جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   جمهرة شرح أسماء الله الحسنى (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=694)
-   -   الجبار (http://jamharah.net/showthread.php?t=22071)

جمهرة علوم العقيدة 1 رمضان 1434هـ/8-07-2013م 01:33 PM

الجبار

العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح ابن القيم (ت:751هـ)[الشرح المطول]
- شرح ابن القيم ت:751ه)[الشرح المختصر]
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

- شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

جمهرة علوم العقيدة 29 ربيع الأول 1435هـ/30-01-2014م 05:51 PM

- أدلّة هذا الاسم
الجبّار
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (الجبّار
أخبرنا الحسين بن حريث قال ثنا عبد الله بن نافع الزبيري قال حدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يأخذ الجبّار سماواته وأرضيه بيده وقبض يديه فجعل يقبضهما ويبسطهما ثمّ يقول أنا الجبّار وأين الجبارون أين المتكبرون قال ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتّى نظرت إلى المنبر تحرّك من أسفل شيء منه حتّى إنّي لأقول ساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم)
- وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب قال ثنا اللّيث عن ابن الهاد عن عمرو عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنّي لأوّل النّاس تشق الأرض عن جمجمته يوم القيامة ولا فخر آتي باب الجنّة فآخذ حلقته فيقول من هذا فأقول أنا محمّد فيفتحون لي فأدخل فإذا الجبّار مستقبلي فأسجد له). [النعوت الأسماء والصفات:267- 1/265]


جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:15 PM

شرح ابن القيم (ت:751هـ)[الشرح المطول]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (الجَبَّارُ):
( (( الجَبَّارُ )) اسمٌ منْ أسماءِ التَّعظيمِ كالمُتَكَبِّرِ والمَلِكِ والعظيمِ والقَهَّارِ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ في قولـِهِ تَعَالَى: {الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23] هوَ العظيمُ.
وجَبَرُوتُ اللهِ عظمتُهُ، والجَبَّارُ منْ أسماءِ الملوكِ. والْجَبْرُ: المَلِكُ، والجَبَابِرَةُ: المُلُوكُ، قالَ الشاعرُ:
* انْعَمْ صَبَاحاً أيُّهَا الجَبْرُ *
أيْ: أَيُّهَا المَلِكُ * *.
وقال السُّدِّيُّ: هوَ الذي يُجْبِرُ الناسَ وَيَقْهَرُهُم على ما يُرِيدُ.
وعلى هذا فالجَبَّارُ مَعْنَاهُ القهَّارُ.
وقالَ محمَّدُ بنُ كَعْبٍ: إنَّمَا سُمِّيَ الجَبَّارَ؛ لأنَّهُ جَبَرَ الخلقَ على ما أَرَادَ، والخَلْقُ أَدَقُّ شَأْناً منْ أنْ يَعْصُوا رَبَّهُم طَرْفَةَ عَيْنٍ إلاَّ بمشيئتِهِ.
قالَ الزجَّاجُ: الجَبَّارُ الذي جَبَرَ الخلقَ على ما أَرَادَ.
وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: الجَبَّارُ في صفةِ الربِّ سُبْحَانَهُ الذي لا يُنَالُ، ومنهُ قولُهُم: نخلةٌ جَبَّارَةٌ، إذا فَاتَتْ يَدَ المُتَنَاوِلِ.
فـ (( الجَبَّارُ )) في صفةِ الربِّ سبحانَهُ يَرْجِعُ إلى ثلاثةِ مَعَانٍ:
- المُلْكِ.
- والقَهْرِ.
- والعُلُوِّ. فإنَّ النخلةَ إذا طَالَتْ وَارْتَفَعَتْ وَفَاتَت الأَيْدِيَ سُمِّيَتْ جَبَّارَةً.

ولهذا جَعَلَ سبحانَهُ اسمَهُ الجَبَّارَ مَقْرُوناً بالعزيزِ والمُتَكَبِّرِ، وكلُّ وَاحِدٍ منْ هذهِ الأسماءِ الثلاثةِ تَضَمَّنَ الاسمَيْنِ الآخَرَيْنِ، وهذهِ الأسماءُ الثلاثةُ نَظِيرُ الأسماءِ الثلاثةِ، وهيَ الخالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ.
فالجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ يَجْرِيَانِ مَجْرَى التفصيلِ لِمَعْنَى اسمِ العزيزِ، كما أنَّ البَارِئَ المُصَوِّرَ تَفْصِيلٌ لِمَعْنَى اسمِ الخالقِ.

فالجَبَّارُ منْ أوصافِهِ يَرْجِعُ إلى كمالِ القدرةِ والعزَّةِ والمُلْكِ، ولهذا كانَ منْ أسمائِهِ الحُسْنَى، وأمَّا المخلوقُ فَاتِّصَافُهُ بالجَبَّارِ ذَمٌّ لهُ وَنَقْصٌ، كما قالَ تَعَالَى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)}[غافر: 35]، وقالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45]؛ أيْ: مُسَلَّطٍ تَقْهَرُهُم وَتُكْرِهُهُم على الإيمانِ. وفي التِّرْمِذِيِّ وغيرِهِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( يُحْشَرُ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ، يَطَأُهُمُ النَّاسُ)) ([1]))([2]).

(وكذلكَ الجَبَّارُ منْ أوصافِهِ = والجبرُ في أوصافِهِ قِسْمَانِ
جَبْرُ الضعيفِ وَكُلُّ قلبٍ قدْ غَدَا = ذَا كسرةٍ فالجبرُ منهُ دَانِ
وَالثانِ جبرُ القهرِ بالعزِّ الذي = لا يَنْبَغِي لسواهُ منْ إنسانِ
ولهُ مُسَمًّى ثالثٌ وهوَ العُلُوُّ = فليسَ يَدْنُو منهُ منْ إنسانِ
مِنْ قولِهِم جَبَّارَةٌ للنخلةِ الـ = ـعَلْيَا الَّتِي فَاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ)([3])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


** وقال عمرُو بنُ كُلثومٍ التَّغْلِبِيُّ في مُعَلَّقَتِه:
إِذَا بَلَغَ الرَّضِيعُ لَنَا فِطامًا = تَخِرُّ لَهُ الْجَبَابِرُ سَاجِدِينَا

([1]) رواهُ التِّرمذيُّ في كتابِ صفةِ القيامةِ / بابُ (47) الحديثُ (2492)، والحديثُ في مسندِ الإمامِ أحمدَ (6639) من حديثِ عمرِو بنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، مرفوعًا إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.
([2]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/310-312) .
قال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في شفاءِ العليلِ (1/310): (وأما الجَبْرُ فيَرْجِعُ في اللغةِ إلى ثلاثةِ أُصولٍ:
أَحَدُها: أن يُغْنِيَ الرجلَ من فقرٍ أو يَجْبُرَ عَظْمَهُ من كَسرٍ، وهذا من الإصلاحِ).
وهذا الأصلُ يُستعمَلُ لازمًا ومتعديًا. يُقالُ: جَبَرْتُ العَظْمَ وجَبَرَ. وقد جَمَعَ العَجَّاجُ بينَهُما في قولِه:
قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلَهُ فَجَبَرْ
* الأصلُ الثانِي: الإكراهُ والقَهْرُ. وأكثرُ ما يُستعمَلُ هذا على أَفْعَلَ، يُقالُ: أَجْبَرْتُهُ على كذا، إذا أَكْرَهْتَهُ عليه، ولا يَكادُ يَجِيءُ جَبَرْتُهُ عليه إلا قليلاً.
والأصلُ الثالثُ: من العزِّ والامتناعِ. ومنه نَخْلَةٌ جَبَّارَةٌ قال الجَوْهَرِيُّ: والجَبَّارُ مِنَ النَّخْلِ ما طالَ وفاتَ اليدَ، قال الأَعْشَى:
طَرِيقٌ وَجَبَّارٌ رِوَاءٌ أُصولُه = عَلَيْهِ أَبَابِيلُ مِنَ الطَيْرِ تَنْعَبُ
وقال الأخفشُ في قولِه تعالَى: {إنَّ فيها قومًا جَبَّارِينَ} قالَ: أرادَ الطُّولَ والقوةَ والعِظَمَ. ذهبَ في هذا إلى الجَبَّارِ من النخلِ، وهو الطويلُ الذي فاتَ الأيدِيَ. ويقال: رَجُلٌ جَبَّارٌ، إذا كان طويلاً عظيمًا قويًّا تشبيهًا بالجَبَّارِ من النخلِ.
قال قتادةُ: كانت لهم أجسامٌ وخِلَقٌ عَجِيبَةٌ ليست لغيرِهم.
وقيلَ: الجبارُ هاهنا مِن جَبَرَهُ على الأمِرِ، إذا أَكْرَهَهُ عليه. قال الأزهريُّ: وهي لغةٌ معروفةٌ، وكثيرٌ من الحجازيينَ يَقُولُونَها، وكان الشافعيُّ رَحِمَهُ اللهُ يقولُ: جَبَرَهُ السلطانُ، ويجوزُ أن يكونَ الجَبَّارُ مِن أجْبَرَهُ على الأمرِ، إذا أَكْرَهَهُ.
قال الفرَّاءُ: لم أَسْمَعْ فَعَّالاً من أَفْعَلَ إلا في حَرْفَيْنِ وهما جَبَّارٌ من أَجْبَرَ، ودَرَّاكٌ مِن أَدْرَكَ. وهذا اختيارُ الزَّجَّاجِ، قال: الجبَّارُ مِن الناسِ العاتِي الذي يُجْبِرُ الناسَ على ما يُرِيدُ، وأما الجَبَّارُ مِن أسماءِ الربِّ تعالى فقد فَسَّرَهُ بأنه الذي يَجْبُرُ الكسيرَ ويُغنِي الفقيرَ والربُّ سُبحانَهُ كذلك. ولكن ليسَ هذا معنى اسمِه (الجبَّارِ)، ولهذا قَرَنَهُ باسمِه المُتَكَبِّرِ وإنما هو الجبروتُ وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقولُ: ((سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ والكِبرِياءِ والعَظَمَةِ)).
([3]) القصيدةُ النُّونيَّةُ (246).

جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:17 PM

شرح ابن القيم ت:751ه)[الشرح المختصر]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (الجَبَّارُ:
( " الجَبَّارُ " في صِفَةِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ يَرْجِعُ إلى ثَلاثَةِ مَعَانٍ: المُلْكُ، والقَهْرُ، والعُلُوُّ: فإِنَّ النَّخْلَةَ إذا طَالَتْ وارْتَفَعَتْ وفَاتَت الأيْدِيَ سُمِّيَتْ جَبَّارَةً) ([79]).

وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ = وَالجَبْرُ في أَوْصَافِهِ قِسْمَانِ
جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلُّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا = ذَا كَسْرَةٍ فالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ
والثَّانِِ جَبْرُ القَهْرِ بالعِزِّ الَّذِي = لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ
وَلَـهُ مُسَمًّى ثَالِثٌ وَهْوَ الْعُلُوُّ = فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ
مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ للنَّخْلَةِ الْـ = ـعَلْيَا الَّتِي فَاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ )([80])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([79]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/310-312).
([80]) القصيدةُ النونيةُ (246).

جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:17 PM

شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)



قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الجبار أصل جبر في الكلام إنما وضع للنماء والعلو ويقال جبر الله العظم إذا نماه وقال العجاج:
قد جبر الدين الإله فجبر
ويقال نخلة جبارة إذا فاتت اليد وفواتها اليد علو وزيادة.
وقال الشاعر:
طريق وجبار رواء أصوله .... عليه أبابيل من الطير تنعب
والله تعالى عال على خلقه بصفاته العالية وآياته القاهرة وهو المستحق للعلو والجبروت تعالى). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:18 PM


شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الجبار
الجبار والجبرية: العظمة، يقال: «قوم فيهم جبرية» بفتح الباء: أي عظمة وكبر، و«قوم جبرية بإسكان الباء: خلاف القدرية. فالله عز وجل الجبار ذو الجبرية والكبرياء والعظمة، وتقول العرب: «ناقة جبارة» بالهاء: عظيمة سمينة وجمعها جبابير، و«نخلة جبار» بغير هاء: إذا فاتت الأيدي طولاً وارتفاعًا. فكأن اشتقاق الجبار يصلح أن يكون من هذا. وفعال اسم الفاعل من فعل بتشديد العين فهو فعال كقولك: ضرب فهو ضراب، وقتل فهو قتال، وشرد فهو شراد. ولم يستعمل الفعل من الجبار على أصله على التقدير الذي ذكرناه لم يقل: جبر فهو جبار ولكن يقال: «تجبر فلان فهو متجبر»، و«جبار»، فالمتجبر على الفعل من تجبر، وجبار اسم على غير الفعل.
وتقول العرب: «تجبر المريض»: إذا نهض بعض النهوض من شدة مرضه، و«تجبر النبت»: إذا طال وغلظ. قال امرؤ القيس:
ويأكلن من قو لعاعًا وربة = تجبر بعد الأكل فهو نميص
قو: موضع، واللعاع: أول البقل وهو الرطب، والربة: تروح النبت والشجر، وتروح النبت: خروجه بعد يبسه يكون له أصل يحمل الماء ويبقى على الحر إذا دخل القيظ فإذا مضى القيظ وبدا سهيل وبرد الزمان قليلاً اخضر وأورق. وقوله: تجبر أي: طال وغلظ بعدما أكل. ويقال: «فلان يتنمص من شاربه»: أي يأخذ منه.
وتقول: «جبرت العظم والفقير جبرًا»، و«أجبرت الرجل على الشيء يفعله مكرها إجبارًا» فأنا مجبر وهو مجبر، والجبر أيضًا: الرجل. وقيل في تفسير جبريل هو جبر مضاف إلى إيل، وإيل: هو الله عز وجل وكأنه قيل: عبد الله، وكذلك «الال هو الله في بعض اللغات، ومنه قول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه حين سمع كلام مسيلمة: إن هذا كلام ما خرج من إل فأين ذهب بكم.
وقد يقال جبرت العظم والفقير جبورًا. أنشدنا ابن الأنباري عن أحمد بن يحيى ثعلب:
لا يبعد الله قومًا إن سألتهم = أعطوا سراعًا وإن قلت انصروا نصروا
وإن أصلبنهم نعما سابغة = لم يبطروها وإن فاتتهم صبروا
الكاسرين عظامًا لا جبور لها = والجابرين فأغنى الناس من جبروا). [اشتقاق أسماء الله: 240-241]

جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:20 PM

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)



قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (10- الجبار: هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه يقال: جبره السلطان وأجبره بالألف. ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق ويقال: بل الجبار: العالي فوق خلقه من قولهم: تجبر النبات: إذا علا واكتهل. ويقال للنخلة التي لا تنالها اليد طولاً: الجبارة. ويقال: جبار بين الجبرية، والجبروة والجبروت). [شأن الدعاء : 47]

جمهرة علوم العقيدة 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م 02:23 PM

شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)



قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر.
قال أهل التّأويل: معنى المؤمن المصدّق الصّادقين، دعا خلقه إلى الإيمان به، وقيل: الّذي يملك أمان خلقه في الدّنيا والآخرة، ويقال: الموحّد نفسه يقول: {شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم} والأصل فيه التّصديق والعبد مؤمنٌ به مصدّقٌ، وهو من الأسماء المستعارة للعبد قال ابن عبّاسٍ: المهيمن المؤتمن عليه الشّاهد عليهم قال: ومعنى السّلام أنّ ذات الله عزّ وجلّ خلصت بانفراد الوحدانيّة من كلّ شيءٍ وبانت عن كلّ شيءٍ وأخلصت به القلوب إلى توحيد الله عزّ وجلّ وسلمت قال الله تعالى: {إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليمٍ}.
207 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمّد بن يعقوب قالا: حدثنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قال: أخبرني أبي، عن الأوزاعيّ قال: حدّثني شدّاد بن عبد الله أبو عمّارٍ، حدّثني أبو أسماء الرّحبيّ، قال: حدّثني ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرّاتٍ، ثمّ يقول: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
208 - أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغداديّ، حدثنا موسى بن سهلٍ البغداديّ، حدثنا إسماعيل ابن عليّة، عن خالدٍ الحذّاء، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سلّم قال: اللهمّ أنت السّلام، فذكر نحوه.
رواه عاصمٌ الأحول، عن عبد الله بن الحارث.
209 - أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث الرّمليّ، بها، قال: حدثنا العبّاس بن الفضل البصريّ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدثنا سليمان بن بلالٍ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن ابن أبي عتيقٍ، عن أبي يونس، مولى عائشة، عن عائشة، رضي الله عنها: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: هذا جبريل يقرأ عليك السّلام فقالت عائشة: الله السّلام، ومنه السّلام، وعلى جبريل السّلام.
210 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازمٍ، حدثنا أبي، قال: سمعت الحسن، قال: حدثنا عمرو بن تغلب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّي أعطي أقوامًا وأمنع أقوامًا لما جعل الله عزّ وجلّ في قلوبهم من الإيمان أكلهم إلى إيمانهم منهم عمرو بن تغلب). [التوحيد: 2/68-70]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الجبّار.
قال أهل التّأويل: جبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها، وهو قول عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وقيل: الجبّار المتكبّر على خلقه.
214 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد السّلام البيروتيّ، قال: حدثنا خبر بن موفّقٍ المصريّ، بها، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي بكيرٍ، حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدةً يتكفّأها الجبّار بيده، كما يتكفّأ أحدكم خبزته في السّفر نزلاً لأهل الجنّة، فأتاه رجلٌ من اليهود، فقال: بارك عليك أبا القاسم الحديث.
215 - أخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، قال: حدثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرٍو، عن أنس بن مالكٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إنّي لأوّل النّاس تنشقّ الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، آتي باب الجنّة فآخذ حلقته، فيقال: من هذا؟ فأقول: أنا محمّدٌ، فيفتح لي وأدخل، فأجد الجبّار عزّ وجلّ مستقبلي، فأسجد له. في حديثٍ قد تقدّم). [التوحيد: 2/74-75]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الجواد الجميل الجليل الجامع الجبّار.
...
248 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامعٍ، قال: حدثنا عليّ بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عبيد بن عميرٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأخذ الجبّار سماواته وأرضيه وقبض يديه وجعل يقبضهما ويبسطهما، ثمّ يقول: أنا الجبّار أين الجبّارون أين المتكبّرون). [التوحيد: 2/101]

جمهرة علوم العقيدة 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م 08:41 AM

شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)



قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الجبار" هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى "الرؤوف" الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه). [تيسير الكريم المنان: 946] (م)


الساعة الآن 12:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة