جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   المعجم النحوي (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=496)
-   -   دراسة الإضافة في القرآن الكريم (http://jamharah.net/showthread.php?t=21943)

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 12:51 PM

دراسة الإضافة في القرآن الكريم
 
دراسة الإضافة في القرآن الكريم
1- {قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم} [59:12]
لم يقل (بأخيكم) بالإضافة مبالغة في عدم تعرفه بهم، ولذلك فرقوا بين مررت بغلامك وبغلام لك فإن الأول يقتضي عرفانك بالغلام وأن بينك وبين مخاطبك نوع عهد، والثاني لا يقتضي ذلك. البحر [
321:5]، الجمل [458:2]
2- {كونوا أنصار الله} [14:61]
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف (أنصار الله) بالإضافة وقرأ الباقون (أنصار الله) "اللام". زائدة، أقر الجار والمجرور نعت.
الإتحاف: [
416]، النشر [387:2]، غيث النفع: [259]، الشاطبية: [288]، البحر [264:8]
3- {تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} [121:3]
قرأ الأشهب (مقاعد القتال) بالإضافة. البحر [
46:3]
وفي ابن خالويه: [
22]: « (مقعداً للقتال) عبد العزيز المكي عن بعضهم».
4- {ترهبون به عدو الله} [60:8]
{عدوا الله}. السلمي، ابن خالويه: [
50]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 12:51 PM

الإضافة للتشريف
 
الإضافة للتشريف
1- {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} [42:15]
الإضافة في عبادي إضافة تشريف، أي المختصين بعبادتي. البحر [
454:5]، [59:6]
2- {سبحان الذي أسرى بعبده} [1:17]
هذه إضافة تشريف واختصاص، قال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها ...... فإنه أشرف أسمائي
البحر [5:6]
3- {ثم أرسلنا رسلنا تترا} [44:33]
الإضافة في (رسلنا) ريف. البحر [
407:6]
الإضافة تكون بمعنى "اللام" وبمعنى "من" باتفاق النحويين، وزياد ابن السراج
أنها تكون بمعنى "في" الخصائص [
26:3]، الأشباه [192:2]
الرضي [
252:1- 253]
لا يلزم في التي بمعنى "اللام" أن يجوز التصريح بها. الرضي [
252:11]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 12:52 PM

الإضافة بمعنى اللام
 
الإضافة بمعنى اللام
1- {له فيها من كل الثمرات} [266:2]
الإضافة بمعنى "اللام"؛ لأن المضاف إليه غير المضاف. العكبري [
63:1]
2- {وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء} [127:4]
في الكشاف [
750:1]: «فإن قلت: الإضافة في (يتامى النساء) ما هي؟ قلت: إضافة بمعنى "من"، كقولك: عندي سحق عمامة».
الذي ذكره النحويون أن الإضافة بمعنى "من" إضافة الشيء إلى جنسه؛ كقولك: خاتم حديد، وثوب خز، ويجوز الفصل وإتباع الجنس لما قبله، ونصبه وجره.
والذي يظهر في (يتامى النساء) وسحق عمامة، أن الإضافة على معنى "اللام"، ومعنى "اللام" الاختصاص. النهر [
360:3]، البحر [362:3]
وقال العكبري [
109:1]: «من إضافة الخاص إلى العام: لأن النساء يتقسمن إلى يتامى وغير يتامى.
وقال الكوفيون: هي من إضافة الصفة إلى الموصوف، وهذا لا يجوز عند البصريون».
3- {إن يوم الفصل كان ميقاتاً} [17:78]
الإضافة على معنى "في" والظاهر أنها بمعنى "اللام"، لأن ضابط الأولى أن يكون ظرفاً للأول. الجمل [
106:4]
في الأشباه والنظائر [
192:2]: «ذكر الفرق بين الإضافة بمعنى "اللام" وبينها بمعنى "من"، قال الأندلسي في(شرح المفصل): الفرق بينهما من وجوه:
أحدهما: أن الثاني غير الأول في الإضافة التي بمعنى "اللام"، سواء وافقه في اسمه أو لم يوافقه فإنه يتفق أن يكون اسم الغلام والمالك واحداً، فالمغايرة حاصلة، وإن اتحد اللفظ. وأما التي بمعنى "من" فالأول فيها بعض الثاني.
الثاني: أن التي بمعنى "اللام" لا يصح أن يوصف الأول بالثاني، والتي بمعنى "من" يصح ذلك فيها.
الثالث: أن التي بمعنى "من" يصح فيها ذلك، قال ابن برهان: إذا صح أن يكون الثاني خيراً عن الأول فالإضافة بمعنى "من" فإن امتنع ذلك بمعنى "اللام".
والرابع: أن التي بمعنى "اللام" لا يصح انتصاب المضاف إليه فيه على التمييز، ويصح في التي بمعنى "من"».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 12:53 PM

الإضافة بمعنى (من)
 
الإضافة بمعنى (من)
1- {أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم} [1:5]
من إضافة الشيء إلى جنسه، فهي بمعنى "من" لأن البهيمة أعم، فأضيفت إلى أخص. البحر [
462:3]
2- {فأخرجنا به نبات كل شيء} [99:6]
الإضافة بيانية، أو من إضافة الصفة إلى الموصوف. البحر [
188:4- 189]
3- {ولباس التقوى ذلك خير} [26:7]
الإضافة قريبة من كونها بيانية. الجمل [
130:2]
4- {وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله} [97:9]
المراد بما أنزل الله إما الألفاظ فتكون الإضافة من إضافة المدلول إلى الدال، وإما نفس الأحكام والشرائع، فتكون الإضافة بيانية. الجمل [
306:2]
5- {تلك آيات الكتاب الحكيم} [1:10]
الإضافة بمعنى "من" لأن هذه السورة بعض القرآن. الجمل [
327:2]
6- {تلك آيات الكتاب المبين} [1:12]
الإضافة على معنى "من" من الجلالين. الجمل [
426:2]
7- {المر تلك آيات الكتاب} [1:13]
الإضافة على معنى "من" الجلالين [
529:2]
8- {فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} [12:17]
الإضافة في (آية الليل) (وآية النهار) للبيان، كإضافة العدد للمعدود، أي فمحونا الآية التي هي الليل، وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة، ونظيره قولنا: نفس الشيء وذاته ومنه يقال: دخلت بلاد خراسان، أي دخلت البلاد التي هي خراسان. الجمل [
609:2]
10- {فجمع السحرة لميقات يوم معلوم} [38:26]
الإضافة على معنى "من" أي من يوم. الجمل [
278:3]
11- {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [6:31]
الإضافة على معنى "من" لأن اللهو قد يكون من حديث، فهو كباب ساج.
وقال الزمخشري: يجوز أن تكون الإضافة بمعنى "من" التبعيضية، كأنه قال: ومن الناس من يشتري بعض الحديث أ هـ. الذي هو اللهو منه.
البحر [
184:7]، الكشاف [491:3]
12- {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} [80:17]
لإضافتهما للبيان، أو من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
636:2]
13- {يعلم خائنة العين} [19:40]
الإضافة على معنى "من" أي الخائنة من الأعين. الجمل [
9:4]
14- {عليهم دائرة السوء} [6:48]
من إضافة العام إلى الخاص، فهي للبيان كخاتم فضة. الجمل [
156:4]
15- {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} [16:50]
الإضافة للبيان. البحر [
123:8]، الجمل [188:4]
16- {عليهم ثياب سندس} [21:76]
الإضافة على معنى "من". الجمل [
453:4]
17- {أو كفارة طعام مساكين} [95:5]
في لكشاف [
679:1]: «قرئ بالإضافة، وهذه الإضافة مبينة، كأنه قيل: أو كفارة من طعام مسكين، كقولك: خاتم فضة، بمعنى خاتم فضة».
قرأ الصاحبان بالإضافة، والإضافة تكون لأدنى ملابسة، إذ الكفارة تكون كفارة هدى كفارة طعام، وكفارة صيام. وأما ما ذهب إليه الزمخشري، فليس من هذا الباب، لأن خاتم فضة من باب إضافة الشيء إلى جنسه، والطعام ليس جنساً للكفارة إلا بتجوز بعيد. البحر [
20:4- 21]
18- {أو آتيكم بشهاب قبس} [7:27]
قري بالإضافة: وهي من باب ثوب خز، لأن الشهاب نوع من القبس، أي المقبوس. العكبري [
89:2]
من إضافة النوع إلى جنسه. الجمل [
20:3]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 12:53 PM

الإضافة بمعنى (في)
 
الإضافة بمعنى (في)
1- {ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} [204:2]
في الكشاف [
251:1]: «إضافة (الألد) بمعنى "في" كقولهم: ثبت الغدر».
يعني أن (أفعل) ليس من باب ما أضيف إلى ما هو بعضه، بل هي إضافة على معنى "في". وهذا مخالف لما يزعمه النحاة من أن (أفعل) التفضيل لا يضاف إلا لما هو بعض له. وفيه إثبات الإضافة بمعنى "في" وهو قول مرجوح في النحو».
2- {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [185:3]
الإضافة على معنى "في". الجمل [
343:1]
3- {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} [165:6]
الإضافة على معنى "في". الجمل [
116:2]
4- {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب} [169:2]
الإضافة بمعنى "في". الجمل [
202:2]
5- {يا صاحبي السجن} [39:12]
احتمل أن يكون من باب الإضافة إلى الظرف، والمعنى: يا صاحبي في السجن، واحتمل أن يكون من باب إضافته إلى شبه المفعول، كأنه قيل: ساكني السجن، كقوله: أصحاب النار وأصحاب الجنة. البحر [
310:5]
6- {أولئك لهم عقبى الدار} [22:13]
الإضافة على معنى "في". الجمل [
495:2]
7- {ومن تكن له عاقبة الدار} [37:28]
الإضافة على معنى "في". الجمل [
342:3]
8- {بل مكر الليل والنهار، إذ تأمروننا} [33:34]
أضيف المكر إلى الليل والنهار، اتسع في الظرفين، فهما في موضع نصب على المفعول به على السعة، أو في موضع رفع على الإسناد المجازي، كما قالوا: ليل نائم.
البحر [
283:7]، الجمل [283:7]
9- {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} [40:44]
الإضافة على معنى "في" والظاهر أنها بمعنى "اللام"، لأن ضابط الأولى أن يكون ظرفاً للأول. الجمل [
106:4]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:33 PM

إضافة المصدر
 
إضافة المصدر
إضافة المصدر محضة. الرضي [258:1]
1- {ويتفكرون في خلق السموات والأرض} [191:3]
{خلق}: مصدر مضاف إلى مفعوله، أو هو مصدر بمعنى المفعول، وتكون إضافته في المعنى إلى الظرف أي يتفكرون فيما أودع الله هذين من الكواكب وغيرها. الجمل [
346:1]
2- {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا}. [35:4]
والأصل شقاقاً بينهما، فاتسع وأضيف، والمعنى على الظرف، كما تقول: يعجبني سير الليلة المقمرة، أو يكون استعمل اسماً، وزال معنى الظرف؛ أو أجرى البين هنا مجرى حالهما وعشرتهما وصحبتهما. البحر [
243:3]، الجمل [379:1]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:34 PM

إضافة (أفعل) التفضيل
 
إضافة (أفعل) التفضيل
إضافة (أفعل) التفضيل معنوية. سيبويه [115:1]،
الرضي
: [256]، [266]، التسهيل: [156]، الهمع [48:2]
ويرى ابن عصفور أن إضافته لفظية. المقرب [
209:1]، وكذلك ابن يعيش [4:3-5]
1- {فتبارك الله أحسن الخالقين} [14:23]
في البيان [
181:2]: «أحسن: مرفوع من وجهين:
أحدهما: أن يكون مرفوعًا على البدل من الله، ولا يجوز أن يكون وصفًا، لأن إضافة (أفعل) إلى ما بعده في نية الانفصال، لا الاتصال، لأنه في تقدير: أحسن من الخالقين، كما تقول: زيد أفضل القوم، أي أفضل منهم، فلا يكتسى المضاف من المضاف إليه تعريفًا، فوجب أن يكون بدلاً لا وصفًا.
والثاني: أن يكون مرفوعًا، لأنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: هو أحسن الخالقين، وقوى هذا التقدير أنه موضع مدح وثناء.
الخلاف في (أفعل) التفضيل إذا أضيف إلى معرفة: هل إضافته محضة أم غير محضة فمن قال: محضة أعرب (أحسن) صفة، ومن قال: غير محضة أعربه بدلاً، وقيل: خبر مبتدأ محذوف. البحر [
398:6]
2- {وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آبائكم} [125:37، 126]
ينصب الثلاثة بدلاً من أحسن، أو عطف بيان إن قلنا: إن إضافة (أفعل) التفضيل محضة، وقرئ بالرفع خبر لمحذوف. البحر [
372:7]، العكبري [108:2]
3- {الله نزل من أحسن الحديث كتاباً متشابهاً}. [23:39]
{كتاباً}: يدل من أحسن الحديث. قال الزمخشري: ويحتمل أن يكون حالاً. وكأنه بناه على أن (أحسن الحديث) معرفة، لإضافته إلى معرفة، وأفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة فيه خلاف: قيل: إضافته محضة، وقيل: غير محضة. البحر [
423:7]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:35 PM

الإضافة اللفظية
 
الإضافة اللفظية
1- في المقتضب [227:3]: «ألا ترى أن الاسم المضاف إلى معرفة على نية التنوين لا يكون إلا نكرة، لأن التنوين في النية، نحو قوله عز وجل: {هذا عارض ممطرنا} [24:46] و{هدياً بالغ الكعبة} [95:5] هو وصف للنكرة، وتدخل عليه "رب" كما تدخل على النكرة».
وانظر [
289:4]، وسيبويه [84:1]، [211]، [226]
2- لا تقيد إلا تخفيفاً في اللفظ، لأن مشابهتها للفعل قوية، فكان إعمالها عمل الفعل أولى. الرضي [
259:1]
3- إضافة الصفة المشبهة لا تكون إلا لفظية.
المقتضب [
158:4]، [191]، [289]، سيبويه [103:1]، [210]، [211]، [213]
4- المتفق عليه من اللفظية ثلاثة أشياء: اسم الفاعل المضاف إلى فاعله أو مفعوله، واسم المفعول المضاف إلى مفعول ما لم يسم فاعله، أو إلى المنصوب المفعول، والصفة المشبهة. الرضي [
256:1]
5- إذا كانا للماضي فإضافتهما محضة، لأنهما لم يوازنا الماضي، فلم يعملا عمله.. والدليل على أن كونها بمعنى الماضي محضة قوله تعالى: {الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا} جعلا (فاطر، وجاعل) صفتين للمعرفة.. واسم الفاعل والمفعول المستمر يصح أن تكون إضافته محضة، كما يصح ألا يكونا كذلك. الرضي [
256:1- 258]
6- الإضافة اللفظية ليست على تقدير حرف. الرضي [
251:1]
1- {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم} [46:2]
الإضافة غير محضة، لأن اسم الفاعل بمعنى الاستقبال. البحر [
186:1]
2- {بديع السموات والأرض}[117:2]
الإضافة محضة، لأن الإبداع لهما ماض. العكبري [
33:1]
3- {إلى متوفيك ورافعك إلي} [55:3]
كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان بالإضافة. العكبري [
76:1]
4- {قالوا حسبنا الله} [173:3]
حسب: من أحسبه الشيء: كفاه، وحسب المحسب، أي الكافي أطلق ويراد به اسم الفاعل ألا ترى أنه يوصف به، تقول: مررت برجل حسبك من رجل، أي كافيك، فتصف به النكرة، إذ إضافته غير محضة، لكونه في معنى اسم الفاعل غير الماضي المجرد من "أل". البحر [
119:3]
5- {كل نفس ذائقة الموت}. [185:3، 35:21، 57:29]
قرئ (ذائقة الموت) بالتنوين ونصب الموت. البحر [
133:3]
6- {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا} [97:4]
{ظالمي}: حال والإضافة غير محضة. العكبري [
107:1]، الجمل [416:1]
7- {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه} [92:6]
الإضافة غير محضة. العكبري [
140:1]
8- {إن الله فالق الحب والنوى} [95:6]
يجوز أن يكون معرفة، لأنه ماض، أو نكرة على أنه حكاية حال. العكبري [
141:1]، الجمل [65:2]
9- {ترهبون به عدو الله وعدوكم} [60:8]
بمعنى اسم الفاعل، وهو بمعنى الحال والاستقبال وأما عدوكم فيجوز أن يكون كذلك نكرة، ويجوز أن يكون فد تعرف، لإعادة ذكره، ومثله: رأيت صاحباً لكم، فقال لي صاحبكم. البحر [
512:4]
10- {بسم الله مجريها ومرساها} [41:11]
قرئ (مجريها ومرسيها) على البدل، ولا يكونا صفتين لأنهما نكرتان. وقال ابن عطية: صفتان وقد ذهب الخليل إلى أن ما كانت إضافته غير محضة قد يصح أن تجعل محضة، فتعرف إلا ما كان من الصفة المشبهة، فلا تتمحص إضافتها، فلا تعرف. البحر [
225:5]
11- {وإنهم آتيهم عذاب غير مردود} [76:11]
إضافة (آتيهم) غير محضة لإرادة الاستقبال. العكبري [
23:2]
12- {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم} [19:12]
إضافة الوارد إلى الضمير كإضافته في قوله: ألقيت كاسبهم، ليست إضافة إلى المفعول، بل المعنى: الذي يرد لهم والذي يكسب لهم. البحر [
290:5]
13- {إن ربي لسميع الدعاء} [39:14]
الظاهر إضافة (سميع) إلى المفعول، وهو من إضافة المثال الذي على وزن (فعيل) إلى المفعول، فيكون إضافة من نصب، ويكون ذلك حجة على إعمال فعيل الذي للمبالغة في المفعول، على ما ذهب إليه سيبويه، وقد خالف في ذلك جمهور البصريين، وخالف الكوفيون فيه (وفي إعمال باقي الخمسة الأمثلة: فعول، وفعال، ومفعال، وفعل..) ويمكن أن يقال في هذا: ليس ذلك إضافة من نصب، فيلزم جواز إعماله، بل هي إضافة كإضافة اسم في نحو: هذا ضارب زيد أسس.
قال الزمخشري: ويجوز أن يكون من إضافة (فعيل) إلى فاعله، ويجعل دعاء الله سميعاً على الإسناد المجازي، والمراد سماع الله.
وهو بعيد: لاستلزامه أن يكون من باب الصفة المشبهة، والصفة متعدية، ولا يجوز ذلك إلا عند أبي علي الفارسي حيث لا يكون لبس، وأما هنا فاللبس حاصل، إذ الظاهر أنه من إضافة المثال للمفعول، لا من إضافة للفاعل، وإنما أجاز ذلك الفارسي في مثل: زيد ظالم العبيد، إذا علم أن له عبيداً ظالمين.
البحر [
434:5]، الكشاف [561:2]
14- {قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب} [3:34]
{عالم الغيب}: صفة، والصفة المشبهة هي التي لا تتعرف بالإضافة، ذكر ذلك سيبويه في كتابه وقل من يعرفه.
قرأ ابن عامر ورويس (عالم) بالرفع جوز الحوفي وأبو البقاء أن يكون مبتدأ خبره (لا يعزب). البحر [
258:7]
أو خير لمحذوف أو بدل وأجاز أبو البقاء أن يكون صفته ورد عليه.
البحر [
257:7- 258]، الإتحاف: [357]، النشر [349:2]، غيث النفع: [207]، الشاطبية: [268]
15- {الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا} [1:35]
الإضافة محضة، لأنه للماضي لا غير، وأما (جاعل الملائكة رسلا) فكذلك في أجود المذهبين، وأجاز قوم أن تكون غير محضة، على حكاية الحال.
البحر [
298:7]، العكبري [103:2]
16- {تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب} [2:40، 3]
في البحر[
447:7- 448]: «قال الزجاج: غافر الذنب وقابل صفتان، وشديد بدل. وإنما جعل غافر وقابل صفتين، وإن كانا اسمي فاعل، لأنه فهم من ذلك أنه لا يراد بهما التجدد ولا التقليد بزمان، بل أريد بهما الاستمرار والثبوت، وإضافتهما محضة، فيعرف، وصح أن يوصف بهما المعرفة، وإنما أعرب (شديد العقاب) بدلاً، لأنه من باب الصفة المشبهة، ولا تتعرف بالإضافة إلى المعرفة، وقد نص سيبويه على أن كل ما إضافته غير محضة إذا أضيف إلى معرفة جاز أن ينوي بإضافته التمحض، فيتعرف وينعت به المعرفة إلا ما كان من باب الصفة المشبهة فإنه لا يتعرف، وحكى صاحب المقنع عن الكوفيين أنهم أجازوا في حسن الوجه وما أشبهه أن يكون صفة للمعرفة، قال: وذلك خطأ عند البصريين، لأن حسن الوجه نكرة، وإذا أردت تعريفه أدخلت فيه "أل" وقال أبو الحجاج الأعلم: لا يبعد أن يقصد بحسن الوجه التعريف، لأن الإضافة لا تمنع منه. وهذا جنوح إلى مذهب الكوفيين.
وقد جعل بعضهم (غافر الذنب) وما بعده أبدالاً، اعتباراً بأنها لا تتعرف بالإضافة، كأنه لاحظ في غافر وقابل زمان الاستقبال.
وقيل: غافر وقابل لا يراد بهما المضي، فهما يتعرفان بالإضافة، ويكونان صفتين، أي إن قضاءه بالغفران وقبول التوبة هو الدنيا.
وقال الزمخشري: جعل الزجاج (شديد العقاب) وحده بدلاً بين الصفات فيه نبو ظاهر. والوجه أن يقال: لما صودف بين هذه المعارف هذه النكرة الواحدة فقد آذنت بأنها كلها أبدال غير أوصاف، ومثل ذلك قصيدة جاءت تفاعيلها كلها على (مستفعلن) فهي محكوم عليها أنها من الرجز فإن وقع فيها جزء واحد على (متفاعلن) كانت من الكامل، ولا نبو في ذلك، لأن الجري على القواعد التي قد استقرت وصحت هو الأصل.
وقال سيبويه أيضاً: ولقائل أن يقول: هي صفات، وإنما حذفت "الألف" و"اللام" من (شديد العقاب) ليزاوج ما قبله وما بعده لفظاً، فقد غيروا كثيراً من قوانينهم لأجل الازدواج.. على أن الخليل قال في قولهم: لا يحسن بالرجل مثلك أن يفعل ذلك ويحسن بالرجل خير منك أن يفعل على نية "الألف" و"اللام"، كما كان الجماء الغفير على نية طرح "اللام"، ومما يسهل ذلك أمس اللبس وجهالة الموصوف.
ولا ضرورة إلى اعتقاد حذف "الألف" و"اللام" من (شديد العقاب).. وأجاز مكي في (غافر الذنب وقابل التوب) البدل، حملاً على أنهما نكرتان، لاستقبالهما، والوصف حملاً على أنهما معرفتان لمضيهما ».
الكشاف [
149:4]، المغني: [632]
17- {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} [24:46]
إضافة (مستقبل وممطر) إضافة لا تعرف، ولذلك نعت بهما النكرة. البحر [
614:8]
18- {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} [56:55]
{لم يطمثهن}: نعت لقاصرات، لأن الإضافة غير محضة، وكذلك: (كأنهن الياقوت والمرجان). العكبري [
133:2]، الجمل [459:4]
19- {مهطعين مقنعي رءوسهم} [43:14]
الإضافة غير محضة لأنه مستقبل أو حال. العكبري [
37:2]
20- {والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة} [35:22]
قرئ المقيمي الصلاة. البحر [
369:6]، العكبري [75:2]
21- {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} [28:16]
{ظالمي}: حال. الجمل [
56:2]
22- {هديا بالغ الكعبة} [95:5]
23- {ثاني عطفه} [9:22]
الإضافة لفظية. المغنى: [
565]
24- {وامرأته حمالة الحطب} [4:111]
قرأ عاصم (حمالة الحطب) بنصب (حمالة) على الذم، وقيل: حال من (وامرأته) لأنه أريد بالصفة الاستقبال. وقرأ الباقون بالرفع خبر لمحذوف، أو صفة لامرأته على أن الصفة للمضي. الإتحاف: [
445]، النشر [404:2]، الشاطبية: [295]، غيث النفع: [299]، البحر [526:8]
25- {مالك يوم الدين} [4:1]
في البحر [
21:1]: «ومن قرأ بجر الكاف فعلى معنى الصفة، فإن كان بلفظ (مالك) على فعل، بكسر "العين" أو إسكانها، أو (مليك) بمعناه فظاهر لأنه وصف معرفة.
وإن كان بلفظ (مالك) أو (ملاك) أو (مليك) محولين من (مالك) للمبالغة.. وإن كان بمعنى الاستقبال، وهو الظاهر، لأن اليوم لم يوجد فهو مشكل، لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فإنه تكون إضافته غير محضة، فلا يتعرف بالإضافة، وإن أضيف إلى معرفة فلا يكون إذ ذلك صفة، لأن المعرفة لا توصف بالنكرة، ولا بدل نكرة من معرفة، لأن البدل بالصفات ضعيف.
وحل هذا الإشكال: هو أن اسم الفاعل إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال جاز فيه وجهان:
أحدهما: ما قدمناه من أنه لا يتعرف بما أضيف إليه، إذ يكون منويا فيه الانفصال من الإضافة، ولأنه عمل النصب لفظاً.
الثاني: أنه يتعرف به إذا كان معرفة، فيلحظ فيه أن الموصوف صار معروفاً بهذا الوصف، وكأن تقييده بالزمان غير معتبر. وهذا الوجه غريب النقل لا يعرفه إلا من له إطلاع على كتاب سيبويه، وتنقيب عن لطائفه. قال سيبويه:... وزعم يونس والخلي أن الصفات المضافة التي صارت صفة للنكرة قد يجوز فيهن كلهن أن يكون معرفة، وذلك معروف في كلام العرب، يدلك على ذلك أنه يجوز لك أن تقول: مررت بعبد الله ضاربك، فتجعل (ضاربك) بمنزلة صاحبك. سيبويه [
213:1]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:36 PM

إضافة الموصوف إلى صفته
 
إضافة الموصوف إلى صفته
في التسهيل: [156]: «وإضافة الاسم إلى الصفة شبيهة بالمحضة، لا محضة وكذا إضافة المسمى إلى الاسم، أو الصفة إلى الموصوف، والموصوف إلى القائم مقام الصفة..».
وفي الإنصاف: المسألة: [
61] هل تجوز إضافة الاسم إلى اسم يوافقه في المعنى؟ ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز إضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأنه قد جاء ذلك في كتاب الله وكلام العرب كثيراً.
قال الله تعالى: {إن هذا لهو حق اليقين} واليقين في المعنى نعت للحق، لأن الأصل فيه الحق اليقين، والنعت هو المنعوت، فأضاف المنعوت إلى النعت، وهما بمعنى واحد، وقال تعالى: {ولدار الآخرة خير} والآخرة في المعنى نعت للدار، والأصل فيه: وللدار الآخرة خبر... وقال تعالى: {جنات وحب الحصيد} والحب في المعنى هو الحصيد، وقد أضافه إليه. وقال تعالى: {وما كنت بجانب الغربي} والجانب في المعنى هو الغربي... ومن ذلك قولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، وبقلة الحمقاء، والأولى في المعنى هي الصلاة، والجامع هو المسجد، والبقلة هي الحمقاء، وقد أضافوها إليها، فدل على ما قلناه.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه لا يجوز لأن الإضافة يراد بها التعريف والتخصيص، والشيء لا يتعرف بنفسه..
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما ما احتجوا به فلا حجة لهم فيه؛ لأنه كله محمول على حذف المضاف إليه، وإقامة صفته مقامه، أما قوله تعالى: {إن هذا لهو حق اليقين} فالتقدير فيه: حق الأمر اليقين...
وأما قوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} فالتقدير فيه: ولدار الساعة الآخرة.
وأما قوله تعالى: {وحب الحصيد} أي حب الزرع الحصيد، لأن الحب اسم لما ينبت في الزرع والحصد إنما يكون الزرع الذي نبت فيه الحب، لا للحب، ألا ترى أنك تقول: حصدت الزرع، ولا تقول حصدت الحب.
أما قوله تعالى: {وما كنت بجانب الغربي} فالتقدير فيه: بجانب المكان الغربي.
وأما قولهم: صلاة الأولى فالتقدير فيه: صلاة الساعة الأولى، وأما قولهم: مسجد الجامع فالتقدير فيه: مسجد الموضع الجامع. وأما قولهم: بقلة الحمقاء
فالتقدير فيه: بقلة الحبة الحمقاء.. فإذا كان جميع ما احتجوا به محمولاً على حذف المضاف إليه وإقامة صفته مقامه على ما بينا لم يكن لهم فيه حجة».
وقال الرضي [
265:1]: «والمختلف في جواز إضافة أحدهما إلى الآخر الموصوف وصفته فالكوفيون جوزوا إضافة الموصوف إلى صفته وبالعكس، استشهاداً للأول بنحو، مسجد الجامع، وجانب الغربي، وللثاني بنحو: جرد قطيفة، وأخلاق أثياب، وقالوا: إن الإضافة فيه لتخفيف المضاف بحذف التنوين كما جرد قطيفة، أو بحذف "اللام" كمسجد؛ إذ أصلهما قطيفة جرد، والمسجد الجامع، وهذه الإضافة ليست كإضافة الصفة إلى معمولها عنهم؛ إذ ذاك لا تخصص ولا تعرف بخلاف هذه فإن الأول هاهنا هو الثاني من حيث المعنى؛ لأنهما موصوف وصفة، فتخصص الثاني وتعرفه يخصص الأول ويعرفه.. فعلى هذا تقول: هذا مسجد الجامع الطيب برفع الصفة.
والبصريون قالوا: لا يجوز إضافة الصفة إلى الموصوف، ولا العكس..
فعند البصريين نحو: بقلة الحمقاء كسيف شجاع، أي المضاف إليه في الحقيقة هو موصوف هذا المجرور، لأنه حذف، وأقيم صفته مقامه، أي بقلة الحبة الحمقاء، وإنما نسبوها إلى الحمق لأنها تنبت في مجاري السيول ومواطئ الأقدام، ومسجد الوقت الجامع، وذلك الوقت يوم الجمعة... وجانب المكان الغربي، وصلاة الساعة الأولى..».
وقال الرضي [
282:2]: «والإضافة في نحو رجل صدق، ودائرة السوء للملابسة، وهم كثيراً ما يضيفون الموصوف إلى مصدر الصفة، نحو خبر السوء، أي الخبر السيئ، بمعنى رجل صدق: رجل صادق، أي جيد، فكأنك قلت: عندي رجل رجل صادق، فلما كان المراد من ذكر رجل الثاني صفته صار رجل مع صفته صفة للأول».
وقال أيضاً: «المراد بالصدق في مثل هذا المقام مطلق الجودة، لا الصدق في الحديث، وذلك لأن الصدق في الحديث مستحسن جيد عندهم، حتى صاروا يستعملونه في مطلق الجودة، فيقال: ثوب صدق دخل صادق الحموضة، كما أن الكذب مستهجن عندهم بحيث إذا قصدوا الإغراء بشيء وقالوا: كذب عليك..».
وانظر ابن يعيش [
10:3-11]، ونتائج الفكر: [5].
1- {وأيدناه بروح القدس} [87:2، 253]
من إضافة الموصوف إلى الصفة. من الجلالين.
2- {وللدار الآخرة خير} [32:6]
قرئ (ولدار الآخرة) على الإضافة، وقالوا: هو كقولهم: مسجد الجامع، فقيل: من إضافة الموصوف إلى صفته، وقال الفراء: هي إضافة الشيء إلى نفسه، كقولك: بارحة الأولى. ويوم الخميس، وحق اليقين، وإنما يجوز عند اختلاف اللفظين.
وقيل: من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، أي ولدار الحياة الآخرة، ويدل عليه (وما الحياة الدنيا) وهذا قول البصريين، وحسن ذلك أن هذه الصفة قد استعملت استعمال الأسماء، فوليت العوامل، كقوله: {وإن لنا للآخرة} وقوله: {وللآخرة خير لك من الأولى}.
البحر [
109:4]، العكبري [133:1]
وفي معاني القرآن [
330:1- 331]: «جعلت الدار هنا اسماً، وجعلت الآخرة من صفتها، وأضيفت في غير هذا الموضع. ومثله مما يضاف إلى مثله في المعنى قوله: {إن هذا لهو حق اليقين} والحق هو اليقين؛ كما أن الدار هي الآخرة، وكذلك: أتيتك بارحة الأولى، والبارحة الأولى ومنه: يوم الخميس، وليلة الخميس يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلف لفظه؛ كما اختلف الحق واليقين، والدار والآخرة، واليوم والخميس فإذا اتفقا لم تقل العرب: هذا الحق، ولا يقين اليقين؛ لأنهم يتوهمون إذا اختلفا في اللفظ أنهما مختلفان في المعنى». قرأ ابن عامر (ولدار الآخرة) بالإضافة.
النشر [
257:2]، الإتحاف: [207]، غيث النفع: [89]، الشاطبية: [193]
3- {قل أذن خير لكم} [61:9]
هذه الإضافة نظيرها قولهم: رجل صدق، تريد الجودة والصلاح.
البحر [
62:5]
4- {عليهم دائرة السوء} [6:48]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (السوء) بضم "السين"، وباقي السبعة بالفتح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته وصفت الدائرة بالمصدر؛ كما قالوا: رجل سوء في نقيض: رجل صدق. البحر [
91:5]، الرضي [282:1]
من إضافة العام إلى الخاص، فهي للبيان كخاتم فضة. الجمل [
156:4]
5- {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} [2:10]
من إضافة الموصوف إلى الصفة كمسجد الجامع وصلاة الأولى، وحب الحصيد، وفائدة هذه الإضافة التنبيه على زيادة الفضل ومدح القدم؛ لأن كل شيء أضيف إلى الصدق فهو ممدح. ومثل. (مقعد صدق)، و(مدخل صدق).
الجمل [
327:2]، الرضي [282:1]
6- {ولدار الآخرة خير للذين اتقوا} [109:12]
في هذه الإضافة تخريجان:

أحدهما: أنها من إضافة الموصوف إلى صفته، وأصله: والدار الآخرة.
والثاني: أن يكون من حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه، وأصله: ولدار المدة الآخرة، أو النشأة الآخرة، والأول تخريخ كوفي، والثاني تخريج بصري. البحر [353:5]
7- {له دعوة الحق} [14:13]
في الكشاف [520:2- 521]: «(دعوة الحق) فيه وجهان:
أحدهما: أن تضاف الدعوة إلى الحق الذي هو نقيض الباطل كما تضاف الكلمة إليه في قولك: كلمة الحق، للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به وأنها بمعزل عن الباطل..
والثاني: أن تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا، على معنى: دعوة المدعو الذي يسمع فيجيب».
وهذا الوجه الثاني الذي ذكره الزمخشري لا يصح، لأن ماله إلى تقدير: لله دعوة الله؛ كما تقول: لزيد دعوة زيد، وهذا التركيب لا يصح.
والذي يظهر أن هذه الإضافة من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، كقوله:
{ولدار الآخرة} على أحد الوجهين، والتقدير: لله الدعوة الحق بخلاف غيره، فإن دعوتهم باطلة. البحر [
376:5]
8- {كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} [18:14]
قرأ ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن أبي بكر: (في يوم عاصف) على الإضافة، وهو على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، والتقدير: في يوم ريح عاصف، وعلى قول من أجاز الموصوف إلى صفته يجوز أن تكون القراءة منه. البحر [
415:5]
ابن خالويه: [
68]، المحتسب [360:1]
9- {إن الله وعدكم وعد الحق} [22:14]
يحتمل أن يكون من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي الوعد الحق، وأن يكون الحق صفة لله، وأن يكون الحق الشيء الثابت، وهو البعث والجزاء على الأعمال. البحر [
418:5]
10- {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} [10:15]
قال الفراء: من إضافة الشيء إلى صفته، كقوله: {حق اليقين}، وبجانب الغربي، أي في شيع الأمم الأولين. البحر [
447:5]
11- {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} [27:15]
قال ابن عباس: {السموم}: الريح الحارة التي تقتل. وعنه: النار لا دخان لها، منها تكون الصواعق.
وقيل: أضاف الموصوف إلى صفته، أي النار السموم. البحر [
453:5]
12- {الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء} [60:16]
{مثل السوء}: من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
570:2]
13- {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} [80:17]
إضافتهما لبيان أو من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
626:2]
14- {ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} [9:22]
قيل الحريق طبقة من طباق جهنم، وقد يكون من إضافة الموصوف إلى صفته، أي العذاب الحريق، أي المحرق كالسميع بمعنى المسمع. البحر [
355:6]، الجمل [156:3]
15- {واجعل لي لسان صدق} [84:26]
من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
184:3]
16- {وما كنت بجانب الغربي} [44:28]
من إضافة الموصوف إلى صفته عند قوم، ومن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه عند قوم، فعلى القول الأول الأصل: الجانب الغربي، وعلى الثاني أصله بجانب المكان الغربي. البحر [
122:7]
17- {فأرسلنا عليهم سيل العرم} [16:34]
{العرم}: الشديد، فاحتمل أن يكون صفة للسيل أضيف فيه الموصوف إلى صفته، أو صفة لموصوف محذوف، أي سيل المطر الشديد. البحر [
271:7]
18- {استكبارا في الأرض ومكر السيئ} [43:35]
من إضافة الموصوف إلى صفته، ولذلك جاء على الأصل في قوله: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}. البحر [
319:7]
19- {لنذيقهم عذاب الخزي} [16:41]
من إضافة الموصوف إلى صفته. البحر [
491:7]
20- {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين} [30:44]
قرأ ابن مسعود: (من عذاب المهين).
من إضافة الموصوف إلى الصفة كبقلة الحمقاء. البحر [
37:8]، ابن خالويه: [138]
21- {الظانين بالله ظن السوء} [6:48]
الإضافة ليست من قبيل الموصوف إلى الصفة، فإنها غير جائزة عند البصريين، لأن الصفة والموصوف عبارة عن شيء واحد، فإضافة أحدهما إلى الآخر إضافة الشيء إلى نفسه، بل السوء صفة لموصوف محذوف، أي ظن الأمر السوء، فحذف المضاف إليه وأقيمت صفته مقامه. الجمل [
155:4]
22- {فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} [9:50]
من حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه كما يقول البصريون، أي النبت الحصيد. البحر [
121:8]
23- {إن هذا لهو حق اليقين} [95:56]
قيل: هو من قبيل إضافة المترادفين على سبيل المبالغة. كما تقول: هذا يقين اليقين، وصواب الصواب يعني: أنه نهاية في ذلك، فهما بمعنى واحد، أضيف على سبيل المبالغة، وقيل: هو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، جعل الحق مباينًا لليقين، أي الثابت المتينق.
البحر [
16:8]، العكبري [134:2]
24- {وذلك دين القيمة} [5:98]
أضاف الدين إلى القيمة، وهي نعته لاختلاف اللفظين. الجمل [
572:4]
25- {كلا لو تعلمون علم اليقين} [5:102]
أضاف الموصوف إلى صفته. البحر [
508:8]
26- {قل فأتوا بسورة مثله} [38:10]
قرأ عمرو بن فائدة: (بسورة مثله) على الإضافة، أي بسورة كتاب أو كلام. قال صاحب اللوامح: هذا مما حذف الموصوف منه وأقيمت الصفة مقامه.
البحر [
158:5]، البن خالويه: [57]
27- {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} [35:40]
قرأ أبو عمرو وابن عامر بتنوين (قلب) وقرأ الباقون بالإضافة.
الإتحاف: [
378]، النشر [365:2]، الشاطبية: [275]، غيث النفع: [240]، البحر [415:7]
28- {وزوجناهم بحور عين} [55:44، 20:52]
قرأ عكرمة (بحور عين) بالإضافة. ابن خالويه: [
146]، البحر [40:8]، [148]
29- {فليأتوا بحديث مثله} [34:52]
قرأ أبو السمال بالإضافة. البحر [
152:8]
30- {في يوم نحس مستمر} [19:54]
قرأ الحسن (في يوم نحس) بتنوين (يوم). الإتحاف: [
404]، ابن خالويه: [148]، البحر [179:8]
31- {بل هو قرآن مجيد} [21:85]
قرأ ابن السميفع (قرآن مجيد) بالإضافة. قال ابن خالويه: سمعت ابن الأنباري يقول: بل هو قرآن رب مجيد، كمال الشاعر:
ولكن الغنى رب غفور
وقال ابن عطية: من إضافة الموصوف إلى الصفة.
ابن خالويه: [
171]، البحر [452،8]
32- {والفجر * وليال عشر}. [1:89، 2]
قرأ ابن عباس (وليال عشر) بالإضافة، يريد: وليالي أيام عشر.
ابن خالويه: [
173]، البحر [467:8]
33- {ذواتي أكل خمط} [16:34]
قرئ (أكل خمط) بالإضافة. البحر [
271:7]
34- {اهدنا الصراط المستقيم} [6:1]
قرأ جعفر الصادق (صراط المستقيم) على الإضافة، أي الدين المستقيم. البحر [
27:1]
35- {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [184:2]
قرأ المدنيان وبن ذكوان (فدية) بغير تنوين و(طعام) بالخفض. الباقون بالتنوين والرفع من إضافة الشيء إلى جنسه، وفي المنتخب من إضافة الموصوف إلى صفته، وليس بجيد، لأن (طعام) ليس بصفة. البحر [
37:2]، النشر [266:2]، الإتحاف: [154]، غيث النفع: [48]، الشاطبية: [160]
36- {أو كفارة طعام مساكين} [95:5]
قرأ المدنيان وابن عارم (كفارة) بغير تنوين، (طعام) بالخفض، على الإضافة.
الباقون بالتنوين ورفع (طعام). النشر [
255:2]، الإتحاف: [203]، الشاطبية: [190]، غيث النفع: [87].

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:37 PM

إضافة الصفة إلى الموصوف
 
إضافة الصفة إلى الموصوف
1- {فقد ضل سواء السبيل} [108:2]
من إضافة الصفة إلى الموصوف. الجمل [
94:1]
2- {واعلموا أن الله شديد العقاب} [196:2]
من إضافة الصفة إلى الموصوف. البحر [
81:1]
3- {كذلك جعلنا لكل نبي عدوًا شياطين الإنس والجن} [112:6]
الظاهر أن قوله: {شياطين الإنس والجن} هو من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي الإنس والجن والشياطين. فيلزم أن يكون من الإنس شياطين ومن الجن شياطين. الشيطان: هو المتمرد من الصنفين، وقيل: الإضافة من باب غلام زيد، ورجحت هذه الإضافة بأن أصل الإضافة المغايرة بين المضاف والمضاف إليه، رجحت الإضافة السابقة بأن المقصود التسلي والتسلي بمن سبق من الأنبياء، إذ كان في أممهم من يعاديهم. البحر [
207:4]
4- {سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب} [157:6]
من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي العذاب السيئ الجمل [
111:2]
5- {حتى يسمع كلام الله} [6:9]
من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، لا من باب إضافة المخلوق إلى الخالق. البحر [
11:5]
6- {أولئك لهم سوء الحساب} [18:13]
من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي الحساب السيئ الجمل [
494:2]
7- {وعلى الله قصد السبيل} [9:16]
من إضافة الصفة إلى الموصوف، والمعنى: وعلى الله بيان السبيل القصد، بمعنى المقصود. الجمل [
553:2]
8- {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} [75:17]
أصل الكلام: لأذقناك عذاباً ضعفاً في الحياة وعذاباً ضعفاً في الممات، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، ثم أضيفت الصفة إلى الموصوف. البحر [
65:6]
9- {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} [22:28]
من إضافة الصفة إلى الموصوف الجمل [
343:3]
10- {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} [8:35]
من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي عمله السيئ. الجمل [
483:3]
11- {ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم} [48:44]
من إضافة الصفة إلى الموصوف أو المسبب للسبب. الجمل [
107:4]
12- {وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة} [3:72]
قرئ (جد ربنا) ومعناه العظيم؛ حكاه سيبويه، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، والمعنى: تعالى ربنا العظيم.

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:37 PM

إضافة المحل للحال فيه
 
إضافة المحل للحال فيه
1- {واجعلني من ورثة جنة النعيم} [85:26]
من إضافة المحل للحال فيه. الجمل [
284:3]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:38 PM

إضافة المسمى إلى الاسم
 
إضافة المسمى إلى الاسم
1- {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم} [62:37]
من إضافة المسمى إلى الاسم. الجمل [
533:3]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:38 PM

الإضافة لأدنى ملابسة
 
الإضافة لأدنى ملابسة
يضاف الشيء ملابسة. التسهيل: [156]
1- {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [187:2]
أضيف الليلة إلى الصيام على سبيل الاتساع، لأن الإضافة تكون لأدنى ملابسة. البحر [
48:2]
2- {أو كفارة طعام مساكين} [95:5]
قرأ الصاحبان بالإضافة، والإضافة تكون لأدنى ملابسة، إذ الكفارة تكون كفارة هدى وكفارة طعام. البحر [
20:4- 21]
3- {فأنساه الشيطان ذكر ربه} [42:12]
معنى (ذكر ربه): ذكر يوسف لربه، والإضافة تكون لأدنى ملابسة. البحر [
311:5]
3- {فما خطبكم أيها المرسلون} [57:15]
الخطب لا يكاد يقال إلا في الأمر الشديد، فأضافه إليهم من حيث إنهم حاملوه إلى أولئك القوم المعذبين. البحر [
459:5]
4- {أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} [27:16]
أضاف تعالى الشركاء إليه، والإضافة تكون لأدنى ملابسة، والمعنى: شركائي في زعمكم. البحر [
485:5]
5- {وجاهدوا في الله حق جهاده} [78:22]
أضاف الجهاد إليه تعالى لما كان مختصاً بالله من حيث هو مفعول لوجهه ومن أجله والإضافة تكون بأدنى ملابسة البحر [
391:6]
6- {ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها كذبوه} [44:23]
أضاف الرسل إليه تعالى، وأضاف رسولا إلى ضمير الأمة المرسل إليها، لأن الإضافة تكون بالملابسة والرسول يلابس المرسل والمرسل إليه. البحر [
407:6]
7- {لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [46:79]
أضاف الضحى إلى العشية لكونهما طرفي النهار، بدأ بذكر أحدهما، فأضاف الآخر إليه تجوز واتساعاً، وحسن الإضافة كون الكلمة فاصلة. البحر [
424:8]
الإضافة لأدنى ملابسة. الهمع [
46:2]
وفي ابن يعيش [
8:3]: «ويضاف الشيء إلى الشيء بأدنى ملابسة، نحو قولك: لفيته في طريقي، أضيف الطريق إليك لمجرد مرورك فيه، ومثله قول أحد حاملي الخشبة: خذ طرفك، أضاف الطرف إليه لملابسته إياه في حال الحمل»
وانظر الأشباه [
88:23]، والخزانة [487:1]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:38 PM

ما يكتسبه الاسم بالإضافة
 
ما يكتسبه الاسم بالإضافة
1- المضاف إنما يكون معرفة ونكرة بالمضاف إليه سيبويه [49:2]
فإذا أردت تعريف الأول عرفت الثاني، لأنه إنما يكون الأول معرفة بما أضفته إليه. المقتضب [
134:4]
وما أضفته إلى معرفة فهو معرفة، نحو قولك: غلام زيد وصاحب الرجل، وإنما صار معرفة بإضافتك إليه إلى معروف. المقتضب: [
277:4]
2- وربما قالوا في بعض الكلام: ذهبت بعض أصابعه، وإنما أنث البعض لأنه أضافه إلى مؤنث هو منه، ولو لم يكن منه لم يؤنثه، لأنه لو قال: ذهبت عبد أمك لم يحسن..
وسمعنا من يوثق به من العرب يقول: اجتمعت أهل اليمامة، لأنه يقول في كلامه: اجتمعت اليمامة، يعني أهل اليمامة، فأنث الفعل في اللفظ؛ إذ جعله في اللفظ لليمامة. سيبويه [
25:1- 26]
ويؤنث المضاف لتأنيث المضاف إليه، إن صح الاستغناء به، وكان المضاف بعضه أو كبعضه. التسهيل: [
156]
وقد يكتسب المضاف التأنيث من المضاف إليه إن حسن الاستغناء في الكلام الذي هو فيه عنه بالمضاف إليه، يقال: سقطت بعض أصابعه؛ إذ يصح أن يقال: سقطت أصابعه بمعناه. الرضي [
355:1]
3- وعلى هذا لا منع من اكتساب المضاف معنى التأنيث والتثنية والجمع بين المضاف إليه إن حسن الاستغناء في الكلام الذي هو فيه عن المضاف بالمضاف إليه.
أما التأنيث فكقولك: ما مثل أخيك ولا أبيك يقولان ذلك.
وأما الجمع فكقوله: وما حب الديار شغفن قلبي. الرضي [
269:1]
4- عقد ابن هشام في المغنى باباً لما يكتسبه الاسم بالإضافة: [
564- 573] جعلها أحد عشر نوعاً:
التعريف. التخصيص. التخفيف. إزالة القبح والتجوز. تذكير المؤنث. تأنيث المذكر. الظرفية. المصدرية. وجوب التصدر. الإعراب. البناء.

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:39 PM

اكتساب المضاف التأنيث
 
اكتساب المضاف التأنيث
1- {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [103:3]
ضمير (منها) يعود على (الشفا) واكتسب التأنيث بالإضافة. البحر [
19:3]
2- {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} [40:4]
قرأ المدنيان برفع حسنة، والباقون بنصبها.
اسم (كان) مستتر يعود على مثقال، وأنث الفعل لاكتسابه التأنيث بالإضافة، أو مراعاة المعنى، معنى مثقال: زنة. البحر [
251:3]، الإتحاف: [190]
3- {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت} [111:16]
أنث الفعل في (تأتي) والضمير في (تجادل) وفي (عن نفسها) وفي (توفى) و(عملت) حملا على معنى (كل) ولو روعي اللفظ لذكر. البحر [
542:5]
4- {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا} [25:19]
من قرأ
"بالتاء" فالفعل مسند إلى النخلة، ويجوز أن يكون مسنداً إلى الجذع واكتسب التأنيث بالإضافة. البحر [185:6]
5- {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} [47:21]
أنث الضمير في (بها) وهو عائد على مذكر، وهو مثقال؛ لإضافته إلى مؤنث.
6- {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله} [16:31]
قرأ نافع. برفع مثقال:
أخبر عن (مثقال) وهو مذكر إخبار المؤنث، لإضافته إلى مؤنث، فكأنه قال: إن تك زنة حبة. البحر [
187:7]
7- {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها} [158:6]
في الكشاف [
82:2]: «قرأ ابن سيرين (لا ينفع) "بالتاء" لكون الإيمان مضافاً إلى ضمير المؤنث الذي هو بعضه، كقولك: ذهبت بعض أصابعه».
قرئ (يوم تأتي بعض) مثل (تلتقطه بعض السيارة).
وقرئ (لا تنفع نفسًا إيمانها) قال أبو حاتم: ذكروا أنها غلط منه. وقال النحاس: في هذا شيء دقيق ذكره سيبويه وذلك أن الإيمان والنفس كل منهما مشتمل على الآخر، فأنث الإيمان، إذ هو من النفس وبها.. وقال الزمخشري...
وهو غلط لأن الإيمان ليس بعضًا للنفس، ويحتمل أن يكون أنث على معنى الإيمان، وهو المعرفة أو العقيدة، فكان مثل: جاءته كتابي فاحتقرها على معنى الصحيفة. البحر [
259:4-260]، العكبري [148:1]
وفي المحتسب [
236:1-237]: «فقد كثر عنهم تأنيث فعل المضاف المذكر إذا كانت إضافته إلى مؤنث، وكان المضاف بعض المضاف إليه أو منه أو به قال: حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ليس بمستحسن في القياس، وأكثر مأتاه إنما هو في الشعر».
8- {وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة} [10:12]
قرأ الحسن: (تلتقطه بعض السيارة) أنث على المعنى كمال قال:
إذا بعض السنين تعرقتنا ..... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم
الإتحاف: [262]، ابن خالويه: [62]، البحر [284:5]، العكبري [26:2]
9- {فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها}. [50:30]
قرئ (إلى أثر رحمة الله كيف تحيي) والضمير عائد إلى الرحمة. وقال صاحب اللوامح: إنما أنث الأثر لاتصاله بالرحمة إضافة إليها، فاكتسب التأنيث منها.
مثل ذلك لا يجوز إلا إذا كان المضاف بمعنى المضاف إليه أو من سببه، أما إذا كان أجنبيًا فلا يجوز بحال. البحر [
179:7]
وفي المحتسب [
165:2]: ومن ذلك قراءة الجحدري وابن السميفع وأبي حيوة: (أثر رحمة الله) (كيف تحيي).
قال أبو الفتح: ذهب بالتأنيث إلى لفظ الرحمة، ولا تقول على هذا: أما ترى إلى غلام هند كيف تضرب زيدًا؟ "بالتاء"، وفرق بينهما أن الرحمة قد يقوم مقامها أثرها، فإذا ذكرت أثرها فكأن الغرض في ذلك إنما هو هي، تقول: رأيت عليك النعمة، ورأيت عليك أثر النعمة، ولا يعبر عن هند بغلامها. ألا ترى أنك لا تقول: رأيت غلام هند وأنت تعني أنك رأيتها،ـ وأثر النعمة كأنه هو النعمة».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:40 PM

اكتساب المضاف التذكير بالإضافة
 
اكتساب المضاف التذكير بالإضافة
1- {إن رحمة الله قريب من المحسنين} [56:7]
في معاني القرآن للفراء [
380:1-381]: «ذكرت قريبًا لأنه ليس بقرابة في النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة في النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منا قريب؛ أو فلانة منك قريب في القرب والبعد ذكروا وأنثوا. وذلك أن القريب في المعنى، وإن كان مرفوعًا فكأنه في تأويل: هي من مكان قريب، فجعل القريب خلفًا من المكان...».
وفي معاني القرآن للزجاج [
380:1-381]: «إنما قيل: قريب؛ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد؛ وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي. وقال الأخفش: جائز أن تكون الرحمة هاهنا في معنى المطر، وقال بعضهم: هذا ذكر ليفصل بين القريب من القرابة والقريب من القرب. وهذا غلط لأن كل ما قرب من مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التذكير والتأنيث».
وفي الكشاف [
11:2]: «وإنما ذكر (قريب) على تأويل الرحمة بالرحمة أو الترحم، أو لأنه صفة موصوف محذوف، أي شيء قريب، أو على تشبهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول، كما شبه ذاك به، فقيل: قتلاء وأسراء، أو على أنه بزنة المصدر الذي هو النقيض والضعيف، أو لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي». وانظر البحر [313:4]، وأمالي الشجري [256:2-257]، والخصائص [412:2]، وقد نقل السيوطي حديثًا مطولاً عن هذه الآية لصاحب القاموس ولابن مالك ولابن هشام. انظر الأشباه والنظائر [97:3-117]
2- {فظلت أعناقهم لها خاضعين} [4:26]
يجوز أن يكون مما اكتسب فيه المضاف التذكير والعقل بالإضافة. البحر [
6:7]
3- {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} [76:28]
قرئ (لينوء) "بالياء"، وتذكيره راعي المضاف المحذوف وتقديره: إن حمل مفاتحه أو مقدارها أو نحو ذلك. وقال الزمخشري، ووجهه أن يفسر المفاتح بالخزائن، ويعطيها حكم ما أضيف إليه للملابسة والإيصال، كقولك: ذهبت أهل اليمامة.
يعني أنه اكتسب المفاتح التذكير من الضمير الذي لقارون، كما اكتسب أهل التأنيث بإضافته إلى اليمامة. البحر [
132:7]، الكشاف [430:3]، المحتسب [153:2-154]
4- {وما يدريك لعل الساعة قريب} [17:42]
في البيان [
346:2]: «ذكر (قريبًا) من أربعة أوجه:
الأول: أنه ذكر على النسب، وتقديره: ذات قرب، كقوله: {إن رحمة الله قريب}.
الثاني: أنه ذكر لأن التقدير: لعل وقت الساعة قريب.
الثالث: أنه ذكر حملاً على المعنى، لأن الساعة بمعنى البعث.
الرابع: أنه ذكر للفرق بيته وبين قرابة النسب».
وفي الكشاف [
217:4]: «الساعة في تأويل ابعث، فلذلك قيل: قريب، أو لعل مجيء الساعة قريب». البحر [513:7]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:41 PM

اكتساب المضاف البناء
 
اكتساب المضاف البناء
في المغنى:[569-573]: «البناء، وذلك في ثلاثة أبواب:
أحدها: أن يكون المضاف مبهمًا كغير ومثل ودون.
الباب الثاني: أن يكون المضاف زمانًا مبهمًا، والمضاف "إذ" (من خزي يومئذ).
الثالث: أن يكون زمانًا مبهمًا، والمضاف إليه فعل مبني بناء أصليًا، أو عارضًا... فإن كان المضاف إليه فعلاً معربًا، أو جملة أسمية، فقال البصريون: يجب الإعراب، والصحيح جواز البناء...».
1- {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [54:34]
في البحر [
294:7-295]: «قال الحوفي: الظرف قائم مقام اسم ما لم يسم فاعله.
ولو كان على ما ذكر لكان مرفوعًا (بينهم) كقراءة من قرأ: (لقد تقطع بينكم) في أحد المعنيين.
لا يقال: لما أضيف إلى مبنى، وهو الضمير بني، فهو في موضع رفع كما قال بعضهم في قوله: وإذ ما مثلهم بشر إلى أنه في موضع رفع لإضافته، إلى الضمير، وإن كان مفتوحًا، لأنه قول فاسد. يجوز أن تقول: مررت بغلامك، وقام غلامك بالفتح، وهذا لا يقوله أحد... وإنما يخرج ما ورد من نحو هذا على أن القائم مقام الفاعل هو ضمير المصدر الدال عليه (وحيل)» وانظر المغني: [
570]
2- {إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} [23:51]
في معاني القرآن للفراء [
85:3]: «وقد رفع عاصم والأعمش (مثل) ونصبها أهل الحجاز والحسن فمن رفعها جعلها نعتًا للحق، ومن نصبها جعلها في مذهب المصدر كقولك: إنه لحق حقًا. وإن العرب لتنصبها إذا رفع بها الاسم، فيقولن: مثل من عبد الله، ويقولون: عبد الله مثلك وأنت مثله. وعلة النصب فيها أن الكاف قد تكون داخلة عليها، فتنصب إذا ألقيت الكاف؟ قلت: لا، وذلك أن مثل تؤدى عن الكاف، والأسد لا يؤدي عنها».
وفي البيان [
391:2]: «مثل: يقرأ بالرفع والنصب، فالرفع على أنه صفة حق، لأنه نكرة لأنه لا يكتسي التعريف بالإضافة إلى المعرفة، لأن الأشياء التي يحصل بها التماثل بين الشيئين كثيرة غير محصورة، فلم يكس التعريف بإضافته إلى (أنكم).
والنصب على الحال من الضمير في (حق).
و "ما" زائدة، وقيل: هو مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وقيل: هو مبني على الفتح لأن "مثل" و"ما" ركبا وجعلا بمنزلة خمسة عشر».
قيل: فتحة بناء، وهو نعت كحالة في قراءة الرفع، ولما أضيف إلى غير متمكن بني. و"ما" زائدة للتوكيد، وقال المازني: بنى مثل لأنه ركب مع "ما" فصار شيئًا واحدًا. وقيل: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إنه لحق حقًا مثل ما أنكم تنطقون، فحركته إعراب، وقيل: حال من الضمير المستكن في (حق) أو من الحق، وإن كان نكرة، فقد أجاز ذلك الجرمي وسيبويه.
والكوفيون يجعلون (مثلاً) محلي، فينصبونه على الظرف، ويجيزون زيد مثلك، فعلى كلامهم يجوز أن تكون (مثل) منصوبة على الظرف.
البحر [
136:8-137]، العكبري [128:2]، المغني: [570]
أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف برفع (مثل) صفة للحق، وهي لا تتعرف بالإضافة، أو خبر ثان. الباقون على النصب على الحال من الضمير المستكن في (لحق). الإتحاف: [
399]، والنشر [3767:2]، غيث النفع: [246]، الشاطبية: [282]
3- {إنكم إذا مثلهم} [140:4]
قرئ شاذًا (مثلهم) بفتح "اللام". خرجها البصريون على أنه بمني، لإضافته إلى مبنى، كقوله: {لحق مثل ما أنكم تنطقون}. والكوفيون يجيزون في (مثل) أن ينتصب محلاً، وهو الظرف، فيجوز عندهم: زيد مثلك، بالنصب، أي في مثل حالك، فعلى قولهم يكون انتصاب (مثل) على المحل؛ وهو الظرف.
البحر [
375:3]، العكبري [110:1]
4- {لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح} [89:11]
قرأ مجاهد والجحدري وابن أبي إسحاق، ورويت عن نافع (مثل) بفتح "اللام".
وخرجت على وجهين:
أحدهما: أن تكون الفتحة بناء، وهو فاعل كحاله حين كان مرفوعًا، ولما أضيف إلى غير متمكن جاز فيه البناء، كقراءة: (إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).
والثاني: أن تكون الفتحة إعراب، وانتصب على أنه نعت لمصدر محذوف؛ أي إصابة مثل إصابة قوم نوح، والفاعل مضمر يفسره سياق الكلام، أين أن يصيبكم هو، أي العذاب. البحر [
255:5]، ابن خالويه: [61]
5- {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} [119:5]
قرأ نافع (يوم) بالنصب على الظرف، وقرأ الأعمش: (يومًا ينفع) وقرأ الحسن بن عياش الشامي (يوم) بالرفع مع التنوين. البحر [
63:4]
خرج الفتح الكوفيون على أن (يوم) بمني، لإضافته إلى الجملة الفعلية، وهم لا يشترطون كون الفعل مبنيًا. وعلى قول البصريين هو معرب.
في معاني القرآن للفراء [
326:1-327]: «ترفع اليوم بهذا، ويجوز أن تنصبه، لأنه مضاف إلى غير اسم، كما قالت العرب: مضى يومئذ بما فيه ويفعلون به ذلك في موضع الخفض قال جرير:
رددنا لشعناء الرسول ولا أرى .... ليومئذ شيئًا ترد رسائله
وكذلك وجه القراءة في قوله: {من عذاب يومئذ} {ومن خزي يومئذ} ويجوز خفضه في موضع الخفض، كما جاز رفعه في موضع الرفع.
وما أضيف إلى كلام ليس فيه مخفوض فافعل به ما فعلت في هذا، كقول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ..... وقلت ألما تصح والشيب وازع
وتفعل ذلك في يوم، وليلة، وحين، وغداة، وعشية، وزمن، وأزمان، وأيام وليال. وقد يكون قوله: {هذا يوم ينفع الصادقين} كذلك، وقوله: {هذا يوم لا ينطقون} فيه ما في قوله: {يوم ينفع} وإن قتل: هذا يوم ينفع الصادقين، كما قال الله: {واتقوا يومًا لا تجزي نفس} تذهب إلى النكرة كان صوابًا، والنصب في مثل هذا مكروه في (الصفة) وهو على ذلك جائز، ولا يصلح في القراءة».
وفي النشر [
256:2]: «واختلفوا في (هذا يوم): فقرأ نافع بالنصب وقرأ الباقون بالرفع».
الإتحاف: [
204]، غيث النفع: [88]
6- {هذا يوم لا ينطقون} [35:77]
قرأ المطوعي (يوم) بالنصب. الإتحاف: [
431]، ابن خالويه: [167]، البحر [407:8]
في الكشاف [
681:4]: «قرئ بنصب (اليوم) ونصبه الأعمش، أي هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ. ويوم القيامة طويل ذو مواطن ومواقيت، ينطقون في وقت، ولا ينطقون في وقت».
قال ابن عطية: لما أضاف إلى غير متمكن بناه، فهي فتحة بناء، وهو في موضع رفع، وقال صاحب اللوامح: قال عيسى: هي لغة سفلى مضر، يعني بناءهم (يوم) مع "لا" على الفتح، لأنهم جعلوا يوم مع لا كالاسم الواحد، فهو في موضع رفع، لأنه خبر المبتدأ.
والجملة المصدرة بمضارع مثبت أو منفي لا يجيز البصريون في الظرف المضاف إليها البناء بوجه، وإنما هذا مذهب كوفي. قال صاحب اللوامح: ويجوز أن يكون نصبًا صحيحًا على الظرف، فيصير (هذا) إشارة إلى ما تقدمه من الكلام دون إشارة إلى (يوم). ويكون العامل في نصب يوم نداء تقدمه من صفة جهنم. وقال ابن عطية: ويحتمل أن يكون ظرفًا وتكون الإشارة بهذا إلى رميها بالشرر.
البحر [
407:8-408]، العكبري [148:2]
7- {ودخل المدينة على حين غفلة} [15:28]
قرأ أبو طالب القارئ (على حين غفلة) بالنصب. وجهه أنه أجرى المصدر مصدر الفعل، كأنه قال: على حين غفل، وهذا توجيه شذوذ.
البحر [
109:7]، ابن خالويه: [113]
8- {لقد تقطع بينكم} [94:6]
قرأ المدنيان والكسائي وحفص بنصب "النون"، وقرأ الباقون برفعها.
النشر [
260:2]، الإتحاف: [213]، غيث النفع: [93]، الشاطبية: [198]
وفي الكشاف [
47:2]: «ومن رفع فقد أسند الفعل إلى الظرف، كما تقول: قوتل خلفكم وأمامكم».
وفي البيان [
332:1]: «يقرأ (بينكم) بالنصب والرفع.
فالرفع على أنه فاعل (تقطع) ويكون معنى بينكم: وصلكم، فيكون معناه: لقد تقطع وصلكم.
والنصب على الظرف، تقديره: لقد تقطع ما بينكم، على أن تكون "ما" نكرة موصوفة، ويكون (بينكم) صفة فحذف الموصوف، ولا تكون موصولة على مذهب البصريين؛ لأن الاسم الموصول لا يجوز حذفه وأجازه الكوفيون».
وفي البحر [
192:4-183]: «قرأ جمهور السبعة (بينكم) بالرفع، على أنه اتسع في الظرف، وأسند الفعل إليه؛ فصار اسمًا كما استعملوه اسمًا في قوله: {ومن بيننا وبينك حجاب} وكما حكى سيبويه: هو أحمر بين العينين، ورجحه الفارسي أو على أنه أريد بالبين الوصل، أي لقد تقطع وصلكم قاله أبو الفتح والزهراوي والمهدوي، وقطع فيه ابن عطية، وزعم أنه لم يسمع من العرب البين بمعنى الوصل، وإنما انتزع ذلك من هذه الآية.
وقرأ نافع وحفص والكسائي (بينكم) بفتح "النون"؛ وخرجه الأخفش على أنه فاعل؛ ولكنه بني على الفتح، حملاً على أكثر أحوال هذا الظرف، وقد يقال لإضافته إلى مبنى، كقوله: {ومنا دون ذلك} وخرجه غيره على أنه منصوب على الظرف، وفاعل (تقطع) التقطع. قال الزمخشري: وقع التقطع بينكم، كما تقول: جمع بين الشيئين، تريد أوقع الجمع بينهما، على إسناد الفعل إلى مصدره بها التأويل.
وقيل: الفاعل مضمر يعود على الاتصال الدال عليه قوله: (شركاء).
وأجاز أبو البقاء أن يكون (بينكم) صفة لفاعل محذوف، أي لقد تقطع شيء بينكم».
9- {نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ}. [66:11]
10- {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه} [11:70]
قرأ المدنيان والكسائي بفتح "الميم" فيهما. والباقون بكسرها منهما.
غيث النفع: [
129]، [265]، الشاطبية: [223]، النشر [289:2]، [390]، الإتحاف: [457]، [424]، البحر [334:8]
وقرأ طلحة وأبان بن تغلب (من خزي يومئذ) بتنوين (خزي) ونصب (يوم). البحر [
240:5]
11- {إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم} [25:29]
يروى عن عاصم (مودة) بالرفع من غير تنوين و(بينكم) بفتح "النون" مبني لإضافته إلى مبني. البحر [
148:7]، الإتحاف: [345]
12- {ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً} [18:82، 19]
ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع (يوم) خبر مبتدأ محذوف. الباقون بالنصب على الظرف ويجوز أن تكون حركته حركة بناء.
الإتحاف: [
435]، النشر [399:2]، غيث النفع: [274]، الشاطبية: [295] وفي البحر [437:8]: «بالفتح على الظرف، فعند البصريين هي حركة إعراب، وعند الكوفيين يجوز أن تكون حركة بناء، وهو على التقديرين في موضع رفع خبر لمحذوف، أو في موضع نصب على الظرف، أي يدانون يوم لا تملك، أو على أنه مفعول به، أي اذكر يوم، ويجوز على رأي من يجيز بناءه أن يكون في موضع رفع خبر لمحذوف، تقديره: الجزاء يوم لا تملك».
13- {قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه} [30:34]
(يوم) بالنصب من غير تنوين، عيسى. ميعاد يوماً، اليزيدي. ابن خالويه: [
122]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:42 PM

إضافة ظروف الزمان إلى الجملة
 
إضافة ظروف الزمان إلى الجملة
في سيبويه [461:1]: «جملة هذا الباب أن الزمان إذا كان ماضياً أضيف إلى الفعل وإلى الابتداء والخبر، لأنه في معنى "إذ" فأضيف إلى ما يضاف إليه هذه لا تضاف إلا إلى الأفعال».
وفي المقتضب [
347:4] هذا باب إضافة الأزمنة إلى الجمل.
اعلم أنه ما كان من الأزمنة في معنى "إذ" فإنه يضاف إلى الفعل والفاعل وإلى الابتداء والخبر، كما يكون ذلك في "إذ"... فعلى هذا تقول: جئتك يوم زيد في الدار، وجئتك حين قام زيد. وإن كان الظرف في معنى "إذا" لم يجز أن يضاف إلا إلى الأفعال، كما كان ذلك في "إذا".
وقال الرضي [
96:2- 97]: «اعلم أن الظروف المضافة إلى الجمل على ضربين: إما واجبة الإضافة إليها بالوضع، وهي ثلاثة لا غير:
حيث في المكان، وإذ، وإذا في الزمان.
وإما جائزة الإضافة إلى الجملة، ولا يكون إلا زماناً مضافاً إلى جملة مستفاد منها أحد الأزمنة الثلاثة، اشترط ذلك ليتناسب المضاف والمضاف إليه في الدلالة على مطلق الزمان.
فإذا تقرر هذا قلنا: الأصل في الزمان أن يضاف إلى الفعلية.. فلذا كان إضافة الزمان الجائز الإضافة إلى الاسمية إلا بشرط كونها ماضية المعنى حملاً على "إذ" الواجبة الإضافة إلى الجمل. وقوله تعالى {يوم هم على النار يفتنون} وقوله: {يوم هم بارزون} ونحو ذلك يكذبه».
وفي الهمع [
47:2]: «وفي الإضافة إلى الجمل احتمالان لصاحب البسيط وجه التخصيص أن الجمل ثلاث؛ ووجه التعريف أنها في تأويل المصدر المضاف في التقدير إلى فاعله أو مفعوله، هكذا حكاهما أبو حيان بلا ترجيح ثم قال: وفي التعريف نظر، لأن تقدير المصدر تقدير معنى كما في همزة التسوية، فلا يلتفت إلى الإضافة فيه.. ».
{ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} [45:10]
في البحر [
162:5]: «وقوله. {كأن لم يلبثوا} يصح أن تكون في موضع الصفة ليوم فلا يصح، لأن (يوم تحشرهم) معرفة، والجمل نكرات، ولا تنعت المعرفة بالنكرة، لا يقال: إن الجمل التي يضاف إليها أسماء الزمان نكرات على الإطلاق، لأنها إن كانت في التقدير تنحل إلى معرفة فإن ما أضيف إليها بتعرف، وإن كانت تنحل إلى نكرة كان ما أضيف إليها نكرة، تقول: مررت في يوم قدم زيد الماضي، فتصف (يوم) بالمعرفة، وجئت ليلة قدم زيد المباركة علينا».
2- {لتنذر يوم التلاق يوم هم بارزون} [15:40، 16]
في التسهيل: [
158- 159]: «تضاف أسماء الزمان المبهمة غير المحددة إلى الجمل، فتبنى وجوباً إن لزمت الإضافة، وجوازاً راجحاً إن لم تلزم وصدرت الجملة بفعل مبني، فإن صدرت باسم أو فعل معرب جاز الإعراب باتفاق، والبناء، خلافاً للبصريين..
ولا يضاف اسم زمان إلى جملة اسمية غير ماضية المعنى إلا قليلاً».
وفي البحر [
455:7]: «الظرف المستقبل عند سيبويه لا يجوز إضافته إلى الجملة الاسمية، لا يجوز: أجيئك يوم ذاهب، إجراء له مجرى "إذا"... وذهب أبو الحسن إلى جواز ذلك، فيتخرج قوله: {يوم هم بارزون} على هذا المذهب.
وقد أجاز ذلك بعض أصحابنا على قلة.
وفي المغنى: [
468]: ورد على دعوى سيبويه اختصاص المستقبل بالفعلية بقوله تعالى: {يوم هم بارزون} وبقول الشاعر:
فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ...... بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب
وأجاب ابن عصفور عن الآية بأنه إنما يشترط حمل الزمان المستقبل على "إذا" إذا كان ظرفاً، وهي في الآية بدل من المفعول به، لا ظرف، ولا يتأتى هذا الجواب في البيت.
والجواب الشامل لهما أن يوم القيامة لما كان محقق الوقوع جعل كالماضي فحمل على "إذ" لا على "إذا" على حد (ونفخ في الصور)».
وانظر ص [
645].
3- {يوم هم على النار يفتنون} [13:51]
في الكشاف [
397:4]: «فإن قلت: بم انتصب (يوم) الواقع في الجواب؟ قلت: بفعل مضمر دل عليه السؤال، أي يقع يوم هم على النار يفتنون. ويجوز أن يكون مفتوحاً لإضافته إلى غير متمكن وهي الجملة».
وفي البيان [
389:3]: «يوم الثاني في موضع رفع على البدل من يوم الأول، إلا أنه بني لأنه أضيف إلى غير متمكن، وبني على الفتح؛ لأنه أخف، وقيل: هو في موضع نصب».
وفي العكبري [
128:2]: «هو مبني على الفتح لإضافته إلى الجملة، وموضعه رفع، أي هو يومهم، وقيل: هو معرب».
وفي البحر [
135:8]: «انتصب (يومهم) تقديره: هو كائن، أي الجزاء، قاله الزجاج وجوزوا أن يكون خبر مبتدأ محذوف والفتحة فتحة بناء لإضافته إلى غير متمكن، وهي الجملة الاسمية، ويؤيده قراءة ابن أبي عبلة والزعفراني (يومهم) بالرفع، وإذا كان ظرفاً جاز أن تكون الحركة فيه حركة إعراب وحركة بناء».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:42 PM

إضافة (آية)
 
إضافة (آية)
في سيبويه [460:1- 461]: «مما يضاف إلى الفعل آية. قال:
بآية تقدمون الخيل شعثاً ..... كأن على سنابكها مداماً
وقال يزيد بن عمرو الصعق:
ألا من مبلغ عني كميماً ..... بآية ما تحبون الطعاما
و"ما" لغو».
وفي التسهيل: [
159]: «وقد تضاف (آية) بمعنى علامة إلى الفعل المتصرف، مجرداً أو مقروناً بما المصدرية أو النافية».
وقال الرضي في شرح الكافية [
97:2]: « وكذا آية بمعنى علامة يجوز إضافتها إلى الفعلية لمشابهتها الوقت، لأن الأوقات علامات بوقت بها الحوادث، ويعين بها الأفعال. لكن لما كان (ريث) و(آية) دخيلين في معنى الزمان أضيفا إلى الفعلية في الأغلب مصدرة بحرف مصدري...».
وفي المغنى [
469]: «الثالث: آية بمعنى علامة، فإنها تضاف جوازاً إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها، مثبتاً أو منفياً بما، كقول:
بآية يقدمون الخيل شعثاً ..... كأن على سنابكها ماماً
وقوله:
ألكني إلى قومي السلام رسالة ..... بآية ما كانوا ضعافاً ولا عزلاً
هذا قول سيبويه، وزعم أبو الفتح أنها إنما تضاف إلى المفرد نحو:
{إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم} [248:2]
وقال: الأصل: بآية ما يقدمون، أي بآية إقدامكم كما قال:
ألا من مبلغ عني تميماً ..... بآية ما تحبون الطعاما
وفيه حذف موصوف حرفي غير "أن" وبقاء صلته، ثم هو غير متأت في قوله:
بآية ما كانوا ضعافاً ولا عزلاً
أضيف (آية) المفردة إلى الاسم الظاهر كما في الآية السابقة.
وأضيفت إلى الضمير في موضعين (آيتك) ولم تضف إلى الجملة الفعلية في القرآن وجاءت في بقية مواضعها غير مضافة.

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:45 PM

إضافة غير
 
إضافة غير
1- غير لا تتعرف بالإضافة إلى معرفة عند سيبويه. قال [210:1]: «من النعت بالنكرة مررت برجل غيرك».
وقال في [
224:1]: «لأن غيرك ومثلك وأخواتها يكن نكرات ومن جعلهن معرفة
قال: مررت بمثلك خيراً منك وإن شاء خير منك على البدل، وهذا يونس والخليل».
وجعلها نعتاً في قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} وفي قول لبيد:
وإذا أقرضت قرضاً فاجزه ...... إنما يجزي الفتى غير الجمل
سيبويه [370:1]
قال الأعلم: الشاهد نعت الفتى، وهو معرفة بغير، وإن كان نكرة، والذي سوغ هذا أن التعريف "بالألف" و"اللام" يكون للجنس، فلا يخص واحداً يعينه، فهو مقارب للنكرة، وأن "غيراً" مضافة لمعرفة، فقاربت المعارف لذلك، وإن كانت نكرة».
ورأي المبرد موافق لرأي سيبويه.
قال في المقتضب [
288:4]: «فأما مررت برجل غيرك فلا يكون إلا نكرة، لأنه مبهم في الناس أجمعين».
وقال في ص [
289]: «فأما (غيرك) إذا قلت: مررت برجل غيرك، فإنما هو مررت برجل ليس بك فهذا شائع في كل من عدا المخاطب».
وقال في ص [
423]: «فأما قول الله عز وجل: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فإن "غير" تكون على ضروب: تكون نعتاً للذين، لأنها مضافة إلى معرفة.. وتكون بدلاً، فكأنه قال: صراط غير المغضوب عليهم».
وفي إعراب ثلاثين سورة لابن خالويه: «"غير" لا تكون إلا نكرة عند المبرد، وغير المبرد يقول: تكون معرفة في حال ونكرة في حال».
وانظر الرضي [
253:1]، [254]
{اهدنا الصراط المستقيم الذين أنعمت عليهم} [6:1، 7]
في معاني القرآن للفراء: [
7:1]: «بخفض "غير" نعتاً لمعرفة، لأنها قد أضيفت إلى اسم فيه "ألف" و"لام"، وليس بمصمود له، ولا الأول أيضاً مصمود له، وهي في الكلام بمنزلة قولك: لا أمر إلا بالصادق غير الكاذب كأنك تريد بمن يصدق ولا يكذب ولا يجوز أن تقول: مررت بعبد الله غير الظريف إلا على التكرير، لأن عبد الله موقت و"غير" في مذهب نكرة غير موقتة، ولا تكون إلا نعتاً إلا لمعرفة غير موقتة».
وفي معاني القرآن للزجاج [
16:1]: «فيخفض "غير" على وجهين: على البدل من الذين، كأنه قاله: صراط غير المغضوب عليهم، ويستقيم أن يكون في الكلام صفة للنكرة، تقول: مررت برجل غيرك، فغيرك صفة لرجل... وإنما وقع هاهنا صفة للذين، لأن (الذين) هاهنا ليس بمقصود قصدهم، فهو بمنزلة قولك: إني لأمر بالرجل مثلك فأكرمه».
وفي الكشاف [
16:1- 17]: «فإن قلت: كيف صح أن يقع "غير" صفة للمعرفة، وهو لا يتعرف وإن أضيف إلى المعارف؟
قلت: الذين أنعمت عليهم لا توقيت فيه كقوله: ولقد أمر على اللئيم يسبني، ولأن المغضوب عليهم ولا الضالين خلاف المنعم عليهم، فليس في "غير" إذاً الإبهام الذي يأبى عليه أن يتعرف».
وانظر المفصل [
252:1]، وابن يعيش [125:2- 126]
وفي البحر [
28:1]: «"غير": مفرد مذكر دائماً، وإذا أريد به المؤنث جاز تذكير الفعل حملاً على اللفظ، وتأنيثه حملاً على المعنى.. ويلزم الإضافة لفظاً ومعنى، وإدخال "أل" عليه خطأ، ولا يتعرف، وإن أضيف إلى معرفة. ومذهب ابن السراج أنه إذا كان المغاير واحداً تعرف بإضافته إليه.. وزعم البيانيون أن غيراً ومثلاً في باب الإسناد إليهما مما يكاد يلزم تقديمه، قالوا نحو قولك: غيرك يخشى ظلمه، ومثلك يكون للمكرمات ونحو ذلك».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:53 PM

تقديم معمول المضاف إليه (غير) عليها
 
تقديم معمول المضاف إليه (غير) عليها
في التسهيل: [156]: «لا يقدم على مضاف معمول مضاف إليه إلا على "غير" مرادًا به نفي، خلافًا للكسائي في جواز: أنت أخانا أول ضارب».
وقال الرضي: [
254:1]: «وقد جاء قبل "غير" معمول لما أضيف إليه "غير"، نحو: أنا زيدًا غير ضارب، مع أنه لا يجوز إعمال المضاف إليه فيما قبل المضاف، فلا تقول: أنا زيدًا مثل ضارب، وإنما جاز هذا لحملهم "غير" على "لا" فكأنك قلت: أنا زيدًا لا ضارب، وما بعد "لا" يعمل فيما قبلها».
وفي الهمع [
49:2]: «وجوز الزمخشري وابن مالك التقديم على "غير" النافية مطلقًا، نحو: زيد عمرٌا غير ضارب، قال:
فتى هو حقٌا غير ملغ فريضة ولا يتخذ يومًا سواه خليلاٌ
قال أبو حيان: والصحيح أنه لا يجوز ذلك، والبيت نادر لا يقاس عليه وجوزه قوم على "غير" إن كان المعمول ظرفًا أو مجرورًا، لتوسعهم فيه، كقوله:
إن امرًا خصني يومًا مودته ...... على التنائي لعندي غير مكفور
قال أبو حيان: والصحيح المنع، لاتحاد العلة في ذلك في المفعول.
أما "غير" التي لم يرد بها نفي فلا يجوز التقديم عليها باتفاق، فلا يقال: أكرم القوم زيدًا غير شاتم».
1- {على الكافرين غير يسير} [10:74]
أجاز أبو البقاء أن يتعلق (على الكافرين) بيسير، وينبغي ألا يجوز، لأن فيه تقديم معمول العامل المضاف إليه "غير" على العامل، وهو ممنوع على الصحيح، وقد أجازه بعضهم فيقول: أنا يزيد غير راض.
البحر [
372:8]، العكبري [144:2]
وفي البحر [
29:1-30]: «ولتقارب معنى "غير" من معنى "لا" أتى الزمخشري بمسألة ليبين فيها تقاربهما، فقال: وتقول: أنا زيدًا غير ضارب مع امتناع قولك: أنا زيدًا مثل ضارب، لأنه بمنزلة قولك: أنا زيدٌا لا ضارب، يريد أن العامل إذا كان مجرورًا بالإضافة فمعموله لا يجوز أن يتقدم عليه، ولا على المضاف، لكنهم تسمحوا في العامل المضاف إليه "غير"، فأجازوا تقديم معموله على "غير"، إجراء لغير مجرى "لا" فكما أن "لا" يجوز تقديم معمول ما بعدها عليها، فكذلك "غير".
وأوردها الزمخشري على أنها مسألة مقررة مفروغ منها، ليقوي بها التناسب بين "غير" و"لا" إذ لم يذكر فيها خلافًا. وهذا الذي ذهب إليه الزمخشري مذهب ضعيف جدًا، بناء على جواز: أنا زيدًا لا ضارب وفي تقديم معمول ما بعد "لا" عليها ثلاثة مذاهب... وكون اللفظ يقارب اللفظ في المعنى لا يقضي له أنيجري أحكامه عليه، ولا ثبت تركيب إلا بسماع من العرب، ولا يسمع: أنا زيدًا غير ضارب، وقد ذكر أصحابنا قول من ذهب إلى جواز ذلك وردوه».
2- {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [18:43]
في المغني: [
752]: «جواز: أنا زيدًا غير ضارب لما كان في معنى: أنا زيدًا لا أضرب، وللا ذلك لم يجز، إذ لا يتقدم المضاف إليه على المضاف، فكذا لا يتقدم معموله.. ودليل المسألة قوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين}، وقول الشاعر:
فتى هو حقًا غير ملغ قولـــه ...... ولا تتخذ يومًــــا سواه خليــــــــلا
وقوله:
إن أمرًا خصني يومًا مودتــــــــه ...... على التنائي لعندي غير مكفور
ويحتمل أن يكون منه: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}.
ويحتمل تعلق "على" بعسير، أو بمحذوف هو نعت له، أو حال من ضميره.
ولو قلت: جاءني غير ضارب زيدًا لم يجز التقديم، لأن النفي هنا لا يحل مكان "غير"».
وفي العكبري [
119:2]: «في الخصام يتعلق بمبين، ومثله مسألة الكتاب: أنا زيدًا غير ضارب، فإن قلت: المضاف إليه لا يعمل فيما قبله قيل: إلا في غير، لأن فيها معنى النفي، فكأنه قال: وهو لا يبين في الخصام». وانظر البحر [8:8]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:53 PM

لا يعود ضمير من المضاف إليه على المضاف
 
لا يعود ضمير من المضاف إليه على المضاف
{يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه} [105:11]
فاعل يأتي ضمير يرجع على قوله: {يوم مجموع له الناس} ولا يرجع إلى (يوم) المضاف إلى (يأتي) لأن المضاف إليه كجزء من المضاف، فلا يصح أن يكون الفاعل بعض الكلمة؛ إذ ذلك يؤدي إلى إضافة الشيء إلى نفسه. العكبري [
262:5]، البحر [262:5]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:54 PM

هل تحذف التاء للإضافة؟
 
هل تحذف التاء للإضافة؟
1- {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} [37:24]
(ب) {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ} [73:21]
في معاني القرآن للفراء [
254:2]: «وأما قوله: {وإقام الصلاة} فإن المصدر من ذوات الثلاثة إذا قلت: أفعلت كقيلك: أقمت وأجرت وأجبت يقال فيه كله: إقامة، وإجارة، وإجابة، لا يسقط منه "الهاء"، وإنما أدخلت لأن الحرف سقطت منه "العين". كانينبغي أن يقال: أقمته إقوامًا وإجوابًا، فلما سكنت "الواو" وبعدها "ألف" الإفعال فسكنتا سقطت الأولى منهما، فجعلوا فيه "الهاء"، كأنها تكثير للحرف.
ومثله مما أسقط منه بعضه، فجعلته فيه "الهاء" قولهم: وعدته عدة، ووجدت في المال جدة وزنة ودية، وما أشبه ذلك، لما أسقطت "الواو" من أوله كثر من آخره "بالهاء".
وإنما استجيز سقوط "الهاء" من قوله: {وإقام الصلاة} لإضافاتهم إياه، وقالوا: الخافض وما خفض بمنزلة الحرف الواحد، فلذلك أسقطوها في الإضافة».
وانظر الكشاف [
243:3]، البحر [459:6]
2- {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [46:9]
قرأ زر بن حبيش: (لأعدوا له عدة) بكسر "العين"، و"الهاء" ضميره وعنه أيضًا: (عدة). ابن خالويه: [
53]
يقول الفراء: تسقط "الهاء" للإضافة، وجعل من ذلك: {وإقام الصلاة} وورد ذلك في أبيات من كلام العرب، ولكن لا يقيس ذلك، إنما يقف فيه مع مورد السماع. قال صاحب اللوامح: لما أضاف جعل الكناية نائبة عن "التاء"، فأسقطها.
البحر [
48:5]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:55 PM

إضافة (آل)
 
إضافة (آل)
1- تضاف "آل" إلى العلم. الهمع [50:2]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:56 PM

هل تكون زائدة؟
 
هل تكون زائدة؟
{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} [248:2]
في الكشاف [
294:1]: «والآل مقحم لتفخيم شأنهما».
في البحر [
262:2-263]: «وقال غيره: آل هنا زائدة، والتقدير: مما ترك موسى وهارون. ومنه: اللهم صل على محمد وعلى آل أبي أوفى، يريد نفسه، ولقد أوتى هذا مزمارًا من مزامير آل داود، أي من مزامير داوود ومنه قول جميل:
بثينة من آل النساء وإنما ..... يكن لأدنى لا وصال الغائب
ودعوى الإقحام والزيادة في الأسماء لا يذهب إليه نحوى محقق..»
جاءت (آل) مضافة لعلم في القرآن في جميع مواقعها 26.
1- آل فرعون: [
50:2]، [49]. [11:3]. [130:7]، [141]. [52:8]، [54]. [6:14]. [8:28]. [28:40]، [45]، [46]. [41:54].
2- آل موسى: [
248:2].
3- آل هارون: [
248:2].
4- آل إبراهيم: [
33:3]، [54:4].
5- آل عمران: [
33:3].
6- آل يعقوب: [
6:12]، [6:19].
7- آل لوط: [
59:15]، [61]. [56:27]. [34:54].
8- آل داود: [
13:34]
منع النحاس من إضافة (آل) إلى الضمير وكذلك الزبيدي.
وقد سمع إضافتها إلى الضمير في كلام العرب.
انظر الروض الأنف [
45:1]، الاقتضاب: [6-8]، والخفاجي في شرح درة الغواص: [6-7].

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:58 PM

وصف المضاف إليه
 
وصف المضاف إليه
{وواعدناكم جانب الطور الأيمن} [80:20]
قرئ بجر الأيمن. قال الزمخشري: جر على الجوار، وقال أبو حيان: وصف للطور. البحر [
265:6]، الكشاف [79:3]
في ابن خالويه:[
89]: «الأيمن، بالخفض، أحمد عن أبي عمرو، والنصب أحب إلى».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 01:59 PM

حذف النون للتخفيف
 
حذف النون للتخفيف
1- {وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله} [102:2]
في المحتسب [
103:1]: «ومن ذلك قراءة الأعمش: (وما هم بضارين به من أحدٍ).
قال أبو الفتح: هذا من أبعد الشاذ، أعني حذف "النون" من هنا. وأمثل ما يقال فيه: أن يكون أراد: وما هم بضاري أحد، ثم فصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر.
وفيه شيء آخر، وهو أ هناك أيضًا (من) في (من أحد) غير أنه أجرى الجار مجرى جزء من المجرور، فكأنه قال: وما هم بضاري به أحد».
البحر [
332:1]
2- {والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة} [35:22]
في المحتسب [
80:2]: «ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق والحسن: (والمقيمي الصلاة) بالنصب قال أبو الفتح: أراد (المقيمين) فحذف "النون" تخفيفًا، لا لتعاقبها الإضافة، وشبه ذلك باللذين والذين في وله:
فإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
حذف "النون" من (الذين) تخفيفًا لطول الاسم. فأما الإضافة فساقطة هنا.
وعليه قول الأخطل:
ابني كليب إن عمى اللذا ..... قتلا الملوك وفككا الأغلالا
لكن الغريب من ذلك ما حكاه أبو زيد عن أبي السمال أو غيره أنه قرأ: {غير معجزي الله} بالنصب فهذا يكاد يكون لحنًا، لأنه ليست معه "لام" التعريف المشابهة للذي ونحوه، غير أنه شبه (معجزي) بالمعجزي، وسوغ له ذلك علمه بأن معجزي هذه لا تتعرف بإضافتها إلى اسم الله تعالى كما لا يتعرف بها ما فيه "الألف" و"اللام"، وهو {والمقيمي الصلاة} فكما جاز النصب في {والمقيمي الصلاة} كذلك شبه به {غير معجزي الله} ونحو {والمقيمي الصلاة} بيت الكتاب:
الحـــــــافظو عورة العشيـــرة لا ..... يـــــــأتيهم منــــــورائهـــــم نطــــــف
بنصب العورة على ما ذكرت لك. وقال آخر:
قتلنا ناجيًا بقتــــــال عمرو ..... وخيــــر الطــــــــالبي الثــــرة الغشـــــــوم
ومثل قراءة من قرأ: {غير معجزي الله} بالنصب قول سويد:
ومســــــاميح يمــــــــــاضي بـــــه ..... حابسوا الأنفس عن سوء الطمع
وقرأ بعض الأعراب: {إنكم لذائقو العذاب الأليم} بالنصب».
البحر [
369:6]، ابن خالويه: [95]
3- {إنكم لذائقو العذاب الأليم} [38:37]
(لذائقو العذاب الأليم) بالنصب. أبو السمال، ابن خالويه: [
127]
البحر [
358:7]، وانظر ما تقدم في المحتسب

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:00 PM

الفصل بين المضاف والمضاف إليه
 
الفصل بين المضاف والمضاف إليه
1- يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف في الشعر عند الكوفيين مستدلين بورود ذلك كثيرًا في الشعر، وبقراءة ابن عامر.
وقال البصريون: لا يجوز ذلك بغير الظرف وحرف الجر، لنهم يتوسعون فيهما. انظر المسألة (60) في الإنصاف
2- قال الرضي في شرح الكافية [
270:1-271]: «الفصل بينهما في الشعر بالظرف والجار والمجرور غير عزيز... وبغيرهما عزيز جدًا.
وقد جاء الفصل بالمفعول في السعة، إن كان المضاف مصدرًا والمضاف إليه فاعلاً له كقراءة ابن عامر.. وأنكر أكثر النحاة الفصل بالمفعول وغيره في السعة».
3- وفي معاني القرآن للفراء [
358:1]: «وليس قول من قال: إنما أرادوا مثل قول الشاعر:
فزججتها بمزجة ..... زج القلوص أبى مزاده
بشيء وهذا مما كان يقوله نحويو أهل الحجاز، ولم نجد مثله في العربية».
وانظر سيبويه [
90:1-92]
4- قال ابن مالك في التسهيل: [
161]: «وإن كان المضاف مصدرًا جاز أن يضاف نظمًا ونثرًا إلى فاعله مفصولاً بمفعوله، وربما فصل في اختيار اسم الفاعل المضاف إلى المفعول بمفعول آخر، أو جار ومجرور».
وقال في الكافية الشافية:
وحجتي قراءة ابن عامر ..... وكم لها من عاضد وناصر
1- {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} [137:6]
قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر "الياء" من (زين) ورفع "لام" (قتل) ونصب "دال" (أولادهم) وخفض "همزة" (شركائهم). النشر [
263:2]
في الكشاف [
70:2]: «وأما قراءة ابن عامر.. فشيء لو كان في مكان الضرورات، وهو الشعر لكان سمجًا مردودًا، كما سمج ورد:
زج القلوص أبي مزاده فكيف به في الكلام المنثور، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته.
والذي حمله على ذلك أن رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوبًا "بالباء".
ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب». وانظر الخصائص [
404:2-407]
وفي البحر [
230:4]: «وأعجب لعجمي ضعيف في النحو برد على عربي صريح محض قراءة متواترة موجود نظيرها في لسان العرب في غير ما بيت وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراءة الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقًا وغربً، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم.
ولا التفات أيضًا لقول أبي على الفارسي: هذا قبيح قليل الاستعمال، ولو عدل عنها (يعني ابن عامر) كان أولى، لأنهم لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام، مع اتساعهم في الظروف، وإنما أجازوا في الشعر».
وفي النشر [
263:2-264]: «قلت: والحق في غير ما قاله الزمخشري ونعوذ بالله من قراءة القرآن بالرأي والتشهي، وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل؟.
بل الصواب جواز مثل هذا الفصل، وهو الفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول في الفصيح الشائع الذائع اختيارًا، ولا يختص ذلك بضرورة الشعر.
ويكفي في ذلك دليلاً هذه القراءة الصحيحة المشهورة التي بلغت حد التواتر. كيف وقارئها ابن عامر من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما، وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب فكلامه حجة، وقوله دليل، لأنه كان قبل أن يوجد اللحن ويتكلم به، فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن، وروى وسمع ورأى، إذ كانت كذلك في المصحف العثماني المجمع على اتباعه، وأنا رأيتها فيه كذلك، مع أن قارئها لم يكن خاملاً، ولا غير متبع، ولا في طرف من الأطراف ليس عنده من ينكر عليه إذا خرج عن الصواب، فقد كان في مثل دمشق التي هي إذ ذاك دار الخلافة، وفيها الملك، والمأتي إليها من أقطار في زمن خليفة هو أعدل الخلفاء وأفضلهم بعد الصحابة الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أحد المجتهدين المتبعين المقتدى بهم من الخلفاء الراشدين.
هذا الإمام القارئ، أعني ابن عامر مقلد في هذا الزمن الصالح قضاء دمشق ومشيختها وإمامة جامعها الأعظم الجامع الأموي أحد عجائب الدنيا والوفود به من أقطار الأرض، لمحل الخلافة ودار الإمارة.
هذا ودار الخلافة في الحقيقة حينئذ بعض هذا الجامع ليس بينهما سوى باب يخرج منه الخليفة.
ولقد بلغتا عن هذا الإمام أنه كان في حلقته أربعمائة عريف يقومون عنه بالقراءة، ولم يبلغنا عن أحد من السلف رضي الله عنهم على اختلاف مذاهبهم، وتباين لغاتهم، وشدة ورعهم أنه أنكر على ابن عامر شيئًا من قراءته، ولا طعن فيها، ولا أشار إليها بضعف.
وأول من نعلمه أنكر هذه القراءة وغيرها من القراءة الصحيحة، وركب هذا المحذور ابن جرير الطبري بعد الثلاثمائة، وقد عد ذلك من سقطات ابن جرير، حتى قال السخاوي: قال لنا شيخنا أبو القاسم الشاطبي: إياك وطعن ابن جرير على ابن عامر». وانظر غيث النفع: [
96-99]، الإتحاف: [217-218]، والشاطبية: [201-202]
2- {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} [47:14]
في البحر [
439:5]: «وقرأت فرقة {مخلف وعده رسله} بنصب (وعده} وإضافة (مخلف) إلى رسله، ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، وهو كقراءة (قتل أولادهم شركائهم).
وفي معاني القرآن للفراء [
81:2-82]: «وليس قول من قال: (مخلف وعده رسله) ولا (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بشيء، وقد فسر ذلك. ونحوي أهل المدينة ينشدون قوله:
فزججتها متمكنا زج القلوص أبى مزاده
قال الفراء: باطل والصواب.
زج القلوص أبو مزاده»
وانظر الكشاف [
566:2]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:00 PM

حذف المضاف
 
حذف المضاف
قال أبو الفتح عن حذف المضاف في الخصائص [192:1]: «وأما أنا فعندي أن في القرآن مثل هذا الموضع نيفًا على ألف موضع».
وقال أبو الفتح في المحتسب [
188:1]: «حذف المضاف في القرآن والشعر، وفصيح الكلام في عدد الرمل سعة».
وفي الخصائص
: [284:2] »كما أن حذف المضاف أوسع وأفشى، وأعم وأوفى، وإن كان أبو الحسن قد نص على ترك القياس عليه».
وانظر ص [
362]، [451]
ولم أجد كتابًا عني بحذف المضاف كما عني كتاب: (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز) للعز بن عبد السلام، كما سيتضح من بعد من كتاب (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز) للعز بن عبد السلام صفحة [
2].
النوع الأول: حذف المضافات وله أمثلة كثيرة:
منها: نسبة التحليل والتحريم، والكراهة، والإيجاب، والاستحباب إلى الأعيان، فهذا من مجاز الحذف، إذ لا يتصور تعلق الطلب بالإجرام، وإنما تطلب أفعال يتعلق بها. فتحريم الميتة تحريم لكلها وتحريم الخمر تحريم لشربها، وتحريم الحرير تحريم لاستعمال؛ وكذلك تحريم أواني الذهب والفضة وتحريم الصدقة في قوله عليه السلام: (لا تحل الصدقة لمحمد ولا لآل محمد) وفي قوله: (لا تحل الصدقة لغني) تقديره فيهما: لا يحل أخذ الصدقة أو تناول الصدقة، والمراد بالصدقة هاهنا الزكاة إذ لا تحرم صدقة التطوع على الغني.
وكذلك قوله تعالى: {حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} أي حرمنا عليهم أكل طيبات أحل لهم أكلها أو تناولها، وتقدير التناول أولى، ليدخل فيه شرب ألبان الإبل، فإنها من جملة ما حرم عليهم.
وكذلك قوله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} تقديره: ويحل لهم أكل الطيبات أو تناول الطيبات كالأنعام، ويحرم عليهم أكل الخبائث أو تناول الخبائث كالميتة والدم وما ذكر بعدهما.
وكذلك تحليل الأنعام في قوله: {وأحلت لكم الأنعام} تقديره: وأحل لكم أكل الأنعام.
وكذلك تحليل كل الطعام لبني إسرائيل في قوله تعالى: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل} تقديره: تناول أكل كل الطعام.
وكذلك قوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر}، أي حرمنا أكل كل ذي ظفر.
وأما قوله تعالى: {وأنعام حرمت ظهورها} فيحتمل: حرم ركوب ظهورها، ويحتمل: حرمت منافع ظهورها، وهو أولى، لأنهم حرموا ركوبها وتحميلها.

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:01 PM

أدلة الحذف
 
أدلة الحذف
وأدلة الحذف أنواع:
أحدها: ما يدل العقل على حذفه.. وله مثالان:
أحدهما: قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة}.
المثال الثاني: قوله: {حرمت عليكم أمهاتكم} فإن العقل يدل على الحذف، إذ لا يصح تحريم الأجرام لأن شرط التكليف أن يكون الفعل مقدورًا عليه، والأجرام لا يتعلق بها قدرة حادثة، وكذلك لا يتعلق بها قدرة قديمة إلا في أول أحوال وجودها. فما لا يتعلق به قدرة ولا إرادة فلا تكليف به إلا عند من يرى التكليف بما لا يطاق، والمقصود الأظهر يرشد إلى أن التقدير: حرم عليكم أكل الميتة، حرم عليكم نكاح الأمهات.
النوع الثاني: من أنوع أدلة الحذف ما يدل عليه العقل بمجرده وله أمثلة:
أحدها: قوله: (وجاء ربك) تقديره: وجاء أمر ربك، أو عذاب ربك، أو بأس ربك.
(هذه هي طريق الخلف وطريق السلف لا يقدرون مضافًا محذوفًا ويقولون: هو مجيء يناسب جلالة الإله).
المثال الثاني: قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} تقديره ما ينظرون إلا أن يأتيهم عذاب الله أو أمر الله في ظلل من الغمام.
المثال الثالث: قوله: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا} تقديره: فأتاهم أمر الله أو عذاب الله من حيث لم يحتسبوا.
المثال الرابع: قوله: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} تقديره: فأتى الله نقض بنيانهم من القواعد ومما يدل العقل فيه على الحذف قوله تعالى: {أوفوا بالعقود} وقوله: {وأوفوا بعهد الله} أي بمقتضى العقود، ومقتضى عهد الله، لن العقد والعهد قولان قد دخلا في الوجود وانقضيا فلا يتصور فيهما نقض ولا وفاء، وإنما النقض والوفاء لمقتضاهما، وما ترتب عليهما من أحكامهما، وكذلك نكثهما إنما هو نكث لمقتضاهما، وكذلك نقض الطهارات كالوضوء والغسل، إنما هو نقض لما ترتب عليهما من الإباحات، ومعنى انتقض طهارته: انتقض حكم طهارته، وكذلك فسخ عقود المعاملات إنما هو فسخ لمقتضياتها وأحكامها.
النوع الثالث: من أنواع أدلة الحذف ما يدل عليه الوقوع وله مثالان:
أحدهما: قوله تعالى: {وما أفاء الله على رسوله منهم} تقديره: وأي شيء أفاء الله على رسوله من أموالهم. ويدل على هذا المحذوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يملك رقاب بني النضير، ولم يكونوا من جملة الفيء، وأن الذي أفاء الله عليهم إنما كان أموالهم.
الثاني: قوله تعالى: {فما أوجفتم عليه} تقديره: مما أوجفتم على أخذه أو على حيازته، أو على اغتنامه، أو على تحصيله، فيقدر من هذه المحذوفات أخفها وأحسنها وأفصحها وأشدها موافقة للغرض في هذه الآية فتقديرك أخذه هنا أحسن من تقدير: اغتنامه لأنه أخصر، ومن تقدير: حياته، لنقل التأنيث الذي في حياته.
وكذلك جميع حذوف القرآن من المفاعيل والموصوفات وغيرهما لا يقدر إلا أفصحها وأشدها موافقة للغرض، لأن العرب لا يقدرون إلا ما لو لفظوا به لكان أحسن وأنسب لذلك الكلام، كما يفعلون ذلك في الملفوظ به، مثال ذلك قوله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس} قدر أبو علي: نصب الكعبة، وقدر بعضهم، حرمة الكعبة، وهو أولى من تقدير أبي علي، لأن تقدير الحرمة في الهدى والقلائد والشهر الحرام لا شك في فصاحته، وتقدير النصب فيها بعيد من الفصاحة.
النوع الرابع: ما يدل العقل على حذفه والعادة على تعيينه؛ كقوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز: {فذلكن الذي لمتنني فيه} دل العقل فيه على الحذف، لأن اللوم على الأعيان لا يصح؛ وإنما يلام الإنسان على كسبه وفعله، فيحتمل أن يكون المقدر: لمتنني في حبه لقولهن: {قد شغفها حبًا} ويحتمل أن يكون لمتنني في مراودته لقولهن: {تراود فتاها عن نفسه} ويحتمل أن يكون لمتنني في شأنه وأمره؛ فيدخل فيه المراودة والحب، والعادة دالة على تعيين المراودة، لن الحب المفرط لا يلام الإنسان عليه في العادة لقهره وغلبته، وإنما يلام على المراودة الداخلة تحت كسبه التي يقدر الإنسان أن يدفعها عن نفسه، بخلاف المحبة.
النوع الخامس: ما تدل العادة على حذفه وتعيينه، كقوله تعالى: {لو نعلم قولاً لاتبعناكم} مع أنهم كانوا أخبر الناس بالقتال، ويتعيرون بأنهم لا يعرفونه، فلابد من حذف، قدره مجاهد: لو نعرف مكان قتال. يريدون أنكم تقاتلون في موضع لا يصلح للقتال، ونخشى عليكم منه، ويدل عليه أنهم أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أل يخرج من المدينة، وأن الحزم البقاء في المدينة.
النوع السادس: ما يدل عليه السياق، وله أمثلة:
أحدها: قوله: {فمن يملك لكم من الله شيئًا} أي من يملك لكم من دفع مراد الله شيئًا أو من دفع فتنة الله شيئًا.
المثال الثاني: قوله: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئًا} تقدير المحذوف: فلن تملك له من دفع مراد الله شيئًا، أو من دفع فتنة الله شيئًا.
المثال الثالث: قوله: {فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} تقديره: فمن يملك من رد مراد الله شيئًا، أو من دفع مراد الله.
المثال الرابع: قوله {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} أي لن يصلوا إلى خزيك في ضيفك أو لن يصلوا إلى أذيتك.
المثال الخامس: قوله: {إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك} تقديره: إن الملأ يشتورون في قتلك ليقتلوك.
المثال السادس: قوله: {إني تركت ملة قوم} أي تركت ابتاع ملة قوم؛ بدليل مقابلته بقوله: {واتبعت ملة آبائي}.
المثال السابع: قوله: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} يقدر في كل مكان ما يليق به فيقدر في قوله تعالى: {فكف أيديهم عنكم} وعلى وقاية الله فليتوكل المؤمنون.
وكذلك يقدر في قوله: {فإذا عزمت فتوكل على الله} نصر الله ومعونته.
وأما قوله تعالى: {إن العهد كان مسئولاً} فقدر بعضهم: إن ناقض العهد كان مسئولاً عن نقضه. وقدر بعضهم: إن وفاء العهد كان مسئولاً، أي مطلوبًا من المكلفين أن يقوموا به.
النوع الثامن: ما دل العقل على حذفه، والشرع على تعيينه، ومثاله قوله: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين} دل العقل على الحذف فيه، إذا لا يصح النهي عن الأعيان ودل الشرع على (الصلة) فكان التقدير: لا ينهاكم الله عن صلة الذين لم يقاتلوكم في الدين إنما ينهاكم عن صلة الذين قاتلوكم في الدين، أو عن (بر) الذينلم يقاتلوكم في الدين.
النوع التاسع: ما دل الشرع على حذفه وتعيينه، ومثاله قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} أي لا تقربوا مواضع الصلاة وأنتم سكارى، وهذا عند من رأي ذلك.
ومن جملة الأدلة على الحذف: ألا يستقيم الكلام بدونه، ولا يصح المعنى إلا به، قوله تعالى: {ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً} فإنك لو لم تقدر: ثم لا تجد لك برده إليك عينا وكيلاً لم يستقم الكلام.
وقوله: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا} أي فلم استيأسوا من رده، وكذلك قوله: {ومن قبل ما فرطتم في يوسف} في حفظ يوسف، وكذلك قوله تعالى: {عليكم أنفسكم} أي عليكم إصلاح أنفسكم.
وعلى الجملة فالمضاف قسمان:
أحدهما: ما يتعين تقديره، كقوله تعالى: {آمنوا بالله} تقديره: آمنوا بوحدانية الله، ولا يقدر: آمنوا بوجود الله، لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مؤمنين بوجوده.. فيقدر في كل مكان ما يليق به.
فائدة: ليس حذف المضاف من المجاز، لأن المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً، والكلمة المحذوفة ليست كذلك، وإنما التجوز في أن ينسب إلى المضاف إليه ما كان منسوبًا إلى المضاف، كقوله تعالى: {واسأل القرية التي كانا فيها والعير التي أقلنا}، فنسبة السؤال إلى القرية والعير هو التجوز، لأن السؤال موضوع لمن يفهمه، فاستعماله في الجمادات استعمال الفظ في غير موضعه.

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:02 PM

فصل فيما يتعلق بالله من الأقوال والأعمال
 
فصل فيما يتعلق بالله من الأقوال والأعمال
وهي ضربان:
أحدهما: لا حذف فيه، كقوله: {اذكروا الله} و{واعبدوا الله} و{أطيعوا الله} و{وكبروا الله} ومنه: {وكبره تكبيرا}.
النوع الثاني: ما لا يتم إلا بحذف، وهو أنواع:
أحدهم: قوله: {اتقوا ربكم} أي: اتقوا عذاب ربكم، أو معصية ربكم، أو مخالفة ربكم.
النوع الثاني: قوله: {واتقوا الله} أي: اتقوا عذاب الله، أو معصية الله، أو مخالفة الله.
الثالث: قوله {يخافون ربهم} تقديره: يخافون عذاب ربهم.
الرابع: قوله: {لمن كان يرجو الله} أي: يرجو ثواب الله، ورحمة الله. فائدة: تقدير ما ظهر في القرآن أولى في بابه من كل تقدير، وله أمثلة وأما وصف الفاعل والمفعول بالمصدر فقد قيل إنه من مجاز الحذف، وقيل إنه من مجاز المبالغة في الصفة... ثم ذكر ثلاثين آية المصدر فيها بمعنى اسم المفعول... ثم قال: وسأذكر في آخر هذا الكتاب ما حضرني من حذف المضافات في القرآن من غير استقصاء إن شاء الله عز وجل. وفي آخر الكتاب عقد هذا الفصل:
الفصل الثامن والأربعون من حذف المضافات على ترتيب السور والآيات ص [
115]. بدأ الحديث بالكلام على الاستعاذة وما فيها من حذف المضاف، وهي ليست آية من القرآن.
وبعدها تكلم على سورة البقرة وما فيها من حذف المضاف، وهكذا وشغل هذا الفصل تسعين صفحة انتهى في ص [
204].

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:04 PM

حذف مضافين
 
حذف مضافين
1- {إن الله مبتليكم بنهر} [249:2]
التقدير: إن الله مبتليكم بشرب ماء نهر. الإشارة إلى الإيجاز:[
5]
2- {قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح} [17:5]
التقدير: فمن يملك من رد مراد الله شيئاً؛ أو من دفع مراد الله شيئاً.
الإشارة: [
6]
3- {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً} [41:5]
تقدير المحذوف: فلن تملك له من دفع مراد الله شيئاً، أو من دفع فتنة الله شيئاً. الإشارة إلى الإيجاز: [
6]
4- {فمن يملك لكم من الله شيئاً} [11:48]
أي فمن يملك لكم من دفع مراد الله شيئاً. الإشارة: [
6]
5- {فقبضت قبضة من أثر الرسول} [96:20]
في الخصائص [
362:2]: «أي من تراب أثر حافر الرسول»
في ابن خالويه: [
89]: «من أثر فرس الرسول، ابن مسعود».
وفي الإشارة: «من أثر حافر فرس الرسول المغنى: [
691]
6- {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [32:22]
فإن تعظيمها من أفعال ذوى تقوى القلوب. المغنى: [
691]
7- {تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت} [19:33]
التقدير: كدوران أعين الذي يغشى عليه من حذر الموت. الإشارة: [
10]، المغنى: [691]
8- {أجعل الآلهة إلهاً واحداً} [5:38]
التقدير: أجعل بدل عبادة الآلهة عبادة إله واحد. الإشارة: [
10]
9- {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} [82:56]
في الكشاف [
469:4]: «على حذف مضاف، يعني: وتجعلون شكر رزقكم التكذيب». العكبري [134:2]، البحر [215:8]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:05 PM

حذف ثلاثة مضافات
 
حذف ثلاثة مضافات
{ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} [8:53- 9]
أي فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين، فحذف ثلاثة من اسم (كان) وواحد من خبرها، كذا قدره الزمخشري. المغنى: [
691]، البحر [158:8]، الكشاف [420:4]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:05 PM

حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجروراً
 
حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجروراً
1- {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} [67:8]
في المحتسب [
281:2- 282]: «ومن ذلك قراءة ابن جماز: (والله يريد الآخرة) يحملها على عرض الآخرة.
قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: {تريدون عرض الدنيا} فجرى ذكر العرض قصار كأنه أعاره ثانياً فقال: عرض الآخرة، ولا ينكر نحو ذلك.
ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكل امرئ تحسبين امرأً ...... ونار توقد بالليل ناراً
وإن تقديره: وكل نار؛ فناب ذكره (كلا) في أول الكلام عن إعادتها في الآخرة، حتى كأنه قال: وكل نار، هرباً من العطف على عاملين، وهما (كل، وتحسبين)، وعليه بيته أيضاً:
إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوماً على من يتكل
أراد: من يتكل عليه، فحذف (عليه) من آخر الكلام، استغناء عنها بزيادتها في قوله: (على من يتكل)، وإنما يريد: إن لم يجد على من يتكل عليه... فعلى هذا جازت القراءة.
ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: والله يريد الآخرة، فإنما يريد عرض الآخرة، إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه في الإعراب».
اختلفوا في تقدير المضاف المحذوف: فمنهم من قدره: عرض الآخرة، وحذف لدلالة عرض الدنيا عليه. قال بعضهم: وقد حذف العرض في قراءة الجمهور، وأقيم إليه مقامه في الإعراب، فنصب وممن قدره: عرض الآخرة على التقابل الزمخشري، وقدره بعضهم: عمل الآخرة، وكلهم جعله كقوله:
ونار توقد بالليل ناراً
ويعنون في حذف المضاف فقط، وإبقاء المضاف إليه على جره، لأن جر مثل (نار) جائز فصيح، وذلك إذا لم يفصل بين المجرور وحرف العطف، أو فصل بلا، نحو: ما مثل زيد ولا أخيه يقولان ذلك، وتقدم المحذوف مثله لفظاً ومعنى، أما إذا فصل بينهما بغير "لا" كهذه القراءة فهو شاذ قليل.
البحر [
518:4- 519]
2- {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} [71:10]
وفي البحر [
179:5]: «وقرأت فرقة: (وشركائكم) بالخفض عطفاً على الضمير في (أمركم) أي وأمر شركائكم، فحذف، كقول الآخر:
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل ناراً
أراد: وكل نار، فحذف (كل) لدلالة ما قبله عليه».

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:06 PM

حذف المضاف إليه
 
حذف المضاف إليه
{لله الأمر من قبل ومن بعد} [4:30]
في معاني القرآن للفراء [
320:2]: «ترفع إذا جعلته غاية، ولم تذكر بعده الذي أضافته إليه، فإن نويت أن تظهره، أو أظهرته قلت: لله الأمر من قبل ومن بعد، كأنك أظهرت المخفوض الذي أسندت إليه (قبل) و(بعد) وسمع الكسائي بعض بني أسد يقرؤها: (لله الأمر من قبل ومن بعد) بخفض (قبل) وبرفع (بعد) على ما نوى، وأنشدني الكسائي:
أكابدها حتى أعرس بعدما..... يكون سحيرا أو بعيد فأهجعا
أراد: بعيد السحر، فأضمره، ولو لم يرد ضمير الإضافة لرفع».
وفي البحر [
162:7]: «قال الفراء: ويجوز ترك التنوين فيبقى كما هو في الإضافة وإن حذف المضاف. وأنكر النحاس ما قاله الفراء ورده وقال للفراء في كتابه: في القرآن أشياء كثيرة من الغلط، منها أنه يجوز من قبل ومن بعد، وإنما يجوز: من قبل ومن بعد على أنهما نكرتان».
وانظر الخصائص [
362:2]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:09 PM

طرف من القراءات في حذف المضاف
 
طرف من القراءات في حذف المضاف
1- {يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء} [112:5]
قرأ الكسائي: (هل تستطيع ربك)، أي سؤال ربك.
النشر [
256:2]، الإتحاف: [204]، البحر [54:4]
2- {تلك آيات القرآن وكتاب مبين} [1:15]
قرأ ابن أبي عبلة: (وكتاب مبين) برفعهما. التقدير: وآيات كتاب مبين، فحذف المضاف وقام المضاف إليه مقامه: البحر [
53:7]
3- {وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا} [61:25]
قرأ الحسن: (وقمرًا) فالظاهر أنه لغة في القمر كالرشد والرشد. وقيل: جمع قراء، كأنه قال: وذا قمراء، ونظيره في بقاء حكم المضاف بعد سقوطه وقيام المضاف إليه مقامه:
بردى يصفق بالرحيق السلس
البحر [511:6]، الإتحاف: [330]، ابن خالويه: [105]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:09 PM

حذف المضاف في البحر المحيط
 
حذف المضاف في البحر المحيط
جمعت ما في البحر المحيط من حذف المضاف، ثم رأيت أن ما ذكره العز ابن عبد السلام في كتابه: الإشارة إلى الإيجاز فيه غناء عن غيره، واكتفى بذكر بيان أماكن هذه الحذوف في البحر المحيط.
الجزء الأول: [
186]، [310]، [360]، [411]، [420]، [447]، [456]، [486].
الجزء الثاني: [
62]، [69]، [74]، [103]، [111]، [140]، [170]، [172]، [191]، [230]، [252]، [423]، [425]، [437]، [447].
الجزء الثالث: [
57]، [109]، [171]، [197]، [209]، [387]، [391]، [463].
الجزء الرابع: [
258]، [518].
الجزء الخامس: [
160]، [212]، [349]، [383]، [424]، [479]، [493].
الجزء السادس: [
283]، [291]، [368]، [459].
الجزء الثامن: [
192].
وفي الجزء الأول من العكبري: [
29]، [36]، [58]، [105]، [125]، [151].
وفي الجزء الثاني من العكبري: [
70]، [132].
وانظر باب حذف المضاف في القرآن في الإعراب المنسوب للزجاج [
41:1-94].

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:11 PM

قراءات بالإضافة وبغير الإضافة
 
قراءات بالإضافة وبغير الإضافة
القراءات السبعية
1- {نرفع درجات من نشاء} [83:6، 67:12]
قرأ الكوفيون بالتنوين هنا وفي يوسف، وافقهم يعقوب (درجات من نشاء) وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما. النشر [
260:2]، [291]، الإتحاف [212]، [266]، غيث النفع: [93]، [137]، الشاطبية: [197].
2- {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [160:6]
قرأ يعقوب (عشر) بالتنوين (أمثال) بالرفع. النشر [
266:2]، الإتحاف: [220]، البحر [261:4].
3- {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} [40:11]
4- {فاسلك فيها من كل زوجين اثنين} [27:23]
روى حفص (كل) بالتنوين هنا وفي المؤمنون (كل زوجين) وقرأ الباقون بالإضافة. النشر [
288:2]، الإتحاف: [256]، غيث النفع [128]، الشاطبية: [222]، البحر [222:5]
5- {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهًا} [38:17]
قرأ الكوفيون وابن عامر (سيئه) بالإضافة، وقرأ الباقون (سيئة)
النشر [
307:2]، الإتحاف: [283]، غيث النفع: [152]، الشاطبية: [237]، البحر [38:6]
6- {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}
قرأ أبو عمرو وابن عامر بالتنوين (على كل قلب متكبر). الباقون بالإضافة.
الإتحاف: [
378]، النشر [365:2]، الشاطبية: [275]، غيث النفع: [224]، البحر [465:7]، ابن خالويه: [133]
7- {كونوا أنصار الله} [14:61]
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإضافة. وقرأ الباقون (أنصار الله). الإتحاف: [
416]، النشر [387:2]، غيث النفع: [259]، الشاطبية: [288]، البحر [264:8]
الشواذ
1- {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم} [106:5]
قرأ الحسن والشعبي والأعرج برفع (شهادة) وتنوينه. وقرأ السلمي والحسن بالنصب والتنوين. البحر [
38:4]
وفي المحتسب [
220:1-221]: «قال أبو الفتح: أما الرفع بالتنوين فعلى سمت قراءة العامة {شهادة بينكم} بالإضافة، فحذف التنوين، فانجر الاسم.
وأما (شهادة بينكم) بالنصب والتنوين فنصبها على فعل مضمر، أي ليقيم شهادة بينكم ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، وإن شئت كان المضاف محذوفًا من آخر الكلام، أي شهادة بينكم اثنين ذوي عدل منكم، أي ينبغي أن تكون الشهادة المعتمدة هكذا».
2- {وجعلوا لله شركاء الجن} [100:6]
قرأ أبو حيوة ويزيد بن قطيب (الجن) بالرفع، جوابًا لمن قال من الذي جعلوه شركاء؟.
وقرأ شعيب بن حمزة بخفض (الجن) ورويت أيضًا عن أبي حيوة ويزيد بن قطيب.
قال الزمخشري: الإضافة للتبيين. البحر [
193:4-194]، ابن خالويه: [39]
3- {قل أذن خير} [61:9]
عن الحسن برفع الاسمين وتنوينهما صفة أو خبر بعد خبر.
الإتحاف: [
243]، البحر [62:5]
4- {فأتوا بسورة مثله} [38:10]
قرأ عمرو بن فائد: (بسورة مثله) على الإضافة، أي بسورة كلام أو كتاب.
قال صاحب اللوامح: هذا مما حذف الموصوف منه، وأقيمت الصفة مقامه.
البحر [
158:5]
5- {وآتاكم من كل ما سألتموه} [34:14]
عن الحسن والأعمش بتنوين "كل" و"ما" نافية أو موصولة.
الإتحاف: [
272]، البحر [428:5]، ابن خالويه:[60]، [68]
وفي المحتسب [
363:1]: «قال أبو الفتح: أما على هذه القراءة فالمفعول ملفوظ به، أي وآتاكم ما سألتموه أن يؤتيكم. وأما على قراءة الجماعة (من كل ما سألتموه) على الإضافة، فالمفعول محذوف، أي وآتاكم سؤلكم من كل شيء».
6- {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} [6:16]
قرأ عكرمة والضحاك والجحدري: (حينا) فيهما بالتنوين وفك الإضافة.
ابن خالويه: [
72]، البحر [476:5]
7- {أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى} [133:20]
قرأ أبو زيد عن أبي عمرو (بينة) بالرفع والتنوين. و"ما" نافية أو موصولة.
وقرأت فرقة بنصب (بينة) مع التنوين. و
"ما" فاعل.
البحر [
292:6]
8- {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} [24:21]
قرئ بتنوين (ذكر) فيهما، و"من" مفعول. وقرأ يحيى بن يعمر وطلحة بالتنوين فيهما وكسر
"ميم" "من". البحر [306:6]، ابن خالويه:[91]
وفي المحتسب [
61:2]: «قرأ يحيى بن يعمر، وطلحة بن مصرف: (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) بالتنوين في (ذكر) وكسر "الميم" من "من".
وقال أبو الفتح: هذا أحد ما يدل على أن
"مع" اسم، وهو دخول "من" عليها.
حكى صاحب الكتاب وأبو زيد ذلك عنهم: جئت من معهم، أي من عندهم، فكأنه قال: هذا ذكر من عندي ومن قبلي، أي جئت أنا به: كما جاء به الأنبياء من قبلي، كما قال الله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}».
9- {قل لكم ميعاد يوم} [30:34]
قرأ ابن أبي عبلة واليزيدي: (ميعاد يوماً) قال الزمخشري: بإضمار فعل، أي أعني يوماً، وأريد يوماً يجوز أن يكون على حذف مضاف، أي إنجاز وعد يوم.
وقرأ عيسى: (ميعاد يوم) بنصب (يوم) من غير تنوين مضاف للجملة، فاحتمل تخريج الزمخشري على التعظيم، واحتمل الظرف. الجمهور بالإضافة للتبيين كسحق عمامة. البحر [
282:6]
10- {بل مكر الليل والنهار} [33:34]
قرأ قتادة ويحيى بن يعمر برفع (مكر) منوناً، ونصب الليل والنهار.
وقرأ سعيد بن جبير وأبو رزين بفتح "الكاف" وشد "الراء" مرفوعة مضافة.
البحر [
283:7]، ابن خالويه:[142]
وفي المحتسب [
193:2- 194]: «ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: (بل مكر الليل والنهار) وهي قراءة أبي رزين أيضاً.
وقرأ: (بل مكر الليل والنهار) قتادة.
قال أبو حاتم: وقرأ راشد الذي كان نظر في مصاحف الحجاج: (بل مكر) بالنصب.
قال أبو الفتح: أما المكر والكرور، أي اختلاف الأوقات فمن رفعه فعلى وجهين:
أحدهما: بفعل مضمر دل عليه قوله: {أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم} فقالوا في الجواب: بل صدنا مكر الليل والنهار، أي كرورهما.
والآخر: أن يكون مرفوعاً بالابتداء، أي مكر الليل والنهار صدنا.
وعلى نحو منه قراءة قتادة: (بل مكر الليل والنهار) فالظرف هنا صفة للحدث، أي مكر كائن في الليل والنهار.
وأما (مكر) بالنصب فعلى الظرف، كقولك: زرتك خفوق النجم».
11- {يا حسرة على العباد} [30:36]
عن الحسن: (يا حسرة على العباد) بالإضافة. الإتحاف: [
364]
12- {هل أنتم مطلعون} [54:37]
قرأ أبو البرهيم وعمار بن أبي عمار: (مطلعون) بتخفيف "الطاء"، وكسر "النون"، ورد هذه القراءة أبو حاتم وغيره لجمعها بين "نون" الجمع و"ياء" المتكلم، والوجه: مطلعي. البحر [
361:7]، الكشاف [45:4]
وفي المحتسب [
220:2]: «والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يجري اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع، لقربه منه...».
13- {وتفاخر بينكم} [20:57]
قرأ السلمي بالإضافة. ابن خالويه: [
152]، البحر [224:8]
14- {ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} [44:70]
قرأ عبد الرحمن بن خلاد عن داود بن سالم عن يعقوب: (ذلة ذلك) بالإضافة. البحر [
336:8]
15- {فكيف تتقون يوماً يجعل الولدان شيبا} [17:73]
قرأ زيد بن علي: (يوم) بغير تنوين، فالظرف مضاف للجملة. البحر [
365:8]
16- {قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق}. [1:113، 2]
قرأ عمرو بن عبيد بتنوين (شر) و"ما" نفى على مذهبهم من أن الله لا يخلق الشر.
ويصح أن تكون
"ما" موصولة بدل على حذف مضاف، أي شر ما خلق. البحر [530:8]، ابن خالويه: [182]، [79]
17- {ولكل وجهة} [148:2]
بالإضافة، ابن عباس. ابن خالويه: [
10]، البحر [137:1]
18- {ترهبون به عدو الله وعدوكم} [60:8]
عدواً لله، السلمي. ابن خالويه: [
50]
19- {متاع الحياة الدنيا} [61:28]
متاع الحياة الدنيا، بعضهم. ابن خالويه: [
113]
20- {فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
{فبأي}، بالتنوين في جميعها، أبو الدنيا والأعرابي. ابن خالويه: [
149]
21- {لو يفتدي من عذاب يومئذ} [11:70]
قرأ بتنوين (عذاب) أبو حيوة. ابن خالويه: [
161]
22- {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} [17:30]
قرأ عكرمة (حينا). ابن خالويه: [
116]، البحر [166:7]
وفي المحتسب [
163:2- 164]: «قال أبو الفتح: أراد حيناً تمسون فيه، فحذف (فيه) تخفيفاً، هذا مذهب صاحب الكتاب في نحوه، وهو قوله سبحانه: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئاً} أي لا تجزي فيه ثم حذف (فيه) معتبطاً لحرف الجر والضمير، لدلالة الفعل عليهما. وقال أبو الحسن: حذف (في) فبقى (تجزيه) لأنه أوصل إليه الفعل، ثم حذف الضمير من بعد، ففيه حذفان متتاليان شيئاً على شيء، وهذا أرفق والنفس به أبسأ من أن يعتبط الحرفان معاً في وقت واحد.
وقرأ أيضاً: (وحيناً تصبحون) والطريق واحد».
23- {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} [143:3]
قرأ مجاهد بضم "لام" (قبل). ابن خالويه: [
22]
المصدر المؤول بدل اشتمال من الموت. البحر [
67:3]

محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:22 PM

المضاف لياء المتكلم
عنيت كتب القراءات بالحديث عن "ياء" المتكلم فأفردت لها فصولاً في قسم الأصول بعنوان (ياءات الإضافة) شمل الحديث "ياء" المتكلم المتصلة بالاسم وبالفعل وبالحرف كما عنى القراء بالحديث عن آيات كل سورة في ختامها.
وانظر شرح الشاطبية: [
127- 137]: والنشر [162:2- 179]، الإتحاف: صاحب إتحاف فضلاء البشر وإذا اتصلت "ياء" المتكلم بالاسم الصحيح أو شبهه جاز فتحها وسكونها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب، والسكون هو الأصل. وانظر التسهيل: [161]، والرضي [271:1]
وإليك جدولاً يلخص ما في كتب القراءات:



محمد أبو زيد 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م 02:31 PM

ياء المتكلم متصلة بالاسم المقصور
 
ياء المتكلم متصلة بالاسم المقصور
1- {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} [162:6]
في غيث النفع: [
100]: «ومحياي: قرأ نافع بخلف عن ورش بإسكان "الياء"، ويمد للساكنين وصلاً ووقفاً مداً مشبعاً. والباقون بالفتح». وانظر في تحقيق قراءة نافع. النشر [173:2- 179]
2- {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [38:2]
قرأ الأعرج: هداي، بسكون "الياء"، وفيه الجمع بين ساكنين، كقراءة من قرأ: (محياي) وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف.
وقرأ عاصم والجحدري وعبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر: (هدى) هذلية البحر [
169:1]
وفي سيبويه [
105:2]: «وناس من العرب يقولون: بشرى، وهدى، لأن "الألف" خفيفة و"الياء" خفيفة».
3- {أنه ربي أحسن مثواي} [23:12]
قرأ أبو الطفيل والجحدري (مثوى) كما قرأ (يا بشرى). البحر [
294:5] وفي المحتسب [76:1- 79]: «ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي الطفيل، وعبد الله بن أبي إسحاق وعاصم الجحدري، وعيسى بن عمر الثقفي: (هدى).
قال أبو الفتح: هذه لغة فاشية في هذيل وغيرهم أن يقلبوا "الألف" من آخر المقصور إذا أضيف إلى "ياء" المتكلم "ياء". قال الهذلي:
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم ..... فتخرموا ولكل جنب مصرع
قال لي أبو علي: وجه قلب هذه "الألف" لوقوع "ياء" الضمير بعدها- أنه موضع ينكسر فيه الصحيح نحو: هذا غلامي، ورأيت صاحبي، فلما لم يتمكنوا من كسر "الألف" قلبوها "ياء"، فقالوا: هذه عصى، وهذا فتى، أي عصاي وفتاي.. »
4- {قال هي عصاي أتوكأ عليها} [18:20]
قرأ بن أبي إسحاق والجحدري: (عصى) بقلب "الألف" "ياء" وإدغامها في "ياء" المتكلم.
وقرأ الحسن: (عصاي) بكسر "الياء"، وهي مروية عن ابن أبي إسحاق أيضاً وأبي عمرو، وهذه الكسرة لالتقاء الساكنين.
وعن ابن أبي إسحاق والجحدري: (عصاي) بسكون "الياء".
البحر [
234:6]، ابن خالويه: [87]، العكبري [63:2]
وفي المحتسب [
48:2- 49]: «ومن ذلك قراءة الحسن وأبي عمرو بخلاف عنهما: (هي عصاي) بكسر "الياء" مثل غلامي. وقرأ عصاي ابن أبي إسحاق أيضاً.
قال أبو الفتح: كسر "الياء" في نحو هذا ضعيف، استثقالاً للكسرة فيها، وهرباً إلى الفتحة كهداي وبشراي، إلا أن للكسرة وجهاً ما وذلك أنه قرأ حمزة: (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) فكسر "الياء" لالتقاء الساكنين مع أن قبلها كسرة و"ياء"، والفتحة و"الألف" في (عصاي) أخف من الكسر و"الياء" في (مصرخي).
وروينا عن قطرب وجماعة من أصحابنا:
قال لها هل لك يانا في
أراد (في) ثم أشبع الكسرة للإطلاق، وأنشأ عنها "ياء"... وروينا عنه أيضاً:
على لعمر ونعمة بعد نعمة لوالده ليست بذات عقارب
وروينا عنه أيضاً:
إن بني صبية صيفيون ..... قد أفلح من كان له ربعيون
وقول ابن مجاهد: مثلاً علامي لا وجه له...».
5- {هذا تأويل رؤياي من قبل} [100:12]
ابن أبي إسحاق: (رؤيي) مثل هدى. ابن خالويه: [
65]
6- {قال يا بشرى هذا غلام} [19:12]
قرأ الكوفيون: (يا بشرى) بغير "ياء" إضافة. وقرأ الباقون "بياء" مفتوحة بعد "الألف" (يا بشراي). النشر [
293:2]، غيث النفع: [134]، الشاطبية: [226]، الإتحاف [263]
وفي البحر [
29:5]: «روى ورش عن نافع: (يا بشرى) بسكون "ياء" الإضافة. وقرأ أبو الطفيل والحسن وابن أبي إسحاق (يا بشرى) بقلب "الألف" "ياء" وإدغامها في "ياء" الإضافة، وهي لغة هذيل».
ابن خالويه: [
62]
وفي المحتسب [
336:1- 337]: «ومن ذلك قراءة أبي الطفيل والجحدري وابن أبي إسحاق، ورويت عن الحسن: (يا بشرى).
قال أبو الفتح: وهذه لغة فاشية فيهم ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر:
يطوف بي عكب في معد ..... ويطعن بالصملة في قفيا

فإن لم تثأر إلى من عكب ..... فلا أرويتما أبداً صديا
ونظائره كثيرة جداً. قال لي أبو علي: إن قلب هذه "الألف" لوقوع "الياء" بعدها "ياء" كأنه عوض مما كان يجب فيها من كسرها "لياء" الإضافة ككسرة "ميم" غلامي و"باء" صاحبي، ونحو ذلك.
ومن قلب هذه "الألف" "ياء" لوقوع "الياء" بعدها لم يفعل ذلك في "ألف" التثنية، نحو: غلاماي، وصاحباي».


الساعة الآن 08:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة