتح الياء في الوصل.
- وقراءة الباقين بسكونها (إني أخاف) ). [معجم القراءات: 2/397]

قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {من يصرف عَنهُ} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يصرف عَنهُ} مَضْمُومَة الْيَاء مَفْتُوحَة الرَّاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {من يصرف} مَفْتُوحَة الْيَاء مَكْسُورَة الرَّاء
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر عَنهُ {من يصرف} مثل حَمْزَة
وروى حَفْص {من يصرف} مثل أبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من يصرف) بفتح الياء، عراقي - غير أبي عمرو وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يصرف) [16]: بفتح الياء عراقي إلا أبوي عمرو، وحمصي، وحفصًا إلا القواس طريق الحلواني وابن أبي الهذيل). [المنتهى: 2/671]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (من يصرف عنه) بفتح الياء وكسر الراء، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الراء). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {من يصرف عنه} (16): بفتح الياء، وكسر الراء.
والباقون: بضم الياء، وفتح الراء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو بكر ويعقوب وحمزة والكسائيّ وخلف (من يصرف) بفتح الياء وكسر الرّاء والباقون بضم الياء وفتح الرّاء). [تحبير التيسير: 353]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَنْ يُصْرَفْ) على تسمية الفاعل ابْن مِقْسَمٍ وأبو بحرية وعراقي غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وابْن سَعْدَانَ وابن حنبل، ومسعود بن صالح، وحفص إلا الفراس طريق الحلواني، وابن أبي هذيل، وهو الاختيار، لأن اللَّه هو الصادق، دليله (فَقَدْ رَحِمَهُ)، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 538]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {يُصْرَفْ} بفتح الياء: أبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (632 وَصُحْبَةُ يُصْرَفْ فَتْحُ ضَمٍّ وَرَاؤُهُ = بِكَسْرٍ .... .... .... ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([632] و(صحبة) يصرف فتح ضم وراؤه = بكسرٍ وذكر لم يكن (شـ)اع وانجلى
[633] وفتنتهم بالرفع (عـ)ن (د)ين (كـ)امل = وبا ربنا بالنصب (شرف) وصلا
معنى قراءة (صحبة) {من يصرف}: ربي، لأن قبله: {إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف).
ففي {يصرف}، ضمير يعود إلى ما تقدم، والمصروف محذوف، وهو العذاب، ويؤيدها قوله: {فقد رحمه}.
والأخرى، على بناء الفعل للمفعول، والمفعول محذوف أيضًا). [فتح الوصيد: 2/870]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [632] وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه = بكسرٍ وذكر لم يكن شاع وانجلى
[633] وفتنتهم بالرفع عن دين كامل = وبا ربنا بالنصب شرف وصلا
ح: (صحبة): مبتدأ مضاف إلى (يُصرف)، (فتح ضم): خبر، أي: الذي صحب لفظ (يُصرف) فتح يائه المضمومة، و(راؤه بكسرٍ): مبتدأ وخبر، (لم يكن): مفعول (ذكر)، (شاع): جملة مستأنفة، والضمير: للتذكير، أو للفظ: (لم يكن)، (فتنتهم): مبتدأ، (بالرفع): حال، (عن دين): خبر، (با): مبتدأ مضاف إلى (ربنا) قصرت ضرورة، (شرف): خبر، (وصلا)- جمع واصل-: مفعوله.
ص: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {من يصرف عنه يومئذٍ} [16] بفتح الياء وكسر الراء على البناء للفاعل، وهو الله تعالى، أي: من يصرف الله العذاب عنه، والباقون بضم الياء وفتح الراء على بناء المجهول، وضمير العذاب قائم مقام الفاعل لتقدم ذكر اللفظين في: {إن عصيت ربي عذاب} [15].
وقرأ حمزة والكسائي: {ثم لم يكن فتنتهم} [23] بالياء على
[كنز المعاني: 2/188]
التذكير، والباقون بالتاء للتأنيث.
ثم من القراء: قرأ حفص وابن كثير وابن عامر برفع: {فتنتهم} على أنها اسم {تكن} وخبره: {وإلا أن قالوا} [23]، والباقون بالنصب على أنها خبر، والاسم: {أن قالوا}.
فحمزة والكسائي بتذكير: {لم يكن}، ونافع وأبو عمرو وأبو بكر بتأنيثه، فالتذكير على تأويل: إلا قولهم، والتأنيث على تأويل: إلا مقالتهم.
ومدح قراءة النصب بأنه عن شرع رجلٍ كاملٍ في العلم.
ثم قال: (وبا ربنا): أي: قرأ حمزة والكسائي: {والله ربنا} [23] بنصب الباء على أنه منادى مضاف، والباقون بجرها على البدل من لفظ: {والله}.
[كنز المعاني: 2/189]
ومعنى (شرف وصلا): شرف هذا النداء الواصلين إلى الله تعالى، لا هؤلاء الكفرة). [كنز المعاني: 2/190] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (632- وَ"صُحْبَةُ" يُصْرَفْ فَتْحُ ضَمٍّ وَرَاؤُهُ،.. بِكَسْرٍ، وذكِّر لَمْ يَكُنْ شَاعَ وَانْجَلا
أي الذي صحب يصرف فتح يائه وكسر رائه كما تقول: صحبة زيد عمرو وبكر: وإنما قال: فتح ضم، ولم يقل فتح ياء لما ذكرناه في فتح ضم استحق يريد قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ}، قراءة صحبة على معنى من يصرف الله عنه العذاب، وقراءة الباقين على بناء الفعل للمفعول). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/163]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (632 - وصحبة يصرف فتح ضمّ وراؤه = بكسر وذكّر لم يكن شاع وانجلا
633 - وفتنتهم بالرّفع عن دين كامل = ويا ربّنا بالنّصب شرّف وصّلا
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ بفتح ضم الياء وكسر الراء، فتكون قراءة غيرهم بضم الياء وفتح الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103 - وَيُصْرَفْ فَسَمَّي .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص- ويصرف فسمي يحشر اليا يقول مع = سبأ لم يكن وانصب نكذب والولا
( حـ ) ـوى ارفع يكن أنث ( فـ ) ـدا يعقلوا وتحـ = ـت خاطب كياسين القصص يوسف (حـ) ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حوى وهو يعقوب {من يصرفه} [16] بفتح حرف المضارعة وكسر الراء كخلف، وعلم من الوفاق لأبي جعفر بالتجهيل). [شرح الدرة المضيئة: 123]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يُصْرَفْ
[النشر في القراءات العشر: 2/256]
فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ (يَصْرِفْ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأبو بكر {من يصرف} [16] بفتح الياء وكسر الراء، والباقون بضم الياء وفتح الراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (590 - يصرف بفتح الضّمّ واكسر صحبة = ظعنٍ .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) = (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
يعني «من يصرف عنه» بفتح الياء وكسر الراء حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب على تسمية الفاعل، والباقون بضم الياء وفتح الراء على ما لم يسم فاعله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) = (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة
ش: أي: قرأ [ذو] (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف وظاء (ظعن) يعقوب من يصرف عنه [الأنعام: 16] بفتح الياء وكسر الراء، والباقون بضم الياء وفتح الراء.
وقيد الفتح؛ لأجل الضد.
وقرأ ذو [ظاء] (ظنة) يعقوب ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول [الأنعام: 22] بالياء فيهما، والباقون بالنون [فيهما].
وجه فتح يصرف [الأنعام: 16]: بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير الله تعالى، والمفعول محذوف ضمير العذاب، أي: من يصرف ربي العذاب عنه.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده إليه على حد: ليس مصروفا عنهم [هود: 8]، ومن رفع بالابتداء، وسد فعل الشرط مسد الخبر.
ووجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الاسم الظاهر في قوله: ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا [الأنعام: 21]؛ ليناسب وإن يمسسك الله بضرّ ... إلى آخرها [الأنعام: 17].
ووجه النون: إسنادهما [للعظيم، ليناسب] الّذين ءاتينهم الكتب [البقرة: 121] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَنْ يُصْرَف" [الآية: 16] فأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الياء وكسر الراء
[إتحاف فضلاء البشر: 2/6]
بالبناء للفاعل، والمفعول محذوف ضمير العذاب وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بضم الياء وفتح الراء بالبناء للمفعول، والنائب ضمير العذاب والضمير في عنه يعود على من). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصرف} [16] قرأ الأخوان وشعبة بفتح الياء، وكسر الراء، والباقون بضم الياء، وفتح الراء). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
{يُصْرَفْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (يصرف) مبنيًا للمفعول، والنائب عن الفاعل هو ضمير العذاب، وهي اختيار سيبويه.
- وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم والكسائي وخلف ويعقوب وسهل والحسن والأعمش وابن مسعود (يصرف) مبنيًا للفاعل، وهو الله سبحانه، والمفعول محذوف، وهو اختيار أبي حاتم وأبي
[معجم القراءات: 2/397]
عبيد، وحسنها أبو علي، وتكلم المعربون في الترجيح بين القراءتين: البناء للفاعل، والبناء للمفعول، فرجح الطبري قراءة البناء للفاعل، لأنها عند أقل إضمارًا، ورد هذا الترجيح أبو حيان، فهو لا يرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين، واحتج بكلام ثعلب أحمد بن يحيى في هذا المقام وهو:
(إذا اختلف الإعراب في القرآن عن السبعة لم أفضل إعرابًا على إعراب في القرآن، فإذا خرجت إلى الكلام كلام الناس فضلت الأقوى).
قال أبو حيان: (ونعم السلف لنا أحمد بن يحيى كان عالماً بالنحو واللغة متدينًا ثقة.
- وقرأ أبي بن كعب (من يصرفه الله عنه)، والضمير في يصرفه للعذاب، وهو المفعول المحذوف.
- وذكر أبو حيان قراءة أبي (من يصرف الله عنه) بدون ضمير، ونسبها إلى ابن مسعود أيضًا، ووجدت النص في الكشاف عن أبي أيضًا، وقد نقل عنه أبو حيان هذه القراءة، قال أبو حيان:
(قرأ حمزة.... من يصرف) مبنيًا للفاعل، فمن: مفعول مقدم، والضمير في (يصرف) عائد على الله، ويؤيده قراءة أبي: من يصرف الله..).
[معجم القراءات: 2/398]
ثم قال في موضع آخر: (وأشار أبو علي إلى تحسينه قراءة يصرف مبنيًا للفاعل لتناسب: فقد رحمه، ولم يأت: فقد رحم، ويؤيده قراءة عبد الله وأبي (من يصرف الله..).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (من يصرفه عنه..) ولم يذكر لفظ الجلالة معه.
{يَوْمَئِذٍ}
- قراءة الجمهور (يومئذٍ) بفتح الميم.
- وقرأ أبي بن كعب (يومئذٍ) بكسر الميم. قال العكبري: (وهذا القارئ يجعله مبنيًا ويكسر الميم لالتقاء الساكنين وفيه نظر.
قلت: لعله كسره على إتباعه حركة الهمزة بعده). [معجم القراءات: 2/399]

قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
{إِلَّا هُوَ وَإِنْ}
- أدغم الواو في الواو أبو عمرو ويعقوب.
{فَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر (فهو) بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين (فهو) بضمها.
وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/399]

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
{وَهُوَ ... وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها مرارًا، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الْقَاهِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{الْخَبِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنه). [معجم القراءات: 2/400]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 03:57 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}

قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أئنكم} [19]، و{أءذا} [الرعد: 5]، و{أءنا} [الرعد: 5]، و{أءله} [النمل: 60]، ونحوه: بهمزتين كوفي، شامي، وسلام، وروح، والمنهال، وأيوب.
[المنتهى: 2/671]
بهمزة بعدها كسرة، كالياء بلا مد مكي، وورش، وسهل وزيد ورويس، والبخاري غير الحريري، وافق المفضل في {أئن ذكرتم} في يس [19]، الباقون بالمد. وافق عيسى في مد {أءنك} في يوسف [90]، وأبو بشر في مد {أئذا} به في النازعات [11].
بين الهمزتين مدة: هشام إلا البلخي، وقرأت عن أبي زيد بالوجهين:
[المنتهى: 2/672]
أحدهما كاليزيدي، والثاني كهشام. وافق الوليدان هشامًا في {أءله} [النمل: 60، 61، 62] فيهن، و{أئن ذكرتم} في يس [19]، زاد أبو بشر {أءذا} هو في النمل [67]. (استهزي) [10]: بلا همز، حيث وقع يزيد، والشموني). [المنتهى: 2/673]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أئنكم لتشهدون} [19] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئنكم لتشهدون" [الآية: 19] بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ ورش وابن كثير بالتسهيل كذلك، لكن بلا فصل، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بالتحقيق بلا فصل، وبه قرأ هشام من طريق الداجواني ومن طريق الجمال عن الحلواني، وقرأ بالمد مع التحقيق من طريق ابن عبدان عن الحلواني، وجاء أيضا من طريق الجمال عنه ومن طريق الشذائي عن الداجواني،وكذا اختلف عن رويس في هذا الموضع فحققه من طريق أبي الطيب فخالف أصله وأجرى له الوجهين التحقيق والتسهيل في الطيبة وغيرها، وهو بالقصر على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 19] للإدغام فقط، وتجوز الإشارة بالروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [19] قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذفها، والباقون بإثبات الهمزة، وسكون الراء). [غيث النفع: 570]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أينكم} قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية، والباقون بتحقيقها، وأدخل بين الهمزتين ألفًا قالون والبصري وهشام يخلف عنه، والباقون بلا إدخال، وهو الطريق الثاني لهشام). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{أَكْبَرُ شَهَادَةً}
- قراءة الجماعة (أكبر شهادةً) بالنصب على البيان، فهو تمييز.
- وقرئ (أكبر شهادةٍ) بالجر، على الإضافة.
قال مكي: (والفرق بين: (أكبر شهادةً) بالنصب و(أكبر شهادةٍ) بالجر أن الجر يوجب أن الموصوف شهادة، وليس كذلك النصب، ومثله: أحسن وجهًا، وأحسن وجهٍ..).
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ}
- قراءة الجمهور (وأوحي إلي هذا القرآن) الفعل مبني للمفعول، والقرآن: بالرفع.
- وقرأ عكرمة وأبو نهيك وابن السميفع والجحدري (وأوحى إلي
[معجم القراءات: 2/400]
هذا القرآن) الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، والقرآن: بالنصب.
{الْقُرْآَنُ}
- قرأ ابن كثير ووافقه ابن محيصن (القران) في الحالين، وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
- وكذا بالنقل جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{لِأُنْذِرَكُمْ}
- قراءة حمزة بتسهيل الهمزة في الوقف.
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على الفتح.
{أَئِنَّكُمْ}
- قرئ (إنكم) بصورة الإيجاب، وهو يحتمل الاستفهام على تقدير حذف أداته وهي الهمزة، ويبين ذلك قراءة الاستفهام.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن ذكوان وخلف وروح وهشام والداجوني والحلواني ورويس والحسن والأعمش (أئنكم) بتحقيق الهمزتين.
- وقرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر وقالون واليزيدي (آينكم) بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف.
- وذكر أبو حيان أن الأصمعي روى هذا عن أبي عمرو ونافع.
[معجم القراءات: 2/401]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وورش ورويس وابن محيصن (أينكم) بتسهيل الهمزة الثانية من غير فصل.
- وروى الأصمعي عن أبي عمرو، ونافع، وأبو جعفر وابن عبدان والحلواني والداجوني وقالون والشذائي وهشام بخلاف عنه (آإنكم) بتحقيق الهمزتين وزيادة ألف فاصلة بينهما.
قال النحاس:
(وهذه لغة معروفة يجعل بين الهمزتين ألف كراهة التقائهما).
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر.
- ونقل عنه تحقيقها؛ لأنه متوسط بزائد.
{أُخْرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بَرِيءٌ}
- قرأ أبو جعفر بخلاف عنه (بري) بإبدال الهمزة ياء، وإدغامها في الياء التي قبلها.
- والوجه الثاني المروي عنه هو (بريء) بالهمز كالجماعة.
- وقراءة حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف بالإبدال والإدغام كأبي جعفر في وجهه الأول (بري).
[معجم القراءات: 2/402]
{وَإِنَّنِي بَرِيءٌ}
- وقرئ (وأنا بريئًا) بالنصب ونون واحدة في (أنا) وتخريجه على دعل بريئًا حالًا أي أصدق مخلصًا، وتسد الحال مسد الخبر). [معجم القراءات: 2/403]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:18 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) }

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
{أَظْلَمُ}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
- وروى بعضهم عن ورش الترقيق كالجماعة.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{بِآَيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/403]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَيَوْم نحشرهم} 22
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {وَيَوْم نحشرهم} بالنُّون حرفين هَهُنَا وفي سُورَة يُونُس 28 وباقي الْقُرْآن بِالْيَاءِ
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِك بالنُّون إِلَّا أَنهم اخْتلفُوا في سُورَة الْفرْقَان ويأتي في مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى). [السبعة في القراءات: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويوم يحشرهم) بالياء، إلا أول يونس. في الفرقان بالياء، مكي، ويزيد، وعباس، ويعقوب، وسهل، زاد يعقوب، أول الأنعام، وسبأ، وسهل في سبأ). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويوم يحشرهم ... ثم يقول} [22]، وفي الفرقان [17]، وسبأ [40]: بالياء يعقوب، زاد روح، وزيد الثانية [128] فيها.
بالياء، حيث وقع إلا في أول الأنعام [22]، ويونس [28] حفص.
بياء في الفرقان [17] مكي، ويزيد، وقاسم، وأبو بشر، وعباس، وسهل). [المنتهى: 2/673]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ)، (ثُمَّ يَقُولُ) بالياء فيهما ابْن مِقْسَمٍ، ويَعْقُوب والعقيلي، والحسن، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وخالف روح في الثانية ابْن مِقْسَمٍ وحده في أول يونس، وافق حفص ابْن مِقْسَمٍ في الثانية من يونس وها هنا.
وفي الفرقان بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، وأبو جعفر، وشيبة، وحفص والعقيلي وقاسم،
[الكامل في القراءات العشر: 538]
وسهل، وأيوب، ويَعْقُوب، وأبو بشر، والعباس، والخفاف، وأبو زيد، وعبد الوارث وهارون، ويونس، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ومكي، وفي سبأ بالياء الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، وحفص، ويَعْقُوب، وعباس، والعقيلي، الباقون بالنون وهو الاختيار على العظمة). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... نَحْشُرُ الْيَا نَقُولُ مَعْ = سَبَأْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يحشر الياء إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا و{یوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين} [22] هنا {ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة} [40] في سبا بياء الغيب في الفعلين جميعًا في السورتين، وعلم من انفراده في السورتين أنه للآخرين بالنون فيهما، وأما {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم} [28] بيونس، فإنه متفق عليه، فخرج بقوله: مع سبأ). [شرح الدرة المضيئة: 123]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (نَحْشُرُهُمْ ثُمَّ نَقُولُ) هُنَا وَسَبَأٍ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ فِي (يَحْشُرُهُمْ) وَ (يَقُولُ) جَمِيعًا فِي السُّورَتَيْنِ، وَافَقَهُ حَفْصٌ فِي سَبَأٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ فِيهِمَا مِنَ السُّورَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {نحشرهم جميعًا ثم نقول} بالياء فيهما هنا [22]، وفي سبأ [40]، وافقه حفص في سبأ، والباقون بالنون فيهما من السورتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (590- .... .... .... .... .... = .... ويحشر يا يقول ظنّة
591 - ومعه حفصٌ في سبا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحشر) أي وقرأ «يحشر، ويقول» يعقوب، يريد قوله تعالى: ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول والباقون بالنون فيهما.
ومعه حفص في سبا يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
يعني ووافق حفص يعقوب في سبأ «ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول» فقرأهما بالياء أيضا، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) = (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة
ش: أي: قرأ [ذو] (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف وظاء (ظعن) يعقوب من يصرف عنه [الأنعام: 16] بفتح الياء وكسر الراء، والباقون بضم الياء وفتح الراء.
وقيد الفتح؛ لأجل الضد.
وقرأ ذو [ظاء] (ظنة) يعقوب ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول [الأنعام: 22] بالياء فيهما، والباقون بالنون [فيهما].
وجه فتح يصرف [الأنعام: 16]: بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير الله تعالى، والمفعول محذوف ضمير العذاب، أي: من يصرف ربي العذاب عنه.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده إليه على حد: ليس مصروفا عنهم [هود: 8]، ومن رفع بالابتداء، وسد فعل الشرط مسد الخبر.
ووجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الاسم الظاهر في قوله: ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا [الأنعام: 21]؛ ليناسب وإن يمسسك الله بضرّ ... إلى آخرها [الأنعام: 17].
ووجه النون: إسنادهما [للعظيم، ليناسب] الّذين ءاتينهم الكتب [البقرة: 121] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (يحشرهم ثمّ يقول) بالياء فيهما، والباقون بالنّون، والله الموفق). [تحبير التيسير: 353]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول" [الآية: 22] هنا وفي [سبأ الآية: 40] فيعقوب بياء الغيبة فيها، والفاعل هو الله تعالى وافقه ابن محيصن والمطوعي، وقرأ حفص كذلك في سبأ فقط، والباقون بنون العظمة فيهما في السورتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نحشرهم} [22] فهنا اتفق السبعة على قراءته بالنون). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
{نَحْشُرُهُمْ ... نَقُولُ}
- قرأ الجمهور من القراء (نحشرهم ... نقول) بنون العظمة في الفعلين.
- وقرأ حميد ويعقوب وابن محيصن والمطوعي (يحشرهم.. يقول)
[معجم القراءات: 2/403]
بالياء فيهما، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو هريرة (نحشرهم..) بكسر الشين.
يقال: حشر يحشر، وحشر يحشر، بضم الشين وكسرها.
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{شُرَكَاؤُكُمُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 2/404]

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {لم تكن فتنتهم} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة قنبل عَن القواس وفي رِوَايَة لِعبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير وَابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثمَّ لم يكن) بِالْيَاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ لم يكن) بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا). [السبعة في القراءات: 254 - 255]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في النصب والخفض من قَوْله {وَالله رَبنَا} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَالله رَبنَا} بِالْكَسْرِ فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالله رَبنَا} بِالنّصب). [السبعة في القراءات: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثم لم يكن) بالياء، حمزة، والكسائي، و حماد، ويعقوب، وسهل (فتنتهم) رفع، مكي، شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والله ربنا) نصب، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لم يكن}[23]: بالياء هما، وسلام، ويعقوب، وسهل، وأبو عبيد، والمفضل بخلاف عنه، وحماد.
{فتنتهم} [23]: رفع: مكي، شامي غير أبي بشر، والمفضل، وحفص إلا البختري.
{ربنا} [23]: نصب: كوفي غير عاصم إلا المفضل). [المنتهى: 2/674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثم لم يكن) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والله ربنا) بنصب الباء وخفضه الباقون). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثم لم يكن} (23): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر، وحفص: {فتنتهم} (23): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {والله ربنا} (23): بنصب الباء.
والباقون: بخفضها). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ ويعقوب: (ثمّ لم يكن) بالياء والباقون بالتّاء.
ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرّفع والباقون بالنّصب، حمزة والكسائيّ وخلف (والله ربنا) بنصب الباء والباقون بخفضها). [تحبير التيسير: 353]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ) بالياء حماد، والعليمي عن أبي بكر، وأبو زيد عن المفضل، وأبان، وعبد اللَّه بن عمر، والأزرق عن أبي بكر، وابْن مِقْسَمٍ، وهارون، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والكسائي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَحُمَيْد، ومجاهد، ويَعْقُوب، وسهل، وسلام، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لتأنيث الفتنة في اللفظ وليس بينهما وبين الفعل حائل.
(رَبَّنَا) نصب ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا المفضل، وأبان، الباقون بالجر وهو الاختيار على النعت وقرأ حيث وقع بكسر الواو طَلْحَة في رواية عبد الملك بن الحسن والفياض، الباقون بفتح الواو، وهو الاختيار، لأنه أشهر اللغتين في الضم). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالياء: حمزة والكسائي.
[23]- {فِتْنَتُهُمْ} رفع: ابن كثير وابن عامر وحفص.
[23]- {رَبِّنَا} نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (632- .... .... .... .... = .... وَذَكِّرْ لَمْ يَكُنْ شَاعَ وَانْجَلاَ
633 - وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ عَنْ دِين كَامِلٍ = وَبَا رَبِّناَ بِالنَّصْبِ شَرَّفَ وُصَّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (شاع وانجلا)، أي شاع في النقل وانكشف وجهه في العربية.
قال أبو عبيد: «وهي قراءتنا اعتبارًا بقراءة أبي وابن مسعود، وكانت قراءهما: (وماكان فتنتهم)، ولم يقل (كانت)».
[فتح الوصيد: 2/870]
أبو علي: «من قرأ بالتاء ورفع الفتنة كان حسنًا. و(أن): في موضع نصب خبر كان؛ التقدير: لم تكن فتنتهم إلا قولهم
ومن نصب الفتنة، فقد أنث (أن قالوا)، لما كان الفتنة في المعنى، وفي التنزيل: {فله عشر أمثالها}، واحدها مثلٌ، حيث كانت الأمثال الحسنات، وقد كثر هذا في الشعر نحو:
...وكانت عادة = منه إذا هي عردت إقدامها
أنث الإقدام لما كان العادة».
ثم قال بعد شيء ذكره: «وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك، فأنث ضمير (ما) حيث كان الحاجة في المعنى.
ومثله: من كانت أمك، أنث ضمير (من) حيث كان الأم.
ومثله: (ومن تقنت منكن...وتعمل).
ومما يقوي نصب {فتنتهم}، أن قوله: (أن قالوا): بأن يكون الاسم أولى؛ لأن (أن) إذا وصلت لم توصف، فأشبهت بامتناع وصفها المضمر. فكما أن المضمر إذا كان مع المظهر، فكونه الاسم أحسن، كذلك (أن) إذا كانت مع اسم غيرها». انتهى كلامه.
[فتح الوصيد: 2/871]
ومن قرأ بالياء ونصب الفتنة، فالتقدير: ثم لم يكن إلا قولهم فتنتهم. فالقول: الإسم، والفتنة: الخبر. وقد أجمعوا على قوله: {فما كان حجتهم إلا أن قالوا ....}، فكذلك هذا ؟
ونصب {ربنا} على: یا ربنا.
ومعنى: (شرف وصلا)، أي شرف هذا النداء وصلا إلى الله، وهو جمع واصل؛ قال الله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}.
وأما نداء هؤلاء في الآخرة، فلم يغنهم لعدم ذلك فيهم، بل عقب بقوله: {أنظر كيف كذبوا}.
والخفض على البدل؛ أو الوصف؛ أو عطف البيان). [فتح الوصيد: 2/872]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [632] وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه = بكسرٍ وذكر لم يكن شاع وانجلى
[633] وفتنتهم بالرفع عن دين كامل = وبا ربنا بالنصب شرف وصلا
ح: (صحبة): مبتدأ مضاف إلى (يُصرف)، (فتح ضم): خبر، أي: الذي صحب لفظ (يُصرف) فتح يائه المضمومة، و(راؤه بكسرٍ): مبتدأ وخبر، (لم يكن): مفعول (ذكر)، (شاع): جملة مستأنفة، والضمير: للتذكير، أو للفظ: (لم يكن)، (فتنتهم): مبتدأ، (بالرفع): حال، (عن دين): خبر، (با): مبتدأ مضاف إلى (ربنا) قصرت ضرورة، (شرف): خبر، (وصلا)- جمع واصل-: مفعوله.
ص: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {من يصرف عنه يومئذٍ} [16] بفتح الياء وكسر الراء على البناء للفاعل، وهو الله تعالى، أي: من يصرف الله العذاب عنه، والباقون بضم الياء وفتح الراء على بناء المجهول، وضمير العذاب قائم مقام الفاعل لتقدم ذكر اللفظين في: {إن عصيت ربي عذاب} [15].
وقرأ حمزة والكسائي: {ثم لم يكن فتنتهم} [23] بالياء على
[كنز المعاني: 2/188]
التذكير، والباقون بالتاء للتأنيث.
ثم من القراء: قرأ حفص وابن كثير وابن عامر برفع: {فتنتهم} على أنها اسم {تكن} وخبره: {وإلا أن قالوا} [23]، والباقون بالنصب على أنها خبر، والاسم: {أن قالوا}.
فحمزة والكسائي بتذكير: {لم يكن}، ونافع وأبو عمرو وأبو بكر بتأنيثه، فالتذكير على تأويل: إلا قولهم، والتأنيث على تأويل: إلا مقالتهم.
ومدح قراءة النصب بأنه عن شرع رجلٍ كاملٍ في العلم.
ثم قال: (وبا ربنا): أي: قرأ حمزة والكسائي: {والله ربنا} [23] بنصب الباء على أنه منادى مضاف، والباقون بجرها على البدل من لفظ: {والله}.
[كنز المعاني: 2/189]
ومعنى (شرف وصلا): شرف هذا النداء الواصلين إلى الله تعالى، لا هؤلاء الكفرة). [كنز المعاني: 2/190] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، فقراءة حمزة والكسائي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/108]
"يكن" بالياء، وهذا معنى التذكير الذي أشار إليه بقوله: وذكر؛ فإن الباقين قرءوا بالتاء على التأنيث، فاسم يكن على قراءتهما قوله: أن قالوا، وفتنتهم الخبر، وأما قراءة الباقين فمن نصب فتنتهم فهذا وجهها، ومن رفع فتنتهم جعلها الاسم والخبر: أن قالوا والله أعلم.
633- وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "دِ"ين "كَـ"ـامِلٍ،.. وَبَا رَبِّنا بِالنَّصْبِ "شَـ"ـرَّفَ وُصَّلا
من رفع الفتنة مع تأنيث يكن فقراءته ظاهرة ومن نصبها ففي قراءته إشكال؛ فإن الاسم إن قالوا وهو مذكر فما وجه التأنيث؟ وهي قراءة أبي عمرو ونافع وأبي بكر، فقال أبو علي: أنث أن قالوا: لما كان الفتنة في المعنى وفي التنزيل: {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
وقال لبيد:
فمضى وقدَّمها وكانت عادة،.. منه إذا هي عردت إقدامها
فأنث الإقدام لما كان العادة في المعنى قال: وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك فأنث ضمير ما حيث كان الحاجة في المعنى ونصب الحاجة مثل ذلك قولهم: من كانت أمك؟ فأنث ضمير من حيث كان، الأم، ومثله: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ}.
قال الزجاج: ويجوز أن يكون تأويل أن قالوا إلا مقالتهم؛ أي: فيؤنث الفعل على هذا التقدير؛ لأن المقالة مؤنثة والنصب في: {وَاللَّهِ رَبِّنَا}، على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/109]
النداء أو بإضمار أعني، والخفض على النعت والثناء، وقوله: وصلا جمع واصل وهو مفعول شرف والفاعل ضمير يعود على الباء؛ أي: شرف هذا النداء الواصلين إلى الله لا هؤلاء الكفرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/110]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (632 - .... .... .... .... .... = .... وذكّر لم يكن شاع وانجلا
633 - وفتنتهم بالرّفع عن دين كامل = ويا ربّنا بالنّصب شرّف وصّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي ثمّ لم تكن بياء التذكير فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث. وقرأ حفص وابن كثير وابن عامر فِتْنَتُهُمْ رفع التاء، فتكون قراءة غيرهم بنصبها، فيتحصل أن حمزة والكسائي يقرءان: لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ بياء التذكير ونصب التاء. وأن حفصا وابن كثير وابن عامر يقرءون بتاء التأنيث. ورفع التاء وأن نافعا وأبا عمرو وشعبة يقرءون بتاء التأنيث ونصب التاء. ويؤخذ من هذا: أن أحدا من السبعة لم يقرأ بالتذكير والرفع وإن جاز هذا الوجه عربية. وقرأ حمزة والكسائي وَاللَّهِ رَبِّنا بنصب الباء وقرأ غيرهما بخفضها. وقوله (وصلا) جمع واصل وهو الناقل؛ أي شرف القرآن من وصله ونقله لغيره). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... .... .... .... = .... لَمْ يَكُنْ وَانْصِبْ نُكَذِّبُ وَالْوِلَا
104 - حَوَى ارْفَعْ يَكُنْ أَنِّثْ فِدًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: لم يكن أنه قرأ مرموز (حا) حوى، أيضًا {ثم لم تكن فتنتهم} [23] بياء التذكير ويريد بقوله: وانصب نكذب والولا أنه قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا بنصب {ولا نكذب} {ونكون} [27] فنكذب على جواب التمني ونكون عطفًا عليه، ولما استوفى ترجمة يعقوب قال: ارفع يكن أنث فدا ارفع من تتمة السابق، إلا أنه يتعلق بمرموز (فا) فدا فأراد بقوله: ارفع رفع الفعلين المذكورين آخر البيت السابق، وبقوله: يكن {ثم لم تكن} [23] المذكور وسط البيت يعني قرأ مرموز (فا) فدا وهو خلف برفع {ولا نكذب} {ونكون} وبتأنيث {ثم لم تكن} [23] خلافًا
[شرح الدرة المضيئة: 123]
لأصله، فاتفق مع أبي جعفر في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 124] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَالْعُلَيْمِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فِتْنَتُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاللَّهِ رَبِّنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي والعليمي عن أبي بكر {لم تكن} [23] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص {فتنتهم} [23] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {والله ربنا} [23] بنصب الباء، والباقون بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (591- .... .... .... يكن رضا = صف خلف ظامٍ فتنة ارفع كم عضا
592 - دم ربّنا النّصب شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يكن) يعني قوله تعالى: ثم لم تكن فتنتهم بالتذكير على لفظه حمزة والكسائي وشعبة بخلاف عنه ويعقوب، والباقون بالتأنيث قوله: (فتنة) أي قوله تعالى: فتنتهم إلا أن قالوا بالرفع ابن عامر وحفص وابن كثير كما في أول البيت الآتي، والباقون بالنصب.
(د) م ربّنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
أي قوله تعالى «والله ربّنا» بنصب الباء حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخفض، ولا يرد عليه «ربنا» من قوله تعالى بآيات ربنا بعده، لأن الترتيب يمنعه، ولأنه أول ما وقع في السورة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومعه حفص في سبأ يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
ش: أي: قرأ يعقوب وحفص ويوم يحشرهم جميعا ثمّ يقول للملئكة (في سبأ) [40] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ مدلول (رضا) حمزة والكسائي وظاء (ظام) يعقوب ثم لم يكن فتنتهم [الأنعام: 23] بياء التذكير.
واختلف عن ذي صاد (صف) أبو بكر: فروى العليمي [عنه] كذلك.
وروى عنه يحيى بن آدم بتاء التأنيث كالباقين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وعين (عفا) حفص ودال (دم) أول التالي ابن كثير فتنتهم برفع التاء، والباقون بنصبها؛ فصار المدنيان وأبو عمرو وخلف بتأنيث تكن ونصب تاء فتنتهم، وابن كثير، وابن عامر وحفص بتأنيث تكن ورفع فتنتهم، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر في أحد وجهيه بتذكير يكن ونصب فتنتهم.
وجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الظاهر من قوله: قل إنّ ربّي [سبأ: 39].
ووجه النون: إسنادهما إلى العظيم؛ ليناسب قوله تعالى: عندنا زلفى [سبأ: 37] وفي ءايتنا معجزين [سبأ: 38].
ووجه التأنيث، والنصب: إسناد تكن إلى أن قالوا [الأنعام: 23] بتقدير:
مقالتهم، فهي مؤنثة مطابقة للخبر، أو [بتقدير: قولهم]، وأنث للمعنى على حد:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/295]
فله عشر أمثالها [الأنعام: 160]، ومنه: ما جاءت حاجتك.
ووجه التذكير مع النصب كذلك، لكن [لا] يقدر إلا «قولهم»، ويعامل لفظه.
ووجه التأنيث والرفع: جعل فتنتهم [الأنعام: 23]: اسم كان؛ لأنه معرفة وهي مؤنثة، فأنث فعلها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَكُنْ فِتْنَتُهُم" [الآية: 23] فنافع وأبو عمرو وشعبة من غير طريق العليمي وأبو جعفر وخلف في اختياره بتاء التأنيث "فتنتهم" بالنصب خبر مقدم، وإلا أن قالوا اسم مؤخر؛ لأنه أعرف، وأنث الفعل لتأنيث الخبر على حد من كانت أمك، أو قولهم في قوة مقالتهم وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع على أن فتنتهم اسم تكن، ولذا أنث الفعل، وإلا أن قالوا خبرها، وافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو بكر من طريق العليمي، وحمزة والكسائي ويعقوب بالتذكير والنصب وهي أفصح وافقهم المطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والله ربنا" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بنصب الباء إما على النداء وإما على المدح أو إضمار، أعني وعلى كل فالجملة معترضة بين القسم وجوابه، وافقهم الأعمش والباقون بالجر نعت أو بدل أو عطف بيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لم تكن فتنتهم} [23] قرأ الأخوان {يكن} بالياء على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث، والابنان وحفص برفع التاء الثانية من {فتنتهم} والباقون بالنصب.
فصار نافع والبصري وشعبة بالتأنيث والنصب، والابنان وحفص بالتأنيث والرفع، والأخوان بالتذكير والنصب). [غيث النفع: 570]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والله ربنا} قرأ الأخوان بنصب الباء، والباقون بالخفض). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وابن كثير في رواية قنبل عن القواس، وفي رواية لعبيد بن عقيل عن شبل عن ابن كثير، والأعمش والحسن وابن محيصن، والمفضل وقتادة وابن عباس والأعرج والزهري وعلقمة وشيبان وعيسى الثقفي، وعيسى الهداني، وطلحة بن سليمان وابن أبي إسحاق وعمرو بن عبيد وإسحاق والأزرق عن حمزة، ومسلم بن جذب (ثم لم تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ورفع ما بعده، اسم (تكن)، و(إلا أن قالوا) خبرها.
[معجم القراءات: 2/404]
- وقرأ خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي (ثم لن تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ونصب ما بعده (فتنتهم)، وهو خبر مقدم، و(إلا أن قالوا) هو الاسم المؤخر.
- وقرأ المفضل وعاصم والأعمش (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء في الفعل، ورفع ما بعده.
وجاء الفعل مذكرًا لأن تأنيث ما بعده مجازي.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر من طريق العليمي ويعقوب والمطوعي وحماد والمفضل وسهل (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء على التذكير في الفعل ونصب ما بعده على أنه الخبر، وقوله: (إلا أن قالوا) هو الاسم.
قال أبو حيان:
(والجاري منها على الأشهر قراءة (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء وبالنصب؛ لأن (أن) مع بعدها أجريت في التعريف مجرى المضمر، وإذا اجتمع الأعراف وما دونه في التعريف فذكروا أن الأشهر جعل الأعراف هو الاسم، وما دونه هو الخبر، ولذلك أجمعت السبعة على
[معجم القراءات: 2/405]
ذلك في قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا..} [الأعراف: 82]، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ أبي وابن مسعود والأعمش (وما كان فتنتهم)، وضبطت هذه القراءة في إعراب النحاس بفتح التاء.
- وإليك ما يلي:
1- قال هارون الأعور:
- (قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالرفع.
2- وعن يحيى بن يعمر والكسائي أن قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالنصب.
- والذي وجدته في مصحف ابن مسعود (ما كان فتنتهم) بالنصب.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ثم ما كان فتنتهم).
{وَاللَّهِ رَبِّنَا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (والله ربنا) ربنا: بالجر، على أنه نعت للفظ الجلالة، أو
[معجم القراءات: 2/406]
بدل منه، أو عطف بيان.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعلقمة والمفضل والشعبي والحسن بن عياش (والله ربنا) ربنا: بنصب الباء على النداء، أي: يا ربنا، وأجاز ابن عطية فيه النصب على المدح، وأجاز أبو البقاء فيه النصب بإضمار أعني، وذكر الطوسي هذين الوجهين.
وجملة النداء معترضة بين القسم وجوابه.
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ عكرمة وسلام بن مسكين (والله ربنا) برفع الاسمين، مبتدأ وخبر.
قال الزجاج: (ويجوز رفعه على إضمار هو، ويكون مرفوعًا على المدح، والقراءة الجر والنصب، وأما الرفع فلا أعلم أحدًا قرأ به).
- وقرئ (والله ربنا) بخفض الهاء وضم الباء، على جعل الواو للقسم والتقدير: والله هو ربنا). [معجم القراءات: 2/407]

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
{أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}
- ذكر الماوردي أن عليًا وابن مسعود قرأا بعد (أكنة أن يفقهوه):
[معجم القراءات: 2/407]
(وعلى أعينهم غطاء) كذا!
{آَذَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
{وَقْرًا}
- قرأ طلحة بن مصرف (وقرًا) بكسر الواو.
- والجماعة على الفتح (وقرًا).
{لَا يُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا (لا يومنوا).
انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{جَاءُوكَ}
- تقدم الإمالة فيه وفي أمثاله، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{أَسَاطِيرُ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 2/408]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
{وَيَنْأَوْنَ}
- قرأ الحسن (ينون) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها.
قال أبو حيان: (وهو تسهيل قياسي).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/408]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:20 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (27) إلى الآية (30) ]

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَلَا نكذب بآيَات رَبنَا ونكون من الْمُؤمنِينَ} 27
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وَلَا نكذب} ... {ونكون} جَمِيعًا بِالرَّفْع
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص {وَلَا نكذب} ... {ونكون} بنصبهما
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان عَن أَصْحَابه عَن ابْن عَامر
وَقَالَ هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {وَلَا نكذب} رفعا {ونكون} نصبا). [السبعة في القراءات: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ونكون) نصب، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا نكذب) نصب حمزة، وحفص، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا نكذب} [27]: رفع، {ونكون} [27]: فتح: دمشقي، بفتحهما حمزة، وسلام، ويعقوب، وحفص). [المنتهى: 2/674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وحفص (ولا نكذب) بالنصب، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة (ونكون) بالنصب، وقرأ الباقون فيهما بالرفع). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وحفص: {ولا نكذب ... ونكون} (27): بنصب الباء والنون فيهما.
وابن عامر: {ونكون}: بالنصب فقط.
والباقون: بالرفع فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وحفص ويعقوب: (ولا نكذب ونكون) بنصب الباء والنّون فيهما، وابن عامر: (ونكون) بالنّصب فقط، والباقون بالرّفع فيهما). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا نُكَذِّبَ)، (وَنَكُونَ) برفع الأولى ونصب الثاني دمشقي، وأبو حيوة ضده الْأَعْمَش بنصبها الحسن في رواية عباد، ويَعْقُوب، والزَّيَّات، والأزرق، والْعَبْسِيّ، وطَلْحَة، والهمداني، والثعلبي والْمُطَّوِّعِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ، وحفص، الباقون بالرفع فيهما، وهو الاختيار على العطف دون الجواب). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {وَلا نُكَذِّبَ} رفع، و{نَكُونَ} نصب: ابن عامر.
وبفتحهما: حمزة وحفص). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (634 - نُكَذِّبُ نَصْبُ الرَّفْعِ فَازَ عَلِيمُهُ = وَفِي وَنَكُونَ انْصِبْهُ فِي كَسْبِهِ عُلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([634] نكذب نصب الرفع (فـ)از (عـ)ليمه = وفي ونكون انصبه (فـ)ي (كـ)سبه (عـ)لا
معنى (فاز عليمه)، لأنه نصبه على الجواب بالواو في التمني، كما تقول: ليته جاء وأطعمه. وجواب التمني يكون بالفاء والواو.
وخالف في ذلك ثعلب وقال: لا يكون إلا بالفاء.
وتقديره: يا ليت دنا وقع وأن لا نكذب.
{ونكون}، بالنصب، معطوف على {نكذب}.
وفي الرفع وجهان:
[فتح الوصيد: 2/872]
أحدهما، الاستئناف؛ قال سيبويه: «هو على قولك: فإنا لا نكذب، كقولك: دعني ولا أعود، أي: فإني ممن لا يعود، ولم يرد أن يسأل أن يجمع له الترك وأن لا يعود».
فإن قيل: فالكذب لا يجوز في الآخرة، وقد أخبروا أنهم لا يعودون وقد قال الله تعالى: {وإنهم لكذبون}!
قيل: معناه، وإنهم لكاذبون، استأنف ذمهم بالكذب الذي هو عادتهم وشأنهم في قولهم: {أسطير الأولين}، وانتهى الكلام عند قوله: {لما نهو عنه}.
ويجوز أن يكونوا صمموا في تلك الحال، على أنهم لو ردوا لما عادوا إلى الكفر لما شاهدوه، وأخبر الله تعالى أن قولهم في تلك الحال: {ولا نكذب}، وإن كان عن اعتقاد وتصميم، إلا أنه يتغير على تقدير الرد. ويقع العود فيصير قولهم: ولا نكذب كذبًا، كما يقول اللص إذا شاهد العقوبة: لا أعود، وهو يعتقد ذلك عند ألم العقوبة، ويخبر عن اعتقاده، ثم يعود فيكون كاذبًا.
والوجه الثاني، أن يعطف على: نرد، ويكون داخلًا في التمني؛ تقديره: يا ليتنا نرد ويا ليتنا لا نكذب، تمنوا التوفيق للتصديق والإيمان.
فأشار بقوله: (فاز عليم)، إلى سلامته من هذا الاعتراض الذي أجبنا عنه في وجه الرفع.
وأما ابن عامر، فإنه رفع {ولا نكذب} على ما سبق، ونصب {ونكون} على الجواب). [فتح الوصيد: 2/873]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [634] نكذب نصب الرفع فاز عليمه = وفي ونكون انصبه في كسبه علا
ح: (نكذب): مبتدأ، (نصب الرفع): بدل اشتمال، (فاز عليمه): جملة فعلية خبر المبتدأ، (في ونكون): ظرف (انصبه)، والهاء: للرفع، (في كسبه علا): جملة مستأنفة.
ص: قرأ حمزة وحفص: {يا ليتنا نُرد ولا نكذب} [27] بنصب الباء، وهما وابن عامر أيضًا: {ونكون من المؤمنين} بنصب النون، والباقون برفعهما عطفًا على {نرد}، أو على الاستئناف أو على الحال، والاستئناف أولى لوصف قوله: {وإنهم لكاذبون} [28] والمتمني لا يوصف بالكذب.
وأما نصب اللفظين: فعلى جواب التمني بالواو، ونصب الأخير مع رفع الأول على تمني الأولين، وكون الأخير جوابًا، أي: يا ليتنا نرد، ويا ليتنا لا نكذب ونكون من المؤمنين.
ومد القراءتين بقوله: فاز عليم النصب، وفي كسب النصب عُلا). [كنز المعاني: 2/190]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (634- نُكَذِّبُ نَصْبُ الرَّفْعِ "فَـ"ـازَ "عَـ"ـلِيمُهُ،.. وَفِي وَنَكُونَ انْصِبْهُ "فِـ"ـي "كَـ"ـسْبِهِ "عُـ"ـلا
أي انصب الرفع، وكان يمكنه أن يقول: وفي ونكون النصب، ولكن كان يلزم من تلك العبارة أن يكون ضده الخفض، ولما قال: انصبه علم أن القراءة الأخرى الرفع والرفع في الفعلين على العطف على: "نُرَدُّ".
أي: يا ليتنا نرد ونوفق للإيمان والتصديق أو يكون على القطع؛ أي: ونحن لا نكذب ونكون من المؤمنين؛ أي: قد عاينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدا، ومنه قولهم: دعني ولا أعود، ويجوز أن يكونا في موضع الحال؛ أي: يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين، والنصب فيهما على جواب التمني بالواو وابن عامر نصب "ونكون" على الجواب ورفع ولا نكذب على ما سبق من الوجوه الثلاثة، ويشكل على قراءة النصب وعلى قراءة الرفع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/110]
إن جعلنا الجميع متمنٍ، أو قلنا الواو للحال، قوله سبحانه بعد ذلك: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
والمتمني لا يوصف بصدق ولا كذب، فيحمل ذلك على أنه استئناف إخبار عنهم بصفة ذم من جملة صفاتهم كما لو قال: "وإنهم لظالمون"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/111]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (634 - نكذّب نصب الرّفع فاز عليمه = وفي ونكون انصبه في كسبه علا
قرأ حمزة وحفص: وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا بنصب رفع باء نُكَذِّبَ فتكون قراءة غيرهما برفعها. وقرأ حمزة وابن عامر وحفص بنصب رفع نون وَنَكُونَ فتكون قراءة
[الوافي في شرح الشاطبية: 255]
غيرهم برفعها. فيتحصل: أن ابن عامر يقرأ وَلا نُكَذِّبَ بالرفع وَنَكُونَ بالنصب وأن حفصا
وحمزة يقرءان بنصب الفعلين، وأن الباقين يقرءون برفعهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... .... .... .... = .... لَمْ يَكُنْ وَانْصِبْ نُكَذِّبُ وَالْوِلَا
104 - حَوَى ارْفَعْ يَكُنْ أَنِّثْ فِدًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: لم يكن أنه قرأ مرموز (حا) حوى، أيضًا {ثم لم تكن فتنتهم} [23] بياء التذكير ويريد بقوله: وانصب نكذب والولا أنه قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا بنصب {ولا نكذب} {ونكون} [27] فنكذب على جواب التمني ونكون عطفًا عليه، ولما استوفى ترجمة يعقوب قال: ارفع يكن أنث فدا ارفع من تتمة السابق، إلا أنه يتعلق بمرموز (فا) فدا فأراد بقوله: ارفع رفع الفعلين المذكورين آخر البيت السابق، وبقوله: يكن {ثم لم تكن} [23] المذكور وسط البيت يعني قرأ مرموز (فا) فدا وهو خلف برفع {ولا نكذب} {ونكون} وبتأنيث {ثم لم تكن} [23] خلافًا
[شرح الدرة المضيئة: 123]
لأصله، فاتفق مع أبي جعفر في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 124] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا نُكَذِّبَ وَنَكُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ وَالنُّونِ فِيهِمَا وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ فِي وَنَكُونَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة ويعقوب وحفص {ولا نكذب} [27] {ونكون} [27] بنصب الباء والنون، وافقهم ابن عامر في النون، والباقون برفعهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (592- .... .... .... .... نكذّب = بنصب رفعٍ فوز ظلمٍ عجب
593 - كذا نكون معهم شامٍ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نكذب) يريد قوله تعالى: ولا نكذب بآيات ربنا قرأه بنصب الباء حمزة ويعقوب وحفص، والباقون بالرفع.
كذا نكون معهم شام وخف = للدّار الآخرة خفض الرّفع (ك) ف
أي كذا بنصب الرفع من قوله تعالى: ونكون من المؤمنين ابن عامر مع المذكورين قبل، وهم حمزة ويعقوب وحفص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا نكذب ونكون" [الآية: 27] فحفص وحمزة ويعقوب بنصب الباء والنون منهما على إضمار أن بعد واو المعية في جواب التمني، وإن ومدخولهما في تأويل مصدر معطوف بالواو على مصدر متوهم من الفعل أي: يا ليتنا لنا رد وانتفاء تكذيب وكون من المؤمنين أي: يا ليتنا لنا رد مع هذين الأمرين وافقهم الأعمش، وقرأ ابن عامر برفع الأول ونصب الثاني وعن الشنبوذي عكسه، والباقون برفعهما عطفا على نرد أي: يا ليتنا نرد ونوفق للتصديق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
والإيمان أو الواو للحال والمضارع خبر لمحذوف، والجملة حال من مرفوع نرد أي: نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين فيكون نمني الرد مقيدا بهاتين الحالتين فيدخلان في التمني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا نكذب} [27] قرأ حفص وحمزة بنصب الباء، والباقون بالرفع {ونكون} قرأ الشامي وحفص وحمزة بنصب النون، والباقون بالرفع، فصار حمزة وحفص بنصيهما والشامي برفع الأول ونصب الثاني، والباقون برفعهما). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)}
{تَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الطوسي: (أمال في الموضعين [تري، النار] أبو عمرو وغيره، وهي حسنة في أمثال ذلك؛ لأن الراء بعده الألف مكسورة، وهو حرف كأنه مكرر في اللسان، فصارت الكسرة فيه كالكسرتين فحسن لذلك الإمالة).
{وُقِفُوا}
- قرأ الجمهور (وقفوا) مبنيًا للمفعول، ومعناه عندهم: حبسوا على النار.
- وقرأ ابن السميفع وزيد بن علي (وقفوا) مبنيًا للفاعل، من (وقف) اللازم.
{عَلَى النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
وقال الزجاج:
(القراءة أكثرها بالفتح والتفخيم، والإمالة حسنة جيدة، وهي مذهب أبي عمرو، أعني كسر الألف من (النار، وإنما حسنت الإمالة..، لأن الراء بعد الألف مكسورة، وهي حرف كأنه
[معجم القراءات: 2/409]
مكرر في اللسان فصارت الكسرة فيه كالكسرتين).
{وَلَا نُكَذِّبَ ... وَنَكُونَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب والأعمش، وعباس الأنصاري عن عمر المعلم عن عمرو بن عبيد، وأحمد بن يوسف التغلبي وابن ذكوان والكسائي وسليمان بن أرقم وحميد ومجاهد وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام وعبد الله ابن يزيد وطلحة اليامي وطلحة الرازي وعيسى الهمداني وشيبان النحوي وعلي بن صالح وعمرو بن ميمون بن مهران، ورويت عن أبي الدرداء، وأم الدرداء، ويحيى بن الحارث وأبي حيوة (ولا نكذب ... ونكون) بنصب الباء والنون، وهو عند البصريين على إضمار (أن) بعد الواو.
- وقرأ ابن عامر في رواية هشام بن عمار عن أصحابه عنه وأبو بكر (ولا نكذب.. ونكون) برفع الأول ونصب الثاني، أما الرفع
[معجم القراءات: 2/410]
فهو عطف على (نرد)، أو على الاستئناف، وأما النصب في (ونكون)، فهو على جواب التمني.
قال الزجاج: (أكثر القراء بالرفع في قوله: ولا نكذب..، ويكون المعنى أنهم تمنوا الرد وضمنوا أنهم لا يكذبون، المعنى: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات رددنا أم لم نرد، ونكون من المؤمنين، أي قد عاينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدًا).
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وخلف والأعرج والزهري وأبو الحجاج مجاهد وأهل الحرمين والسلمي وعبد الملك بن عمير والمفضل والأعمش والحسن البصري ونعيم بن ميسرة وأيوب بن المتوكل وإسحاق الأزرق (ولا نكذب.. ونكون) برفعهما، والرفع على وجهين:
الأول: هو العطف على (نرد)، فيكونان داخلين في التمني.
والثاني: هو الاستئناف والقطع.
قال الأخفش: (والرفع وجه الكلام، وبه نقرأ الآية ...).
قال مكي: (ومن رفع الفعلين عطفهما على (نرد)، وجعله كله ما تمناه الكفار يوم القيامة، تمنوا ثلاثة أشياء: أن يردوا، وتمنوا ألا يكونوا قد كذبوا بآيات الله في الدنيا، وتمنوا أن يكونوا من المؤمنين.
[معجم القراءات: 2/411]
ويجوز أن يرفع ... على القطع، فلا يدخلان في التمني، تقديره: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب، ونحن نكون من المؤمنين رددنا أو لم نرد..).
- وقرأ الشنبوذي (ولا نكذب.. ونكون) بنصب الفعل الأول ورفع الثاني.
قال أبو حيان:
(وحكي أن بعض القراء قرأ: ولا نكذب، بالنصب، ونكون، بالرفع. فالنصب على مصدر متوهم، والرفع في (ونكون) عطف على (نرد)، أو على الاستئناف، أي: ونحن نكون).
- وروي عن أبي وابن مسعود وابن إسحاق (فلا نكذب.. فنكون) بالفاء والنصب فيهما.
- وذكر أبو حيان أنه في مصحف عبد الله (فلا نكذب)، والذي وجدته في مصحفه أنه بالواو.
- وفي المحرر: (في مصحف عبد الله بن مسعود (.. فلا نكذب.. وتكون) بالتاء.
وعن أبي أيضًا (فلا نكذب بآيات ربنا أبدًا ونكون) فلا نكذب: بالفاء والنصب، وزيادة (أبدًا) على النص القرآني المتواتر.
[معجم القراءات: 2/412]
{وَلَا نُكَذِّبَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الباء في الباء.
{وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
- حكى أبو عمرو أن في قراءة أبي (ونحن نكون من المؤمنين).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "وَلَوْ رُدُّوا" [الآية: 31] بكسر الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
{رُدُّوا}
- قرأ إبراهيم النخعي وابن وثاب والأعمش والمطوعي (ردوا) بكسر الراء على نقل حركة الدال في (رددوا) إلى الراء.
- وقراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل في المبني للمفعول في أمثاله.
{عَنْهُ وَإِنَّهُمْ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (عنهو..) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/413]

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وصححهما عنه في النشر في روايتيه، لكن قصر الخلاف في طيبته على الدوري، وكذا حكم "الدنيا" غير شعبة فله الفتح فقط، وإن أبا عمرو له الفتح والصغرى وللدوري عنه الكبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
{تَرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/27 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 2/413]
{بَلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
{الْعَذَابَ بِمَا}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/414]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:22 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "بغتة" بفتح الغين حيث جاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
{خَسِرَ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{جَاءَتْهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{بَغْتَةً}
- قراءة الجماعة (بغتة) بسكون الغين، وهو مصدر في موضع الحال.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية وحسين وخارجة كلاهما عن أبي عمرو (بغتة) بفتح الغين.
- وعن أبي عمرو أنه قرأ (بغتة) بتشديد التاء بوزن (جربة)، قالوا: ولم يرد في المصادر مثلها.
[معجم القراءات: 2/414]
وانظر الآية18 من سورة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكروا هناك تفصيلًا لم يذكروه هنا). [معجم القراءات: 2/415]

قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وللدار الْآخِرَة} 32
كلهم قَرَأَ {وللدار الْآخِرَة} بلامين وَرفع الْآخِرَة غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {ولدار الْآخِرَة} بلام وَاحِدَة وخفض الاخرة). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {للَّذين يَتَّقُونَ أَفلا تعقلون} 32 في خَمْسَة مَوَاضِع في الْأَنْعَام والأعراف 169 ويوسف 109 والقصص 60 وَيس 68
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي بِالْيَاءِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع أي مَا عدا الْقَصَص فبالتاء
وَقَرَأَ نَافِع ذَلِك كُله بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بن عَيَّاش ذَلِك كُله بِالْيَاءِ إِلَّا قَوْله في يُوسُف {خير للَّذين اتَّقوا أَفلا تعقلون} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالتَّاءِ وفي الْقَصَص بِالتَّاءِ أَيْضا
وروى حَفْص عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِالتَّاءِ إِلَّا قَوْله في يس {أَفلا يعْقلُونَ} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالْيَاءِ كَمَا قَرَأَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَاحِدًا بِالْيَاءِ وَسَائِر ذَلِك بِالتَّاءِ وَهُوَ قَوْله في يس {ننكسه فِي الْخلق أَفلا يعْقلُونَ}
وَكلهمْ قَرَأَ في الْقَصَص بِالتَّاءِ إِلَّا أَبَا عَمْرو فَإِنَّهُ كَانَ يقْرَأ بِالتَّاءِ وَالْيَاء). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولدار الآخرة) مضاف شامي). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أفلا تعقلون) وفي
[الغاية في القراءات العشر: ٢٤٠]
الأعراف، ويوسف، ويس، بالتاء، مدني، وابن ذكوان، ويعقوب، وسهل، وافق حفص، إلا في يس، وحماد، ويحيى في يوسف). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولدار الآخرة} [32]: مضاف: دمشقي.
{أفلا تعقلون} [32]، وفي الأعراف [169]، ويوسف [109]، ویس [68]: بالتاء فيهن مدني، دمشقي إلا الحلواني عن هشام، وبصري غير أبي عمرو. وافق أبو بكر غير علي والأعشى والبرجمي في يوسف، وحفص، والحلواني عن هشام، وأبو بشر إلا في يس، ضده: عباس). [المنتهى: 2/675]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض (الآخرة)، وقرأ الباقون
[التبصرة: 201]
بلامين إحداهما مدغمة في الدار ورفع (الآخرة) ). [التبصرة: 202]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحفص (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف ويوسف بالتاء، وقرأ الباقون بالياء في الثلاثة غير أن أبا بكر قرأ في يوسف بالتاء.
وقرأ أبو عمرو في سورة القصص بالياء، وذكر عنه أنه خير في الياء والتاء، والأشهر عنه بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
قرأ نافع وابن ذكوان (أفلا تعقلون) في يس بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في غير هذه الخمسة المواضع). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولدار الآخرة} (32): بلام واحدة، وخفض التاء.
والباقون: بلامين، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {أفلا تعقلون} (32)، هنا، وفي الأعراف: بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض التّاء، والباقون بلامين ورفع التّاء. نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحفص: (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَدَارُ الْآخِرَةِ) مضاف دمشقي غير ابن الحارث، الباقون مشدد بالرفع فيهما، وهو الاختيار لاتفاقهم في الأعراف (تَعْقِلُونَ) بالتاء، وفي الأعراف، ويوسف، والقصص، ويس مدني غير اختيار ورش دمشقي غير الْأَخْفَش عن هشام في قول أبو علي، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والحسن رواية أبن أرقم، وحفص وافق في يوسف حماد وبصري، والآدمي، ويحيى، والاحتياطي، وعصمة، وأبان، والمفضل خالف حفص، والحلواني عن هشام، والْبَلْخِيّ، وأبو بشر، والثعلبي في يس أبو الحسن عن أبي بكر، وشجاع، وابن الْيَزِيدِيّ، وأبو حمدون، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خَلَّاد في قول الحزاعي في القصص بالياء السُّوسِيّ، والدُّورِيّ وعباس، وابْن سَعْدَانَ عن الْيَزِيدِيّ خيروا، الباقون بالياء إلا في القصص، وهو الاختيار على المغايبة عباس بالتاء في ياسين وحدها في قول أبي علي). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} مضاف: ابن عامر.
[32]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} هنا، وفي [الأعراف: 169] بالتاء: نافع وابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (635 - وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللاَّمِ الاُخْرَى ابْنُ عَامِرٍ = وَالآخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالْخِفْضِ وُكِّلاَ
636 - وَعَمَّ عُلاً لاَ يَعْقِلُونَ وَتَحْتَهاَ = خِطاَباً وَقُلْ فَي يُوسُفِ عَمَّ نَيْطَلاَ
637 - وَيَاسِينَ مِنْ أَصْلٍ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([635] وللدار حذف اللام الأخرى (ابن عامر) = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
كتبت في مصاحف الشاميين بلام واحدة، وفي غيرها بلامين. فكلٌ وافق مصحفه.
ووجه {ولدار الآخرة}، إضافة الموصوف إلى الصفة؛ وجوز ذلك فيهما اختلاف اللفظين؛ ومنه: ليلة القمراء، وجنة الخضراء.
ويجوز أن يحمل على قولهم: صلاة الأولى؛ وتقديره: ولدار الساعة الآخرة. وحسن ذلك، لأن الآخرة استعملت استعمال الأسماء، وأصلها الصفة، كالأبرق والأبطح.
والرفع على الوصف.
[636] و(عم) (عـ)لا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسف (عم) (نـ)يطلا
[637] وياسين (مـ)ن (أ)صل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف (أ)تى (ر)حبًا وطاب تأولا
إنما (عم علالا يعقلون)، لأنه بالخطاب فيها، وفي الأعراف عم جميع المخاطبين.
[فتح الوصيد: 2/874]
وبالياء، يرجع إلى مخصوصين.
و(في يوسف عم نيطلا)، أي نصيبًا، وأصله للدلو، ثم استعير للنصيب كما قال تعالى: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحبهم}، ونصبه على أنه مفعولٌ من أجله؛ أي عطاء، لأنه يستعمل في العطاء.
و(خطابًا)، أيضًا منصوب على التمييز.
(ويس من أصل)، لأن قبله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون}، فعم المخاطب وغيره، لأنه قال قبل ذلك: {ولو نشاء لمسخنهم على مكانتهم}، كما نكسناهم في الخلق ونقلناهم من أشياء إلى أضدادها، أفلا تعقلون !
هذا ومن قرأ بالياء رده إلى المذكورين). [فتح الوصيد: 2/875]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [635] وللدار حذف اللام الاخرى ابن عامرٍ = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
[كنز المعاني: 2/190]
ح: (للدار): مبتدأ، (حذف): بدل اشتمال، و(اللام): مفعوله أضيف إليه، (ابن عامر): خبر، أي: قراءة ابن عامر، (الآخرة): مبتدأ، (المرفوع): صفته (وكلا): خبر (بالخفض): متعلق به.
ص: يعني: حذف اللام الأخيرة ابن عامر من قوله تعالى: {ولدار الآخرة خيرٌ} [32] وجر {الآخرة} على إضافة {الدار} إليها، نحو: (مسجد الجامع)، أي: دار الساعة الآخرة، والباقون بلامين ورفع: {الآخرة} على الصفة.
[636] وعم علا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسفٍ عم نيطلا
ب: (النيطل): الدلو، استعير للصب.
ح: (لا يعقلون): فاعل (عم)، (علا): تمييز، (تحتها): عطف على محذوف، أي: هنا وتحتها فالفاء: للسورة، (خطابًا): حال من الفاعل، أي: مخاطبًا، فاعل (عم): ضمير (لا يعقلون)، (نيطلا): تمييز.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون، قد نعلم} هنا [32-33]، وفي الأعراف تحتها: {أفلا تعقلون، والذين يمسكون} [169 170] بالخطاب.
ونافع وابن عامر وعاصم بكماله في يوسف: {أفلا تعقلون، حتى
[كنز المعاني: 2/191]
إذا استيئس الرسل} [109 -110]، فيعم المخاطبين، والباقون في المواضع الثلاثة بالغيبة راجعًا إلى المذكورين قبله.
[637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (635- وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللامِ الُاخْرَى ابْنُ عَامِرٍ،.. وَالَاخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالخِفْضِ وُكِّلا
يعني: حذف ابن عامر لام التعريف، وأبقى لام الابتداء، وأضاف الدار إلى الآخرة على تقدير: ولدار الساعة الآخرة أو لدار الحياة الآخرة، وكتبت في مصاحف الشام بلام واحدة وقراءة الجماعة بالتعريف وجعل الآخرة صفة للدار.
636- وَ"عَمَّ عُـ"ـلًا لا يَعْقِلُونَ وَتَحْتَها،.. خِطابًا وَقُلْ فَي يُوسُفِ "عَمَّ نَـ"ـيْطَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/111]
علا: تمييز أو حال؛ أي: عم علاه أو عاليا وفاعل عم لا يعقلون، وخطابا أيضا حال؛ أي: مخاطبا وذا خطاب، ويجوز أن يكون خطابا تمييز على قولنا: إن علا حال ونيطلا أيضا تمييز؛ أي: نصيبا، وقال الشيخ: هو مفعول من أجله؛ أي: عطاء؛ لأنه يستعمل في العطاء وأصله للدلو ثم استعير للنصب كما قال تعالى: {ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ}.
والغيبة والخطاب في ذلك ظاهران، ولفظه في السور الثلاث: {أَفَلا تَعْقِلُونَ}، وبعده في الأنعام: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}.
وفي الأعراف وهي المراد بقوله: وتحتها؛ أي: تحت هذه السورة بعده: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}.
وبعده في يوسف: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}.
الخطاب في الثلاث لعم علا، وتابعهم أبو بكر في يوسف والذي في يس لابن ذكوان ونافع وذلك قوله:
637- وَيَاسِينَ "مِـ"ـنْ "أَ"صْلٍ وَلا يُكْذِبُونَكَ الْـ،.. ـخَفِيفُ "أَ"تى "رُ"حْبًا وَطَابَ تأَوُّلا
يعني: الذي بعده: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}، وبقي موضع آخر في القصص ذكره في سورته: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} الخطاب فيه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/112]
لغير أبي عمرو). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (635 - وللدّار حذف اللّام الاخرى ابن عامر = والآخرة المرفوع بالخفض وكّلا
قرأ ابن عامر: ولدار الآخرة خير للّذين يتّقون. بحذف اللام الثانية من وَلَلدَّارُ وخفض رفع التاء من الْآخِرَةُ، وقرأ غيره بإثبات اللام الثانية ورفع التاء من الْآخِرَةُ والدال في قراءة ابن عامر مخففة ويؤخذ تخفيفها من النص على أن اللام المحذوفة هي الأخرى وهي لام التعريف فتكون الباقية هي الأولى وهي لام الابتداء ولام الابتداء لا تدغم في الدال ولا في غيرها وأما في قراءة غير ابن عامر فالدال فيها مشددة وأخذ تشديدها من لفظه ومن بقاء لام التعريف التي إذا اجتمعت مع الدال أدغمت فيها.
636 - وعمّ علا لا يعقلون وتحتها = خطابا وقل في يوسف عمّ نيطلا
637 - وياسين من أصل .... .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع وابن عامر وحفص: أَفَلا تَعْقِلُونَ هنا الذي بعده قَدْ نَعْلَمُ. وأَفَلا تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ في السورة التي تحت هذه السورة وهي الأعراف بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهم بياء الغيب فيهما، وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم أَفَلا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ في يوسف بالخطاب، فتكون قراءة غيرهم بالغيب، وقرأ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ في سورة يس ابن ذكوان ونافع بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (104- .... .... .... يَعْقِلُوا وَتَحْـ = ـتُ خَاطِبْ كَيَاسِيْنَ الْقَصَصْ يُوْسُفٍ حَلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يعقلوا وتحت إلخ جميع ذلك ليعقوب، أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {أفلا تعقلون قد نعلم} [32، 33] هنا {أفلا تعقلون والذين يمسكون} [169 - 170] بالأعراف، وإليه أشار بقوله: وتحت و{أفلا يعقلون وما علمناه} [68 69] بياسين و{أفلا تعقلون أمن وعدناه} [60 - 61] بالقصص، و{أفلا تعقلون حتى إذا} [109 - 110] بيوسف بالخطاب في الجميع). [شرح الدرة المضيئة: 124]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (وَلَدَارُ)، بِلَامٍ وَاحِدَةٍ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ (الْآخِرَةِ) بِخَفْضِ التَّاءِ عَلَى الْإِضَافَةِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِلَامَيْنِ مَعَ تَشْدِيدِ الدَّالِ لِلْإِدْغَامِ وَبِالرَّفْعِ عَلَى النَّعْتِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَلَا خِلَافَ فِي حَرْفِ يُوسُفَ أَنَّهُ بِلَامٍ وَاحِدَةٍ لِاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ عَلَيْهِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَفَلَا تَعْقِلُونَ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ وَيس فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ، وَوَافَقَهُمُ أَبُو بَكْرٍ فِي يُوسُفَ، وَاخْتَلَفَ ابْنُ عَامِرٍ فِي يس، فَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الشَّذَائِيِّ، وَرَوَى الْأَخْفَشُ وَالصُّورِيُّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ زَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ الْخِطَابُ، وَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ،، وَالشَّذَائِيُّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ وَزَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ بِالْغَيْبِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {وللدار} [32] بلام واحدة وتخفيف الدال {الآخرة} [32] بالخفض، والباقون بلامين مع تشديد الدال للإدغام، ورفع {الآخرة} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {أفلا تعقلون} هنا [32]، والأعراف [169]، ويوسف [109]، ويس [68] بالخطاب، وافقهم ابن عامر وحفص هنا، والأعراف، ويوسف، ووافقهم أبو بكر في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس من روايتيه، فالأكثرون عن الداجوني عن هشام وعن الأخفش عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب، والباقون بالغيب في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (593- .... .... .... .... وخف = للدّار الآخرة خفض الرّفع كف
594 - لا يعقلون خاطبوا وتحت عم = عن ظفرٍ يوسف شعبة وهم
595 - يس كم خلفٍ مدا ظلٍّ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) يعني قرأ «والدار الآخرة» بتخفيف
الدال، وخفض الآخرة ابن عامر، والباقون بالتشديد ورفع الآخرة ولم يحتج إلى التعرض لحذف اللام لأن تخفيف الدال كاف في معرفة المعنى على اللفظ لا على الخط، إذ لا فائدة فيه غير التطويل.
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
يريد «أفلا تعقلون قد نعلم» هنا وتحت: أي تحت هذه السورة، يعني «أفلا تعقلون والذين يمسّكون» في الأعراف، قرأ الحرفين بالخطاب نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب والباقون بالنصب قوله: (يوسف الخ) يعني قوله تعالى: أفلا تعقلون حتى في آخر يوسف، قرأه بالخطاب شعبة والمذكورون قبل وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن عامر فدخل عاصم فيهم بكماله، والباقون بالغيب.
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لّ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
أي وقرأ حرف يس وهو قوله تعالى: أفلا تعقلون ومن نعمره بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن عامر، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَلدَّارُ الْآخِرَة" [الآية: 32] فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشامي وهي لام الابتداء. وتخفيف الدال و"الآخرة" بخفض التاء على الإضافة إما على حذف الموصوف أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة كمسجد الجامع أي: المكان الجامع، وإما للاكتفاء باختلاف لفظ الموصوف وصفته في جواز الإضافة، والباقون بلامين لام الابتداء ولام التعريف مع التشديد للإدغام، ورفع الآخرة على أنها صفة للدار، وخير خبرها وعليه بقية الرسوم، ولا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق الرسوم عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَفَلا تَعْقِلُون" [الآية: 32] هنا و[الأعراف الآية: 169] و[يوسف الآية: 109] و[يس الآية: 68] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات وافقهم هنا الحسن، وقرأ ابن عامر وحفص كذلك هنا والأعراف ويوسف، وقرأ أبو بكر كذلك في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس فالداجوني من أكثر طرقه عن هشام والأخفش كذلك عن ابن ذكوان بالخطاب، وقرأ الباقون بالغيب في الأربعة، وبه قرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه والصوري عن ابن ذكوان من طريق زيد في موضع يس خاصة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وللدار الآخرة} [32] قرأ الشامي بلام واحدة، وتخفيف الدال و{الآخرة} بخفض التاء، على الإضافة، كمسجد الجامع، والباقون بلامين، وتشديد الدال، ورفع {الآخرة} على النعت، وكل وافق مصحفه حذفًا وإثباتًا، ولهذا اتفقوا عل حرف يوسف أنه بلام واحدة، لاتفاق المصاحف عليه). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعقلون} قرأ نافع والشامي وحفص بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ}
- قراءة الجماعة (وللدار الآخرة) بتعريف (الدار) بأل، ورفع (الآخرة) نعتًا لها، وهو كذلك في مصاحف العراق.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس (ولدار الآخرة) بلام واحدة على الإضافة، وهي كذلك في المصحف الشامي، وهذه اللام هي لام الابتداء، والإضافة على حذف موصوف أي: ولدار الحياة الآخرة.
{الْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{تَعْقِلُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن ذكوان
[معجم القراءات: 2/415]
وسهل ويعقوب والحسن (تعقلون) بالتاء، وهو خطاب مواجهة لمن كان بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم من منكري البعث.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر بن عياش والأعشى وخلف والبرجمي وعباس والحلواني وهشام والشذائي والداجوني والصوري عن ابن ذكوان (يعقلون) بالياء، عودًا على ما قبلها؛ لأنها أسماء غائبة). [معجم القراءات: 2/416]

قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {ليحزنك الَّذِي يَقُولُونَ} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {إِنَّه ليحزنك} مَفْتُوحَة الْيَاء مَضْمُومَة الزاي
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {ليحزنك} بِالضَّمِّ). [السبعة في القراءات: 256 - 257]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا يكذبُونَك} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر {لَا يكذبُونَك} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ نَافِع والكسائي {لَا يكذبُونَك} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يكذبونك) خفيف، نافع، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يكذبونك} [33]: خفيف: نافع، وعلي، وأبو عبيد، والأعشى). [المنتهى: 2/676]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يكذبونك) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {لا يكذبونك} (33): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع والكسائيّ: (لا يكذبونك) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُكَذِّبُونَكَ) خفيف نافع غير
[الكامل في القراءات العشر: 539]
اختيار ورش، والكسائي، واختيار أبي بكر، والأعشى، وأبو السَّمَّال، وابْن سَعْدَانَ.
قال الرَّازِيّ: إلا النقار، الباقون مشدد وهو الاختيار؛ لأنهم عوتبوا على التكذيب مع علمهم بأنه لا يكذب). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {لَا يُكَذِّبُونَكَ} خفيف: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (637- .... .... .... وَلاَ يُكْذِبُونَكَ الْـ = ـخَفِيفُ أَتى رُحْباً وَطَابَ تأَوُّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ولا يكذبونك الخفيف أتی رحبًا): في (أتی)، ضميرٌ يعود إلى الخفيف. و(رحبا): مفعول، أو منصوب على الحال. وطاب تأوله الكسائي: العرب تقول: أكذبته، إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه.
قال: ويقولون: كذبته، إذا أخبرت أنه كاذب.
فهذه حجة للتخفيف.
والمعنى، أنهم يعتقدون صدق ما جئت به، ولكنهم يجحدون ذلك.
ومن حجة التثقيل، أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : «إنا لا نكذبك ولكنا نكذب الذي جئت به».
[فتح الوصيد: 2/875]
وروي أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل: أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحد؟ فقال: والله إنه لصادق، وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش ؟... فنزلت.
ويجوز أن يكون التخفيف من: أكذبه، إذا وجده كاذبًا. ويجوز أن يكون أكذبته بمعني كذبته، نسبته إلى الكذب كما قال:
وطائفة قد أكفرتني بحبكم.
أي: نسبتني إلى الكفر). [فتح الوصيد: 2/876]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ" فالتخفيف فيه والتشديد من باب واحد: أكذَبَ وكذَّبَ مثل: أنزل ونزل، وتأولا تمييز ورحبا حال من الضمير في أتي العائد على يكذبونك أو مفعول به؛ أي: صادف مكانا رحبا من صدور قرائه لقبولهم له، وتوجيههم لمعانيها إذ يحتمل أن يكون من أكذبته؛ أي: وجدته كاذبا وأكذبته أيضا إذا نسبته إلى الكذب كقول الكميت:
فطائفة قد أكفرتني بحبكم
أي نسبتني إلى الكفر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (637 - .... .... .... ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رحبا وطاب تأوّلا
....
وقرأ نافع والكسائي فإنهم لا يُكَذِّبُونَكَ بسكون الكاف وتخفيف الذال، وأخذ سكون الكاف من لفظه ومن ضرورة التخفيف، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال فتشديد الذال أخذ من الضد، وأما فتح الكاف فأخذ من الاجتماع ومن ضرورة التشديد مع ملاحظة قواعد اللغة العربية، (والنيطل) الدلو، (والرحب) الواسع، و(تأولا) منصوب على التمييز؛ أي تفسيرا). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (105- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَيُكْذِبُ أُصِّلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يكذب أصلا أي قرأ مرموز (ألف) أصلا وهو أبو جعفر{لا يكذبونك} [33] بتشديد الذال كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُكَذِّبُونَكَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/257]
بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ يَحْزُنْكَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {لا يكذبونك} [33] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليحزنك} [33] تقدم لنافع في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (595- .... .... .... .... وخف = يكذّب اتل رم .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: وخف، يعني وخفف الذال من قوله: «فإنهم لا يكذبونك» نافع والكسائي، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ليحزنك [الأنعام: 33] لنافع، وينزل آية [الأنعام: 37] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ليحزنك" [الآية: 33] بضم الياء وكسر الزاي من أحزن الرباعي نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يُكَذِّبُونَك" [الآية: 33] فنافع والكسائي بالتخفيف من أكذب والباقون بالتشديد من كذب، قيل هما بمعنى كنزل وأنزل وقيل بالتشديد نسبة الكذب إليه، والتخفيف نسبة الكذب إلى ما جاء به، روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا لصادق، وإنما نكذب ما جئتنا به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليحزنك} [33] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يكذبونك} [33] قرأ نافع وعلي بإسكان الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف، وتشديد الذال، واتفقوا على ضم الياء). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
{إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}
- قرأ الأعمش: (أنه يحزنك) بفتح الهمزة وبغير لام.
- وقراءة الجماعة: (إنه ليحزنك) بكسر الهمزة واللام.
{لَيَحْزُنُكَ}
- تقدمت قراءة نافع (ليحزنك) بضم الياء رباعيًا من (أحزن).
- وقراءة الجماعة (ليحزنك) بفتح الياء ثلاثيًا من (حزن)، وهي عند النحاس أفصح اللغتين.
[معجم القراءات: 2/416]
انظر الآية/176 من سورة آل عمران.
- وذكر ابن عطية قراءة أبي رجاء (ليحزنك) بكسر اللام والزاي، وجزم النون.
{فَإِنَّهُمْ}
- ذكر ابن خالويه أن الأخفش حكى أن بعض بني أسد يقولون (فإنهم) بكسر الفاء.
- وذكر ابن عصفور أنه إمالة للفاء للكسرة بعدها.
{لَا يُكَذِّبُونَكَ}
- قرأ نافع والكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وجعفر الصادق وعلي وزيد بن علي والأعمش، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (لا يكذبونك) بالتخفيف من (أكذب).
واختار هذه القراءة أبو عبيد، ورجحها الزجاج، ولا ترجيح بين المتواترتين.
- وقرأ زيد بن علي (لا يكذبونك) بفتح الياء والتخفيف من (كذب)، أي: لا يجحدونك.
[معجم القراءات: 2/417]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم وابن عباس وأبو جعفر ويعقوب (لا يكذبونك) مثقلًا من (كذب).
قال الزجاج:
(ومعنى: كذبته قلت له: كذبت، ومعنى: أكذبته ادعيت أن ما أتى به كذب ...).
والقراءتان عند الطبري في القوة سواء.
{بِآَيَاتِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/418]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "آتاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا كل ما وقع من هذا اللفظ بقصر الهمزة بمعنى المجئ نحو: أتاكم أتاها أتى أتاك فأتاهم أتانا الجملة سبع كلمات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال جاء حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام على من "نبائ" بإبدال الهمزة ألفا لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح وبإبدالها ياء ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف وصوب في النشر أن الياء صورة الهمزة، وبياء مكسورة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله وتجوز الإشارة بالروم وبالتسهيل بين بين فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
{رُسُلٌ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون ثانية حيث جاء.
{وَأُوذُوا}
- قراءة الجماعة (وأوذوا) مبنيًا للمفعول من (آذى) الرباعي.
- وروي عن ابن عامر أنه قرأ (وأذوا) بغير واو بعد الهمزة، وهو من (أذيت فلانًا) الثلاثي.
{أَتَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{وَلَا مُبَدِّلَ}
- قراءة الجماعة (ولا مبدل) بشد الدال من (بدل) المضعف.
[معجم القراءات: 2/418]
- وروي عن بعض النحويين أنه قرأ (ولا مبدل) بتخفيف الدال، وهو من (أبدل).
{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{وَلَقَدْ جَاءَكَ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- والباقون على إظهار الدال.
{جَاءَكَ}
- تقدمت الإمالة فيه. وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
- وحمزة في الوقف يسهل الهمزة مع المد والقصر، وتقدم هذا أيضًا.
{مِنْ نَبَإِ}
- رسمت الهمزة فيه على ياء، وفيه لحمزة وهشام في الوقف عليه ما يلي:
1- إبدال الهمزة ألفًا؛ لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح.
2- بإبدال الهمزة ياءً ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف.
3- وبإبدال الهمزة ياءً ساكنة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد هذا الوجه مع ما قبله.
4- وتجوز الإشارة بالروم.
5- ويجوز تسهيلها بين بين مع الروم). [معجم القراءات: 2/419]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:24 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (35) إلى الآية (37) ]

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم للأزرق تفخيم راء "إعراضهم" من أجل حرف الاستعلاء بعد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إعراضهم} [35] يفخمه ورش، لحرف الاستعلاء الذي بعده). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الجاهلين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الحزب الثالث عشر، باتفاق). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
{إِعْرَاضُهُمْ}
- تقدم في سورة النساء الآية/128 أن الأزرق وورش قرأا بتفخيم الراء كغيرها من أجل حرف الاستعلاء.
{نَفَقًا}
- قراءة الجماعة (نفقًا).
- وقرأ نبيح الغنوي (نافقًا).
{فَتَأْتِيَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر (فتاتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/20 من سورة البقرة، وهي قراءة حمزة والكسائي وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني.
- ووقف حمزة وهشام بالبدل مع المد والقصر والتوسط.
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/420]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ يعقوب "يرجعون" [الآية: 36] بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل، وكذا أبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
{ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}
- قرأ ابن كثير (ثم إليهي..) بوصل الهاء بياء في الوصل.
{يُرْجَعُونَ}
- قراءة الجماعة (يرجعون) بضم الياء وفتح الجيم مبنيًا للمفعول.
- وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (يرجعون) بفتح الياء، مبنيًا للفاعل، وهي الرواية عن يعقوب في جميع القرآن). [معجم القراءات: 2/421]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ (يُنْزِلَ آيَةً) مُخَفَّفًا). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أن ينزل} [37] ذكر لابن كثير في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ليحزنك [الأنعام: 33] لنافع، وينزل آية [الأنعام: 37] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وخفف "أن ينزل" [الآية: 37] ابن كثير وحده وافقه ابن محيصن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إنما يستجيب الذين يسمعون}
{ينزل} [37] قرأ المكي بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي، وخالف البصري فيه أصله). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
{مِنْ رَبِّهِ}
- تقدم إدغام النون في الراء في الآية/5 من سورة البقرة.
{قَادِرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{يُنَزِّلَ}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن (ينزل) خفيفة من (أنزل).
- وقراءة الجماعة على التثقيل (ينزل)، من (نزل) المضعف.
[معجم القراءات: 2/421]
قال الزجاج: (.. وعلى هذا قراءة أبي عمرو: (قل إن الله قادر على أن ينزل) بالتشديد هنا مع تخفيفه في سائر التنزيل؛ ليطابق قوله: (لولا نزل عليه آية من ربه).
قلت: قرأ أبو عمرو بالتشديد في الآية/21 من سورة الحجر أيضًا. وخفت ما عدا هاتين الآيتين). [معجم القراءات: 2/422]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:26 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا طَائِرٍ) بالرفع ابن أبي عبلة، الباقون بالجر وهو الاختيار معطوف على (دَابَّةٍ)، (فَتَحْنَا)، وفي الأعراف والأنبياء والقمر مشدد، دمشقي، وأبو جعفر طريق الفضل، وابْن مِقْسَمٍ، والنحاس في قول أبي الحسين وافق ابن عتبة، والْبَلْخِيّ ها هنا، وابن أنس، وافق بصري غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وعمري، وهاشمي في القمر، أما في الزمر والنساء مخفف كوفي غير أبي الحسين عن أبي بكر وأبي عبيد، والمفضل قال الرَّازِيّ: في القمر رُوَيْس وهو غلط؛ إذ المفرد بخلافه، والاختيار تشديد الباب على التكثير، الباقون على أصولهم). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
{وَلَا طَائِرٍ}
- قراءة الجماعة (ولا طائرٍ) بالجر عطف على اللفظ في قوله: (دابةٍ).
- وقرأ ابن أبي عبلة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق (ولا طائر) بالرفع، عطف على موضع (دابةٍ)؛ إذ الأصل فيه: وما دابة..
- وقرأ الأعرج وابن عباس (ولا طيرٍ) بغير ألف وهمز، وتخريج هذه القراءة كالمتقدم في قراءة الجماعة.
{يَطِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا}
- قراءة ابن كثير في الوصل (بجناحيهي إلا) بوصل الهاء بياء.
{مَا فَرَّطْنَا}
- قراءة الجمهور (ما فرطنا) بالتثقيل.
- وقرأ الأعرج وعلقمة (ما فرطنا) بتخفيف الراء، والمعنى في
[معجم القراءات: 2/422]
القراءتين واحد.
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/423]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن يشأ يجعله} [39] هذا من المستثنى للسوسي، فلا إبدال له فيه، وكذا الذي قبله لو وقف عليه فلا يبدله). [غيث النفع: 573]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} لا يخفى). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}
{مَنْ يَشَأِ اللَّهُ}
1- في حالة الوصل: لا إبدال في الهمزة لأحد من القراء في حال الوصل، لتحرك الهمزة بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
2- في حالة الوقف: يبدل الهمزة ألفًا حمزة وأبو جعفر والأصبهاني.
- قراءة الجمهور بلامين (يضلله).
- وقرئ (يضله) بلام مشددة مفتوحة، وهي لغة جيدة.
{وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ}
- قرأ أبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين، وهي رواية أوقية عن اليزيدي عن أبي عمرو.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال ابن مهران الأصبهاني:
(وأبو عمرو يترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم نحو: ... من يشأ ... وأشباه ذلك، فإنه لا يترك الهمزة فيها، كذلك قرأنا في جميع الروايات عنه، أعني بالهمزة في هذه الحروف، إلا في رواية أوقية عن اليزيدي، فإنا قرأنا: ... من يشا، بترك الهمز فيها، وإن كان سكونها علامة للجزم).
[معجم القراءات: 2/423]
{صِرَاطٍ}
- تقدم الحديث عن القراءات فيه مفصلًا في سورة الفاتحة.
وكرر صاحب الإتحاف الحديث فيه هنا فقال:
- بالسين (سراط) قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس.
- وبالإشمام خلف عن حمزة.
وهو حديث مختصر لا يغنيك عما سبق بيانه). [معجم القراءات: 2/424]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه وَإِثْبَات الْألف من غير همز من قَوْله {أَرَأَيْتكُم} 40 و{أَرَأَيْتُم} 46 و{أَرَأَيْت} الْكَهْف 63 وفي كل الْقُرْآن
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة (أرءيتكم) و(أرءيتم) و(أرءيت) في كل الْقُرْآن بِالْهَمْز
وَقَرَأَ نَافِع (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) من غير همز وَالْألف على مِقْدَار ذوق الْهَمْز
وَقَرَأَ الكسائي (أريتكم) و(أريتم) و(أريت) بِغَيْر همز وَلَا ألف). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أرايتكم} (40)، و: {أرايتم} (46)، و: {أرايت} (الماعون: 1)، و: {أفرايت} (مريم: 77): يسهل الهمزة التي بعد الراء.
والكسائي: يسقطها أصلاً.
والباقون: يحققونها.
وحمزة: إذا وقف وافق نافعًا، في الأربعة). [التيسير في القراءات السبع: 275] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) وأفرأيت) وشبهه إذا كان قبل الرّاء همزة بتسهيل الهمزة الّتي بعد الرّاء. والكسائيّ يسقطها أصلا والباقون
[تحبير التيسير: 354]
يحققونها، وحمزة إذا وقف وافق نافعًا). [تحبير التيسير: 355] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {أَرَأَيْتَ} ونحوه، مليّنة الهمزة: نافع.
وافقه في الوقف حمزة. بحذفها: الكسائي). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (638 - أَرَيْتَ فِي الاِسْتِفْهَامِ لاَ عَيْنَ رَاجِعٌ = وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([638] أريت في الاستفهام لاعين (ر)اجعٌ = وعن (نافعٍ) سهل وكم مبدل (جـ)لا
أصل هذه الكلمة: (رأی)، اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام؛ فالراء فاء الفعل، والهمزة عين الفعل، فأسقط الكسائي عين الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل، فنبي الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل، فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي.
فهذا معنى قوله: (لا عين راجعٌ).
قال الفراء: «للعرب في أرأيت معنيان:
[فتح الوصيد: 2/876]
يقولون: أرأيت زيدًا بعينك، فهذا مهموزٌ لا غير.
ويقولون: أريتك، بمعنى: أخبرني، فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين».
وأنشد الكسائي لأبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبلة = أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقد جاء: أريت إن جئت به أملودا
وسهلها نافع بين بين، وجاز ذلك وإن كان بعدها ساكن، لأن المسهلة بمنزلة المحققة، غير أن من أهل الأداء من مشيخة المصريين من شبع مدها لورش لأنها بمنزلة الساكن؛ إذ لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ به، وقد سكن ما بعدها فتمد للساكنين. ومنهم من لا يشبع المد؛ إلا بمقدار التسهيل.
وأبدلها بعض مشيخة المصريين لورش ألفًا خالصة، كما فعل في {ءانذرتهم} و{ءامنتم}، وطول مدها جدا للساكنين، وهو ضعيف عند النحويين.
قال الأذفوي: «وهذا عند أهل اللغة غلطٌ عليه، لأن الياء ساكنة والألف ساكنة فلا يلتقي ساكنان».
قلت: وقد روي أبو عبيد القاسم رحمه الله أن أبا جعفر ونافعًا وغيرهما من أهل المدينة، يسقطون الهمزة، غير أن أنهم يدعون لها الألف خلفًا. وهذا يشهد للبدل، وهو مسموع من العرب؛ حكاه قطرب وغيره.
والباقون على الأصل). [فتح الوصيد: 2/877] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [638] أريت في الاستفهام لا عين راجعٌ = وعن نافع سهل وكم مبدلٍ جلا
ح: (أريت): مبتدأ، (في الاستفهام): حال، (لا عين راجعٌ): جملة
[كنز المعاني: 2/192]
خبر المبتدأ، أي: لا عين فيه راجعٌ، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدل): تمييزها، (جلا): خبر المبتدأ.
ص: يعني: قرأ الكسائي: (أريت) و(قل أريتكم) [40، 47] استفهامًا حيث جاء بحذف عين الفعل- أي: الهمز تخفيفًا لاجتماع همزة الاستفهام معه.
ونقل عن نافع تسهيله بين بين على قياس تخفيف الهمز، وأبدل جماعة من مشيخة المصريين لورش ألفًا، كالخلاف الذي في: {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [كنز المعاني: 2/193] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (638- أَرَيْتَ فِي الِاسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ "رَ"اجِعٌ،.. وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلا
يعني: إذا جاء لفظ رأيت أو رأيتم بعد همزة الاستفهام فالكسائي وحده يسقط عين الكلمة وهي الهمزة؛ لأنها عين الفعل تخفيفا لاجتماعها مع همزة الاستفهام وهي لغة للعرب مشهورة كقوله:
أرَيت امرءا كنت لم أبله،.. أتاني فقال اتخذني خليلا
وقد أجمع على إسقاطها في المضارع نحو "يرى" مع الاستفهام وغيره فلم ترجع في الماضي في هذا الموضع وهو الاستفهام فقوله: راجع صفة لعين؛ أي: باعتبار الموضع، ويحوز نصبه على هذا نحو: لا رجل ظريفًا فيها ولا رجل ظريفٌ فيها كلاهما لغة، وخبر لا محذوف؛ أي: راجع فيه ولو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
جعلت راجع خبر لا لم يبق عائد إلى المبتدأ الذي هو رأيت فهذا كقولك: زيد لا غلام ظيف له أو في الدار، ويجوز أن يكون راجع خبر المبتدأ ولا عين على تقدير لا عين فيه جملة حالية،؛ أي: رأيت محذوف العين راجع في المعنى إلى الثابت العين؛ لأنهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوجه أولى؛ ليكون قد رمز بعد كمال التقييد، وعلى الوجه الأول يلزم أن يكون راجع من جملة التقييد وهو رمز، وليس ذلك من عادته، ولأن هذا الباب لو فتح للزم أن تكون كلمات التقييد رمزا وإلا فجعل البعض رمزا دون بعض فيه إلباس، وقد سبق التنبيه على أن لفظ فيه في قوله: وكسر لما فيه ملبس وأنه لو قال: فضم سكونا فيه لكان فيه محتملا للتقييد وهو رمز، وأما قوله: وفي ونكون انصبه فلو لم يكن ظاهرا كل الظهور أن لفظ النصب لا يأتي إلا بيانا للقراءة وتقييدا لها، وإلا لأوهم أنه رمز نافع، ولم تكن له حاجة بذلك البيان فإن الكلمة التي قبلها مثلها في القراءة، فكانت الثانية داخلة في قيدها وهذه عادته كقوله فيما يأتي:
إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا .................
ولم يحتج أن يعيد لفظ شدد، وكذا:
وإن بفتح عم نصر أو بعدكم ... نما ................
وكذا: وينذر صندلا، ولم يحتج أن يقول بالغيب، وقال بعضهم تقدير البيت: اذكر رأيت كائنا في الاستفهام ثم قال: وعن نافع سهِّل؛ أي: جعل الهمزة التي أسقطها الكسائي بين بين على قياس تخفيف الهمز وأبدلها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/114]
جماعة من مشايخ مشيخة المصريين لورش ألفا وهذا على ما تقدم له من الخلاف في "أنذرتهم" "وأنتم" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (638 - أريت في الاستفهام لا عين راجع = وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 256]
(رأى) فعل ماض على زنة فعل بفتح الفاء والعين واللام، فالراء فاء الفعل والهمزة عينه والألف لامه، وقد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رأيت. أو المخاطبين نحو:
رأيتم. وقد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل وهي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام وتاء المخاطب نحو: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ* سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ، أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ*. وسواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ وقرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين. وروى كثير من النقلة وأهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين، فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد وهو التسهيل بين بين ويكون لورش فيها وجهان: الأول كقالون، والثاني:
إبدالها ألفا مع إشباع المد فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة وتحقيقها نحو: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا، وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). [الوافي في شرح الشاطبية: 257] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتكم} [40]، و{أرءيتم} [46] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتكم" [الآية: 40] وبابه وهو رأى الماضي المسبوق بهمزة الاستفهام المتصل بتاء الخطاب بتسهيل الهمزة الثانية بين بين قالون وورش من طريقيه، وأبو جعفر ولورش من طريق الأزرق وجه آخر، وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وتقدم أن الجمهور عنه على الأول كالأصبهاني، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية في ذلك كله وهي لغة فاشية، والباقون بإثباتها محققة على الأصل، ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
{أَرَأَيْتَكُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة (أرأيتكم) بتحقيق الهمز في الحالين.
- وقرأ بتسهيل الهمزة بين بين نافع وقالون وورش وأبو جعفر.
- وروى عن نافع إبدال الهمزة ألفًا محضة، وهي قراءة ورش من طريق الأزرق (أرايتكم)، ويطول مدها لسكونها وسكون
[معجم القراءات: 2/424]
ما بعدها، وجعلها بين بين أقيس في العربية.
قال أبو حيان:
(وهذا البدل ضعيف عند النحويين، إلا أنه قد سمع من كلام العرب، حكاه قطرب وغيره).
- وقرأ الكسائي بترك الهمز (أرتكم) في كل القرآن، وبه قرأ عيسى بن عمر، وهذا عند الرازي مذهب حسن.
قال أبو حيان:
(وقد جاء ذلك في كلام العرب، بل قد زعم الفراء، أنها لغة أكثر العرب).
وذكر الأزهري في تهذيبه أنها لغة العرب عامة ما عدا أهل الحجاز.
وذهب النحاس إلى ان هذا بعيد في العربية، وإنما يجوز في الشعر.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
قال الداني:
(وحمزة إذا وقف وافق نافعًا).
{أَتَاكُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه الآية/34 من هذه السورة.
{أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ}
- قراءة الجماعة (أتتكم الساعة) بالرفع.
- وقرئ (أتتكم الساعة) بالنصب.
- والتقدير: أتتكم العقوبة الساعة.
[معجم القراءات: 2/425]
{أَغَيْرَ اللَّهِ}
- تقدم ترقيق الراء للأزرق وورش في الآية/14). [معجم القراءات: 2/426]

قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
{إِيَّاهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (إياهو..).
- وقراءة غيره بهاء مضمومة (إياه).
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (إليهي..).
- وقراءة غيره بهاء مكسورة (إليه).
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/35 من هذه السورة، والآية/20 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/426]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:28 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} [42] و{بأسنا} [43] إبدالهما للسوسي مما لا يخفى). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}
{بِالْبَأْسَاءِ}
- قرأ أبو جعفر والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (بالباساء).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا في الآية/177 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/426]

قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}
{إِذْ جَاءَهُمْ}
- أدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام.
- وبالإظهار قرأ باقي القراء.
[معجم القراءات: 2/426]
{جَاءَهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
- وحمزة يسهل الهمزة في الوقف مع المد والقصر.
{بَأْسُنَا}
- تقدم حكم الهمزة في الآية/43 في قوله: (بالبأساء).
{وَزَيَّنَ لَهُمُ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 2/427]

قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {فتحنا عَلَيْهِم} 44
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {فتحنا عَلَيْهِم} مُشَدّدَة وَقرأَهَا الْبَاقُونَ مُخَفّفَة). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فتحنا) مشدد كل القرآن يزيد، إلا مع (باب) شامي، وافق يعقوب وسهل في القمر). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتحنا} بعده {أبواب} [44، القمر: 11]، و{بركات} [الأعراف: 96]: مشدد: دمشقي إلا الأخفش طريق البلخي، وابن عتبة، ويزيد طريق الفضل.
وافق بصري غير أبوي عمرو في القمر [11]، وابن عتبة، والبلخي
[المنتهى: 2/676]
إلا هنا. فأما إذا كان بابًا واحدًا، فهو بالتخفيف). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (فتحنا) هنا وفي الأعراف (لفتحنا) وفي الأنبياء (فتحت) وفي القمر (ففتحنا) بالتشديد في الأربعة، وقرأهن الباقون بالتخفيف، ولم يختلف في تخفيف ما جاء بعده اسم مفرد نحو (ولو فتحنا عليهم بابًا) ). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {فتحنا عليهم} (44)، هنا، وفي الأعراف (96)، والقمر (111)، و: {فتحت} في الأنبياء (96): بتشديد التاء، في الأربعة.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر ورويس (فتحنا عليهم) هنا وفي الأعراف والقمر (وفتحت) في الأنبياء بتشديد التّاء في الأربعة، وافقهم روح في القمر والأنبياء والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 355]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَغَتَةً)، و(جَهَرَةً) بالفتح ابْن مِقْسَمٍ وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر والعراقي عن قُتَيْبَة عن الكسائي، وخارجة، وحسن عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الغين والهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل). [الكامل في القراءات العشر: 540] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([44]- {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} هنا، وفي [الأعراف: 96]، [والقمر: 11]، و{فُتِحَتْ} في [الأنبياء: 96] بالتشديد: ابن عامر). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (639 - إِذَا فُتِحَتْ شَدِّدْ لِشَامٍ وَههُنَا = فَتَحْناَ وَفِي الأَعْرَافِ وَاقْتَرَبَتْ كَلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([639] إذا فتحت شدد لـ(شامٍ) وههنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
التخفيف والتشديد لغتان. وفي التشديد معنى التكرير.
و(إذا فتحت)، يريد يأجوج ومأجوج.
و{فتحنا} في ثلاثة مواضع: هنا وفي الأعراف: {لفتحنا}، وفي القمر: {ففتحنا}.
ومعنى كلأ: حفظ). [فتح الوصيد: 2/878]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [639] إذا فتحت شدد لشام وههنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
[كنز المعاني: 2/193]
ب: (الكلاءة): الحفظ.
ح: (إذا فتحت): مفعول (شدد)، (لشام): حال، و(ههنا فتحنا): عطف، وكذلك (في الأعراف)، و(اقتربت كلا): جملة مستأنفة، والضمير، للشامي.
ص: يعني: شدد التاء من قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96] لابن عامر، وكذلك من: {فتحنا عليهم أبواب كل شيء} ههنا [44]، {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا} في الأعراف [96]، و{ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمرٍ} في اقتربت [القمر: 11]، والباقون بالتخفيف.
ومعنى (كلا): حفظ القارئ هذه القراءة، فنقل إلينا). [كنز المعاني: 2/194]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (639- إِذَا فُتِحَتْ شَدِّدْ لِشَامٍ وَههُنَا،.. فَتَحْنا وَفِي الأَعْرَافِ وَاقْتَرَبَتْ كَلا
يعني: {إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}، {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ}، {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ}.
والتخفيف والتشديد في كل ذلك لغتان ومن عادته أن يجمع النظائر مقدما لما في سورته مهما أمكن، وهنا لم يمكنه فقدم الذي في الأنبياء، ثم رجع إلى ما في سورة الأنعام وغيرها ومعنى كلا حفظ وهو مهموز كما قال تعالى: "قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ"، ولكن وقف عليه، فأبدل من الهمزة ألفا؛ لسكونها والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (639 - إذا فتحت شدّد لشام وهاهنا = فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
قرأ الشامي وهو ابن عامر بتشديد التاء في: حتّى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج في الأنبياء، ففتّحنا عليهم أبواب كلّ شيء في هذه السورة، لفتّحنا عليهم بركات في الأعراف، ففتّحنا أبواب السّماء بالقمر. فتكون قراءة الباقين بتخفيف التاء في المواضع الأربعة. واتفق القراء على تخفيف التاء في: حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً في سورة المؤمنين. و(كلا) فعل ماض بمعنى حفظ، وخففت همزته للضرورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 257]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (105 - فَتَحْنَا وَتَحْتُ اشْدُدْ أَلاَ طِبْ وَالانْبِيَا = مَعَ اقْتَرَبَتْ حُزْ إِذْ .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - فتحنا وتحت اشدد (أ ) لا ( طـ )ـب والانبيا = مع اقتربت ( حـ )ـز ( إ ) ذ ويكذب ( أ )صلا
ش - يعني قرأ مرموز (ألف) ألا وروى مرموز (طا) طب وهما أبو جعفر ورويس {فتحنا عليهم أبواب} [44] هنا، و{لفتحنا عليهم بركات} [96] في الأعراف بتشديد التاء، ثم قال: والأنبيا مع اقتربت حز إذ أي: قرأ مرموز (حا) حز (وألف) إذ وهما يعقوب وأبو جعفر {إذا فتحت يأجوج} [96] في الأنبياء، و{فتحنا أبواب السماء} [12] في القمر بتشديد التاء فيهما، فتلخص من ذلك أن أبا جعفر ورويس بالتشديد في الأربعة، ووافقهما روح في الأخيرين، وخفف خلف في الجميع ووافقه روح في
[شرح الدرة المضيئة: 124]
الأولين). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَحْنَا هُنَا وَالْأَعْرَافِ وَالْقَمَرِ وَفُتِحَتْ فِي الْأَنْبِيَاءِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ وَرْدَانَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَافَقَهُمَا ابْنُ جَمَّازٍ وَرَوْحٌ فِي الْقَمَرِ وَالْأَنْبِيَاءِ، وَوَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي الثَّلَاثَةِ الْبَاقِيَةِ، فَرَوَى النَّخَّاسُ عَنْهُ تَشْدِيدَهَا، وَرَوَى أَبُو الطَّيِّبِ التَّخْفِيفَ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ هُنَا وَالْأَعْرَافِ، فَرَوَى الْأَشْنَائِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ تَشْدِيدَهُمَا، وَكَذَا رَوَى ابْنُ حَبِيبٍ عَنْ قُتَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْهُ، وَرَوَى الْبَاقُونَ عَنْهُ التَّخْفِيفَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ التَّخْفِيفَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا فِي الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّ بَابًا فِيهَا مُفْرَدٌ وَالتَّشْدِيدُ يَقْتَضِي التَّكْثِيرَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعيسى بن وردان {فتحنا} هنا [44]، وفي الأعراف [96] والقمر [11]، و{فتحت} في الأنبياء [96] بالتشديد، وافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء، ووافقهم رويس في الأنبياء، واختلف عنه في الثلاثة الأخر، فروى النخاس وغيره التشديد، وروى أبو الطيب التخفيف، واختلف عن ابن جماز هنا والأعراف، فروى ابن سوار وغيره التشديد، والباقون بالتخفيف في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (595- .... .... .... .... .... = .... .... فتحنا اشدد كلف
[طيبة النشر: 72]
596 - خذه كالاعراف وخلفًا ذق غدا = واقتربت كم ثق غلا الخلف شدا
597 - وفتّحت يأجوج كم ثوى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (فتحنا) أي قوله تعالى: فتّحنا عليهم أبواب كل شيء بتشديد التاء ابن عامر وعيسى بن وردان، واختلف فيه عن ابن جماز ورويس كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالتخفيف.
(خ) ذه كالاعراف وخلفا (ذ) ق (غ) دا = واقتربت (ك) م (ث) ق (غ) لا الخلف (ش) دا
يعني أن اختلافهم هنا في الحرف الذي في الأعراف وهو قوله تعالى:
لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن اختلف فيها عن ابن جماز ورويس قوله: (واقتربت) أي وشدد حرف اقتربت وهو قوله تعالى: ففتّحنا أبواب السماء ابن عامر وأبو جعفر ورويس بخلاف عنه وروح.
وفتّحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضم = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
معطوف أيضا على التشديد: أي وشدد التاء من قوله تعالى: حتى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتخفيف في المواضع الأربعة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(خ) ذه كالاعراف وخلفا (ذ) ق (غ) دا = واقتربت (ك) م (ث) ق (غ) لا الخلف (ش) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف «كلف» [آخر] الأول وخاء (خذه) ابن وردان فتّحنا عليهم أبواب هنا [الآية: 44] [و] لفتّحنا عليهم بركات بالأعراف [الآية: 96] بتشديد التاء فيهما [واختلف فيهما] عن ذي ذال (ذق) ابن جماز.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/298]
فروى الأشناني عن الهاشمي عنه تشديدهما.
وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه.
وروى الباقون عنه التخفيف، وبه قرأ الباقون فيهما.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وثاء (ثق) أبو جعفر، وشين (شذا) روح ففتّحنا أبواب السماء بالقمر [الآية: 11] بالتشديد.
واختلف (في الثلاثة) عن ذي غين (غلا) رويس:
فروى عنه النحاس تشديدهما، وروى أبو الطيب التخفيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وفتحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضمّ = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
ش: أي: وكذلك شدد ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر، ويعقوب إذا فتّحت يأجوج بالأنبياء [الآية: 96]، بالكهف [الآية: 94] وخففها الباقون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر يدعون ربهم بالغدوة والعشى هنا [الآية: 52] والكهف [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وفتح الواو، والباقون بفتح الغين والدال، وألف بعدهما، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
وجه التشديد: التكثير؛ لأنه متعد بنفسه.
ومن ثم اتفقوا على تخفيف فتحنا عليهم بابا [الحجر: 14].
ووجه التخفيف: الأصل، وهو المختار، والتكثير معلوم من السياق.
ووجه الفرق: الجمع.
ووجه ابن عامر: أن «غدوة» علق علما لوقت ما قبل الضحى؛ فلا ينصرف؛ للعلمية، والتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]
قال الفراء: سمعت أبا الجراح يقول في يوم بارد: «ما رأيت غدوة» ممنوعا.
وقال سيبويه: زعم الخليل أن بعضهم يصرفه.
ووجه غيره: أن (غداة) اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها اللام المعرفة الجنسية، وهو المختار؛ لجريه على القياس السالم عن التأويل، ولا يناقض رسمها بالواو؛ لأنه منته لا حاضر كالصلاة، [كما قررنا فهي لغيره كالصلاة للجماعة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فتحنا" [الآية: 44] هنا و[الأعراف الآية: 96] و[القمر الآية: 11] "فتحت" [بالأنبياء الآية: 96]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
فابن عامر وابن وردان بتشديد التاء في الأربعة للتكثير ووافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء، ورويس في الأنبياء فقط، واختلف عنه في الثلاثة الباقية فروى النخاس عنه تشديدها، وروى أبو الطيب التخفيف، واختلف عن ابن جماز هنا والأعراف، فروى الأشناني عن الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما، وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه وروى عنه الباقون التخفيف، وبه قرأ الباقون في الأربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتحنا} [44] قرأ الشامي بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}
{ذُكِّرُوا}
- رقق الراء الأزرق وورش، وعنهما التفخيم.
- والباقون بتفخيمها.
{فَتَحْنَا}
- قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس بخلاف عنه وابن وردان وابن جماز بخلاف عنه، وورش (فتحنا) بالتشديد، وهو للتكثير.
- وقرأ الباقون بالتخفيف (فتحنا).
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ يعقوب وحمزة (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (عليهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه وحكم الهمزة في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/427]
{بَغْتَةً}
- تقدمت قراءة الحسن (بغتة) في الآية/31). [معجم القراءات: 2/428]

قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ) على تسمية الفاعل وهو الاختيار لقراءة أبي عمير، الباقون على ما لم يسم فاعله، (بِهِ انْظُرْ) بضم الهاء الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، والْمُسَيَّبِيّ في روايته، وكردم عن نافع وهبة عن الْأَصْفَهَانِيّ، الباقون بكسر الهاء، وهو الاختيار للباء التي قبلها). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ}
- قرأ عكرمة (فقطع دابر القوم..) بفتح القاف والطاء، أي قطع الله دابر القوم، وهو التفات لأنه خروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب.
- وقراءة الجماعة (فقطع دابر القوم) الفعل مبني للمفعول، ودابر: بالرفع.
{دَابِرُ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{ظَلَمُوا}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ}
- تقدمت القراءات مفصلة فيه في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 2/428]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:29 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (46) إلى الآية (49) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {يأتيكم بِهِ انْظُر} 46
كلهم قَرَأَ {بِهِ انْظُر} بِكَسْر الْهَاء إِلَّا أَن ابْن الْمسَيبِي روى عَن أَبِيه عَن نَافِع {بِهِ انْظُر} بِرَفْع الْهَاء
وَلم يروه عَن نَافِع إِلَّا هُوَ وَأَبُو قُرَّة). [السبعة في القراءات: 257 - 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أرأيتم) ونحوه، مليئة الهمزة، مدني، بتركه أصلا الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرأيتم} [46]، ونحوه: ملينة الهمزة: مدني، يتركها: علي). [المنتهى: 2/676]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({به انظر} [[46: بضم الهاء إسحاق طريق ابنه، وورش طريق الأسدي). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (أرءيت) و(أرءيتكم) و(أرءيتم) إذا كان في أوله همزة بتخفيف الهمزة الثانية، يجعلها بين الهمزة المتحركة والألف، وقيل: روي عن ورش أنه يبدلها ألفًا، وهو أخرى في الرواية لأن النقل والمشافهة إنما هو بالمد عنه، وتمكين المد إنما يكون مع البدل، وجعلها بين بين أقيس على أصول العربية إلا أن المد ليس يكون مشبعًا كالبدل، وقرأ الكسائي في هذا الباب بحذف الهمزة الثانية، وقرأ الباقون بالتحقيق غير أن حمزة إذا وقف سهل الهمزة الثانية فجعلها بين الهمزة والألف، والياء في جميع ذلك ساكنة، ولا يجوز حركتها البتة كما لا يجوز حركة اللام من (جعلتم) والراء من (شكرتم) فهي مثلهما سواء). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أرايتكم} (40)، و: {أرايتم} (46)، و: {أرايت} (الماعون: 1)، و: {أفرايت} (مريم: 77): يسهل الهمزة التي بعد الراء.
والكسائي: يسقطها أصلاً.
والباقون: يحققونها.
وحمزة: إذا وقف وافق نافعًا، في الأربعة). [التيسير في القراءات السبع: 275] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) وأفرأيت) وشبهه إذا كان قبل الرّاء همزة بتسهيل الهمزة الّتي بعد الرّاء. والكسائيّ يسقطها أصلا والباقون
[تحبير التيسير: 354]
يحققونها، وحمزة إذا وقف وافق نافعًا). [تحبير التيسير: 355] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ضَمُّ الْهَاءِ مِنْ بِهِ انْظُرْ لِلْأَصْبَهَانِيِّ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ صَادِ يَصْدِفُونَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتكم} [40]، و{أرءيتم} [46] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({به انظر} [46] ذكر للأصبهاني في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 507]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يصدفون} [46] ذكر إشمامه في النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ضم به انظر [الأنعام: 46] للأصبهاني في الكناية وإشمام يصدفون [الأنعام: 46] في الفاتحة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "به انظر" [الآية: 46] بضم الهاء الأصبهاني عن ورش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يصدفون" [الآية: 46] بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصدفون} قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد المحضة). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
{أَرَأَيْتُمْ}
- تقدمت القراءات في (أرأيتكم) في الآية/40 من هذه السورة، وهي هنا على النسق الذي سبق، وبيانها موجزة كما يلي:
- بالتحقيق (أرأيتم) وهي قراءة الجماعة.
- وبالتسهيل بين بين، وهي قراءة نافع وأبي جعفر وقالون وورش.
- بإبدال الهمزة ألفًا (أرايتم) وهي قراءة نافع والأزرق وورش.
- بترك الهمز (أريتم) وهي قراءة الكسائي.
[معجم القراءات: 2/428]
- بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف، وهي قراءة حمزة.
{يَأْتِيكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياتيكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِهِ انْظُرْ}
- قرأ أبو قرة عن نافع وابن المسيبي عن أبيه عن نافع وورش والأعرج والأصبهاني وابن محيصن بخلاف عنه (به انظر) بضم الهاء.
- وقرأ بقية القراء (به انظر) بكسرها.
{نُصَرِّفُ}
- قراءة الجماعة (نصرف) بشد الراء من (صرف) المضعف.
- وقرأ بعض القراء (نصرف) بتخفيف الراء من (صرف) الثلاثي.
{الْآَيَاتِ ثُمَّ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء بخلاف.
{يَصْدِفُونَ}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه بإشمام الصاد الزاي.
- وقراءة الباقين بالصاد الخالصة). [معجم القراءات: 2/429]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَغَتَةً)، و(جَهَرَةً) بالفتح ابْن مِقْسَمٍ وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر والعراقي عن قُتَيْبَة عن الكسائي، وخارجة، وحسن عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الغين والهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل). [الكامل في القراءات العشر: 540] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَلْ يُهْلَكُ) بفتح الياء وكسر اللام ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، والأصمعي عن نافع، والقورسي، والإنطاكي عن أبي حفص، الباقون على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار إذ غيرهم [لهلكهم] ). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (638 - أَرَيْتَ فِي الاِسْتِفْهَامِ لاَ عَيْنَ رَاجِعٌ = وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([638] أريت في الاستفهام لاعين (ر)اجعٌ = وعن (نافعٍ) سهل وكم مبدل (جـ)لا
أصل هذه الكلمة: (رأی)، اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام؛ فالراء فاء الفعل، والهمزة عين الفعل، فأسقط الكسائي عين الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل، فنبي الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل، فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي.
فهذا معنى قوله: (لا عين راجعٌ).
قال الفراء: «للعرب في أرأيت معنيان:
[فتح الوصيد: 2/876]
يقولون: أرأيت زيدًا بعينك، فهذا مهموزٌ لا غير.
ويقولون: أريتك، بمعنى: أخبرني، فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين».
وأنشد الكسائي لأبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبلة = أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقد جاء: أريت إن جئت به أملودا
وسهلها نافع بين بين، وجاز ذلك وإن كان بعدها ساكن، لأن المسهلة بمنزلة المحققة، غير أن من أهل الأداء من مشيخة المصريين من شبع مدها لورش لأنها بمنزلة الساكن؛ إذ لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ به، وقد سكن ما بعدها فتمد للساكنين. ومنهم من لا يشبع المد؛ إلا بمقدار التسهيل.
وأبدلها بعض مشيخة المصريين لورش ألفًا خالصة، كما فعل في {ءانذرتهم} و{ءامنتم}، وطول مدها جدا للساكنين، وهو ضعيف عند النحويين.
قال الأذفوي: «وهذا عند أهل اللغة غلطٌ عليه، لأن الياء ساكنة والألف ساكنة فلا يلتقي ساكنان».
قلت: وقد روي أبو عبيد القاسم رحمه الله أن أبا جعفر ونافعًا وغيرهما من أهل المدينة، يسقطون الهمزة، غير أن أنهم يدعون لها الألف خلفًا. وهذا يشهد للبدل، وهو مسموع من العرب؛ حكاه قطرب وغيره.
والباقون على الأصل). [فتح الوصيد: 2/877] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [638] أريت في الاستفهام لا عين راجعٌ = وعن نافع سهل وكم مبدلٍ جلا
ح: (أريت): مبتدأ، (في الاستفهام): حال، (لا عين راجعٌ): جملة
[كنز المعاني: 2/192]
خبر المبتدأ، أي: لا عين فيه راجعٌ، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدل): تمييزها، (جلا): خبر المبتدأ.
ص: يعني: قرأ الكسائي: (أريت) و(قل أريتكم) [40، 47] استفهامًا حيث جاء بحذف عين الفعل- أي: الهمز تخفيفًا لاجتماع همزة الاستفهام معه.
ونقل عن نافع تسهيله بين بين على قياس تخفيف الهمز، وأبدل جماعة من مشيخة المصريين لورش ألفًا، كالخلاف الذي في: {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [كنز المعاني: 2/193] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (638- أَرَيْتَ فِي الِاسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ "رَ"اجِعٌ،.. وَعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلا
يعني: إذا جاء لفظ رأيت أو رأيتم بعد همزة الاستفهام فالكسائي وحده يسقط عين الكلمة وهي الهمزة؛ لأنها عين الفعل تخفيفا لاجتماعها مع همزة الاستفهام وهي لغة للعرب مشهورة كقوله:
أرَيت امرءا كنت لم أبله،.. أتاني فقال اتخذني خليلا
وقد أجمع على إسقاطها في المضارع نحو "يرى" مع الاستفهام وغيره فلم ترجع في الماضي في هذا الموضع وهو الاستفهام فقوله: راجع صفة لعين؛ أي: باعتبار الموضع، ويحوز نصبه على هذا نحو: لا رجل ظريفًا فيها ولا رجل ظريفٌ فيها كلاهما لغة، وخبر لا محذوف؛ أي: راجع فيه ولو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
جعلت راجع خبر لا لم يبق عائد إلى المبتدأ الذي هو رأيت فهذا كقولك: زيد لا غلام ظيف له أو في الدار، ويجوز أن يكون راجع خبر المبتدأ ولا عين على تقدير لا عين فيه جملة حالية،؛ أي: رأيت محذوف العين راجع في المعنى إلى الثابت العين؛ لأنهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوجه أولى؛ ليكون قد رمز بعد كمال التقييد، وعلى الوجه الأول يلزم أن يكون راجع من جملة التقييد وهو رمز، وليس ذلك من عادته، ولأن هذا الباب لو فتح للزم أن تكون كلمات التقييد رمزا وإلا فجعل البعض رمزا دون بعض فيه إلباس، وقد سبق التنبيه على أن لفظ فيه في قوله: وكسر لما فيه ملبس وأنه لو قال: فضم سكونا فيه لكان فيه محتملا للتقييد وهو رمز، وأما قوله: وفي ونكون انصبه فلو لم يكن ظاهرا كل الظهور أن لفظ النصب لا يأتي إلا بيانا للقراءة وتقييدا لها، وإلا لأوهم أنه رمز نافع، ولم تكن له حاجة بذلك البيان فإن الكلمة التي قبلها مثلها في القراءة، فكانت الثانية داخلة في قيدها وهذه عادته كقوله فيما يأتي:
إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا .................
ولم يحتج أن يعيد لفظ شدد، وكذا:
وإن بفتح عم نصر أو بعدكم ... نما ................
وكذا: وينذر صندلا، ولم يحتج أن يقول بالغيب، وقال بعضهم تقدير البيت: اذكر رأيت كائنا في الاستفهام ثم قال: وعن نافع سهِّل؛ أي: جعل الهمزة التي أسقطها الكسائي بين بين على قياس تخفيف الهمز وأبدلها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/114]
جماعة من مشايخ مشيخة المصريين لورش ألفا وهذا على ما تقدم له من الخلاف في "أنذرتهم" "وأنتم" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (638 - أريت في الاستفهام لا عين راجع = وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 256]
(رأى) فعل ماض على زنة فعل بفتح الفاء والعين واللام، فالراء فاء الفعل والهمزة عينه والألف لامه، وقد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رأيت. أو المخاطبين نحو:
رأيتم. وقد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل وهي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام وتاء المخاطب نحو: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ* سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ، أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ*. وسواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ وقرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين. وروى كثير من النقلة وأهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين، فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد وهو التسهيل بين بين ويكون لورش فيها وجهان: الأول كقالون، والثاني:
إبدالها ألفا مع إشباع المد فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة وتحقيقها نحو: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا، وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). [الوافي في شرح الشاطبية: 257] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَةِ أَرَأَيْتَكُمْ، وَأَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يهلك" بفتح الياء وكسر اللام مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتكم} [40 - 47]، و{أرايتم} [46] قرأ نافع بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين، وروى عن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وإذا أبدل مد لالتقاء الساكنين مدًا مشبعًا، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها، والتسهيل لورش مقدم في الأداء، لأنه أشهر، وعليه الجمهور). [غيث النفع: 573] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
{أَرَأَيْتَكُمْ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/40 من هذه السورة.
{أَتَاكُمْ}
- تقدم بيان الإمالة فيه في الآية/34 من هذه السورة.
{بَغْتَةً}
- قراءة الحسن وغيره (بغتةً) بفتح الغين، وتقدم بيان هذا في الآية/31 من هذه السورة.
{أَوْ جَهْرَةً}
- قرأ سهل بن شعيب السهمي (أو جهرة) بفتح الهاء.
وتقدم هذا في الآية/55 من سورة البقرة.
- وقرئ (بغتة وجهرةً) بالواو العاطفة بدلًا من (أو).
{يُهْلَكُ}
- قرأ ابن محيصن (هل يهلك إلا القوم الظالمون) على البناء للفاعل.
- وقراءة الجماعة على البناء للمفعول (.. يهلك..).
- وقرئ (نهلك إلا القوم الظالمين) بالنون في الفعل، وبالنصب فيما بعده). [معجم القراءات: 2/430]

قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ يعقوب "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 48] بفتح الفاء على البناء كما مر، وضم مع حمزة هاء "وعليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
{مُبَشِّرِينَ}
- قرأ يحيى وإبراهيم (مبشرين) بالتخفيف من (أبشر).
- وقراءة الجماعة (مبشرين) بالتشديد من (بشر) المضعف.
{أَصْلَحَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{فَلَا خَوْفٌ}
- تقدمت القراءات فيه (فلا خوف، فلا خوف، فلا خوف) في الآية/138 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءة حمزة ويعقوب بضم الهاء في الآية/44 قبل قليل). [معجم القراءات: 2/431]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
{يَمَسُّهُمُ}
- قرأ علقمة (نمسهم) بالنون من (أمس).
{الْعَذَابُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو والحسن والأعمش ويعقوب بخلاف عنه، بإدغام الباء في الباء (العذاب بما).
{يَفْسُقُونَ}
- قرأ يحيى بن وثاب والأعمش (يفسقون) بكسر السين.
- وبقية القراء على الضم (يفسقون) ). [معجم القراءات: 2/431]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:31 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يوحى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "الأعمى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
{لَا أَقُولُ ... وَلَا أَقُولُ لَكُمْ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{مَلَكٌ}
- قرأ ابن مسعود وابن جبير وعكرمة والجحدري (ملك) بكسر اللام.
{يُوحَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إليه).
{الْأَعْمَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{الْبَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/432]

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {بِالْغَدَاةِ والعشي} 52
كلهم قَرَأَ {بِالْغَدَاةِ} بِأَلف إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (بالغدوة) في كل الْقُرْآن بِالْوَاو). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بالغدوة) وفي الكهف، بالضم فيهما، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بالغدوة} [52]، وفي الكهف [28]: بواو دمشقي). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (بالغداوة) بالواو وضم العين هنا وفي الكهف، وقرأ الباقون بالألف وفتح الغين). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {بالغدوة} (52)، هنا، وفي الكهف (28): بالواو، وضم الغين.
والباقون: بالألف، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (بالغدوة) هنا وفي الكهف بالواو وضم الغين والباقون بفتح الغين والألف). [تحبير التيسير: 355]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِالْغَدَاةِ)، وفي الكهف بالواو دمشقي غير ابن الحارث والعقيلي، الباقون بالألف فيهما، وهو الاختيار لموافقة أكثر المصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([52]- {بِالْغَدَاةِ} هنا، وفي [الكهف: 28] بواو وضم الغين: ابن عامر). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (640 - وَبِالْغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُناَ = وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الْكَهْفِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([640] وبالغدوة (الشامي) بالضم ههنا = وعن ألفٍ واوٌ وفي الكهف وصلا
{بالغدوة} هنا وفي الكهف: كتبنا بالواو في المصاحف كلها.
وقرأها كذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو رجاء العطاردي.
وغدوة: اسم اشتق من غداة، وجعل علمًا للوقت والحين، كما جعل زیدٌ علما للرجل؛ ولذلك لم يصرف للعلمية.
قال الفراء: «سمعت أبا الجراح في غداة يومٍ بارد يقول: ما رأيت كغدوةٍ؛ يريد غداة يومه».
[فتح الوصيد: 2/878]
ثم قال: «ألا ترى أن العرب لا تضيفها، وكذلك لا تدخلها الألف واللام. إنما يقولون: غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة».
قال سيبويه: «زعم الخليل أنه يجوز أن تقول: أتيتك اليوم غدوةً، فجعلها مثل: ضحوة».
ويحتج لقراءة ابن عامر بأن العرب قد استعملت فينة بغير الألف واللام؛ جعلته علمًا على الوقت.
وقد حكی أبو زيد منهم: لقيته فينة: فينة غير مصروف، ولقيته الفينة بعد الفينة، أي الحين بعد الحين.
وإنما تدخل الألف واللام في هذا، على تقدير الشياع.
قال أبو العباس المبرد: «هذا كما تقول: جاءني زيد وزيد وزيد، تريد جماعة اسم كل واحد منهم زيدٌ؛ فيقول المحيب- فما بين الزيد الأول والزيد الآخر: وهذا الزيد أشرف من ذلك الزيد.
وعلى ذلك كانت تثنية المعرفة وجمعها، إذا كانت غير مضافة يخرجها إلى النكرة، لأن كل واحد منهم يصير من أمة، لكل واحد منها مثل اسمه. وتضيف زيدًا، كما تضيف النكرة، لأنه يصير معرفةً بما أضيف إليه كما قال:
علا زيدنا يوم النقى رأس زيدكم
وقوله: (هاهنا)، ليعطف عليه قوله: (وفي الكهف)؛ وهو قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة}.
[فتح الوصيد: 2/879]
(وعن ألف واو)، أي وثبت له عوضًا عن ألف واو.
(وفي الكهف وصل)، يعني ابن عامر.
ومعنى (وصل)، اتبع ذاك هذا. والتوصيل: أن تتبع الشيء الشيء.
فإن قيل: فقد قال أبو عبيد: إنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعًا للخط، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليلٌ على القراءة بها، لأنهم قد كتبوا الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، فكذلك الغداة، على هذا وجدنا ألفاظ العرب !
فالجواب أن يقال: هذا الذي ذكرته حجةٌ عليك، لأنهما ومن وافقهما لو اتبعوا الرسم من غير أن يكون ذلك منقولًا ومقولًا، لقرأوا الصلوة والزكوة والربوا بالواو؛ ولم يفعلوا ذلك، ولا يقع فيه جاهلٌ فضلًا عن عالم.
وكيف يظن ذلك ظان بقوم أخذوا القراءة نقلا واتبعوا فيها الأثر، وقد ذكرنا وجه ذلك في العربية، والله أعلم). [فتح الوصيد: 2/880]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [640] وبالغدوة الشامي بالضم ههنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصلا
ح: (الشامي): فاعل فعل محذوف أي: يقرأ، (بالغدوة): مفعوله، (بالضم)، حال، (ههنا): ظرف إشارة إلى السورة، و(عن ألفٍ واوٌ): خبر ومبتدأ، أي: مبدلة عن ألفٍ، (في الكهف): ظرف، (وصلا): أي وصل حرف الكهف هذا الحرف.
ص: قرأ ابن عامر الشامي: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة
[كنز المعاني: 2/194]
والعشي} ههنا [52]، وفي سورة الكهف [28] بضم الغين وإبدال الواو عن ألف وسكون الدال.
ولم ينبه على السكون اكتفاءً باللفظ، ولم يكتف في القيدين الأخيرين باللفظ ليدل على القراءة الأخرى.
وأدخل الألف واللام على (غدوة) لأن قومًا من العرب ينكرها، وعند من يعرفها ويقول: (رأيته غدوة)، بلا تنوين للتأنيث والعلمية فعلى أنها جعلت نكرةً كما في الأعلام المنكرة.
والباقون: {بالغدوة} بفتح الغين وألف في موضع الواو، وفتح الدال، ولم يحتج إلى تقييد الدال بالفتح، إذ لا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحًا، ولا يحتاج إلى تأويل؛ لأن (غداة) نكرة بإجماع، لكنها رسمت في جميع المصاحف بالواو كـ {الصلوة} [البقرة: 3] و{الزكوة} [البقرة: 43] ). [كنز المعاني: 2/195]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (640- وَبِالغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُنا،.. وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الكَهْفِ وَصَّلا
أي يقرأ ابن عامر بالغدوة والعشي بضم الغين وسكون الدال، وبالواو موضع الألف فتصير بالغدوة، ولم ينبه على سكون الدال استغناء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115]
باللفظ به، وكان له أن يستغني أيضا باللفظ عن ذكر الضم والواو، وإنما ذكرهما؛ لتعرف القراءة الأخرى فيه بالضم على الفتح، ونص على الألف بدلا عن الواو، وبقي فتح الدال استغنى عن التنبيه عليه؛ لأن الألف لا يكون قبلها إلا مفتوح أو تركه؛ لأنه قد لفظ بالدال في قراءة ابن عامر ساكنة فكأنه قال بسكون الدال، ولو قال ذلك لكان ضدا؛ لكون المطلق الحركة المطلقة وهي الفتح، ومعنى قوله: عن ألف واو؛ أي: وثبت له بدلا عن واو ثم قال: "وفي الكهف وصلا"؛ أي: اتبع الذي في الكهف الذي في الأنعام، فقرأ ذلك كما قرأ هذا أو وفي الكهف وصل هذه القراءة إلينا، ورسمت الغدوة بالواو في جميع المصاحف كالصلوة والزكوة والحيوة، قال الفراء في سورة الكهف من كتاب المعاني: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي بالغدوة والعشي ولا أعلم أحدا قرأ بها غيره، والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة؛ لأنها معرفة بغير ألف، ولام سمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغدوة قط يعني: بردا أصابه، يريد: كغداة يومه ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس ولا يقولون غدوة الخميس، فهذا دليل على أنها معرفة، وقال أبو عبيد: كان عبد الله بن عامر وأهل الشام أو كثير منهم يقرءونها بالغدوة على واو كذلك يروى عن أبي عبد الرحمن السلمي، وأما القراءة فعلى غير هذا قرءوا جميعا بالغداة قال: وكذلك هي عندنا، وإنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعا للخط، قال: والذي نقول به ليس في إثباتهم الواو في الكتاب دليل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/116]
على القراءة بها؛ لأنهم قد كتبوا: الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة على هذا وجدنا ألفاظ العرب، قال ابن النحاس: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عامر ومالك بن دينار بالغدوة، قال: وباب غدوة أن يكون معرفة إلا أنه يجوز تنكيرها كما تنكر الأسماء الأعلام فإذا نكرت دخلتها الألف واللام للتعريف، وعشى وعشية نكرتان لا غير، قال أبو علي: وجه دخول لام المعرفة عليها أنه قد يجوز -وإن كان معرفة- أن ينكر كما حكاه زيد من أنهم يقولون: لقيته فينة والفينة بعد الفينة، ففينة مثل الغدوة في التعريف بدلالة امتناع الانصراف، وقد دخلت عليه لام التعريف، وذلك أن يقدر من أمة كلها له مثل هذا الاسم، فيدخل التنكير لذلك، وقول من قال: بالغداة أبين قال سيبويه: زعم الخليل أنه يجوز أن يقول: أتيتك اليوم غدوة وبكرة، فجعلهما بمنزلة ضحوة، قال أبو العباس المهدوي: حكى سيبويه والخليل أن بعضهم ينكره، فيقول: رأيته غدوة بالتنوين، وبذلك قرأ ابن عامر نكرة، فأدخل عليها الألف واللام والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/117]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (640 - وبالغدوة الشّاميّ بالضّمّ هاهنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 257]
قرأ ابن عامر الشامي: بالغدوة والعشى هنا، وفي الكهف بضم الغين وسكون الدال وبواو مفتوحة مكان الألف كما لفظ به، فتكون قراءة الباقين بفتح الغين والدال وألف بعدها، ويؤخذ فتح الغين من الضد وفتح الدال من ضرورة مجانسة الحركة التي قبل الألف، فيتعين أن تكون فتحة. ومعنى قوله: (وصلا) أن الشامي أتبع موضع الكهف بموضع الأنعام فقرأه مثل قراءته). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِالْغَدَاةِ هُنَا وَالْكَهْفِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (بِالْغُدْوَةِ) فِيهِمَا بِضَمِّ الْغَيْنِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ وَاوٌ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالدَّالِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {بالغدوة} هنا [52] والكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال وواو بعدها، والباقون بالفتح والألف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (597- .... .... .... .... وضم = غدوة في غداة كالكهف كتم). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) يعني وقرأ غدوة في موضع الغداة هنا والكهف مع ضم الغين ابن عامر، يريد قوله تعالى: بالغدوة والعشى وإنما قيده بالضم مع تلفظه به لئلا يتوهم أن ابن عامر يقرءوه بالكسر كما قرئ بالعدوة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وفتحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضمّ = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
ش: أي: وكذلك شدد ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر، ويعقوب إذا فتّحت يأجوج بالأنبياء [الآية: 96]، بالكهف [الآية: 94] وخففها الباقون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر يدعون ربهم بالغدوة والعشى هنا [الآية: 52] والكهف [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وفتح الواو، والباقون بفتح الغين والدال، وألف بعدهما، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
وجه التشديد: التكثير؛ لأنه متعد بنفسه.
ومن ثم اتفقوا على تخفيف فتحنا عليهم بابا [الحجر: 14].
ووجه التخفيف: الأصل، وهو المختار، والتكثير معلوم من السياق.
ووجه الفرق: الجمع.
ووجه ابن عامر: أن «غدوة» علق علما لوقت ما قبل الضحى؛ فلا ينصرف؛ للعلمية، والتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]
قال الفراء: سمعت أبا الجراح يقول في يوم بارد: «ما رأيت غدوة» ممنوعا.
وقال سيبويه: زعم الخليل أن بعضهم يصرفه.
ووجه غيره: أن (غداة) اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها اللام المعرفة الجنسية، وهو المختار؛ لجريه على القياس السالم عن التأويل، ولا يناقض رسمها بالواو؛ لأنه منته لا حاضر كالصلاة، [كما قررنا فهي لغيره كالصلاة للجماعة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بالغدوة" [الآية: 52] هنا و[الكهف الآية: 28] فابن عامر بضم الغين وإسكان الدال وواو مفتوحة، والأشهر أنها معرفة بالعلمية الجنسية كأسامة في الأشخاص فهي غير مصروفة، ولا يلتفت إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها من حيث كونها، أعني غدوة علما وضع للتعريف فلا تدخل عليها أل كسائر الأعلام، وأما كتابتها بالواو فكالصلوة والزكوة، وجوابه أن تنكير غدوة لغة ثابتة حكاها سيبويه والخليل، تقول أتيتك غدوة بالتنوين على أن ابن عامر لا يعرف اللحن؛ لأنه عربي والحسن يقرأ بها وهو ممن يستشهد بكلامه فضلا عن قراءته،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وبالألف؛ لأن غداة اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها لام التعريف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالغداة} [52] قرأ الشامي بضم الغين، وإسكان الدال، بعدها واو مفتوحة، والباقون بفتح الغين والدال، بعدها ألف). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
{بِالْغَدَاةِ}
- قراءة الجمهور (بالغداة) كذا بالألف.
- وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السلمي ومالك بن دينار والحسن ونصر بن عاصم وأبو رجاء العطاردي (بالغدوة) كذا بالواو.
قال أبو حيان: (وحكى سبيويه والخليل أن بعضهم ينكرها فيقول: ما رأيت غدوة، بالتنوين، وعلى هذه اللغة قرأ ابن عامر ومن ذكر معه..، ولما خفيت هذه اللغة على أبي عبيد أساء الظن بمن قرأ هذه القراءة فقال:
(إنما نرى ابن عامر والسلمي قرأا تلك القراءة اتباعًا للخط.
وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها؛ لأنهم كتبوا، الصلاة والزكاة، بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة، على هذا وجدنا العرب).
[معجم القراءات: 2/433]
قال أبو حيان: وهذا من أبي عبيد جهل بهذه اللغة التي حكاها سيبويه والخليل، وقرأ بها هؤلاء القراء، وكيف يظن بهؤلاء الجماعة أنهم إنما قرأوا بها لأنها مكتوبة في المصحف بالواو، والقراءة إنما هي سنة متبعة؟.
وأيضًا فابن عامر عربي صريح كان موجودًا قبل أن يوجد اللحن، لأنه قرأ القرآن على عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، أحد الأئمة في النحو، وهو ممن أخذ علم النحو عن أبي الأسود الدؤلي مستنبط علم النحو.
والحسن البصري من الفصاحة بحيث يستشهد بكلامه.
فكيف يظن بهؤلاء أنهم لحنوا واغتروا بخط المصحف؟ ولكن أبو عبيد جهل هذه اللغة، وجهل نقل هذه القراءة فتجاسر على ردها، عفا الله عنه).
- وروي عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ (بالغدو) بغير هاء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بالغدوات) بضم الغين والدال وبواو على الجمع.
- وقرأ أيضًا (بالغدوات) بضم الغين وفتح الدال.
{بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
- وقرأ ابن أبي عبلة وبعض الشآميين (بالغدوات والعشيات)، جمع غداة وعشية.
{مِنْ شَيْءٍ ... مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في شيء في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان: ضم الهاء، وكسرها في الآية/44 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/434]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فتنا" بتشديد التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
{فَتَنَّا}
- قرأ الحسن وعمر بن الخطاب (فتنا) بتشديد التاء.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (فتنا).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/44 من هذه السورة.
{بِأَعْلَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحةً.
{بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم بالياء.
- وعنهما الإظهار.
والصواب في مثل هذا أنه إخفاء بغنة وليس بإدغام؛ إذ الميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات.
قال الصيمري:
(وإذا سألت أصحاب أبي عمرو عن اللفظ بذلك لم يأتوا بباءٍ مشددة، ولو كان فيه إدغام لصار باءً مشددة؛ لأن الحرف إذا أدغم في مقاربه قلب إلى لفظه، ثم أدغم...
وقال بعض شيوخنا:
سألت أبا بكر بن مجاهد -رحمه الله- عنه، فذكر أنهم يترجمون عنه بإدغام، وليس بإدغام...، ولعل أبا عمرو كان يخفي
[معجم القراءات: 2/435]
حركة الميم فيما ذكر عنه، فيخيل إلى السامع أنه أدغم الميم في الباء كما يتأوله كثير من النحويين البصريين فيما روي عن أبي عمرو من إسكان (ينصركم، ويأمركم)، ونحو ذلك أنه ليس بإسكان، وإنما هو إخفاء الحركة واختلاسها).
وفي الإتحاف:
(والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة نحو: (أعلم بالشاكرين).
وليس في الإدغام الكبير مخفى غير ذلك عند من أخفاه ... يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب ويشدد الثاني بخلاف المخفى) ). [معجم القراءات: 2/436]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:32 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (54) إلى الآية (58) ]

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {كتب ربكُم على نَفسه الرَّحْمَة أَنه من عمل مِنْكُم سوءا بِجَهَالَة ثمَّ تَابَ من بعده وَأصْلح فَأَنَّهُ غَفُور رَحِيم} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {أَنه من عمل} . . {فَأَنَّهُ غَفُور رَحِيم} مكسوري الْألف
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {أَنه من عمل} . . فَأَنَّهُ بِفَتْح الْألف فيهمَا
وَقَرَأَ نَافِع {أَنه من عمل} بِنصب الْألف {فَأَنَّهُ غَفُور} كسرا). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنه من عمل)
[الغاية في القراءات العشر: ٢٤١]
بفتح الألف، فإنه يكسره مدني، بفتحهما شامي وعاصم، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنه} [54]: فتح، {فإنه} [54]: كسر: مدني، وأبو بشر، بفتحهما شامي، وعاصم، وبصري إلا أبا عمرو). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وعاصم (أنه من عمل) بفتح الهمزة وكسر الباقون). [التبصرة: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وابن عمر (فأنه) بفتح الهمزة وكسر الباقون). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {أنه من عمل ... فأنه غفور رحيم} (54): بفتح الهمزتين.
ونافع: بفتح الأولى فقط.
والباقون: بكسرهما). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر ويعقوب (أنه من عمل منكم فأنّه غفور رحيم) بفتح الهمزتين ونافع وأبو جعفر بفتح الأولى فقط والباقون بكسرهما). [تحبير التيسير: 355]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {أَنَّهُ} فتح {فَأَنَّهُ} كسر: نافع.
بفتحهما: عاصم وابن عامر.
بكسرهما: الباقون). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (641 - وَأَنَّ بِفَتْحٍ عَمَّ نَصْراً وَبَعْدُكَمْ = نَماَ .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([641] وإن بفتحٍ (عم) (نـ)صرًا وبعد (كـ)م = (نـ)ما يستبين (صحبةٌ) ذكروا ولا
[642] سبيل برفعٍ (خـ)ذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدد وأهملا
[643] (نـ)عم (د)ون (إ)لباسٍ وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه (حمزة) منسلا
أي عم نصره، لأنه بدل من الرحمة؛ كأنه قال: كتب ربكم على نفسه.. أنه من عمل.
(وبعد كم نما)، أي كم ورد؛ من قولهم: نما الحديث.
وهي عند سيبويه: بدل من الأولى.
واعترض عليه بأن (من) إن كانت موصولة بقيت بلا خبر، وإن كانت شرطًا بقيت بغير جواب.
وأيضًا، فالفاء تمنع من البدل، لأنها حالت بينه وبين المبدل منه.
وقال الأخفش فيها: إنها مرتفعة بظرف مقدر؛ أي: فله أنه غفور رحيم، أي: فله غفران الله تعالى.
ويجوز أن تقدر مبتدأ محذوفًا، وأنه غفور رحيم: الخبر؛ أي: فأمره أنه غفور رحيم.
[فتح الوصيد: 2/881]
وقد قيل: الثاني توكيد للأول، أعيد لطول الكلام، وهو قول المبرد والجرمي. وعليه من الاعتراض ما على قول سيبويه.
وأما قراءة نافع حين فتح الأول وكسر الثاني، فلأن الفاء جواب الشرط، وما بعد الفاء في الجزاء يكون مستأنفًا؛ فهذا وجه كسر {فإنه}.
وأما من كسرهما، فإما أن يحمل على الحكاية، كأن الرحمة استفهم عنها فقيل: إنه من عمل، وكسر الثاني على ما سبق، وإما أن يحمل علی الاستئناف، ويتم الكلام على الرحمة). [فتح الوصيد: 2/882]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [641] وإن بفتح عم نصرًا وبعد كم = نما يستبين صحبة ذكروا ولا
[كنز المعاني: 2/195]
ب: (نمى): ورد، يقال: نمى الحديث، إذا ورد، (ولا): متابعًا.
ح: (إن): مبتدأ، (بفتحٍ): حال، (عم): خبر، (نصرًا): حال أو تمييز، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (إن)، (كم): خبرية، تمييزها: محذوف، أي: كم مرة نمى، (صحبة): مبتدأ، و (ذكروا): خبر، (يستبين): مفعول، (ولا) ممدود قصر ضرورة نصب على الحال، أو على المفعول له.
ص: قرأ قوله تعالى: {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة} [54] وبعده: {فأنه غفورٌ رحيمٌ} [54] ابن عامر وعاصم بفتح {أن} الأولى والثانية، على أن الأولى بدل من {الرحمة} في قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [54]، والثانية: خبر مبدأ محذوف، أي: فأمره أنه غفورٌ رحيم، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فله أنه غفور رحيم.
ووافقهما نافع في فتح الأول على التأويل المذكور فيه، والباقون بالكسر فيهما على الاستئناف في الأول، و{إن} الثاني: جزاء الشرط، ولابد من كسره كما في قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له} [الجن: 23] لوجوب الكسر.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {وليستبين سبيل} [55] بياء
[كنز المعاني: 2/196]
التذكير على أن السبيل مذكر، قال الله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلًا} [الأعراف: 146]، والباقون بتاء التأنيث على أنه مؤنث، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي} [يوسف: 108].
وأما نافع: فقرأ بالتاء للخطاب، ولم يقيد لأن صورة الكل تاء). [كنز المعاني: 2/197] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (641- وَإنَّ بِفَتْحٍ "عَمَّ نَـ"ـصْرًا وَبَعْدُ"كَـ"ـمْ،.. "نَـ"ـما يَسْتَبِينَ "صُحْبَةٌ" ذَكَّرُوا وِلا
نصرًا تمييز أو حال كما تقدم في وعم علا، ونما أي: ورد من قولهم: نما الحديث قال: من حديث نمى إلي عجيب؛ أي: كم مرة نمى؛ أي: نقل أراد أنه: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ} والذي بعده: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، قرأهما ابن عامر وعاصم بالفتح ونافع فتح الأول وكسر الثاني، والباقون بكسرهما فكسرهما معا ظاهر، أما الأول فوقع مستأنفا على وجه التفسير والثانية واقعة بعد فاء الجزاء، فكانت مكسورة كقوله سبحانه: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}، أجمعوا على كسرها وهذا وجه كسر نافع لها، وأما فتح الأول فعلى البدل من الرحمة أو على تقدير لأنه، وفتحت الثانية وإن كانت بعد فاء الجزاء على حذف مبتدأ؛ أي: فأمره "أنه غفور رحيم" أو على تقدير حذف الخبر، فالغفران حاصل له، وقد أجمع على الفتح في: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ}، {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}.
ومنهم من جعل الثانية تكريرا للأولى لأجل طول الكلام على حد قوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}.
ودخلت الفاء في: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} على حد دخولها في: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ}، على قول من جعله توكيدا لقوله: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} إلا أن هذا ليس مثل: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ}؛ لأن هذه لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/118]
شرط فيها، وتلك فيها شرط فيبقى بغير جواب فقيل: الجواب محذوف لدلالة الكلام عليه تقديره: غفور له، ومنهم من جعل الثانية معطوفة على الأولى بالفاء، وكل هذا تكلف، والوجه ما قدمناه، وأجاز الزجاج كسر الأولى مع فتح الثانية وإن لم يقرأ به). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/119]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (641 - وإنّ بفتح عمّ نصرا وبعدكم = نما يستبين صحبة ذكّروا ولا
642 - سبيل برفع خذ ويقض بضمّ سا = كن مع ضمّ الكسر شدّد وأهملا
643 - نعم دون إلباس وذكّر مضجعا = توفّاه واستهواه حمزة منسلا
قرأ نافع وابن عامر وعاصم: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ. بفتح همزة أَنَّهُ فتكون قراءة الباقين بكسرها. وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح همزة فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وهو المراد بقوله: (بعد) فتكون قراءة غيرهما بكسرها. فيتحصل: أن عاصما وابن عامر يقرءان بفتح الهمزة في الموضعين، وأنّ نافعا يقرأ بفتح الهمزة في الموضع الأول، وبكسرها في الموضع الثاني، وأن الباقين يقرءون بكسرها في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106 - وَحُزْ فَتْحَ إِنَّهْ مَعْ فَإِنَّهْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - و(حُ)ـز فتح إنه مع فإنه و(فـ)ائزٌ = توفته واستهوته ينجى فثقلا
بثان أتي والخف في الكل (حُـ)ـز وتحـ = ـت صاد (یـ)ای والرفع آزر (حُـ)ـصلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحاء) حز وهو يعقوب {أنه من عمل} {فأنه غفور} [54] بفتح الهمزة في الكلمتين، وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر بفتح الأول بدلًا من الرحمة، وبكسر الثاني على الجزاء على حد (ومن يعص الله)، ولخلف بالكسر فيهما على استئناف الأول وجزائية الثاني). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي الْأُولَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب {أنه من عمل ... فأنه غفور رحيم} [54] بفتح الهمزة فيهما، وافقهم المدنيان في الأول، والباقون بالكسر فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (598 - وإنّه افتح عمّ ظلاًّ نل فإن = نل كم ظبىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّه افتح (عمّ) ظ) لّا (ن) ل فإن = (ن) ل (ك) م (ظبى) ويستبين (ص) ون (ف) ن
يريد قوله تعالى: إنه من عمل منكم سوءا بجهالة فتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وعاصم، والباقون بالكسر قوله: (فإن) يعني «فأنه غفور رحيم» فتح همزته أيضا عاصم وابن عامر ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (عمّ) (ظ) لا (ن) لـ فإن = (ن) لـ (ك) م (ظ) بى ويستبين (ص) ون (ف) ن
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر، وظاء (ظلا) يعقوب، ونون [(نل)] عاصم أنّه من عمل منكم سوءا [الأنعام: 54] بفتح الهمزة.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، وكاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب فأنّه غفور رحيم [الأنعام: 54] بالفتح أيضا، والباقون بكسرها.
[وصار نافع وأبو جعفر بفتح الأول وكسر الثاني، والثلاثة بفتحهما، والباقون بكسرهما ].
وقرأ ذو صاد (صون) أبو بكر وفاء (فن) حمزة و«روى» [أول التالي] الكسائي وخلف وليستبين سبيل المجرمين [الأنعام: 55] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير اللام، [و] فتح الثانية عطف عليها، ولسيبويه بدل من الأولى، وللمبرد [توكيد] على حد أيعدكم أنّكم الآية [المؤمنون: 35].
ووجه كسرها: أن الأولى على الحكاية أو التفسير فيصل، أو الاستئناف، وكذا الثانية.
ووجه فتح الأولى وكسر الثانية: ما مر في الأولى، وفاء الجواب تقتضى الاستئناف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/301] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أنه من عمل، فأنه غفور رحيم" [الآية: 54] فنافع وأبو جعفر بفتح الهمزة في الأولى والكسر في الثانية وابن عامر وعاصم ويعقوب بالفتح فيهما، وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالكسر فيهما ففتح الأولى على أنها بدل من الرحمة بدل شيء من شيء، أو على الابتداء والخبر محذوف أي: عليه أنه إلخ، أو على تقدير حرف الجر اللام وفتح الثانية على أن محلها رفع مبتدأ والخبر محذوف أي: فغفرانه ورحمته حاصلان وكسر الأولى على أنها مستأنفة، وإن الكلام قبلها تام وكذا كسر الثانية بمعنى أنها في صدر جملة وقعت خبرا لمن الموصولة، أو جوابا لها أن جعلت شرطا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنه من} [54] قرأ نافع والشامي وعاصم بفتح الهمزة، والباقون بالكسر {فإنه غفور} قرأ الشامي وعاصم بفتح الهمزة، والباقون بالكسر.
[غيث النفع: 573]
فصار نافع بفتح الأول، بدل من {الرحمة} أي: كتب على نفسه أنه من عمل، وكسر الثاني، مستأنف، وشامي وعاصم بفتحهما، فالأول بدل من {الرحمة} والثاني عطف على الأول، والباقون بكسرهما، على الاستئناف). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}
{جَاءَكَ}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآية/61 من سورة آل عمران.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا (يومنون) انظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف فيما يأتي.
{بِآَيَاتِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحةً.
{أَنَّهُ ... فَأَنَّهُ غَفُورٌ}
- قرأ عاصم وسهل وابن عامر ونافع ويعقوب والحسن والشنبوذي
[معجم القراءات: 2/436]
(أنه ... فأنه) بفتح الهمزتين: الأولى: بدل من الرحمة، والثانية: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: فأمره أنه، أي: أن الله غفور رحيم له.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والأعمش وأبو جعفر وخلف (إنه ... فإنه) بكسر الهمزة فيهما.
فالأولى: على جهة التفسير للرحمة.
والثانية: في موضع الخبر أو الجواب.
قال الزمخشري: (.. بالكسر على الاستئناف، كأن الرحمة استفسرت فقيل: إنه من عمل منكم).
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والأعرج بخلاف عنه (أنه ... فإنه) بفتح الأولى، وكسر الثانية على التخريجين السابقين.
[معجم القراءات: 2/437]
- وقرأ الأعرج برواية ابن سعدان عنه والزهري وأبو عمرو الداني (إنه.. فأنه) بكسر الأولى، وفتح الثانية.
قال أبو حيان: (حكاها الزهري عن الأعرج).
وقال أبو جعفر النحاس: (حكاها ابن سعدان عنه).
وحكى سيبويه عن الأعرج مثل قراءة نافع، أي: بفتح الأولى كسر الثانية.
والذي حكام الداني أن قراءة الأعرج ضد قراءة نافع.
وقال الشهاب: (وأجاز الزجاج كسر الأولى وفتح الثانية، وهي قراءة الأعرج والزهراوي [كذا] وأبي عمرو الداني، ولم يطلع على ذلك أبو شامة رحمه الله فقال: إنه محتمل إعرابي وإن لم يقرأ به، وليس كمال قال).
{سُوءًا}
- فيه لحمزة في الوقف النقل، والإدغام.
{وَأَصْلَحَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/438]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {ولتستبين سَبِيل الْمُجْرمين} 55
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {ولتستبين} بِالتَّاءِ {سَبِيل} رفعا
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع {ولتستبين} بِالتَّاءِ {سَبِيل} نصبا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي (وليستبين) بِالْيَاءِ {سَبِيل} رفعا). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وليستبين) بالياء، كوفي-غير حفص- وزيد (سبيل) نصب، مدني، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وليستبين) [55]: بالياء كوفي غير حفصي وقاسم، والحريري.
(سبيل) [55]: نصب: مدني، وأبو بشر، والحريري). [المنتهى: 2/678]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (وليستبين) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (سبيل) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {وليستبين} (55): بالياء.
والباقون: بالتاء.
نافع: {سبيل المجرمين}: بنصب اللام.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (وليستبين) بالياء والباقون بالتّاء.
نافع وأبو جعفر (سبيل المجرمين) بنصب اللّام والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 356]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلِتَسْتَبِينَ) الجريري عن زيد، وابن مقسم، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وحفص، وقاسم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار؛ لأن التأنيث في السبيل أكثر من التذكير (سَبِيلُ) نصب أبو بشر، والجرير عن زيد، ومدني غير القورسي، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على أن الفعل (السبِيلِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([55]- {وَلِتَسْتَبِينَ} بالياء: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[55]- {سَبِيلُ} نصب: نافع). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (641- .... .... .... .... = .... يَسْتَبِينَ صُحْبَةٌ ذَكَّرُوا وِلاَ
642 - سَبِيلَ بِرَفْعٍ خُذْ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما (يستبين) و(تستبين) بالتذكير والتأنيث والرفع، فلأن السبيل والطريق يذكر ويؤنث.
ومن تذكيره قوله تعالى: {يتخذوه} و{لا يتخذوه}.
ونصب السبيل، على أنه مفعولٌ، أي: ولتستبين أنت سبيل المجرمين.
و (ولاء): متابعة، لأنهم مع قراءتهم برفع السبيل، تابعوا بين قراءتهم وقراءة من قرأ بالتاء مع الرفع.
و(خذ)، لأنه أبين في المعنى.
واختار أبو عبيد التأنيث والرفع؛ قال: «لقوله: {هذه سبيلي}، وقوله: {وتبغونها عوجًا}»، فأنث في الموضعين.
[فتح الوصيد: 2/882]
وقد قدمت أنه ذكر في الموضعين، فلا معنى لاختياره دون قراءة ابن عامر والكوفيين.
وإنما قلت هذا، تقوية لما أشار إليه شيخنا بقوله: (خذ) ). [فتح الوصيد: 2/883]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [641] وإن بفتح عم نصرًا وبعد كم = نما يستبين صحبة ذكروا ولا
[كنز المعاني: 2/195]
ب: (نمى): ورد، يقال: نمى الحديث، إذا ورد، (ولا): متابعًا.
ح: (إن): مبتدأ، (بفتحٍ): حال، (عم): خبر، (نصرًا): حال أو تمييز، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (إن)، (كم): خبرية، تمييزها: محذوف، أي: كم مرة نمى، (صحبة): مبتدأ، و (ذكروا): خبر، (يستبين): مفعول، (ولا) ممدود قصر ضرورة نصب على الحال، أو على المفعول له.
ص: قرأ قوله تعالى: {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة} [54] وبعده: {فأنه غفورٌ رحيمٌ} [54] ابن عامر وعاصم بفتح {أن} الأولى والثانية، على أن الأولى بدل من {الرحمة} في قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [54]، والثانية: خبر مبدأ محذوف، أي: فأمره أنه غفورٌ رحيم، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فله أنه غفور رحيم.
ووافقهما نافع في فتح الأول على التأويل المذكور فيه، والباقون بالكسر فيهما على الاستئناف في الأول، و{إن} الثاني: جزاء الشرط، ولابد من كسره كما في قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له} [الجن: 23] لوجوب الكسر.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {وليستبين سبيل} [55] بياء
[كنز المعاني: 2/196]
التذكير على أن السبيل مذكر، قال الله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلًا} [الأعراف: 146]، والباقون بتاء التأنيث على أنه مؤنث، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي} [يوسف: 108].
وأما نافع: فقرأ بالتاء للخطاب، ولم يقيد لأن صورة الكل تاء.
[642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذاتقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ}، فذكره صحبة متابعة للرواية؛ أي: قرءوه بالياء؛ لأن لفظ السبيل مذكر في قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}، ومن قرأه بالتاء أنثوه كما جاء: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}، {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}.
وكل هذا على قراءة من رفع سبيل على أنه فاعل تستبين وهم كل القراء غير نافع على ما سيأتي في أول البيت الآتي وأما قراءة نافع بنصب سبيل فعلى أنها مفعول تستبين والتاء للخطاب لا للتأنيث؛ أي: ولتستبين "أنت" سبيل المجرمين،؛ أي: تتبينها وتعرفها، فقول الناظم: "صحبة ذكّروا" يريد أن غيرهم أنثوا ونافع لم يؤنث، وإنما جاء بتاء المخاطبة، ولكن العبارة ضاقت عليه فلم يمكنه التنبيه عليه واغتفر أمره؛ لأن قراءته كقراءة الجماعة لفظا بالتاء إلا أنهما يفترقان في المعنى، وذلك لا يقدح في التعريف بصورة القراءة، وقوله: ولا؛ أي: متابعة، وهو في موضع نصب على الحال أو هو مفعول من أجله والله أعلم.
642- سَبِيلَ بِرَفْعٍ "خُـ"ـذْ وَيَقْضِ بِضَمِّ سَا،.. كِنٍ مَعَ ضَمِّ الكَسْرِ شَدِّدْ وَأَهْمِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/119]
مضى الكلام في رفع سبيل ونصبه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/120]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (641 - .... .... .... .... .... = .... يستبين صحبة ذكّروا ولا
642 - سبيل برفع خذ .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة وحمزة والكسائي ولتستبين بياء التذكير؛ فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث وقرأ السبعة ما عدا نافعا
سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ برفع اللام فتكون قراءة نافع بنصبها.
والخلاصة: أن شعبة وحمزة والكسائي يقرءون وليستبين سبيل المجرمين بالتذكير والرفع وأن ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر وحفصا يقرءون بالتأنيث والرفع وأن نافعا يقرأ بتاء الخطاب في وَلِتَسْتَبِينَ ونصب اللام في سَبِيلُ). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلِتَسْتَبِينَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، أَوِ الْخِطَابِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَبِيلُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِنَصْبِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {ولتستبين} [55] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {سبيل} [55] بنصب اللام، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (598- .... .... .... .... .... = .... .... ويستبين صون فن
599 - روى سبيل لا المديني .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويستبين) أي قوله تعالى: ولتستبين سبيل المجرمين قرأه بالتذكير على لفظه شعبة وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتاء على التأنيث أو الخطاب كما سيأتي في البيت الآتي ففيه نوع تجوّز لضرورة الاختصار ولكنه أسهل من قول الشاطبية: يستبين صحبة ذكروا ولا.
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
يعني قوله تعالى: سبيل المجرمين قرأه بالرفع على لفظه غير المدنيين فيكون لهما بالنصب من ضد الرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (عمّ) (ظ) لا (ن) لـ فإن = (ن) لـ (ك) م (ظ) بى ويستبين (ص) ون (ف) ن
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر، وظاء (ظلا) يعقوب، ونون [(نل)] عاصم أنّه من عمل منكم سوءا [الأنعام: 54] بفتح الهمزة.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، وكاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب فأنّه غفور رحيم [الأنعام: 54] بالفتح أيضا، والباقون بكسرها.
[وصار نافع وأبو جعفر بفتح الأول وكسر الثاني، والثلاثة بفتحهما، والباقون بكسرهما ].
وقرأ ذو صاد (صون) أبو بكر وفاء (فن) حمزة و«روى» [أول التالي] الكسائي وخلف وليستبين سبيل المجرمين [الأنعام: 55] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/300]
وجه فتحهما: أن الأولى بدل من الرحمة؛ فهي في موضع المفرد أو مفعول له بتقدير اللام، [و] فتح الثانية عطف عليها، ولسيبويه بدل من الأولى، وللمبرد [توكيد] على حد أيعدكم أنّكم الآية [المؤمنون: 35].
ووجه كسرها: أن الأولى على الحكاية أو التفسير فيصل، أو الاستئناف، وكذا الثانية.
ووجه فتح الأولى وكسر الثانية: ما مر في الأولى، وفاء الجواب تقتضى الاستئناف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/301] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ويستبين) فقال:
ص:
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
ش: أي: قرأ العشرة سبيل المجرمين [الأنعام: 55] [برفع اللام.
وقرأ المدنيان معا بنصبهما]؛ فصار المدنيان بتأنيث ولتستبين ونصب سبيل [الأنعام: 55]، وابن كثير، والبصريان، وابن عامر، وحفص بالتأنيث، ورفع سبيل، والباقون بالتذكير، ورفع سبيل.
وقرأ مدلول (حرم) المدنيان، وابن كثير، ونون (نص) عاصم يقصّ الحقّ [الأنعام:
57] بضم القاف وتشديد الصاد المهملة، والباقون بإسكان القاف وضاد معجمة مخففة.
تنبيه:
لما لم يفهم من كلامه الإهمال والتشديد صرح به، ولما فهم الضم استغنى باللفظ.
وجه تذكير يستبين، ورفع سبيل: أن يستبين بمعنى: [تبين، [و] ظهر] فهو لازم، وسبيل فاعله، وإحدى لغتيه التذكير على حد وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه [الأعراف: 146] فجرى فعله على الأصل.
ووجه التأنيث على اللغة الأخرى على حد قل هذه سبيلي [يوسف: 108] ووجه الخطاب: [النصب على أنه من] «استبنت الشيء» المعدى المستند إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/301]
المخاطب، أي: وتستبين أنت يا محمد وسبيل مفعوله.
ووجه تشديد يقصّ [الأنعام: 57]: أنه مضارع «قص» [مضاعف، والقصة الخبر على حد]: نحن نقصّ [يوسف: 3]، أو تبع على حد: فارتدّا على ءاثارهما قصصا [الكهف: 64]، وكل معدى بنفسه لواحد وهو الحق.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «قضى» معتل اللام، حذفت ياؤه رسما على لفظ الوصل، ويتعدى بالباء نحو: يقضى بالحقّ [غافر: 20] [فنصب الحق] لما حذفت، أو ضمن معنى [«صنع»، أو الحق] صفة مصدر، أي: القضاء الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيل" [الآية: 55] فنافع وكذا أبو جعفر بتاء الخطاب سبيل بالنصب وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص، وكذا يعقوب بتاء التأنيث والرفع وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وعنه سكون لام لتستبين وأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف بياء التذكير والرفع وافقهم الأعمش وجه الأولى أنه من استبنت الشيء المعدي أي: ولتستوضح يا محمد وسبيل مفعوله، ووجه الثانية أن الفعل لازم من استبان الصبح ظهر وأسند إلى السبيل على لغة تأنيثه على حد هذه سبيلي، والثالثة كذلك لكن على لغة تذكيره على حد سبيل الرشد لا يتخذوه،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
وأدغم دال "قد ضللت" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولتستبين} [55] قرأ شعبة والأخوان بالياء التحتية، على التذكير، والباقون بالتاء الفوقية، على التأنيث، باعتبار رفع السبيل ونصبه). [غيث النفع: 574]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سبيل} قرأ نافع بنصب اللام، والباقون بالرفع، فصار نافع بالتاء والنصب، وشعبة والأخوان بالتاء والرفع). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}
{وَلِتَسْتَبِينَ}
- قرأ الحسن (ولتستبين) بسكون اللام.
{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب
[معجم القراءات: 2/438]
واليزيدي وابن محيصن والحسن (ولتستبين سبيل) بالتاء، ورفع اللام، على جعل التاء علامة تأنيث، ولا ضمير في الفعل، ورفع السبيل بفعله، وذكر الأخفش أن تأنيث السبيل لغة الحجاز.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف والأعمش وزيد (وليستبين سبيل) بالياء، ورفع اللام، ذكر السبيل؛ لأنه يذكر ويؤنث، ثم رفع بفعله، وذكر الأخفش أن التذكير لغة تميم، وذكر غيره أنها لغة نجد أيضًا.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وزيد عن يعقوب (ولتستبين سبيل) بالتاء والنصب، على جعله للخطاب والاستقبال، وإضمار اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الفعل.
- وقرأ زيد عن يعقوب ونافع (وليستبين سبيل) بالياء، ونصب اللام، على إضمار اسم النبي صلى الله عليه وسلم، في الفعل، وهو الفاعل، ونصب السبيل لأنه مفعول به). [معجم القراءات: 2/439]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدْ ضَلَلْتُ) بكسر اللام الأولى طَلْحَة، والقورسي عن أبي جعفر؛ وشِبْل في اختياره، وأحمد، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}
{قَدْ ضَلَلْتُ}
- قرأ قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال.
- وأدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وورش وهشام وخلف (قد ضللت).
{ضَلَلْتُ}
- قرأ السلمي وابن وثاب وطلحة بن مصرف وابن أبي ليلى (ضللت) بكسر اللام، وهي لغة تميم، وذكر هذا أبو عمرو.
- وقراءة الجمهور (ضللت) بفتح اللام، وهي اختيار الأخفش وقراءته، وهي اللغة الغالبة عند أبي عبيدة، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ يحيى وابن أبي ليلى والحسن (صللت) بالصاد غير المعجمة، يقال: صل اللحم: أنتن.
وانظر بيانًا أكثر تفصيلًا في الآية/10 من سورة السجدة مما يأتي). [معجم القراءات: 2/440]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في الصَّاد وَالضَّاد من قَوْله {يقص الْحق} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم {يقص} بالصَّاد
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي (يقْض الْحق) بالضاد). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يقص الحق) حجازي، وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يقص) [57]: بالصاد غير المعجمة حجازي، وعاصم، وأيوب). [المنتهى: 2/678]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وعاصم (يقص الحق) بالصاد من القصص، وقرأ الباقون بالضاد من القضاء، ولا ياء فيه في السواد، وكذلك تقف عليه بغير ياء إن وقفت، ولا يستحسن الوقف عليه ولا على ما كان مثله نحو (ويدع الإنسان) و(سندع الزبانية) لأنه إنما كتب على لفظ الوصل فحقه الوصل وألا يوقف عليه، لأنك إن وقفت على السواد حذفت لام الفعل بغير رواية وإن خالفته لم يحسن،
[التبصرة: 203]
ومثل هذا (فمال هؤلاء القوم) وشبهه لا يوقف على (فما) فيخالف السواد، ولا يوقف على (فمال) فيقطع الموصول، وهذا مثل (ويدع الإنسان) مما كتب على نية الوصل أو على لفظ المملى فاعلمه فإنه كثير جدًا). [التبصرة: 204]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وعاصم: {يقص الحق} (57): بالصاد مضمومة مشددة.
والباقون: بالضاد معجمة مكسورة مخففة. والوقف عليها لهم في هذا ونظيره: بغير ياء اتباعًا للخط). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان عاصم وأبو جعفر (يقص) بالصّاد مضمومة مشدّدة، والباقون بالضاد مكسورة مخفّفة، والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخطّ إلّا ما تقدم من مذهب يعقوب). [تحبير التيسير: 356]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقُصُّ) بالصاد حجازي، وأيوب، وعَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، والهمداني، وطَلْحَة في
[الكامل في القراءات العشر: 540]
غير رواية الفياض، وروى الفياض " يقضي بالحق " بزيادة ياء وباء ولا يؤخذ به، الباقون (يَقْضِ الْحَقَّ) بالضاد من غير ياء، وهو الاختيار لقوله: (الْفَاصِلِينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 541]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {يَقُصُّ} بالصاد: الحرميان وعاصم). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (642- .... .... وَيَقْضِ بِضَمِّ سَا = كِنٍ مَعَ ضَمِّ الْكَسْرِ شَدِّدْ وَأَهْمِلاَ
643 - نَعَمْ دُونَ إِلْبَاس .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (ويقض بضم ساكنٍ)، وهو القاف مع ضم الكسر، يعني في الضاد.
(شدد وأهملا)، أي مع ذلك، يعني: افعل جميع ذلك في الضاد، فيصير اللفظ إلى {يقص}.
وقال: (نعم دون إلباس)، يعني أن هذه القراءة لا إلباس فيها وهي من القصص كما قال تعالى: {نحن نقص عليك}؛ أو من الأتباع، أي يتبع الحق والحكمة في ما يحكم به.
وفي قراءة الضاد، يحتاج إلى تفهم، لأن (تقضي) لا تحذف منه الياء وقد كتب بغير ياء في المصحف، ولأنه لا يتعدى إلا بالياء؛ تقول: قضى بكذا.
والجواب: أما الياء، فحذفت في الرسم على اللفظ، لأنها ذاهبة فيه، والكسرة تدل عليها.
وأما التعدي، فإما أن يكون الحق صفة لمصدرٍ مقدر، أي يقضي القضاء الحق، وإما أن يكون يقضي بمعنى يصنع الحق.
وكل ما صنعه فهو حكمة وحق؛ ومنه قول الشاعر:
وعليهما مسرودتان قضاهما = داود أو صنع السوابغ تبع
[فتح الوصيد: 2/883]
أو على إسقاط الخافض، ودليله قراءة عبد الله: (يقضي بالحق)، وقوله: {وهو خير الفصلين} ). [فتح الوصيد: 2/884]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذا تقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما يقضي الحق، فقرئ بضم الساكن وهو القاف وبضم الكسر في الصاد مع تشديد الصاد وإهمالها، وهو أن تجعلها غير منقوطة فتعود صادا، فتصير الكلمة يقص من القصص من قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}.
وبمعنى الإتباع من قوله سبحانه: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}؛ أي يتبع الحق فيما يفعل، والقراءة الأخرى من القضاء، والحق: نعت مصدر محذوف؛ أي: يقضي القضاء الحق أو مفعول به على إسقاط الخافض؛ أي: يقضي بالحق كما قال: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}، وهو مفعول صريح على أن يقضي بمعنى يصنع الحق وتفعله، والياء منه محذوفة في الرسم باتفاق فلهذا احتمل القراءتين، ثم رمز لمن قرأ يقص من القصص في أول البيت الآتي، فقال:
643- "نَـ"ـعَمْ "دُ"ونَ "إِ"لْبَاس، وذكر مُضْجِعًا،.. تَوَفَّاهُ وَاسْتَهْوَاهُ حَمْزَةُ مُنْسِلا
ما أحسن ما عبر عن القراءتين في يقص: وكأنه جعل حسن ذلك حالة نظمه، فقال بعده: نعم دون إلباس، قدر كأن سائلا سأل فقال: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم من غير إلباس بل هو أمر
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/120]
واضح ظاهر، ووقع لي أنه كان غنيا عن تكلف هذه العبارة، وذلك بأن يلفظ بالقراءتين معا فهو أسهل مما أتى فلو قال:
سبيل برفع خذ ويقض يقص صا،.. د حرمي نصر إذ بلا ياءٍ انزلا
لحصل الغرض واجتمع في بيت واحد بيان اللفظين في القراءة ورمزها، وعرف بأن رسمها بلا ياء، ولكن فيما عبر به الناظم -رحمه الله- صناعة حسنة، وأسلوب غريب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (642 - .... .... ويقض بضمّ سا = كن مع ضمّ الكسر شدّد وأهملا
643 - نعم دون إلباس .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع يَقُصُّ الْحَقَّ بضم سكون القاف وضم كسر الضاد مع تشديدها وإهمال نقطها فتكون صادا فتصير يَقُصُّ الْحَقَّ من القصص فتكون قراءة الباقين بسكون القاف وكسر الضاد المعجمة المنقوطة وتخفيفها كما نطق به ويقفون بحذف الياء اتباعا للرسم). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَقُصُّ الْحَقَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ، يَقُصُّ بِالصَّادِّ مُهْمَلَةً مُشَدَّدَةً مِنَ الْقَصَصِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْقَافِ وَكَسْرِ الضَّادِ مُعْجَمَةً مِنَ الْقَضَاءِ وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ بِالْيَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وعاصم {يقص الحق} [57] بضم القاف وصاد مهملة مشددة من القصص، والباقون بإسكان القاف وكسر الضاد معجمة من القضاء، ويعقوب يقف بالياء كما تقدم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (599- .... .... .... .... ويقص = في يقض أهملن وشدّد حرم نص). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يقص) يعني «يقصّ الحق» في موضع يقص الحق» بالصاد المهملة وتشديدها نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ويستبين) فقال:
ص:
(روى) سبيل لا المديني ويقص = في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص
ش: أي: قرأ العشرة سبيل المجرمين [الأنعام: 55] [برفع اللام.
وقرأ المدنيان معا بنصبهما]؛ فصار المدنيان بتأنيث ولتستبين ونصب سبيل [الأنعام: 55]، وابن كثير، والبصريان، وابن عامر، وحفص بالتأنيث، ورفع سبيل، والباقون بالتذكير، ورفع سبيل.
وقرأ مدلول (حرم) المدنيان، وابن كثير، ونون (نص) عاصم يقصّ الحقّ [الأنعام:
57] بضم القاف وتشديد الصاد المهملة، والباقون بإسكان القاف وضاد معجمة مخففة.
تنبيه:
لما لم يفهم من كلامه الإهمال والتشديد صرح به، ولما فهم الضم استغنى باللفظ.
وجه تذكير يستبين، ورفع سبيل: أن يستبين بمعنى: [تبين، [و] ظهر] فهو لازم، وسبيل فاعله، وإحدى لغتيه التذكير على حد وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه [الأعراف: 146] فجرى فعله على الأصل.
ووجه التأنيث على اللغة الأخرى على حد قل هذه سبيلي [يوسف: 108] ووجه الخطاب: [النصب على أنه من] «استبنت الشيء» المعدى المستند إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/301]
المخاطب، أي: وتستبين أنت يا محمد وسبيل مفعوله.
ووجه تشديد يقصّ [الأنعام: 57]: أنه مضارع «قص» [مضاعف، والقصة الخبر على حد]: نحن نقصّ [يوسف: 3]، أو تبع على حد: فارتدّا على ءاثارهما قصصا [الكهف: 64]، وكل معدى بنفسه لواحد وهو الحق.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «قضى» معتل اللام، حذفت ياؤه رسما على لفظ الوصل، ويتعدى بالباء نحو: يقضى بالحقّ [غافر: 20] [فنصب الحق] لما حذفت، أو ضمن معنى [«صنع»، أو الحق] صفة مصدر، أي: القضاء الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَقُصُّ الْحَقَّ " [الآية: 57] فنافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر بالصاد المهملة المشددة المرفوعة من قص الحديث، أو الأثر تتبعه، وافقهم ابن محيصن والباقون بقاف ساكنة وضاد معجمة مكسورة من القضاء، ولم ترسم إلا بضاد كأن الياء حذفت خطأ تبعا للفظ للساكنين كما في تغن النذر، وكحذف الواو في: سندع الزبانية، ويمح الله، ونصب الحق بعده صفة لمصدر محذوف أي: القضاء الحق أو ضمن معنى يفعل فعداه للمفعول به، أو قضى بمعنى صنع فيتعدى بنفسه بلا تضمين أو على إسقاط الباء أي: يقضي بالحق على حد يمرون الديار ووقف عليه يعقوب بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقص الحق} [57] قرأ الحرميان وعصام بضم القاف، بعدها صاد مهملة مضمومة مشددة، والباقون بسكون القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة، وحذف الياء رسمًا بإجماع المصاحف، على لفظ الوصل، واجتزاء بالكسرة). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}
{يَقُصُّ الْحَقَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر وابن عباس وابن محيصن
[معجم القراءات: 2/440]
وعلي ومجاهد والأعرج (يقص الحق) بالصاد المهملة المشددة، من قص الحديث أو الأثر إذا تتبعه.
- وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي والسلمي وسعيد بن المسيب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأصحابه والسلمي (يقض الحق) بسكون القاف، والضاد المعجمة، وبدون ياء، على تقدير: يقضي القضاء الحق، أو يقضي بالحق، وأسقط الخافض.
قال الزجاج: (هذه كتبت ههنا بغير ياء على اللفظ، لأن الياء أسقطت لالتقاء الساكنين كما كتبوا (سندع الزبانية) العلق/12، بغير واو ...).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن وثاب والنخعي وطلحة وابن عباس والأعمش وابن جبير ومجاهد (يقضي بالحق) بالياء، وإثبات باء الجر.
وذكر الزجاج أن القراء لا يقرأون بالياء لأنه مخالف للمصحف.
[معجم القراءات: 2/441]
- وقراءة يعقوب في الوقف (يقضي) بالياء.
وحكي أن أبا عمرو بن العلاء سئل: أهو يقص الحق، أو يقضي الحق؟
فقال: (لو كان يقص الحق لقال: وهو خير الفاصلين، أقرأ أحد بهذا؟
وحيث قال: وهو خير الفاصلين فإنما يكون الفصل في القضاء).
قال أبو حيان: (ولم يبلغ أبا عمرو أنه قرئ بها، ويدل على ذلك قوله: أقرأ بها أحد؟ ولا يلزم ما قاله.. فلا يلزم من ذكر الفاصلين أن يكون معينًا لـ(يقضي)).
{وَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين بضمها.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{خَيْرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وهو أسرع الفاصلين).
والمثبت في مصحفه (يقضي بالحق وهو خير..).
- وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير (يقضي بالحق وهو خير الفاصلين) ). [معجم القراءات: 2/442]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتوفاكم" و"ليقضي" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالظالمين} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنتهى ربع الحزب، بالإجمال). [غيث النفع: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}
{أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ}
- سكن أبو عمرو الميم عند الباء، وأخفاها بغنة.
وسمى بعض المتقدمين هذا إدغامًا، ولا يخفى على ذي بصر فرق ما بينهما). [معجم القراءات: 2/443]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:34 PM

سورة الأنعام
[ آية (59) ]

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)}

قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا حَبَّةٍ) وما بعدها رفع الهاشمي، وابن نصر جميعًا عن نصير، والشافعي، وأحمد، وهو الاختيار رد على الموضع دون اللفظ، الباقون بالجر فيهن). [الكامل في القراءات العشر: 541]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)}
{مَفَاتِحُ}
- قراءة الجماعة (مفاتح) جمع مفتح -بكسر الميم، وهو اسم الآلة التي يفتح بها ما أغلق، وهو عند الزهراوي أفصح من (مفتاح).
ويجوز أن يكون جمع مفتاح، لأنه يجوز في مثل هذا الجمع ألا يؤتى بالياء، قالوا: مصابح ومحارب في مصابيح ومحاريب.
- وقرأ ابن السميفع (مفاتيح) كذا بالياء بعد التاء.
- وقرأ جناح بن حبيش (مفتاح) على الإفراد.
{إِلَّا هُوَ}
- قراءة يعقوب في الوقف (إلا هوه) بهاء السكت.
{إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الواو في الواو.
[معجم القراءات: 2/443]
{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم.
{وَلَا حَبَّةٍ}
- قراءة الجماعة (ولا حبةٍ) بالجر، عطفًا على لفظ (من ورقةٍ).
- وقرأ ابن أبي إسحاق (ولا حبة) رفعًا بالعطف على محل (من ورقةٍ)، أو بالرفع على الابتداء، والخبر (إلا في كتاب مبين).
{وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ}
- قراءة الجماعة (ولا رطبٍ ولا يابس) بالجر عطفًا على لفظ (من ورقةٍ).
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وابن السميفع (ولا رطب ولا يابس) بالرفع.
وتخريج هذه القراءة على واحد من اثنين:
الأول: أن يكونا معطوفين على موضع (من ورقة).
الثاني: الرفع على الابتداء والخبر هو (إلا في كتاب مبين) ). [معجم القراءات: 2/444]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:35 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (60) إلى الآية (62) ]

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيُقْضَى أَجَلٌ) على تسمية الفاعل طَلْحَة رواية عبد الملك بن الحسن، والحسن رواية راشد، والْأَعْمَش رواية جرير، وهو الاختيار؛ لأن اللَّه هو القاضي دليله (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) وهكذا. (لَقُضِيَ الْأَمْرُ) قرأ يَعْقُوب، ودمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ، واختيار عباس في يونس (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)، زاد ابْن مِقْسَمٍ في جميع القرآن وهو الاختيار، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 541]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتوفاكم" و"ليقضي" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)}
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان: سكون الهاء وضمها في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{يَتَوَفَّاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/444]
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{وَيَعْلَمُ مَا}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{بِالنَّهَارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية/74 من سورة البقرة.
{لِيُقْضَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى}
- قراءة الجماعة (ليقضى أجل مسمى) على البناء للمفعول ورفع (أجل).
- وقرأ طلحة وأبو رجاء (ليقضي أجلًا مسمى) على البناء للفاعل، ونصب (أجلًا مسمى)، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى، أي: ليتم الله آجالهم.
قال ابن خالويه: (أي ليقضي الله مدتهم).
{مُسَمًّى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/282 من سورة البقرة.
{يُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجماعة بالهمز (ينبئكم).
- قرأ القسط [وهو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين]
[معجم القراءات: 2/445]
(ينبيكم) من غير همز.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 2/446]

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - قَوْله {توفته رسلنَا} 61
كلهم قَرَأَ {توفته رسلنَا} بِالتَّاءِ غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ (توفه) ممالة الْألف). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (توفيه، واستهويه) بالياء، حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 242] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (توفاه) [61]، و(استهواه) [71]: بالياء حمزة). [المنتهى: 2/678]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (توفاه واستهواه) بألف من غير تاء، وأمال مع ذلك، وقرأ الباقون بالتاء من غير ألف). [التبصرة: 204] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {توفاه رسلنا} (61)، و: {استهواه} (71): بألف ممالة.
والباقون: بالتاء فيهما: {توفته}، و: {استهوته} ). [التيسير في القراءات السبع: 276] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (توفاه رسلنا) و(استهواه) بألف ممالة، والباقون بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 356] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَوَفَّتْهُ)، و(اسْتَهْوَتْهُ) بالياء ابن مقسم، وطَلْحَة، والْأَعْمَش وابن الجلاء عن نصير، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، الباقون بالتاء وهو الاختيار لقوله: (رُسُلُنَا)، و(الشَّيَاطِين) ). [الكامل في القراءات العشر: 541]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {تَوَفَّتْهُ}، و{اسْتَهْوَتْهُ} [71] بألف ممالة: حمزة). [الإقناع: 2/640] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (643- .... .... وَذكَّرَ مُضْجِعاً = تَوَفَّاهُ وَاسْتَهْوَاهُ حَمْزَةُ مُنْسِلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وذكر مضجعًا)، أي مميلًا. والإضجاع، من ألقاب الإمالة.
والتذكير للجمع، والتأنيث للجماعة.
والإمالة في الحرفين معلومة العلة.
و(منسلا)، أي متقدمًا؛ يقال: أنسلت القوم، إذا تقدمتهم). [فتح الوصيد: 2/884] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذا تقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}، {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}.
فقرأهما حمزة: توفاه واستهواه والخلاف فيهما كالذي سبق في: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ}، في آل عمران؛ أي: ذكر حمزة لفظ هذا الفعل وأضجع ألفه؛ أي: أمالها على أصله، ولو لم يذكر الإمالة لكان ذلك معلوما من أصله، كما أنه في البيت الآتي لما ذكر الكوفيين قرءوا "أنجانا" في موضع "أنجيتنا" لم يتعرض للإمالة، وكان ذلك مفهوما من باها فحمزة والكسائي يميلان الألف وعاصم لا يميل على أصله، وضد تذكير الفعل تأنيثه وذلك بإلحاق تاء ساكنة آخره فيلزم حذف الألف من آخر الفعل؛ لسكونها، وقوله: منسلا ليس برمز؛ لأنه صرح باسم القارئ ولم يأت بعده بواو فاصلة لظهور الأمر، يقال: انسلت القوم إذا تقدمتهم وهو حال من حمزة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (643 - .... .... .... وذكّر مضجعا = توفّاه واستهواه حمزة منسلا
....
وقرأ حمزة: توفاته رسلنا، كالّذي استهوته الشّياطين بالتذكير أي بالإتيان بألف بعد الفاء في تَوَفَّتْهُ وبعد الواو في اسْتَهْوَتْهُ مكان تاء التأنيث فيهما مع إضجاع
هذه الألف أي إمالتها إمالة كبرى.
[الوافي في شرح الشاطبية: 258]
وقرأ الباقون بتاء التأنيث في مكان الألف. وقوله: (منسلا) مأخوذ من انسلت القوم بمعنى تقدمتهم وفيه إشادة بالإمام حمزة وتقدمه على أترابه في عصره، والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 259] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... وَفَائِزٌ = تَوَفَّتْهُ وَاسْتَهْوَتْهُ .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفائز توفته إلخ أي قرأ مرموز (فا) فائز وهو خلف {توفتهرسلنا} [61] و{استهوته الشياطين} [71] بتأنيث الفعلين). [شرح الدرة المضيئة: 125] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَاسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ (تَوَفَّاهُ) وَ " اسْتَهْوَاهُ " بِأَلِفٍ مُمَالَةٍ بَعْدَ الْفَاءِ وَالْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {توفته رسلنا} [61]، و{استهوته الشياطين} [71] بألف ممالة بعد الفاء، والواو، والباقون بتاء ساكنة بعدهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وذكّر استهوى توفّى مضجعا = (ف) ضل وننجي الخفّ كيف وقعا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فضل) حمزة استهواه الشياطين [الأنعام: 71]، توفّاه رسلنا [الأنعام: 61]- بألف ممالة قبل الهاء على التذكير، بتأويل الجمع على حد: وقال نسوة [يوسف: 30]، وهي يائية، فأمالها، والباقون بتاء التأنيث مكانها باعتبار الجماعة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "جَاءَ أَحَدَكُم" [الآية: 61] فهمزتان مفتوحتان من كلمتين تقدم حكمهما في جاء أحد منكم بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا" [الآية: 61] فحمزة بألف ممالة بعد الفاء، وهو إما فعل مضارع فأصله نتوفاه حذفت إحدى التاءين كتنزل وبابه، وإما ماض وهو الأظهر وحذفت منه تاء التأنيث لكونه مجازيا، أو للفصل بالمفعول وافقه الأعمش وفي الدر للعلامة السمين، وقرأ الأعمش "يتوفاه" بياء الغيب فليراجع، والباقون بتاء ساكنة من غير ألف ولا إمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/14]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعنده مفاتح الغيب}
{جا أحدكم} [61] لا يخفى، ولا تغفل عما تقدم مما يفيد أنك إذا قرأت بمد المنفصل في {حتى إذا} فليس لك في {جا أحدكم} لمن له الإسقاط إلا المد). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {توفته} قرأ حمزة بالألف بعد الفاء، والباقون بتاء التأنيث ساكنة، بدل الألف). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 576]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وسكونها في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الْقَاهِرُ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{جَاءَ}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة، وانظر الآية/61 من سورة آل عمران، والآية/43 من سورة النساء.
- والإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان.
{جَاءَ أَحَدَكُمُ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والبزي بإسقاط الهمزة الأولى مد المد والقصر (جا أحدكم).
- وسهل الهمزة الثانية ورش وقنبل ونافع.
- ولهم وجه آخر وهو إبدال الهمزة الثانية حرف مد.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
وتقدم مثل هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ}
- أدغم التاء في التاء أبو عمرو ويعقوب وابن جبير عن اليزيدي.
[معجم القراءات: 2/446]
{تَوَفَّتْهُ}
- قراءة الجمهور (توفته) بالتأنيث على معنى الجماعة.
- وقرأ حمزة والأعمش (توفاه) بألف مماله.
والظاهر أنه فعل ماضٍ، وقد ذكر على معنى الجمع، وقد يكون فعلًا مضارعًا، وأصله تتوفاه، فحذفت إحدى التاءين، على خلاف في تعيين المحذوفة.
قال ابن عطية: (وأمال حمزة من حيث خط المصحف بغير ألف، فكأنها إنما كتبت على الإمالة).
- وقرأ الأعمش وابن مسعود (يتوفاه) بزيادة ياء المضارعة، ولم أجد من صرح بأنها قراءة عبد الله غير أني وجدت القراءة كذلك في مصحفه.
- وقرأ الأعمش أيضًا (تتوفاه).
- وعن الأعمش وابن أبي ليلى (يوفيه) كذا بالياء من (وفى).
{رُسُلُنَا}
- قرأ أبو عمرو والحسن واليزيدي (رسلنا) بسكون السين، وهو تخفيف.
[معجم القراءات: 2/447]
- وقراءة الجماعة بالتثقيل (رسلنا).
{لَا يُفَرِّطُونَ}
- قراءة الجماعة (لا يفرطون) بالتشديد من (فرط) المضعف، ومعناه التواني والتأخير.
- وقرأ الأعرج وعمرو بن عبيد وعبيد بن عمير (لا يفرطون) بالتخفيف من (أفرط)، أي لا يجاوزون الحد فيما أمروا به.
- وقرأ ابن هرمز (يفرطون) أي لا يفرط قولهم، أي لا يسبق وقته.
- وقرأ أبو البرهسم (يفرطون) بكسر الراء، وهي لغة). [معجم القراءات: 2/448]

قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "مولاهم الحق" بالنصب على المدح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/15]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}
{رُدُّوا}
- قراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء وأصله: رددوا.
- وقرأ المطوعي (ردوا) بكسر الراء، وأصله: ردووا، فنقلت حركة الدال المدغمة إلى الراء وتقدم هذا في الآية/28.
{مَوْلَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والجماعة على الفتح.
[معجم القراءات: 2/448]
{الْحَقِّ}
- قراءة الجمهور بالخفض (الحق)، وهو صفة لـ (إلى الله) لفظ الجلالة.
- وقرأ الحسن والأعمش وقتادة (الحق) بالنصب، فهو صفة قطعت، فانتصبت على المدح، ويجوز نصبه على المصدر، والتقدير: الرد الحق، أو على تقدير: أعني.
- وقرئ (الحق) بالرفع على تقدير: هو الحق.
{أَلَا لَهُ الْحُكْمُ}
- قراءة الجماعة (ألا له الحكم).
- وقرأ عيسى بن عمر (وله الحكم) بالواو بدلًا من (ألا)، كذا جاءت القراءات عند ابن خالويه، وضبط بضم الكاف: (.. الحكم) ويغلب على ظني أن في هذا الضبط تصحيفًا.
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان: ضم الهاء وسكونها مرارًا، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/449]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:37 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (63) إلى الآية (67) ]
{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {قل من ينجيكم} . . {قل الله ينجيكم} 63 64
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {قل من ينجيكم} مُشَدّدَة {قل الله ينجيكم} خَفِيفَة
وروى علي بن نصر {قل من ينجيكم} خَفِيفَة {قل الله ينجيكم} مثلهَا خَفِيفَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قل من ينجيكم} . . {قل الله ينجيكم} ). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19- قَوْله {تضرعا وخفية} 63
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وخفية} بِكَسْر الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَعْرَاف 55 وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخفية} بِضَم الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَعْرَاف
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {لَئِن أنجانا} 63
قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (لَئِن أنجنا) بِأَلف
وَقَرَأَ الحجازيان ابْن كثير وَنَافِع وَأهل الشَّام وَأَبُو عَمْرو {لَئِن أنجيتنا}
وَكَانَ حَمْزَة والكسائي يميلان الْجِيم وَغَيرهمَا لَا يمِيل). [السبعة في القراءات: 259 - 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خفية) وفي الأعراف بكسر الخاء، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من ينجيكم) خفيف عباس ويعقوب، وسهل(أنجانا) كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قل من ينجيكم) [63]: خفيف: سلام، ويعقوب، وعباس، وعبد الوارث، وسهل.
[المنتهى: 2/678]
(وخفية) [63، الأعراف: 55]: بكسر الخاء فيهما أبو بكر.
(لئن أنجانا) [63]: بألف كوفي إلا ابن بشار طريق البختري وقاسمًا، وفخمه عاصم). [المنتهى: 2/679]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (وخفية) بكسر الخاء هنا وفي الأعراف، وضم الباقون). [التبصرة: 204]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لئن أنجانا) بألف من غير ياء ولا تاء، وأمال حمزة والكسائي وفتح عاصم، وقرأ الباقون (أنجيتنا) بياء بعد الجيم وتاء بعدها). [التبصرة: 204]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {وخفية} (63)، هنا، وفي الأعراف: بكسر الخاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 276]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {لئن أنجانا} (63): بالألف، من غير ياء ولا تاء.
والباقون: بالياء والتاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (من ينجيكم) هنا وفي يونس (فاليوم ننجيك) و(ثمّ ننجي رسلنا) بتخفيف الجيم في الثّلاثة، والباقون بالتّشديد، والله الموفق). [تحبير التيسير: 356]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر: (وخفية) هنا وفي الأعراف بكسر الخاء، والباقون بضمها.
[تحبير التيسير: 356]
الكوفيّون: (لئن أنجانا) بالألف بغير ياء ولا تاء، والباقون بالياء والتّاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 357]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَنْ يُنَجِّيكُمْ) خفيف سلام، ويَعْقُوب، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، والْجَحْدَرِيّ والعباس، وعبد الوارث، وهارون، وعبيد، واللؤلؤي، والجهضمي، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو وابن حماد، والأصمعي عن نافع، الباقون مشدد، وهو الاختيار عليَّ التكثير (يُنَجِّيكُمْ) مشدد أبو جعفر وشيبة، وأيوب وهشام، وابْن مِقْسَمٍ وكوفي غير العنسي طريق الأبزاري عن الزَّيَّات، وهو الاختيار لما ذكرت، الباقون خفيف.
(أَنْجَانَا) بالألف كوفي غير أبو عبيد، وابْن سَعْدَانَ وأبن بشار طريق البحتري، وابن مقسم، وهو الاختيار لقوله: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ)، الباقون بالياء والتاء، وفخمه عَاصِم، وخفف في يونس، ومريم، والزمر يَعْقُوب، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ وافق قُتَيْبَة طريق ابن الوليد، وأبي خالد في يونس، وافق ابن سلام وحمصي وأبو بشر، وحفص، وعباس، والكسائي غير عَاصِم، وقاسم في (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)، زاد ابن الجلاد عن نصير (نُنَجِّي رُسُلَنَا) والهاشمي عنه وأبو خالد عن قُتَيْبَة (نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)، والكسائي غير قاسم (نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا)،
[الكامل في القراءات العشر: 541]
وعباس طريق ابن هاشم، (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا)، الباقون مشدد، وهو الاختيار لما ذكرت، أما في يوسف (فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ) خفيف ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وشدد على ما لم يسم فاعله الْمُسَيَّبِيّ طريق ابْن سَعْدَانَ، وأبو نشيط طريق ابْن الصَّلْتِ وشامي غير ابن مسلم فقاسم، ويَعْقُوب، وسهل، وعَاصِم غير الخزاز غير أن ابْن سَعْدَانَ وأبا نشيط أسكنا الياء وشدده مع التنوين ابْن مِقْسَمٍ، الباقون تنوين الثانية ساكنة وتخفيف الجيم، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لما ذكرت.
أما في الأنبياء قوله: (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) بنون واحدة وتشديد الجيم دمشقي، وأبو بكر، وقاسم والشيزري عن علي، الباقون على أصولهم، وأما في الحجر (لَمُنَجُّوهُم)، وفي العنكبوت (مُنَجُّوكَ)، (لَنُنَجِّيَنَّهُ) الكسائي غير قاسم، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، ويَعْقُوب، وسهل، وابن صبيح، والزَّعْفَرَانِيّ، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وأبو حنيفة، وأبو زيد بن محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي ومسعود، وأحمد ضيف، وافق مكي أبو بكر غير أن الحسن، والفضل طريق الْأَصْفَهَانِيّ، وأبان في العنكبوت (لَمُنَجُّوهُم)، الباقون مشدد (تُنْجِيكُمْ) في الصف مشدد دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار، الباقون خفيف (وَخُفْيَةً)، وفي الأعراف الأول بكسر الخاء الْأَعْمَش في رواية جرير وأبو بكر، والمفضل، وأبان وعضمة، الباقون بضم الخاء فيهما، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {وَخُفْيَةً} بكسر الخاء فيهما [هنا: 63]، [والأعراف: 55]: أبو بكر.
[63]- {لَئِنْ أَنْجَانَا} بألف: الكوفيون). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (644 - مَعاً خُفيَةً فِي ضَمِّهِ كَسْرُ شُعْبَةٍ = وَأَنْجَيْتَ لِلْكًوِفِيِّ أَنْجى تَحَوَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([644] معًا خفية في ضمه كسر (شعبةٍ) = وأنجيت لـ (لكوفي) أنجى تحولا
خُفية وخِفية، لغتان فصيحتان.
و{أنجنا}؛ لأن قبله: {تدعونه}، وهو في مصاحفهم كذلك.
و{أنجيتنا}، حكاية ما قالوه في حال دعائه). [فتح الوصيد: 2/884]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [644] معا خفيةً في ضمه كسر شعبةٍ = وأنجيت للكوفي أنجى تحولا
ح: (خفيةً): مبتدأ، (في ضمه كسرُ شعبةٍ): جملة اسمية خبره، والضمير: للفظ (خفية)، (معًا): حال منه، و(أنجيت): مبتدأ، (تحولا): خبر، (أنجى): مفعوله، (للكوفي): حال.
ص: قرأ شعبة: {تدعونه تضرعًا وخفيةً} هنا [63]، مع: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً} في الأعراف [55] بكسر الخاء من: {وخفيةً} والباقون بضمها، وهما لغتان، أي: مظهرين للضراعة ومضمرين ومخفين للاستكانة.
ولا خلاف في: {واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفةً} [الأعراف: 205] لأنها من الخوف قلبت اللام إلى العين.
ثم قال: (وأنجيت)، أي: قرأ الكوفيون: (لئن أنجانا من هذه} [63] على الغيبة، والفاعل هو الله تعالى، فحمزة والكسائي يميلان على أصلهما، ولم يبين لضيق النظم.
[كنز المعاني: 2/199]
والباقون: {لئن أنجيتنا} على الخطاب لله تعالى). [كنز المعاني: 2/200]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (644- مَعًا خُفيَةً فِي ضَمِّهِ كَسْرُ شُعْبَةٍ،.. وَأَنْجَيْتَ لِلْكًوِفِيِّ أَنْجى تَحَوَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121]
الضم والكسر في خفية لغتان، وقوله: معًا يعني: هنا وفي الأعراف: {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}؛ أي: مظهرين للضراعة والاستكانة ومضمرين ذلك في أنفسكم؛ أي: ادعوا ربكم، وارغبوا إليه ظاهرا وباطنا، وأما التي في آخر الأعراف: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}.
فذلك من الخوف بتقديم الياء على الفاء، ووزنه فعلة كجلسة وركبة، فأبدلت الواو ياء لأجل الكسرة قبلها، وأما قوله: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ}، فعلى الخطاب، وقراءة الكوفيين على الغيبة أي: أنجانا الله وهما ظاهران؛ أي: وأنجيت تحول للكوفي أنجا وهم في ذلك على أصولهم في الإمالة فيميلها حمزة والكسائي، ولم يبين ذلك كما بين في "توفاه" "واستهواه"، و"فناداه الملائكة"؛ لضيق العبارة عليه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/122]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (644 - معا خفية في ضمّه كسر شعبة = وأنجيت للكوفيّ أنجى تحوّلا
645 - قل الله ينجيكم يثقّل معهم = هشام وشام ينسينّك ثقّلا
قرأ شعبة لفظ وَخُفْيَةً* هنا في: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وفي الأعراف في ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً بكسر ضم الخاء في الموضعين فتكون قراءة غيره بضمها فيهما. ومعنى قوله: (وأنجيت للكوفي أنجى) أن لفظ (أنجيت) في قوله تعالى لَئِنْ أَنْجَيْتَنا تحول في قراءة الكوفيين إلى أنجى، فالكوفيون يقرءون لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ وغيرهم يقرأ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا وقد لفظ الناظم بكلتا القراءتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 259]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... .... = .... .... .... يُنْجِي فَثَقِّلَا
107 - بِثَانٍِ أَتَى وَالْخِفَّ فِي الْكُلِّ حُزْ وَتَحْـ = ـتَ صَادَ يُرَى .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ينجي فثقلا بثان أتي إلخ، اعلم أنهم اختلفوا في المشتق منالتنجية في أحد عشر موضعًا وهو {من ينجيكم} [63] و{قل الله ينجيكم} [64] هنا وفي يونس {ننجيك ببدنك} [92] و{ننجي رسلنا} [103] {علينا ننج المؤمنين} [103] وفي الحجر {إنا لمنجوهم}[59] وفي مريم {ثم ننجي الذين اتقوا} [72] وفي العنكبوت {لننجينه} [32] و{إنا منجوك} [33] وفي الزمر {وينجي الله} [61] وفي الصف {تنجيكم} [11] قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبو جعفر {قل الله ينجيكم} [64] في هذه السورة بالتثقيل وهو الثان، وعلم من الوفاق أنه قرأ في البواقي كذلك، وقرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بتخفيف الجمع ما عدا الزمر فإنه قرأ فيه بالتخفيف منرواية روح وهذا معنى قوله: وتحت صاد يرى، واتفقوا على تخفيف موضع الصف وفاقًا لأصولهم، وزيد على المذكور موضعان {فنجي من نشاء} [110] في يوسف، {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88} الأول يأتي في سورته والثاني متفق التخفيف بينهم). [شرح الدرة المضيئة: 126] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يُنَجِّيكُمْ هُنَا وَقُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ بَعْدَهَا، وَفِي يُونُسَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ، وَنُنَجِّي رُسُلَنَا، وَنُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي الْحِجْرِ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ،
[النشر في القراءات العشر: 2/258]
وَفِي مَرْيَمَ نُنَجِّي الَّذِينَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ لَنُنَجِّيَنَّهُ، وَفِيهَا إِنَّا مُنَجُّوكَ، وَفِي الزُّمَرِ وَيُنَجِّي اللَّهُ، وَفِي الصَّفِّ تُنْجِيكُمْ مِنْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِتَخْفِيفِ تِسْعَةِ أَحْرُفٍ مِنْهَا، وَهِيَ مَا عَدَا الزُّمَرَ وَالصَّفَّ وَافَقَهُ عَلَى الثَّانِي هُنَا نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ ذَكْوَانَ، وَانْفَرَدَ الْمُفَسِّرُ بِذَلِكَ عَنْ زَيْدٍ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَوَافَقَهُ عَلَى الثَّالِثِ مِنْ يُونُسَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ، وَوَافَقَهُ فِي الْحِجْرِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْعَنْكَبُوتِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَوَافَقَهُ عَلَى مَوْضِعِ مَرْيَمَ الْكِسَائِيُّ، وَعَلَى الثَّانِي مِنَ الْعَنْكَبُوتِ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ، وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَمَّا مَوْضِعُ الزُّمَرِ فَخَفَّفَهُ رَوْحٌ وَحْدَهُ وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ سَائِرَهُنَّ، وَأَمَّا حَرْفُ الصَّفِّ فَشَدَّدَهُ ابْنُ عَامِرٍ وَخَفَّفَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خُفْيَةً هُنَا وَالْأَعْرَافِ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ (أَنْجَانَا) بِأَلِفٍ بَعْدَ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ، وَلَا تَاءٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَهُمْ فِي الْإِمَالَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: أَنْجَيْتَنَا فِي سُورَةِ يُونُسَ لِأَنَّهُ إِخْبَارٌ عَنْ تَوَجُّهِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ فَقَالَ: عَزَّ وَجَلَّ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْخِطَابِ بِخِلَافِ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَى أَوَّلًا قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ قَائِلِينَ ذَلِكَ إِذْ يَحْتَمِلُ الْخِطَابَ وَيَحْتَمِلُ حِكَايَةَ الْحَالِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {قل من ينجيكم} و{ قل الله ينجيكم} الموضعين [63، 64]، وفي يونس [92] {فاليوم ننجيك}، و{ننجي رسلنا} [يونس: 103]، و{ننج المؤمنين} [يونس: 103]، وفي الحجر [59] {إنا لمنجوهم}، وفي
[تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
مريم [72] {ثم ننجي}، وفي العنكبوت [32] {لننجينه}، وفيها [33] {إنا منجوك}، وفي الزمر [6] {وينجي الله}، وفي الصف [10] {تنجيكم من عذابٍ} الإحدى عشرة بالتخفيف، وافقه رويس في غير الزمر، ووافق الجميع سوى ابن عامر في الصف، ووافق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان في الثاني من هذه السورة [64]، وانفرد بذلك المفسر عن الداجوني عن هشام، ووافق الكسائي وحفص على الثالث من يونس [103] ووافق حمزة والكسائي وخلف في الحجر [59]، والأول من العنكبوت [32]، ووافق الكسائي في مريم [72]، ووافق ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر في الثاني من العنكبوت [32]، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {وخفيةً} هنا [63]، وفي الأعراف [55] بكسر الخاء والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {لئن أنجانا} [63] بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، والباقون {أنجيتنا} بالياء والتاء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (600- .... .... .... .... .... = .... وننجي الخفّ كيف وقعا
601 - ظلّ وفي الثّان اتل من حقٍّ وفي = كاف ظبىً رض تحت صاد شرّف
602 - والحجر أولى العنكبا ظلمٌ شفا = والثّان صحبةٌ ظهيرٌ دلفا
603 - ويونس الأخرى علا ظبىٌ رعا = وثقل صفٍّ كم وخفيةً معا
604 - بكسر ضمٍّ صف وأنجانا كفى = أنجيتنا الغير .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب «ننجي» كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو «ينجيكم» هنا «وقل الله ينجيكم» بعدها وكلاهما في هذه السورة، وفي يونس «فاليوم ننجيك ببدنك، وننجي رسلنا، وننجي المؤمنين» وفي الحجر «إنا لمنجوهم» وفي مريم «ثم ننجي» وفي العنكبوت «لننجينه، إنا منجوك» وفي الزمر «وينجي الله» وفي الصف «ينجيكم من» ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي:
(ظ) لّ وفي الثّان (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (رض) تحت صاد (ش) رّف
أي الثاني من هذه السورة يعني «قل الله ينجّيكم» خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالتشديد قوله: (وفي كاف) يعني وخفف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
الذي في مريم «ثم ننجّي الذين اتقوا» يعقوب والكسائي قوله: (تحت صاد) أي الذي في الزمر «وينجّي الله الذين اتقوا» خففه روح.
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت، وهما «إنا لمنجوهم، ولننجينه» يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (والثان) يعني الثاني من العنكبوت، معنى «إنا منجوك» خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير.
ويؤنس الأخرى (ع) لا (ظ) بي (ر) عا = وثقل صفّ (ك) م وخفية معا
يعني وخفف الحرف الأخير من يونس، وهو كذلك «حقا علينا ننجي المؤمنين» حفص ويعقوب والكسائي قوله: (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو «تتنجّيكم من عذاب أليم» بالتشديد ابن عامر، والباقون بالتخفيف قوله: (وخفية) يعني قرأ «خفية» من قوله تعالى: تضرعا وخفية في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة، والباقون بالضم كما في البيت الآتي:
بكسر ضمّ (ص) ف وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسي (ك) يّفا
أي وقرأ «لئن أنجانا من هذه» على ما لفظ به الكوفيون، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ظ) لـ وفي الثاني (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (ر) ض تحت صاد (ش) رّف
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
ويونس الأخرى (ع) لا (ظ) بى (ر) عا = وثقل (ص) فّ (ك) م وخفية معا
ش: أي: قرأ [ذو] [ظاء] (ظل) يعقوب باب «ننجي» كيف وقع، سواء كان اسما أو فعلا اتصل به ضمير، أم بدئ بنون أو ياء، وهو أحد عشر موضعا قل الله ينجيكم هنا [الآية: 64] وفاليوم ننجيك وننجي رسلنا وننج المؤمنين ثلاثتها بيونس [الآيتان: 92، 103]، وإنا لمنجوهم بالحجر [الآية: 59]، وننجي الذين بمريم [الآية: 72] لننجينه [و] إنا منجوك كلاهما بالعنكبوت [الآيتان:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/302]
32، 33] وينجي الله بالزمر [الآية: 61] [و] تنجيكم من عذاب أليم بالصف [الآية: 10]- فقرأ يعقوب بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس ووافقه بعض على بعض: فقرأ بتخفيف (الثاني) هنا وهو: قل الله ينجيكم [الأنعام: 64] ذو ألف [(اتل):
نافع، وميم (من) ابن ذكوان]، و(حق) البصريان وابن كثير.
وقرأ بتخفيف مريم ذو ظاء (ظبا): يعقوب، وراء (رض): الكسائي.
وقرأ بتخفيف الزمر ذو شين (شرف): روح.
وقرأ بتخفيف (الحجر)، و(أول العنكبوت) ذو ظاء (ظلم) يعقوب، و(شفا): حمزة والكسائي وخلف.
وقرأ بتخفيف ثاني العنكبوت مدلول (صحبة) حمزة [والكسائي] وخلف وأبو بكر، وظاء (ظهير) يعقوب، ودال (دلفا) ابن كثير.
وقرأ بتخفيف آخر يونس [الآية: 103] ذو عين (علا): حفص وظاء (ظبى) يعقوب و[راء] (رعا) الكسائي، والباقون بالتثقيل في الجميع.
وثقل الصف ذو كاف (كم) ابن عامر، وخففها الباقون.
تنبيه:
ذكر يعقوب أولا [في] تخفيف الباب كله، ثم ذكر الموافقين، وأعاد ذكره
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/303]
[معهم] لئلا يتوهم خروجه عن أصله.
ولما خرج رويس في الزمر، ذكر روحا وتركه.
ووجه تثقيله: أنه مضارع «نجى» المعدى بالتضعيف.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «أنجى» المعدى بالهمزة، [نحو] لئن أنجيتنا [يونس: 22].
ووجه «الفرق» الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (خفية)، فقال:
ص:
بكسر ضمّ (صف) وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسى (ك) يّفا
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر تدعونه تضرعا وخفية هنا بالأنعام [الآية:
63]، وو ادعوا ربكم تضرعا وخفية بالأعراف [الآية: 55] بكسر الخاء، والباقون بضمه، وهما لغتان، والضم أكثر، وقيد الكسر لمخالفة الاصطلاح.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون لئن أنجينا [الأنعام: 63] بألف بعد الجيم ثم نون، وأصلهم إمالتها، والباقون بياء مثناة تحت وتاء مثناة فوق ثم نون، واستغنى بلفظ القراءتين.
وقرأ ذو كاف (كيفا) ابن عامر ينسّينّك [الأنعام: 68] بفتح النون الأولى وتشديد السين، والباقون بتخفيفها.
وجه غيب أنجينا [الأنعام: 63] مناسبة تدعونه [الأنعام: 63]، وقل الله [الأنعام: 64]، أي: لئن أنجانا الله، وعليه رسم الشامي، وأميل؛ لأنه يائي.
ووجه الخطاب: حكاية قولهم وقت الدعاء، أي: لئن (أنجيتنا) يا ربنا، وعليه بقية الرسوم.
ووجه وجهي ينسينّك: أن ماضيه نسى أو أنسى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُم، قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُم" [الآية: 63 والآية: 64] بعدها وفي يونس الآية: 92] "فَالْيَوْمَ ننجيك" و"ننجي رُسُلَنَا" و"ننجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 103] وفي [الحجر الآية: 59] "إِنَّا لَمنجوهُم" وفي [مريم الآية: 72] "ثُمَّ ننجي الَّذِينَ اتَّقَوْا" وفي [العنكبوت الآية: 32، 33] "لَننجيَنَّه" و"إِنَّا منجوك" وفي [الزمر الآية: 61] "وَينجي اللَّه" وفي [الصف الآية: 10] "تنجيكُم" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان بتسكين النون وتخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط، وافقهم ابن محيصن والكسائي وحفص كذلك في ثالث يونس، وافقهما المطوعي وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في الحجر والأول من العنكبوت، وافقهم المطوعي وقرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك، وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر والصف، وهي تسعة أحرف، وأما موضع الزمر فخففه روح وحده، والباقون بالتشديد في سائرهن، وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/15]
الباقون، وذلك من نجى بالتضعيف وأنجى بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خفية" [الآية: 63] هنا و[الأعراف الآية: 55] فأبو بكر بكسر الخاء والباقون بضمها وهما لغتان كإسوة وأسوة وأما خيفة آخر الأعراف فليس من هذا بل هو من الخوف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِه" [الآية: 63] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف ممالة بعد الجيم من غير ياء ولا تاء بلفظ الغيبة وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك لكنه بغير إمالة، والباقون بياء ساكنة بعد الجيم بعدها تاء مفتوحة على الخطاب حكاية لدعائهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخفية} [63] قرأ شعبة بكسر الخاء، والباقون بالضم، لغتان). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنجيتنا} قرأ الكوفيون بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا تاء، والباقون بياء تحتية ساكنة، وبعدها تاء فوقية مفتوحة). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينجيكم} [64] قرأ الحرميان والبصري وابن ذكوان بإسكان النون، وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم، ولا خلاف بين السبعة في تثقيل {قل من ينجيكم} [63] قبله). [غيث النفع: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)}
{يُنَجِّيكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر (ينجيكم) بالتشديد من (نجى).
[معجم القراءات: 2/449]
- وقرأ حميد بن قيس وعلي بن نصر وعباس وعبد الوارث عن أبي عمرو ويعقوب وسلام وعباس (ينجيكم) بالتخفيف من (أنجى).
{وَخُفْيَةً}
- قراءة الجمهور (وخفية) بضم الخاء، وهي رواية حفص عن عاصم.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحماد (وخفية) بكسر الخاء.
والضم والكسر لغتان مشهورتان كالعدوة والعدوة، والأسوة والإسوة.
وقال ابن عطية: (وقرأ عاصم في رواية أبي بكر رضي الله عنه..) كذا! حسب أنه الخليفة وليس هو، فهو سبق قلم.
- وقرأ الأعمش (وخيفة) بتقديم الياء على الفاء، من الخوف.
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها (وخفيه).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 2/450]
{أَنْجَانَا}
- قرأ عاصم (أنجانا) بالألف والفتح، وهي مروية عن هشام.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (أنجانا) بالألف الممالة وكذلك جاءت القراءة في مصاحف أهل الكوفة بالألف على الغالب.
قال الفراء: (قراءة أهل الكوفة -وكذلك هي في مصاحفهم- (أن ج ي ن ألف)، وبعضهم بالألف أنجانا..).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وورش (أنجيتنا) بالتاء على الخطاب حكاية لدعائهم، وهو كذلك في مصاحف أهل المدينة والبصرة.
قال مكي: (على لفظ الخطاب، فهو أبلغ في الدعاء والابتهال والسؤال، وهو الاختيار، لأن الأكثر من القراء عليه).
وقال النحاس: (واتساق الكلام بالتاء كما قرأ أهل المدينة وأهل الشام) ). [معجم القراءات: 2/451]

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قل الله ينجيكم) مشددة كوفي، ويزيد، وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قل الله ينجيكم} [64] مشدد: كوفي إلا العبسي طريق الأبزاري، وحمصي، ويزيد، وهشام، وأيوب). [المنتهى: 2/679]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وهشام (قل الله ينجيكم) منها بالتشديد، وخفف الباقون، وكلهم شددوا: (قل من ينجيكم) ). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وهشام: {قل الله ينجيكم} (64): مشددًا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وأبو جعفر وهشام: (قل اللّه ينجيكم) مشددا، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 357]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([64]- {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} مشددا: الكوفيون وهشام). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (645 - قُلِ اللهُ يُنْجِيكُمْ يُثَقِّلُ مَعْهُمُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = (هشامٌ) و(شام) ينسينك ثقلا
التثقيل للتكرير، وقبله: {قل من ينجيكم} بإجماع.
والتخفيف لقوله: {لئن أنجيتنا}.
وكذلك القول في: {ينسيك} ). [فتح الوصيد: 2/885] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = هشام وشام ينسينك ثقلا
ح: (يثقل): فاعله (هشامٌ)، (قل الله ينجيكم): مفعوله، (معهم): حال من الفاعل، والضمير: للكوفيين، (شامٍ): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ينسينك): مفعول الخبر.
ص: شدد الكوفيون وهشام: {قل الله ينجيكم} [64] من (نجى)، والباقون: {ينجيكم} بالتخفيف من (أنجى) .
وشدد ابن عامر: {ينسينك الشيطان} [68] من (نسى) إذا أنسي، والباقون {ينسينك} من (أنسى)، والكل لغات، كـ (أنزل) و (نزل) ). [كنز المعاني: 2/200] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (645- قُلِ اللهُ يُنْجِيكُمْ يُثَقِّلُ مَعْهُمُ،.. هِشَامٌ وَشَامٍ يُنْسِيَنَّكَ ثَقَّلا
أي هشام مع الكوفيين على تشديد "ينجيكم"، وابن عامر وحده على تشديد: "يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ"، والتخفيف والتشديد فيهما لغتان، أنجى ونجى وأنسى ونسَّى كأنزل ونزَّل وأكمل وكمَّل وأمتع ومتَّع، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/122] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (645 - قل الله ينجيكم يثقّل معهم = .... .... .... .... ....
....
ثم أخبر أن هشاما يثقل مع الكوفيين الجيم من قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ، ومن ضرورة التثقيل فتح النون فتكون قراءة أهل سما وابن ذكوان بتخفيف الجيم، ومن ضرورته إسكان النون. وقيد يُنَجِّيكُمْ بوقوعه بعد قُلِ اللَّهُ للاحتراز عن قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فقد اتفق السبعة على قراءته بالتشديد). [الوافي في شرح الشاطبية: 259]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... .... = .... .... .... يُنْجِي فَثَقِّلَا
107 - بِثَانٍِ أَتَى وَالْخِفَّ فِي الْكُلِّ حُزْ وَتَحْـ = ـتَ صَادَ يُرَى .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ينجي فثقلا بثان أتي إلخ، اعلم أنهم اختلفوا في المشتق منالتنجية في أحد عشر موضعًا وهو {من ينجيكم} [63] و{قل الله ينجيكم} [64] هنا وفي يونس {ننجيك ببدنك} [92] و{ننجي رسلنا} [103] {علينا ننج المؤمنين} [103] وفي الحجر {إنا لمنجوهم}[59] وفي مريم {ثم ننجي الذين اتقوا} [72] وفي العنكبوت {لننجينه} [32] و{إنا منجوك} [33] وفي الزمر {وينجي الله} [61] وفي الصف {تنجيكم} [11] قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبو جعفر {قل الله ينجيكم} [64] في هذه السورة بالتثقيل وهو الثان، وعلم من الوفاق أنه قرأ في البواقي كذلك، وقرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بتخفيف الجمع ما عدا الزمر فإنه قرأ فيه بالتخفيف منرواية روح وهذا معنى قوله: وتحت صاد يرى، واتفقوا على تخفيف موضع الصف وفاقًا لأصولهم، وزيد على المذكور موضعان {فنجي من نشاء} [110] في يوسف، {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88} الأول يأتي في سورته والثاني متفق التخفيف بينهم). [شرح الدرة المضيئة: 126] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يُنَجِّيكُمْ هُنَا وَقُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ بَعْدَهَا، وَفِي يُونُسَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ، وَنُنَجِّي رُسُلَنَا، وَنُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي الْحِجْرِ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ،
[النشر في القراءات العشر: 2/258]
وَفِي مَرْيَمَ نُنَجِّي الَّذِينَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ لَنُنَجِّيَنَّهُ، وَفِيهَا إِنَّا مُنَجُّوكَ، وَفِي الزُّمَرِ وَيُنَجِّي اللَّهُ، وَفِي الصَّفِّ تُنْجِيكُمْ مِنْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِتَخْفِيفِ تِسْعَةِ أَحْرُفٍ مِنْهَا، وَهِيَ مَا عَدَا الزُّمَرَ وَالصَّفَّ وَافَقَهُ عَلَى الثَّانِي هُنَا نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ ذَكْوَانَ، وَانْفَرَدَ الْمُفَسِّرُ بِذَلِكَ عَنْ زَيْدٍ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَوَافَقَهُ عَلَى الثَّالِثِ مِنْ يُونُسَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ، وَوَافَقَهُ فِي الْحِجْرِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْعَنْكَبُوتِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَوَافَقَهُ عَلَى مَوْضِعِ مَرْيَمَ الْكِسَائِيُّ، وَعَلَى الثَّانِي مِنَ الْعَنْكَبُوتِ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ، وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَمَّا مَوْضِعُ الزُّمَرِ فَخَفَّفَهُ رَوْحٌ وَحْدَهُ وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ سَائِرَهُنَّ، وَأَمَّا حَرْفُ الصَّفِّ فَشَدَّدَهُ ابْنُ عَامِرٍ وَخَفَّفَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {قل من ينجيكم} و{ قل الله ينجيكم} الموضعين [63، 64]، وفي يونس [92] {فاليوم ننجيك}، و{ننجي رسلنا} [يونس: 103]، و{ننج المؤمنين} [يونس: 103]، وفي الحجر [59] {إنا لمنجوهم}، وفي
[تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
مريم [72] {ثم ننجي}، وفي العنكبوت [32] {لننجينه}، وفيها [33] {إنا منجوك}، وفي الزمر [6] {وينجي الله}، وفي الصف [10] {تنجيكم من عذابٍ} الإحدى عشرة بالتخفيف، وافقه رويس في غير الزمر، ووافق الجميع سوى ابن عامر في الصف، ووافق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان في الثاني من هذه السورة [64]، وانفرد بذلك المفسر عن الداجوني عن هشام، ووافق الكسائي وحفص على الثالث من يونس [103] ووافق حمزة والكسائي وخلف في الحجر [59]، والأول من العنكبوت [32]، ووافق الكسائي في مريم [72]، ووافق ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر في الثاني من العنكبوت [32]، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (600- .... .... .... .... .... = .... وننجي الخفّ كيف وقعا
601 - ظلّ وفي الثّان اتل من حقٍّ وفي = كاف ظبىً رض تحت صاد شرّف
602 - والحجر أولى العنكبا ظلمٌ شفا = والثّان صحبةٌ ظهيرٌ دلفا
603 - ويونس الأخرى علا ظبىٌ رعا = وثقل صفٍّ كم وخفيةً معا
604 - بكسر ضمٍّ صف وأنجانا كفى = أنجيتنا الغير .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب «ننجي» كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو «ينجيكم» هنا «وقل الله ينجيكم» بعدها وكلاهما في هذه السورة، وفي يونس «فاليوم ننجيك ببدنك، وننجي رسلنا، وننجي المؤمنين» وفي الحجر «إنا لمنجوهم» وفي مريم «ثم ننجي» وفي العنكبوت «لننجينه، إنا منجوك» وفي الزمر «وينجي الله» وفي الصف «ينجيكم من» ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي:
(ظ) لّ وفي الثّان (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (رض) تحت صاد (ش) رّف
أي الثاني من هذه السورة يعني «قل الله ينجّيكم» خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالتشديد قوله: (وفي كاف) يعني وخفف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
الذي في مريم «ثم ننجّي الذين اتقوا» يعقوب والكسائي قوله: (تحت صاد) أي الذي في الزمر «وينجّي الله الذين اتقوا» خففه روح.
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت، وهما «إنا لمنجوهم، ولننجينه» يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (والثان) يعني الثاني من العنكبوت، معنى «إنا منجوك» خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير.
ويؤنس الأخرى (ع) لا (ظ) بي (ر) عا = وثقل صفّ (ك) م وخفية معا
يعني وخفف الحرف الأخير من يونس، وهو كذلك «حقا علينا ننجي المؤمنين» حفص ويعقوب والكسائي قوله: (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو «تتنجّيكم من عذاب أليم» بالتشديد ابن عامر، والباقون بالتخفيف قوله: (وخفية) يعني قرأ «خفية» من قوله تعالى: تضرعا وخفية في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة، والباقون بالضم كما في البيت الآتي:
بكسر ضمّ (ص) ف وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسي (ك) يّفا
أي وقرأ «لئن أنجانا من هذه» على ما لفظ به الكوفيون، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ظ) لـ وفي الثاني (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (ر) ض تحت صاد (ش) رّف
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
ويونس الأخرى (ع) لا (ظ) بى (ر) عا = وثقل (ص) فّ (ك) م وخفية معا
ش: أي: قرأ [ذو] [ظاء] (ظل) يعقوب باب «ننجي» كيف وقع، سواء كان اسما أو فعلا اتصل به ضمير، أم بدئ بنون أو ياء، وهو أحد عشر موضعا قل الله ينجيكم هنا [الآية: 64] وفاليوم ننجيك وننجي رسلنا وننج المؤمنين ثلاثتها بيونس [الآيتان: 92، 103]، وإنا لمنجوهم بالحجر [الآية: 59]، وننجي الذين بمريم [الآية: 72] لننجينه [و] إنا منجوك كلاهما بالعنكبوت [الآيتان:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/302]
32، 33] وينجي الله بالزمر [الآية: 61] [و] تنجيكم من عذاب أليم بالصف [الآية: 10]- فقرأ يعقوب بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس ووافقه بعض على بعض: فقرأ بتخفيف (الثاني) هنا وهو: قل الله ينجيكم [الأنعام: 64] ذو ألف [(اتل):
نافع، وميم (من) ابن ذكوان]، و(حق) البصريان وابن كثير.
وقرأ بتخفيف مريم ذو ظاء (ظبا): يعقوب، وراء (رض): الكسائي.
وقرأ بتخفيف الزمر ذو شين (شرف): روح.
وقرأ بتخفيف (الحجر)، و(أول العنكبوت) ذو ظاء (ظلم) يعقوب، و(شفا): حمزة والكسائي وخلف.
وقرأ بتخفيف ثاني العنكبوت مدلول (صحبة) حمزة [والكسائي] وخلف وأبو بكر، وظاء (ظهير) يعقوب، ودال (دلفا) ابن كثير.
وقرأ بتخفيف آخر يونس [الآية: 103] ذو عين (علا): حفص وظاء (ظبى) يعقوب و[راء] (رعا) الكسائي، والباقون بالتثقيل في الجميع.
وثقل الصف ذو كاف (كم) ابن عامر، وخففها الباقون.
تنبيه:
ذكر يعقوب أولا [في] تخفيف الباب كله، ثم ذكر الموافقين، وأعاد ذكره
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/303]
[معهم] لئلا يتوهم خروجه عن أصله.
ولما خرج رويس في الزمر، ذكر روحا وتركه.
ووجه تثقيله: أنه مضارع «نجى» المعدى بالتضعيف.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «أنجى» المعدى بالهمزة، [نحو] لئن أنجيتنا [يونس: 22].
ووجه «الفرق» الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُم، قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُم" [الآية: 63 والآية: 64] بعدها وفي يونس الآية: 92] "فَالْيَوْمَ ننجيك" و"ننجي رُسُلَنَا" و"ننجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 103] وفي [الحجر الآية: 59] "إِنَّا لَمنجوهُم" وفي [مريم الآية: 72] "ثُمَّ ننجي الَّذِينَ اتَّقَوْا" وفي [العنكبوت الآية: 32، 33] "لَننجيَنَّه" و"إِنَّا منجوك" وفي [الزمر الآية: 61] "وَينجي اللَّه" وفي [الصف الآية: 10] "تنجيكُم" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان بتسكين النون وتخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط، وافقهم ابن محيصن والكسائي وحفص كذلك في ثالث يونس، وافقهما المطوعي وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في الحجر والأول من العنكبوت، وافقهم المطوعي وقرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك، وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر والصف، وهي تسعة أحرف، وأما موضع الزمر فخففه روح وحده، والباقون بالتشديد في سائرهن، وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/15]
الباقون، وذلك من نجى بالتضعيف وأنجى بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينجيكم} [64] قرأ الحرميان والبصري وابن ذكوان بإسكان النون، وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم، ولا خلاف بين السبعة في تثقيل {قل من ينجيكم} [63] قبله). [غيث النفع: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}
{يُنَجِّيكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وهشام عن ابن عامر وخلف وأبو جعفر (ينجيكم) بالتشديد من (نجى) للكثرة، وهو الأجود عند الزجاج.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعلي بن نصر عن أبي عمرو وابن ذكوان وحميد بن قيس وسهل ويعقوب وابن محيصن، والقزاز عن عبد الوارث واليزيدي والحسن (ينجيكم) بالتخفيف من (أنجى) ). [معجم القراءات: 2/452]

قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "باس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وحققه الباقون، ومنهم الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بكسر التنوين من "بعض انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأس} [65] يبدله السوسي وحده). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعض انظر} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين في الوصل، والباقون بالضم.
تنبيه: سقط هذا من كلام الجعبري فإنه قال: «والتنوين اثنا عشر {فتيلا انظر} [النساء} و{وغير متشابه انظروا} [99] ...».
وتبعه ابن القاصح فقالك «وأول وقوع التنوين بالنساء {فتيلا انظر} وبالأنعام {متشابه انظروا}» ولم يذكره ابن غازي أيضًا.
[غيث النفع: 576]
ولا بد منه، وتركه سهو بلا شك). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}
{الْقَادِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{أَوْ يَلْبِسَكُمْ}
- قراءة الجماعة بفتح الياء (.. يلبسكم)، أي: يلبس عليكم أموركم.
- وقرأ أبو عبد الله المدني (.. يلبسكم) بضم الباء من (ألبس)، أي: يلبسكم الفتنة.
{وَيُذِيقَ}
- قراءة الجماعة بالياء (ويذيق).
[معجم القراءات: 2/452]
- وقرأ الأعمش (ونذيق) بالنون، وهي نون العظمة، وهو التفات فائدته نسبة ذلك إلى الله على سبيل العظمة والقدرة البالغة.
{بَأْسَ}
- أبدل الهمز فيه ألفًا (باس) أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وحقق الهمز الباقون (بأس) ومعهم الأصبهاني.
{بَعْضٍ انْظُرْ}
- قرأ (بعضٍ انظر) بكسر التنوين لالتقاء الساكنين أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه، وسهل والمطوعي والحسن، وهي قراءة أهل مكة.
- وقرأ الباقون (بعض انظر) بضم التنوين، وهو الوجه الثاني لقنبل وابن ذكوان، والضم دليل على أن ألف الوصل المحذوفة من الكلام كانت مضمومة). [معجم القراءات: 2/453]

قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)}
{وَكَذَّبَ}
- قراءة الجماعة (كذب) على التذكير.
- وقرأ ابن أبي عبلة (كذبت) بالتاء على معنى الجماعة.
{وَكَذَّبَ بِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في مواضع، وانظر الآيتين/29 و85
[معجم القراءات: 2/453]
من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/454]

قوله تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}
{لِكُلِّ نَبَإٍ}
- فيه لحمزة وهشام وقفًا الإبدال ألفًا، والتسهيل بالروم). [معجم القراءات: 2/454]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:39 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {وَإِمَّا ينسينك} 68
كلهم قَرَأَ {ينسينك} سَاكِنة النُّون الأولى وبتشديد الثَّانِيَة غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {ينسينك} بِفَتْح النُّون الأولى وَتَشْديد السِّين مَعَ النُّون الثَّانِيَة). [السبعة في القراءات: 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ينسينك) مشدد، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ينسينك} [68]: مشدد: ابن عامر). [المنتهى: 2/679]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (وإما ينسينك) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {وإما ينسينك} (68): بتشديد السين.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وإمّا ينسينك) مشددا، والباقون مخففا) ). [تحبير التيسير: 357]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُنْسِيَنَّكَ) مشدد دمشقي، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقه الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([68]- {يُنْسِيَنَّكَ} مشددا: ابن عامر). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (645- .... .... .... .... = هِشَامٌ وَشَامٍ يُنْسِيَنَّكَ ثَقَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = (هشامٌ) و(شام) ينسينك ثقلا
التثقيل للتكرير، وقبله: {قل من ينجيكم} بإجماع.
والتخفيف لقوله: {لئن أنجيتنا}.
وكذلك القول في: {ينسيك} ). [فتح الوصيد: 2/885] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = هشام وشام ينسينك ثقلا
ح: (يثقل): فاعله (هشامٌ)، (قل الله ينجيكم): مفعوله، (معهم): حال من الفاعل، والضمير: للكوفيين، (شامٍ): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ينسينك): مفعول الخبر.
ص: شدد الكوفيون وهشام: {قل الله ينجيكم} [64] من (نجى)، والباقون: {ينجيكم} بالتخفيف من (أنجى) .
وشدد ابن عامر: {ينسينك الشيطان} [68] من (نسى) إذا أنسي، والباقون {ينسينك} من (أنسى)، والكل لغات، كـ (أنزل) و (نزل) ). [كنز المعاني: 2/200] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (645- قُلِ اللهُ يُنْجِيكُمْ يُثَقِّلُ مَعْهُمُ،.. هِشَامٌ وَشَامٍ يُنْسِيَنَّكَ ثَقَّلا
أي هشام مع الكوفيين على تشديد "ينجيكم"، وابن عامر وحده على تشديد: "يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ"، والتخفيف والتشديد فيهما لغتان، أنجى ونجى وأنسى ونسَّى كأنزل ونزَّل وأكمل وكمَّل وأمتع ومتَّع، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/122] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (645 - .... .... .... .... .... = .... وشام ينسينّك ثقّلا
....
ثم بين أن ابن عامر شدد السين في: وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ ويلزمه فتح النون فتكون قراءة الباقين بتخفيف السين ويلزمه سكون النون، والنون التي تفتح في قراءة الشامي وتسكن في قراءة غيره هي النون الأولى). [الوافي في شرح الشاطبية: 259]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُنْسِيَنَّكَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِتَشْدِيدِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ينسينك} [68] بتشديد السين، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (604- .... .... .... .... .... = .... .... وينسي كيّفا
605 - ثقلاً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وينسى) أي وقرأ ابن عامر «ينسينك الشيطان» بتشديد السين كما سيأتي في أول البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (خفية)، فقال:
ص:
بكسر ضمّ (صف) وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسى (ك) يّفا
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر تدعونه تضرعا وخفية هنا بالأنعام [الآية:
63]، وو ادعوا ربكم تضرعا وخفية بالأعراف [الآية: 55] بكسر الخاء، والباقون بضمه، وهما لغتان، والضم أكثر، وقيد الكسر لمخالفة الاصطلاح.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون لئن أنجينا [الأنعام: 63] بألف بعد الجيم ثم نون، وأصلهم إمالتها، والباقون بياء مثناة تحت وتاء مثناة فوق ثم نون، واستغنى بلفظ القراءتين.
وقرأ ذو كاف (كيفا) ابن عامر ينسّينّك [الأنعام: 68] بفتح النون الأولى وتشديد السين، والباقون بتخفيفها.
وجه غيب أنجينا [الأنعام: 63] مناسبة تدعونه [الأنعام: 63]، وقل الله [الأنعام: 64]، أي: لئن أنجانا الله، وعليه رسم الشامي، وأميل؛ لأنه يائي.
ووجه الخطاب: حكاية قولهم وقت الدعاء، أي: لئن (أنجيتنا) يا ربنا، وعليه بقية الرسوم.
ووجه وجهي ينسينّك: أن ماضيه نسى أو أنسى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ينسينك" [الآية: 68] فابن عامر بتشديد السين وفتح النون من نسى وقرأ الباقون بتخفيفها وسكون النون من أنسى، وهما لغتان والمفعول الثاني محذوف أي: ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين فلا تقعد بعد ذلك معهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينسينك} [68] قرأ الشامي بفتح النون التي قبل السين، وتشديد السين والباقون بإسكان النون، وتخفيف السين). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}
{فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين مع الغنة.
- وقراءة غيره بالإظهار.
- قرأ ابن عامر وابن عباس (ينسينك) بتشديد السين، فهو معدى بالتضعيف من: نساه ينسيه، والمفعول الثاني محذوف، وهو الذكر أو الحق.
- وقراءة الجمهور (ينسينك) بتخفيف السين، فهو معدى بالهمز من (أنساه ينسيه)، والمفعول الثاني محذوف.
قال ابن عطية: (إلا أن التشديد أكثر مبالغة).
قال أبو حيان: (وليس كما ذكر؛ لا فرق بين تضعيف التعدية والهمز).
[معجم القراءات: 2/454]
{الذِّكْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/455]

قوله تعالى: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم إمالة "ذكرى" وكذا "جاء موسى" "وللناس" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)}
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
{ذِكْرَى}
- انظر حكم الإمالة فيه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 2/455]

قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إمالة "الدنيا" "وهدانا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبا ولهوا وغرتهم} [70] قرأ خلف بإدغام التنوين في الواو من غير غنة، والباقون بإدغامه مع الغنة، وكلهم سكنوا الهاء من {لهوا} لأنه اسم ظاهر، لا ضمير). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
{لَعِبًا وَلَهْوًا}
- قرأ خلف وحمزة بإدغام التنوين في الواو بلا غنة.
- وقراءة الباقين بالإدغام بغنة.
{وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ}
- إدغام التنوين في الواو، على النحو المتقدم في اللفظين السابقين.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{وَإِنْ تَعْدِلْ}
- قراءة الجمهور بالتاء (... تعدل).
[معجم القراءات: 2/455]
- وقرأ يحيى وإبراهيم بالياء من تحت (... يعدل).
{لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يوخذ منها) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز (لا يؤخذ) ). [معجم القراءات: 2/456]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:41 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (71) إلى الآية (73) ]

{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}

قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - قَوْله {استهوته الشَّيَاطِين} 71
كلهم قَرَأَ {استهوته الشَّيَاطِين} بِالتَّاءِ غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ (استهوه) بِالْألف ويميلها). [السبعة في القراءات: 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (توفيه، واستهويه) بالياء، حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 242] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (توفاه واستهواه) بألف من غير تاء، وأمال مع ذلك، وقرأ الباقون بالتاء من غير ألف). [التبصرة: 204] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {توفاه رسلنا} (61)، و: {استهواه} (71): بألف ممالة.
والباقون: بالتاء فيهما: {توفته}، و: {استهوته} ). [التيسير في القراءات السبع: 276] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (توفاه رسلنا) و(استهواه) بألف ممالة، والباقون بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 356] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {تَوَفَّتْهُ}، و{اسْتَهْوَتْهُ} [71] بألف ممالة: حمزة). [الإقناع: 2/640] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (643- .... .... وَذكَّرَ مُضْجِعاً = تَوَفَّاهُ وَاسْتَهْوَاهُ حَمْزَةُ مُنْسِلاَ). [الشاطبية: 51] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وذكر مضجعًا)، أي مميلًا. والإضجاع، من ألقاب الإمالة.
والتذكير للجمع، والتأنيث للجماعة.
والإمالة في الحرفين معلومة العلة.
و(منسلا)، أي متقدمًا؛ يقال: أنسلت القوم، إذا تقدمتهم). [فتح الوصيد: 2/884] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [642] سبيل برفع خذ ويقض بضم سا = كن مع ضم الكسر شدده واهملا
[643] نعم دون إلباس وذكر مضجعًا = توفاه واستهواه حمزة منسلا
ب-: (الإهمال): ضد الإعجام، (الإضجاع): الإمالة، (منسلًا): من (أنسلت القوم): إذا تقدمتهم.
ح: (سبيل): مفعول (خذ)، (برفعٍ): حال، (يقض): مفعول (شدد)، (اهملا): عطف على الأمر، وما توسط بين الفعل والمفعول: حال، (نعم): حرف إيجاب، جواب سائلٍ سأل: هل استوعبت قيود هاتين القراءتين؟ فقال: نعم ... دون إلباس، (حمزة): فاعل (ذكر)، (مضجعًا): حال منه، (توفاه): مفعول (ذكر)، (منسلًا): حال أخرى.
ص: قرأ غير نافع: (سبيلُ المجرمين) [55] برفع اللام على أنه
[كنز المعاني: 2/197]
فاعل: {ولتستبين}، ونافع بنصبها على أنها مفعول، والفاعل ضمير الخطاب.
وقرأ عاصم وابن كثير ونافع: {يقص الحق} [57] بضم ساكنه وهو القاف وضم مكسوره وهو الضاد، بعدما يشدد ويهمل عن النقط، فيصير: {يقص} من القصص، و{الحق}: مفعوله.
والباقون بسكون القاف وكسر الضاد وتخفيفه وإعجامه من القضاء، {الحق} مفعول، أو مصدر.
ومدح القراءة الأولى بأنها واضحة لا إلباس فيها.
ثم قال: قرأ حمزة: (توفيه رسلنا) [61] و(استهويه الشياطين) [71] بالتذكير والإمالة، التذكير على أن الفاعل ظاهر مؤنث غير حقيقي، والإمالة على أنهما من ذوات الياء، والباقون بالتأنيث فيهما على الأصل). [كنز المعاني: 2/198] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}، {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}.
فقرأهما حمزة: توفاه واستهواه والخلاف فيهما كالذي سبق في: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ}، في آل عمران؛ أي: ذكر حمزة لفظ هذا الفعل وأضجع ألفه؛ أي: أمالها على أصله، ولو لم يذكر الإمالة لكان ذلك معلوما من أصله، كما أنه في البيت الآتي لما ذكر الكوفيين قرءوا "أنجانا" في موضع "أنجيتنا" لم يتعرض للإمالة، وكان ذلك مفهوما من باها فحمزة والكسائي يميلان الألف وعاصم لا يميل على أصله، وضد تذكير الفعل تأنيثه وذلك بإلحاق تاء ساكنة آخره فيلزم حذف الألف من آخر الفعل؛ لسكونها، وقوله: منسلا ليس برمز؛ لأنه صرح باسم القارئ ولم يأت بعده بواو فاصلة لظهور الأمر، يقال: انسلت القوم إذا تقدمتهم وهو حال من حمزة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (643 - .... .... .... وذكّر مضجعا = توفّاه واستهواه حمزة منسلا
....
وقرأ حمزة: توفاته رسلنا، كالّذي استهوته الشّياطين بالتذكير أي بالإتيان بألف بعد الفاء في تَوَفَّتْهُ وبعد الواو في اسْتَهْوَتْهُ مكان تاء التأنيث فيهما مع إضجاع
هذه الألف أي إمالتها إمالة كبرى.
[الوافي في شرح الشاطبية: 258]
وقرأ الباقون بتاء التأنيث في مكان الألف. وقوله: (منسلا) مأخوذ من انسلت القوم بمعنى تقدمتهم وفيه إشادة بالإمام حمزة وتقدمه على أترابه في عصره، والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 259] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... وَفَائِزٌ = تَوَفَّتْهُ وَاسْتَهْوَتْهُ .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفائز توفته إلخ أي قرأ مرموز (فا) فائز وهو خلف {توفتهرسلنا} [61] و{استهوته الشياطين} [71] بتأنيث الفعلين). [شرح الدرة المضيئة: 125] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَاسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ (تَوَفَّاهُ) وَ " اسْتَهْوَاهُ " بِأَلِفٍ مُمَالَةٍ بَعْدَ الْفَاءِ وَالْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/258] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {توفته رسلنا} [61]، و{استهوته الشياطين} [71] بألف ممالة بعد الفاء، والواو، والباقون بتاء ساكنة بعدهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (600 - وذكّر استهوى توفّى مضجعا = فضلٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وذكّر استوى توفّى مضجعا = (ف) ضل وننجي الخفّ كيف وقعا
يعني «استهوته الشياطين، وتوفيه رسلنا» بالتذكير حمزة مع إمالته على أصله من حيث إنه صارت ألفه منقلبة عن الياء وتوفاه على التناسب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وذكّر استهوى توفّى مضجعا = (ف) ضل وننجي الخفّ كيف وقعا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فضل) حمزة استهواه الشياطين [الأنعام: 71]، توفّاه رسلنا [الأنعام: 61]- بألف ممالة قبل الهاء على التذكير، بتأويل الجمع على حد: وقال نسوة [يوسف: 30]، وهي يائية، فأمالها، والباقون بتاء التأنيث مكانها باعتبار الجماعة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/302] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "استهوته" [الآية: 71] فحمزة بألف ممالة بعد الواو وافقه الأعمش والباقون بالتاء الساكنة من غير ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "الشيطان" بالتوحيد وعن الحسن بالواو وفتح النون وهي لغة ردية "ورقق" الأزرق الراء من "حيران" بخلف عنه وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج به عن طريقه، وذكر الخلاف في الشاطبية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/17]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "الهدى ائتنا" بإبدال الهمزة ألفا بلا إمالة فهو وجه واحد، ونقل في النشر عن الداني احتمالا في الإمالة على أنها ألف الهدى دون المبدلة من الهمزة، والأقيس أنها يعني الألف الموجودة في اللفظ هي المبدلة من الهمز، قال: والحكم في وجه الإمالة للأزرق كذلك، والصحيح المأخوذ به عنهما الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/17]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إمالة "الدنيا" "وهدانا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حيران} فيه لورش الترقيق والتفخيم). [غيث النفع: 577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {استهوته} [71] مثل {توفته} [61] ). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}
{نُرَدُّ}
- قراءة الجماعة (نرد) على البناء للمفعول.
- وقرئ (نرتد) على البناء للفاعل.
{هَدَانَا}
-أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}
- قراءة الجماعة (استهوته الشياطين).
- قرأ حمزة والأعمش (استهواه الشياطين)، بإمالة الألف في
[معجم القراءات: 2/456]
الفعل، والفعل على تذكير الجمع.
- وقرأ السلمي والأعمش وابن مسعود وطلحة والمطوعي (استهوته الشيطان) الفعل بالتاء، وإفراد الشيطان.
وقال الكسائي: (إنها كذا في مصحف ابن مسعود).
قال أبو حيان: (والذين نقلوا لنا القراءة عن ابن مسعود إنما نقلوه: (الشياطين) جميعًا).
- وقرأ الحسن وابن مسعود وأبي بن كعب والأعمش (استهواه الشيطان).
- وقرأ الحسن (استهوته الشياطون) كذا بالواو، وهي لغة رديئة، وقد لحن في ذلك، وقيل: هو شاذ قبيح.
قال النحاس: (رواه محبوب عن عمرو عن الحسن، وهو لحن).
{حَيْرَانَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما، وقطع به في التيسير عن الأزرق.
{إِلَى الْهُدَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا}
- وقف حمزة على (الهدى ائتنا) بإبدال الهمزة ألفًا بلا إمالة.
[معجم القراءات: 2/457]
قال في الإتحاف: (بلا إمالة، فهو وجه واحد)، ونقل في النشر عن الداني احتمالًا في الإمالة على أنها ألف (الهدى) دون المبدلة من الهمزة.
والأقيس أنها -يعني الألف- الموجودة في اللفظ هي المبدلة من الهمز..).
وفي النشر: (.. على مذهب حمزة في إبدال الهمزة في الوقف ألفًا.
قال الداني في جامع البيان: يحتمل وجهين: الفتح والإمالة، فالفتح على أن الألف الموجودة في اللفظ بعد فتحة الدال هي المبدلة من الهمزة دون ألف الهدى، والإمالة على أنها ألف (الهدى) دون المبدلة من الهمزة.
قال: والوجه الأول أقيس؛ لأن ألف الهدى قد كانت ذهبت مع تحقيق الهمزة في حال الوصل، فكذا يجب أن تكون مع المبدلة منها، لأنها تخفيف، والتخفيف عارض).
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش وأبو جعفر والسوسي همزة (ائتنا) ألفًا عند وصل (الهدى) بـ(ائتنا).
{ائْتِنَا}
- وقرأ عبد الله بن مسعود (أتينا) فعلًا ماضيًا.
- وعنه أنه قرأ أيضًا (بينًا) على أنه حال من الهدى.
وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحفه.
- وعن ابن كثير أنه قرأ (تنا).
[معجم القراءات: 2/458]
{هُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه قبل قليل في (الهدى).
{اللَّهِ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب.
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه قبل قليل). [معجم القراءات: 2/459]

قوله تعالى: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
{الصَّلَاةَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{وَاتَّقُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (واتقوهو).
{وَهُوَ}
- تقدم سكون الهاء وضمها في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 2/459]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) بنونين القرشي عن عبد الوارث، وهو الاختيار لأن الفعل للَّه، الباقون على ما لم يسم فاعله (عَالِمُ الْغَيْبِ) بجر الميم عصمة عن أبي عمرو، وعَاصِم ورحمة حمله على رب العالمين، الباقون برفعها، وهو الاختيار على المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فيكون" [الآية: 73] بالنصب وعنه "الصور" حيث جاء بفتح الواو والجمهور بسكونها، فقيل جمع صورة كصوف وصوفة وثوم وثومة، وليس هذا جمعا صناعيا وإنما هو اسم جنس وقيل الصور القرن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/17]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كن فيكون} [73] هذا مما اتفق على رفعه). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}
{وَهُوَ ... وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{كُنْ فَيَكُونُ}
- قرأ الحسن (.. فيكون) بالنصب، وسبق مثل هذا في الآية/117 من سورة البقرة، ونسبت القراءة إلى أبي عمرو وابن عامر، والنصب هنا على جواب الأمر.
[معجم القراءات: 2/459]
وذهب بعض العلماء إلى أنه لحن، ورد هذا أبو حيان فيما سبق، إذ لم يكن ابن عامر ليلحن، وهو عربي فصيح.
- وقراءة الجمهور (.. فيكون) بالرفع على الاستئناف، أي: فهو يكون.
{قَوْلُهُ الْحَقُّ}
- قراءة الحسن (قوله الحق) بضم القاف.
- وقراءة الجماعة بفتحها (قوله..).
{يُنْفَخُ}
- قراءة الجمهور (ينفخ) على البناء للمفعول.
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو وابن عباس وابن بكار عن ابن عامر وابن وردان عن الكسائي (ينفخ) بفتح الياء على البناء للفاعل، قال القرطبي:
(فيجوز أن يكون الفاعل (عالم الغيب)).
وقال الأخفش: (وقال بعضهم: (ينفخ عالم الغيب والشهادة..).
ولا أحسب هذا قراءةً، وإن كان أسلوب الأخفش في ذكر القراءة يجري غالبًا هذا المجرى.
- وروى عبد الوارث عن أبي عمرو، وكذا رواية إسحاق بن يوسف الأزرق عنه (ننفخ) بنون العظمة.
{الصُّورِ}
- قرأ الحسن، وحكاها عمرو بن عبيد عن عياض، وقتادة، ومعاذ
[معجم القراءات: 2/460]
القارئ وأبو مجلز وأبو المتوكل (الصور) فتح الواو جمع صورة، وروي هذا عن أبي عبيدة، وخطأه أبو الهيثم، ونسبه إلى قلة المعرفة.
- وقراءة الجماعة (الصور)، وهو القرن الذي ينفخ فيه، وقال بعضهم: هي لغة اليمن.
{عَالِمُ الْغَيْبِ}
- قراءة الجماعة بالرفع (عالم الغيب)، أي: هو عالم الغيب، وفيه غير هذا التقدير، وهو عند الزمخشري رفع على المدح.
- وقرأ الحسن والأعمش وعصمة عن عاصم، وعصمة وابن جبلة عن أبي عمرة (عالم الغيب) بالخفض على البدل من الهاء في (له)، أو على النعت.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وسكونها في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/461]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:43 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (74) إلى الآية (79) ]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آزر) رفع يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءازر) [74]: رفع: يعقوب). [المنتهى: 2/680]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آزَرَ) ذكر في الهمز غرٍ أن أبا علي، زاد عن ابن عمرو، واللؤلؤي برفع الراء، والجعفي بقصر الهمزة ونصب الراء برفع الياء ابن المنادي عن نافع، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (آتَيْنَاهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (107- .... .... .... .... .... = .... .... وَالرَّفْعُ آزَرَ حُصِّلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والرفع آزر حصلا أي قرأ مرموز (حا) حصلا وهو يعقوب برفع راء {آزر} [74] على النداء، واللآخرين النصب عطف بيان أو بدل علم من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 126]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آزَرَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {آزر} [74] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (605- .... وآزر ارفعوا ظلماً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخف = نون تحتاجّوني (مدا) (م) ن (ل) ي اختلف
يعني «لأبيه آزر» برفع الزاي يعقوب والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ننسى) فقال:
ص:
ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخفّ = نون تحاجّون (مدا) (م) ن (لى) اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلما) يعقوب آزر [الأنعام: 74] بالرفع على النداء، والباقون بالنصب عطف بيان أو بدل.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان وميم (من) ابن ذكوان أتحاجّوني في الله [الأنعام: 80] بنون واحدة.
واختلف عن ذي لام (لي) هشام:
فروى ابن عبدان عن الحلواني، عن أصحابه من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، كلهم عن هشام بالتخفيف [كذلك].
وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد، وبه قرأ أيضا على أبي الحسن عن قراءته على أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قطع المغاربة.
وروى الأزرق والجمال عن الحلواني، والمفسر وحده عن الداجوني عن أصحابه تشديد النون، وبذلك قطع العراقيون قاطبة للحلواني.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن أصحابه من الطريق المذكورة.
تتمة: تقدم إمالة رأى [الأنعام: 76، 77، 78].
وأصل أتحجّونّي [الأنعام: 80] ونظائره من أتمدونّي [النمل: 36]، وأ تعدانّي [الأحقاف: 17] ومكّنّي [الكهف: 95] وتأمرونّي [الزمر: 64]- نونان: نون الرفع، ونون الوقاية، ولم يقرأ بها من طرق الكتاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/305]
وجه الحذف: التخفيف؛ مبالغة في كراهية التضعيف، [وهي لغة غطفان، والحذاق] على أن المحذوف الثانية.
ووجه التشديد: إدغام [أحد] المثلين، وهو الكثير والمختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: يعقوب (لأبيه آزر) بالرّفع والباقون بالنّصب، والله الموفق). [تحبير التيسير: 357]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آزر" [الآية: 74] فيعقوب بضم الراء على أنه منادى ويؤيده ما في مصحف أبي: يا آزر، بإثبات حرف النداء وافقه الحسن، والباقون بفتحها نيابة عن الكسرة للعلمية أو الوصفية والعجمة، وهو بدل من أبيه أو عطف بيان له إن كان لقبا ونعت لأبيه، أو حال إن كان وصفا بمعنى المعوج أو المخطئ أو الشيخ الهرم، وقيل اسم صنم فنصبه بفعل تقديره أتعبد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/17]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني أراك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراك" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءازر} [74] ورش فيه على أصله من المد والتوسط والقصر). [غيث النفع: 577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أراك} فتح ياء {إني} الحرميان والبصري، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}
{آَزَرَ أَتَتَّخِذُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم والكسائي والأعمش (آزر أتتخذ) بفتح الراء على أنه بدل من (أبيه)، أو عطف بيان،
[معجم القراءات: 2/461]
أو هو منصوب بفعل محذوف تقديره: أتعبد آزر، والفعل: أتتخذ، على الاستفهام.
- وقرأ أبي وابن عباس والحسن ومجاهد واللؤلؤي عن أبي عمرو ويعقوب والضحاك وأبو يزيد المدني وسليمان التميمي وإبراهيم النخعي وابن وثاب (آزر أتتخذ) بضم الراء على النداء: يا آزر..، وهو عند الفراء وجه حسن.
- وقرأ أبي بن كعب (يا آزر اتخذت أصنامًا)، بالتصريح بحرف النداء، والفعل: اتخذت: ماضٍ، وذكر أبو حيان أنه في مصحف أبي كذلك (يا آزر..) وهو هذا على خطا ابن عطية، وهو كذلك عند صاحب الإتحاف.
- وقرأ ابن عباس في رواية (أأزرًا تتخذ) بهمزة الاستفهام وفتح الهمزة بعدها وسكون الزاي ونصب الراء، وحذف همزة الاستفهام من الفعل بعده.
[معجم القراءات: 2/462]
قال ابن عطية: (المعنى: أعضدًا وقوةً ومظاهرة على الله تتخذ...).
- وقرأ ابن عباس وأبو إسماعيل الشامي، وهي رواية أبي حاتم، أ إزرًا تتخذ) بكسر الهمزة بعد همزة الاستفهام، وهو اسم صنم، وذهب ابن عطية إلى أن الهمزة مبدلة من واو كأنه قال: أوزرًا...
- وقرأ الأعمش (إزرًا تتخذ) بكسر الهمزة وسكون الزاي ونصب الراء، والفعل مجرد من الاستفهام.
- وقرأ حسين عن أبي عمرو (أزر) بقصر الهمزة وفتح الراء.
{أَتَتَّخِذُ}
ومما سبق يتبين في الفعل القراءات الآتية:
1- أتتخذ، بالاستفهام، قراءة الجماعة.
2- تتخذ، بحذف همزة الاستفهام، وهي قراءة الأعمش وابن عباس وإسماعيل الشامي.
3- اتخذت، بصورة الماضي، وهي قراءة أبي بن كعب.
{إِنِّي أَرَاكَ}
- فتح الياء أبو عمرو وابن كثير ونافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن وابن محيصن (إني أراك).
- وبقية القراء على إسكان الياء.
[معجم القراءات: 2/463]
{أَرَاكَ}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- وبقية القراء على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/464]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَكَذَلِكَ نُرِي) بالتاء القورسي، والإنطاكي، والشيزري، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر غير أن القورسي رفع بالتاء من (مَلَكُوتَ)، الباقون بالنون ونصب التاء وهو الاختيار للعظمة، ولأن اللَّه أراه). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}
{نُرِي}
- قراءة الجماعة: (نري إبراهيم ملكوت..) بنون العظمة.
- وقرئ (تري إبراهيم ملكوت) بالتاء في الفعل ورفع (الملكوت)، ومعناه تبصره دلائل الربوبية، فأسند الفعل إلى (الملكوت) مؤولًا بمؤنث، فلذلك أنت فعله.
وما جاء عند الزمخشري وأبي حيان والبيضاوي نص مطلق في الفعل أنه بالتاء، غير أنه ليس مقيدًا بحركة.
- وقرئ (يرى إبراهيم) الفعل بالياء وإبراهيم: بالرفع على أنه فاعل.
{إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{مَلَكُوتَ}
- قراءة الجماعة (ملكوت) بفتح اللام.
- وقرأ أبو السمال العدوي (ملكوت) بسكون اللام، وهي لغة بمعنى الملك.
[معجم القراءات: 2/464]
- وقرأ عكرمة (ملكوث) بالثاء المثلثة، وقال: ملكوثا، باليونانية أو القبطية.
وقال النخعي: (هي ملكوثا، بالعبرية) ). [معجم القراءات: 2/465]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء والهمزة وفي كسرهما من قَوْله {رأى كوكبا} 76 ونظائره
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (رءا) بِفَتْح الرَّاء والهمزة
وَقَرَأَ نَافِع بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (رءا) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة
وروى القطعي عَن عبيد بن عقيل عَن أَبي عَمْرو (رءا) بِكَسْر الرَّاء والهمزة جَمِيعًا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (رءا) بِكَسْر الرَّاء والهمزة
وَاخْتلفُوا فِيهَا إِذا لقيها سَاكن فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي وَابْن عَامر (رءا الْقَمَر) الْأَنْعَام 77 و(رءا الشَّمْس) الْأَنْعَام 78 (وَإِذا رأى الَّذين ظلمُوا) النَّحْل 85 و(رءا الَّذين أشركوا) النَّحْل 86 و(رءا المجرمون) الْكَهْف 53 وَمَا كَانَ مثله بِفَتْح الرَّاء والهمزة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة (رءا الْقَمَر) و(رءا الشَّمْس) بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْهمزَة في كل الْقُرْآن
وَذكر خلف عَن يحيى بن آدم عَن أبي بكر عَن عَاصِم (رءا الْقَمَر) و(رءا الشَّمْس) بِكَسْر الرَّاء والهمزة مَعًا
وَكَانَ حَفْص يرْوى عَن عَاصِم بِفَتْح الرَّاء والهمزة في (رءا) في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 260 - 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رأى) بكسر الألف، أبو عمرو، والبخاري، لورش، بكسرهما، كوفي-غير عاصم- إلا يحيى،
[الغاية في القراءات العشر: 243]
ابن ذكوان كمثل إلا أن يتصل بكاف أو هاء فإذا لقيه ساكن بكسر الراء وفتح الهمزة، حمزة، ويحيى، وخلف، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 244]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رءا كوكبًا) [76]، وبابه: بفتح الراء، وكسر الهمزة أبو عمرو غير أبي زيد، وحمصي، والخنيسي. بضده الخزاز، بكسرتين دمشقي إلا الحلواني، وهما إلا ابن أبي نصر طريق الشذائي، وخلف، والمفضل وأبو بكر غير حماد والأعشى والبرجمي، وورش طريق ابن الصلت والطائي، والبلخي عن يونس، وابن برزة عن اليزيدي، وافق الأخفش طريق ابن الخليل، وحماد، وشعيب إلا نفطويه في الأنعام.
بين اللفظين: ابن عتبة، وأبو نشيط طريق ابن الصلت، والأزرق طريق أبي عدي). [المنتهى: 2/680]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (رأي كوكبًا) ونحوه في باب الإمالة أن ابن ذكوان وأبا بكر وحمزة والكسائي يميلون الراء والهمزة، وأن أبا عمرو يميل الهمزة ويفتح الراء، وورش يقرأ بين اللفظين في الراء والهمزة، والباقون بالفتح فيهما، وجملته ستة عشر موضعًا، وقد ذكرنا (رأى القمر) ونحوه أن أبا بكر وحمزة يميلان الراء ويفتحان الهمزة، والباقون بالفتح فيهما، وجملته ستة مواضع؛ ولم يختلف في (رأوه ورأته) ونحوه مما الساكن معه في كلمة أنه مفتوح إلا ما ذكر عن نصير من الإمالة، ولم أقرأ به). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وابن ذكوان: {رءا كوكبا} (76)، و: {رءا أيديهم} (هود: 70)، و: {رءاه} (النمل: 40)، و: {فرءاه} (فاطر: 8)، وشبهه من لفظه، إذا لم يأت بعد الياء ساكن منفصل: بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
واستثنى النقاش عن الأخفش ما اتصل من ذلك بمكني، نحو: {رآك} (الأنبياء: 36)، و: {رءاها} (النمل: 10)، و: {رءاه}، و: {فرءاه}: بفتح الراء والهمزة فيه.
وبذلك قرأت على الفارسي، عنه. وكذا أقرأنيه أيضًا أبو الفتح، عن قراءته على عبد الباقي، عن أصحابه، عنه، عن الأخفش.
وورش: يميل الراء والهمزة بين اللفظين في الجميع.
وأبو عمرو: بإمالة الهمزة فقط.
وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة.
والباقون: بفتحهما معًا). [التيسير في القراءات السبع: 277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف وأبو بكر وابن ذكوان: (رأى كوكبا ورأى أيديهم ورآه [وفرآه] وشبهه من لفظه إذا لم يأت بعد الياء ساكن منفصل بإمالة فتحة الرّاء والهمزة جميعًا، واستثنى النقاش عن الأخفش ما اتّصل من ذلك بمكني نحو: (رآك ورآها) ورآه (وفرآه) ففتح الرّاء والهمزة فيه وبذلك قرأت على الفارسي عنه وبذلك أقرانيه أيضا أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عنه عن الأخفش [وقرأ ورش] الرّاء
[تحبير التيسير: 357]
والهمزة بين اللّفظين في الجميع، وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط، وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة [يعني من طريق أبي بكر القرشي]. عنه وليست من هذا الكتاب والباقون بفتحهما جميعًا). [تحبير التيسير: 358]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (646 - وَحَرْفَيْ رَأَى كُلاًّ أَمِلْ مُزْنَ صُحْبَةٍ = وَفِي هَمْزِهِ حُسْنٌ وَفِي الرَّاءِ يُجْتَلاَ
647 - بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِماَ مَعَ مُضْمِرٍ = مُصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الْكُلِّ قَلِّلاَ
[الشاطبية: 51]
648 - وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ فِي صَفاَ يَدٍ = بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ يَقِي صِلاَ
649 - وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا = رَأَيْتُ بِفَتْحِ الْكُلِّ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 52] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([646] وحرفي رأى كلا أمل (مـ)زن (صحبةٍ) = وفي همزه (حـ)سن وفي الراء (يـ)جتلا
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمرٍ = (مـ)صيبٌ وعن (عثمان) في الكل قللا
المزن: جمع مزنة، وهي السحابة البيضاء والمطرة.
وأراد هاهنا المطر؛ كما قال الشاعر:
ألم تر أن الله أنزل مزنةً = وغفر الظباء في الكناس تقمع
ونصبه على المدح.
[فتح الوصيد: 2/885]
والعلم يشبه بالغيث، لأن الأرض والقلوب بهما يحييان؛ فكأنه قال: عِلمُ صحبةٍ؛ لأنهم أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة، لتصح إمالة الألف التي بعدها، وهي منقلبة عن ياءً، فأميلت تنبيهًا على الأصل؛ ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها، ليكون عمل اللسان واحدًا.
(وفي همزه حسن)، أي والإمالة في همزه حسن، لأن الهمزة تلي الألف، فلا بد من إمالتها لإمالة الألف، وليست الراء كذلك.
(وفي الراء يجتلی)، أي يكشف.
(بخلفٍ)، وذلك أن أبا عمرو قال: «قرأت على فارس بن أحمد بإمالة الراء والهمزة لأبي شعيب السوسي؛ وقال لي: كان أبو عمران موسی بن جریر يختار فتح الراء وإمالة الهمزة، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين».
قال: «وبذلك قرأت في روايته على غيره»؛ ذكر هذا في الموضح.
وقال في التنبيه: «وقرأت على أبي الفتح عن قرأته في رواية أبي شعيب السوسي بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
قال لي أبو الفتح: وإنما اختار فتح الراء، أبو عمران موسی بن جریر؛ خالف في ذلك أبا شعيب، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين، وتابع أبا شعيب على إمالة الراء والهمزة عن اليزيدي، محمد بن سعدان وأحمد بن جبير».
[فتح الوصيد: 2/886]
وكذلك روى محمد بن يحيى عن عبيد بن عقيل عن أبي عمرو.
وإنما قال: (يجتلی)، لأنه لم يوضح ذلك في التيسير، لأنه قال فيه: «وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط. وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة».
(وخلفٌ فيهما مع مضمر مصيب): قال أبو عمرو: «وقرأت له من رواية ابن الأخرم عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة مطلقًا.
وقرأت على الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة إذا لم يتصل بالفعل ضميرٌ. فإذا اتصل به نحو: {فرءاه } و (رءاك) و(رءاها)، أخلص فتحهما».
وكذلك قرأ على أبي الفتح عن قرأته بالإمالة مع الاسم الظاهر لا غير، وهو خمسة مواضع: في الأنعام وهود وموضعان في يوسف، وفي طه موضع.
قال: «وقال لي أبو الفتح: وروى الشاميون عنه الإمالة في الذي في الأنعام خاصة».
[فتح الوصيد: 2/887]
وحجة الفتح مع المضمر، أن الألف الممالة قد توسطت، والإمالة تغيير، والتغيير للطرف. هذا مع الجمع بين اللغتين والتقيد بالنقل.
(وعن عثمان في الكل قللا)، قال أبو عمرو: «و أمال نافع في رواية ورش من غير طريق الإصبهاني الراء والهمزة بين اللفظين في جميع القرآن».
وقد سبقت العلة في إمالة بين اللفظين.
[648] وقبل السكون الرا أمل (فـ)ي (صـ)فا (يـ)د = بخلفٍ وقل في الهمز خلفٌ (يـ)قي (صـ)لا
يريد: إذا استقبله لام التعريف نحو: {رءا القمر} و{رءا الشمس} و {رءا المجرمون} و{رءا المؤمنون}.
وقوله: (بخلفٍ)، عائد إلى أقرب مذكور وهو السوسي.
[فتح الوصيد: 2/888]
قال أبو عمرو: «وقرأت على أبي الفتح في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عنه بإمالة الراء والهمزة».
ولم يذكر في التنبيه والموضح والتيسير عن أبي شعيب غير ما هذا معناه.
وقال في غيرها مثل هذا، وقال عقيب ذلك: «قال لي فارس: كذلك روت الجماعة عن أبي شعيب. وإنما اختار الفتح في ذلك موسی بن جریر النحوي من نفسه».
قال أبو عمرو: «يعتي في ما بعد الياء منه ساكن. قال أبو الفتح: وقد
كان يعني موسى يختار في قراءة أبي عمرو أشياء من جهة العربية».
قال: «وقرأت جميع ذلك على أبي الحسن عن قرأته بالفتح، إلا نحو: {رءا كوكبا}، فإني قرأته عليه بفتح الراء وإمالة الهمزة كما تقدم».
فحاصل ذلك، أن أبا عمرو قرأ ما لقيته ساكن على أبي الفتح، بإمالة الهمزة والراء، وعلى أبي الحسن بفتحهما.
وأما الخلاف عن أبي بكر، فرواه خلف عن یحيی بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء والهمزة في هذا الضرب.
ورواية شعيب بن أيوب الصريفيني وغيره عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء وفتح الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/889]
وكذلك روى البرجمي والكسائي والعليمي عن أبي بكر.
وقوله: (في صفا يدٍ)، أي في صفاء نعمة، لأن العلم نعمةٌ؛ بل هو أجل النعم، فكأنه يقول: أمل في صفاء علمٍ. واليد تستعمل بمعنى النعمة؛ وذلك أن الإمالة في الراء، دليلٌ على أن الأصل كان كذلك قبل لقاء الساكن.
ومن فتح، فلأن الإمالة كانت لإمالة الألف وقد سقطت.
وكذلك القول في فتح الهمزة وإمالتها.
وقوله: (يقي صلا)، أي حر النار؛ لأن معرفة العلم والإحاطة بما ينفع المؤمنين وحفظه عليهم منجٍ من النار إن شاء الله.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفًا وموصلا
أي وقف فيه كالكلمة الأولى، وهي: {رءا كوكبًا}، لأن بالوقف قد زال الساكن الذي منع الإمالة، فإذا وقفت عليه، أملت لأصحابها، فإن لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل نحو: {رأيتهم من مكان بعيد}، و{فلما
[فتح الوصيد: 2/890]
رأته}، و{فلما رأوه}، و{إذا رأوهم}، و{إذا رأوك}، و{إذا رأيت}، و{إذا رأيتهم}، و{فلما رأينه}، فالفتح؛ وهو قوله: (بفتح الكل)، أي: بفتح القراء كلهم وقفًا ووصلًا، لأن الساكن لا ينفصل منه في وقفٍ ولا وصلٍ؛ وذلك أن الراء أميلت حيث أميلت، لإمالة الهمزة، والهمزة الإمالة الألفي، والألف معدومة، لأن الساكن أذهبها). [فتح الوصيد: 2/891] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [646] وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبةٍ = وفي همزه حسنٌ وفي الراء يجتلى
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمر = مصيبٌ وعن عثمان في الكل قللا
ب: (المصيب): ذو الصواب، (التقليل): الإمالة بين بين،
[كنز المعاني: 2/200]
(عثمان): هو ورش.
ح: (حرفي): مفعول (أمل)، (رأى): مضاف إليه، (كلا): حال عن (رأى) بمعنى: جميعًا، لا تأكيد لـ (حرفي)، وإلا لكان (كلا)، ولا لـ (رأى)، وإلا لكان مجرورًا، (مزن): حال أخرى، (في همزه حسنٌ): خبر ومبتدأ، (في الراء): ظرف (يجتلى)، (بخلفٍ): حال عن السوسي (خلفٌ): مبتدأ، (فيهما): صفة، (مصيبٌ): خبر، (عن عثمان): متعلق بـ (قللا)، (في الكل): ظرفه، وضمير التثنية: للحرفين.
ص: أي: قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر حرفي: (رءا) أي: الراء والهمزة في كل القرآن بإمالتهما، وأمال في همز: (رءا) فقط أبو عمرو، وفي الراء أيضًا السوسي، لكن ... بخلاف، إذ ينقل الفتح عنه أيضًا.
[كنز المعاني: 2/201]
ولابن ذكوان خلاف في إمالة حرفي: (رءا) إذا لقيا مضمرًا، نحو: {رءاك} و {رءاه}: فروى الحافظ أبو عمرو عنه الإمالة، والنقاش عن الأخفش عنه الفتح؛ لأن الألف بعدت عن الطرف باتصال الضمير بها.
وأميل عن ورش الراء والهمزة بين بين في كل ذلك على أصله.
وهذا كله إذا كان بعد: (رءا) متحرك، أما إذا كان بعده ساكن، فبيانه قوله:
[648] وقبل السكون الرا أمل في صفا يدٍ = بخلفٍ وقل في الهمز خلف يقي صلا
ب: (اليد): النعمة، (صلا النار) بالفتح والقصر، أو الكسر والمد:
[كنز المعاني: 2/202]
حرها.
ح: (قبل): ظرف (أمل)، (الرا): مفعول (أمل) قصرت ضرورة، (في صفا): متعلق بـ (أمل)، (يدٍ): مضاف إليه، (بخلفٍ): صفته، (خلفٌ): مبتدأ، (يقي): صفته، (صلا): مفعول (يقي)، (في الهمز) خبر المبتدأ، والجملة: مقول القول.
ص: أي: إذا وقع: (رءا) قبل ساكن بأن وقع قبل لام الوصل، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77]، (ورءا المجرمون النار) [الكهف: 53]، فأمل الراء عن حمزة وأبي بكر والسوسي بخلافٍ عنه-، وقل: خلاف في الهمز عن السوسي وأبي بكر.
[كنز المعاني: 2/203]
والحاصل: أن حمزة يميل الراء وحدها بلا خلاف، وأبا بكر يميلها بلا خلاف، والهمزة بخلاف، والسوسي يميلهما بخلاف.
أما إمالة الراء: فلأن الألف كأنه موجود، والفتح: لأن الإمالة كانت لإمالة الألف، وقد سقطت، وكذلك الوجه في إمالة الهمزة وفتحها.
وإنما قال: (خلفٌ يقي صلا)، لأن نقل العلم لنفع الخلق يحفظ صاحبه من عذاب النار.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا
ب: (الوصل): مصدر بمعنى الوصل.
ح: ضمير (فيه): للضرب الملاقي ساكنًا، (الأولى): صفة الكلمة، والجار والمجرور: منصوب المحل على الحال، و (نحو): مبتدأ، (رأت)، (رأوا)، (رأيت): بدل منه، (بفتح) خبر، (وقفًا وموصلا): حالان، أي: واقفًا وواصلًا.
[كنز المعاني: 2/204]
ص: أي: قف في: {رأى} التي قبل الساكن، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77] كالكلمة الأولى وهي: (رءا كوكبًا) [76] وبابها، فتميل الحرفين لابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وتميل الهمزة وحدها لأبي عمرو، وخلف السوسي في الراء باقٍ على أصله.
ونحو: {رأتهم من مكان بعيدٍ} [الفرقان: 12]، {رأته حسبته لجةً} [النمل: 44]، {رأوا بأسنا} [غافر: 84]، {وإذا رأوهم} [المطففين: 32]، {رأيت الذين يخوضون} [68]، {ورأيتهم} [المنافقون: 4] مما لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل: ففتح كل القراء مجمعٌ عليه في حالتي الوقف والوصل، لأن الألف معدوم مطلقًا للزوم الساكن، فيتعين الفتح). [كنز المعاني: 2/205] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (646- وَحَرْفَيْ رَأَى كُلًّا أَمِلْ "مُـ"ـزْنَ صُحْبَةٍ،.. وَفِي هَمْزِهِ "حُـ"ـسْنٌ وَفِي الرَّاءِ "يُـ"ـجْتَلا
كلا بمعنى جميعا فهو حال من رأى؛ أي: حيث أتى رأى، فأمال حرفيه؛ أي: أمل حرفي رأى جميعا، وليس كلا تأكيدا لـ "حرفي"؛ لأن تأكيد المثنى إنما يكون بلفظ كلا، ولو أراد ذلك لأتى بلفظ: معا، واتزن النظم به، ولا هو تأكيد لرأي وإلا لكان مخفوضا كما قال: المخلصين الكل فلا يتجه أن يكون كلا هنا إلا بمنزلة جميعا في نحو قوله: عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعا، فيكون منصوبا على الحال من رأى، ورأى هنا معرفة؛ أي: وحرفي هذا اللفظ، فجاز نصب الحال عنه، وإن كان مضافا إليه؛ لأنه من باب رأيت وجه القوم جميعا، ومزن صحبة منصوب على الحال أيضا أو على المدح، وكني بالمزن وهو السحاب عن العلم، وعنى بالحرفين الراءَ والهمزةَ، وعلى التحقيق الهمزة غير ممالة وإنما الإمالة في الألف التي بعدها وإنما من ضرورة ذلك إضجاع فتحة الهمزة والعرب تستحسن إمالة الراء لا سيما إذا كان بعدها ألف ممالة ثم قال: وفي همزة حسن؛ أي: واقتصر على إمالة همز رأى أبو عمرو، وفي إمالة الراء خلاف عن السوسي ومزن صحبة أمالوهما معا والله أعلم.
647- بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِما مَعَ مُضْمِرٍ،.. "مُـ"ـصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الكُلِّ قَلِّلا
أي: وعن ابن ذكوان الخلف في إمالة الهمزة والراء معا إذا اتصلت الكلمة بالمضمر نحو: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"، "رَآهَا تَهْتَزُّ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/123]
كأنها"فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ". وجه الخلاف بعد الألف عن الطرف باتصال الضمير بها، وعثمان هو: ورش أمال الحرفين حيث جاءت كلمة رأى بين بين نحو: {رَأى كَوْكَبًا}، {رَأى نَارًا}.
وقوله: بخلفٍ في أول البيت يعني: عن السوسي المرموز في البيت السابق ثم ابتدأ وخلف فيهما فقوله: فيهما خبر المبتدأ إن كان مصيب صفته وإلا فهو صفته إن كان مصيب الخبر، وفي قللا ضمير تثنية يرجع إلى حرفي رأى، والكل هنا هو كلا في البيت السابق.
648- وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ "فِـ"ـي "صَـ"ـفا يَدٍ،.. بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ "يَـ"ـقِي "صِـ"ـلا
يعني: إذا وقع "رأى" قبل ساكن نحو: "رَأى الْقَمَرَ"، "رَأى الشَّمْسَ"، "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ"، "وَإِذَا رَأى الَّذِينَ"، فقد تعذرت إمالة الألف؛ لسقوطها لأجل الساكن وإضجاع الهمز إنما كان لأجل إمالة الألف، فأمال هؤلاء الراء تقدير أن الألف كلها موجودة ممالة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/124]
بخلف عن السوسي وحده وأما إمالة الهمزة ففيها الخلاف عن السوسي وعن أبي بكر؛ لأنه إذا قدم ذكر الخلف وأطلقه كان لجميع من يأتي بعده، وإن قدم ذكر القراء: اختص الخلف المطلق بالأخير منهم وإن قيد الخلف ظه أمره وخلف السوسي: أنه يميل الراء والهمزة معا ولا يميلهما معا، ومثله الخلف المذكور لهشام في باب الزوائد في إثبات ياء "كيدوني" في الإعراف وصلا ووقفا، أو لا يثبتها وصلا ووقفا، ووجه إمالة الهمزة اعتبار الأصل أيضا؛ فإن التقاء الساكنين عارض، ولينبه على أنه لو وقف على الكلمة لأمال، وقوله: في صفا يد؛ أي: في صفا نعمة، وقوله: يقي صلا يعني: العلم؛ لأن معرفة الخلف تستلزمه؛ أي: يقي صلاء النار إن شاء الله تعالى وصلاء النار حرها صح بالكسر والمد والفتح والقصر.
649- وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا،.. رَأَيْتُ بِفَتْحِ الكُلِّ وَقْفًا وَمَوْصِلا
فيه: بمعنى عليه؛ أي: إذا وقفت على هذا الذي لقيه ساكن، فالحكم فيه كالحكم في الكلمة الأولى وهي: {رَأى كَوْكَبًا}، ونحوه فتميل الحرفين لحمزة والكسائي وأبي بكر وابن ذكوان، وتميل لأبي عمرو فتحة الهمزة وحدها، وأما السوسي فلا يختلف حكمه؛ فإن الخلف له في إمالة الراء في الكلمتين، وورش أمال الحرفين بين بين فهذه تفاصيل مذاهبهم في نحو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/125]
{رَأى كَوْكَبًا} تطرد في نحو: {رَأى الْقَمَرَ}.
إذا وقفت على "رأى"؛ لأن الساكن قد زال، فرجعت الألف فأما إذا كان بعد الهمز ساكن لا ينفصل من الكلمة نحو: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً}، {رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} و{إِذَا رَأَوْكَ}، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}، و{إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا}، {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ}، {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ}،
فكل القراء يفتحون الراء والهمزة؛ لأن الألف التي بعد الهمزة هنا معدومة لا ترجع أبدا وكسر فتحة الهمزة إنما كان لأجل إمالة الألف، وكذلك الذين أمالوا الراء إنما فعلوا ذلك؛ لأنهم كانوا يميلونها لإمالة الألف أو مع كونها في حكم الموجودة في نحو: "أي القمر"، فأما في موضع سقطت فيه الألف وليست في حكم الموجودة؛ فإنهم فتحوا على الأصل في الوقف والوصل، وقوله: بفتح الكل؛ أي: مقروء بفتح القراء كلهم واقفين وواصلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (646 - وحرفي رأى كلّا أمل مزن صحبة = وفي همزة حسن وفي الرّاء يجتلا
647 - بخلف وخلف فيهما مع مضمر = مصيب وعن عثمان في الكلّ قلّلا
648 - وقبل السّكون الرّا أمل في صفا يد = بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
649 - وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكلّ وقفا وموصلا
الفعل الماضي (رأى) من حيث الحرف الذي بعده قسمان، القسم الأول: أن يكون الحرف الذي بعده متحركا، القسم الثاني: أن يكون الحرف الذي بعده ساكنا وقد
[الوافي في شرح الشاطبية: 259]
ذكر في البيتين الأول والثاني حكم القسم الأول، وفي الثالث والرابع حكم القسم الثاني، فأفاد في البيتين الأولين أن ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون بإمالة الحرفين الأولين من هذا الفعل وهما الراء والهمزة نحو: رَأى كَوْكَباً، رَأى قَمِيصَهُ رَأى ناراً، وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا، رَآها تَهْتَزُّ*، فَرَآهُ حَسَناً. فلا فرق في الحرف المتحرك بين أن يكون ضميرا أو غير ضمير.
وقوله: (وفي همزة حسن) معناه: أن أبا عمرو يقرأ بإمالة الهمزة فقط دون الراء. وقوله: (وفي الراء يجتلى بخلف) معناه: أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء، فروي عنه فيها الفتح والإمالة، ولكن المحققين على أن إمالة الراء للسوسي لم تصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار له على إمالة الهمزة كالدوري عن أبي عمرو. وقوله: (وخلف فيهما مع مضمر مصيب) أفاد أن ابن ذكوان اختلف عنه في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فروى عنه إمالتهما وروى عنه فتحهما. فقول الناظم: (وخلف فيهما إلخ) في قوة الاستثناء بالنسبة لابن ذكوان فكأنه قال: يميل ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي الراء والهمزة من الفعل رأى مطلقا في حال الوقف والوصل في جميع القرآن الكريم إذا كان الحرف الذي بعد الفعل متحركا سواء كان ضميرا أم غير ضمير إلا أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا، فروي عنه في الراء والهمزة وجهان: إمالتهما معا، وفتحهما معا، ومفهوم هذا: أنه إذا لم يكن الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة. وقوله: (وعن عثمان في الكل قللا) معناه: أنه روى عن ورش تقليل الراء والهمزة في كل المواضع، سواء كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا أم غير ضمير. ثم بيّن حكم القسم الثاني فقال: (وقبل السكون الرا أمل إلخ) يعني: إذا وقع هذا الفعل (رأى) قبل حرف ساكن فأمل الراء في حال الوصل لحمزة، وشعبة، والسوسي بخلف عنه. وقوله: (وقل في الهمز خلف يقي صلا) معناه: أنه اختلف عن السوسي وشعبة في إمالة الهمزة حال الوصل، فروي عن كل منهما فتحها وإمالتها، ويؤخذ من هذا كله: أن حمزة يميل الراء فقط حال الوصل قولا واحدا وليس له إمالة في الهمزة، وشعبة يميل الراء وله في الهمزة الفتح والإمالة. والسوسي له الخلف في الراء والهمزة جميعا، فله في الراء الفتح والإمالة، وله في الهمز
[الوافي في شرح الشاطبية: 260]
الفتح والإمالة.
هذا ما يؤخذ من النظم صراحة، ولكن الذي عليه المحققون من أهل الأداء، ولا يصح الأخذ بخلافه أن السوسي ليس له إمالة في هذا القسم لا في الراء ولا في الهمز، وأن شعبة ليس له إمالة إلا في الراء كحمزة ولا إمالة له في الهمز.
والخلاصة: أن هذا القسم يميل الراء فيه شعبة وحمزة ولا يميل أحد فيه همزه.
وقد وقع هذا الفعل قبل الساكن في ستة مواضع: رَأَى الْقَمَرَ، رَأَى الشَّمْسَ هنا، رَأَى الَّذِينَ* في النحل في موضعين: وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ في الكهف، وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ في سورتها. وقوله: (وقف فيه كالأولى) (فيه) بمعني: عليه، والمراد من (الأولى) الكلمة الأولى وهي رَأى كَوْكَباً يعني: إذا وقفت على (رأى) الواقع قبل ساكن كان حكمه حكم الواقع قبل متحرك فيميل الراء والهمزة فيه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي، ويميل الهمزة فقط أبو عمرو، ويقللهما ورش. وقوله: (ونحو رأت رأوا رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا) معناه: إذا كان الساكن الذي بعد فعل رأى لازما له لا ينفك عنه؛ فقد اتفق القراء على فتح الراء والهمزة ولا إمالة فيه لأحد مطلقا لا وقفا ولا وصلا نحو: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ، وَإِذا رَأَوْكَ، وَإِذا رَأَوْهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ، إِذا رَأَتْهُمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 261] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}
{جَنَّ}
- قال الأخفش (قال بعضهم: أجن) رباعيًا، وهي بالألف عند الفراء أجود.
- وقراءة الجماعة (جن) ثلاثيًا.
{اللَّيْلُ رَأَى}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في الراء، بخلاف عنهما.
{رَأَى}
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن ذكوان من طريق جمهور العراقيين والأخفش، والجمهور عن الحلواني عن هشام والصقلي وغيره عن الداجوني عن هشام (رأى) بفتح الراء والهمزة، وهي عند ابن خالويه قراءة التفخيم.
- وقرأ أبو عمرو والدوري ونافع وزيد عن الداجوني، وابن ذكوان من رواية زيد عن الرملي عن الصوري، وكذا رواية الأكثرين عن هشام (رأى) بفتح الراء وكسر الهمزة.
[معجم القراءات: 2/465]
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف ويحيى وعباس وهبيرة من طريق الخزاز وابن ذكوان وأبو عمرو من رواية القطعي عن عبيد بن عقيل عنه والأعمش والداجوني عن هشام (رأى) بكسر الراء والهمزة، وذلك من باب إتباع الراء الهمزة.
- وقرأ حمزة ويحيى عن أبي بكر ونصر عن الكسائي وخلف والسوسي بخلاف عنه (رأى) بكسر الراء وفتح الهمزة.
- وأمال الأزرق عن ورش، ونافع الراء والهمزة بين بين.
- ولورش في الهمزة المد والتوسط والقصر على أصله.
{قَالَ لَا أُحِبُّ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/466]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رءا القمر) [77، 78]، وبابه: بكسر الراء، وفتح الهمزة حمزة إلا العبسي طريق الأبزاري، وأبو بكر إلا البرجمي والأعشى، والخزاز، والقواس طريق الحلواني، وخلف، ونصير، ونهشلي.
بكسرتين العبسي، ويحيى طريق خلف، وهي رواية الشذائي عن أبي عون، وأبي حمدون عن يحيى، قال: وبه قرأت على الداجوني عن ابن عامر). [المنتهى: 2/682]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو بكر: {رءا القمر} (77)، و: {رءا الشمس} (78)، وشبهه، إذا لقيت الياء ساكنًا منفصلاً: بإمالة فتحة الراء فقط.
والباقون: بفتحها.
فهذا في حال الوصل، فإن فصل من الساكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في: {رءا كوكبا}.
وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر، وغير واحد عن أبي شعيب: بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك كله كالأول أيضًا.
* قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك أيضًا في روايتيهما. وروى أبو حمدون، وأبو عبد الرحمن، عن اليزيدي: بإمالة فتحة الهمزة في ذلك، كالأول أيضًا. وكل ذلك صحيح معمول به). [التيسير في القراءات السبع: 278] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة وخلف وأبو بكر: (رأى القمر ورأى الشّمس) وشبهه إذا لقيت الياء ساكنا منفصلا بإمالة فتحة الرّاء فقط، والباقون بفتحها، وهذا في حال الوصل فإن فصل من السّاكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في (رأى كوكبا) وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر وغير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الرّاء والهمزة في ذلك كالأول أيضا. قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك في روايتيهما يعني من غير طريق هذا الكتاب وروى أبو حمدون وأبو عبد الرّحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضا وكل صحيح معمول به). [تحبير التيسير: 358] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (646 - وَحَرْفَيْ رَأَى كُلاًّ أَمِلْ مُزْنَ صُحْبَةٍ = وَفِي هَمْزِهِ حُسْنٌ وَفِي الرَّاءِ يُجْتَلاَ
647 - بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِماَ مَعَ مُضْمِرٍ = مُصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الْكُلِّ قَلِّلاَ
[الشاطبية: 51]
648 - وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ فِي صَفاَ يَدٍ = بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ يَقِي صِلاَ
649 - وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا = رَأَيْتُ بِفَتْحِ الْكُلِّ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 52] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([646] وحرفي رأى كلا أمل (مـ)زن (صحبةٍ) = وفي همزه (حـ)سن وفي الراء (يـ)جتلا
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمرٍ = (مـ)صيبٌ وعن (عثمان) في الكل قللا
المزن: جمع مزنة، وهي السحابة البيضاء والمطرة.
وأراد هاهنا المطر؛ كما قال الشاعر:
ألم تر أن الله أنزل مزنةً = وغفر الظباء في الكناس تقمع
ونصبه على المدح.
[فتح الوصيد: 2/885]
والعلم يشبه بالغيث، لأن الأرض والقلوب بهما يحييان؛ فكأنه قال: عِلمُ صحبةٍ؛ لأنهم أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة، لتصح إمالة الألف التي بعدها، وهي منقلبة عن ياءً، فأميلت تنبيهًا على الأصل؛ ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها، ليكون عمل اللسان واحدًا.
(وفي همزه حسن)، أي والإمالة في همزه حسن، لأن الهمزة تلي الألف، فلا بد من إمالتها لإمالة الألف، وليست الراء كذلك.
(وفي الراء يجتلی)، أي يكشف.
(بخلفٍ)، وذلك أن أبا عمرو قال: «قرأت على فارس بن أحمد بإمالة الراء والهمزة لأبي شعيب السوسي؛ وقال لي: كان أبو عمران موسی بن جریر يختار فتح الراء وإمالة الهمزة، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين».
قال: «وبذلك قرأت في روايته على غيره»؛ ذكر هذا في الموضح.
وقال في التنبيه: «وقرأت على أبي الفتح عن قرأته في رواية أبي شعيب السوسي بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
قال لي أبو الفتح: وإنما اختار فتح الراء، أبو عمران موسی بن جریر؛ خالف في ذلك أبا شعيب، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين، وتابع أبا شعيب على إمالة الراء والهمزة عن اليزيدي، محمد بن سعدان وأحمد بن جبير».
[فتح الوصيد: 2/886]
وكذلك روى محمد بن يحيى عن عبيد بن عقيل عن أبي عمرو.
وإنما قال: (يجتلی)، لأنه لم يوضح ذلك في التيسير، لأنه قال فيه: «وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط. وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة».
(وخلفٌ فيهما مع مضمر مصيب): قال أبو عمرو: «وقرأت له من رواية ابن الأخرم عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة مطلقًا.
وقرأت على الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة إذا لم يتصل بالفعل ضميرٌ. فإذا اتصل به نحو: {فرءاه } و (رءاك) و(رءاها)، أخلص فتحهما».
وكذلك قرأ على أبي الفتح عن قرأته بالإمالة مع الاسم الظاهر لا غير، وهو خمسة مواضع: في الأنعام وهود وموضعان في يوسف، وفي طه موضع.
قال: «وقال لي أبو الفتح: وروى الشاميون عنه الإمالة في الذي في الأنعام خاصة».
[فتح الوصيد: 2/887]
وحجة الفتح مع المضمر، أن الألف الممالة قد توسطت، والإمالة تغيير، والتغيير للطرف. هذا مع الجمع بين اللغتين والتقيد بالنقل.
(وعن عثمان في الكل قللا)، قال أبو عمرو: «و أمال نافع في رواية ورش من غير طريق الإصبهاني الراء والهمزة بين اللفظين في جميع القرآن».
وقد سبقت العلة في إمالة بين اللفظين.
[648] وقبل السكون الرا أمل (فـ)ي (صـ)فا (يـ)د = بخلفٍ وقل في الهمز خلفٌ (يـ)قي (صـ)لا
يريد: إذا استقبله لام التعريف نحو: {رءا القمر} و{رءا الشمس} و {رءا المجرمون} و{رءا المؤمنون}.
وقوله: (بخلفٍ)، عائد إلى أقرب مذكور وهو السوسي.
[فتح الوصيد: 2/888]
قال أبو عمرو: «وقرأت على أبي الفتح في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عنه بإمالة الراء والهمزة».
ولم يذكر في التنبيه والموضح والتيسير عن أبي شعيب غير ما هذا معناه.
وقال في غيرها مثل هذا، وقال عقيب ذلك: «قال لي فارس: كذلك روت الجماعة عن أبي شعيب. وإنما اختار الفتح في ذلك موسی بن جریر النحوي من نفسه».
قال أبو عمرو: «يعتي في ما بعد الياء منه ساكن. قال أبو الفتح: وقد
كان يعني موسى يختار في قراءة أبي عمرو أشياء من جهة العربية».
قال: «وقرأت جميع ذلك على أبي الحسن عن قرأته بالفتح، إلا نحو: {رءا كوكبا}، فإني قرأته عليه بفتح الراء وإمالة الهمزة كما تقدم».
فحاصل ذلك، أن أبا عمرو قرأ ما لقيته ساكن على أبي الفتح، بإمالة الهمزة والراء، وعلى أبي الحسن بفتحهما.
وأما الخلاف عن أبي بكر، فرواه خلف عن یحيی بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء والهمزة في هذا الضرب.
ورواية شعيب بن أيوب الصريفيني وغيره عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء وفتح الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/889]
وكذلك روى البرجمي والكسائي والعليمي عن أبي بكر.
وقوله: (في صفا يدٍ)، أي في صفاء نعمة، لأن العلم نعمةٌ؛ بل هو أجل النعم، فكأنه يقول: أمل في صفاء علمٍ. واليد تستعمل بمعنى النعمة؛ وذلك أن الإمالة في الراء، دليلٌ على أن الأصل كان كذلك قبل لقاء الساكن.
ومن فتح، فلأن الإمالة كانت لإمالة الألف وقد سقطت.
وكذلك القول في فتح الهمزة وإمالتها.
وقوله: (يقي صلا)، أي حر النار؛ لأن معرفة العلم والإحاطة بما ينفع المؤمنين وحفظه عليهم منجٍ من النار إن شاء الله.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفًا وموصلا
أي وقف فيه كالكلمة الأولى، وهي: {رءا كوكبًا}، لأن بالوقف قد زال الساكن الذي منع الإمالة، فإذا وقفت عليه، أملت لأصحابها، فإن لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل نحو: {رأيتهم من مكان بعيد}، و{فلما
[فتح الوصيد: 2/890]
رأته}، و{فلما رأوه}، و{إذا رأوهم}، و{إذا رأوك}، و{إذا رأيت}، و{إذا رأيتهم}، و{فلما رأينه}، فالفتح؛ وهو قوله: (بفتح الكل)، أي: بفتح القراء كلهم وقفًا ووصلًا، لأن الساكن لا ينفصل منه في وقفٍ ولا وصلٍ؛ وذلك أن الراء أميلت حيث أميلت، لإمالة الهمزة، والهمزة الإمالة الألفي، والألف معدومة، لأن الساكن أذهبها). [فتح الوصيد: 2/891] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [646] وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبةٍ = وفي همزه حسنٌ وفي الراء يجتلى
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمر = مصيبٌ وعن عثمان في الكل قللا
ب: (المصيب): ذو الصواب، (التقليل): الإمالة بين بين،
[كنز المعاني: 2/200]
(عثمان): هو ورش.
ح: (حرفي): مفعول (أمل)، (رأى): مضاف إليه، (كلا): حال عن (رأى) بمعنى: جميعًا، لا تأكيد لـ (حرفي)، وإلا لكان (كلا)، ولا لـ (رأى)، وإلا لكان مجرورًا، (مزن): حال أخرى، (في همزه حسنٌ): خبر ومبتدأ، (في الراء): ظرف (يجتلى)، (بخلفٍ): حال عن السوسي (خلفٌ): مبتدأ، (فيهما): صفة، (مصيبٌ): خبر، (عن عثمان): متعلق بـ (قللا)، (في الكل): ظرفه، وضمير التثنية: للحرفين.
ص: أي: قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر حرفي: (رءا) أي: الراء والهمزة في كل القرآن بإمالتهما، وأمال في همز: (رءا) فقط أبو عمرو، وفي الراء أيضًا السوسي، لكن ... بخلاف، إذ ينقل الفتح عنه أيضًا.
[كنز المعاني: 2/201]
ولابن ذكوان خلاف في إمالة حرفي: (رءا) إذا لقيا مضمرًا، نحو: {رءاك} و {رءاه}: فروى الحافظ أبو عمرو عنه الإمالة، والنقاش عن الأخفش عنه الفتح؛ لأن الألف بعدت عن الطرف باتصال الضمير بها.
وأميل عن ورش الراء والهمزة بين بين في كل ذلك على أصله.
وهذا كله إذا كان بعد: (رءا) متحرك، أما إذا كان بعده ساكن، فبيانه قوله:
[648] وقبل السكون الرا أمل في صفا يدٍ = بخلفٍ وقل في الهمز خلف يقي صلا
ب: (اليد): النعمة، (صلا النار) بالفتح والقصر، أو الكسر والمد:
[كنز المعاني: 2/202]
حرها.
ح: (قبل): ظرف (أمل)، (الرا): مفعول (أمل) قصرت ضرورة، (في صفا): متعلق بـ (أمل)، (يدٍ): مضاف إليه، (بخلفٍ): صفته، (خلفٌ): مبتدأ، (يقي): صفته، (صلا): مفعول (يقي)، (في الهمز) خبر المبتدأ، والجملة: مقول القول.
ص: أي: إذا وقع: (رءا) قبل ساكن بأن وقع قبل لام الوصل، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77]، (ورءا المجرمون النار) [الكهف: 53]، فأمل الراء عن حمزة وأبي بكر والسوسي بخلافٍ عنه-، وقل: خلاف في الهمز عن السوسي وأبي بكر.
[كنز المعاني: 2/203]
والحاصل: أن حمزة يميل الراء وحدها بلا خلاف، وأبا بكر يميلها بلا خلاف، والهمزة بخلاف، والسوسي يميلهما بخلاف.
أما إمالة الراء: فلأن الألف كأنه موجود، والفتح: لأن الإمالة كانت لإمالة الألف، وقد سقطت، وكذلك الوجه في إمالة الهمزة وفتحها.
وإنما قال: (خلفٌ يقي صلا)، لأن نقل العلم لنفع الخلق يحفظ صاحبه من عذاب النار.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا
ب: (الوصل): مصدر بمعنى الوصل.
ح: ضمير (فيه): للضرب الملاقي ساكنًا، (الأولى): صفة الكلمة، والجار والمجرور: منصوب المحل على الحال، و (نحو): مبتدأ، (رأت)، (رأوا)، (رأيت): بدل منه، (بفتح) خبر، (وقفًا وموصلا): حالان، أي: واقفًا وواصلًا.
[كنز المعاني: 2/204]
ص: أي: قف في: {رأى} التي قبل الساكن، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77] كالكلمة الأولى وهي: (رءا كوكبًا) [76] وبابها، فتميل الحرفين لابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وتميل الهمزة وحدها لأبي عمرو، وخلف السوسي في الراء باقٍ على أصله.
ونحو: {رأتهم من مكان بعيدٍ} [الفرقان: 12]، {رأته حسبته لجةً} [النمل: 44]، {رأوا بأسنا} [غافر: 84]، {وإذا رأوهم} [المطففين: 32]، {رأيت الذين يخوضون} [68]، {ورأيتهم} [المنافقون: 4] مما لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل: ففتح كل القراء مجمعٌ عليه في حالتي الوقف والوصل، لأن الألف معدوم مطلقًا للزوم الساكن، فيتعين الفتح). [كنز المعاني: 2/205] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (646- وَحَرْفَيْ رَأَى كُلًّا أَمِلْ "مُـ"ـزْنَ صُحْبَةٍ،.. وَفِي هَمْزِهِ "حُـ"ـسْنٌ وَفِي الرَّاءِ "يُـ"ـجْتَلا
كلا بمعنى جميعا فهو حال من رأى؛ أي: حيث أتى رأى، فأمال حرفيه؛ أي: أمل حرفي رأى جميعا، وليس كلا تأكيدا لـ "حرفي"؛ لأن تأكيد المثنى إنما يكون بلفظ كلا، ولو أراد ذلك لأتى بلفظ: معا، واتزن النظم به، ولا هو تأكيد لرأي وإلا لكان مخفوضا كما قال: المخلصين الكل فلا يتجه أن يكون كلا هنا إلا بمنزلة جميعا في نحو قوله: عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعا، فيكون منصوبا على الحال من رأى، ورأى هنا معرفة؛ أي: وحرفي هذا اللفظ، فجاز نصب الحال عنه، وإن كان مضافا إليه؛ لأنه من باب رأيت وجه القوم جميعا، ومزن صحبة منصوب على الحال أيضا أو على المدح، وكني بالمزن وهو السحاب عن العلم، وعنى بالحرفين الراءَ والهمزةَ، وعلى التحقيق الهمزة غير ممالة وإنما الإمالة في الألف التي بعدها وإنما من ضرورة ذلك إضجاع فتحة الهمزة والعرب تستحسن إمالة الراء لا سيما إذا كان بعدها ألف ممالة ثم قال: وفي همزة حسن؛ أي: واقتصر على إمالة همز رأى أبو عمرو، وفي إمالة الراء خلاف عن السوسي ومزن صحبة أمالوهما معا والله أعلم.
647- بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِما مَعَ مُضْمِرٍ،.. "مُـ"ـصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الكُلِّ قَلِّلا
أي: وعن ابن ذكوان الخلف في إمالة الهمزة والراء معا إذا اتصلت الكلمة بالمضمر نحو: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"، "رَآهَا تَهْتَزُّ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/123]
كأنها"فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ". وجه الخلاف بعد الألف عن الطرف باتصال الضمير بها، وعثمان هو: ورش أمال الحرفين حيث جاءت كلمة رأى بين بين نحو: {رَأى كَوْكَبًا}، {رَأى نَارًا}.
وقوله: بخلفٍ في أول البيت يعني: عن السوسي المرموز في البيت السابق ثم ابتدأ وخلف فيهما فقوله: فيهما خبر المبتدأ إن كان مصيب صفته وإلا فهو صفته إن كان مصيب الخبر، وفي قللا ضمير تثنية يرجع إلى حرفي رأى، والكل هنا هو كلا في البيت السابق.
648- وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ "فِـ"ـي "صَـ"ـفا يَدٍ،.. بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ "يَـ"ـقِي "صِـ"ـلا
يعني: إذا وقع "رأى" قبل ساكن نحو: "رَأى الْقَمَرَ"، "رَأى الشَّمْسَ"، "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ"، "وَإِذَا رَأى الَّذِينَ"، فقد تعذرت إمالة الألف؛ لسقوطها لأجل الساكن وإضجاع الهمز إنما كان لأجل إمالة الألف، فأمال هؤلاء الراء تقدير أن الألف كلها موجودة ممالة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/124]
بخلف عن السوسي وحده وأما إمالة الهمزة ففيها الخلاف عن السوسي وعن أبي بكر؛ لأنه إذا قدم ذكر الخلف وأطلقه كان لجميع من يأتي بعده، وإن قدم ذكر القراء: اختص الخلف المطلق بالأخير منهم وإن قيد الخلف ظه أمره وخلف السوسي: أنه يميل الراء والهمزة معا ولا يميلهما معا، ومثله الخلف المذكور لهشام في باب الزوائد في إثبات ياء "كيدوني" في الإعراف وصلا ووقفا، أو لا يثبتها وصلا ووقفا، ووجه إمالة الهمزة اعتبار الأصل أيضا؛ فإن التقاء الساكنين عارض، ولينبه على أنه لو وقف على الكلمة لأمال، وقوله: في صفا يد؛ أي: في صفا نعمة، وقوله: يقي صلا يعني: العلم؛ لأن معرفة الخلف تستلزمه؛ أي: يقي صلاء النار إن شاء الله تعالى وصلاء النار حرها صح بالكسر والمد والفتح والقصر.
649- وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا،.. رَأَيْتُ بِفَتْحِ الكُلِّ وَقْفًا وَمَوْصِلا
فيه: بمعنى عليه؛ أي: إذا وقفت على هذا الذي لقيه ساكن، فالحكم فيه كالحكم في الكلمة الأولى وهي: {رَأى كَوْكَبًا}، ونحوه فتميل الحرفين لحمزة والكسائي وأبي بكر وابن ذكوان، وتميل لأبي عمرو فتحة الهمزة وحدها، وأما السوسي فلا يختلف حكمه؛ فإن الخلف له في إمالة الراء في الكلمتين، وورش أمال الحرفين بين بين فهذه تفاصيل مذاهبهم في نحو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/125]
{رَأى كَوْكَبًا} تطرد في نحو: {رَأى الْقَمَرَ}.
إذا وقفت على "رأى"؛ لأن الساكن قد زال، فرجعت الألف فأما إذا كان بعد الهمز ساكن لا ينفصل من الكلمة نحو: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً}، {رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} و{إِذَا رَأَوْكَ}، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}، و{إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا}، {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ}، {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ}،
فكل القراء يفتحون الراء والهمزة؛ لأن الألف التي بعد الهمزة هنا معدومة لا ترجع أبدا وكسر فتحة الهمزة إنما كان لأجل إمالة الألف، وكذلك الذين أمالوا الراء إنما فعلوا ذلك؛ لأنهم كانوا يميلونها لإمالة الألف أو مع كونها في حكم الموجودة في نحو: "أي القمر"، فأما في موضع سقطت فيه الألف وليست في حكم الموجودة؛ فإنهم فتحوا على الأصل في الوقف والوصل، وقوله: بفتح الكل؛ أي: مقروء بفتح القراء كلهم واقفين وواصلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (646 - وحرفي رأى كلّا أمل مزن صحبة = وفي همزة حسن وفي الرّاء يجتلا
647 - بخلف وخلف فيهما مع مضمر = مصيب وعن عثمان في الكلّ قلّلا
648 - وقبل السّكون الرّا أمل في صفا يد = بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
649 - وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكلّ وقفا وموصلا
الفعل الماضي (رأى) من حيث الحرف الذي بعده قسمان، القسم الأول: أن يكون الحرف الذي بعده متحركا، القسم الثاني: أن يكون الحرف الذي بعده ساكنا وقد
[الوافي في شرح الشاطبية: 259]
ذكر في البيتين الأول والثاني حكم القسم الأول، وفي الثالث والرابع حكم القسم الثاني، فأفاد في البيتين الأولين أن ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون بإمالة الحرفين الأولين من هذا الفعل وهما الراء والهمزة نحو: رَأى كَوْكَباً، رَأى قَمِيصَهُ رَأى ناراً، وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا، رَآها تَهْتَزُّ*، فَرَآهُ حَسَناً. فلا فرق في الحرف المتحرك بين أن يكون ضميرا أو غير ضمير.
وقوله: (وفي همزة حسن) معناه: أن أبا عمرو يقرأ بإمالة الهمزة فقط دون الراء. وقوله: (وفي الراء يجتلى بخلف) معناه: أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء، فروي عنه فيها الفتح والإمالة، ولكن المحققين على أن إمالة الراء للسوسي لم تصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار له على إمالة الهمزة كالدوري عن أبي عمرو. وقوله: (وخلف فيهما مع مضمر مصيب) أفاد أن ابن ذكوان اختلف عنه في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فروى عنه إمالتهما وروى عنه فتحهما. فقول الناظم: (وخلف فيهما إلخ) في قوة الاستثناء بالنسبة لابن ذكوان فكأنه قال: يميل ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي الراء والهمزة من الفعل رأى مطلقا في حال الوقف والوصل في جميع القرآن الكريم إذا كان الحرف الذي بعد الفعل متحركا سواء كان ضميرا أم غير ضمير إلا أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا، فروي عنه في الراء والهمزة وجهان: إمالتهما معا، وفتحهما معا، ومفهوم هذا: أنه إذا لم يكن الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة. وقوله: (وعن عثمان في الكل قللا) معناه: أنه روى عن ورش تقليل الراء والهمزة في كل المواضع، سواء كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا أم غير ضمير. ثم بيّن حكم القسم الثاني فقال: (وقبل السكون الرا أمل إلخ) يعني: إذا وقع هذا الفعل (رأى) قبل حرف ساكن فأمل الراء في حال الوصل لحمزة، وشعبة، والسوسي بخلف عنه. وقوله: (وقل في الهمز خلف يقي صلا) معناه: أنه اختلف عن السوسي وشعبة في إمالة الهمزة حال الوصل، فروي عن كل منهما فتحها وإمالتها، ويؤخذ من هذا كله: أن حمزة يميل الراء فقط حال الوصل قولا واحدا وليس له إمالة في الهمزة، وشعبة يميل الراء وله في الهمزة الفتح والإمالة. والسوسي له الخلف في الراء والهمزة جميعا، فله في الراء الفتح والإمالة، وله في الهمز
[الوافي في شرح الشاطبية: 260]
الفتح والإمالة.
هذا ما يؤخذ من النظم صراحة، ولكن الذي عليه المحققون من أهل الأداء، ولا يصح الأخذ بخلافه أن السوسي ليس له إمالة في هذا القسم لا في الراء ولا في الهمز، وأن شعبة ليس له إمالة إلا في الراء كحمزة ولا إمالة له في الهمز.
والخلاصة: أن هذا القسم يميل الراء فيه شعبة وحمزة ولا يميل أحد فيه همزه.
وقد وقع هذا الفعل قبل الساكن في ستة مواضع: رَأَى الْقَمَرَ، رَأَى الشَّمْسَ هنا، رَأَى الَّذِينَ* في النحل في موضعين: وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ في الكهف، وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ في سورتها. وقوله: (وقف فيه كالأولى) (فيه) بمعني: عليه، والمراد من (الأولى) الكلمة الأولى وهي رَأى كَوْكَباً يعني: إذا وقفت على (رأى) الواقع قبل ساكن كان حكمه حكم الواقع قبل متحرك فيميل الراء والهمزة فيه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي، ويميل الهمزة فقط أبو عمرو، ويقللهما ورش. وقوله: (ونحو رأت رأوا رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا) معناه: إذا كان الساكن الذي بعد فعل رأى لازما له لا ينفك عنه؛ فقد اتفق القراء على فتح الراء والهمزة ولا إمالة فيه لأحد مطلقا لا وقفا ولا وصلا نحو: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ، وَإِذا رَأَوْكَ، وَإِذا رَأَوْهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ، إِذا رَأَتْهُمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 261] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}
{رَأَى الْقَمَرَ}
- قرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف والأعمش والسوسي بخلاف عنه بإمالة الراء وفتح الهمزة (رأى).
[معجم القراءات: 2/466]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم بخلاف وحمزة والكسائي وخلف ويحيى بن آدم والأعمش والسوسي بإمالة الهمزة والراء (رأى).
- وقرأ أبو حمدون وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو وورش من طريق البخاري واليزيدي والسوسي بإمالة فتحة الهمزة (رأى).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم في كل القرآن (رأى) بفتح الراء والهمزة.
{قَالَ لَئِنْ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 2/467]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو بكر: {رءا القمر} (77)، و: {رءا الشمس} (78)، وشبهه، إذا لقيت الياء ساكنًا منفصلاً: بإمالة فتحة الراء فقط.
والباقون: بفتحها.
فهذا في حال الوصل، فإن فصل من الساكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في: {رءا كوكبا}.
وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر، وغير واحد عن أبي شعيب: بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك كله كالأول أيضًا.
* قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك أيضًا في روايتيهما. وروى أبو حمدون، وأبو عبد الرحمن، عن اليزيدي: بإمالة فتحة الهمزة في ذلك، كالأول أيضًا. وكل ذلك صحيح معمول به). [التيسير في القراءات السبع: 278] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وخلف وأبو بكر: (رأى القمر ورأى الشّمس) وشبهه إذا لقيت الياء ساكنا منفصلا بإمالة فتحة الرّاء فقط، والباقون بفتحها، وهذا في حال الوصل فإن فصل من السّاكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في (رأى كوكبا) وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر وغير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الرّاء والهمزة في ذلك كالأول أيضا. قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك في روايتيهما يعني من غير طريق هذا الكتاب وروى أبو حمدون وأبو عبد الرّحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضا وكل صحيح معمول به). [تحبير التيسير: 358] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف حمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 78] بالبدل مع الإدغام فقط لزيادة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/19]
الياء وتجوز الإشارة بالروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
{رَأَى الشَّمْسَ}
- الإمالة والتفخيم في (رأى) كالسابق في (رأى القمر) في الآية المتقدمة.
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية (يا قوم) بضم الميم.
- وقراءة الجماعة بكسرها (يا قوم).
{بَرِيءٌ}
- تقدم في الآية/19 من هذه السورة، فيه قراءة أبي جعفر (بري) بالإبدال والإدغام، و(بريء) بالهمز كالجماعة.
- وكذا قراءة حمزة وهشام في الوقف بالإبدال والإدغام كقراءة أبي جعفر.
فانظر هذا فيما تقدم). [معجم القراءات: 2/467]

قوله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من وجهي للذي [الآية: 79] نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجهي للذي} [79] قرأ نافع والشامي وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المشركين} كاف وقيل تام، وفاصلة بالإجماع، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة، و{الخبير} قبله عند جميع المشارقة). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
{وَجْهِيَ لِلَّذِي}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر (وجهي للذي) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكون الياء (وجهي للذي)، وهي رواية حماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم). [معجم القراءات: 2/468]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:44 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}

قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد النُّون وتخفيفها من قَوْله {أتحاجوني فِي الله} 80 و{تأمروني} الزمر 64
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (أتحجوني) و{تأمروني} مشددتين
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (أتحجوني) و{تأمروني} مخففتين). [السبعة في القراءات: 261]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - قَوْله {وَقد هدان} 80
قَرَأَ الكسائي (هدن) ممالة الدَّال وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (هدن) بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أتحاجوني) خفيفة النون، مدني، وابن ذكوان). [الغاية في القراءات العشر: 244]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أتحاجوني) [80]: خفيفة النون: مدني، ودمشقي إلا الحلواني). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (أتحاجوني) بتخفيف النون، وشدد الباقون). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، بخلاف عن هشام: {أتحاجوني} (80): بتخفيف النون.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وابن عامر بخلاف عن هشام: (أتحاجوني) بتخفيف النّون والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 358]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَتُحَاجُّونِّي) بتخفيف النون مدني غير اختيار ورش، والشيزري عن أبي جعفر، ودمشقي غير الحلواني عن هشام، وابن الحارث، وابن أنس، والْأَخْفَش عن هشام في قول أبي علي، وبنونين الأعشى وابن أبي حماد عن أبي بكر رواية الجنيد، الباقون بنون واحدة مشددة، وهو الاختيار لتكرار الفعل). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([80]- {أَتُحَاجُّونِّي} خفيفة النون: نافع وابن عامر، إلا الحلواني عن هشام من طريق الأهوازي). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (650 - وَخَفِّفَ نُوناً قَبْلَ فِي اللهِ مَنْ لَهُ = بِخُلْفٍ أَتى وَالْحَذْفُ لَمْ يَكُ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([650] وخفف نونًا قبل في الله (مـ)ن (لـ)ه = بخلفٍ (أ)تى والحذف لم يك أولا
قوله: (قبل في الله)، أراد به: {أتحجوني في الله}.
ومثل هذه الكلمة، لا يقع في العروض إلا في المتقارب، نحو:
...وكان القا = ص......
فلذلك قال: (قبل في الله).
[فتح الوصيد: 2/891]
ومعنى (من له بخلفٍ أتی)، أي من له أتى التخفيف، أي ورد.
(والحذف لم يك أولا)، أي أن أصل ذلك: أتحاجونني بنونين: الأولى علامة رفع الفعل، والثانية فاصلةٌ بينه وبين الياء. واجتماع المثلين مستثقل.
فمن شدد، أدغم إحداهما الأخرى طلبًا للتخفيف.
ومن خفف، حذف.
وقد زعم مكي «أن الحذف بعيدٌ في العربية، قبيحٌ مكروه، إنما يجوز في الشعر لضرورة الوزن، والقرآن لا يحتمل ذلك، إذ لا ضرورة تلجئ إليه».
قال: «وقد لحن بعض النحويين من قرأ به، لأن الثون الثانية وقاية للفعل، لئلا يتصل به الياء، فيكسر آخره فيغير، فإذا حذفتها اتصلت الياء بالنون التي هي علامة الرفع، وأصلها الفتح فغيرتها عن أصلها وكسرتها فتغير الفعل»، ثم اختار التشديد.
فلهذا الذي أورده مكي قال: (من له ... أتی)، أي من صح عنده ذلك وأتاه نقلًا في التلاوة والعربية.فإن سيبويه استشهد بهذه القراءة في جواز حذف النونات كراهة الضعيف، وقد قيل: إنا لغة لغطفان.
وأنشد سيبويه:
تراه كالثغام يعل مسكًا = يسوء الفاليات إذا فليني
والمحذوف عند الحذاق الثانية، لأن الأولى علامة الإعراب.
فلو حذفت وحذفها علامة إعراب أيضًا، لاشتبه، ولأن الاستثقال إنما وقع بالثانية، لأن التكرير بها). [فتح الوصيد: 2/892]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [650] وخفف نونًا قبل في الله من له = بخلفٍ أتى والحذف لم يك أولا
ح: (نونًا): مفعول (خفف)، (قبل): صفة (نونًا)، (في الله): مضاف إليه، (من): فاعل (خفف)، (أتى): صلة (من)، فاعله: ضمير يرجع إلى التخفيف، أي: ورد نقل التخفيف له، و (له): متعلق به، (بخلفٍ): حال عن (من)، (الحذف): مبتدأ، (لم يك أولًا): خبره، أي: النون المحذوفة ليست النون الأولى، بل الثانية.
ص: أي: خفف النون التي قبل لفظ: {في الله} في قوله تعالى: {أتحاجوني في الله} [80] ابن ذكوان عن ابن عامر وهشام لكن
[كنز المعاني: 2/205]
بخلافٍ- ونافع بلا خلاف، بحذف النون الثانية وتخفيف الأولى، لئلا تشدد وقبلها الجيم مشددة، فيجتمع تشديدان.
والباقون شددوا لاجتماع النونين، والإدغام على الأصل.
وإنما لم يذكر الناظم: {أتحاجوني} لاجتماع الساكنين فيها، فلم يكن النطق بها موزونةً.
ثم قال: والنون المحذوفة حال التخفيف هي الثانية إذ الاستثقال عندها حصل دون الأولى، ولأنها علامة الرفع، فلا تحذف بلا ناصبٍ أو جازم، ولأنها تقع ضمير الفاعل، نحو: (ضربنني)، فلا تحذف.
وما قيل: إنه لحن من حيث إنه يلزم كسر نون الفعل الواجب فتحها-
[كنز المعاني: 2/206]
ممنوع بالنقل، إذ جاء:
أبالموت الذي لابد أني = ملاقٍ لا أباك تخوفيني
والتعليل، لأنه إذا جاز حذف النون وكسر التاء في (ليتني) بدون اجتماع النونين، فلأن يجوز في مثل: {أتحاجوني} مع اجتماع النونين أولى). [كنز المعاني: 2/207]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (650- وَخَفِّفَ نُونًا َبْلَ فِي اللهِ "مَـ"ـنْ "لَـ"ـهُ،.. بِخُلْفٍ "أَ"تى وَالحَذْفُ لَمْ يَكُ أَوَّلا
يعني نون: {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ}، ولم يمكنه النطق بالكلمة في نظمه؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126]
لما فيها من اجتماع الساكنين وذلك لا يقع متزنا، ومثله ما يأتي في سورة النحل، ومن قبل فيهم يكسر النون نافع، ويشبه ذلك تعبيره عن "ستجدني" بقوله: وما بعده إن شاء؛ لأن في ستجدني خمس متحركات متواليات وذلك ممتنع في الشعر، والأصل: أتحاجونني بنونين الأولى علامة رفع الفعل، والثانية نون الوقاية فللعرب في مثل ذلك ثلاث لغات؛ إبقاء النونين على حالهما كما قال تعالى في سورة سبأ: {إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ}، وإدغام الأولى في الثانية على أصل قاعدة الإدغام فيلزم من ذلك النطق بنون مشددة واللغة الثالثة حذف إحدى النونين فبقي نون واحدة مخففة كرهة للتضعيف وقد قرئ بهذه اللغات الثلاث في سورة الزمر: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ}.
كما يأتي قرئ: {أَتَعِدَانِنِي}، في الأحقاف بالإظهار والإدغام دون الحذف ولم يقرأ هنا بالإدغام والحذف وقيل: إن الحذف لغة غطفان، وقوله: من له أتى؛ أي: خفف النون القارئ الذي أتى التخفيف له؛ أي: الذي وصل إليه نقله، وورد إليه خبره وعرفه قراءة، ولغة خلافا لمن أنكر الحذف، وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/127]
بخلف يعني: عن هشام وحده لإطلاقه فرجع إلى من يليه وهو المرموز في له دون "من"، وقوله: والحذف لم يك أولا يعني: أن المحذوفة من النونين هي الثانية دون الأولى؛ لأن الاستثقال بها وقع، ولأن الأولى تقوم مقامها في وقاية الفعل وهي دالة على رفع الفعل، ففي حذفها إخلال، ولأن الأولى قد تكون ضمير الفاعل وذلك نون جماعة المؤنث نحو أكرمتني، وقد جاء الحذف في فليتى وتخوفني، والأصل: فليتني فلا ينبغي أن يقال الفاعل حذف، وبقي نون الوقاية، وأيضا فقد حذفت نون الوقاية؛ حيث لم يجتمع مع غيرها في نحو قدى وليتى ولعلى ففهم أنها هي المجترأ على حذفها في جميع المواضع ولا ضرورة تلجئ إلى الكشف عن مثل هذا والبحث عنه، ولكنه من فوائد علم العربية، وقد تعرض له أبو علي في الحجة ويأتي مثل هذا في سورة الحجر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/128]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (650 - وخفّف نونا قبل في الله من له = بخلف أتى والحذف لم يك أوّلا
خفف نون أَتُحاجُّونِّي الواقعة قبل لفظ فِي اللَّهِ ابن ذكوان ونافع وهشام بخلف عنه، فينطق على هذه القراءة بنون واحدة مخففة مكسورة وبعدها الياء الساكنة، وشددها الباقون وهو الوجه الثاني لهشام، وأصل هذه الكلمة (أتحاجونني) بنونين الأولى نون الرفع أي الدالة على رفع الفعل، والثانية: نون الوقاية، وللعرب في هذا وأمثاله ثلاث لغات: الأولى: إبقاء النونين على حالهما، الثانية: إدغام النون الأولى في الثانية فينطق بنون واحدة مشددة، الثالثة: حذف إحدى النونين فينطق بنون واحدة مخففة، وقد قرئ بهذه اللغات الثلاث في قوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ. ولم يقرأ هنا إلا بالثانية والثالثة. وقوله: (والحذف لم يك أولا) معناه: أن المحذوف من النونين على قراءة نافع ومن معه هي الثانية دون الأولى؛ لأن الأولى أمارة على رفع الفعل، والأمارة أولى
[الوافي في شرح الشاطبية: 261]
بالمراعاة من الوقاية على أن وقاية الفعل من الكسر حاصلة بالأولى أيضا، يضاف إلى هذا أن الثقل إنما حصل بالثانية فكانت أولى بالحذف). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَتُحَاجُّونِّي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ وَالدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا الْمُفَسِّرَ عَنْ زَيْدٍ عَنْهُ كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ بِالتَّخْفِيفِ كَذَلِكَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/259]
وَبِذَلِكَ قَطَعَ لَهُ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنُ شُرَيْحٍ، وَصَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمَغَارِبَةِ، وَرَوَى الْأَزْرَقُ الْجَمَّالُ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَالْمُفَسِّرُ وَحْدَهُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ - تَشْدِيدَ النُّونِ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً لِلْحُلْوَانِيِّ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي طَاهِرٍ عَنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ، وَبِهَا قَرَأَ مِنْ طَرِيقِهِ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه {أتحاجوني} [80] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (605- .... .... .... .... وخف = نون تحاجّوني مدًا من لي اختلف). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي وخفف النون من قوله: أتحتاجوني في الله نافع وأبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بتشديدها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ننسى) فقال:
ص:
ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخفّ = نون تحاجّون (مدا) (م) ن (لى) اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلما) يعقوب آزر [الأنعام: 74] بالرفع على النداء، والباقون بالنصب عطف بيان أو بدل.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان وميم (من) ابن ذكوان أتحاجّوني في الله [الأنعام: 80] بنون واحدة.
واختلف عن ذي لام (لي) هشام:
فروى ابن عبدان عن الحلواني، عن أصحابه من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، كلهم عن هشام بالتخفيف [كذلك].
وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد، وبه قرأ أيضا على أبي الحسن عن قراءته على أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قطع المغاربة.
وروى الأزرق والجمال عن الحلواني، والمفسر وحده عن الداجوني عن أصحابه تشديد النون، وبذلك قطع العراقيون قاطبة للحلواني.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن أصحابه من الطريق المذكورة.
تتمة: تقدم إمالة رأى [الأنعام: 76، 77، 78].
وأصل أتحجّونّي [الأنعام: 80] ونظائره من أتمدونّي [النمل: 36]، وأ تعدانّي [الأحقاف: 17] ومكّنّي [الكهف: 95] وتأمرونّي [الزمر: 64]- نونان: نون الرفع، ونون الوقاية، ولم يقرأ بها من طرق الكتاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/305]
وجه الحذف: التخفيف؛ مبالغة في كراهية التضعيف، [وهي لغة غطفان، والحذاق] على أن المحذوف الثانية.
ووجه التشديد: إدغام [أحد] المثلين، وهو الكثير والمختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَتُحَاجُّونِّي" [الآية: 80] فنافع وابن ذكوان وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني والداجوني من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، وأبو جعفر بنون خفيفة، والباقون بنون ثقيلة على الأصل؛ لأن الأولى نون الرفع والثانية نون الوقاية وفيها لغات ثلاث: الفك مع تركهما والإدغام والحذف لإحداهما والمحذوفة هي الأولى عند سيبويه ومن تبعه، والثانية عند الأخفش ومن تبعه، وبذلك قرأ الجمال عن الحلواني والمفسر وحده عن الداجوني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الكسائي وحده "هدان" وقلله الأزرق بخلفه، وأثبت الياء بعد نونها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وحاجه قومه}
{أتحاجوني} [80] قرأ نافع والشامي بخلف عن هشام بتخفيف النون، والباقون بتثقيلها، وهي الرواية الأخرى لهشام، ولا بد معه من إشباع مد الواو لأجل الساكنين، ولا خلاف بينهم في إثبات الياء، وبعض الناس يحذفها مع التخفيف، وهو خطأ لا شك فيه). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدان} قرأ البصري بإثبات الياء في الوصل، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}
{أَتُحَاجُّونِّي}
- قرأ نافع وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني والداجوني (أتحاجوني) بتخفيف النون، وأصله بنونين: أتحاجونني، الأولى: علامة الرفع، والثانية، نون الوقاية. وقد لحن بعض النحويين من قرأ بالتخفيف.
[معجم القراءات: 2/468]
وقال مكي: (الحذف بعيد في العربية، قبيح مكروه، وإنما يجوز في الشعر للوزن، والقرآن لا يحتمل ذلك فيه؛ إذ لا ضرورة تدعو إليه).
قال أبو حيان: (وقول مكي ليس بالمرتضى، وقيل التخفيف لغة غطفان).
وقال مكي أيضًا: (من خفف النون فإنما حذف الثانية التي دخلت مع الياء هي ضمير المتكلم؛ لاجتماع المثلين، مع كثرة الاستعمال، وترك النون التي هي علامة الرفع؛ وفيه قبح؛ لأنه قد كسرها لمجاورتها الياء، وحقها الفتح، فوقع في الكلمة حذف وتغيير...).
وقال الطوسي: (قال أبو علي من شدد فلا نظر في قوله، ومن خفف فإنه حذف الثانية لالتقاء الساكنين، والتضعيف يكره، فيتوصل إلى إزالته تارة بالحذف نحو: علم أني فلان، وتارة بالإبدال نحو: ديوان وقيراط، فحذفوا الثانية منهما كراهية التضعيف، ولا يجوز أن يكون المحذوفة الأولى؛ لأن الاستثقال يقع بالتكرير في الأمر الأعم، وفي الأولى أيضًا دلالة الإعراب، ولذا حذفت الثانية ... وقال بعضهم: حذف هذه النون لغة غطفان، وحكى سيبويه هذه القراءة مستشهدًا بها في حذف النونات كراهية التضعيف).
[معجم القراءات: 2/469]
وقال الشهاب: (واختلف في أيهما المحذوفة، فقيل: نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، والأول مذهب سيبويه، وهو أرجح لقلة التغيير بالحذف والكسر، ولأنه عهد حذفها للجازم، وهذه لغة غطفان، وهي لغة فصيحة، ولا يلتفت إلى قول مكي: إنه ضعيف).
وقال النحاس: (قال أبو عبيدة وإنما كره التثقيل من كرهه للجمع بين ساكنين، وهما الواو والنون، فحذفوها، قال أبو جعفر: والقول في هذا قول سيبويه، ولا ينكر الجمع بين ساكنين، إذا كان الأول حرف مد ولين، والثاني مدغمًا).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وهشام بخلاف عنه (أتحاجوني) بتشديد النون، وأصله: أتحاجونني، فأدغم النون في النون هروبًا من استثقال المثلين متحركين، فخفف بالإدغام.
- وقرأ عمرو بن خالد والضحاك كلاهما عن عاصم وهي رواية ابن أبي حماد عن أبي بكر عنه (أتحاجونني) بإظهار النونين وهو الأصل.
{هَدَانِ}
- قراءة الكسائي والعبسي بإمالة الألف.
والإمالة فيه عند ابن عطية حسنة.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 2/470]
- وقراءة الباقين بالفتح.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن وهي رواية إسماعيل ابن جعفر وابن جماز عن نافع (هداني)، بإثبات الياء في الوصل.
- قرأ ابن كثير ويعقوب وسهل وابن شنبوذ عن قنبل (هداني)، بإثبات الياء في الوقف والوصل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وخلف وقالون وورش والمسيبي عن نافع (هدان)، بلا ياء في الوقف والوصل، والحذف للتخفيف.
- قراءة الجمهور (وسع) بكسر السين.
- وقرئ (وسع) بفتح السين، ولعله لغة.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/471]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَا لَمْ يُنَزِّل" [الآية: 81] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} [81] قرأ المكي والبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 582]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (ما لم ينزل) بالتخفيف من (أنزل).
- وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وأبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (ما لم ينزل) بالتثقيل.
{سُلْطَانًا}
- قراءة الجماعة بضم فسكون (سلطانًا). بسكون اللام.
[معجم القراءات: 2/471]
وقرئ (سلطانا) بضم الأول والثاني.
قال أبو حيان: (والخلاف: هل ذلك لغة فيثبت به بناء (فعلان) بضم الفاء والعين، أو هو إتباع فلا يثبت به).
وقال العكبري: (وقد قرئ بضم اللام، وهي لغة أتبع فيها الضم) ). [معجم القراءات: 2/472]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
{وَلَمْ يَلْبِسُوا}
- قراءة الجماعة بفتح الياء (ولم يلبسوا)، من الثلاثي (لبس).
- وقرأ عكرمة بضمها (ولم يلبسوا) بضم الياء من (ألبس).
{إِيمَانَهُمْ}
- قراءة الجماعة (إيمانهم) بكير الهمزة.
- وقرأ أبو واقد وعيسى (أيمانهم) بفتح الهمزة جمع يمين.
{بِظُلْمٍ}
- قرأ مجاهد (ولم يلبسوا إيمانهم بشرك) ولعل هذا تفسير لمعنى الظلم؛ فهي قراءة مخالفة للسواد). [معجم القراءات: 2/472]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - اخْتلفُوا في التَّنْوِين وَالْإِضَافَة من قَوْله {نرفع دَرَجَات من نشَاء} 83
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {نرفع} بالنُّون (درجت من نشآء) مُضَافا وَكَذَلِكَ في يُوسُف 76
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (درجت من نشآء) منونا وَكَذَلِكَ في يُوسُف). [السبعة في القراءات: 261 - 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (درجات)
[الغاية في القراءات العشر: 244]
منون، كوفي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (درجاتٍ) [83]: منون: كوفي غير قاسم، وسلام، وحمصي، ويعقوب). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (درجات) بالتنوين، هنا وفي يوسف، وقرأ الباقون بغير تنوين). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {نرفع درجات} (83)، هنا، وفي يوسف (76): بالتنوين.
والباقون: بغير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (نرفع درجات)، هنا وفي يوسف بالتّنوين وافقهم يعقوب هنا والباقون بغير تنوين). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَشَاءُ) بالياء الحسن رواية عبد الوارث عنه، الباقون بالنون وهو الاختيار لما ذكرنا (دَرَجَاتٍ) منون، وفي يوسف ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير قاسم، وابْن سَعْدَانَ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو وافق أبو بحرية، ويَعْقُوب ها هنا، الباقون مضاف وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، زاد يَعْقُوب، وسهل، والجعفي غير أَبِي عَمْرٍو وابْن مِقْسَمٍ (نَرْفَعُ) بالياء، زاد ابْن مِقْسَمٍ والجعفي (يَشَاءُ)، وهذا كله في يوسف دون الأنعام، وهو الاختيار لقوله: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي)، الباقون بالنون فيهما). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([83]- {دَرَجَاتٍ} فيهما، منون: الكوفيون، "أي: هنا وفي يوسف"). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (651 - وَفي دَرَجَاتَ النُّونِ مَعْ يُوسُفٍ ثَوَى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([651] وفي درجات النون مع يوسفٍ (ثـ)وى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن (شـ)فاءً واقتده حذف هائه = (شـ)فاءً وبالتحريك بالكسر (كـ)فلا
[653] ومد بخلفٍ (مـ)اج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
المعنى: نرفع من نشاء درجات، كما قال تعالى: {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت}، وكقوله: {ورفع بعضهم درجت}؛ فدرجات: إما منصوب لإسقاط الخافض على أنه مفعول، أي إلى درجات؛ أو تمييز أو حال.
ومعنى (ثوی)، أي أقام.
ومعنى القراءة الأخرى ما ذكره اليزيدي عن أبي عمرو: هو بمعنى أعمال من نشاء.
وفي الحديث: «اللهم ارفع درجته في عليين».
ولأن الدرجات إذا رفعت، فصاحبها مرفوع؛ ومنه: {رفيع الدرجت} ). [فتح الوصيد: 2/893]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (651- وَفي دَرَجَاتَ النُّونِ مَعْ يُوسُفٍ "ثَـ"ـوَى،.. وَوَالَّليْسَعَ الْحَرْفانِ حَرِّكْ مُثَقِّلا
يعني: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} هنا مع حرف يوسف، وعنى بالنون: التنوين في درجات، وثوى؛ أي: أقام التنوين فيها وتقديرها نرفع درجات من نشاء فيكون درجات منصوبا على التمييز أو الحال؛ أي: ذوي درجات أو على إسقاط الخافض؛ أي: في درجات ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا}، {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/128]
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ}، {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ}.
القراءة الأخرى على إضافة درجات إلى أصحابها فتكون هي المرفوعة، ومنه قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}، وفي الحديث: "اللهم ارفع درجته في عليين ومن رفعت درجته فقد رفع"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (651 - وفي درجات النّون مع يوسف ثوى = وو اليسع الحرفان حرّك مثقّلا
652 - وسكّن شفاء واقتده حذف هائه = شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا
653 - ومدّ بخلف ماج والكلّ واقف = بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا
قرأ الكوفيون: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ* هنا وفي يوسف بإثبات النون أي التنوين في تاء دَرَجاتٍ* فتكون قراءة غيرهم بحذف التنوين في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108 - هُنَا دَرَجَاتِ النُّوْنُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - هنا درجات النون يجعل وبعد خا = طبًا درست واضمم عدوًا (حـ)ـلا حلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بتنوين {درجات مننشاء} [83] كخلف هنا واحترز بقوله: هنا من التي بيوسف). [شرح الدرة المضيئة: 126]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِنْ هُنَا وَيُوسُفَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا، وَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ عَلَى التَّنْوِينِ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {نرفع درجاتٍ من نشاء} هنا [83]، وفي يوسف [76] بالتنوين، وافقهم يعقوب هنا، والباقون بغير تنوين فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (606 - ودرجات نوّنوا كفا معا = يعقوب معهم هنا .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ودرجات نوّنوا (كفا) معا = يعقوب هنا واليسعا
يعني وقرأ نرفع «درجات من» في الموضعين هنا وفي يوسف بالتنوين الكوفيون، وقوله: يعقوب: أي يعقوب يوافق الكوفيين في هذا الموضع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ودرجات نوّنوا (كفى) معا = يعقوب معهم هنا واليسعا
ش: أي: قرأ [ذو] (كفى) الكوفيون نرفع درجت هنا بالأنعام [الآية: 83]، وفي يوسف [الآية: 76] بالتنوين.
ووافقهم (يعقوب هنا) خاصة، وحذفه الباقون.
فالتنوين؛ لأن من منصوب مفعول نرفع [الأنعام: 83، يوسف: 76] على حد ورفع بعضهم [البقرة: 253] ودرجت منصوب به بعد إسقاط «إلى»، أو حال، أي: ذوى درجات، أو تمييز.
وحذفه [أي: حذف التنوين] لأنها مفعول به وحذف تنوينها لإضافتها إلى «من»؛ لأنهم مستحقوها على حد رفيع الدّرجات [غافر: 15] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يرفع" و"يشاء" بياء الغيبة فيهما والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "درجات" [الآية: 83] هنا [يوسف الآية: 76] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالتنوين فيهما، فيحتمل النصب على الظرف ومن مفعول أي: نرفع من نشاء مراتب ومنازل، أو على أنه مفعول ثان قدم على الأول بتضمين نرفع معنى فعل يتعدى لاثنين، وهو نعطي مثلا أي: نعطي بالرفع من نشاء درجات أي: رتبا فالدرجات هي المرفوعة، وإذا رفعت رفع صاحبها أو على إسقاط حرف الجر إلى أو على الحال أي: ذوي درجات وافقهم الأعمش، وقرأ يعقوب بالتنوين هنا فقط، والباقون بغير تنوين فيهما على الإضافة فدرجات مفعول ترفع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَنْ نَشَاءُ إِن" [الآية: 83] بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واوا مكسورة،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
وبتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {درجات من} [83] قرأ الكوفيون بتنوين التاء، والباقون بغير تنوين). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشآء إن} قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية كالياء، ولهم أيضًا إبدالها واوًا خالصة مكسورة، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
{نَرْفَعُ}
- قراءة الجماعة (نرفع) بنون العظمة.
- وقرأ الحسن (يرفع) بالياء على طريقة الالتفات.
- وعنه أنه قرأ (ترفع) بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 2/472]
{دَرَجَاتٍ مَنْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (درجاتٍ من) بالتنوين، فهو منصوب على الظرف، أو على أنه مفعول ثان، والأول هو (من).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر (درجات من) من غير تنوين على الإضافة.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القراء.
{نَشَاءُ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (نشاء).
- وقرأ الحسن (يشاء) بالياء على الالتفات.
- وروي عن الحسن أنه قرأ (تشاء) بتاء الخطاب.
{نَشَاءُ إِنَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (نشاءون) بإبدال الهمزة الثانية واوًا.
[معجم القراءات: 2/473]
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش والحسن وروح بتحقيقهما.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (نشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلا الهمزة مع المد والقصر، وحمزة مع التسهيل أطول مدًا من هشام.
وانظر الآية/5 من هذه السورة في (نشؤا) ففيها البيان). [معجم القراءات: 2/474]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:46 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (84) إلى الآية (90) ]

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ) رفع هكذا إلا آخر الأنبياء شِبْل، الباقون في اختياره نصب، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على ما قبله ولموافقة المصحف في قوله: (لُوطًا)، (وَذُرِّيَّاتِهِمْ)، وفي الرعد والطور.
على التوحيد القورسي عن أبي جعفر، والأصمعي عن نافع، وأما في الأعراف (مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فأبو حيوة، وكوفي غير المفضل، وابْن سَعْدَانَ، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ على التوحيد، وفي الفرقان على التوحيد حمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأَبُو عَمْرٍو، وكوفي غير حفص، وابْن سَعْدَانَ في قول الجمع إلا أبا الحسين وهو منه سهو، وفي ياسين أبو عمرو وكوفي ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ وفي الطور على التوحيد فيهما مكي، وأيوب، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وافق مدني في الأول وكسرنا الأول أَبُو عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ؛ لأنها يقرآن و" اتبعناهما، الباقون على الجمع، وهو الاختيار لاختلاف جنس الذرية). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
{ذُرِّيَّتِهِ}
- تقدمت قراءة المطوعي (ذرية) بكسر أوله مرارًا.
{وَيُوسُفَ}
- قرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن والأعمش ويحيى (يوسف) بفتح السين، وهي لغة بعض بن عقيل.
- وقرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن وابن وثاب والأعمش (يوسف) بكسر السين.
- وعن طلحة أنه قرأ (يؤسف) بالهمز وكسر السين، وهي لغة بعض بني أسد.
- وقراءة الجماعة (يوسف) بضم السين، وهي لغة أهل الحجاز.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/474]

قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "زكريا" [الآية: 85] بلا همز حفص وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وزكريآء} [85] قرأ الأخوان وحفص بغير همز، وقفًا ووصلاً، والباقون بالهمز، كذلك). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}
{وَزَكَرِيَّا}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (زكريا) بلا همز.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (زكرياء) بالهمز ممدودًا.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في الآية/37 من سورة آل عمران فارجع إليها.
{يَحْيَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{عِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
{وَإِلْيَاسَ}
- قرأ الأعرج والحسن وقتادة وابن عباس باختلاف عنه (والياس) بوصل الألف.
- وقرأ الأعرج ونبيح وأبو واقد والجراح (وألياس) بهمزة قطع مفتوحة.
- وقراءة الجماعة (وإلياس) ). [معجم القراءات: 2/475]

قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في زِيَادَة اللَّام ونقصانها من قَوْله {وَالْيَسع} 86
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَالْيَسع} بلام وَاحِدَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالْيَسع} بلامين
وَفِي ص مثله). [السبعة في القراءات: 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والليسع) وفي (ص) مشددة اللام، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والليسع) [86]، وفي ص [48]: بلامين هما، وخلف). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والليسع) بلامين إحداهما مدغمة في الأخرى وإسكان الياء هنا وفي ص، وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء فيهما). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {واليسع} (86)، هنا، وفي ص: بلام مفتوحة مشددة، وإسكان الياء.
[التيسير في القراءات السبع: 278]
والباقون: بلام واحدة ساكنة، وفتح الياء). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (والليسع) هنا وفي صاد بلام مشدّدة وإسكان الياء، والباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْيَسَعَ) مشددة، وفي صاد عبد الوارث طريق المنادي أبي هارون عن أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابن سعدان، وهو الاختيار؛ لأنه اسم أعجمي، الباقون بلام واحدة خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([86]- {وَالْيَسَعَ} هنا، وفي [ص: 48] بلامين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (651- .... .... .... .... = وَوَالَّليْسَعَ الْحَرْفاَنِ حَرِّكْ مُثَقِّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والليسع قراءة حمزة والكسائي، على أن اسمه ليسع؛ ثم أدخل عليه الألف واللام.
وعلى قراءة الباقين: يسع؛ ثم أدخل ذلك عليه كما قال:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركًا = شديدًا بأحناء الخلافه كاهلة
قال أبو عبيد: «وجدنا اسم هذا النبي في الأنبياء والأحاديث، كلها اليسع».
قال: «ولم نسمع أحدًا منهم يسميه الليسع».
ومعنى قوله: (شفاء)، أنهم يقولون: لو كان يسع، ولم تدخله الألف واللام، لأنه على وزن الفعل؛ فالليسع أولى وأشبه بأسماء العجم.
والذي قالوه مدخول.
قال أبو علي: «من قرأ الليسع، فتكون اللام على حدها في الحارث.ألا ترى أنه على الصفات ؟ إلا أنه وإن كان كذلك، فليس له مزيةٌ على القول الآخر، ألا ترى أنه لم يجيء في الأسماء الأعجمية المنقولة في حال التعريف، نحو: إسماعيل وإبراهيم شيء على هذا النحو، كما لم يجيء فيها شيء فيه لام التعريف ؟
[فتح الوصيد: 2/894]
وإذا كان كذلك، فاليسع بمنزلة الليسع في أنه خارج عما عليه الأسماء الأعجمية المختصة المعربة» ). [فتح الوصيد: 2/895]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: ووالليسع لفظ القرآن "واليسع" فأدخل واو العطف الفاصلة على ذلك؛ لتحصل حكاية لفظ القرآن وهي في موضعين: هنا وفي سورة ص، وإليهما أشار بقوله: الحرفان؛ لأن الحرف اصطلاح القراء عبارة عن الكلمة المختلف في قراءتها، وفي إعراب الحرفان نظر وذلك أنه جاء بلفظ الرفع، فلزم أن يكون ووالليسع قبله مبتدأ والحرفان بدل منه بدل الاشتمال كأنه قال: حرفاه؛ أي: موضعاه ويجوز أن يكون مبتدأً ثانيًا؛ أي: الحرفان من هذا اللفظ، ولو قال: الحرفين بالنصب لكان أجود إعرابا وأقل إضمارا؛ فإن قولك: زيدا اضرب بنصب زيد أولى من رفعه بدرجات، وقوله: والليسع حرك مثل زيدا اضرب سواء وأراد بالتحريك فتح اللام؛ لأنه ليس في كلمة اليسع ساكن سواها ومثقلا حال من فاعل حرك؛ أي: مشددا اللام ثم تمم الكلام فقال:
652- وَسَكِّنْ "شِـ"ـفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ،.. "شِـ"ـفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالكَسْرِ "كُـ"ـفِّلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (651 - .... .... .... .... .... = وو اليسع الحرفان حرّك مثقّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَالْيَسَعَ* في الحرفين أي الموضعين هنا، وفي ص وَالْقُرْآنِ بتحريك اللام أي فتحها وبتثقيلها وتسكين الياء فتكون قراءة غيرهما بإسكان اللام مخففة وفتح الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْيَسَعَ هُنَا، وَفِي ص فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، وَإِسْكَانِ الْيَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ مُخَفَّفَةً وَفَتْحِ الْيَاءِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {واليسع} هنا [86]، وفي ص [84] بتشديد اللام وإسكان الياء، والباقون بإسكان اللام مخففة وفتح الياء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (606- .... .... .... .... .... = .... .... .... واللّيسعا
607 - شدّد وحرّك سكّنن معًا شفا = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله:
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
(واللسيعا) وشدد اللام من «وليسع» هنا وفي ص حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت بعده.
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلو يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
أي شدد اللام وحركها يعني بالفتح وسكن الياء أي في الموضعين هنا وص، والباقون بتخفيف اللام ساكنة وفتح الياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (اليسع) فقال:
ص:
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلوا يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وللّيسع هنا [الآية: 86] وص [الآية: 48] بفتح اللام وتشديدها وإسكان الياء، والباقون بتخفيف اللام وإسكانها وفتح الياء.
وقرأ ذو دال (دع) ابن كثير وحاء (حفا) أبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [الأنعام: 91] بياء الغيب، وفهم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
وتقدم اقتده [الأنعام: 90] في الوقف.
وجه التشديد: أن أصله «ليسع» ولا ينصرف للعجمة، والعلمية.
قال زيد بن أسلم: هو اسم يوشع، فعرب.
[وقيل: عربي نقل من الصفة ك «ضيغم»، فزيادة أداة التعريف على هذا واضح كالجنس، وعلى الأول إجراء للمعرب مجرى العربي، ثم أدغمت لام «أل» في مثلها.
ووجه التخفيف: أنه «يسع» معرب «يوشع»] ففيه العلمية، والعجمة.
وقيل: عربي منقول من المضارع المجرد من الضمير، أصله: «يوسع» حذفت واوه؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة، وكسرة مقدرة كيدع [إذ] فتح العين للعين، ثم زيدت فيه أداة التعريف كما دخلت في غيره من المنقولات من الصفة والمضارع في قوله:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... .... ....
ووجه غيب الثلاثة: إسناده للكفار، [مناسبة] لقوله تعالى: ما قدروا الله ... الآية [الأنعام: 91] وعلّمتم ما لم تعلموا [الأنعام: 91] التفات إليه أو للمسلمين، اعترض بين «قل» أولا وثانيا.
ووجه خطابها: أنه مسند إليه باعتبار الأمر، أي: قل لهم ذلك، وهو المختار؛ لقرب مناسبته، وأبلغ توبيخا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/307] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "اليسع" [الآية: 86] هنا و[في ص الآية: 48] فحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء في الموضعين، على أن أصله ليسع كضيغم وقدر تنكيره فدخلت ال للتعريف، ثم أدغمت اللام في اللام وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها وفتح الياء فيهما على أنه منقول من مضارع، والأصل يوسع كيوعد وقعت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة تقديرية؛ لأن الفتح إنما جيء به لأجل حرف الحلق فحذفت كحذفها في يدع ويضع ويهب وبابه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واليسع} [86] قرأ الأخوان بتشديد اللام، وإسكان الياء، والباقون بإسكان اللام مخففة، وفتح الياء). [غيث النفع: 582]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}
{وَالْيَسَعَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (واليسع)، كأن (أل) أدخلت على مضارع (وسع)، واختاره أبو عبيد، ورده أبو حاتم، وقال: لا يوجد ليسع، وتعقبه أبو جعفر النحاس.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف وطلحة بن سليمان الرازي وعيسى همدان وشيبان النحوي وعلي بن صالح بن حي وعبد الله بن إدريس وأبو إسحاق السبيعي (والليسع) بتشديد اللام وإسكان الياء على وزن (فيعل).
وذلك على أن أصله (ليسع) مثل ضيغم، وقدر تنكيره ثم دخلت (أل) التعريف، فأدغمت اللام في اللام.
قال الفراء: قراءة التشديد أشبه بأسماء الأعاجم.
وقال الطوسي: كان الكسائي يستصوب القراءة بلامين، ويخطئ من يقرأ بغيرهما.
{وَيُونُسَ}
- قرأ الحسن وطلحة بن مصرف ويحيى والأعمش وعيسى بن عمر (يونس) بفتح النون في جميع القرآن، وهي لغة بعض عقيل.
[معجم القراءات: 2/476]
- وقرأ سعيد بن جبير والضحاك وطلحة بن مصرف والأعمش وطاوس وعيسى بن عمر ونبيح والجراح والحسن بن عمران وابن وثاب (يونس) بكسر النون في جميع القرآن، وهي لغة بعض العرب.
- وقرأ طلحة بن مصرف (يؤنس) بالهمز وكسر النون، وهي لغة بعض العرب.
- وقراءة الجماعة (يونس) بضم النون وهي لغة الحجاز.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآية/163 من سورة النساء). [معجم القراءات: 2/477]

قوله تعالى: {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وذرياتهم} 87 في غير هَذَا الْموضع وَلم يَخْتَلِفُوا في هَذَا الْموضع أَنه بِالْجمعِ). [السبعة في القراءات: 262]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 87] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [87] {والنبوة} [89] مما لا يخفى). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}
{ذُرِّيَّاتِهِمْ}
- تقدمت قراءة المطوعي بكسر الذال (ذريتهم)، انظر الآية/74.
{صِرَاطٍ}
- قرأ (سراط) بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد، ورويس.
- وقرأ بالإشمام خلف عن حمزة.
- وقراءة الباقين (صراط) بالصاد.
وتقدم هذا مفصلًا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 2/477]

قوله تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}
{هُدَى}
- الإمالة في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا في الآية الثانية من سورة البقرة.
{يَشَاءُ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآية/213 من سورة البقرة.
{لَحَبِطَ}
- قراءة أبي السمال (لحبط) بفتح الباء حيث وقع.
[معجم القراءات: 2/477]
- وقراءة الجماعة (لحبط) بكسر الباء). [معجم القراءات: 2/478]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "النبوة" [الآية: 89] بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}
{النُّبُوَّةَ}
- قراءة نافع (النبوءة) بالهمز.
وتقدم عنه أنه يقرأ هذه المادة وما تصرف منها بالهمز حيث جاءت: النبيء، النبيئين، الأنبئاء...
وانظر الآية/60 من سورة البقرة، والآية/91 منها، والآية/155 من سورة النساء.
{بِكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة في أمثاله في مواضع، وانظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/478]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْهَاء في الْوَصْل من قَوْله {فبهداهم اقتده قل} 90
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأهل مَكَّة وَنَافِع وَأهل الْمَدِينَة وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم (فبهدهم اقتده قل) يثبتون الْهَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف سَاكِنة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (فبهدهم اقتد قل) بِغَيْر هَاء في الْوَصْل ويقفان بِالْهَاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر (فبهدهم اقتده قل) بِكَسْر الدَّال ويشم الْهَاء الْكسر من غير بُلُوغ يَاء
وَهَذَا غلط لِأَن هَذِه الْهَاء هَاء وقف لَا تعرب في حَال من الْأَحْوَال وَإِنَّمَا تدخل لتبين بهَا حَرَكَة مَا قبلهَا). [السبعة في القراءات: 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (اقتدهي) شامي، مختلس هشام). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (اقتده) [90]: مشبع: ابن ذكوان، مختلس: الصوري عنهما، وهشامٌ غير البلخي، بالوجهين الثغري، بحذفها في الوصل هما، وخلف، وسلام، ويعقوب، وأبو بكر طريق علي). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فبهداهم اقتده) بحذف الهاء في الوصل، وقرأ ابن ذكوان بإثباتها في الوصل ووصلها بياء، وقرأ هشام مثله غير أنه كسرها ولم يصلها بياء، وقرأ الباقون بإثباتها في الوصل ساكنة على نية الوقف، وكلهم وقفوا بالهاء ساكنة). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن ذكوان: {فبهداهم اقتدهي} (90): بكسر الهاء، وصلتها بياء.
وهشام: بكسرها، من غير صلة.
وحمزة، والكسائي: يحذفان الهاء في الوصل خاصة، وإذا وقفا أثبتاها ساكنة.
والباقون: يثبتونها ساكنة في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن ذكوان: (فبهداهم اقتده) بكسر الهاء وصلتها بياء وصلا، وهشام بكسرها من غير صلة وصلا ويعقوب وحمزة والكسائيّ وخلف، يحذفون الهاء في الوصل خاصّة، والباقون يثبتونها ساكنة في الحالين). [تحبير التيسير: 359]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (652 - وَسَكِّنْ شِفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ = شِفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالْكَسْرِ كُفِّلاَ
653 - وَمُدَّ بِخُلْفٍ مَاجَ وَالْكُلُّ وَاقِفٌ = بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و {اقتده}، إنما كان حذف هائه شفاءً، لأنما هاء السكت.
(وبالتحريك بالكسر كفل)، أي جعل كافلٌ، وهو الذي ينصره ويذب عنه.
ويقول: الهاء ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتد، أو ضمير الهدى.
أو كما قال ثعلب: إن هاء السكت تشبه بهاء الضمير، كما تشبه هاء الضمير بهاء السكت، فكسرت كما تكسر هاء الكناية وكذلك وصلها بياء.
قال أبو علي: «وعلى ذلك- أعني عودها على المصدر -:
هذا سراقة للقرآن يدرسه
وقوله: (بخلفٍ ماج)، أي اضطرب. وهذا زائد على التيسيره، لأنه لم يذكر فيه عن ابن ذكوان سوى المد.
[فتح الوصيد: 2/895]
وكذلك ذكر أبو الفتح (فارس) ومكي وعبد الجبار الطرسوسي، وكذلك حكي صاحب التذكرة وأبوه في الإرشاد، وصاحب الروضة وغيرهم من الأئمة.
وذكر ابن مجاهد في قراءات السبعة له: «وقرأ ابن عامر اقتده بكسر الهاء من غير بلوغ یاء».
وقال ابن أبي هاشم عبد الواحد: «رأيت الحلواني قد روي عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ {اقتده قل}، يبين الهاء ويكسر الهاء ولا يشبع الكسر، لم يذكر عن ابن عامر سوى ذلك».
وذكر النقاش في كتابه عن الحلواني عن هشام {اقتد قل}، بغير هاء في الوصل.
وعن ابن ذكوان مثل نافع وابن كثير وعاصم لا غير.
والكل واقف بإسكانه، لأن من يعتقدها هاء السكت، يثبتها في الوقف. وأما من أثبتها في الوصل ساكنة، فيجوز أن تكون هاء السكت وصلها بنية الوقف.
وحكى ابن الأنباري أن من العرب من يثبت هاء السكن في الوصل،
[فتح الوصيد: 2/896]
ويجوز أن يعتقد فيها ما ذكرناه في قراءة ابن عامر.وإنما أسكنت كما أسكنوا {يؤده}، و {نصله}؛ قاله أيضًا ابن الأنباري.
و{يذكو}: يفوح. والعبير: الزعفران، أو أخلاط من الزعفران وغيره. والمندل: العود الهندي). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (652- وَسَكِّنْ "شِـ"ـفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ،.. "شِـ"ـفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالكَسْرِ "كُـ"ـفِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
يعني: سكن الياء وضاق عليه النظم عن بيان محل التسكين؛ فإنه محتمل أن يكون في الياء والسين وشفاء حال؛ أي: ذا شفاء، فقرأ حمزة والكسائي على أن اسمه ليسع على وزن لحمر، فدخلت عليه آلة التعريف وعلى قراءة الجماعة يكون اسمه كأنه يسع على وزن يضع، ثم دخله الألف واللام كقوله:
رأيت الوليد بن اليزيد
وكل هذا من تصرفاتهم في الأسماء الأعجمية، واختار أبو عبيد قراءة التخفيف، وقال: كذلك وجدنا اسم هذا النبي في الأنباء والأحاديث، وقال الفراء في قراءة التشديد: هي أشبه بأسماء العجم، وقوله: تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، الهاء في اقتده هاء السكت فحذفها في الوصل شفاء كما تقدم في "يتسنه"، ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف، واتبع الرسم، وأجمعوا على إثبات هاء السكت في الوصل في "كتابيه" "وحسابيه" في موضعين في الحاقة واختلفوا في "ماليه" و"سلطانيه" و"ماهيه" في سورة القارعة على ما يأتي وابن عامر حرك هاء "اقتده" بالكسر، قال ابن مجاهد: يشم الهاء الكسر من غير بلوغ ياء قال وهذا غلط؛ لأن هذه الهاء هاء وقف لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/130]
تعرف في حال من الأحوال؛ أي: لا تحرك، وإنما تدخل ليتبين بها حركة ما قبلها، وقال أبو علي ليس بغلط، ووجهها أن تجعل الهاء كناية عن المصدر لا التي تلحق الوقف وحسن إضماره لذكر الفعل الدال عليه، وعلى هذا قول الشاعر:
هذا سراقة للقرآن يدرسه
فالهاء كناية عن المصدر ودل يدرس على الدارس ولا يجوز أن يكون ضمير القرآن؛ لأن الفعل قد تعدى إليه اللام فلا يجوز أن يتعدى إليه وإلى ضميره كما أنك إذا قلت: زيدا ضربته لم تنصب زيدا بضربت؛ لتعديه إلى الضمير قلت: فالهاء على هذا ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتد، وقيل: ضمير الهدى، وقيل إن هاء السكت تشبه بهاء الضمير فتحرك كما تشبه هاء الضمير بهاء السكت فتسكن، وقوله: كفلا؛ أي: جعل له كافل وهو الذي ينصره ويذب عنه ثم قال:
653- وَمُدَّ بِخُلْفٍ "مَـ"ـاجَ وَالكُلُّ وَاقِفٌ،.. بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلا
أي: مد كسرة الهاء ابن ذكوان بخلاف عنه، والمد فرع تحريكها، فجرى فيها على القياس؛ إذ هاء الضمير بعد المتحرك موصولة في قراءة "يؤده" و"فألفه"، ونحوهما، وهشام من مذهبه القصر في ذلك فقصرها هنا، وقوله: ماج؛ أي: اضطرب وهو صفة لخلف، وهو من زيادات هذه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/131]
القصيدة فلم يذكر صاحب التيسير فيه عن ابن ذكوان غير المد، وذكر النقاش عن هشام حذف الهاء كقراءة حمزة والكسائي، وذكر عن ابن ذكوان مثل قراءة نافع وغيره بالإسكان، ويجوز في قراءة الإسكان أن تكون الهاء ضميرًا على ما ذكر في قراءة ابن عامر، وأسكنت كما أسكنت في "فألقه" "ويتقه" ونحوهما، فإذا وقفت على "اقتده" فكلهم أثبتوا الهاء ساكنة؛ لأنها إن كانت هاء السكت فظاهر، وإن كانت ضميرا فالوقف يسكنها فهذا معنى قوله: والكل واقف بإسكانه؛ أي: بإسكان الهاء ويذكو معناه: يفوح من ذكت النار؛ أي: اشتعلت، والعبير أخلاط تجمع بالزعفران، عن الأصمعي وقال أبو عبيدة: هو الزعفران وحده والمندل: العود يقال له المندل والمندلي، ذكره المبرد، وأنشد:
إذا ما أخمدت يلقى،.. عليها المندل الرطب
وقال صاحب الصحاح -رحمه الله: المندلي عطر ينسب إلى المندل، وهي بلاد الهند وانتصب عبيرا، ومندلا على التمييز ويجوز أن يكونا حالين أي: مشبها ذلك والضمير في يذكو للهاء، أو الإسكان وموضع الجملة من يذكو نصب على الحال؛ لأن إثبات الهاء في الوقف ساكنة لا كلام فيه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (652 - وسكّن شفاء واقتده حذف هائه = شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا
653 - ومدّ بخلف ماج والكلّ واقف = بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ بحذف هاء اقْتَدِهْ وصلا، وقرأ ابن عامر بتحريك الهاء بالكسر وصلا أيضا، وقرأ ابن ذكوان بخلف عنه بمد الهاء أي إشباع حركتها حتى يتولد منها فتكون قراءة هشام بتحريك الهاء بالكسر من غير إشباع ولا صلة وهو الوجه الثاني لابن ذكوان. وفي قول الناظم: (ماج) إشارة إلى ضعف الخلاف واضطرابه عن ابن ذكوان؛ إذ ليس له من طريق النظم إلا إشباع الهاء وإن كان الوجه الثاني وهو كسر الهاء مع قصرها صحيحا عنه أيضا. وقرأ غير حمزة والكسائي وابن عامر بإثبات الهاء ساكنة وصلا، ولما ذكر الناظم حكم الهاء وصلا لجميع القراء أتبعه ببيان حكمها وقفا فقال: (والكل واقف إلخ).
المعنى: أن كل القراء وقف على اقْتَدِهْ بإثبات الهاء وإسكانها فيكون قوله: (والكل واقف بإسكانه إلخ) دليلا على أن الأحكام الأولى خاصة بحال الوصل. و(يذكو) من ذكت النار إذا اشتعلت. و(العبير) الزعفران. و(المندل) العود الهندي). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَاءِ اقْتَدِهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اقتده قل} [90] ذكر كسر هائها، والوقف عليه في الوقف على المرسوم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على إثبات هاء السكت في "اقتده" [الآية: 90] وقفا على الأصل سواء، قلنا: إنها للسكت أو للضمير، واختلفوا في إثباتها وصلا فأثبتها فيه ساكنة نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم، وكذا أبو جعفر وافقهم الحسن وابن محيصن من المبهج وأثبتها مكسورة مقصورة هشام، وأشبع الكسرة ابن ذكوان بخلف، والإشباع رواية الجمهور عنه، والاختلاس رواية زيد عن الرملي عن الصوري عنه كما في النشر قال فيه: وقد رواها الشاطبي رحمه الله تعالى عنه ولا أعلمها وردت عنه من طريقه، ولا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا ا. هـ.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
ووجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من اقتده أو ضمير الهدى، وقرأ بحذف الهاء وصلا حمزة والكسائي وخلف ويعقوب على أنها للسكت، فمحلها الوقف وافقهم الأعمش وابن محيصن من المفردة واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اقتده} [90] قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلاً، والباقون بإثباتها في الحالين، وكسرها مع القصر هشام، ومع وصلها بياء ابن ذكوان، والباقون بإسكانها وصلاً، وكلهم واقف بإثباتها وإسكانها على مقتضى الوقف.
[غيث النفع: 582]
تنبيه: ذكر الشاطبي رحمه الله لابن ذكوان الكسر من غير إشباع كهشام، ولا شك في صحته عنه، إلا أنه ليس من طريقه، ولم يذكره الداني في تيسيره ولا في جامعه ولا مفرداته، فلا يقرأ به من طريقه، ولم أقرأ به على شيخنا رحمه الله، ولذا لم نذكره، قال المحقق رحمه الله: «ولا أعلمها وردت عنه من طريقه» انتهى.
أي ولا أعلم هذه الرواية وهي الكسر من غير إشباع وردت عنه، أي عن ابن ذكوان، من طريقه، أي من طريق الشاطبي، والله أعلم). [غيث النفع: 583]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}
{هَدَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{فَبِهُدَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{اقْتَدِهِ قُلْ لَا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر
[معجم القراءات: 2/478]
وشيبة والحسن وابن محيصن (اقتده..) بإثبات الهاء ساكنة في الوصل والوقف، وهي هاء السكت دخلت لبيان حركة الدال، وقد أجروها وصلًا مجرى الوقف.
قال العكبري: (يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل، وهي على هذا هاء السكت، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضًا لشبهها بهاء الإضمار،
وقيل: من سكن الهاء جعلها هاء الضمير، وأجرى الوصل مجرى الوقف).
وقال الزجاج: (والذي اختار من أثق بعلمه أن يوقف عند هذه الهاء).
- وقرأ هارون بن موسى الأخفش عن أصحابه عن ابن عامر، وأحمد بن يزيد الحلواني عن هشام بن عمار عن أصحابه عن ابن عامر، وكذا رواية زيد عن الرملي عن الصوري عن هشام، وكذا الرواية عن أبي الدرداء، وابن ذكوان بخلاف عنه (اقتده) باختلاس كسرة الهاء في الوصل.
[معجم القراءات: 2/479]
قال ابن مجاهد: (وهذا غلط؛ لأن الهاء هاء وقف، لا تعرب في حال من الأحوال، وإنما تدخل لتبين بها حركة ما قبلها).
قال أبو حيان: (وتغليظ ابن مجاهد قراءة الكسر غلط منه، وتأويلها على أنها هاء السكت ضعيف).
وقال ابن مجاهد أيضًا: (ابن عامر بكسر الدال، ويشم الهاء الكسر من غير بلوغ ياء).
قال مكي: (فأما من كسرها في الوصل فيمكن أن يكون جعلها هاء الإضمار، أضمر المصدر.
وقيل: إنه شبه هاء السكت بهاء الإضمار فكسرها، وهذا بعيد).
قال العكبري: (ومنهم من يكسرها، وفيه وجهان:
أحدهما: هي هاء السكت، أيضًا، شبهت بهاء الضمير وليس بشيء.
- والثاني: هي هاء الضمير والمضمر المصدر، أي اقتد الاقتداء، ومثله:
هذا سراقة للقرآن يدرسه = والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
فالهاء ضمير الدرس، لا مفعول، لأن يدرس قد تعدى إلى القرآن).
وقال الشهاب: (... وبعضهم يحركها تشبيهًا بهاء الضمير، والعرب كثيرًا ما تعطي للشيء حكم ما يشبهه، وتحمله عليه، وقد روي قول المتنبي:
[معجم القراءات: 2/480]
واحر قلباه ممن قلبه شبم = ... ... ... ...
بضم الهاء وكسرها على أنها هاء السكت، شبهت بهاء الضمير فحركت، والأحسن -كما في الدر- أن يجعل الكسر لالتقاء الساكنين، لا لشبه الضمير، لأن هاء الضمير لا تكسر بعد الألف فكيف بما يشبهها، وأما كونه اتبع فيه خط المصحف فلا ينبغي ذكره، لأنه يقتضي أن القراءة بغير نقل تقليدًا للخط، فمن قاله فقد وهم...).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وسهل والأعمش وابن محيصن واليزيدي، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بإثبات الهاء في الوقف وحذفها في الوصل. (اقتد) في الوصل، بحذف الهاء.
- (اقتده)، في الوقف، بإثبات الهاء.
قال النشار: (وأما الوقف فجميع القراء يثبتون الهاء ويسكنونها).
وقال الزجاج: (وهذه الهاء التي في (اقتده) إنما تثبت في الوقف، تبين بها كسرة الدال، فإن وصلت قلت: اقتد).
وقال أبو علي: (الوجه الوقف بالهاء لاجتماع الكثرة، والجمهور على إثباته، ولا ينبغي أن يوصل والهاء ثابتة...).
[معجم القراءات: 2/481]
- وقرأ ابن ذكوان بخلاف عنه، وابن عامر بإشباع كسرة الهاء، ووصلها بياء (اقتدهي).
قال ابن عطية: (وهذا ضعيف، ولا تجوز القراءة بإشباع الياء).
قال في النشر: (واختلف عن ابن ذكوان في إشباع كسرتها، فروى الجمهور عنه الإشباع..، وروى بعضهم عنه الكسر من غير إشباع كرواية هشام، وهي طريق زيد عن الرملي عن الصوري...، وكذا رواه ابن مجاهد عن ابن شكوان...).
وقال ابن خالويه: (فأما ابن عامر فإنه قرأ برواية هشام (اقتده) بكسر الهاء غير صلة، وبرواية ابن ذكوان (اقتدهي) بكسر الهاء وصلتها، وغلط، لأن هاء السكت لا يجوز حركتها).
- وقرأ ابن محيصن (اقتدي) بالياء.
{ذِكْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/482]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:47 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (91) إلى الآية (92) ]
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}

قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {تجعلونه قَرَاطِيس تبدونها وتخفون كثيرا} 91
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (يجعلونه قَرَاطِيس يبدونها ويخفون كثيرا) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 262 - 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يجعلونه قراطيس يبدونها، ويخفون) بالياء مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يجعلونه). [91]، وأختاها: بالياء مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يجعلونه ويبدونها ويخفون) بالياء في الثلاثة، وقرأ الباقون بالتاء فيهن). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا} (91): بالياء، في الثلاثة.
والباقون: بالتاء جميعًا). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون) بالياء في الثّلاثة، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدْرُهُ) مثقل ابن مقسم، والحسن، الباقون بإسكانها، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل.
(تَجْعَلُونَهُ) وأختاها بالياء أَبُو عَمْرٍو، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة وأبو السَّمَّال، ومكير غير ابن مقسم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (وَعُلِّمْتُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([91]- {تَجْعَلُونَهُ} وأختاها، بالياء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (654 - وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ = عَلَى غَيْبِهِ حَقًّا .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبه (حقـ)ًا وينذر (صـ)ندلا
(حقًا)، منصوبٌ على المصدر.
ومعنى الغيبة: الرد على ما قبله؛ وهو: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشرٍ}، والخطاب في قوله: {وعلمتم} للمسلمين معترض.
ويجوز أن يكون على الالتفات في القراءتين.
ويجوز في قراءة التاء، رده على قوله: {قل من أنزل}، فهو مأمور.
فالقول لمن يخاطبه، وبعده: {وعلمتم}، يقوي ذلك). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبةٍ حقًّا وينذر صندلا
ب: (الصندل): جنس من العود له رائحة طيبة.
ح: (تبدونها) مع ما بعده: عطف على ما في البيت الأول، (على غيبةٍ): حال، نحو: (فلانٌ على حداثته يقول الشعر)، والضمير لكل واحد من المذكورات، (حقًا): تمييز، و (ينذر): عطف على (تبدونها)، (صندلًا): تمييز، نحو: (عبيرًا ومندلًا)، يعني: المذكور في هذا البيت يذكو صندلًا كما ذكا ذاك عبيرًا ومندلًا.
ص: يعني قرأ: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا) [91] بالياء على الغيبة في الثلاثة: ابن كثير وأبو عمرو، لطباق الغيبة ما قبله: {إذ قالوا ما أنزل الله} [91]، والباقون: بالخطاب لطباقه ما قبله: {قل من أنزل}، وما بعده: {وعلمتم} [91].
وقوله: (ولينذر أم القرى) [92]، قرأ أبو بكر بالياء على الغيبة، على أن الضمير للقرآن في قوله: {وهذا كتبٌ أنزلناه مباركٌ مصدقُ الذي بين يديه} [92]، والباقون: بالخطاب على أن الخطاب
[كنز المعاني: 2/211]
لمحمد صلى الله عليه وسلم). [كنز المعاني: 2/212] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (654- وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ،.. عَلَى غَيْبِهِ "حَـ"ـقًّا وَيُنْذِرَ "صَـ"ـنْدَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
يعني: "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا".
وجه الغيب فيه الرد على قوله: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ}.
والخطاب لقوله: {قُلْ} أي: قل لهم ذلك، وقوله تعالى: {وعلمتم} على قراءة الغيب التفات، والغيب في: (ولِيُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) يرجع إلى الكتاب العزيز، فيكون فعل الإنذار مسندا إلى الكتاب، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصندلا تمييز أو حال على ما سبق في عبيرا، ومندلا عطف جميع ما في هذا البيت على ما في البيت السابق؛ أي: وهذا المذكور في هذا البيت يذكو صندلا كما ذكا ذاك عبيرا ومندلا، وقوله: على غيبة أي: على ما فيه من الغيبة فهو في موضع الحال كقولك: هو على حداثته يقول الشعر أي: ويذكو يبدونها وما بعده على غيبه حقا مصدر مؤكد، والصندل شجر طيب الرائحة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/133] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (654 - وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبه حقّا وينذر صندلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: يجعلونه قراطيس يجدونها ويخفون كثيرا، بياء الغيب في الأفعال الثلاثة فتكون قراءة غيرهما بتاء الخطاب فيها). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108- .... .... .... يَجْعَلْ وَبَعْدُ خَا = طِبًا .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يجعل وبعد خاطبًا أي قرأ يعقوب {يجعلونه قراطيس} [91] بالخطاب، وكذا في الذين بعده كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو و{تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون} [91] بالغيب في الثلاثة، والباقون بالخطاب فيها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (607- .... .... .... .... .... = ويجعلوا يبدو ويخفو دع حفا). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويجعلوا) يعني قرأ «يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا» بالغيب على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (اليسع) فقال:
ص:
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلوا يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وللّيسع هنا [الآية: 86] وص [الآية: 48] بفتح اللام وتشديدها وإسكان الياء، والباقون بتخفيف اللام وإسكانها وفتح الياء.
وقرأ ذو دال (دع) ابن كثير وحاء (حفا) أبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [الأنعام: 91] بياء الغيب، وفهم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
وتقدم اقتده [الأنعام: 90] في الوقف.
وجه التشديد: أن أصله «ليسع» ولا ينصرف للعجمة، والعلمية.
قال زيد بن أسلم: هو اسم يوشع، فعرب.
[وقيل: عربي نقل من الصفة ك «ضيغم»، فزيادة أداة التعريف على هذا واضح كالجنس، وعلى الأول إجراء للمعرب مجرى العربي، ثم أدغمت لام «أل» في مثلها.
ووجه التخفيف: أنه «يسع» معرب «يوشع»] ففيه العلمية، والعجمة.
وقيل: عربي منقول من المضارع المجرد من الضمير، أصله: «يوسع» حذفت واوه؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة، وكسرة مقدرة كيدع [إذ] فتح العين للعين، ثم زيدت فيه أداة التعريف كما دخلت في غيره من المنقولات من الصفة والمضارع في قوله:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... .... ....
ووجه غيب الثلاثة: إسناده للكفار، [مناسبة] لقوله تعالى: ما قدروا الله ... الآية [الأنعام: 91] وعلّمتم ما لم تعلموا [الأنعام: 91] التفات إليه أو للمسلمين، اعترض بين «قل» أولا وثانيا.
ووجه خطابها: أنه مسند إليه باعتبار الأمر، أي: قل لهم ذلك، وهو المختار؛ لقرب مناسبته، وأبلغ توبيخا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/307] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "حق قدره" بفتح الدال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون" [الآية: 91] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب في الثلاثة على إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره" إلخ وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب فيهن أي: قل لهم ذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم إمالة "ذكرى" وكذا "جاء موسى" "وللناس" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تجعلونه} [91] و{تبدونها} {وتخفون} قرأ المكي والبصري بياء الغيب في الثلاثة، والباقون بتاء الخطاب فيهن). [غيث النفع: 583]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}
{قَدَرُوا}
- قرأ الحسن وعيسى الثقفي وأبو نوفل (قدروا) بالتشديد على التكثير.
- وقراءة الجماعة (قدروا) بالتخفيف.
{قَدْرِهِ}
- قرأ الحسن وعيسى الثقفي وأبو نوفل وأبو حيوة (قدره)، بفتح الدال، وهي لغة.
- وقراءة الجماعة بإسكانها (قدره).
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآية/87 من سورة البقرة، و61 من سورة آل عمران، و43 من النساء.
{مُوسَى}
- سبقت الإمالة فيه في الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{هُدًى}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/2 من سورة البقرة.
{لِلنَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{تَجْعَلُونَهُ ... تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ومجاهد والحسن
[معجم القراءات: 2/483]
والأعمش وأبو جعفر ويعقوب (تجعلونه ... تبدونها وتخفون ...) بالتاء على الخطاب، وهو مناسب لقوله (علمتم).
قال الطوسي: (ومن قرأ بالتاء حمله على الخطاب يعني: قل لهم: تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا.
ويقوي القراءة بالتاء قوله: (علمتم ما لم تعلموا) فجاء على الخطاب، وكذلك ما قبله).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي ومجاهد (ويجعلونه ... ويبدونها ويخفون ...) بالياء على الغيبة، وذلك على سياق ما قبله، في قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ...).
قال الشهاب: (... ثم وصف كتاب موسى قصدًا إلى تجهيلهم وتوبيخهم بصفات ثلاث:
أحدها: أنه نور وهدى للناس.
وثانيها: أنهم حرفوه وتصرفوا فيه بإبدال بعض وإخفاء كثير كصفته صلى الله عليه وسلم، وآية الرجم.
وثالثها: أنهم علموا في ذلك الكتاب على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ما لم يعلموا ولا آباؤهم مما كانوا يختلفون فيه،
وقراءة الغيبة على هذا التفات تبعيدًا لهم بسبب ارتكابهم القبيح عن ساحة الخطاب؛ ولذا خاطبهم حيث نسب إليهم الحسن في
[معجم القراءات: 2/484]
قوله (وعلمتم)، وهذا من عيون اللطائف في الالتفات).
ورجح الطبري القراءة بالياء.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مَا لَمْ تَعْلَمُوا}
- قراءة الجماعة (... ما لم تعلموا) بالتاء على الخطاب، على سياق ما قبله.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (ما لم يعلموا) بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 2/485]

قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ولتنذر أم الْقرى} 92
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر (ولينذر أم الْقرى) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ولتنذر} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ أَيْضا). [السبعة في القراءات: 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولينذر) بالياء، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولينذر) [92]: بالياء المفضل، وأبو بكر). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (ولينذر) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ولينذر أم القرى} (92): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر (ولينذر أم القرى) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 360]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيُنْذِرَ) بالياء الزَّعْفَرَانِيّ، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ وأبو بكر غير الجعفي، والمفضل، وأبان، الباقون بالتاء، وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 543]
المنذر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وفي ياسين (لِتُنْذِرَ) مدني، وابْن مِقْسَمٍ، ودمشقي، وقاسم، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وفي الأحقاف (لِتُنذِرَ) بالتاء مدني دمشقي، وقاسم، وجبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وابْن كَثِيرٍ طريق الزَّيْنَبِيّ عن الثلاثة، والْخُزَاعِيّ عن البزي، وابْن الصَّبَّاحِ فى قول أبي الحسن وهو الصواف، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وفي المؤمن (لِتُنْذِرَ) بالتاء ابْن مِقْسَمٍ قال ابن مهران روح وزيد قال العراقي: غير روح. قال الرَّازِيّ ابن المأمون غير رويس، الباقون بالياء، وهو الاختيار ها هنا لقوله: (يُلْقِي الرُّوحَ)، ولا خلاف في الكهف (لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا) بالياء (صَلَواتِهِمْ) على الجمع ابْن مِقْسَمٍ في جميع القرآن وافق الزَّعْفَرَانِيّ، وأحمد إلا في قوله: (خَاشِعُونَ)، و(دَائِمُونَ) الجعفي عن أبي بكر، وأبي عمرو ها هنا جمع، وفي التوبة (إِنَّ صَلَاتَكَ) على التوحيد وكذلك في هود أيوب، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل، وأبان، وابْن سَعْدَانَ، وفي المؤمنين (عَلَى صَلَاتِهِم) واحدة كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، الباقون على الجميع في الثلاثة والتوحيد في غيرها، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ، لأنها تشتمل على لغات مختلفة). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([92]- {وَلِتُنْذِرَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (654- .... .... .... .... = .... .... .... وَيُنْذِرَ صَنْدَلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({ولينذر} أيضًا مردود على قوله: {وهذا كتب أنزلنه}، {لینذر}، يعني الكتاب.
و(صندلا)، منصوبٌ على التمييز، كانتصاب عبيرًا ومندلًا، لأنه لما قال: (يذكر عبيرًا ومندلًا)، عطف عليه: (وتبدونها تخفون مع تجعلونه)، كأنه يقول: وكذلك تبدوها وما بعده...إلى قوله: (وينذر) يذكر صندلا.
ومن قرأ: {ولتنذر}، رده إلى الرسول عليه السلام). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبةٍ حقًّا وينذر صندلا
ب: (الصندل): جنس من العود له رائحة طيبة.
ح: (تبدونها) مع ما بعده: عطف على ما في البيت الأول، (على غيبةٍ): حال، نحو: (فلانٌ على حداثته يقول الشعر)، والضمير لكل واحد من المذكورات، (حقًا): تمييز، و (ينذر): عطف على (تبدونها)، (صندلًا): تمييز، نحو: (عبيرًا ومندلًا)، يعني: المذكور في هذا البيت يذكو صندلًا كما ذكا ذاك عبيرًا ومندلًا.
ص: يعني قرأ: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا) [91] بالياء على الغيبة في الثلاثة: ابن كثير وأبو عمرو، لطباق الغيبة ما قبله: {إذ قالوا ما أنزل الله} [91]، والباقون: بالخطاب لطباقه ما قبله: {قل من أنزل}، وما بعده: {وعلمتم} [91].
وقوله: (ولينذر أم القرى) [92]، قرأ أبو بكر بالياء على الغيبة، على أن الضمير للقرآن في قوله: {وهذا كتبٌ أنزلناه مباركٌ مصدقُ الذي بين يديه} [92]، والباقون: بالخطاب على أن الخطاب
[كنز المعاني: 2/211]
لمحمد صلى الله عليه وسلم). [كنز المعاني: 2/212] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (654- وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ،.. عَلَى غَيْبِهِ "حَـ"ـقًّا وَيُنْذِرَ "صَـ"ـنْدَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
يعني: "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا".
وجه الغيب فيه الرد على قوله: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ}.
والخطاب لقوله: {قُلْ} أي: قل لهم ذلك، وقوله تعالى: {وعلمتم} على قراءة الغيب التفات، والغيب في: (ولِيُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) يرجع إلى الكتاب العزيز، فيكون فعل الإنذار مسندا إلى الكتاب، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصندلا تمييز أو حال على ما سبق في عبيرا، ومندلا عطف جميع ما في هذا البيت على ما في البيت السابق؛ أي: وهذا المذكور في هذا البيت يذكو صندلا كما ذكا ذاك عبيرا ومندلا، وقوله: على غيبة أي: على ما فيه من الغيبة فهو في موضع الحال كقولك: هو على حداثته يقول الشعر أي: ويذكو يبدونها وما بعده على غيبه حقا مصدر مؤكد، والصندل شجر طيب الرائحة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/133] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (654 - .... .... .... .... .... = .... .... .... وينذر صندلا
....
ثم عطف الغيب فقال:
[الوافي في شرح الشاطبية: 262]
(وينذر صندلا) يعنى أن شعبة قرأ: ولينذر أمّ القرى بياء الغيب، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب وحذف لام وَلِتُنْذِرَ ضرورة. و(الصندل) نوع من العود ذو رائحة طيبة). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلِتُنْذِرَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ولتنذر} [92] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (608 - ينذر صف .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ي (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
قوله: (ولينذر أم القرى) على لفظه بالغيب، قرأه شعبة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ى (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/307]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولينذر أم القرى ومن حولها [92] بياء الغيب [علم] من الإطلاق؛ لإسناده لضمير الكتاب من قوله: وهذا كتب أنزلنه [الأنعام: 92]، أي: لينذر الكتاب على حد: ولينذروا به [إبراهيم: 52]، والباقون [بتاء] الخطاب؛ لإسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: ولتنذر يا محمد.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وكاف (كلا) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان وابن كثير، و(صفا) أبو بكر، وخلف- لقد تقطع بينكم [الأنعام: 94] برفع النون والباقون بفتحها.
وقرأ الكوفيون وجعل الّيل سكنا [الأنعام: 96] بحذف الألف وفتح العين، والباقون بإثباتها وكسر العين.
تنبيه:
يأتي [ل] وبينكم [الأنعام: 58، 94] نظير بالعنكبوت [الآيتان: 25، 52]، وعلم أن ألف جاعل بعد الجيم من لفظه.
ووجه رفع بينكم: أنه اسم غير ظرف، ويقويه فراق بيني وبينك [الكهف: 78]، وهو مشترك بين الوصل والتفرق؛ فهو فاعل معناه: يقطع وصلكم، أو يفرق جمعكم.
ووجه نصبه: أنه ظرف تقطّع [الأنعام: 94]، وفاعله مضمر، أي: لقد تقطع الوصل بينكم؛ فهو مفهوم من السياق، أو مصدره بمعنى: وقع التقطع، أو «الأمر» [أو] «الذي» صفة محذوف، أي: وصل بينكم أو ما كنتم تزعمون؛ على إعمال أول المتنازعين، ويجوز جعله فاعلا، وفتح للبناء لإضافته إلى مبني.
وجه قصر جعل والنصب: جعله فعلا ماضيا ناصبا لـ الّيل؛ مناسبة للاحق.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/308]
ووجه المد: جعله اسم فاعل، وجر الليل بإضافته إليه؛ مناسبة للسابق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولتنذر" [الآية: 92] فأبو بكر بياء الغيبة والضمير للقرآن أو للرسول للعلم به عليه الصلاة والسلام، والباقون بتاء الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "القرى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، وقلله الأزرق، وكذا "نرى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "صلواتهم" بالجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولتنذر} [92] قرأ شعبة بالغيب، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 583]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
{وَلِتُنْذِرَ}
- قرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحماد (ولينذر) بالياء على الغيبة، أي القرآن بمواعظه وأوامره، أو الضمير للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ الجمهور، وهي رواية حفص عن عاصم (ولتنذر) بالتاء، خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم، أي: لتنذر أم القرة.
{الْقُرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
[معجم القراءات: 2/485]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يُؤْمِنُونَ ... يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمز مفصلة، انظر الآية/88 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{بِالْآَخِرَةِ}
- سبقت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
{صَلَاتِهِمْ}
- قراءة الجمهور (على صلاتهم) بالتوحيد، والمراد به الجنس، فهو يدل على الجمع.
- وقرأ الحسن، وهي رواية خلف ويحيى وحسين الجعفي وخلاد كلهم عن أبي بكر عن عاصم (على صلواتهم) بالجمع.
قال أبو حيان: (ذكر ذلك أبو علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي في كتاب الروضة من تأليفه، وقد تفرد بذلك عن جميع الناس) ومثل هذا في الدر للسمين.
- وغلظ اللام من (صلاتهم) الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/486]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:49 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (93) إلى الآية (94) ]
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَأُنْزِلُ) مشدد أبو حيوة، الباقون خفيف بإسكان النون، وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}
{أَظْلَمُ}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/21 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 2/486]
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واليزيدي والأعمش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف (إليه) بهاء السكت.
{شَيْءٌ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
{سَأُنْزِلُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
- وعند ابن عطية: قراءة أبي حيوة (سأنزل) كذا!
{مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}
- قرأ أبو حيوة (مثل ما نزل الله) بالتشديد.
- والجماعة بالهمز (.. أنزل..).
{تَرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
[معجم القراءات: 2/487]
{أَيْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- والجماعة على كسرها (أيديهم) لمناسبة الهاء.
{عَذَابَ الْهُونِ}
- قراءة الجماعة (... الهون) بضم الهاء من غير ألف.
- وقرأ عبد الله وعكرمة (.. الهوان) بفتح الهاء والواو، وألف بعدها.
- والقراءتان معناهما واحد.
{غَيْرَ الْحَقِّ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/488]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا في رفع النُّون ونصبها من قَوْله {لقد تقطع بَيْنكُم} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة {لقد تقطع بَيْنكُم} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع والكسائي {لقد تقطع بَيْنكُم} نصبا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {بَيْنكُم} نصبا). [السبعة في القراءات: 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بينكم) نصب، مدني وحفص، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بينكم) [94]: نصب: مدني، وعلي، وأيوب، وحفص). [المنتهى: 2/685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحفص والكسائي (بينكم) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص، والكسائي: {لقد تقطع بينكم} (94): بفتح النون.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وحفص والكسائيّ: (لقد تقطع بينكم) بنصب النّون والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 360]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فُرَادَى) على وزن فعلى أبو معاذ النحوي عن أَبِي عَمْرٍو ونافع، الباقون بألف وهو الاختيار لموافقة المصحف والأكثر (بَيْنَكُمْ) نصب مجاهد، والحسن ومدني، والكسائي غير قاسم، وحفص، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وطَلْحَة في رواية الفياض، الباقون رفع، وهو الاختيار لأن معناه وصلكم). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {بَيْنَكُمْ} نصب: نافع وحفص والكسائي). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (655 - وَبَيْنَكُمُ ارْفَعْ فِي صَفَا نَفَرٍ.... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([655] وبينكم ارفع (فـ)ي (صـ)فا (نفرٍ) وجا = عل اقصر وفتح الكسر والرفع (ثـ)ملا
[656] وعنهم بنصب الليل واكسر بمستقر = رٌ القاف (حق)اً خرقوا ثقله (ا)نجلى
(في صفا نفرٍ): إما أن يكون أراد الصفاء الممدود، وأضافه إلى (نفر)، لأن الرفع صفا لهم صفاء، أو لأهم تصافوا صفاء، والمعنى: كائنا في صفا نفر.
أو يكون مقصورا، يريد أنك ترفع في صلابة الصفا لقوته في الحجة؛ وذلك أنهم تجوزوا في الظرف، فجعلوه اسمًا كما قال تعالى مُجمعٌ بينهما: {ومن بيننا وبينك حجاب} و{ذات بينكم}.
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: «معناه وصلكم».
فإن قيل: كيف يكون بمعنى الوصل على قوله وهو للفرقة ؟
قيل: لما كثر استعماله ظرفًا بين الشيئين وبينهما ملابسة ومخالطة، صار لذلك بمنزلة الوصلة، فاتسع في استعماله فيها.
وقال بعض العلماء: هو على إسناد الفعل إلى الظرف كما تقول: قوتل خَلَفُكم وإمَامُكم».
والنصب بمعنی: وقع التقطع بينكم، كما تقول: جمع بين الشيئين؛ تريد: أوقع الجمع بينهما على إسناد الفعل إلى مصدره بهذا التأويل.
[فتح الوصيد: 2/898]
ابن الأعرابي: «لقد تقطع الذي كان بينكم».
أبو إسحاق: «لقد تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم»؟.
الفراء: «في قراءة عبد الله: (ما بينكم)»..
قال: «وهو وجه الكلام؛ إذا جعل الفعل لـ: بين، ترك نصبًا كما قالوا: أتاني دوتك من الرجال، فترك نصبا؛ وهو في موضع الرفع، لأنه صفة. فإذا قالوا: هذا دون من الرجال رفعوه، وهو في موضع الرفع. وكذلك تقول: بين الرجلين بين بعيد، وبون بعيد: إذا أفردته أجريته بالعربية» ). [فتح الوصيد: 2/899]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [655] وبينكم ارفع في صفا نفرٍ وجا = عل اقصر وفتح الكسر والرفع ثملا
ب: (ثملا): أصلح.
ح: (بينكم): مفعول (ارفع)، (في صفا): منصوب المحل على الحال، أي: كائنًا في جملة أهل هذه القراءة المصفين عن شوائب الكدر، (نفرٍ) ك مضاف إليه، و (جاعل اقصر): مثل (بينكم ارفع)، (فتح): مبتدأ، و (الرفع): عطف على الكسر: (ثملا): خبر.
ص: أي ارفع النون من قوله تعالى: {لقد تقطع بينكم} [94] عن حمزة وأبي بكر وابن كثير وأبي عامر، على أن (البين) اسم وقع فاعل {تقطع}، أي: تقطع وصلكم؛ لأن البين من أسماء الأضداد، بمعنى الوصل والفرقة، والباقون: ينصبون على الظرفية والفاعل مضمر، أي: تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم، أو ما كان بينكم من الوصل والمودة، أو تقطع الذي بينكم، حذف الموصول وبقي الصلة.
ثم قال: أقصر (وجعل اليل) [96] بحذف الألف، وافتح كسره
[كنز المعاني: 2/212]
ورفعه، فيصير (جعل) على لفظ الماضي، عند الكوفيين، عطفًا على معنى {فالق} [96]، لأن معنى (فالق) و (فلق) واحد، ويقوي هذه القراءة أن بعده: {والشمس والقمر حسبانًا} بالنصب عطفًا على (اليل سكنًا)؛ لأن (اليل) مفعول في المعنى وإن أضيف إليه). [كنز المعاني: 2/212] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (655- وَبَيْنَكُمُ ارْفَعْ "فِـ"ـي "صَـ"ـفَا "نَفَرٍ" وَجَا،.. عِلُ اقْصُرْ وَفَتْحُ الكَسْرِ وَالرَّفْعِ "ثُـ"ـمِّلا
أي: كائنا في صفا نفر، فقصر الممدود أو أراد في صلابة الصفا المقصورة؛ لقوة الحجة فيه، قال أبو عبيد: وكذلك نقرؤها بالرفع؛ لأنا قد وجدنا العرب تجعل "بين" اسما من غير "ما"، ويدل على ذلك قوله: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/133]
بَيْنِهِمَا}، فجعل "بين" اسما من غير ما وكذلك قوله: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}، وقد سمعناه في غير موضع من أشعارها، وكان أبو عمرو يقول: معنى "تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ" تقطع وصلكم فصارت ههنا اسما من غير أن يكون معها ما، قال: وقرأها الكسائي نصبا، وكان يعتبرها بحرف عبد الله لقد تقطع ما بينكم.
قال الزجاج: الرفع أجود، ومعناه: لقد تقطع وصلكم، والنصب جائز، المعنى لقد تقطع ما كان من الشرك بينكم، قال أبو علي لما استعمل بين مع الشيئين المتلابسين في نحو بيني وبينك شركة وبيني وبينه رحم وصداقة صارت لاستعمالها في هذه المواضع بمنزلة الوصلة وعلى خلاف الفرقة فلهذا جاء: لقد تقطع وصلكم.
قلت: وقيل: المعنى: تفرق جمعكم وتشتت، وقيل اتسع في الظرف فأسند الفعل إليه مجازا كما أضيف إليه في قوله تعالى: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}، و{مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}، و{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}،
وقال عنترة:
وَكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ عَشِيَّةً،.. بِقَريبِ بَينَ المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ
وقول أبي عمرو: لقد تقطع وصلكم يعني: أن البين يطلق بمعنى الوصل فلا يكون الظرف متسعا فيه هذا وجه آخر وقراءة النصب على أنه ظرف على أصله والفاعل مضمر دل عليه سياق الكلام؛ أي: لقد تقطع الاتصال بينكم، وقيل: لقد تقطع الذي بينكم، فحذف الموصول، وقيل: تقطع الأمر بينكم، وقيل: بينكم صفة موصوف محذوف؛ أي: لقد تقطع وصل بينكم كقولهم: ما منهما مات، أي: أحد مات وقيل الفاعل: {مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}؛ أي: لقد تقطع وصل ما زعمتم، كقولك: قام وقعد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/134]
زيد فأحد الفعلين رافع للفاعل الموجود والآخر فاعله مضمر؛ لدلالة الموجود عليه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/135]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (655 - وبينكم ارفع في صفا نفر وجا = عل اقصر وفتح الكسر والرّفع ثمّلا
656 - وعنهم بنصب اللّيل واكسر بمستقر = ر القاف حقّا خرّقوا ثقله انجلا
قرأ حمزة وشعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ برفع النون فتكون قراءة غيرهم بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي وحفص {تقطع بينكم} [94] بنصب النون،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (608- .... .... بينكم ارفع في كلا = حقٍّ صفا .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (بينكم) يريد قوله تعالى: تقطّع بينكم قرأه بالرفع حمزة وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة وخلف، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ى (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/307]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولينذر أم القرى ومن حولها [92] بياء الغيب [علم] من الإطلاق؛ لإسناده لضمير الكتاب من قوله: وهذا كتب أنزلنه [الأنعام: 92]، أي: لينذر الكتاب على حد: ولينذروا به [إبراهيم: 52]، والباقون [بتاء] الخطاب؛ لإسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: ولتنذر يا محمد.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وكاف (كلا) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان وابن كثير، و(صفا) أبو بكر، وخلف- لقد تقطع بينكم [الأنعام: 94] برفع النون والباقون بفتحها.
وقرأ الكوفيون وجعل الّيل سكنا [الأنعام: 96] بحذف الألف وفتح العين، والباقون بإثباتها وكسر العين.
تنبيه:
يأتي [ل] وبينكم [الأنعام: 58، 94] نظير بالعنكبوت [الآيتان: 25، 52]، وعلم أن ألف جاعل بعد الجيم من لفظه.
ووجه رفع بينكم: أنه اسم غير ظرف، ويقويه فراق بيني وبينك [الكهف: 78]، وهو مشترك بين الوصل والتفرق؛ فهو فاعل معناه: يقطع وصلكم، أو يفرق جمعكم.
ووجه نصبه: أنه ظرف تقطّع [الأنعام: 94]، وفاعله مضمر، أي: لقد تقطع الوصل بينكم؛ فهو مفهوم من السياق، أو مصدره بمعنى: وقع التقطع، أو «الأمر» [أو] «الذي» صفة محذوف، أي: وصل بينكم أو ما كنتم تزعمون؛ على إعمال أول المتنازعين، ويجوز جعله فاعلا، وفتح للبناء لإضافته إلى مبني.
وجه قصر جعل والنصب: جعله فعلا ماضيا ناصبا لـ الّيل؛ مناسبة للاحق.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/308]
ووجه المد: جعله اسم فاعل، وجر الليل بإضافته إليه؛ مناسبة للسابق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "ولقد جئتمونا" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "فرادى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "فيكم شركؤا" ونحوه مما رسمت الهمزة فيه واوا باثني عشر وجها تقدمت في أنبؤا أول السورة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ " [الآية: 94] فنافع وحفص والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب النون ظرف لتقطع والفاعل مضمر يعود على الاتصال لتقدم ما يدل عليه، وهو لفظ شركاء أي: تقطع الاتصال بينكم، وافقهم الحسن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
والباقون بالرفع على أنه اتسع في هذا الظرف، فأسند الفعل إليه فصار اسما، ويقويه هذا فراق بيني وبينك ومن بيننا وبينك حجاب، فاستعمله مجرورا أو على أن بين اسم غير ظرف، وإنما معناه الوصل أي: تقطع وصلكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تقطع بينكم} [94] قرأ نافع وعلي وحفص بنصب النون، والباقون برفعها). [غيث النفع: 583]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( وأما {شركاؤا} [94] فهو من الكلمات الثمانية التي كتبت الهمزة فيها واوًا بلا خلاف، وفيه لدى الوقف عليه لحمزة وهشام اثنا عشر وجهًا:
إبدال همزته ألفًا مع الثلاثة، وتسهيلها كالواو مع روم حركتها مع المد والقصر، فهذه خمسة على التخفيف القياسي.
وعلى الرسمي تأتي سبعة: إبدال الهمزة واوًا ساكنة، ويجوز رومها وإشمامها، ويأتي على كل من السكون والإشمام الثلاثة، وعلى الروم القصر فقط، فهذه السبعة مع الخمسة المتقدمة اثنا عشر). [غيث النفع: 583]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تزعمون} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، و{تستكبرون} قبله على قول بعض). [غيث النفع: 584]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا}
- قرأ نافع وابن ذكوان وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال عند الجيم.
- وأدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام، وهي رواية أبي عبد الله الكارزيني عن رويس.
{جِئْتُمُونَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (جيتمونا) بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل.
- وإبدال الهمزة ياء في الوقف قراءة حمزة.
{فُرَادَى}
- قراءة الجماعة (فرادى).
- قراءة الجماعة (فرادى).
[معجم القراءات: 2/488]
- وأماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
- وقرأ أبو عمرو ونافع في حكاية خارجة عنهما، والأعرج (فردى) مثل سكرى، تأنيث فردان.
- وقرأ عيسى بن عمر وأبو حيوة (فرادًا) بالتنوين، وهي لغة تميم.
- وقرئ (فراد) غير مصروف مثل (ثلاث).
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ (فراد) بفتح الفاء، غير مصروف على زنة (ثلاث)، وذكر أنه حكاه أبو معاذ.
{نَرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
[معجم القراءات: 2/489]
{شُرَكَاءُ}
- يوقف لحمزة وهشام بخلاف عنه على (شركاؤا) على رسمه بالواو باثني عشر وجهًا، عرضها صاحب الإتحاف في الآية/5 في أول هذه السورة وهي كما يلي:
1- خمسة على القياس وهي:
- إبدال الهمزة ألفًا، مع المد والقصر والتوسط.
- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
2- وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي:
- المد والتوسط والقصر، مع سكون الواو ومع إشمامها.
والسابع روم حركتها مع القصر.
{لَقَدْ تَقَطَّعَ}
- اتفق القراء على إدغام الدال في التاء.
{تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم والكسائي وأبو جعفر والحسن البصري ويعقوب وابن مسعود وأصحابه وأبو موسى الأشعري وقتادة وأسلم بن زرعة الكلابي وشيبة ومجاهد وعاصم الأسدي وطلحة اليامي وعيسى الهمداني وأبو رجاء العطاردي ونعيم بن ميسرة وشيبان بن عبد الرحمن النحوي والمفضل (بينكم)
[معجم القراءات: 2/490]
بفتح النون على أنه ظرف، والفاعل مقدر، أي: تقطع الاتصال بينكم.
وخرجه الأخفش على أنه فاعل، ولكنه مبني على الفتح حملًا على أكثر أحوال هذه الظروف.
وذكر العكبري وجهًا ثالثًا، وهو أنه وصف لمحذوف أي لقد تقطع شيء بينكم أو وصل.
وقال مكي: (وقد قيل: إن من نصب (بينكم) جعله مرفوعًا في المعنى بـ(تقطع)، لكنه لما جرى في أكثر الكلام منصوبًا تركه في حال الرفع على حاله منصوبًا لكثرة استعماله كذلك، وهو مذهب الأخفش.
.. ومثله عند الأخفش قوله: (ومنا دون ذلك) ومثله (يفصل بينكم) في قراءة من ضم الياء وفتح الصاد، فـ(دون) استعملا في هذه المواضع اسمًا غير ظرف لكن تركا على الفتح، وموضعهما رفع من أجل أن أكثر ما استعملا بالنصب على أنهما ظرفان).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر، و[مجاهد ذكره الفراء] (بينكم) بالرفع فاعلًا.
- قال الفراء: يريد وصلكم.
قالوا: استع في الظرف، وأسند إليه الفعل، فصار اسمًا، وذهب
[معجم القراءات: 2/491]
الزجاج إلى أن الرفع أجود.
قال مكي: (من رفع (بينكم) جعله فاعلًا لـ (تقطع)، وجعل البين بمعنى الوصل، تقديره: لقد تقطع وصلكم، أي جمعكم) والقراءتان عند الطبري سواء.
- وقرأ عبد الله بن مسعود ومجاهد والأعمش (لقد تقطع ما بينكم) وإعرابها ظاهر، وما: موصولة، أو موصوفة). [معجم القراءات: 2/492]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 07:50 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (95) إلى الآية (99) ]
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي: {الحي من الميت}، و: {الميت من الحي} (95): مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 360]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الميت بالبقرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي " الْمَيْتِ " عِنْدَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الميت} [95] ذكر في البقرة عند {الميتة} [173] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "النوى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الميت" [الآية: 95] بتشديد الياء المكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف، والباقون بالتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "فلق الحب" [الآية: 95] بفتح اللام والقاف بلا ألف فعلا ماضيا ونصب الحب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله فالق الحب والنوى}
{الميت} [95] معًا، قرأ نافع والأخوان وحفص بتشديد الياء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 585]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأنى تؤفكون} فيه لدى الوقف ست قراءات: فتح وهمز {فأنى تؤفكون} والفتح والبدل، والتقليل والبدل، والتقليل والهمز، والإمالة والبدل، والإمالة والهمز، وعزوها لا يخفى). [غيث النفع: 585]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)}
{فَالِقُ الْحَبِّ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وإبراهيم والأعمش والمطوعي (فلق الحب)، جعلوه فعلًا ماضيًا، ونصب (الحب).
- وقراءة الجمهور (فالق الحب) بألف على أنه اسم فاعل، وهو مضاف إلى ما بعده.
وقرئ فالق الحب) بغير تنوين ونصب (الحب)، والوجه فيه أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين.
- وقرئ (فالق الحب) بتنوين الأول ونصب الثاني، على تنوين اسم الفاعل وإعماله.
{النَّوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/492]
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين على الفتح.
{الْمَيِّتِ ... الْمَيِّتِ}
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش والحسن وأبو جعفر ويعقوب وخلف (الميت ... الميت) بالتشديد.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر (الميت) بالتخفيف.
وتقدم هذا في الآية/27 من آل عمران.
{مُخْرِجُ الْمَيِّتِ}
- قرأ اليزيدي (مخرج الميت) بالتنوين ونصب الميت.
- وقراءة الجماعة (مخرج الميت) على الإضافة.
{فَأَنَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
{تُؤْفَكُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، والسوسي (توفكون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/493]

قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا في إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {وَجعل اللَّيْل سكنا} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (وَجعل الَّيْلِ سكنا) بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَجعل الَّيْلِ سكنا) بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وجعل الليل) نصب، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وجعل الليل) [96]: نصب: كوفي غير قاسم). [المنتهى: 2/685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (وجعل الليل) مثل فعل، والليل منصوب.
وقرأ الباقون (وجعل الليل)، مثل فاعل والليل مخفوض بالإضافة، ولا خلاف في نصب ما بعده). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {وجعل} (96)، على وزن (فعل). {الليل سكنًا}: بنصب اللام.
[التيسير في القراءات السبع: 279]
والباقون: {وجاعل}، على وزن (فاعل)، وجر اللام من {الليل} ). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (وجعل) على وزن فعل (اللّيل سكنا) بنصب اللّام، والباقون (وجاعل) على وزن فاعل وجر اللّام من اللّيل). [تحبير التيسير: 360]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ) بالنصب فيهما الحسن في رواية عباد، وهو الاختيار على المدح والنداء المضاف، الباقون بالرفع (وَجَعَلَ اللَّيْلَ) على الفعل قَتَادَة، وكوفي غير قاسم، وابْن سَعْدَانَ، وأحمد، الباقون (وجاعِل) على الاسم، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) رفع الزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن وأبو حذيفة على ابْن كَثِيرٍ أبو حيوة بجرها، الباقون وهو الاختيار نصب، لأنه إضافة غير محضة وكأنها مفعوله). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([96]- {وَجَعَلَ} بوزن "فَعَلَ" {اللَّيْلَ} نصب: الكوفيون). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (655- .... .... .... .... وَجَا = عِلُ اقْصُرْ وَفَتْحُ الْكَسْرِ وَالرَّفْعِ ثُمِّلاَ
656 - وَعَنْهُمْ بِنَصْبِ اللَّيْلِ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( {وجعل الليل}، لأن {فالق} بمعنى فلق. {وجعل}، لأن قبله: {فالق}.
وثمل: أصلح، أي أن الفتح في العين واللام، أصلح نصب الليل). [فتح الوصيد: 2/899]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [655] وبينكم ارفع في صفا نفرٍ وجا = عل اقصر وفتح الكسر والرفع ثملا
ب: (ثملا): أصلح.
ح: (بينكم): مفعول (ارفع)، (في صفا): منصوب المحل على الحال، أي: كائنًا في جملة أهل هذه القراءة المصفين عن شوائب الكدر، (نفرٍ) ك مضاف إليه، و (جاعل اقصر): مثل (بينكم ارفع)، (فتح): مبتدأ، و (الرفع): عطف على الكسر: (ثملا): خبر.
ص: أي ارفع النون من قوله تعالى: {لقد تقطع بينكم} [94] عن حمزة وأبي بكر وابن كثير وأبي عامر، على أن (البين) اسم وقع فاعل {تقطع}، أي: تقطع وصلكم؛ لأن البين من أسماء الأضداد، بمعنى الوصل والفرقة، والباقون: ينصبون على الظرفية والفاعل مضمر، أي: تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم، أو ما كان بينكم من الوصل والمودة، أو تقطع الذي بينكم، حذف الموصول وبقي الصلة.
ثم قال: أقصر (وجعل اليل) [96] بحذف الألف، وافتح كسره
[كنز المعاني: 2/212]
ورفعه، فيصير (جعل) على لفظ الماضي، عند الكوفيين، عطفًا على معنى {فالق} [96]، لأن معنى (فالق) و (فلق) واحد، ويقوي هذه القراءة أن بعده: {والشمس والقمر حسبانًا} بالنصب عطفًا على (اليل سكنًا)؛ لأن (اليل) مفعول في المعنى وإن أضيف إليه.
[656] وعنهم بنصب الليل واكسر بمستقر = ر القاف حقا خرقوا ثقله انجلا
ح: الضمر في (عنهم): للكوفيين، (بنصب الليل): حال، أي اقصر (جاعل) عن الكوفيين مع نصب (الليل)، (القاف): مفعول (اكسر)، والباء في (بمستقر): بمعنى (في)، (حقًا): حال عن المفعول، (خرقوا): مبتدأ، (ثقله): مبتدأ ثان، (انجلى): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: أي: انصب (اليل) عن الكوفيين في: (وجعل اليل) على المفعول.
واكسر القاف في قوله تعالى: {فمستقرٌ ومستودع} [98] عن أبي عمرو وابن كثير على أنه اسم الفاعل، أي: فمنكم مستقرٌ في الرحم صار إليها واستقر فيها، ومنكم من هو بعدُ مستودعٌ في صلب أبيه، والباقون: يفتحون القاف، وهو موضع الاستقرار، والتقدير: فلكم مستقرٌ في الرحم وهو حيث يستقر الولد فيه، ومستودع حيث أودع المني في صلب الرجل.
[كنز المعاني: 2/213]
وقرأ نافع: (وخرقوا له بنين) بتشديد الراء، والباقون: بالتخفيف، وهما لغتان بمعنى: افتروا واختلقوا، لكن في التشديد معنى التكثير، ولهذا قال: (ثقله انجلى): أي: ظهر وجهه من التكثير). [كنز المعاني: 2/213]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما قوله: تعالى: "وجاعل الليل سكنا"، فهذه القراءة موافقة لقوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}؛ كلاهما اسم فاعل أضيف إلى مفعوله، وقرأه الكوفيون: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ} جعلوه فعلا ماضيا ومفعولا به؛ لأن فالق بمعنى فلق، فعطفوا "وجعل" عليه أراد فتح الكسر في العين وفتح الرفع في اللام، ومعنى ثمل أصلح والله أعلم.
656- وَعَنْهُمْ بِنَصْبِ اللَّيْلِ وَاكْسِرْ بِمُسْتَقَرْ،.. رٌ القَافَ "حَـ"ـقًّا خَرَّقُوا ثِقْلُهُ "ا"نْجَلا
أي عن الكوفيين؛ لأنه صار مفعولا وفي قراءة الباقين هو مضاف إليه فكان مجرورًا، وقوله: سبحانه بعد ذلك: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} بالنصب يقوي قراءة الكوفيين؛ أي: وجعل ذلك حسبانا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/135]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (655 - .... .... .... .... وجا = عل اقصر وفتح الكسر والرّفع ثمّلا
656 - وعنهم بنصب اللّيل .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ الكوفيون: وَجَعَلَ اللَّيْلَ بقصر وَجَعَلَ أي بحذف الألف بعد الجيم وفتح كسر العين وفتح رفع اللام في جعل ونصب لام الليل فتكون قراءة غيرهم بمد جعل؛ أي: بإثبات ألف بعد الجيم وبكسر العين ورفع اللام وخفض لام الليل). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَجَعَلَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَاللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ وَبِنَصْبِ اللَّامِ مِنْ اللَّيْلَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ وَرَفْعِ اللَّامِ وَخَفْضِ " اللَّيْلِ "). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {وجعل} [96] بفتح العين واللام من غير ألف {الليل} [96] بالنصب، والباقون {وجاعل} بألف وكسر العين ورفع اللام {الليل} بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (608- .... .... .... .... .... = .... .... وجاعل اقرأ جعلا
609 - واللّيل نصب الكوف .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وجاعل) يعني قوله تعالى: وجاعل الليل سكنا قرأه وجعل بلفظ الماضي ونصب «الليل» الكوفيون كما سيأتي، والباقون وجاعل اسم فاعل كما لفظ به وخفض «الليل» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ى (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/307]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولينذر أم القرى ومن حولها [92] بياء الغيب [علم] من الإطلاق؛ لإسناده لضمير الكتاب من قوله: وهذا كتب أنزلنه [الأنعام: 92]، أي: لينذر الكتاب على حد: ولينذروا به [إبراهيم: 52]، والباقون [بتاء] الخطاب؛ لإسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: ولتنذر يا محمد.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وكاف (كلا) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان وابن كثير، و(صفا) أبو بكر، وخلف- لقد تقطع بينكم [الأنعام: 94] برفع النون والباقون بفتحها.
وقرأ الكوفيون وجعل الّيل سكنا [الأنعام: 96] بحذف الألف وفتح العين، والباقون بإثباتها وكسر العين.
تنبيه:
يأتي [ل] وبينكم [الأنعام: 58، 94] نظير بالعنكبوت [الآيتان: 25، 52]، وعلم أن ألف جاعل بعد الجيم من لفظه.
ووجه رفع بينكم: أنه اسم غير ظرف، ويقويه فراق بيني وبينك [الكهف: 78]، وهو مشترك بين الوصل والتفرق؛ فهو فاعل معناه: يقطع وصلكم، أو يفرق جمعكم.
ووجه نصبه: أنه ظرف تقطّع [الأنعام: 94]، وفاعله مضمر، أي: لقد تقطع الوصل بينكم؛ فهو مفهوم من السياق، أو مصدره بمعنى: وقع التقطع، أو «الأمر» [أو] «الذي» صفة محذوف، أي: وصل بينكم أو ما كنتم تزعمون؛ على إعمال أول المتنازعين، ويجوز جعله فاعلا، وفتح للبناء لإضافته إلى مبني.
وجه قصر جعل والنصب: جعله فعلا ماضيا ناصبا لـ الّيل؛ مناسبة للاحق.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/308]
ووجه المد: جعله اسم فاعل، وجر الليل بإضافته إليه؛ مناسبة للسابق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن و"الإصباح" [الآية: 96] بفتح الهمزة وهو جمع صبح كقفل وأقفال، والجمهور بالكسر على المصدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وجاعل الليل" [الآية: 96] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح العين واللام من غير ألف فعلا ماضيا، و"الليل" بالنصب مفعول به مناسبة لما بعده من جعل لكم النجوم إلخ، وافقهم الأعمش والباقون بالألف وكسر العين ورفع اللام وخفض الليل بالإضافة، فجاعل محتمل للمضي، وهو الظاهر والماضي عند البصريين لا يعمل إلا مع ال خلافا لبعضهم في منع إعمال المعرف بها، فسكنا منصوب بفعل دل عليه جاعل لا به لما ذكر أو به على أن المراد جعل مستمر في الأزمنة المختلفة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/23]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَر" [الآية: 96] بالرفع فيهما على الابتداء والخبر محذوف أي: مجعولان والجمهور بالنصب عطفا على محل الليل حملا على معنى المعطوف عليه، والأحسن نصبها يجعل مقدرا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/24]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجاعل الليل} [96] قرأ الكوفيون من غير ألف، وبنصب اللام من {اليل} وقرأ الباقون بالألف، وكسر العين، ورفع اللام، وخفض {الليل} ). [غيث النفع: 585]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)}
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}
- قراءة الجماعة (فالق الإصباح) بالرفع، فهو خبر بعد خبر لقوله تعالى: إن الله فالق الحب.. فالق الإصباح، أو هو خبر مبتدأ محذوف، والإصباح بالجر على الإضافة، مكسور الهمزة على أنه مصدر.
- وقرئ (فالق الإصباح) بالنصب على المدح، والإصباح بالجر على الإضافة.
- وقرأ النخعي وابن وثاب والأعمش وأبو حيوة والمطوعي (فلق الإصباح) فعلًا ماضيًا، والإصباح بالنصب.
- وقرأ الحسن وعيسى وأبو رجاء (فالق الأصباح) بفتح الهمزة جمع صبح، كقفل وأقفال.
- وقرأت فرقة (فالق الإصباح) بنصب الثاني، وحذف تنوين (فالق)، وسيبويه يجوز هذا في الشعر، والمبرد يجوزه في الكلام.
{وَجَعَلَ اللَّيْلَ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش والنخعي والحسن
[معجم القراءات: 2/494]
وعيسى بن عمر (وجعل الليل) فعلًا ماضيًا، والليل: نصب على أنه مفعول به، وهذا لمناسبة ما بعده: (.. جعل لكم النجوم) الآية/97.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب في رواية رويس (وجاعل الليل) باسم الفاعل مضافًا إلى الليل.
- وقرئ (وجاعل الليل) بالنصب على المدح.
وعزاها النحاس إلى يزيد بن قطيب السكوني.
{سَكَنًا}
- قرأ يعقوب في رواية رويس من طريق المعدل (ساكنًا) بألف.
قال الداني: (لا يصح عنه).
- وقراءة الجماعة (ساكنًا).
[معجم القراءات: 2/495]
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}
- قراءة الجمهور (والشمس والقمر) بالنصب فيهما عطفًا على (الليل)، أو هما منصوبان بفعل مقدر نحو: وجعل الشمس والقمر ... أو على موضع الليل في قراءة من قرأ (وجاعل الليل)، لأنه في موضع نصب.
- وقرأ أبو حيوة ويزيد بن قطيب السكوني (والشمس والقمر) بالجر عطفًا على الليل في قوله: وجاعل الليل، وصورتها في إعراب النحاس: (وجاعل الليل سكنًا والشمس والقمر).
- وقرأ ابن محيصن (والشمس والقمر) برفعها على الابتداء، والخبر محذوف، تقديره: مجعولان حسبانًا، أو محسوبان حسبانًا.
{تَقْدِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/496]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)}
{جَعَلَ لَكُمُ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/496]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا في كسر الْقَاف وَفتحهَا من قَوْله {فمستقر} 98
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {فمستقر} بِكَسْر الْقَاف
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {فمستقر} بِفَتْح الْقَاف). [السبعة في القراءات: 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فمستقر) بكسر القاف، مكي، بصري غير رويس ). [الغاية في القراءات العشر: 246]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فمستقر) [98]: بالكسر مكي، بصري غير أيوب ورويس، وأبو عبيد). [المنتهى: 2/685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فمستقر) بكسر القاف، وفتحها الباقون). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فمستقر} (98): بكسر القاف.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وروح: (فمستقر) بكسر القاف، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 360]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمُسْتَقَرٌّ) بكسر القاف شيبة، وميمونة، والكسائي، والإنطاكي عن أبي جعفر، وقاسم، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، ورويس، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتح القاف، وهو الاختيار قوله: (وَمُسْتَوْدَعٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([98]- {فَمُسْتَقَرٌّ} بكسر القاف: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (656- .... .... وَاكْسِرْ بِمُسْتَقَرْ = رٌ الْقَافَ حَقًّا .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والمستقر بالفتح: حيث يستقر الوله من الرحم.
والمستودع: حيث أودع المني في صلب الرجل.
والمستقر بكسر القاف: الوله في الرحم. وهو المستودع في الصلب). [فتح الوصيد: 2/899]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [656] وعنهم بنصب الليل واكسر بمستقر = ر القاف حقا خرقوا ثقله انجلا
ح: الضمر في (عنهم): للكوفيين، (بنصب الليل): حال، أي اقصر (جاعل) عن الكوفيين مع نصب (الليل)، (القاف): مفعول (اكسر)، والباء في (بمستقر): بمعنى (في)، (حقًا): حال عن المفعول، (خرقوا): مبتدأ، (ثقله): مبتدأ ثان، (انجلى): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: أي: انصب (اليل) عن الكوفيين في: (وجعل اليل) على المفعول.
واكسر القاف في قوله تعالى: {فمستقرٌ ومستودع} [98] عن أبي عمرو وابن كثير على أنه اسم الفاعل، أي: فمنكم مستقرٌ في الرحم صار إليها واستقر فيها، ومنكم من هو بعدُ مستودعٌ في صلب أبيه، والباقون: يفتحون القاف، وهو موضع الاستقرار، والتقدير: فلكم مستقرٌ في الرحم وهو حيث يستقر الولد فيه، ومستودع حيث أودع المني في صلب الرجل.
[كنز المعاني: 2/213]
وقرأ نافع: (وخرقوا له بنين) بتشديد الراء، والباقون: بالتخفيف، وهما لغتان بمعنى: افتروا واختلقوا، لكن في التشديد معنى التكثير، ولهذا قال: (ثقله انجلى): أي: ظهر وجهه من التكثير). [كنز المعاني: 2/214]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}، هما بفتح القاف والدال موضع الاستقرار والاستيداع، فالتقدير: فلكم متقر وهو حيث يستقر الولد في الرحم ولكم مستودع وهو حيث أودع المني في صلب الرجل، وإذا كسرت القاف كان اسم فاعل؛ أي: فمنكم مستقر في الرحم؛ أي: قد صار إليها واستقر فيها، ومنكم من هو مستودع في صلب أبيه، فعلى هذه القراءة يكون مستودع اسم مفعول؛ لأن فعله متعدٍّ ولم يتجه في مستقر بفتح القاف أن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/135]
يكون اسم مفعول؛ لأن فعله لازم فلهذا عدل إلى جعله اسم مكان، وعطف مستودع عليه لفظا ومعنى؛ لإمكان ذلك فيهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/136]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (656 - .... .... .... واكسر بمستقر = ر القاف حقّا .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ بكسر القاف فتكون قراءة غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (109 - وَطِبْ مُسْتَقِرُّ افْتَحْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - و(طـ)ـب مستقر افتح وكسرانها ويؤ = منوا (فـ)ـد و(حـ)ـبرٌ سم حرم فصلا
ش - أي قرأ مرموز (طا) طب رويس بفتح القاف من {فمستقر} [98] كأبي جعفر وخلف فاتفقوا، ولروح بالكسر). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَمُسْتَقَرٌّ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَرَوْحٌ بِكَسْرِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى فَتْحِ الدَّالِ مِنْ مُسْتَوْدَعٌ لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ اسْتَوْدَعَهُ فَهُوَ مَفْعُولٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وروح {فمستقرٌ} [98] بكسر القاف، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (609- .... .... .... قاف مستقر = فاكسر شذا حبرٍ .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والليل نصب الكوف قاف مستقر = فاكسر (ش) ذا (حبر) وفي ضمّى ثمر
أي قرأ «فمستقر ومستودع» بكسر القاف روح وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بفتحهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واللّيل نصب الكوف قاف مستقرّ = فاكسر (ش) ذا (حبر) وفي ضمّي ثمر
(شفا) كيس وخرّقوا اشدد = (مدا) ودارست لـ (حبر) فامدد
وحرّك اسكن (كم) (ظ) بى والحضرمي = عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم
ش: أي: كسر القاف من فمستقرّ [الأنعام: 98] ذو شين (شذا) روح، و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وفتحها الباقون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وجه كسر مستقر [الأنعام: 98]: أنه اسم فاعل من «ثبت»، أي: فمنكم شخص قار، ولكم استيداع.
ووجه فتحها: أنه مصدر ميمي أو اسم مكان، أي: فلكم مقر، أي: موضع [مقر] وإيداع، ولا يصح [أن يكون] اسم مفعول؛ للزومه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فمستقر" [الآية: 98] فابن كثير وأبو عمرو وكذا روح بكسر القاف اسم فاعل مبتدأ، والخبر محذوف أي: فمنكم شخص قار في الأصلاب أو البطون أو القبور وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتحها مكانا أو مصدرا، أي: فلكم مكان تستقرون فيه أو استقرار وعن الحسن ضم تاء "فمستقر" وفتحها الجمهور). [إتحاف فضلاء البشر: 2/24]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فمستقر} [98] قرأ المكي وبصري بكسر القاف، والباقون بفتحها، ولا خلاف بينهم في فتح دال {ومستودع} ). [غيث النفع: 585]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)}
{وَهُوَ}
- انظر ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{أَنْشَأَكُمْ}
- سهل الهمزة الثانية في الوقف حمزة.
{فَمُسْتَقَرٌّ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (فمستقر) بفتح القاف، اسم مكان، أي: موضع استقرار، أو مصدر: أي استقرار.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عباس وسعيد بن جبير وابن محيصن والحسن وعيسى والأعرج وشيبة والنخعي وسهيل واليزيدي وروح عن يعقوب (فمستقر) بكسر القاف، اسم فاعل، وهو مبتدأ والخبر محذوف.
- وقرأ الحسن (فمستقر) بضم التاء.
[معجم القراءات: 2/497]
{وَمُسْتَوْدَعٌ}
- قرأ هارون الأعور عن أبي عمرو (مستودع) بكسر الدال اسم فاعل.
- وقراءة الجماعة (مستودع) على الفتح اسم مفعول، أو اسم مكان.
- وقرأ الحسن (مستودع) بضم التاء،
قال العكبري: (والأشبه أنه أتبع التاء ضمة الميم، وقوى ذلك وقوع الواو بعدها، لأنها من جنس الضمة، وهذا ليس بقياس ...) ). [معجم القراءات: 2/498]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا في فتح الثَّاء وَالْمِيم وضمهما من قَوْله {انْظُرُوا إِلَى ثمره}
99 و{من ثَمَرَة} الْأَنْعَام 141 و{ليأكلوا من ثمره} يس 35
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {إِلَى ثمره} و{من ثَمَرَة} و{ليأكلوا من ثمره} مفتوحات الثَّاء وَالْمِيم
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {إِلَى ثمره} و{من ثَمَرَة} و{ليأكلوا من ثمره} بِضَمَّتَيْنِ
وَاخْتلفُوا في الْكَهْف فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} 34 و{وأحيط بثمره} بِضَمَّتَيْنِ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {بثمره} بضمة وَاحِدَة وأسكن الْمِيم
وَقَرَأَ عَاصِم {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} و{وأحيط بثمره} بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم فيهمَا). [السبعة في القراءات: 263 - 264]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وجنات) رفع الأعشي، والبرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 246]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إلى ثمره) وما بعده، وفي (يس) بالضم، كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 246]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وجناتٌ) [99]: رفع: حمص، والبرجمي، والأعشى، ويعقوب طريق المنهال). [المنتهى: 2/685]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثمره) [99، 141] فيهما، وفي يس [35]: بضمتين هما، وخلف). [المنتهى: 2/686] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثمره) هنا موضعان وفي يس (ليأكلوا من ثمره) بضمتين، وقرأ الباقون بفتحتين، وسنذكر ما في الكهف في موضعه إن شاء الله). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إلى ثمره} (99، 141) في الموضعين، هنا، وفي يس (35): بضمتين.
والباقون: بفتحتين). [التيسير في القراءات السبع: 280] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (إلى ثمره) في الموضعين هنا
[تحبير التيسير: 360]
وفي يس بضمّتين والباقون بفتحتين). [تحبير التيسير: 361] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِنْوَانٌ) بضم القاف حيث وقع الخفاف عن أَبِي عَمْرٍو بفتحها، هارون
[الكامل في القراءات العشر: 544]
عنه وروى الفضل والقواس عن حفص في الرعد (صِنوَانٌ) بضم الصاد، الباقون بالكسر، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغات (وَجَنَّاتٍ) بالرفع الْأَعْمَش، وأبو بحرية، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والأعشى والبرجمي، والمنهال عن يَعْقُوب بن عبد الخالق عنه، وعصمة والجعفي وابن أبي حماد عن عَاصِم، وأحمد وقُتَيْبَة والكسائي وميمونة والإنطاكي عن أبي جعفر، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، الباقون بكسر التاء وهو الاختيار لقوله: (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا)، (مُتَشَابِهًا) كالثاني ابْن مِقْسَمٍ، الباقون (مُشْتَبِهًا)، وهو الاختيار لموافقة المصحف (ثَمَرِة) بالضم في جميع القرآن ابن جبير عن ابْن كَثِيرٍ وعبد الوارث، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، والوليد عن يَعْقُوب، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، وروى جرير عن الْأَعْمَش إسكان الميم في الجميع، وافقه في الكهف فيهما أَبُو عَمْرٍو، وغير الجعفي، وعلي بن نصر، ويونس، وأحمد بن موسى عنه وهارون، وفتح في جميع القرآن الزَّعْفَرَانِيّ، وأبو جعفر، وعَاصِم، وسلام، ويَعْقُوب غير رُوَيْس، وسهل وافق رُوَيْس إلا في الثاني من الكهف الجعفي عن أبي بكر يرفعها في الكهف ابن ميسرة عن الكسائي في الأنعام بالفتح، الباقون بضمها في الكهف وفتح ما سواهما وهو الاختيار ليحمل ما في الكهف على المال وغيره على جميع الثمرة.
(وَيَنْعِهِ) بضم الياء الحسن، وقَتَادَة، وابن مُحَيْصِن، ومجاهد، والْأَعْمَش، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لأن فَعل في هذا الباب أقوى من فُعل، الباقون بفتح الياء). [الكامل في القراءات العشر: 545]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([99]- {إِلَى ثَمَرِهِ} فيهما [99، 141]، وفي [يس: 35] بضمتين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/641] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (657 - وَضَمَّانِ مَعْ يَاسِينَ فِي ثَمَرٍ شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([657] وضمان مع ياسين في ثمرٍ (شـ)فا = ودارست (حقٌ) مده ولقد حلا
ثمر بضمتين: جمع ثمرة، كخشبة وخشب. ويجوز أن يكون جمع ثمار، ككتاب وكتب. وثمار: جمع ثمرة، كأكمةٍ وإكام؛ فهو جمع الجمع.
قال أبو علي: «ويجوز أن يكون جمع ثمر، كما جمعوا فعلًا على فعلٍ في قولهم: نمرٌ ونمر».
ويجوز أن يكون اسمًا مفردًا لما يجنى، كطنب وعنق.
والمعنى في قراءة الفتح، أنه جمع ثمرة، كبقرة وبقر، وشجرة وشجر). [فتح الوصيد: 2/900] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [657] وضمان مع يس في ثمرٍ شفا = ودارست حق مده ولقد حلا
[658] وحرك وسكن كافيًا واكسر انها = حمى صوبه بالخلف در وأوبلا
ب: (حلا): من الحلاوة، (الحمى): الحصن، (الصوب): نزول المطر، (در): من الدرور، وهو كثرة البركة، (أوبل): صار ذا وبل.
ح: (ضمان): مبتدأ، (شفا): خبره، أي: شفا كل واحد منهما، (مع يس): حال، (في ثمرٍ): حال أيضًا، (دارست): مبتدأ، (حق): خبره، (مده): فاعله، ضمير (حلا): للمد، مفعولا (حرك)، و (سكن): محذوفان، أي: حرك السين وسن التاء، (كافيًا): حال، (أنها): مفعول (اكسر)، (حمى): مبتدأ مضاف إلى (صوبه)، والضمير: للكسر المدلول عليه في قوله: (اكسر)، (در): خبره، (أوبل): عطف.
ص: يعني: {انظروا إلى ثمره}، و{كلوا من ثمره} هنا في الموضعين [99، 141]، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35]، قرأ حمزة والكسائي بالضم جمع (ثمرةٍ) أو (ثمارٍ) أو (ثمر)، نحو: (خشب) و (كتب) و (أسد)،
[كنز المعاني: 2/214]
جمع: (خشبةٍ) و (كتابٍ) و (أسد)، أو هو مفرد اسم لما يجنى نحو: (عنق)، والباقون: بفتحتين جمع (ثمرة)، كـ (خشب) و (خشبة).
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (وليقولوا دارست) [105] على (فاعلت) بسكون السين وفتح التاء، أي: دارست غيرك وذاكرته، والباقون: بحذف الألف، أي: قرأت، ثم من الذين يحذفون الألف يحرك السين ويسكن التاء: ابن عامر بمعنى: (انمحت) و (ذهبت)، فتكون التاء علامة المؤنث، والضمير للآيات.
ثم قال: واكسر فتحة الهمزة في {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} [109] عن أبي عمرو وأبي بكر بخلفٍ عنه وابن
[كنز المعاني: 2/215]
كثير، إذ تم الكلام عند قوله: {وما يشعركم} أي: ما يشعركم ما يكون منهم، ويكسر {إنها} على الاستئناف، والباقون: بالفتح على أنها بمعنى (لعل)، كما تقول: (ائت السوق أنك تشتري لحمًا)، أي: لعلك، أو هي مفعول لـ {يشعركم} و {لا} زائدة، ومثله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]، أي: أن تسجد والحق: أن فتحها على تقدير: (لأنها)، أي: لا يؤمنون ألبتة لإصرارهم على الكفر عند ورودها، نحو: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59]). [كنز المعاني: 2/216] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (657- وَضَمَّانِ مَعْ يَاسِينَ فِي ثَمَرٍ "شَـ"ـفَا،.. وَدَارَسْتَ "حَقٌّ" مَدُّهُ وَلَقَدْ حَلا
أي: هنا ويس يريد: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}، {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ}.
فالضمان في الثاء والميم، فيكون جمع ثمرة كخشب في جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب في جمع كتاب أو جمع ثمر كأُسْد في جمع أسد وقيل: هو اسم مفرد لما يجنى كطنب وعنق وأما ثَمَر بفتح الثاء والميم فجمع ثمرة كبقر وشجر وخرز، واختلفوا أيضا في الذي في الكهف، كما يأتي إلا أن حمزة والكسائي جريا فيه على ضم الحرفين كما ضما هنا، وفي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/136]
يس وعاصم وحده جرى على الفتحتين في الجميع ونافع وابن كثير وابن عامر ضموا في الكهف وحدها، وزاد أبو عمرو إسكان الميم فيها وكل ذلك لغات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/137] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (657 - وضمّان مع ياسين في ثمر شفا = ودارست حقّ مدّه ولقد حلا
658 - وحرّك وسكّن كافيا واكسرنّها = حمى صوبه بالخلف درّ واوبلا
قرأ حمزة والكسائي: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ، كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ* هنا، لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ في يس بضم الثاء والميم فتكون قراءة غيرهما بفتح الثاء والميم في المواضع الثلاثة). [الوافي في شرح الشاطبية: 263] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ((وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَى ثَمَرِهِ وَكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ مِنَ الْمَوْضِعَيْنِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ. وَفِي لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ فِي يس فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/260] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {إلى ثمره} [99]، و{كلوا من ثمره} [141] في الموضعين من هذه السورة، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35] بضم الثاء والميم في الثلاثة، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (609- .... .... .... .... .... = .... .... وفي ضمّي ثمر
610 - شفا كيس .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وفي ضمي ثمر) يعني قوله تعالى انظروا إلى ثمره، وكلوا من ثمره في هذه السورة، وفي يس «ليأكلوا من ثمره» بضم الثاء والميم حمزة والكسائي وخلف على أنه جمع ثمرة كخشب جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب وكتاب أو جمع ثمر كأسد وأسد، والباقون بفتحهما في الثلاثة المواضع على أنه جمع ثمرة كبقر وشجر، وفهم الموضعان من هذه السورة من إضافة حرف يس إليها، وأما موضع الكهف فسنذكره في سورته قوله: (وفي ضمي) أي ضمي الثاء والميم وحذف النون للإضافة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي، وخلف انظروا إلى ثمره، وكلوا من ثمره هنا [الآيتان: 99، 141] وليأكلوا من ثمره في يس [الآية: 35] بضم الثاء والميم، والباقون بفتحهما.
وعلم عموم الموضعين من الضم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووجه (ضمتي) ثمره [الأنعام: 99، 141]: أنه جمع «ثمرة» ك «خشبة» و«خشب»، أو جمع «ثمار» [كإكام وأكم] نحو: «كتاب» و«كتب»، أو جمع «ثمر» ك «أسد»، و«أسد».
ووجه فتحته أنه جنس «ثمرة» ك «شجرة » وهو المختار؛ لأنه أخف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "يخرج منه" بالياء مبنيا للمفعول "وحب" بالرفع على النيابة وعنه أيضا "قنوان" بضم القاف وعنه وعن الحسن "وجنات من أعناب" بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي: ثم أو من الكرم أو لهم أواخر جناها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/24] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بكسر التنوين من "مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا" [الآية: 99] أبو عمرو وعاصم وحمزة وكذا يعقوب، واختلف عن قنبل فكسره ابن شنبوذ عنه وضمه ابن مجاهد، واختلف أيضا عن ابن ذكوان فكسره النقاش عن الأخفش، والرملي عن الصوري فيما رواه أبو العلاء، وضمه الصوري من طريقيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/24]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إلى ثمره" [الآية: 99] موضعي هذه السورة وفي يس من ثمره فحمزة والكسائي وخلف بضم الثاء والميم جمع كخشبة وخشب، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحهما فيهن اسم جنس كشجر وشجرة وبقر وبقرة وخرز وخرزة، وأما موضعا الكهف فيأتيان إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "وينعه" بضم الياء لغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {متشابه انظروا} [99] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر التنوين في الوصل، والباقون بالضم). [غيث النفع: 585]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثمره} قرأ الأخوان بضم التاء والميم، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 585]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وإسكانها انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{خَضِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا}
- قراءة الجماعة (نخرج منه حبًا..) بالنون، وما بعده نصب، مفعول به، ثم وصف له.
[معجم القراءات: 2/498]
- وقرأ الأعمش وابن محيصن (يخرج منه حب متراكب) الفعل بالياء، وحب: فاعل به مرفوع، ومتراكب: صفة. وذكر السمين هذه القراءة ببناء الفعل للمفعول عنهما.
- وقرأ المطوعي (يخرج منه حب) الفعل مبني للمفعول، وحب: نائب عن الفاعل، وما بعده وصف.
- وقرأ نبيح وأبو واقد والجراح (يخرج منه حبًا)، ووجهه أنه أضمر الفاعل أي يخرج الخضر حبًا فهو منصوب على الحال، ويجوز أن يكون تمييزًا.
{قِنْوَانٌ}
- قراءة الجمهور بكسر القاف (قنوان)، وهي لغة الحجاز وتميم، وهو جمع قنو، وهو ومثناه سواء، لا يفرق بيهما إلا الإعراب.
- وقرأ الأعمش والخفاف عن أبي عمرو والمطوعي، والأعرج في رواية والسلمي عن علي بن أبي طالب، وعبد الوهاب عن أبي عمرو أيضًا (قنوان) بضم القاف مثل: ذئب وذؤبان،
وهي لغة قيس وتميم، وعند السمين لغة أهل الحجاز، ونقله عن ابن عطية.
[معجم القراءات: 2/499]
- وقرأ الأعرج في رواية وهارون عن أبي عمرو (قنوان) بفتح القاف، وهو اسم جمع، إذ ليس فعلان من أبنية الجمع.
وقال الصغاني: (القنوان لغة في القنوان والقنوان).
- وقرئ (قنوين)، بفتح القاف وياء بعد الواو، كذا!!.
{وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ}
- قراءة الجمهور (وجنات..) بكسر التاء عطفًا على قوله (نبات)، وهو من عطف الخاص على العام.
- وقرأ علي وابن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي والأعمش ويحيى ابن يعمر، والحسن والأعشى ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وابن مهران وعاصم في رواية عبد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر، ورواية محمد بن حبيب ومحمد بن غالب عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عنه، وأبو زيد عن المفضل والمنهال عن يعقوب وابن محيصن (وجنات..) بالرفع على الابتداء، والخبر محذوف، أي: ولهم جنات.
قال ابن مهران في المبسوط:
(هكذا قرأت هذا الحرف في هذه الروايات عن عاصم بالكوفة وببغداد).
[معجم القراءات: 2/500]
وأنكر أبو عبيد وأبو حاتم هذه القراءة حتى قال أبو حاتم: هي محال؛ لأن الجنات من الأعناب، لا تكون من النخل).
قال أبو حيان:
(ولا يسوغ إنكار هذه القراءة، ولها التوجيه الجيد في العربية، وجهت على أنه مبتدأ محذوف الخبر، فقدره النحاس: ولهم جنات، وقدره ابن عطية: ولكم جنات).
وقال مكي:
(وقد روي الرفع عن عاصم، على معنى: ولهم جنات على الابتداء، ولا يجوز عطفه على (قنوان)؛ لأن الجنات لا تكون من النخل).
وقال الشهاب:
(وفي الرفع وجوه: أحدها أنه مبتدأ خبره مقدر مقدمًا، أو مؤخرًا، أي: وثم جنات، أو ومن الكرم جنات، وهو أحسن بمقابله (من النخل)، أو ولهم، أو ولكم جنات.
ومنهم من قدره: وجنات من أعناب أخرجناها لكم..).
{وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ}
قرئا بالنصب إجماعًا (والزيتون والرمان) قال ابن عطية: عطفًا على (حبًا)، وقيل عطفًا على (نبات).
وقال الزمخشري:
(والأحسن أن ينتصبا على الاختصاص كقوله: (والمقيمين الصلاة)،
[معجم القراءات: 2/501]
لفضل هذين الصنفين).
{مُشْتَبِهًا}
- هذه قراءة الجمهور (مشتبهًا).
- وقرئ شاذًا (متشابهًا)، وهما بمعنى واحد، مثل: اختصم وتخاصم، اشتبه وتشابه.
{وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب والمطوعي والحسن، وابن شنبوذ عن قنبل، والنقاش عن الأخفش والرملي عن الصوري عن ابن ذكوان فيما رواه أبو العلاء (.. متشابهن انظروا) بكسر التنوين لالتقاء الساكنين: سكون التنوين وسكون همزة الوصل.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ومجاهد عن قنبل، والصوري عن ابن ذكوان (.. متشابهن انظروا) بضم التنوين، وجاء الضم عندهم إتباعًا لضم الحرف الثالث، وهو الظاء المشالة.
{إِلَى ثَمَرِهِ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (إلى ثمره) بفتح الثاء والميم، وهو اسم جنس، مثل: شجر وشجرة.
[معجم القراءات: 2/502]
- وقرأ ابن وثاب ومجاهد وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (إلى ثمره) بضم الثاء والميم، وهو جمع ثمرة، مثل خشبة وخشب، وقيل: هو جمع ثمار مثل كتاب وكتب، فهو جمع جمع.
- وقرأ الأعمش (إلى ثمره) بضم الثاء وإسكان الميم طلبًا للخفة كما تقول في الكتب: كتب، ويجوز أن تكون جمع ثمرة مثل: بدنة وبدن.
{وَيَنْعِهِ}
- قراءة الجمهور (وينعه) بفتح الياء وسكون النون، وهي لغة أهل الحجاز.
[معجم القراءات: 2/503]
- وقرأ قتادة والضحاك وابن محيصن ومجاهد والحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال والأعمش ومحمد بن السميفع (وينعه) بضم الياء وسكون النون، والضم لغة نجد.
قال الفراء: (هي لغة بعض أهل نجد).
- وقرأ ابن أبي عبلة وابن محيصن وأبو رجاء العطاردي واليماني (ويانعه) اسم فاعل من (ينع).
قال الطبري: (ويانعه، فإنه يعني به وناضجه وبالغه).
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا مرارًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/504]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:37 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (100) إلى الآية (103) ]
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الرَّاء وتخفيفها من قَوْله {وخرقوا لَهُ} 100
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {وخرقوا} مُشَدّدَة الرَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخرقوا} مُخَفّفَة الرَّاء). [السبعة في القراءات: 264]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وخرقوا)
[الغاية في القراءات العشر: 246]
مشدد، مدني). [الغاية في القراءات العشر: 247]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وخرقوا) [100]: مشدد: مدني، وأبو بشر). [المنتهى: 2/686]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (وخرقوا له) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {وخرقوا} (100): بتشديد الراء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر (وخرقوا له) بتشديد الرّاء والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 361]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَخَرَقُوا) مشدد ابْن مِقْسَمٍ، وأبو بشر، ومدني غير اختيار، ورش، والثغري في قول الرَّازِيّ، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ لأنهم فعلوا مرة، ولأن لا يشبه [التحريف] وهو القطع). [الكامل في القراءات العشر: 545]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([100]- {وَخَرَقُوا} مشددا: نافع). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (656- .... .... .... = .... .... خَرَّقُوا ثِقْلُهُ انْجَلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وخرقوا انجلی ثقله، أي انكشف؛ لأن المشركين قالوا للملائكة بنات الله. وقال اليهود والنصارى ما قالوا.
[فتح الوصيد: 2/899]
فالتشديد على التكثير، ويذهب أقوام ويأتي آخرون من النصارى يقولون بذلك.
وخرقوا هو الأصل. خرق الكذب واخترقه واختلقه وخلقه وخرصه واخترصه، إذا افتراه). [فتح الوصيد: 2/900]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [656] وعنهم بنصب الليل واكسر بمستقر = ر القاف حقا خرقوا ثقله انجلا
ح: الضمر في (عنهم): للكوفيين، (بنصب الليل): حال، أي اقصر (جاعل) عن الكوفيين مع نصب (الليل)، (القاف): مفعول (اكسر)، والباء في (بمستقر): بمعنى (في)، (حقًا): حال عن المفعول، (خرقوا): مبتدأ، (ثقله): مبتدأ ثان، (انجلى): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: أي: انصب (اليل) عن الكوفيين في: (وجعل اليل) على المفعول.
واكسر القاف في قوله تعالى: {فمستقرٌ ومستودع} [98] عن أبي عمرو وابن كثير على أنه اسم الفاعل، أي: فمنكم مستقرٌ في الرحم صار إليها واستقر فيها، ومنكم من هو بعدُ مستودعٌ في صلب أبيه، والباقون: يفتحون القاف، وهو موضع الاستقرار، والتقدير: فلكم مستقرٌ في الرحم وهو حيث يستقر الولد فيه، ومستودع حيث أودع المني في صلب الرجل.
[كنز المعاني: 2/213]
وقرأ نافع: (وخرقوا له بنين) بتشديد الراء، والباقون: بالتخفيف، وهما لغتان بمعنى: افتروا واختلقوا، لكن في التشديد معنى التكثير، ولهذا قال: (ثقله انجلى): أي: ظهر وجهه من التكثير). [كنز المعاني: 2/214]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتخفيف والتشديد في: {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ} لغتان والتخفيف أكثر، وفي التشديد معنى التكثير ولهذا قال انجلا؛ أي: ظهر وجهه، وانكشف معناه، وهو التكثير؛ لأن المشركين قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله، وكل طائفة من هؤلاء عالم لا يحصى، ومعنى "وخرقوا"؛ أي: افتروا ذلك يقال خرق واختلق واخترق إذا افترى، والباء في بنصب زائدة أو التقدير، وثمل الفتح أيضا بنصب الليل عنهم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/136]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (656 - .... .... .... .... .... = .... .... خرّقوا ثقله انجلا
....
وقرأ نافع: وَخَرَقُوا لَهُ بتثقيل الراء وغيره بتخفيفها. و(ثملا) مبني للمفعول: أصلح). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا)
[النشر في القراءات العشر: 2/260]
فِي: وَخَرَقُوا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {وخرقوا له} [100] بتشديد الراء، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (610- .... .... وخرّقوا اشدد = مدًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (شفا) كيس وخرّقوا اشدد = (مدا) ودارست لح (بر) فامدد
يريد قوله تعالى: وخرّقوا له بنين بتشديد الراء المدنيان، يعني نافع وأبو جعفر والباقون بتخفيفها وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر: وخرّقوا له بنين [الأنعام: 100] بتشديد الراء، والباقون بتخفيفها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وخرقوا" [الآية: 100] فنافع وأبو جعفر بتشديد الراء للتكثير، والباقون بالتخفيف بمعنى الاختلاق يقال خلق الإفك وخرقه واختلقه وافتراه وافتعله بمعنى كذب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "وتعالى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "أنى" إلا أن الدوري عن أبي عمرو فيها كالأزرق بالفتح والصغرى "وسبق" قريبا حكم "قد جاءكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخرقوا} [100] قرأ نافع بتشديد الراء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 585]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)}
{الْجِنَّ}
- قرأ الجمهور (الجن) منصوبًا، وأعربه الزمخشري وابن عطية مفعولًا أولًا للفعل (جعلوا)، و(شركاء) هو المفعول الثاني.
وعند أبي البقاء هو بدل من (شركاء) أيضًا.
- وقرأ أبو حيوة ويزيد بن قطيب وأبو المتوكل وأبو عمران
[معجم القراءات: 2/504]
والجحدري (الجن) بالرفع، على تقدير: هم الجن، جوابًا لمن قال: من الذي جعلوه شريكًا؟ فقيل له: هم الجن.
وأجاز الكسائي الرفع.
- وقرأ شعيب بن أبي حمزة وأبو حيوة وابن قطيب وأبو البرهسم وابن أبي عبلة ومعاذ القارئ (.. الجن) بخفض النون.
قال الزمخشري: (وقرئ على الإضافة التي للتبيين).
- وقرأ ابن مسعود (شركاء من الجن) بزيادة (من) وجر (الجن)، وهي قراءة تشهد للتي سبقت.
{وَخَلَقَهُمْ}
- قراءة الجماعة (وخلقهم) فعل ماضٍ.
- وقرأ ابن مسعود (وجعلوا لله شركاء من الجن وهو خلقهم).
- وقرأ يحيى بن يعمر وابن مسعود (وخلقهم) بسكون اللام، والظاهر أنه عطف على (الجن) أي: وجعلوا خلقهم الذي ينحتونه أصنامًا شركاء لله.
[معجم القراءات: 2/505]
وقال الزمخشري: (وخلقهم أي اختلاقهم في الإفك).
قال الأنباري: (.. فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على الجن؛ لأن (الخلق) منسوقون على (الشركاء).
{وَخَرَقُوا}
- قراءة الجماعة (وخرقوا) بالخاء المعجمة وتخفيف الراء، أي اختلفوا وافتروا.
- وقرأ نافع وأبو جعفر (وخرقوا) بتشديد الراء، والتشديد للتكثير.
وقال أبو الحسن: (الخفيفة) أحب إلي لأنها أكثر)
- وقرأ ابن السميفع والجحدري (وخارقوا) بألف وخاء معجمة.
- وقرأ ابن عمر وابن عباس وأبو رجاء وأبو الجوزاء (حرفوا) بالحاء المهملة، والفاء، وتشديد الراء.
قال الزمخشري:
(أي زوروا له أولادًا؛ لأن المزور محرف مغير للحق إلى الباطل).
[معجم القراءات: 2/506]
- وعن ابن عباس أنه قرأ (حرفوا) كالقراءة السابقة، ولكن بتخفيف الراء.
{وَتَعَالَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل والأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/507]

قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، وقُتَيْبَة طريق ابن نوح والعراقي عنه، والشيزري، والقورسي، والإنطاكي عن أبي جعفر، وهو الاختيار لتقدم الفعل عليه ووقوع الحائل بينهما، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 545]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ}
- قراءة الجماعة على الرفع (بديع السماوات...)، وهو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو بديع.
- وقرأ المنصور (بديع السماواتِ..) بالجر ردًا على قوله: (وجعلوا لله) في الآية السابقة.
قال النحاس: (وأجاز الكسائي خفضه على النعت لله عز وجل...).
- وقرأ أبو صالح الشامي (بديع السماوات) بالنصب، وهو على المدح.
[معجم القراءات: 2/507]
وذكر النحاس أن الكسائي أجاز النصب.
وفي التهذيب: (عن الليث بالنصب على وجه التعجب لما قاله المشركون، قلت [الأزهري]: ما علمت أحدًا من القراء قرأ: بديع بالنصب، والتعجب فيه غير جائز، وإن جاء مثله في الكلام فالنصب على المدح).
وتقدمت هذه القراءة في الآية/117 من سورة البقرة، وذكر هناك أبو حيان قراءة النصب للمنصور، ولم يذكر لقراءة الجر إمامًا، وهنا الأمر على غير ما سبق كما ترى، ولم ينفرد بهذا الاضطراب أبو حيان، بل تجد مثله عند غيره.
{أَنَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والصغرى.
- والباقون على الفتح.
{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}
- قرأ النخعي ويحيى وقتيبة (ولم يكن ...) بالياء، للفصل بالظرف.
- وقراءة الجماعة (ولم تكن ...) بالتاء لتأنيث صاحبة.
{وَخَلَقَ كُلَّ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف بخلاف.
{شَيْءٍ ... شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمزة فيهما في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/508]
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/509]

قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}
{خَالِقُ كُلِّ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف، وبالإظهار.
{شَيْءٍ ... شَيْءٍ}
- انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{فَاعْبُدُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فاعبدوهو) بوصل الهاء بواو.
{وَهُوَ}
- انظر ضم الهاء وسكونها في الآيتين/29، 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/509]

قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وسكونها في الآيتين/29، 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/509]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:39 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (104) إلى الآية (108) ]
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)}

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنا عليكم} [104] لا خلاف في حذف ألفه وصلاً). [غيث النفع: 585]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا لإدخال الْألف وإخراجها من قَوْله {درست} 105
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {درست} بِأَلف
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {درست} سَاكِنة السِّين بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ ابْن عَامر {درست} مَفْتُوحَة السِّين سَاكِنة التَّاء). [السبعة في القراءات: 264]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (دارست) مكي، وأبو عمرو (درست) بفتح السين، شامي، ويعقوب - غير الضرير، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 247]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دارست) [105]: بألف بعد الدال مكي، وأبو عمرو، الباقون بحذفها. بفتح السين شامي، بصري غير أبي عمرو والضرير). [المنتهى: 2/686]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (دارست) بألف بعد الدال وفتح التاء، وقرأ ابن عامر بغير ألف وإسكان التاء وفتح السين، وقرأ الباقون بإسكان السين وفتح التاء من غير ألف). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {دارست} (105): بالألف، وفتح التاء.
وابن عامر: بغير ألف، وفتح السين، وإسكان التاء.
والباقون: بغير ألف، وإسكان السين، وفتح التاء). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (دارست) بالألف وفتح التّاء وابن عامر ويعقوب بغير ألف وفتح السّين وإسكان التّاء والباقون بغير ألف وإسكان السّين وفتح التّاء). [تحبير التيسير: 361]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" دارس " بغير تاء عصمة عن الْأَعْمَش وروى الفياض عن طَلْحَة " درس " بغير تاء وألف (دُرِسَت) على ما لم يسم فاعله قَتَادَة، وابن أبي عبلة " دارست " بألف مع التاء مكي
[الكامل في القراءات العشر: 545]
وأبو السَّمَّال، وأَبُو عَمْرٍو، وابن حسان، والحسن غير أن الحسن بإسكان التاء وفتح السين، وقرأ شامي، ويَعْقُوب، وسلام الْجَحْدَرِيّ، وابن صبيح (دَرَسَتْ) بفتح السين وإسكان التاء، الباقون (دَرَسْتَ) بإسكان السين وفتح التاء وهو الاختيار إذ المراد به رسول اللَّه.
" وليبينه، بالياء أَبُو حَاتِمٍ عن عَاصِم، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (نُصَرِّفُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([105]- {دَرَسْتَ} بألف بعد الدال: ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بحذفها.
بفتح السين: ابن عامر). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (657- .... .... .... .... = وَدَارَسْتَ حَقٌّ مَدُّهُ وَلَقَدْ حَلاَ
658 - وَحَرِّكْ وَسَكنْ كَافِيًا .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ودارست حق مده)، لأن ابن عباس كان يقرأه كذلك.
ويقول معناه: قارأت وتعلمت من أهل الكتاب.
(ولقد حلا)، يعني معنًى لقوله: (إفك افتريه وأعانه عليه قوم ءاخرون).
[فتح الوصيد: 2/900]
[658] وحرك وسكن (كـ)افيًا واكسر انها = (حـ)مى (صـ)وبه وبالخف (د)ر وأوبلا
(كافيًا)، منصوب على الحال من الضمير في: (وحرك).
ومعنی درست: عفت وامحت، فأحييتها أنت، وهي قراءة الحسن.
ومعنی درست بفتح التاء من غير ألف، قرأت وتعلمت، وليس من عند الله). [فتح الوصيد: 2/901]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [657] وضمان مع يس في ثمرٍ شفا = ودارست حق مده ولقد حلا
[658] وحرك وسكن كافيًا واكسر انها = حمى صوبه بالخلف در وأوبلا
ب: (حلا): من الحلاوة، (الحمى): الحصن، (الصوب): نزول المطر، (در): من الدرور، وهو كثرة البركة، (أوبل): صار ذا وبل.
ح: (ضمان): مبتدأ، (شفا): خبره، أي: شفا كل واحد منهما، (مع يس): حال، (في ثمرٍ): حال أيضًا، (دارست): مبتدأ، (حق): خبره، (مده): فاعله، ضمير (حلا): للمد، مفعولا (حرك)، و (سكن): محذوفان، أي: حرك السين وسن التاء، (كافيًا): حال، (أنها): مفعول (اكسر)، (حمى): مبتدأ مضاف إلى (صوبه)، والضمير: للكسر المدلول عليه في قوله: (اكسر)، (در): خبره، (أوبل): عطف.
ص: يعني: {انظروا إلى ثمره}، و{كلوا من ثمره} هنا في الموضعين [99، 141]، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35]، قرأ حمزة والكسائي بالضم جمع (ثمرةٍ) أو (ثمارٍ) أو (ثمر)، نحو: (خشب) و (كتب) و (أسد)،
[كنز المعاني: 2/214]
جمع: (خشبةٍ) و (كتابٍ) و (أسد)، أو هو مفرد اسم لما يجنى نحو: (عنق)، والباقون: بفتحتين جمع (ثمرة)، كـ (خشب) و (خشبة).
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (وليقولوا دارست) [105] على (فاعلت) بسكون السين وفتح التاء، أي: دارست غيرك وذاكرته، والباقون: بحذف الألف، أي: قرأت، ثم من الذين يحذفون الألف يحرك السين ويسكن التاء: ابن عامر بمعنى: (انمحت) و (ذهبت)، فتكون التاء علامة المؤنث، والضمير للآيات.
ثم قال: واكسر فتحة الهمزة في {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} [109] عن أبي عمرو وأبي بكر بخلفٍ عنه وابن
[كنز المعاني: 2/215]
كثير، إذ تم الكلام عند قوله: {وما يشعركم} أي: ما يشعركم ما يكون منهم، ويكسر {إنها} على الاستئناف، والباقون: بالفتح على أنها بمعنى (لعل)، كما تقول: (ائت السوق أنك تشتري لحمًا)، أي: لعلك، أو هي مفعول لـ {يشعركم} و {لا} زائدة، ومثله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]، أي: أن تسجد والحق: أن فتحها على تقدير: (لأنها)، أي: لا يؤمنون ألبتة لإصرارهم على الكفر عند ورودها، نحو: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59] ). [كنز المعاني: 2/216] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: "وليقولوا دارست" على وزن فاعلت؛ أي: دارست غيرك هذا الذي جئتنا به، والباقون بلا ألف "درست"؛ أي: قرأت وهو في الرسم بغير ألف كما في: "جاعل الليل"؛ إلا أن الألفات كثير حذفها في أوساط الكلم من الرسم ثم ذر قراءة أخرى فقال:
658- وَحَرِّكْ وَسَكنْ "كَـ"ـافِيًا وَاكْسِرِ انَّهَا،.. "حِـ"ـمى "صَـ"ـوْبِهِ بِالخُلْفِ "دَ"رَّ وَأَوْبَلا
أي: حرك السين؛ أي: افتحها وسكن التاء فقل: درست على وزن خرجت فالتاء على هذه القراءة هي تاء التأنيث الساكنة اللاحقة لأواخر الأفعال الماضية، والتاء في القراءتين السابقتين تاء الخطاب المفتوحة، ومعنى هذه القراءة أي: أمحيت هذه الآيات وعفت ومضت عليها دهور فكانت من أساطير الأولين فأحييتها أنت وجئتنا بها؟ وكافيا حال). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/137]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (657 - .... .... .... .... .... = ودارست حقّ مدّه ولقد حلا
658 - وحرّك وسكّن كافيا .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: وليقولوا دارست بالمد أي بإثبات ألف بعد الدال فتكون قراءة غيرهما بالقصر أي بحذف الألف بعد الدال، وقرأ ابن عامر بتحريك السين بالفتح وتسكين التاء فتكون قراءة غيره بسكون السين وفتح التاء. والحاصل: أن نافعا والكوفيين يقرءون بحذف الألف بعد الدال مع إسكان السين وفتح التاء وأن ابن كثير وأبا عمرو يقرءان بألف بعد الدال مع إسكان السين وفتح التاء وأن ابن عامر يقرأ بلا ألف مع فتح السين وسكون التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108- .... .... .... .... .... = .... دَرَسَتْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ {درست} [105] بثلاث فتحات متواليات وبلا ألف بعدها مع سكون التاء على الماضي المؤنث بمعني انمحت كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين، {درست} بغير ألف على صيغة المذكر المخاطب بمعنى قرأت). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: دَرَسْتَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِأَلِفٍ بَعْدَ الدَّالِ، وَإِسْكَانِ السِّينِ وَفَتْحِ التَّاءِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَفَتْحِ السِّيِنِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَإِسْكَانِ السِّينِ وَفَتْحِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {درست} [105] بألف بعد الدال وإسكان السين وفتح التاء، وابن عامر ويعقوب بغير ألف وفتح السين وإسكان التاء، والباقون بغير ألف وبإسكان السين وفتح التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (610- .... .... .... .... = .... ودارست لحبرٍ فامدد
[طيبة النشر: 73]
611 - وحرّك اسكن كم ظبىً .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ودارست) يعني قوله تعالى: وليقولوا دارست قرأه بالمد: أي بالألف ابن كثير وأبو عمرو والباقون بغير
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
ألف وفتح منهم السين، وسكن التاء ابن عامر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، فبقي نافع وأبو جعفر والكوفيون بإسكان السين وفتح التاء.
وحرّك اسكن (ك) م (ظ) بى والحضرمي = عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم
أي السين والتحريك المطلق السكون ضده قوله: (اسكن) أي التاء والباقون بالتحريك وهو الفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو: وليقولوا دارست [الأنعام: 105] بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب بحذف الألف وفتح السين وإسكان التاء، والباقون بالقصر وإسكان السين وفتح التاء.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/309]
وعلم أن المد ألف، وأنه بعد الدال [من لفظه] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووجه مد درست [الأنعام: 105]: أنه فاعل؛ للمشاركة، أي: دارست، قارأت أهل الكتاب وقارءوك؛ فحذف المفعول.
ووجه القصر، وفتح التاء: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: قرأت كتب الأولين.
ووجه القصر والإسكان: أن معناه: عفت وذهبت- أي: آيات الأولين- فأحييتها وجئتنا [بها] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "دَرَسْت" [الآية: 105] فابن كثير وابو عمرو بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء على وزن قابلت أي: دارست غيرك، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر وكذا يعقوب بغير ألف وفتح السين وسكون التاء بزنة ضربت أي: قدمت وبلت، وافقهما الحسن إلا أنه ضم الراء، والباقون بغير ألف وسكون السين وفتح التاء أي: حفظت وأتقنت بالدرس أخبار الأولين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {درست} [105] قرأ المكي والبصري بألف بعد الدال، وإسكان السين، وفتح التاء، كـــ (قاتلت) والشامي بغير ألف، وفتح السين، وإسكان التاء، كــ (ذهبت) والباقون بغير ألف، وإسكان السين، وفتح التاء، كـــ (خرجت).
تنبيه: لو كتبته على قراءة المكي وبصري فألفه محذوفة، قال في علم النصرة: «قال في التنزيل: (كتبوه في جميع المصاحف من غير ألف بين الدال والراء) انتهى، فظهر بهذا
[غيث النفع: 585]
فساد ما جرى به العمل في أرض المغرب من إثباته، وذلك باطل، لا أصل له» انتهى.
قلت: كذلك جرى عمل أهل المشرق، بل لهم في الرسم فساد وتخليط لا يرضى به ذو دين، والله الموفق). [غيث النفع: 586]

قوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)}
{إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ}
أدغم الواو في الواو أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/516]

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "شاء" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه، وضم هاء
[إتحاف فضلاء البشر: 2/25]
"عليهم" لحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)}
{شَاءَ}
- سبقت الإمالة فيه لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني..
انظر الآية/20 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ ... عَلَيْهِمْ}
- قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي (عليهم..) بضم الهاء فيهما على الأصل.
- والجماعة على كسر الهاء لمناسبة الياء (عليهم..).
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 2/516]

قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (عدوا) بالضم، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 247]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عدوًا) [108]: بضمتين، مشدد سلام، ويعقوب، وأبو بشر). [المنتهى: 2/686]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَدْوًا) بتشديد الواو وضم العين والدال يَعْقُوب، وسلام، وقَتَادَة، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ وعبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، وخارجة عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو بشر، زاد ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ في يونس (بَغْيًا وَعَدْوًا)، وروى مغيث عن خارجة عن نافع، ويَعْقُوب عن ابن كثير (عَدُوًّا) بفتح العين وتشديد الواو، الباقون (عَدْوًا) بفتح العين وإسكان الدال وهو الاختيار لأنه أجزل من اللفظ (بِالْعُدْوَةِ) في الأنفال بفتح العين فيهما أبو السَّمَّال، وقَتَادَة، والحسن، وبكسر العينين مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وأَبُو عَمْرٍو غير هارون، ويَعْقُوب، وسلام، والْجَحْدَرِيّ، والعقيل، والقباب، الباقون بضمها، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، ولأن الفعلة في هذا الباب أكثر). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108- .... .... .... .... .... = .... وَاضْمُمْ عُدُوًّا حُلىً حَلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: واضمم عدوًا أنه قرأ يعقوب أيضًا {عدوا بغير علم} [108] بضم العين والدال وتشديد الواو كما نطق به، وعلم للآخرين بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ الْوَاوِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَفِي إِسْكَانِ يُشْعِرُكُمْ وَاخْتِلَاسِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {عدوًا بغير علمٍ} [108] بضم العين والدال وتشديد الواو، والباقون بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (611- .... .... .... .... والحضرمي = عدوًا عدوًّا كعلوًّا فاعلم). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والحضرمي) أي وقرأ يعقوب «عدوّا بغير علم» على لفظ عدوا، يعني بضم العين والدال وتشديد الواو كلفظة علوا، وإنما زاد في إيضاحه لأن الوزن يقوم بعدوا بفتح العين مشددا، وقد أحسن في قوله: فاعلم: أي فاعلم ما يشاء فإن الله تعالى ذكر سب الكفار بغير علم، فلهذا لم يقل الناظم فافهم أو فأسلم أو نحو ذلك مما يقوم به الوزن). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (الحضرمي) - وهو يعقوب-: فيسبوا الله عدوّا بغير [الأنعام: 108] بضم العين و[الدال] وتشديد الواو، بوزن «علوّا»، والباقون بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووجه قراءتي عدوا أنهما مصدران لـ «عدا»، إما مثل: «مشى مشيا» و«رمى رميا»، أو مثل: [«غدا غدوا»] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (عدوا) بضم العين والدّال وتشديد الواو، والباقون بفتح العين وإسكان الدّال والتّخفيف والله الموفق). [تحبير التيسير: 361]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عدوا" [الآية: 108] فيعقوب بضم العين والدال وتشديد الواو، وافقه الحسن والباقون بالفتح والسكون والخف يقال عدا عدوا وعداء وعدوانا ونصبه على المصدر أو مفعول لأجله أو لوقوعه موقع الحال المؤكدة؛ لأنه لا يكون إلا عدوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)}
{عَدْوًا}
- قراءة الجماعة (عدوًا) بفتح العين وسكون الدال، وهو مصدر (عدا)، بمعنى اعتدى، أي: ظلم، ورجح الطبري هذه القراءة.
وقال الأخفش: (وبها نقرأ؛ لأنها أكثر في القراءة، وأجود في المعنى). وهو مفعول له، أو مصدر، أو هو مصدر في موضع الحال المؤكدة.
[معجم القراءات: 2/516]
- وقرأ ابن كثير (عدوًا) بفتح العين، وضم الدال، وتشديد الواو، أي: أعداءً، وهو منصوب على الحال المؤكدة، قال العكبري: (وهو واحد في معنى الجمع أي أعداءً..).
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة ويعقوب وسلام وعبد الله بن يزيد وعثمان بن سعد وخارجة عن نافع والوليد بن مسلم عن ابن عامر (عدوًا) بضم العين والدال، وتشديد الواو، وهو مصدر للفعل (عدا) على وزن (فعول)، مثل جلوس، وأجازوا فيه الانتصاب على المصدر في موضع الحال، أو على المصدر من غير لفظ الفعل.
{فَيُنَبِّئُهُمْ}
- وقف عليه حمزة بتسهيل الهمزة بينها وبين الواو، وبإبدالها ياءً خالصة). [معجم القراءات: 2/517]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:41 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (109) إلى الآية (111) ]
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {وَمَا يشعركم أَنَّهَا} 109
فَقَرَأَ ابْن كثير {وَمَا يشعركم أَنَّهَا} مَكْسُورَة الْألف
وَكَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرو بِالْكَسْرِ غير أَن أَبَا عَمْرو كَانَ يختلس حَرَكَة الرَّاء من {يشعركم}
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص وَحَمْزَة والكسائي وأحسب ابْن عَامر {إِنَّهَا} بِالْفَتْح
وَأما أَبُو بكر بن عَيَّاش فَقَالَ يحيى عَنهُ إِنَّه لم يحفظ عَن عَاصِم كَيفَ قَرَأَ كسرا أم فتحا
وَقَالَ حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {إِنَّهَا} مَكْسُورَة أخبرني مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن هرون ابْن حَاتِم عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر بذلك
وحَدثني القاضي مُوسَى عَن أبي هِشَام مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أَبي بكر {إِنَّهَا} مَكْسُورَة
وَكَذَلِكَ روى دَاوُد الأودي أَنه سمع عَاصِمًا يقْرؤهَا {إِنَّهَا} كسرا). [السبعة في القراءات: 265]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ} 109
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {لَا يُؤمنُونَ} بِالْيَاءِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم وحسين الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم بِالْيَاءِ أَيْضا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {لَا تؤمنون} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 265]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنها إذا) بكسر الألف، مكي، بصري، وأبو بكر، وخلف، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 247]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا تؤمنون) بالتاء، شامي، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 248]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إنها) [109]: بكسر الألف مكي، وبصري إلا أيوب،
[المنتهى: 2/686]
وخلف، والعمري، وقتيبة غير أبي علي ونصير إلا ابن عيسى، وأبو بكر طريق الاحتياطي والأعشى والبرجمي، ويحيى طريق خلف ونفطويه، وحماد طريق الضرير.
وقال يحيى عن أبي بكر: إنه لم يحفظها عن عاصم، شك أبو بكر.
(لا تؤمنون) [109]: بالتاء دمشقي، وحمزة). [المنتهى: 2/687]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أنها إذا جاءت) بالكسرة، وعن أبي بكر الوجهان لأنه ذكر عنه أنه شك فيها، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 207]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وابن عامر (لا تؤمنون) بالتاء، ,قرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، وأبو بكر بخلاف عنه: { إنها إذا جاءت} (109): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 280]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة: {لا تؤمنون} (109): بالتاء.
[التيسير في القراءات السبع: 280]
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 281]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({وما يشعركم} (109): قد ذكر في البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وخلف وأبو بكر بخلاف عنه (إنّها إذا جاءت) بكسر الهمزة، والباقون بفتحها.
[تحبير التيسير: 361]
ابن عامر وحمزة: (لا تؤمنوا) بالتّاء. والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 362]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُؤْمِنُون) بالتاء دمشقي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وقَتَادَة، والحسن والْخُرَيْبِيّ والثغري في قول الرَّازِيّ، والزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([109]- {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلاف عنه. وقال يحيى عن أبي بكر: إنه لم يحفظها عن عاصم، شك أبو بكر.
[109]- {لا يُؤْمِنُونَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (658- .... .... وَاكْسِرِ انَّهَا = حِمى صَوْبِهِ بِالْخُلْفِ دَرَّ وَأَوْبَلاَ
659 - وَخَاطَبَ فِيهَا يُؤْمِنُونَ كَمَا فَشَا = وَصُحْبَةُ كُفْؤٍ فِي الشَّرِيعَةِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (حمی صوبه بالخلف)، أراد بالخلف عن أبي بكر، ما ذكره أبو عمرو.
وقال: «قرأت بالكسر من طريق الصريفيني عن يحيى عنه».
قال: «وهو مما شك فيه أبو بكر عن عاصم ... وقرأته على أبي الحسن عن قرأته بالوجهين».
ومعنى قوله: (حمی صوبه بالخلف در وأوبل)، أنها قراءة ظاهرة المعني، لم يقع فيها ما وقع في قراءة الفتح من الإشكال على من تصدى لإيضاح ذلك؛ لأن المعني قد تم على قوله: {وما يشعركم}، ومعناه: وما يشعركم ما يكون منهم.
ثم أخبر سبحانه بما علمه منهم فقال: إنها إذا جاءت لا يؤمنون، علی الاستئناف.
[فتح الوصيد: 2/901]
وأما الفتح، فالمعنى (وما يشعركم): وما يدريكم أنها: أن الآية التي اقترحوها إذا جاءت لا يؤمنون بها، أي أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها، وأنتم لا تدرون بذلك، لأن المؤمنين كانوا يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية، فيتمنون مجيئها، فقال سبحانه: وما يدريكم أنهم لا يؤمنون، يعني أنكم لا تدرون ما سبق العلم به من أهم لا يؤمنون.
وقيل: إنها بمعن لعلها، قاله الخليل والأخفش والفراء وقطرب.
وقرأ أبي: (لعلها).
تقول العرب: «ایت السوق أنك تشتري كذا»، بمعنى لعلك.
وقال امرؤ القيس:
عوجوه على الطلل المحيل لأننا = نبكي الديار كما بكی ابن خذام
وأنشد الأخفش:
قلت لشيبان ادن من لقائه = أنا نغدي القوم من شوائه
وقيل: إن (أن) على بابها، و(لا) مزيدة.
[فتح الوصيد: 2/902]
[659] وخاطب فيها يؤمنون (كـ)ما (فـ)شا = و(صحبة) (كـ)فؤ في الشريعة وصلا
على الخطاب في {تؤمنون}، يكون {يشعركم} خطابًا للكفار.
وهو خطاب للمؤمنين على القراءة الأخرى.
ومعنى (كما فشا)، أي كما انتشر واشتهر.
وذاك لأن أبا عبيد قال: «وكلهم قرأ بالياء، لا أعلمهم اختلفوا فيه إلا ما كان من حمزة فإنه قرأ بالتاء».
فأشار إلى شهرته عن ابن عامر أيضًا.
وفي (وصل)، ضمير يعود إلى (كفؤ)؛ يعني أن القراءة في قوله في الشريعة: (فبأى حديثٍ بعد الله وءايته تؤمنون) بالتاء، نقلها (صحبة كفؤٍ) وصلها. والخطاب في الشريعة، لأن المرسل إليهم مخاطبون من الله تعالی.
والغيبة، على ما تقدم من ذكر المؤمنين وما بعده). [فتح الوصيد: 2/903]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [657] وضمان مع يس في ثمرٍ شفا = ودارست حق مده ولقد حلا
[658] وحرك وسكن كافيًا واكسر انها = حمى صوبه بالخلف در وأوبلا
ب: (حلا): من الحلاوة، (الحمى): الحصن، (الصوب): نزول المطر، (در): من الدرور، وهو كثرة البركة، (أوبل): صار ذا وبل.
ح: (ضمان): مبتدأ، (شفا): خبره، أي: شفا كل واحد منهما، (مع يس): حال، (في ثمرٍ): حال أيضًا، (دارست): مبتدأ، (حق): خبره، (مده): فاعله، ضمير (حلا): للمد، مفعولا (حرك)، و (سكن): محذوفان، أي: حرك السين وسن التاء، (كافيًا): حال، (أنها): مفعول (اكسر)، (حمى): مبتدأ مضاف إلى (صوبه)، والضمير: للكسر المدلول عليه في قوله: (اكسر)، (در): خبره، (أوبل): عطف.
ص: يعني: {انظروا إلى ثمره}، و{كلوا من ثمره} هنا في الموضعين [99، 141]، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35]، قرأ حمزة والكسائي بالضم جمع (ثمرةٍ) أو (ثمارٍ) أو (ثمر)، نحو: (خشب) و (كتب) و (أسد)،
[كنز المعاني: 2/214]
جمع: (خشبةٍ) و (كتابٍ) و (أسد)، أو هو مفرد اسم لما يجنى نحو: (عنق)، والباقون: بفتحتين جمع (ثمرة)، كـ (خشب) و (خشبة).
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (وليقولوا دارست) [105] على (فاعلت) بسكون السين وفتح التاء، أي: دارست غيرك وذاكرته، والباقون: بحذف الألف، أي: قرأت، ثم من الذين يحذفون الألف يحرك السين ويسكن التاء: ابن عامر بمعنى: (انمحت) و (ذهبت)، فتكون التاء علامة المؤنث، والضمير للآيات.
ثم قال: واكسر فتحة الهمزة في {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} [109] عن أبي عمرو وأبي بكر بخلفٍ عنه وابن
[كنز المعاني: 2/215]
كثير، إذ تم الكلام عند قوله: {وما يشعركم} أي: ما يشعركم ما يكون منهم، ويكسر {إنها} على الاستئناف، والباقون: بالفتح على أنها بمعنى (لعل)، كما تقول: (ائت السوق أنك تشتري لحمًا)، أي: لعلك، أو هي مفعول لـ {يشعركم} و {لا} زائدة، ومثله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]، أي: أن تسجد والحق: أن فتحها على تقدير: (لأنها)، أي: لا يؤمنون ألبتة لإصرارهم على الكفر عند ورودها، نحو: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59].
[659] وخاطب فيها يؤمنون كما فشا = وصحبة كفؤٍ في الشريعة وصلا
ب: (فشا): من الفشو، وهو الظهور.
ح: (يؤمنون): فاعل (خاطب)، أسند الفعل إليه لما فيه من الخطاب، وضمير (فيها): للآية، (فشا): فعل ماضٍ، فاعله ضمير يرجع إلى (ما)، و (ما): موصول، صلته (فشا)، و (كما): نصب المحل على الظرفية، و (صحبة): عطف على (يؤمنون)، أي: خاطب صحبة، (وصلا) فاعله ضمير يرجع إلى (كفؤٍ).
[كنز المعاني: 2/216]
ص: يعني: قرأ ابن عامر وحمزة في هذه الآية: (إذا جاءت لا تؤمنون) [109] بالخطاب على أن الخطاب في {يشعركم} للكفار، والباقون بالغيبة على أن الخطاب في {يشعركم} للمؤمنين أو للكفار، و(إنها) كسر على الاستئناف.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر في سورة الشريعة: {فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون} [6] بالخطاب على أن المخاطبين هم المرسل إليهم، والباقون: بالغيبة، وجهها ظاهر.
ومعنى (صحبةُ كفؤٍ .... وصلا): أي: أتبع الأول بالثاني، أي: مدلول الصحبة يوافقون الكفؤ في الشريعة؛ لأن ابن عامر يقرأهما على الخطاب). [كنز المعاني: 2/217]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: واكسر أنها أراد: {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}، فألقى حركة الهمزة في أنها على الراء الساكنة من اكسر، فيجوز كسر الراء وفتحها على بناء حركة الهمزة المنقولة، وفيها قراءتان: الكسر لأبي عمرو وابن كثير ولأبي بكر بخلاف عنه وهي ظاهرة؛ لأنها استئناف إخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية، ومعنى: "وما يشعركم"، "وما يدريكم"، "إيمانهم" إذا جاءت، فحذف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/137]
المفعول وابتدأ بالإخبار بنفي وقوعه والقراءة الأخرى بالفتح يوهم ظاهرها أنه عذر للكفرة فقيل إن أنها بمعنى: لعلها وهي في قراءة: أبي "لعلها" ذكر ذلك أبو عبيد وغيره ولعل تأتي كثيرا في مثل هذا الموضع نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}.
وقيل: إنها وما بعده مفعول يشعركم، على أن لا زائدة نحو: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}، وهو قول الكسائي والفراء وقيل هو عذر للمؤمنين أنهم لا يعلمون ما سبق به القضاء على الكفار من أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية على ما قاله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ}.
وقيل التقدير؛ لأنها إذا جاءت؛ أي: منعنا من الإتيان بالآية أنهم لا يؤمنون إذا جاءت قال الزجاج: زعم سيبويه عن الخليل أن معناها: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، وهي قراءة أهل المدينة قال: وهذا الوجه أقوى وأجود في العربية، والذي ذكر أن لا لغو غالط؛ لأن ما كان لغوا لا يكون بمنزلة لغو، ومن قرأ بالكسر فالإجماع على أن لا غير لغو فليس يجوز أن يكون معنى لفظه مرة لنفي ومرة لإيجاب، وقد أجمعوا على أن معنى أن ههنا إذا فتحت معنى لعل، قلت: وقد تكلم أبو علي في الاصطلاح على هذا واقتصر لمن قال: أن لا لغو، واختار أن يكون التقدير: لأنها؛ أي: فلا نؤتيهموها لإصرارهم على كفرهم عند ورودها، فتكون هذه الآية كقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}.
أي بالآيات المقترحة وقول الناظم: "حمى صوبه" أضاف حمى إلى الصوب وهو نزول المطر والهاء في صوبه للكسر المفهوم من قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/138]
واكسر ودر؛ أي: تتابع صبه وسيلانه وأوبل؛ أي: صار ذا وبل وقد مضى الكلام فيه في قوله: جودا وموبلا في الإدغام الصغير، وأشار إلى ظهور حجة قراءة الكسر والله أعلم.
659- وَخَاطَبَ فِيهَا يُؤْمِنُونَ "كَـ"ـمَا "فَـ"ـشَا،.. وَصُحْبَةُ "كُفْؤٍ فِي الشَّرِيعَةِ وَصَّلا
فيها أي: في هذه الآية، وفاعل خاطب: تؤمنون جعله مخاطبا لما كان فيه خطاب، وقد تقدم نظيره، فمن قرأ بالخطاب كان: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} خطابا للكفار، ومن قرأ بالغيبة فالخطاب للمؤمنين، ويجوز أن يكون للكفار على قراءة الكسر وعلى تقدير لعل، والخطاب في الشريعة وصله صحبة كفؤ يعني في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}، الخطاب المرسل إليهم والغيبة ظاهرة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/139]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (658 - .... .... .... .... واكسر انّها = حمى صوبه بالخلف درّ واوبلا
....
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وشعبة بخلف عنه بكسر همزة إنها في قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وهو الوجه الثاني لشعبة. (والصوب): نزول المطر. و(در) تتابع نزوله و(أوبل) صار ذا وبل.
[الوافي في شرح الشاطبية: 263]
659 - وخاطب فيها يؤمنون كما فشا = وصحبة كفؤ في الشّريعة وصّلا
قرأ ابن عامر وحمزة: إذا جاءت لا تؤمنون بتاء الخطاب وغيرهما بياء الغيب.
وقرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: فبأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون في الشريعة وهي الجاثية بتاء الخطاب، وقرأ غيرهم بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (109- .... .... وَكَسْرَ انَّهَا وَيُؤْ = مِنُوا فِدْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وكسر انها وتؤمنوا فد، أي قرأ المرموز له (بفا) فد وهو خلف بكسر الهمزة من {أنها إذا جاءت} [109] وقرأ بياء الغيب في {لا يؤمنون} هنا [109] ووافق أصله في الجاثية). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مِنْ أَنَّهَا، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ عَنْهُ كَسْرَ الْهَمْزَةِ، وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً عَنْ يَحْيَى عَنْهُ الْفَتْحَ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي الْعُنْوَانِ، وَنَصَّ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنُ شُرَيْحٍ وَمَكِّيٌّ وَأَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ، وَغَيْرُهُمْ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ غَلْبُونَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي لِيَحْيَى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي سَهْلٍ بِالْكَسْرِ وَأَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ أَخَذَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى نَصْرِ بْنِ يُوسُفَ بِالْفَتْحِ وَأَنَّ ابْنَ شَنَبُوذَ أَخَذَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ قَالَ: وَأَنَا آخِذٌ بِالْوَجْهَيْنِ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى، وَقَالَ الدَّانِيُّ: وَقَرَأْتُ أَنَا فِي رِوَايَةِ يَحْيَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ بِالْوَجْهَيْنِ، وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى الْكَسْرَ، وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي رِوَايَتِهِ الْفَتْحَ.
(قُلْتُ): وَقَدْ جَاءَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ كَيْفَ قَرَأَ أَكَسَرَ بِهِ أَمْ فَتَحَ؟ كَأَنَّهُ شَكَّ فِيهَا، وَقَدْ صَحَّ الْوَجْهَانِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ يَحْيَى، فَرَوَى جَمَاعَةٌ عَنْهُ الْكَسْرَ وَجْهًا وَاحِدًا كَالْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجُمِيِّ وَالْجُعْفِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَالْأَعْشَى مِنْ رِوَايَةِ الشُّمُونِيِّ وَابْنِ غَالِبٍ وَالتَّيْمِيِّ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْهُ الْفَتْحَ كَإِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ وَأَبِي كُرَيْبٍ وَالْكِسَائِيِّ، وَصَحَّ عَنْهُ إِسْنَادُ الْفَتْحِ عَنْ عَاصِمٍ وَجْهًا وَاحِدًا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْكَسْرُ مِنِ اخْتِيَارِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يشعركم} [109] ذكر اختلاسها وإسكانها لأبي عمرو في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وخلف وأبو بكر بخلاف عنه {أنها إذا} [109] بكسر الهمزة من {أنها}، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة {لا يؤمنون} [109] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (612 - وإنّها افتح عن رضىً عمّ صدا = خلفٍ وتؤمنون خاطب في كدا). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّها افتح (ع) ن (ر) ضى (عمّ) (ص) دا = خلف وتؤمنون خاطب (ف) ي (ك) دا
أي وقرأ «أنها إذا جاءت» بفتح الهمزة حفص وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة بخلاف عنه، والباقون بالكسر قوله: (ويؤمنون) يعني وقرأ «إذا جاءت لا يؤمنون» بالخطاب حمزة وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّها افتح (ع) ن (رضى) عمّ (ص) دا = خلف ويؤمنون خاطب (فى) (ك) دا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
ش: أي: قرأ ذو [عين] (عن) حفص ومدلولي (رضى) حمزة والكسائي، و(عم) المدنيان وابن عامر وما يشعركم أنّها [109] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر:
فروى العليمي عنه كسر الهمزة، ورواه العراقيون قاطبة عن يحيى عنه وجها واحدا، وهو الذي في: «العنوان».
ونص المهدوي وابن سفيان وابن شريح ومكي وأبو الطيب وغيرهم على الوجهين، وهما صحيحان عن أبي بكر من [غير] طريق يحيى.
وروى جماعة الكسر عنه وجها واحدا.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وكاف (كدا) ابن عامر إذا جاءت لا تؤمنون [الأنعام: 109] بتاء الخطاب، والباقون [بياء] الغيب.
ووجه كسر إنها: الاستئناف، وثاني مفعولي يشعركم [109] محذوف، أي: وما يدريكم إيمانهم وما يكون منهم، [وتم الكلام].
ثم أخبر عنهم بما علم من أمرهم، وهو عدم الإيمان بعد مجيئها.
ووجه فتحها: نقل سيبويه عن الخليل والأخفش والفراء وقطرب: أنها بمعنى: «لعل»، وقد كثرت بعد الدراية، أي: «وما يدريك لعل الساعة» تقول العرب: «إيت السوق لأنك تشتري»، أي: لعلك تشتري.
وقال الفراء والكسائي: على بابها، سدت عن ثاني المفعولين ولا زائدة على حد وحرم على قرية ... الآية [95].
ووجه الخطاب: مناسبة وما يشعركم [الأنعام: 109] على أن الخطابين للمشركين.
ووجه الغيب: توجيه الكاف إلى المؤمنين، والياء إلى المشركين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/311]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشعركم" [الآية: 109] بإسكان الراء وباختلاس حركتها أبو عمرو من روايتيه، وروى الإتمام للدوري عنه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنَّهَا إِذَا" [الآية: 109] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلف عنه ويعقوب وخلف في اختياره بكسر همزة إنها، وهي رواية العليمي عن أبي بكر وأحد الوجهين عن يحيى عنه، قال في الدر: وهي قراءة واضحة؛ لأن معناها استئناف أخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه، ولو جاءتهم كل آية وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالفتح وهو رواية العراقيين قاطبة عن أبي بكر من طريق يحيى على أنها بمعنى لعل. وهي في مصحف أبي كذلك، أو على تقدير لام العلة، والتقدير إنما الآيات التي يقترحونها عند الله؛ لأنها إذا جاءت لا يؤمنون وما يشعركم اعتراض بين العلة والمعلول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يُؤْمِنُون" [الآية: 109] فابن عامر وحمزة بالخطاب مناسبة ليشعركم على أنها للمشركين،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
وافقهما الأعمش، وقرأ الباقون بالغيب على توجيه الكاف للمؤمنين والياء للمشركين، وحرف الجاثية يأتي في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشعركم} [109] قرأ البصري بإسكان ضمة الراء، وروى عنه أيضًا الدوري اختلاسها، والباقون بالضمة الكاملة.
تنبيه: لا إشكال في ترقيق الراء لمن سكن، عملاً بقوله:
ولا بد من ترقيقها بعد كسرة = إذا سكنت ... إلخ
وأما مع الاختلاس فقد تحير فيه كثير من المتصدرين، إذ لم يجدوا فيه نصًا للمتقدمين ولا للمتأخرين، ولا وجه لتوقفهم، لأنهم وإن لم يصرحوا بذلك فهو مأخوذ من قوة كلامهم، إذ لم يقل أحد إن الاختلاس هو السكون، بل صرحوا أنه حركة، قال الداني في المنبهة:
والاختلاس حكمه الإسراع = بالحركات كل ذا إجماع
وقد صرحوا أيضًا بأن من وقف على الراء بالروم حيث يجوز، فحكمه حكم الوصل، قال: ورومهم كما وصلهم.
ومن المعلوم كما ذكره الجعبري والأهوازي وغيرهما أن الثابت من الحركة حال الاختلاس أكثر من الثابت حال الروم، فعلى هذا إجراؤه مجرى الحركة التامة أحرى والله أعلم). [غيث النفع: 586]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنها إذا} قرأ شعبة بخلف عنه، والمكي والبصري بكسر همزة {أنها} والباقون بالفتح، وهي الرواية الثانية لشعبة). [غيث النفع: 587]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يؤمنون} قرأ الشامي وحمزة بالخطاب، والباقون بالغيب). [غيث النفع: 587]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة في (جاء) مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم).
- وتقدم حكم الهمز في الوقف عند حمزة في الموضع المحال عليه، ومواضع أخرى.
{لَيُؤْمِنُنَّ}
- قراءة الجماعة (ليؤمنن) بالنون الثقيلة.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ليؤمنن) بالنون الخفيفة، والفعل مبني للمفعول وهي عند ابن عطية بفتح الميم والنون (ليؤمنن) كذا!!
- وجاءت القراءة عند أبي جعفر النحاس بالنون الخفيفة والبناء للفاعل (ليؤمنن)، كذا بكسر الميم.
- وقال ابن خالويه: (ليؤمنون بها) بالواو إذا وقف طلحة يريد: ليؤمنن بها).
{وَمَا يُشْعِرُكُمْ}
- قراءة الجماعة (وما يشعركم) بضم الراء.
- وقرأ أبو عمرو وابن فرح عن اليزيدي، والسوسي وابن محيصن (وما يشعركم) بسكون الراء، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد، طلبًا للتخفيف.
[معجم القراءات: 2/518]
- وروى الدوري عن أبي عمرو اختلاس ضمة الراء، والاختلاس الإتيان بثلثي الحركة.
- وروى الدوري عن أبي عمرو أيضًا الإتمام كبقية القراء (وما يشعركم).
- وقرأ ابن مسعود (وما يشعرهم) بالهاء على الغيبة.
- وفي قراءة أبي بن كعب، ومصحفه (وما أدراكم)، بدلًا من قوله تعالى: (وما يشعركم).
وذكر الشهاب أنها في مصحف أبي (وما أدراك) على الإفراد.
{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو والعليمي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وداود الإيادي عن عاصم أيضًا، والحسن ويعقوب وخلف وابن محيصن واليزيدي ومجاهد ونصير عن الكسائي وسهل
[معجم القراءات: 2/519]
وقتيبة وحماد (وما يشعركم إنها إذا جاءت..) إنها: بكسر الهمزة على الابتداء والقطع مما قبله.
قال الأنباري: (فمن قرأ: إنها -بالكسر- وقف على (وما يشعركم) وابتدأ: إنها)، والكسر هو الوجه المختار عند الزجاجي، وأكثر القراء على ذلك.
- وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وأبو جعفر وشيبة، وأبو بكر في رواية العراقيين قاطبة عنه من طريق يحيى (وما يشعركم أنها إذا جاءت..) بفتح الهمزة، وبها يقرأ الأخفش.
قال الأنباري: (ومن قرأ: أنها -بالفتح- كان له مذهبان:
أحدهما: أن يكون المعنى: وما يشعركم بأنهم يؤمنون أو لا يؤمنون ونحن نقلب أفئدتهم.
فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقوف على (يشعركم)؛ لأن (أن) متعلقة به.
[معجم القراءات: 2/520]
والوجه الآخر: أن يكون المعنى: وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، فيحسن الوقف على يشعركم، والابتداء بـ(أن) مفتوحة.
وقال العكبري: (.. يقرأ بالكسر على الاستئناف، والمفعول الثاني محذوف تقديره: وما يشعركم إيمانهم، ويقرأ بالفتح وفيه ثلاثة أوجه:
- أحدها: أن (أن) بمعنى (لعل) حكاه الخليل عن العرب، ...
- والثاني: أن (لا) زائدة، فيكون (أن) وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني.
- والثالث: أن (أن) على بابها، و(لا) غير زائدة، والمعنى: وما يدريكم عدم إيمانهم..).
- وقرأ ابن مسعود (وما يشعركم إذا جاءتهم أنهم لا يؤمنون) بحذف (أنها) وزيادة (أنهم) بعد الفعل (جاءتهم).
- وروي عنه أنه قرأ (وما يشعركم إذا جاءت لا يؤمنون) بحذف (أنها).
- وقرئ (وما يشعرهم إذا جاءتهم لا يؤمنون) بحذف (أنها) والفعل للغائب وعزيت لابن مسعود.
- وقرئ (وما يشعرهم أنها إذا جاءتهم لا يؤمنون).
- وفي مصحف أبي: (وما أدراكم لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون).
[معجم القراءات: 2/521]
- وجاءت قراءة أبي عند الشهاب: (وما أدراك لعلها...).
- ونقل عن أبي أنه قرأ: (وما يشعركم لعلها إذا جاءت).
- وحكى الكسائي أنها كذلك في مصحفه.
{جَاءَتْ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والأعمش (لا تؤمنون) بتاء الخطاب.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وعاصم من رواية حفص، وكذا رواية حسين الجعفي عن أبي بكر عنه، وأبو جعفر ويعقوب (لا يؤمنون) بالياء على الغيبة.
وذكر أبو حيان أنه يترتب على ما سبق بيانه أربع قراءات، وإليك بيانها عنه موجزة:
القراءة الأولى: (إنها ... لا يؤمنون) بكسر الهمزة، وبالياء من تحت أخبر الله تعالى أنهم لا يؤمنون البتة على تقدير مجيء الآية، وتم الكلام عند قوله: (وما يشعركم).
القراءة الثانية: (إنها.. لا تؤمنون) بكسر الهمزة، وبالتاء من فوق، والمناسب في هذه القراءة أن يكون الخطاب للكفار، كأنه قيل:
[معجم القراءات: 2/522]
وما يدريكم أيها الكفار ما يكون منكم، ثم أخبرهم على جهة الجزم أنهم لا يؤمنون على تقدير مجيئها.
القراءة الثالثة: (أنها.. لا يؤمنون) بفتح الهمزة، وبالياء من تحت، والخطاب للمؤمنين، والمعنى: وما يدريكم أيها المؤمنون أن الآية التي تقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون بها، يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، وأنتم لا تدرون ذلك، وكان المؤمنون يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية.
القراءة الرابعة: (أنها.. لا تؤمنون) بفتح الهمزة، وبالتاء من فوق، والظاهر أنها خطاب للكفار.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- القراءة (يومنون) بإبدال الهمزة واوًا تقدم مرارًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/523]

قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَفْئِدَتَهُمْ)، (وَنُقَلِّبُ) بالياء ابن المنادى عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ والْأَعْمَش في رواية جرير، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة (وَيَذَرُهُم) بالياء الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، ومغيث عن نافع، الباقون بالنون لما ذكرنا). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي و"تقلب" بالتأنيث مبنيا للمفعول و"أفئدتهم وأبصارهم" بالرفع للنيابة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "ويذرهم" بياء الغيبة والجزم عطفا على يؤمنوا، والمعنى ونقلب إلخ جزاء على كفرهم، وإنه لم يذرهم في طغيانهم بل بين لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "طغيانهم" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعمهون} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنتهى الحزب الرابع عشر من غير خلاف). [غيث النفع: 587]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}
- قراءة الجماعة (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) بنون العظمة، ونصب ما بعد الفعل، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ النخعي والكسائي (ويقلب أفئدتهم وأبصارهم) بالياء في الفعل، والفاعل ضمير الله سبحانه وتعالى، وما بعد الفعل نصب على المفعولية.
- وقرأ الأعمش والمطوعي ومغيرة والنخعي ويحيى (وتقلب أفئدتهم
[معجم القراءات: 2/523]
وأبصارهم) على البناء للمفعول، ورفع ما بعد الفعل على النيابة عن الفاعل.
- وقرأ مغيرة عن إبراهيم النخعي (وتقلب) بفتح التاء واللام بمعنى وتتقلب، وأفئدتهم وأبصارهم بالرفع.
{لَمْ يُؤْمِنُوا}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (لم يومنوا)، وانظر الآية/88 من سورة البقرة.
{وَنَذَرُهُمْ}
- قراءة الجمهور (ونذرهم) بنون العظمة، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ النخعي وهبيرة عن حفص عن عاصم من طريق المعدل، ورويس، ويعقوب والأعمش (ويذرهم) بالياء وضم الراء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وسلام ويعقوب وعبد الله بن يزيد والأعمش وعيسى الهمداني والنخعي ومغيرة (ويذرهم) بالياء وسكون الراء، وهو من إسكان المرفوع تخفيفًا، وإليه ذهب ابن جني.
- وفي الإتحاف: (بياء الغيبة والجزم عطفًا على (لم يؤمنوا)، وذهب إلى هذين الوجهين أبو البقاء.
[معجم القراءات: 2/524]
{طُغْيَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي). [معجم القراءات: 2/525]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَكسرهَا من قَوْله {كل شَيْء قبلا} 111
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {قبلا} و{الْعَذَاب قبلا} الْكَهْف 55 بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء فيهمَا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {قبلا} مَضْمُومَة الْقَاف وَالْبَاء وَكَذَلِكَ {الْعَذَاب قبلا}
وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {كل شَيْء قبلا} بِالضَّمِّ و{الْعَذَاب قبلا} بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء). [السبعة في القراءات: 265 - 266]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قبلا) بالضم، وفي الكهف، بكسره، مكي، بصري، ضده يزيد، بالكسر فيها شامي، ونافع، بالضم، فيهما كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 248]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قبلا) [111]: بكسر القاف وفتح الباء مدني، ودمشقي.
[المنتهى: 2/687]
بضمتين في الكهف [55]: يزيد، وكوفي غير قاسم، وأيوب). [المنتهى: 2/688]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (قبلاً) بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمهما). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {كل شيء قبلا} (111): بكسر القاف، وفتح الباء.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (كل شيء قبلا) بكسر القاف وفتح الباء. والباقون بضمهما). [تحبير التيسير: 362]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلًا) بكسر القاف وفتح الباء دمشقي ومدني ها هنا، وفي الكهف بضمتين أيوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم، وأبو جعفر، وشيبة، وكوفي غير عَاصِم إلا أن أبا الحسن، والْأَعْمَش، وقَتَادَة أسكنوا الباء، والاختيار الضم في الموضعين، لأنها جمع قبيل وقُبِل). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([111]- {قُبُلًا} بكسر القاف وفتح الباء: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (660 - وَكَسْرٌ وَفَتْحٌ ضُمَّ فِي قِبَلاً حَمى = ظَهِيرًا وَلِلْكُوفِيِّ فِي الْكَهْفِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([660] وكسر وفتحٌ ضم في قبلا (حـ)مى = (ظـ)هيرًا ولـ(لكوفي) في الكهف وصلا
{قبلا} بالضم، جمع قبيل، وهو الكفيل هنا، أي كفلاء بما وعدناهم به.
والقبيل أيضًا: الجماعة وليسوا لأب واحد، فإن معهم أب واحدٌ فهم القبيلة، والجمع: القبائل.
والمعين: وحشرنا عليهم كل شيء جماعات بصدقك.
[فتح الوصيد: 2/903]
والقبل أيضًا: نقيض الدبر، أي: «من قبل وجوههم- قاله الفراء - كما تقول: أتيتك؟ ولم آتك دبرًا». وعلى هذا الوجه تحمل قراءة من قرأ {قبلا} بالضم في الكهف دون الوجهين الأولين.
ومن قرأ {قبلا} بالكسر، فمعناه: عيانًا، هنا وفي الكهف؛ يقال: رأيته قبلى، أي عيانًا.
ويقال أيضًا: رأيته قبلًا وقبلًا؟ بالفتح والضم، بمعنى المعاينة؛ فتكون قراءة الضم والكسر في السورتين على هذا بمعنى واحد.
و(حمى ظهيرًا)، أي معينا؛ يعني الضم). [فتح الوصيد: 2/904]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [660] وكسرٌ وفتحٌ ضم في قبلا حمى = ظهيرًا وللكوفي في الكهف وصلا
ب: (حمى): من الحماية، وهي الحفظ، (الظهير): المعين.
ح: (ضم): فعل مجهول صفة لـ (فتحٌ)، وحذف الصفة من (كسرٌ) اكتفاء به، وهو الذي صحح كون المبتدأ نكرة، أي: كسرٌ ضُم وفتحٌ ضُم، نحو: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [التوبة: 62]، والموصوف: مبتدأ، خبره:
[كنز المعاني: 2/217]
(في قبلًا)، (حمى): فعل ماضٍ، فاعله: ضمير الضم المدلول عليه بـ (ضم)، (ظهيرًا): حال، أو مفعول (حمى)، (للكوفي): متعلق بـ (وصلا)، ويجوز أن يكون (ضم) أمرًا، ورفع (كسرٌ وفتحٌ) على خلاف الأفصح، نحو:
.............. = ووالليسع الحرفان حرك ..............
ص: يعني ضم كسر القاف وفتح الباء في قوله تعالى: {وحشرنا عليهم كل شيءٍ قبلًا} [111] عن أبي عمرو وابن كثير والكوفيين، وأتبع للكوفيين في الكهف: {أو يأتيهم العذاب قُبلًا} [55] ضمهما أيضًا، والباقون: {قِبلًا} بكسر القاف وفتح الباء، على أنهما لغتان بمعنى: عيانًا، أو {قبلًا} هنا جمع (قبيلٍ) أي: كفيل، نحو: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا} [الإسراء: 92] أي: كفيلًا بما تعدنا، أو (قبيلة)، أي: جماعة تشهد بصدقك ما كانوا ليؤمنوا، وفي الكهف بمعنى العيان أو المقابلة نحو: (لقيت فلانًا قُبلًا)، أي: مقابلةً). [كنز المعاني: 2/218]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (660- وَكَسْرٌ وَفَتْحٌ ضُمَّ فِي قِبَلًا "حَـ"ـمى،.. ظَهِيرًا وَلِلْكُوفِيِّ فِي الكَهْفِ وُصِّلا
ضم؛ إما فعل ما لم يسم فاعله أو أمر فإن كان لم يسم فاعله فهو صفة لفتح، وحذف مثله بعد قوله: وكسر تخفيفا وأراد كسر ضم وفتح ضم؛ أي: القاف والباء من قبلا مضمومتان فهو كقوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، وهذه الصفة المقدرة هي التي سوغت جواز الابتداء بقوله: وكسر وفي قبلا: خبره، وإن كان ضم فعل أمر: كان عدولا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/139]
عن الوجه الأقوى في الإعراب مع إمكانه إلى الوجه الأضعف حين رفع وكسر وفتح وكان الوجه نصبهما؛ لأنهما مفعول ضم، والظاهر أنه قصد هذا الوجه وغفل عن ضعف الرفع في مثل هذا فقد تكرر منه هذا النظم في قوله: المتقدم والليسع الحرفان حرك، وفاعل حمى ضمير الضم المفهوم من قوله: ضم، وظهيرًا حال منه أو مفعول به؛ أي: حمى من كان له ظهيرًا؛ أي: سعينا يحتج له وينصره وإا كان حلا فمعناه أن قراءة الضم ظهرت على الأخرى بكثرة وجوهها والخلاف في قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا}، وفي الكهف: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا}، يقرآن بضم القاف والباء، وبكسر القاف وفتح الباء قيل القراءتان بمعنى واحد أي: عيانا وقيل: المضموم هنا جمع قبيل وهو الكفيل؛ أي: كفلاء بما وعدناهم، والقبيل أيضا: الجماعة؛ أي: جماعات تشهد بصدقك قال الفراء في سورة الأنعام: قبلا: جمع قبيل، وهو: الكفيل، قال: وإنما اخترت ههنا أن يكون القبيل في معنى الكفالة لقولهم: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا}، يضمون ذلك قال: وقد يكون قبلا من قبل وجوههم كما تقول: أتيتك قبلا، ولم أك دبرا وقد يكون القبيل: جمعا للقبيلة، كأنك قلت: أو تأتي بالله والملائكة قبيلة قبيلة وجماعة جماعة، وقال في الكهف: "قبلًا": عيانا، وقد يكون قبلا بهذا المعنى، وقد يكون قبلا كأنه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/140]
طوائف من العذاب مثل قبيل وقبل، قال أبو علي: قال أبو زيد: يقال: لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبليا وقبيلا كله واحد، وهو المواجهة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/141]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (660 - وكسر وفتح ضمّ في قبلا حمى = ظهيرا وللكوفيّ في الكهف وصّلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون: وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا. بضم كسر القاف وضم فتح الباء، فتكون قراءة نافع وابن عامر بكسر القاف وفتح الباء.
وقرأ الكوفيون: أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا في الكهف. بضم كسر القاف وضم فتح الباء، فتكون قراءة أهل سما وابن عامر بكسر القاف وفتح الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قُبُلًا مَا
[النشر في القراءات العشر: 2/261]
فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهِمَا وَنَذْكُرُ حَرْفَ الْكَهْفِ فِي مَوْضِعِهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {قبلا} [111] بكسر القاف وفتح الباء، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (613 - وقبلاً كسرًا وفتحاً ضمّ حق = كفى وفي الكهف كفى ذكراً خفق). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حق) = (كفى) وفي الكهف (كفى) ذكرا (خ) ف ق
أي وقرأ «كل شيء قبلا» بضم القاف والباء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والكوفيون، والباقون بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ حرف الكهف وهو قوله تعالى: أو يأتيهم العذاب قبلا بهذه الترجمة: أي بضم القاف والباء الكوفيون وأبو جعفر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حقّ) = (كفى) وفي الكهف (كفى) (ذ) كرا (خ) فق
ش: أي: قرأ مدلولي: (حق) البصريان وابن كثير و(كفا) الكوفيون وحشرنا عليهم كلّ شيء قبلا [الأنعام: 111] بضم القاف، والباء، [والباقون بكسر القاف وفتح الباء].
وقرأ ذو (كفى)، وذال (ذكرا) وخاء (خفق) راويا أبي جعفر أو يأتيهم العذاب قبلا بالكهف [الآية: 55] كذلك، والباقون بكسر القاف وفتح الباء.
تنبيه:
قيد الضم للضد، قال أبو زيد: لقيته قبلا و(قبلا)، أي: بإزاء عيني.
والقبل- أيضا-: ضد الدبر، وجمع قبيل، وهو الكفيل، والجماعة لآباء، فإن كانوا لأب فهم القبيلة.
فوجه ضم الأنعام: [أحد المعاني]، أي: حشرنا عليهم كل شيء معاينة أو مواجهة أو كفيلا أو صنفا [صنفا] فهو مصدر موضع الحال.
ووجه كسرها: المعنى الأول فالإعراب، أو ناحية فظرف.
ووجه الضم والكسر (في الكهف): المعاينة والمواجهة [والجماعة والجهة] أي:
يأتيهم العذاب عيانا أو طوائف أو جهة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/312]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "إليهم" حمزة ويعقوب في الحالين وافقهما وصلا الكسائي وخلف كسر الميم أبو عمرو وصلا وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قبلا" [الآية: 111] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بكسر القاف وفتح الباء بمعنى مقابلة أي: معاينة ونصب على الحال وقيل بمعنى ناحية وجهة فنصبه على الظرف نحو في قبل زيد دين، والباقون بضم القاف والباء جمع قبيل بمعنى كبيل كرغيف ورغف، ونصبه على الحال أيضا، وقيل بمعنى جماعة جماعة وصنفا صنفا أي: حشرنا عليهم كل شيء فوجا فوجا ونوعا نوعا من سائر المخلوقات ويأتي حرف الكهف في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولو أننا نزلنا ...}
{إليهم الملائكة} [111] قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 588]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قبلا} قرأ نافع والشامي بكسر القاف، وفتح الباء، والباقون بضمهما). [غيث النفع: 588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
{إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء وقفًا ووصلًا.
- وقرأ الكسائي وحمزة وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (إليهم الملائكة).
- وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء في الوصل ووافقه اليزيدي وابن محيصن (إليهم الملائكة).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن بكسر الهاء وضم الميم (إليهم الملائكة)، وهي لغة أسد وأهل الحرمين.
- وبسكون الميم في الوقف (إليهم) قرأ الجميع.
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل، وكذا أبو عمرو.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وكسرها مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{كُلَّ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمزة في شيء، وانظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/525]
{قُبُلًا}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وخلف (قبلًا) بضم القاف والباء، جمع قبيل، وهو النوع، أي نوعًا نوعًا، وصنفًا صنفًا، وقيل: هو اسم مفرد مثل قبل الإنسان ودبره.
وذهب الفراء وغيره إلى أن القبيل هو الكفيل، ونصبه على الحال.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو حيوة (قبلا) بضم القاف وسكون الباء على جهة التخفيف من الضم.
قال الزجاج: (ويجوز قبلًا على تخفيف قبل، وكل ما كان على هذا المثال فتخفيه جائز، نحو الصحف والصحف، والكتب والكتب، والرسل والرسل).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وعيسى (قبلًا) بكسر القاف وفتح الباء.
[معجم القراءات: 2/526]
وفيه وجهان:
الأول: أنه ظرف بمعنى ناحية، كقولك: لي قبله حق.
والثاني: أنه مصدر في موضع الحال، أي عيانًا أو معاينة، أو مقابلةٍ.
- وقرأ ابن مصرف (قبلًا) بفتح القاف وسكون الباء، وهو ظرف.
- وقرأ أبي والأعمش (قبيلًا) بفتح القاف وكسر الباء وياء بعدها، وانتصابه في هذه القراءة على الحال.
وتجد بيانًا وقراءات أخرى لهذا اللفظ في الآية/55 من سورة الكهف إن شاء الله تعالى.
{لِيُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة في (يؤمنون).
{يَشَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الآية/213 من سورة البقرة، وكذا الآية/142، وانظر الآية/40 من سورة المائدة). [معجم القراءات: 2/527]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:42 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (112) إلى الآية (113) ]
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم همز "نبي" لنافع وإمالة شاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/28]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لكل نبيء} [112] قرأ نافع بالهمز، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)}
{لِكُلِّ نَبِيٍّ}
- قراءة نافع بالهمز في هذا اللفظ وأمثاله (نبيء).
وانظر سورة البقرة الآية/91 (أنبياء)، وسورة النساء/155 (الأنبياء).
[معجم القراءات: 2/527]
{شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}
- قرأ الأعمش (شياطين الجن والإنس) على التقديم والتأخير، والمعنى على هذا وقراءة الجماعة واحد.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/20 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/528]

قوله تعالى: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لتصغى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ويوقف لحمزة على "إليه أفئدة" بتحقيق الهمزة الأولى وإبدالها ياء مفتوحة كلاهما مع نقل الثانية إلى الفاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/28]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وليرضوه، وليقترفوا" بسكون اللام فيهما على أنها لام الأمر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/28]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
{وَلِتَصْغَى ... وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا}
- قرأ الحسن وابن أشرف (ولتصغى ... وليرضوه وليقترفوا) بسكون اللام في الأفعال الثلاثة.
وخرج سكون اللام في الثلاثة على أنه شذوذ في لام كي، وهي لام كي في الثلاثة، وسكون لام كي في نحو هذا شاذ في السماع قوي في القياس.
قال هذا أبو الفتح، ونقله عنه أبو حيان.
قال أبو حيان: (وقال غيره -أي غير أبي الفتح-: هي لام الأمر في الثلاثة، ويبعد ذلك في (ولتصغى) بإثبات الياء، وإن كان قد جاء ذلك في قليل من الكلام..، وقيل هي في (ولتصغى) لام كي سكنت شذوذًا، وفي: ليرضوه وليقترفوا، لام الأمر مضمنًا التهديد والوعيد..).
[معجم القراءات: 2/528]
- والقراءة عند ابن خالويه: (ولتصغى.. وليقترفوا)، ولم يذكر الفعل الثاني.
- وقيل قراءة الحسن (ولتصغى.. وليرضوه وليقترفوا بالكسر في الفعل الأول، والسكون في لام الثاني والثالث.
- وقال أبو عمرو الداني: قراءة الحسن إنما هي (ولتصغي) بكسر الغين.
- وقرأ النخعي والجراح بن عبد الله (ولتصغي) بضم التاء من (أصغى) رباعيًا.
{لِتَصْغَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ}
- لحمزة في الوقف قراءتان:
الأولى: بتحقيق الهمزة الأولى، ونقل حركة الثانية إلى الفاء، كذا في الإتحاف.
قلت: بيان هذا أنه نقل حركة الهمزة الثانية إلى الفاء، ثم أسقط الهمزة فصارت صورة القراءة: (إليه أفده).
والثانية: بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة مع النقل إلى الفاء.
قلت: صورة هذه القراءة: (إليه يفده) وذلك بحذف الهمزة الثانية ونقل حركتها إلى الفاء.
[معجم القراءات: 2/529]
- وقراءة الجمهور بالتحقيق فيهما (إليه أفئدة).
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها من (أفئدة) في الوقف.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا مرارًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{بِالْآَخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في سورة البقرة الآية/4.
- تحقيق الهمزة، نقل الحركة والحذف والسكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء). [معجم القراءات: 2/530]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:43 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (114) إلى الآية (117) ]
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}

قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - قَوْله {أَنه منزل من رَبك} 114
قَرَأَ ابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {أَنه منزل من رَبك} مشددا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {منزل} بِالتَّخْفِيفِ وَكَذَلِكَ عَن أَبي بكر عَن عَاصِم). [السبعة في القراءات: 266]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنه منزل) مشدد، شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 248]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (منزل) [114]: مشدد: دمشقي، وأيوب، وحفص). [المنتهى: 2/688]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحفص (منزل من ربك) بفتح النون مشددًا، وقرأ الباقون بإسكان النون مخففًا). [التبصرة: 208]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحفص: {أنه منزل} (114): مشددًا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحفص: (أنه منزل) مشددا، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 362]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([114]- {مُنَزَّلٌ} مشددا: ابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (662 - وَشَدَّدَ حَفْصٌ مُنْزَلٌ وَابْنُ عَامِرٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([662] وشدد (حفصٌ) منزلٌ و(ابن عامرٍ) = وحرم فتح الضم والكسر (إ)ذ (عـ)لا
[663] وفصل (إ)ذ (ثـ)نى يضلون ضم مع = يضلوا الذي في يونس (ثـ)ابتًا ولا
قد سبق التعليل في نظير {منزل} ). [فتح الوصيد: 2/905]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [662] وشدد حفصٌ منزلٌ وابن عامرٍ = وحرم فتح الضم والكسر إذ علا
[663] وفصل إذ ثنى يضلون ضم مع = يضلوا الذي في يونس ثابتًا ولا
ب: (علا): ارتفع، (ثنى): من التثنية، أي: أعاد ذكر
[كنز المعاني: 2/219]
الله، فهو مثن بذكره، (الولا): المحبة قصرت ضرورة.
ح: (حفصٌ): فاعل (شدد)، (منزلٌ): مفعوله، (ابن عامرٍ) عطف على الفاعل، (إذ): ظرف فيه معنى التعليل في الموضعين، (يضلون ضم): مبتدأ وخبر، (ثابتًا): حال من فاعل (ضم) المجهول، (ولا): تمييز.
ص: يعني قرأ حفص وابن عامر: {أنه منزلٌ من ربك بالحق} [114] بالتشديد من (نزَّل)، والباقون: {منزلٌ} بالتخفيف من (أنزل)، وهما لغتان.
وقرأ نافع وحفص: {ما حرم عليكم} [119] بفتح ضم الحاء وكسر الراء على بناء الفاعل والفعل لله لتقدم اسم الله تعالى، والباقون: على بناء المجهول، وهما مع حمزة والكسائي وأبي بكر يقرءون: {وقد فصل لكم} [119] على بناء الفاعل أيضًا على التأويل المذكور.
فقراءة نافع وحفص على بناء الفاعل في اللفظين، وقراءة حمزة والكسائي وأبي بكر: {فصل} على بناء الفاعل، و{حرم} على بناء المفعول
[كنز المعاني: 2/220]
وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر على بناء المفعول فيهما.
وضم الياء في قوله تعالى: {وإن كثيرًا ليضلون} [119] مع {ليضلوا} الذي في يونس، وهو: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} [88] عن الكوفيين من: (أضل غيره)، والباقون: على فتح الياء فيهما من: (ضل في نفسه)، ومعنى (ثابتًا ولا): راسخًا محبته). [كنز المعاني: 2/221] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (662- وَشَدَّدَ حَفْصٌ مُنْزَلٌ وَابْنُ عَامِرٍ،.. وَحُرِّمَ فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ "إ"ذْ "عَـ"ـلا
أراد: {أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}، التخفيف والتشديد لغتان، من أنزَل ونزَّل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/141]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (662 - وشدّد حفص منزل وابن عامر = وحرّم فتح الضّمّ والكسر إذ علا
663 - وفصّل إذ ثنّى يضلّون ضمّ مع = يضلّوا الّذي في يونس ثابتا ولا
قرأ حفص وابن عامر أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بتشديد الزاي ويلزمه فتح النون، وقرأ غيرهما بتخفيف الزاي ويلزمه سكون النون).
[الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ):
( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحفص {منزل} [114] بتشديد الزاي، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّك" [الآية: 114] فابن عامر وحفص بتشديد الزاي والباقون بتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/28]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مفصلاً} [114] تفخيمه لورش لا يخفى). [غيث النفع: 588]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {منزل} قرأ الشامي وحفص بفتح النون، وتشديد الزاي، والباقون بإسكان النون، وتخفيف الزاي). [غيث النفع: 588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
- والباقون على التفخيم.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{مُفَصَّلًا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون على الترقيق.
{مُنَزَّلٌ}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم (منزل) بالتشديد من (نزل)، على التكرير.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (منزل) بالتخفيف من (أنزل) ). [معجم القراءات: 2/530]

قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وتمت كلمة رَبك} 115 في أَرْبَعَة مَوَاضِع
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (وتمت كلمت رَبك) جماعا وفي يُونُس (كلمت رَبك) في موضِعين 33 96 وَاحِدَة وفي حم الْمُؤمن {كلمة رَبك} 6 وَاحِدَة أَيْضا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر هَذِه الأحرف الْأَرْبَعَة (كلمت) جمَاعَة
وقرأهن حَمْزَة والكسائي وَعَاصِم بِالتَّوْحِيدِ
وَلم يَخْتَلِفُوا في غير هَذِه الْأَرْبَعَة). [السبعة في القراءات: 266]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وتمت كلمة ربك)
[الغاية في القراءات العشر: 248]
عراقي، - غير أبي عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 249]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كلمت ربك) [115]: على واحدة عراقي إلا أبا عمرو). [المنتهى: 2/688]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (كلمة ربك) بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع، قرأ نافع وابن عامر (كلمات) هنا وفي يونس موضعان الأول والآخر وفي المؤمن موضع بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد، ولم يختلف في غير هذه الأربعة). [التبصرة: 208]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {كلمت ربك} (115): على التوحيد.
والباقون: على الجمع بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون [ويعقوب] (كلمت ربك) بلا ألف على التّوحيد والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 362]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" كلمة ربك " على التوحيد عراقي غير أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وابن سعدان، الباقون بالألف، وهو الاختيار لقوله: (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)، وفي الأعراف (كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى) عبد الوارث، وفي الأعراف " بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ " على التوحيد ابن صبيح، الباقون بألف، وهو الاختيار لما قدمت، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو،
[الكامل في القراءات العشر: 546]
وهارون، ويونس، والجعفي، وخارجة وهو قول ابْن مِقْسَمٍ، وأبي حاتم عن عَاصِم حيث ما كان حقت وتمت، وفي هود (كَلِمَتُ رَبِّكَ) عبد الوارث طريق المازراني، وخارجة أما في يونس في الموضعين، وفي الطول على الجمع مدني دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، وأَبُو عَمْرٍو وعن إسماعيل طريق الدهان في يونس وحد وأبو خليد في يونس، الباقون بغير ألف، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 547]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([115]- {كَلِمَتُ رَبِّكَ} بالتوحيد: الكوفيون). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (661 - وَقُلْ كَلِماَتٌ دُونَ مَا أَلِفٍ ثَوَى = وَفي يُونُسٍ وَالطَّوْلِ حَامِيهِ ظَلَّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([661] وقل كلماتٌ دون ما ألفٍ (ثـ)وى = وفي يونسٍ والطول (حـ)اميه (ظـ)للا
(ثوى)، أي أقام؛ لأنه يؤدي عن معنى القراءة الأخرى، لأن الواحد من الجنس يؤدي عن جميعه.
ومعنى {كلمت ربك}، ما تكلم به.
وإن أريد به الواحد، فذلك ظاهر.
[فتح الوصيد: 2/904]
ومن الحجة لـ(كلمات)، أنه مرسوم في المصحف بالتاء، وقد رسم نحو: {رحمت} بالتاء، فلا دليل على الجمع مقطوع به.
ومن الحجة أيضًا، أن بعده: {لا مبدل لكلمته}، وفي يونس موضعان: {حقت كلمت ربك على الذين فسقوا}، {إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون}، وفي المؤمن، وهي سورة الطول: {وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحب النار}.
ومعنى (حاميه ظللا)، أي ناصره ظلله وستره، لأنه احتج بما هو مجمع عليه مما هو في معناه، وهو قوله تعالى: {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم} ). [فتح الوصيد: 2/905]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [661] وقل كلماتٌ دون ما ألفٍ ثوى = وفي يونسٍ والطول حاميه ظللا
ب: (ثوى): أقام، (التظليل): إلقاء الظل.
[كنز المعاني: 2/218]
ح: (كلماتٌ): مبتدأ، (دون ما ألفٍ): صفة، و (ما): زائدة، (ثوى): خبره، ذكر على تأويل اللفظ، و(في يونس): عطف على (دون)، أي: كلمات في يونس، (حاميه ظللا): جملة وقعت خبر المبتدأ المقدور، وضمير (حاميه): لـ (كلمات) على التأويل المذكور، و(كلماتٌ ... ثوى): نصب على مفعول (قل) .
ص: يعني: (وتمت كلمتُ ربك صدقًا) [115] دون الألف على الإفراد ثبت للكوفيين، والباقون: {كلماتُ} بالجمع، وأما في سورة يونس: {كذلك حقت كلمتُ ربك على الذين فسقوا} [33]، {إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون} [96]، وفي الطول: {حقت كلمتُ ربك على الذين كفروا} [غافر: 6] أفرد أبو عمرو والكوفيون وابن كثير، والباقون: بالجمع، والإفراد يعطي معنى الجمع لكونه مضافًا، أو لأن (الكلمة) معنى الكلام، تقول: (كلمة زهير) لقصيدته.
ومعنى (حاميه ظللا): ناصره أظله وستره بالدلائل القوية). [كنز المعاني: 2/219]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم أتبع ذلك بكلام طويل مفيد -رحمه الله:
661- وَقُلْ كَلِماتٌ دُونَ مَا أَلِفٍ "ثَـ"ـوَى،.. وَفي يُونُسٍ وَالطَّوْلِ "حَـ"ـامِيهِ "ظَـ"ـلَّلا
يعني: قرأ هؤلاء كلمة بالإفراد وهو يؤدي معنى الجمع كما تقدم في "رسالاته" في المائدة، ويأتي له نظائر، وأراد: {وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}، "إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون"، "وكذلك حقت كلمات ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار"، أفرد الكوفيون الثلاثة، ووافقهم ابن كثير وأبو عمرو في يونس والطول، وما في قوله: "دون ما ألف" زائدة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/141]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (661 - وقل كلمات دون ما ألف ثوى = وفي يونس والطّول حاميه ظلّلا
قرأ الكوفيون: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ هنا بغير ألف بعد الميم، وقرأ غيرهم بثبوت الألف. وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا، إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ. كلاهما في سورة يونس، وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا في غافر. من غير ألف بعد الميم في المواضع الثلاثة، وقرأ نافع وابن عامر بإثبات الألف في المواضع الثلاثة). [الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (110 - وَحُزْ كَلِمَتْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - و(حُـ)ـز كلمت والياء يحشرهم (يـ)ـدٌ = يكون يكن أنث وميتة (ا)نجلا
برفع معًا عنه وذكريكون (فـ)ـز = وخف وأن (حـ)ـفظ وقل فرقوا (فـ)ـلا
ش - يعني قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب و{تمت كلمت ربك} [115] في هذه السورة بلا ألف على التوحيد كما نطق به كخلف علم منالوفاق، ولأبي جعفر بالألف على الجمع وهم في الباقي على أصولهم). [شرح الدرة المضيئة: 128]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: " كَلِمَاتِ رَبِّكَ " هُنَا، وَفِي يُونُسَ وَغَافِرَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَيَعْقُوبُ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَافَقَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فِي يُونُسَ وَغَافِرَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ عَلَى الْجَمْعِ فِيهِنَّ، وَمَنْ أَفْرَدَ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ بِالتَّاءِ وَالْهَاءِ وَالْإِمَالَةِ كَمَا تَقَدَّمَ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون ويعقوب {كلماتٌ ربك} هنا [115]، وفي يونس [33]، وغافر [6]، بغير ألف على التوحيد، وافقهم ابن كثير وأبو عمرو في يونس، وغافر، والباقون بالألف على الجمع في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (614 - وكلمات اقصر كفى ظلاًّ وفي = يونس والطّول شفا حقاًّ نفي). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وكلمات اقصر (كفى) (ظ) لّا وفي = يونس والطّول (شفا) (حقا) (ن) في
يعني قوله تعالى: وتمت كلمات ربك قرأه بالقصر وهو حذف الألف توحيدا مدلول: كفا ظلا، وهم الكوفيون ويعقوب، والباقون بالألف جمعا، وفي يونس «حقت عليهم كلمات ربك» وكذا في الطول بالقصر: أي بغير ألف على التوحيد، قرأهما حمزة والكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم كما يفهم من مدلول: شفا حقا نفى، والباقون بالألف على الجمع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وكلمات اقصر (كفا) (ظ) لّا وفي = يونس والطّول (شفا) (حقّا) (ن) في
ش: أي: قرأ [ذو] (كفا) الكوفيون وظاء (ظل) يعقوب وتمّت كلمت ربّك صدقا [الأنعام: 115] بحذف الألف على التوحيد، والباقون بإثباتها.
ووحد أيضا [مدلولا] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، و(حق): البصريان وابن كثير ونون (نفي) عاصم كذلك حقّت كلمت ربّك [و] إنّ الّذين حقّت عليهم كلمت
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/312]
كثير ونون (نفي) عاصم كذلك حقّت كلمت ربّك [و] إنّ الّذين حقّت عليهم كلمت ربّك بيونس [الآيتان: 33، 96] وكذلك حقّت كلمت ربّك على الّذين كفروا [غافر: 6] والباقون بجمع الثلاث.
تنبيه: الخلاف هنا، وفي وتمّت كلمت ربّك [الأنعام: 115] دون لكلمته [الأنعام: 115]-: [القاعدة:] إطلاقه في السورة، ولم يعمم هنا قرينة الضم ك «ثمرة»؛ لأنها ضعيفة؛ فينبغي: أن تؤيد بالصيغة، وصيغة الثانية هنا [مخالفة] باللام والهاء.
وجه التوحيد: إرادة الجنس، وما تكلم به تعالى على حد وتمّت كلمت ربّك الحسنى [الأعراف: 158].
ووجه الجمع: أن كلام الله تعالى جمل مركبة من كلمات على حد لكلمت ربّي [الكهف: 109].
ووجه المخالفة: مناسبة لكلمته، ومراعاة الرسم والإلحاق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/313]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كلمات ربك" [الآية: 115] هنا و[يونس الآية: 33، 96] و[غافر الآية: 6] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بغير ألف على التوحيد في الثلاثة على إرادة الجنس وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو كذلك في غافر ويونس وافقهم ابن محيصن واليزيدي، ووقف الكسائي ويعقوب على الثلاث بالهاء ممالة للكسائي وابن كثير وأبو عمرو كذلك بالهاء في الأخيرين، والباقون بالجمع في الثلاث؛ لأن كلماته تعالى متنوعة أمرا ونهيا وغير ذلك، وقد أجمع على الجمع في: لا مبدل لكلماته، ولا مبدل لكلمات
[إتحاف فضلاء البشر: 2/28]
الله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتمت كلمات} [115] قرأ الكوفيون بغير ألف على التوحيد، والباقون بالألف، على الجمع). [غيث النفع: 588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وسهل والحسن والأعمش (... كلمت ...) على الإفراد.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر (كلمات) بالجمع.
وأما في حال الوقف ففيها ما يلي:
أ- من قرأ بالجمع وقف بالتاء (كلمات).
ب- من قرأ بالإفراد (كلمت) فهم فريقان:
1- عاصم وحمزة وخلف وقفوا بالتاء (كلمت).
2- الكسائي ويعقوب وقفا بالهاء (كلمه).
وكذا الحسن واليزيدي وابن محيصن، وهي لغة قريش.
{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
- وقرأ أبي (لا مبدل لكلمات الله).
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/531]

قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من يضل) [117]: بضم الياء نهشلي، ونصير إلا الدنداني والرستمي). [المنتهى: 2/688]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَنْ يَضِلُّ) بضم الياء ابن أبي شريح، وهشام، والرستمي، والدنداني عن نصير كلهم عن علي، وأبو حيوة، واختيار ورش، زاد أبو حيوة في صاد (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ)، وفي التوبة (يُضِلُّ بِهِ)، وافقه في التوبة الحسن، وأبو بحرية، وروح، ورويس، والأصمعي، ومحبوب وأُوقِيَّة، وابْن مِقْسَمٍ عن الْيَزِيدِيّ كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وقال ابن مهران: رويس وحده، والأول أصح للمفرد، وابن صبيح، وإبرهيم بن زادان عن علي، وعلى ما لم يسم فاعله ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، وأبان، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وابن صبيح، الباقون بفتح الياء وكسر الضاد، والاختيار ما عليه حمصي؛ إذ الباري جل جلاله هو الهادي، والمتفضل، وفي طه (لَا يَضِلُّ رَبِّي) بضم الياء وكسر الضاد ابن مُحَيْصِن، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار لقوله: (وَلَا يَنْسَى) أما (لَيُضِلُّونَ)، وفي يونس بضم الياء الحسن كوفي غير أبو عبيد، وابْن سَعْدَانَ، والمفضل وافق أيوب ها هنا ضده المفضل اللؤلؤي، ومحبوب، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو كعلي، الباقون فيهما بالفتح وفتح في إبراهيم، والحج، ولقمان، والزمر مكي، وأَبُو عَمْرٍو، وقاسم، والزَّعْفَرَانِيّ، مثلهم رُوَيْس إلا في لقمان، قال ابن مهران: والعراقي كأَبِي عَمْرٍو، وقال الرَّازِيّ: يَعْقُوب غير رُوَيْس كأَبِي عَمْرٍو إلا في الزمر، والصحيح ما قال أبو الحسين والْخُزَاعِيّ لموافقه المفرد، قلت: زاد الوليد فتحها في الحج، والزمر، وابن أبي عبيد، وحمصي في إبراهيم، زاد حمصي في الحج، الباقون بالضم، والاختيار في الكل الضم لئلا ينسب الإضلال إلى غير اللَّه تعالى). [الكامل في القراءات العشر: 547]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "يضل عن سبيله" بضم الياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}
{أَعْلَمُ مَنْ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{يَضِلُّ}
- قراءة الجماعة (يضل) بفتح أوله وكسر ثانيه من (ضل) الثلاثي.
- وقرأ الحسن وابن أبي شريح ونصير عن الكسائي (يضل) بضم أوله وكسر ثانيه من (أضل)، والفاعل (من)، والمفعول محذوف، أي من يضل الناس.
- وقرئ (أضل) بهمزة مفتوحة وفتح اللام على أنه فعل ماض.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
- أخفى أبو عمرو ويعقوب الميم عند الباء، وذلك بإسكانها تخفيفًا لتوالي الحركات، ويكون الإخفاء بغنة.
وعبر عن هذا الإخفاء بعض المتقدمين بالإدغام، ولا يخفى عليك فرق ما بين الحالين). [معجم القراءات: 2/532]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:47 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (118) إلى الآية (121) ]

{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}

قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118)}
{ذُكِرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{بِآَيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياء.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا (مومنين)، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/532]

قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا في ضم الْفَاء والحاء ونصبهما من قَوْله {وَقد فصل لكم مَا حرم عَلَيْكُم} 119
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَقد فصل لكم مَا حرم عَلَيْكُم} مضمومتين
وَقَرَأَ نَافِع وَحَفْص عَن عَاصِم {وَقد فصل لكم مَا حرم عَلَيْكُم} بنصبهما
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {وَقد فصل لكم} بِفَتْح الْفَاء {مَا حرم عَلَيْكُم} بِضَم الْحَاء). [السبعة في القراءات: 266 - 267]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {وَإِن كثيرا ليضلون بأهوائهم} 119 في سِتَّة مَوَاضِع
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {ليضلون} بِفَتْح الْيَاء هَهُنَا وفي يُونُس {رَبنَا ليضلوا عَن سَبِيلك} 88 وفي سُورَة إِبْرَاهِيم {أندادا ليضلوا} 30 وفي الْحَج {ثَانِي عطفه ليضل عَن سَبِيل الله} 9 وفي لُقْمَان {ليضل عَن سَبِيل الله بِغَيْر علم} وفي الزمر {أندادا ليضل عَن سَبيله} بِفَتْح الْيَاء في هَذِه الْمَوَاضِع السِّتَّة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {ليضلون بأهوائهم} وفي يُونُس {رَبنَا ليضلوا} بِفَتْح الْيَاء فيهمَا وفي الْأَرْبَعَة الَّتِي بعد هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ يضمان الْيَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِالضَّمِّ هَذِه الْمَوَاضِع السِّتَّة). [السبعة في القراءات: 267]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ليضلون) وفي يونس، بالضم، كوفي، وفي إبراهيم، والحج، ولقمان، والزمر، بفتحه، مكي، بصري - غير سهل). [الغاية في القراءات العشر: 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فصل) بالفتح (ما حرم) بالضم، كوفي - غير حفص - بفتحهما، مدني، وحفص، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 249]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فصل) [119]: بالفتح، (ما حرم) [119]: بالضم كوفي غير حفصي وأبي عبيد وابن كيسة. غير مسمى الفاعل: مكي، شامي، وأبو عمرو والمفضل. والباقون بفتحهما.
[المنتهى: 2/688]
(ليضلون) [119]، وفي يونس [88]: بضم الياء كوفي غير أبي عبيد، وافق ها هنا أيوب. بالفتح في إبراهيم [30]، والحج [9]، ولقمان [6]، والزمر[8] مكي، وأبو عمرو، وأبو عبيد، وافق المفضل في يونس، ورويس إلا في لقمان، وحمصي، وابن عتبة في إبراهيم، زاد حمصي في الحج). [المنتهى: 2/689]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (وقد فصل لكم) بفتح الفاء والصاد، وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر الصاد.
قرأ نافع وحفص (ما حرم) بفتح الحاء والراء، وقرأ الباقون بضم الحاء وكسر الراء). [التبصرة: 208]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (ليضلون) هنا وفي يونس بضم الياء، وفتح الباقون.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو في إبراهيم (ليضلوا عن سبيله) وفي الحج (ليضل عن سبيل الله) ومثله في لقمان وفي الزمر (ليضل عن سبيله) بفتح الياء في الأربعة، وضمها الباقون، ولم يختلف في غير هذه الستة إلا موضعًا في التوبة سنذكره هناك). [التبصرة: 208]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {وقد فصل لكم} (119): بفتح الفاء والصاد.
والباقون: بضم الفاء، وكسر الصاد). [التيسير في القراءات السبع: 281]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص: {ما حرم} (119): بفتح الحاء والراء.
والباقون: بضم الحاء، وكسر الراء). [التيسير في القراءات السبع: 281]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {ليضلون} (119)، وفي يونس (88): {ليضلوا}: بضم الياء فيهما.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون ونافع وأبو جعفر ويعقوب: (وقد فصل لكم) بفتح الفاء والصّاد، والباقون بضم الفاء وكسر الصّاد.
نافع وأبو جعفر ويعقوب وحفص: (ما حرم) بفتح الحاء والرّاء، والباقون بضم
[تحبير التيسير: 362]
الحاء وكسر الرّاء.
الكوفيّون: (ليضلون) هنا وفي يونس (ليضلوا) بضم الياء والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 363]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقَدْ فَصَّلَ) بضم الفاء شامي، واختيار ورش، والمفضل، وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث ومغيث، والْجَحْدَرَيّ، وأبو السَّمَّال، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وعمر بن ميسرة عن علي (حَرَّمَ) على ما ذكرت، وكوفي غير ابن كيسة، وحفص، وقاسم،
[الكامل في القراءات العشر: 547]
وابْن سَعْدَانَ، الباقون بفتحهما، وهو الاختيار لأن المحرم هو اللَّه تعالى، والمفضل، (فُصِّلَ) بضم الفاء (حَرَّمَ) بفتح الحاء، هارون عن أَبِي عَمْرٍو عبد الوارث عنه، وخارجة، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو كنافع). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([119]- {لَيُضِلُّونَ} هنا، وفي يونس {لِيُضِلُّوا} [88] بالضم: الكوفيون.
بالفتح في [إبراهيم: 30]، [والحج: 9]، [ولقمان: 6]، [والزمر: 8]: ابن كثير وأبو عمرو.
[119]- {فَصَّلَ} بالفتح {مَا حَرَّمَ} بالضم: أبو بكر وحمزة والكسائي.
غير مسمى الفاعل فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.
[الإقناع: 2/642]
الباقون بفتحهما). [الإقناع: 2/643]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (662- .... .... .... = وَحُرِّمَ فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ إذْ عَلاَ
663 - وَفُصِّلَ إِذْ ثَنَّى يَضِلُّونَ ضَمَّ مَعْ = يَضِلُّوا الذِي فِي يُونُسٍ ثَاِبتًا وَلاَ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(حرم) بالفتح، (إذ علا) بفتح ما قبله، وهو {فصل}، لأن الذي قرأ {حرم} قرأ {فصل}.
وحجة {فصل}، أن قبله ما يقتضيه وهو قوله: {اسم الله}.
وحجة {حرم} مع {فصل}، أن {فصل} أقرب إلى: {اسم الله}، فرده عليه، و {حرم} لما بعد منه، رد إلى ما لم يسم فاعله.
وحجة {فصل}، قوله: {وهو الذي أنزل إليكم الكتب مفصلا}، وقوله: {حرمت عليكم الميتة}.
ومعن (إذ ثنى): إذا عاد الضمير في {فصل} على اسم الله، فهو مثن بذكره.
و(يضلون)، أراد به: {وإن كثيرًا ليضلون}، والذي في يونس: {ربنا ليضلوا عن سبيلك}، وهو مثل قوله تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك}؛ وهو من: أضل غيره.
والقراءة الأخرى، مثل قوله: {إن ربك هو أعلم من يضل}، وقوله: {فقد ضل} و{قد ضلوا} و{أولئك هم الضالون}، وهو من: ضل في نفسه.
[فتح الوصيد: 2/906]
و(ثابتًا)، منصوبٌ على الحال: إما من الفاعل في ضم ثابتًا.
(ولاء)، أي نصرًا. وولاء: منصوب على التمييز، أو حال من المحذوف، إذ معنى الكلام الذي نزل في يونس ثابتًا نصره). [فتح الوصيد: 2/907]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [662] وشدد حفصٌ منزلٌ وابن عامرٍ = وحرم فتح الضم والكسر إذ علا
[663] وفصل إذ ثنى يضلون ضم مع = يضلوا الذي في يونس ثابتًا ولا
ب: (علا): ارتفع، (ثنى): من التثنية، أي: أعاد ذكر
[كنز المعاني: 2/219]
الله، فهو مثن بذكره، (الولا): المحبة قصرت ضرورة.
ح: (حفصٌ): فاعل (شدد)، (منزلٌ): مفعوله، (ابن عامرٍ) عطف على الفاعل، (إذ): ظرف فيه معنى التعليل في الموضعين، (يضلون ضم): مبتدأ وخبر، (ثابتًا): حال من فاعل (ضم) المجهول، (ولا): تمييز.
ص: يعني قرأ حفص وابن عامر: {أنه منزلٌ من ربك بالحق} [114] بالتشديد من (نزَّل)، والباقون: {منزلٌ} بالتخفيف من (أنزل)، وهما لغتان.
وقرأ نافع وحفص: {ما حرم عليكم} [119] بفتح ضم الحاء وكسر الراء على بناء الفاعل والفعل لله لتقدم اسم الله تعالى، والباقون: على بناء المجهول، وهما مع حمزة والكسائي وأبي بكر يقرءون: {وقد فصل لكم} [119] على بناء الفاعل أيضًا على التأويل المذكور.
فقراءة نافع وحفص على بناء الفاعل في اللفظين، وقراءة حمزة والكسائي وأبي بكر: {فصل} على بناء الفاعل، و{حرم} على بناء المفعول
[كنز المعاني: 2/220]
وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر على بناء المفعول فيهما.
وضم الياء في قوله تعالى: {وإن كثيرًا ليضلون} [119] مع {ليضلوا} الذي في يونس، وهو: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} [88] عن الكوفيين من: (أضل غيره)، والباقون: على فتح الياء فيهما من: (ضل في نفسه)، ومعنى (ثابتًا ولا): راسخًا محبته). [كنز المعاني: 2/221] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحَرَّم بفتح الحاء والراء على إسناد الفعل إلى الله وبضم الحاء وكسر الراء على بناء الفعل للمفعول، وكذا توجيه الخلاف في "فصل لكم" الذي قبله وهو قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/141]
663- وَفُصِّلَ "إِ"ذْ "ثَـ"ـنَّى يَضِلُّونَ ضَمَّ مَعْ،.. يَضِلُّوا الذِي فِي يُونُسٍ "ثَـ"ـاِبتًا وَلا
فقراءة نافع وحفص بإسناد الفعلين إلى الفاعل، وقراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر بإسنادهما إلى المفعول وقراءة حمزة والكسائي وأبي بكر بإسناد فصل إلى الفاعل، وإسناد حرم إلى المفعول ولم يأتِ عكس هذا ومعنى إذ ثنى أي: أعاد الضمير في فصل إلى اسم الله تعالى قبله فهو مثنًّ بذكره، ويقال: ضل في نفسه وأضل غيره، وأراد: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ}، {رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} في يونس، ولا خلاف في فتح التي في صاد: {إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وسيأتي الخلاف في التي في إبراهيم وغيرها، وقوله: ثابتا حال من مفعول ضم، وولا تمييز؛ أي: نصرًا أو يكون حالا على تقدير: "ذا"، "ولا"، وساق الناظم -رحمه الله- هذه الأبيات الثلاثة على خلاف ترتيب التلاوة، ولكن على ما تهيأ له نظمه، وكان يمكنه أن يقول:
وشدد حفص منزل وابن عامر،.. وفي كلمات القصر للكوف رتلا
وفي يونس والطول ظلل حاميا،.. وفصل فتح الضم والكسر ثق ألا
وحرم إذ علا يضلون ضم مع،.. يضلوا الذي في يونس ثابتا ولا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/142]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (662 - .... .... .... .... .... = وحرّم فتح الضّمّ والكسر إذ علا
663 - وفصّل إذ ثنّى يضلّون ضمّ مع = يضلّوا الّذي في يونس ثابتا ولا
....
وقرأ نافع وحفص: حَرَّمَ عَلَيْكُمْ بفتح ضم الحاء وفتح كسر الراء، فتكون قراءة غيرهما بضم الحاء وكسر الراء. وقرأ نافع والكوفيون: وَقَدْ فَصَّلَ بفتح ضم الفاء وفتح كسر الصاد، فتكون قراءة غيرهم بضم الفاء وكسر الصاد. فيتحصل مما ذكر: أن نافعا وحفصا يقرءان بفتح الفاء والصاد في
[الوافي في شرح الشاطبية: 264]
فَصَّلَ وفتح الحاء والراء في حَرَّمَ، وأن شعبة وحمزة والكسائي يقرءون بفتح الفاء والصاد في فَصَّلَ وضم الحاء وكسر الراء في حَرَّمَ وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الفاء وكسر الصاد في فَصَّلَ وبضم الحاء وكسر الراء في حَرَّمَ ويؤخذ من هذا: أنه لم يقرأ قارئ بضم الفاء وكسر الصاد في فَصَّلَ وبفتح الحاء والراء في حَرَّمَ وقرأ الكوفيون: وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ هنا، رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ في يونس بضم الياء في الموضعين. وقرأ غيرهم بفتح الياء فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 265]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (109- .... .... .... .... .... = .... .... وَحَبْرٌ سَمِّ حُرِّمَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وحبر سم إلخ أي قرأ مرموز (حا) حبر وهو يعقوب {وقد فصل لكم ما حرم عليكم} [119] بفتح الفاء والصاد من {فصل}، وفتح الحاء والراء من {حرم} بتسمية الفعلين
[شرح الدرة المضيئة: 127]
كأبي جعفر وبالتجهيل لخلف في الأول، وبالتسمية في الثاني، وعلم من الوفاق في الثاني). [شرح الدرة المضيئة: 128]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَصَّلَ لَكُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِ الصَّادِ (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَرَّمَ عَلَيْكُمُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَيُضِلُّونَ هُنَا وَلِيُضِلُّوا فِي يُونُسَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ الْيَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كَسْرُ الطَّاءِ مِنِ اضْطُرِرْتُمْ لِابْنِ وَرْدَانَ بِخِلَافٍ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {فصل لكم} [119] بضم الفاء وكسر الصاد، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب وحفص {حرم عليكم} [119] بفتح الحاء والراء، والباقون بضم الحاء وكسر الراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {ليضلون} [119]، وفي يونس [88] {ليضلوا} بضم الياء، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اضررتم} ذكر لابن وردان في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (615 - فصّل فتح الضّمّ والكسر أوى = ثوى كفى وحرّم اتل عن ثوى
616 - واضمم يضلّوا مع يونسٍ كفى = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فصّل فتح الضّمّ والكسر (أ) وى = (ثوى) (كفى) وحرّم (ا) تل (ع) ن (ثوى)
يعني قوله تعالى: وقد فصل لكم بفتح الفاء والصاد نافع وأبو جعفر ويعقوب والكوفيون والباقون بضم الفاء وكسر الصاد قوله: (وحرم) معطوف على فصل: أي وقرأ «ما حرّم عليكم» بهذه الترجمة، يعني بفتح الحاء والراء نافع وحفص وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بضم الحاء وكسر الراء.
واضمم يضلّوا مع يونس (كفى) = ضيقا معا في ضيّقا مكّ وفى
أي واضمم الياء من يضلوا يريد قوله تعالى: ليضلون بأهوائهم وفي يونس «ليضلوا عن سبيلك» قرأه بالضم الكوفيون، والباقون بالفتح في الموضعين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 228]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
فضّل فتح الضّمّ والكسر (أ) وى = (ثوى) (كفى) وحرّم (ا) تل (ع) ن (ثوى)
ش: أي: قرأ ذو [همزة] (أوى) نافع وثوى أبو جعفر ويعقوب، و(كفا) الكوفيون وقد فصّل لكم [الأنعام: 119]؛ بفتح الفاء والصاد.
وقرأ أيضا ذو همزة (اتل) وعين (عن) حفص و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب حرّم عليكم [الأنعام: 119] بفتح الحرفين، والباقون بضم الأول وكسر الثاني.
تنبيه:
قيد الفتح لأجل الضد وعلم ترجمة حرّم [الأنعام: 119] من فصّل [الأنعام: 119].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/313]
ممّا ذكر اسم الله عليه [الأنعام: 119] على حد قد فصّلنا الأيت [الأنعام:
126].
ووجه ضمهما: بناؤهما للمفعول وحذف الفاعل؛ للعلم به.
ووجه المخالفة: بناء الأول للفاعل؛ لقربه من الظاهر، وتنبيها على الإمالة، والثاني للمفعول؛ لبعده). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/314]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واضمم يضلّوا مع يونس (كفى) = ضيقا معا في ضيّقا مكّ وفى
ش: أي: قرأ (كفا) الكوفيون وإنّ كثيرا لّيضلّون هنا [الآية: 119]، وربّنا ليضلّوا عن سبيلك [يونس: 88] بضم الياء والباقون بالفتح.
وقرأ ابن كثير يجعل صدره ضيقا هنا [الآية: 125]، مكانا ضيقا في الفرقان [الآية: 13] بسكون الياء، والباقون بكسرها وتشديدها.
وجه الضم: جعله رباعيّا مضارع «أضل» معدى بالهمزة محذوف المفعول، أي: يضلون الناس؛ على حد وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك [الأنعام: 116].
ووجه الفتح: جعله ثلاثيا لازما مضارع «ضلّ» على حد إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ [الأنعام: 117].
ووجه ضيقا ما تقدم في ميتا [الأنعام: 122] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/314] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فُصِّلَ لَكُمْ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُم" [الآية: 119] فابن كثير وكذا أبو عمرو وابن عامر بضم الفعلين على بنائهما للمفعول وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ نافع وحفص وأبو جعفر ويعقوب بالفتح فيهما على البناء للفاعل، وافقهم الحسن وقرأ الأول بالفتح والثاني بالضم أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش، ولم يقرأ بالعكس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام فصل وصلا، واختلف عنه في الوقف كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اضطررتم" بكسر الطاء ابن وردان بخلف عنه كما مر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ليضلون" [الآية: 119] هنا و"رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن" [بيونس الآية: 88] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بضم الياء فيهما وافقهم الحسن والمطوعي في يونس، ففتحه والباقون بالفتح فيهما، يقال ضل في نفسه وأضل غيره فالمفعول محذوف على قراءة الضم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فصل} [119] قرأ نافع والكوفيون بفتح الفاء والصاد، والباقون بضم الفاء، وكسر الصاد، وتفخيم ورش له وصلاً وخلفه في الوقف جلي.
{حرم} قرأ نافع وحفص بفتح الحاء والراء، والباقون بضم الحاء، وكسر الراء، فصار نافع وحفص بفتح أول الفعلين وثانيهما، والابنان والبصري بضم أول الفعلين، وكسر ثانيهما، وشعبة والأخوان بفتح أول {فصل} وثانيه وضم أول {حرم} وكسر ثانيه، فذلك ثلاث قراءات.
وكيفية قراءتها من قوله تعالى {وما لكم} - والوقف على ما قبله كاف إلى {إليه} - وهو كاف أيضًا، واختلف في الوقف على {عليه} فقيل كاف، وقيل لا يوقف عليه، وهو الأصح، ولذلك تركنا الوقف عليه -:
[غيث النفع: 588]
أن تبدأ بقالون بتسكين ميم الجمع وترك بدل {تأكلوا} وتفخيم راء {ذكر} وترك صلة {عليه} وفتح فاء {فصل} وصاده وترقيق لامه وفتح حاء {حرم} ورائه، ويندرج معه حفص.
ثم تعطف شعبة والأخوين بضم حاء {حرم} وكسر رائه.
ثم تعطف الدوري بضم أول الفعلين وكسر ثانيهما مع إدغام لام {فصل} في لام {لكم}.
ثم بقالون بصلة ميم {لكم} وما بعده مع القصر، وما تقدم له في الفعلين، واندرج معه المكي، وتخلف في صلة {عليه} فتعطفه بالصلة وضم أول الفعلين وكسر ثانيهم وضم الميم.
ثم بقالون، بضم ميم الجمع، مع مد {لكم ألا} و{عليكم إلا} و{اضطررتم إليه}.
ثم تأتي بورش بمد {لكم} وإبدال {تأكلوا} وترقيق راء {ذكر} وتفخيم لام {فصل} وفتح أول الفعلين وثانيهما.
ثم بخلف مع السكت فيما مد لورش، وباقي حكمه جلي.
فهذه تسعة أوجه، مضروبة في أوجه {إليه} لدى الوقف، وهي القصر والتوسط والمد، والروم على القول به في الضمير، ستة وثلاثون وجهًا، والله أعلم). [غيث النفع: 589]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليضلون} قرأ الكوفيون بضم الياء، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 589]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119)}
{أَلَّا تَأْكُلُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والأزرق ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ألا تاكلوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ}
- تقدم ترقيق الراء في الآية السابقة/118.
{فَصَّلَ ... حَرَّمَ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والحسن وسهل والقزاز عن عبد الوارث (فصل.. حرم) بفتح الفاء في الأول، والحاء في الثاني، على بنائهما للفاعل.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن محيصن واليزيدي (فصل.. حرم) بضم فاء الفعل فيهما على بنائهما للمفعول.
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (فصل.. حرم) بفتح الفاء في الفعل الأول على بنائه
[معجم القراءات: 2/533]
للفاعل، وضم الحاء في الفعل الثاني على بنائه للمفعول.
- وقرأ عطية العوفي (فصل) بفتح الفاء وتخفيف الصاد، (حرم) على بناء الفعل للمفعول، وعند ابن خالويه (فصل.. حرم) كذا بتخفيف الفعلين.
{فَصَّلَ}
- غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل، ولهما في الوقف التغليظ والترقيق، والأول أرجح.
{فَصَّلَ لَكُمْ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{اضْطُرِرْتُمْ}
- قراءة الجماعة (اضطررتم) بضم الطاء، وهو الوجه الثاني المنقول عن ابن ذكوان.
- وقرأ النهرواني عن أبي جعفر والفضل وعيسى وابن وردان (اضطررتم) بكسر الطاء.
وتقدمت هذه القراءة في الآية/173 من سورة البقرة في (اضطر).
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{لَيُضِلُّونَ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والمطوعي (ليضلون) بضم الياء من (أضل)، والمفعول محذوف، أي ليضلون غيرهم.
[معجم القراءات: 2/534]
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وأبو جعفر ويعقوب (ليضلون) بفتح الياء من (ضل)، يقال: ضل في نفسه، أي: يضلون باتباع أهوائهم.
{بِأَهْوَائِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف:
1- بقلب الهمزة الأولى ياء: لأنها مفتوحة بعد كسر، وله تحقيقها.
2- وأما الثانية فله تسهيلها مع المد والقصر، على الوجهين السابقين في الأولى.
{أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}
- تقدم إسكان الميم وإخفاؤها بغنة عند الباء.
انظر الآية السابقة: (أعلم بالمهتدين) /116 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/535]

قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
{ظَاهِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يَكْسِبُونَ}
- قراءة الجماعة (يكسبون) بتخفيف السين.
- وقرأ معاذ بن جبل (يكسبون)، كذا ذكر ابن خالويه، وضبطها عنده بفتح الياء وشد السين.
قلت: هذا لا يصح إلا على كسر الكاف (يكسبون) ويكون أصلها يكتسبون، وذلك على نسق قراءة (يخصمون) في الآية/49 من سورة يس). [معجم القراءات: 2/535]

قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}
{وَلَا تَأْكُلُوا}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة ألفًا، انظر الآية/119 المقدمة في هذه السورة.
{عَلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{أَوْلِيَائِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع المد والقصر). [معجم القراءات: 2/536]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:48 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (122) إلى الآية (124) ]
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}

قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - قَوْله {أَو من كَانَ مَيتا} 122
قَرَأَ نَافِع {أَو من كَانَ مَيتا} مُشَدّدَة الْيَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَيتا} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 268]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أو من كان ميتا} (122)، وفي يس (33): {الأرض الميتة}، وفي الحجرات (12): {لحم أخيه ميتا}: بتشديد الياء في الثلاثة.
[التيسير في القراءات السبع: 281]
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (أو من كان ميتا) وفي يس (الأرض الميتة) وفي الحجرات (لحم أخيه ميتا) بتشديد الياء في الثّلاثة. وافقهما يعقوب هنا ورويس في الحجرات، والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 363]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ مَيْتًا لِلْمَدَنِيَّيْنِ وَيَعْقُوبَ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ميتًا} [122] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ميتا" بتشديد الياء نافع وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كان ميتًا} [122] قرأ نافع بتشديد الياء مع الكسر، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 589]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}
{أَوَمَنْ}
- قراءة الجماعة (أومن) بفتح الواو، وهي واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام.
- وروى المسيبي عن نافع (أومن) بإسكانها، و(أو) هنا حرف واحد.
- وقرأ طلحة (أفمن) بالفاء بدل الواو، وهي تشهد لقراءة الجماعة.
{مَيْتًا}
- قرأ نافع وأبو جعفر وسهل ويعقوب (ميتا) بالتشديد.
- والباقون على التخفيف (ميتًا).
[معجم القراءات: 2/536]
والمخففة والمثقلة عند أبي عبيدة معناها واحد.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/173 من سورة البقرة.
{فَأَحْيَيْنَاهُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
- وقراءة ابن كثير في الوصل (فأحييناهو) بوصل الهاء بواو.
{فِي النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{بِخَارِجٍ}
- أماله قتيبة بن مهران عن الكسائي.
{زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام النون في اللام والإظهار.
{لِلْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/537]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا}
- قرأ أبي بن كعب (وكذلك بعثنا فيها أكابر مجرميها) بدلًا من (جعلنا في كل قرية) في قراءة الجماعة.
{أَكَابِرَ}
- قرأ ابن مسلم (أكبر) على الإفراد.
- وقرأ أبو حيوة (أكثر) على أفعل، وبالثاء، ذكر هذا ابن خالويه.
قلت: لعل هذه القراءة عند ابن خالويه مصحفه عن السابقة (أكبر)!!
[معجم القراءات: 2/537]
- وقراءة الجماعة (أكابر) جمع أكبر.
- ورقق الراء الأزرق وورش.
{بِأَنْفُسِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة وصورتها: (بينفسهم).
- وعنه تحقيقها كالجماعة). [معجم القراءات: 2/538]

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({رسالته) [124]: واحدة: مكي، وحفص). [المنتهى: 2/689]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحفص (رسالته) بالتوحيد والتاء مفتوحة، وقرأ الباقون بالجمع والتاء مكسورة). [التبصرة: 209]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحفص: {يجعل رسالته} (124): بالتوحيد، ونصب التاء.
والباقون: بالجمع، وكسر التاء). [التيسير في القراءات السبع: 282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحفص (رسالته) بالتّوحيد ونصب التّاء، والباقون بالجمع وكسر التّاء). [تحبير التيسير: 363]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([124]- {رِسَالَتَهُ} موحد: ابن كثير وحفص). [الإقناع: 2/643]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (664 - رِسَالاَتُ فَرْدٌ وَافْتَحُوا دُونَ عِلَّةٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([664] رسالات فردٌ وافتحوا (د)ون (عـ)لة = وضيقًا مع الفرقان حرك مثقلا
[665] بكسرٍ سوى (المكي) ورا حرجًا هنا = على كسرها (إ)لفٌ (صـ)فا وتوسلا
قد مضى الكلام في العقود على {رسالته} ). [فتح الوصيد: 2/907]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [664] رسالات فردٌ وافتحوا دون علةٍ = وضيقًا مع الفرقان حرك مثقلا
[665] بكسرٍ سوى المكي ورا حرجا هنا = على كسرها إلفٌ صفا وتوسلا
ب: (الإلف): الأليف، (توسلا): أتى بالوسيلة.
ح: (رسالاتِ فردٌ): مبتدأ وخبر، مفعول (افتحوا) محذوف، أي: تاءه (ضيقًا): مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعله، (بكسر): متعلق (حرك)، (سوى المكي): استثناء من مقدر، أي: لكلهم سوى المكي، (را) مبتدأ مضاف إلى (حرجًا) قصرت ضرورة، (هنا): ظرف لزيادة بيان، (إلفٌ): مبتدأ ثانٍ، (صفا): فعل ماضٍ صفته، (توسلا): عطف عليه، (على كسرها): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ ابن كثير وحفص: {الله أعلم حيثُ يجعلُ رسالته} [124] بالإفراد وفتح التاء، وقال: (دون علةٍ) إذ ليس في الإفراد موجب الكسر كما في الجمع لوجوب الكسر فيه حالة النصب للعلة، كما ذكر في
[كنز المعاني: 2/221]
نصب جمع المؤنث السالم، والباقون: بالجمع وكسر التاء.
فالإفراد: لأن الرسالة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والجمع: على رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لطباق قوله تعالى: {ما أوتي رسل الله} [124].
ثم قال: حرك الياء بالكسر وشددها من قوله تعالى: {ضيقًا حرجًا} هنا [125]، وفي الفرقان: {وإذا ألقوا منها مكانًا ضيقًا مقرنين} [13] لكل القراء سوى ابن كثير وسكن وخفف الياء له، وهما لغتان، نحو: (ميت) و (ميت)، (سيد)، و (سيد).
ثم قال: وراء {حرجًا} هنا يكسرها نافع وأبو بكر، والباقون: بالفتح، وهما لغتان، كـ (الدنف) و (الدنف)، أو الفتح مصدر بمعنى: ذا حرج، والكسر صفته، نحو: (حذرٍ)، و (حذرٍ)، أو الفتح جمع (حرجة)، وهي ما التف من الشجر لا ينفذ فيه شيء، كذلك قلب المنافق لضيقه لا يصل إليه شيء من الخير). [كنز المعاني: 2/222] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (664- رِسَالاتُ فَرْدًا وَافْتَحُوا دُونَ عِلَّةٍ،.. وَضَيْقًا مَعَ الْفُرْقَانِ حَرِّكُ مُثْقِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/142]
يريد قوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}، وجه الإفراد والجمع فيه كما سبق في: {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} في سورة المائدة، وتكلمنا، ثم على فتح التاء وخفضها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/143]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (664 - رسالات فرد وافتحوا دون علّة = وضيقا مع الفرقان حرّك مثقّلا
665 - بكسر سوى المكّي ورا حرجا هنا = على كسرها إلف صفا وتوسّلا
قرأ ابن كثير وحفص: رِسالَتَهُ، في قوله تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ. بالإفراد أي: بلا ألف بعد اللام مع فتح التاء وقرأ غيرهما بالجمع أي: بألف بعد اللام مع كسر التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 265]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِسَالَتَهُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ رِسَالَتَهُ بِحَذْفِ الْأَلِفِ بَعْدَ اللَّامِ، وَنَصْبِ التَّاءِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَكَسْرِ التَّاءِ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحفص {رسالته} [124] بغير ألف بعد اللام ونصب التاء إفرادًا، والباقون بالألف وكسر التاء جمعًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رسالته" [الآية: 124] فابن كثير وحفص بالإفراد مع نصب التاء، وافقهما ابن محيصن والباقون بالجمع مكسور التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسالته} [124] قرأ المكي وحفص بغير ألف بعد اللام، ونصب التاء، وعلى التوحيد، والباقون بالألف، وكسر التاء، على الجمع). [غيث النفع: 590]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في آيات سبقت، وانظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم).
{نُؤْمِنَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (نومن) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{نُؤْتَى}
- وفيه قراءتان:
الأولى: في الهمزة الساكنة، وحكمها في إبدالها واوًا في الوقف والوصل كالمتقدم في (نؤمن).
والثانية: هي الإمالة في الألف:
- فقد أمالها حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/538]
- وبالفتح والتقليل وقرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{رُسُلُ اللَّهِ}
- قراءة الجماعة (رسل...) بضم الراء والسين، وهي لغة الحجازيين.
- وقرأ المطوعي (رسل) بضم فسكون، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
وقيل: الأصل السكون وأتبع، أو الضم وأسكن تخفيفًا.
{يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}
- أدغم اللام في الراء بخلاف أبو عمرو ويعقوب.
{رِسَالَتَهُ}
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن محيصن والمفضل (رسالته) على الإفراد، ونصب التاء.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب وخلف (رسالاته) بالجمع وكسر التاء). [معجم القراءات: 2/539]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 08:50 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (125) إلى الآية (127) ]

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)}

قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْيَاء وتخفيفها من قَوْله {ضيقا} 125
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده {ضيقا} وفي الْفرْقَان {مَكَانا ضيقا} 13 خفيفتين
وَكَذَلِكَ روى عقبَة بن سناس عَن أَبي عَمْرو فِيمَا ذكر عَنهُ حجاج الْأَعْوَر أخبرني بذلك مُحَمَّد بن أَحْمد المقرئ قَالَ حَدثنَا عبد الرَّزَّاق بن الْحسن قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن جُبَير مقرئ أنطاكية قَالَ حَدثنَا حجاج الْأَعْوَر عَن عقبَة عَن أبي عَمْرو {ضيقا} خَفِيفا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ضيقا} هَهُنَا و{مَكَانا ضيقا} في الْفرْقَان مشددتين). [السبعة في القراءات: 268]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء وَكسرهَا من قَوْله {حرجا} 125
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {حرجا} مَفْتُوحَة الرَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {حرجا} مَكْسُورَة الرَّاء
وروى حَفْص عَن عَاصِم {حرجا} مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 268]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْعين وتخفيفها وَإِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {يصعد} 125
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده {كَأَنَّمَا يصعد} خَفِيفَة سَاكِنة الصَّاد بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يصعد} مُشَدّدَة الْعين بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {يصعد} بِأَلف مُشَدّدَة الصَّاد
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يصعد} مُشَدّدَة بِغَيْر ألف مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 268 - 269]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ضيقا) وفي الفرقان، خفيف، مكي (حرجا) بكسر الراء، مدني، وأبو بكر، وسهل (يصعد) خفيف، مكي (يصاعد) أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 249]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ضيقًا) [125، الفرقان: 13] فيهما: خفيف: مكي.
[المنتهى: 2/689]
(حرجًا) [125]: بكسر الراء مدني، وأبو بكر، وأيوب، وسلام، وسهل.
(يصعد) [125]: خفيف: مكي. بألف أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/690]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (ضيقًا) بإسكان الياء غير مشددة هنا وفي الفرقان، وشدد الباقون وكسر الياء). [التبصرة: 209]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (حرجًا) بكسر الراء، وفتحها الباقون). [التبصرة: 209]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (يصعد) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، غير أن أبا بكر زاد ألفًا بعد الصاد). [التبصرة: 209]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {ضيقا} (125)، هنا، وفي الفرقان (13): بإسكان الياء.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 282]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر: {حرجا} (125): بكسر الراء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 282]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {كأنما يصعد} (125): بإسكان الصاد مخففًا، من غير ألف.
وأبو بكر: {يصاعد}: بتشديد الصاد، وألف بعدها.
والباقون: بتشديد الصاد والعين، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (ضيقا) هنا [وفي الفرقان] بإسكان الياء والباقون بتشديدها.

نافع وأبو جعفر [وأبو بكر حرجا] بكسر الرّاء، والباقون بفتحها.
[تحبير التيسير: 363]
ابن كثير: (كأنّما يصعد) بإسكان الصّاد مخففا من غير ألف، وأبو بكر (يصاعد) بتشديد الصّاد وألف بعدها، والباقون بتشديد الصّاد والعين من غير ألف). [تحبير التيسير: 364]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ضَيِّقًا)، وفي القرآن خفيف حيث وقع مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وعبيد بن عقيل، وعقبة بن سنان عن أَبِي عَمْرٍو، وهكذا عبيد، وعبد الوارث، ويونس، والجهضمي، والجحفي عنه، الباقون بالتشديد، وهو الاختيار على الاسم دون المصدر، (حَرَجًا) بكسر الراء مدني، وأيوب، وسهل، والحسن وأبو بكر، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وعصمة عن أبي عمرو، وهو الاختيار؛ لأنه اسم صفة، الباقون بالفتح.
(يَصَّعَّدُ) بإسكان الصاد خفيف مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وشِبْل، وقرأ عصمة عن عَاصِم، وأبو بكر غير هارون، والْأَعْمَش في رواية جرير، والمفضل، وأبان " يَصَّاعد " بألف مع التشديد، الباقون مشدد بغير ألف، وهو الاختيار لتكرار الفعل). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([125]- {ضَيِّقًا} هنا، وفي [الفرقان: 13] خفيف: ابن كثير.
[125]- {حَرَجًا} بكسر الراء: نافع وأبو بكر.
[125]- {يَصَّعَّدُ} خفيف: ابن كثير.
بألف: أبو بكر). [الإقناع: 2/643]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (664- .... .... .... .... = وَضَيْقًا مَعَ الْفُرْقَانِ حَرِّكُ مُثْقِلاَ
665 - بِكَسْرٍ سِوَى المَكِّي وَرَا حَرَجاً هُنَا = عَلَى كَسْرِهَا إلْف صَفَا وَتَوَسَّلاَ
666 - وَيَصْعَدُ خِفٌّ سَاكِنٌ دُمْ وَمَدُّهُ = صَحِيحٌ وَخِفُّ الْعَيْنِ دَاوَمَ صَنْدَلاَ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والضيق والضيق، كالهين والهين: استثقلت الياء مشددة مكسورة، فخفف ذلك بحذف إحدى الياءين.
والقياس يقتضي أن المحذوفة هي الثانية، لأن الاستقال من قبلها جاء.
و{حرجًا} بالكسر «مثل: رجل دنفٌ. وبالفتح، مثل قولهم: رجل دنف، أي ذو دنف»؛ قاله الزجاج.
وهما عند يونسه لغتان بمعنى واحد.
وهو إذا تؤمل، يرجع إلى ما قاله الزجاج.
[فتح الوصيد: 2/907]
وإذا تضايق الشجر والتف، فلم تطق الماشية تخلله لتضايقه، سمي حرجًا وحرجة، فشبه به قلب الكافر لضيقه عن الحكمة.
والإلف: الأليف.
و(صفا)، يعني خلص.
و (توسلا): تقرب؛ يقال: توسل فلان إلى ربه بوسيلة، أي تقرب إليه. يصف من على هذه القراءة من رواتها بالثقة والديانة.
[666] ويصعد خف ساكن (د)م ومده (صـ)حيح وخف العين (د)اوم (صـ)ندلا
خف ساكن، يعني في الصاد.
و(يصعد): مبتدأ. و(خف ساكن): خبره؛ أي ذو خف.
و(دم)، أمر بالدوام على قبوله والقراءة به.
ومده مع التقيل صحيح، لأن مده مع السكون محالٌ، فلا إشكال إذًا في ما قاله.
و(خف العين داوم)، أي فاعل من الدوام. والمفعول محذوفٌ؛ أي داوم خف الصاد أو مدها.
و(صندلا)، منصوبٌ على الحال، أي داوم عطرًا مشبهًا صندلًا.
ويصعد، مستقبل صعد.
ويصاعد ويصعد: أصل ذاك: تصاعد وتصعد، فأدغمت في الصاد.
وفي قراءة عبد الله: (يتصعد).
[فتح الوصيد: 2/908]
قال أبو عبيد: «ومنه قول عمر رضي الله عنه: ما تصعدتني خطبة ما تصعدتني خطبة النكاح؛ يعني في المشقة». انتهى كلامه.
وقيل في معناه: إن قلب الكافر بعد عن قبول الإيمان والحكمة، بعد من صعد إلى السماء.
وقيل: ضاق عن ذلك قلبه كما يضيق لو كلف الصعود إليها). [فتح الوصيد: 2/909]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [664] رسالات فردٌ وافتحوا دون علةٍ = وضيقًا مع الفرقان حرك مثقلا
[665] بكسرٍ سوى المكي ورا حرجا هنا = على كسرها إلفٌ صفا وتوسلا
ب: (الإلف): الأليف، (توسلا): أتى بالوسيلة.
ح: (رسالاتِ فردٌ): مبتدأ وخبر، مفعول (افتحوا) محذوف، أي: تاءه (ضيقًا): مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعله، (بكسر): متعلق (حرك)، (سوى المكي): استثناء من مقدر، أي: لكلهم سوى المكي، (را) مبتدأ مضاف إلى (حرجًا) قصرت ضرورة، (هنا): ظرف لزيادة بيان، (إلفٌ): مبتدأ ثانٍ، (صفا): فعل ماضٍ صفته، (توسلا): عطف عليه، (على كسرها): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ ابن كثير وحفص: {الله أعلم حيثُ يجعلُ رسالته} [124] بالإفراد وفتح التاء، وقال: (دون علةٍ) إذ ليس في الإفراد موجب الكسر كما في الجمع لوجوب الكسر فيه حالة النصب للعلة، كما ذكر في
[كنز المعاني: 2/221]
نصب جمع المؤنث السالم، والباقون: بالجمع وكسر التاء.
فالإفراد: لأن الرسالة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والجمع: على رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لطباق قوله تعالى: {ما أوتي رسل الله} [124].
ثم قال: حرك الياء بالكسر وشددها من قوله تعالى: {ضيقًا حرجًا} هنا [125]، وفي الفرقان: {وإذا ألقوا منها مكانًا ضيقًا مقرنين} [13] لكل القراء سوى ابن كثير وسكن وخفف الياء له، وهما لغتان، نحو: (ميت) و (ميت)، (سيد)، و (سيد).
ثم قال: وراء {حرجًا} هنا يكسرها نافع وأبو بكر، والباقون: بالفتح، وهما لغتان، كـ (الدنف) و (الدنف)، أو الفتح مصدر بمعنى: ذا حرج، والكسر صفته، نحو: (حذرٍ)، و (حذرٍ)، أو الفتح جمع (حرجة)، وهي ما التف من الشجر لا ينفذ فيه شيء، كذلك قلب المنافق لضيقه لا يصل إليه شيء من الخير.
[كنز المعاني: 2/222]
[666] ويصعد خف ساكنٌ دم ومده = صحيحٌ وخف العين داوم صندلا
ح: (يصعد): مبتدأ، (خفٌ): خبر، أي: ذو خف، أي: ذو حرفٍ خفيف، (دم): أمر، أي: دم على هذه القراءة، (مده صحيحٌ): مبتدأ وخبر، (خف العين): مبتدأ، (داوم): خبره، ومفعوله محذوف، أي: داوم خف الصاد، (صندلا): حال، أي: مشبهًا صندلًا.
ص: يعني قرأ ابن كثير: {كأنما يصعدُ في السماء} [125] بتخفيف الصاد وإسكانه على (يفعل) من الصعود، والباقون: يحركون الصاد بالفتح ويثقلونها، ثم منهم أبو بكر يمدها، فيكون (يصاعد)، والأصل: (يتصاعد)، أدغم التاء في الصاد.
ثم قال: تخفيف العين لابن كثير وأبي بكر، فيفهم أن للباقين تشديد الصاد والعين معًا، فيكون {يصعد}.
فعلم أن لابن كثير (يصعد) على وزن (يذهب)، ولأبي بكر (يصاعد)، وللباقين (يصعد)، والكل بمعنًى، إلا أن في التشديد معنى التكرير، وفي
[كنز المعاني: 2/223]
التفعيل معنى التكلف). [كنز المعاني: 2/224]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وضيقا مع الفرقان، أراد: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}، {إِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا}، شدد الياء وكسرها كل القراء سوى ابن كثير، والقراءتان كما سبق في الميْت والميِّت، ثم تمم الكلام فقال:
665- بِكَسْرٍ سِوَى المَكِّي وَرَا حَرَجًا هُنَا،.. عَلَى كَسْرِهَا "إ"لْف "صَـ"ـفَا وَتَوَسَّلا
بين التحريك أنه بالكسر ولو لم يبين لكان فتحا لإطلاقه، وقوله: سوى المكي مستثنى من محذوف أي: لكل سوى المكي، والرواية بكسر التنوين، وإلا لجاز أن يكون بكسر مضافا إلى سوى المكي، وقوله: ورا حرجا أراد: وراء حرجا بالمد، وإنما قصره ضرورة يريد: {ضَيِّقًا حَرَجًا}، كسر راءه نافع وأبو بكر وفتحها الباقون، وهما بمعنى واحدا عند قوم، وقيل: هما كدنفٍ ودنفَ يحتاج الفتح إلى تقدير مضاف؛ أي: ذا حرج؛ لأنه مصدر والكسر اسم فاعل: كحذر وحذر، وقال الشيخ: وإذا تضايق الشجر والتف فلم تطق الماشية تخلله؛ لتضايقه سما حرجا وحرجة فشبه به قلب الكافر؛ لضيقه عن الحكمة، والإلف الأليف وصفا أخلص؛ يعني: على كسر هذه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/143]
الراء قارئ أليف مخلص متوسل إلى الله تعالى؛ أي: متقرب إليه، وقوله: هنا زيادة في البيان والله أعلم.
666- وَيَصْعَدُ خِفٌّ سَاكِنٌ "دُ"مْ وَمَدُّهُ،.. "صَـ"ـحِيحٌ وَخِفُّ الْعَيْنِ "دَ"اوَمَ "صَـ"ـنْدَلا
أي: ذو خف؛ أي: ذو حرف خفيف ساكن وهو الصاد في قراءة ابن كثير، والباقون على تحريك الصاد بالفتح وتشديدها دم يعني: على القراءة به، ثم ذكر أن شعبة زاد مدا يعني: بعد الصاد، وأنه وابن كثير معا خففا العين، فقرأ ابن كثير: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ}.
على وزن يذهب ويعلم وهو ظاهر؛ لأنه مضارع صعد كعلم، وقرأ شعبة يصاعد أصله يتصاعد، فأدغم التاء في الصاد، وقرأ الجماعة: "يَصَّعَدُ" بتشديد الصاد والعين أصله يتصعد فأدغم، ومفعول قوله: داوم محذوف أي: داوم خف الصاد في قراءة ابن كثير وداوم المد بعدها في قراءة أبي بكر وصندلا: حال؛ أي: عطرا مشبها صندلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/144]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (664 - .... .... .... .... .... = وضيقا مع الفرقان حرّك مثقّلا
665 - بكسر سوى المكّي ورا حرجا هنا = على كسرها إلف صفا وتوسّلا
....
وقرأ السبعة إلا ابن كثير المكي ضَيِّقاً هنا في قوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً، مَكاناً ضَيِّقاً بالفرقان بتحريك الياء بالكسر مع تشديدها. وقرأ ابن كثير بإسكان الياء مخففة في الموضعين وقرأ نافع وشعبة حرجا بكسر الراء، وقرأ غيرهما بفتحها.
666 - ويصعد خفّ ساكن دم ومدّه = صحيح وخفّ العين داوم صندلا
قرأ ابن كثير: كَأَنَّما يَصَّعَّدُ بتخفيف الصاد وإسكانها، فتكون قراءة غيره بتشديد الصاد وفتحها، وقرأ شعبة بمد الصاد أي: ألف بعدها فتكون قراءة الباقين بغير ألف، وقرأ ابن كثير وشعبة بتخفيف العين فتكون قراءة غيرهما بتشديدها.
والخلاصة: أن ابن كثير يقرأ بسكون الصاد وتخفيف العين. وشعبة يقرأ بتشديد الصاد مفتوحة وألف بعدها وتخفيف العين. والباقون يقرءون بتشديد الصاد والعين من غير ألف بينهما. واتفق القراء على قراءة: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ بفاطر بسكون الصاد وتخفيف العين من غير ألف). [الوافي في شرح الشاطبية: 265]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ضَيِّقًا هُنَا، وَالْفَرْقَانِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِإِسْكَانِ الْيَاءِ مُخَفَّفَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مُشَدَّدَةً.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَرَجًا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَصَّعَّدُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِإِسْكَانِ الصَّادِ وَتَخْفِيفِ الْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالصَّادِ مُشَدَّدَةً وَأَلِفٍ وَتَخْفِيفِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {ضيقًا} هنا [125]، وفي الفرقان [13] بإسكان الياء مخففة، والباقون بكسرها مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو بكر {حرجًا} [125] بكسر الراء والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {يصعد} [125] بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف، وأبو بكر بفتح الياء والصاد مشددة وألف بعدها وتخفيف العين، والباقون بتشديدهما من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (616- .... .... .... .... .... = ضيقًا معًا في ضيّقًا مكٍّ وفي
617 - را حرجًا بالكسر صن مدًا وخف = ساكن يصعد دنا والمدّ صف
618 - والعين خفّف صن دمًا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ضيقا) يعني قرأ ضيقا في الموضعين هنا «ضيقا حرجا» وفي الفرقان «مكانا ضيقا» بإسكان الياء مخففا على ما لفظ به ابن كثير، والباقون بتشديدها مكسورة كما لفظ به.
را حرجا بالكسر (ص) ن (مدا) وخف = ساكن يصعد (د) نا والمدّ (ص) ف
يعني وقرأ «حرجا كأنما» يعني بكسر الراء شعبة ونافع وأبو جعفر، والباقون بفتحها قوله: (وخف) يعني وقرأ «يصعد في السماء» بتخفيف الصاد الساكنة ابن كثير، والباقون بتشديدها مفتوحة، وقرأ منهم شعبة بالمد: أي بالألف بعد الصاد مع تخفيف العين، ووافقه على تخفيف الصاد ابن كثير فيصير فيها ثلاث قراءات: سكون الصاد مخففة، وتخفيف العين من غير ألف ابن كثير، وتشديد الصاد مع المد مع تخفيف العين شعبة، وتشديد الصاد والعين من غير ألف الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 228]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واضمم يضلّوا مع يونس (كفى) = ضيقا معا في ضيّقا مكّ وفى
ش: أي: قرأ (كفا) الكوفيون وإنّ كثيرا لّيضلّون هنا [الآية: 119]، وربّنا ليضلّوا عن سبيلك [يونس: 88] بضم الياء والباقون بالفتح.
وقرأ ابن كثير يجعل صدره ضيقا هنا [الآية: 125]، مكانا ضيقا في الفرقان [الآية: 13] بسكون الياء، والباقون بكسرها وتشديدها.
وجه الضم: جعله رباعيّا مضارع «أضل» معدى بالهمزة محذوف المفعول، أي: يضلون الناس؛ على حد وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك [الأنعام: 116].
ووجه الفتح: جعله ثلاثيا لازما مضارع «ضلّ» على حد إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ [الأنعام: 117].
ووجه ضيقا ما تقدم في ميتا [الأنعام: 122] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/314] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
را حرجا بالكسر (ص) ن (مدا) وخف = ساكن يصعد (د) نا والمدّ (ص) ف
والعين خفّف (ص) ن (د) ما يحشر يا = حفص وروح ثان يونس (ع) يا
ش: أي: قرأ ذو صاد (صن) أبو بكر و(مدا) نافع وأبو جعفر حرجا كأنما يصعد [الأنعام: 125] بكسر الراء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/314]
وقرأ ذو دال (دنا) ابن كثير يصعد [الأنعام: 125] بسكون الصاد، والباقون بتحريكها.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر بالمد- أي: بألف بعد الصاد - والباقون بحذفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر ودال (دما) ابن كثير بتخفيف العين، والباقون بتشديدها؛ فحصل لابن كثير سكون [الصاد] والقصر وتخفيف العين، ولأبي بكر تشديد الصاد والمد، وللباقين تشديد الصاد والقصر.
وقرأ (حفص وروح)، ويوم يحشرهم جميعا يمعشر [الأنعام: 128] بالياء وذو عين (عيا) و ويوم يحشرهم كأن لّم يلبثوا (ثاني يونس) [الآية: 45] بالياء أيضا، والباقون بالنون فيهما.
وجه كسر الراء: أنه صفة ك «أسف» وهو أبلغ من «ضيق»، فلهذا تبعه.
ووجه فتحها: أنه مصدر وصف به [مبالغة]، أو على تقدير: ذي حرج [ك «دنف»].
ووجه ابن كثير: أنه مضارع «صعد».
ووجه أبي بكر: أنه مضارع «يصاعد» فأدغم كالمقدم، ولا تضعيف فيه؛ فمن ثم صح المد، ولازم تخفيف العين الأصل.
ووجه [الباقين]: أنه مضارع «تصعد» «تفعل»، أدغمت تاء «التفعل» في الصاد للتقارب على حد يصّدّعون [الروم: 43]، وأدغم أحد المضاعفين في الآخر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/315]
للتماثل.
ووجه الياء إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى؛ لتقدمه في قوله: لهم دار السّلم ... [الأنعام: 127] أي: ويوم يحشرهم الله.
ووجه النون: إسناده إلى اسم الله (تعالى) على وجه العظمة أي: نحشرهم نحن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/316] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ضيقا" [الآية: 125] هنا والفرقان
[إتحاف فضلاء البشر: 2/29]
فابن كثير بسكون الياء مخففا، والباقون بالكسر مشددا وهما لغتان كميت وميت، وقيل التشديد في الأجرام والتخفيف في المعاني، ووزن المشدد فيعل كميت وسيد ثم أدغم ويجوز تخفيفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/30]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حرجا" [الآية: 125] فنافع وأبو بكر وكذا أبو جعفر بكسر الراء مثل دنف وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتحها وهما بمعنى وقيل المفتوح مصدر والمكسور اسم فاعل وقيل المكسور أضيق الضيق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/30]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يصعد" [الآية: 125] فابن كثير بإسكان الصاد تخفيف العين بلا ألف مضارع صعد ارتفع وافقه ابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو بكر "يصاعد" بتشديد الصاد وبعده ألف وتخفيف العين وأصلها يتصاعد أي: يتعاطى الصعود ويتكلفه فأدغم التاء في الصاد تخفيفا، وعن المطوعي بتاء بعد الياء وتخفيف الصاد وتشديد العين في أحد وجهيه، والباقون بفتح الصاد مشددة وبتشديد العين دون ألف بينهما من تصعد تكلف الصعود وافقهم ابن محيصن من المبهج والمطوعي في وجهه الثاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/30]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضيقا} [125] قرأ المكي بإسكان الياء، والباقون بسكرها مع التشديد). [غيث النفع: 590]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حرجا} قرأ نافع وشعبة بكسر الراء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 590]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصعد} قرأ المكي بإسكان الصاد، وتخفيف العين، من غير ألف كــ (يصعق) وشعبة بتشديد الصاد، وألف بعدها، وتخفيف العين، والباقون بتشديد الصاد والعين كـــ (يذكر).
وكيفية قراءته مع سابقيه أي {ضيقا} و{حرجا} من قوله تعالى {ومن يرد} إلى {السمآء}.
أن تبدأ بقالون {ضيقا} بياء مكسورة مشددة و{حرجا} بكسر الراء، و{يصعد} بتشديد الصاد والعين من غير ألف، ولا يندرج معه أحد.
ثم تعطف شعبة بتشديد صاد {يصاعد} وألف بعدها.
ثم البصري بفتح راء {حرجا} و{يصعد} كقالون، ويندرج معه الشامي وحفص وخلاد وعلي، إلا أن هشامًا وخلادًا لا يوفقانه في حكم الوقف على {السماء} فتأتي لهما بالأوجه الخمسة، ولا يخفى أنهما يندرجان معًا إلا في وجه التسهيل مع المد.
ثم مكي بإسكان {ضيقا} وفتح راء {حرجا} وإسكان صاد {يصعد} مع تخفيف العين.
[غيث النفع: 590]
ثم تأتي لورش بالنقل، و{ضيقا} و{حرجا} و{يصعد} كقالون.
ثم تأتي بخلف بإدغام نون {ومن} و{أن} في ياء {يرد} وياء {يضله} و{ضيقا} و{يصعد} كنافع، و{حرجًا} كالجماعة، ثم تعطفه بالسكت، ووقفه في {السمآء} لا يخفى). [غيث النفع: 591]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}
{ضَيِّقًا}
- قرأ ابن كثير، وعقبة بن سنان عن أبي عمرو (ضيقًا) بفتح الضاد وسكون الياء، وهو تخفيف من (ضيق) المشدد.
- وقراءة الجماعة (ضيقًا) بفتح الضاد وتشديد الباء، وهي الرواية عن أبي عمرو.
قال الكسائي: (التشديد في الأجرام، والتخفيف في المعاني).
وانظر هاتين القراءتين في الآية/13 من سورة الفرقان مما يأتي.
{حَرَجًا}
- قرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن والحسن وعمر وابن عباس وسهل (حرجًا) بكسر الراء، مثل (دنف).
[معجم القراءات: 2/540]
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، ويعقوب (حرجًا) فتح الراء.
قيل: الفتح والكسر فيه معناهما واحد، وقيل: المفتوح مصدر، والمكسور اسم فاعل.
وقيل: المكسور أضيق الضيق.
قال الزجاج: (فالمعنى عند أهل اللغة أنه ضيق جدًا).
{يَصَّعَّدُ}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، وابن محيصن والمطوعي في وجهه الثاني، وأبو جعفر ويعقوب (يصعد) بتشديد العين والصاد، وأصله: يتصعد، فأدغمت التاء في الصاد لقربها منها، وهذه القراءة اختيار الطبري.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وطلحة بن مصرف والأعمش والمطوعي (يتصعد) بتاء بعد الياء، وتخفيف الصاد، وتشديد الياء.
- وقرأ أبي بن كعب (يتصاعد) بألف وتاء.
[معجم القراءات: 2/541]
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحماد، والنخعي (يصاعد) بتشديد الصاد وألف بعدها، وتخفيف العين، وأصله: يتصاعد، فادغم التاء في الصاد.
- قرأ إبراهيم وابن مسعود بتخفيف الصاد وبألف على حذف التاء (يصاعد). كذا جاء النص عند العكبري!!
- وقرأ ابن كثير وابن محيصن (يصعد) مضارع (صعد) الثلاثي.
- وقرأ ابن السميفع (يصعد) بضم الياء من (أصعد).
- وقرأ ابن مسعود وطلحة (تصعد) بتاء من غير ألف.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/542]

قوله تعالى: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم سين صراط وإشمام صادها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/30]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [126] لا يخفى). [غيث النفع: 591]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يذكرون} كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند أهل المغرب، و{يعملون} بعده عند أهل المشرق وحكى بعضهم الإجماع عليه فإن عنى إجماعهم فمسلم، وإن عني إجماع الناس فقصور). [غيث النفع: 591] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)}
{صِرَاطُ}
- تقدمت فيه القراءات: بالصاد، بالسين، بإشمام الصاد الزاي، وانظر بيان هذا في سورة الفاتحة، وانظر أيضًا الآية/87 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/543]

قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يذكرون} كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند أهل المغرب، و{يعملون} بعده عند أهل المشرق وحكى بعضهم الإجماع عليه فإن عنى إجماعهم فمسلم، وإن عني إجماع الناس فقصور). [غيث النفع: 591] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعملون} قرأ الشامي بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 593]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/543]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 09:32 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (128) إلى الآية (131) ]
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - قَوْله {وَيَوْم يحشرهم} 128
روى حَفْص عَن عَاصِم {وَيَوْم يحشرهم} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بالنُّون). [السبعة في القراءات: 269]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (يحشرهم) الثاني من هذه السورة والثاني من يونس وفي الفرقان (ويوم يحشرهم) وكذلك في سبأ بالياء في الأربعة، ووافقه ابن كثير على الياء في الفرقان وحدها، وقرأهن الباقون بالنون ولم يختلف في الأول من هذه السورة والأول من يونس أنهما بالنون). [التبصرة: 209]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {ويوم يحشرهم} (128)، وهو الثاني من هذه السورة، والثاني من يونس (45)، وفي سبأ (40): {ويوم يحشرهم ... ثم يقول}: بالياء في الكل، وفي: {ثم يقول}.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (ويوم نحشرهم) وهو الثّاني من هذه السّورة والثّاني من يونس، وفي سبأ (ويوم يحشرهم ثمّ يقول) بالياء [في الكل] [وفي ثمّ يقول للملائكة] وافقه روح هنا ويعقوب في سبأ، والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 364]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([128]- {يَحْشُرُهُمْ} هنا، وهو الثاني، والثاني من [يونس: 45] أيضا، {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ} في [سبأ: 40] بالياء في الأربعة: حفص). [الإقناع: 2/643]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (667 - وتَحْشُرَ مَعْ ثَانٍ بِيُونُسَ وَهُوَ فِي = سَبَأَ مَعْ نَقُولُ الْيَا فِي الأَرْبَعِ عُمِّلاَ
668 - وَخَاطَبَ شَامٍ تَعْلَمُونَ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([667] ونحشر مع ثان بيونس وهو في = سبا مع نقول اليا في الأربع (عـ)ملا
في هذه السورة موضعان، لكن الإشكال مرتفع، لأن الكلام وقع في (يحشر) بعد {يصعد}. وكذلك في يونس موضعان.
وقد قيد موضع الخلاف بقوله: (مع ثان بيونس)، وهو قوله تعالى: {ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا}، والذي في سبأ: {ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول}: الياء في الأربع، لأنه عد {يقول} مع الثلاثة؛ انفرد بذلك حفص.
ومعنى القراءتين ظاهر.
وعمل وأعمل معي واحد.
[فتح الوصيد: 2/909]
[668] وخاطب (شام) يعملون ومن تكو = ن فيها وتحت النمل ذكره (شـ)لشلا
التاء، لأن بعده: {يذهبكم}. والياء، لأن قبله: {عملوا} ). [فتح الوصيد: 2/910]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [667] ونحشر مع ثانٍ بيونس وهو في = سبأ مع نقول اليا في الأربع عملا
ب: (عملا): بمعنى أعمل.
ح: (يحشر): مبتدأ، (اليا): مبتدأ ثانٍ، (عُملا): خبره، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (في الأربع): إقامة للظاهر مقام المضمر، أي: فيها، و (هو) راجع إلى (يحشر) -: مبتدأ، (مع نقول): خبره، والجملة: معترضة أي: يحشر مصاحب لقوله: {ثم نقول} في سبأ، والمراد: {ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول} [سبأ: 40].
ص: يعني: {ويوم يحشرهم جميعًا يا معشر الجن} [128] الذي {يصعد} [125]، دون الأول وهو: {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول} [22] إذا لا خلاف فيه، والموضع الثاني في يونس: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا} [45]، و {ويوم يحشرهم جميعًا} في سبأ [40]، {ثم يقول} بعده [40]: قرأ حفص المواضع الأربعة بالياء على الغيبة، والباقون بالنون، والوجهان ظاهران.
[668] وخاطب شامٍ يعلمون ومن يكو = ن فيها وتحت النمل ذكره شلشلا
[كنز المعاني: 2/224]
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (شامٍ) فاعل (خاطب)، (يعلمون): مفعوله، (من يكون): مبتدأ، (ذكره): خبره، ضمير (فيها): للسورة، و (تحت النمل): عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، والمراد سورة القصص، (شلشلًا): حال.
ص: يعني خاطب ابن عامر: {وما ربك بغافلٍ عما تعملون} [132]، أي: قرأ بالخطاب لطباق: {إن يشأ يذهبكم} [133]، والباقون: بالغيبة لطباق: {ولكلٍ درجاتٌ مما عملوا} [132].
وأما (ومن يكون له عاقبة الدار} ههنا [135] وفي القصص [37]: فقرأ حمزة والكسائي بالتذكير، أي بالياء لكون تأنيث {عاقبة} غير حقيقي، ولوجود الفصل، والباقون: بالتأنيث.
ومعنى (ذكره شلشلا): أي: ذكره خفيفًا في المعنى). [كنز المعاني: 2/224]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (667- وتَحْشُرَ مَعْ ثَانٍ بِيُونُسَ وَهُوَ فِي،.. سَبَأْ مَعْ نَقُولُ اليَا فِي الَارْبَعِ "عُـ"ـمِّلا
يعني: يحشر الذي بعد يصعد: وهو: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ}.
والثاني في يونس هو الذي بعده: {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا}.
وقوله: وهو يعني: يحشر في سبأ مصاحب لقوله: يقول؛ يعني: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ}، الياء في الأربع يعني: في يقول مع يحشر في السور الثلاث لحفص والباقون بالنون، ووجه القراءتين ظاهر، ولا خلاف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/144]
في الأول بيونس والأول بالأنعام أنهما بالنون، وقوله: ونحشر مع ما بعده مبتدأ والياء مبتدأ ثانٍ وخبره عملا؛ أي: اعمل فيها، وقوله: في الأربع من باب إقامة الظاهر مقام المضمر وفيه زيادة فائدة العددية التي اندرج بسببها لفظ يقول فيما فيه الخلاف؛ لأن العدة لا تتم إلا بيقول وعمل وأعمل واحد كأنزل ونزَّل وقصر لفظ الياء ونقل حركة الهمزة في الأربع وأبدل همزة سبا ألفا بعد أن أسكنها بنية الوقف على قراءة قنبل كما يأتي، وكل ذلك سبق له نظائر والله أعلم.
668- وَخَاطَبَ شَامٍ تَعْلَمُونَ وَمَنْ تَكُو،.. نُ فِيهَا وَتَحْتَ النَّمْلِ ذَكِّرْهُ "شُـ"ـلْشُلا
يعني: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ} وجه الخطاب أن بعده: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}، وما بعده إلى آخر الآية، والغيب: رد على ما قبله من قوله: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/145]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (667 - ونحشر مع ثان بيونس وهو في = سبا مع نقول اليا في الاربع عمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 265]
قوله تعالى هنا: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ، وفي يونس وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا، وفي سبأ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ. قرأ حفص هذه الأفعال الأربعة بالياء فتكون قراءة غيره بالنون في الأربعة. وقيد موضع يونس بأنه الثاني، للاحتراز عن الموضع
الأول فيها وهو: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ. فقد اتفق القراء على قراءته بالنون كما اتفقوا على قراءته بالنون في الموضع الأول في هذه السورة وهو: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.
و (عمّلا) بالبناء للمجهول أي أعمل الياء في الأفعال المذكورة.
668 - وخاطب شام يعملون ومن تكو = ن فيها وتحت النّمل ذكّره شلشلا
قرأ ابن عامر: وما ربك بغافل عما تعملون، الذي بعده وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيره بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (110- .... .... وَالْيَاءُ نَحْشُرُهُمْ يَدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والياء يحشرهم يد أي روى مرموز (يا) يد وهو روح {ويوم يحشرهم} [128] هنا بالغيبة وهو الثاني من هذه السورة، وعلم من الوفاقلمن بقى بالنون). [شرح الدرة المضيئة: 128]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (نَحْشُرُ) هُنَا، وَفِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنْ يُونُسَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا، فَرَوَى حَفْصٌ بِالْيَاءِ فِيهِمَا وَافَقَهُ رَوْحٌ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالنُّونِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ يُونُسَ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ إِنَّهُ بِالنُّونِ مِنْ أَجْلِ قَوْلِهِ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {ويوم يحشرهم} هنا [128]، والثاني من يونس [45] {ويوم يحشرهم كأن لم} بالياء فيهما، وافقه روح هنا، والباقون بالنون فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (618- .... .... .... .... يحشر يا = حفصٌ وروحٌ ثان يونسٍ عيا). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والعين خفّف (صن) (د) ما يحشر يا = حفص وروح ثان يونس (ع) يا
يريد قوله تعالى: ويوم نحشرهم جميعا قرأه بالياء حفص وروح، والباقون بالنون، وقرأ الموضع الثاني من يونس وهو قوله تعالى: ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا بالياء كذلك حفص، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 228]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
را حرجا بالكسر (ص) ن (مدا) وخف = ساكن يصعد (د) نا والمدّ (ص) ف
والعين خفّف (ص) ن (د) ما يحشر يا = حفص وروح ثان يونس (ع) يا
ش: أي: قرأ ذو صاد (صن) أبو بكر و(مدا) نافع وأبو جعفر حرجا كأنما يصعد [الأنعام: 125] بكسر الراء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/314]
وقرأ ذو دال (دنا) ابن كثير يصعد [الأنعام: 125] بسكون الصاد، والباقون بتحريكها.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر بالمد- أي: بألف بعد الصاد - والباقون بحذفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر ودال (دما) ابن كثير بتخفيف العين، والباقون بتشديدها؛ فحصل لابن كثير سكون [الصاد] والقصر وتخفيف العين، ولأبي بكر تشديد الصاد والمد، وللباقين تشديد الصاد والقصر.
وقرأ (حفص وروح)، ويوم يحشرهم جميعا يمعشر [الأنعام: 128] بالياء وذو عين (عيا) و ويوم يحشرهم كأن لّم يلبثوا (ثاني يونس) [الآية: 45] بالياء أيضا، والباقون بالنون فيهما.
وجه كسر الراء: أنه صفة ك «أسف» وهو أبلغ من «ضيق»، فلهذا تبعه.
ووجه فتحها: أنه مصدر وصف به [مبالغة]، أو على تقدير: ذي حرج [ك «دنف»].
ووجه ابن كثير: أنه مضارع «صعد».
ووجه أبي بكر: أنه مضارع «يصاعد» فأدغم كالمقدم، ولا تضعيف فيه؛ فمن ثم صح المد، ولازم تخفيف العين الأصل.
ووجه [الباقين]: أنه مضارع «تصعد» «تفعل»، أدغمت تاء «التفعل» في الصاد للتقارب على حد يصّدّعون [الروم: 43]، وأدغم أحد المضاعفين في الآخر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/315]
للتماثل.
ووجه الياء إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى؛ لتقدمه في قوله: لهم دار السّلم ... [الأنعام: 127] أي: ويوم يحشرهم الله.
ووجه النون: إسناده إلى اسم الله (تعالى) على وجه العظمة أي: نحشرهم نحن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/316] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَوْمَ نَحْشُرُهُم" [الآية: 127] هنا وثاني [يونس الآية: 96] "يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَم"
[إتحاف فضلاء البشر: 2/30]
فحفص بالياء فيهما مسندا إلى ضمير الله تعالى، وافقهم ابن محيصن والمطوعي وقرأ روح بالياء هنا فقط، والباقون بالنون فيهما إسنادا إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة، وخرج أول يونس نحشرهم جميعا المتفق عليه بالنون لأجل فزيلنا، إلا ما يأتي عن ابن محيصن والمطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مثواكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لهم دار السلام عند ربهم}
{نحشرهم} [127] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 593]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الإنس} [128 - 130] والوقف على الأول {لشركآئنا} [136] و{شركآئهم} وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 604] (م)

قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)}
{يَحْشُرُهُمْ}
- قرأ حفص عن عاصم وابن محيصن والمطوعي وروح عن يعقوب (يحشرهم) بالياء.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (نحشرهم) بنون العظمة على الالتفات لتهويل الأمر.
[معجم القراءات: 2/543]
{وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا}
- قرأ بعضهم (وبلغنا أجلنا) كذا بفتح اللام من (بلغ)، وضمها في (أجل)، وذلك على إسناد الفعل إليه.
- وقرأ الحسن (وبلغنا آجالنا) على الجمع.
- وقراءة الجماعة (وبلغنا أجلنا) مفردًا.
{مَثْوَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{شَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الآية/20 من سورة البقرة، وكذا حكم الإمالة فيه). [معجم القراءات: 2/544]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة). [الكامل في القراءات العشر: 548]

قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَلَمْ يَأْتِكُمْ)، وفي الأعراف بالتاء الحسن، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، والواقدي، وأَبُو حَاتِمٍ عن نافع، وأبي جعفر، وشيبة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء، ولأن تأنيثه غير حقيقي). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الإنس} [128 - 130] والوقف على الأول {لشركآئنا} [136] و{شركآئهم} وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 604] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "كافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)}
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ}
- قراءة الجماعة (... يأتكم) بالياء على تذكير (الرسل).
- وقرأ الحسن وقتادة والأعرج (... تأتكم) بالتاء من فوق على تأنيث لفظ (الرسل).
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ألم ياتكم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
[معجم القراءات: 2/544]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{رُسُلٌ}
- تقدمت قراءة المطوعي (رسل) بسكون الحرف الثاني، انظر الآية/87 من سورة البقرة.
{وَيُنْذِرُونَكُمْ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين عن التفخيم.
{الدُّنْيَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف، والدوري.
- وقرأه أبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{كَافِرِينَ}
- قراءة أبي عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه والدوري عن الكسائي ورويس عن يعقوب بالإمالة.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/545]

قوله تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)}
{الْقُرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/92 من هذه السورة.
{بِظُلْمٍ}
- غلظ الأزرق عن ورش اللام.
[معجم القراءات: 2/545]
- وقراءة الباقين بالترقيق). [معجم القراءات: 2/546]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 09:33 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (132) إلى الآية (135) ]
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} 132
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 269]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عما تعملون) [132]: بالتاء دمشق إلا أبا بشر). [المنتهى: 2/690]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (عما تعملون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 209]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {عما تعملون} (133): بالتاء.
[التيسير في القراءات السبع: 282]
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (عمّا تعملون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 364]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([132]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/643]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا يَعْمَلُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/262]
هُنَا وَآخِرِ هُودٍ وَالنَّمْلِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ فِي الثَّلَاثَةِ وَافَقَهُ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ فِي هُودٍ وَالنَّمْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {عما يعملون} هنا [132]، وآخر هود {123]، والنمل [93]
[تقريب النشر في القراءات العشر: 513]
بالخطاب، وافقه المدنيان ويعقوب وحفص في هود والنمل، والباقون بالغيب في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (619 - خطاب عمّا تعملو كم هود مع = نمل اذ ثوى عد كس .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خطاب عما تعملو (ك) م هود مع = نمل (ا) ذ (ث) وى (ع) د (ك) س مكانات (ج) مع
يعني قوله تعالى: وما ربك بغافل عما يعملون قرأه بالخطاب ابن عامر،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 228]
والباقون بالغيب، وقيدهما بعمّا ليخرج قوله: بعده «إني عامل فسوف تعملون» فإنه لا خلاف أنه بالخطاب قوله: (هود) يعني قوله: في آخر هود «وما ربك بغافل عما تعملون» وكذلك قوله: مع نمل، يعني قوله تعالى: في آخر النمل وما ربك بغافل عما تعملون قرأه بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب وحفص وابن عامر، والباقون بالغيب فيهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 229]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خطاب عمّا يعملوا (ك) م هود مع = نمل (ا) ذ (ثوى) (ع) د (ك) س مكانات جمع
ش: أي: قرأ ذو (كاف) كم ابن عامر وما ربك بغافل عما تعملون [الأنعام: 132] بتاء الخطاب.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وعين (عد) حفص وكاف (كس) ابن عامر تعملون آخر هود [الآية: 133]، والنمل [الآية: 93] بتاء الخطاب أيضا، والباقون بياء الغيب في الثلاث.
وجه الخطاب: إسناده إلى المخاطبين؛ مناسبة لتاليه إن يشأ يذهبكم [الأنعام: 133]، ومن بعدكم [الأنعام: 133]، وأنشأكم [الأنعام:
133]، وعلى مكانتكم [الأنعام: 135]، وو انتظروا [هود: 132]، وقوله: سيريكم ءايته [النمل: 93].
ووجه الغيب: إسناده إلى الغائبين؛ مناسبة لسابقه ولكلّ درجت مّمّا عملوا [الأنعام: 132]، و وقل للّذين [هود: 121] وفمن اهتدى [النمل: 92] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/316] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عَمَّا يَعْمَلُون" [الآية: 132] هنا وآخر [هود الآية: 123] و[النمل الآية: 93] فابن عامر بالخطاب في الثلاثة مراعاة هنا لقوله: بذهبكم وافقه الحسن هنا وهود وقرأ نافع وحفص، وكذا أبو جعفر ويعقوب بالخطاب في هود والنمل والباقون: بالغيب فيهن لقوله: هنا ولكل درجات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)}
{يَعْمَلُونَ}
- قرأ ابن عامر والحسن (تعلمون) على الخطاب، وهو التفات من غيبة إلى حضور، أو على مناسبة ما يليه (إن يشأ يذهبكم).
- وقراءة الجماعة (يعلمون) بياء الغيبة على سياق ما سبق). [معجم القراءات: 2/546]

قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن يشأ} لا يبدله السوسي). [غيث النفع: 593]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)}
{إِنْ يَشَأْ}
- قرأ أبو جعفر والأصبهاني (إن يشا) بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين.
- وكذا حمزة في الوقف.
{يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين/142 و213 من سورة البقرة، والآية/40 من سورة المائدة.
{ذُرِّيَّةِ}
- قرأ زيد بن ثابت وأبو وجزة السعدي والمطوعي (ذرية) بكسر الذال.
[معجم القراءات: 2/546]
- وقرأ زيد بن ثابت أيضًا (ذرية) بفتح الذال.
- وقرأ أبان بن عثمان (ذرية) بفتح الذال وتخفيف الراء المكسورة، وحكاها عنه أبو حاتم.
- ونقل عن أبان أيضًا أنه قرأ (ذريةٍ) على وزن (ضربة).
حكى هذا عنه أبو الزناد، وذكر أنه قرأه على المنبر، فسأله عنها فقال: (أقرأنيها زيد بن ثابت).
- وذكر الطبري أنه روي عن بعض المتقدمين أنه كان يقرأ (ذريئة)، كذا بضم الذال والهمز بعد الياء). [معجم القراءات: 2/547]

قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)}
{لَآَتٍ}
- قراءة القراء (لآتٍ) بحذف الياء في الحالين: الوقف والوصل.
- وقرأ يعقوب الحضرمي في الوقف (لآتي) بالياء.
قال الأنباري: (.. فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها، فسكنت الياء فسقطت لسكونها وسكون التنوين، قال أبو بكر [أي الأنباري]: هذا مذهب القراء أجمعين، ومذهب الفراء والكسائي، ومن قال بقولهما، وكان بعض البصريين يقف على هذا كله
[معجم القراءات: 2/547]
بالياء...، ويقف على قوله: (إن ما توعدون لآتٍ) (لآتي) بياء، وكذلك ما أشبهه، وقد روي هذا عن بعض قراء البصريين، واحتجوا بأن الياء حذفت في الوصل لسكونها وسكون التنوين، فإذا وقفنا زال التنوين الذي أسقط الياء.
وأبطل الكسائي والفراء هذا، وقالا: (الكلام بني وقفه على وصله، فلا يحدث في الوقف ما لا يكون في الوصل) ). [معجم القراءات: 2/548]

قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {اعْمَلُوا على مكانتكم} 135
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {على مكانتكم} جماعا في كل الْقُرْآن
وروى حَفْص وشيبان النحوي عَن عَاصِم {مكانتكم} بِالتَّوْحِيدِ في كل الْقُرْآن حَدثنَا بذلك مُوسَى بن إِسْحَق قَالَ حَدثنَا هرون بن حَاتِم قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى قَالَ أخبرنَا شَيبَان عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {على مكانتكم} وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مكانتكم} على التَّوْحِيد). [السبعة في القراءات: 269]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله {من تكون لَهُ عَاقِبَة الدَّار} 135 هَهُنَا وفي الْقَصَص 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {من تكون لَهُ} بِالتَّاءِ وَكَذَلِكَ قراءتهم في سُورَة الْقَصَص
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يكون لَهُ} بِالْيَاءِ في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 270]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مكاناتكم) جمع حيث كان أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 250]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من يكون) وفي القصص بالياء، كوفي غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 250]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مكانتكم) [135]، حيث جاء: بألف أبو بكر، بخلاف عن المفضل). [المنتهى: 2/690]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من يكون) [135، القصص: 37]: بالياء فيهما كوفي غير عاصم، وافق المفضل هناك). [المنتهى: 2/690]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (مكانتكم) حيث وقع بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد). [التبصرة: 209]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حزة والكسائي (من يكون له) بالياء هنا وفي القصص، وقرأ الباقون
[التبصرة: 209]
بالتاء فيهما). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {على مكاناتكم} (135)، و: {مكاناتهم} (يس: 67)، حيث وقع: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 283]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {من يكون له عاقبة الدار} (135)، هنا، وفي القصص (37): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (على مكاناتكم ومكاناتهم) حيث وقع على الجمع، والباقون على التّوحيد.
حمزة والكسائيّ وخلف: (من يكون له) هنا وفي القصص بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 364]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَكَانَتِكُمْ) بألف حيث وقع الحسن وأبو بكر، وأبان، وشيبان عن عَاصِم تابعه المفصل طريق جبلة، وهارون عن أبي بكر ها هنا ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ كالحسن، وهو الاختيار لأن لكل واحد مكان، الباقودق بغير ألف.
(مَنْ يَكُونُ)، وفي القصص ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ وافق المفضل هناك، والاختيار الياء فيهما لأن بين الاسم والفعل حائل، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([135]- {مَكَانَتِكُمْ} حيث وقع، بألف: أبو بكر.
[135]- {مَنْ تَكُونُ لَهُ} هنا، وفي [القصص: 37] بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/643]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (668- .... .... .... وَمَنْ تَكُو = نُ فِيهَا وَتَحْتَ النَّمْلِ ذِكْرُهُ شُلْشُلاَ
669 - مَكَانَاتِ مَدَّ النُّونَ فِي الْكُلِّ شعْبَةٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وتذكير {يكون}، لأن العاقبة مصدر، ولا حقيقة للتأنيث؛ ولأن الفصل قد ناب عن علامة التأنيث.
والشلشل: الخفيف؛ يقال منه: رجل شلشل، فهو منصوبٌ علی الحال من الفاعل في: (ذكره).
ومن أنث، فعلى لفظ العاقبة.
[669] مكانات مد النون في الكل (شعبةٌ) = بزعمهم الحرفان بالضم (ر)تلا
المكانات، جمع مكانة؛ والمكانة: إما مصدر بمعنى التمكن؛ يقال: مكن مكانة، أي بلغ غاية التمكن؛ فيكون معناه: اعملوا على تمكنكم من أمركم ونهاية استطاعتكم وإمكانكم؛ وإما أن يكون بمعنى المكان؛ يقال: مكانٌ ومكانةٌ.
[فتح الوصيد: 2/910]
ويقال له: في قلبي منزلة وموقعةٌ وموضيعةٌ ومكانةٌ ومجلسةٌ عن الفراء.
الأزهري: «المكان والمكانة يكونان لكينونة الشيء موضعًا».
أبو عبيدة: «معناه: على حيالكم وناحيتكم».
وقراءة التوحيد، لأن الواحد من الجنس يكفي من جميعه). [فتح الوصيد: 2/911]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [668] وخاطب شامٍ يعلمون ومن يكو = ن فيها وتحت النمل ذكره شلشلا
[كنز المعاني: 2/224]
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (شامٍ) فاعل (خاطب)، (يعلمون): مفعوله، (من يكون): مبتدأ، (ذكره): خبره، ضمير (فيها): للسورة، و (تحت النمل): عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، والمراد سورة القصص، (شلشلًا): حال.
ص: يعني خاطب ابن عامر: {وما ربك بغافلٍ عما تعملون} [132]، أي: قرأ بالخطاب لطباق: {إن يشأ يذهبكم} [133]، والباقون: بالغيبة لطباق: {ولكلٍ درجاتٌ مما عملوا} [132].
وأما (ومن يكون له عاقبة الدار} ههنا [135] وفي القصص [37]: فقرأ حمزة والكسائي بالتذكير، أي بالياء لكون تأنيث {عاقبة} غير حقيقي، ولوجود الفصل، والباقون: بالتأنيث.
ومعنى (ذكره شلشلا): أي: ذكره خفيفًا في المعنى.
[669] مكانات مد النون في الكل شعبةٌ = بزعمهم الحرفان بالضم رتلا
ب: (رتلا): أي: قرئ مرتلًا، أي: منفرجًا حروفه.
[كنز المعاني: 2/225]
ح: (مكانات): مبتدأ، ولم ينون للحكاية، (مد النون ... شعبةٌ): خبره، ولام التعريف في (الكل) عوض عن ضمير المبتدأ، (بزعمهم): مبتدأ، (الحرفان): مبتدأ ثانٍ، (رتلا): خبره، والجملة: خبر الأول، و(الحرفان رتلا) من باب: (السمن منوانِ بدرهم)، أي: الحرفان منه.
ص: يعني: أبو بكر شعبة مد نون {مكانتكم} في كل القرآن، يعني قرأ: (مكاناتكم) وذلك في خمسة مواضع، فالمكانات: جمع (مكانة)، والباقون: بالقصر، أي: حذف الألف على الإفراد، ومفرد الجنس يعطي معنى الجمع أيضًا كما مر.
وأما قوله تعالى: {هذا لله بزعمهم} في الموضعين [136 -137]، فالكسائي يضم الزاي، والباقون يفتحونها، وهما لغتان: الضم لبني أسد، والفتح للحجازيين). [كنز المعاني: 2/225]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "من يكون له عاقبة الدار" هنا وفي القصص فتذكيره وتأنيثه على ما سبق في: "ولا تقبل منها شفاعة"؛ لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي وشلشلا أي: خفيفا.
669- مَكَانَاتِ مَدَّ النُّونَ فِي الكُلِّ شعْبَةٌ،.. بِزَعْمِهِمُ الحَرْفَانِ بِالضَّمِّ رُتِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/145]
مكانات جمع مكانة، وقد تقدم الكلام في نظير ذلك من الجمع والإفراد من "كلمات" و"رسالات"، وغيرهما، وقوله: مد النون؛ لأنه إذا أشبع فتحها صارت ألفا فكان المد فيها، وهو كما سبق في سورة المائدة، وفي العين فامدد، وقوله: في الكل يعني: حيث جاء، والزعم بفتح الزاي وضمها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/146]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (668 - .... .... .... ومن تكو = ن فيها وتحت النّمل ذكّره شلشلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: من يكون له عاقبة الدّار هنا وفي القصص بياء التذكير فتكون قراءة غيرهما بتاء التأنيث.
669 - مكانات مدّ النّون في الكلّ شعبة = بزعمهم الحرفان بالضّمّ رتّلا
قرأ شعبة لفظ: مكاناتكم في جميع القرآن بمد النون أي إثبات ألف بعدها نحو قل يقوم اعملوا على مكاناتكم، ولو نشاء لمسخناهم على مكاناتكم. فتكون قراءة غيره بالقصر أي بحذف الألف). [الوافي في شرح الشاطبية: 266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَكَانَتِكُمْ وَمَكَانَتِهِمْ حَيْثُ وَقَعَا، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَيس وَالزُّمَرِ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ هُنَا وَالْقَصَصِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ،، وَخَلَفٌ فِيهِمَا بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {مكانتكم}، و{مكانتهم} كيف وقعا بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {من تكون له} هنا [135]، والقصص [37] بالياء تذكيرًا، والباقون بالتاء تأنيثًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (619- .... .... .... .... .... = .... .... .... مكاناتٍ جمع
620 - في الكلّ صف ومن يكون كالقصص = شفا .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله تعالى: على مكانتكم بالألف على الجمع كما لفظ به شعبة، والباقون بغير ألف على التوحيد.
في الكلّ (ص) ف ومن يكون كالقصص = (شفا) بزعمهم معا ضمّ (ر) مص
أي في كل ما وقع من لفظ «مكاناتكم» وهو أربعة مواضع هنا وفي هود ويس والزمر قوله: (ومن يكون) يريد قوله تعالى: من تكون له عاقبة الدار هنا وفي القصص بالتذكير كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 229]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خطاب عمّا يعملوا (ك) م هود مع = نمل (ا) ذ (ثوى) (ع) د (ك) س مكانات جمع
ش: أي: قرأ ذو (كاف) كم ابن عامر وما ربك بغافل عما تعملون [الأنعام: 132] بتاء الخطاب.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وعين (عد) حفص وكاف (كس) ابن عامر تعملون آخر هود [الآية: 133]، والنمل [الآية: 93] بتاء الخطاب أيضا، والباقون بياء الغيب في الثلاث.
وجه الخطاب: إسناده إلى المخاطبين؛ مناسبة لتاليه إن يشأ يذهبكم [الأنعام: 133]، ومن بعدكم [الأنعام: 133]، وأنشأكم [الأنعام:
133]، وعلى مكانتكم [الأنعام: 135]، وو انتظروا [هود: 132]، وقوله: سيريكم ءايته [النمل: 93].
ووجه الغيب: إسناده إلى الغائبين؛ مناسبة لسابقه ولكلّ درجت مّمّا عملوا [الأنعام: 132]، و وقل للّذين [هود: 121] وفمن اهتدى [النمل: 92] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/316] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
في الكلّ (ص) ف ومن يكون كالقصص = (شفا) بزعمهم معا ضمّ (ر) مص
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر مكاناتكم بألف بعد النون على الجمع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/316]
حيث وقع وهو: اعملوا على مكاناتكم، [و] وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكاناتكم بهود [الآية: 121]، ولمسخناهم على مكاناتهم في يس [الآية: 67]، [و] قل يا قوم اعملوا على مكاناتكم بالزمر [الآية: 39]، والباقون بحذف الألف.
وقرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف من يكون له عاقبة الدار هنا [الآية: 135] والقصص [الآية: 37] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو راء (رمص) الكسائي هذا لله بزعمهم [الأنعام: 136]، وإلا من نشاء بزعمهم [الأنعام: 138] بضم الزايين، والباقون بفتحهما.
وجه توحيد «مكانة»: إرادة الجنس.
ووجه [الجمع]: النص على الأفراد، والتنبيه على الأنواع.
ووجه تذكير يكون: أن [تأنيث] فاعله مجازي؛ لأنه مصدر، وقد فصل بينهما.
ووجه تأنيثه: أنه مسند إلى مؤنث لفظا.
ووجه «الزعم»: أن الفتح لغة الحجاز، والضم لغة أسد، وتكسره تميم وبعض قيس.
وقيل: الفتح مصدر «زعم»، [أي:] شك، والضم اسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/317] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن ضم ميم "يا قوم اعملوا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مكانتهم" [الآية: 67] من سورة يس و"مكانتكم" [الآية: 135] حيث وقعا وهو هنا و[هود الآية: 93، 121] معا و[يس الآية: 67] و[الزمر الآية: 39] فأبو بكر بألف على الجمع فيها ليطابق المضاف إليه وهو ضمير الجماعة، ولكل واحد مكانة وافقه الحسن والباقون بالإفراد على إرادة الجنس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تكون له" [الآية: 135] هنا و[القصص الآية: 37]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/31]
فحمزة والكسائي كذا خلف بالتذكير فيهما وافقه الأعمش، والباقون بالتأنيث وهما ظاهران إذ التأنيث غير حقيقي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/32]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكانتكم} [135] قرأ شعبة بألف بعد النون، على الجمع، والباقون بغير ألف، على التوحيد). [غيث النفع: 593]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من تكون} قرأ الأخوان بالياء، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 593]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم.
- وقراءة الجماعة (يا قوم) بكسرها على تقدير الياء والأصل: يا قومي.
{مَكَانَتِكُمْ}
- قراءة الجماعة (مكانتكم) مفردًا على إرادة الجنس، وهي رواية حفص وشيبان النحوي عن عاصم.
[معجم القراءات: 2/548]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم، والحسن (مكاناتكم) بالجمع.
- وقرأ بعض القراء (مكينتكم) كذا عند ابن خالويه.
قلت: هي بمعنى المكانة، قال أبو زيد: (يقال: امش على مكينتك ومكانتك وهينتك، وقال قطرب: فلان يعمل على مكينته أي اتئاده).
{تَكُونُ لَهُ}
- قراءة الجماعة (تكون له...) بالتاء على التأنيث؛ إذ بعده (العاقبة).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (يكون له...) بالياء على التذكير؛ لأن (العاقبة) مجازي التأنيث، وبسبب الفصل.
{الدَّارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
[معجم القراءات: 2/449]
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/550]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 09:35 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (136) إلى الآية (137) ]
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - وَاخْتلفُوا في فتح الزاي وَضمّهَا من قَوْله {هَذَا لله بزعمهم} 136
فَقَرَأَ الكسائي وَحده {بزعمهم} مَضْمُومَة الزاي
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بزعمهم} بِفَتْح الزاي). [السبعة في القراءات: 270]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بزعمهم) [136، 138]: بضم الزاي علي). [المنتهى: 2/691] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (بزعمهم) بضم الزاي في الموضعين هنا، وفتح الباقون). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {بزعمهم} (136، 138)، في الحرفين: بضم الزاي.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 283] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (بزعمهم) في الحرفين بضم الزّاي، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 365] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِزَعْمِهِمْ) بضم الزاء: علي، والْأَعْمَش، الباقون بفتح الزاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( [136]- {بِزَعْمِهِمْ} فيهما، بضم الزاي: الكسائي). [الإقناع: 2/644]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (669- .... .... .... .... = بِزَعْمِهِمُ الْحَرْفَانِ بِالضَّمِّ رُتِّلاَ). [الشاطبية: 53] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والزُّعم والزَّعم لغتان بمعي واحده؛ والفتح لغة أهل الحجاز والضم الأسد؛ ويكسر أيضًا لبعض قيس وتميم.
وقيل: الفتح في المصدر والضم في الاسم). [فتح الوصيد: 2/911] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([669] مكانات مد النون في الكل شعبةٌ = بزعمهم الحرفان بالضم رتلا
ب: (رتلا): أي: قرئ مرتلًا، أي: منفرجًا حروفه.
[كنز المعاني: 2/225]
ح: (مكانات): مبتدأ، ولم ينون للحكاية، (مد النون ... شعبةٌ): خبره، ولام التعريف في (الكل) عوض عن ضمير المبتدأ، (بزعمهم): مبتدأ، (الحرفان): مبتدأ ثانٍ، (رتلا): خبره، والجملة: خبر الأول، و(الحرفان رتلا) من باب: (السمن منوانِ بدرهم)، أي: الحرفان منه.
ص: يعني: أبو بكر شعبة مد نون {مكانتكم} في كل القرآن، يعني قرأ: (مكاناتكم) وذلك في خمسة مواضع، فالمكانات: جمع (مكانة)، والباقون: بالقصر، أي: حذف الألف على الإفراد، ومفرد الجنس يعطي معنى الجمع أيضًا كما مر.
وأما قوله تعالى: {هذا لله بزعمهم} في الموضعين [136 -137]، فالكسائي يضم الزاي، والباقون يفتحونها، وهما لغتان: الضم لبني أسد، والفتح للحجازيين). [كنز المعاني: 2/226] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: بزعمهم الحرفان مبتدأ نحو السمن منوان بدرهم؛ أي: الموضعان منه رتلا بالضم، وليس مثل ما تقدم من قوله: واليسع الحفان فقد سبق أنه لو قال: ثم الحرفين بالنصب لكان أجود، وأما هنا فالرفع لا غير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/146] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (669 - .... .... .... .... .... = بزعمهم الحرفان بالضّمّ رتّلا
....
وقرأ الكسائي لفظ بِزَعْمِهِمْ* في الحرفين أي الموضعين: فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ولا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ. بضم الزاي فتكون قراءة غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 266] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِزَعْمِهِمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الزَّايِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/263] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {بزعمهم} في الموضعين [136، 138] بضم الزاي، والباقون بفتها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (620- .... .... .... .... .... = .... بزعمهم معًا ضمّ رمص). [طيبة النشر: 74]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
في الكلّ (ص) ف ومن يكون كالقصص = (شفا) بزعمهم معا ضمّ (ر) مص
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر مكاناتكم بألف بعد النون على الجمع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/316]
حيث وقع وهو: اعملوا على مكاناتكم، [و] وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكاناتكم بهود [الآية: 121]، ولمسخناهم على مكاناتهم في يس [الآية: 67]، [و] قل يا قوم اعملوا على مكاناتكم بالزمر [الآية: 39]، والباقون بحذف الألف.
وقرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف من يكون له عاقبة الدار هنا [الآية: 135] والقصص [الآية: 37] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو راء (رمص) الكسائي هذا لله بزعمهم [الأنعام: 136]، وإلا من نشاء بزعمهم [الأنعام: 138] بضم الزايين، والباقون بفتحهما.
وجه توحيد «مكانة»: إرادة الجنس.
ووجه [الجمع]: النص على الأفراد، والتنبيه على الأنواع.
ووجه تذكير يكون: أن [تأنيث] فاعله مجازي؛ لأنه مصدر، وقد فصل بينهما.
ووجه تأنيثه: أنه مسند إلى مؤنث لفظا.
ووجه «الزعم»: أن الفتح لغة الحجاز، والضم لغة أسد، وتكسره تميم وبعض قيس.
وقيل: الفتح مصدر «زعم»، [أي:] شك، والضم اسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/317] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بزعمهم" [الآية: 136، 138] في الموضعين فالكسائي بضم الزاي فيهما لغة بني أسد وافقه الشنبوذي، والباقون بفتحها لغة أهل الحجاز فقيل هما بمعنى وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/32]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بزعمهم} [136 138] معًا، قرأ علي بضم الزاي، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 593] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الإنس} [128 - 130] والوقف على الأول {لشركآئنا} [136] و{شركآئهم} وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 604] (م)

قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)}
{بِزَعْمِهِمْ}
- قرأ الكسائي والأعمش ويحيى بن وثاب والسلمي والشنبوذي (بزعمهم) بضم الزاي، وهي لغة بني أسد، وبني تميم.
- وقرأ الباقون (بزعمهم) بفتح الزاي، وهي لغة الحجاز.
والفتح والضم مصدران.
وقيل: الفتح في المصدر، والضم في الاسم.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بزعمهم) بفتح الزاي والعين.
[معجم القراءات: 2/550]
{وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا}
- قرأ ابن مسعود (هذا لله بزعمهم، وهذا لشركائهم) بهاء الغائب بدلًا من ضمير المتكلمين.
{لِشُرَكَائِنَا ... لِشُرَكَائِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{فَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، بعد الواو والفاء، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{سَاءَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر حذف الأولى، وهو القياس قصر، ولا مد، وإن قدر الثانية جاز المد والقصر. ويجوز إبقاؤهما للوقف (ساا)، فيد مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط، فيحصل ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر). [معجم القراءات: 2/551]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (54 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَكَذَلِكَ زين لكثير من الْمُشْركين قتل أَوْلَادهم شركاؤهم} 137
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَكَذَلِكَ زين} بِرَفْع الزاي {لكثير من الْمُشْركين قتل} بِرَفْع اللَّام (أولدهم) بِنَصِيب الدَّال {شركائهم} بياء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَكَذَلِكَ زين} بِنصب الزاي {لكثير من الْمُشْركين قتل} بِنصب اللَّام (أولدهم) خفضا {شركاؤهم} رفعا). [السبعة في القراءات: 270]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وكذلك زين) بضم الزاي (قتل) رفع (أولادهم) نصب (شركائهم) جر شامي). [الغاية في القراءات العشر: 250]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (زين) [137]: بضم الزاي، (قتل) [137]:رفع، (أولادهم) [137]: نصب، (شركائهم) [137]: جر: دمشقي). [المنتهى: 2/691]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (زين) بضم الزاي وكسر الياء (قتل) بالرفع (أولادهم)بالنصب (شركائهم) بالخفض، وقرأ الباقون (زين)، بفتح الزاي والياء و(قتل) بالنصب (أولادهم) بالخفض (شركاؤهم) بالرفع). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {وكذلك زين} (137): بضم الزاي، وكسر الياء. {قتل}: برفع اللام. {أولادهم}: بنصب الدال.
{شركائهم}: بخفض الهمزة.
والباقون: بفتح الزاي والياء، ونصب اللام، وخفض الدال، ورفع الهمزة). [التيسير في القراءات السبع: 283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (وكذلك زين) بضم الزّاي وكسر الياء (قتل) برفع اللّام (أولادهم) بنصب الدّال (شركائهم) بخفض الهمزة، والباقون بفتح الزّاي والياء ونصب اللّام وخفض الدّال ورفع الهمزة). [تحبير التيسير: 365]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَكَذَلِكَ زُيِّنَ) على ما لم يسم فاعله (قَتْلُ) رفع (أَوْلَادَهُمْ) نصب (شُرَكَائِهُمْ) جر دمشقي غير أبي الحارث، وهكذا إلا أن (أَوْلَادِهِمْ) جر (شُرَكَاؤُهُمْ) رفع الحسن، وابن مقسم، الباقون على تسمية الفاعل (أَوْلَادِهِمْ) جر (شُرَكَاؤُهُمْ) رفع، وهو الاختيار لوجود الفاعلين). [الكامل في القراءات العشر: 548]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([137]- {زَيَّنَ} مبني للمفعول، {قَتْلَ} رفع، {أَوْلادِهِمْ} نصب، {شُرَكَاؤُهُمْ} جر: ابن عامر). [الإقناع: 2/644]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (670 - وَزَيَّنَ فِي ضَمٍّ وَكَسْرٍ وَرَفْعُ قَتْـ = ـلَ أَوْلاَدِهِمْ بِالنَّصْبِ شَامِيُّهُمْ تَلاَ
671 - وَيُخْفَضُ عَنْهُ الرَّفْعُ فِي شُرَكَاؤُهُمْ = وَفِي مُصْحَفِ الشَّامِينَ بِالْيَاءِ مُثِّلاَ
672 - وَمَفْعُولُهُ بَيْنَ المُضَافَيْنِ فَاصِل = وَلَمْ يُلْفَ غَيْرُ الظُرْفِ فِي الشِّعْرِ فَيْصَلاَ
673 - كَلِلَّهِ دَرُّ الْيَوْمَ مَنْ لاَمَهَا فَلاَ = تَلُمْ مِنْ سُلِيمِي النَّحْوِ إِلاَّ مُجَهِّلاَ
674 - وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ الْقَلُوصَ أَبِي مَزَا = دَةَ اْلأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلاَ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([670] وزين في ضمٌ وكسرٍ ورفع قتـ = ل أولادهم بالنصب (شاميهم) تلا
[671] ويخفض عنه الرفع في شركاؤهم = وفي مصحف الشامين بالياء مثلا
[672] ومفعوله بين المضافين فاصلٌ = ولم يلف غير الظرف في الشعر فيصلا
[673] كلله در اليوم من لامها فلا = تلم من مليمي النحو إلا مجهلا
[674] ومع رسمه زج القلوص أبي مزا = دة الأخفش النحوي أنشد مجملا
تقدير هذه القراءة: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم. وكذلك هو مرسوم في مصحف الشام {شركائهم} بالياء.
وفيها فصلٌ بين المضاف والمضاف إليه، بـ(أولادهم)، وهو المفعول.
[فتح الوصيد: 2/912]
وقد اشتد نكير النحاة البصريين على ابن عامر، وسلك المتأخرون مسلكهم في الطعن والرد حتى قال بعضهم: «إن ذلك لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر، لكان سمجًا مردودا كما سمج ورد:
زج القلوص أبي مزادة.
فكيف به في الكلام المنثور، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته».
قال: «والذي حمله على ذلك، أن رأى في بعض المصاحف {شركائهم} مكتوبة بالياء. ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء، لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم، لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب».
وقال أبو علي: «وهذا قبيحٌ قليلٌ في الاستعمال. ولو عدل عنها- يعني ابن عامر- إلى غيرها كان أولى ... لأنهم إذا لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام مع اتساعه في الظرف، وإنما جاز في الشعر نحو:
[فتح الوصيد: 2/913]
كما خط الكتاب بكف - يومًا- = يهودي يقارب أو يزيل
فأن لا يجوز في المفعول به الذي لم يتسع فيه بالفصل أجدر».
ثم قال: «ووجه ذلك- على ضعفه وقلته - أنه جاء في الشعر مثله:
قال الطرماح:
يطفن بحوزي المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسي الكنائن».
قال: «وزعموا أن أبا الحسن أنشد:
زج القلوص أبي مزاده».
وإذا ثبتت القراءة عن إمام من أئمة القراءة، فما وجه الطعن فيها ؟
وأما الخط، فما اعتمدت الأمة عليه إلا مع النقل.
وقد جاءت التفرقة بين المضافين في الكلام والشعر.
وقد حكى ابن الأنباري عن العرب: هو غلام - إن شاء الله - أخيك.
وأنشد الأخفش والفراء:
فزججتها بمزجة = زج القلوص أبي مزاده
ومثله قول الشاعر:
تمر على ما تستمر وقد شفت = غلائل عبد القيس منا صدورها
وأنشد الكسائي هذا البيت:
[فتح الوصيد: 2/914]
تنفي يداها الحصى في كل هاجرةٍ = نفي الدراهم تنقاد الصياريف
وقال عمرو بن قمئة:
لما رأت ساتيدما استعبرت = لله در اليوم من لامها
وقال ذو الرمة:
كأن أصوات من إيغالهن بنا = أواخر الميس أصوات الفراريج
يريد: أصوات أواخر الميس.
وقال أبو الطيب:
بعثت إليه من لساني حديقةٍ = سقاها الحجى سقي الرياض السحائب
والمعنى، أن شركاء هم -وهم الشياطين -، لما زينوا لهم قتل أولادهم، كانوا قاتلين لهم في المعنى
وفي ما أوردته، شرح الأبيات كلها.
وأما قراءة الجماعة، فـ {شركاؤهم}: فاعل (زين)، و{قتل}: مفعوله. و{أولدهم}: مفعول {قتل}، والفاعل محذوف؛ والتقدير: قتلهم أولادهم. والمصدر يضاف مرة إلى فاعله، ومرة إلى مفعوله). [فتح الوصيد: 2/915]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [670] وزين في ضم وكسر ورفع قتـ = ـل أولادهم بالنصب شاميهم تلا
[671] ويخفض عنه الرفع في شركاؤهم = وفي مصحف الشامين بالياء مثلا
[كنز المعاني: 2/226]
ب: (تلا): قرأ، (مثل): كتب.
ح: (زين): مبتدأ، في (ضم وكسر): حال، أي: كائنًا في ضم الزاي وكسر الياء، و (رفعٌ): عطف على المبتدأ، (أولادهم): عطف أيضًا بحذف حرف العطف، (شاميهم): مبتدأ ثانٍ، وضمير الجمع للقراء، (تلا): خبره، أي: تلاه، والجملة: خبر الأول مع ما عطف عليه، ويجوز نصب (زين) وما عطف عليه على مفعول (تلا)، ضمير (عنه): لابن عامر، (في شركاؤهم): حال، أي: كائنًا في شركائهم و(بالياء): متعلق بـ (مُثلا)، (في مصحف): حال.
ص: يعني: قرأ ابن عامر: (وكذلك زُين لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركائهم) [137] بضم الزاي وكسر الياء في {زُين} على بناء المجهول، ورفع {قتل} على أنه مفعول {زُين} أُقيم مقام الفاعل، ونصب {أولادهم} على أنه مفعول القتل، وجر (شركائهم) على إضافة القتل إليه، وإن وقع الفصل بين المضاف والمضاف إليه، إلا أنه صح النقل في ذلك عند ابن عامر، وقد رسم في المصحف الإمام الذي بُعث إلى الشام (شركائهم) بالياء، وهذا يقوي رواية جر (شركائهم)، والباقون: بفتح الزاي والياء على بناء الفاعل، ونصب {قتل} على مفعوله، وبرفع (شركائهم) على الفاعل، وجر {أولادهم} على إضافة القتل إليه.
[كنز المعاني: 2/227]
[672] ومفعوله بين المضافين فاصلٌ = ولم يلف غير الظرف في الشعر فيصلا
[673] كلله در اليوم من لامها فلا = تلم من مليمي النحو إلا مجهلا
ب: (الفيصل): الفصل: (المليم): الذي يأتي بما يُلام عليه، (المجهل): اسم فاعل من التجهيل، وهو نسبة الشخص إلى الجهل.
ح: (بين المضافين): ظرف (فاصل)، (يلف): متعد إلى مفعولين، (غير الظرف): مفعوله الأول أقيم مقام الفاعل، (فيصلًا): مفعوله الثان، (في الشعر): حال، (كلله): نصب المحل على الحال، أو رفعه بدلًا من (غيرُ الظرف).
ص: لما اشتد نكيرُ النحاة على ابن عامر بأنه لم يقع الفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا بالظرف، وذلك في ضرورة الشعر، فكيف يجوز في منثور الكلام، بل في القرآن المعجز الفصل بغير الظرف؟! كما قال الزمخشري - رحمه الله -: (قراءة ابن عامر بالفصل بينهما بغير الظرف شيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر لكان سمجًا مردودًا، فكيف به في الكلام المنثور؟ فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته؟! والذي حمله على ذلك: أنه رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوبًا بالياء، ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب.
[كنز المعاني: 2/228]
أشار الناظم - رحمه الله إلى ذلك بأن مفعوله أي: مفعول القتل أو مفعول ابن عامر لأن أدنى ملابسة تكفي في الإضافة وقع بين المضاف والمضاف إليه في قراءته، والحال: أنه لم يوجد فصلٌ بين المضاف والمضاف إليه، إلا بالظرف في ضرورة الشعر، وقد يتسع في الظرف ما لا يُتسع في غيره، كجواز تقديم خبر (إن) على اسمها إذا كان ظرفًا نحو: {إن
[كنز المعاني: 2/229]
في هذا لبلاغًا} [الأنبياء: 106]، ومثل ذلك قول الشاعر:
لما رأت ساتيدما استعبرت = لله درٌّ اليوم من لامها
فصل بين (در) و (من لامها) بـ (اليوم) .
فقال: لا تلم النحاة الذين استكرهوا قراءة ابن عامر لما فيه من مخالفة القياس واستعمال الفصحاء، إلا الذين جهلوا ابن عامر، ونسبوه إلى الجهل، لأن الذين لم يجهلوه وضعفوا قراءته لمخالفة القياس لا نكير عليهم، إذ لا خلاف في أن المشهورة أقوى، وأما الذين جهلوه فيستحقون اللوم، لأن ابن عامر لم يقرأ بالتشهي، بل بالنقل الصحيح المتواتر، فكيف يلام أو يرمى بنقصٍ ويرام؟ّ! ولأن شهادتهم بالنفي، وشهادة ابن عامر بالإثبات، وربما وقعت له شواهد في أشعار العرب ولم تنقل إلينا، لأن أكثرها قد انمحى بتطاول الزمان، كما قال أبو عمرو بن العلاء: (ما انتهى إليكم مما قالته العربُ إلا أقله).
[كنز المعاني: 2/230]
[674] ومع رسمه زج القلوص أبي مزا = ده الأخفش النحوي أنشد مجملا
ب: (الرسم): الرقم، (الأخفش): هو سعيد بن مسعدة، ويكنى بأبي الحسن صاحب الخليل وسيبويه.
ح: (الأخفش): مبتدأ، (أنشد): خبره، (زج القلوص): نصب المحل على أنه مفعول (أنشد)، (مجملًا): حال من ضمير (أنشد).
ص: يعني مع أن رسم المصحف {شركائهم} بالياء يشهد لصحة قراءة ابن عامر يشهد لها أيضًا ما أنشد الأخفش من قول الشاعر:
فزججتها بمزجةٍ = زج القلوص أبي مزادة
مع أنه فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، أي: زج أبي مزادة القلوص، وقد أمكنه أن يقول: زج القلوص أبو مزادة.
وأبي الناظم - رحمه الله هاء (أبي مزاده) وإن وقع في الوصل على
[كنز المعاني: 2/231]
إرادة الحكاية بما تلفظ به الشاعر، وكذلك قول الطرماح:
يطفن بحوزي المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسي الكنائن
ويروى عن ابن ذكوان أن الكسائي سأله عن هذه القراءة متعجبًا، فنزع الكسائي بهذا البيت.
تنفي يداها الحصي في كل هاجرةٍ = نفي الدراهيم تنقاد الصياريف
وتعجب الكسائي لموافقة القراءة ما بلغه من جوازه لغةً.
وعن ابن الأنباري: أنه جاء عن العرب: هو غلامُ إن شاء الله -
[كنز المعاني: 2/232]
أخيك، وهذا كله مثل قراءة ابن عامر، وإذا جاز الفصل بـ (إن شاء الله) مع كونه جملة شرطية، فلأن يجوز بالمفعول وحده أولى، والسر فيه أن المفعول لما كان مؤخرًا رتبةً فكأنه لم يتقدم على المضاف إليه الذي هو الفاعل حقيقة). [كنز المعاني: 2/233]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (670- وَزَيَّنَ فِي ضَمٍّ وَكَسْرٍ وَرَفْعُ قَتْـ،.. ـلَ أَوْلادِهِمْ بِالنَّصْبِ شَامِيُّهُمْ تَلا
671- وَيُخْفَضُ عَنْهُ الرَّفْعُ فِي شُرَكَاؤُهُمْ،.. وَفِي مُصْحَفِ الشَّامِينَ بِاليَاءِ مُثِّلا
يعني: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} قراءة الجماعة على أن شركاؤهم فاعل زين والمفعول قتل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/146]
المضاف إلى أولادهم وقراءة ابن عامر على أن زين فعل لم يسم فاعله، وقتل بالرفع على أنه أقيم مقام الفاعل، وأولادهم بالنصب مفعول قتل؛ لأنه مصدر وشركائهم بالجر على إضافة قتل إليه؛ أي: قتل شركائهم أولادهم كقولك عرف ضرب زيد عمرًا أضيف المصدر إلى الفاعل فانجر وبقي المفعول منصوبا، لكن في قراءة ابن عامر زيادة على هذا، وهو تقديم المفعول على الفاعل المجرور بالإضافة، وسيأتي توجيه ذلك فقوله: وزين مبتدأ، وفي ضم وكسر في موضع الحال؛ أي: كائنا في ضم الزاي وكسر الياء، ورفع قتل عطف على: وزين أولادهم كذلك على حذف حرف العطف وبالنصب في موضع الحال؛ أي: منصوبا وشاميهم تلا جملة من مبتدأ ثان وخبر هي خبر وزين وما بعده؛ أي: تلا على هذه الصورة أو يكون وزين وما بعده مفعولا لقوله: تلا مقدما عليه؛ أي: ابن عامر تلا ذلك وكان التعبير على هذا التقدير يقتضي أن يقول: وقتل بالرفع فلم يزن له فقلب اللفظ لأمن الإلباس؛ لأن من تلا قتل بالرفع فقد تلا الرفع، وقيل: ورفع قتل مبتدأ خبره محذوف؛ أي: وله رفع قتل، وله أولادهم بالنصب، وقوله: وفي مصحف الشامين حذف منه ياء النسبة المشددة، وهذا سنتكلم عليه إن شاء الله تعالى في باب التكبير في قوله: وفيه عن المكين أراد أن مصحف أهل الشام الذي أرسله عثمان -رضي الله عنه- إليهم رسم فيه "شركائهم" بالياء، فدل ذلك على أنه مخفوض فهو شاهد لقراءته كذلك، ولكن لا دلالة فيه على نصب أولادهم، فهو الذي استنكر من قراءته، فيحتمل أن يكون أولادهم مجرورا بإضافة المصدر إلى مفعوله وشركائهم صفة له، قال أبو عمرو الداني: في مصاحف أهل الشام: "أولادهم شركائهم" بالياء، وفي سائر المصاحف: "شركاؤهم" بالواو، قال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/147]
أبو البرهسم في سورة الأنعام: في إمام أهل الشام وأهل الحجاز: أولادهم شركائهم، وفي إمام أهل العراق: "شركاؤهم"، قلت: ولم ترسم كذلك إلا باعتبار قراءتين فالمضموم عليه قراءة معظم القراء، ويحتمل أيضا قراءة أبي عبد الرحمن السلمي على إسناد زين إلى القتل كما فعل ابن عامر، ولكنه خفض الأولاد بالإضافة، ورفع شركاؤهم على إضمار فعل كأنه قيل من زينه فقال: شركاؤهم فهو مثل ما يأتي في سورة النور: "يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا" بفتح الياء ثم قال رجال؛ أي: يسبحه رجال، وهي قراءة ابن عامر وأبي بكر، وأما خفض شركائهم فيحتمل قراءة ابن عامر ويحتمل أن يكون نعتا للأولاد، وعلى قراءة أبي عبد الرحمن السلمي السابقة وهذا أوجه من القراءة لا استبعاد فيه لفظا ولا معنى، قال الزجاج: وقد رويت شركائهم بالياء في بعض المصاحف، ولكن لا يجوز إلا على أن يكون شركاؤهم من نعت أولادهم؛ لأن نعت أولادهم شركاؤهم في أموالهم، وقال ابن النحاس: فيها أربع قراءات فذكر ما ذكرناه، ونسب قراءة السلمي إلى الحسن أيضا، ونسب القراءة الرابعة إلى أهل الشام، فقال: وحكى غير أبي عبيد عن أهل الشام أنهم قرءوا "زين" بالضم، "قتل" بالرفع، وخفض "أولادهم" "شركائهم" بالخفض أيضا على أن يبدل شركائهم من أولادهم؛ لأنهم شركاؤهم في النسب والميراث، وذكر الفراء القراءتين الأوليين برفع شركائهم ثم قال: وفي بعض مصاحف أهل الشام شركائهم بالياء فإن تكن مثبتة عن الأولين، فينبغي أن يقرأ زين ويكون الشركاء هم الأولاد؛ لأنهم منهم في النسب والميراث، فإن كانوا يقرءون زين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/148]
بفتح فلست أعرف جهتها إلا أن يكونوا فيها آخذين بلغة قوم يقولون: أتيتها عشايا، ويقولون في تثنية حمراء: حمرايان فهذا وجه أن يكونوا أرادوا: "زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم"؛ يعني: بياء مضمومة؛ لأن شركائهم فاعل زين كما هو في القراءة العامة، قال: وإن شئت جعلت زين فعلا إذا فتحته لا يلبس ثم يخفض الشركاء باتباع الأولاد قلت: يعني: تقدير الكلام زين مزين فقد اتجه شركائهم بالجر أن يكون نعتا للأولاد سواء قريء زين بالفتح أو بالضم وتفسير الشركاء على قراءة الجماعة هم خدم الأصنام أو الشياطين زينوا للكفرة أن يقتلوا أولادهم بالوأد وبالنحر للآلهة، وعلى قراءة ابن عامر يكون الشركاء هم القاتلين؛ لأنهم لما زينوا للمشركين قتل أولادهم صاروا كأنهم كانوا هم القاتلين في المعنى والله أعلم.
672- وَمَفْعُولُهُ بَيْنَ المُضَافَيْنِ فَاصِل،.. وَلَمْ يُلْفَ غَيْرُ الظَرْفِ فِي الشِّعْرِ فَيْصَلا
يعني: أن المفعول في قراءة ابن عامر وهو "أولادهم" الذي هو مفعول القتل وقع فاصلا بين المضاف والمضاف إليه؛ لأن قتل مضاف إلى شركائهم، وأكثر النحاة على أن الفصل بين المضافين لا يجوز إلا بالظرف في الشعر خاصة: فهذا معنى قوله: ولم يلف؛ أي: لم يوجد غير الظرف فيصلا بين المضاف والمضاف إليه وأما في كلام غير الشعر فلم يوجد الفصل بالظرف فكيف بغيره ذكر الناظم -رحمه الله- ما اعترض به على قراءة ابن عامر ثم مثل بالظرف فقال:
673- كَلِلَّهِ دَرُّ اليَوْمَ مَنْ لامَهَا فَلا،.. تَلُمْ مِنْ سُلِيمِي النَّحْوِ إِلا مُجَهِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/149]
أراد: بيتا أنشده سيبويه وغيره وهو لعمرو بن قميئة:
لما رأت ساتيذ ما استعبرت،.. لله در -اليوم- من لامها
يريد: لله در من لامها اليوم، أنشد سيبويه أيضا لأبي حية النميري:
كما خط الكتاب بكف يوما،.. يهودي،..،....،.....
أي بكف يهودي يوما، وأنشد لدرنا بنت عتبة:
هما أخوا في الحرب من لا أخا له
أي أخوا من لا أخا له في الحرب قال: وقال ذو الرمة:
كأن أصوات من إيغالهن بنا،.. أواخر الميس أصوات الفراريخ
أي كأن أصوات أواخر الميس، وكل هذه الأبيات فصل فيها بالظرف الصريح وبالجار والمجرور بين المضاف والمضاف إليه، ولا يجوز ذلك في غير الشعر، قال سيبويه في قوله:
يا سارق -الليلة- أهل الدار
بخفض الليلة على التجوز ونصب أهل على المفعولية ولا يجوز يا سارق الليلة أهل الدار إلا في شعر؛ كراهية أن يفصلوا بين الجار والمجرور ثم وقال مما جاء في الشعر قد فصل بينه وبين المجرور قول عمرو بن قميئة فذكر الأبيات المتقدمة وغيرها ثم قال وهذا قبيح ويجوز في الشعر على هذا:
مررت بخير وأفضل من ثم
قال أبو الفتح ابن جني: الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف، وحرف الجر كثير، لكنه من ضرورة الشاعر، وقوله: مليم هو اسم فاعل من ألام الرجل إذا أتى بما يلام عليه؛ أي: من مليم أهل النحو وهو اسم جنس هكذا وقع في روايتنا بلفظ المفرد، ولو كان بلفظ الجمع كان أحسن؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/150]
أي: من مليمي النحو ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين وتقع كذلك في بعض النسخ وهو الأجود وحذفها إنما جاء من الكاتب؛ لأن الناظم أملى، فخفيت الياء على الكاتب؛ لأنها ساقطة في اللفظ؛ أي: الذين تعرضوا لإنكار قراءة ابن عامر هذه من النحاة على قسمين؛ منهم من ضعفها ومنهم من جهل قارئها، وكلهم قد أتى بما يلام عليه؛ لأنه أنكر قراءة قد صحت عن إمام من أئمة المسلمين، لكن من نفى ذلك ولم يجه فأمره أقرب؛ إذ لم يبلغ علة أكثر من ذلك، ومن جهل فقد تعدى طوره فبين أمره ولمه وجهله بما قد خفي عنه؛ فإن هذه القراءة قد نقلها ابن عامر عمن قرأها عليه، ولم يقرأها من تلقاء نفسه، وسيأتي توجيهها، قال أبو عبيد: وكان عبد الله بن عامر وأهل الشام يقرءونها "زين" بضم الزاي، "قُتِلَ"، بالرفع، "أولادهم" بالنصب، "شُرَكَائِهِمْ" بالخفض ويتأولونه "قتل شركائهم أولادهم"، فيفرقون بين الفعل وفاعله، قال أبو عبيد: ولا أحب هذه القراءة؛ لما فيها من الاستكراه، والقراءة عندنا هي الأولى؛ لصحتها في العربية مع إجماع أهل الحرمين والبصرتين بالعراق عليها، وقال أبو علي: فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول والمفعول به مفعول المصدر، وهذا قبيح قليل في الاستعمال، ولو عدل عنها إلى غيرها كان أولى؛ ألا ترى أنه إذا لم يفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام وحال السعة مع اتساعهم في الظروف حتى أوقعوها مواقع لا يقع فيها غيرها نحو: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ}.
ثلاثون للهجر حولا كميلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/151]
ولا تلحني فيها فإني لحبها،.. أخاك مصاب القلب جم بلابله
ألا ترى أنه قد فصل بين أن واسمها بما يتعلق بخبرها ولو كان بغير الظرف لم يجز ذلك فإذا لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام مع اتساعهم في الظرف في الكلام، وإنما جاء في الشعر فأن لا يجوز في المفعول به الذي لم يتسع فيه بالفصل به أجدر، وقال الزمخشري: وأما قراءة ابن عامر بالفصل بينهما بغير الظرف فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر لكان سمجا مردودا، فكيف به في الكلام المنثور، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته.
قال: والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض المصاحف "شركائهم" مكتوبا بالياء ولو قريء بجر الأولاد والشركاء؛ لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب.
قلت: فإلى هذا الكلام وشبهه أشار الناظم يلوم قائله، ثم ذكر وجه هذه القراءة فقال:
674- وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ القَلُوصَ أَبِي مَزَا،.. دَةَ الأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلا
أي ومع كون الرسم شاهدا لقراءة ابن عامر وهو جر "شركائهم"، وأما نصب الأولاد فليس فيه إلا النقل المحض؛ لأن الرسم كما يحتمل نصب الأولاد يحتمل أيضا جرها كما سبق، وهو الذي رجحه أهل النحو على القول باتباع هذا الرسم؛ أي: مع شهادة هذا البيت الذي ورد أيضا بالفصل بين المضافين بالمفعول به، وهو ما أنشده الأخفش، ولعله أبو الحسن سعد بن مسعدة النحوي صاحب الخليل وسيبويه:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/152]
فزججتها بمزجة،.. زج القلوص أبي مزادة
أي زج أبي مزادة القلوص فالقلوص مفعول، ويروى: فزججتها متمكنا، ويروى: فتدافعت، قال الفراء في كتاب المعاني بعد إنشاده لهذا البيت: وهذا مما كان يقوله: نحويُّو أهل الحجاز، ولم نجد مثله في العربية، وقال في موضع آخر: ونحويُّو أهل المدينة ينشدون هذا البيت والصواب: زج القلوص بالخفض، وقال أبو العلاء أحمد بن سليم المعري "في كتاب شرح الجمل": واختار قوم أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمصدر كما يفصل بينهما بالظرف، قال: وليس ذلك ببعيد، وقد حكي أن بعض القراء قرأ: "فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ" على تقدير مخلف رسله وعده، قال: وزعموا أن عيسى ابن عمر أنشد هذا البيت:
فزججته متعرضا،.. زج القلوص أبي مزاح
قال: هكذا الرواية عنه، وقد روي أبي مزادة، قال أبو علي الفارسي: وجه ذلك على ضعفه وقلة الاستعمال له: أنه قد جاء في الشعر الفصل على حد ما قرأه، قال الطرماح:
يطفن بحوزي المراتع لم ترع،.. بواديه من قرع القسي الكنائن
قال: وزعموا أن أبا الحسن أنشد:
"زج القلوص أبي مزادة"
فهذان البيتان مثل قراءة ابن عامر، قال ابن جني في بيت الطرماح: لم نجد فيه بدا من الفصل؛ لأن القوافي مجرورة، قال: في زج القلوص فصل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/153]
بينهما بالمفعول به هذا مع قدرته على أن يقول:
زج القلوص أبو مزادة
كقولك سرني أكل الخبز زيد قال: وفي هذا البيت عندي دليل على قوة إضافة المصدر إلى الفاعل عندهم، وأنه في نفوسهم أقوى من إضافته إلى المفعول؛ ألا تراه ارتكب هنا الضرورة مع تمكنه من ترك ارتكابها؟؛ لا لشيء غير الرغبة في إضافة المصدر إلى الفاعل دون المفعول، قال أبو الحسن الحوفي: احتج ابن الأنباري لهذه القراءة فقال: قد جاء عن العرب: هو غلام إن شاء الله أخيك ففرق بـ: "إن شاء الله"، ويروى أن عبد الله بن ذكوان قال: سألني الكسائي عن هذا الحرف وما بلغه من قرائتنا فرأيته كأنه أعجبه، ونزع بهذا البيت:
تنفى يداها الحصى في كل هاجرة،.. نفي الدراهم تنقاد الصياريف
فنصب الدراهم ورواه غيره بخفض الدراهم، ورفع تنقاد على الصحة قلت: وإنما أعجب الكسائي؛ لأنه وافق عنده ما بلغه من جوازه لغة، ومثله ما أنشده غيره:
فداسهم دوس الحصاد الدائس
أي دوس الدائس الحصاد، وفي شعر أبي الطيب:
سقاها الحجى سقي الرياض السحائب
أي سقي السحائب الرياض.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/154]
قال أبو الحسن بن خروف: يجوز الفصل بين المصدر والمضاف إليه بالمفعول؛ لكونه في غير محله فهو في نية التأخير، ولا يجوز بالفاعل؛ لكونه في محله، وعليه قراءة ابن عامر.
قلت: وقد أنشد الشيخ أبو العلاء المعري في شرحه بيتا فيه الفصل بالفاعل وبالجار والمجرور معا وهو:
تمرّ على ما تستمرّ وقد شفت،.. غلائل عبد القيس منها صدورها
أي شفت عبد القيس غلائل صدورها منها.
وجاء الفصل أيضا بالمنادى المضاف أنشد ابن جني في كتاب الخصائص:
كأن برذون أبا عصام،.. زيد حمار دق باللجام
قال؛ أي: كأن برذون زيد يا أبا عصام حمار دق باللجام.
قلت: ووجدت في شعر أسند إلى الفرس معاوية يخاطب به عمرو بن العاص رحمهما الله تعالى:
نجوت وقد بل المرادي سيفه،.. من ابن أبي شيخ الأباطح طالب
أي من ابن أبي طالب شيخ الأباطح، ففصل بين مضاف ومضاف إليه وهو صفة لذلك المضاف والمضاف إليه، وابن أبي طالب هو: علي -رضي الله عنه-.
ولا يعد فيما استبعده أهل النحو من جهة المعنى، وذلك أنه قد عهد تقدم المفعول على الفاعل المرفوع لفظا، فاستمرت له هذه المرتبة مع الفاعل المرفوع تقديرا، فإن المصدر لو كان منونا لجاز تقدم المفعول على فاعله نحو أعجبني ضرب عمرا زيد، فكذا في الإضافة، وقد ثبت جواز الفصل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/155]
بين حرف الجر ومجروره مع شدة الاتصال بينهما أكثر من شدته بين المضاف والمضاف إليه في نحو قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}.
فإن قالوا: ما زائدة فكأنها ساقطة في اللفظ؛ لسقوطها في المعنى.
قلت: والمفعول المقدم هو في غير موضعه معنى، فكأنه مؤخر لفظا، ولا التفات إلى قول من زعم أنه لم يأت في الكلام المنثور مثله؛ لأنه نافٍ، ومن أسند هذه القراءة مثبت والإثبات مرجح على النفي بإجماع، ولو نقل لي هذا الزاعم عن بعض العرب أنه استعمله في النثر لرجع عن قوله: فما باله لا يكتفي بناقلي القراءة عن التابعين عن الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين ثم الذي حكاه ابن الأنباري فيه الفصل في غير الشعر بجملة مستقلة مركبة من فعل، وفاعل مع حرف شرط مما يقوي ما ذكرناه أنهم التزموا أن الفصل بالجار والمجرور لم يأت إلا في الشعر، وقد روت الرواة في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الفصل بهما وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم: "فهل أنتم تاركو لي صاحبي"، و"تاركوا لي أمرائي"؛ أي تاركوا صاحبي لي وتاركوا أمرائي لي فلم يبق لهم تعلق بأنه لم يأت في الكلام المنثور فصل بالمفعول ولا بالظرف ونحوه والله أعلم.
قال أبو القاسم الكرماني في لباب التفاسير: قراءة ابن عامر وإن ضعفت في العربية؛ للإحالة بين المضاف والمضاف إليه فقويت في الرواية عالية، وفي كتاب الخصائص لابن جني بأن ما يرد عن العربي مخالفا للجمهور إذا اتفق شيء من ذلك نظر في حال العربي، وفيما جاء به
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/156]
فإن كان فصيحا، وكان ما أورده مما يقبله القياس فإن الأولى أن يحسن الظن به، وقد يمكن أن يكون ذلك وقع إليه من لغة قديمة قد طال عهدها وعفا رسمها، أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن أبي الحجاج عن أبي خليفة الفضل ابن الحباب قال: قال ابن عون عن ابن سيرين: قال عمر بن الخطا رضي الله عنه: كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه، فجاء الإسلام، فتشاغلت عنه العرب بالجهاد وغزو فارس والروم، ولهيت عن الشعر وروايته، فلما كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب في الأمصار راجعوا رواية الشعر، فلم يئوبوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من هلك من العرب بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك وذهب عنهم كثيره. قال: وحدثنا أبو بكر عن أبي خليفة قال: قال يونس بن حبيب: قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرٌ؛ لجاءكم علم وشعر كثير. قال أبو الفتح: إذا كان الأمر كذلك لم يقطع على الفصيح يسمع منه ما يخالف الجمهور بالخطأ ما وجد طريق إلى تقبل ما يورده إذا كان القياس يعاضده.
قلت: وقد بينا وجه القياس في هذه القراءة، وقد حان نقلها من طريق صحيح وبالله التوفيق.
وقول الناظم رحمه الله: أبي مزادة الأخفش بفتح الهاء من مزادة؛ أراد أن يأتي بلفظ الشاعر، فأبقى الهاء ساكنة فلقيها سكون اللام في الأخفش فلزم تحريكها، ففتحها على حد قوله سبحانه: "الم الله".
في أول آل عمران، ولو أبدل الهاء تاء على الأصل وفتحها لكان له وجه؛ لأنه واصل وشاعرها أبدلها هاء للوقف، ولكن كان يفوت لفظ الحكاية، وكان بعض الشيوخ يجيزوا قراءته بالتاء، ولم نسمعه من الشيخ أبي الحسن -رحمه الله- إلا بالهاء، واتفق أني رأيت الشيخ الشاطبي -رحمه الله- في المنام، وسألته عنه أهو بالتاء أو بالهاء، فقال: بالهاء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/157]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (670 - وزيّن في ضمّ وكسر ورفع قت = ل أولادهم بالنّصب شاميّهم تلا
671 - ويخفض عنه الرّفع في شركاؤهم = وفي مصحف الشّامين بالياء مثّلا
672 - ومفعوله بين المضافين فاصل = ولم يلف غير الظّرف في الشّعر فيصلا
673 - كلله درّ اليوم من لامها فلا = تلم من مليمي النحو إلّا مجهّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 266]
674 - ومع رسمه زجّ القلوص أبي مزا = دة الاخفش النّحويّ أنشد مجملا
تلا ابن عامر: وكذلك زين بضم الزاي وكسر الياء ورفع لام قَتْلَ ونصب دال أَوْلادِهِمْ وخفض رفع همزة شُرَكاؤُهُمْ فتكون قراءة الباقين بفتح الزاي والياء ونصب لام قَتْلَ وخفض دال أَوْلادِهِمْ ورفع همزة شُرَكاؤُهُمْ ثم أفاد الناظم أن شُرَكاؤُهُمْ مرسوم بالياء في المصحف الذي بعثه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام، وتوجيه قراءة ابن عامر: أن زين فعل ماضي مبني للمفعول وقَتْلَ نائب الفاعل وأَوْلادِهِمْ بالنصب مفعول المصدر، وهو، وقَتْلَ مضاف وشُرَكاؤُهُمْ مضاف إليه وفصل مفعول المصدر وهو أَوْلادِهِمْ بين المضاف والمضاف إليه.
وقد خاض بعض نحاة البصرة في قراءة ابن عامر لما فيها من الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول. وقالوا: لا يصح الفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا بالظرف، ويكون ذلك في الشعر خاصة، ولا يكون في الكلام المنثور فضلا عن كلام الله تعالى. وقد نقل الناظم كلام النحاة في قوله: (ولم يلف غير الظرف في الشعر فيصلا) ومثل له بقوله: (كلله در اليوم من لامها) فقوله: (درّ) مضاف إلى الاسم الموصول وهو (من). وفصل بينهما باليوم وهو ظرف والتقدير: لله در من لامها اليوم. وفي قوله: (فلا تلم من مليمي النحو إلا مجهلا) إشارة إلى أن النحاة الذين انكروا هذه القراءة فريقان: فريق أنكرها لمخالفتها القياس وفصيح الكلام، وفريق أنكرها وجهل القارئ بها وهو ابن عامر- أي: نسبه للجهل- وكلا الفريقين آت بما يلام عليه لإنكاره قراءة متواترة وإن كان الفريق الأول أحسن حالا من الفريق الثاني. فقوله: (فلا تلم من مليمي النحو إلا مجهلا) معناه: لا تذم من هذين الفريقين إلا الفريق الثاني؛ لأنه تعدى طوره بطعنه في إمام من أئمة المسلمين أجمعت الأمة على جلالة قدرة وكمال ضبطه. وقوله: (ومع رسمه زجّ القلوص إلخ) معناه: أنه يعضد قراءة ابن عامر أمران: الأول: أن شُرَكاؤُهُمْ رسم في المصحف الشامي بالياء. الثاني: ما أنشده الأخفش عن بعض العرب (فزججتها) أي ضربتها بمزجة (زجّ القلوص أبي مزادة)، والشاهد فيه أن (زجّ) مصدر وهو مضاف إلى أبي مزادة و(القلوص) مفعول المصدر. وقد فصل بين المضاف والمضاف إليه، و(القلوص) الشابة من الإبل. وقوله:
[الوافي في شرح الشاطبية: 267]
(أنشد مجملا) رأي محسنا وهو حال من فاعل أنشد وهو الأخفش. وأقول: قراءة ابن عامر ثابتة بطريق التواتر وهو طريق قطعي. والقراءة إذا ثبتت بطريق التواتر لا تحتاج إلى ما يسندها من كلام العرب؛ بل تكون هي حجة يرجع إليها ويستشهد بها). [الوافي في شرح الشاطبية: 268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الزَّايِ وَكَسْرِ الْيَاءِ مِنْ (زُيِّنَ) وَرَفْعِ لَامِ (قَتْلُ)، وَنَصْبِ دَالِ (أَوْلَادَهُمْ) وَخَفْضِ هَمْزَةِ (شُرَكَائِهِمْ) بِإِضَافَةِ (قَتْلُ) إِلَيْهِ، وَهُوَ فَاعِلٌ فِي الْمَعْنَى، وَقَدْ فَصَلَ بَيْنَ الْمُضَافِ، وَهُوَ (قَتْلُ) وَبَيْنَ (شُرَكَائِهِمْ)، وَهُوَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ بِالْمَفْعُولِ، وَهُوَ (أَوْلَادَهُمْ)، وَجُمْهُورُ نُحَاةِ الْبَصْرِيِّينَ عَلَى أَنَّ هَذَا لَا يَجُوزُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَتُكُلِّمَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ بِسَبَبِ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَالَّذِي حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ (شُرَكَائِهِمْ) مَكْتُوبًا بِالْيَاءِ، وَلَوْ قَرَأَ بِجَرِّ (الْأَوْلَادِ وَالشُّرَكَاءِ) لِأَنَّ الْأَوْلَادَ شُرَكَاؤُهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ لَوَجَدَ فِي ذَلِكَ مَنْدُوحَةً.
(قُلْتُ): وَالْحَقُّ فِي غَيْرِ مَا قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ وَالتَّشَهِّي وَهَلْ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ الْقِرَاءَةُ بِمَا يَجِدُ فِي الْكِتَابَةِ مِنْ غَيْرِ نَقْلٍ؟ بَلِ الصَّوَابُ جَوَازُ مِثْلِ هَذَا الْفَصْلِ، وَهُوَ الْفَصْلُ بَيْنَ الْمَصْدَرِ وَفَاعِلِهِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ بِالْمَفْعُولِ فِي الْفَصِيحِ الشَّائِعِ الذَّائِعِ اخْتِيَارًا، وَلَا يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِضَرُورَةِ الشِّعْرِ وَيَكْفِي فِي ذَلِكَ دَلِيلًا هَذِهِ الْقِرَاءَةُ الصَحِيحَةُ الْمَشْهُورَةُ الَّتِي بَلَغَتِ التَّوَاتُرَ كَيْفَ وَقَارِئُهَا ابْنُ عَامِرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنِ الصَّحَابَةِ كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ عَرَبِيٌّ صَرِيحٌ مِنْ صَمِيمِ الْعَرَبِ فَكَلَامُهُ حَجَّةٌ وَقَوْلُهُ دَلِيلٌ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُوجَدَ اللَّحْنُ وَيُتَكَلَّمَ بِهِ فَكَيْفَ، وَقَدْ قَرَأَ بِمَا تَلَقَّى وَتَلَقَّنَ، وَرَوَى وَسَمِعَ وَرَأَى إِذْ كَانَتْ كَذَلِكَ فِي الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ الْمُجْمَعِ عَلَى اتِّبَاعِهِ وَأَنَا
[النشر في القراءات العشر: 2/263]
رَأَيْتُهَا فِيهِ كَذَلِكَ مَعَ أَنَّ قَارِئَهَا لَمْ يَكُنْ خَامِلًا، وَلَا غَيْرَ مُتَّبَعٍ، وَلَا فِي طَرَفٍ مِنَ الْأَطْرَافِ لَيْسَ عِنْدَهُ مَنْ يُنْكِرُ عَلَيْهِ إِذَا خَرَجَ عَنِ الصَّوَابِ، فَقَدْ كَانَ فِي مِثْلِ دِمَشْقَ الَّتِي هِيَ إِذْ ذَاكَ دَارُ الْخِلَافَةِ، وَفِيهِ الْمُلْكُ وَالْمَأْتَى إِلَيْهَا مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ فِي زَمَنِ خَلِيفَةٍ هُوَ أَعْدَلُ الْخُلَفَاءِ وَأَفْضَلُهُمْ بَعْدَ الصَّحَابَةِ الْإِمَامُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحَدُ الْمُجْتَهِدِينَ الْمُتَّبَعِينَ الْمُقْتَدَى بِهِمْ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَهَذَا الْإِمَامُ الْقَارِئُ أَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ مُقَلَّدٌ فِي هَذَا الزَّمَنِ الصَّالِحِ قَضَاءَ دِمَشْقَ وَمَشْيَخَتَهَا، وَإِمَامَةَ جَامِعِهَا الْأَعْظَمِ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ أَحَدِ عَجَائِبِ الدُّنْيَا، وَالْوُفُودُ بِهِ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ لِمَحَلِّ الْخِلَافَةِ وَدَارِ الْإِمَارَةِ، هَذَا وَدَارُ الْخِلَافَةِ فِي الْحَقِيقَةِ حِينَئِذٍ بَعْضُ هَذَا الْجَامِعِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا سِوَى بَابٍ يَخْرُجُ مِنْهُ الْخَلِيفَةُ وَلَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ هَذَا الْإِمَامِ أَنَّهُ كَانَ فِي حَلْقَتِهِ أَرْبَعُمِائَةِ عَرِيفٍ يَقُومُونَ عَنْهُ بِالْقِرَاءَةِ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهِمْ وَتَبَايُنِ لُغَاتِهِمْ وَشِدَّةِ وَرَعِهِمْ أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ شَيْئًا مِنْ قِرَاءَتِهِ، وَلَا طَعَنَ فِيهَا، وَلَا أَشَارَ إِلَيْهَا بِضَعْفٍ وَلَقَدْ كَانَ النَّاسُ بِدِمَشْقَ وَسَائِرِ بِلَادِ الشَّامِ حَتَّى الْجَزِيرَةِ الْفُرَاتِيَّةِ وَأَعْمَالِهَا لَا يَأْخُذُونَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ ابْنِ عَامِرٍ، وَلَا زَالَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ إِلَى حُدُودِ الْخَمْسِمِائَةِ. وَأَوَّلُ مَنْ نَعْلَمُهُ أَنْكَرَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ، وَغَيْرَهَا مِنَ الْقِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ وَرَكِبَ هَذَا الْمَحْذُورَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةٍ، وَقَدْ عُدَّ ذَلِكَ مِنْ سَقَطَاتِ ابْنِ جَرِيرٍ حَتَّى قَالَ السَّخَاوِيُّ: قَالَ لِي شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ: إِيَّاكَ وَطَعْنَ ابْنِ جَرِيرٍ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ، وَلِلَّهِ دَرُّ إِمَامِ النُّحَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ حَيْثُ قَالَ فِي كَافِيَتِهِ الشَّافِيَةِ:
وَحُجَّتِي قِرَاءَةُ ابْنِ عَامِرِ فَكَمْ لَهَا مَنْ عَاضِدٍ وَنَاصِرِ
وَهَذَا الْفَصْلُ الَّذِي وَرَدَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ فَصِيحِ كَلَامِهِمْ جَيِّدٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَيْضًا. أَمَّا وُرُودُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَقَدْ وَرَدَ فِي أَشْعَارِهِمْ كَثِيرًا، أَنْشَدَ مِنْ ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ وَالْأَخْفَشُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَثَعْلَبٌ، وَغَيْرُهُمْ مَا لَا يُنْكَرُ، مِمَّا يَخْرُجُ بِهِ كِتَابُنَا عَنِ الْمَقْصُودِ، وَقَدْ صَحَّ مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[النشر في القراءات العشر: 2/264]
" فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي " فَفَصَلَ بِالْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ بَيْنَ اسْمِ الْفَاعِلِ وَمَفْعُولِهِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ الضَّمِيرِ الْمَنْوِيِّ، فَفَصْلُ الْمَصْدَرِ بِخُلُوِّهِ مِنَ الضَّمِيرِ - أَوْلَى بِالْجَوَازِ، وَقُرِئَ (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ).
وَأَمَّا قُوَّتُهُ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى، فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ مَالِكٍ ذَلِكَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
(أَحَدُهَا): كَوْنُ الْفَاصِلِ فَضْلَةً فَإِنَّهُ لِذَلِكَ صَالِحٌ لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِهِ.
(الثَّانِي): أَنَّهُ غَيْرُ أَجْنَبِيٍّ مَعْنًى لِأَنَّهُ مَعْمُولٌ لِلْمُضَافِ وَهُوَ الْمَصْدَرُ.
(الثَّالِثُ): أَنَّ الْفَاصِلَ مُقَدَّرُ التَّأْخِيرِ لِأَنَّ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مُقَدَّمُ التَّقْدِيمِ لِأَنَّهُ فَاعِلٌ فِي الْمَعْنَى حَتَّى إِنَّ الْعَرَبَ لَوْ لَمْ تَسْتَعْمِلْ مِثْلَ هَذَا الْفَصْلِ لَاقْتَضَى الْقِيَاسُ اسْتِعْمَالَهُ لِأَنَّهُمْ قَدْ فَصَلُوا فِي الشِّعْرِ بِالْأَجْنَبِيِّ كَثِيرًا فَاسْتَحَقَّ بِغَيْرِ أَجْنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَزِيَّةٌ فَيُحْكَمُ بِجَوَازِهِ مُطْلَقًا، وَإِذَا كَانُوا قَدْ فَصَلُوا بَيْنَ الْمُضَافَيْنِ بِالْجُمْلَةِ فِي قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ: هُوَ غُلَامُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - أَخِيكَ، فَالْفَصْلُ بِالْمُفْرَدِ أَسْهَلُ، ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَدْ كَانُوا يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا، وَلَا يَرَوْنَ غَيْرَهَا، قَالَ ابْنُ ذَكْوَانَ: (شُرَكَائِهِمْ) بِيَاءٍ ثَابِتَةٍ فِي الْكِتَابِ وَالْقِرَاءَةِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ تَمِيمٍ شَيْخَهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ قَاضِي الْجُنْدِ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ قَالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فِي مُصْحَفِي وَكَانَ قَدِيمًا (شُرَكَائِهِمْ) فَمَحَى أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْيَاءَ وَجَعَلَ مَكَانَ الْيَاءِ وَاوًا، وَقَالَ أَيُّوبُ: ثُمَّ قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ شُرَكَاؤُهُمْ فَرَدَّ عَلَى يَحْيَى (شُرَكَائِهِمْ) فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ كَانَ فِي مُصْحَفِي بِالْيَاءِ فَحُكَّتْ وَجُعِلَتْ وَاوًا فَقَالَ يَحْيَى: أَنْتَ رَجْلٌ مَحَوْتَ الصَّوَابَ وَكَتَبْتَ الْخَطَأَ فَرَدَدْتُهَا فِي الْمُصْحَفِ عَلَى الْأَمْرِ الْأَوَّلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ زَيَّنَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَالْيَاءِ قَتْلَ بِنَصْبِ اللَّامِ أَوْلَادِهِمْ بِخَفْضِ الدَّالِ شُرَكَاؤُهُمْ بِرَفْعِ الْهَمْزَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {زين لكثير } [137] بضم الزاي وكسر الياء، {قتل} [137] بالرفع، و{أولادهم} [137] بالنصب و{شركاؤهم} [137] بالخفض، والباقون بفتح الزاي والياء ونصب اللام وخفض الدال ورفع الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (621 - زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع كر = أولاد نصب شركائهم بجر
622 - رفعٍ كدًا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (ك) ر = أولاد نصب شركائهم بجر
يعني قوله تعالى: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء على ما لم يسم فاعله قتل بالرفع على أنه نائب فاعل زين، ووجه قراءة ابن عامر من حيث فصل بين المضافين بالمفعول الذي هو أولادهم، وقد ورد الفصل في مثل ذلك بالمفعول في الفصيح من كلام العرب اختيارا، ولم يكن ذلك مخصوصا بضرورة الشعر كما ذكر بعضهم، ولا يلتفت إلى قول الزمخشري وغيره في تضعيفه كما بين ذلك في كتاب النشر والله تعالى أعلم قوله: (بجر) أي بجر رفع شركائهم فتبين للباقين فتح الزاي والياء ونصب قتل وخفض شركائهم كما سيأتي في البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 229]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (ك) ر = أولاد نصب شركائهم بجرّ
رفع (ك) دا أنّث يكن (ل) ى خلف (م) ا = (ص) بـ (ث) ق وميتة (ك) سا (ث) نا (د) ما
ش: أي: قرأ ذو كاف (كر) ابن عامر: وكذلك زيّن [الأنعام: 137] بضم الزاي وكسر الياء، وقتل بالرفع [و] أولادهم بالنصب [و] شركائهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/317]
بالجر.
والباقون زيّن بفتح الزاي والياء وقتل بالنصب، وأولدهم بالجر وشركاؤهم بالرفع.
وقرأ ذو ميم (ما) ابن ذكوان وصاد (صب) أبو بكر وثاء (ثق) [أبو جعفر] وإن لم تكن ميتة [الأنعام: 139] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
واختلف عن [ذي] لام (لى) هشام: فروى عنه غير الداجوني [التأنيث].
وروى زيد عن الداجوني من جميع طرقه: التذكير، ولم يرو الجماعة عن الداجوني غيره.
وروى الشذائي عنه التأنيث؛ كالجماعة، وكلاهما صحيح عن الداجوني إلا أن التذكير أشهر عنه.
وقرأ ذو كاف (كسا) ابن عامر وثاء (ثنا) [أبو جعفر] ودال (دما) ابن كثير ميتة [الأنعام: 139] بالرفع، والباقون بالنصب، وفهم من الإطلاق.
فصار ابن كثير وإن يكن [ميتة] بالتذكير والرفع، وابن ذكوان وهشام- في أحد وجهيه- وأبو جعفر بالتأنيث والرفع، وأبو بكر بالتأنيث والنصب، والباقون بالتذكير والنصب.
وجه قراءة الجماعة: أن زيّن [الأنعام: 137] [فعل] ماض [مبني للفاعل، وشركآؤهم فاعله، وقتل مفعوله؛ وهو مصدر مقدر بالفعل فيعمل] وأولدهم مفعوله، جر بإضافته إليه بعد حذف فاعله، أي: قتلهم؛ كقوله تعالى: من دعآء الخير [فصلت: 49]، والأصل: زين لكثير من المشركين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/318]
شركاؤهم أن قتلوا أولادهم.
ووجه قراءة ابن عامر: أن زيّن مبني للمفعول ونائبه قتل وأولادهم مفعول المصدر وشركاؤهم فاعله [جر بإضافته إليه ففيه حذف فاعل الفعل]، والفصل بين المتضايفين بالمفعول.
وقد أنكر جماعة هذه القراءة؛ متمسكين بأنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر خاصة على أنه أيضا مخالف للقواعد، وهو أن المتضايفين لشدة افتقارهما صارا كالكلمة الواحدة، وينزل الثاني منزلة التنوين بجامع التتميم، ولا يفصل بين حروف الكلمة، ولا بينها، وبين التنوين اتفاقا.
ثم اغتفروا [فصلهما] في الشعر؛ لضرورة الوزن؛ ففصلوا بظرف الزمان لمناسبة الذوات، والأحداث؛ بافتقارهما طليه، وعمومه بخلاف المكان وحملوا الفصل بالجار والمجرور عليه؛ لتقديره به.
والحق: أن الفصل وقع في سبع مسائل: ثلاثة منها جائزة في النظم والنثر:
الأولى من الثلاثة: الفصل إما بظرف وهم يسلمونه، وإما بمفعوله كقراءة ابن عامر، ومما جاء موافقا لها قول الشاعر:
... ... ... ... = فسقناهم سوق البغاث الأجادل
وقوله:
فزججتها بمزجّة = زجّ القلوص أبي مزاده
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/319]
وقوله:
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة = نفي الدّنانير تنقاد الصّياريف
وقوله:
يطفن بحوزى المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسيّ الكنائن
أي: من قرع الكنائن القسيّ.
وقوله:
يفركن حبّ السّنبل الكنافج = بالقاع فرك القطن المحالج
أي فرك المحالج القطن.
وقوله:
بعثت إليها من لساني رسالة = سقاها الحجا سقى الرّياض السّحائب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/320]
والجواب عن دليلهم: أن الشيء إذا شبه بالشيء لا يجب أن يعطى حكمه من كل وجه؛ ألا ترى إلى تخلفه في جواز الوقف على المضاف بخلاف الكلمة، وامتناع حذف المضاف إليه عند الوقف عليه بخلاف التنوين.
وهذا المختصر لا يحتمل الإطالة لا سيما في هذه المسألة؛ فإن المتأخرين قد أشفوا فيها الغليل؛ فجزاهم الله خيرا أجمعين.
[و] وجه التأنيث مع الرفع: جعل «كان» تامة؛ فرفع ميتة [الأنعام: 139]؛ لأنها فاعل، وأنث فعلها لتأنيث لفظها.
ووجهه مع النصب: جعلها ناقصة مضمرا اسمها على المعنى، أي: وإن تكن وإلا أن تكون، وأنث فعلها؛ لأن لفظ جمع التكسير [مؤنث، ونصب ميتة خبرها]، ويحتمل الحال على التمام.
ووجه التذكير مع الرفع جعلها تامة، ولم تؤنث؛ لأن فاعلها مجازي التأنيث [بمعنى «ميت»، أي: وإن يكن الذي في بطونها، وإلا أن يكون الموجود، وميتة بالنصب خبرها] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/321] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الآية: 137] فابن عامر زين بضم الزاي وكسر الياء بالبناء للمفعول "قتل" برفع اللام على النيابة عن الفاعل "أولادهم" بالنصب على المفعول بالمصدر "شركائهم" بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلا، وهي قراءة متواترة صحيحة وقارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندا وأقدمهم هجرة، من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء ومعاوية وفضالة بن عبيد، وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب، وكلامه حجة وقوله دليل؛ لأنه كان قبل أن يوجد اللحن، فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وسمع ورأى، إذ هي كذلك في المصحف الشامي، وقد قال بعض الحفاظ: إنه كان في حلقته بدمشق أربعمائة عريف يقومون عليه بالقراءة، قال: ولم يبلغنا عن أحد من السلف أنه أنكر شيئا على ابن عامر من قراءته ولا طعن فيها، وحاصل كلام الطاعنين كالزمخشري أنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر؛ لأنهما كالكلمة الواحدة أو أشبها الجار والمجرور، ولا يفصل بين حروف الكلمة ولا بين الجار ومجروره ا. هـ. وهو كلام غير معول عليه، وإن صدر عن أئمة أكابر؛ لأنه طعن في المتواتر،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/32]
وقد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم، وأوردوا من لسان العرب ما يشهد لصحتها نثرا ونظما بل نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد في قولهم غلام إن شاء الله أخيك وقرئ شاذا "مُخْلِفَ وَعْدَه رُسُلَه" بنصب وعده وخفض رسله، وصح قوله -صلى الله عليه وسلم: "فهل أنتم تاركو إلي صاحبي"، ففصل بالجار والمجرور، وقال في التسهيل: ويفصل في السعة بالقسم مطلقا وبالمفعول إن كان المضاف مصدرا نحو: أعجبني دق الثوب القصار، وقال صاحب المغرب: يجوز فصل المصدر المضاف إلى فاعله بمفعوله لتقدير التأخير، وأما في الشعر فكثير بالظرف وغيره منها قوله:
فسقناهم سوق البغال الأداجل
وقوله:
سقاها الحجى سقي الرياض السحائب
وقوله:
لله در اليوم من لامها
[إتحاف فضلاء البشر: 2/33]
وقوله:
فزججتها بمزجة... زج القلوص أبي مزاده
وقد علم بذلك خطأ من قال: إن ذلك قبيح أو خطأ أو نحوه، وأما من زعم أنه لم يقع في الكلام المنثور مثله فلا يعول عليه؛ لأنه ناف ومن أسند هذه القراءة مثبت وهو مقدم على النفي اتفاقا، ولو نقل إلى هذا الزاعم عن بعض العرب ولو أمة أو راعيا أنه استعمله في النثر لرجع إليه، فكيف وفيمن أثبت تابعي عن الصحابة عمن لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- فقد بطل قولهم وثبتت قراءته سالمة من المعارض، ولله الحمد.
وقرأ الباقون "زَين" بفتح الزاي والياء مبنيا للفاعل ونصب "قتل" به "أولادهم" بالخفض على الإضافة "شركاؤهم" بالرفع على الفاعلية بزين، وهي واضحة أي: زين لكثير من المشركين شركاؤهم إن قتلوا أولادهم بنحرهم لآلهتهم، أو بالوأد خوف العار والعيلة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/34]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركآؤهم} [137] قرأ الشامي بضم زاي {زين} وكسر يائه ورفع لام {قتل} ونصب دال {أولادهم} وخفض همزة {شركآئهم} والباقون بفتح الزاي والياء، ونصب لام {قتل} وكسر دال {أولادهم} ورفع همزة {شركآؤهم}.
وتكلم غير واحد من المفسرين والنحويين كابن عطية ومكي بن أبي طالبي والبيضاوي وابن جني والنحس والفارسي والزمخشري في قراءة الشامي
[غيث النفع: 593]
وضعفوها للفصل بين المضاف وهو {قتل} والمضاف إليه وهو {شركآئهم} بالمفعول وهو {أولادهم} وزعموا أن ذلك لا يجوز في النثر، وهو زعم فاسد لأن ما نفوه أثبته غيرهم.
قال الحافظ السيوطي في جميع الجوامع له: «مسألة: لا يفصل بين المتضايفين اختيارًا، إلا بمفعول وظرفه على الصحيح، وجوزه الكوفيون مطلقًا».
قال في شرحه همع الهوامع تبعًا لابن مالك وغيره: «وحسنه كون الفاصل فضلة، فإنه يصح بذلك لعدم الاعتداد، وكونه غير أجنبي من المضاف، أي: لأنه معموله،
[غيث النفع: 595]
ومقدر التأخير، أي: لأن المضاف إليه فاعل في المعنى» انتهى مع زيادة شيء للإيضاح.
والمثبت مقدم على النافي، لا سيما في لغة العرب، لاتساعها وكثرة التكلم بها.
روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «كان الشعر علم قوم، فلما جاء الإسلام اشتغلوا عنه بالجهاد والغزو، فلما تمهدت الأمصار هلك من هلك، راجعوه فوجدوا أقله، وذهب عنهم أكثره».
وروى عن أبي عمرو بن العلاء قال: «ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير».
قال أبو الفتح بن جني في خصائصه بعد أن نقل هذا: «فإذا كان الأمر كذلك لم يقطع على الفصيح يسمع منه ما يخالف الجمهور - بالخطأ» انتهى.
وأشدهم عليه الزمخشري، ونصه:
«وأما قراءة ابن عامر فشيء لو كان في مكان الضرورة، وهو الشعر، لكان سمجًا مردودًا، كما رد (زج القلوص أبي مزادة) فكيف به في الكلام المنثور، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته، والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض
[غيث النفع: 596]
المصاحف {شركآئهم} مكتوبًا بالياء، ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب» انتهى.
فانظر رحمك الله إلى هذا الكلام ما أبشعه وأسمجه وأقبحه، وما اشتمل عليه من الغلظة والفظاظة وسوء الأدب، فحكم على قراءة متواترة تلقاها سيد من سادات التابعين عن أعيان الصحابة، وهم تلقوها من أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرد والسماجة، ولا جراءة أ عظم من هذه الجراءة.
والحامل له على ذلك أنه يرى رأيًا فاسدًا واضح البطلان، وهو أن القراءات كلها آحاد، ولا متواتر فيها، ولذلك يطلق عنان القلم في تخطئة القراء في بعض المواضع، ولا يبالي بما يقول، وما زعم أنه سمج مردود وهو فصيح شائع ذائع.
وأدلة ذلك من الشعر كثيرة، ذكرها إمام النحاة أبو عبد الله محمد بن مالك في شرح الكافية، عند قوله فيها بعد ما ذكر جواز الفصل:
وحجتي قراءة ابن عامر = وكم لها من عاضد وناصر
فلا نطيل بها.
[غيث النفع: 597]
وأما أدلة ذلك من النثر فقراءة من قرأ {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} [إبراهيم: 47] بنصب (وعده) وجر (رسله).
وما روى منه في الصحيح كثير، كقوله صلى الله عليه وسلم: «فهل أنتم تاركو لي صاحبي».
وما حكاه ابن الأنباري عن العرب أنهم يفصلون بين المضاف والمضاف إليه بالجملة فيقولون: هذا غلام إن شاء الله ابن أخيك، وكان الأنباري صدوقًا دينًا ثقة حافظًا.
قال أبو علي القالي: «كان أبو بكر بن الأنباري يحفظ في ما ذكر ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن الكريم».
[غيث النفع: 598]
وقيل: إنه كن يحفظ مائة وعشرين تفسيرًا للقرآن الكريم بأسانيدها.
وما حكاه الكسائي من قوله: هذا غلام والله زيد بجر زيد بإضافة الغلام إليه، والفصل بينهما بالقسم.
فإن قلت: لقائل أن يقول القراءة شاذة والأحاديث مروية بالمعاني، وما ذكره ابن الأنباري والكسائي ليس كمسألتنا.
قلت: لا خلاف بينهم كما نقله السيوطي أن القراءة الشاذة تثبت بها الحجة في العربية.
ولو نقل لهذا المجترئ الحائد عن طريق الهدى ناقل لم يبلغ في الرتبة أدنى القراء، بل ولا عشر معشاره كلامًا ولو عن راع أو أمة من العرب لرجع إليه، وبنى قواعده عليه، والقرآن المتواتر الذي نقله ما لا يعد من العدول الفضلاء الأكابر، عن مثلهم، يحكم عليه بالرد والسماجة!.
أما الأحاديث فالأصل نقلها بلفظها، وادعاء أنها منقولة بالمعنى دعوى لا تثبت إلا بدليل، ومن مارس الأحاديث ورأى تثبت الصحابة والآخذين عنهم، رضي الله عنهم جميعًا، وتحريهم في النقل حتى إ نهم إذا شكوا في لفظ أتوا بجميع الألفاظ المشكوك فيها، أو تركوا روايته بالكلية علم علم يقين أنهم لا ينقلون الأحاديث إلا بألفاظها.
الفصل بالجملة فبالمفرد أولى، وهذا كله على جهة التنزل وإرخاء العنان، وإلا فالذي نقوله ولا نلتفت لسواه، أن القراءة المشهورة فضلاً عن المتواترة، كهذه، لا تحتاج إلى دليل، بل هي أقوى دليل، ومتى احتاج من هو في ضوء الشمس إلى ضوء النجوم.
[غيث النفع: 599]
وقد بنى النحويون قواعدهم على كلام تلقوه من العرب لم يبلغ في الصحة مبلغ القراءة الشاذة، ولا قاربها، وقبلوا من ذلك ما خرج عن القياس، كقولهم (استحوذ) وقياسه (استحاذ) كما تقول استقام واستجاب، وكقولهم: لدن غدوة بالنصب، والقياس الجر، وهو في العربية كثير، ليس هذا محل تتبعه.
والشامي هذا رحمه الله ممن يحتج بكلامه، لأنه من صميم العرب وفصائحهم، وكان قبل أن يوجد اللحن ويتكلم به، لأنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم - على قول وسنة إحدى وعشرين على قول آخر فكيف بما تلقاه ورواه عن كبار الصحابة رضي الله عنهم، كابي الدرداء وواثلة بن الأٍقع، ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهم.
بل نقل تلميذه الذماري أنه قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهو أعلى القراء السبعة سندًا.
وكان رحمه الله مشهورًا بالثقة والأمانة وكمال الدين والعلم، أفنى عمره في القراءة والإقراء، وأجمع علماء الأمصار على قبول نقله، والثقة به فيه.
وقد أخذ البخاري عن هشام بن عمار، وهو قد أخذ عن أصحاب أصحابه.
قال المحقق: «ولقد بلغنا عن هذا الإمام أنه كان في حلقته أربعمائة عريف يقومون عنه بالقراءة، ولم يبلغنا عن أحد من السلف على اختلاف مذاهبهم، وتباين لغاتهم، وشدة ورعهم، أنه أنكر على ابن عامر شيئًا من قراءته، ولا طعن فيها، ولا أشار إليها بضعف» اهـ.
ويكفي في فضله وجلالته أنه أفضل الخلفاء بعد الصحابة، المجمع على ورعه وفضله وعدالته، وهو عمر بن عبد العزيز جمع له بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء،
[غيث النفع: 600]
بمسجد دمشق، أحد عجائب الدنيا، وهي يومئذ دار الملك والخلافة، ومعدن للتابعين، ومحل محط رجال ال علماء من كل قطر.
وأعظم من هذا كله إجماع الصحابة على كتب {شركآئهم} في مصحف الشام بالياء، وقد نقل غير واحد من الثقات المتقدمين والمتأخرين أنهم رأوه فيه كذلك، بل نقل العلامة القسطلاني عن بعض الثقات أنه رآه في مصحف الحجاز كذلك.
فإن قلت: لو كان مصحف الحجاز كذلك لقرءوا كقراءته، لأن أهل كل قطر قراءتهم تابعة لرسم مصحفهم، ولم يثبت عن أحد من أهل الحجاز أنه قرأ كقراءة الشامي.
قلت: لا يلزم موافقة التلاوة للرسم، لأن الرسم سنة متبعة قد توافقه التلاوة، وقد لا توافقه، انظر كيف كتبوا {وجيئ} [الفجر: 23] بالألف قبل الياء، و{لأ أذبحنه} [النمل: 21] و{ولأ أوضعوا} [التوبة: 47] بألف بعد {لا} ومثل هذا كثير، والقراءة
[غيث النفع: 601]
بخلاف ما رسم، ولذلك حكم وأسرار، تدل على كثرة علم الصحابة ودقة نظرهم، تطلب من مظانها.
سمعت شيخنا رحمه الله تعالى يقول: ولو لم يكن للصحابة رضي الله عنهم من الفضائل إلا رسمهم المصحف، لكان ذلك كافيًا.
وقوله (والذي حمله على ذلك) إلى آخره يقتضي أن هذا السيد الجليل يقلد في قراءته المصحف، ولو لم يثبت عنده بذلك رواية، وحاشاه من ذلك، فإن هذا لا يستحله مسلم، فضلاً عن سيد من سادات التابعين، لأنه خرق للإجماع.
قال الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن الحاج في المدخل: «لا يجوز لأحد أن يقرأ بما في المصحف إلا بعد أن يتعلم القراءة على وجهها، أو يتعلم مرسوم المصحف، وما يخالف منه القراءة، فإن فعل غير ذلك فقد خالف ما أجمعت عليه الأمة».
وقوله (ولو قرأ ... إلخ) هذا أفحش وأقبح من ما قبله، لأنه يقتضي جواز القراءة بما تقتضيه العربية مع صحة المعنى، ولو لم ينقل، وهو محرم بالإجماع.
قال المحقق في نشره: «وأما ما وافق العربية والرسم، مع صحة المعنى، ولو لم ينقل ألبتة، فهذا رده أحق، ومنعه أشد، ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر، وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي، وكان
[غيث النفع: 602]
بعد الثلاثمائة، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان: وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجد في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل، قلت: وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقراء، وأجمعوا على منعه، وأوقف للضرب فتاب ورجع، وكتب عليه بذلك محضر، كما ذكره الحافظ أبو بكر بن الخطيب في تاريخ بغداد» اهـ.
وأدلة هذا من أقوال الصحابة والتابعين وأئمة القراء كثيرة، تركناها خوف الإطالة، والله أسأل أن يعامل الجميع بفضله ولطفه، آمين). [غيث النفع: 603]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}
{زَيَّنَ لِكَثِيرٍ}
- أدغم النون في اللام أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
[معجم القراءات: 2/551]
{زَيَّنَ ... قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ}
- قرأ الجمهور (زين ... قتل أولادهم شركاؤهم).
زين: مبني للفاعل.
شركاؤهم: فاعله.
قتل أولادهم: مفعول به، و(أولادهم) مجرور بالإضافة، من إضافة المصدر إلى المفعول، أي: زين لكثير من المشركين شركاؤهم أن أقتلوا أولادكم بنحرهم للآلهة، أو بالوأد خوف العار والعيلة.
ولا يستجيز الطبري غير هذه القراءة، وهي عند القرطبي أصح القراءات، وكذا عند أبي جعفر النحاس.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وأبو عبد الملك قاضي الجند، وعلي بن أبي طالب في رواية (زين.. قتل أولادهم شركاؤهم).
زين: مبني للمفعول.
قتل: نائب عن الفاعل لـ (زين).
[معجم القراءات: 2/552]
وأولادهم: على الجر بالإضافة.
شركاؤهم: مرفوع على إضمار فعل تقديره: زينه شركاؤهم.
وهذا تخريج سيبويه.
وقيل: (شركاؤهم) فاعل بالمصدر (قتل).
قال العكبري: (وفيه وجهان: أحدهما أنه مرفوع بفعل محذوف، كأنه قال: من زينه؟ فقال: شركاؤهم، أي زينه شركاؤهم، والقتل.. مضاف إلى المفعول.
والثاني: أن يرتفع شركاؤهم بالقتل؛ لأن الشركاء تثير بينهم القتل قبله، ويمكن أن يقع القتل منهم حقيقة).
وقال مكي: (ورفع (شركاء) حملًا على المعنى، كأنه قيل: من زينه لهم؟ قيل: شركاؤهم، وأضيفت (الشركاء) إليهم؛ لأنهم [هم] استخرقوها، وجعلوها شركاء لله تعالى عن ذلك، فباستخراقهم لها أضيفت إليهم).
- وقرأت فرقة، ونسبها مكي في المشكل إلى ابن عامر، (زين.. قتل أولادهم شركائهم).
زين: مبني للمفعول.
قتل: بالرفع، نائب عن الفاعل.
أولادهم: بالجر على الإضافة.
شركائهم: بالجر على البدل من الأولاد.
وعلى هذه القراءة فالشركاء هم الموءودون؛ لأنهم شركاء في النسب والمواريث.
[معجم القراءات: 2/553]
قال العكبري: (ويقرأ كذلك إلا أنه بجر أولادهم على الإضافة، وشركائهم بالجر أيضًا على البدل من الأولاد؛ لأن أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما).
- وقرأ ابن عامر وأهل الشام (زين.. قتل أولادهم شركائهم).
وذكر الفراء أنها كذلك في بعض مصاحف أهل الشام: (شركايهم).
زين: مبني للمفعول.
قتل: برفع اللام على النيابة عن الفاعل.
أولادهم: بالنصب على المفعول بالمصدر (قتل).
شركائهم: بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلًا.
وبذلك تكون قراءة ابن عامر على الفصل بين المصدر المضاف إلى الفاعل وما بعده بالمفعول وهو (أولادهم).
قال أبو حيان: (وهي مسألة مختلف في جوازها، فجمهور البصريين يمنعونها: متقدموهم ومتأخروهم، ولا يجيزون ذلك إلا في ضرورة الشعر.
وبعض النحويين أجازها، وهو الصحيح؛ لوجودها في هذه القراءة المتواترة المنسوبة إلى العربي الصريح المحض ابن عامر، الآخذ
[معجم القراءات: 2/554]
القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب، ولوجودها أيضًا في لسان العرب في عدة أبيات ... ولا التفات إلى قول ابن عطية: (وهذه قراءة ضعيفة في استعمال العرب، وذلك أنه أضاف الفعل إلى الفاعل وهو الشركاء، ثم فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، ورؤساء العربية لا يجيزون الفصل بالظروف في مثل هذا إلا في الشعر كقوله:
كما خط الكتاب بكف يومًا = يهودي يقارب أو يزيل
فكيف بالمفعول في أفصح كلام؟
ولكن وجهها على ضعفها أنها وردت شاذة في بيت أنشده أبو الحسن الأخفش:
فزججتها بمزجةٍ = زج القلوص أبي مزادة
وفي بيت الطرماح:
يطفن بجوزي المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسي الكنائن
انتهى كلام ابن عطية.
ولا التفات أيضًا إلى قول الزمخشري: إن الفصل بينهما يعني بين المضاف والمضاف إليه فشيء لو كان في مكان الضرورات، وهو الشعر، لكان سمجًا مردودًا، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته.
والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض المصاحف (شركايهم) مكتوبًا بالياء، ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب انتهى).
[معجم القراءات: 2/555]
[قال أبو حيان]: وأعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءةً متواترة، موجود نظيرها في لسان العرب في غير ما بيت، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقًا وغربًا، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم.
ولا التفات أيضًا لقول أبي علي الفارسي: هذا قبيح قليل الاستعمال، ولو عدل عنها -يعني ابن عامر- كان أولى؛ لأنهم لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام مع اتساعهم في الظرف، وإنما أجازوه في الشعر. انتهى.
[قال أبو حيان]: -وإذا كانوا قد فصلوا بين المضاف والمضاف إليه بالجملة في قول بعض العرب: هو غلام -إن شاء الله- أخيك، فالفصل بالمفرد أسهل، وقد جاء الفصل في اسم الفاعل في الاختيار. قرأ بعض السلف: (مخلف وعده رسله) بنصب (وعده) وخفض (رسله).
وقد استعمل أبو الطيب الفصل بين المصدر المضاف إلى الفاعل بالمفعول اتباعًا لما ورد عن العرب فقال:
بعثت إليه من لساني حديقة = سقاها الحيا سقي الرياض السحائب....)
انتهى كلام أبي حيان، وهو كلام طويل فيه بيان جيد للمسألة وأسلوب الخلاف فيها.
وقال العكبري في هذه القراءة: (وهو بعيد، إنما يجيء في ضرورة الشعر) أي الفصل بالمفعول بين المصدر ومعموله.
[معجم القراءات: 2/556]
وقال النحاس: (فأما ما حكاه أبو عبيد عن ابن عامر وأهل الشام فلا يجوز في كلام ولا شعر، وإنما أجاز النحويون التفريق بين المضاف والمضاف إليه في الشعر بالظرف؛ لأنه لا يفصل، فأما الأسماء غير الظرف فلحن).
وقال البيضاوي (وهو ضعيف في العربية..).
قال الشهاب: (تبع فيه الزمخشري وهو من سقطاته، وسوء أدبه على الله، الذي يخشى فيه الكفر كما قال في الانتصاف.
والقراءات السبعة [كذا] لابد فيها من نقل صحيح أو متواتر فيما عدا الأداء على المشهور، وأي مسلم يقدم على أن يقرأ كلام الله برأيه، ويتبع رسم المصحف من غير سماع خصوصًا هؤلاء الأئمة الأعلام الواقفين على دقائق الكلام، وهو يظن أن القرآن يقرأ بالرأي كما ذهب إليه بعض الجهلة مع أنه ليس بصحيح؛ لأنهم فرقوا بين المضاف الذي يعمل وغيره، فإن الثاني يفصل فيه بالظرف، والأول إذا كان مصدرًا ونحوه يفصل بمعموله مطلقًا؛ لأن إضافته في نية الانفصال، ومعموله مؤخر رتبة، ففصله كلافصل: فلذا ساغ فيه، ولم يخص بالشعر كغيره، كما صرح به ابن مالك.
وخطأ الزمخشري لعدم فرقه بينهما، وظنه أنه ضرورة مطلقًا.
وأما ادعاء حذف المضاف إليه من الأول، والمضاف من الثاني كما ذهب إليه السكاكي فتكلف نحن في غنى عنه، وكلام الله أحق أن تجري عليه القواعد، وترجع إليه، لا أن يرجع إلى غيره.
والعجب ممن أثبت تلك القواعد برواية واحد عن جاهلي من العرب، فإذا جاء إلى النظم توقف في الإثبات به ...).
[معجم القراءات: 2/557]
وقال مكي في الكشف: (وهذه القراءة فيها ضعف، للتفريق بين المضاف والمضاف إليه؛ لأنه إنما يجوز مثل هذا التفريق في الشعر، وأكثر ما يجوز في الشعر مع الظروف، لاتساعهم في الظروف وهو في المفعول في الشعر بعيد، فإجازته في القرآن أبعد).
- وقرأ بعض أهل الشام، ورويت عن ابن عامر (زين.. قتل أولادهم شركائهم) كالقراءة المتقدمة من حيث الفصل، غير أن الفعل: زين: بكسر الزاي وسكون الياء.
جاء في حاشية الجمل:
(زين: بكسر الزاي، بعدها ياء ساكنة على أنه فعل ماضٍ مبني للمفعول على حد: قيل، وبيع.
وقتل: مرفوع على ما لم يسم فاعله.
وأولادهم: بالنصب.
وشركائهم: بالخفض.
والتوجيه واضح مما تقدم...، غاية ما في الباب أنه أخذ من (زان) الثلاثي، وبني للمفعول فأعل ... اهـ. من السمين) انتهى.
{وَلِيَلْبِسُوا}
- قرأ إبراهيم النخعي (ليلبسوا) بفتح الباء، وقيل: هي لغة.
وذكر بعضهم أنه بمعنى الخلط.
- وقراءة الجمهور (ليلبسوا) بكسرها، من لبست عليه الأمر، وبمعنى لبس الثياب.
قال ابن جني: (المشهور في هذا لبست الثوب ألبسه، ولبست عليهم الأمر ألبسه، فإما أن تكون هذه لغة لم تتأد إلينا لبست عليهم
[معجم القراءات: 2/558]
الأمر ألبسه في معنى لبسته ألبسه، وإما أن تكون غير هذا، وهو أن يراد به شدة المخالطة في دينهم..).
وقال العكبري: (بكسر الباء، من لبست الأمر بفتح الباء في الماضي إذا شبهته.
ويقرأ في الشاذ بفتح الباء، قيل: إنها لغة، وقيل جعل الدين لهم كاللباس عليهم).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه بضم الهاء عن حمزة وغيره، انظر سورة الفاتحة الآية/7.
{شَاءَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
{فَعَلُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (ما فعلوهو..) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 2/559]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 09:37 PM

سورة الأنعام
[ من الآية (138) إلى الآية (140) ]

{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}

قوله تعالى: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بزعمهم) بضم الزاي، الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 250]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بزعمهم) [136، 138]: بضم الزاي علي). [المنتهى: 2/691] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {بزعمهم} (136، 138)، في الحرفين: بضم الزاي.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 283] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (بزعمهم) في الحرفين بضم الزّاي، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 365] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حِجْرٌ) بضم الحاء قَتَادَة، والحسن، وعبد الوهاب عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 548]
عمرو، والباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنها أشهر، وبتقديم الراء على الجيم طَلْحَة رواية الفياض، وهو رواية الزَّعْفَرَانِيّ، والْأَعْمَش، وروى عبد الوارث عن الحسن بفتح الحاء، الباقون بكسر الحاء وتقديم الجيم، (إِلَّا مَنْ نَشَاءُ) بالياء الخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (بِزَعْمِهِمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 549]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (669- .... .... .... .... = بِزَعْمِهِمُ الْحَرْفَانِ بِالضَّمِّ رُتِّلاَ). [الشاطبية: 53] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والزُّعم والزَّعم لغتان بمعي واحده؛ والفتح لغة أهل الحجاز والضم الأسد؛ ويكسر أيضًا لبعض قيس وتميم.
وقيل: الفتح في المصدر والضم في الاسم). [فتح الوصيد: 2/911] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([669] مكانات مد النون في الكل شعبةٌ = بزعمهم الحرفان بالضم رتلا
ب: (رتلا): أي: قرئ مرتلًا، أي: منفرجًا حروفه.
[كنز المعاني: 2/225]
ح: (مكانات): مبتدأ، ولم ينون للحكاية، (مد النون ... شعبةٌ): خبره، ولام التعريف في (الكل) عوض عن ضمير المبتدأ، (بزعمهم): مبتدأ، (الحرفان): مبتدأ ثانٍ، (رتلا): خبره، والجملة: خبر الأول، و(الحرفان رتلا) من باب: (السمن منوانِ بدرهم)، أي: الحرفان منه.
ص: يعني: أبو بكر شعبة مد نون {مكانتكم} في كل القرآن، يعني قرأ: (مكاناتكم) وذلك في خمسة مواضع، فالمكانات: جمع (مكانة)، والباقون: بالقصر، أي: حذف الألف على الإفراد، ومفرد الجنس يعطي معنى الجمع أيضًا كما مر.
وأما قوله تعالى: {هذا لله بزعمهم} في الموضعين [136 -137]، فالكسائي يضم الزاي، والباقون يفتحونها، وهما لغتان: الضم لبني أسد، والفتح للحجازيين). [كنز المعاني: 2/226] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: بزعمهم الحرفان مبتدأ نحو السمن منوان بدرهم؛ أي: الموضعان منه رتلا بالضم، وليس مثل ما تقدم من قوله: واليسع الحفان فقد سبق أنه لو قال: ثم الحرفين بالنصب لكان أجود، وأما هنا فالرفع لا غير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/146] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (669 - .... .... .... .... .... = بزعمهم الحرفان بالضّمّ رتّلا
....
وقرأ الكسائي لفظ بِزَعْمِهِمْ* في الحرفين أي الموضعين: فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ولا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ. بضم الزاي فتكون قراءة غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 266] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِزَعْمِهِمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الزَّايِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/263] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {بزعمهم} في الموضعين [136، 138] بضم الزاي، والباقون بفتها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
في الكلّ (ص) ف ومن يكون كالقصص = (شفا) بزعمهم معا ضمّ (ر) مص
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر مكاناتكم بألف بعد النون على الجمع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/316]
حيث وقع وهو: اعملوا على مكاناتكم، [و] وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكاناتكم بهود [الآية: 121]، ولمسخناهم على مكاناتهم في يس [الآية: 67]، [و] قل يا قوم اعملوا على مكاناتكم بالزمر [الآية: 39]، والباقون بحذف الألف.
وقرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف من يكون له عاقبة الدار هنا [الآية: 135] والقصص [الآية: 37] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو راء (رمص) الكسائي هذا لله بزعمهم [الأنعام: 136]، وإلا من نشاء بزعمهم [الأنعام: 138] بضم الزايين، والباقون بفتحهما.
وجه توحيد «مكانة»: إرادة الجنس.
ووجه [الجمع]: النص على الأفراد، والتنبيه على الأنواع.
ووجه تذكير يكون: أن [تأنيث] فاعله مجازي؛ لأنه مصدر، وقد فصل بينهما.
ووجه تأنيثه: أنه مسند إلى مؤنث لفظا.
ووجه «الزعم»: أن الفتح لغة الحجاز، والضم لغة أسد، وتكسره تميم وبعض قيس.
وقيل: الفتح مصدر «زعم»، [أي:] شك، والضم اسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/317] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "حجر" بضم الحاء والجيم، أما مصدر كحكم أو جمع حجر بالفتح أو الكسر كسقف وسقف وجذع وجذع، وعن الحسن "حجرا" بضم الحاء وسكون الجيم مخفف المضموم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/34]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "حُرِّمَتْ ظُهُورُها" [الآية: 138] بإدغام التاء في الظاء أبو عمرو والأزرق وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/35]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق راء "افتراء عليه" و"افتراء على الله" بخلفه والوجهان في جامع البيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/35]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" الهاء "من سيجزيهم" يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/35]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بزعمهم} [136 138] معًا، قرأ علي بضم الزاي، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 593] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}
{أَنْعَامٌ}
- قرأ أبان بن عثمان (نعم) على الإفراد، والمراد به الجنس.
- وقراءة الجماعة (أنعام) على الجمع.
{حِجْرٌ}
- قراءة السبعة (حجر) بكسر الحاء وسكون الجسم، ومعناه: محرم.
- وقرأ الحسن وقتادة (حجر) بفتح الحاء وسكون الجيم.
[معجم القراءات: 2/559]
- وقرأ الحسن وقتادة والأعرج وهي رواية عن أبي عمرو (حجر) بضم الحاء وسكون الجيم، وهو مخفف المضموم.
- وقرأ ابن مسعود (.. وحرث حجرًا) كذا منونًا منصوبا.
- وقراءة أبان بن عثمان وعيسى بن عمر والمطوعي (حجر) بضم الحاء والجيم، وهو إما مصدر كحلم، أو جمع حجر بالفتح، أو الكسر، كسقف، وسقف، وجذع وجذع.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وابن الزبير وعكرمة وعمرو بن دينار والأعمش (حرج) بكسر الحاء، وتقديم الراء وخرج على القلب، فمعناه: حجر، أو من الحرج وهو التضييق.
وذكر العكبري أنه قد يكون أصله: حرج بفتح الحاء وكسر الراء، ولكنه خفف ونقل مثل: فخذ وفخذ.
- وقراءة الأزرق وورش في (حجر) بترقيق الراء.
{نَشَاءُ}
- تقدم حكم الهمز في أمثاله، انظر الآيتين/142 و213 من سورة
[معجم القراءات: 2/560]
البقرة، والآية/40 من سورة المائدة.
{بِزَعْمِهِمْ}
- تقدمت القراءة (بزعمهم) في الآية/136.
{حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا}
- قرأ قالون وابن كثير وعاصم بإظهار التاء عند الظاء.
- وأدغم التاء فيها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف والأزرق وورش.
{افْتِرَاءً}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{سَيَجْزِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (سيجزيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين (سيجزيهم) بكسرها لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 2/561]

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (55 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَإِن يكن ميتَة} 139
فَقَرَأَ ابْن كثير {وَإِن يكن ميتَة} بِالْيَاءِ و{ميتَة} رفعا خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر (وَإِن تكن) بِالتَّاءِ {ميتَة} رفعا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (وَإِن تكن) بِالتَّاءِ {ميتَة} نصبا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وَإِن يكن} بِالْيَاءِ {ميتَة} نصبا
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَإِن يكن} بِالْيَاءِ {ميتَة} نصبا). [السبعة في القراءات: 270 - 271]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وإن تكن) بالتاء، شامي، ويزيد، وأبو بكر (ميتة) رفع
[الغاية في القراءات العشر: 250]
(مكي) شامي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 251]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإن تكن) [139]: بالتاء دمشقي إلا الداجون عن هشام، ويزيد،
[المنتهى: 2/691]
والمفضل، وأبو بكر غير علي.
(ميتة) [139]: رفع: مكي، دمشقي، ويزيد). [المنتهى: 2/692]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (وإن تكن) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 210]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر (ميتة) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {وإن تكن} (139): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 283]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر: {ميتة} (139): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر وأبو جعفر وابن عامر: (وإن تكن) بالتّاء،
[تحبير التيسير: 365]
والباقون بالياء.
ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر (ميتة) بالرّفع، والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 366]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَالِصَةً) بالنصب قَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وقرأ الشيزري، والإنطاكي عن أبي جعفر، والأصمعي عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة (خَالِصُهُ) بالهاء رفع في الوصل، الباقون بالتاء والرفع، وهو الاختيار لقوله: (مَا فِي بُطُونِ)، (وَإِنْ يَكُنْ) بالتاء دمشقي غير الدَّاجُونِيّ والمفضل، وأبو بكر غير أن الحسن وابن جبير، وأبو جعفر، وشيبة، ووهيب عن أبي عمرو، والْأَعْمَش، وطَلْحَة (إِلَّا أَنْ تَكُونَ) بالتاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وابن عقيل عن شِبْل عن ابْن كَثِيرٍ، وأبو جعفر، وشيبة، ودمشقي غير الدَّاجُونِيّ عن هشام، والزناب، والْأَعْمَش، وهارون، ومحبوب والجهضمي، وطَلْحَة، الباقون بالياء فيهما، وهو الاختيار لقوله: (فَهُم فِيهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([139]- {وَإِنْ يَكُنْ} بالتاء: ابن عامر وأبو بكر.
[139]- {مَيْتَةً} رفع: ابن كثير وابن عامر). [الإقناع: 2/644]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (675 - وَإِنْ يَكُنَ أنِّثْ كُفْؤَ صِدْقٍ وَمَيْتَةٌ = دَنَا كَافِيًا .... .... .... ). [الشاطبية: 53]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([675] وإن يكن أنث (كـ)فؤ (صـ)دقٍ وميتةٌ = (د)نا (كـ)افيًا وافتح حصاد (كـ)ذى (حـُ)لا
[676] (نـ)ما وسكون المعز (حصنٌ) وأنثوا = يكون (كـ)ما (فـ)ي (د)ينهم ميتةٌ (كـ)لا
اتفق أبو بكر وابن عامر على تأنيث {تكن}. إلا أنهما مختلفان في المعنى؛ لأن أبا بكر مع التأنيث ينصب (ميتة)؛ والتقدير على قراءته: وإن تكن الأجنة ميتة.
وأما ابن عامر، فإنه يرفع {الميتة}، فتكون (كان) في قراءته تامة بمعنى الحدوث والوقوع. وكذلك ابن كثير في قراءته {يكن}.
ورفع {الميتة}، هي على ذلك بمعنى الحدوث والوقوع.
ومن قرأ {يكن}، ونصب {الميتة}، فالتقدير: وإن يكن ما في بطونها ميتة.
و(كفؤ صدق)، منصوب على الحال من الفاعل في (أنث .و(كافيًا)، منصوب على الحال من الفاعل في (دنا) ). [فتح الوصيد: 2/916]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [675] وإن تكن أنث كفؤ صدقٍ وميتةٌ = دنا كافيًا وافتح حصاد كذي حلا
[676] نما وسكون المعز حصن وأنثوا = يكون كما في دينهم ميتةٌ كلا
ب: (حلا): جمع (حلية)، (نما): من النمو، وهو الزيادة، (الكلاءة): الحراسة.
ح: (إن تكن): مفعول (أنث)، ألقيت حركة الهمز على نون (تكن)، فحذفت ضرورة، (كفؤ صدق): حال، (وميتةٌ): مبتدأ، (دنا): خبره، وضميره: لـ (ميتة) على تأويل اللفظ، (كافيًا): حال منه، (حصاد): مفعول (افتح) وكسر على سبيل الحكاية، (كذي): نصب على الحال، أي: مثل صاحب حلا، (نما): فعل ماضٍ صفة (ذي)، (سكون): مبتدأ، (حصنٌ): خبره،
[كنز المعاني: 2/233]
(تكون): مفعول (أنثوا)، (كما في دينهم): منصوب المحل على الحال، أي: كما في عادتهم من الرفع على أن (كان) تامة، ونصب الخبر على إضمار الاسم: (ميتةٌ كلا): مبتدأ وخبر.
ص: يعني قرأ ابن عامر وأبو بكر: (وإن تكن ميتةٌ فهم فيه شركاء) [139] بتأنيث (تكن)، والباقون: بتذكيره.
وقرأ ابن كثير وابن عامر: {ميتةٌ} بالرفع ويعلم الرفع من الإطلاق، والباقون بالنصب.
فيكون لابن عامر التأنيث والرفع على أن (كان) تامة، ولأبي بكر: التأنيث والنصب على: (وإن تكن الأجنة ميتةً)، ولابن كثير: التذكير والرفع على أن {كان} تامة، وتأنيث الفاعل غير حقيقي، وللباقين: التذكير والنصب على: (وإن يكن ما في بطنها ميتةً).
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم: {يوم حصاده} [141] بفتح الحاء، والباقون: بكسرها، وهما لغتان: الكسر للحجازيين، والفتح لنجد.
[كنز المعاني: 2/234]
وقرأ نافع والكوفيون: {ومن المعز اثنين} [143] بسكون العين، والباقون: بفتحها، وهما لغتان اسما جمع لـ (ماعز)، نحو: (صاحب) و (صحبٍ)، و (خادم) و (خدم).
وقرأ ابن عامر وحمزة وابن كثير: {إلا أن تكون ميتةٌ} [145] بتأنيث {تكون}، والباقون: بالتذكير.
وقرأ ابن عامر وحده برفع {ميتةٌ}، والباقون: بالنصب.
فيكون: لابن عامر التأنيث والرفع على أن {كان} تامة، ولحمزة وابن كثير التأنيث والنصب على تقدير: إلا أن تكون المأكولة، أو النفس أو الجثة، أو الطعمة ميتةً، وللباقين: التذكير والنصب على: أن يكون المأكول أو الشيء ميتةً). [كنز المعاني: 2/235] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (675- وَإِنْ يَكُنَ انِّثْ "كُـ"ـفْؤَ صِدْقٍ وَمَيْتَةٌ،.. "دَ"نَا "كَـ"ـافِيًا وَافْتَحْ حِصَادِ "كَـ"ـذِي "حُـ"ـلا
فتح نون يكن بإلقاء حركة همزة أنث إليها ثم حذف الهمزة وكسر الدال من حصاد على حكاية لفظ القرآن وكفؤ صدق منصوب على الحال وكذا كافيا وكذى حلا في موضع الحال؛ أي: كائنا كصاحب حلا وهو جمع حلية أراد: "وإن تك ميتة فهم فيه شركاء"، فرفع ميتة على أن كان تامة؛ أي: وإن يوجد في بطنها ميتة، وتأنيث ميتة غير حقيقي فلهذا ذكر ابن كثير، ومن نصب ميتة وأنث تكن قدر وإن تكن الأجنة ميتة وهي قراءة أبي بكر، وقراءة الباقين على: وإن يكن ما في بطونها ميتة، وقول الناظم رحمه الله: وميتة يعني بالرفع، وإطلاقه دال على ذلك). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/158]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (675 - وإن يكن انّث كفؤ صدق وميتة = دنا كافيا وافتح حصاد كذي حلا
676 - نما وسكون المعز حصن وأنّثوا = يكون كما في دينهم ميتة كلا
قرأ ابن عامر وشعبة: وإن تكن ميتة بتاء التأنيث في يَكُنْ فتكون قراءة غيرهما بياء التذكير، وقرأ ميتة بالرفع كما لفظ به ابن كثير وابن عامر، فتكون قراءة غيرهما بالنصب.
فيتحصل: أن ابن عامر يقرأ بتأنيث يَكُنْ ورفع مَيْتَةً وأن شعبة يقرأ بالتأنيث والنصب.
وأن ابن كثير يقرأ بالتذكير والرفع. وأن الباقين بالتذكير والنصب). [الوافي في شرح الشاطبية: 268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (110- .... .... .... .... .... = يَكُونَ يَكُنْ أَنِّثْ وَمَيْتَةً انْجَلَا
111 - بِرَفْعِ مَعًا عَنْهُ وَذَكِّر يَكُونَ فُزْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يكون يكن أنث وميتة انجلا برفع معًا عنه، أي اقرأ مرموز (ألف) انجلا وهو أبو جعفر {إلا أن يكون ميتة} [145] {وإن يكنميتة} [139] بالتأنيث فيهما، و{ميتة} بالرفع والتشديد كما تقدم، وعلم من الوفاق أنه ليعقوب بالتذكير فيهما ونصب {ميتة} ولخلف كذلك فيهما
[شرح الدرة المضيئة: 128]
بالتذكير والرفع، فخالف صاحبه في {يكون} ووافقه في {يكن} وإليه أشار بقوله: وذكر يكون فز). [شرح الدرة المضيئة: 129] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الدَّاجُونِيِّ، فَرَوَى زَيْدٌ عَنْهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ التَّذْكِيرَ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَرْوِ الْجَمَاعَةُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ غَيْرَهُ، وَرَوَى الشَّذَائِيُّ عَنْهُ التَّأْنِيثَ فَوَافَقَ الْجَمَاعَةَ.
(قُلْتُ): وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ إِلَّا أَنَّ التَّذْكِيرَ أَشْهَرُ عَنْهُ، وَبِهِ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/265]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَيْتَةً فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ التَّاءِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي تَشْدِيدِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وأبو بكر وابن عاصم سوى الداجوني عن هشام {وإن يكن} [139] بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 514]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن عامر {ميتةً} [139]، بالرفع، والباقون بالنصب، وذكر تشديد أبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (622- .... أنّث يكن لي خلف ما = صب ثق وميتةٌ كسا ثنا دما
623 - والثّان كم ثنّى .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (624- .... .... يكون إذ حمًا نفا = روى .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رفع (ك) دا أنّث يكن (ل) ي خلف (م) ا = (ص) ب (ث) ق وميتة (ك) سا (ث) نا (د) ما
يعني قوله تعالى: وإن يكن ميتة بالتأنيث هشام بخلاف عنه وابن ذكوان وشعبة وأبو جعفر، والباقون بالتذكير، وقرأ «ميتة فهم» بالرفع على اللفظ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير، والباقون بالنصب وتقدم تشديد أبي جعفر لميّتة فتصير خمس قراءات في قوله «وإن يكن ميتة».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 229]
والثّان (ك) م (ث) نّى حصاد افتح (ك) لا = (حما) (ن) ما والمعز حرّك (حقّ) (ل) ا
أي الثاني من هذه السورة وهو قوله تعالى: أن يكون ميتة ابن عامر وأبو جعفر، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (م) نى يكون (إ) ذ (حما) (ن) فا = (روى) تذكّرون (صحب) خفّفا
يعني «إلا أن يكون ميتة» قرأه بالتذكير على لفظه نافع وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، وتقدم رفع «ميتة» ونصبها آنفا وتشديدها وتخفيفها في البقرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (ك) ر = أولاد نصب شركائهم بجرّ
رفع (ك) دا أنّث يكن (ل) ى خلف (م) ا = (ص) بـ (ث) ق وميتة (ك) سا (ث) نا (د) ما
ش: أي: قرأ ذو كاف (كر) ابن عامر: وكذلك زيّن [الأنعام: 137] بضم الزاي وكسر الياء، وقتل بالرفع [و] أولادهم بالنصب [و] شركائهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/317]
بالجر.
والباقون زيّن بفتح الزاي والياء وقتل بالنصب، وأولدهم بالجر وشركاؤهم بالرفع.
وقرأ ذو ميم (ما) ابن ذكوان وصاد (صب) أبو بكر وثاء (ثق) [أبو جعفر] وإن لم تكن ميتة [الأنعام: 139] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
واختلف عن [ذي] لام (لى) هشام: فروى عنه غير الداجوني [التأنيث].
وروى زيد عن الداجوني من جميع طرقه: التذكير، ولم يرو الجماعة عن الداجوني غيره.
وروى الشذائي عنه التأنيث؛ كالجماعة، وكلاهما صحيح عن الداجوني إلا أن التذكير أشهر عنه.
وقرأ ذو كاف (كسا) ابن عامر وثاء (ثنا) [أبو جعفر] ودال (دما) ابن كثير ميتة [الأنعام: 139] بالرفع، والباقون بالنصب، وفهم من الإطلاق.
فصار ابن كثير وإن يكن [ميتة] بالتذكير والرفع، وابن ذكوان وهشام- في أحد وجهيه- وأبو جعفر بالتأنيث والرفع، وأبو بكر بالتأنيث والنصب، والباقون بالتذكير والنصب.
وجه قراءة الجماعة: أن زيّن [الأنعام: 137] [فعل] ماض [مبني للفاعل، وشركآؤهم فاعله، وقتل مفعوله؛ وهو مصدر مقدر بالفعل فيعمل] وأولدهم مفعوله، جر بإضافته إليه بعد حذف فاعله، أي: قتلهم؛ كقوله تعالى: من دعآء الخير [فصلت: 49]، والأصل: زين لكثير من المشركين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/318]
شركاؤهم أن قتلوا أولادهم.
ووجه قراءة ابن عامر: أن زيّن مبني للمفعول ونائبه قتل وأولادهم مفعول المصدر وشركاؤهم فاعله [جر بإضافته إليه ففيه حذف فاعل الفعل]، والفصل بين المتضايفين بالمفعول.
وقد أنكر جماعة هذه القراءة؛ متمسكين بأنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر خاصة على أنه أيضا مخالف للقواعد، وهو أن المتضايفين لشدة افتقارهما صارا كالكلمة الواحدة، وينزل الثاني منزلة التنوين بجامع التتميم، ولا يفصل بين حروف الكلمة، ولا بينها، وبين التنوين اتفاقا.
ثم اغتفروا [فصلهما] في الشعر؛ لضرورة الوزن؛ ففصلوا بظرف الزمان لمناسبة الذوات، والأحداث؛ بافتقارهما طليه، وعمومه بخلاف المكان وحملوا الفصل بالجار والمجرور عليه؛ لتقديره به.
والحق: أن الفصل وقع في سبع مسائل: ثلاثة منها جائزة في النظم والنثر:
الأولى من الثلاثة: الفصل إما بظرف وهم يسلمونه، وإما بمفعوله كقراءة ابن عامر، ومما جاء موافقا لها قول الشاعر:
... ... ... ... = فسقناهم سوق البغاث الأجادل
وقوله:
فزججتها بمزجّة = زجّ القلوص أبي مزاده
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/319]
وقوله:
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة = نفي الدّنانير تنقاد الصّياريف
وقوله:
يطفن بحوزى المراتع لم يرع = بواديه من قرع القسيّ الكنائن
أي: من قرع الكنائن القسيّ.
وقوله:
يفركن حبّ السّنبل الكنافج = بالقاع فرك القطن المحالج
أي فرك المحالج القطن.
وقوله:
بعثت إليها من لساني رسالة = سقاها الحجا سقى الرّياض السّحائب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/320]
والجواب عن دليلهم: أن الشيء إذا شبه بالشيء لا يجب أن يعطى حكمه من كل وجه؛ ألا ترى إلى تخلفه في جواز الوقف على المضاف بخلاف الكلمة، وامتناع حذف المضاف إليه عند الوقف عليه بخلاف التنوين.
وهذا المختصر لا يحتمل الإطالة لا سيما في هذه المسألة؛ فإن المتأخرين قد أشفوا فيها الغليل؛ فجزاهم الله خيرا أجمعين.
[و] وجه التأنيث مع الرفع: جعل «كان» تامة؛ فرفع ميتة [الأنعام: 139]؛ لأنها فاعل، وأنث فعلها لتأنيث لفظها.
ووجهه مع النصب: جعلها ناقصة مضمرا اسمها على المعنى، أي: وإن تكن وإلا أن تكون، وأنث فعلها؛ لأن لفظ جمع التكسير [مؤنث، ونصب ميتة خبرها]، ويحتمل الحال على التمام.
ووجه التذكير مع الرفع جعلها تامة، ولم تؤنث؛ لأن فاعلها مجازي التأنيث [بمعنى «ميت»، أي: وإن يكن الذي في بطونها، وإلا أن يكون الموجود، وميتة بالنصب خبرها] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/321] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
صار ابن عامر وأبو جعفر في إلا أن تكون [ميتة] [الأنعام: 145] بالتأنيث والرفع، وابن كثير وحمزة بالتأنيث والنصب، والباقون بالتذكير والنصب.
ووجه الثلاثة تقدم في وإن يكن مّيتة [الأنعام: 139].
ووجه وجهي حصاده: أنهما لغتان، قال الفراء: الكسر للحجاز، والفتح لنجد وتميم.
وقال سيبويه: الأصل الكسر، والفتح تخفيف.
وجه تشديد تذكرون: أن أصله «تتذكرون» بتاء المضارعة وتاء «التفعل» ومعناه هنا: حصول الفعل بالتراخي والتكرار، فخفف بإدغام التاء، وتقدم تمامه في تظهرون [البقرة: 85].
ووجه كسر إن وتشديدها: الاستئناف، والأصل: وهذا نصب: اسمها، وصرطي خبرها، وفاء فاتّبعوه عاطفة للجمل.
ووجه فتح وأنّ مع التشديد: تقدير اللام، والأصل، أي: ولأن هذا صراطي، وهو قياس بتقدير سيبويه في [نحو]: وأنّ المسجد لله [الجن: 18].
وقال الفراء: معموله «اتل»، وجاز جرها بتقدير: «وصاكم به» وبأن على أصل الكوفيين.
ووجه الفتح معه: ما تقدم مع التشديد، ثم خفف على اللغة القليلة.
ووجه تذكير يأتيهم: أن فاعله مذكر.
ووجه تأنيثه: أن لفظه مؤنث كما تقدم في فنادته الملائكة [آل عمران: 39] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/323] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "خالصة" برفع الصاد والهاء وبحذف التنوين على أنه مبتدأ، ولذكورنا خبره والجملة خبر الموصول والجمهور خالصة بالتأنيث إما حملا على المعنى؛ لأن الذي في بطونها أنعام ثم حمل على اللفظ في قوله: ومحرم وإما للمبالغة كعلامة ونسابة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/35]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وإن تكن ميتة" [الآية: 141] فنافع وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف يكن بالتذكير ميتة بالنصب وافقهم اليزيدي، والأعمش وقرأ ابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام، وكذا أبو جعفر تكن بالتأنيث ميتة بالرفع وافقهما ابن محيصن وأبو جعفر على أصله في تشديد ميتة، وقرأ ابن كثير والداجوني من أشهر طرقه عن هشام يكن بالتذكير ميتة بالرفع فلا خلاف عن هشام في رفع ميتة، وقرأ أبو بكر تكن بالتأنيث ميتة بالنصب وافقه الحسن، والتذكير والتأنيث واضحان،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/35]
ومن نصب ميتة فعلى خبر كان الناقصة، ومن رفع فعلى جعلها تامة، ويجوز أن يكون خبرها محذوفا أي: وإن يكن هناك ميتة فتكون ناقصة أيضا "وضم" الهاء من "سيجزيهم" يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكن ميتة} [139] قرأ الشامي وشعبة بالتاء، على التأنيث، والباقون بالياء، على التذكير، وقرأ المكي والشامي {ميتة} برفع التاء، والباقون بالنصب، فصار نافع والبصري وحفص والأخوان بتذكير {يكن} ونصب {ميتة} به، والمكي بالتذكير والرفع، والشامي به وبالتأنيث، وشعبة بالتأنيث والنصب). [غيث النفع: 603]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)}
{خَالِصَةٌ}
- قراءة الجمهور (خالصة) بالتاء والرفع، وهو خبر المبتدأ (ما).
- وقرأ قتادة والأعرج وابن عباس بخلاف عنه وسفيان بن حسين وابن جبير والزهري (خالصة) بالتاء والنصب.
[معجم القراءات: 2/561]
والنصب على الحال من الضمير الذي تضمنته الصلة، أو على الحال من (ما) على مذهب أبي الحسن في إجازته تقديم الحال على العامل فيها، وهذا منقول على ابن جني.
قال أبو حيان: (ويعني بقوله على الحال من (ما) أي من ضمير (ما) الذي تضمنه خبر (ما)، وهو (لذكورنا)، وذهب الزمخشري إلى أن (خالصةً) مصدر مؤكد، ولا يجوز أن يكون حالًا متقدمة، لأن المجرور لا يتقدم عليه حاله).
وجاء النصب عند الفراء على القطع.
- وقرأ سعيد بن جبير (خالصًا) بالنصب من غير تاء، وتخريج هذه القراءة على نسق القراءة المتقدمة (خالصةً).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن جبير وأبو العالية والضحاك وابن أبي عبلة والزهري والأعمش بخلاف وابن عباس (خالص) بالرفع، وبغير تاء، وهو خبر (ما).
قال مكي: (وقرأ الأعمش (خالص) بغير هاء، ورده على لفظ (ما) ورفعه، وهو ابتداء ثانٍ، و(لذكورنا) الخبر، والجملة خبر (ما)).
- وقرأ ابن عباس وابن مسعود وأبو رزين وعكرمة وابن يعمر وأبو حيوة والزهري والأعمش وأبو طالوت والمطوعي وابن بكار عن ابن
[معجم القراءات: 2/562]
عامر (خالصه) على الإضافة إلى الضمير، وهو بدل من (ما)، أو مبتدأ خبره (لذكورنا)، والجملة خبر (ما).
قال مكي: (وقد قرأ ابن عباس (خالصه) بالتذكير والإضافة، رد على لفظ (ما)، ورفعه بالابتداء، و(لذكورنا) الخبر، والجملة خبر (ما)، ويجوز أن يكون (خالصه) بدلًا من (ما)، بدل الشيء من الشيء، وهو بعضه، و(لذكورنا) الخبر).
{وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً}
- قرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف واليزيدي والأعمش (وإن يكن ميتةً) بتذكير الفعل، ونصب (ميتةً)، وذلك على تقدير: وإن يكن ما في بطونها ميتةً.
[معجم القراءات: 2/563]
قال مكي: (من نصب (ميتةً)، وقرأ بالياء، رده على لفظ (ما) وأضمر في (يكن) اسمها، و(ميتةً) خبرها، تقديره: وإن يكن ما في بطونها ميتةً.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن ذكوان وابن عامر وأبو جعفر والحسن (وإن يكن ميتةً) بتاء التأنيث، ونصب (ميتةً)، وذلك على تقدير: وإن تكن الأجنة ميتةً.
وقال مكي: (ومن نصب (ميتةً) وقرأ (تكن) بالتاء انت على تأنيث (الأنعام) التي في البطون، تقديره: وإن تكن الأنعام التي في بطونها ميتةً).
- وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام (وإن يكن ميتة).
يكن: بالياء على التذكير. ميتة: بالرفع.
قالوا: هذا على تقدير (يكن) تامة، وأجاز الأخفش أن تكون (يكن) ناقصة، والخبر محذوف، والتقدير: وإن يكن في بطونها ميتة.
[معجم القراءات: 2/564]
قال مكي في المشكل: (ومن رفع (ميتة) جعل (كان) بمعنى: وقع وحدث تامة، لا تحتاج إلى خبر.
وقال الأخفش: (يضمر الخبر، تقديره عنده: وإن تكن ميتة في بطونها).
وقال في الكشف: (وحجة من قرأ ... أنه ذكر لما كان تأنيث (الميتة) غير حقيقي، ولأن (ميتة وميتًا) بمعنى، وجعل (كان) تامة عير محتاجة إلى خبر بمعنى: حدث ووقع، فرفع (ميتة) بها...).
- قرأ ابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام، وأبو جعفر وابن محيصن وابن ذكوان وشعبة وطلحة (وإن تكن ميتة).
تكن: بالتاء على التأنيث. ميتة: بالرفع.
وذلك على جعل (تكن) تامة، و(ميتة) بالرفع فاعل.
وهذا على نسق تخريج القراءة السابقة.
قال الزجاج: (ويجوز: وإن تكن ميتة) بالتاء ورفع الميتة، ويكون
[معجم القراءات: 2/565]
(تكن) بمعنى الحدوث والوقوع كأنه: وإن تقع ميتة، وإن تحدث ميتة).
{مَيْتَةً}
- قرأ أبو جعفر (ميتة) بتشديد الباء.
- وقراءة الجمهور على التخفيف (ميتة).
{فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (فهم فيه سواء). وهي تفسير لا قراءة لمخالفتها السواد.
{شُرَكَاءُ}
فيه لحمزة وهشام في الوقف:
1- إسكان الهمزة وإبدالها ألفًا ثم يجوز ما يلي:
- حذف إحدى الألفين للساكنين، فإن حذف الأولى قصر، وهو القياس، وإن حذف الثانية جاز المد والقصر.
2- ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط فيحصل من هذا ثلاثة أوجه في الوقف وهي: المد والتوسط والقصر.
{سَيَجْزِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (سيجزيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها (سيجزيهم).
وتقدم هذا في الآية/138 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/566]

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (56 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد في التَّاء من قَوْله {قتلوا أَوْلَادهم} 140
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر {قتلوا} مُشَدّدَة التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {قتلوا} خَفِيفَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 271]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قتلوا) مشدد، مكي، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 251]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قتلوا) [140]، وفي الحج [58]: مشدد: دمشقي، وافق هاهنا مكي، والحريري عن زيد). [المنتهى: 2/693]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر: {الذين قتلوا} (140): بتشديد التاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والّذين قتلوا قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 366]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ (قَتَّلُوا) لِابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قتلوا} [140] ذكر تشديده لابن كثير وابن عامر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قتلوا" [الآية: 140] بتشديد التاء ابن كثير وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قتلوا} [140] قرأ المكي والشامي بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 603]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مهتدين} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب عند الأكثر وحكى القادري في مسعفه الاتفاق عليه وند بعضهم {عليم} قبله). [غيث النفع: 604]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}
{خَسِرَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{قَتَلُوا}
- قرأ الحسن والسلمي وأهل مكة والشام ومنهما ابن كثير وابن عامر، ووافقهما ابن محيصن (قتلوا) بالتشديد، وهو للتكثير.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (قتلوا) بالتخفيف.
{سَفَهًا}
- وقرأ الجحدري ومعاذ القارئ وابن السميفع اليماني (سفهاء) على الجمع، أي: جهلاء.
ولم يضبط أبو حيان حركة الهمزة، وضبطها عند ابن خالويه (سفهاء) بالضم، ولعله على تقدير: هم سفهاء.. وعند السمين: سفهاء: وهي حال، وهي تقوي قراءة العامة مصدرًا في موضع الحال.
- وقراءة الجماعة (سفهًا)، أي جهلًا بالنصب على الحال، أو هو مفعول به.
قال الزجاج: (سفهًا منصوب على معنى اللام أي للسفه، مثل: فعلت ذلك حذر الشر، ويجوز أن يكون منصوبًا على تأويل المصدر..).
{افْتِرَاءً}
- تقدم ترقيق الراء في الآية السابقة/138.
[معجم القراءات: 2/567]
{قَدْ ضَلُّوا}
- تقدم في الآية/167 من سورة النساء إدغام الدال في الضاد وإظهارها، وهو كما يلي:
1- أدغم الدال في الضاد (قد ضلوا) أبو عمرو وحمزة والكسائي وأن عامر وهشام وخلف وورش.
2- وأظهر الدال ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
{قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}
- قرأ ابن رزين: (قد ضلوا قبل ذلك وما كانوا مهتدين)، بزيادة (قبل ذلك) على النص العثماني المتواتر). [معجم القراءات: 2/568]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 09:40 PM

سورة الأنعام

[ من الآية (141) إلى الآية (144) ]
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (57 - وَاخْتلفُوا في فتح الْحَاء وَكسرهَا من قَوْله {يَوْم حَصَاده} 141
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي {حَصَاده} بِكَسْر الْحَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {حَصَاده} مَفْتُوحَة الْحَاء). [السبعة في القراءات: 271]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حصاده) بالفتح، بصري، شامي، وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 251]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثمره) [99، 141] فيهما، وفي يس [35]: بضمتين هما، وخلف). [المنتهى: 2/686] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حصاد) [141]: بفتح الحاء بصري غير أيوب، ودمشق، وقاسم، وعاصم غير الخزاز). [المنتهى: 2/693]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر (حصاده) بفتح الحاء، وكسر الباقون). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إلى ثمره} (99، 141) في الموضعين، هنا، وفي يس (35): بضمتين.
والباقون: بفتحتين). [التيسير في القراءات السبع: 280] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وعاصم، وأبو عمرو: {يوم حصاده} (141): بفتح الحاء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (إلى ثمره) في الموضعين هنا
[تحبير التيسير: 360]
وفي يس بضمّتين والباقون بفتحتين). [تحبير التيسير: 361] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر وعاصم وأبو عمرو ويعقوب (يوم حصاده) بفتح الحاء، والباقون بكسرها (خطوات) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 366]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَصَادِهِ) بفتح الحاء طَلْحَة، وعَاصِم غير الْخَزَّازِ، وقاسم، ودمشقي، وابن سعدان، وبصري غير أيوب عن دمشقي، الباقون بكسر الحاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر كالحداد والصرام). [الكامل في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([99]- {إِلَى ثَمَرِهِ} فيهما [99، 141]، وفي [يس: 35] بضمتين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/641] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([141]- {حَصَادِهِ} بفتح الحاء: ابن عامر وعاصم وأبو عمرو). [الإقناع: 2/644]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (657 - وَضَمَّانِ مَعْ يَاسِينَ فِي ثَمَرٍ شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 52] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (675- .... .... .... .... = .... وَافْتَحْ حِصَادِ كَذِي حُلاَ
[الشاطبية: 53]
676 - نَمَا .... .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([657] وضمان مع ياسين في ثمرٍ (شـ)فا = ودارست (حقٌ) مده ولقد حلا
ثمر بضمتين: جمع ثمرة، كخشبة وخشب. ويجوز أن يكون جمع ثمار، ككتاب وكتب. وثمار: جمع ثمرة، كأكمةٍ وإكام؛ فهو جمع الجمع.
قال أبو علي: «ويجوز أن يكون جمع ثمر، كما جمعوا فعلًا على فعلٍ في قولهم: نمرٌ ونمر».
ويجوز أن يكون اسمًا مفردًا لما يجنى، كطنب وعنق.
والمعنى في قراءة الفتح، أنه جمع ثمرة، كبقرة وبقر، وشجرة وشجر). [فتح الوصيد: 2/900] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والحَصاد والحِصاد واحد، وهما لغتان، كالجَداد والجِداد والصَّرام والصرام.
والكسر عند سيبويه هو الأصل.
[فتح الوصيد: 2/916]
قال الفراء: «هو لغة أهل الحجاز. والفتح لنجد وتميم».
ومعنى قوله: (كذي حُلا)، أنك تتزين بقراءة الفتح لفصاحتها.
ومعنى (نما)، انتشر واشتهر؛ يعني الفتح.
وإنما عنى بذلك قول أبي عبيد: «هي أحب القراءتين إلي للفخامة، وإن كانت الأخرى فاشية غير مدفوعة» ). [فتح الوصيد: 2/917]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [657] وضمان مع يس في ثمرٍ شفا = ودارست حق مده ولقد حلا
[658] وحرك وسكن كافيًا واكسر انها = حمى صوبه بالخلف در وأوبلا
ب: (حلا): من الحلاوة، (الحمى): الحصن، (الصوب): نزول المطر، (در): من الدرور، وهو كثرة البركة، (أوبل): صار ذا وبل.
ح: (ضمان): مبتدأ، (شفا): خبره، أي: شفا كل واحد منهما، (مع يس): حال، (في ثمرٍ): حال أيضًا، (دارست): مبتدأ، (حق): خبره، (مده): فاعله، ضمير (حلا): للمد، مفعولا (حرك)، و (سكن): محذوفان، أي: حرك السين وسن التاء، (كافيًا): حال، (أنها): مفعول (اكسر)، (حمى): مبتدأ مضاف إلى (صوبه)، والضمير: للكسر المدلول عليه في قوله: (اكسر)، (در): خبره، (أوبل): عطف.
ص: يعني: {انظروا إلى ثمره}، و{كلوا من ثمره} هنا في الموضعين [99، 141]، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35]، قرأ حمزة والكسائي بالضم جمع (ثمرةٍ) أو (ثمارٍ) أو (ثمر)، نحو: (خشب) و (كتب) و (أسد)،
[كنز المعاني: 2/214]
جمع: (خشبةٍ) و (كتابٍ) و (أسد)، أو هو مفرد اسم لما يجنى نحو: (عنق)، والباقون: بفتحتين جمع (ثمرة)، كـ (خشب) و (خشبة).
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (وليقولوا دارست) [105] على (فاعلت) بسكون السين وفتح التاء، أي: دارست غيرك وذاكرته، والباقون: بحذف الألف، أي: قرأت، ثم من الذين يحذفون الألف يحرك السين ويسكن التاء: ابن عامر بمعنى: (انمحت) و (ذهبت)، فتكون التاء علامة المؤنث، والضمير للآيات.
ثم قال: واكسر فتحة الهمزة في {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} [109] عن أبي عمرو وأبي بكر بخلفٍ عنه وابن
[كنز المعاني: 2/215]
كثير، إذ تم الكلام عند قوله: {وما يشعركم} أي: ما يشعركم ما يكون منهم، ويكسر {إنها} على الاستئناف، والباقون: بالفتح على أنها بمعنى (لعل)، كما تقول: (ائت السوق أنك تشتري لحمًا)، أي: لعلك، أو هي مفعول لـ {يشعركم} و {لا} زائدة، ومثله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]، أي: أن تسجد والحق: أن فتحها على تقدير: (لأنها)، أي: لا يؤمنون ألبتة لإصرارهم على الكفر عند ورودها، نحو: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59]). [كنز المعاني: 2/216] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [675] وإن تكن أنث كفؤ صدقٍ وميتةٌ = دنا كافيًا وافتح حصاد كذي حلا
[676] نما وسكون المعز حصن وأنثوا = يكون كما في دينهم ميتةٌ كلا
ب: (حلا): جمع (حلية)، (نما): من النمو، وهو الزيادة، (الكلاءة): الحراسة.
ح: (إن تكن): مفعول (أنث)، ألقيت حركة الهمز على نون (تكن)، فحذفت ضرورة، (كفؤ صدق): حال، (وميتةٌ): مبتدأ، (دنا): خبره، وضميره: لـ (ميتة) على تأويل اللفظ، (كافيًا): حال منه، (حصاد): مفعول (افتح) وكسر على سبيل الحكاية، (كذي): نصب على الحال، أي: مثل صاحب حلا، (نما): فعل ماضٍ صفة (ذي)، (سكون): مبتدأ، (حصنٌ): خبره،
[كنز المعاني: 2/233]
(تكون): مفعول (أنثوا)، (كما في دينهم): منصوب المحل على الحال، أي: كما في عادتهم من الرفع على أن (كان) تامة، ونصب الخبر على إضمار الاسم: (ميتةٌ كلا): مبتدأ وخبر.
ص: يعني قرأ ابن عامر وأبو بكر: (وإن تكن ميتةٌ فهم فيه شركاء) [139] بتأنيث (تكن)، والباقون: بتذكيره.
وقرأ ابن كثير وابن عامر: {ميتةٌ} بالرفع ويعلم الرفع من الإطلاق، والباقون بالنصب.
فيكون لابن عامر التأنيث والرفع على أن (كان) تامة، ولأبي بكر: التأنيث والنصب على: (وإن تكن الأجنة ميتةً)، ولابن كثير: التذكير والرفع على أن {كان} تامة، وتأنيث الفاعل غير حقيقي، وللباقين: التذكير والنصب على: (وإن يكن ما في بطنها ميتةً).
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم: {يوم حصاده} [141] بفتح الحاء، والباقون: بكسرها، وهما لغتان: الكسر للحجازيين، والفتح لنجد.
[كنز المعاني: 2/234]
وقرأ نافع والكوفيون: {ومن المعز اثنين} [143] بسكون العين، والباقون: بفتحها، وهما لغتان اسما جمع لـ (ماعز)، نحو: (صاحب) و (صحبٍ)، و (خادم) و (خدم).
وقرأ ابن عامر وحمزة وابن كثير: {إلا أن تكون ميتةٌ} [145] بتأنيث {تكون}، والباقون: بالتذكير.
وقرأ ابن عامر وحده برفع {ميتةٌ}، والباقون: بالنصب.
فيكون: لابن عامر التأنيث والرفع على أن {كان} تامة، ولحمزة وابن كثير التأنيث والنصب على تقدير: إلا أن تكون المأكولة، أو النفس أو الجثة، أو الطعمة ميتةً، وللباقين: التذكير والنصب على: أن يكون المأكول أو الشيء ميتةً). [كنز المعاني: 2/235] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (657- وَضَمَّانِ مَعْ يَاسِينَ فِي ثَمَرٍ "شَـ"ـفَا،.. وَدَارَسْتَ "حَقٌّ" مَدُّهُ وَلَقَدْ حَلا
أي: هنا ويس يريد: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}، {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ}.
فالضمان في الثاء والميم، فيكون جمع ثمرة كخشب في جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب في جمع كتاب أو جمع ثمر كأُسْد في جمع أسد وقيل: هو اسم مفرد لما يجنى كطنب وعنق وأما ثَمَر بفتح الثاء والميم فجمع ثمرة كبقر وشجر وخرز، واختلفوا أيضا في الذي في الكهف، كما يأتي إلا أن حمزة والكسائي جريا فيه على ضم الحرفين كما ضما هنا، وفي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/136]
يس وعاصم وحده جرى على الفتحتين في الجميع ونافع وابن كثير وابن عامر ضموا في الكهف وحدها، وزاد أبو عمرو إسكان الميم فيها وكل ذلك لغات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/137] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والحصاد بفتح الحاء وكسرها لغتان، فالفتح قراءة ابن عامر وأبي عمرو وعاصم ورمزه في البيت الآتي وهو:
676- "نَـ"ـمَا وَسُكُونُ المَعْزِ "حِصْنٌ" وَأَنَّثُوا،.. يَكُونُ "كَـ"ـمَا "فِـ"ـي "دِ"ينِهِمْ مَيْتَةٌ "كَـ"ـلا
أشار بقوله: نما إلى عاصم ومعناه اشتهر وانتشر من نما المال وغيره
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/158]
ينمي إذا زاد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/159]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (657 - وضمّان مع ياسين في ثمر شفا = ودارست حقّ مدّه ولقد حلا
658 - وحرّك وسكّن كافيا واكسرنّها = حمى صوبه بالخلف درّ واوبلا
قرأ حمزة والكسائي: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ، كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ* هنا، لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ في يس بضم الثاء والميم فتكون قراءة غيرهما بفتح الثاء والميم في المواضع الثلاثة). [الوافي في شرح الشاطبية: 263] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (675 - .... .... .... .... .... = .... .... وافتح حصاد كذي حلا
676 - نما .... .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم بفتح الحاء في حَصادِهِ فتكون قراءة غيرهم بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَى ثَمَرِهِ وَكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ مِنَ الْمَوْضِعَيْنِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ. وَفِي لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ فِي يس فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/260] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَصَادِهِ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِسْكَانُ (أُكْلُهُ) لِنَافِعٍ وَابْنِ كَثِيرٍ عِنْدَ هُزُوًا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ثَمَرِهِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {إلى ثمره} [99]، و{كلوا من ثمره} [141] في الموضعين من هذه السورة، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35] بضم الثاء والميم في الثلاثة، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 511] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن عامر وعاصم {حصاده} [141] بفتح الحاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أكله} [141] ذكر لنافع وابن كثير في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ثمره} [141] ذكر في هذه السورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (609- .... .... .... .... .... = .... .... وفي ضمّي ثمر
610 - شفا كيس .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (623- .... .... حصاد افتح كلا = حماً نما .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وفي ضمي ثمر) يعني قوله تعالى انظروا إلى ثمره، وكلوا من ثمره في هذه السورة، وفي يس «ليأكلوا من ثمره» بضم الثاء والميم حمزة والكسائي وخلف على أنه جمع ثمرة كخشب جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب وكتاب أو جمع ثمر كأسد وأسد، والباقون بفتحهما في الثلاثة المواضع على أنه جمع ثمرة كبقر وشجر، وفهم الموضعان من هذه السورة من إضافة حرف يس إليها، وأما موضع الكهف فسنذكره في سورته قوله: (وفي ضمي) أي ضمي الثاء والميم وحذف النون للإضافة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (حصاد) يعني قوله تعالى: يوم حصاده فتح الحاء ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم، وكسرها الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي، وخلف انظروا إلى ثمره، وكلوا من ثمره هنا [الآيتان: 99، 141] وليأكلوا من ثمره في يس [الآية: 35] بضم الثاء والميم، والباقون بفتحهما.
وعلم عموم الموضعين من الضم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووجه (ضمتي) ثمره [الأنعام: 99، 141]: أنه جمع «ثمرة» ك «خشبة» و«خشب»، أو جمع «ثمار» [كإكام وأكم] نحو: «كتاب» و«كتب»، أو جمع «ثمر» ك «أسد»، و«أسد».
ووجه فتحته أنه جنس «ثمرة» ك «شجرة » وهو المختار؛ لأنه أخف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/310] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كلا) ابن عامر، ومدلول (حما) البصريان، وذو نون (نما) عاصم يوم حصاده [الأنعام: 141] بفتح الحاء، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/322]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أكله" [الآية: 141] بإسكان الكاف نافع وابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "من ثمره" [الآية: 141] بضم التاء والميم حمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حصاده" [الآية: 141] فأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بفتح الحاء، وافقهم اليزيدي، والباقون بالكسر، وهما لغتان في المصدر كقولهم جداد وجداد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو الذي أنشأ جنات}
{وهو} [141] لا يخفى). [غيث النفع: 606]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أكله} قرأ الحرميان بإسكان الكاف، والباقون بالضمة). [غيث النفع: 606]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثمره} قرأ الأخوان بضم الثاء والميم، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 606]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوم حصاده} قرأ البصري وشامي وعاصم بفتح الحاء، والباقون بكسرها). [غيث النفع: 606]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}
- قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (مغروسات وغير مغروسات) بالغين المعجمة والسين المهملة.
- وقراءة الجماعة بالعين المهملة والشين المعجمة (معروشات وغير معروشات).
[معجم القراءات: 2/568]
{وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن محيصن (.. أكله) بسكون الكاف.
- وقراءة الباقين بضمها (.. أكله).
{وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}
- تقدم قبل قليل ترقيق الراء من (غير).
{مِنْ ثَمَرِهِ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش من (ثمره) بضم الثاء والميم، وهو جمع ثمار، فهو جمع الجمع.
- وقراءة الجماعة بفتحهما (من ثمره) جمع (ثمرة).
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/99 من هذه السورة.
{يَوْمَ حَصَادِهِ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وابن محيصن ويعقوب واليزيدي (حصاده) بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد.
- وقرأ ابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (حصاده) بكسر الحاء، وهو الأصل عند سيبويه، وهي لغة أهل الحجاز، والفتح والكسر لغتان في المصدر مثل: جداد وجداد.
[معجم القراءات: 2/569]
قال الزجاج: (يجوز الحصاد والحصاد، وتقرأ بهما جميعًا، ومثله: الجداد والجداد، لصرام النخل).
وقال النحاس: (ويقال: حصاد وحصاد، وجداد وجداد، وصرام وصرام..) ). [معجم القراءات: 2/570]

قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خطوات) [142]: بالهمز سلام، وقد ذكر). [المنتهى: 2/693]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي خُطُوَاتِ عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({خطوات} [142] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خطوات" [الآية: 142] بالضم قنبل والبزي بخلفه وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطوات} [142] قرأ قنبل والشامي وحفص وعلي بضم الطاء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 606]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)}
{حَمُولَةً}
- قراءة الجمهور (حمولة) بفتح الحاء.
- وقرأ عيسى (حمولة) بضمها.
{رَزَقَكُمُ}
- أدغم القاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{خُطُوَاتِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة والبزي من طريق أبي ربيعة وخلف وابن محيصن واليزيدي والأعمش، وهي قراءة ابن كثير من رواية القواس والبزي، وقراءة ابن مهران (خطوات) بضم الطاء وسكون الخاء، وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم والكسائي، وقنبل وأبو جعفر ويعقوب وابن الحباب عن البزي، والبرجمي وابن كثير في رواية ابن فليح والخزاعي عن البزي، والبرجمي وابن كثير في رواية ابن فليح والخزاعي عن البزي (خطوات) جمع خطوه، بضم الطاء والخاء، وهي لغة الحجاز.
[معجم القراءات: 2/570]
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/168 من سورة البقرة.
- وقرأ علي وقتادة والأعمش وسلام والأعرج وعمرو بن ميمون وعمرو بن عبيد وعيسى بن عمر (خطؤات) بالهمز، وضم الأول والثاني، وأنكر الأزهري هذه القراءة، قال: (ما علمت أحدًا من قراء الأمصار قرأ بالهمز، ولا معنى له).
- وعن أبي السمال قراءتان:
الأولى: (خطوات) بفتح الخاء والطاء.
والثانية: (خطوات) بضمٍ ففتح.
- وقرأ الحسن (خطوات) بفتح فسكون.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآية/168 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/571]

قوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (58 - وَاخْتلفُوا في فتح الْعين وإسكانها من قَوْله {وَمن الْمعز اثْنَيْنِ} 143
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَمن الْمعز اثْنَيْنِ} بِفَتْح الْعين
وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي {وَمن الْمعز} سَاكِنة الْعين). [السبعة في القراءات: 271]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ومن المعز) ساكنة العين، مدني، كوفي، وابن فليح). [الغاية في القراءات العشر: 251]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (المعز اثنين) [143]: ساكنة العين: مدني، كوفي، وأيوب، والفليحي، والجدي، وهشام طريق الداجوني). [المنتهى: 2/693]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (ومن المعز) بإسكان العين، وفتحها الباقون). [التبصرة: 210]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {ومن المعز} (143): بإسكان العين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون ونافع وأبو جعفر: (ومن المعز) بإسكان العين والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 366]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْمَعْزِ) بإسكان العين مدني، والفليحي، والجدي، وعباس في قول أبي الحسين والرَّازِيّ، وأيوب، وكوفي غير ابن مَيْسَرَةَ بن عبيد عن علي، والدَّاجُونِيّ عن هشام، الباقون بتحريمها، وهو الاختيار؛ لأنه أحسن اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {الْمَعْزِ} ساكنة العين: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/644]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (676- .... وَسُكُونُ المَعْزِ حِصْنٌ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وإنما قال (وسكون المعز حصنٌ)، لسلامته مما أورد على القراءة الأخرى، وإن كان غير صحيح؛ وذلك أن أبا عبيد اختار السكون وقال: «هو في العربية أقيس».
قال: «لأنهما على مثال {الضأن}. وليس يختلف الناس في أن عين الفعل من (الضأن) مجزومة».
قال: «وكذلك المعز».
قال: «وإنما فتح العين من فتحها، لأن العين عندهم من الحروف التي تفتح فيها عين الفعل، فيقال لهم: وكذلك الهمزة هي أيضًا من الحروف التي تفتح. فهلا فتحت في (الضأن) فقيل: الضأن ! ». انتهى كلامه.
والذي ذكر الأئمة، أنهما لغتان، وهو جمع ماعز.
فمن أسكن، فهو مثل: تَاجر وتجْر، وصَاحب وصحْب.
ومن فتح، فهو مثل: حارِس وحرَس، وخَادِم وخَدَم.
قال أبو محمد: «هو عند سيبويه اسم جمع يصغره على لفظه، وهو عند الأخفش جمع ماعز، يرده في التصغير إلى واحده» ). [فتح الوصيد: 2/917]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [675] وإن تكن أنث كفؤ صدقٍ وميتةٌ = دنا كافيًا وافتح حصاد كذي حلا
[676] نما وسكون المعز حصن وأنثوا = يكون كما في دينهم ميتةٌ كلا
ب: (حلا): جمع (حلية)، (نما): من النمو، وهو الزيادة، (الكلاءة): الحراسة.
ح: (إن تكن): مفعول (أنث)، ألقيت حركة الهمز على نون (تكن)، فحذفت ضرورة، (كفؤ صدق): حال، (وميتةٌ): مبتدأ، (دنا): خبره، وضميره: لـ (ميتة) على تأويل اللفظ، (كافيًا): حال منه، (حصاد): مفعول (افتح) وكسر على سبيل الحكاية، (كذي): نصب على الحال، أي: مثل صاحب حلا، (نما): فعل ماضٍ صفة (ذي)، (سكون): مبتدأ، (حصنٌ): خبره،
[كنز المعاني: 2/233]
(تكون): مفعول (أنثوا)، (كما في دينهم): منصوب المحل على الحال، أي: كما في عادتهم من الرفع على أن (كان) تامة، ونصب الخبر على إضمار الاسم: (ميتةٌ كلا): مبتدأ وخبر.
ص: يعني قرأ ابن عامر وأبو بكر: (وإن تكن ميتةٌ فهم فيه شركاء) [139] بتأنيث (تكن)، والباقون: بتذكيره.
وقرأ ابن كثير وابن عامر: {ميتةٌ} بالرفع ويعلم الرفع من الإطلاق، والباقون بالنصب.
فيكون لابن عامر التأنيث والرفع على أن (كان) تامة، ولأبي بكر: التأنيث والنصب على: (وإن تكن الأجنة ميتةً)، ولابن كثير: التذكير والرفع على أن {كان} تامة، وتأنيث الفاعل غير حقيقي، وللباقين: التذكير والنصب على: (وإن يكن ما في بطنها ميتةً).
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم: {يوم حصاده} [141] بفتح الحاء، والباقون: بكسرها، وهما لغتان: الكسر للحجازيين، والفتح لنجد.
[كنز المعاني: 2/234]
وقرأ نافع والكوفيون: {ومن المعز اثنين} [143] بسكون العين، والباقون: بفتحها، وهما لغتان اسما جمع لـ (ماعز)، نحو: (صاحب) و (صحبٍ)، و (خادم) و (خدم).
وقرأ ابن عامر وحمزة وابن كثير: {إلا أن تكون ميتةٌ} [145] بتأنيث {تكون}، والباقون: بالتذكير.
وقرأ ابن عامر وحده برفع {ميتةٌ}، والباقون: بالنصب.
فيكون: لابن عامر التأنيث والرفع على أن {كان} تامة، ولحمزة وابن كثير التأنيث والنصب على تقدير: إلا أن تكون المأكولة، أو النفس أو الجثة، أو الطعمة ميتةً، وللباقين: التذكير والنصب على: أن يكون المأكول أو الشيء ميتةً). [كنز المعاني: 2/235] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والمعز بإسكان العين وفتحها لغتان اسم جمع لماعز كتجر وخدم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/159]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (676 - .... وسكون المعز حصن .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ نافع والكوفيون وَمِنَ الْمَعْزِ بسكون العين، فتكون قراءة غيرهم بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 268]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمَعْزِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِسُكُونِ الْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي صِفَةِ تَسْهِيلِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ مِنْ آلذَّكَرَيْنِ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر سوى الداجوني عن هشام {المعز} [143] بفتح العين، والباقون بإسكانها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءالذكرين } [143] ذكر في باب الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 515]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (623- .... .... .... .... .... = .... .... والمعز حرّك حقّ لا
624 - خلفٌ منىً .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والمعز) أي «ومن المعز اثنين» فحرك العين بالفتح ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي، وأسكنها الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير، وذو ميم (منا) ابن ذكوان ومن المعز [الأنعام: 143] بفتح العين، والباقون بإسكانها.
واختلف عن ذي لام «لا» هشام: فروى الداجوني عنه غيره الفتح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/322]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ومن المعز" [الآية: 143] فابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني ويعقوب بفتح العين، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بسكون العين، وبه قرأ الباقون، وهما لغتان في جمع ماعز كخادم وخدم وتاجر وتجر، ويجمع أيضا على معزى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على تسهيل "آلذكرين" معا هنا، واختلفوا في كيفيته، فالجمهور كما تقدم على إبدال همزة الوصل الواقعة بعد همز الاستفهام ألفا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/36]
خالصة مع إشباع المد للساكنين، للكل وهو المختار وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين وهما صحيحان في الشاطبية وغيرها، وكذا الحكم في آلآن موضعي يونس، والله بها والنمل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/37]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم في الهمز المفرد الكلام على "نبؤني بعلم" من حيث حذف همزة مع ضم ما قبل الواو لأبي جعفر، وإنه كمتكؤن في ذلك كما نقله في النشر عن نص الأهوازي وغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/37]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الضأن} [143] و{بأسه} [147] و{بأسنا} [148] يبدله السوسي مطلقًا، وحمزة إن وقف، ولا وقف عليها، إلا على {بأسنا} فإنه كاف). [غيث النفع: 606] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن المعز} [143] قرأ نافع والكوفيون بسكون العين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 606]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلذكرين} [143 144] معًا، هذه الكلمة مما دخلت فيها همزة الاستفهام على همزة الوصل، وأجمع القراء على إثبات همزة الوصل، وعلى تليينها، واختلفوا في كيفية ذلك، فقال كثير من الحذاق تبدل ألفًا خالصة، مع المد للساكن اللازم المدغم، وقال آخرون تسهل بين بين، والوجهان جيدان صحيحان، قرأت بهما، مع تقديم الأول لكل القراء، ولا يجوز عند من سهل إدخال ألف بينها وبين همزة الاستفهام، كما يجوز في همزة القطع، لضعفها عنها). [غيث النفع: 606] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبئوني} كونه من باب {ءامن} لا يخفى {شهدآء إذ} [144] لا يخفى). [غيث النفع: 606] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143)}
{مِنَ الضَّأْنِ}
- قرأ طلحة بن مصرف والحسن وعيسى بن عمر واليماني واللؤلؤي
[معجم القراءات: 2/571]
وعصمة كلاهما عن أبي عمرو (الضأن) بفتح الهمزة، وفتح ما ثانية حرف حلق لغة فاشية في بني عقيل.
- وذكر ابن خالويه أن عيسى قرأ (الضأن) كذا بفتح الهمزة وتشديد النون.
- وقراءة الجماعة (الضأن) بسكون الهمزة، وتخفيف النون مكسورة، وسكون الهمزة، هو الأكثر في كلام العرب، وذهب العكبري إلى أن الفتح والإسكان لغتان.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأوقيه والأعشى والسوسي والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر (الضان) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{اثْنَيْنِ ... اثْنَيْنِ}
- قرأ أبان بن عثمان وأبي بن كعب (اثنان ... اثنان) بالرفع على الابتداء، والخبر مقدم في الموضعين.
- وقراءة الجماعة بالياء فيهما (اثنين ... اثنين) بدل من (ثمانية)، أو منصوب بأنشأ مقدرًا.
[معجم القراءات: 2/572]
{الْمَعْزِ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير في رواية ابن فليح، ونافع وأبو جعفر وخلف وزمعة والخزاعي عن البزي والقواس، والداجوني عن هشام (المعز) بسكون العين، وهي اختيار أبي عبيد، قال: (لإجماعهم على الضأن).
- وقرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي وأبو عمرو وابن عامر وهشام من غير طريق الداجوني ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن وعيسى وابن ذكوان (المعز) بفتح العين. والفتح والسكون لغتان في جمع ماعز، مثل: خادم، وخدم، وتاجر وتجر.
- وقرأ أبي بن كعب (المعزى) بالألف، وهو اسم جمع (معز)، والألف للإلحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على فعلل.
{قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ}
1- نقل ورش حركة الاستفهام إلى اللام قبلها فقرأ (قل آلذكرين).
2- وسكت حمزة على اللام من (قل)، وذلك بخلاف عن جلاد.
3- واتفق القراء على أن في همزة الوصل، وهي التي بين همزة
[معجم القراءات: 2/573]
الاستفهام ولام التعريف وجهين: البدل والتسهيل.
البدل: وهو إبدالها ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين.
والتسهيل: وهو أن يقرأها مسهلة بينها وبين الألف.
وفي الإتحاف: (.. فالجمهور على إبدال همزة الوصل الواقعة بعد همز الاستفهام ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين للكل، وهو المختار، وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين، وهما صحيحان...).
{الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَبِّئُونِي}
- قراءة أبي جعفر (نبوني) بحذف الهمزة، وضم ما قبل الواو في الحالين.
- ولحمزة في الوقف ثلاثة أوجه.
1- الحذف كأبي جعفر.
2- التسهيل بين بين.
3- إبدال الهمزة ياء مضمومة (نبيوني).
- وقراءة الجماعة (نبئوني) بالهمز وكسر ما قبله في الحالين). [معجم القراءات: 2/574]

قوله تعالى: {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "شهداء إذ" [الآية: 144] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال "وصيكم ذلكم وصيكم" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/37]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلذكرين} [143 144] معًا، هذه الكلمة مما دخلت فيها همزة الاستفهام على همزة الوصل، وأجمع القراء على إثبات همزة الوصل، وعلى تليينها، واختلفوا في كيفية ذلك، فقال كثير من الحذاق تبدل ألفًا خالصة، مع المد للساكن اللازم المدغم، وقال آخرون تسهل بين بين، والوجهان جيدان صحيحان، قرأت بهما، مع تقديم الأول لكل القراء، ولا يجوز عند من سهل إدخال ألف بينها وبين همزة الاستفهام، كما يجوز في همزة القطع، لضعفها عنها). [غيث النفع: 606] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}
{قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ}
- تقدمت القراءات فيه، وحكم الهمز في الآية السابقة/143.
{شُهَدَاءَ إِذْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي وأبو جعفر
[معجم القراءات: 2/574]
ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيقهما.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (شهداء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{وَصَّاكُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{افْتَرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 21 و93 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/575]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 06:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة