جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة النساء (http://jamharah.net/showthread.php?t=27555)

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 04:01 PM

القراءات في سورة النساء
 
القراءات في سورة النساء

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 04:02 PM

مقدمات القراءات في سورة النساء

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة النِّسَاء). [السبعة في القراءات: 225]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ فِي سُورَة النِّسَاء). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (النساء). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة النساء). [المنتهى: 2/645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة النساء). [التبصرة: 188]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة النساء). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة النّساء). [تحبير التيسير: 334]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (النساء) ). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة النساء). [الإقناع: 2/627]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة النساء). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة النساء). [فتح الوصيد: 2/820]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [4] سورة النساء). [كنز المعاني: 2/136]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة النساء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/57]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة النساء). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ النِّسَاءِ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة النساء). [شرح الدرة المضيئة: 114]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة النّساء). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة النساء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة النساء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة النساء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة النساء). [غيث النفع: 504]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة النساء). [معجم القراءات: 2/3]

نزول السورة
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [التبصرة: 188]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مدنية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مدنية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية اتفاقًا). [غيث النفع: 504]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وسبعون وخمس في المدني وست في الكوفي). [التبصرة: 188]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (آياتها مائة وسبعون وست كوفي وخمس حرمي وبصري وسبع شامي، خلافها اثنتان أن تضلّوا السّبيل [الآية: 44] كوفي عذابا أليما [الآيتان: 18، 138]. شامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
آيها مائة وسبعون وخمس حجازي وبصري وست كوفي وسبع شامي
اختلافها آيتان: "أن تضلوا السبيل" كوفي وشامي، "عذابا أليما" شامي
مشبه الفاصلة ثمانية: "أحديهن قنطار، عليهن سبيلا، أجل قريب، للناس رسولا، لمن ليبطئن، يكتب ما يبيتون، ملة إبراهيم حنيفا، المقربون" وعكسه أربعة: "ألا تعولوا، مريئا، أجرا عظيما، ليهديهم طريقا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآياتها مائة وسبعة وخمسون حجازي وبصري، وست كوفي، وسبع شامي، جلالتها مئتان وتسع وعشرون). [غيث النفع: 504]

الياءات
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
فِي هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لم يخْتَلف فِيهِنَّ
قَوْله {إِنِّي تبت الْآن} 18 وَقَوله {قد أنعم الله عَليّ} 72 وَقَوله {يَا لَيْتَني كنت مَعَهم} 73). [السبعة في القراءات: 240]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها). [التبصرة: 195]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيهن شيء). [التيسير في القراءات السبع: 267]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وليس في هذه السّورة من الياءات المختلف فيهنّ شيء والله اعلم). [تحبير التيسير: 344]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ليس فيها ياء). [الإقناع: 2/633]
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وليس في سورة النساء شيء من ياءات الإضافة ولا ياءات زوائد المختلف فيها والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/87]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وليس فيها من ياءات الإضافة ولا الزوائد شيء). [غيث النفع: 538]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وليس فيها ياء إضافة). [شرح الدرة المضيئة: 119]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وفيها زائدة {وسوف يؤت الله} [146] وقف يعقوب بالياء كما تقدم وإذا وصل حذف للساكنين والله الموفق للصواب). [شرح الدرة المضيئة: 119]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
النساء
(من نفس واحدةٍ) (1) قليلاً، وكذلك (واحد) في الخفض حيث كان (رجالاً ... ونساءً) (4) يميلهما (من النساء) (3) (إسرافاً وبداراً) (6) يميلهما شيئاً يسيراً (فإن كن نساءً) (11) (للرجال نصيبٌ... وللنساء نصيبٌ) (7) (لكل واحدٍ) (11) (من نسائكم) (15)، (بفاحشةٍ) (26) قليلاً (غير مسافحات) (24) يميل السين قليلاً، (الرجال قوامون على النساء) (34) يميل الجيم والسين، (وبالوالدين إحساناً) (36) يميلهما قليلاً (بلغوا النكاح) (6) لا يميل، (والمساكين) (36) (وأنتم سكارى) (43) يميل الكاف قليلاً، (إلا عابري سبيل) (43)، (من الكتاب) (44) (بين الناس) (58) (إلا إحساناً) (62) (من الرجال) (75) و(الهوى) (135) يميلهما، (والولدان) (75) لا يميله (المجاهدين) (95) يميل الجيم، (أو الوالدين) (135) قليلاً، (إن الله جامع) (9) (من عبادك) (118)، (شاكراً) (147) (فيه اختلافاً) (82) قليلاً (عبادته) (172) قليلاً (رجالاً ونساءً) (176) (..........) ). [الغاية في القراءات العشر: 462]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{اليتامى} الخمسة و{مثنى} [3] و{أدنى} {وكفى} [7] لهم.
ولا يميل البصري {مثنى} لأنه (مفعل).
{طاب} [3] و{خافوا} [9] لحمزة.
{القربى} [8] لهم وبصري.
{ضعافا} [9] لحمزة بخلاف عن خلاد). [غيث النفع: 505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( الممال
{يتوفاهن} [15] و{فعسى} [20] و{أفضى} [21] لهم.
{إحداهن} [20] لهم وبصري.
[غيث النفع: 509]
{مبينة} [19] و{الرضاعة} [23] لعلي لدى الوقف، إلا أن الأول لا خلاف فيه، والثاني فيه وجهان، الفتح والإمالة، والفتح مقدم). [غيث النفع: 510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 511]
{فريضة} [24] و{الفريضة} لعلي، لدى الوقف على أحد الوجهين، والفتح مقدم). [غيث النفع: 512]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{القربى} [36] معًا و{سكارى} [43] و{مرضى} و{افترى} [48] لهم وبصري.
و{اليتامى} [36] و{ءاتاهم} [37 54] معًا و{تسوى} [42] {وكفى} [45 50 55] الأربعة و{أهدى} [51] لهم.
{والجار} [36] معًا، لدوري وعلي، ولورش فيهما وجهان التقليل والفتح، ولا إمالة فيهما للبصري، فهو مستثنى من القاعدة المذكورة من قوله
وفي ألفات قبل را طرف أتت = بكسر أمل تدعى حميدا
{للكافرين} [37] و{أدبارها} [47] لهما ودوري.
{الناس} [38] لدوري.
{جاء} [43] حمزة وابن ذكوان.
{مطهرة} [57] لعلي لدى الوقف، على أحد الوجهين). [غيث النفع: 515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 517]
{الناس} [58] لدوري.
{جآءوك} [62 - 64] معًا لحمزة وابن ذكوان.
{دياركم} [66] لهما ودوري.
{وكفى} [70] لهم). [غيث النفع: 518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 520]
{الدنيا} [74-77] معًا لهم وبصري.
{اتقى} [77] {وكفى} [79 - 81] معًا و{تولى} [80] و{عسى الله} [84] لدى الوقف على {عسى} لهم.
{للناس} لدوري.
{جآءهم} [83] لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{جآءوكم} [90] و{شآء} لابن ذكوان حمزة.
{ألقى} [94] و{توفاهم} [97] و{مأواهم} و{عسى الله} لدى الوقف على {عسى} لهم.
{الدنيا} و{الحسنى} [95] لهم وبصري). [غيث النفع: 524]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الكافرين} [101] و{للكافرين} [102] لهما ودوري.
{أخرى} و{مرضى} و{أراك} [105] و{الدنيا} [109] لهم وبصري.
{أذى} [102] لدى الوقف، و{يرضى} [108] لهم.
{الناس} [105 108] معًا لدوري). [غيث النفع: 526]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{نجواهم} [114] و{أنثى} [124] لهم وبصري.
{الناس} [114] لدوري.
{مرضات} لعلي.
{الهدى} [115] و{تولى} و{مأواهم} و{يتلى} [127] و{يتامى النساء} لدى الوقف على {يتامى} و{لليتامى} لهم.
{خافت} [128] لحمزة.
{كالمعلقة} [129] لعلي لدى الوقف، على أحد الوجهين). [غيث النفع: 529]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وكفى} [132] و{أولى} [135] {الهوى} و{كسالى} [142] لهم.
{الدنيا} [134] معًا لهم وبصري.
{الكافرين} الثلاثة و{للكافرين} [141] معًا و{النار} [145] لهما ودوري). [غيث النفع: 532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( الممال
{للكافرين} [151 161] معًا لهما ودوري.
{موسى} [153] معًا و{عيسى ابن مريم} [157] لدى الوقف على {عيسى} لهم وبصري.
[غيث النفع: 534]
{جآءتهم} [153] لحمزة وابن ذكوان.
{الربوا} [161] للأخوين.
{الناس} لدوري). [غيث النفع: 535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{عيسى} [163 - 171] معًا، إن وقف على الثاني، و{موسى} [164] لهم وبصري.
{للناس} [165] لدوري.
و{وكفى} [166 171] معًا و{ألقاها} لهم.
{جآءكم} [170 174] معًا لحمزة وابن ذكوان.
{الكلالة} [176] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 537]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {خلقكم} [1] {فكلوه هنيئا} [4] {بالمعروف فإذا} [6] ). [غيث النفع: 506]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{ما قد سلف} [22] معًا، لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{بالمعروف فإن} [19] ولا إدغام في {يحل لكم} لتضعيفه). [غيث النفع: 510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يفعل ذلك} [30] لأبي الحارث.
(ك)
{أعلم بإيمانكم} [25] {ليبين لكم} [26] {للغيب بما} [34] {تخافون نشوزهن} ولا إدغام في {وأحل لكم} [24] لأنه مشدد). [غيث النفع: 512]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{نضجت جلودهم} [56] لبصري والأخوين.
(ك)
{والصاحب بالجنب} [36] {لا يظلم مثقال} [40] {الرسول لو} [42] {أعلم بأعدائكم} [45] {الصالحات سندخلهم} [57].
[غيث النفع: 515]
ولا إدغام في {ويقولون للذين} [51] عملاً بقوله:
... ثم النون تدغم فيهما = على إثر تحريك ...). [غيث النفع: 516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ ظلموا} [64] للجميع.
(ك)
{قيل لهم} [61] {الرسول رأيت} {واستغفر لهم} [64] {الرسول لوجدوا} ). [غيث النفع: 518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{أو يغلب فسوف} [74] للبصري وخلاد وعلي.
{يدرككم} [78] للجميع، عملاً بقوله:
وما أول المثلين فيه مسكن = فلا بد من إدغامه ...
(ك)
{قيل لهم} [77] {القتال لولا} {عندك قل} [78] {بيت طائفة} [81].
تنبيه: ليس إدغام {بيت طائفة} مختصًا بالسوسي، بل جميع أصحاب البصري، الدوري وغيره مجمعون على إدغامه، ووافقه حمزة على الإدغام فإدغامه للبصري وحمزة.
[غيث النفع: 521]
ولا إدغام في {يكتب ما} [81] لتخصيص ذلك بياء {يعذب} وميم {من يشاء} ). [غيث النفع: 522]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{حصرت صدورهم} [90] لبصري وشامي والأخوين.
[غيث النفع: 524]
(ك)
{حيث ثقفتموهم} [91] {فتحرير رقبة} [92] معًا {وتحرير رقبة} {كذلك كنتم} [94] {الملائكة ظالمي} [97] ). [غيث النفع: 525]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لهمت طائفة} [113] للجميع.
(ك)
{ولتأت طائفة} [102] {الكتاب بالحق} {لتحكم بين الناس} [105].
تنبيه: إدغام {ولتأت طائفة} هو أحد الوجهين، والوجه الثاني الإظهار، قال في التيسير: «فأما قوله تعالى {ولتأت طائفة أخرى} فقرأته بالوجهين، وابن مجاهد يرى الإظهار، لأنه معتل وغيره يرى الإدغام» اهـ.
وجرى عمل شيوخنا المغاربة على الإدغام، وبالوجهين قرأت، وهو مذهب أكثر أهل الأداء). [غيث النفع: 527]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يفعل ذلك} [114] لأبي الحارث.
{فقد ضل} [116] لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{تبين له الهدى} [115] {المؤمنين نوله} {وقال لأتخذن} [118] {الصالحات سندخلهم} [122] {ولا يظلمون نقيرا}.
ولا إدغام في {فلا جناح عليهما} [128] عملاً بقوله:
فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 530]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد ضل} [136] لهما وشامي والأخوين.
(ك)
{ذلك قديرا} {يريد ثواب} [134] {ليغفر لهم} [137] {للكافرين نصيب} [141] {يحكم بينكم} ). [غيث النفع: 532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{فقد سألوا} [153] البصري وهشام والأخوين.
{بل طبع} [155] لهشام وعلي وخلاد بخلف عنه.
{بل رفعه} [158] للجميع.
(ك)
{ويقولون نؤمن} [150] {مريم بهتانا} [156] {العلم منهم} [162].
ولا إدغام في {المسيح عيسى} [157] لقوله: فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قد ضلوا} [167] لورش وبصري والشامي والأخوين.
{قد جآءكم} معًا لبصري وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 537]
{إليك كما} [163] {ليغفر لهم} [168] {يستفتونك قل}.
ولا إدغام في {داود زبورا} لقوله:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن = بحرف بغير التاء ... ). [غيث النفع: 538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: ست وأربعون، وقال الجعبري: «خمس وأربعون» ولم يعد {بيت طائفة} [81] وكأنه لم يجعلها من الكبير، وقال عند قوله: إدغام بيت في حلا:
«إن أبا العلاء ذكرها من الكبير، ورد على من قال إنها من الصغير» اهـ.
والحق أن لكل من القولين مدركًا صحيحًا قويًا، لأن أصلها (بيتت) بتاء مفتوحة، بعدها تاء ساكنة للتأنيث، لأنه مسند إلى مؤنث، إلا أنه غير حقيقي، ثم إنه حذفت الثانية لذلك، والتخفيف، فهل تبقى الأولى على فتحها أو تسكن لضرب من النيابة، ومبالغة في التخفيف؟
فمن قال بالأول عدها من الكبير، ومن قال بالثاني عدها من الصغير، ولهذا أدغمها حمزة ومن قال بالإظهار عن البصري.
وتبع في علم النصرة الجعبري في العدد وعد {بيت طائفة} [81] وبه يصير ستًا وأربعين كما ذكرنا، ومن الصغير: أربعة عشر). [غيث النفع: 538]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 04:03 PM

سورة النساء
[ الآية (1) ]
بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا فِي تَشْدِيد السِّين وتخفيفها من قَوْله {وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ} 1
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {تساءلون بِهِ} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {تساءلون بِهِ} خَفِيفَة
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فروى عَليّ بن نصر وهرون بن مُوسَى وَعبيد ابْن عقيل وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَنهُ والواقدي عَن عدي بن الْفضل وخارجة بن مُصعب عَنهُ {تساءلون} مُخَفّفَة
وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث عَنهُ {تساءلون} مُشَدّدَة
وروى أَبُو زيد عَنهُ التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد
وَقَالَ عَبَّاس عَنهُ إِن شِئْت خففت وَإِن شِئْت شددت قَالَ وقرأته بِالتَّخْفِيفِ). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا فِي نصب الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله {والأرحام} 1
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {والأرحام} خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {والأرحام} نصبا). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تساءلون به} خفيف كوفي، عباس مخير، {والأرحام} جر حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تساءلون} [1]: خفيف: كوفي إلا ابن زروان. مخير: عباس.
{والأرحام} [1]: جر: حمزة). [المنتهى: 2/645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (تسآءلون) بالتخفيف، وشدد الباقون.
قرأ حمزة (والأرحام) بالخفض، ونصب الباقون). [التبصرة: 188]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون: {تساءلون} (1): بتخفيف السين.
والباقون: بتشديدها.
حمزة: {والأرحام}: بخفض الميم.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون: (تساءلون) بتخفيف السّين والباقون بتشديدها. حمزة: (والأرحام) بخفض الميم، والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 334]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَسَاءَلُونَ) خفيف عبيد بن عقيل، والحربي، ووهيب، وهارون، ومحبوب، والواقدي والجهضمي جميعًا عن أَبِي عَمْرٍو، والبزي عن ابْن كَثِيرٍ، وكوفي غير ابن زروان، والفياض عن طَلْحَة، وخير عباس، وأبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو، وروى معاذ عنه (تَسَاءَلُونَ) على وزن تفعلون، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أفخم وهو من الأصل من غير حذف.
(وَالْأَرْحَامِ) جر الحسن، وقَتَادَة، والزَّيَّات، والْأَعْمَش رواية جرور، الباقون نصب وهو الاختيار لقوله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ) والأرحام لا تقطعون؛ لأن الظاهر لا يعطف به على المضمر المخفوض إلا بإظهار الخاضع لا نقول: مررت به وزيد حتى تقول: مررت به ويزيد). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([1]- {تَسَاءَلُونَ} خفيف: الكوفيون.
[1]- {وَالْأَرْحَامَ} جر: حمزة). [الإقناع: 2/627]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (587 - وَكُوفِيُّهُمْ تَسَّاءَلُونَ مُخَفَّفًا = وَحَمْزَةُ وَالأَرْحَامَ بِالْخَفْضِ جَمَّلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([587] و(كوفيهم) تساءلون مخففًا = و(حمزة) والأرحام بالخفض جملا
أصل {تسآءلون}: تتساءلون، فلما اجتمع التاءان، خفف بحذف إحداهما، على ما سبق من الخلاف في: {تظاهرون}.
وعلى هذا الضرب من التخفيف قراءة الكوفيين.
وخففه آخرون بالإدغام، وعليه القراءة الأخرى.
وأدغمت التاء في السين لما بينهما من التقارب؛ إذ هما من طرف اللسان، وهما مشتركان في الهمس.
والتاء مع ذلك أضعف من السين، لأن للسين صفيرًا ليس لها؛ فهي تقوى بالإدغام.
وقراءة حمزة رحمه الله: {والأرحام} قراءة صحيحة ثابتة، قرأ بها الأعمش وإبراهيم النخعي وقتادة.
والذي أنكره البصريون من القراءة بها، لأن عطف الظاهر على المضمر المخفوض لا يجوز إلا بإعادة الخافض عندهم، إنكار من لم يتثبت؛ لأن للمحتج عليهم أن يقول: إن المضمر هاهنا والظاهر، سواء؛ لأن ظاهره لا يصح أن
[فتح الوصيد: 2/817]
يتنكر؛ فهو كمضمره. فكما يجوز أن تقول: بالله والرحم، يجوز أن تقول: به والرحم.
وله أن يقول أيضًا: ليست هذه واو العطف، وإنما هي واو القسم، أقسم الله تعالى بها كما أقسم بالتين تنبيهًا على المنة به؛ فالقسم بالأرحام تنبيهًا على صلتها وتعظيمًا لشأنها أولى.
فإن اعترض على هذا الوجه بما روي أن قومًا من مضر جاءوا إلى رسول الله لا حفاة عراة، فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم لما رأى من فاقتهم، ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال: {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ...} إلى قوله: {والأرحام}.
ثم قال: «تصدق رجل بديناره، تصدق رجل بدرهمه، تصدق رجل بصاع من ثمره» ...الحديث.
وهذا الحديث اعترض به ابن النحاس وقال: «معنى هذا على النصب، لأنه حضهم على صلة أرحامهم».
قلت: ولو روي أنه قرأه بالنصب، لم يكن في ذلك حجة، لأنا لا نقول: إن قراءة النصب ليست ثابتة.
وهذا الحديث إنما يصلح حجة لها، ولا نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بجميع الوجوه.
ونحن نقول: إن وجه قراءة النصب: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ووجه قراءة الخفض، القسم على ما بينا.
[فتح الوصيد: 2/818]
وإذا كان لهذه القراءة وجهان، فلا تورد كل واحدة من القراءتين إلا بحيث يليق بها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لو ثبت أنه قرأ بالنصب، لم يكن في ذلك ما يرد الأخرى.
لأنه قرأ بما يليق بذلك المقام.
ألا تراه يقول في حديث هشام بن حكیم: «هكذا أنزلت، هكذا أنزلت».
واحتج الشافعي رحمه الله بقوله تعالى: {وأرجلكم} بالخفض لمسح الخفين، وبالنصب لغسل الرجلين، لأنهما ثابتان منزلتان.
ولو سلم أن الواو عاطفة، فقد نقل ذلك في الكلام والشعر.
روی قطرب: ما فيها غيره وفرسه
وأنشد الفراء:
نعلق في مثل السواري سيوفنا = وما بينها والكعب غوطٌ نفانف
وقال آخر:
إذا أوقدوا نارًا لحرب عدوهم = فقد خاب من يُصلى بها و سعيرها
واعترض من رد القراءة فقال: «لو جاز هذا في الشعر والكلام، لم يجز في هذه القراءة».
[فتح الوصيد: 2/819]
قال: «وهو خطأ في أمر الدين عظيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تحلفوا
بآبائكم))».
والجواب، أن الحكاية عنهم أنهم يتساءلون بالله، والرحم ليست بيمين.
فإن قيل: كيف ينهى عن شيء ويحكيه عنهم؟
فالجواب: أن تسآلهم كان قبل ورود النهی؛ وأيضًا، فليس في الحكاية ما يدل على الإباحة. ألا ترى إلى قوله تعالى: {ومن ثمرت النخيل والأعنب تتخذون منه سكرً ورزقًا حسنًا}، وأن الحكاية فيه لم تقتض الإباحة. والكوفيون يجيزون العطف المذكور ويختارون سواه، والبصريون يمنعونه، والقراءة ثابتة، وهي حجة وهم يحتجون في العربية بقول بعض العرب.
يقول قائلهم: سمعت بعض العرب...
ونقل القرآن أثبت وأصح.
وقوله: (والأرحام بالخفض جُملا)، فيه تورية مليحة، لأن الخفض في الجواري: الختان، وهو هن جمال، والخفض الذي هو للإعراب جمالٌ للأرحام، لما فيه من تعظيم شأنها). [فتح الوصيد: 2/820]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [587] وكوفيهم تساءلون مخففا = وحمزة والأرحام بالخفض جملا
ح: (كوفيهم): مبتدأ، (تساءلون): خبر، أي: قرأوا تساءلون، (مخففًا): حال، وحمزة: مبتدأ، (جملا): خبره، (والأرحام): مفعول، (بالخفض): متعلق بـ (جملا) .
ص: قرأ الكوفيون: {تساءلون به} [1] بتخفيف السين، على أن الأصل: (تتساءلون) حذفت إحدى التاءين، والباقون: بالتشديد على إدغام التاء في السين.
ثم قال: قرأ حمزة: {والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا} [1] بالجر عطفًا على الضمير المجرور في (به) من غير إعادة الجار، كما قال شاعرهم:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وهي قراءة كثير من الصحابة والتابعين، كابن مسعود، وابن عباس،
[كنز المعاني: 2/137]
والحسن البصري، ومجاهد، وقتادة، والأعمش، فلا
[كنز المعاني: 2/138]
مطعن فيها، لأنها تثبتت بالتواتر، وليس لأحدٍ أن يبتدع برأيه في كلام الله تعالى شيئًا، ولا سيما وقد ورد في أشعارهم نحو.
ولا يقال: ورد في الشعر ضرورة، لأنه دعوى بلا دليل، ولو فتح باب
[كنز المعاني: 2/139]
الضرورة في الشعر لبطل أكثر استشهاداتهم.
أو لأن الضمير ههنا مثل مظهره في أن ظاهره لا ينكر لكونه اسم الله تعالى، بخلاف سائر الأسماء، فاستوى المضمر مع المظهر في هذا الحكم، فكما جاز: (سألتك بالله والرحم): جاز: (سألتك به والرحم).
أو يكون الجر في {والأرحام} على أن الواو للقسم، كما أقسم بسائر الأشاء نحو: {والتين والزيتون، وطور سينين} [التين 1-2] أقسم بالأرحام، وجواب القسم: {إن الله كان عليكم رقيبًا} [1]، ولا يلزم خلاف قوله عليه الصلاة والسلام -: «لا تحلفوا بآبائكم» لأنه واردٌ على طريق الحكاية عنهم تذكيرًا لهم بما كانوا يتعاطفون به في الجاهلية، ليحثهم على صلة الأرحام في الإسلام.
والباقون بالنصب عطفًا على اسم الله تعالى، أي: اتقوا الأرحام أن تقطوعها). [كنز المعاني: 2/140]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (587- وَكُوفِيُّهُمْ تَسَّاءَلُونَ مُخَفَّفًا،.. وَحَمْزَةُ وَالأَرْحَامَ بِالخَفْضِ جَمَّلا
نصف هذا البيت هو نصف هذه القصيدة؛ أي: الكوفيون قرءوا تساءلون بالتخفيف، والأصل: تتساءلون فمن خفف حذف التاء الثانية، ومن شدد أدغمها في السين، وله نظائر مثل: "تذكرون" "تزكى" تصدى، وأما قراءة والأرحام بالنصب، فعطف على موضع الجار والمجرور أو على اسم الله تعالى؛ أي: واتقوا الأرحام؛ أي: اتقوا حق الأرحام فصلوها ولا تقطعوها، وفي الحديث: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي من قطعها قطعته"، فهذا وجه الأمر بالتقوى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/57]
فيها مع لله تعالى وقرأها حمزة والأرحام بالجر وعبر الناظم عنه بالخفض، واستحسنه الشيخ هنا، وقال: فيه تورية مليحة؛ لأن الخفض في الجواري الختان وهو لهن جمال والخفض الذي هو الإعراب جمال الأرحام لما فيه من تعظيم شأنها، قلت: يعني: بسبب عطفها على اسم الله تعالى أو بسبب القسم بها، وبهذين الوجهين عللت هذه القراة، وفي كل تعليل منهما كلام، أما العطف فالمعروف إعادة حرف الجر في مثل ذلك كقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} ونحو ذلك، وقال الزجاج: القراءة الجيدة نصب الأرحام، المعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها، فأما الخفض فخطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار شعر، وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تحلفوا بآبائكم"، فكيف يكون تتساءلون بالله والأرحام على هذا قال: ورأيت إسماعيل بن إسحاق ينكر هذا، ويذهب إلى أن الحلف بغير الله أمر عظيم، وأن ذلك خاص لله تعالى على ما أتت به الرواية، فأما العربية فإجماع النحويين أنه يقبح أن ينسق باسم ظاهر على اسم مضمر في حال الخفض إلا بإظهار الخافض، قال بعضهم: لأن المخفوض حرف متصل غير منفصل فكأنه كالتنوين في الاسم، فقبح أن يعطف اسم يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه، وقال المازني كما لا تقول مررت بزيد وبك، لا تقول مررت بك وزيد.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/58]
قلت: هاتان العلتان منقوضتان بالضمير المنصوب، وقد جاز العطف عليه فالمجرور كذلك، وأما إنكار هذه القراءة من جهة المعنى لأجل أنها سؤال بالرحم وهو حلف، وقد نهي عن الحلف بغير الله تعالى، فجوابه أن هذا حكاية ما كانوا عليه، فحضهم على صلة الرحم ونهاهم عن قطعها، ونبههم على أنها بلغ من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون بها، ثم لم يقرهم الشرع على ذلك بل نهاهم عنه، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرم، وجاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا هذه الآية عند حثه على الصدقة يوم قدم عليه وفد مضر، وهو إشارة إلى هذا سواء كان قرأها نصبا أو خفضا فكلاهما محتمل، وخفي هذا على أبي جعفر النحاس، فأورد هذا الحديث ترجيحا لقراءة النصب، ولا دليل له في ذلك، فقراءة النصب على تقدير: واتقوا الأرحام التي تتساءلون بها، فحذف استغناء بما قبله عنه، وفي قراءة الخفض حذف: واتقوا الأرحام ونبه بأنهم يتساءلون بها على ذلك، وحسن حذف الياء هنا أن موضعها معلوم فأنه كثر على ألسنتهم قولهم: سألتك بالله والرحم وبالرحم فعومل تلك المعاملة مع الضمير فهو أقرب من قول رؤبة خير لمن قال له: كيف أصبحت؛ أي: بخير لما كان ذلك معلوما، قال الزمخشري في كتاب الأحاجي في قولهم لا أبا لك: اللام مقدرة منوية وإن حذفت من اللفظ الذي شجعهم على حذفها شهرة مكانها وأنه صار معلوما؛ لاستفاضة استعمالها فيه وهو نوع من دلالة الحال التي لسانها أنطق من لسان المقال، ومنه حذف "لا" في: "تالله تفتؤ تذكر يوسف".
وحذف الجار في قوله: روبة خير إذا أصبح، وحمل قراءة حمزة: "تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ" عليه سديد؛ لأن هذا الكلام قد شهر بتكرير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/59]
الجار، فقامت الشهرة مقام الذكر، وقال في الكشاف: وينصره قراءة ابن مسعود: "تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ".
قال الفراء: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم قال: "والأرحامِ" خفض الأرحام قال: هو كقولهم أسألك بالله والرحمِ، قال: وفيه قبح؛ لأن العرب لا ترد مخفوضا على مخفوض قد كني عنه، قال: وقال الشاعر في جوازه:
فعلق في مثل السواري سيوفنا،.. وما بينها واللعب غوط نفانف
قال: وإنما يجوز هذا في الشعر؛ لضيقه، قال الزجاج: وقد جاء ذلك في الشعر أنشد سيبويه:
فاذهب فما بك والأيامِ من عجب
وقال العباس بن مرداس:
أكر على الكتيبة لا أبالي،.. أحتفي كان فيها أم سواها
وأنشده الحق في إعرابه لحسان بن ثابت فانظر بنا والحق كيف نوافقه والأبيات المتقدمة وزاد:
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم،.. فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
ثم أخذ في الاستدلال على صحة ذلك وقوته من حيث النظر، وأصاب -رحمه الله- فإن الاستعمال قد وجد، وكل ما يذكر من أسباب المنع فموجود في الضمير المنصوب مثله، وقد أجازوا العطف عليه فالمجرور
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/60]
كذلك قياسا صحيحا، وقول أبي علي في الحجة هو ضعيف في القياس قليل في الاستعمال ممنوع، ولقائل أن يقول: العطف على الضمير المنصوب كذلك، فقال الشيخ في شرحه: حكى قطرب: ما فيها غيره وفرسه، وقال في شرح المفصل: وقد أجاز جماعة من النحويين الكوفيين أن يعطف على الضمير المجرور بغير إعادة الخافض، واستدلوا بقراءة حمزة وهي قراءة مجاهد والنخعي وقتادة وابن رزين ويحيى بن واب وطلحة والأعمش وأبي صالح وغيرهم، وإذا شاع هذا فلا بعد في أن يقال مثل ذلك في قوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}؛ أي: وبحرمة المسجد الحرام، ولا حاجة أن يعطف على سبيل الله كما قاله أبو علي وغيره، ولا على الشهر الحرام كما قاله الفراء؛ لوقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، وإن كان لكل وجه صحيح والله أعلم، والوجه الثاني في تعليل قراءة الخفض في الأرحام أنها على القسم وجوابه إن الله كان عليكم رقيبا أقسم سبحانه بذلك كما أقسم بما شاء من مخلوقاته من نحو والتين والزيتون والعصر والضحى والليل إما بها أنفسها أو على إضمار خالقها -عز وجل- وهو كإقسامه بالصافات وما بعدها على أن إلهكم لواحد وهذا الوجه وإن كان لا مطعن عليه من جهة العربية فهو بعيد؛ لأن قراءة النصب وقراءة ابن مسعود بالياء مصرحتان بالوصاية بالأرحام على ما قررناه، وأما رد بعض أئمة العربية ذلك فقد سبق جوابه، وحكى أبو نصر بن القشيري -رحمه الله- في تفسيره كلام أبي إسحاق الزجاج الذي حكيناه، ثم قال: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين؛ لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواترًا يعرفه أهل الصنعة، وإذا ثبت شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن رد ذلك فقد رد على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقبح ما قرأ به، وهذا مقام محذور لا تقلد فيه أئمة اللغة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/61]
والنحو، ولعلهم أرادوا أنه صحيح فصيح وإن كان غيره أفصح منه؛ فإنا لا ندعي أن كل القراءات على أرفع الدرجات في الفصاحة قلت: وهذا كلام حسن صحيح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/62]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (587 - وكوفيّهم تسّاءلون مخفّفا = وحمزة والارحام بالخفض جمّلا
قرأ الكوفيون: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ بتخفيف السين فتكون قراءة غيرهم بتشديدها. وقرأ حمزة وَالْأَرْحامَ بخفض الميم فتكون قراءة غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (94 - وَالارْحَامِ فَانْصِبْ أُمِّ كُلاًّ كَحَفْصِ فُقْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- والارحام فانصب أم كلا كحفص (فـ)ـق = فواحدة معه قيامًا وجهلا
أحل ونصب الله واللات (أ)د يكن = فأنث وأشمم باب أصدق (طـ)ـب ولا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بفا) فق وهو خلف {الأرحام}[1] بالنصبعطفًا على الجلالة كالآخرين فاتفقوا.
[شرح الدرة المضيئة: 114]
ويريد بقوله: أم كلا كحفص أنه قرأ أيضًا خلف بضم الهمزة من كلمة أم حيث وقع وإليه أشار بقوله كحفص وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَسَاءَلُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِتَخْفِيفِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالْأَرْحَامَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِخَفْضِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا، وَتَقَدَّمَتْ إِمَالَةُ طَابَ لِحَمْزَةَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {تساءلون به} [1] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {والأرحام} [1] بالخفض، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (552 - تساءلون الخفّ كوفٍ واجررا = الارحام فق .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (تساءلون الخفّ (كوف) واجررا = الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را
يعني «تسّاءلون به» خفف السين منه الكوفيون والباقون بالتشديد قوله:
(واجررا) أي وقرأ «به والأرحام» بالجر حمزة، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تسّاءلون الخفّ كوف واجررا = الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را
ش: أي: قرأ الكوفيون: الذي تسآءلون به [النساء: 1] بتخفيف السين، والباقون بتشديدها.
وقرأ ذو فاء (فق) حمزة: والأرحام [النساء: 1] بجر الميم، والباقون بنصبها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر: فواحدة أو ما ملكت [النساء: 3] برفع التاء، والباقون بنصبها.
وتفاعل للمشاركة صريحا ف «تساءلتم» مضارعه: تتساءلون.
وجه تخفيف تسآءلون [النساء: 1]: حذف إحدى التاءين تخفيفا ك تظهرون [البقرة: 85].
ووجه تشديدها إدغام التاء [فيها] على ما تقرر في: الصالحات سّندخلهم [النساء: 122]، [وهو المختار]؛ لقربه من الأصل.
ووجه خفض والأرحام [النساء: 1] عطفها على الهاء المجرورة من غير تقدير.
وهو جائز عند الكوفيين، أو أعيدت الباء، ثم حذفت، للعلم بها حيث كثرت.
أو أنها مقسم بها مجرورة بواو القسم؛ تعظيما لها؛ حثا على صلتها نحو: والتّين والزّيتون [التين: 1] على التقديرين.
واعلم أن مذهب أكثر البصريين اشتراط إثبات الجار في المعطوف لفظا به نحو: به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
وبداره الأرض [القصص: 81] [و] وإنّه لذكر لّك ولقومك [الزخرف: 44].
أو تقديرا اختيارا نحو: وكفر به والمسجد الحرام [البقرة: 217] على رأى، وقول قطرب: «ما فيها غيره وفرسه»، وحكاية سيبويه:
... ... ... ... = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وحكى غيره:
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوّهم = فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
ويدل على أن حكم المقدر حكم الموجود قوله: تالله تقتؤا [يوسف: 85] وجر الشاعر:
... ... ... = ولا سابق شيئا ... .....
ومذهب الجرمي: اشتراط أحد أمرين: إعادة الجار، أو التأكيد نحو: «مررت به نفسه وزيد».
ومذهب يونس، والأخفش، وجل الكوفيين، عدم اشتراط الإثبات مطلقا؛ [كالأمثلة]؛ فيدل هذا على جواز الجر بالعطف إجماعا فعند من لم يشترط ظاهر، وعند المشترط معا تقديرا.
ووجه النصب دونها، أو على محل الهاء، أي: اتقوا الله الذي تعظمونه؛ لأنه عطفه على الجلالة.
أي: اتقوا الله في حدوده، واتقوا الأرحام أن تقطعوا أصل العظمة وتعظمون الأرحام، أي: حالتها.
ووجه رفع واحدة [النساء: 3] جعلها مبتدأ خبرها محذوف.
أي: فواحدة تكفى أو تجزئ.
ووجه النصب: تقديره: فانكحوا واحدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/261] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تساءلون" [الآية: 1] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتشديد على إدغام تاء التفاعل في السين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والأرحام" [الآية: 1] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور
[إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
في به على مذهب الكوفيين، أو أعيد الجار وحذف للعلم به، وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به الله إلخ، وافقه المطوعي والباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة، أو على محل به كقولك: مررت به وزيدا، وهو من عطف الخاص على العام، إذ المعنى اتقوا مخالفته، وقطع الأرحام مندرج فيها، فنبه سبحانه وتعالى بذلك وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في "خلقكم" [الآية: 1] لأبي عمرو بخلفه، وكذا يعقوب وإسقاط الغنة لخلف عن حمزة "في نفس واحدة" وترقيق راء كثيرا للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تسآءلون} [1] قرأ الكوفيون بتخفيف السين، والباقون بتشديدها). [غيث النفع: 504]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرحام} قرأ حمزة بخفض الميم، والباقون بنصبها). [غيث النفع: 504]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا}.
{خلقكم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف، وفيه خلاف منقول عن أبي عمرو، والإدغام إنما يكون مع ذهاب صفة الاستعلاء.
{من نفس واحدة}
قرأ خلف عن حمزة بإدغام التنوين في الواو بلا غنة، ووافق حمزة المطوعي عن الأعمش.
{واحدة}
قرأ الجمهور {واحدة} بالتاء على تأنيث لفظ النفس.
- وقرأ ابن أبي عبلة (واحد) بالتذكير على مراعاة المعنى؛ إذ المراد به آدم، أو على أن النفس تذكر وتؤنث، فجاءت قراءته على تذكير النفس.
{وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا...}
- قرأ خالد الحذاء: (وخالق منها زوجها وباث...) على اسم الفاعل، وهو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو خالق ...
وقراءة الجمهور {وخلق... وبث} على صورة الماضي في الفعلين.
[معجم القراءات: 2/3]
{كثيرًا}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
{ونساء}
قرأ حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{تساءلون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو بخلاف عنه والحسن والأعمش وخلف {تساءلون} خفيفة السين، وأصله: تتساءلون، فحذفت إحدى التاءين: الأولى، أو الثانية على الخلاف.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو بخلاف عنه ويعقوب وأبو جعفر {تساءلون} بشد السين، وذلك على إدغام التاء الثانية في السين، وأصله تتساءلون.
قال ابن مجاهد: «واختلف عن أبي عمرو، فروي علي بن نصر وهارون بن موسى وعبيد بن عقيل وعبد الوهاب بن عطاء عنه، والواقدي عن عدي بن الفضل، وخارجة عن مصعب عنه: {تساءلون} مخففة.
وروي أبو زيد التخفيف والتشديد، وروي اليزيدي وعبد الوارث عنه {تساءلون} مشددة.
[معجم القراءات: 2/4]
وقال عباس عنه: «إن شئت خففت، وإن شئت شددت، قال: وقرأته عنه بالتخفيف».
قال الطبري: «هما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان بالتشديد والتخفيف».
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (تسألون) مضارع «سأل» الثلاثي.
- وقرأ إبراهيم النخعي (تسألون)، على ما لم يسم فاعله، أي: تطلب منكم.
- وقرأ ابن عباس ومحمد بن السميفع اليماني وابن مسعود (تسلون) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى السين.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{والأرحام}
قرأ جمهور السبعة ما عدا حمزة وأبا جعفر ويعقوب {والأرحام} بنصب الميم، وهو معطوف على اسم الله تعالى، والتقدير: اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
[معجم القراءات: 2/5]
- وقرأ حمزة وإبراهيم النخعي وقتادة والمطوعي ومجاهد والحسن البصري وابن عباس وأبو رزين ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش وابن مسعود والأصفهاني والحلبي عن عبد الوارث وأبان ابن تغلب، وأبو إياس هارون بن علي بن حمزة الكوفي {والأرحام} بالخفض على أنه معطوف على الهاء في {به}، أو على أنه مجرور بباء مقدرة، أو بالقسم.
وزعم البصريون جميعًا أنه لحن، وأول من شنع على حمزة هذه القراءة المبرد حتى قال: «لا تحل القراءة بها»، وتبعه على ذلك جماعة منهم ابن عطية.
قال ابن خالويه: «وليس عندنا لحنًا؛ لأن ابن مجاهد حدثنا بإسناد يعزيه إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قرأ {والأرحام}، ومع ذلك فإن حمزة لا يقرأ حرفًا إلا بأثر».
وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش {تساءلون به وبالأرحام} بتكرير حرف الجر.
- وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد {والأرحام} بالرفع على الابتداء، والخبر محذوف والتقدير: والأرحام محترمة، قال ابن جني: «أي والأرحام مما يجب أن تتقوه وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه».
- وقرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وصورة
[معجم القراءات: 2/6]
القراءة (ولرحام).
- وكذا يفعل حمزة في الوقف، بخلاف عنه.
- وروي خلف وخلاد عن حمزة السكت في لام التعريف). [معجم القراءات: 2/7]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:15 AM

سورة النساء
[ من الآية (2) إلى الآية (4) ]

{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3) وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)}

قوله تعالى: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({اليتامى} [2]: بكسر التاء على طريق أبي عثمان). [المنتهى: 2/645]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" حَوْبًا " بفتح الحاء الحسن، وابن حنبل، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بضم الحاء وهو الاختيار لأن الاسم أقوى من المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اليتامى" [الآية: 2، 3] حمزة والكسائي وخلف، وقلله بخلفه ورش وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "تبدلوا" [الآية: 2] بتاء واحدة مشددة كالبزي في: ولا تيمموا وعنه تخفيفها وعنه بتاءين كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "حوبا" [الآية: 2] بفتح الحاء لغة تميم في المصدر يقال حاب حوبا وحوبا وحابا وحوبة وحبابة، وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم، وأصله من حوب الإبل أي: زجرها سمي به الإثم؛ لأنه يزجر به ويطلق على الذئب؛ لأنه يزجر عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة ألفي "اليتامى" ونحو: "كفى" وضم هاء "عليهم وإليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبًا كبيرًا}
{اليتامى} قرأ بإمالة الألف الأخيرة والميم قبلها حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وهذه الإمالة جاءت تبعًا للإمالة التي بعدها؛ فكأنها إمالة بالمجاورة.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية عن الدوري، وتقدم مثل هذا في الآية/ 83 من سورة البقرة.
{ولا تتبدلوا}
قراءة الجمهور {ولا تتبدلوا} بتاءين، وهي رواية عن ابن محيصن.
- وروي عن ابن محيصن (ولا تبدلوا) بتاء واحدة خفيفة.
- وروي عنه أنه قرأ (ولا تبدلوا) بإدغام التاء الأولى في الثانية، قال ابن عطية: «وجاز في ذلك الجمع بين ساكنين لأن أحدهما حرف مد ولين يشبه الحركة».
[معجم القراءات: 2/7]
{ولا تأكلوا}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق والأصبهاني وورش عن نافع (ولا تاكلوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{حوبًا}
قرأ الجمهور {حوبًا} بضم الحاء، وهو الإثم.
- وقرأ الحسن وابن سيرين (حوبًا) بفتح الحاء، وهي لغة تميم، كذا ذكر الأخفش، وقال مقاتل: هي لغة الحبش.
قال ابن عطية: «وقيل: هو بفتح الحاء المصدر، وبضمها الاسم».
- وقرأ أبي بن كعب (.. حابًا) بالألف.
قال أبو حيان: «وكلها مصادر».
{كبيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 2/8]

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فواحدة} رفع يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ألا تعدلوا فواحدة} [11]: رفعٌ: يزيد طريق الحلواني). [المنتهى: 2/646]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَوَاحِدَةٌ) رفع الحسن، والْأَعْمَش، وَحُمَيْد، وشيبة، وأبو جعفر غير ميمونة، والإنطاكي، الباقون نصب، وهو الاختيار معناه: فانكحوا واحدة، دليله (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ)، أو من ملكت أيمانكم؛ ابن أبي عبلة بالنون، الباقون بالألف وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف، ولقوله: (مَا طَابَ لكمُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (94- .... .... .... .... .... = فَوَاحِدَةٌ مَعْهُ قِيَامًا وَجُهِّلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: فواحدة معه قيامًا إلخ أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبوجعفر {فواحدة أو ما ملكت} [3] بالرفع كما نطق به على أنه مبتدأ محذوف الخبر أو بالعكس أو فواحدة تكفى أو فالمنكوحة واحدة وعلم من الوفاق للآخرين بالنصب كالجماعة على تقدير فانكحوا واحدة.
وأشار بقوله: معه قيامًا إلى قوله تعالى {قيامًا وارزقوهم} [5] قرأ مرموز (ألف) أد أبو جعفر {قيامًا} [5] هنا بالألف كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
وقوله: معه أي مقارن فواحدة قيد للمختلف فيه فاحترز به عن الذيفي المائدة فإنه متفق عليه بالألف بينهم وفاقًا لأصولهم). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَوَاحِدَةً فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {فواحدةً} [3] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (552- .... .... .... .... = .... .... واحدةٌ رفعٌ ثرا
[طيبة النشر: 69]
553 - الاخرى مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واحدة) يعني وقرأ أبو جعفر «فواحدة أو ما ملكت أيمانكم» بالرفع، والباقون بالنصب.
الأخرى (مدا) واقصر قياما (ك) ن (أ) با = وتحت (ك) م يصلون ضمّ (ك) م (ص) با
أي والأخيرة، يعني قوله تعالى «وإن كانت واحدة» قرأها بالرفع أيضا نافع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
وأبو جعفر، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تسّاءلون الخفّ كوف واجررا = الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را
ش: أي: قرأ الكوفيون: الذي تسآءلون به [النساء: 1] بتخفيف السين، والباقون بتشديدها.
وقرأ ذو فاء (فق) حمزة: والأرحام [النساء: 1] بجر الميم، والباقون بنصبها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر: فواحدة أو ما ملكت [النساء: 3] برفع التاء، والباقون بنصبها.
وتفاعل للمشاركة صريحا ف «تساءلتم» مضارعه: تتساءلون.
وجه تخفيف تسآءلون [النساء: 1]: حذف إحدى التاءين تخفيفا ك تظهرون [البقرة: 85].
ووجه تشديدها إدغام التاء [فيها] على ما تقرر في: الصالحات سّندخلهم [النساء: 122]، [وهو المختار]؛ لقربه من الأصل.
ووجه خفض والأرحام [النساء: 1] عطفها على الهاء المجرورة من غير تقدير.
وهو جائز عند الكوفيين، أو أعيدت الباء، ثم حذفت، للعلم بها حيث كثرت.
أو أنها مقسم بها مجرورة بواو القسم؛ تعظيما لها؛ حثا على صلتها نحو: والتّين والزّيتون [التين: 1] على التقديرين.
واعلم أن مذهب أكثر البصريين اشتراط إثبات الجار في المعطوف لفظا به نحو: به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
وبداره الأرض [القصص: 81] [و] وإنّه لذكر لّك ولقومك [الزخرف: 44].
أو تقديرا اختيارا نحو: وكفر به والمسجد الحرام [البقرة: 217] على رأى، وقول قطرب: «ما فيها غيره وفرسه»، وحكاية سيبويه:
... ... ... ... = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وحكى غيره:
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوّهم = فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
ويدل على أن حكم المقدر حكم الموجود قوله: تالله تقتؤا [يوسف: 85] وجر الشاعر:
... ... ... = ولا سابق شيئا ... .....
ومذهب الجرمي: اشتراط أحد أمرين: إعادة الجار، أو التأكيد نحو: «مررت به نفسه وزيد».
ومذهب يونس، والأخفش، وجل الكوفيين، عدم اشتراط الإثبات مطلقا؛ [كالأمثلة]؛ فيدل هذا على جواز الجر بالعطف إجماعا فعند من لم يشترط ظاهر، وعند المشترط معا تقديرا.
ووجه النصب دونها، أو على محل الهاء، أي: اتقوا الله الذي تعظمونه؛ لأنه عطفه على الجلالة.
أي: اتقوا الله في حدوده، واتقوا الأرحام أن تقطعوا أصل العظمة وتعظمون الأرحام، أي: حالتها.
ووجه رفع واحدة [النساء: 3] جعلها مبتدأ خبرها محذوف.
أي: فواحدة تكفى أو تجزئ.
ووجه النصب: تقديره: فانكحوا واحدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/261] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
الأخرى (مدا) واقصر قياما (كن) (أ) با = وتحت (ك) م يصلون ضمّ (ك) م (ص) با
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر واحدة الأخيرة بالرفع وهي وإن كانت واحدة فلها النصف [النساء: 11] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/262] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر: (فواحدة) بالرّفع والباقون بالنّصب والله الموفق). [تحبير التيسير: 334]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اليتامى" [الآية: 2، 3] حمزة والكسائي وخلف، وقلله بخلفه ورش وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأخفى أبو جعفر النون عند الخاء من "وإن خفتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "طاب" [الآية: 3] حمزة وفتحه الباقون وأمال "مثنى" و"أدنى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "فواحدة" [الآية: 3] فأبو جعفر بالرفع على الابتداء والمسوغ اعتمادها على فاء الجزاء، والخبر
[إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
محذوف أي: كافية أو خبر محذوف أي: فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي: فيكفي واحدة والباقون بالنصب أي: فاختاروا أو انكحوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فواحدة أو ما} [3] لا خلاف بين السبعة في نصبه). [غيث النفع: 504]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}
{وإن خفتم}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
[معجم القراءات: 2/8]
{ألا تقسطوا}
قرأ إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب والأعمش والمفضل (ألا تقسطوا) بفتح التاء، من (قسط) الثلاثي، وهو من باب «ضرب».
وفي التاج: ذكر الزبيدي في قراءة إبراهيم ويحيى بفتح التاء وضم السين (ألا تقسطوا).
وقراءة الجمهور {ألا تقسطوا} بضم التاء من «أقسط».
{في اليتامى}
تقدمت القراءة فيه بإمالة الألفين في الآية السابقة/ 2.
{فانكحوا ما طاب}
قرأ ابن أبي عبلة (فانكحوا من طاب...)، وهي مفسرة قراءة الجمهور.
- وقراءة الجمهور {فانكحوا ما طاب...} فقيل: {ما} بمعنى «من»، وهذا مذهب من يجوز وقوع «ما» على آحاد العقلاء، وهو مذهب مرجوح.
وقيل: أوثرت على «من» ذهابًا إلى الوصف من البكر أو الثيب، كما نقول: ما زيد؟ في الاستفهام أي: فاضل أو كريم.
{طاب}
قراءة الجماعة {طاب} بألف.
- وفي مصحف أبي وقراءته (طيب) بالياء، وهو دليل الإمالة.
- قال السمين: «وليس هذا بمبني للمفعول لأنه قاصر، وإنما كتب كذلك دلالة على الإمالة وهي قراءة حمزة».
[معجم القراءات: 2/9]
- وقرأه بالإمالة حمزة وأبو عمرو وابن أبي إسحاق والحجدري والأعمش.
{مثنى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
- وعند السمين ما يشير إلى أنه نقل عن النخعي أنه قرأ (ثنى) مقصورًا من «ثناء».
{وثلاث}
قراءة الجماعة {وثلاث} بألف على وزن فعال، فهو عدد معدول.
- وقرأ النخعي وابن وثاب والأعمش (وثلث) بقصر الألف، وحكي هذا المهدوي.
{ورباع}
قراءة الجماعة {ورباع} بألف.
- وقرأ النخعي وابن وثاب والأعمش والمغيرة (وربع) بقصر الألف أيضًا، وهي رواية المهدوي، وهو تخفيف.
{فإن خفتم}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
[معجم القراءات: 2/10]
{فواحدةً}
قراءة الجمهور {فواحدةً} بالنصب، أي فاختاروا، أو فانكحوا.
- وقرأ الحسن والجحدري وأبو جعفر والأعمش وابن هرمز وأبو زيد عن أبي عمرو من طريق الأهوازي (فواحدةٌ) بالرفع على أنه مبتدأ، والخبر محذوف، أي: كافيةٌ.
وقال الكسائي: (فواحدةٌ تقنع).
قال الطبري: «ولو كانت القراءة جاءت في ذلك بالرفع كان جائزًا بمعنى: فواحدة كافية، أو واحدة مجزئة».
{أو ما ملكت أيمانكم}
روي عن أبي عمرو (فما ملكت أيمانكم) يريد به الإماء.
قال أبو حيان: «والمعنى على هذا: إن خاف ألا يعدل في عشرة واحدةٍ فما ملكت يمينه».
- وقرأ ابن أبي عبلة (أو من ملكت أيمانكم).
- وقراءة الجماعة {أو ما ملكت أيمانكم}.
{أدنى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح، وبين اللفظين.
- وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 2/11]
{ألا تعولوا}
قراءة الجمهور {ألا تعولوا} أي: ألا تميلوا عن الحق، ومعناه عند الشافعي لا يكثر عيالكم، وخطأه بعضهم «وهو أعلى كعبًا وأطول باعًا في كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا».
- وقرأ طلحة (ألا تعيلوا) بفتح التاء، أي لا تفتقروا، من العيلة.
وذكر ابن خالويه هذه القراءة لطاووس.
- وقرأ طاووس (ألا تعيلوا) بضم التاء من أعال الرجل، إذا كثر عياله.
وقال أبو حيان: «وهذه القراءة تعضد تفسير الشافعي من حيث المعنى الذي قصده»). [معجم القراءات: 2/12]

قوله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (صَدُقَاتِهِنَّ) بتسكين الدال أبو السَّمَّال وقَتَادَة، غير أن أبا السَّمَّال ضم الصاد، الباقون (صَدُقَاتِهِنَّ) بفتح الصاد مع الإشباع، وهو الاختيار؛ لأنه جمع الصداق). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "هنيئا" و"مريئا" بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء، وقرأهما أبو جعفر كذلك في الحالين بخلف عنه من روايتيه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مريئًا} يوقف عليه لحمزة بياء مشددة عملاً بقوله:
ويدغم فيه الواو والياء مبدلاً = إذا زيدتا ... ). [غيث النفع: 504]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا}
{صدقاتهن}
قرأ الجمهور {صدقاتهن} جمع صدقة بضم الدال، على وزن «سمرة»، وهي لغة الحجاز والمراد المهر.
- وقرأ قتادة وأبو السمال (صدقاتهن) بسكون الدال جمع صدقة، بوزن غرفة وهي لغة تميم.
- وقرأ مجاهد وموسى بن الزبير وابن أبي عبلة وفياض بن غزوان
[معجم القراءات: 2/12]
وأبو واقد والنخعي وابن وثاب (صدقاتهن) بضم الصاد والدال وهي جمع صدقة، ضمت الدال للإتباع.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (صدقتهن) بضم الدال والإفراد والنصب.
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ (صدقاتهن) بفتح الصاد والدال ثم قال: «ذكره ابن الأنباري عن الزهري».
- وعن قتادة أنه قرأ (صدقاتهن) بفتح الصاد وسكون الدال على التخفيف من القراءة المشهورة.
- وقرأ إبراهيم ويحيى بن عبيد بن عمير (صدقتهن) بضم فسكون، بغير ألف.
قال الزجاج: «ولا تقرأن من هذا إلا ما قد قرئ به؛ لأن القراءة سنة لا ينبغي أن يقرأ فيها بكل ما يجيزه النحويون، وإن تتبع فالذي روي من المشهور في القراءة أجود عند النحوين، فيجتمع في القراءة بما قد روي الإتباع، وإثبات ما هو أقوى في الحجة إن شاء الله».
[معجم القراءات: 2/13]
- وقراءة يعقوب بخلاف عنه في الوقف بهاء السكت (صدقاتهنه).
{نحلةً}
قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{فإن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{عن شيءٍ}
تقدم التفصيل فيه في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة.
{فكلوه...} قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فكلوهو).
{فكلوه هنيئًا}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما بإدغام الهاء في الهاء.
{هنيئًا مريئًا}
قرأ الحسن والزهري (هنيًّا مريًّا) بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في ياء المد، وهي قراءتهما في الوصل والوقف.
- وهي قراءة أبي جعفر بخلاف عنه.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
قال في النشر: «فاختلف فيها عن أبي جعفر، فروي هبة الله من طرقه والهذلي عن أصحابه عن ابن شبيب، كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك، وكذلك روى الهاشمي من طريق الجوهري والمغازلي والدوري كلاهما عن ابن جماز.
وروي باقي أصحاب أبي جعفر من الروايتين ذلك بالهمز {هنيئًا مريئًا}، وبذلك قرأ الباقون» ). [معجم القراءات: 2/14]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:16 AM

سورة النساء
[ من الآية (5) إلى الآية (6) ]

{وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5) وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا (6)}

قوله تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {قيمًا} 5
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قيامًا} بِالْألف
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {قيمًا} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قيما} شامي ونافع). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قيمًا} [5، المائدة: 97 [ بكسر القاف فيهما دمشقي، وافق نافع هنا). [المنتهى: 2/646]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (قيمًا) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف). [التبصرة: 188]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عمار: {قيما} (5): بغير ألف.
الباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر (قيمًا) بغير ألف والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 334]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الَّتِي) بالألف بعد اللام في جميع القرآن الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بغير ألف وهو الاختيار لموافقة المصحف، (قِيَمًا) بغير ألف، وبكسر القاف دمشقي، والْجَحْدَرَيّ وافق نافع والشيزري عن أبي جعفر ها هنا، الباقون بألف وهو الاختيار، لأنه أشبع وأوفق للمصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {قِيَامًا} بغير ألف: نافع وابن عامر. وفي [المائدة: 97]: ابن عامر). [الإقناع: 2/627]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (588 - وَقَصْرُ قِيَامًا عَمَّ .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([588] وقصر قيامًا (عم) يصلون ضم (كـ)م = (صـ)فا (نافعٌ) بالرفع واحدةً جلا
قال الأخفش والكسائي والفراء: القيم والقيام والقوام واحد.
وقال البصريون: قيم: جمع قيمة، كديمةٍ وديم.
قال أبو علي: «وليس ذلك بشيء، بدليل قوله: {دينًا قيما}؛ ألا ترى أن الدين لا يوصف بذلك، وإنما هو مصدر بمعنى القيام الذي يراد به الثبات والدوام، كما أنشد أبو زيد:
إني إذا لم يند حلقًا ريقه = وثبت السب وقامت سوقة
ومنه: {ويقيمون الصلوة}.
قال الآخرون: لو كان مفردا، لما اعتل كالعور والحول والعوض؛ لأنه على غير مثال الفعل. والأسماء الثلاثية المجردة، إنما يعل منها ما جاء على مثاله نحو: رجل ومال وباب ودار.
والجواب: أنه اتبع فعله فاعل لأنه مصدر بمعنى القيام؛ فكأنه بني على قام قيمًا، فلما اعتل قام، اعتل هو أيضًا؛ وحكى الأخفش: قومًا وقيمًا».
[فتح الوصيد: 2/821]
قال: «والقياس الصحيح: الواو. وإنما انقلبت ياء على وجه الشذوذ، كقولهم: ثيرةٌ، وقول بني ضبة: طيال في جمع طويل. وقالوا جميعا: جيادٌ في جمع جواد».
قال أبو علي: «وإذا قالوا: ديم في جمع ديمة، فأعلوا الجمع لاعتلال الواحد، فإعلال المصدر لاعتلال فعله أولى؛ ألا ترى أنهم قالوا: معيشة ومعايش، ومقام ومقاوم، فصحت الجموع مع اعتلال الآحاد، ولم يصححوا مصدرًا أعلوا فعله، لكن يجري المصدر على فعله».
قلت: والذي قاله البصريون من كونه جمع قيمة، يحتمله هذا الموضع، وإن كان لا يحتمله الذي في المائدة والأنعام.
ومعناه: التي جعلها الله قيمةً لكم، لأن قيمة المرء ماله.
ومنه: الحسب: المال. والسفهاء: اليتامی.
وأراد بالأموال أموال اليتامى، وأضافها إلى المخاطبين، لأنها أموال الخلق التي يملكونها.
وقيل: «السفهاء، الأولاد؛ أي لا تعطوهم أموالكم فيفسدوها».
وقيل: «السفهاء، النساء».
وقيل: «لا يصح، لأن العرب إنما تقول في النساء: سفائه و سفيهات».
وإذا قلنا: إن قيمًا. بمعنى قيامًا، فهو من قولهم: هو قيام القوم وقوامهم، للذي يقوم عليهم ويصلح أمورهم.
[فتح الوصيد: 2/822]
والكعبة قيم للناس بمعنی قيام، من هذا؛ لأنهم يقصدونها بما يوسع علی مجاوريها، فكأنها تقوم عليهم وتصلح شأنهم.
ودينا قيما وقيمًا: مستقيمًا.
ومعنى التخفيف، أنه مصدر وصف به، وهو كالشبع والصغر والكبر على معنی: ذا قيم.
قال حسان:
ونشهد أنك عند المليـ = ـك أرسلت حقا بدين قيم
وأصل قيم: قيوم، فلما سبقت الياء بالسكون، قلبت الواو ياء وأدغم. قال الله تعالى: {فأقم وجهك للدين القيم} ). [فتح الوصيد: 2/823]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [588] وقصر قيامًا عم يصلون ضم كم = صفا نافعٌ بالرفع واحدة ًجلا
ب: (جلا): كشف.
ح: (قصر): مبتدأ، (قيامًا): مضاف إليه، (عم): خبر، (يصلون ضُم):
[كنز المعاني: 2/140]
مبتدأ وخبر، (كم): نصب على الظرف، أي: كم مرة، (صفا): فعل ماض عمل فيه، (نافعٌ): مبتدأ، (جلا):خبر، (واحدةً): مفعول (جلا)، (بالرفع): متعلق به.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {جعل الله لكم قيامًا} [5] بالقصر على أنها بمعنى القيام، أو جمع (قيمة) كـ (ديم) في (ديمة)، والمعنى: جعلها الله لكم قيمًا للأشياء.
والباقون: {قيامًا} بالمد، وهو ما يقوم به الشيء، كـ (القوام) .
وقرأ ابن عامر وأبو بكر: {وسيصلون سعيرًا} [10] بضم الياء على بنا المفعول، ليوافق قوله: {سوف نصلهم نارًا} [56]/ [ونصله جهنم} [115]، والباقون بفتح الياء على بناء الفاعل ليوافق قوله: {جهنم يصلونها} [إبراهيم: 29]، ولأنهم إذا أصلوا فقد صلوا.
وقرأ نافع: {وإن كانت واحدةٌ فلها النصف} [11] بالرفع على أن {كان} تامة، والباقون بالنصب على أنها خبر {كانت}،
[كنز المعاني: 2/141]
واسمها: مضمر فيها، أي: كانت المتروكة واحدةً.
ولم يأت بواو الفصل بين المسألتين لعدم الالتباس). [كنز المعاني: 2/142] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (588- وَقَصْرُ قِيَامًا "عَمَّ" يَصْلَوْنَ ضُمَّ "كَـ"ـمْ،.. "صَـ"ـفَا نَافِعٌ بِالرَّفْعِ وَاحِدَةٌ جَلا
القيم والقيام واحد يوصف به الذي يقوم بالمصالح، ومعناه الثبات والدوام، وهما مصدران وصف بهما الأموال هنا، والكعبة ي المائدة، ووصف الدين في الأنعام بالقيم والقيم؛ أي: هو مستقيم قال حسان بن ثابت:
فنشهد أنك عبد الإلـ،.. ـه أرسلت نورا بدين قِيَمْ
فابن عامر قرأ الثلاثة قيما على وزن عِنَب ونافع هنا فقط). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/62]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (588 - وقصر قياما عمّ يصلون ضمّ كم = صفا نافع بالرّفع واحدة جلا
قرأ نافع وابن عامر: الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً بالقصر أي بحذف الألف بعد الياء وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف بعد الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (94- .... .... .... .... .... = فَوَاحِدَةٌ مَعْهُ قِيَامًا وَجُهِّلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: فواحدة معه قيامًا إلخ أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبوجعفر {فواحدة أو ما ملكت} [3] بالرفع كما نطق به على أنه مبتدأ محذوف الخبر أو بالعكس أو فواحدة تكفى أو فالمنكوحة واحدة وعلم من الوفاق للآخرين بالنصب كالجماعة على تقدير فانكحوا واحدة.
وأشار بقوله: معه قيامًا إلى قوله تعالى {قيامًا وارزقوهم} [5] قرأ مرموز (ألف) أد أبو جعفر {قيامًا} [5] هنا بالألف كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
وقوله: معه أي مقارن فواحدة قيد للمختلف فيه فاحترز به عن الذيفي المائدة فإنه متفق عليه بالألف بينهم وفاقًا لأصولهم). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَكُمْ قِيَامًا، وَفِي الْمَائِدَةِ قِيَامًا لِلنَّاسِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ فِي الْحَرْفَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {لكم قيامًا} [5]، وفي المائدة [97] {قيامًا للناس} بغير ألف فيهما، وافقه نافع هنا، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (553- .... .... واقصر قيامًا كن أبا = وتحت كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ ابن عامر ونافع «لكم قياما» بالقصر قوله: (وتحت) أي والحرف الذي تحت هذه السورة يعني «قياما للناس» في المائدة، قرأها بالقصر أيضا ابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كن) ابن عامر وألف (أبا) نافع التي جعل الله لكم قيما [النساء:
5] بحذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما [المائدة: 97] وصاد (صبا) أبو بكر وسيصلون سعيرا [النساء: 10] بضم الياء والباقون بفتحها.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وعلم خصوصها، ومحلها من لفظه.
وجه رفع واحدة: أنها فاعل «كان» التامة، ونصبها أنها خبر الناقصة، واسمها مضمر فيها، أي: الوارثة، أو المتروكة.
وقال الأخفش، والكسائي: القيام، والقيم، والقوام- واحد-: صفة من يقوم بالشيء.
وقال الفراء: العرب تقول: هذا قيام أهل وقوامهم وقيمهم.
وقال الأخفش: القياس تصحيحه كالعوض؛ لأنه غير جار على الفعل.
وقال أبو علي: مصدر قام بالشيء: دام عليه.
فوجه القصر [و] المد: أحد المعاني الثلاثة.
ووجه ضم سيصلون [النساء: 10]: بناوه للمفعول من أصليته النار: ألقيته فيها، حذف الفاعل للعلم [به].
ووجه الفتح: بناؤه للفاعل من صلى النار ولازمها، وأسند إلى من آل أمره إليه على حد سيصلى نارا [المسد: 3] وهو المختار؛ لأنه الأصل وأبلغ في التهديد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/262] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسقط" الهمزة الأولى من "السفهاء أموالكم" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب، وسهل الثانية الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب، وبه قرأ الأزرق في أحد وجهيه والثاني عنه إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين، وقرأ قنبل بإسقاط الأولى كالبزي من طريق ابن شنبوذ ومن غير طريقه بتسهيل الثانيةو وبإبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "اللاتي" [الآية: 5] مطابقة للفظ الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَكُمْ قِيَامًا" [الآية: 5] فنافع وابن عامر بغير ألف هنا وبه قرأ ابن عامر وحده في المائدة، وهو قياما للناس، على أن قيما مصدر كالقيام وليس مقصورا منه والباقون بالألف فيهما مصدر قام، أي: التي جعلها الله تعالى سبب قيام أبدانكم، أي: بقائها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السفها أموالكم} [5] قرأ قالون البصري والبزي بإسقاط الهمزة الأولى، وتحقيق الثانية، مع القصر والمد، والقصر مقدم في الأداء، لأن الهمز ذهب بالكلية، ولم يبق له أثر، فالقصر فيه أرجح، وبه يقيد إطلاق قوله: والمد ما زال أعدلا.
ومما يؤيد هذا أن من قرأ بإسقاط الهمزة في نحو {شركآءي} [النحل: 27] فليس له فيه إلا القصر، والحاصل أن الوجهين صحيحان قويان ثابتان نصًا وأداءً، لكن إن بقى أثر الهمزة كالمسهل فالمد مقدم، وإن لم يبق له أثر فالقصر مقدم، وورش وقنبل
[غيث النفع: 504]
بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا إبدالها ألفًا، فيلتقي مع سكون الميم فيمد لازمًا، وقرأ الباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيما} قرأ نافع والشامي بغير ألف بعد الياء، الباقون بألف). [غيث النفع: 505]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولًا معروفًا}
{ولا تؤتوا}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والسوسي وورش من طريق الأزرق بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وقراءة ورش من طريق الأصفهاني بإبدال الهمزة واوًا في الحالين.
- وأبدل الهمزة واوًا في الوقف حمزة.
{السفهاء أموالكم}
قرأ قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل وابن شنبوذ بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية (السفها أموالكم).
- وقرأ الأصبهاني وورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب والأزرق في أحد وجهيه وقنبل بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية (السفهاء اموالكم).
- وقرأ الأزرق وقنبل بتسهيل الهمزة الثانية وإبدالها ألفًا.
- وقرأ حمزة وهشام في الوقف على {السفهاء} بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
قال في الإتحاف:
«السفهاا: ثم يجوز حذف أحدهما للساكن...، ويجوز إبقاؤهما للوقف، فيمد لذلك مدًّا طويلًا ليفصل بين الألفين...، ويجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة وغيره من أجل التقاء الساكنين
[معجم القراءات: 2/15]
قياسًا على سكون الوقف، فتحصل حينئٍذ ثلاثة أوجه، المدُّ والقصر والتوسط».
أما القصر فبعد حذف الألف الأولى، فتبقى الثانية ولا يجوز مدُّها، لأنها مبدلة من همزة ساكنة، وإن حذف الثانية جاز المدُّ والقصر؛ لأنها حرف مد قبل همزة مغيرة بالبدل ثم الحذف، والمد هنا متوسط، وإن أثبت الألفين كان المدّ الطويل كما ذكر في النص.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمزتين {السفهاء أموالكم}.
{التي جعل الله}
قراءة الجمهور {التي} على الإفراد، فهو صفة لجمع ما لا يعقل وهو الأموال.
- وقرأ الحسن والنخعي وهارون عن أبي عمرو (اللاتي)، وهو جمع في المعنى لـ{التي}.
- وقرئ شاذًا (اللواتي)، وهو جمع {التي} في المعنى، وذكروا أنه جمع اللاتي فهو جمع الجمع على هذا.
قال ابن عطية: «والأموال جمع ما لا يعقل، فالأصوب فيه قراءة العامة».
قال أبو حيان: «.. فإذا كان لنا جمع لا يعقل فيجوز أن يجري
[معجم القراءات: 2/16]
الوصف عليه كجريانه على جمع المؤنثات...».
{قيامًا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {قيامًا} مصدر قام...، وهذه القراءة اختيار الطبري.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن عباس والرهاوي عن أبي جعفر (قيمًا) وهو مصدر كالقيام، وقيل هو مقصور منه، قالوا: حذفت الألف كما حذفت في خيم وأصله خيام، قالوا: أو هو جمع قيمة كديم جمع ديمة، وذهب إلى هذا البصريون غير الأخفش.
قال الطبري: «... وإن كانت الأخرى (أي: قيمًا) غير خطأ ولا فاسد، وإنما اخترنا ما اخترنا من ذلك لأن القراءات إذا اختلفت في الألفاظ واتفقت في المعاني فأعجبها إلينا ما كان أظهر وأشهر في قراءة أمصار الإسلام».
[معجم القراءات: 2/17]
- وقرأ عبد الله بن عمر والحسن (قوامًا) بكسر القاف وواو بعدها.
وقيل هو مصدر «قاوم»، وقيل: هو اسم غير مصدر، وهو ما يقام به كقولك: هو ملاك الأمر لما يملك به.
- وقرأ الحسن وعيسى بن عمر وأبو عمرو في رواية (قوامًا) بفتح القاف، وهي خطأ عند أبي حاتم، وجوزه الكسائي، وقال: هو في معنى القوام، يعني أنه مصدر، وقيل اسم مصدر، وقيل القوام: القامة.
- وقرئ شاذًا (قومًا) بكسر القاف وإسقاط الألف وفتح الواو، بزنة «عنب»، وهو مصدر جاء على الأصل كالعوض). [معجم القراءات: 2/18]

قوله تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا (6)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة ألفي "اليتامى" ونحو: "كفى" وضم هاء "عليهم وإليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدًا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا ومن كان غنيًّا فليستعفف ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبًا}
{اليتامى}
تقدمت فيه إمالة الألفين في الآية/ 2 من هذه السورة.
{آنستم}
قراءة الجمهور (آنستم) بالمدّ.
[معجم القراءات: 2/18]
- وقرئ بقصر الهمزة (أنستم).
- وقرأ ابن مسعود (أحستم)، يريد أحسستم، فحذف عين الكلمة، وهذا الحذف شذوذ إلا في ألفاظ يسيرة، وذكر بعضهم أنها لغة سليم، وأنها تطرد في عين كل فعل مضاعف اتصل بتاء الضمير أو نونه.
- وروي عن ابن مسعود أيضًا أنه قرأ (أحسيتم) بالياء بدل السين الثانية.
{رشدًا}
قراءة الجمهور {رشدًا} بضم فسكون، وقالوا: هو لغة، أو مصدر.
- وقرأ ابن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو السمال وعيسى الثقفي (رشدًا) بفتحتين، وهو مصدر.
- وقرأ الحسن (رشدًا) بضمتين.
{إليهم}
قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين {إليهم} بكسر الهاء من أجل الياء قبلها.
{ولا تأكلوها}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه وورش عن نافع والأصبهاني والأزرق ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ولا تاكلوها) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
[معجم القراءات: 2/19]
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{إسرافًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فقيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فليأكل}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع (فلياكل) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بالمعروف فإذا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بخلاف عنهما بإدغام الفاء في الفاء.
{فإذا}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{عليهم}
قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {عليهم} بكسر الهاء من أجل الياء.
{كفى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/20]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:17 AM

سورة النساء
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}

قوله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7)}

قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ذكر إمالة ألف القربى وألفي اليتامى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولًا معروفًا}
{القربى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{اليتامى}
تقدمت فيه إمالة الألفين في الآية/ 2 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/21]

قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {ضعافا خَافُوا عَلَيْهِم} 9
قَرَأَ حَمْزَة وَحده {ضعفا} بإمالة الْعين وَكَذَلِكَ خَافُوا بإمالة الْخَاء وَاخْتلف عَنهُ فِي الإمالة فروى عَنهُ عبيد الله بن مُوسَى {ضعفا} بِالْفَتْح وروى خلف عَن سليم بن عِيسَى عَنهُ بِالْكَسْرِ). [السبعة في القراءات: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ضعافًا}: بالكسر حمزة إلا العبسي وأبا عمر طريق أبي الزعراء،
[المنتهى: 2/645]
وخلادًا إلا طريق الخنيسي). [المنتهى: 2/646]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({ضعافا خافوا} (9): قد ذكر في باب الإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ضعافا خافوا) قد ذكر
[تحبير التيسير: 334]
بالإمالة). [تحبير التيسير: 335]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ إِمَالَةُ ضِعَافًا لِخَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ وَبِخِلَافٍ عَنْ خَلَّادٍ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وليخش" و"فليتقوا وليقولوا" بكسر اللام في الثلاثة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن بخلف "ضعفا" بضم الضاد والعين والتنوين، وعنه
[إتحاف فضلاء البشر: 1/503]
ضم الضاد وفتح العين والمد والهمز بلا تنوين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ضعافا" حمزة وكذا "خافوا" [الآية: 9] بخلف عن خلاد في الأول، وفتحهما الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة ألفي "اليتامى" ونحو: "كفى" وضم هاء "عليهم وإليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/503] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولًا سديدًا}
{وليخش}
قراءة الجماعة بسكون اللام {وليخش}، والإسكان تخفيف، إجراء للمنفصل مجرى المتصل.
- وقرأ الزهري والحسن وأبو حيوة وعيسى بن عمر ويحيى بن وثاب وعمرو بن عبيد (وليخش) بكسر اللام، وهو الأصل.
{من خلفهم}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
{ذريةً}
قراءة الجماعة {ذريةً}، بضم الذال.
- وقرأ زيد بن ثابت والمطوعي (ذريةً) بكسرها، والكسر هنا في
[معجم القراءات: 2/21]
الراء لكسر الذال.
قال الزجاج: «... إلا أن الضم أجود، وهي منسوبة إلى الذرِّ وهي فعلية منه».
{ضعافًا}
قراءة الجمهور {ضعافًا} جمع ضعيف، مثل ظريف وظراف.
- وأمال فتحة العين حمزة، وعن خلف وخلاد خلاف في ذلك، وهي قراءة ابن سعدان والعجلي.
قال ابن غلبون: «واختلف عن خلاد، فروي عنه الفتح والإمالة، وأنا آخذ له بالوجهين كما قرأت، وقرأ الباقون بالفتح».
- وقرأ ابن محيصن (ضعفًا) بضمتين، وتنوين الفاء.
- وقرأت عائشة والسلمي والزهري وأبو حيوة وابن محيصن وعلي ابن أبي طالب وابن مسعود (ضعفاء) بضم الضاد، والمدِّ، كظريف وظرفاء، وهو قياس.
- وعن عيسى بن عمر أنه قرأ قراءتين:
1- ضعافى، بضم الضاد.
2- ضعافى، بفتح الضاد.
وذلك مثل: سكارى وسكارى.
[معجم القراءات: 2/22]
وقد ذكر أبو حيان هذا مع الإمالة، ولم يذكر لهما قارئًا، وذكر هاتين القراءتين ابن خالويه عن عيسى، ولم يصرح بالإمالة.
وذكر القراءتين الزمخشري، ولم يذكر لهما قارئًا، ولم يذكر فيهما الإمالة.
{ضعافًا خافوا}
أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء.
{خافوا}
قرأ حمزة بإمالة الألف بعد الخاء، وذلك للكسرة التي تعرض له في نحو «خفت».
قال ابن الجوزي: «والإمالة ههنا حسنة وإن كانت الخاء حرفًا مستعليًا؛ لأنه يطلب الكسرة التي في «خفت» فينحو نحوها بالإمالة».
- وقرأ إسماعيل والمسيبي بين اللفظين.
- والباقون على الفتح.
{عليهم}
تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها، انظر الآية/ 6.
{فليتقوا الله وليقولوا}
قراءة الجمهور بسكون لام الأمر في الفعلين {فليتقوا... وليقولوا}، وهو تخفيف.
- وقرأ الزهري والحسن وأبو حيوة وعيسى بن عمر بكسر اللام فيهما (فليتقوا... وليقولوا)، والكسر على الأصل). [معجم القراءات: 2/23]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {وسيصلون سعيرا} 10
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وسيصلون} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ ابْن عَامر {وسيصلون} بِضَم الْيَاء
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أبان وَأَبُو بكر بن عَيَّاش والمفضل عَنهُ {وسيصلون} مثل ابْن عَامر بِضَم الْيَاء و{تصلى نَارا حامية} الغاشية 4 بِضَم التَّاء أَيْضا
وروى عَنهُ حَفْص {وسيصلون} بِفَتْح الْيَاء و{تصلى نَارا} مَفْتُوحَة التَّاء {وَيصلى سعيرا} الانشقاق 12 مَفْتُوحَة الْيَاء). [السبعة في القراءات: 227]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وسيصلون} بضم الياء شامي وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 223]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وسيصلون} [10]: بضم الياء دمشقي، وأبو بكر). [المنتهى: 2/646]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (وسيصلون) بضم الياء، وفتحها الباقون). [التبصرة: 188]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {وسيصلون} (10): بضم الياء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر (وسيصلون) بضم الياء والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 335]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَسَيَصْلَوْنَ) بضم الياء على ما لم يسم فاعله ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، ودمشقي، وأبو بكر وشدد ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار لقوله: (لَا يَصْلَاهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {وَسَيَصْلَوْنَ} بضم الياء: ابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/627]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (588- .... .... يَصْلَوْنَ ضُمَّ كَمْ = صَفَا .... .... ....). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({وسيصلون}، على ما لم يسم فاعله؛ أي يصليهم غيرهم، وهو الحقيقة والأصل، فلذلك قال: (كم صفا).
{وسيصلون}، كما قال: {اصلوها} ). [فتح الوصيد: 2/823]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [588] وقصر قيامًا عم يصلون ضم كم = صفا نافعٌ بالرفع واحدة ًجلا
ب: (جلا): كشف.
ح: (قصر): مبتدأ، (قيامًا): مضاف إليه، (عم): خبر، (يصلون ضُم):
[كنز المعاني: 2/140]
مبتدأ وخبر، (كم): نصب على الظرف، أي: كم مرة، (صفا): فعل ماض عمل فيه، (نافعٌ): مبتدأ، (جلا):خبر، (واحدةً): مفعول (جلا)، (بالرفع): متعلق به.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {جعل الله لكم قيامًا} [5] بالقصر على أنها بمعنى القيام، أو جمع (قيمة) كـ (ديم) في (ديمة)، والمعنى: جعلها الله لكم قيمًا للأشياء.
والباقون: {قيامًا} بالمد، وهو ما يقوم به الشيء، كـ (القوام) .
وقرأ ابن عامر وأبو بكر: {وسيصلون سعيرًا} [10] بضم الياء على بنا المفعول، ليوافق قوله: {سوف نصلهم نارًا} [56]/ [ونصله جهنم} [115]، والباقون بفتح الياء على بناء الفاعل ليوافق قوله: {جهنم يصلونها} [إبراهيم: 29]، ولأنهم إذا أصلوا فقد صلوا.
وقرأ نافع: {وإن كانت واحدةٌ فلها النصف} [11] بالرفع على أن {كان} تامة، والباقون بالنصب على أنها خبر {كانت}،
[كنز المعاني: 2/141]
واسمها: مضمر فيها، أي: كانت المتروكة واحدةً.
ولم يأت بواو الفصل بين المسألتين لعدم الالتباس). [كنز المعاني: 2/142] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("وَسَيُصْلَوْنَ سَعِيرًا" بضم الياء وفتحها ظاهر.و"واحدة" التي رفعها نافع وحده وهو: "وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ" جعل كان تامة، ومن نصب طابق به قوله: "فإن كن نساءٌ"، "فإن كانتا اثنتين"؛ أي: إن كان الوارث واحدة، وإنما أنث الفعل وألحق علامتي الجمع والتثنية في كن و
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/62]
كانتا ليطابق الاسم الخبر لفظا، ولم يأت الناظم في هذا البيت بواو فاصلة، وذلك في موضعين؛ إذ لا ريبة في اتصال المسائل الثلاث وجلا في آخر البيت ليس برمز إذ قد تقدم مرارا بيان أنه لم يرمز قط مع التصريح بالاسم ولم يصرح بالاسم مع الرمز، ولولا أن ذلك اصطلاحه لكان نافع محتملا أن يكون من جملة قراء سيصلون بالضم، ورفع واحدة لورش وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/63] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (588 - .... .... .... يصلون ضمّ كم = صفا .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر وشعبة وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً بضم الياء وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَيَصْلَوْنَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر {وسيصلون} [10] بضم الياء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (553- .... .... .... .... .... = .... .... يصلون ضمّ كم صبا). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يصلون) يعني «وسيصلون سعيرا» بضم الياء ابن عامر وشعبة، والباقون بالفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كن) ابن عامر وألف (أبا) نافع التي جعل الله لكم قيما [النساء: 5] بحذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما [المائدة: 97] وصاد (صبا) أبو بكر وسيصلون سعيرا [النساء: 10] بضم الياء والباقون بفتحها.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وعلم خصوصها، ومحلها من لفظه.
وجه رفع واحدة: أنها فاعل «كان» التامة، ونصبها أنها خبر الناقصة، واسمها مضمر فيها، أي: الوارثة، أو المتروكة.
وقال الأخفش، والكسائي: القيام، والقيم، والقوام- واحد-: صفة من يقوم بالشيء.
وقال الفراء: العرب تقول: هذا قيام أهل وقوامهم وقيمهم.
وقال الأخفش: القياس تصحيحه كالعوض؛ لأنه غير جار على الفعل.
وقال أبو علي: مصدر قام بالشيء: دام عليه.
فوجه القصر [و] المد: أحد المعاني الثلاثة.
ووجه ضم سيصلون [النساء: 10]: بناوه للمفعول من أصليته النار: ألقيته فيها، حذف الفاعل للعلم [به].
ووجه الفتح: بناؤه للفاعل من صلى النار ولازمها، وأسند إلى من آل أمره إليه على حد سيصلى نارا [المسد: 3] وهو المختار؛ لأنه الأصل وأبلغ في التهديد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/262] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وسيصلون" [الآية: 10] فابن عامر وأبو بكر بضم الياء مبنيا للمفعول من الثلاثي وافقهما الحسن والباقون بالفتح من صلى النار لازمها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسيصلون} [10] قرأ الشامي وشعبة بضم الياء، والباقون بفتحها، وتفخيم لامه لورش معلوم). [غيث النفع: 505]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا}
- جاء في مصحف ابن مسعود (ومن يأكل أموال اليتامى ظلمًا فإنما يأكل في بطنه نارًا وسيصلى سعيرًا.
{يأكلون}
تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا، في الآية/ 6 من هذه السورة.
{اليتامى}
تقدمت فيه إمالة الألفين في الآية/2 من هذه السورة، وكذلك في الآية/ 83 من سورة البقرة.
{وسيصلون}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب {وسيصلون} مبنيًا للفاعل من الثلاثي «صلي».
وهو الاختيار عند ابن خالويه.
وقرأ ابن عامر، وأبان وأبو بكر بن عياش والمفضل عن عاصم، وحماد، والحسن (سيصلون) بضم الياء وفتح اللام، مبنيًا للمفعول من الثلاثي.
[معجم القراءات: 2/24]
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة (سيصلون) بضم الياء وفتح الصاد واللام مشددة، مبنيًا للمفعول، قال أبو البقاء: «والتضعيف للتكثير».
- وقرأ ابن أبي عبلة (وسيصلون)، بضم الياء واللام من «أصلى» قال ابن عطية: «وهي ضعيفة»، وأصله: سيصليون من «أصلى» مثل يكرمون من أكرم، فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت، فألتقي ساكنان، فحذف أولهما وهو الياء وضم ما قبل الواو ليصحَّ.
والمعنى: سيصلونهم الملائكة سعيرًا أو سيصلون أنفسهم بسبب كفرهم.
- وقرأ بتغليظ اللام الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{سعيرًا}
رقق الراء الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/25]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:22 AM

سورة النساء
[ الآية (11) ]

{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا (11)}

قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وَإِن كَانَت وَاحِدَة} 11
كلهم قرءوا (وَإِن كَانَت وحدة) نصبا إِلَّا نَافِعًا فَإِنَّهُ قَرَأَ (وَإِن كَانَت وحدة) رفعا). [السبعة في القراءات: 227]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْألف وَكسرهَا من {أم} إِذا وليتها يَاء سَاكِنة أَو كسْوَة كَمَا فِي قَوْله {فلأمه السُّدس} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {فلأمه} و(من بطُون أمهاتكم) النَّحْل 78 و{فِي أمهَا} الْقَصَص 59 و{فِي أم الْكتاب} الزخرف 4 بِالرَّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ كل ذَلِك بِالْكَسْرِ
وَاخْتلفَا فِي الْمِيم من قَوْله {أُمَّهَاتكُم} فَكَسرهَا حَمْزَة وَفتحهَا الْكسَائي). [السبعة في القراءات:227 - 228]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الصَّاد وَفتحهَا من قَوْله {يُوصي بهَا} 11 12
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {يُوصي بهَا} بِفَتْح الصَّاد فِي الحرفين
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يُوصي بهَا} بِكَسْر الصَّاد فيهمَا
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم الأولى بِالْكَسْرِ {يُوصي بهَا} وَالثَّانيَِة {يُوصي بهَا} بِفَتْح الصَّاد). [السبعة في القراءات: 228]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وإن كانت واحدة} رفع مدني). [الغاية في القراءات العشر: 223]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فلأمه} بكسر الألف حمزة والكسائي، {بطون} أو {بيوت أمهاتكم} بكسر الألف وفتح الميم الكسائي بكسرها حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 223]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({كانت واحدة} [11]: رفع: مدني). [المنتهى: 2/646]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فلإمه} [11]: بكسر الهمزة هما). [المنتهى: 2/647]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يوصى} [11، 12]: بفتح الصادين مكي، دمشقي، وسلام، وعاصم إلا البرجمي والأعشى وحفصًا. وافق البرجمي، والأعشى في الأول، وحفص والحريري في الثاني، وزاد القواس بخلاف عنه إلا ابن الصلت فتح الأولي). [المنتهى: 2/647] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (وإن كانت واحدة) بالرفع، ونصب الباقون). [التبصرة: 188]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة من (أم) إذا كان قبلها ياء ساكنة أو كسرة، وجملة ما في كتاب الله تعالى منه ثمانية مواضع: هنا (فلأمه) موضعان، وفي القصص (في أمها) وفي الزخرف (في أم الكتاب) فهذه أربعة مفردة مضافة إلى مفرد، وبقي أربع أخرى جمع مضاف إلى جمع وهي (من بطون أمهاتكم)
[التبصرة: 188]
في النحل، وفي النور (أو بيوت أمهاتكم)، وفي الزمر والنجم (بطون أمهاتكم) قرأ حمزة وحده بكسر الميم في الجمع خاصة وكلهم لم يختلفوا في كسر الميم في المفرد لأنها حرف الإعراب، وقرأ الباقون بضم الهمزة في جميعها وبفتح الميم في الجمع، ولا اختلاف في الابتداء أنه بضم الهمزة في جميعها وبفتح الميم في الجمع). [التبصرة: 189]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر (يوصى) بفتح الصاد وهو الأول، ومثله الثاني غير أن حفصًا معهم على الفتح، وقرأهما الباقون بالكسر). [التبصرة: 189]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {وإن كانت واحدة} (11): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فلإمه} (11) في الحرفين، وفي القصص (59): {في أمها}، وفي الزخرف (4): {في إم الكتاب}: بكسر الهمزة في الأربعة في حال الوصل.
والباقون: بضمها في الحالين.
[التيسير في القراءات السبع: 260]
فإذا أضيف (الأم) إلى جمع، ووليت همزته كسرة، وجملته أربعة مواضع:
في النحل (78): {من بطون أمهاتكم}. وكذلك في النور (61)، والزمر (6)، والنجم (32).
فحمزة: يكسر الهمزة والميم، في الوصل.
والكسائي: يكسر الهمزة في الوصل، ويفتح الميم.
والباقون: يضمون الهمزة، ويفتحون الميم، في الحالين.
والابتداء للجميع بهذه المواضع: بضم الهمزة في الواحد، وبضمها وفتح الميم في الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر: {يوصى بها} (11، 12) في الموضعين: بفتح الصاد.
وتابعهم حفص على الثاني فقط.
والباقون: بكسر الصاد فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 261] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (وإن كانت واحدة) بالرّفع والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 335]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (فلأمه) في الحرفين وفي القصص (في أمها) وفي الزخرف (في أم الكتاب) بكسر الهمزة في الأربعة في حال الوصل، والباقون بضمها في الحالين فإذا أضيف الأم إلى جمع ووليت همزته كسرة وجملته أربعة مواضع في النّحل (من بطون أمّهاتكم) وكذلك في النّور والزمر والنجم فحمزة يكسر الهمزة والميم في الوصل، والكسائيّ يكسر الهمزة في الوصل ويفتح الميم، والباقون يضمون الهمزة ويفتحون الميم في الحالين، والابتداء للجميع في هذه المواضع بضم الهمزة في الواحد وبضمّها وفتح الميم في [الجمع] ). [تحبير التيسير: 335]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وابن عامر وأبو بكر (يوصي بها) في الموضعين بفتح الصّاد وتابعهم حفص على الثّاني فقط، والباقون [بكسر] الصّاد فيهما). [تحبير التيسير: 336] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُوصِيكُمُ اللَّهُ) بفتح الواو مشددة ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، والحسن، وهكذا حيث
[الكامل في القراءات العشر: 524]
وقع بإسكان الواو خفيف وهو الاختيار من أوصى لأن أوصى من اللغة أشهر من أوصى.
(وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ) رفع مدني، وابن بكار عن دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حيوة، الباقون نصب وهو الاختيار كأنه قال: فإن كانت البنت واحدة (حَسَنَةً) بالرفع حجازي غير ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والْأَعْمَش، وهو الاختيار على أنه اسم كان ومعناه: تحدث وتقع، الباقون نصب، (لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) نصب أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ عن حفص، الباقون رفع، وهو الاختيار على أنه اسم كان.
(وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً) رفع مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وشيبة، ودمشقي، وعبد الوارث طريق المنقري ورفع (مَيْتَةٌ) الثاني دمشقي غير أبي الحارث، وأبو جعفر، الباقون نصب وهو الاختيار لقوله: (أَوْ دَمًا).
(مِثْقَالَ) رفع في الأنبياء ولقمان أبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، ومدني، وافق أبو زيد في قول الْخُزَاعِيّ وهو غلط، وأبو بشر في لقمان؛ لأنه لم يوافق عليه، قال أبو علي: محبوب عن أَبِي عَمْرٍو فيهما كنافع، الباقون نصب وهو الاختيار؛ لأنه خبر كان. (تِجَارَةً) نصب كوفي، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن إلا أن ابْن مِقْسَمٍ، والحسن بالياء، الباقون بالرفع وهو الاختيار، (فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ)، و(الرُّبُعُ)، و(السُّدُسُ)، و(الثُّمُنُ)، و(الثلثُانِ) بإسكان اللام والباء والميم والدال الحسن وميمونة، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر وافق المري، وابن مجاهد عن ابْن كَثِيرٍ في المزمل (وَثُلُثَهُ) وافق هشام غير الْبَلْخِيّ، الباقون مشبع وهو الاختيار، لأنه أفخم، (يُوصَى) بفتح الصادين مكي غير ابن مقسم، ودمشقي، وسلام، وأبو بكر غير الأعشى والبرجمي، وأبان، والمفصل، وافق حفص، والجزري في الثاني، والأعشى، والبرجمي والقواس في حفص في الأول، الباقون بكسر الصادين على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لقوله: (يُوصِيكُمُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 525]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} رفع: نافع.
[11]- {فَلِأُمِّهِ} بكسر الهمزة: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/627]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 12]- {يُوصِي}، و{يُوصَى} مبنيان للمفعول: ابن كثير
[الإقناع: 2/627]
وابن عامر وأبو بكر.
وافق حفص في الثاني). [الإقناع: 2/628] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (588- .... .... .... .... = .... نَافِعٌ بِالرَّفْعِ وَاحِدَةٌ جَلاَ). [الشاطبية: 47]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (589 - وَيُوصى بِفَتْحِ الصَّادِ صَحَّ كَمَا دَنَا = وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلاَ). [الشاطبية: 47] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (590 - وَفِي أُمًّ مَعْ فِي أُمِّهَا فَلأُمِّهِ = لَدَى الْوَصْلِ ضَمُّ الهَمْزِ بِالْكَسْرِ شَمْلَلاَ
591 - وَفي أُمَّهَاتِ النَّحْلِ وَالنُّورِ وَالزُّمَرْ = مَعَ النَّجْمِ شَافٍ وَاكْسِرِ الْمِيمَ فَيْصَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ورفع {واحدة}، على أنها كان التامة؛ أي: وإن وقعت.
وقوله: (جلا)، أي كشف؛ لأن القراءة بالرفع، ظاهرة مكشوفة المعنى، وبالنصب تحتاج إلى تقدير، وإن كانت الوارثة واحدة، وإلى أن واحدة بمعنى منفردة.
وقراءة النصب، مطابقة لقوله: {فإن كن نساء} ). [فتح الوصيد: 2/823]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([589] ويوصى بفتح الصاد (صـ)ح (كـ)ما (د)نا = ووافق (حفصٌ) في الأخير مجملا
{يوصي}، على معنى: يوصي المذكور.
و{يوصى}، صح معناه وقرب من الأفهام، لأن فيه تنبيهًا علی عموم الحكم في كل ميتٍ من ذكر أو أنثی.
(ووافق حفص في الأخير)، ناقلا ذلك ومجملا إياه عن أئمته. وفيه حكم بجوازهما وصحتهما). [فتح الوصيد: 2/824] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ):
([590] وفي أم مع في أمها فلأمه = لدى الوصل ضم الهمز بالكسر (شـ)مللا
(في أم)، يريد: {في أم الكتب}، و{في أمها رسولا}، و (فلأمه) هاهنا، يختص الوصل في قراءقما بكسر الهمزة، لما يتصل بها من الكسر قبلها أو الياء.
[فتح الوصيد: 2/824]
وذلك أخف من الخروج منهما إلى ضم، وأجروا الياء مجرى الكسرة في الحكم، ولم يعتدوا بها حاجزًا، وهي لغة صحيحة.
قال الفراء والكسائي: «هي لغة قريش وهذيل وهوازن».
وقد ذكرها سيبويه.
ومن ضم، فهو الأصل.
و(ضم الهمز): مرفوع بالابتداء. والخبر: قوله: (في أم). و(شملل)، معناه أسرع؛ ومنه: ناقة شملال وشملة. وفي: (شملل)، ضمير راجع إلى قوله: (في أم) وما اتصل به؛ أي أسرع في اللفظ؛ يشير إلى خفته وتسهل النطق به.
[591] وفي أمهات النحل والنور والزمر = مع النجم (شـ)افٍ واكسر الميم (فـ)يصلا
يقول: واكسر الهمزة في المواضع الأربعة للكسرة قبلها: {والله أخرجكم من بطون إمهتكم}، {أو بيوت إمهتكم}، {يخلقكم في بطون إمهتكم}، {أجنة في بطون إمهتكم}.
وأضاف حمزة رحمه الله إلى كسرها كسر الميم بعدها، على الإتباع؛ أعني في المواضع الأربعة.
(واكسر الميم فيصلا): بين قراءة حمزة والكسائي). [فتح الوصيد: 2/825]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [588] وقصر قيامًا عم يصلون ضم كم = صفا نافعٌ بالرفع واحدة ًجلا
ب: (جلا): كشف.
ح: (قصر): مبتدأ، (قيامًا): مضاف إليه، (عم): خبر، (يصلون ضُم):
[كنز المعاني: 2/140]
مبتدأ وخبر، (كم): نصب على الظرف، أي: كم مرة، (صفا): فعل ماض عمل فيه، (نافعٌ): مبتدأ، (جلا):خبر، (واحدةً): مفعول (جلا)، (بالرفع): متعلق به.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {جعل الله لكم قيامًا} [5] بالقصر على أنها بمعنى القيام، أو جمع (قيمة) كـ (ديم) في (ديمة)، والمعنى: جعلها الله لكم قيمًا للأشياء.
والباقون: {قيامًا} بالمد، وهو ما يقوم به الشيء، كـ (القوام) .
وقرأ ابن عامر وأبو بكر: {وسيصلون سعيرًا} [10] بضم الياء على بنا المفعول، ليوافق قوله: {سوف نصلهم نارًا} [56]/ [ونصله جهنم} [115]، والباقون بفتح الياء على بناء الفاعل ليوافق قوله: {جهنم يصلونها} [إبراهيم: 29]، ولأنهم إذا أصلوا فقد صلوا.
وقرأ نافع: {وإن كانت واحدةٌ فلها النصف} [11] بالرفع على أن {كان} تامة، والباقون بالنصب على أنها خبر {كانت}،
[كنز المعاني: 2/141]
واسمها: مضمر فيها، أي: كانت المتروكة واحدةً.
ولم يأت بواو الفصل بين المسألتين لعدم الالتباس). [كنز المعاني: 2/142] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [589] ويوصى بفتح الصاد صح كما دنا = ووافق حفص في الأخير محملا
ح: (يوصى): مبتدأ، (بفتح الصاد): حال، (صح): خبر، (كما دنا): ظرف الخبر، (حفصٌ): فاعل (وافق)، (محملا): حال منه.
ص: قرأ أبو بكر وابن عامر وابن كثير: {من بعد وصيةٍ يوصى بها} في الموضعين [11، 12] بفتح صاد {يوصى} على بناء المفعول لوضوح المعنى.
ووافقهم حفصٌ في الموضع الأخير الذي بعده: {غير مضار} [12] جمعًا بين اللغتين، واتباعًا للنقل، حاملًا ذلك عن أئمته.
والباقون بكسر الصاد على بناء الفاعل، وهو ضمير الميت). [كنز المعاني: 2/142] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [590] وفي أم مع في أمها فلأمه = لدى الوصل ضم الهمز بالكسر شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (في أم): مبتدأ، و(في): من لفظ القرآن، (ضم الهمز): بدل اشتمال من المبتدأ، (شمللا): خبر، (بالكسر): متعلق به، (لدى الوصل): حال.
[كنز المعاني: 2/142]
ص: قرأ حمزة والكسائي في الزخرف: (في إم الكتاب) [4] وفي القصص: (في إمها رسولًا) [59]، وههنا: (فلإمه الثلث) [11]، (فلإمه السدس) [11] بكسر الهمزة في المواضع الأربعة إتباعًا لما يقوم مقام الكسرة وهو الياء في الأولين، والكسرة في الأخرين.
وهذا إذا وصلا حرف الجر بـ {أم} حتى يتوجه الإتباع، أما إذا فصلا: فلم تكسر الهمزة لعدم الإتباع حينئذٍ.
والباقون يضم الهمز مطلقًا على الأصل.
ومعنى: (ضم الهمز بالكسر شمللا): ضم الهمز أتى سريعًا بالكسر، أي: متبدلًا به.
[591] وفي أمهات النحل والنور والزمر = مع النجم شافٍ واكسر الميم فيصلا
ح: (في أمهات): خبر مضاف إلى السور بعده، وأسكن (الزمر) ضرورة، نحو:
[كنز المعاني: 2/143]
فاليوم أشرب غير مستحقبٍ = ..............
أو على لغة من يستثقل الضم والكسر في الراء نحو:
قالت سُليمى اشتر لنا سويقًا = ..............
(شافٍ): مبتدأ، أي: كسرٌ شافٍ، أو (في أمهات): ظرف (شمللا)، أي: ضم الهمز أسرع بالكسر في تلك المواضع، و(شافٍ): خبر مبتدأ محذوف، (فيصلا): حال من فاعل (اكسر) .
ص: قرأ حمزة والكسائي لفظ: (إمهات) في النحل: (أخرجكم من بطون إمهاتكم} [78] وفي النور: (أو بيوت إمهاتكم) [61]، وفي الزمر: (يخلقكم من بطون إمهاتكم) [6]، وفي النجم: (وإذ أنتم أجنة في بطون إمهاتكم) [32] بكسر الهمزة في المواضع الأربعة لإتباع ما قبله من الكسرة، وكسر الميم أيضًا حمزة إتباعًا للإتباع.
[كنز المعاني: 2/144]
وهذان الأمان عند الوصل، وأما عند الوقف على حرف الجر: فلم يكسر الهمزة إتباعًا، فلم يكسر الميم أيضًا.
وأشار بقوله: (فيصلا) إلى أن كسر الميم فرَّق بين قراءة حمزة والكسائي). [كنز المعاني: 2/145] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("وَسَيُصْلَوْنَ سَعِيرًا" بضم الياء وفتحها ظاهر.و"واحدة" التي رفعها نافع وحده وهو: "وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ" جعل كان تامة، ومن نصب طابق به قوله: "فإن كن نساءٌ"، "فإن كانتا اثنتين"؛ أي: إن كان الوارث واحدة، وإنما أنث الفعل وألحق علامتي الجمع والتثنية في كن و
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/62]
كانتا ليطابق الاسم الخبر لفظا، ولم يأت الناظم في هذا البيت بواو فاصلة، وذلك في موضعين؛ إذ لا ريبة في اتصال المسائل الثلاث وجلا في آخر البيت ليس برمز إذ قد تقدم مرارا بيان أنه لم يرمز قط مع التصريح بالاسم ولم يصرح بالاسم مع الرمز، ولولا أن ذلك اصطلاحه لكان نافع محتملا أن يكون من جملة قراء سيصلون بالضم، ورفع واحدة لورش وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/63] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (589- وَيُوصَى بِفَتْحِ الصَّادِ "صَـ"ـحَّ "كَـ"ـمَا "دَنَا"،.. وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلا
الكسر والفتح في هذا ظاهر أن، والأخير هو الذي بعده: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} ومجملا حال من حفص؛ أي: مجملا ذلك على أئمته، وناقلا لفتحه ذلك عنهم، وفي قراءته جمع بين اللغتين، وحق هذا البيت أن يكون بعد البيتين اللذين بعده؛ لأن "فلأمه" في السورة قبل قوله: "يوصي بها" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/63] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (590- وَفِي أُمًّ مَعْ فِي أُمِّهَا فَلأُمِّهِ،.. لَدَى الوَصْلِ ضَمُّ الهَمْزِ بِالكَسْرِ "شَـ"ـمْلَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/63]
أراد: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ} أول الزخرف. {فِي أُمِّهَا رَسُولًا} في القصص، {فَلِأُمِّهِ} في موضعين هنا ضم الهمزة في هذه المواضع أسرع بالكسر، والأصل: الضم ووجه كسر الهمزة وجود الكسرة قبلها أو الياء، وهي من جنس الكسر فكسروا الهمزة استثقالا للخروج من كسر، وشبهه إلى ضم، وهذا كما فعلوا في كسر هاء الضمير نحو: بهم وفيهم، والهمز مجترأ عليه حذفا وإبدالا وتسهيلا، فغير بعيد من القياس تغيير حركته، وقد غيروا حركة حروف عدة كما مضى في بيوت، وما سيأتي في جيوب وعيون وشيوخ وغيوب، قال أبو جعفر النحاس -رحمه الله- في كسر "فلأمه": هذه لغة حكاها سيبويه، قال: هي لغة كثير من هوازن وهذيل، وقوله: لدى الوصل يريد به وصل حرف الجر بهمزة "أم" فلو فصلت بأن وقفت على حرف الجر ضمت الهمزة بلا خلاف؛ لأنه لم يبق قبلها ما يقتضي كسرها، فصارت كما لو كان قبلها غير الكسر والياء نحو: "ما هن أمهاتهن" وأمه آية، وكذا إذا فصل بين الكسر والهمزة فاصل غير الياء نحو: "إلى أم موسى"، "فرددناه إلى أمه" لا خلاف في ضم كل ذلك، فقول الناظم: وفي أم قيده بذكر "في" احترازا من مثل ذلك، وقوله: وفي أم وما بعده مبتدأ، وضم الهمزة بدل اشتمال من المبتدأ، وشمللا خبر المبتدأ، ومعناه أسرع.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/64]
591- وَفي أُمَّهَاتِ النَّحْلِ وَالنُّورِ وَالزُّمَرْ،.. مَعَ النَّجِْ "شَـ"ـافٍ وَاكْسِرِ المِيمَ "فَـ"ـيْصَلا
في هنا حرف جر، وليس كقوله: وفي أم فإن في ثم من لفظ القرآن، فلهذا أعربنا ذلك مبتدأ، وهذا خبره مقدم، والمبتدأ قوله: شاف؛ أي: وفي هذه الكلمة التي هي أمهات من هذه السور الأربع كسر شافٍ، أو يكون تقدير الكلام: وأسرع ضم الهمز بالكسر في هذه المواضع، وشاف خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو شافٍ، وأسكن الراء من الرمز ضرورة نحو:
فاليوم أشرب غير مستحقب،.. إثمًا من الله ولا واغل
وهذه المواضع الأربعة: "وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أِمَّهَاتِكُمْ"، "أَوْ بُيُوتِ أِمَّهَاتِكُمْ"، "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أِمَّهَاتِكُمْ"، "وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أِمَّهَاتِكُمْ".
فالجميع قبله كسر فلهذا كسرت الهمزة اتباعا، وكسر حمزة دون الكسائي الميم بعد الهمزة تبعا لها في هذه المواضع الأربعة، وفيصلا حال من الضمير في اكسر؛ أي: فاصلا بين قراءتهما، فحمزة كسر الهمزة والميم معا، والكسائي كسر الهمزة وحدها، وكل ذلك في الوصل، فإن وقفت على حرف الجر وابتدأت الكلمات ضمت الهمزة، وفتحت الميم كقراءة الجماعة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/65]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (588 - .... .... .... .... .... = .... نافع بالرّفع واحدة جلا
....
وقرأ نافع وإن كانت واحدة برفع التاء وغيره بنصبها وجلا بمعنى كشف وليست الجيم رمزا لورش لتصريحه باسم نافع وورش أحد راوييه). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (589 - ويوصى بفتح الصّاد صحّ كما دنا = ووافق حفص في الأخير مجمّلا
قرأ شعبة وابن عامر وابن كثير: يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ، يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ بفتح الصاد فيهما ووافقهم حفص في فتح الصاد في الموضع الثاني، ويفهم من هذا: أن حفصا يقرأ في الموضع الأول بكسر الصاد. وقرأ الباقون بكسر الصاد في
[الوافي في شرح الشاطبية: 242]
الموضعين. و(محملا) بالحاء المهملة حال من (حفص) أي كسر في الأول وفتح في الثاني ناقلا هذا عن الأئمة). [الوافي في شرح الشاطبية: 243] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (590 - وفي أمّ مع في أمّها فلأمّه = لدى الوصل ضمّ الهمز بالكسر شمللا
591 - وفي أمّهات النّحل والنّور والزّمر = مع النّجم شاف واكسر الميم فيصلا
قرأ حمزة والكسائي: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ، فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ. في هذه السورة، حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا في القصص، وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ في الزخرف. بكسر ضم الهمزة في حالي الوصل والوقف في فَلِأُمِّهِ في هذه السورة، وفي حال الوصل فقط في القصص والزخرف، فإذا ابتدأ بلفظ أم في السورتين ضما الهمزة. وقرآ أيضا بكسر الهمزة وصلا في المواضع الآتية: من بطون إمّهاتكم في النحل، أو بيوت إمّهاتكم في النور، يخلقكم في بطون إمّهاتكم في الزمر، أجنّة فى بطون إمّهاتكم في النجم. وقرأ حمزة وحده بكسر الميم مع كسر الهمزة في المواضع الأربعة في حال الوصل أيضا، فإذا ابتدءا بلفظ أُمَّهاتِكُمْ* في المواضع الأربعة ضما الهمزة وفتحا الميم لا فرق في ذلك بين حمزة والكسائي. وقرأ الباقون بضم الهمزة وكسر الميم في هذه السورة وفي القصص والزخرف وبضم الهمزة وفتح الميم في هذه المواضع الأربعة. ومعني (شملل): أسرع. وقوله: (فيصلا) معناه: أن كسر الميم لحمزة فصل بين قراءته وقراءة الكسائي). [الوافي في شرح الشاطبية: 243]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (94 - وَالارْحَامِ فَانْصِبْ أُمِّ كُلاًّ كَحَفْصِ فُقْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- والارحام فانصب أم كلا كحفص (فـ)ـق = فواحدة معه قيامًا وجهلا
أحل ونصب الله واللات (أ)د يكن = فأنث وأشمم باب أصدق (طـ)ـب ولا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بفا) فق وهو خلف {الأرحام}[1] بالنصبعطفًا على الجلالة كالآخرين فاتفقوا.
[شرح الدرة المضيئة: 114]
ويريد بقوله: أم كلا كحفص أنه قرأ أيضًا خلف بضم الهمزة من كلمة أم حيث وقع وإليه أشار بقوله كحفص وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/247]
بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي أُمٍّ مِنْ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فِي أُمِّهَا رَسُولًا (فِي الْقَصَصُ) فِي أُمُّ الْكِتَابِ فِي الزُّخْرُفِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِي الْأَرْبَعَةِ اتِّبَاعًا وَلِذَلِكَ لَا يَكْسِرَانِهَا فِي الْأَخِيرَيْنِ إِلَّا وَصْلًا فَلَوِ ابْتَدَأَ ضَمَّاهَا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْحَالَيْنِ، وَأَمَّا إِنْ أُضِيفَ إِلَى جَمْعٍ، وَذَلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ فِي النَّحْلِ وَالزُّمَرِ وَالنَّجْمِ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ، وَفِي النُّورِ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ فَكَسَرَ الْهَمْزَةَ وَالْمِيمَ حَمْزَةُ وَكَسَرَ الْكِسَائِيُّ الْهَمْزَةَ وَحْدَهَا، وَذَلِكَ فِي الْوَصْلِ أَيْضًا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِنَّ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى الِابْتِدَاءِ فِيهِنَّ كَذَلِكَ). [النشر في القراءات العشر: 2/248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُوصَى بِهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الصَّادِ فِيهِمَا وَافَقَهُمْ حَفْصٌ فِي الْأَخِيرِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الصَّادِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/248] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {وإن كانت واحدةً} [11] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {فلأمه السدس} [11]، {فلأمه الثلث} [11]، {في أمها رسولًا} في القصص [59]، {في أم الكتاب} في الزخرف [4] بكسر الهمزة في الأربعة إتباعًا، وكذا {بطون أمهاتكم} في النحل [78] والزمر [6] والنجم [32]، و{أو بيوت أمهاتكم} في النور [61]، إلا أن حمزة كسر الميم أيضًا، وذلك في الوصل، فإن ابتدئ بالمفصول منه ابتدئ بالضم، والباقون كذلك في الست الكلم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {يوصى بها} في الموضعين [11، 12] بفتح الصاد، وافقهم حفص في الأخير، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (554 - يوصى بفتح الصّاد صف كفلاً درا = ومعهم حفصٌ في الاخرى قد قرا). [طيبة النشر: 70] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (555 - لأمّه في أمّ أمّها كسر = ضمًّا لدى الوصل رضًى كذا الزّمر
556 - والنّحل نور النّجم والميم تبع = فاشٍ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يوصى بفتح الصّاد (ص) ف (ك) فلا (د) را = ومعهم حفص في الاخرى قد قرا
يعني «يوصي بها» في الموضعين بفتح الصاد ابن كثير وابن عامر وشعبة فتقلب الياء ألفا للفتحة، والباقون بكسر الصاد فتصير الألف ياء للكسرة، ووافقهم حفص في الكلمة الأخيرة وهي «يوصي بها أو دين غير مضارّ» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لأمّه في أمّ أمّها كسر = ضمّا لدى الوصل (رضى» كذا الزّمر
يعني قوله تعالى «فلأمه السدس، فلأمه الثلث» هنا، و «في أمها رسولا» في القصص و «في أم الكتاب» في الزخرف، فكسر الهمزة من الأربعة حمزة والكسائي اتباعا لكسر اللام أو الياء الساكنة بعد الكسر، ولذلك كان حالة الوصل، والباقون بالضم في الأربع وصلا ووقفا قوله: (لدى الوصل) أي في حالة الوصل، فلو ابتدأ «أم الكتاب» و «أمها» ضم الهمزة لأن الكسر كان لأجل الياء قوله: (كذا) أي بكسر ضم الهمزة أيضا في حالة الوصل في قوله تعالى «في بطون أمهاتكم» في الزمر.
والنّحل نور النّجم والميم تبع = (ف) اش وندخله مع الطّلاق مع
أي و «في بطون أمهاتكم» في النحل «أو بيوت أمهاتكم» في النور و «في بطون أمهاتكم» في النجم قوله: (والميم تبع) يعني بكسر الميم تبعا لكسر الهمزة في هذه الأربعة «من أمهاتكم» حمزة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
الأخرى (مدا) واقصر قياما (كن) (أ) با = وتحت (ك) م يصلون ضمّ (ك) م (ص) با
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر واحدة الأخيرة بالرفع وهي وإن كانت واحدة فلها النصف [النساء: 11] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/262] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يوصى بفتح الصّاد (ص) ف (ك) فلا درى = ومعهم حفص في الأخرى قد قرا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/262]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وكاف (كفلا) ابن عامر ودال (درا) ابن كثير يوصى بها أو دين آباؤكم [النساء: 11] [و] يوصى بهآ أو دين غير مضآرّ [النساء: 12]- بفتح صاديهما، وألف، وكسر حفص صاد الأول.
ووافقهم حفص على فتح الثاني، والباقون بكسر صاديهما وياء ساكنة.
تنبيه:
علم قرينة العموم من الضم، وعلم الألف من لفظه، وكأنه قصد بذكرها قبل فلأمّه [النساء: 11]: عدم التزام الترتيب عند أمن اللبس، وإلا فلا ضرورة للتقديم.
وجه الفتح: بناؤه للمفعول، وإقامة الجار والمجرور مقام الفاعل.
ووجه الكسر: بناؤه للفاعل أي: يوصى المذكور أو المورث.
ووجه التفريق: الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/263] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لأمّه في أمّ أمّها كسر ضمّا لدى = الوصل (رضى) كذا الزّمر
ش: أي: قرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي فلإمه الثلث [و] فلإمه السدس هنا [الآية: 11] وفي إم الكتاب بالزخرف [الآية: 4]، وفي إمها رسولا بالقصص [الآية: 59] بكسر الهمزة إن وصلت بما قبلها.
ثم كمل فقال:
ص:
والنّحل نور النّجم والميم تبع = (فا) ش وندخله مع الطّلاق مع
ش: أي: وكذلك قرأ حمزة [والكسائي] أيضا [فى] يخلقكم في بطون إمهاتكم بالزمر [الآية: 6]، وأخرجكم من بطون إمهاتكم بالنحل [الآية: 78]، وأو بيوت إمهاتكم بالنور [الآية: 61]، وأجنة في بطون إمهاتكم [النجم: 32].
وزاد ذو فاء (فاش) حمزة، وأتبع الميم في هذه الأربعة [للهمزة] فكسرها،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/263]
والباقون بضم الهمزة في الثمانية، وفتح [الميم] في الأربعة الأخيرة.
تنبيه:
يريد: بالوصل [وصل] الحرف لا الكلمة؛ ليعم، خلاف فلأمّه [النساء: 11] الوصل والابتداء.
ويخص خلاف البواقي في الوصل، وخرج عن المختلف بالحصر نحو: وعنده أمّ الكتب [الرعد: 39]، وفؤاد أمّ موسى فرغا [القصص: 10]، وو أمّهتكم التي [النساء: 23].
وقيد الكسر، لخروجه عن المصطلح، وأطلق الميم؛ لجريها عليه، وتقييد خلاف الجمع بالوصل معلوم من الواحد.
وعلم منه اتفاق الكل على ضم الهمزة إذا ابتدءوا بها، وعلى فتح الميم في الجمع بعد الضم، وقيد؛ لتختص بخلاف الميم.
وجه الكسر: مناسبة الكسرة قبلها، أو الياء؛ إذ الكسرة قبلها ملغاة استثقالا لصورة فعل، وهو في المتصل أقوى، وهي لغة قريش وهذيل وهوازن.
ووجه كسر الميم: إتباع [لإتباع]؛ كالإمالة لإمالة.
ووجه الضم والفتح: الأصل.
ولم يتحقق الثقل للانفصال؛ لأن قريشا تجيز ولا توجب.
ووجه تخصيص الخلاف بالوصل: عدم سبب الإتباع في الابتداء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/264]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَة" [الآية: 11] فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة والباقون بالنصب على أنها ناقصة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أم" [الآية: 11] المضاف للمفرد من "فلأمه" [الآية: 11] معا "في أمها " [بالقصص الآية: 59] "فِي أُمِّ الْكِتَاب" [بالزخرف الآية: 4] فحمزة والكسائي بكسر الهمزة في الأربعة لمناسبة الكسرة أو الياء ولذلك لا يكسرانها في الأخيرين إلا وصلا، فإذا ابتدآ ضماها وافقهم الأعمش، والباقون بضمها في الحالين.
وأما المضاف للجمع وذلك في أربعة مواضع: "في بطون أمهاتكم" بالنحل والزمر و"بيوت أمهاتكم" بالنور "بطون أمهاتكم" بالنجم فكسر الهمزة والميم معا في الأربعة حمزة اتبع حركة الميم حركة الهمزة فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة، ولذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة وفتح الميم وافقه الأعمش، وكسر الكسائي الهمزة وحدها والباقون بضم الهمزة وفتح الميم في الأربعة على الأصل، وهذا في الدرج أما في الابتداء بهمزة أم وأمهات فلا خلاف في ضمها، وخرج بقيد الحصر نحو: "وعنده أم الكتاب" "فؤاد أم موسى" "وأمهاتكم اللاتي" فلا خلاف في ضمه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يوصى" [الآية: 11، 12] في الموضعين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
فابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول، وبها في محل رفع نائب الفاعل، وقرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر، وافقهم ابن محيصن فيهما، والباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي: يوصى المذكور أو الموروث، وبها في محل نصب وعن الحسن "يوصي" بفتح الواو وكسر الصاد مشددة فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واحدة فلها} [11] قرأ نافع برفع تاء {واحدة} على أن كان تامة، والباقون بالنصب، على أنها ناقصة). [غيث النفع: 505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلأمه} معًا قرأ الأخوان بكسر الهمزة، والباقون بالضم). [غيث النفع: 505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوصى بها أو دين ءابآؤكم} قرأ المكي والشامي وشعبة بفتح صاد {يوصى} ويلزم منه وجود ألف بعده، والباقون بكسر الصاد، ويلزم منه وجود الياء). [غيث النفع: 505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حكيمًا} تام، وفاصلة بلا خلاف ومنتهى الربع اتفاقًا كما في المسعف وغيره، وعند أهل المغرب {حليم} بعده). [غيث النفع: 505]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدةً فلها النصف ولأبويه لكل واحٍد منهما السدس مما ترك إن كان له ولٌد فإن لم يكن له ولٌد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوةٌ فلأمه السدس من بعد وصيةٍ يوصي بها أو ديٍن آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا فريضةً من الله إن الله كان عليمًا حكيمًا}
{يوصيكم}
قراءة الجمهور {يوصيكم} من «أوصى».
- وقرأ الحسن وابن أبي عبلة (يوصيكم) بالتشديد من «وصى».
{للذكرِ}
قرأ ابن أبي عبلة (يوصيكم الله في أولادكم أن للذكر مثل...)، بزيادة «أنّ».
{فلهنَّ} قرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت، بخلاف عنه (فلهنهْ).
{ثلثا}
قرأ الحسن ونعيم بن ميسرة والأعرج (ثلثا) بإسكان اللام.
- وقرأ الجمهور {ثلثا} بضم اللام، وهي لغة الحجاز وبني أسد، قاله النحاس من الثلث إلى العشر، وذكر أنها لغة تميم وربيعة.
وقال الزجاج: «هي لغة واحدة، والسكون تخفيف»
وقال: «يقال ثلث وربع وسدس، ويجوز تخفيف هذه الأشياء لثقل الضم فيقال: ثلث وربع وسدس، ومن زعم أن الأصل فيه التخفيف، وأنه ثقل فخطأ؛ لأن الكلام موضوع على الإيجاز والتخفيف».
[معجم القراءات: 2/26]
{وإن كانت واحدةً}
قراءة الجمهور {... واحدةً} بالنصب خبر «كان»، وهي عند النحاس قراءة حسنة.
- وقرأ نافع وأبو جعفر (واحدةٌ) بالرفع، على جعل «كان» تامة، وواحدةٌ: فاعل به.
قال الزجاج: «يجوز واحدةً وواحدةٌ ههنا، وقد قرئ بهما جميعًا إلا أنّ النصب عندي أجود بكثير، لأن قوله: {فإن كن نساء فوق اثنتين}، قد بين أن المعنى: فإن كان الأولاد نساءٌ، وكذلك، وإن كانت المولودة واحدةً؛ فلذلك اخترنا النصب، وعليه أكثر القراءة».
{فلها النصفُ}
قراءة الجماعة {... النصف} بكسر النون.
- وقرأ السلمي وعلي وزيد بن ثابت (... النصف) بضم النون، وذكر هذا ابن عطية عن علي وزيد في جميع القرآن.
وتقدم الخلاف في قوله تعالى: {فنصف ما فرضتم} بضم النون وكسرها.
[معجم القراءات: 2/27]
{لأبويه}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً.
{السدس.... السدس}
قرأ الحسن ونعيم بن ميسرة والأعرج وأبو رجاء العطاردي (السدس... السدس) بسكون الدال، وهي لغة بني تميم وربيعة، وقراءة الجماعة بضمها، وهي لغة الحجاز وارجع إلى التعليق الذي أثبته في كلمة {ثلثا} في أول هذه الآية.
{فلأمه... فلأمه}
قرأ حمزة والكسائي والأعمش وعليّ (فلإمه... فلإمه) بكسر الهمزة، وهي لغة حكاها سيبويه.
وإذا ابتدأ حمزة بالهمزة قرأ بالضم في أمثالها.
- والقراءة بالضم عن ابن كثير ونافع وحفص وعاصم وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب {فلأمه... فلأمه}.
- وذكر سيبويه أن كسر الهمزة والميم من «أمك» لغة.
- وذكر الكسائي والفراء أنها لغة هوازن وهذيل.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة وتحقيقها.
[معجم القراءات: 2/28]
- وروي عن أبي البرهسم حذف الهمزة.
{الثلث}
قرأ الحسن ونعيم بن ميسرة والأعرج (الثلث) بسكون اللام، وهي لغة تميم وربيعة.
- وقراءة الجماعة بالضم {الثلث}، وهي لغة أهل الحجاز وأسد.
{يوصي}
قرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يوصي) من «أوصى» الرباعي، وهي اختيار أبي بكر وابن محيصن ومجاهد ويحيى وحماد والمفضل (يوصى) على البناء للمفعول.
- وقرأ الحسن (يوصي) بالتشديد والبناء للفاعل من «وصى» المضعف، على التكثير.
- وذكر ابن عطية هذه القراءة بفتح الصاد (يوصى)، كذا عن الحسن بالبناء للمفعول.
[معجم القراءات: 2/29]
- وذكرها ابن خالويه قراءة لأبي الدرداء وأبي رجاء.
{آباؤكم}
فيه لورش ثلاثة البدل.
- وفيه لحمزة التسهيل مع المدِّ والقصر.
{وأبناؤكم}
فيه تحقيق الأولى وتسهيلها،
- وعلى كلّ الوجهان في الثانية: التسهيل مع المدّ والقصر). [معجم القراءات: 2/30]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:22 AM

سورة النساء
[ الآية (12) ]

{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)}

قوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الصَّاد وَفتحهَا من قَوْله {يُوصي بهَا} 11 12
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {يُوصي بهَا} بِفَتْح الصَّاد فِي الحرفين
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يُوصي بهَا} بِكَسْر الصَّاد فيهمَا
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم الأولى بِالْكَسْرِ {يُوصي بهَا} وَالثَّانيَِة {يُوصي بهَا} بِفَتْح الصَّاد). [السبعة في القراءات: 228] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يوصى} وما بعده بالفتح مكي شامي وحماد ويحيى، وافق الأعشى والبرجمي في الأول وحفص في الثانية). [الغاية في القراءات العشر: 224]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يوصى} [11، 12]: بفتح الصادين مكي، دمشقي، وسلام، وعاصم إلا البرجمي والأعشى وحفصًا. وافق البرجمي، والأعشى في الأول، وحفص والحريري في الثاني، وزاد القواس بخلاف عنه إلا ابن الصلت فتح الأولي). [المنتهى: 2/647] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر: {يوصى بها} (11، 12) في الموضعين: بفتح الصاد.
وتابعهم حفص على الثاني فقط.
والباقون: بكسر الصاد فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 261] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وابن عامر وأبو بكر (يوصي بها) في الموضعين بفتح الصّاد وتابعهم حفص على الثّاني فقط، والباقون [بكسر] الصّاد فيهما). [تحبير التيسير: 336] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُورَثُ كَلَالَةً) مشدد مع كسر الراء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، والباقون خفيف على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار لقوله: (وَوَرِثَهُ)، والزَّعْفَرَانِيّ بكسر الراء مع التخفيف (كَلَالَةٌ) رفع الْجَحْدَرِيّ، والأصمعي عن نافع، والشيزري عن أبي جعفر، الباقون نصب، وهو الاختيار على التفسير (غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً) على الإضافة الحسن في رواية المازني، الباقون منون
[الكامل في القراءات العشر: 525]
(وَصِيَّةً) نصب على المصدر، وهو الاختيار). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 12]- {يُوصِي}، و{يُوصَى} مبنيان للمفعول: ابن كثير
[الإقناع: 2/627]
وابن عامر وأبو بكر.
وافق حفص في الثاني). [الإقناع: 2/628] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (589 - وَيُوصى بِفَتْحِ الصَّادِ صَحَّ كَمَا دَنَا = وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلاَ). [الشاطبية: 47] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([589] ويوصى بفتح الصاد (صـ)ح (كـ)ما (د)نا = ووافق (حفصٌ) في الأخير مجملا
{يوصي}، على معنى: يوصي المذكور.
و{يوصى}، صح معناه وقرب من الأفهام، لأن فيه تنبيهًا علی عموم الحكم في كل ميتٍ من ذكر أو أنثی.
(ووافق حفص في الأخير)، ناقلا ذلك ومجملا إياه عن أئمته. وفيه حكم بجوازهما وصحتهما). [فتح الوصيد: 2/824] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [589] ويوصى بفتح الصاد صح كما دنا = ووافق حفص في الأخير محملا
ح: (يوصى): مبتدأ، (بفتح الصاد): حال، (صح): خبر، (كما دنا): ظرف الخبر، (حفصٌ): فاعل (وافق)، (محملا): حال منه.
ص: قرأ أبو بكر وابن عامر وابن كثير: {من بعد وصيةٍ يوصى بها} في الموضعين [11، 12] بفتح صاد {يوصى} على بناء المفعول لوضوح المعنى.
ووافقهم حفصٌ في الموضع الأخير الذي بعده: {غير مضار} [12] جمعًا بين اللغتين، واتباعًا للنقل، حاملًا ذلك عن أئمته.
والباقون بكسر الصاد على بناء الفاعل، وهو ضمير الميت). [كنز المعاني: 2/142] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (589- وَيُوصَى بِفَتْحِ الصَّادِ "صَـ"ـحَّ "كَـ"ـمَا "دَنَا"،.. وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلا
الكسر والفتح في هذا ظاهر أن، والأخير هو الذي بعده: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} ومجملا حال من حفص؛ أي: مجملا ذلك على أئمته، وناقلا لفتحه ذلك عنهم، وفي قراءته جمع بين اللغتين، وحق هذا البيت أن يكون بعد البيتين اللذين بعده؛ لأن "فلأمه" في السورة قبل قوله: "يوصي بها" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/63] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (589 - ويوصى بفتح الصّاد صحّ كما دنا = ووافق حفص في الأخير مجمّلا
قرأ شعبة وابن عامر وابن كثير: يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ، يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ بفتح الصاد فيهما ووافقهم حفص في فتح الصاد في الموضع الثاني، ويفهم من هذا: أن حفصا يقرأ في الموضع الأول بكسر الصاد. وقرأ الباقون بكسر الصاد في
[الوافي في شرح الشاطبية: 242]
الموضعين. و(محملا) بالحاء المهملة حال من (حفص) أي كسر في الأول وفتح في الثاني ناقلا هذا عن الأئمة). [الوافي في شرح الشاطبية: 243] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُوصَى بِهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الصَّادِ فِيهِمَا وَافَقَهُمْ حَفْصٌ فِي الْأَخِيرِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الصَّادِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/248] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {يوصى بها} في الموضعين [11، 12] بفتح الصاد، وافقهم حفص في الأخير، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (554 - يوصى بفتح الصّاد صف كفلاً درا = ومعهم حفصٌ في الاخرى قد قرا). [طيبة النشر: 70] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(يوصى بفتح الصّاد (ص) ف (ك) فلا (د) را = ومعهم حفص في الاخرى قد قرا
يعني «يوصي بها» في الموضعين بفتح الصاد ابن كثير وابن عامر وشعبة فتقلب الياء ألفا للفتحة، والباقون بكسر الصاد فتصير الألف ياء للكسرة، ووافقهم حفص في الكلمة الأخيرة وهي «يوصي بها أو دين غير مضارّ» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يوصى بفتح الصّاد (ص) ف (ك) فلا درى = ومعهم حفص في الأخرى قد قرا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/262]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وكاف (كفلا) ابن عامر ودال (درا) ابن كثير يوصى بها أو دين آباؤكم [النساء: 11] [و] يوصى بهآ أو دين غير مضآرّ [النساء: 12]- بفتح صاديهما، وألف، وكسر حفص صاد الأول.
ووافقهم حفص على فتح الثاني، والباقون بكسر صاديهما وياء ساكنة.
تنبيه:
علم قرينة العموم من الضم، وعلم الألف من لفظه، وكأنه قصد بذكرها قبل فلأمّه [النساء: 11]: عدم التزام الترتيب عند أمن اللبس، وإلا فلا ضرورة للتقديم.
وجه الفتح: بناؤه للمفعول، وإقامة الجار والمجرور مقام الفاعل.
ووجه الكسر: بناؤه للفاعل أي: يوصى المذكور أو المورث.
ووجه التفريق: الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/263] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يوصى" [الآية: 11، 12] في الموضعين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/504]
فابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول، وبها في محل رفع نائب الفاعل، وقرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر، وافقهم ابن محيصن فيهما، والباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي: يوصى المذكور أو الموروث، وبها في محل نصب وعن الحسن "يوصي" بفتح الواو وكسر الصاد مشددة فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعنه والمطوعي "يورث" بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيا للفاعل وكلالة نصب على الحال إن أريد بها الميت، والمفعولان محذوفان أي: يورث وارثا ماله حال كونه كلالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن أيضا "مضار" بغير تنوين "وصية" بالخفض بالإضافة وقرأه الجمهور بالنصب مصدرا مؤكدا أي: يوصيكم الله بذلك وصية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكم نصف ما ترك أزواجكم}
{يوصى بها أو دين غير مضار} [12] قرأ المكي والشامي وعاصم بفتح الصاد، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 507]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( و{مضار} ضاده ساقط، ومده للجميع سواء، للزومه). [غيث النفع: 507]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولٌد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصيةٍ يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصيةٍ توصون بها او دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم}
{لهن}
قرأ يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (لهنه)، وتقدم هذا في الآية السابقة.
{الربع... الربع}
قرأ الأعرج والحسن ونعيم بن ميسرة (الربع...) بسكون الباء.
- وقراءة الجماعة بضمها.
وتقدم مثل هذا في الآية السابقة في {الثلث}.
{الثمن}
قرأ الأعرج والحسن ونعيم بن ميسرة (الثمن) بسكون الميم.
- وقراءة الجماعة بضمها {الثمن}.
[معجم القراءات: 2/30]
{يورث}
قرأ الجمهور (يورث) مبنيًا للمفعول من «ورث»، لا من «أورث» الرباعي.
- وقرأ الحسن والأعمش وأيوب (يورث) مبنيًا للفاعل من «أورث»، والمفعولان محذوفان، أي: يورث وارثه ماله كلالة.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء والأعمش والمطوعي وعيسى بن عمر (يورث) بكسر الراء وشدها من «ورث»، والمفعولان محذوفان، وتقديرهما كما تقدم في القراءة السابقة.
{كلالةً}
قراءة الجمهور بالنصب {كلالةً}، وهو حال من الضمير في (يورثُ)، ومفعول به عند من قرأ (يورث).
- وذكر ابن الأنباري في البيان أنه قرئ بالرفع (كلالةٌ) على تقدير: وإن كان رجل كلالةٌ. وذكر العكبري أنه لم يعرف أحدًا قرأ به.
{وله أخ أو أخت}
قرأ أبي بن كعب، (وله أخ أو أخت من الأم)، وذكرها البيضاوي قراءة لسعد بن مالك مع أبي.
[معجم القراءات: 2/31]
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وابن مسعود (وله أخ أو أخت من أم)، بغير أداة تعريف.
- وذكر ابن عطية قراءة سعد: (وله أخ أو أخت لأمه).
- وقرأ بعضهم (... وله أخ) بتشديد الخاء، وقال ابن دريد: «التشديد لغة».
وقال ابن خالويه: «وأهل العربية يرونه لحنًا؛ لأن لام الفعل واو».
وفي التاج: «والأخ مشددة، وإنما شدد لأن أصله أخو، فزادوا بدل الواو خاء...»
{السدس، الثلث}
تقدمت القراءة فيهما بسكون الدال واللام، وبضمهما في الآية السابقة/ 11، فانظر هذا فيها.
{يوصى}
قرأ ابن عامر وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر والأعشى والبرجمي وحفص وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن {يوصى} بفتح الصاد مبنيًا للمفعول.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي (يوصي) بكسر الصاد مبنيًا للفاعل.
وتقدم هذا في الآية السابقة.
وقرأ الحسن وأبو الدرداء وأبو رجاء (يوصي) بتشديد الصاد وكسرها، ولم تذكر في الآية السابقة قراءة لغير الحسن.
[معجم القراءات: 2/32]
{غير}
رقق الراء الأزرق وورش.
{غير مضار وصية}
قرأ الجمهور {غير مضار وصية}.
- بنصب {غير} على الحال، وتنوين {مضار}.
- ونصب {وصية} على أنه مصدر مؤكد، أي: يوصيكم الله بذلك وصية.
- وقرأ الحسن (غير مضار وصية) خفض (وصية) بإضافة (مضار) إليها، وهو من إضافة اسم الفاعل لمفعوله.
- وعن الحسن أنه قرأ (مضار) بحذف إحدى الراءين لثقل التضعيف). [معجم القراءات: 2/33]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:24 AM

سورة النساء
[ من الآية (13) إلى الآية (14) ]

{تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)}

قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {يدْخلهُ جنَّات} 13 و{يدْخلهُ نَارا} 14
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يدْخلهُ} بِالْيَاءِ فِي الحرفين
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (ندخله) بالنُّون فِي الحرفين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 228]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ندخله جنات}، و{ندخله ناراً} بالنون مدني شامي). [الغاية في القراءات العشر: 224] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ندخله} [13]، و{ندخله} [14]: بالنون فيهما مدني، دمشقي). [المنتهى: 2/647] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (ندخله) في الموضعين هنا وفي الفتح (ندخله ونعذبه) وفي التغابن (نكفر عنه وندخله) وفي الطلاق (ندخله) بالنون في السبعة، وقرأهن الباقون بالياء). [التبصرة: 189]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {ندخله} (13، 14) في الحرفين: بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 261] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر (ندخله) في الحرفين بالنّون والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 336] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُدْخِلُهُ) في موضعين، وفي الفتح موضعان، وفي التغابن والطلاق السبعة بالنون مدني دمشقي، وافق المفضل طريق جبلة في التغابن والطلاق وقوله: (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ)، (وَنُدْخِلْكُمْ) بالياء المفضل، وأبان، وأبو معاذ عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالياء في السبعة، وبالنون في (نُكَفِر)، (نُدْخِلْهُ)، وهو الاختيار لقوله: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ)، (ونُكَفِر) بالنون أولى، لأنه على العظمة). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14]- {يُدْخِلْهُ}، و{يُعَذِّبْهُ} [الفتح: 17] بالنون فيهما: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/628] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (592 - وَنُدْخِلْهُ نُونٌ مَعْ طَلاَقٍ وَفَوْقُ مَعْ = نُكَفِّرْ نُعَذِّبْ مَعْهُ في الْفَتْحِ إِذْ كَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([592] وندخله نون مع طلاقٍ وفوق مع = نكفر نعذب معه في الفتح (إ)ذ (كـ)لا
التقدير: وندخله ذو نون مع حرف الطلاق.
و(فوق)، يعني به التغابن؛ أراد وفوق الطلاق، فلما قطعه عن الإضافة، بناه مع {نكفر} في التغابن.
(نعذب معه)، أي مع {ندخله} في الفتح.
(إذ كلا): إذ حفظ، من كلأ: إذا حرس وحفظ.
والنون والياء معناهما واضح). [فتح الوصيد: 2/826]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [592] وندخله نون مع طلاق وفوق مع = نكفر نعذب معه في الفتح إذ كلا
ب: (كلا): فعل ماضٍ من الكلاءة، أي: حفظه قارئه فرواه لنا.
ح: (ندخله): مبتدأ، (نونٌ): خبر، أي: ذو نون، (فوق): أي: فوق الطلاق، والهاء في (معه): لـ (نكفر).
ص: قرأ نافع وابن عامر: (ندخله جنات) [13]، و(ندخله نارًا) [14]، وفي الطلاق: (ندخله جنات) [11]، وفوق الطلاق أعني: سورة التغابن-: (ندخله) مع (نكفر) وهو قوله: (نكفر عنه سيئاته وندخله جنات) [9]، و(نكفر) مع (نعذب) في سورة الفتح، وهو: (ومن يطع الله ورسوله ندخله جناٍ تجري من تحتها الأنهار ومن يتول نعذبه) [17]: قرئا في المواضع السبعة بالنون، والباقون بالياء، ووجه القراءتين ظاهر). [كنز المعاني: 2/145]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (592- وَنُدْخِلْهُ نُونٌ مَعْ طَلاقٍ وَفَوْقُ مَعْ،.. نُكَفِّرْ نُعَذِّبْ مَعْهُ في الفَتْحِ "إِ"ذْ "كَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/65]
أي ذو نون ههنا في موضعين "ندخله جنات"، "وندخله نارا" مع الذي في آخر الطلاق وندخله جنات، والذي فوق الطلاق يعني: سورة التغابن فيها ندخله مع نكفر يعني: قوله تعالى: "نكفر عنه سيئاته وندخله"، ثم قال: نعذب معه؛ أي: مع ندخله في الفتح؛ أي: اجتمعا في سورة الفتح في قوله: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ نُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا"، فذلك سبعة مواضع قرأهن بالنون نافع وابن عامر والباقون بالياء ووجه القراءتين ظاهر، وضاق عليه البيت عن بيان أن في هذه السورة موضعين كما قال في البقرة: معا قدر حرك، ومثله قوله في الأعراف: والخف أبلغكم حلا، ولم يقل معا، وهو في قصتي نوح وهود وكلا أي: كلاه؛ أي: حفظه قارئه فرواه لنا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/66]
قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (592 - وندخله نون مع طلاق وفوق مع = نكفّر نعذّب معه في الفتح إذ كلا
قرأ نافع وابن عامر بالنون مكان الياء في الأفعال الآتية: ندخله جنات، ندخله نارا في هذه السورة، ندخله جنات في سورة الطلاق، نكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنات في السورة التي فوق سورة الطلاق وهي التغابن، ندخله جنات، نعذّبه عذابا أليما في سورة الفتح. وقرأ الباقون بالياء في جميع هذه المواضع. و(كلا) فعل ماض بمعنى حفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 243]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ((وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ؛ وَيُدْخِلْهُ نَارًا هُنَا، وَفِي الْفَتْحِ يُدْخِلْهُ وَيُعَذِّبْهُ، وَفِي التَّغَابُنِ يُكَفِّرْ عَنْهُ وَيُدْخِلْهُ، وَفِي الطَّلَاقِ يُدْخِلْهُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِي السَّبْعَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/248]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {يدخله جناتٍ} [13]، و{يدخله نارًا} [14] هنا، و{يدخله} [17]، {يعذبه} في الفتح [17]، و{يكفر عنه سيئاته ويدخله} في التغابن [9]، {يدخله} في الطلاق [11] بالنون في السبعة، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (556- .... .... .... .... .... = .... وندخله مع الطّلاق مع
557 - فوق يكفر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها عمّ .... ). [طيبة النشر: 70] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وندخله) أي قرأ «ندخله جنات، وندخله نارا» في هذه السورة و «ندخله جنات» في الطلاق بالنون.
فوق يكفّر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها (عمّ) وفي
أي الحرف الذي فوق سورة الطلاق؛ يعني قوله تعالى في التغابن «يكفر عنه سيئاته وندخله جنات» قوله: (ويعذب معه) يعني «ويعذب» مع «يكفر» الذي في
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
الفتح، يشير إلى قوله تعالى «ندخله جنات، ومن يتول يعذبه» في سورة «إنا فتحنا لك»؛ والمعنى أن نافعا وأبا جعفر وابن عامر قرءوا الكلمات الثلاث في المواضع الأربعة بالنون والباقون بالياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ندخله) فقال:
ص:
فوق يكفّر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها (عمّ) وفى
ش: أي: قرأ المدنيان نافع وأبو جعفر وابن عامر ندخله جنات وندخله نارا هنا [الآيتان: 13، 14]، [و] ويعمل صالحا ندخله [الآية: 11] [و] ومن يؤمن بالله
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/264]
ويعمل صالحا نكفر عنه سيئاته وندخله بالتغابن [الآية: 9] [و] ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول نعذبه بالفتح [الآية: 17]- بالنون، والباقون بالياء في السبعة.
وعلم عموم موضعي النساء [الآيتان: 13، 14] من الضم.
وجه النون: إسناد الفعل إلى الله تعالى على جهة العظمة، وفيه التفات.
ووجه الياء: إسناده إليه على جهة الغيبة؛ مناسبة لسابقه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/265] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ" [الآية: 13] و"يُدْخِلْهُ نَارًا" [الآية: 14] و"ندخله ونعذبه" [في الفتح الآية: 17] و"نكفر عنه، وندخله" [في التغابن الآية: 9] "وندخله" في [الطلاق الآية: 11] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بنون العظمة في السبعة، وافقهم الحسن هنا والفتح ووافقهم المطوعي في الطلاق والتغابن والباقون، بالياء فيهن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ندخله جنات} [13] و{ندخله نارًا} [14] قرأ نافع والشامي بالنون، والباقون بالياء فيهما). [غيث النفع: 507] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}
{يدخله}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {يدخله} بالياء.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر والحسن (ندخله) بنون العظمة). [معجم القراءات: 2/33]

قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {يدْخلهُ جنَّات} 13 و{يدْخلهُ نَارا} 14
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يدْخلهُ} بِالْيَاءِ فِي الحرفين
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (ندخله) بالنُّون فِي الحرفين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 228] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ندخله جنات}، و{ندخله ناراً} بالنون مدني شامي). [الغاية في القراءات العشر: 224] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ندخله} [13]، و{ندخله} [14]: بالنون فيهما مدني، دمشقي). [المنتهى: 2/647] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {ندخله} (13، 14) في الحرفين: بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 261] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر (ندخله) في الحرفين بالنّون والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 336] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14]- {يُدْخِلْهُ}، و{يُعَذِّبْهُ} [الفتح: 17] بالنون فيهما: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/628] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {يدخله جناتٍ} [13]، و{يدخله نارًا} [14] هنا، و{يدخله} [17]، {يعذبه} في الفتح [17]، و{يكفر عنه سيئاته ويدخله} في التغابن [9]، {يدخله} في الطلاق [11] بالنون في السبعة، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (556- .... .... .... .... .... = .... وندخله مع الطّلاق مع
557 - فوق يكفر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها عمّ .... ). [طيبة النشر: 70] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وندخله) أي قرأ «ندخله جنات، وندخله نارا» في هذه السورة و «ندخله جنات» في الطلاق بالنون.
فوق يكفّر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها (عمّ) وفي
أي الحرف الذي فوق سورة الطلاق؛ يعني قوله تعالى في التغابن «يكفر عنه سيئاته وندخله جنات» قوله: (ويعذب معه) يعني «ويعذب» مع «يكفر» الذي في
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 213]
الفتح، يشير إلى قوله تعالى «ندخله جنات، ومن يتول يعذبه» في سورة «إنا فتحنا لك»؛ والمعنى أن نافعا وأبا جعفر وابن عامر قرءوا الكلمات الثلاث في المواضع الأربعة بالنون والباقون بالياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ندخله) فقال:
ص:
فوق يكفّر ويعذّب معه في = إنّا فتحنا نونها (عمّ) وفى
ش: أي: قرأ المدنيان نافع وأبو جعفر وابن عامر ندخله جنات وندخله نارا هنا [الآيتان: 13، 14]، [و] ويعمل صالحا ندخله [الآية: 11] [و] ومن يؤمن بالله
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/264]
ويعمل صالحا نكفر عنه سيئاته وندخله بالتغابن [الآية: 9] [و] ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول نعذبه بالفتح [الآية: 17]- بالنون، والباقون بالياء في السبعة.
وعلم عموم موضعي النساء [الآيتان: 13، 14] من الضم.
وجه النون: إسناد الفعل إلى الله تعالى على جهة العظمة، وفيه التفات.
ووجه الياء: إسناده إليه على جهة الغيبة؛ مناسبة لسابقه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/265] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ" [الآية: 13] و"يُدْخِلْهُ نَارًا" [الآية: 14] و"ندخله ونعذبه" [في الفتح الآية: 17] و"نكفر عنه، وندخله" [في التغابن الآية: 9] "وندخله" في [الطلاق الآية: 11] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بنون العظمة في السبعة، وافقهم الحسن هنا والفتح ووافقهم المطوعي في الطلاق والتغابن والباقون، بالياء فيهن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأخفى" التنوين عند الخاء من "نارا خالدا" أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ندخله جنات} [13] و{ندخله نارًا} [14] قرأ نافع والشامي بالنون، والباقون بالياء فيهما). [غيث النفع: 507] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين}
{يدخله}
القراءة بالياء وبالنون.
تقدم هذا في الآية السابقة.
{نارًا خالدًا}
قراءة أبي جعفر بإخفاء التنوين عند الخاء). [معجم القراءات: 2/34]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:25 AM

سورة النساء
[ من الآية (15) إلى الآية (16) ]

{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}

قوله تعالى: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتوفيهن" [الآية: 15] حيث جاء وكذا "أفضى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/505]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {البيوت} [15] قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 507]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلًا}
{واللاتي يأتين}
ذكر الأصفهاني في المفردات: أن قراءة عبد الله بن مسعود (تأتي الفاحشة)
قلت: هذا يقتضي أن تكون قراءته (والتي...) مفردًا، ولكنه لم يصرح بذلك.
ويبدو لي أنها محرفة في المفردات وأن الصواب (يأتين بالفاحشة).
وسياق النص عنده يدل على ذلك، وسيأتي خبر هذه القراءة.
{يأتين}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصفهاني (ياتين) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على الهمز.
[معجم القراءات: 2/34]
{يأتين الفاحشة}
وقرأ عبد الله بن مسعود (يأتين بالفاحشة) بزيادة حرف الجر «الباء»، أي: يجئن بها.
- وقراءة الجماعة {يأتين الفاحشة} ومعناها: يغشينها ويخالطنها.
{عليهن}
قراءة يعقوب بضم الهاء في الحالين (عليهن) على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسر الهاء لمناسبة الياء.
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (عليهنه).
{فأمسكوهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (فأمسكوهنه).
{في البيوت}
قرأ حفص وأبو عمرو ونافع وورش وأبو جعفر وإسماعيل بن أبي أويس وابن جماز والواقدي ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن {... البيوت} بضم الباء.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة وقالون عن نافع وعباس عن أبي عمرو وابن ذكوان وخلف وحماد ويحيى عن عاصم والعجلي والشموني والأعمش وأبو بكر (البيوت) بكسر الباء.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/ 189 من سورة البقرة.
{يتوفاهن}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش.
- والجماعة على الفتح.
[معجم القراءات: 2/35]
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (يتوفاهنه).
{لهن}
قراءة يعقوب بخلاف عنه في الوقف بهاء السكت (لهنه) ). [معجم القراءات: 2/36]

قوله تعالى: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي تَشْدِيد النُّون وتخفيفها من قَوْله {واللذان يأتيانها} 16 و{هَذَانِ} طه 63 وَالْحج 19 و{فذانك} الْقَصَص 32 و{هَاتين} الْقَصَص 27 {وَالَّذين} فصلت 29
فَقَرَأَ ابْن كثير (هذن) و(الذان) و(اللَّذين) و(فذنك) و(هتين) مُشَدّدَة النُّون
وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بتَخْفِيف ذَلِك كُله
وشدد أَبُو عَمْرو نون (فذنك) وَحدهَا وَلم يشدد غَيرهَا). [السبعة في القراءات: 229]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{اللذان وهذان، واللذين، وهاتين} مشددة النون مكي {فذانك} مشددة النون مكي بصري غير سهل- عباس مخير). [الغاية في القراءات العشر: 224]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({والذان} [16]، و{هذان} [طه: 63، الحج: 19]، و{الذين} [فصلت: 29]،
[المنتهى: 2/647]
و{هاتين} [القصص: 27]، و{فذانك} [القصص: 32] بتشديد النون مكي، وافقه أبو عمرو، ورويس في {فذانك}. مخير: عباس). [المنتهى: 2/648]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (واللذان) هنا (وهاذان) في طه والحج، وفي القصص (هاتين) وفيها (فذانك) وفي فصلت (أرنا الذين) بتشديد النون، وخففهن الباقون، غير أن أبا عمرو شدد (فذانك) ولم يختلف في غير هذه الستة؛ واعلم أنه لا بد من المد إذا شددت، لأنه لا يوصل في جميع كلام العرب إلى النطق بساكن أي ساكن كان إلا بحركة قبله أو مدة، هذا ما لا اختلاف فيه، وليس في الفطرة غيره، إلا أن حروف اللين أقل مدًا من حروف المد واللين). [التبصرة: 190]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {واللذان} (16)، وفي طه (63): {إن هذان}، وفي الحج: {هذان} (19)، وفي القصص (27): {هاتين}، وفي فصلت (29): {أرنا اللذين}: بتشديد النون، وتمكين مد الألف والياء قبلها، في الخمسة.
والباقون: بالتخفيف، من غير تمكين للألف ولا مد للياء). [التيسير في القراءات السبع: 261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (واللذان) وفي طه (إن هذان) وفي الحج (هذان) وفي القصص (هاتين) وفي فصلت (أرنا اللّذين) بتشديد النّون وتمكين مد الألف والياء قبلها في الخمسة، والباقون بالتّخفيف من غير تمكين الألف ولا مد الياء). [تحبير التيسير: 336]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَاللَّذَانِ)، و(أَرِنَا اللَّذَيْنِ)، و(هَذَانِ)، و(هَاتَين)، و(فَذَانِكَ) الستة أهل مكة بالتشديد وافق أَبُو عَمْرٍو غير عباس وورش في (فَذَانِكَ) عباس مخير، الباقون خفيف، وهو الاختيار لأن من خفف لم يعوض عن الفاء لتثنيته تثنيًا وترك التعويض أشهر في اللغة). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {وَالَّذَانِ}، و{هَذَانِ} فيهما [طه: 63]، [والحج: 19]، و{الَّذَيْنِ} [فصلت: 29]، و{هَاتَيْنِ} [القصص: 27]، و{فَذَانِكَ} [القصص: 32] بتشديد النون والمد: ابن كثير.
وافقه أبو عمرو على {فَذَانِكَ} ). [الإقناع: 2/628]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (593 - وَهذَانِ هاتَيْنِ الَّلذَانِ الَّلذَيْنِ قُلْ = يُشَدَّدُ لِلْمَكِّي فَذَانِكَ دُمْ حَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([593] وهذان هاتين اللذان اللذين قل = يشدد لـ (لمكي) فذانك (د)م (حـ)لا
{هذان خصمان} و{إن هذن لسحرن}، و{إحدى ابنتي هتين}، و{والذان يأتينها منكم}، و{أرنا الذين أضلانا}.
[فتح الوصيد: 2/826]
ووجه التشديد، التعويض مما حذف من هذه الأسماء في التثنية.
فالمحذوف من (هذان) و(هتين) ألفٌ، حذفت لالتقاء الساكنين؛ والمحذوف من (الذان) و {الذين} ياء، حذفت أيضًا لالتقاء الساكنين، وكان ينبغي أن لا تحذف، لأن التثنية لم يحذف فيها شيء لالتقاء الساكنين، إلا هذا. فلما حذف على خلاف الأصل، أشبه ما حذف أصلًا لالتقاء الساكنين، إذ المحذوف لالتقاء الساكنين في تقدير الثابت.
وقيل: إنما شددت لأنها لا تسقط الإضافة، بخلاف غيرها، فأريد بذلك الفرق بينها وبين غيرها.
وقيل: شددت، ليفرق بينها وبين النون التي ثبتت عوضا من التنوين المنطوق به في المفرد.
وأما {فذنك} واختصاصه في مذهب أبي عمرو بالشديد، ففيه تنبيه على أن المبهم أولى بالتعويض، لأن الحذف له ألزم، لأن المحذوف منه لا يعود في التصغير؛ لأنك تقول في تصغير هذا: هذيا. ولو صغر على ما تقتضيه الأصالة، لقيل: هاذييا: الأولى عين الفعل، والثالثة لامه، والثانية للتحقير؛ فحذفت التي هي عين الفعل، ولم تحذف التي هي لامه، لأنها لو حذفت التحركت ياء التصغير لمحاورة الألف، وياء التصغير لا تتحرك بوجه.
وإذا صغرت اللذان، قلت: اللذيا، فبرزت الياء المحذوفة.
ففي تشديد {فذنك}، تنبيه على أن المبهم أولى بالتعويض.
ولم يشدد الباب جميعه نحو: (هذان)، للجمع بين اللغتين.
[فتح الوصيد: 2/827]
ولهذا قال: (فذانك دم حلا)؛ كأنه قال: فذانك مثله، دم أنت حلًا؟ أي محليًا مشبهًا ذلك، كما تقول: دم جميلا، أو دم ذا حلا.
والتخفيف إجراء له مجرى المثن، فخفف النون فيه كما يخفف في الزيدان والعمران، وإن كانت مبنيات وليست بمعربات، إلا أن صيغتها صيغة التثنية، وإن لم تكن تثنية في التحقيق). [فتح الوصيد: 2/828]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [593] وهذان هاتين اللذان اللذين قل = يشدد للمكي فذانك دم حلا
ح: (هذان): وما بعده: مبتدأ، (يشدد): خبر، (فذانك): مبتدأ، خبره، محذوف، أي: يشدد، (حلا): حال، أي: ذا حُلا.
ص: يعني هذه الكلمات الأربعة تشدد نوناتها عند ابن كثير المكي، ولم يقيد النون لأن الكلام في النون، والمراد: {هذان خصمان} [الحج: 19]، و{إن هذان لساحران} [طه: 63]، و{إحدى ابنتي هاتين} [القصص: 27]، و{الَّذان يأتيانها منكم} [16]، و{أرنا الذين أضلانا} [فصلت: 29].
ووافق المكي أبو عمرو في قوله: {فذانك برهانان} [القصص: 32] فشددها.
والتشديد تعويض عن الألف المحذوفة في {هذان} و{هاتين} و{فذانك}، وعن الياء المحذوفة في: {الذين} و {الذان}، أو شددت للفرق بينها وبين النون المحذوفة بالإضافة، نحو: (غلامي زيدٍ).
[كنز المعاني: 2/146]
ووافق أبو عمرو اتباعًا للمنقول وجمعًا بين اللغتين.
والباقون بالتخفيف في الكل إجراءً لها مجرى المثنى). [كنز المعاني: 2/147]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (593- وَهذَانِ هاتَيْنِ الَّلذَانِ الَّلذَيْنِ قُلْ،.. يُشَدَّدُ لِلْمَكِّي فَذَانِكَ "دُ"مْ "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/66]
التشديد في هذه الكلمات في نوناتها ولم يبينه؛ لظهوره، أو لأن كلامه في النون في قوله: ندخله نون فكأنه قال: تشدد نون هذه الكلمات لابن كثير والتشديد والتخفيف في ذلك كله لغتان، وأراد: {هَذَانِ خَصْمَانِ}، {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}، {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، {وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ}، {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}، {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ}.
التشديد عوض من الألف المحذوفة من هاذان وهاتين وفذانك، ومن الياء المحذوفة في اللذان واللذين حذفتا؛ لسكون ألف التثنية بعدهما شدد الجميع ابن كثير، ووافقه أبو عمرو على تشديد: {فَذَانِكَ}، وقراءة الباقين بالتخفيف على قياس نونات التثني مطلقا، وقوله: دم حلا؛ أي: ذا حلا، وأراد "فذانك" بالتشديد؛ لأن الكلام فيه، ولقائل أن يقول: إنما لفظ به مخففا فيدخل في قوله: وباللفظ أستغني عن القيد، وجوابه: أنه لم يمكنه اللفظ به مشددا؛ لامتناع اجتماع الساكنين في الشعر، فلم يبق اللفظ جاليا للمقصود). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/67]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (593 - وهذان هاتين اللّذان اللّذين قل = يشدّد للمكّي فذانك دم حلا
قرأ ابن كثير المكى هذه الكلمات كلها بتشديد النون حيث وقعت: إن هذانّ لساحران
[الوافي في شرح الشاطبية: 243]
في طه، هذانّ خصمان في الحج، إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ في القصص، والّذانّ يأتيانها منكم في هذه السورة، أرنا الّذينّ أضلّانا في فصلت. وقرأ هو وأبو عمرو بتشديد نون فذانّك من قوله تعالى فَذانِكَ بُرْهانانِ في القصص. وعلم أن مراده تشديد النون من عطفه على النون في قوله (ويدخله نون إلخ) أو من النون في هذه الأمثلة هي محل إمكان التشديد ومن الشهرة أيضا، وفي تشديد نون هذان واللذين تمد الألف مدّا مشبعا لاجتماعها ساكنة مع ما بعدها. وأما هاتين اللذين فيجوز في كل منهما للمكي المد المشبع والتوسط قياسا على «عين» في فاتحتي مريم والشورى لجميع القراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 244]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اللَّذَانِ، وَهَذَانِ، وَهَاتَيْنِ، فَذَانِكَ، وَاللَّذَيْنِ فِي حم السَّجْدَةَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ النُّونِ فِي الْخَمْسَةِ، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي مَدِّ الْأَلِفِ وَتَمْكِينِ الْيَاءِ مِنَ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو وَرُوَيْسٌ فِي فَذَانِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ. وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ آلْآنَ فِي بَابِ نَقْلِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/248]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {والذان} [16] و{هذان} [طه: 63، الحج: 19]، و{هاتين} [القصص: 27]، و{فذانك} [القصص: 32]، و{الَّذين أضلانا} [فصلت : 29] بتشديد النون في الخمسة، وافقه أبو عمرو ورويس في {فذانك}، والباقون بالتخفيف فيهن). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (557- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وفي
558 - لذان ذان ولذين تين شد = مكٍّ فذانك غنًا داعٍ حفد). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لذان ذان وذين تين شد = مكّ فذانك (غ) نا (د) اع (ح) فد
أي وشدد ابن كثير النون من «واللذانّ يأتيانّها منكم، وهذانّ خصمان، هذانّ لساحران، الّلذينّ أضلانا، إحدى ابنتي هاتينّ» وشدد النون من «فذانّك» رويس وابن كثير وأبو عمرو). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل «وفى» فقال:
ص:
لذان ذان ولذين تين شد = مكّ فذانك (غ) نا (د) اع (ح) فد
ش: أي: قرأ ابن كثير المكي بتشديد واللذان يأتيانها منكم هنا النساء [الآية: 16]، وهذان خصمان بالحج [الآية: 19]، وربنا أرنا اللذين بفصلت [الآية: 29] وإحدى ابنتي هاتين بالقصص [الآية: 27].
[وشدد ذو غين (غنا) رويس ودال (داع) ابن كثير وحاء (حفد) أبو عمرو-] نون فذانّك برهانان بالقصص [الآية: 32]، والباقون بتخفيف نون الكل.
تنبيه:
علم أن المراد تشديد النون؛ لعطفه على النون، وعلم تشديد فذانّك [القصص: 32] من العطف على التشديد، وعلم تمكين [مد] فذانّك [القصص: 32] من قوله: «وأشبع المد لساكن [لزم] » كما تقدم.
وجه تشديد النون: أن واحدة للتثنية، وأخرى عوض عن المحذوف.
ووجه تشديد: أبي عمرو فذانّك أنها خلف لام ذلك أو بدل منها، وهذا أشهر من ذاك.
ووجه التخفيف: أنها نون التثنية، وهو المختار؛ لأنها السابقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/265]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "واللذان يأتيانها" [الآية: 16] هنا، وإن هذين بـ"طه" وهذان خصمان بالحج، ابنتي هاتين، وفذانك كلاهما بالقصص، وأرنا اللذين بفصلت، فابن كثير بتشديد النون فيها كلها، وقرأ أبو عمرو ورويس بالتشديد في فذانك وافقهما الحسن واليزيدي والشنبوذي، وتسمى هذه الأسماء مبهمات مبنية للافتقار، فالتشديد في الموصول على جعل إحدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة التي كان ينبغي أن تبقى، وذلك أن الذي مثل القاضي تثبت ياؤه في التثنية، فكان حق ياء الذي والتي كذلك ولكنهم حذفوها؛ إما لأن هذه تثنية على غير قياس، وإما لطول الكلام بالصلة، ووجه تشديد فذانك أن إحدى النونين للتثنية والأخرى خلف عن لام ذلك، أو بدل منها والباقون بالتخفيف فيهن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/506]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "وأصلحا" "ونقل" حركة همز "ألان" ورش من طريقيه وابن وردان بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/506]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والذان} [16] قرأ المكي بتشديد النون، فهي عنده من باب الساكن اللازم المدغم نحو {دابة} [البقرة: 164] فيمد الألف طويلاً لالتقاء الساكنين، والباقون بالتخفيف والقصر). [غيث النفع: 507]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فآذوهما} ما فيه لحمزة إن وقف عليه من تسهيل الهمزة وتحقيقها وكذا ما لورش، لا يخفى). [غيث النفع: 507]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابًا رحيمًا}
{والذان}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (واللذان) بتخفيف النون.
- وقرأ ابن كثير (واللذان) بشد النون، وهي لغة قريش، قال ابن عطية: «وتلك «أي النون» عوض من الياء المحذوفة».
- وقرأ بعضهم (واللذأن) بالهمز وتشديد النون.
وهذا كقراءة (ولا الضألين) المتقدمة في سورة الفاتحة.
قال أبو حيان: «وتوجيه هذه القراءة أنه لما شدد النون ألتقي ساكنان، ففر القارئ من التقائهما إلى إبدال الألف همزة تشبيهًا لها بألف فاعل المدغم عينه في لامه...».
[معجم القراءات: 2/36]
{واللذان يأتيانها}
قرأ ابن مسعود (والذين يفعلونه منكم).
قال أبو حيان: «وهي قراءة مخالفة لسواد مصحف الإمام، ومتدافعة مع ما بعدها؛ إذ هذا جمع وضمير جمع، وما بعدها ضمير تثنية، والأولى اعتقاد قراءة عبد الله على أنها على جهة التفسير».
{يأتيانها}
تقدمت القراءة في {يأتين} في الآية/ 15 من هذه السورة بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
{فئاذوهما}
قراءة حمزة بتسهيل الهمزة وتحقيقها في الوقف.
{وأصلحا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون على الترقيق). [معجم القراءات: 2/37]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:25 AM

سورة النساء
[ من الآية (17) إلى الآية (18) ]

{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا}
{السوء}
لحمزة في الوقف وجهان:
النقل، والإدغام، وكذا هشام بخلاف عنه.
{عليهم} قراءة يعقوب وحمزة والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {عليهم} بكسرها لمجاورة الياء.
وتقدم هذا في الآية/ 6 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/37]

قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأن} [18] ورش فيه على أصله من النقل، والمد والتوسط والقصر، وكذا حمزة على أصله من السكت وعدمه، ولا يعكر علينا رسمها لامًا مجرورة). [غيث النفع: 507]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليمًا}
{الآن}
قرأ ورش وابن وردان بخلاف عنه (ألان) بنقل حركة همزة القطع إلى اللام قبلها وحذف الهمزة.
قال ابن الجزري: «واختلف عن ابن وردان...، فروي النهرواني من جميع طرقه وابن هارون من غير طريق هبة الله وغيرهما النقل، وهو رواية الأهوازي والرهاوي وغيرهما عنه.
ورواه هبة الله وابن مهران والوراق وابن العلاف عن أصحابهم عنه بالتحقيق.
والوجهان صحيحان عنه، نص عليهما له غير واحد من الأئمة، والله أعلم».
- ولورش والأزرق تثليث البدل: المد والقصر والتوسط.
- وعن حمزة في الوقف ثلاثة أوجه.
1- التحقيق مع السكت.
2- التحقيق مع عدم السكت.
3- النقل.
قال ابن الجزري: «لو وقف... فله وجهان:
أحدهما التحقيق مع السكت، وهو مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون وأبي عبد الله محمد بن شريح وأبي علي بن بليمة، وصاحب العنوان وغيرهم عن حمزة بكماله، وهو أحد الوجهين في التيسير والشاطبية.
[معجم القراءات: 2/38]
والثاني: النقل، وهو مذهب أبي الفتح فارس بن أحمد والمهدوي وابن شريح أيضًا والجمهور من أهل الأداء، وهو الوجه الثاني في التيسير والشاطبية.
وحكي فيه وجه ثالث، وهو التحقيق من غير سكت كالجماعة.
ولا أعلمه نصًا في كتاب من الكتب، ولا في طريق من الطرق عن حمزة ولا عن أصحاب عدم السكت على لام التعريف عن حمزة...».
{ولا الذين يموتون}
قراءة الجماعة {ولا الذين}، لا: مفصولة من الذين، وهي {لا} النافية.
- وذكر ابن الأنباري أنه قرئ (وللذين) اللام موصولة بالذين، وهي لام الابتداء، والذين في موضع رفع على الابتداء، والخبر: أولئك أعتدنا لهم.
وذكر هذا العكبري على أنه وجه إعراب، لا قراءة.
وعلق السمين على قول أبي البقاء بقوله:
«وأجاز أبو البقاء في {الذين} أن يكون مرفوع المحل على الابتداء، وخبره: أولئك وما بعده، معتقدًا أن اللام لام الابتداء، وليست بلا النافية.
وهذا الذي قاله من كون اللام لام الابتداء لا يصح، إلا أن تكون قد رسمت في المصحف لام داخلة على {الذين} فيصير (وللذين)، وليس المرسوم كذلك، إنما هو لام وألف، وألف ولام التعريف الداخلة على الموصول وصورته: {ولا الذين}.
وعزا ابن هشام هذا الرأي للأخفش، وتابعه على هذا أبو البقاء
[معجم القراءات: 2/39]
قال ابن هشام: «... قول الأخفش وتبعه أبو البقاء في {ولا الذين...}: إن اللام للابتداء، والذين: مبتدأ، والجملة بعده خبره، يدفعه أن الرسم: ولا، وذلك يقتضي أنه مجرور بالعطف على {الذين يعملون السيئات}، لا مرفوع بالابتداء، والذي حملهما على الخروج عن ذلك الظاهر أن الميت على الكفر لا توبة له لفوات زمن التكليف...» ). [معجم القراءات: 2/40]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:26 AM

سورة النساء
[ من الآية (19) إلى الآية (21) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْكَاف وَضمّهَا من قَوْله {كرها} 19 وَذَلِكَ فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع فِي النِّسَاء وَفِي التَّوْبَة 53 والأحقاف فِي موضِعين 15
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {كرها} بِفَتْح الْكَاف فِيهِنَّ كُلهنَّ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {كرها} بِضَم الْكَاف فِيهِنَّ كُلهنَّ
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {كرها} بِفَتْح الْكَاف فِي النِّسَاء وَالتَّوْبَة وَقَرَأَ فِي الْأَحْقَاف {كرها} و(كرها) مضمومتين
قَالَ ابْن ذكْوَان وَفِي حفظي {كرها} بِفَتْح الْكَاف فِي الحرفين). [السبعة في القراءات: 229]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {بِفَاحِشَة مبينَة} 19 و{آيَات مبينات} النُّور 34
فقرا ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر (بفحشة مبينَة) و(ءايت مبينت) بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو (بفحشة مبينَة) كسرا و(ءايت مبينت) فتحا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص عَن عَاصِم والمفضل عَن عَاصِم (بفحشة مبينَة) و(ءايت مبينت) جَمِيعًا كسرا). [السبعة في القراءات: 229 - 230]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كرها} وفي التوبة بالضم كوفي غير عاصم- وفي الأحقاف بالفتح حجازي وأبو عمرو وهشام مختلف). [الغاية في القراءات العشر: 224]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مبينة} بكسر الياء "ومبينات" بفتحه مدني بصري بفتحهما مكي وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 225]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({كرهًا} [19]، وفي التوبة [53]: بالضم هما، وخلف). [المنتهى: 2/648]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مبينةٍ} [19]: بالكسر، و{مبينات} [النور: 34، 46، الطلاق: 11[: بفتحة مدني، بصري غير سهل، وقاسم، والمفضل، والصفار عن حفص طريق ابن الصلت. بفتحهما مكي، وحمصي، وأبو بكر. وافق في الطلاق أبو بشر [1، 11] ). [المنتهى: 2/648]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (كرهًا) بضم الكاف هنا وفي التوبة، وقرأ الكوفيون وابن ذكوان بضم الكاف في الموضعين في الأحقاف، وقرأ الباقون بفتح الكاف في الأربعة، ولم يختلف في غيرهن). [التبصرة: 190]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو بكر (مبينة) بفتح الياء، وذلك حيث وقع، وكسرها الباقون.
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي (مبينات) بكسر الياء حيث وقع،
[التبصرة: 190]
وفتحها الباقون). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {كرها} (19)، هنا، وفي التوبة (53): بضم الكاف.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو بكر: {بفاحشة مبينة} (19)، هنا، وفي الأحزاب (30)، وفي الطلاق (1): بفتح الياء.
والباقون: بكسرها فيهن). [التيسير في القراءات السبع: 262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (كرها) هنا وفي التّوبة بضم الكاف والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو بكر (بفاحشة مبينة) هنا وفي الأحزاب والطّلاق بفتح الياء والباقون بكسرها فيهنّ). [تحبير التيسير: 337]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قوله: (مُبَيِّنَةٍ) على التوحيد بفتح الياء مكي وأبو بكر، والزَّعْفَرَانِيّ فأما الجمع مثل (مُبَيِّنَاتٍ) بفتح الياء حجازي، وأبو بكر، وقاسم، وابن زروان، والصفار، وبصري قال الْخُزَاعِيّ عن سهل وهو خطأ؛ إذ الناس خلافه، الباقون بالكسر فيها، وهو الاختيار الأول على تسمية الفاعل المبين). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {كَرْهًا} هنا، وفي [التوبة: 53] ضم: حمزة والكسائي.
[19]- {مُبَيِّنَةٍ} بالكسر، و{مُبَيِّنَاتٍ} بالفتح: نافع وأبو عمرو
[الإقناع: 2/628]
وبفتحهما: ابن كثير وأبو بكر، وبكسرهما الباقون). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (594 - وَضُمَّ هُنَا كَرْهًا وَعِنْدَ بَرَاءةٍ = شِهَابٌ وَفي الأَحْقَافِ ثُبِّتَ مَعْقِلاَ
595 - وَفي الْكُلِّ فَافْتَحْ يَا مُبَيِّنَةٍ دَنَا = صَحِيحًا وَكَسْرُ الْجَمْعِ كَمْ شَرَفًا عَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([594] وضم هنا كرهًا وعند براءةٍ = (شـ)هابٌ وفي الأحقاف (ثـ)بت (م)عقلا
الخلاف في {كرها}، في أربعة مواضع:
هاهنا، وفي التوبة: {قل أنفقوا طوعًا أو كرها}، وفي الأحقاف موضعان.
والأخفش وأكثر البصريين والكسائي، يذهبون إلى أهما لغتان بمعنى واحد.
والفراء يزعم أن الفتح بمعنى الإكراه، والضم من قبلك؛ أي الذي تفعله كارهًا له من غير مكره، كالأشياء التي فيها مشقة ونصب.
[فتح الوصيد: 2/828]
وكذلك قال ابن قتيبة؛ وقال: «يقول الناس: لتفعلن ذلك طوعًا أو كرهًا بالفتح؛ أي طائعًا أو مكرهًا».
قال: «ولا يقال: أو كرها».
وكذلك قال أبو عمرو بن العلاء: «الضم في ما تكره فعله، والفتح فيما تستكره عليه».
و(معقلا): يجوز أن يكون منصوبًا على التمييز؛ أي ثبت معقله؛ يعني الحرف المختلف فيه في الأحقاف، وذلك لقوته بانضياف عاصم وابن عامر من طريق ابن ذكوان إلى حمزة والكسائي فيه.
ويجوز أن يكون الضمير في: (ثبت) لشهاب.
ويجوز أن ينتصب (معقلا) على الحال؛ أي مشبها معقلا.
والصحيح أن كَرها و كُرها بمعنى واحد. ولولا ذلك، لما كان لمن ضم في النساء وجه. والقراءة صحيحة ثابتة.
[595] وفي الكل فافتح يا مبنيةٍ (د)نا (صـ)حيحًا وكسر الجمع (كـ)م (شـ)رفًا (عـ)لا
(دنا) أي قرب من الأفهام في حال صحة نقله؛ لأن معنى {مبينة}، يبينها من يدعيها ويوضحها؛ فمعناه قريبٌ غير غامض.
وأما {مبينة} بكسر الياء، فمعناه أنها تبين ظاهرة؛ يقال: بينت الشيء فبين بمعنى فتبين؛ فهو لازم و متعد. ويجوز أن يكون متعديًا بمعنى: مبينة صدق مدعيها.
[فتح الوصيد: 2/829]
{ومبينت} بالكسر: إما على معنى بينات، وإما على معنا أنها قد بينت الحق وأوضحته.
وبالفتح، على معن أن الله تعالى بينها؛ قال الله تعالى: {قد بينا الآيت} ). [فتح الوصيد: 2/830]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [594] وضم هنا كرهًا وعند براءةٍ = شهابٌ وفي الأحقاف ثبت معقلا
ب: (المعقل): الحصن الذي يلجأ إليه.
ح: (شهابٌ): فاعل (ضم)، (كرهًا): مفعوله، (هنا)، و(عند براءةٍ): ظرفا الفعل، (ثبت): فعل مجهول، فاعله: ضمير الحرف المختلف فيه، (معقلًا): حال أو تمييز.
ص: يعني: ضم الكاف حمزة والكسائي من قوله تعالى: {أن ترثوا النساء كرهًا} هنا [19]، و{قل أنفقوا طوعًا أو كرهًا} في سورة براءة [53]، وضم الكوفيون جميعًا وابن ذكوان في موضعي الأحقاف، {حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا} [15]، والباقون بالفتح.
وهما لغتان، وقيل: الضم فيما يكره فعله وتفعله من نفسك، والفتح فيما يستكره على فعله.
[كنز المعاني: 2/147]
ومعنى (تثبت معقلًا): أثبت حال كونه مشبهًا معقلًا يلتجأ إليه.
[595] وفي الكل فافتح يا مبينة دنا = صحيحًا وكسر الجمع كم شرفًا علا
ح: (يا): مفعول (افتح) قصرت ضرورة، (مبينة): مضاف إليه، (صحيحًا): حال من فاعل (دنا)، وهو: ضمير الفتح الدال عليه (افتح)، (كسر الجمع): مبتدأ، أي: كسر ياء المجموع، (كم): مبتدأ ثانٍ، والمميز محذوف، أي: كم مرة، و(شرفًا): مفعول (علا)، و (علا): خبر (كم)، والجملة: خبر المبتدأ الأول.
ص: يعني: فتح ابن كثير وأبو بكر الياء من {مبينة} في كل القرآن على أنها اسم مفعول، والمبين: هو الله تعالى، وكسر الباقون بمعنى: أنها مبينة صدق مدعيها.
وكسر الياء من: {مبيناتٍ} جمع: {مبينةٍ}- ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص على أن فعله لازم، أو الآيات مبيناتٌ للحلال والحرام، كقوله: {وكتبٌ مبينٌ} [المائدة: 15].
[كنز المعاني: 2/148]
والباقون بالفتح على أن الله تعالى فصلها وبينها كقوله: {فصلنا الآيات} [الأنعام: 97].
وأشار إلى قوة قراءة الكسر بقوله: (كم شرفًا علا) ). [كنز المعاني: 2/149]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (594- وَضُمَّ هُنَا كَرْهًا وَعِنْدَ بَرَاءةٍ،.. "شِـ"ـهَابٌ وَفي الأَحْقَافِ "ثُـ"ـبِّتَ "مَـ"ـعْقِلا
الضم والفتح في هذا لغتان كالضعف والضعف وفي الأحقاف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/67]
موضعان، وقوله: عند براءة؛ أي: فيها كما تقول: عندي كذا؛ أي: في ملكي يريد فيما حوته براءة من الآيات، وكما تجوز عما هو عندي بقي في قوله: ولا ألف في ها "هأنتم" على ما سبق تجوز هنا بعكس ذلك، وكان له أن يقول: وما في براءة أو وكرها هنا وفي براءة ضمه شهاب، ومعقلا تمييز أو حال، والضمير في ثبت للحرف المختلف فيه أو لشهاب؛ أي: ثبت معتلا أو مشبها معقلا، المعقل: الملجأ، يقال: فلان معقل لقومه، وأصله الحصن:
595- وَفي الكُلِّ فَافْتَحْ يَا مُبَيِّنَةٍ "دَ"نَا،.. "صَـ"ـحِيحًا وَكَسْرُ الجَمْعِ "كَـ"ـمْ "شَـ"ـرَفًا "عَـ"ـلا
أي كم علا شرفا والمميز محذوف؛ أي: كم مرة علا شرفا، والجمع يعني به مبينات جمع مبينة فوجه الفتح فيهما ظاهر؛ أي: بينها من يدعيها، "وآيات مبينات" بيَّنها الله سبحانه، وبالكسر يجوز أن يكون لازما، أي هي بينة في نفسها ظاهرة وبينات جمعها، يقال بينت الشيء تبين مثل تبين، ويجوز أن يكون متعديا؛ أي: مبينة صدق مدعيها فهو لازم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/68]
ومتعدٍّ وصحيحا حال من فاعل دنا وكسر الجمع؛ أي: كسر "يا" المجموع من ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/69]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (594 - وضمّ هنا كرها وعند براءة = شهاب وفي الأحقاف ثبّت معقلا
قرأ حمزة والكسائي بضم الكاف في لفظ كرها في قوله تعالى هنا: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وفي قوله تعالى في سورة براءة قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً.
وقرأ غيرهما بفتح الكاف في هذين الموضعين. وقرأ الكوفيون وابن ذكوان بضم الكاف في الموضعين من سورة الأحقاف وهما حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً. وقرأ الباقون بفتح الكاف في موضعي الأحقاف. و(المعقل): الحصن الذي يلجأ إليه.
595 - وفي الكلّ فافتح يا مبيّنة دنا = صحيحا وكسر الجمع كم شرفا علا
قرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في كلمة (مبينة) في كل مواضعها وهي ثلاثة:
إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ* هنا وفي الطلاق، مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ بالأحزاب. وقرأ غيرهما بكسر الياء في المواضع الثلاثة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بكسر الياء في لفظ مُبَيِّناتٍ* جمع مبينة، وهو في ثلاثة مواضع: وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلًا، لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي كلاهما في النور، رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ في الطلاق. وقرأ الباقون بفتح الياء في المواضع الثلاثة.
والخلاصة: أن شعبة وابن كثير يفتحان الياء في المفرد والجمع. وأن ابن عامر وحمزة والكسائي وحفصا يكسرون الياء فيهما. وأن نافعا وأبا عمرو يكسران في المفرد ويفتحان في الجمع). [الوافي في شرح الشاطبية: 244]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَرْهًا هُنَا وَالتَّوْبَةِ وَالْأَحْقَافِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْكَافِ فِيهِنَّ وَافَقَهُمْ فِي الْأَحْقَافِ عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ ذَكْوَانَ (وَاخْتُلِفَ) فِيهِ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى عَنْهُ الدَّاجُونِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا هِبَةَ اللَّهِ الْمُفَسِّرَ ضَمَّ الْكَافِ. وَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْهُ وَالْمُفَسِّرُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ فَتْحَهَا.
وَانْفَرَدَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَنِ الشَّرِيفِ أَبِي الْفَضْلِ عَنِ الْكَارَزِينِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْأَخْفَشِ بِفَتْحِهَا، وَلَمْ أَجِدْ ذَلِكَ فِي مُفْرَدَةِ الشَّرِيفِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُبَيِّنَةٍ وَمُبَيِّنَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ مِنَ الْحَرْفَيْنِ حَيْثُ وَقَعَا وَافَقَهُمَا فِي مُبَيِّنَاتٍ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْبَصْرِيَّانِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/248]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {كرهًا} هنا [19]، وفي التوبة [35]، والأحقاف [15] بضم الكاف، وافقهم في الأحقاف عاصم ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بالفتح في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو بكر {مبينةٍ}، و{مبيناتٍ} حيث وقعا بفتح الياء، وافقهما في {مبيناتٍ} المدنيان والبصريان، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (559 - كرهًا معا ضمٌّ شفا الأحقاف = كفى ظهيًرا من له خلاف
560 - وصف دمًا بفتح يا مبيّنه = والجمع حرمٍ صن حمًا .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (كرها معا ضمّ (ش) فا الأحقاف = (كفى) (ظ) هيرا (م) ن (ل) هـ خلاف
يريد كرها في الموضعين هنا «أن ترثوا النساء كرها» وفي التوبة «طوعا أو كرها» ضم الكاف حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتحها قوله: (الأحقاف) يعني وضم الذي في سورة الأحقاف وهو قوله تعالى «حملته أمه كرها ووضعته كرها» الكوفيون ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
و (ص) ف (د) ما بفتح يا مبيّنه = والجمع (حرم) (ص) ن (حما) ومحصنه
أي وقرأ أبو بكر وابن كثير «بفاحشة مبيّنة» حيث أتى بفتح الياء، والباقون بكسرها قوله: (والجمع) يعني وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وشعبة أبو عمرو ويعقوب بفتح الياء إذا وقع جمعا نحو «آيات مبينات» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كرها معا ضمّ (شفا) الأحقاف = (كفى) (ظ) هيرا (م) ن (ل) هـ خلاف
ش: أي: [قرأ مدلول] (شفا) «حمزة والكسائي وخلف» أن ترثوا النساء كرها [النساء: 19]، وقل أنفقوا طوعا أو كرها [التوبة: 53]- بضم الكاف.
وقرأ مدلول (كفى) الكوفيون وظاء (ظهير) يعقوب، وميم (من) ابن ذكوان- حملته أمّه كرها ووضعته كرها بالأحقاف [الآية: 15] بضمة أيضا، والباقون بفتح الكل.
واختلف عن ذي لام (له) هشام: فروى عنه الداجوني من جميع طرقه إلا هبة الله المفسر ضم الكاف.
وروى الحلواني من جميع طرقه، والمفسر عن الداجوني عن أصحابه فتحها.
وبذلك قرأ الباقون.
قال أكثر البصريين، والأخفش، والكسائي: الكره بالضم، والفتح؛ لغتان بمعنى في الإجبار، والمشقة.
وقال أبو عمرو، والفراء: الفتح: الإجبار، والضم: المشقة.
وقيل: الفتح المصدر، والضم الاسم.
وقيل: عملت وأنت كاره.
وجه الوجهين: أحد المعاني الثلاثة.
ووجه المخصص والخلاف: الجمع، وهو هنا مصدر موضح حال المفعول وفي البواقي موضح حال الفاعل.
ص:
و (ص) ف (د) ما بفتح يا مبيّنه = والجمع (حرم) (ص) ن (حما) ومحصنه
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ودال (دما) ابن كثير إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة هنا النساء: [الآية: 19]، والطلاق [الآية: 65]، ويا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبيّنة بالأحزاب [الآية: 30]- بفتح الياء، والباقون بكسرها. وقرأ مدلول
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/266]
(حرم) المدنيان وابن كثير، وذو صاد (صف) أبو بكر، ومدلول (حما) البصريان- بفتح ياء ولقد أنزلنا إليكم آيات مبيّنات ومثلا [النور: 34] [و] لقد أنزلنا آيات مبيّنات والله بالنور [الآية: 46]، [و] يتلوا عليكم آيات الله مبيّنات بالطلاق [الآية: 11]. والباقون بكسرها.
ووجه فتحهما: أنه اسم مفعول من المتعدى فمعنى الواحد: بفاحشة يبينها من يدعيها، ومعنى الجمع: أن الله تعالى بينها؛ كما صرح به [فى] كذلك يبيّن الله لكم الآيات [البقرة: 219].
ووجه كسرهما: أنه اسم فاعل، إما من «بيّن» اللازم، أي: بينة جلية، ومبينات:
واضحات، أو من المتعدى، أي: مبينة قبحها، ومبينات الحق: والمختار: كسر الواحد، وفتح [الجمع]؛ لأن المعنى عليه؛ إذ الفاحشة ينبغي أن تكون جلية؛ ليترتب الحكم عليها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/267]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كرها" [الآية: 19] هنا والتوبة [الآية: 53] والأحقاف [الآية: 15] فحمزة والكسائي وكذا خلف بضم الكاف فيهن، وقرأ ابن ذكوان وعاصم ويعقوب كذلك في الأحقاف، واختلف فيه عن هشام وافقهم على الثلاث الحسن والأعمش والباقون بالفتح، وهما لغتان وعن الفراء الفتح بمعنى الإكراه والضم ما يفعله الإنسان كارها من غير
[إتحاف فضلاء البشر: 1/506]
إكراه، مما هو فيه مشقة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/507]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَة" [الآية: 19] هنا [والأحزاب الآية: 30] [والطلاق الآية: 1] و"مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا" و"مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي" [بالنور الآية: 34، 46] "آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَات" [بالطلاق الآية: 11] فنافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الياء في مبينة الواحد وفتحها في مبينات الجمع وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في الستة وافقهما ابن محيصن بخلف في الجمع، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالكسر فيها كلها وافقهم الأعمش وعن الحسن الفتح في المفرد والكسر في الجمع عكس نافع، فالفتح فيهما على أنه اسم مفعول من المتعدي، فمعنى الواحد بينها من يدعيها ومعنى الجمع أن الله بينها، والكسر اسم فاعل إما من بين المتعدي والمفعول محذوف أي: مبينة حال مرتكبها أو من اللازم يقال بإن الشيء وأبان واستبان وبين وتبين بمعنى واحد أي: ظهر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/507]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمر وبخلف عنهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/507]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كرها} [19] قرأ الأخوان بضم الكاف، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 507]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مبينة} قرأ المكي وشعبة بفتح الياء، والباقون بكسرها). [غيث النفع: 507]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}
{لا يحل}
قرأ نعيم بن ميسرة (لا تحل) بالتاء، على تقدير: لا تحل لكم الوراثة.
- وقراءة الجماعة بالياء {لا يحل} على تذكير المصدر.
{كرها}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {كرهًا} بفتح الكاف.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (كرهًا) بضم الكاف.
[معجم القراءات: 2/40]
وهو بضم الكاف وفتحها مصدر، وقيل: هما لغتان، بمعنى الضعف والضعف.
{ولا تعضلوهن}
قرأ ابن مسعود (ولا أن تعضلوهن) بزيادة (أن) على قراءة الجماعة، فتكون القراءة على نسق {... أن ترثوا...}
- وقراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بخلاف السكت (ولا تعضلوهنه).
{لتذهبوا}
وقرأ زيد بن علي (لتذهبوا) بضم التاء وكسر الهاء، والباء على هذا زائدة في (ببعض).
{آتيتموهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (آتيتموهنه).
{يأتين}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والأزرق والسوسي (ياتين) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وتقدم مثل هذا في الآية/ 15 من هذه السورة.
{إلا أن يأتين بفاحشة... وعاشروهن}
قرأ أبي بن كعب (إلا أن يفحشن عليكم).
- وقرأ ابن مسعود (إلا أن يفحشن وعاشروهن) وهي قراءة ابن عباس وعكرمة.
قال أبو حيان: «وهما قراءتان مخالفتان لمصحف الإمام...، والذي
[معجم القراءات: 2/41]
ينبغي أن يحمل عليه أن ذلك على سبيل التفسير والإيضاح، لا على أن ذلك قرآن».
{بفاحشة مبينة}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والمفضل واليزيدي {مبينة} بكسر الياء اسم فاعل من «بين»، أي بينة في نفسها ظاهرة.
- وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم والحسن وابن محيصن (مبينة) بفتح الياء، أي يبينها من يدعيها ويوضحها.
- وقرأ ابن عباس (... مبينة) بكسر الباء وسكون الياء، اسم فاعل من «أبان».
- وعن ابن عباس أنه قرأ (... بينة).
- وقرأ الكسائي وحمزة بخلاف عنه (مبينه) بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{وعاشروهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (عاشروهنه) وتقدم هذا في (تعضلوهن) قبل قليل.
{بالمعروف فإن}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الفاء في الفاء.
[معجم القراءات: 2/42]
{كرهتموهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (كرهتموهنه).
وتقدم هذا في صدر هذه الآية في {تعضلوهن}.
{فعسى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما، كذا في الإتحاف.
{شيئًا}
تقدمت القراءة فيه في الآية/ 123 من سورة البقرة.
{ويجعل الله}
قراءة الجماعة {ويجعل...} بالنصب عطفًا على {أن تكرهوا}.
- وقرأ عيسى بن عمر (ويجعل...) بالرفع على تقدير: وهو يجعل
قال الزمخشري: «بالرفع على أنه في موضع الحال».
{خيرًا كثيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء فيهما). [معجم القراءات: 2/43]

قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "آتيتم إحديهن" بكسر الميم بنقل حركة الهمزة إليها وكذا همزة إحدى وإنها لإحدى بوصل همزة إحدى تخفيفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/507]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن أردتم استبدال} إلى {شيئًا} [20] والوقف عليه كاف، ففيها لورش من طريق الأزرق وهو طريقنا على ما يقتضيه الضرب اثنا عشر وجهًا وجهًا {شيئًا}
[غيث النفع: 507]
مضروبان في وجهي {إحداهن} أربعة، مضروبة في ثلاثة {ءاتيتم} اثنى عشر، وبه يقرأ المتساهلون، والمحرر منها من طريقنا ستة، ويزاد من طريق النشر وطيبته سابعن وباقيها لا يصح.
الأول: قصر {ءاتيتم} وفتح {إحداهن} وتوسيط {شيئا}.
الثاني: توسيط {ءاتيتم} وتقليل {أحداهن} وتوسيط {شيئا}.
الثالث والرابع والخامس والسادس: تطويل {ءاتيتم} وفتح {إحداهن} وتقليله، وكل منهما مع توسيط {شيئا} وتطويله، فتحصل من ذلك أن الأربعة الآتية على قصر {ءاتيتم} يجوز منها واحد، والأربعة الآتية على التوسط يجوز منها واحد كذلك، والأربعة الآتية على الطويل كلها جائزة.
وإن ابتدأت من قوله تعالى {فإن كرهتموهن} [19] والوقف على {بالمعروف} قبله كاف، ففيها على ما يقتضيه الضرب ثمانية وأربعون وجهًا، الاثنا عشر التي في الآية الأولى مضروبة في وجهي {شيئا} أربعة وعشرون، مضروبة في وجهي {فعسى} والمحرر منها من طريقنا ستة، ويزاد من طرق النشر وطيبته سابع، وباقيها ممنوع.
الأول: فتح {فعسى} و{إحداهن} وتوسيط {شيئا} معًا، وقصر {ءاتيتم}.
الثاني: ما ذكر وتطويل {ءاتيتم} بدل قصره.
الثالث: فتح {فعسى} و{إحداهن} وتطويل {شيئا} معًا و{ءاتيتم}.
الرابع: تقليل {فعسى} و{إحداهن} وتوسيط {شيئا} معًا، و{ءاتيتم}.
الخامس: ما ذكر وتطويل {ءاتيتم}.
السادس: تقليل {فعسى} وتطويل {شيئا} معًا و{ءاتيتم}.
[غيث النفع: 508]
تكميل: الوجه المزاد في الآية الثانية من طرق النشر توسيط {ءاتيتم} وفتح {إحداهن} وتوسيط {شيئا} معًا.
والمزاد في الأولى فتح {فعسى} و{إحداهن} وتوسيط {شيئا} معًا، و{ءاتيتم} ). [غيث النفع: 509]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا أتأخذونه بهتانًا وإثمًا مبينًا}
{آتيتم إحداهن}
قرأ ابن محيصن (آتيتم احداهن) بوصل الألف، ونقل كسرتها إلى الميم قبلها.
قال ابن عطية: «وهي لغة تحذف على جهة التخفيف».
{إحداهن}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو.
[معجم القراءات: 2/43]
- والباقون على الفتح.
- وقراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (إحداهنه).
{آتيتم إحداهن قنطارًا}
قرأ ابن مسعود (وآتيتم إحداهن قنطارًا من ذهب)، وهي قراءة تحمل على التفسير والبيان.
{فلا تأخذوا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {فلا تأخذوا} بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شيئًا}
قرأ أبو السمال وأبو جعفر (شيا). بفتح الياء وتنوينها.
قال أبو حيان: «بفتح الياء وتنوينها، حذف الهمزة، وألقي حركتها على الياء».
قلت: هذا يقتضي أن تكون (شيا) كذا، خفيفة الياء، ولم أجد مثل هذا عند غيره، ووجدت القراءة عند ابن عطية (شيئًا) بفتح الياء والتنوين ولم يذكر في الهمزة شيئًا.
وانظر الآية/ 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/44]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأخذن} [21] لا ألف بعد النون للجميع، وقراءته بالألف لحن). [غيث النفع: 509]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا}
{تأخذونه}
تقدم في الآية السابقة إبدال الهمزة الساكنة ألفًا (تاخذونه).
{وقد أفضى}
قراءة ورش بنقل حركة الهمزة إلى الدال الساكنة، وحذف الهمزة، (وقد افضى).
- والباقون على التحقيق {وقد أفضى}.
{أفضى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{ميثاقًا غليظًا}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/45]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:28 AM

سورة النساء
[ من الآية (22) إلى الآية (24) ]

{وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)}

قوله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل الهمزة الأولى كالياء "من النساء إلا" موضعي هذه السورة، ونحوه قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالياء ورش من طريقيه، وأبو جعفر
[إتحاف فضلاء البشر: 1/507]
ورويس من غير طريق أبي الطيب، وللأزرق إبدالها أيضا يا ساكنة فيشبع المد للساكنين وأسقط الأولى مع المد والقصر أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب، وقنبل من طريق ابن شنبوذ، ولقنبل وجهان آخران: وهما تسهيل الثانية كالباء وإبدالها ياء كالأزرق، فهما والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر دال "قد سلف" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وابو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النساء إلا} [22] قرأ قالون وبالزي بتسهيل الأولى مع القصر والمد، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وإبدالها حرف مد، والبصري بإسقاط الأولى مع القصر والمد، وتحقيق الثانية، ولا تغفل عما تقدم لورش من تقديم البدل، والبصر للبصري، والباقون بتحقيقهما). [غيث النفع: 509]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلًا}
{من النساء إلا}
قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر، وبتحقيق الثانية.
- وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس والأصبهاني بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بإبدالها حرف مد من جنس ما قبلها، أي أبدلوها ياء.
- وقرأ الأزرق وقنبل وورش بإبدال الهمزة الثانية ياء ساكنة.
[معجم القراءات: 2/45]
- وقرأ أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية، مع المد والقصر (النسا إلا).
- وقرأ بقية القراء بتحقيق الهمزتين {النساء إلا}.
- وإذا وقف حمزة وهشام على {النساء} فلهما إبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، إلا أن حمزة مع التسهيل أطول مدا من هشام.
{قد سلف}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال عند السين {قد سلف}.
- وأدغم الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام (قد سلف) ). [معجم القراءات: 2/46]

قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بهن} [23] والوقف على الأول كاف، واحذر في الوقف عليه وعلى ما ماثله من كل مشدد مفتوح من الوقف بالحركة، وبعض القاصرين يفعله، وهو خطأ لا يجوز، والصواب الوقف بالسكون مع التشديد، ولا يجوز فيه غير هذا، لأنه مفتوح، فلا روم فيه ولا إشمام، ولا خلاف بين الجميع أن الجمع بين الساكنين يجوز في الوقف). [غيث النفع: 509]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رحيمًا} تام وقيل كاف فاصلة ومنتهى الحزب الثامن بإجماع). [غيث النفع: 509]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورًا رحيمًا}
{بنات الأخ}
قرأ نافع في رواية أبي بكر بن أبي أويس (بنات الأخ) بتشديد الخاء مع نقل الحركة.
[معجم القراءات: 2/46]
{اللاتي أرضعنكم}
قراءة الجمهور {اللاتي...}، على صورة الجمع.
- وقرأ ابن مسعود (اللاي) بالياء.
- وقرأ ابن هرمز (التي) على الإفراد، وهو هنا جنس يعود الضمير عليه على معناه دون لفظه.
{الرضاعة}
قراءة الجمهور {الرضاعة} براء مشددة مفتوحة.
- وقرأ أبو حيوة (الرضاعة) بالراء المشددة المكسورة.
- وقرأ الكسائي بخلاف عنه بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف، والفتح عنه أرجح.
{وأمهات نسائكم}
قرأ علي وابن عباس وزيد وابن عمر وابن الزبير (وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن).
{بهن}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (بهنه).
{من أصلابكم} ورش على مذهبه في نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، ثم حذف الهمزة (من اصلابكم).
{قد سلف}
تقدم فيه في الآية السابقة الإظهار والإدغام.
[معجم القراءات: 2/47]
- وقرأ أبي بن كعب (إلا ما قد سلف إلا من تاب) ). [معجم القراءات: 2/48]

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الصَّاد وَكسرهَا من قَوْله (وَالْمُحصنَات) 24
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة (والمحصنت) فِي كل الْقُرْآن بِفَتْح الصَّاد
وَقَرَأَ الْكسَائي (والمحصنت من النسآء إِلَّا مَا ملكت أيمنكم) بِفَتْح الصَّاد فِي هَذِه وَحدهَا وَسَائِر الْقُرْآن (المحصنت) النِّسَاء 25 والمائدة 5 والنور 4 23 و(محصنت) النِّسَاء 25 بِكَسْر الصَّاد
وَلم يخْتَلف الْقُرَّاء فِي {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} فَإِنَّهَا مَفْتُوحَة
حَدثنِي أَبُو حَمْزَة الأنسي قَالَ حَدثنَا حجاج بن الْمنْهَال قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن قيس بن سعد عَن مُجَاهِد وَعبد الله بن كثير مثل قِرَاءَة الْكسَائي (والمحصنت من النسآء) مَفْتُوحَة وَسَائِر الْقُرْآن بِالْكَسْرِ). [السبعة في القراءات: 230]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْألف وَضمّهَا من قَوْله {وَأحل لكم} 24 و{أحصن} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَأحل لكم} بِفَتْح الْألف والحاء و{أحصن} مَضْمُومَة الْألف
وَقَرَأَ الْكسَائي وَحَمْزَة {وَأحل لكم} مَضْمُومَة الْألف و{أحصن} مَفْتُوحَة الْألف
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ حَفْص {وَأحل} و{أحصن} مضمومتين
وروى عَنهُ الْمفضل وَأَبُو بكر {وَأحل لكم} و{أحصن} بِالْفَتْح جَمِيعًا
حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن شهريار قَالَ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْأسود قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى قَالَ أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم بن أبي النجُود أَنه قَرَأَ {وَأحل لكم} بِفَتْح الْألف
وَأَخْبرنِي عَليّ بن الْعَبَّاس قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن شَيبَان عَن عَاصِم {وَأحل} بِالْفَتْح {فَإِذا أحصن} بِضَم الْألف). [السبعة في القراءات: 230 - 231]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{المحصنات} بكسر الصاد، إلا أول النساء الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 225]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أحل لكم} بضم الألف كوفي غير أبي بكر ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 225]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({والمحصنات} [24]: بالكسر حيث وقع إلا الأول علي، وابن زربي طريق الضبي.
{وأحل} [24]: بضم الألف هما، وحفص، ويزيد، وخلف). [المنتهى: 2/649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (والمحصنات ومحصنات) بكسر الصاد حيث وقع إلا الذي في أول سورة النساء فإنه لا اختلاف في فتح صاده وهو قوله تعالى: (والمحصنات من النساء)، وقرأ الباقون بالفتح في جميعه، ولا خلاف في كسر الصاد من (محصنين) ). [التبصرة: 191]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (وأحل لكم)، بضم الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {وأحل لكم} (24): بضم الهمزة، وكسر الحاء.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {المحصنات}، و: {محصنات} (25)، حيث وقع: بكسر الصاد، ما خلا الحرف الأول من هذه السورة: {والمحصنات من النساء} (24).
والباقون: بفتح الصاد). [التيسير في القراءات السبع: 262] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (والمحصنات ومحصنات) حيث وقع بكسر الصّاد ما خلا [الحرف] الأول من هذه السّورة (والمحصنات من النّساء) والباقون بفتح الصّاد). [تحبير التيسير: 337] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر وخلف (وأحل لكم) بضم الهمزة وكسر الحاء والباقون بفتحهما). [تحبير التيسير: 338]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) بغير ألف على الفعل الماضي أبو حيوة، الباقون بالألف وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([24]- {الْمُحْصَنَاتُ} بالكسر حيث وقع إلا الأول: الكسائي.
[24]- {وَأُحِلَّ} مبني للمفعول: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (596 - وَفي مُحْصَنَاتٍ فاكْسِرِ الصَّادَ رَاوِيًا = وَفي المُحْصَنَاتِ اكْسِرْ لَهُ غَيْرَ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 48]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (597 - وَضَمٌّ وَكَسْرٌ فِي أَحَلَّ صِحَابُهُ = وُجُوهٌ وَفِي أَحْصَنَّ عَنْ نَفَرِالْعُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([596] وفي محصنات فاكسر الصاد (ر)اويًا = وفي المحصنات اكسر له غير أولا
أشار بقوله: (راويًا)، إلى ثبوت ذلك من جهة النقل.
ومعنى الكسر، أنهن أحصن فروجهن؛ أي حفظن، كقوله تعالى: {التي أحصنت فرجها}؛ أو أحصن فروجهن بالتزويج؛ أو أحصن أزواجهن.
و{محصنت} بالفتح، قد يكون بمعنى محصنات بالكسر؛ يقال: أحصن فهو محصن.وألفج إذا أفلس، فهو ملفج. وأسهب فهو مسهبٌ: ندرت بالفتح هذه الثلاثة.
ويكون بمعنى: أحصن بالأزواج.
ولذلك وقع الإجماع على فتح الأول، لأن ذوات الأزواج محرمات.
[فتح الوصيد: 2/830]
واستثنى السبايا منهن بقوله: {إلا ما ملكت أيمنكم}.
و (أولا): مخفوضٌ، ولكنه لا ينصرف للصفة ووزن الفعل؛ والتقدير: غير حرف أول). [فتح الوصيد: 2/831]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([597] وضمٌ وكسرٌ في أحل (صحابـ)ـه = وجوه وفي أحصن (عـ)ن (نفر) (ا)لعلا
(صحابه): واته والقرأة به.
(وجوه): رؤساء؛ من قولك: هم وجوه القوم؛ أي أشرافهم ورؤساؤهم، وهو على مطابقة {حرمت عليكم}.
والفتح على {كتب الله عليكم وأحل ...}.
و(عن نفر العلا)، أي المراتب العلا؛ ومعناه: أحصنهن أزواجهن بالنكاح؛ أو أولياؤهن بالتزويج.
والفتح، بمعنى: تزوجن. وفائدته: أن لا يحسب أن عليهن الرجم). [فتح الوصيد: 2/831] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [596] وفي محصنات فاكسر الصاد راويًا = وفي المحصنات اكسر له غير أولا
ح: (في محصناتٍ): ظرف (اكسر)، (راويًا): حال من فاعل (اكسر)، أي: راويًا معناه، مفعول (اكسر) الثاني: محذوف، أي: الصاد، والهاء في (له): للكسائي، (أولًا): مخفوض على المضاف إليه فتح في حالة الجر لكونه غير منصرفٍ، لوزن الفعل والوصفية، أي: غير حرفٍ أول.
ص: يعني: كسر الصاد الكسائي من: {محصناتٍ} منكرًا أين جاء ومن: {المحصنات}- معرفًا أيضًا أين جاء إلا لفظ: {المحصنات} الواقع أولًا في القرآن، وهو: {والمحصنات من النساء} [24] فإنه لا خلاف في فتحه؛ لأن المراد به ذوات الأزواج، والأزواج قد أحصنوهن، فهن محصنات، والباقون بالفتح في الكل.
[كنز المعاني: 2/149]
وأما الكسر: فعلى أن المرأة محصنةٌ نفسها بالإسلام والحرية والعفة، وأما الفتح: فعلى أنها أُحصنت بالإسلام والحرية والعفة، فهي محصنة.
[597] وضمٌ وكسرٌ في أحل صحابه = وجوهٌ وفي أحصن عن نفر العلا
ح: (ضمٌ وكسرٌ): مبتدأ، (صحابه وجوهٌ): مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول، ووحد الضمير في (صحابه): لرجوعه إلى كل واحدٍ من الضم والكسر، (في أحصن): عطف على (في أحل)، أي: الضم والكسر في {أحصن} كائنًا عن نفر العلا.
ص: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {وأحل لكم ما وراء ذلكم} [24] بضم الهمزة وكسر الحاء على بناء المجهول، ليوافق: {حرمت عليكم} [23]، والباقون بفتح الهمزة والحاء على بناء الفاعل، والفاعل هو الله تعالى، لقوله: {كتاب الله عليكم} [24].
وقرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع: {فإذا أحصن} بضم الهمزة وكسر الصاد، أي: أحسن بالتزويج، والباقون بفتح الهمزة والصاد، أي: تزوجن.
[كنز المعاني: 2/150]
ومعنى: (صحابه وجوهٌ): رواته أشرافٌ هم وجوه القوم، ومعنى (نفر العلا): جماعة منسوبة إلى العلو والشرف، دل على شرف القراءتين شرفٌ رواتهما). [كنز المعاني: 2/151]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (596- وَفي مُحْصَنَاتٍ فاكْسِرِ الصَّادَ "رَ"اوِيًا،.. وَفي المُحْصَنَاتِ اكْسِرْ لَهُ غَيْرَ أَوَّلا
يعني: اكسر المنكر والمعرف إلا الأول، وهو: "وَالْمُحْصِنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ"، في رأس الجزء؛ لأنه بمعنى المزوجات فالكسر على معنى أنهن أحصن فروجهن إما بالأزواج أو بالحفظ، والفتح على أن الله تعالى أحصنهن أو يكون بمعنى الكسر، قال الشيخ في شرحه: يقال: أحصن فهو محصن والفتح إذا أفلس فهو مفلس وأشهب فهو مشهب، نذرت بالفتح هذه الثلاثة وأولا مخفوض بغير ولكنه غير منصرف والتقدير غير حرف أول والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/69]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (597- وَضَمٌّ وَكَسْرٌ فِي أَحَلَّ صِحَابُهُ،.. وُجُوهٌ وَفِي أَحْصَنَّ "عَـ"ـنْ "نَفَرِ" الْعُلا
يعني: "وَأَحَلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ".
ومعنى صحابه: وجوه؛ أي: رواته رؤساء من قولهم: هم وجوه القوم؛ أي: أشرافهم وكبارهم، وعاد الضمير مفردا صحابه وإن كان الذي عاد إليه مثنى، وهما: الضم والكسر؛ لأنهما في معنى المفرد وهو اللفظ والحرف أو صحاب هذا الفعل وجوه، وهذه القراءة على مطابقته: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ}، ووجه الفتح إسناد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/69]
الفعل إلى الله تعالى؛ لقوله قبله: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
قوله: وفي أحصن أي: والضم والكسر في الموضعين الفتح في الحرفين أما كونه ضد الكسر فمطرد ومنعكس، وأما كونه ضد الضم فمطرد غير منعكس على ما سبق بيانه في شرح الخطبة ولم يقرأ أحد بالضم والكسر في الكلمتين معًا إلا حفص، وقرأ أبو بكر بالفتح فيهما معًا، وأما باقي القراء فمن ضم وكسر في "أحل" فتح في "أحصن"، ومن فتح في "أحل" ضم وكسر في "أحصن" فالفتح في "أحصن" كالكسر في "محصنات أسند الفعل إليهن، والضم والكسر في "أحصن" كفتح صاد "محصنات" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/70] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (596 - وفي محصنات فاكسر الصّاد راويا = وفي المحصنات اكسر له غير أوّلا
قرأ الكسائي بكسر الصاد في لفظ مُحْصَناتٍ الجمع سواء كان مجردا من التعريف نحو: مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ. أم كان معرفا نحو: أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ. واستثنى له لفظ المحصنات في الموضع الأول وهو وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ فقرأ بفتح الصاد كقراءة غيره في جميع المواضع). [الوافي في شرح الشاطبية: 245]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (597 - وضمّ وكسر في أحلّ صحابه = وجوه وفي أحصنّ عن نفر العلا
قرأ حفص وحمزة والكسائي: وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ بضم الهمزة وكسر الحاء فتكون قراءة الباقين بفتح الهمزة والحاء. وقرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع فَإِذا أُحْصِنَّ بضم الهمزة وكسر الصاد، وعلم هذا من العطف على وَأُحِلَّ* فتكون قراءة الباقين وهم شعبة وحمزة والكسائي بفتح الهمزة والصاد). [الوافي في شرح الشاطبية: 245] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95 - أَحَلَّ وَنَصْبَ اللهُ وَاللاَّتِ أُدْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وأراد بقوله: وجهلا أحل أنه قرأ مرموز (ألف) أد و{أحل لكم} [24] بالبناء للمفعول ليوافق {حرمت عليكم{ وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ويعقوب بالتسمية للفاعل.
ويريد بقوله: ونصب الله واللات إنه قرأ مرموز (ألف) أد أيضًا {بما حفظ الله واللاتي} [34] بنصب الله على أن ما مصدرية أي يحفظن أمر الله أي نكرة بمعنى شيء أو بالشيء الذي حفظ حق الله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وتقدير المضاف متعين لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها لأحد وعلم من انفراده للآخرين بالرفع فقوله واللاتي قيد يعين المختلف فيه). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمُحْصَنَاتِ وَمُحْصَنَاتٍ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الصَّادِ حَيْثُ وَقَعَ مُعَرَّفًا، وَمُنَكَّرًا إِلَّا الْحَرْفَ الْأَوَّلَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِفَتْحِ الصَّادِ كَالْجَمَاعَةِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ ذَوَاتُ الْأَزْوَاجِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْجَمِيعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأُحِلَّ لَكُمْ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص {وأحل لكم} [24] بضم
[تقريب النشر في القراءات العشر: 492]
الهمزة وكسر الحاء، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (562 - أحلّ ثب صحبًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أحلّ (ث) ب (صحبا) تجارة عدا = (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)
أي «وأحلّ» قرأه بالترجمة المذكورة:
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214]
أي بضم الهمزة وكسر الحاء أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بالفتح فيهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
في الجمع كسر الصّاد لا الأولى (ر) ما = أحصنّ ضمّ اكسر (ع) لى (ك) هف (سما)
ش: أي: قرأ ذو راء (رما) الكسائي محصنات العاري من اللام، والمحلى بها حيث جاءا جمعي تأنيث بكسر الصاد، إلا والمحصنات من النّسآء [النساء: 24]، والباقون بفتحها نحو: محصنات غير مسافحات [النساء: 25]، أن ينكح
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/267]
المحصنت [النساء: 25].
وقرأ ذو عين (علا) حفص وكاف (كهف) ابن عامر ومدلول (سما) المدنيان [والبصريان، وابن كثير] - فإذآ أحصنّ [النساء: 25] بضم الهمزة، وكسر الصاد، والباقون بفتحهما.
تنبيه:
علم من قوله: (ومحصنة) في الجمع أي: جمعها-: أن الخلاف في جمع التأنيث، سواء كان معرفا أو منكرا، وإنما قدم محصنات [النساء: 25] على وأحلّ [النساء: 24] وأحصنّ [25] باعتبار تقدم المستثنى عليهما.
وقدم أحصنّ على ما بعدها؛ لاشتراكهما في المادة.
[وخرج] بتقييده الخلاف بجمع «محصنة» محصنين [النساء: 24].
وأصل الإحصان: المنع، ويتعدى فعله لواحد، ويكون بالتزويج نحو: والمحصنت من النّسآء [النساء: 24]، وبالحرية نحو: والمحصنت من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 5]، وبالعفة نحو: إنّ الّذين يرمون المحصنت [النور: 23]، وبالإسلام نحو: فإذآ أحصنّ [النساء: 25] ويسند للفاعل الحقيقي والمجازي.
وجه كسر صاد الجمع: أنه اسم فاعل على الثاني، أي: أحصن أنفسهن، أو فروجهن.
ووجه فتحها: أنه اسم مفعول، على الأول، أي: أحصنهن الله تعالى بلطفه.
ووجه استثناء الأول: التنبيه على المخالفة.
والمختار الفتح؛ لأنه الفصحى حتى قال الفراء: لا تكاد العرب تسمع غيره لذات الزوج، والعفيفة.
ووجه ضم أحصنّ [النساء: 25]: بناؤه للمفعول؛ إيذانا بلزوم الأخبار.
أي: أحصنهن غيرهن، [وهو على أصلهم في فرعه].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/268]
ووجه [الفتح] بناؤه للفاعل، أي: أحصن أنفسهن، والكسائي جار على قاعدته [لا غيره] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أحلّ (ث) بـ (صحبا) تجارة عدا = (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، ومدلول (صحبا) حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص وأحلّ لكم [النساء: 24] بضم الهمزة وكسر الحاء، والباقون بفتحها.
وقرأ الكل غير الكوفيين تجارة عن تراض منكم [النساء: 29] برفع التاء، والباقون بالنصب.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر مدخلا [النساء: 31] (بفتح ضم) الميم، وعد من أفعال الاستثناء، وليست عينه رمزا، وقيد الضم؛ لمخالفة الاصطلاح.
وجه ضم وأحلّ [النساء: 24] مناسبة حرّمت [النساء: 23]؛ لأنه مطابق.
ووجه فتحه: بناؤه للفاعل؛ مناسبة لـ «كتب» ناصب كتب الله عليكم [النساء: 24] وهو المختار؛ لأن مناسبه أقرب.
ووجه تجرة [النساء: 29] تقدم بالبقرة [الآية: 282].
ووجه ضم مّدخلا [النساء: 31]: أنه مصدر رباعي بمعنى إدخال، والمفعول به محذوف، أي: [يدخلكم، ولندخلكم] الجنة إدخالا كريما [أو اسم للمكان] منه، فهو المفعول به، أي: يدخلكم مكانا.
ووجه فتحه: أنه مصدر ثلاثي أو اسم مكان منه دل عليه الرباعي، أي: فيدخلون دخولا أو مكانا، أو ملاق للرباعي في اللفظ دون الاشتقاق ك: أنبتكم من الأرض نباتا [نوح: 17] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "المحصنات" [الآية: 24] "ومحصنات" معرفا ومنكرا حيث جاء فالكسائي بكسر الصاد؛ لأنهن يحصن أنفسهن بالعفاف أو فروجهن بالحفظ إلا الأول هنا فقرأه بالفتح؛ لأن المراد به المزوجات، وعن الحسن الكسر في الكل والباقون بالفتح أسند الإحصان إلى غيرهن من زوج أو ولي أو الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأُحِلَّ لَكُم" [الآية: 24] فحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف بضم الهمزة وكسر الحاء مبنيا للمفعول، وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالفتح فيهما مبنيا للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق على كسر صاد "محصنين" [الآية: 24] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والمحصنات من النساء}
{والمحصنات من النساء إلا} [24] لا خلاف بينهم في فتح صاده، لأن المراد بهن الزوجات ذوات الأزواج، فأزواجهن أحصنوهن، فهن مفعولات، و{النساء إلا} تقدم قريبًا). [غيث النفع: 511]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأحل لكم} قرأ حفص والأخوان بضم الهمزة، وكسر الحاء، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 511]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {محصنين} أجمعوا على كسر صاده). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فئاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما}
{والمحصنات}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وحمزة وأبو جعفر ويعقوب {المحصنات} بفتح الصاد.
- وقرأ طلحة بن مصرف والحسن وعلقمة (المحصنات).
- وذكروا أن الكسائي قرأ في هذا الموضع بالفتح، وقرأ في سائر القرآن بالكسر.
- وروي عن علقمة الكسر في القرآن كله.
قال العكبري: «والجمهور على فتح الصاد هنا؛ لأن المراد بهن ذوات الأزواج، وذات الزوج محصنة بالفتح؛ لأن زوجها أحصنها، أي: أعفها، فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالفتح والكسر، وكلاهما مشهور، فالكسر على أن النساء أحصن فروجهن وأزواجهن، والفتح على أنهن أحصن بالأزواج أو بالإسلام،
[معجم القراءات: 2/48]
واشتقاق الكلمة من التحصين، وهو المنع».
- وقرأ يزيد بن قطيب (المحصنات) بضم الصاد إتباعًا لضمة الميم، كما قالوا (منتن)، ولم يعتدوا بالحاجز، لأنه ساكن، فهو حاجز غير حصين.
{من النساء إلا}
تقدم حكم الهمزتين في الآية/ 22 السابقة من هذه السورة.
{كتاب الله عليكم}
قرأ الجمهور من القراء {كتاب...} بالنصب على المصدر بـ «كتب» محذوف، ودل عليه قوله: حرمت، وهو مذهب سيبويه، وقيل: انتصابه بفعل محذوف تقديره: الزموا كتاب الله.
وهو عند الكسائي منصوب على الإغراء.
- وقرأ أبو حيوة ومحمد بن السميفع اليماني (كتب الله عليكم) فعلًا ماضيًا رافعًا ما بعده، أي: كتب الله عليكم تحريم ذلك.
- وروي عن محمد بن السميفع أنه قرأ (كتب الله عليكم) جمعًا ورفعًا، أي: هذه كتب الله عليكم، أي: فرائضه.
{وأحل لكم}
قرأ ابن مسعود (كتاب الله أحل لكم) بغير واو.
[معجم القراءات: 2/49]
- وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف والحسن وأبو جعفر ويعقوب والمطوعي {وأحل لكم} مبنيًا للمفعول، وهو معطوف على {حرمت}.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل وأبو بكر عن عاصم، ومحمد بن السميفع اليماني (وأحل لكم) بفتح الألف والحاء مبنيًا للفاعل، وهو معطوف على الفعل الناصب لـ {كتاب الله عليكم}.
{غير مسافحين}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فما استمتعتم به منهن فئاتوهن أجورهن}
قرأ أبي وابن عباس وابن جبير وابن مسعود (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن) بزيادة إلى (أجل مسمى) على قراءة الجماعة.
قال ابن عباس لأبي نضرة «هكذا أنزلها الله».
قال الطبري: «... فقراءة بخلاف ما جاءت به مصاحف المسلمين، وغير جائز لأحد أن يلحق في كتاب الله تعالى شيئًا لم يأت به
[معجم القراءات: 2/50]
الخبر القاطع العذر عمن لا يجوز خلافه».
{منهن فئاتوهن أجورهن}
قراءة يعقوب في الثلاثة عند الوقف بهاء السكت (منهنه، فآتوهنه، أجورهنه).
{فريضة.... الفريضة}
قراءة الكسائي وحمزة في الوقف بخلاف عنهما بإمالة الضاد). [معجم القراءات: 2/51]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:29 AM

سورة النساء
[ الآية (25) ]

{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25)}

قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الصَّاد وَكسرهَا من قَوْله (وَالْمُحصنَات) 24
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة (والمحصنت) فِي كل الْقُرْآن بِفَتْح الصَّاد
وَقَرَأَ الْكسَائي (والمحصنت من النسآء إِلَّا مَا ملكت أيمنكم) بِفَتْح الصَّاد فِي هَذِه وَحدهَا وَسَائِر الْقُرْآن (المحصنت) النِّسَاء 25 والمائدة 5 والنور 4 23 و(محصنت) النِّسَاء 25 بِكَسْر الصَّاد
وَلم يخْتَلف الْقُرَّاء فِي {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} فَإِنَّهَا مَفْتُوحَة
حَدثنِي أَبُو حَمْزَة الأنسي قَالَ حَدثنَا حجاج بن الْمنْهَال قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن قيس بن سعد عَن مُجَاهِد وَعبد الله بن كثير مثل قِرَاءَة الْكسَائي (والمحصنت من النسآء) مَفْتُوحَة وَسَائِر الْقُرْآن بِالْكَسْرِ). [السبعة في القراءات: 230] (م)
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْألف وَضمّهَا من قَوْله {وَأحل لكم} 24 و{أحصن} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَأحل لكم} بِفَتْح الْألف والحاء و{أحصن} مَضْمُومَة الْألف
وَقَرَأَ الْكسَائي وَحَمْزَة {وَأحل لكم} مَضْمُومَة الْألف و{أحصن} مَفْتُوحَة الْألف
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ حَفْص {وَأحل} و{أحصن} مضمومتين
وروى عَنهُ الْمفضل وَأَبُو بكر {وَأحل لكم} و{أحصن} بِالْفَتْح جَمِيعًا
حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن شهريار قَالَ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْأسود قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى قَالَ أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم بن أبي النجُود أَنه قَرَأَ {وَأحل لكم} بِفَتْح الْألف
وَأَخْبرنِي عَليّ بن الْعَبَّاس قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن شَيبَان عَن عَاصِم {وَأحل} بِالْفَتْح {فَإِذا أحصن} بِضَم الْألف). [السبعة في القراءات: 230 - 231] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فإذا أحصن} بالفتح كوفي غير حفص-). [الغاية في القراءات العشر: 225]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أحصن} [25]: بالفتح هما، وخلف، وأبو بكر، وأبو بشر). [المنتهى: 2/649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (فإذا أحصن) بفتح الهمزة والصاد، وقرأ الباقون بضم الهمزة وكسر الصاد). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {المحصنات}، و: {محصنات} (25)، حيث وقع: بكسر الصاد، ما خلا الحرف الأول من هذه السورة: {والمحصنات من النساء} (24).
والباقون: بفتح الصاد). [التيسير في القراءات السبع: 262] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {فإذا أحصن} (25): بفتح الهمزة والصاد.
والباقون: بضم الهمزة، وكسر الصاد). [التيسير في القراءات السبع: 262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (والمحصنات ومحصنات) حيث وقع بكسر الصّاد ما خلا [الحرف] الأول من هذه السّورة (والمحصنات من النّساء) والباقون بفتح الصّاد). [تحبير التيسير: 337] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف (فإذا أحصن) بفتح الهمزة والصّاد، والباقون بضم الهمزة وكسر الصّاد). [تحبير التيسير: 338]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْمُحْصَنَاتُ) في جميع القرآن بكسر الصاد حيث وقع الزَّعْفَرَانِيّ، والْأَعْمَش رواية جرير وافق علي وابن زربي إلا في الأول وغير الاختيار ليفرق بين ذوات الأزواج، والعفائف، والحرائر، الباقون بفتح الصاد حيث وقع طَلْحَة (مُحْصَنَاتٍ) وحدها بكسر الصاد، الباقي بفتح الصاد). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {أُحْصِنَّ} مبني للفاعل: أبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (597 - وَضَمٌّ وَكَسْرٌ فِي أَحَلَّ صِحَابُهُ = وُجُوهٌ وَفِي أَحْصَنَّ عَنْ نَفَرِالْعُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([597] وضمٌ وكسرٌ في أحل (صحابـ)ـه = وجوه وفي أحصن (عـ)ن (نفر) (ا)لعلا
(صحابه): واته والقرأة به.
(وجوه): رؤساء؛ من قولك: هم وجوه القوم؛ أي أشرافهم ورؤساؤهم، وهو على مطابقة {حرمت عليكم}.
والفتح على {كتب الله عليكم وأحل ...}.
و(عن نفر العلا)، أي المراتب العلا؛ ومعناه: أحصنهن أزواجهن بالنكاح؛ أو أولياؤهن بالتزويج.
والفتح، بمعنى: تزوجن. وفائدته: أن لا يحسب أن عليهن الرجم). [فتح الوصيد: 2/831] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [597] وضمٌ وكسرٌ في أحل صحابه = وجوهٌ وفي أحصن عن نفر العلا
ح: (ضمٌ وكسرٌ): مبتدأ، (صحابه وجوهٌ): مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول، ووحد الضمير في (صحابه): لرجوعه إلى كل واحدٍ من الضم والكسر، (في أحصن): عطف على (في أحل)، أي: الضم والكسر في {أحصن} كائنًا عن نفر العلا.
ص: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {وأحل لكم ما وراء ذلكم} [24] بضم الهمزة وكسر الحاء على بناء المجهول، ليوافق: {حرمت عليكم} [23]، والباقون بفتح الهمزة والحاء على بناء الفاعل، والفاعل هو الله تعالى، لقوله: {كتاب الله عليكم} [24].
وقرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع: {فإذا أحصن} بضم الهمزة وكسر الصاد، أي: أحسن بالتزويج، والباقون بفتح الهمزة والصاد، أي: تزوجن.
[كنز المعاني: 2/150]
ومعنى: (صحابه وجوهٌ): رواته أشرافٌ هم وجوه القوم، ومعنى (نفر العلا): جماعة منسوبة إلى العلو والشرف، دل على شرف القراءتين شرفٌ رواتهما). [كنز المعاني: 2/151] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (597- وَضَمٌّ وَكَسْرٌ فِي أَحَلَّ صِحَابُهُ،.. وُجُوهٌ وَفِي أَحْصَنَّ "عَـ"ـنْ "نَفَرِ" الْعُلا
يعني: "وَأَحَلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ".
ومعنى صحابه: وجوه؛ أي: رواته رؤساء من قولهم: هم وجوه القوم؛ أي: أشرافهم وكبارهم، وعاد الضمير مفردا صحابه وإن كان الذي عاد إليه مثنى، وهما: الضم والكسر؛ لأنهما في معنى المفرد وهو اللفظ والحرف أو صحاب هذا الفعل وجوه، وهذه القراءة على مطابقته: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ}، ووجه الفتح إسناد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/69]
الفعل إلى الله تعالى؛ لقوله قبله: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
قوله: وفي أحصن أي: والضم والكسر في الموضعين الفتح في الحرفين أما كونه ضد الكسر فمطرد ومنعكس، وأما كونه ضد الضم فمطرد غير منعكس على ما سبق بيانه في شرح الخطبة ولم يقرأ أحد بالضم والكسر في الكلمتين معًا إلا حفص، وقرأ أبو بكر بالفتح فيهما معًا، وأما باقي القراء فمن ضم وكسر في "أحل" فتح في "أحصن"، ومن فتح في "أحل" ضم وكسر في "أحصن" فالفتح في "أحصن" كالكسر في "محصنات أسند الفعل إليهن، والضم والكسر في "أحصن" كفتح صاد "محصنات" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/70] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (597 - وضمّ وكسر في أحلّ صحابه = وجوه وفي أحصنّ عن نفر العلا
قرأ حفص وحمزة والكسائي: وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ بضم الهمزة وكسر الحاء فتكون قراءة الباقين بفتح الهمزة والحاء. وقرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع فَإِذا أُحْصِنَّ بضم الهمزة وكسر الصاد، وعلم هذا من العطف على وَأُحِلَّ* فتكون قراءة الباقين وهم شعبة وحمزة والكسائي بفتح الهمزة والصاد). [الوافي في شرح الشاطبية: 245] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمُحْصَنَاتِ وَمُحْصَنَاتٍ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الصَّادِ حَيْثُ وَقَعَ مُعَرَّفًا، وَمُنَكَّرًا إِلَّا الْحَرْفَ الْأَوَّلَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِفَتْحِ الصَّادِ كَالْجَمَاعَةِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ ذَوَاتُ الْأَزْوَاجِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْجَمِيعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أُحْصِنَّ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالصَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الصَّادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {المحصنات}، و{محصناتٍ} [25] حيث وقع بكسر الصاد سوى الأول من هذه السورة، وهو {والمحصنات من النساء} [24]، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 492]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {أحصن} [25] بفتح الهمزة والصاد، والباقون بضم الهمزة وكسر الصاد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (560- .... .... .... .... = .... .... .... .... ومحصنه
561 - في الجمع كسر الصّاد لا الأولى رما = أحصّنّ ضمّ اكسر على كهفٍ سما). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ومحصنة) أي وقرأ محصنة في حال جمعها كما سيأتي في البيت بعده نحو «محصنات، والمحصنات» بكسر الصاد حيث وقع إلا الحرف الأول، يعني قوله تعالى «والمحصنات من النساء إلا ما ملكت» الكسائي والباقون بالفتح.
في الجمع كسر الصّاد لا الأولى (ر) ما = أحصنّ ضمّ اكسر (ع) لى (ك) هف (سما)
أي جمع محصنة، يعني محصنات والمحصنات قوله: (لا الأولى) يعني قوله تعالى «والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم» قوله: (أحصنّ) يعني «فإذا أحصن» بضم الهمزة وكسر الصاد حفص وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بفتحهما جميعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 214]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
في الجمع كسر الصّاد لا الأولى (ر) ما = أحصنّ ضمّ اكسر (ع) لى (ك) هف (سما)
ش: أي: قرأ ذو راء (رما) الكسائي محصنات العاري من اللام، والمحلى بها حيث جاءا جمعي تأنيث بكسر الصاد، إلا والمحصنات من النّسآء [النساء: 24]، والباقون بفتحها نحو: محصنات غير مسافحات [النساء: 25]، أن ينكح
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/267]
المحصنت [النساء: 25].
وقرأ ذو عين (علا) حفص وكاف (كهف) ابن عامر ومدلول (سما) المدنيان [والبصريان، وابن كثير] - فإذآ أحصنّ [النساء: 25] بضم الهمزة، وكسر الصاد، والباقون بفتحهما.
تنبيه:
علم من قوله: (ومحصنة) في الجمع أي: جمعها-: أن الخلاف في جمع التأنيث، سواء كان معرفا أو منكرا، وإنما قدم محصنات [النساء: 25] على وأحلّ [النساء: 24] وأحصنّ [25] باعتبار تقدم المستثنى عليهما.
وقدم أحصنّ على ما بعدها؛ لاشتراكهما في المادة.
[وخرج] بتقييده الخلاف بجمع «محصنة» محصنين [النساء: 24].
وأصل الإحصان: المنع، ويتعدى فعله لواحد، ويكون بالتزويج نحو: والمحصنت من النّسآء [النساء: 24]، وبالحرية نحو: والمحصنت من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 5]، وبالعفة نحو: إنّ الّذين يرمون المحصنت [النور: 23]، وبالإسلام نحو: فإذآ أحصنّ [النساء: 25] ويسند للفاعل الحقيقي والمجازي.
وجه كسر صاد الجمع: أنه اسم فاعل على الثاني، أي: أحصن أنفسهن، أو فروجهن.
ووجه فتحها: أنه اسم مفعول، على الأول، أي: أحصنهن الله تعالى بلطفه.
ووجه استثناء الأول: التنبيه على المخالفة.
والمختار الفتح؛ لأنه الفصحى حتى قال الفراء: لا تكاد العرب تسمع غيره لذات الزوج، والعفيفة.
ووجه ضم أحصنّ [النساء: 25]: بناؤه للمفعول؛ إيذانا بلزوم الأخبار.
أي: أحصنهن غيرهن، [وهو على أصلهم في فرعه].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/268]
ووجه [الفتح] بناؤه للفاعل، أي: أحصن أنفسهن، والكسائي جار على قاعدته [لا غيره] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على نحو: "متخذات أخدان" بوجهين التخفيف وإبدال الهمزة ياء مفتوحة وأخدان بدال مهملة اتفاقا أي أخلاء في السر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/508]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أحصن" [الآية: 25] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة والصاد مبنيا للفاعل أي: أحصن فروجهن وأزواجهن، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الهمزة وكسر الصاد على البناء للمفعول، على أن المحصن لهن الزوج). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء من "عليهن" يعقوب ووقف بخلفه بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المحصنات} [25] معًا و{محصنات} قرأ علي بكسر الصاد، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 511]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أحصن} قرأ الأخوان وشعبة بفتح الهمزة والصاد، والباقون بضم الهمزة، وكسر الصاد). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشى العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم}
{المحصنات... المحصنات}
قرأ الكسائي والحسن وعلقمة بن قيس (المحصنات) بكسر الصاد.
- وقراءة الباقين {المحصنات} بفتحها، وتقدم هذا في الآية السابقة.
{المؤمنات}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصفهاني
[معجم القراءات: 2/51]
(المومنات) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أعلم بإيمانكم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء وبالإظهار، كذا ذكر بعض المتقدمين، والصواب أنه إخفاء وليس إدغامًا.
{بإيمانكم}
قراءة الجماعة {... بإيمانكم} بكسر الهمزة.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
- وقرأ جناح بن حبيش (... بأيمانكم) بفتح الهمزة جمع يمين.
{فانكحوهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (فانكحوهنه).
{بإذن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{أهلهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (أهليهنه).
{وآتوهن أجورهن}
حكم القراءة في الوقف عند يعقوب كالكلمة السابقة (وآتوهنه أجورهنه).
[معجم القراءات: 2/52]
{محصنات}
قرأ الكسائي والحسن وعلقمة (محصنات) بكسر الصاد.
- وقراءة الباقين {محصنات} بفتحها.
{غير مسافحات}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{ولا متخذات أخدان}
قراءة حمزة في الوقف بوجهين:
1- التخفيف بالتسهيل بين بين.
2- إبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{فإذا أحصن}
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وكذا المفضل عنه والأعمش والحسن وخلف وابن مسعود (... أحصن) بفتح الهمزة على البناء للفاعل، أي: أحصن أنفسهن بالتزويج.
- وقرأ حفص وشيبان عن عاصم وابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن عباس {أحصن} بضم الهمزة على البناء للمفعول.
[معجم القراءات: 2/53]
{فعليهن}
قراءة يعقوب (فعليهن) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة على كسرها {فعليهن} مراعاة للياء.
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (فعليهنه).
{لمن خشي}
قراءة أبي جعفر بإخفاء النون في الخاء.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{وأن تصبروا خير لكم}
قرأ بترقيق الراء فيهما بخلاف الأزرق وورش.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 2/54]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:30 AM

سورة النساء
[ من الآية (26) إلى الآية (28) ]

{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)}

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم}
{ليبين لكم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام، وبالإظهار). [معجم القراءات: 2/54]

قوله تعالى: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَن تِمَيلُوا) بالياء قَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ بفتح التاء، وهو الاختيار لقوله: (عَلَيكُم)، و(عَنكُم) ). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا}
{أن تميلوا}
قراءة الجمهور {أن تميلوا} بتاء الخطاب للمؤمنين.
- وقراءة عيسى بن عمر (أن يميلوا) بالياء على الغيبة، والضمير يعود على الذين يتبعون الشهوات.
[معجم القراءات: 2/54]
{ميلًا}
قراءة الجمهور {ميلًا} بسكون الياء وهو مصدر من «مال».
- وقرأ الحسن (ميلا) بفتح الياء، وهو مصدر أيضًا). [معجم القراءات: 2/55]

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) على تسمية الفاعل، ومجاهد، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لأن معناه وخلق اللَّه الإنسان، والباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا}
{وخلق الإنسان ضعيفًا}
قرأ ابن عامر وابن عباس ومجاهد (وخلق الإنسان...) بفتح الخاء مبنيًا للفاعل مسندًا إلى ضمير اسم الله تعالى، والإنسان: مفعول به.
- وقراءة الجمهور {وخلق الإنسان} بضم الخاء على البناء للمفعول). [معجم القراءات: 2/55]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:31 AM

سورة النساء
[ من الآية (29) إلى الآية (30) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا فِي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {إِلَّا أَن تكون تِجَارَة عَن ترَاض مِنْكُم} 29
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عمر وَابْن عَامر (تجارة) رفعا
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَعَاصِم (تجارة) نصبا). [السبعة في القراءات: 231]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تجارة} نصب
[الغاية في القراءات العشر: 225]
كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تجارةً} [29]: نصب: كوفي). [المنتهى: 2/649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (تجارة) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {تجارة} (29): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والكوفيون (تجارة) بالنّصب والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 338]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([29]- {تِجَارَةً} نصب: الكوفيون). [الإقناع: 2/629]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِنَصْبِ تِجَارَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ أَبِي الْحَارِسِ (يَفْعَلُ ذَلِكَ) فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {تجارةً عن} [29] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (562- .... .... .... تجارةٌ عدا = كوفٍ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تجارة) يعني قوله تعالى «تجارة عن تراض منكم» بالرفع نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أحلّ (ث) بـ (صحبا) تجارة عدا = (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، ومدلول (صحبا) حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص وأحلّ لكم [النساء: 24] بضم الهمزة وكسر الحاء، والباقون بفتحها.
وقرأ الكل غير الكوفيين تجارة عن تراض منكم [النساء: 29] برفع التاء، والباقون بالنصب.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر مدخلا [النساء: 31] (بفتح ضم) الميم، وعد من أفعال الاستثناء، وليست عينه رمزا، وقيد الضم؛ لمخالفة الاصطلاح.
وجه ضم وأحلّ [النساء: 24] مناسبة حرّمت [النساء: 23]؛ لأنه مطابق.
ووجه فتحه: بناؤه للفاعل؛ مناسبة لـ «كتب» ناصب كتب الله عليكم [النساء: 24] وهو المختار؛ لأن مناسبه أقرب.
ووجه تجرة [النساء: 29] تقدم بالبقرة [الآية: 282].
ووجه ضم مّدخلا [النساء: 31]: أنه مصدر رباعي بمعنى إدخال، والمفعول به محذوف، أي: [يدخلكم، ولندخلكم] الجنة إدخالا كريما [أو اسم للمكان] منه، فهو المفعول به، أي: يدخلكم مكانا.
ووجه فتحه: أنه مصدر ثلاثي أو اسم مكان منه دل عليه الرباعي، أي: فيدخلون دخولا أو مكانا، أو ملاق للرباعي في اللفظ دون الاشتقاق ك: أنبتكم من الأرض نباتا [نوح: 17] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تِجَارَةً عَنْ تَرَاض" [الآية: 29] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بنصب تجارة، على أن كان ناقصة واسمها ضمير الأموال، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالرفع على أنها تامة، وعن تراض صفة لتجارة فموضعه رفع أو نصب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "ولا تقتلوا" بضم التاء الأولى وفتح القاف وكسر الثانية مشددة على التكثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تجارة} [29] قرأ الكوفيون بالنصب، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}
{لا تأكلوا}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش عن نافع والأصفهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا تاكلوا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{إلا أن تكون تجارة}
قرأ ابن كير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (إلا
[معجم القراءات: 2/55]
أن تكون تجارة...) بالرفع، على أن «تكون» تامة، على معنى، إلا أن تقع تجارة.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش {إلا أن تكون تجارة...} بالنصب، و{تكون} يعود على الأموال، واختار قراءة الكوفيين هذه أبو عبيد.
وقال مكي بن أبي طالب: «الأكثر في كلام العرب أن قولهم: {إلا أن تكون} في الاستثناء بغير ضمير فيها على معنى يحدث أو يقع».
قال أبو حيان: «وهذا مخالف لاختيار أبي عبيد».
وقراءة النصب أعجب إلى الطبري من قراءة الرفع، لقوة النصب.
{ولا تقتلوا أنفسكم}
قراءة الجمهور {ولا تقتلوا...} بالتخفيف من «قتل».
- وقرأ علي بن أبي طالب والحسن والسلمي والمطوعي (ولا تقتلوا...) بالتشديد من «قتل» المضعف، والتضعيف للتكثير). [معجم القراءات: 2/56]

قوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نصليه) [30]، و(نوله ... ونصله) [115]، ونحوه: برفع الهاء سلام). [المنتهى: 2/650]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عُدْوَانًا) بكسر العين ابن أبي عبلة، الباقون بضمها، وهو الاختيار، لأنه الأشهر و(نُصْلِيهِ) بالياء
[الكامل في القراءات العشر: 526]
ابن أبي عبلة، الباقون بالنون وهو الاختيار على العظمة شدد لامه ابْن مِقْسَمٍ وضمها سلام، وروى جرير عن الْأَعْمَش (ونَصْلِهِ) بفتح النون). [الكامل في القراءات العشر: 527]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يفعل ذلك} [30] ذكر لأبي الحارث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "يفعل" في ذال "ذلك" أبو الحارث عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "نصليه" بفتح النون من صليه يصليه ومنه شاة مصلية "ويكفر عنكم ويدخلكم" بياء الغيبة لله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نصليه} [30] صلة هائه بياء في الوصل للمكي، وترك ذلك للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}
{ومن يفعل ذلك}
أدغم اللام في الذال أبو الحارث عن الكسائي.
- والباقون بالإظهار.
{عدوانا}
قراءة الجمهور {عدوانا} بضم العين.
- وقرئ (عدوانا) بكسرها.
{نصليه}
قراءة الجماعة {نصليه} بضم النون، من «أصلى».
- وقرأ إبراهيم النخعي والأعمش وحميد بن قيس والمطوعي (نصليه) بفتح النون وسكون الصاد من «صلاه»
- وقرأ الأعمش (نصليه) بضم أوله، وفتح ثانيه، وشد اللام المكسورة.
- وقرئ أيضًا (يصليه) بالياء المفتوحة وسكون الصاد وتخفيف اللام، والضمير لله عز وجل.
قال أبو حيان: «والظاهر أن الفاعل «هو» ضمير يعود على الله، أي: فسوف يصليه هو، أي الله تعالى، وأجاز الزمخشري أن يعود
[معجم القراءات: 2/57]
الضمير على «ذلك»، قال: لكونه سببًا للمصلي. قال أبو حيان: وفيه بعد».
- وقرأ ابن كثير (نصليهي) بوصل الهاء بياء في الوصل.
{يسيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 2/58]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:32 AM

سورة النساء
[ من الآية (31) إلى الآية (33) ]

{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}

قوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَنُدْخِلكُمْ} 31
فروى أَبُو زيد سعيد بن أَوْس عَن الْمفضل عَن عَاصِم {يكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ ويدخلكم} بِالْيَاءِ جَمِيعًا وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بالنُّون). [السبعة في القراءات: 232]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْمِيم وَضمّهَا من قَوْله {مدخلًا} 31
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {مدخلًا كَرِيمًا} مَفْتُوحَة الْمِيم وَفِي سُورَة الْحَج 59 مثله
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مدخلًا} هَهُنَا وَفِي الْحَج
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {مدْخل صدق} . . و{مخرج صدق} الْإِسْرَاء 80 أَنَّهُمَا بِضَم الْمِيم
وروى الْكسَائي عَن أبي بكر عَن عَاصِم {مدخلًا} بِفَتْح الْمِيم هَهُنَا وَفِي الْحَج أَيْضا). [السبعة في القراءات: 232]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مدخلاً} وفي الحج بفتح الميم مدني). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يكفر... يدخلكم) [31]: بالياء فيهما المفضل). [المنتهى: 2/649]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مدخلًا} [31]، وفي الحج [59]: بفتح الميم مدني، وأبو بكر طريق علي وابن جبير. وافق أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (مدخلاً) بفتح الميم هنا وفي الحج، وضمهما الباقون، ولا اختلاف في الضم في سورة سبحان). [التبصرة: 191]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {مدخلا} (31)، هنا، وفي الحج (59): بفتح الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 262]
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر {مدخلًا} هنا وفي الحج بفتح الميم والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 338]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُدْخَلًا) بفتح الميم ابن جرير، وأبو الحسن عن أبي بكر، ومدني، وافق أبو بشر في الحج، الباقون بضم الميم، وهو الاختيار على المصدر دون الموضع، وروى الرفاعي عن يحيى في سبحان (مُدْخَلَ صِدْقٍ)، و(مُخْرَجَ صِدْقٍ) بفتح الميم فيهما، الباقون بالضم وهو الاختيار لما ذكرنا). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {مُدْخَلًا} وفي [الحج: 59] بفتح الميم: نافع). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (598 - مَعَ الْحَجِّ ضَمُّوا مَدْخَلاً خَصَّهُ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([598] مع الحج ضموا مدخلًا (خـ)صه وسل = فسل حركوا بالنقل (ر)اشده (د)لا
(خصه): فعل أمرٍ. والهاء مفعولة تعود على المدخل، أي خصه بالخلف في هذين الموضعين: هنا {وندخلكم مدخلًا}، وفي الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه}.
فأما الذي في الإسراء: {أدخلني مدخل صدق}، فلا خلاف في ضمه وإن كان فتحه جائزًا في العربية.
والمدخل بالضم، يجوز أن يكون مصدرًا للفعل الرباعي الذي قبله، ويكون مفعوله محذوفًا؛ والتقدير: وندخلكم الجنة مدخلا. وفي الحج: ليدخلنهم الجنة مدخلا، فمدخلا وإدخالًا بمعنى واحد.
ويجوز أن يكون التقدير: ليدخلنهم الجنة، فيدخلون مدخلا، على ما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون مكانًا، فيكون مفعولًا؛ أي: وندخلكم وليدخلنهم مدخلا؛ أي مكانا.
والفتح، إما مصدر دخلت دخولًا ومدخلا؛ والتقدير: فيدخلون مدخلا؛ أي: ويدخلكم الجنة فتدخلون مدخلا؛ أو يكون مفعولا بمعي: فتدخلون مكانًا). [فتح الوصيد: 2/832]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [598] مع الحج ضموا مدخلًا خصه وسل = فسل حركوا بالنقل راشده دلا
ب: (الراشد): السالك لطريق الرشد، (دلا): إذا أخرج دلوه ملأى، والمعنى: سالك طريق تلك القراءة وافق مقصوده.
ح: (خص): فعل أمر، والهاء: مفعوله راجع إلى المذكور من الموضعين (وسل)، (فسل): مفعولا (حركوا)، (بالنقل): متعلق به، جملة (راشده دلا): اسمية مستأنفة، والهاء: راجع إلى النقل.
ص: أي: ضم غير نافع الميم من قوله تعالى: {مدخلًا} ههنا: {وندخلكم مدخلًا كريمًا} [31]، وفي سورة الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه} [59] على أنه مصدر، أو اسم مكان، أو اسم مفعول من (أدخل).
وقرأ نافع: بفتح الميم فيهما على أنه مصدر، أو اسم مكان من (دخل)، والمعنيان متقاربان.
وإنما قال: خُص المذكور ليخرج ما في سبحان: {أدخلني مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80]، إذ لا خلاف في ضمه.
[كنز المعاني: 2/151]
ثم قال: (وسل فسل)، يعني: فعل الأمر من السؤال إذا كان للمخاطب، وقبله واوٌ أو فاءٌ نحو: {وسئل من أرسلنا} [الزخرف: 45]، {فسئل به خبيرًا} [الفرقان: 59]، {وسئلوا الله من فضله} [32]، {فسئلوا أهل الذكر} [النحل: 43].
فالكسائي وابن كثير حركا السين بالفتح بنقل حكمة الهمزة إليها بعد حذفها استخفافًا لكثرة دوران أمر المخاطب في كلامهم، والباقون بسكون السين وإبقاء الهمزة مفتوحة على الأصل.
أما إذا كان لغير المخاطب نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا} [الممتحنة: 10]: فلا خلاف في تحقيق الهمزة مفتوحةً على الأصل، إذ لم يكثر دوره في الكلام.
وأما إذا لم يكن قبله واوٌ أو فاء نحو: {سل بني إسرائيل} [البقرة: 211]، {سلهم أيهم بذلك} [القلم: 40]: فلا خلاف في نقل الحركة إلى السين ليمكن النطق بها حينئذٍ مع الخفة). [كنز المعاني: 2/152] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (598- مَعَ الحَجِّ ضَمُّوا مَدْخَلًا "خَـ"ـصَّهُ وَسَلْ،.. فَسَلْ حَرَّكُوا بِالنَّقْلِ "رَ"اشِدُهُ "دَ"لا
أي خص بالخلف مدخلا هنا، وفي الحج: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}، {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ}، دون الذي في سبحان: {مُدْخَلَ صِدْقٍ}؛ فإنه بالضم اتفاقا وخصه فعل أمر وفتح الصاد لغة صحيحة خلافا لمن لم يجز فيه إلا الضم عند اتصال ضمير الغائب به
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/70]
اتباعا، ويجوز أن يكون خصه فعل ما لم يسم فاعله، على حذف حرف الجر اتساعا؛ أي: خص به ومدخلا بالضم إما مصدر أو اسم مكان من أدخل، وبالفتح أيضا كذلك من دخل، فيكون على قراءة الفتح قد قرن بالفعل غير مصدره واسم مكانه أو يقدر له فعله على معنى فيدخلون مدخلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (598 - مع الحجّ ضمّوا مدخلا خصّه .... = .... .... .... .... ....
ضم القراء السبعة إلا نافعا الميم في لفظ مُدْخَلًا هنا في قوله تعالى وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً، وفي سورة الحج في قوله تعالى: لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ. وقرأ نافع بفتح الميم في الموضعين. وفي قوله (خصه) إشارة إلى قصر الحكم على هذين الموضعين دون موضع الإسراء وهو: أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ فإنه مضموم الميم اتفاقا). [الوافي في شرح الشاطبية: 245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُدْخَلًا هُنَا وَالْحَجِّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {مدخلًا} هنا [31]، والحج [59] بفتح الميم، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (562- .... .... .... .... .... = .... وفتح ضمّ مدخلاً مدا
563 - كالحجّ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وفتح ضم) أي وقرأ «مّدخلا كريما» هنا وفي الحج «مدخلا يرضونه» بفتح الميم نافع وأبو جعفر، والباقون بالضم.
كالحجّ عاقدت ل (كوف) قصرا = ونصب رفع حفظ الله (ث) را
أي كمدخلا الذي في سورة الحج كما ذكر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أحلّ (ث) بـ (صحبا) تجارة عدا = (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، ومدلول (صحبا) حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص وأحلّ لكم [النساء: 24] بضم الهمزة وكسر الحاء، والباقون بفتحها.
وقرأ الكل غير الكوفيين تجارة عن تراض منكم [النساء: 29] برفع التاء، والباقون بالنصب.
وقرأ (مدا) نافع وأبو جعفر مدخلا [النساء: 31] (بفتح ضم) الميم، وعد من أفعال الاستثناء، وليست عينه رمزا، وقيد الضم؛ لمخالفة الاصطلاح.
وجه ضم وأحلّ [النساء: 24] مناسبة حرّمت [النساء: 23]؛ لأنه مطابق.
ووجه فتحه: بناؤه للفاعل؛ مناسبة لـ «كتب» ناصب كتب الله عليكم [النساء: 24] وهو المختار؛ لأن مناسبه أقرب.
ووجه تجرة [النساء: 29] تقدم بالبقرة [الآية: 282].
ووجه ضم مّدخلا [النساء: 31]: أنه مصدر رباعي بمعنى إدخال، والمفعول به محذوف، أي: [يدخلكم، ولندخلكم] الجنة إدخالا كريما [أو اسم للمكان] منه، فهو المفعول به، أي: يدخلكم مكانا.
ووجه فتحه: أنه مصدر ثلاثي أو اسم مكان منه دل عليه الرباعي، أي: فيدخلون دخولا أو مكانا، أو ملاق للرباعي في اللفظ دون الاشتقاق ك: أنبتكم من الأرض نباتا [نوح: 17] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/269] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مدخلا" [الآية: 31] هنا فنافع والحج وأبو جعفر بفتح الميم فيهما فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي: ويدخلكم فتدخلون مدخلا، وخرج رب أدخلني مدخل صدق المتفق على ضمه والباقون بالضم اسم مصدر من الرباعي كاسم المفعول والمدخول فيه حينئذ محذوف أي: ويدخلكم الجنة إدخالا أو اسم مكان أي: ندخلكم مكانا كريما فنصبه إما على الظرف وعليه سيبويه، أو أنه مفعول به وعليه الأخفش، وهكذا كل مكان بعد دخل وهي قراءة واضحة؛ لأن اسم المصدر
[إتحاف فضلاء البشر: 1/509]
والمكان جاريان على فعليهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مدخلاً} [31] قرأ نافع بفتح الميم، والباقون بالضم). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريمًا}
{كبائر}
قراءة الجمهور {كبائر} جمع كبير أو كبيرة.
- وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد وابن عباس وابن مسعود (كبير) على التوحيد على إرادة الجنس، يعني جنس الذنب الكبير.
{نكفر}
قراءة الجماعة {نكفر} بنون العظمة.
- وقرأ المفضل عن عاصم، وأبو زيد والخليل، واللؤلؤي وخارجة عن أبي عمرو والمطوعي (يكفر) بالياء على الغيبة، أي يكفر الله عنكم... قال ابن عطية: «والقراءتان حسنتان».
{سيئاتكم}
قراءة ابن عباس (من سيئاتكم) بزيادة «من» على قراءة الجماعة.
- وأما حكم الهمز: ففيه لورش البدل بأوجهه الثلاثة.
[معجم القراءات: 2/58]
- وفيه لحمزة في الوقف إبداله ياء مفتوحة.
{وندخلكم}
قراءة الجمهور {وندخلكم} بنون العظمة.
- وقرأ المفضل عن عاصم، وأبو زيد والخليل، واللؤلؤي وخارجة عن أبي عمرو والمطوعي (ويدخلكم) بياء الغيبة، أي الله.
{مدخلا}
قرأ أبو بكر عن عاصم ونافع وأبو جعفر (مدخلا) بفتح الميم من «دخل»، وهو اسم مكان أو هو مصدر، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر.
- وقرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وخلف ويعقوب {مدخلا} بضم الميم من «أدخل»، وهو مصدر، أو اسم مكان). [معجم القراءات: 2/59]

قوله تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا فِي الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {واسألوا الله من فَضله} 32
فَقَرَأَ ابْن كثير وَالْكسَائِيّ (وسلوا الله) و(فسل الَّذين) يُونُس 94 و(فسل بني إِسْرَائِيل) الْإِسْرَاء 101 (وسل من أرسلنَا) الزخرف 45 وَمَا كَانَ مثله من الْأَمر المواجه بِهِ وَقَبله وَاو أَو فَاء فَهُوَ غير مَهْمُوز فِي قَوْلهمَا
وروى الْكسَائي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن أبي جَعْفَر وَشَيْبَة أَنَّهُمَا لم يهمزا (وسل) وَلَا (فسل) مثل قِرَاءَة الْكسَائي
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِالْهَمْز فِي ذَلِك كُله وَلم يَخْتَلِفُوا فِي همز قَوْله {وليسألوا مَا أَنْفقُوا} الممتحنة 10 لِأَنَّهُ أَمر للْغَائِب). [السبعة في القراءات: 232 - 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وسل}، {فسل} بغير همز مكي والكسائي وسهل وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وسل} [يوسف: 82]، و{فسل} [يونس: 94]، من المواجهة: بلا همز مكي، وعلي، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/651]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير والكسائي (وسلوا) (فسلوا) وكل من كان من الأمر المواجه به
[التبصرة: 191]
وقبله واو أو فاء بفتح السين من غير همز، وقرأ الباقون بإسكان السين وهمزة مفتوحة، إلا ما ذكرنا من وقف حمزة، وإذا كان أمرًا لغائب أو كان فعلاً مستقبلاً نحو (ليسئلوا ويسئلون) فلا اختلاف في همزه في الوصل، وإذا كان ليس قبله شيء نحو (سل بني إسرائيل) فلا اختلاف في ترك همزه). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، والكسائي: {وسلوا الله من فضله} (32)، و: {وسلهم} (الأعراف: 163)، و: {فسل الذين} (يونس: 94)، وشبهه، إذا كان أمرًا مواجهًا به، وقبل السين واو أو فاء: بغير همز.
وحمزة: في الوقف على أصله.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير والكسائيّ وخلف (وسلوا اللّه من فضله وسلهم فسل الّذين) وشبهه إذا كان أمرا مواجها به وقبل السّين واو أو فاء بغير همز، وحمزة في الوقف على
[تحبير التيسير: 338]
أصله، والباقون بالهمز). [تحبير التيسير: 339]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- "وَسَلْ" "فَسَلْ" من المواجهة بالأمر: ابن كثير والكسائي). [الإقناع: 2/629]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (598- .... .... .... وَسَلْ = فَسَلْ حَرَّكُوا بِالنَّقْلِ رَاشِدُهُ دَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (قوله: (وسل فسل)، يعني أن سأل يسأل، إذا ورد الأمر منه في القرآن للمواجهة. فإن لم يكن قبله واو أو فاء نحو: {سل بني إسرءيل}، فلا خلاف بين القراء في نقل حركة الهمزة إلى السين وحذفها، وترك همزة الوصل لوقوع الاستغناء عنها، لأن السين متحركة.
ومن العرب من يقول: اسئل، وإن كان قبله واو أو فاء.
فالكسائي وابن كثیر، تجري قراءتهما على ما سبق من ترك الهمز، ولا فرق فيها بين ما قبله واو أو فاء، وبين ما عري عن ذلك، نحو: (وسلوا الله)، و {سلهم أيهم بذلك زعيم}.
وقراءة الباقين بالهمز في ما قبله واوٌ أو فاءٌ، لأن الواو والفاء لما اتصلا بالكلمة، أمكن معهما سكون السين؛ إذ أصلها السكون. فهما كهمزة الوصل التي تحتلب ليتوصل بها إلى النطق بالساكن.
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: «قريش تقول: سل، فإذا أدخلوا الواو والفاء همزوا». رواه اليزيدي عنه.
فإن كان الأمر غير مواجه به، فلا خلاف أيضًا في الهمز نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا}، لأن المواجهة لما كثرت في الاستعمال، أوجب ذلك التخفيف في بعض اللغات.
وقوله: (راشده دلا)، الراشد: السالك طريق الرشد.
[فتح الوصيد: 2/833]
ومعن (دلا)، أخرج دلوه ملأى؛ يقال: أدلى، إذا أرسل دلوه؛ ودلا، إذا أخرجها مملوءة). [فتح الوصيد: 2/834]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [598] مع الحج ضموا مدخلًا خصه وسل = فسل حركوا بالنقل راشده دلا
ب: (الراشد): السالك لطريق الرشد، (دلا): إذا أخرج دلوه ملأى، والمعنى: سالك طريق تلك القراءة وافق مقصوده.
ح: (خص): فعل أمر، والهاء: مفعوله راجع إلى المذكور من الموضعين (وسل)، (فسل): مفعولا (حركوا)، (بالنقل): متعلق به، جملة (راشده دلا): اسمية مستأنفة، والهاء: راجع إلى النقل.
ص: أي: ضم غير نافع الميم من قوله تعالى: {مدخلًا} ههنا: {وندخلكم مدخلًا كريمًا} [31]، وفي سورة الحج: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه} [59] على أنه مصدر، أو اسم مكان، أو اسم مفعول من (أدخل).
وقرأ نافع: بفتح الميم فيهما على أنه مصدر، أو اسم مكان من (دخل)، والمعنيان متقاربان.
وإنما قال: خُص المذكور ليخرج ما في سبحان: {أدخلني مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80]، إذ لا خلاف في ضمه.
[كنز المعاني: 2/151]
ثم قال: (وسل فسل)، يعني: فعل الأمر من السؤال إذا كان للمخاطب، وقبله واوٌ أو فاءٌ نحو: {وسئل من أرسلنا} [الزخرف: 45]، {فسئل به خبيرًا} [الفرقان: 59]، {وسئلوا الله من فضله} [32]، {فسئلوا أهل الذكر} [النحل: 43].
فالكسائي وابن كثير حركا السين بالفتح بنقل حكمة الهمزة إليها بعد حذفها استخفافًا لكثرة دوران أمر المخاطب في كلامهم، والباقون بسكون السين وإبقاء الهمزة مفتوحة على الأصل.
أما إذا كان لغير المخاطب نحو: {وليسئلوا ما أنفقوا} [الممتحنة: 10]: فلا خلاف في تحقيق الهمزة مفتوحةً على الأصل، إذ لم يكثر دوره في الكلام.
وأما إذا لم يكن قبله واوٌ أو فاء نحو: {سل بني إسرائيل} [البقرة: 211]، {سلهم أيهم بذلك} [القلم: 40]: فلا خلاف في نقل الحركة إلى السين ليمكن النطق بها حينئذٍ مع الخفة). [كنز المعاني: 2/152] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما فعل الأمر من سأل فإن لم يكن قبله واو ولا فاء فقد أجمع القراء على حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى السين نحو: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ}، وإن كان قبله واو أو فاء، وكان أمرا لغير المخاطب فأجمعوا على همزه نحو: {وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا}، وإن كان أمرا للمخاطب فالقراء أيضا أجمعوا على الهمز إلا ابن كثير والكسائي، وعلته أن أمر المخاطب كثير الاستعمال فخففوه والمستعمل بغير واو ولا فاء أكثر، فناسب التخفيف والهمز الأصل، والراشد السالك طريق الرشد ودلا؛ أي: وافق في حصول مقصوده فإن معناه لغةً: أخرج دلوه ملآء، وذلك مقصود من أدلى دلوه فاستعاره الناظم لهذا المعنى وما يناسبه والله أعلم وأحكم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (598 - مع .... .... .... .... وسل = فسل حرّكوا بالنّقل راشده دلا
....
واعلم أن فعل الأمر المشتق من السؤال إن لم يكن مسبوقا بواو أو فاء فقد اتفق القراء على نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ، سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ. وإن كان مسبوقا بواو أو فاء فقد اختلف القراء فيه فذهب الكسائي وابن كثير إلى نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا، فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ*، فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً، فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ، فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ. وذهب الباقون إلى إبقاء الهمزة وإسكان السين، وأما الفعل المضارع المشتق من السؤال نحو: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا. فقد اتفق القراء على إثبات الهمزة وإسكان السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ النَّقْلُ فِي وَسَلُوا لِابْنِ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي بَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وسئلوا} [32] ذكر لابن كثير والكسائي وخلف في النقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "واسئلوا" أمر المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثيرة والكسائي وخلف، فإن لم يتقدمه ذلك فالكل على النقل نحو: سل بني إسرائيل، وإن كان لغائب فالكل بالهمز نحو: وليسئلوا ما أنفقوا إلا حمزة وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسئلوا الله} [32] قرأ المكي وعلي بنقل فتحة الهمزة إلى السين وحذفها، والباقون بإسكان السين، وبعدها همزة مفتوحة). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما}
{وسئلوا}
قرأ ابن كثير والكسائي وخلف وسهل وإسماعيل وابن محيصن
[معجم القراءات: 2/59]
وأبان، وأبو جعفر وشيبة في رواية عنهما (وسلوا) بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على السين، وذلك إذا كان أمرًا للمخاطب وقبل السين واو أو فاء.
- وقراءة حمزة في الوقف بنقل حركة الهمزة أيضًا كقراءة ابن كثير ومن معه.
- وروي وجه آخر وهو التسهيل بين بين، وهو ضعيف.
وحذف الهمزة في (سل) لغة الحجاز، وإثباتها لغة لبعض تميم.
وروي اليزيدي عن أبي عمرو أن لغة قريش (سل)، فإذا أدخلوا الواو والفاء همزوا.
- وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب (واسألوا) بالهمز.
{شيء}
انظر القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/60]

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {عقدت أَيْمَانكُم} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {عقدت} بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {عقدت} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({والذين عقدت} خفيف كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عقدت} [33]: بلا ألف كوفي غير قاسم، زاد ابن كيسة تشديد القاف). [المنتهى: 2/650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (عقدت أيمانكم) بغير ألف، وقرأ الباقون (عاقدت) بالألف). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {والذين عقدت أيمانكم} (33): بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (والّذين عقدت أيمانكم) بغير ألف والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 339]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَقَدَتْ) بغير ألف كوفي غير قاسم ومحمد، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار؛ لأن الفعل للإيمان وشدده ابن كيسة، الباقون بالألف، وفي المائدة (عَقَّدْتُمُ) الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وكوفي غير حمصي، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار لما ذكرت، وأيضًا أن المعاقدة تجرى بين اثنين وقرأ دمشقي غير الوليد، والحلواني عن هشام، وابن الحارث بألف، ولم يستثن أبو الحسين بن شاكر، الباقون مشدد بغير ألف). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {عَقَدَتْ} بغير ألف: الكوفيون). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (599 - وَفي عَاقَدَتْ َقْصٌر ثَوَى .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([599] وفي عاقدت قصرٌ (ثـ)وى ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضم (شـ)مللا
معنى {عقدت أيمنكم}، عقدت عهودهم أيمانكم.
واليمين هاهنا، أخت الشمال، لأن الحالف يمد يمينه إلى يمين صاحبه.
ومعنى قوله: (قصر ثوی)، أي أقام، فلا مغير له، لأنه مما أنزله الله تعالى؛ لأن صاحب الكشف قال: «والقراءة بالألف أقوى في نفسي؛ لأن المقصود بالآية: أصحاب الأيمان لا الإيمان، لأن الأيمان لا فعل ينسب إليها حقيقي، فبابه المفاعلة». انتهى كلامه.
وهذا بناء منه على ما فهمه من كلام صاحب الحجة، في أن الأيمان هاهنا جمع يمين، وهو الخلف.
ومعنى {عقدت} بالألف على ما قلته: عاقدتم أيمانكم، وصافحتموهم عند التحالف). [فتح الوصيد: 2/834]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [599] وفي عاقدت قصرٌ ثوى ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضم شمللا
ب: (ثوى): أقام، (شمللا): أسرع.
ح: (قصرٌ): مبتدأ، (ثوى): صفته، (في عاقدت): خبر، (فتحُ): مبتدأ،
[كنز المعاني: 2/152]
(سكون): مضاف إليه، و (الضم): عطف عليه، (شمللا): خبر.
ص: قرأ الكوفيون: {والذين عقدت أيمانكم}[33] بالقصر من (عقد) إذا عهد، أي: عهدت لهم أيمانكم، والباقون: (عاقدت) بألف من المعاقدة، و(الأيمان): جمع (يمين) بمعنى اليد أو الحلف.
وقرأ حمزة والكسائي: {ويأمرون الناس بالبخل} ههنا [37]، وفي سورة الحديد [24] بفتح ضم الباء وفتح سكون الخاء، والباقون بضم الياء وسكون الخاء، وهما لغتان كـ (الرُّشد) و (الرَّشد)، و (الحُزن) و (الحَزن) ). [كنز المعاني: 2/153] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (599- وَفي عَاقَدَتْ َقْصٌر "ثَـ"ـوَى وَمَعَ الحَدِيـ،.. ـدِ فَتْحُ سُكُونِ البُخْلِ وَالضَّمِّ "شَـ"ـمْلَلا
المفاعلة في: عاقدت ظاهرة ومعنى عقدت؛ أي: عقدت أيمانكم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/71]
عهودهم والأيمان هنا جمع يمين التي هي اليد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/72]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (599 - وفي عاقدت قصر ثوى .... = .... .... .... .... ....
قرأ الكوفيون: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ بالقصر أي بحذف الألف بعد العين
فتكون قراءة الباقين بالمد أي بإثبات الألف). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (عَاقَدَتْ) فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {عقدت} [33] بغير ألف، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (563- .... عاقدت لكوفٍ قصرا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (عاقدت) يعني «والذين عاقدت إيمانكم» بالقصر: أي بحذف الألف الكوفيون، والباقون بالألف كما لفظ به، وهو ضد القصر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([ثم] أشار إلى موضوع الحج فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/269]
ص:
كالحجّ عاقدت (لكوف) قصرا = ونصب رفع حفظ الله (ش) را
ش: أي: قرأ الكوفيون والذين عقدت أيمانكم [النساء: 33] بالقصر أي: بحذف الألف، والباقون بالمد، أي: بإثباتها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر بما حفظ الله [النساء: 34] بنصب الهاء، والباقون برفعها، وقيد النصب لمخالفة الاصطلاح.
وجه القصر: إسنادها إلى حلف المخاطب أو يمينه: جارحته.
والمراد القائل؛ لأنهم عند التحالف يضع أحدهما يمينه في يمين الآخر، ويقول: دمى دمك، وثأري ثأرك، وحربي حربك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وتعقل عني وأعقل عنك، على تقدير حذف مفعول، أي: عقدت أيمانكم.
ووجه المد: أنه من باب المفاعلة؛ لأن كلا منهما دائر [بين] [قائل وقائل]، أي: [ذوو] أيمانكم ذوو أيمانهم، [أو أيمانكم أيمانهم]؛ على جعل الأيمان معاقدة ومعاقدة.
ووجه أبي جعفر: أن «ما» موصول، وعائده فاعل (حفظ) أي: بالبر الذي حفظ حق الله.
[و] قيل: بما حفظ دين الله، وتقدير المضاف متعين؛ لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها لأحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/270] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عاقدت" [الآية: 33] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف وافقهم الأعمش أسند الفعل إلى الإيمان وحذف المفعول أي: عهودهم والباقون بالألف من باب المفاعلة أي: ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم أو تجعل الأيمان معاقدة ومعاقدة والمعنى عاقدتهم وماسحتهم أيديكم، كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه ويقول: دمي دمك وثاري ثارك وحربي حربك وترثني وأرثك فكان يرث السدس من مال حليفه فنسخ بقوله تعالى: "وأولى الأرحام" إلخ، وعن المطوعي تشديد القاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عاقدت} [33] قرأ الكوفيون بحذف الألف، والباقون بإثباتها). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فئاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدًا}
{موالي}
قراءة الجماعة {موالي} بإثبات الياء.
[معجم القراءات: 2/60]
- وقرأ مجاهد: (موال) بحذف الياء، وتنوين اللام.
قال ابن خالويه: «وإنما يجوز هذا في الشعر، كقول الشاعر: فلو أن واش باليمامة...»
قال الأشموني: «من العرب من يسكن الياء في النصب أيضًا قال الشاعر...».
قال أبو العباس المبرد: «وهو من أحسن ضرورات الشعر لأنه حمل حالة النصب على حالتي الرفع والجر».
{عقدت}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش {عقدت} بتخفيف القاف من غير ألف.
- وقرأ حمزة من رواية علي بن كبشة ومبشر بن عبيد وأم سعد بنت سعد بن الربيع والمطوعي (عقدت) بشد القاف، ومعناه التوكيد والتغليظ.
[معجم القراءات: 2/61]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وابن عباس وأبو جعفر ويعقوب (عاقدت) بألف.
{شيء}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/62]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:33 AM

سورة النساء
[ من الآية (34) إلى الآية (35) ]

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}

قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بما حفظ الله} نصب يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 226]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حفظ الله} [34]: نصبٌ: يزيده). [المنتهى: 2/651]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قرأ الفياض عن طَلْحَة " لصوالح قوانت حوافظ " بالواو ومن غير تنوين وهو خلاف المصحف، ولطَلْحَة عجائب تخالف المصحف مثل " أتموا الحج " في موضع " أتموا الحج " فما خالف مصحف عثمان رضي اللَّه عنه من قراءة طَلْحَة لا نقرئ به ولا نأخذه على أحد، ولا نأمر بقرأته، وإن كنا قرأنا به في وقت الصبى، نبهت على ذلك لأحذر. الناس إلا يخالفوا مصحف عثمان رضي اللَّه عنه، لأن الإجماع عليه وإن قرأ طَلْحَة على أصحاب عبد اللَّه، فإن مصحف عبد اللَّه أحرقه عثمان رضي اللَّه عنه ونحن إنما قرأنا هذه القراءة في الابتداء إما لنحذر الناس عنها أو لأن الطالب في حالة الابتداء حريص على الجمع ولم يكن يعلم ما يؤول إليه الأمر فلما أحاط علمًا بأن الإجماع لا يخالف ألغى تلك القراءة وأعلم الناس ما يجب عليه إعلامه والله أعلم.
(حَفِظَ اللَّهُ) بنصب الهاء أبو جعفر غير أبي الحسين، الباقون بالرفع وهو الاختيار، لأن اللَّه هو الحافظ). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95 - أَحَلَّ وَنَصْبَ اللهُ وَاللاَّتِ أُدْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وأراد بقوله: وجهلا أحل أنه قرأ مرموز (ألف) أد و{أحل لكم} [24] بالبناء للمفعول ليوافق {حرمت عليكم{ وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ويعقوب بالتسمية للفاعل.
ويريد بقوله: ونصب الله واللات إنه قرأ مرموز (ألف) أد أيضًا {بما حفظ الله واللاتي} [34] بنصب الله على أن ما مصدرية أي يحفظن أمر الله أي نكرة بمعنى شيء أو بالشيء الذي حفظ حق الله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وتقدير المضاف متعين لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها لأحد وعلم من انفراده للآخرين بالرفع فقوله واللاتي قيد يعين المختلف فيه). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِمَا حَفِظَ اللَّهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِنَصْبِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا فَ (مَا) عَلَى قِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ مَوْصُولَةٌ، وَفِي حَفِظَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَيْهِ مَرْفُوعٌ أَيْ بِالْبِرِّ الَّذِي حَفِظَ حَقَّ اللَّهِ مِنَ التَّعَفُّفِ، وَغَيْرِهِ وَقِيلَ بِمَا حَفِظَ دِينَ اللَّهِ وَتَقْدِيرُ الْمُضَافِ مُتَعَيَّنٌ لِأَنَّ الذَّاتَ الْمُقَدَّسَةَ لَا يُنْسَبُ حِفْظُهَا إِلَى أَحَدٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {حفظ الله} [34] بنصب الهاء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (563- .... .... .... .... = ونصب رفع حفظ الله ثرا). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ونصب رفع) يعني وقرأ أبو جعفر «بما حفظ الله» بالنصب والباقون بالرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([ثم] أشار إلى موضوع الحج فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/269]
ص:
كالحجّ عاقدت (لكوف) قصرا = ونصب رفع حفظ الله (ش) را
ش: أي: قرأ الكوفيون والذين عقدت أيمانكم [النساء: 33] بالقصر أي: بحذف الألف، والباقون بالمد، أي: بإثباتها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر بما حفظ الله [النساء: 34] بنصب الهاء، والباقون برفعها، وقيد النصب لمخالفة الاصطلاح.
وجه القصر: إسنادها إلى حلف المخاطب أو يمينه: جارحته.
والمراد القائل؛ لأنهم عند التحالف يضع أحدهما يمينه في يمين الآخر، ويقول: دمى دمك، وثأري ثأرك، وحربي حربك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وتعقل عني وأعقل عنك، على تقدير حذف مفعول، أي: عقدت أيمانكم.
ووجه المد: أنه من باب المفاعلة؛ لأن كلا منهما دائر [بين] [قائل وقائل]، أي: [ذوو] أيمانكم ذوو أيمانهم، [أو أيمانكم أيمانهم]؛ على جعل الأيمان معاقدة ومعاقدة.
ووجه أبي جعفر: أن «ما» موصول، وعائده فاعل (حفظ) أي: بالبر الذي حفظ حق الله.
[و] قيل: بما حفظ دين الله، وتقدير المضاف متعين؛ لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها لأحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (بما حفظ اللّه) بالنّصب. والباقون بالرّفع، واالله الموفق). [تحبير التيسير: 339]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (اختلف في "بِمَا حَفِظَ اللَّه" [الآية: 34] فأبو جعفر بفتح هاء الجلالة وما موصولة أو نكرة موصوفة، وفي حفظ ضمير يعود إليها على تقدير مضاف، إذ الذات المقدسة لا يحفظها أحد أي: بالبر الذي أو بشيء حفظ حق الله أو دينه أو أمره، ومنه الحديث: "احفظ الله يحفظك"،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/510]
والباقون بالرفع، وما إما مصدرية أو موصولة أي: بحفظ الله إياهن أو بالذي حفظه الله لهن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "في المضجع" بلا ألف وعنه أيضا "والجار الجنب" بفتح الجيم وسكون النون كرجل عدل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا}
{فالصالحات قانتات حافظات}
قرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف (فالصوالح قوانت حوافظ...) بالتكسير.
- وقراءة الجماعة: {فالصالحات قانتات حافظات...} على الجمع السالم.
{للغيب بما}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء وبالإظهار.
[معجم القراءات: 2/62]
{بما حفظ الله}
قراءة الجمهور {بما حفظ الله} بضم الهاء رفعًا على الفاعلية، وتكون {ما} مصدرية، والتقدير بحفظ الله إياهن. أو {ما} موصولة، والتقدير: بالذي حفظه الله لهن.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع (بما حفظ الله) بنصب الهاء من لفظ الجلالة.
وفي توجيه هذه القراءة ما يلي:
1- {ما} بمعنى الذي، وفي {حفظ} ضمير يعود على {ما} مرفوع، أي بالطاعة والبر الذي حفظ الله في امتثال أمره.
2- وقيل إن {ما} مصدرية، وفي {حفظ} ضمير مرفوع تقديره: بما حفظن الله، وهو عائد على الصالحات، وقيل غير هذا...
- وقرأ ابن مسعود: «فالصوالح قوانت حوافظ للغيب بما حفظ الله فأصلحوا إليهن».
قال أبو حيان: «وينبغي حملها على التفسير؛ لأنها مخالفة لسواد الإمام، وفيها زيادة، وقد صح عنه بالنقل الذي لا شك فيه أنه قرأ وأقرأ على رسم السواد؛ فلذلك ينبغي أن تحمل هذه القراءة على التفسير».
[معجم القراءات: 2/63]
{تخافون نشوزهن}
أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن، واضربوهن}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت.
(نشوزهنه، فعظوهنه، واهجروهنه، واضربوهنه).
{في المضاجع}
قراءة الجمهور {في المضاجع} جمع مضجع.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والنخعي والمطوعي والشعبي (في المضجع) على الإفراد.
{عليهن} تقدم في الآية/ 25 من هذه السورة قراءتان عن يعقوب:
1- القراءة بضم الهاء (عليهن).
2- القراءة في الوقف بهاء السكت (عليهنه).
{كبيرًا}
رقق الأزرق ووش الراء). [معجم القراءات: 2/64]

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خبيرًا} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب، بإجماع). [غيث النفع: 511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريد إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليمًا خبيرًا}
{وإن خفتم}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
{من أهله... من أهلها}
قراءة ورش بنقل حركة الهمزة إلى النون الساكنة ثم حذف الهمزة (من اهله... من أهلها).
[معجم القراءات: 2/64]
{إصلاحًا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون بترقيقها.
{خبيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها وصلًا، وبترقيقها قولًا واحدًا في الوقف.
- وقراءة الباقين بتفخيمها في الحالين). [معجم القراءات: 2/65]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:34 AM

سورة النساء
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}

قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {وَالْجَار الْجنب} 36
روى أَبُو زيد عَن الْمفضل عَن عَاصِم {وَالْجَار الْجنب} بِفَتْح الْجِيم وَإِسْكَان النُّون
وَلم يَأْتِ بهَا غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {الْجنب} بِضَمَّتَيْنِ). [السبعة في القراءات: 233]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({والجار} [36]: ممال: علي غير أبي الحارث، وأبو زيد، واليزيدي طريق سجادة وأبي عون، والشموني طريق ابن الصلت وحماد، وابن ذكوان، وعبد الرزاق طريق ابن موسى عنهما.
[المنتهى: 2/651]
(الجنب) [36]: بفتح الجيم وسكون النون المفضل). [المنتهى: 2/652]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) نصب فيهن أبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون جر، وهو الاختيار لقوله: (وَبِذِي الْقُرْبَى)، (الْجُنُبِ) بإسكان النون وفتح الجيم كالتالي المفضل، وأبان عن عَاصِم، وجرير عن الْأَعْمَش، الباقون بالضم، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْجَارِ فِي إِمَالَتِهِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي إِدْغَامِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ كَأَبِي عَمْرٍو مِنْ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({والصاحب بالجنب} [36] ذكر إدغام يعقوب مع أبي عمرو في الكبير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم: والصاحب بالجنب [النساء: 36] [بالإدغام] ليعقوب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/270]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "في المضجع" بلا ألف وعنه أيضا "والجار الجنب" بفتح الجيم وسكون النون كرجل عدل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الجار" [الآية: 36] معا الدوري عن الكسائي وعن أبي عمرو من طريق ابن فرح وقلله الأزرق بخلفه "وتقدم" له الخلف في تقليل "القربى واليتامى" وإنه إذا جمع له هذان مع الجار فله الفتح والصغرى فيهما على كل من الفتح والصغرى في الجار فهي أربعة، لكن نقل شيخنا العمدة سلطان عن ابن الجزري أنه يقرأ بالصغرى مع الصغرى، وبالفتح مع الفتح فقط، ونطيره: "يا موسى إن فيها قوما جبارين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إدغام يعقوب "بالصاحب بالجنب" كأبي عمرو بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
{شيئا} [36] وقف حمزة عليه لا يخفى). [غيث النفع: 513]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وبالوالدين} إلى {أيمانكم} كيفية قراءتها لورش أن تأتي بالفتح في {القربى} و{اليتامى} مع الإمالة في {الجار} ثم تعطف فتح {الجار} ثم تأتي بالتقليل في {القربى} و{اليتامى} مع الإمالة في {الجار} ثم تعطف فتحه، فإن وصلت هذا بـ {شيئا} قبله فتأتي ثمانية أوجه، أربعة على التوسط في {شيئًا} وأربعة على الطويل فيه.
وإنما قدمت الإمالة في {الجار} على الفتح وإن كان صنيع النسا عكسه لأن التقليل أشهر، كما قال الداني في التيسير: «وبه قرأت وبه نأخذ»، وقطع به في المفردات ولم يذكر سواه، وهو الجاري على أصل الأزرق). [غيث النفع: 513]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا}
{شيئًا}
تقدمت القراءة فيه في الآية/ 123 من سورة البقرة.
{وبالوالدين إحسانًا}
قراءة الجماعة {وبالوالدين إحسانًا} بالنصب على المصدر، على تقدير: أحسنوا...، ويجوز أن يكون مفعولًا به، والتقدير: وقلنا استوصوا بالوالدين إحسانًا.
- وقرأ ابن أبي عبلة (وبالوالدين إحسان) بالرفع، وهو مبتدأ وخبر.
قال أبو حيان: «وفيه ما في المنصوب من معنى الأمر وإن كان جملة خبرية...».
قال الفراء: «ولو رفع الإحسان بالباء إذ لم يظهر الفعل كان صوابًا، كما تقول في الكلام: أحسن إلى أخيك، وإلى المسيء الإساءة».
[معجم القراءات: 2/65]
{وبذي القربى... والجار ذي القربى}
تقدمت إمالة (القربي) لحمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل لأبي عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
وانظر الآية/ 83 من سورة البقرة.
{واليتامى}
تقدمت فيه إمالتان:
الأولى: في الألف الأخيرة لحمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل للأزرق وورش.
والثانية: إمالة التاء مع الألف بعدها، وهي للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وهي إمالة بالإتباع لما بعدها، وإن شئت سميتها الإمالة بالمجاورة.
وانظر الآية/ 83 من سورة البقرة، والآية/ 2 من سورة النساء هذه.
{والجار... والجار}
قرأه بالإمالة الدوري والكسائي وقتيبة ونصير وابن سعدان وأبو عمرو من طريق ابن فرح واليزيدي من طريق النهرواني والبخاري عن ورش.
- وقرأهما بالتقليل والفتح الأزرق وورش.
والباقون على التفخيم.
قال الأصبهاني: «واختلف عن أبي عمرو في {الجار}، فروي عنه الفتح والإمالة، والفتح أشهر، وأكثر فيه عنه، وقيل: بل الإمالة أشهر وأصوب.
[معجم القراءات: 2/66]
ونحن قرأنا في رواية إبراهيم صاحب السجادة ومن طريق البخاري المقرئ {الجار} بالإمالة.
وكذلك ذكره أبو بكر الداجوني أيضًا، وكان أحد الأئمة» ثم قال: «قرأت على الآخرين في سائر الروايات عنه بالكسر في {النار} والفتح في {الجار}.
وقرأت علي ابن مقسم، فقال: اختلف عنه في {الجار}.
{والجار ذي القربى}
قراءة الجماعة {والجار ذي القربى} بالجر عطفًا على ما سبق: {وبالوالدين... وبالجار}.
وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة (والجار ذا القربى) بالنصب، وهي كذلك في مصاحف أهل الكوفة، قال الزمخشري: «نصبًا على الاختصاص تنبيهًا على عظم حقه لإدلائه بحق الجوار والقربى».
أراد أنه نصب بفعل تقديره أخص.
قال الفراء: «كذا في بعض مصاحف أهل الكوفة [أي بالخفض]، وعتق المصاحف مكتوبة بالألف، فينبغي لمن قرأها على الألف أن ينصب: والجار ذا القربى».
وقال الفراء في موضع آخر: «... كما أن في بعض مصاحف أهل الكوفة (والجار ذا القربى) ولم يقرأ به أحد، وربما كتب الحرف على جهة واحدة، وهو في ذلك يقرأ بالوجه.
وبلغني أن كتاب علي بن أبي طالب رحمه الله كان مكتوبًا: هذا
[معجم القراءات: 2/67]
كتاب من علي بن أبو طالب، كتابها: أبو، في كل الجهات، وهي تعرب في الكلام إذا قرئت».
وفي كتاب المصاحف للسجستاني:
«حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني خلاد بن خالد عن خالد بن إسماعيل بن مهاجر، قال: قرأت على حمزة الزيات {والجار ذي القربى} ثم قلت: إن في مصاحفنا (ذا) أفأقرأها؟ قال: لا تقرأها إلا: ذي».
وقال الداني: «قال الكسائي والفراء: في بعض مصاحف أهل الكوفة: {والجار ذي القربى}، بألف، ولم نجد ذلك كذلك في شيء من مصاحفهم، ولا قرأ به أحد منهم».
{والجار الجنب}
قرأ أبو زيد والمفضل عن عاصم، والأعمش والمطوعي والحسن (... الجنب) بفتح الجيم وسكون النون، ومعناه: البعيد، أو ذي الجنب، وهو الناحية.
- وقراءة الجماعة {الجنب} بضم الجيم والنون ومعناه القريب المسكن منك.
{والصاحب بالجنب}
قرأ أبو عمرو ويعقوب ورويس وروح بإدغام الباء في الياء). [معجم القراءات: 2/68]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْبَاء فِي الْبُخْل وَالتَّخْفِيف وَفتحهَا والتثقيل فِي قَوْله {ويأمرون النَّاس بالبخل} 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بالبخل} خَفِيفا
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {بالبخل} مثقلة وَكَذَلِكَ فِي سُورَة الْحَدِيد 24). [السبعة في القراءات: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بالبخل} وفي الحديد
[الغاية في القراءات العشر: 226]
بالفتح كوفي غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بالبخل} [37]، وفي الحديد [24]: بفتحتين هما، وخلف، والمفضل). [المنتهى: 2/652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (بالبخل) هنا وفي الحديد بفتح الباء والخاء، وقرا الباقون بضم الباء وإسكان الخاء فيهما). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {بالبخل} (37): بفتح الباء والخاء.
والباقون: بضم الباء، وإسكان الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (بالبخل). هنا وفي الحديد بفتح الباء والخاء والباقون بضم الباء وإسكان الخاء). [تحبير التيسير: 339]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِالْبُخْلِ) بفتحتين حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، والمفضل، وأبان، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والهمداني بضمتين ابن المنادي عن نافع،
[الكامل في القراءات العشر: 527]
وابن بكار عن دمشقي، وبفتح الباء وإسكان الخاء ابن سعوة عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بضم الباء وإسكان الخاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغات وهي لغة قريش، وهكذا في الحديد). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {بِالْبُخْلِ} هنا، وفي [الحديد: 24] بفتحتين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (599- .... .... .... وَمَعَ الْحَدِيـ = ـدِ فَتْحُ سُكُونِ الْبُخْلِ وَالضَّمِّ شَمْلَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والبُخل والبَخل، لغتان، كالعُدْم والعَدَم، والرُّشد والرشد.
[فتح الوصيد: 2/834]
القراء: المثقل: المصدر، وهي لغة أسد، والمخفف: الاسم، وهو لأهل الحجاز.
وقيل: التخفيف لغة قريش، والتثقيل للأنصار.
والجيد أنهما لغتان.
ومن ضم، حمل المصدر فيه على النقيض، وهو الجود.
وحكى سيبويه: «بخل بخلا».
وقال: «بعضهم يقول: البَخل كالفقر، والبُخل كالفُقر. وبعضهم يقول: البخل كالكرم» بالفتح.
و(شملل)، معناه أسرع؛ أي أتى الفتح فيهما مسرعًا، لأنه لظهوره ووجود دليله في اللغة وكثرة نقلته، لا يبطئ على من أراد الاحتجاج له، بل يجد الحجة فيأتي بها مسرعًا؛ فكأن الفتح في نفسه قد أسرع). [فتح الوصيد: 2/835]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [599] وفي عاقدت قصرٌ ثوى ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضم شمللا
ب: (ثوى): أقام، (شمللا): أسرع.
ح: (قصرٌ): مبتدأ، (ثوى): صفته، (في عاقدت): خبر، (فتحُ): مبتدأ،
[كنز المعاني: 2/152]
(سكون): مضاف إليه، و (الضم): عطف عليه، (شمللا): خبر.
ص: قرأ الكوفيون: {والذين عقدت أيمانكم}[33] بالقصر من (عقد) إذا عهد، أي: عهدت لهم أيمانكم، والباقون: (عاقدت) بألف من المعاقدة، و(الأيمان): جمع (يمين) بمعنى اليد أو الحلف.
وقرأ حمزة والكسائي: {ويأمرون الناس بالبخل} ههنا [37]، وفي سورة الحديد [24] بفتح ضم الباء وفتح سكون الخاء، والباقون بضم الياء وسكون الخاء، وهما لغتان كـ (الرُّشد) و (الرَّشد)، و (الحُزن) و (الحَزن) ). [كنز المعاني: 2/153] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وهنا وفي سورة الحديد: {وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}.
فتح السكون في الخاء وفتح الضم في الباء شملل؛ أي: أسرع؛ أي: قراءة حمزة والكسائي بفتح الحرفين، والباقون بالضم والإسكان وهما لغتان كالحُزْن والحَزَن والعُرْب والعَرَب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/72]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (599 - .... .... .... .... ومع الحديـ = ـد فتح سكون البخل والضّمّ شمللا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ* هنا وفي الحديد بفتح سكون الخاء وفتح ضم الباء فتكون قراءة الباقين بسكون الخاء وضم الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْبُخْلِ هُنَا وَالْحَدِيدِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالْخَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْخَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {بالبخل} هنا [37]، وفي الحديد [24] بفتح الباء والخاء، والباقون بضم الباء وإسكان الخاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 493]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (564 - والبخل ضمّ اسكن معًا كم نل سما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(والبخل ضمّ اسكن معا (ك) م (ن) ل (سما) = حسنة (حرم) تسوّى اضمم (ن) ما
أي وقرأ البخل في قوله تعالى «يأمرون الناس بالبخل» في الموضعين هنا، وفي الحديد بضم الباء وإسكان الخاء ابن عامر وعاصم ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بفتحهما كما فهم من التقييد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
والبخل ضمّ اسكن معا (ك) م (ن) لـ (سما) = حسنة (حرم) تسوى اضمم (ن) ما
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم وكاف (كم) ابن عامر ومدلول (سما) المدنيان، والبصريان وابن كثير- ويأمرون النّاس بالبخل هنا [الآية: 37] وبالحديد [الآية:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/270]
24] بضم الباء وإسكان الخاء، والباقون بفتحهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "البخل" [الآية: 37] هنا و[الحديد الآية: 24] فحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الباء والخاء على إحدى لغاته، وافقهم الأعمش وكذا ابن محيصن بخلف في الحديد، والباقون بالضم والسكون كالحزن والحزن والعرب والعرب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للكافرين" [الآية: 37] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بالبخل} [37] قرأ الأخوان بفتح الباء والخاء، والباقون بضم الباء، وسكون الخاء). [غيث النفع: 513]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}
{ويأمرون}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يامرون) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف.
{بالبخل}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم {بالبخل} بضم الباء وسكون الخاء، وهي لغة تميم، والحجاز.
- وقرأ عيسى بن عمر والحسن وزيد بن علي {البخل} بضم الباء والخاء مثل «عنق» مثقلًا، وهي لغة الحجاز أيضًا، فهم يثقلون ويخففون.
[معجم القراءات: 2/69]
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش والمفضل وابن محيصن (البخل) بفتحهما مثل: جبل.
- وقرأ ابن الزبير وقتادة وحمزة والكسائي وعبيد بن عمير وأيوب السختياني وعبد الله بن سراقة (البخل) بفتح الباء وسكون الخاء، مثل: نجم، وذكر ابن خالويه أنها لغة بكر بن وائل.
- وذكر الزبيدي في استدراكه على القاموس قراءتين عن أبي رجاء العطاردي:
الأولى: البخل، مثل كتف.
الثانية: البخل.
وذكر في التاج أنه بالكسر هنا، وما زاد على ذلك فغلب على ظني أنه أراد كسر الأول وسكون الثاني، ووجدت القراءة في الشوارد (بالبخل) كذا بكسر فسكون.
{آتاهم}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/70]
{للكافرين}
قرأه بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا في سورة البقرة في الآيات/ 19، 34، 89). [معجم القراءات: 2/71]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:35 AM

سورة النساء
[ من الآية (38) إلى الآية (42) ]


{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ رِئَاءَ النَّاسِ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ سُكَارَى وَالنَّاسِ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رئاء} [38] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز "رئاء الناس" [الآية: 38] ياء مفتوحة في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينًا فساء قرينًا}
{رئاء الناس}
قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة في الوقف والوصل (رياء...).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وأما الهمزة الثانية فلحمزة مع هشام ثلاثة أوجه الإبدال.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 264 من سورة البقرة، ويأتي في الآية/ 47 من الأنفال.
{الناس}
قراءة الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، وتقدم في الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{ولا يؤمنون}
تقدم إبدال الهمزة واوًا عن أبي عمرو وأبي جعفر وغيرهما.
وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة المتقدمة، والآية/ 185 من سورة الأعراف القادمة). [معجم القراءات: 2/71]

قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليمًا}
{عليهم}
قراءة يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين {عليهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء). [معجم القراءات: 2/72]

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا فِي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {وَإِن تَكُ حَسَنَة} رفعا
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (حَسَنَة) نصبا
وَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر (يضعفها) مُشَدّدَة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يُضَاعِفهَا} بِأَلف خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وإن تك حسنة} رفع حجازي). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حسنة} [40]: رفع: حجازي). [المنتهى: 2/652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (وإن تك حسنة) بالرفع، ونصب الباقون). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {وإن تك حسنة} (40): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 263]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر: (لو تسوى بهم الأرض) بفتح التّاء وتشديد السّين وحمزة والكسائيّ وخلف بفتح التّاء وتخفيف السّين، والباقون بضم التّاء وتخفيف السّين). [تحبير التيسير: 340]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الحرميان وأبو جعفر (وإن تك حسنة) بالرّفع والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 340]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( [يضاعفها ذكر في البقرة] ). [تحبير التيسير: 340]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {حَسَنَةٌ} رفع: الحرميان). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (600 - وَفي حَسَنَهْ حِرْمِيُّ رَفْعٍ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([600] وفي حسنه (حرمي) رفعٍ وضمهم = تسوى (نـ)ما (حقـً)ا و(عم) مثقلا
الرفع على التامة، والنصب على: وإن تك مثقال ذرةٍ حسنةٍ). [فتح الوصيد: 2/835]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [600] وفي حسنه حرمي رفع وضمهم = تسوى نما حقًّا وعمَّ مثقلا
ح: (في حسنه): خبر، وأسكن هاءه ضرورة، (حرمي رفعٍ): مبتدأ، وهذا من باب القلب، أي: رفع حرمي، (ضمهم): مبتدأ، (تسوى): مفعول الضم، (نما): خبر، و (حقًا): تمييز، و(عم): فعل ماضٍ، فاعله: ضمير (تسوى)، (مثقلًا): حال منه.
ص: أي: قرأ الحرميان نافع وابن كثير -: {وإن تك حسنة
[كنز المعاني: 2/153]
يضاعفها} [40] بالرفع على أن (كان) تامة، والباقون بالنصب على أنها خبر (كان)، أي: إن تكن الذرة حسنة.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن كثير: {لو تسوى بهم الأرض} [42] بضم التاء على بناء المجهول، أي: تطبق بهم، من (سويت الشيء على الشيء): إذا أطبقته عليه.
والباقون بالفتح، لكن ... منهم نافع وابن عامر يشددان السين من {تسوى} على أن الأصل: (تتسوى) أدغم إحدى التاءين في السين، فبقي حمزة والكسائي بفتح التاء وتخفيف السين على حذف إحدى التاءين). [كنز المعاني: 2/154] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (600- وَفي حَسَنَهْ "حِرْمِيُّ" رَفْعٍ وَضَمُّهُمْ،.. تَسَوَّى "نَـ"ـما "حَقًّا" وَ"عَمَّ" مُثَقَّلا
يعني: "وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ" الرفع على أن كان تامة، والنصب على أنها ناقصة، والاسم ضمير عائد على الذرّة أو على المثقال وأنث ضميره؛ لأنه مضاف إلى مؤنث كقوله:
كما نهلت صدر القناة من الدم
وأسكن الناظم الهاء من "حسنة" ضرورة كما سبق في هذه السورة، وفي أمهات النحل والنور والزمر وفي الأصول وفي البقرة فقل: {يُعَذِّبُ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/72]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (600 - وفى حسنه حرميّ رفع .... = .... .... .... .... ....
قوله تعالى: وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها. قرأ الحرميان حسنة برفع التاء. وقوله (حرمي رفع) مقلوب، والأصل رفع حرمي، وهما: نافع وابن كثير وقرأ غيرهما بنصب التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَسَنَةً فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِرَفْعِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ يُضَعِّفَهَا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {حسنةً} [40] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يضاعفها} [40] ذكر لابن كثير وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (564- .... .... .... .... .... = حسنةٌ حرمٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (حسنة) يعني قوله تعالى «وإن تك حسنة» بالرفع كما لفظ به نافع وابن كثير وأبو جعفر، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (حرم)، المدنيان وابن كثير وإن تك حسنة [النساء: 40] برفع التاء من الإطلاق، والباقون بنصبها.
قال سيبويه: بخل بخلا بفتحتين، وهي: لغة أسد.
ويقال: بضم وإسكان؛ حملا على ضده: الجود، أو الاسم وهي: لغة قريش، وبضمتين وهي: لغة الحجاز، يخففون بسكون العين فيتحدان؛ فوجههما إحدى اللغات، والمختار: الضم والإسكان.
ووجه رفع حسنة [النساء: 40] جعلها فاعل تك [النساء: 40] التامة.
ووجه نصبها: جعلها الناقصة، واسمها ضمير الذرة أو المثقال وأنثه لإضافته إلى المؤنث كقوله:
... ... ... ... = كما شرقت صدر القناة من الدم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَكُ حَسَنَة" [الآية: 40] فنافع وابن كثير وأبو جعفر برفعها على أن كان تامة وافقهم ابن محيصن والشنبوذي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/511]
والباقون بالنصب خبر كان الناقصة، واسمها يعود على مثقال وأنت حملا على المعنى أي: زنة ذرة أو لإضافته إلى مؤنث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/512]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يضعفها" [الآية: 40] بالقصر والتشديد ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعن الحسن القصر والتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/512]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حسنة يضاعفها} [40] قرأ الحرميان برفع {حسنة} على أن كان تامة، أي: وإن تقع حسنة، والباقون بالنصب، على أنها ناقصة، واسمها ضمير (الذرة).
وقرأ المكي والشامي {يضعفها} بحذف الألف بعد الضاد، وتشديد العين، والباقون بالألف، وتخفيف العين.
[غيث النفع: 513]
فصار نافع برفع {حسنة} وتخفيف {يضاعفها} والبصري والكوفي بنصب {حسنة} وتخفيف {يضاعفها} وشامي بالنصب والتشديد). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا}
{لا يظلم مثقال}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم وبالإظهار.
{مثقال ذرة} قراءة ابن مسعود (مثقال نملة).
ولعل هذا على سبيل التفسير والبيان لمقدار الذرة.
{وإن تك حسنة}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {وإن تك حسنةً} بالنصب، فتكون {تك} ناقصة، واسمها ضمير
[معجم القراءات: 2/72]
مستتر فيها عائد على {مثقال} وأنث الفعل لعوده على مضاف إلى مؤنث، أو على مراعاة المعنى؛ لأن {مثقال} معناه: زنة، أي: وإن تك زنة ذرة.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن والشنبوذي والحسن (وإن تك حسنةٌ) بالرفع، على أن {تك} تامة، والتقدير: وإن تقع أو توجد حسنة.
{يضاعفها}
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وأبو رجاء وابن جبير (يضعفها) بالقصر والتشديد.
وهي تدل على التكثير، وتكرير المضاعفة.
- وقرأ الحسن (يضعفها) بالقصر والتخفيف من «أضعف».
- وقرأ الحسن وابن هرمز (نضاعفها) بالنون من «ضاعف».
- وقراءة الباقين {يضاعفها} بالياء من «ضاعف».
{ويؤت}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصفهاني (يوت) بإبدال الهمزة واوًا.
- وقراءة حمزة في الوقف كذلك بالإبدال.
- والجماعة على القراءة بالهمز {ويؤت}.
[معجم القراءات: 2/73]
{من لدنه}
قراءة الجمهور {من لدنه} بإدغام النون في اللام.
قال ابن الجزري: «مذهب الجمهور الإدغام بلا غنة، وذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع إبقاء الغنة، ورووا ذلك عن أكثر أئمة القراءة مثل نافع وابن كثير وأبي عمرو ابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم».
- وقرأ أبو بكر عن عاصم (من لدنه) بسكون الدال وكسر النون والهاء، وهي لغة قيس.
قال ابن عقيل: «بجر النون وإسكان الدال مشمة الضم، والأصل من لدنه بضم الدال، وحكى أبو حاتم: من لدنه بضم الدال وكسر النون».
وقال أبو علي: «فأما ما روي عن عاصم من قراءته: لدنه فالكسرة فيه ليست كسرة جر، إنما هي كسرة التقاء الساكنين وذلك أن الدال أسكنت كما أسكنت الباء من «سبع» والنون ساكنة، فلما التقيا كسر الثاني منهما».
ونقل الصبان النصين السابقين في حاشيته). [معجم القراءات: 2/74]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({جئنا} [41] معًا إبداله للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}
{جئنا... جئنا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر بإبدال الهمزة ياء فيهما (جينا...).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 2/75]

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا فِي فتح التَّاء وَضمّهَا وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {لَو تسوى} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم {لَو تسوى} مَضْمُومَة التَّاء مَفْتُوحَة السِّين
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {لَو تسوى} مَفْتُوحَة التَّاء وَالْوَاو مُشَدّدَة السِّين
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لَو تسوى} مَفْتُوحَة التَّاء خَفِيفَة السِّين ممالة). [السبعة في القراءات: 234]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لو تسوي} بفتح التاء خفيف كوفي غير عاصم- مشدد مدني شامي). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تسوى} [42]: بضم التاء مكي، بصري، وعاصم. بالتشديد وفتح التاء مدني، ودمشقي). [المنتهى: 2/652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (تسوى) بفتح التاء وتشديد السين، ومثلهما حمزة والكسائي غير أنهما خففا السين وأمالا، وقرأ الباقون بالتخفيف وضم التاء، ولم يختلفوا في تشديد الواو). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {لو تسوى} (42): بفتح التاء، وتشديد السين.
وحمزة، والكسائي: بفتح التاء، وتخفيف السين.
والباقون: بضم التاء، وتخفيف السين). [التيسير في القراءات السبع: 263]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُسَوَّى) مشدد بفتح التاء دمشقي، ومدني، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ وضم تائه وخففه مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، - وبصري غير أيوب، وعَاصِم، والباقون بفتح التاء خفيف، والاختيار ما عليه أَبُو عَمْرٍو على ما لم يسم فاعله ليختص الفعل فيه باللَّه). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {تُسَوَّى} بضم التاء: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم، بالتشديد: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (600- .... .... .... وَضَمُّهُمْ = تَسَوَّى نَماَ حَقًّاوَعَمَّ مُثَقَّلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأنث ضمير المثقال، لأنه مضاف إلى مؤنث كقوله:
كما نهلت صدر القناة ....
[فتح الوصيد: 2/835]
ويجوز أن يكون الضمير للذرة على: وإن تك الذرة المذكورة حسنةً تسوى بهم الأرض؛ أي يدفنون، فسوى هم كما تسوى بالموتی.
وقيل: ودوا أنهم لم يبعثوا كما لم تبعث الأرض.
وقيل: هو معنى قوله: {يليتني كنت تربًا}، يرون البهائم فيتمنون حالها.
وقوله: (نما حقا)، أي نجا حقه، وفاز من الإشكال الذي يضعف عن فهمه الضعفاء في القراءة الأخرى. وهو من: نما، إذا نجا؛ من قوله:
وليس سليمها أبدًا بنامي.
(وعم مثقلا)، أي اشتهر مثله في العربية، لأنه أدغم التاء الثانية في السين، فهو مثل: {تظهرون} و{يسمعون} و{تسآءلون} و {یزكی}. وماضيه اسَّوَّي.
ومن قرأ تسوی: حذف التاء من تتسوى؛ يقال: سواه فتسوی). [فتح الوصيد: 2/836]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [600] وفي حسنه حرمي رفع وضمهم = تسوى نما حقًّا وعمَّ مثقلا
ح: (في حسنه): خبر، وأسكن هاءه ضرورة، (حرمي رفعٍ): مبتدأ، وهذا من باب القلب، أي: رفع حرمي، (ضمهم): مبتدأ، (تسوى): مفعول الضم، (نما): خبر، و (حقًا): تمييز، و(عم): فعل ماضٍ، فاعله: ضمير (تسوى)، (مثقلًا): حال منه.
ص: أي: قرأ الحرميان نافع وابن كثير -: {وإن تك حسنة
[كنز المعاني: 2/153]
يضاعفها} [40] بالرفع على أن (كان) تامة، والباقون بالنصب على أنها خبر (كان)، أي: إن تكن الذرة حسنة.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن كثير: {لو تسوى بهم الأرض} [42] بضم التاء على بناء المجهول، أي: تطبق بهم، من (سويت الشيء على الشيء): إذا أطبقته عليه.
والباقون بالفتح، لكن ... منهم نافع وابن عامر يشددان السين من {تسوى} على أن الأصل: (تتسوى) أدغم إحدى التاءين في السين، فبقي حمزة والكسائي بفتح التاء وتخفيف السين على حذف إحدى التاءين). [كنز المعاني: 2/154] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: سبحانه: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} بضم التاء على البناء للمفعول
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/72]
والتثقيل أراد به التشديد مع فتح التاء أصله: لو تتسوى فأدغم التاء في السين وحمزة والكسائي على حذفها مع فتح التاء مثل ما مضى في تسألون أول السورة، ونما؛ أي: ارتفع، وحقا تمييز أو حال، ومثقلا حال وفاعل نما ضمير الضم وفاعل عم ضمير تسوى، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/73]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (600 - .... .... .... .... وضمّهم = تسوّي نما حقّا وعمّ مثقّلا
....
وقرأ عاصم وابن كثير وأبو عمرو: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ، بضم تاء تُسَوَّى.
وقرأ غيرهم بفتحتها. وقرأ ابن عامر ونافع بتثقيل السين والباقون بتخفيفها. فيؤخذ من هذا أن نافعا وابن عامر يقرءان بفتح التاء وتشديد السين أما فتح التاء لهما فمن مفهوم قوله (وضمهم تسوى نمى حقّا) وأما تشديد السين فمن منطوق قوله (وعم مثقلا) وأن حمزة والكسائي يقرءان بفتح التاء- ومأخذه مأخذ ما قبله- وتخفيف السين، وهذا يؤخذ من مفهوم قوله (وعم مثقلا) وأن عاصما وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بضم التاء وتخفيف السين.
أما ضم التاء فمن صريح قوله (وضمهم) وأما تخفيف السين فمن مفهوم قوله (وعم مثقلا) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُسَوَّى فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ. وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَبَيْنَ
[النشر في القراءات العشر: 2/249]
بَيْنَ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {تسوى} [42] بفتح التاء وتخفيف السين، والمدنيان وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين، والباقون بضم التاء وتخفيف السين، وهم على أصولهم في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (564- .... .... .... .... .... = .... .... تسوّى اضمم نما
565 - حقٌّ وعمّ الثّقل .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (تسوى) يعني قوله تعالى «تسوى بهم الأرض» بضم التاء عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده:
(حقّ) و (عمّ) الثّقل لامستم قصر = معا (ش) فا إلّا قليلا نصب (ك) ر
أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بتشديد السين، والباقون بالتخفيف فيصير فيه ثلاث قراءات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حقّ) و(عمّ) الثّقل لامستم قصر = معا (شفا) إلّا قليلا نصب (ك) ر
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) آخر الأول عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير لو تسوى بهم الأرض [النساء: 42] بضم التاء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر بتثقيل السين، والباقون بتخفيفها؛ فصار الثلاثة بالفتح والتشديد. و(نما) [و] (حق) بالضم، والتخفيف، والباقون بالفتح والتخفيف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لمستم النساء هنا النساء [الآية: 43] والمائدة [الآية: 6] بالقصر، أي: حذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كر) ابن عامر ما فعلوه إلا قليلا [النساء: 66] بنصب اللام، والباقون برفعها.
وجه ضم تسوّى [النساء: 42]: أنه مضارع «سوّى» بمعنى: ساوى، بنى للمفعول، والأرض نائب فاعل، وأصله: لو يسوى الله بهم الأرض أي: يتمنون الموت، [أو أنهم لم يبعثوا] فتسوى بهم الأرض؛ لانحلالهم إلى التراب، أو يجعلون ترابا كالبهائم كقوله: كنت تربا [النبأ: 40].
ووجه التشديد: أنه مضارع تسوّت واسّوّت عليهم: استوت عليهم، والأرض فاعله.
ووجه التخفيف: حذف إحدى التاءين، أي: يودون لو ساخوا فيها.
ووجه القصر لمستم [النساء: 43، والمائدة: 6]: أنه لواحد.
ووجه مده: أنه على حد «عافاك الله» فيتحدان، أو أنه من مفاعلة المشاركة، وهو المختار؛ لأنه أظهر في الجماع.
ووجه نصب قليلا [النساء: 66]: أن الاستثناء كالموجب بجامع الوقوع بعد التمام، وعليها رسم الشامي.
ووجه رفعه: إبداله من الواو، أي: ما فعل إلا قليل وعليه المدني، والعراقي، وهو المختار؛ لأنه الفصيح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/272] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تسوى" [الآية: 42] فحمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف السين مع الإمالة وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء وتشديد السين بلا إمالة إلا الأزرق فبالفتح كالتقليل، وافقهم الحسن والباقون بضم التاء بلا إمالة وتخفيف السين مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/512]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تسوى} [42] قرأ الأخوان بفتح التاء، وتخفيف السين، ونافع وشامي بفتح التاء، وتشديد السين، والباقون بضم التاء، وتخفيف السين، والواو مشددة للجميع). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}
{وعصوا الرسول}
قرأ الجمهور من القراء {عصو الرسول} بضم الواو، واختاره الزجاج.
- وقرأ يحيى بن يعمر وأبو السمال (عصو الرسول) بكسر الواو على الأصل في التقاء الساكنين.
- وحذفت الألف في الكتابة هنا لحذفها في النطق، وانظر الآية/ 16 من سورة البقرة في {اشتروا...}.
{الرسول لو...}
أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{تسوى}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب {تسوى} بضم التاء وتخفيف السين مفتوحة.
[معجم القراءات: 2/75]
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (تسوي) بفتح التاء وتخفيف السين.
وهذا على حذف إحدى التاءين، وأصله تتسوى، مضارع تسوى.
- وهم مع قراءاتهم هذه أمالوا الألف في آخر الفعل.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر والحسن (تسوى) بفتح التاء وتشديد السين، وأصله: تتسوى فأدغمت التاء في السين، وهو مضارع «تسوى».
- وقرأ عيسى بن عمر (تساوى) بفتح التاء وألف بعد السين.
{بهم الأرض}
قراءة الجمهور {بهم الأرض} بكسر الهاء وضم الميم وصلًا، فكسر الهاء لمجاورة الباء، وضم الميم على الأصل.
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب (بهم الأرض) بكسر الهاء والميم وصلًا، أما الهاء فلمجاورة الباء، وأما الميم فلالتقاء الساكنين.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف (بهم الأرض) بضم الهاء والميم
[معجم القراءات: 2/76]
وصلًا، وذلك بردهما إلى الأصل الذي كانا عليه.
- وأما في الوقف فالجميع بكسر الهاء وسكون الميم (بهم) ). [معجم القراءات: 2/77]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:37 AM

سورة النساء
[ الآية (43) ]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {أَو لامستم النِّسَاء} 43
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (أَو لمستم) بِالْألف هَهُنَا وَفِي الْمَائِدَة 6 مثله
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (لمستم) بِغَيْر ألف وَفِي الْمَائِدَة مثله). [السبعة في القراءات: 234]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أو لمستم} وفي المائدة كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لمستم} [43، المائدة: 6] فيهما: كوفي غير عاصم إلا المفضل، وابن عتبة). [المنتهى: 2/653]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لمستم) بغير ألف هنا وفي المائدة، وقرأ الباقون بالألف فيهما). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أو لمستم} (43)، هنا، وفي المائدة (6): بغير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 263]
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (أو لمستم النّساء) هنا وفي المائدة بغير ألف والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 340]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سُكَارَى) بضم السين من غير ألف الْأَعْمَش في رواية جرير، الباقون بالألف وضم السين، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (لَمَسْتُمُ) بغير ألف، وفي المائدة ابن عتبة وكوفي غير الْعَبْسِيّ، وابن سعدان، وعَاصِم إلا المفضل، الباقون (لَامَسْتُمُ) بألف وهو الاختيار؛ إذ الملامسة تقع بينهما جميعًا ونحمله على اللمس الحقيقي لا على الجماع). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {لامَسْتُمُ} فيهما بغير ألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (601 - وَلاَمَسْتُمُ اقْصُرْ تَحْتَهاَ وَبِهاَ شَفاَ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([601] ولامستم اقصر تحتها وبها (شـ)فا = ورفع قليلٌ منهم النصب (كـ)للا
قوله: (شفا)، لأنه بين معنى القراءة الأخرى، وأن {لمستم} من باب: طارق النعل؛ فتكون اللامسة واللمس بمعنى واحد، ويكون اللمس معنى الجماع.
وقد حمل بعض الصحابة الملامسة على الجماع، وبعضهم على اللمس باليد. ومذاهب الفقهاء أيضًا كذلك.
والذي يظهر، أن المراد باللمس والملامسة الجماع. ومن أبى ذلك وقال: إن الجنابة قد تقدم ذكرها، لم يُنعم النظر. فإن الذي تقدم، أحكام من يجب عليه استعمال الماء، وهذا حكم من يجوز له التيمم.
فلو لم تحمل الملامسة على الجماع، لبقي الجنب الذي يباح له التيمم غير مذكور في الآية). [فتح الوصيد: 2/837]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [601] ولامستم اقصر تحتها وبها شفا = ورفع قليل منهم النصب كللا
ح: (لامستم): مفعول (اقصر)، (تحتها وبها): ظرفا (لامستم)، والهاءان: للسورة، (شفا): جملة حالية بتقدير (قد)، (رفع): مبتدأ، بمعنى المرفوع، (قليلٌ): مضاف إليه، (النصب): مفعول (كللا)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: جعل النصب له كالإكليل، وهو التاج في الحسن والزينة.
[كنز المعاني: 2/154]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (أو لمستم النساء) في المائدة [6] تحت هذه السورة، وفي هذه أيضًا {43]: (لمستم) بالقصر من اللمس على أنه: سواء كان هو بمعنى المس كما هو رأي الشافعي، أو الجماع كما هو رأي أبي حنيفة- يكون الرجل هو البادئ بذلك القاصد له.
والباقون بألف من الملامسة بأحد المعنيين، لأن المرأة في المس
[كنز المعاني: 2/155]
والجمال تنال من الرجل مثل ما ينال منها.
وقرأ ابن عامر: {ما فعلوه إلا قليلًا منهم} [66] بنصب {قليلًا} على أصل الاستثناء، والباقون برفعه على البدل، كأنه قال: ما فعله إلا قليل). [كنز المعاني: 2/156] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (601- وَلامَسْتُمُ اقْصُرْ تَحْتَها وَبِها "شَـ"ـفا،.. وَرَفْعُ قَلِيلٌ مِنْهُمُ النَّصْبَ "كُـ"ـلِّلا
يعني قوله: {لامَسْتُمُ النِّسَاءَ}.
هنا وفي المائدة إذا قصر صار لمستم فيجوز أن يكون لامس بمعنى لمس، ويجوز أن يكون على بابه، واختلف الصحابة ومن بعدهم من الفقهاء في أن المراد به الجماع أو اللمس باليد مع اتفاقهم على أن المراد بالمس الجماع في قوله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/73]
تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ}.
حيث وقع سواء قرئ بالمد أو بالقصر والذين مدوا لامس: قصروا تمسوهن وبالعكس مع أن معنى اللفظين واحد من حيث أصل اللغة، وقد حققنا الكلام في هذا، ولله الحمد في المسائل الفقهية في الكتاب المذهب سهل الله إتمامه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/74]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (601 - ولامستم اقصر تحتها وبها شفا = .... .... .... .... ....
قرأ حمزة والكسائي: أو لمستم النّساء في هذه السورة وفي السورة تحتها وهي المائدة بالقصر؛ أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ غيرهم بالمد؛ أي بإثبات ألف بعد اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَامَسْتُمُ هُنَا وَالْمَائِدَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ سُكَارَى وَالنَّاسِ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {لامستم} هنا [43] والمائدة [6] بغير ألف، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (565- .... .... .... لامستم قصر = معًا شفا .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (معا) يريد قوله تعالى: «أو لامستم النساء» هنا وفي المائدة بالقصر؛ أي بحذف الألف حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالمد وهو إثبات الألف على لفظه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حقّ) و(عمّ) الثّقل لامستم قصر = معا (شفا) إلّا قليلا نصب (ك) ر
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) آخر الأول عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير لو تسوى بهم الأرض [النساء: 42] بضم التاء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر بتثقيل السين، والباقون بتخفيفها؛ فصار الثلاثة بالفتح والتشديد. و(نما) [و] (حق) بالضم، والتخفيف، والباقون بالفتح والتخفيف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لمستم النساء هنا النساء [الآية: 43] والمائدة [الآية: 6] بالقصر، أي: حذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كر) ابن عامر ما فعلوه إلا قليلا [النساء: 66] بنصب اللام، والباقون برفعها.
وجه ضم تسوّى [النساء: 42]: أنه مضارع «سوّى» بمعنى: ساوى، بنى للمفعول، والأرض نائب فاعل، وأصله: لو يسوى الله بهم الأرض أي: يتمنون الموت، [أو أنهم لم يبعثوا] فتسوى بهم الأرض؛ لانحلالهم إلى التراب، أو يجعلون ترابا كالبهائم كقوله: كنت تربا [النبأ: 40].
ووجه التشديد: أنه مضارع تسوّت واسّوّت عليهم: استوت عليهم، والأرض فاعله.
ووجه التخفيف: حذف إحدى التاءين، أي: يودون لو ساخوا فيها.
ووجه القصر لمستم [النساء: 43، والمائدة: 6]: أنه لواحد.
ووجه مده: أنه على حد «عافاك الله» فيتحدان، أو أنه من مفاعلة المشاركة، وهو المختار؛ لأنه أظهر في الجماع.
ووجه نصب قليلا [النساء: 66]: أن الاستثناء كالموجب بجامع الوقوع بعد التمام، وعليها رسم الشامي.
ووجه رفعه: إبداله من الواو، أي: ما فعل إلا قليل وعليه المدني، والعراقي، وهو المختار؛ لأنه الفصيح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/272] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "سكارى" [الآية: 43] حمزة والكسائي وخلف وابو عمرو وابن ذكوان بخلفه وأمال فتحة الكاف مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وقلله الأزرق، وعن المطوعي سكرى بضم السين وسكون الكاف أي: جماعة سكرى وتقدم إمالة: "مرضى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/512]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "جَاءَ أَحَد" [الآية: 43] بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وهو أولى لزوال الأثر قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/512]
وقرأ ورش من طريقيه وأبو جعفر ورويس في ثانيه بتسهيل الثانية بين بين، وللأزرق أيضا إبدالها ألفا بلا مد مشبع لعدم الساكن بعد، ولقنبل ثلاثة أوجه: إسقاط الأولى كالبزي، وتسهيل الثانية وإبدالها ألفا كالأزرق فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لمستم" [الآية: 43] هنا والمائدة [الآية: 6] فحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف فيهما وافقهم الأعمش والباقون بالألف فيهما أي: ماسستم بشرة النساء ببشرتكم، وقيل جامعتموهن، وقيل لمس جامع ولامس لما دون الجماع، وقال البيضاوي: واستعماله أي: لمستم كناية عن الجماع أقل من الملامسة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({جا أحد} [43] قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الهمزة الأولى، مع القصر والمد، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، ولهما أيضًا إبدالها حرف مد، ولا يزاد هنا في مد حرف المد المبدل، إذ لا ساكن بعده، ولا يقال إ نه يمده كـــ {ءامنوا} لأن حرف المد عارض، والسبب ضعيف، لتقدمه على الشرط، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 514]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لامستم} قرأ الأخوان بغير ألف بين اللام والميم، والباقون بالألف). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا}
{الصلاة}
قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{سكارى}
قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة وابن هرمز وأبو جعفر وصاحباه شيبة ونافع وابن شهاب الزهري وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون وابن كثير وأهل مكة وعبد الله بن يزيد وعاصم الأسدي وسفيان الثوري والحسن البصري وأبو رجاء العطاردي وقتادة وأبو عمرو بن العلاء وعيسى الثقفي وسلام ويعقوب وابن عامر وعمرو بن ميمون بن مهران: {سكارى} بضم السين وألف بعدها، واختلفوا أهو جمع تكسير أم اسم جمع، ومذهب سيبويه أنه جمع تكسير، ورجحه السيرافي.
- وقرأ أبو نهيك وعيسى بن عمر (سكارى) بفتح السين جمع سكران، مثل ندمان وندامى، وهي لغة تميم.
[معجم القراءات: 2/77]
- وقرأ النبي صلي الله عليه وسلم وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وعلقمة بن قيس وأبو زرعة عمرو بن جرير وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وسليمان الأعمش والطلحتان: طلحة اليامي وطلحة الرازي وسفيان الثوري وعيسى الهمداني وحمزة والكسائي وعبد الله بن إدريس الأودي وخلف بن عمرو بن فائد والحسن البصري وخارجة عن نافع (سكرى) بفتح السين وسكون الكاف وبدون الألف، ويحتمل أن يكون صفة لواحدة مؤنثة مثل امرأة سكرى جري على جماعة؛ إذ معناه: وأنتم جماعة سكرى، وقال ابن جني: هو جمع سكران على وزن فعلى.
- وقرأ الأعمش والمطوعي (سكرى) بضم السين على وزن «حبلى»، قال الزبيدي: وهو غريب.
- وقرأ بإمالة فتحة الراء مع الألف من {سكارى} حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- وأمال الكاف مع الألف الأولى الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.
[معجم القراءات: 2/78]
{جنبا}
قرأت فرقة (جنبا) بإسكان النون، وهو تخفيف.
- وقراءة الجماعة {جنبًا} على التثقيل.
{مرضى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{جاء}
قراءة بالإمالة حمزة، ووافقه خلف وابن ذكوان وعن هشام خلاف، فأمالها الداجوني عنه، وفتحها الحلواني.
- وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
{جاء أحد} هنا همزتان مفتوحتان من كلمتين ففيهما ما يلي:
1- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو وورش وابن شنبوذ عن قنبل ورويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى مع المد والقصر.
ووافقهم على هذا اليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني (جا أحد).
- وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وقنبل وأبو جعفر ورويس وابن مهران عن روح بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية.
- وقرأ ورش ومجاهد عن قنبل والأزرق ورويس بإبدال الهمزة الثانية
[معجم القراءات: 2/79]
حرف مد من غير إشباع (جاء احد).
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين {جاء أحد}.
{من الغائط}
قرأ ابن مسعود والزهري (من الغيط)، وهو مصدر من غاط، أو أنه مخفف من الغيط.
- وقرآ أيضًا من «غيط» منكرا.
- وقراءة الجماعة {من الغائط} بألف على «فاعل»، والفعل منه غاط المكان يغوط إذا اطمأن.
{لامستم}
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {لامستم} بالألف.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش، والمفضل عن عاصم والوليد بن عتبة عن ابن عامر (لمستم) بغير ألف.
قال ابن عطية: «وهي في اللغة قد تقع للمس الذي هو الجماع، وفي اللمس الذي هو جس اليد والقبلة، ونحوه».
{فتيمموا صعيدا}
هذه قراءة الجماعة {فتيمموا...}.
[معجم القراءات: 2/80]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فأموا...).
{فامسحوا بوجوهكم}
ذكر اللحياني أن في مصحف أبي بن كعب (... بأوجهكم)، كذا مكان وجوهكم.
{عفوا غفورا}
أخفي أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/81]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:38 AM

سورة النساء
[ من الآية (44) إلى الآية (46) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "أن يضلوا" بالغيب من أضل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل}
{يريدون}
قراءة الجماعة {يريدون} بياء الغيبة، أي اليهود أو النصارى، أو غيرهم.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (تريدون) بتاء الخطاب، أي وتريدون أيها المؤمنون...
{ويريدون أن تضلوا السبيل}
قرأ الحسن (أن تضلوا) بضم التاء وفتح الضاد مبنيًا للمفعول.
- وقرأ يحيى بن وثاب (أن تضلوا) بفتح التاء والضاد.
- وقرأ الحسن (أن يضلوا) بالياء على الغيب من «أضل»، وذكرها السمين بالتاء عنه {أن تضلوا}.
[معجم القراءات: 2/81]
- وعن الحسن أنه قرأ (أن يضلوا) بالياء المفتوحة وفتح الضاد أيضًا.
- وقرئ أيضًا (أن يضلوا) بياء مفتوحة وضاد مكسورة.
- وقراءة الجماعة {أن تضلوا} ). [معجم القراءات: 2/82]

قوله تعالى: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا}
{أعلم بأعدائكم}
ذكر أبو جعفر النحاس أنه روي عن الحسن وأبي عمرو أنهما أدغما الميم في الباء، وقال: «ولا يجوز ذلك، لن في الميم غنة فلو أدغمتها لذهبت».
وذكر ابن الجزري أن الميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة، وذهب على مثل هذا الداني، ثم قال ابن الجزري: «والقراء يعبرون عن هذا بالإدغام، وليس كذلك لامتناع القلب فيه، وإنما تذهب الحركة فتخفى الميم».
{بأعدائكم}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة الأولى ياء.
- وقراءة حمزة في الوقف أيضًا بتسهيل الهمزة الثانية بين بين، أي: بين الهمزة وحركتها.
{كفى... كفى}
قرأهما بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/82]
- وبالتقليل والفتح الأزرق وورش.
{نصيرا} ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/83]

قوله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" يحرفون الكلام " بألف حيث وقع ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله: (كلام اللهِ)، الباقون (الكلَمَ) بغير ألف). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن من المبهج "يحرفون الكلم" بفتح اللام وبالألف هنا وموضعي المائدة ومن المفردة في المائدة كذلك في النساء بالكسر بلا ألف كالجمهور في الثلاثة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن وابن محيصن بخلفه "راعنا" بالتنوين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}
{يحرفون الكلم}
قراءة الجمهور {... الكلم} بفتح الكاف وكسر اللام، وهو جمع «كلمة».
- وقرأ أبو رجاء (الكلم) بكسر الكاف وسكون اللام جمع «كلمة» تخفيف «كلمة».
- وقرأ علي بن أبي طالب والسلمي وابن محيصن وأبو رجاء والنخعي (الكلام) بألف.
{غير مسمع}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{راعنا}
قراءة الجماعة {راعنا} فعل أمر من راعي يراعي، فهو أمر من المراعاة.
- وقرأ الحسن وابن محيصن بخلاف عنه (راعنًا) بالتنوين، على أنه صفة لمصدر محذوف، أي: قولًا راعنًا.
[معجم القراءات: 2/83]
{بألسنتهم} وتقدم مثل هذا في الآية/ 104 من سورة البقرة.
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{وانظرنا}
قراءة الجماعة {وانظرنا} بهمزة الوصل أمرًا من «نظر»، أي: انظر إلينا.
- وقرأ أبي بن كعب (وأنظرنا) بقطع الهمزة أمرًا من «أنظر»، وهو من الإمهال.
{خيرًا} ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{فلا يؤمنون}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (فلا يومنون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وقراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
وتقدم مثل هذا في سورة البقرة/ 88، والأعراف/ 185). [معجم القراءات: 2/84]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:39 AM

سورة النساء
[ من الآية (47) إلى الآية (48) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47) إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أدبارها" [الآية: 47] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولًا}
{أن نطمس}
قراءة الجمهور {... نطمس} بكسر الميم.
- وقرأ أبو رجاء (نطمس) بضم الميم.
[معجم القراءات: 2/84]
- وهما لغتان في المضارع.
{على أدبارها}
قرأه بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، واليزيدي.
- وقرأه الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وقال أبو طاهر في العنوان:
«... وقرأه نافع وحمزة وأبو الحارث بين اللفظين، وهم إلى الفتح أقرب» ). [معجم القراءات: 2/85]

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا} {لا يغفر... لا يغفر}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{يشاء} تقدمت القراءة فيه في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{افترى}
قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/85]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:40 AM

سورة النساء
[ من الآية (49) إلى الآية (50) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتيلًا * انظر} [49 50]، ونحوه: بضم التنوين حجازي، وعلي، وقاسم، وخلفٌ، وهشامٌ، وافق الرملي عن ابن ذكوان، وعبد الرزاق إلا في {مبين * اقتلوا} [يوسف: 8- 9]، و{محظورًا} [الإسراء: 20- 21]، و{مسحورًا *انظر} [الإسراء: 47 48، الفرقان: 8- 9]، و{وعذاب * اركض} [ص: 41- 42]، و{منيب * ادخلوها} [ق: 33- 34] فقط.
وافق ابن عتبة في {متشابهٍ انظروا} [الأنعام: 99]، وفي {وعذاب * اركض}، وفي ق {منيب * ادخلوها}، والأخفش طريق ابن الخليل في {خبيثةٍ اجتثت} [إبراهيم: 26]، وكسر قنبل طريق ابن الصلت عند
[المنتهى: 2/653]
الكسر فقط). [المنتهى: 2/654]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو: {فتيلا انظر} (49، 50)، و: {أن اقتلوا ... أو اخرجوا} (66): بكسر الواو والنون والألف للتنوين.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {ولا يظلمون فتيلا} (77)، وهو الثاني: بالياء.
والباقون: بالتاء.
ولا خلاف في الأول (49): أنه بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتيلا انظر، وإن اللّه يأمركم ونعما هي وأن قتلوا وأو اخرجوا) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 340] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف وأبو جعفر وروح: (ولا يظلمون فتيلا) [وهو] الثّاني بالياء، [والباقون بالتّاء] ولا خلاف في الأول أنه بالياء). [تحبير التيسير: 341] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) بالتاء قَتَادَة وعبد الحميد بن بكار عن ابن عامر، وإسماعيل عن شيبة، ونافع راشد جعفر، الباقون بالياء وهو الاختيار لقوله: (يَفْتَرُونَ)، و(يُزَكُّونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96 - وَلاَ يُظْلَمُوا أُْد يَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص- ولا يظلموا (أ)د (يـ)ـا و(حـ)ـز حصرت فنو = ون انصب وأخرى مؤمنًا فتحه (بـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر وروى مرموز (يا) وهو روح {ولا تظلمون فتيلًا أينما تكونوا} [77- 78] بالغيب كما نطق به وهو الموضع الثاني وخرج الأول وهو {يظلمون فتيلًا انظر} [49 - 50] فإنه متفق عليه وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ولرويس بالخطاب على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 116] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَمَا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ رَوْحٍ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ كَذَلِكَ بِالْغَيْبِ، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ بِالْخِطَابِ كَالْبَاقِينَ. وَقَدْ رَوَى الْغَيْبَ أَيْضًا الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ لَكِنَّهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْغَيْبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} فَلَيْسَ فِيهَا خِلَافٌ مِنْ طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ، وَلَا رِوَايَةٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِأَجْلِ أَنَّ قَوْلَهُ مَنْ يَشَاءُ لِلْغَيْبِ فَرَدَّ عَلَيْهِ.
وَالْعَجَبُ مِنَ الْإِمَامِ الْكَبِيرِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ مَعَ جَلَالَتِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْخِلَافَ فِيهِ دُونَ الثَّانِي فَجَعَلَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ مُخْتَلَفًا فِيهِ وَالْمُخْتَلَفَ فِيهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ فَتِيلًا انْظُرْ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ فَمَنِ اضْطُرَّ. وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ أَنِ اقْتُلُوا، أَوِ اخْرُجُوا عِنْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فتيلًا * انظر} [49، 50] ذكر عند {فمن اضطر} في البقرة [173]، وكذا {أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم} [66] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فتيلا انظر" بكسر التنوين وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف عن ابن ذكوان، والوجهان صحيحان عنه كما تقدم عن النشر والباقون بالضم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فتيلا * انظر} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين في الوصل، والباقون بالضم، فلو وقف على {فتيلا} فالجميع يبتدئون بهمزة مضمومة). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا}
{ألم تر}
قراءة الجمهور {ألم تر} بفتح الراء على حذف حرف العلة للجزم.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (ألم تر)، بسكون الراء إجراء للوصل مجرى الوقف، وقيل هي لغة قوم لا يكتفون بالجزم بحذف لام الفعل، بل يسكنون بعده عين الفعل».
{يشاء}
تقدمت القراءة فيه في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{ولا يظلمون}
قراءة الجمهور {ولا يظلمون} بياء الغيبة مبنيًا للمفعول.
- وقرأت طائفة (ولا تظلمون) بتاء الخطاب مبنيًا للمفعول، وهو من باب الالتفات). [معجم القراءات: 2/86]

قوله تعالى: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثمًا مبينًا}
{فتيلًا * انظر}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والأخفش ويعقوب والداجوني وأبو جعفر وابن ذكوان بخلاف عنه بكسر التنوين في الوصل.
وصورة القراءة: (فتيلن انظر) والكسر لالتقاء الساكنين: سكون التنوين وسكون همزة الوصل في {انظر} أمر الثلاثي.
واختلف عن ابن ذكوان وقنبل في التنوين، فروي النقاش عن الأخفش كسره مطلقًا حيث أتى...، وروي الصوري من طريقيه الضم مطلقًا، ولم يستثن شيئًا.
والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه رواهما غير واحد.
[معجم القراءات: 2/86]
- وقراءة الباقين بالضم: (فتيلن انظر)، وتوجيهه أنه إتباع لما بعده، وهو همزة الوصل؛ وليدلوا على أن حركة الهمزة المحذوفة كانت ضمة.
وأما في حال الوقف على {فتيلًا} فقد اتفق الجميع على ضم الألف من {انظر}.
{كفى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 45 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/87]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 10:08 AM

سورة النساء
[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هَؤُلاءِ أَهْدَى" [الآية: 51] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/513]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أهدى" [الآية: 51] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا "وكفى" وألقى ونحوه كأتاهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هؤلاء أهدى} [51] قرأ الحرميان والبصري بإبدال همزة {أهدى} ياء محضة، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}
{يؤمنون}
تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الآية/ 46 من هذه السورة، وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة، والآية/ 185 من سورة الأعراف.
{هؤلاء أهدى} هنا همزتان من كلمتين مختلفتا الحركة، الأولى مكسورة والثانية مفتوحة ففيهما ما يلي:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة، وتحقيق الهمزة الأولى (هؤلاء يهدى) كذا.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين {هؤلاء أهدى}.
وإذا وقف حمزة على {هؤلاء} فله في الهمزة الأولى خمسة أوجه:
- المد والقصر مع التسهيل.
- والمد والقصر مع إبدالها واوًا.
- والمد مع التحقيق.
[معجم القراءات: 2/87]
وله في الهمزة الثانية المد والتوسط والقصر مع البدل، والمد والقصر مع التسهيل.
وأما هشام فله في الثانية الخمسة المذكورة في الوقف لا غير.
{أهدى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/88]

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا}
{نصيرًا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 2/88]

قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا}
{فإذا لا يؤتون}
الأفصح إلغاء (إذن) بعد حرف العطف الواو والفاء، ويبقى الفعل بعدها مرفوعًا (فإذن لا يؤتون)، وعلى هذا أكثر القراء.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب (فإذن لا يؤتوا) بحذف النون على إعمال (إذن).
قال الأشموني: «على الإعمال، نعم الغالب الرفع على الإهمال، وبه
[معجم القراءات: 2/88]
قرأ السبعة».
وقال ابن عطية: «... والمصحف على إلغائها، والوجهان جائزان».
وفي حاشية الجمل: «إذًا حرف جواب، وجزاء الشرط مقدر، ورفع الفعل بعدها، وإن كان مرجوحًا في النحو؛ لأن القراءة سنة متبعة، وقرئ شاذًا على الأرجح بحذف النون».
وقال الزجاج: «وأما رفع {يؤتون} فعلى: فلا يؤتون الناس نقيرًا إذن، ومن نصب فقال: فإذن لا يؤتوا الناس، جاز له في غير القراءة، فأما المصحف فلا يخالف...».
ويأتي مثل هذه القراءة في الآية/ 76 من سورة الإسراء في قوله تعالى: {وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلًا}.
{لا يؤتون}
وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم. (فإذن لا يؤتون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز {... لا يؤتون}.
- وقرئ (لا يأتون) بفتح الياء وماضيه «أتي» أي لا يحبون نفعًا الناس نقيرًا.
{نقيرًا}
الترقيق في الراء عن الأزرق وورش.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 2/89]

قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {إبراهيم} [54، 125، 163] في الثلاثة ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فقد ءاتينا ءال إبراهيم} [54] هذا هو المتفق عليه، ومنه احترز بقوله:
وفيها وفي نص النساء ثلاثة = أواخر ... ). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيمًا}
{يحسدون}
قراءة الجمهور من القراء {يحسدون} بضم السين.
- وقراءة عيسى بن سليمان عن بعض العرب (يحسدون) بكسر السين.
وفي التاج: «يحسده بالكسر، نقله الأخفش عن البعض، و{يحسده} بالضم هو المشهور».
{ما آتاهم}
تقدمت الإمالة فيه، في الآية/ 37 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/90]

قوله تعالى: {فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجنهم سعيرًا}
{صد}
قراءة الجماعة {صد} بفتح الصاد على الفاعل للبناء.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس وابن جبير وعكرمة وابن يعمر والجحدري (صد) بضم الصاد مبنيًا للمفعول.
- وقرأ أبي بن كعب وأبو الجوزاء وأبو رجاء والحوفي (صد) بكسر الصاد مبنيًا للمفعول.
والمضاعف المدغم الثلاثي يجوز فيه إذا بني للمفعول ما جاز في {باع، وقال} إذا بني للمفعول، وتقول: حب زيد، بالضم، و«حب» بالكسر، ويجوز الإشمام.
{كفى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 45 من هذه السورة.
{سعيرًا}
عن الأزرق وورش الترقيق والتفخيم في الوصل.
[معجم القراءات: 2/90]
- وعنهما الترقيق في الوقف.
- والباقون على التفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 2/91]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 07:39 PM

سورة النساء
[ من الآية (56) إلى الآية (57) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ فِي فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم في الإمالة للأزرق مع مد البدل وأدغم تاء: "نَضِجَتْ جُلُودُهُم" [الآية: 56] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام، وأظهرها نافع وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما}
{نصليهم}
قراءة الجمهور {نصليهم} بضم النون وكسر الهاء من «أصلى».
- وقرأ سلام ويعقوب (نصليهم) بضم النون، والهاء على الأصل في حركة الضمير. وهي لغة الحجاز.
- وقرأ حميد بن قيس (نصليهم) بفتح النون من: صليت.
وتقدم مثل هذا عن حميد في الآية/ 30 من هذه السورة.
{وندخلهم}
قرأ ابن محيصن بإسكان اللام واختلاس ضمتها.
- وقراءة الجماعة بضم اللام.
{نضجت جلودهم}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني وهشام بخلاف عنه وورش بإظهار التاء عند الجيم.
وأدغم التاء في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني.
قال الزجاج: «الأحسن إظهار التاء ههنا مع الجيم لئلا تكثر
[معجم القراءات: 2/91]
الجيمات، وإن شئت أدغمت التاء في الجيم؛ لأن الجيم من وسط اللسان والتاء من طرفه، والتاء حرف مهموس فأدغمته في الجيم».
{جلودًا غيرها}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/92]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ظليلا} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف عند بعض، وعليه جرى عملنا، وعند آخرين {نصيرا} قبله). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيه أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا}
{الصالحات سندخلهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في السين.
- وعنهما الإظهار كالجماعة.
{سندخلهم}
قراءة الجمهور {سندخلهم} بنون العظمة.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن وثاب والنخعي (سيدخلهم) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
{مطهرة}
قراءة حمزة والكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها، والفتح عن الكسائي أرجح.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وندخلهم}
قراءة الجمهور {وندخلهم} بنون العظمة.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (ويدخلهم) بالياء على سياق القراءة في الفعل الأول (سيدخلهم) ). [معجم القراءات: 2/92]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 08:49 PM

سورة النساء
[ من الآية (58) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا فِي {نعما} 58 وَقد ذكرته فِي الْبَقَرَة). [السبعة في القراءات: 234]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وتقدم ذكر (نعما) في البقرة). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وحفص: {نعما} (58): بكسر النون والعين.
وقالون، وأبو عمرو، وأبو بكر: بكسر النون، وإخفاء حركة العين، ويجوز إسكانها، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
والباقون: بفتح النون، وكسر العين). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتيلا انظر، وإن اللّه يأمركم ونعما هي وأن قتلوا وأو اخرجوا) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 340] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي نِعِمَّا فِي آخِرَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نعما} [58] ذكر في آخر البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمركم" [الآية: 58] أبو عمرو بإسكان الراء واختلاس ضمتها، وللدوري إتمام الحركة كالباقين.
وإبدل همزتها ألفا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وإبدال الهمزة من "تؤدوا" [الآية: 59] واوا مفتوحة ورش من طريقيه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نعما" [الآية: 58] بفتح النون وكسر العين كسرة تامة ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف، والباقون بكسر النون، وقرأ أبو جعفر بإسكان العين واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين ساكنين، وروى أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
وهما صحيحان عنهم كما في النشر، قال: غير أن النص عنهم الإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم، والباقون بكسر النون والعين، واتفقوا على تشديد الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات}
{يأمركم} [58] قرأ البصري بإسكان الراء، وللدوري أيضًا اختلاسها، والباقون بضمها، وورش وسوسي على أصلهما من الإبدال). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤدوا} إبداله لورش لا يخفى). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({نعما} قرأ الأخوان بفتح النون، والباقون بكسرها، وقالون وبصري وشعبة باختلاس كسرة العين وإسكانها، والباقون بالكسر المحض). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا}
{يأمركم}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والسوسي وورش والأزرق وأبو جعفر واليزيدي (يامركم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في الوصل والوقف.
- والإبدال قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة على التحقيق {يأمركم}.
- وقرأ أبو عمرو من رواية السوسي، وابن محيصن {يأمركم} بسكون الراء، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبًا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد، كالضمة هنا.
- وقرأ أبو عمرو من رواية الدوري باختلاس ضمة الراء، والاختلاس هو الإتيان بثلثي الحركة، أو بأكثرها عند بعضهم.
وعكس بعضهم الرواية عن أبي عمرو فذكر رواية الإسكان للدوري، والاختلاس للسوسي.
- وروي الدوري عن أبي عمرو إتمام الحركة، وهي ضمة الراء، وذلك كقراءة الباقين، وهي رواية علي بن نصر عنه أيضًا (يأمركم).
[معجم القراءات: 2/93]
وتقدم هذا الخلاف في الآية/ 67 من سورة البقرة.
{أن تؤدوا}
قرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (أن تودوا).
- وبالإبدال في الوقف قرأ حمزة.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {أن تؤدوا}.
{الأمانات}
قراءة الجماعة {الأمانات} على الجمع.
- وقرأ عيسى بن عمر (الأمانة) على التوحيد، والمفرد يقوم مقام الجمع.
{بين الناس}
تقدمت الإمالة في {الناس} في الآية/ 8 من سورة البقرة، عن أبي عمرو من رواية الدوري.
{نعما}
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص ونافع في رواية ورش، ويعقوب والأعشى والبرجمي عن أبي بكر {نعما} بكسر النون والعين، وكسر العين جاء إتباعًا لكسر ما قبله، وهي لغة هذيل.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (نعما) بفتح النون، على الأصل؛ إذ الأصل نعم، على وزن «شهد».
- وقرأ نافع في رواية قالون وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وأبو جعفر واليزيدي والحسن (نعما) بإسكان العين،
[معجم القراءات: 2/94]
فيكون جمعًا بين ساكنين، وذكر الزجاج أن هذا شيء ينكره البصريون، ويزعمون أنه غير جائز، وذهب الأخفش إلى انه إخفاء، فهو بين الإدغام والإظهار.
- واختلس كسرة العين قالون وأبو عمرو وشعبة.
- قال في الإتحاف: «واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر، فروي عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارًا من الجمع بين الساكنين، وروي أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان، وهما صحيحان عنهم كما في النشر، قال [أي ابن الجزري]: غير أن النص عنهم الإسكان، ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم».
- والإسكان اختيار أبي عبيدة، وقال: هو لغة النبي صلي الله عليه وسلم.
وتقدمت القراءات في {نعما} في الآية/ 271 من سورة البقرة.
{بصيرً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/95]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلًا}
{في شيء}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106.
{تؤمنون}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا في الآية/ 46، وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة، والآية/ 185 من سورة الأعراف.
{خير}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 2/95]
{تأويلًا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي (تاويلا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {تأويلا} ). [معجم القراءات: 2/96]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 08:51 PM

سورة النساء
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" وقد أمروا أن يكفروا بها " على التأنيث عباس بن الفضل في اختياره، الباقون (بِهِ) على التذكير، وهو الاختيار لموافقة المصاحف، ولأن الطاغوت المراد به كعب بن الأشرف أو حيي بن أخطب أو الشيطان). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}
{أنزل... أنزل}
قراءة الجمهور في الفعلين بضم أولهما وكسر الزاء على البناء للمفعول {أنزل... أنزل}.
- وقرأ أبو نهيك (أنزل... أنزل) بفتح أولهما على البناء للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى.
{أن يكفروا به}
قراءة الجماعة {أن يكفروا به} أي بالطاغوت، وهو مفرد.
- وقرأ عباس بن الفضل (أن يكفروا بها) بضمير المؤنث، ذهابًا بالطاغوت إلى الجمع.
وذكر العكبري أنه يذكر ويؤنث، ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث.
- قال السمين: وقرأ عباس بن الفضل (أن يكفروا بهن).
وقال الشهاب: «وقرئ بها، وبهن؛ لأن الطاغوت يكون للواحد والجمع، فإذا أريد الثاني أنث باعتبار معنى الجماعة؛ ولذا ورد
[معجم القراءات: 2/96]
تذكيره وتأنيثه» ). [معجم القراءات: 2/97]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ قِيلَ لَهُمْ أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قيل} [61] لا يخفى). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}
{قيل}
قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام القاف الضم.
- وقراءة الباقين بإخلاص الكسر {قيل}.
{قيل لهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{تعالوا}
قراءة الجماعة {تعالوا} بفتح اللام، وهو أمر من «تعالى».
- وروي قتادة عن الحسن (تعالوا) بضم اللام.
- وتقدم في الآية/ 61 من آل عمران.
قال ابن جني: «... وجه ذلك أنه حذف اللام من «تعاليت» استحسانًا وتخفيفًا، فلما زالت اللام من «تعالى» ضمت لام «تعال» لوقوع واو الجمع بعدها كقولك: تقدموا وتأخروا...».
{وإلى الرسول رأيت}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في الراء.
- وعنهما الإظهار كالجماعة.
{يصدون}
قراءة الجمهور {يصدون} بالياء المفتوحة وضم الصاد من «صد» الثلاثي المضعف.
- وقرأ الحسن (يصدون) بضم الياء وكسر الصاد، من «أصد»،
[معجم القراءات: 2/97]
وهي لغة، يقال: صده وأصده). [معجم القراءات: 2/98]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا}
{أيديهم}
قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {أيديهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء.
{جاءوك}
قرأه بالإمالة حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام من رواية الداجوني.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الحلواني عن هشام.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر، وله أيضًا القراءة بإبدالها واوًا مع المد والقصر). [معجم القراءات: 2/98]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا}
{في أنفسهم}
قراءة حمزة بتحقيق الهمز مع عدم السكت على الساكن قبله في الوقف.
- وعنه تحقيق الهمز مع السكت على الياء في الوقف.
- وروي عنه النقل (في نفسهم).
- وروي عنه أيضًا الإدغام (في نفسهم).
وانظر تفصيل هذه القراءات في الآية/ 234 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/98]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 08:57 PM

سورة النساء
[ من الآية (64) إلى الآية (65) ]

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا}
{بإذن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{إذ ظلموا}
اتفق القراء على إدغام الذال في الظاء.
{ظلموا}
قراءة ورش والأزرق بتغليظ اللام.
{جاءوك}
وقراءة الباقين بالترقيق.
انظر الإمالة فيه، والوقف في الآية السابقة/ 62.
{واستغفر لهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام بخلاف عنهما.
{الرسول لوجدوا}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام). [معجم القراءات: 2/99]

قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} {لا يؤمنون}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الآية/ 46 من هذه السورة.
{شجر}
قراءة الجماعة {شجر} بفتح الشين والجيم.
- وقرأ أبو السمال (شجر) بفتح فسكون، وكأنه فر من توالي الحركات.
[معجم القراءات: 2/99]
وقالوا: إنه ليس بالقوي؛ لخفة الفتحة، بخلاف الضمة والكسرة، فإن السكون بدلها مطرد على لغة تميم، قال السمين: «وهي ضعيفة لأن الفتح أخو السكون».
{في أنفسهم}
تقدم حكم الهمز في الآية السابقة/ 63 من هذه السورة. وانظر الآية/ 234 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/100]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 08:59 PM

سورة النساء
[ من الآية (66) إلى الآية (70) ]

{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا فِي كسر النُّون وَضمّهَا من قَوْله {أَن اقْتُلُوا} ... {أَو اخْرُجُوا}) 66 وَكسر الْوَاو وَضمّهَا
فروى نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن أبي عَمْرو {أَن اقْتُلُوا} بِكَسْر النُّون {أَو اخْرُجُوا} بِضَم الْوَاو فِيهِ مثل قَول اليزيدي
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَابْن كثير وَنَافِع وَالْكسَائِيّ {أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم أَو} بضمهما
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة (أَن اقْتُلُوا أَو اخْرُجُوا) بِكَسْر النُّون وَالْوَاو). [السبعة في القراءات: 234]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - قَوْله {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُم} 66
كلهم قَرَأَ {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُم} رفعا إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم) نصبا وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحفهم). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إلا قليلا منهم} شامي). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وإلا قليلًا} [66]: نصب: دمشقي). [المنتهى: 2/654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ألا قليلاً) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو: {فتيلا انظر} (49، 50)، و: {أن اقتلوا ... أو اخرجوا} (66): بكسر الواو والنون والألف للتنوين.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {إلا قليلا منهم} (66): بالنصب، ويقف بالألف.
والباقون: بالرفع، ويقفون بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتيلا انظر، وإن اللّه يأمركم ونعما هي وأن قتلوا وأو اخرجوا) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 340] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (إلّا قليلا منهم) بالنّصب ويقف بالألف، والباقون بالرّفع ويقفون بغير ألف). [تحبير التيسير: 340]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَلِيلًا) بالنصب دمشقي غير ابن الحارث، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار لموافقة مصحف الحجاز، ولأنه استثناء من منفي فالبدل فيه أولى). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {إِلَّا قَلِيلٌ} نصب، ويقف بالألف: ابن عامر). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (601- .... .... .... .... = وَرَفْعُ قَلِيلٌ مِنْهُمُ النَّصْبَ كُلِّلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ورفع قليل منهم): مبتدأ.
وكلل النصب: خبره.
والمفعول الذي أقيم مقام الفاعل -أعني الضمير في كلل-، هو العائد إلى (رفع قليل).
وإنما أجاز أن يقال: كلل الرفع بالنصب؛ أي جعل له كالإكليل، من قولهم: روضة مكللة: محفوفة بالنور؛ لأن الأولى عند النحويين قراءة الرفع على البدل، والنصب جائز على أصل الاستثناء.
ويجوز أن يحمل على: إلا فعلا قليلًا؛ فكأن قراءة النصب لما كانت تابعة لقراءة الرفع، أشبهت الإكليل التابع للروضة). [فتح الوصيد: 2/838]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [601] ولامستم اقصر تحتها وبها شفا = ورفع قليل منهم النصب كللا
ح: (لامستم): مفعول (اقصر)، (تحتها وبها): ظرفا (لامستم)، والهاءان: للسورة، (شفا): جملة حالية بتقدير (قد)، (رفع): مبتدأ، بمعنى المرفوع، (قليلٌ): مضاف إليه، (النصب): مفعول (كللا)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: جعل النصب له كالإكليل، وهو التاج في الحسن والزينة.
[كنز المعاني: 2/154]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (أو لمستم النساء) في المائدة [6] تحت هذه السورة، وفي هذه أيضًا {43]: (لمستم) بالقصر من اللمس على أنه: سواء كان هو بمعنى المس كما هو رأي الشافعي، أو الجماع كما هو رأي أبي حنيفة- يكون الرجل هو البادئ بذلك القاصد له.
والباقون بألف من الملامسة بأحد المعنيين، لأن المرأة في المس
[كنز المعاني: 2/155]
والجمال تنال من الرجل مثل ما ينال منها.
وقرأ ابن عامر: {ما فعلوه إلا قليلًا منهم} [66] بنصب {قليلًا} على أصل الاستثناء، والباقون برفعه على البدل، كأنه قال: ما فعله إلا قليل). [كنز المعاني: 2/156] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}؛ فالرفع فيه هو الوجه الأقوى عند النحويين على البدل من فاعل فعلوه كأنه قال: ما فعله إلا قليل منهم ولو كان بهذه العبارة لم يكن إلا بالرفع، ومعنى اللفظين واحد، والنصب جائز على أصل باب الاستثناء كما في الإيجاب لو قلت: فعلوه إلا قليلا لم يجز إلا النصب، وقد أجمعوا على رفع: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}.
واختلفوا في: {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}.
وفيه بحث حسن سيأتي إن شاء الله تعالى، قوله: ورفع قليل؛ أي: مرفوعه وهو اللام الأخيرة كلّل النصب؛ أي: بالنصب؛ أي: جعل له كالإكليل وهو التاج أو يكون من قولهم: روضة مكللة؛ أي: محفوفة بالنور، فيكون قوله: رفع على ظاهره ليس بمعنى مرفوع؛ يعني: أن النصب في مثل هذا تابع للرفع كالنور التابع للروضة؛ لأن أصل هذا الباب عند النحويين البدل كما ذكرنا، فكأن النصب طارئ على ما هو وجه الكلام وأصله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/74]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (601 - .... .... .... .... .... = ورفع قليل منهم النّصب كلّلا
....
وقرأ ابن عامر ما فعلوه إلّا قليلا مّنهم بالنصب فتكون قراءة غيره بالرفع. ومعنى: (كلّلا) النصب جعل النصب له كالإكليل في الحسن والزينة). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالنَّصْبِ، وَكَذَا هُوَ فِي مُصْحَفِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ فَتِيلًا انْظُرْ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ فَمَنِ اضْطُرَّ. وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ أَنِ اقْتُلُوا، أَوِ اخْرُجُوا عِنْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إلا قليلًا منهم} [66] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فتيلًا * انظر} [49، 50] ذكر عند {فمن اضطر} في البقرة [173]، وكذا {أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم} [66] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (565- .... .... .... .... .... = .... .... إلاّ قليلاً نصب كر
566 - في الرّفع .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (إلا قليل) يعني قوله تعالى «ما فعلوا إلا قليل منهم» بالنصب، قرأ ابن عامر والباقون بالرفع كما قيده في البيت الآتي، ولا يرد عليه قوله تعالى «لاتبعتم الشيطان إلا قليلا» الذي بعده للترتيب لأنه ذكره بعد هذا الخلاف خلافهم في «يكن» وخلافهم في «يظلمون» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حقّ) و(عمّ) الثّقل لامستم قصر = معا (شفا) إلّا قليلا نصب (ك) ر
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) آخر الأول عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير لو تسوى بهم الأرض [النساء: 42] بضم التاء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر بتثقيل السين، والباقون بتخفيفها؛ فصار الثلاثة بالفتح والتشديد. و(نما) [و] (حق) بالضم، والتخفيف، والباقون بالفتح والتخفيف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لمستم النساء هنا النساء [الآية: 43] والمائدة [الآية: 6] بالقصر، أي: حذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كر) ابن عامر ما فعلوه إلا قليلا [النساء: 66] بنصب اللام، والباقون برفعها.
وجه ضم تسوّى [النساء: 42]: أنه مضارع «سوّى» بمعنى: ساوى، بنى للمفعول، والأرض نائب فاعل، وأصله: لو يسوى الله بهم الأرض أي: يتمنون الموت، [أو أنهم لم يبعثوا] فتسوى بهم الأرض؛ لانحلالهم إلى التراب، أو يجعلون ترابا كالبهائم كقوله: كنت تربا [النبأ: 40].
ووجه التشديد: أنه مضارع تسوّت واسّوّت عليهم: استوت عليهم، والأرض فاعله.
ووجه التخفيف: حذف إحدى التاءين، أي: يودون لو ساخوا فيها.
ووجه القصر لمستم [النساء: 43، والمائدة: 6]: أنه لواحد.
ووجه مده: أنه على حد «عافاك الله» فيتحدان، أو أنه من مفاعلة المشاركة، وهو المختار؛ لأنه أظهر في الجماع.
ووجه نصب قليلا [النساء: 66]: أن الاستثناء كالموجب بجامع الوقوع بعد التمام، وعليها رسم الشامي.
ووجه رفعه: إبداله من الواو، أي: ما فعل إلا قليل وعليه المدني، والعراقي، وهو المختار؛ لأنه الفصيح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/272] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أن اقتلوا" [الآية: 66] بكسر النون وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب، وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر الواو من "أو اخرجوا" [الآية: 66] عاصم وحمزة فقط وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إلا قليل" [الآية: 66] فابن عامر بالنصب على الاستثناء، والباقون بالرفع بدل من فاعل فعلوه وهو المختار، والكوفيون يجعلونه عطفا على الضمير بإلا؛ لأنها تعطف عندهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أن اقتلوا} {أو اخرجوا} [66] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر نون {أن} في الوصل، والباقون بالضم، وقرأ عاصم وحمزة بكسر واو {أو} والباقون بالضم). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إلا قليل} قرأ الشامي بالنصب، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا}
{عليهم}
تقدمت القراءة فيه بضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة.
{أن اقتلوا أنفسكم}
قرأ أبو عمرو من رواية نصر بن علي عن أبيه عنه وعاصم وحمزة ويعقوب وسهل واليزيدي {أن اقتلوا} بكسر النون في الوصل، وذلك على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.
- وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو جعفر (أن اقتلوا) بضم النون.
والضم على الإتباع لحركة همزة الوصل في الفعل بعدها.
{أو اخرجوا}
قرأ عاصم وحمزة وسهل والمطوعي والحسن {أو اخرجوا} بكسر الواو لالتقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 2/100]
- وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو عمرو ونصر بن علي عن أبيه واليزيدي وأبو جعفر ويعقوب (أو اخرجوا) بضم الواو، على الإتباع لحركة الهمزة.
{من دياركم}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 84 من سورة البقرة.
وهي قراءة أبي عمرو والدوري عن الكسائي واليزيدي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{ما فعلوه}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فعلوهو).
- وقراءة الباقين بهاء مضمومة {فعلوه}.
{ما فعلوه إلا قليل منهم}
قراءة الجمهور {... إلا قليل} بالرفع على البدل من الواو في
[معجم القراءات: 2/101]
{فعلوه}، أو بالعطف بإلا على الضمير، وهو بالرفع في مصاحف أهل العراق، والرفع أجود عند النحاة.
- وقرأ أبي بن كعب وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وابن عامر {... إلا قليلًا} بالنصب على الاستثناء، وهو كذلك في مصاحف أهل الشام، ومصحف أنس رحمه الله.
قال العكبري: «يقرأ بالرفع بدلا من الضمير المرفوع، وعليه المعنى؛ لأن المعنى فعله قليل منهم، وبالنصب على أصل باب الاستثناء. والأول أقوى».
وقال أبو حيان: «وارتفع {قليل} على البدل من الواو في فعلوه، على مذهب البصريين، وعلى العطف على الضمير على قول الكوفيين...، ونص النحويون على أن الاختيار في مثل هذا التركيب إتباع ما بعد إلا لما قبلها في الإعراب على طريقة البدل، أو العطف باعتبار المذهبين اللذين ذكرناهما».
{خيرً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/102]

قوله تعالى: {وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67)}

قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأشم صاد "صراطا" خلف عن حمزة، وبالسين قرأ قنبل بخلفه ورويس، وأثبت في الأصل هنا الخلف فيها لخلاد، وفيه نظر وكذا في قطعه لقنبل بالسين فليعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({صراطا} [68] و{النبين} [69] و{حذركم} [71] كله جلي). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولهديناهم صراطًا مستقيما}
{صراطًا}
قرأ خلف عن حمزة، والمطوعي بإشمام الصاد الزاي.
- وقرأ رويس وقنبل من طريق ابن مجاهد وابن محيصن والشنبوذي (سراطًا) بالسين.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في سورة الفاتحة فارجع إليها). [معجم القراءات: 2/102]

قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَحَسُنَ أُولَئِكَ) بإسكان السين أبو السَّمَّال، وأبان بن ثعلب ونعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالإشباع، وهو الاختيار؛ لأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "النبيين" [الآية: 69] بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا}
{عليهم}
تقدمت القراءة فيه بضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة.
{من النبين}
قراءة نافع بالهمز (النبيئين)، وهذه قراءته على هذا النسق في أمثاله، وتقدم في سورة البقرة الآية/ 61.
{حسن}
قرأ الجمهور {حسن} بضم السين، وهو الأصل، وهي لغة الحجاز.
- وقرأ أبو السمال العدوي (حسن) بسكون السين، وهي لغة تميم). [معجم القراءات: 2/103]

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}
{كفى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 6 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/103]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 09:42 PM

سورة النساء
[ من الآية (71) إلى الآية (73) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ورقق الأزرق رائي "حذركم وانفروا" بخلف عنه فيهما، فإن جمع بينهما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
تحصل له بحسب الطرق ثلاثة أوجه: تفخيم الأول وترقيق الثاني وعكسه وترقيقهما، أما تفخيمهما فلا يعلم له طريق عنه حرره شيخنا رحمه الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعًا}
{حذركم}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فانفروا... أو انفروا}
قراءة الجمهور بكسر الفاء في الموضعين {فانفروا... أو انفروا}.
- وقرأ الأعمش ومجاهد بضم الفاء فيهما (فانفروا... أو انفروا).
[معجم القراءات: 2/103]
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء فيهما.
{ثبات}
- قراءة الجماعة (ثبات) بكسر التاء، وهو جمع ثبة.
وقرئ (ثباتا) بفتح التاء.
قال أبو حيان: (ولم يقرأ (ثبات، فيما علمنا إلا بكسر التاء، وانتصابه على الحال).
وقال الفراء: (وربما عربوا التاء منها بالنصب والخفض، وهي تاء جماع، ينبغي أن تكون خفضًا في النصب والخفض، فيتوهمون أنها هاء، وأن الألف قبلها من الفعل، وانشدني بعضهم:
إذا ما جلاها بالأيام تحيزت = ثباتًا عليها ذلها واكتئابها)
وقال الرضي: (وجاء في الشاذ (انفروا ثباتًا)، ولعل ذلك لأجل توهمهم تاء الجمع عوضًا من اللام) ). [معجم القراءات: 2/104]

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
فِي هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لم يخْتَلف فِيهِنَّ
قَوْله {إِنِّي تبت الْآن} 18 وَقَوله {قد أنعم الله عَليّ} 72 وَقَوله {يَا لَيْتَني كنت مَعَهم} 73). [السبعة في القراءات: 240] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَيُبَطِّئَنَّ) بإِسكان الباء من الإبطاء مجاهد، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتح الباء وهو الاختيار (لَيُبَطِّئَنَّ) غيره أما هو بنفسه فلم يؤمن أصلًا، يعني: المنافقين). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ أَبِي جَعْفَرٍ (ليبطئنَّ) فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليبطئن} [72] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "ليبطئن" [الآية: 72] ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ليبطئن} [72] إبدال همزه ياء لحمزة لدى الوقف كذلك). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
{لَيُبَطِّئَنَّ}
- قراءة الجمهور (ليبطئن) بتشديد الطاء من (بطأ).
[معجم القراءات: 2/104]
- وقرأ مجاهد والنخعي والكلبي ويزيد والشموني (ليبطئن) بالتخفيف من (أبطأ).
- وقرأ بعضهم (ليبطئن) بضم الهمزة، وهي قراءة شاذة ذكرها أبو حيان ولم يضبط الفعل.
- وقرأ أبو جعفر (ليبطين) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف والوصل.
- وقرأ حمزة كذلك بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف.
{عَلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (عليه) ). [معجم القراءات: 2/105]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {كَأَن لم تكن بَيْنكُم وَبَينه مَوَدَّة} 73
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَفْص والمفضل عَن عَاصِم {كَأَن لم تكن} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {يكن} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
فِي هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لم يخْتَلف فِيهِنَّ
قَوْله {إِنِّي تبت الْآن} 18 وَقَوله {قد أنعم الله عَليّ} 72 وَقَوله {يَا لَيْتَني كنت مَعَهم} 73). [السبعة في القراءات: 240] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كأن لم تكن} بالتاء مكي وحفص والبرجمي ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({كأن لم تكن}[73]: بالتاء مكي، وسلام، وسهل، ويعقوب غير روح، والبرجمي، وحفص، والمفضل، وعبد الوارث). [المنتهى: 2/654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحفص (كان لم تكن) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحفص: {كأن لم تكن} (73): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحفص [ورويس] (كأن لم تكن) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 341]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((لَيَقُولَنَّ) بضم اللام الحسن، الباقون بفتحها، وهو الاختيار قوله: (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ)، (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ) بالتاء حفص، والمفضل وأبان والبرجمي، والْأَعْمَش، وابن صبيح، وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو غير عبد الوارث، وَرَوْحٌ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لأن التذكير أولى بالقرآن، ولأن المودة تأنيث غير حقيقي كيف وقد حال بين الفعل والاسم حائل). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَأَفُوزُ) بالرفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون نصب، وهو الاختيار على جواب التمني). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([73]- {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} بالتاء: ابن كثير وحفص). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602 - وَأَنِّثْ يَكُنْ عَنْ دَارِمٍ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([602] وأنث يكن (عـ)ن (د)ارمٍ تظلمون غيـ = ـب (شـ)هدٍ (د) إدغام بيت (فـ)ي (حـ)لا
الدارم: الذي يُقارب في مشيه الخطى، والشيخ يقارب الخطو؛ يشير إلى أن القراءة منقولة عن شيخ طعن في السن حتى قارب الخطو.
وابن كثير أيضًا دارمي، فالقراءة منقولة عن دارم لأنه منهم.
والتاء تأنيث للمودة والياء؛ لأن المودة بمعنى الود، وللفصل بين الفعل والفاعل؛ ولأن المؤنث غير حقيقي). [فتح الوصيد: 2/838]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (602- وَأَنِّثْ يَكُنْ "عَـ"ـنْ "دَ"ارِمٍ "تظْلَمُونَ غَيْـ،.. ـبُ شُهْدٍ "دَ"نَا إِدْغَامُ بَيَّتَ "فِـ"ـي "حُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/74]
يعني: "كأن لم يكن بينكم وبينه مودة".
التأنيث لأجل لفظ مودة، والتذكير لأجل الفصل الواقع بين الفعل والفاعل مع أن المودة بمعنى الود والدارم الذي يقارب الخطا في مشيه؛ أي: القراءة منقولة عن شيخ هذه صفته ودارم أيضا: اسم قبيلة من تميم وليس ابن كثير منهم، خلافا لما وقع في شرح الشيخ -رحمه الله- وقد بينا الوهم في ذلك في الشرح الكبير في ترجمة ابن كثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - وأنّث يكن عن دارم .... = .... .... .... .... ....
قرأ حفص وابن كثير: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ بتاء التأنيث. وقرأ غيرهما بياء
[الوافي في شرح الشاطبية: 246]
التذكير). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... يَكُنْ = فَأَنِّثْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يكن فأنث واشمم باب أصدق طب ولا أي قرأ مرموز (طا) طب وهو رويس {كأن لم تكن بينكم وبينه} [73] بتأنيث الفعل وعلم من انفراده للآخرين وروح بالتذكير لأنه غير حقيقي). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحفص ورويس {كأن لم تكن} [73] بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (566- .... تأنيث تكن دن عن غفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (ش) فا
يعني قوله تعالى «كأن لم يكن بينكم وبينه مودة» قرأ بالتأنيث ابن كثير وحفص ورويس لأجل لفظ مودة، والباقون بالتذكير لأجل الفصل بين الفعل والفاعل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولمخالفة الاصطلاح قيد النصب، فقال:
ص:
في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (شفا)
ش: أي: قرأ ذو دال (دن) ابن كثير وعين (عن) حفص وغين (غفا) رويس- كأن لّم تكن بينكم وبينه مودّة [النساء: 73] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ دال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر، ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف- ولا يظلمون فتيلا [النساء: 77] بياء الغيب من الإطلاق.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح فرواه عنه أبو الطيب بالغيب.
ورواه سائر الرواة بالخطاب كالباقين.
تنبيه:
الخلاف في يظلمون الثاني [النساء: 124].
واتفقوا على غيب الذي قبل فتيلا [النساء: 77].
وجه تأنيث تكن [النساء: 73]: أنه مسند إلى مودّة [النساء: 73].
ووجه تذكيره: أنه مجازي، ومفصول، وبمعنى: الود، وهو المختار؛ [لأنه] الفصيح في مثلها.
ووجه غيب يظلمون [النساء: 77]: إسناده إلى الغائبين، وهم جماعة من الصحابة استأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد؛ مناسبة لقوله تعالى: ألم تر إلى الّذين قيل لهم [النساء: 77] وما بعده.
ووجه الخطاب: إسناده إليهم على الالتفات، أو في سياق: قل [النساء: 77]؛ مناسبة لقوله: أينما تكونوا يدرككم الموت [النساء: 78] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كَأَنْ لَمْ تَكُن" [الآية: 73] فابن كثير وحفص ورويس بالتاء وافقهم ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالتذكير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({كأن لم يكن} [73] قرأ المكي وحفص بالتاء، على التأنيث، والباقون بالياء، على التذكير). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عظيما} كاف وقيل تام فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند قوم، وعند بعض {عليما} قبله، وقيل {جميعا} ). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
{وَلَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{لَيَقُولَنَّ}
- قراءة الجمهور (ليقولن) بفتح اللام على جعل الفعل للمفرد، وهو المبطئ.
- وقراءة الحسن (ليقولن) بضم اللام، فقد أضمر فيه ضمير الجمع على معنى (من)، وهو شائع في العربية مقبول.
{كَأَنْ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
[معجم القراءات: 2/105]
{كَأَنْ لَمْ تَكُنْ}
- قرأ ابن كثير وحفص والمفضل عن عاصم ورويس وابن محيصن وسهل ويعقوب والبرجمي عن أبي بكر والشنبوذي (.. لم تكن) بالتاء على التأنيث؛ لأن بعده (مودة)، وهو مؤنث.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر (.. لم يكن) بالياء على التذكير؛ لأن (مودة) مؤنث مجازي، ثم هو مفصول عن الفعل بفاصل، وهو (بينكم وبينه)، وقيل: لأن المودة بمعنى الود.
{فَأَفُوزَ}
قرأ الجمهور (فأفوز) بنصب الزاي، وهو جواب التمني في قوله تعالى: (يا ليتني..).
- وقرأ الحسن ويزيد النحوي (فأفوز) برفع الزاي عطفًا على (كنت)، أو على الاستئناف، أي: فأنا أفوز). [معجم القراءات: 2/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 10:05 PM

سورة النساء
[ من الآية (74) إلى الآية (76) ]

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)}

قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال أبو الفضل: وقرأت عن أبي زيد إلا على اللنباني (أو يغلب فسوف يؤتيه) [74] بالياء). [المنتهى: 2/654]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) بالياء أبو زيد عن أبي عمر ووغير البناني، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة.
[الكامل في القراءات العشر: 528]
(مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) بالياء ابن أبي عبلة، وأبو بحرية، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو عَمْرٍو والحسن، والْجَحْدَرَيّ، وابن السَّمَّال، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وأبو عبيد، ومحمد، وَسَوْرَة وأبو ذهل، وقُتَيْبَة، والشيزري، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وهو الاختيار لقوله: (مَرْضَاتِ اللَّهِ)، الباقون بالنون، وقوله: (سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا) بالياء، وأبان والعباس، والْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ، الباقون بالنون، وهو الاختيار لما ذكرت، (فَيُقْتَلْ) بفتح الياء طَلْحَة في رواية الفياض، الباقون بضم الياء، وهو الاختيار ليميز بين الفعلين بمعنيين وهو أولى من معنى واحد). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... نُونَ يُؤْتِيِهْ حُطْ
.... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نون نؤتيه حط أي قرأ مرموز (حا) حط وهو يعقوب {فسوف نؤتيه أجرًا} [114] بنون العظمة وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه لخلف بالغيبة، واتفقوا في الحرف الأول وهو {أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا} [74] لبعد الاسم العظيم عنه فلا تحسن فيه الغيبة كحسنها في الأول لقربه فلا تتعدى هذه الترجمة إلى الأول لتقدم محله وشهرة الخلاف في هذا دون ذاك). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ مِنْ بَابِ " حُرُوفٌ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا "). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أو يغلب فسوف} [74] ذكر في حروف قربت مخارجها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم باء "يغلب فسوف" أبو عمرو وهشام وخلاد بخلف عنهما والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الشنبوذي "يؤتيه" بالياء والجمهور بالنون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}
{فَلْيُقَاتِلْ}
- قراءة الجمهور (فليقاتل) بسكون لام الأمر.
- وقرأت فرقة (فليقاتل) بكسر اللام.
[معجم القراءات: 2/106]
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{بِالْآَخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في سورة البقرة الآية/4، وهي
- تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف.
- السكت، ترقيق الراء.
- إمالة الهاء.
{فَيُقْتَلْ}
- قراءة الجماعة (فيقتل) مبنيًا للمفعول.
- وقرأ محارب بن دثار (فيقتل) مبنيًا للفاعل.
{يَغْلِبْ فَسَوْفَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي والدوري عن حمزة والداجوني وأبو بكر بإدغام الباء في الفاء.
- وعن خلاد وهشام خلاف في ذلك.
- وبالإظهار قرأ باقي السبعة وأبو جعفر ويعقوب.
{نُؤْتِيهِ}
- قراءة الجمهور (نؤتيه) بنون العظمة.
- وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف والشنبوذي (يؤتيه) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (نوتيه) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز (نؤتيه)، (يؤتيه) على ما تقدم.
[معجم القراءات: 2/107]
- وقرأ ابن كثير في الوصل (نؤتيهي) بوصل الهاء بياء على مذهبه المعروف في أمثاله.
{أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ}
- قرأ ابن مسعود (أو يغلب نؤته)، أسقط (فسوف)، وجعل (نؤته) مجزومًا على أنه جواب (من) الشرطية.
- وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو والأعمش وطلحة بن مصرف (يغلب.. يؤتيه) بالياء فيهما). [معجم القراءات: 2/108]

قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)}
{.. فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}
- قرأ ابن شهاب (في سبيل الله المستضعفين) بدون واو العطف.
قال أبو حيان: (.. فإما أن يخرج على إضمار حرف العطف، وإما على البدل من سبيل الله، أي: في سبيل الله سبيل المستضعفين؛ لأنه سبيل الله تعالى).
- وقراءة الجماعة: (في سبيل الله والمستضعفين) بواو العطف على سبيل الله، أي في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين، وقيل في التقدير غير هذا.
[معجم القراءات: 2/108]
{أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أخرجنا من القرية التي كانت ظالمة).
{نَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/109]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 10:06 PM

سورة النساء
[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا تظْلمُونَ فتيلا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة والكسائي {وَلَا يظْلمُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {تظْلمُونَ} بِالتَّاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {يُزكي من يَشَاء وَلَا يظْلمُونَ فتيلا} النِّسَاء 49 أَنه بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يظلمون فتيلاً} بالياء، مكي كوفي غير عاصم- ويزيد، وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يظلمون} [77]: بالياء مكي، كوفي غير عاصم، ويزيد، وسلام). [المنتهى: 2/655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (ولا يظلمون فتيلا أينما) الثاني بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وكلهم قرؤوا الأول بالياء). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {ولا يظلمون فتيلا} (77)، وهو الثاني: بالياء.
والباقون: بالتاء.
ولا خلاف في الأول (49): أنه بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف وأبو جعفر وروح: (ولا يظلمون فتيلا) [وهو] الثّاني بالياء، [والباقون بالتّاء] ولا خلاف في الأول أنه بالياء). [تحبير التيسير: 341] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُظْلَمُونَ) بالياء مكي، وأبو جعفر وهشام في قول ابن مهران، والعراقي، والرَّازِيّ وسلام، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (أَيْنَمَا تَكُونُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602- .... .... .... تظْلَمُونَ غَيْـ = ـبُ شُهْدٍ دَنَا .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والياء في (تظلمون)، لأن قبله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم...} إلى آخره.
[فتح الوصيد: 2/838]
فالغيب رد على ذلك، والخطاب رد على قوله: {قل متع الدنيا قليلٌ}، فهو للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، أو على: وقل لهم ولا تظلمون.
وشبه قراءة الغيب بالشهد الذي دنا لسهولة معناه وظهوره، فهو حلو كالشهد الذي يتناوله مع دنو من غير بعد ولا كلفة). [فتح الوصيد: 2/839]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {أَيْنَمَا تَكُونُوا}، فقرئ بالغيب؛ ردًّا على ما قبله من قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ} إلى آخر الآية، والخطاب على الالتفات وإن كان المراد: قل لهم فالغيب والخطاب من باب قولك: قل لزيد لا يضرب ولا تضرب بالياء والتاء، ومنه ما سبق.
"قل للذين كفروا سيغلبون"، و"لا يعبدون إلا الله"، ولا خلاف في الأول أنه بالغيبة وهو: {لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - .... .... .... تظلمون غيـ = ـب شهد دنا .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: ولا يظلمون فتيلا بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وأراد الناظم: ولا يظلمون فتيلا الذي بعده أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ، والذي دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع: أنه ذكره بعد بيان حكم ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ، وأما وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا الذي بعده انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ فقد اتفق القراء على قراءته بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96 - وَلاَ يُظْلَمُوا أُْد يَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص- ولا يظلموا (أ)د (يـ)ـا و(حـ)ـز حصرت فنو = ون انصب وأخرى مؤمنًا فتحه (بـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر وروى مرموز (يا) وهو روح {ولا تظلمون فتيلًا أينما تكونوا} [77- 78] بالغيب كما نطق به وهو الموضع الثاني وخرج الأول وهو {يظلمون فتيلًا انظر} [49 - 50] فإنه متفق عليه وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ولرويس بالخطاب على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 116] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَمَا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ رَوْحٍ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ كَذَلِكَ بِالْغَيْبِ، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ بِالْخِطَابِ كَالْبَاقِينَ. وَقَدْ رَوَى الْغَيْبَ أَيْضًا الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ لَكِنَّهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْغَيْبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} فَلَيْسَ فِيهَا خِلَافٌ مِنْ طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ، وَلَا رِوَايَةٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِأَجْلِ أَنَّ قَوْلَهُ مَنْ يَشَاءُ لِلْغَيْبِ فَرَدَّ عَلَيْهِ.
وَالْعَجَبُ مِنَ الْإِمَامِ الْكَبِيرِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ مَعَ جَلَالَتِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْخِلَافَ فِيهِ دُونَ الثَّانِي فَجَعَلَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ مُخْتَلَفًا فِيهِ وَالْمُخْتَلَفَ فِيهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وأبو الطيب عن روح {ولا تظلمون فتيلًا * أينما} [77، 78] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (566- .... .... .... .... .... = لا يظلمو دم ثق شذا الخلف شفا). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لا يظلمون) يريد قوله تعالى «ولا يظلمون فتيلا» بالغيب على اللفظ، قرأه ابن كثير وأبو جعفر وروح بخلاف عنه، وحمزة والكسائي وخلف حملا على ما قبله في قوله تعالى «ألم تر إلى الذين قيل لهم» الآية، والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولمخالفة الاصطلاح قيد النصب، فقال:
ص:
في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (شفا)
ش: أي: قرأ ذو دال (دن) ابن كثير وعين (عن) حفص وغين (غفا) رويس- كأن لّم تكن بينكم وبينه مودّة [النساء: 73] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ دال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر، ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف- ولا يظلمون فتيلا [النساء: 77] بياء الغيب من الإطلاق.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح فرواه عنه أبو الطيب بالغيب.
ورواه سائر الرواة بالخطاب كالباقين.
تنبيه:
الخلاف في يظلمون الثاني [النساء: 124].
واتفقوا على غيب الذي قبل فتيلا [النساء: 77].
وجه تأنيث تكن [النساء: 73]: أنه مسند إلى مودّة [النساء: 73].
ووجه تذكيره: أنه مجازي، ومفصول، وبمعنى: الود، وهو المختار؛ [لأنه] الفصيح في مثلها.
ووجه غيب يظلمون [النساء: 77]: إسناده إلى الغائبين، وهم جماعة من الصحابة استأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد؛ مناسبة لقوله تعالى: ألم تر إلى الّذين قيل لهم [النساء: 77] وما بعده.
ووجه الخطاب: إسناده إليهم على الالتفات، أو في سياق: قل [النساء: 77]؛ مناسبة لقوله: أينما تكونوا يدرككم الموت [النساء: 78] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا، أَيْنَمَا" [الآية: 77] فابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح من طريق أبي الطيب وخلف بالغيب، وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالخطاب.
واتفق على غيب الأول وهو قوله تعالى: "يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُون" [الآية: 77، 78] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فليقاتل في سبيل الله الذين}
{قيل} [77] لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليهم القتال} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لم} خلاف البزي في إثبات هاء السكت إن وقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تظلمون فتيلا} قرأ المكي والأخوان بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهذا هو الذي أراد بقوله: تظلمون غيب شهد دنا.
وإنما لم يقيده لذكره بعد {قليل}، فاكتفى بذلك عن التقييد، وأما الأول وهو {ولا يظلمون فتيلا انظر} فليس فيه خلاف من طريق من الطرق، ولا رواية من الروايات). [غيث النفع: 519]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}
{قِيلَ}
- تقدم الإشمام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة والبقرة، وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم إدغام اللام في اللام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة البقرة،
وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{الصَّلَاةَ}
- تقدم في الآية/43 من هذه السورة تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (عليهم القتال) بكسر الهاء وضم الميم، ووجهه مناسبة الهاء للياء، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم القتال) بكسر الهاء والميم، أما كسر الهاء فلمناسبة الياء، وأما كسر الميم فعلى أصل التقاء الساكنين.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (عليهم القتال)
[معجم القراءات: 2/109]
بضمهما؛ لأن الميم حركت بحركة الأصل وضم الهاء إتباعًا لها.
- وأما في الوقف فكلهم على أسكان الميم (عليهم).
وحمزة ويعقوب بضم الهاء مع أسكان الميم.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في الآية/246 من سورة البقرة.
{رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ}
- قرأ يعقوب والبزي بخلاف عنه (ربنا لمه..) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (ربنا لم..) بغير هاء في الوقف.
- والهاء ساقطة في الوصل عند الجميع.
{الْقِتَالَ لَوْلَا}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}
- قرأ ابن مسعود (لولا أخرتنا إلى أجل قريب فنموت حتف أنفنا ولا نقتل فتسر بذلك الأعداء).
وهذه القراءة وما شابهها تحمل على التفسير.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَالْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{اتَّقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/110]
{وَلَا تُظْلَمُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (ولا تظلمون) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وخلف وأبو جعفر وهشام وابن مجاهد وروح وابن محيصن والأعمش والحلواني وابن ذكوان (ولا يظلمون) بياء الغيبة). [معجم القراءات: 2/111]

قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُدْرِكْكُمُ) بإظهار الكافين مع إسكان الأول اختيار الزَّعْفَرَانِيّ برفعهما طَلْحَة وعنه بالنصب، الباقون بكاف واحدة مشددة، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى فمال مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فمال هؤلاء} [78] ذكر في باب الوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على ما من مال في مواضعه الأربعة أبو عمرو دون اللام على ما نص عليه الشاطبي وجمهور المغاربة، واختلف فيه عن الكسائي فيه على اللام، أو ما، ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على ما لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا
[إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
وحكما كما اختاره في النشر، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر، ثم إذا وقف على ما أو اللام اضطرارا أو اختيارا بالموحدة، امتنع الابتداء بقوله تعالى: لهذا وهذا، وإنما يبتدأ فمال هؤلاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فمال} [78] الوقف فيها على (ما) دون اللام للبصري، واختلف عن علي فقيل كذلك، وقيل على اللام، والباقون يقفون على اللام، قال المحقق: (والأصح جواز الوقف على (ما) للجميع، لأنها كلمة برأسها، ولأن كثيرًا من الأئمة والمؤلفين لم ينصوا فيها عن أحد بشيء، فصار كسائر الكلمات المفصولات، وأما الوقف على اللام فيحتمل لانفصالها خطا، ولم يصح في ذلك عندنا نص عن الأئمة) اهـ.
[غيث النفع: 519]
ولا ينبغي الوقف عليه إلا من ضرورة، لأن فيه كما قال الصفاقسي في إعرابه قطع المبتدأ عن الخبر والجار عن المجرور). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
{يُدْرِكُكُمُ}
- قرأ طلحة بن سليمان (يدرككم) برفع الكافين.
وخرجه أبو الفتح على حذف فاء الجواب أي: فيدرككم الموت، وهي عند أبي حيان قراءة ضعيفة.
وقال ابن مجاهد: (وهذا مردود في العربية).
وقال ابن جني: (هو لعمري ضعيف في العربية، وبابه الشعر والضرورة، إلا أنه ليس بمردود؛ لأنه قد جاء عنهم، ولو قال [أي
[معجم القراءات: 2/111]
ابن مجاهد]: مردود في القرآن لكان أصح معنى؛ وذلك أنه على حذف الفاء، كأنه قال: فيدرككم الموت..).
- وقراءة الجماعة (يدرككم) بسكون الكاف الأولى، على أنه جواب الشرط.
- وقرأه الحسن بفتح الكاف (يدرككم)، وهي رديئة.
{مُشَيَّدَةٍ}
- قراءة الجماعة (مشيدة) بالياء المشددة المفتوحة، وضم الميم في أوله، اسم مفعول بمعنى مرفوعة أو مجصصة.
- وقرأ نعيم بن ميسرة (مشيدة) بالياء المشددة المكسورة والميم المضمومة، وصفًا لها بفعل فاعلها مجازًا كما قيل: قصيدة شاعرة، وإنما الشاعر ناظمها.
- وقرأ مجاهد (مشيدة) بفتح الميم وتخفيف الياء، من شاد القصر إذا رفعه أو طلاه بالشيد، وهو الجص.
وهذا مثل قوله تعالى: (وقصر مشيد).
{مِنْ عِنْدِكَ قُلْ}
- إدغام الكاف في القاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فَمَالِ هَؤُلَاءِ}
- اتفق كتاب المصاحف على رسم هذه اللام مقطوعة (فمال) مع أنها حرف جر، واختلف القراء في الوقف عليها:
[معجم القراءات: 2/112]
- وقف أبو عمرو من رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه والكسائي بخلاف عنه على (فما).
- ووقف بقية القراء على اللام (فمال) اتباعًا للخط، وهو الوجه الثاني عن الكسائي.
قال الفراء: (ولاتصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام؛ لأنها خافضة).
- وقال النحاس: (واللام متصلة عند البصريين والفراء لأنها لام خفض، وحكى ابن سعدان انفصالها).
وقال أبو حيان: (ولا ينبغي تعمد ذلك [أي الوقف]؛ لأن الوقف على (فما) فيه قطع عن الخبر، وعلى اللام فيه قطع عن المجرور دون حرف الجر، وإنما يكون ذلك لضرورة انقطاع النفس).
وقال العكبري: (ومن القراء من يقف على اللام من قوله (فمال هؤلاء)، وليس موضع وقف، واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء، وهي خبر المبتدأ).
وقال ابن الجزري: (وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها، فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم؛ حيث لم يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسًا.
ويحتمل ألا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
وأما الوقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظًا وحكمًا ورسمًا، وهذا هو الأشبه عندي
[معجم القراءات: 2/113]
بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضًا، وآخذ به؛ فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا..).
{هَؤُلَاءِ}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فصورة الوقف عنده على ما يلي:
أ- الهمزة الأولى:
- التسهيل مع المد والقصر.
- الإبدال واوًا مع المد والقصر.
- المد مع التحقيق.
ب- الهمزة الثانية:
وله في الثانية خمسة أوجه أيضًا:
- إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- تسهيلها مع المد والقصر.
- ولهشام في الهمزة الثانية ما ذكر عن حمزة.
{لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}
- قرأ تميم بن حذلم (لا يكادون يفقهون حديثًا) بضم الياء مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 2/114]

قوله تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمِنْ نَفْسِكَ) بفتح الميم ميمونة عن أبي جعفر، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لقوله: (فَمِنَ اللَّهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)}
{فَمِنَ اللَّهِ}
- روى كرداب عن يعقوب (.. فمن الله) بتشديد النون ورفعها ونصب الميم وخفض اسم الله.
[معجم القراءات: 2/114]
{فَمِنْ نَفْسِكَ}
- قرأت عائشة رضي الله عنها، وكرداب عن يعقوب (فمن نفسك).
من: استفهام معناه الإنكار.
أي: فمن نفسك حتى ينسب إليها فعل؟
والمعنى: ما للنفس في الشيء فعل.
- وفي مصحف ابن مسعود، وقراءة ابن عباس (فمن نفسك وإنما قضيتها عليك).
قالوا: وهذه قراءة تحمل على التفسير.
- وحكى أبو عمرو أنها في مصحف ابن مسعود وقراءة أبي وابن عباس (فمن نفسك وأنا كتبتها عليك)، ورواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس، وهي عند النحاس قراءة على التفسير.
قال القرطبي: (هذه قراءة على التفسير أثبتها أهل الزيغ في القرآن).
وذكر أنه رواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس وأبي وابن مسعود.
والحديث بذلك عن ابن مسعود وأبي منقطع؛ لأن مجاهدًا لم ير عبد الله ولا أبيًا. كذا عند القرطبي.
- وروي أن ابن مسعود وأبيًا قرأا: (فمن نفسك وأنا قدرتها عليك).
- وقرأ ابن مسعود (.. وأنا عددتها عليك).
- وحكى الكسائي عن بعضهم (فمن نفسك).
[معجم القراءات: 2/115]
كذا ضبط فيه بفتح الفاء، ولا أعلم أهو قراءة أو هو جائز لغة.
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 45، 50 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/116]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م 10:10 PM

سورة النساء
[ من الآية (80) إلى الآية (82) ]

{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)}

قوله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تولى" [الآية: 80] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا كفى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}
{تَوَلَّى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم في الآية/6 من هذه السورة كسر الهاء وضمها). [معجم القراءات: 2/116]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا فِي إدغام التَّاء وإظهارها من قَوْله {بَيت طَائِفَة} 81
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {بَيت طَائِفَة} مدغما
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {بَيت طَائِفَة} بِنصب التَّاء غير مدغمة). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بيت طائفة} [81]: مدغم: أبو عمرو، وحمزة، وزيدٌ طريق البخاري). [المنتهى: 2/655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة (بيت طائفة) بالإدغام، وقرأ الباقون بفتح التاء والإظهار، وهو اختيار أبي أيوب الخياط). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وحمزة: {بيت طائفة منهم} (81): بإدغام التاء في الطاء.
والباقون: بفتح التاء، من غير إدغام). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو وحمزة: بيت طائفة منهم) بإدغام التّاء في الطّاء والباقون بفتح التّاء من غير إدغام). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} مدغم: أبو عمرو وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602- .... .... .... .... = .... إِدْغَامُ بَيَّتَ فِي حُلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وإنما كان (إدغام بيت في حلا)، وهو جمع حلية، لأن التاء من مخرج الطاء، والطاء أقوى منها.
وإدغام الأضعف في الأقوى حسن، لأنه تقويةٌ له، فيصير بالتقوية في حلى.
وكره ذلك أبو عبيد وأصحاب الاختيار وقال: لأن ترك الإدغام ممكن). [فتح الوصيد: 2/839]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما "بَيَّتَ طَائِفَةٌ"، فأبو عمرو على أصله في إدغامه، ووافقه حمزة فيه كما وافقه في مواضع أخر تأتي في أول سورة "والصافات"، ولولا حمزة لما احتاج إلى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
ذكر هذا الحرف لأبي عمرو هنا بل كان ذلك معلوما من إدغام الحرفين المتقاربين، فلما احتاج إلى ذكره لأجل حمزة رمز لأبي عمرو معه خشية أن يظن أنه لحمزة وحده، ولهذا نظائر سابقة ولاحقة، وكان يلزمه مثل ذلك في أول "والصافات" فلم يفعله، وقد قيل إن إدغام: "بَيَّتَ طَائِفَةٌ" ليس من باب الإدغام الكبير بل من الصغير، والتاء ساكنة للتأنيث مثل: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ}.
وقد ذكرنا وجه هذا القول على بعده في الشرح الكبير في باب الإدغام، وفي هذا البيت ثلاث مسائل وصلها بغير واو فاصلة بينها؛ إذ لا ريبة في ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - .... .... .... .... .... = .... .... إدغام بيّت في حلا
....
وقرأ حمزة وأبو عمرو بإدغام تاء بَيَّتَ في طاء طائِفَةٌ وقرأ بإظهارها الباقون. وقد يقال علم من باب إدغام المتقاربين أن السوسي يدغم التاء في الطاء مثل بَيَّتَ طائِفَةٌ، فكان ينبغي للناظم أن يقتصر هنا على بيان مذهب حمزة والدوري عن أبي عمرو؛ لأن مذهب السوسي قد علم ويجاب عن هذا بأن الناظم ضم إليهما السوسي خشية أن يتوهم متوهم أن حمزة والدوري اختصا بإدغام هذا الحرف وأن السوسي خالف فيه أصله فقرأ بإظهاره). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ إِدْغَامِ بَيَّتَ طَائِفَةٌ لِأَبِي عَمْرٍو وَحَمْزَةَ فِي آخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بيت طائفةٌ} [81] ذكر في بابه إدغامه لأبي عمرو وحمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "بيت طائفة" أبو عمرو وحمزة والباقون بفتح التاء مع الإظهار، وقطع أبو عمرو بإدغامه مع أنه من الكبير؛ لأن قياسه بيتت لإسناده لمؤنث فلما حذفت التاء لكونه مجازيا صارت اللام مكان تاء تأنيث فسكنت لضرب من النيابة، ولذا وافقه حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن إدغام يكتب ما يبيتون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)}
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}
- قراءة الجمهور (.. طاعة) بالرفع، أي: أمرنا طاعة، أو منا طاعة.
- وقرأ نصر بن عاصم والحسن والجحدري (.. طاعة) بالنصب على المصدر، أي نطيع طاعةً.
قال الأخفش: (ويجوز: طاعةً، بالنصب أي نطيع طاعةً).
[معجم القراءات: 2/116]
{بَيَّتَ طَائِفَةٌ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم والكسائي ويعقوب وأبو جعفر بإظهار التاء (بيت طائفة).
وذكر مكي أن الإظهار هو اختيار أبي أيوب الخياط.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء في الطاء (بيت طائفة).
قال ابن الأنباري: (من قرأ (بيت طائفة) بسكون التاء مدغمة فأصلها: بيتت طائفة، بتاءين: تاء التأنيث، وتاء هي لام الكلمة، فحذفت التاء التي هي لام الكلمة كراهية لاجتماع المثلين.
ومن قرأ (بيت طائفة) بفتح التاء جعلها لام الكلمة، ولم يأت بعلامة تأنيث، وذكر الفعل لتقدمه، وأن تأنيث الفاعل غير حقيقي.
قال الفراء: (وقد جزمها حمزة.. جزمها لكثرة الحركات فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء).
وقال الزجاج: (وقرأ القراء: بيت طائفة) على إسكان التاء وإدغامها في الطاء.
وروي عن الكسائي أن ذلك إذا كان في فعل فهو قبيح، [قال الزجاج]: ولا فرق في الإدغام ههنا في فعل كان أو في اسم، لو قلت: بيت طائفة، وهذا بيت طائفةٍ، وأنت تريد: بيت طائفة كان واحدًا.
[معجم القراءات: 2/117]
وإنما جاز الإدغام لأن التاء والطاء من مخرج واحد).
وقال الشهاب: (والإدغام هنا على خلاف الأصل والقياس، قال الداني: لم تدغم تاء متحركة غير هذه).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (بيت مبيت منهم يا محمد).
{غَيْرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{تَقُولُ}
- قراءة الجمهور (تقول) بالتاء على الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ يحيى بن يعمر ونبيح والحسن (يقول) بياء الغيبة، ويحتمل أن يكون الضمير للرسول، ويكون التفاتًا من الخطاب إلى الغيبة، ويحتمل أن يعود على الطائفة، لأنها في معنى القوم أو الفريق.
{وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}
- قرأ ابن محيصن بإدغام الباء في الميم، وهو على الصحيح إخفاء.
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/45 و50 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/118]

قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل القرآن ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({القرءان} [82] نقل حركة الهمزة إلى الراء وحذفها للمكي، وإثباتها مع إسكان الراء للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}
{يَتَدَبَّرُونَ}
- قراءة الجمهور (يتدبرون) بياءٍ وتاءٍ بعدها على الأصل.
- وقرأ ابن محيصن (يدبرون) بإدغام التاء في الدال.
{الْقُرْآَنَ}
- قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، فالهمزة مفتوحة والراء ساكنة، وبعد النقل تصبح الراء مفتوحة، والهمزة
[معجم القراءات: 2/118]
ألفًا (القران)، وهي رواية عن ابن محيصن.
- وعلى هذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/119]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:00 PM

سورة النساء
[ من الآية (83) إلى الآية (84) ]

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84)}

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ) بإسكان اللام وهكذا (لُعِنُوْا) بإسكان العين). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا (83)}
{جَاءَهُمْ}
- تقدمت الإمالة والوقف في الآية/62 من هذه السورة.
{رَدُّوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (ردوهو) بوصل الهاء بواو.
- والجماعة بهاء مضمومة (ردوه).
{لَعَلِمَهُ}
- قرأ أبو السمال (لعلمه) بسكون اللام.
وتسكن عين (علم) مطرد في لغة تميم.
- وقراءة الجماعة بكسر اللام (لعلمه) ). [معجم القراءات: 2/119]

قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بأس} و{بأسا} [84] إبدالها للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)}
{لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}
- قرأ الجمهور من القراء (لا تكلف..) بالرفع على الخبر، وهو مبني للمفعول.
قال الأخفش: (وبالرفع نقرأ).
[معجم القراءات: 2/119]
- وقرأ عبد الله بن عمر، ونقله الأخفش (لا تكلف..) بالجزم على جواب الأمر (فقاتل) وهو بعيد عند الشهاب.
- وقال ابن خالويه: (لا يكلف إلا نفسك) بحزم الفاء وضمار فاعل في (يكلف)، حكاه الأخفش. والذي وجدته في معاني الأخفش بالتاء من فوق، وليس بالياء من تحت كما أثبته ابن خالويه.
- وقرئ (لا نكلف..) بالنون وكسر اللام.
قال أبو حيان: (ويحتمل وجهي الإعراب: الحال أو الاستئناف)، وهو عند الشهاب على تقدير: لا نكلف أحدًا الخروج إلا نفسك.
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/19 من هذه السورة.
{أَنْ يَكُفَّ}
- قرأ زيد بن علي (أن يكفي) من الكفاية.
{بَأْسَ ... بَأْسًا}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي وأبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا (باس.. باسًا) ). [معجم القراءات: 2/120]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:02 PM

سورة النساء
[ من الآية (85) إلى الآية (87) ]

{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87)}

قوله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)}
{مَنْ يَشْفَعْ ...}
- قراءة الجمهور (من يشفع..) بسكون العين جزمًا؛ لأنه فعل الشرط، وجوابه: (يكن).
- وقرأ أبو الهيثم (من يشفع..) برفع العين، ولعله هنا على تقدير (من) اسمًا موصولًا، فارتفع الفعل بعده.
قال في التهذيب: (وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قرأ (من يشفع شفاعة حسنة) أي يزداد عملًا إلى عمل).
{سَيِّئَةً}
- تقدم الحديث في (سيئة) فيما يجوز الوقف فيه، انظر الآية/81 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/121]

قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حسيبا} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب التاسع بلا خلاف). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/121]

قوله تعالى: {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ومن أصدق من الله) و(تصدية) و(قصد السبيل) وشبهه إذا سكنت الصاد وأتت الدال بعدها وجميع ما في كتاب الله عز وجل منه اثنا عشر موضعًا بين الصاد والزاي، وقرأ الباقون بالصاد). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ومن أصدق} (87)، و: {يصدفون} (الأنعام: 46)، و: {وتصدية} (الأنفال: 35)، و: {يصدر} (القصص: 23)، و: {قصد السبيل} (النحل: 9)، وشبهه، إذا كانت الصاد ساكنة، وبعدها دال: بإشمام الصاد الزاي.
والباقون: بالصاد خالصة). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف ورويس: (ومن أصدق ويصدفون وتصديق وتصدية وقصد السّبيل). وشبهه إذا كانت الصّاد ساكنة وبعدها دال بإشمام الصّاد الزّاي، والباقون بالصّاد خالصة). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([87]- {وَمَنْ أَصْدَقُ} بإشمام الصاد الزاي إذا سكنت وبعدها دال: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (603 - وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ = كَأَصْدَقُ زَايًا شَاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا (شـ)اع وارتاح أشملا
قوله: (كأصدق)، دليل على أن له نظائر.
وذلك نحو: {تصدية} و{يصدفون} و {تصدیق}.
وجاء اثني عشر موضعًا:
في هذه السورة موضعان، وفي الأنعام ثلاثة والباقي سبعة في سبع سور: الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص والزلزلة.
[فتح الوصيد: 2/839]
ومعنى قوله: (شاع)، أي انتشر في النقل والعربية، وارتاحت شمائله.
والارتياح: النشاط. والشمائل والأشمل: جمع شمال، والشمال: اليد والخلق؛ قال جرير:
...وما لومي أخي من شماليا
أي من خلقي.
والعلة في هذا الإشمام، كالعلة المذكورة في: {الصرط}، لأن الدال حرفٌ مجهور، والصاد مهموسٌ). [فتح الوصيد: 2/840] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا شاع وارتاح أشملا
ب: (الارتياح): النشاط، (الأشمل): جمع (الشمال) بالكسر، وهو الخلق أو اليد.
[كنز المعاني: 2/157]
ح: (إشمام): مبتدأ، (ساكنٍ قبل داله): صفتا (صادٍ)، والهاء: للصاد أضيف إليها لملابسة المصاحبة، (كأصدق): نصب على الظرف، (زايًا): مفعول (إشمامُ)، (شاع): خبر، و (ارتاح): عطف، (أشملا): تمييز، ومعناه: ارتاح وحسن أخلاقًا.
ص: قرأ حمزة والكسائي كل صاد ساكن بعده دال بإشمام ذلك الصاد زايًا، نحو: {ومن أصدق من الله} [87، 122]، و{تصدية} [الأنفال: 35]، و{تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع بما} [الحجر: 94]، و{قصد السبيل} [النحل: 9] وشبهه.
لأن الصاد مهموسة والدال مجهورة، فكرهوا الخروج من الهمس إلى الجهر، فأشموا الصاد شيئًا من الزاي لمناسبتها الصاد في الصفير، والدال في الجهر، وهذا البحث جرى في: {الصراط} [الفاتحة: 6].
والباقون بالصاد الخالصة على الأصل). [كنز المعاني: 2/158] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (603- وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ،.. كَأَصْدَقُ زَايًا "شَـ"ـاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلا
يعني: نحو: "تَصْدِيَةً"، و"يَصْدِفُونَ"، و"يُصْدِرَ"، و"تَصْدِيقَ"، و"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ"، و"عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ"، و"مَنْ أَصْدَقُ"، وجه هذا الإشمام ما تقدم في "الصراط"؛ لأن الدال مجهورة، وقراءة الباقين بالصاد الخالصة، وقوله: زايا بالنصب هو ثاني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
مفعولي وإشمام والأول أضيف إليه وهو صاد؛ لأنك تقول أشم الصاد زايا والمصدر يتعدى تعدية فعله، وأشملا تمييز والارتياح النشاط وأشملا جمع شمال بكسر الشين وهو الخلق واليد يشير إلى حسنه في العربية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (603 - وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زاء شاع وارتاح أشملا
قرأ حمزة والكسائي بإشمام كل صاد زاء إذا كانت الصاد ساكنة ووقعت قبل دال نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ*، يُصَدِّقُونَ، وَتَصْدِيَةً، وَلكِنْ تَصْدِيقَ*، فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، يُصْدِرَ الرِّعاءُ، يَصْدُرُ النَّاسُ. فإذا كانت الصاد متحركة نحو صَدَقَةٍ* صَدَقُوا* أو كانت ساكنة ولم تقع قبل دال نحو: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ فلا إشمام فيها لأحد. وكيفية الإشمام أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد خالصة ولا بزاي خالصة ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما ينطق العوام بالظاء. وقرأ الباقون بالصاد الخاصة. و(شاع): انتشر.
و(الارتياح): النشاط. و(أشملا): جمع شمال وهو جمع قلة لأن جمع الكثرة شمائل). [الوافي في شرح الشاطبية: 247] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... .... = .... وَأَشْمِمْ بَابَ أَصْدَقُ طِبْ وَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وروى أيضًا رويس إشمام كل صاد قبل دال وعمم الحكم بقوله: باب أصدق فاندرج فيه نحو «يصدفون، وتصديق، وقصد السبيل» وعلم من الوفاق أنه لخلفكذلك ولأبي جعفر وروح بالصاد الخالصة). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُصَدِّقٌ (وَتَصْدِيقَ) وَ (يَصْدِفُونَ) وَ (فَاصْدَعْ) وَ (قَصْدُ) وَ (يُصْدِرَ) وَمَا أَشْبَهَهُ إِذَا سَكَنَتِ الصَّادُ وَأَتَى بَعْدَهَا دَالٌ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ،
[النشر في القراءات العشر: 2/250]
بِإِشْمَامِ الصَّادِ الزَّايَ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي (يُصْدِرَ)، وَهُوَ فِي الْقَصَصِ وَالزَّلْزَلَةِ.
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي غَيْرِهِ، فَرَوَى عَنْهُ النَّخَّاسُ وَالْجَوْهَرِيُّ كَذَلِكَ بِالْإِشْمَامِ جَمِيعَ ذَلِكَ، وَبِهِ قَطَعَ ابْنُ مِهْرَانَ بِهِ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ وَابْنُ مِقْسَمٍ بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ، وَبِهِ قَطَعَ الْهُذَلِيُّ وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {أصدق} [87]، وفي كل صاد ساكنة بعدها دال نحو {تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع} [الحجر: 94] بإشمام
[تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
الصاد الزاي، وافقهم رويس في {يصدر} في القصص [23]، والزلزلة [6]، واختلف عنه في سائر الباب، والباقون بالصاد الخالصة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أصدق" [الآية: 87] وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعا "وَمَنْ أَصْدَق" [الآية: 87، 122] معا هنا "هم يصدفون، الذين يصدفون، كانوا يصدفون" [بالأنعام الآية: 46، 157] و"تصدية" [بالأنفال الآية: 35] و"لَكِنْ تَصْدِيق" [يونس الآية: 37] [ويوسف الآية: 111] "فاصدع" [بالحجر الآية: 94] "قَصْدُ السَّبِيل" [بالنحل الآية: 9] "يُصْدِرَ الرِّعَاء" [القصص الآية: 23] "يَصْدُرُ النَّاس" [بالزلزلة الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معا وافقهم الأعمش والباقون بالصاد الخالصة على الأصل، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم مد "لا ريب فيه" مدا متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الله لا إله إلا هو}
{أصدق} [87] قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، للمجانسة وقصد الخفة، والباقون بالصاد الخالصة، على الأصل). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)}
{لَا رَيْبَ}
- تقدم مد حمزة لـ(لا) مدًا متوسطًا بخلاف عنه، وكذا حفص وهبيرة.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}
- تقدم إدغام الباء في الفاء والخلاف فيه لأبي عمر.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/121]
{أَصْدَقُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه والأعمش بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، وهي لغة قيس، وقيل: إنهم قرأوا بالزاي.
- وقرأ الباقون بالصاد الخالصة على الأصل، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس، وهي لغة قريش). [معجم القراءات: 2/122]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:03 PM

سورة النساء
[ من الآية (88) إلى الآية (91) ]

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91)}

قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فئتين} [88] إبدال الهمزة ياء لحمزة إن وقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)}
{فِئَتَيْنِ}
- قرأ أبو جعفر (فيتين) بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة في الوقف والوصل.
- وقرأ كذلك بالإبدال حمزة في الوقف.
{أَرْكَسَهُمْ}
- قرأ الجمهور (أركسهم) رباعيًا، أي نكسهم، وردهم في كفرهم.
- وقرئ (ركسهم) بالتضعيف، والتشديد للثقل والتكثير.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب (ركسهم) ثلاثيًا). [معجم القراءات: 2/122]

قوله تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سواء} [89] تسهيل همزه مع المد والقصر له أيضًا إن وقف كذلك). [غيث النفع: 523]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإن تولوا} وافق البزي الجماعة على تخفيف التاء، لأنه ماض، وما في القرآن غير هذا من لفظ {تولوا} كالذي في آل عمران {فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} وفي المائدة {فإن تولوا فاعلم} [49] فكله بالتخفيف، إلا ما نعينه في مواضعه، إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)}
{سَوَاءً}
- قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل مع المد والقصر.
{أَوْلِيَاءَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسكين الهمزة، ثم إبدالها ألفًا من جنس ما قبلها فيجتمع ألفان: (أولياا) فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر المحذوف الأولى، وهو القياس، قصر..، وإن قدر الثانية جاز المد والقصر، لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف.
ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين.
{حَتَّى يُهَاجِرُوا}
- رقيق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
{نَصِيرًا}
رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 2/123]

قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({حصرة صدورهم} نصب يعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حصرت} [90]: منونه: بصري غير أبي عمرو والحريري، والمفضل). [المنتهى: 2/655]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَصِرَتْ) منون بصري غير أيوب، وأَبُو عَمْرٍو، والجريري، والمفضل، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح، وهو الاختيار ليكون في موضع الحال، الباقون على الفعل، (فَلَقَاتَلُوكُمْ) بالتشديد من القتل مجاهد، الباقون من القتال، وهو الاختيار لقوله: (أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... وَحُزْ حَصِرَتْ فَنَوْ = وِنِ انْصِبْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وحز حصرت أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {حصرت صدورهم} [90] بنصب تاء التأنيث منونة ويقف بالهاء على أصله وعلم من انفراده للآخرين بإسكان التاء ويقفان بالتاء). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِنَصْبِ التَّاءِ مُنَوَّنَةً، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ بِالْهَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، كَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ فِي مَذْهَبِهِ وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ أَصْلُهُ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْوَقْفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ لِجَمِيعِ الْقُرَّاءِ كَابْنِ سَوَّارٍ وَغَيْرِهِ فَأَدْخَلَ يَعْقُوبَ فِي جُمْلَتِهِمْ إِجْمَالًا، وَالصَّوَابُ تَخْصِيصُهُ بِالْهَاءِ عَلَى أَصْلِهِ فِي كُلِّ مَا كُتِبَ مِنَ الْمُؤَنَّثِ بِالتَّاءِ وَيُوقَفُ عَلَيْهِ هُوَ وَغَيْرُهُ بِالْهَاءِ عَلَى أُصُولِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَكِّنُوا شَيْئًا، وَالْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ التَّاءِ وَصْلًا وَوَقْفًا. وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ تَائِهَا مِنْ فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ. وَكَذَا مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي الرَّاءِ مِنْ بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {حصرت صدورهم} [90] بنصب التاء منونة، ويقف بالهاء على أصله في المرسوم، والباقون بإسكان التاء في الحالين، وهم على ما أصل في الإدغام الصغير، وذكر ترقيق الأزرق في الراءات). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (567 - وحصرت حرّك ونوّن ظلما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وحصرت حرّك ونوّن (ظ) لعا = تثبّتوا (ش) فا من الثّبت معا
أي قوله «حصرت صدورهم» كما قيده بتحريك الساكن وهو التاء وتنويها فيصير حصرة يعقوب ويقف بالهاء وليست مخالفة للرسم، لأنهم كتبوا على بينت ومن ثمرت بالتاء لاحتمال القراءتين فكذا هنا، والباقون حصرت كما لفظ به بالإسكان بغير تنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وحصرت حرّك ونوّن (ظ) لعا = تثبّتوا (شفا) من الثّبت معا
مع حجرات ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلعا) يعقوب حصرة صدورهم [النساء: 90] بتحريك التاء بالنصب وتنوينها على الحال من فاعل جآءوكم [النساء: 90].
وهو على أصله في الوقف عليه بالهاء كما تقدم في الوقف على المرسوم.
وكذا نص عليه أبو العز وغيره، وهو الصحيح في مذهبه، والذي يقتضيه أصله؛ لأنه كتب بالتاء، والباقون بإسكان التاء، وصلا، ووقفا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب: (حصرة صدورهم) بنصب تاء التّأنيث منونة ويقف بالهاء على أصله، والباقون بالإسكان ويقفون بالتّاء. والله الموفق). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَصِرَتْ صُدُورُهُم" [الآية: 90] فيعقوب بنصب التاء منونة على الحال بوزن تبعة وافقه الحسن، والباقون بسكون التاء فعلا ماضيا على أصله في الوقف بالهاء فيما رسم بالتاء وافقه الحسن "ورقق" راءها الأزرق وأدغم التاء في الصاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأظهرها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فلقتلوكم" بغير ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حصرت} [90] ورش فيه على أصله من ترقيق الراء، ومن قال فيه بالتفخيم وصلاً واعتل بوقوع الراء بين صادين فليس بشيء، لانفصال الصاد الثانية عنها بالتاء، وقد أجمعوا على ترقيق الراء من {الذكر صفحا} [الزخرف: 5] و{لتنذر قوما} معًا و{المدثر قم} ولم يوجد فيه إلا الانفصال الخطي فهذا أولى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}
{مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ}
- في مصحف أبي وقراءته (ميثاق جاءوكم)، بغير (أو).
[معجم القراءات: 2/123]
- وقرأ أبي أيضًا: (ميثاق حصرت صدورهم)، وليس في هذه القراءة (أو جاءوكم).
{جَاءُوكُمْ}
- تقدمت القراءة فيه بالإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/62 من هذه السورة، وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{حَصِرَتْ}
- قراءة الجماعة (حصرت) بسكون التاء، على أنه فعل ماضٍ، أي: ضاقت صدورهم.
- وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب والمفضل والمهدوي عن عاصم وهي رواية حفص وسهل وأبي زيد عن أبي عمرو من طريق الأهوازي (حصرة) بالنصب على الحال من الواو في (جاءوكم).
قال الطبري: (وهي صحيحة في العربية فصيحة غير أنه غير جائزة القراءة بها عندي لشذوذها وخروجها عن قراءة قراء الإسلام).
- قرئ (حصرة) بالرفع، خبر مقدم، أي: صدورهم حصرة.
- وذكر العكبري انه قرئ (حصرةٍ) بالجر صفة لقوم.
[معجم القراءات: 2/124]
- وذكر هذا ابن النحاس وجهًا جائزًا في الإعراب لا قراءة.
- وقرأ الحسن والضحاك (حصراتٍ) بألف، حال من قوم.
- وقرأ جناح بن حبيش والحسن (حاصرات) بألفين.
- وقرأ المفضل ويعقوب والحسن بالهاء (حصره)، في الوقف، وتقدمت قراءة الحسن في الوصل بالتنوين.
- والباقون يقفون بالتاء (حصرت).
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في الوقف.
قال مكي: (فإن وقف [أي ورش] على (حصرت) رقق الراء لزوال حرف الاستعلاء الذي أوجب التغليظ في الراء، ولزوم الكسرة قبل الراء).
{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بإدغام التاء في الصاد (حصرت صدورهم).
- وقراءة الباقين بإظهار التاء مع الصاد.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
{فَلَقَاتَلُوكُمْ}
- قراءة الجماعة بألف المفاعلة (فلقاتلوكم).
[معجم القراءات: 2/125]
- وقرأ مجاهد والحسن (فلقتلوكم) من (قتل) على وزن (ضربوكم).
- وقرأ الحسن والجحدري (فلقتلوكم) بالتشديد، وهو يفيد التكثير.
{السَّلَمَ}
- قراءة الجماعة بفتح السين واللام (السلم) أي الانقياد.
- وقرأ الجحدري وقتادة (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
- وقرأ الحسن وجبلة والمفضل وأبان عن عاصم (السلم) بكسر السين وسكون اللام). [معجم القراءات: 2/126]

قوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُدُّوا) بكسر الراء جرير عن الْأَعْمَش، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنها أفشى اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)}
{أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا}
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أن يامنوكم ويامنوا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والجماعة على الهمز.
{رُدُّوا}
- قرأ ابن وثاب والأعمش وعلقمة (ردوا) بكسر الراء، وأصله رددوا، فلما أدغمت الدال نقلت كسرة الأولى إلى الراء.
- وقراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل.
[معجم القراءات: 2/126]
{أُرْكِسُوا فِيهَا}
- قرأ عبد الله (ركسوا) بضم الراء من غير ألف، وذكرها الألوسي عن أبي أيضًا.
قال العكبري: (... وفيها لغة أخرى، وهي ركسه الله بغير همزة ولا تشديد، ولا أعلم أحدًا قرأ به).
- وقرأ عبد الله أيضًا (ركسوا) بالتشديد، وهو للتكثير والتكرير معًا.
- وقرأ الجمهور (أركسوا) على إثبات الهمزة مضمومة، وهو متعد إلى مفعول واحد.
{السَّلَمَ}
- لم يصرحوا في هذا الموضع في القراءة بغير ما عليه الجماعة، وهو فتح السين واللام، وأحسب أنه لا يختلف عن الوجوه الثلاثة التي أثبتها في الآية السابقة/90.
- قال ابن عطية: (والخلاف في السلم حسب ما تقدم).
{حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
- إدغام الثاء في الثاء عن أبي عمرو ويعقوب، وتقدم مثل هذا في الآية/191 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/6 من هذه السورة بضم الهاء وكسرها). [معجم القراءات: 2/127]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:05 PM

سورة النساء
[ من الآية (92) إلى الآية (93) ]

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَدِيَةٌ) مشدد الفليحي عن أبي جعفر، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وطَلْحَة غير الفياض، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، وقرأ ابْن مِقْسَمٍ (فَدِيَةً) مخفف منصوب، وهكذا (مُسَلَّمَةٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "خطاء" معا بوزن سماء ولا خلاف في فتح الخاء والطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطئا} [92] تسهيل همزه لحمزة لدى الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}
{لِمُؤْمِنٍ ... مُؤْمِنًا ... مُؤْمِنَةٍ ... مُؤْمِنٌ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة الساكنة واوًا (المومن ... مومنًا ...).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{إِلَّا خَطَأً ... خَطَأً}
- قراءة الجمهور فيهما (خطأ) على وزن: نبأ.
- وقراءة الحسن والأعمش والمطوعي والسلمي والنخعي وعمرو بن خالد والضحاك وأبو بكر عن عاصم (خطاءً) ممدودًا على وزن: سماء.
- وروى الوقاصي عن الزهري (خطًا) على وزن عصا، مقصورًا؛ لكونه خفيف الهمزة؛ وذلك بإبدالها ألفًا، أو بحذف الهمزة فبقي مثل: دم.
[معجم القراءات: 2/128]
- وقرأ عبيد بن عمير (خطئًا) بفتح فسكون مثل (وطئًا).
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، وكذا قرأ هشام.
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}
- وقرأ أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء في المواضع الثلاثة.
{وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ}
- قرأ زيد بن علي (وديةً مسلمةً) بالنصب أي ويعطى ديةً.
- وقراءة الجماعة (ودية مسلمة) بالرفع.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ودية ...) بتشديد الياء.
{إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}
- قراءة الجمهور (... أن يصدقوا)، وأصله: يتصدقوا، فأدغمت التاء في الصاد.
- وقرأ الحسن وأبو عبد الرحمن وعبد الوارث عن أبي عمرو (... أن تصدقوا) بالتاء على الخطاب.
- وقرأ أبو عبد الرحمن ونبيح (... أن تصدقوا) بالتاء وتخفيف الصاد، وأصله: تتصدقوا، فحذف إحدى التاءين على الخلاف في أيهما المحذوفة، وعن أبي وعبد الله بن مسعود قراءتان:
1- الأولى: (... أن يتصدقوا) بالياء وتاء بعدها.
[معجم القراءات: 2/129]
2- الثانية: (... أن تتصدقوا) بتاءين.
وذكر الشوكاني عن أبي قراءة ثالثة (إلا يتصدقوا) كذا جاءت عنده من غير (أن)، فلعلها محرفة عن القراءة الأولى مما تقدم!.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وسكونها في مواضع، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{بَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}
- قرأ يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن (بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن) بزيادة: (وهو مؤمن) على قراءة الجماعة.
{فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ}
- قراءة الجماعة بالرفع (فصيام شهرين) أي عليه صيام ...
- وقرأ زيد بن علي (فصيام ...) بالنصب، أي فليصم صيام شهرين، فهو منصوب على المصدر). [معجم القراءات: 2/130]

قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... .... .... .... = .... .... وَأُخْرَى مُؤْمِنًا فَتْحُهُ بَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وأخرى مؤمنًا فتحه بلا أي روى مرموز (با) بلا وهو ابن وردان {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الأخيرة منه واحترز بالأخرى عن
[شرح الدرة المضيئة: 116]
الأولى وهي {ومن يقتل مؤمنًا} [93] لأنه متفق عليه بالكسر على أنه اسم مفعول وعلم من انفراده للآخرين وابن جماز بكسر الميم كالجماعة على أنه اسم فاعل). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}
{مُؤْمِنًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة.
{مُتَعَمِّدًا}
- روى عبدان عن الكسائي (متعمدًا) التاء، كأنه يرى توالي الحركات). [معجم القراءات: 2/130]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:18 PM

سورة النساء
[ من الآية (94) إلى الآية (96) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا فِي التَّاء والثاء وَالْيَاء وَالنُّون من قَوْله {فَتَبَيَّنُوا} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {فَتَبَيَّنُوا} بِالْيَاءِ وَالنُّون
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات 6
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (فتثبتوا) بالثاء وَالتَّاء
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَفْص {السّلم} بِالْألف
وروى علي بن نصر عَن أبان عَن عَاصِم {السّلم} بِأَلف
وَحدثنَا الأشناني قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن صَالح قَالَ حَدثنَا حرمي عَن أبان
وحدثني مُوسَى بن هرون عَن شَيبَان عَن أبان عَن عَاصِم (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام
وروى الْمفضل عَن عَاصِم {السّلم} بِغَيْر ألف مثل حَمْزَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة {السّلم} بِفَتْح اللَّام بِغَيْر ألف
وروى قنبل والبزي ومطرف عَن ابْن كثير وَحَكِيم عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِأَلف
وروى عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِغَيْر ألف
وروى عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِغَيْر ألف قَالَ عبيد وهم يقرءُون كل شيء فِي الْقُرْآن من الاستسلام بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فتثبتوا} وفي الحجرات بالثاء كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إليكم السلم} مدني، شامي، وحمزة، وخلف وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إليكم السلم} [94]: بغير ألف شامي، مدني، وحمزة، وخلف، وأيوب، وسهل، والمفضل.
[المنتهى: 2/655]
{لست مؤمنًا} [94]: بالوجهين العمري). [المنتهى: 2/656]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتثبتوا} [94]، وفي الحجرات [6]: بالثاء هما، وخلف). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فتثبتوا) بالتاء والثاء من التثبت، هنا موضعان، وفي الحجرات موضع، وقرأهن الباقون بالتاء والياء من البيان). [التبصرة: 193]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحمزة (إليكم السلم لست مؤمنا) بغير ألف، وقرأ الباقون (السلم) بألف، ولا اختلا في غيره). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فتثبتوا} (94) في الموضعين، هنا، وفي الحجرات: بالتاء، والثاء، والباء: من (التثبت).
والباقون: بالباء، والياء، والنون: من (البيان) ). [التيسير في القراءات السبع: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {إليكم السلم لست مؤمنا} (94)، وهو الأخير: بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر [وحمزة وخلف] (السّلام لست
[تحبير التيسير: 341]
مؤمنا) وهو الأخير بغير ألف، والباقون بالألف.
قلت: [ابن وردان] : (لست مومنا) بفتح الميم الثّانية. والباقون بكسرها [وكل منهم] على أصله في الإبدال [والتّحقيق] والله الموفق.
حمزة والكسائيّ وخلف: (فتثبتوا) في الموضعين هنا وفي الحجرات بالتّاء والثاء من التثبت والباقون بالياء والنّون من التبين). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَبَيَّنُوا) موضعان، وفي الحجرات بالثاء من الثبات الحسن في رواية عباد، وقَتَادَة وكوفي غير عَاصِم وقاسم، الباقون من البيان وهو الاختيار أكثر القراء، والقصة تدل عليه وهي قصة أسامة بن زيد مع الكافر الذي أظهر الإيمان فقتله أسامة
[الكامل في القراءات العشر: 529]
فعاتبه فيه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال أسامة: إنما قالها توقيًا لنفسه يا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول اللَّه: هل شققت عن قلبه .. القصة، (السَّلَامَ) بغير ألف مدني شامي، وحَمْزَة، وأيوب، وسهل، والمفضل، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، الباقون بألف، وهو الاختيار لأن الاستسلام أولى بالقصة، وروى أبان " السِّلم " بكسر السين، وروى الْجَحْدَرِيّ " السلم " بجر اللام ونصب السين، وهكذا جرير عن الْأَعْمَش (لَسْتَ مُؤْمِنًا) بفتح الميم الثاني الهاشمي عن أبي جعفر، وشيبة، والْعُمَرِيّ في قول الْخُزَاعِيّ وهو قول أبو حيوة، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنه من الإيمان لا من الأمان). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {فَتَبَيَّنُوا}، وفي [الحجرات: 6] بالثاء والتاء: حمزة والكسائي.
[94]- {إِلَيْكُمُ السَّلامَ} بغير ألف: نافع وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (604 - وَفِيهَا وَتَحْتَ الْفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا = مِنَ الثَّبْتِ وَالْغَيْرُ الْبَيَانِ تَبَدَّلاَ
605 - وَ عَمَّ فَتًى قَصْرُ السَّلاَمَ مُؤَخَّراً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
قوله: (من الثبت)- ولم يقل من التثبت، كما قال مكي وغيره، يشير إلى أن معنى القراءة طلب التثبت؛ فهو: تفعلوا، بمعنی استفعلوا من طلب بيان الأمر.
والقراءة الأخرى كذلك، أمر بطلب بيان الأمر.
[فتح الوصيد: 2/840]
[605] و (عم) (فـ)تى قصرُ السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع (فـ)ي (حق) (نـ)هشلا
(فتى)، أي سخيًّا: منصوب على الحال، وصاحبها (قصر السلام)، و(مؤخرًا): حال.
يقال: ألقى السلم والسلام، إذا استسلم وانقاد.
وقيل: السلام هنا التسليم). [فتح الوصيد: 2/841]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
ح: (فيها): ظرف (فتثبتوا)، والهاء: للسورة، و (تحت): عطف عليه، و (فتثبتوا): مفعول (قل)، (من الثبت): حال، (الغير): مبتدأ، (تبدلا): خبر، (البيان): مفعول، أي: أبدل البيان بالثبت.
[كنز المعاني: 2/158]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا)، و(فمن الله عليكم فتثبتوا) ههنا [94]، وفي سورة الحجرات تحت الفتح -: (إن جاءكم فاسقٌ بنبإ فتثبتوا) [6] بالثاء المثلثة من الثبوت، أي: لا تعجلوا بل تثبتوا.
والباقون أبدلوا البيان بالثبت، أي: قرءوا: {فتبينوا} بالباء المعجمة أسفل، يعني: لا تقبلوا من لم تعرفوا حاله، بل تبينوا أمره.
[605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع فى حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/159]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (604- وَفِيهَا وَتَحْتَ الفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا،.. مِنَ الثَّبْتِ وَالغَيْرُ البَيَانِ تَبَدَّلا
يعني: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}، {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا}، وفي الحجرات: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}.
قرأها حمزة والكسائي من الثبات في الأمر والثبت هو خلاف الإقدام والمراد: التأني وخلاف العجلة ومنه قوله تعالى: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}، أي وأشد وفقا لهم عما وعظوا بأن لا يقدموا عليه وقرأها الباقون من بيان الأمر وهو ثمر التثبت فيه فيستعمل في موضعه قال الأعشى:
كما راشد تجدن أمرا تبين ... ثم ارعوى أو قدم
قدم؛ أي: أقدم قال أبو علي: فاستعمل التبيين في الموضع الذي يقف فيه ناظرا في الشيء حتى يقدم عليه أو يرتدع عنه، وقال في موضع: الزجر النهي والتوقف:
أزيد مناةَ توعِدُ يا ابن تيم،.. تبيَّن أين تاه بك الوعيد
وقال الفراء: هما متقاربان في المعنى، يقول ذلك للرجل: لا تعجل بإقامة الحد حتى يتبين ويتثبت، وقول الناظم: من الثبت؛ أي: اشتقاقه من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77]
كلمة الثبت، يقال رجل ثبت؛ أي: ثابت القلب واستعمله العلماء الحائزون أحوال الرواة ونقلة الأحاديث في الحافظ الذاكر لما حدث به الضابط له الذي لا تدخله شبهة في ذلك ولا تشكك فيه فيقولون هو: ثقة ثبت وهو من ذلك، وعسر على الناظم أن يقول: من التثبت أو التثبيت وكان هو وجه الكلام كما قال غيره: فعدل إلى كلمة فيها الحروف الأصول التي مرجع جميع ما اشتق من ذلك إليها، وقال الشيخ: أشار إلى أن معنى القراءة طلب الثبت، وهو تفعلوا بمعنى استفعلوا من طلب ثبات الأمر، والقراءة الأخرى أمر بطلب بيان الأمر، ثم قال الناظم والغير تبدل من الثبت البيان؛ أي: جعله مشتقا من البيان لا من الثبت ولم يذكر للقراءة من الثبت رمزا اعتمادا على ارمز السابق في إشمام "أصدق" وبابه؛ لأنه أول رمز يليه.
فإن قلت: فلقائل أن يقول: ينبغي أن يؤخذ لها ما يرمز به في المسألة التي بعدها كما أنه جمع بين مسألتين لرمز واحد فيما مضى في البقرة، وهما: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، و{كُنْ فَيَكُونُ}، وجمع بين ثلاث مسائل لرمز واحد في آل عمران في البيت الذي أوله: "سنكتب".
قلت: اهتمامه ببيان قراءة الغير في هذا البيت قطع ذلك الاحتمال؛ لأنه يعلم أنه ما شرع في بيان قراءة الغير إلا وقد تم بيانه للقراءة الأخرى قيدا ورمزا، فتعين اعتبار الرمز السابق؛ إذ ليس غيره فكأنه قال: اشما، وقرءا، فتثبتوا من الثبت، وكان النظم يحتمل زيادة بيان، فيقال في الثبت السابق:
كأصدق زايا شاع والتثبت شمللا
إليها، وتحت الفتح في "فتثبتوا" ... وغيرهما لفظ الثبات تبدلا
أي: أسرع الثبت إلى هذه السورة وإلى الحجرات في لفظ: "فتثبتوا"، وغير حمزة والكسائي يبدل عن ذلك لفظ البيان والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/78]
605- وَ "عَمَّ فَـ"ـتًى قَصْرُ السَّلامَ مُؤَخَّرًا،.. وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ "فِـ"ـى "حَقِّ نَـ"ـهْشَلا
فتى مفعول عم؛ أي: عم قصر السلام قارئا ذا فتوة أو سخيا بعلمه أو قويا في العلم؛ لأن الفتى يكنى به عن الشاب، والشاب مظنة القوة فهو كما سبق شرحه في قوله: وكم من فتى كالمهدوي، وقال الشيخ: فتى حال من قصر السلام، ومؤخرا حال من السلام يريد قوله سبحانه وتعالى: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ}؛ احترازا من اللتين قبله ولا خلاف في قصرهما: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}، وبعده: {وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}.
وكذا لا خلاف في قصر التي في النحل: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}.
فلعله أشار بالعموم إلى هذا؛ إذ سخا القصر في الجميع يقال: ألقى السلام والسلم إذا استسلم وانقاد، وقيل السلام هنا التسليم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (604 - وفيها وتحت الفتح قل فتثبّتوا = من الثّبت والغير البيان تبدّلا
قرأ حمزة والكسائي المشار إليهما في البيت السابق ب (شاع)، إذا ضربتم فى سبيل الله فتثبّتوا، فمنّ الله عليكم فتثبّتوا والموضوعان في هذه السورة، إن جاءكم فاسق بنبإ فتثبّتوا، في السورة التي تحت الفتح وهى الحجرات بثاء مثلثة مفتوحة وبعدها باء
[الوافي في شرح الشاطبية: 247]
موحدة مفتوحة مشددة وبعدها تاء مضمومة، وقرأ الباقون فَتَبَيَّنُوا* بياء موحدة مفتوحة وبعدها ياء مثناة مفتوحة مشددة، وبعدها نون مضمومة، وقراءة حمزة والكسائي مأخوذة من الثبت بمعنى التثبت وعدم العجلة، وقراءة الباقين مأخوذة من البيان أي التبين والمعنيان متقاربان. ومعنى قوله (والغير البيان تبدلا) أن باقي القراء تبدلوا البيان بالتثبت أي البيان مكان التثبت فقرءوا: فَتَبَيَّنُوا*.
605 - وعمّ فتى قصر السّلام مؤخّرا = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
قرأ نافع وابن عامر وحمزة ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم لست مؤمنا، وهو الموضع الأخير في السورة بالقصر أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف بعد اللام واحترز بقوله: (مؤخرا) عن الموضعين السابقين عليه وهما وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ، وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فلا خلاف بين القراء في حذف ألفهما.
وأيضا لا خلاف بينهم في حذف ألف وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ في سورة النحل). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... .... .... .... = .... .... وَأُخْرَى مُؤْمِنًا فَتْحُهُ بَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وأخرى مؤمنًا فتحه بلا أي روى مرموز (با) بلا وهو ابن وردان {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الأخيرة منه واحترز بالأخرى عن
[شرح الدرة المضيئة: 116]
الأولى وهي {ومن يقتل مؤمنًا} [93] لأنه متفق عليه بالكسر على أنه اسم مفعول وعلم من انفراده للآخرين وابن جماز بكسر الميم كالجماعة على أنه اسم فاعل). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَبَيَّنُوا الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْحُجُرَاتِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي الثَّلَاثَةِ فَتَثَبَّتُوا مِنَ التَّثَبُّتِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الثَّلَاثَةِ مِنَ التَّبَيُّنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِحَذْفِ أَلِفِ السَّلَامَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا فِي لَسْتَ مُؤْمِنًا، فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ وَابْنِ هَارُونَ كِلَاهُمَا عَنِ الْفَضْلِ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ فَتْحَ الْمِيمِ الَّتِي بَعْدَ الْوَاوِ كَذَلِكَ رَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَغَازِلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ وَكَسَرَهَا سَائِرُ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {فتبينوا} في الحرفين هنا [94]، وفي الحجرات [6] من التثبت، والباقون من التبين في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وحمزة وخلف {السلام لست} [94] بغير ألف بعد اللام، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر بخلاف عنه {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الثانية، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (567- .... .... .... .... = تثبّتوا شفا من الثّبت معا
[طيبة النشر: 70]
568 - مع حجراتٍ ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
569 - عمّ فتىً وبعد مؤمنًا فتح = ثالثه بالخلف ثابتًا وضح). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تبينوا) يعني قوله تعالى «في سبيل الله فتبينوا، فمن الله عليكم فتبينوا» من التثبت في الموضعين حمزة والكسائي وخلف وكذا في الحجرات كما سيأتي:
مع حجرات ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
يريد قوله تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وقرأ «السلام لست مؤمنا» بالقصر يعني بحذف الألف نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وخلف كما سيأتي، واحترز بقوله «لست مؤمنا» من قوله تعالى قبل ذلك «وألقوا إليكم السلم» فإنه لا خلاف في قصره وكذا الذي في النحل وهو «وألقوا إلى الله يومئذ السلم».
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
والباقون بالمد وهو إثبات الألف بعد اللام وأحسن في قوله عم، لأن القصر عم في المواضع الأربعة (قوله وبعد) أي وبعد «السلام لست» فتح ميم «مؤمنا» التي وقعت ثالثة منه لأنها بعد الهمزة الساكنة أبو جعفر بخلاف عنه، واحترز بذلك عن الميم أوله، والباقون بالكسر قوله: (فتح) أي القارئ وهو أبو جعفر كما سبق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (شفا)، حمزة والكسائي وخلف إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا [النساء: 94]، [و] فمن الله عليكم فتثبتوا [النساء: 94]، وهو معنى قوله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا بالحجرات [الآية: 6] بثاء مثلثة ثانية، وباء موحدة، وتاء مثناة [فوق:] والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون.
تنبيه:
لما اتزن البيت بهما قيد قراءة المذكور بفعل مشتق من التثبت المدلول عليه بـ (الثبت)؛ لأنه أصله، والمسكوت عنه بفعل مشتق من التبين المدلول عليه بالثبات.
والتثبت: الوقوف، نحو: وأشدّ تثبيتا [النساء: 66] خلاف الإقدام والسرعة.
والبيان: الظهور.
ووجه التثبيت: الاحتياط من زلل السرعة.
أي: إذا عرفتم فتبينوا، ولا تعجلوا بالحرب.
الرأي قبل شجاعة الشجعان = ... ... ... ...
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/274]
ولا تعجلوا بقتل من ألقى سلمه، فربما كان قتله حراما، ولا بتصديق كل مخبر؛ لاحتمال كذبه.
ووجه التبين: الأمن من الخطأ في المذكورات.
ثم كمل (السلام) فقال:
ص:
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر و(فتى) حمزة وخلف ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم [النساء: 94] بحذف الألف، والباقون بإثباتها.
واختلف عن ذي ثاء (ثبت) أبو جعفر في لست مؤمنا [النساء: 94]:
فروى النهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب، وابن هارون، كلاهما عن الفضل، والحنبلي عن هبة الله، كلاهما عن ابن وردان- (فتح) الميم من «الأمان».
وكذلك روى الجوهري، والمغازلي عن الهاشمي في رواية ابن جماز، وكسرها سائر أصحاب أبي جعفر كالباقين من «الإيمان».
تنبيه:
خرج بالترتيب وألقوا إليكم السّلم [النساء: 90]، وو يلقوا إليكم السّلم [النساء: 91]؛ فإنهما متفقا القصر.
وجه القصر: أن معناه: الاستسلام؛ روى أن رجلا قال لعمر: «إني مسلم، [وتشهد]، فلم يصدقوه وقتلوه»، وهو المختار؛ لنصه على المعنى الحاقن الدم.
ووجه المد: أنه ظاهر في التحية؛ روى عن ابن عباس: «أن الرجل سلم عليهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/275]
فقتلوه» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في فتبينوا في الموضعين هنا وفي الحجرات [الآية: 94، 60] فحمزة والكسائي وخلف بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية من الثبت، أو التثبت وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون من التبين وهما متقاربان يقال تثبت في الشيء تبينه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ألقاها وألقيه وتوفيهم وكذا الدنيا، وبوجهي الأزرق قرأ أبو عمرو فيها، وجاء عن الدوري عنه فيها الإمالة المحضة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إليكم السلم لست" [الآية: 94] فنافع وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلف بفتح اللام من غير ألف بعدها من الانقياد فقط
[إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
والباقون بالألف، والظاهر أنه التحية وقيل الانقياد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لست مؤمنا" [الآية: 94] فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول أي: لا نؤمنك في نفسك والباقون بكسرها اسم فاعل أي: إنما فعلت ذلك متعوذا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتبينوا} [94] معًا، قرأ الأخوان بثاء مثلثة، بعدها باء موحدة، بعدها مثناة فوقية، من التثبت، للاحتياط من زلل السرعة والباقون بياء موحدة، وياء مثناة تحتية، ونون، من التبين). [غيث النفع: 523]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السلم لست} قرأ نافع والشامي وحمزة بحذف الألف بعد اللام، والباقون بإثباته، وقيدنا بــ{لست} احترازًا مما قبله، وهو {وألقوا إليكم السلم} [90] و{ويلقوا
[غيث النفع: 523]
إليكم السلم} [91] ومن الذي في النحل {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} [87] فلا خلاف أنها بحذف الألف). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرًا}
{فتبينوا... فتبينوا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {فتبينوا} في الموضعين، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وابن مسعود وابن وثاب وطلحة وعيسى (فتثبتوا) بالثاء في الموضعين، والقراءتان عند الطبري سواء.
وقال قوم: تبينوا أبلغ وأشد من تثبتوا؛ لأن المتثبت قد لا يتبين.
{ألقى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/131]
{السلام}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وعاصم وحفص وأبو بكر وعلي بن نصر وأبان وابن عباس وابن جبير وابن هرمز وقتادة والجحدري وابن سيرين وقنبل والبزي ومطرف وحكيم عن شبل عن ابن كثير، ويعقوب وأبو عبد الرحمن {السلام} بألف، والمراد به الاستسلام وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين، ويجوز أن يكون من التسليم وهو التحية.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة وابن كثير من رواية عبيد عن شبل عنه وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو جعفر وابن عباس (السلم) بفتح السين واللام من غير ألف، وهو الانقياد والاستسلام.
- وقرأ الجحدري (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
- وقرأ أبان بن زید عن عاصم، وأبو رجاء (السلم) بكسر السين، وإسكان اللام، وهو الانقياد والطاعة.
- قال ابن عطية: «وهو الصلح».
[معجم القراءات: 2/132]
{مؤمنًا}
- قراءة الجمهور {مؤمنًا} بالهمز وكسر الميم الثانية، اسم فاعل، من الإيمان. وهي قراءة أبي جعفر بخلاف عنه.
- وقرأ أبو جعفر من طريق النهرواني، والحنبلي والشنبوذي وعلي وابن عباس وعكرمة وأبو العالية ويحيى بن يعمر وابن مسعود ومحمد علي الباقر وابن وردان وأبو حمزة واليماني وعلي وأبو بكر عن عاصم (مؤمنًا) بالهمز وفتح الميم الثانية، اسم مفعول، أي لا نؤمنك في نفسك، فهو من الأمان.
- وقرأ أبو جعفر وورش والأزرق والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه (مومنًا) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الوقف والوصل.
- وقرأ الحلواني عن أبي جعفر (مومنًا) بفتح الميم الثانية مع إبدال الهمز.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/ 85 و114 من سورة البقرة.
{كثيرةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{كذلك كنتم}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب.
{إن الله}
- قراءة الجمهور {إن الله...} بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرئ (أن الله...) بفتح الهمزة على أنها وما بعدها معمولة للفعل
[معجم القراءات: 2/133]
{فتبينوا}، أو على حذف لام التعليل.
{خبيرًا}
- تقدم ترقيق الراء وتفخيمها في الآية/ 35 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/134]

قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا فِي رفع الرَّاء ونصبها من قَوْله {غير أولي الضَّرَر} 95
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {غير أولي الضَّرَر} بِرَفْع الرَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {غير أولي الضَّرَر} نصبا
حَدثنِي الصُّوفِي حُسَيْن بن بشر قَالَ حَدثنَا روح قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير أَنه قَرَأَ {غير أولي الضَّرَر} نصبا). [السبعة في القراءات: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غير
[الغاية في القراءات العشر: 228]
أولي} نصب مدني، شامي، والكسائي وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غير أولي} [95]: بفتح الراء مدني، دمشقي، وعلي، وقاسم، وخلف، وأيوب). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي وابن عامر (غير أولي الضرر) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {غير أولي الضرر} (95): بنصب الراء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر وخلف (غير أولى الضّرر) بنصب الرّاء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قال أبو الحسن الهاشمي: (غَيْرُ أُولِي) بنصب الراء مدني دمشقي غير ابن مسلم، وأيوب، وخلف والكسائي، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار على الاستثناء أوعلى الحال، الباقون رفع الراء وهو أبي نصر بن علي عن ابن مُحَيْصِن بالجر). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (605- .... .... .... .... = وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ فِى حَقِّ نَهْشَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(نهشل)، أراد به القبيلة، جعله اسمًا لطائفة الضعفاء وأولي العذر، فلم يصرفه.
وإذا أريد به الأب، صرف كما قال:
إنا بني نهشلٍ لا نُدعى لأب = منه ولا هو بالأبناء يشرينا
قال سيبويه: هو فعلل كجعفر، ونرجس: نفعلٌ، لأنه لا فعللٌ في الكلام.
وفائدة قوله: (في حق نهشلا)، الإشارة باشتقاقه على طريق الكناية إلى أولي الضرر، لأنه من نهشل الرجل، إذا أسن واضطرب، وكذلك خنشل، إذا كان الرفع صفة لـ{القاعدون}، وبه خرج (أولو الضرر)، من جملة القاعدين المفضل عليهم.
[فتح الوصيد: 2/841]
جاء في الحديث: «لقد خلفتم في المدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم حبسهم العذر».
ووصف القاعدون، وهو معرفة، بغير الذي لا يتعرف بالإضافة، لأن (القاعدون) عام شائعٌ، فهو نكرة في المعنى كما قال:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
وعن المبرد، هو بدلٌ من (القاعدون).
وأما النصب، فعل الحال من (القاعدون)، أو على الاستثناء منهم.
فإن قيل: قد قضيتم بكونه نكرة حتي وصفتموه بـ(غير)، فكيف تصح الحال منه؟
قلنا: هو وإن كان معناه العموم والشياع، معرفةٌ في اللفظ). [فتح الوصيد: 2/842]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع في حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/160] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، بالرفع صفة للقاعدين كقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ}؛ لأن القاعدين كانوا نوعين: أولي الضرر وأصحاء، فمعناه غير أولي الضرر منهم، فحصل الحصر بين القسمين أو يكون بدلا من القاعدين؛ لأنه استثناء من المنفي، فيجوز فيه البدل والنصب، وقراءة النصب على الحال من القاعدين أو على الاستثناء وقرئ شاذا بالجر على أنه صفة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
للمؤمنين، ونهشل اسم قبيلة فلهذا لم يصرفه، وأشار باشتقاقه إلى أولي الضرر؛ لأنه من قولهم: نهشل الرجل: إذا أسن واضطرب أو يكون قوله: نهشلا فعلا ماضيا على حذف الموصوف؛ أي: في حق الذي نهشل؛ أي: جاء غير أولى بالرفع في حق هؤلاء المعذورين؛ لأنه وصف القاعدون بلك؛ ليخرج منهم أولي الضرر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (605 - .... .... .... .... .... = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
....
وقرأ حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ برفع راء غَيْرُ: وقرأ الباقون وهم نافع وابن عامر والكسائي بنصبها. و(نهشل): اسم قبيلة). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97 - وَغَيْرُ انْصِبًا فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وغير انصبًا (فـ)ـز نون يوتيه (حـ)ـط ويد = خلوا سم (طـ)ـب جهل كطول وكاف (أ)لا
وفاطر مع نزل وتلويه سم (حـ)ـم = وتلووا (فـ)ـدًا تعد و(ا)تل سكن مثقلا
ش - أي قرأ مرموز (فاء) فز وهو خلف بنصب راء {غير} [95] الاستثناء أو الحال وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه ليعقوب بالرفع على أنه صفة للقاعدين). [شرح الدرة المضيئة: 117]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي " غَيْرُ أُولِي " فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر والكسائي وخلف {غير أولي} [95] بنصب الراء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570 - غير ارفعوا في حقّ نل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) ل نوتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
يعني «غير أولي الضرر» بالرفع حمزة وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غير أولي الضرر" [الآية: 95] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب برفع الراء على البدل من القاعدون أو الصفة له، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بنصبها على الاستثناء أو الحال من القاعدون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غير أولي الضرر} [95] قرأ نافع وشامي وعلي بنصب الراء، حال من {القاعدون} والباقون بالرفع بدل منه). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا}
{من المؤمنين}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا. انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{غير أولي الضرر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم ويعقوب واليزيدي والحسن والأعمش {غير...} بالرفع على البدل من {القاعدون} أو الصفة له.
- وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وشبل عن ابن كثير وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو حاتم وزيد بن ثابت وأبو جعفر وشيبة وأبو الزناد وابن الهادي وابن محيصن (غير...) بالنصب على الاستثناء، أو الحال، والنصب اختيار أبي عبيد وأبي طاهر والطبري وابن خالويه.
[معجم القراءات: 2/134]
- وقرأ الأعمش وأبو حيوة وأبو موسى والكاهلي كلاهما عن حمزة (غير...) بالجر، وهو بدل من {المؤمنين}، أو وصف لهم.
- وروي عن ابن محيصن الأوجه الثلاثة: الضم والفتح والكسر.
{الضرر}
- كذا قراءة الجماعة {الضرر}.
- وعن النبي صلي الله عليه وسلم وابن مسعود (الضرير).
{بأموالهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{وكلًّا وعد الله الحسنى}
- قراءة الجمهور {وكلا...} بالنصب، وهو المفعول الأول للفعل {وعد}، والمفعول الثاني هو {الحسنى}.
- وقرأ الحسن وابن عباس (وكل...) بالرفع على الابتداء وحذف العائد، أي: وكلهم وعد الله.
قال الشهاب: «إن قلت: لم نصبه السبعة هنا إذ لم يرفعه إلا الحسن في قراءة شاذة، وقرأ ابن عامر في الحديد {وكل وعد الله} بالرفع من أن حذف العائد في نحو: «زيد ضرب» مخصوص
[معجم القراءات: 2/135]
بالشعر عند ابن الشجري.
قلت: أجابوا عنه بأن قبله فعلية هنا، وهي قوله: {فضل الله} إلخ، بخلاف ما في الحديد [أية/ 10] فلذا رفعه ابن عامر، ونصب هنا كما في أمالي ابن الشجري...».
وقال ابن هشام: «... ومنصوبا كقراءة ابن عامر في سورة الحديد {وكل وعد الله الحسنى}، ولم يقرأ بذلك في سورة النساء، بل قرأ بنصب {كل} كالجماعة؛ لأن قبله جملة فعلية...».
وقال ابن الشجري: «على أن الروايات قد تظاهرت عن ابن عامر بأنه قرأ {كل وعد الله الحسنى} في سورة الحديد [آية/ 10]».
وقد تعجب من إطالة النقل هنا، والحديث عن آية سورة الحديد، في معرض حديثي عن آية سورة النساء، ويزول عجبك إذا علمت أن بعض المحققين ألتبس عليهم الأمر في الآيتين، فذكروا قراءة الرفع عن ابن عامر في «آية سورة النساء»، وقد رأيت مما سبق أن الرواية عنه فيها بالنصب كالجماعة، وأن رواية الرفع عنه في سورة الحديد وحدها.
أما المرجع الأول فهو «همع الهوامع».
قال السيوطي: «كقراءة ابن عامر: {وكل وعد الله الحسنى} أي وعده...» فوضع المحقق لهذه الآية الرقم/ 95 من سورة النساء، وهذا ليس بالصواب كما رأيت، بل هي الآية/ 10 من سورة الحديد، فعليه أن يسلك هذه الآية في الفهرس مع آيات سورة الحديد،
[معجم القراءات: 2/136]
ويحذفها من مجموع آيات سورة النساء.
- والمرجع الثاني هو: إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج قال:
{وكل وعد الله الحسنى} أي وعده في قراءة ابن عامر حيث رفع»، ووضع المحقق للآية/ الرقم/ 95 وذكرها مع آيات سورة النساء، وليس هذا بالصواب! فتأمل يرحمك ويرحمني الله!!
- والمرجع الثالث هو: شرح الكافية الشافية لابن مالك، فقد وقع المحقق في تعليقاته عليه في الخطأ الذي وقع فيه غيره، فذكر الآية في سورة النساء.
- على أن هذا الذي وقع فيه هؤلاء المحققون تنبه له الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في «أوضح المسالك»، وذكر الآية على أنها في سورة الحديد، لا في سورة النساء.
{الحسنى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/137]

قوله تعالى: {دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {درجات منه ومغفرةً ورحمةً وكان الله غفورًا رحيمًا}
{مغفرةً}
- رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 2/137]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م 05:19 PM

سورة النساء
[ من الآية (97) إلى الآية (99) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ) بالتاء، وفي النحل موضعان علي الماضي حميد بن الربيع عن علي، الباقون بالياء على المستقبل، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (الَّذِينَ تَّوَفَّاهُمُ) الْبَزِّيُّ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الذين توفاهم} [97] ذكر للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الذين توفاهم الملائكة ظالمي" [الآية: 97] بتشديد التاء البزي بخلفه وأدغم تاء الملائكة في الظاء أبو عمرو بخلفه، ومثله يعقوب من المصباح ووقف اليزيدي ويعقوب بخلف عنهما بهاء السكت على "فيم كنتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {توفاهم} [97] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 524]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيم} و{مأواهم} وقف البزي في الأول، وإبدال السوسي للثاني، وكونه مفعلاً، لا يخفى). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا}
{توفاهم}
- قراءة الجمهور {توفاهم} بالتاء المفتوحة وهو فعل ماض، أو مضارع، وأصله تتوفاهم، فحذفت منه إحدى التاءين.
قال النحاس: «وجاء التذكير بمعنى الجميع»، وهذا على تقديره فعلًا ماضيًا.
- وقرأ إبراهيم (توفاهم) بضم التاء مضارع وفيت.
قال أبو حيان: «والمعنى: أن الله يوفي الملائكة أنفسهم فيتوفونها، أي: يمكنهم من استيفائها فيستوفونها».
وقال ابن جني: «معنى هذا كقولك: إن الذين يعدون على الملائكة يرون إليهم يحتسبون عليهم... كأن كل ملك جعل إليه قبض نفس بعض الناس، ثم مكن من ذلك، ووفيه، أو كأن ذلك في بعض الملائكة، فجري اللفظ على الجميع...».
- وقرئ (توفتهم) بتأنيث الفعل لتأنيث الملائكة، وهو من باب الجواز؛ لأن تأنيث الملائكة مجاز.
- وقرأ ابن كثير في رواية البزي وابن فليح {إن الذين توفاهم} بتشديد التاء في الوصل.
[معجم القراءات: 2/138]
- والقراءة في الابتداء على تخفيف التاء عند الجميع، وقد تقدمت.
- وأمال {توفاهم} حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{الملائكة ظالمي}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الظاء.
- وعن أبي عمرو الإظهار كالجماعة.
{فيم}
- قرأ البزي، ويعقوب واليزيدي بخلاف عنهما بهاء السكت في الوقف (فيمه).
{فتهاجروا}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{مأواهم}
- أبدل الهمزة الساكنة ألفًا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني والسوسي، وقفًا ووصلًا (ماواهم).
- وأبدلها حمزة في الوقف.
- والباقون على الهمز.
وأماله حمزة والكسائي وخلف، في الوقف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{مصيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/139]

قوله تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98)}

قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غفورا} كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى ربع الحزب عند قوم، والأرجح عند آخرين {رحيما} قبله). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوًّا غفورًا}
{عسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 19 من هذه السورة.
{عفوًّا غفورًا}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/140]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 09:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة