أسماء لا تثبت
أسماء مختلف في ثبوتها:
- المحسن، الحنان، الماجد، المعين، الوارث، الحاكم، الحافظ. أسماء ذكرها بعضهم وليس عليها دليل صحيح: - الدائم، القديم، الراشد، الوالي، الستار، الساتر، المقصود، ذو بكة، ذو القوى، البار. أسماء أصلها مضاف في النصوص فذكرها بعضهم بقطع الإضافة: - المالك، البديع، الجامع، العلام، العالم، الغافر، القابل، الشديد، السريع، الفعال، الفاطر. أسماء أخطأ بعضهم في اشتقاقها من صفات أو أخبار: - المعبود، النافع، الباعث، المقسط، الناصر، المتولي، المغني، الكافي، الصادق، المحصي، المنتقم، الباقي، المدبر، القائم، البادي، الوفي، النذير، القاضي، المقدّر، المطهّر (الطهر)، الشاهد، الدافع، المعافي، المطعم، المفضل، الموسع، المفرّج. أسماء أخطأ بعضهم في عدّها من أسماء الله بسبب التباس في فهم المراد: - الدهر، الهويّ. المحسن - شرح ابن القيم (ت:751هـ) الحنان - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) الماجد - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المعين - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الوارث - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الحاكم: - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) الحافظ: - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الدائم - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) القديم - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الراشد الوالي الستار: - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الساتر المقصود ذو بكة ذو القوى البار: - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المالك: - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) البديع - شرح ابن القيم (ت:751هـ) - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) الجامع - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) العلام - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) العالم: - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الغافر - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) القابل: - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) الشديد: - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) السريع - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الفعال: - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) الفاطر - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) المعبود النافع الباعث: - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المقسط - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الناصر المتولي المغني - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) الكافي - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) - شرح ابن سعدي (ت:1376هـ) الصادق - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المحصي - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) المنتقم - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) الباقي - شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ) - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المدبر: - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) القائم - شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ) - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) البادي: - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) الوفي - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) النذير - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) القاضي - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المقدر - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الطهر - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الشاهد - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الدافع - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المعافي - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المطعم - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المفضل - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الموسع - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) المفرج - شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ) الدهر: - شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ) الهويّ |
مسائل عامة |
المحسن قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( ( المُحْسِنُ ): ([ (( المُحْسِنُ )) الذي] تَعَرَّفَ إلى عبادِهِ بأوصافِهِ وأفعالِهِ وأسمائِهِ، وَتَحَبَّبَ إليهم بِنِعَمِهِ وآلائِهِ، وَابْتَدَأَهُم بإحسانِهِ وعطائِهِ، فهوَ المحسنُ إليهم والمجازِي على إحسانِهِ بالإحسانِ، فلهُ النعمةُ والفضلُ والثناءُ الحسنُ الجميلُ)([1]). (وهوَ سبحانَهُ كَتَبَ على نفسِهِ الرحمةَ والإحسانَ، فَرَحْمَتُهُ وإحسانُهُ منْ لوازمِ ذاتِهِ، فلا يكونُ إلاَّ رَحِيماً مُحْسِناً)([2]). ([فـ]الإحسانُ صِفَتُهُ، وهوَ المحسنُ ويُحِبُّ المُحْسِنِينَ)([3])؛ (فهوَ مُحْسِنٌ إلى عبدِهِ معَ غِنَاهُ عنهُ، يُرِيدُ بهِ الخيرَ، وَيَكْشِفُ عنهُ الضُرَّ، لا لِجَلْبِ منفعةٍ إليهِ من العبدِ، ولا لِدَفْعِ مَضَرَّةٍ بلْ رَحْمَةً منهُ وَإِحْسَاناً، فهوَ سبحانَهُ لمْ يَخْلُقْ خَلْقَهُ لِيَتَكَثَّرَ بهم منْ قِلَّةٍ، ولا لِيَتَعَزَّزَ بهم مِنْ ذلَّةٍ، ولا لِيَرْزُقُوهُ ولا لِيَنْفَعُوهُ، ولا لِيَدْفَعُوا عنهُ، كما قالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 56-58]، وقالَ: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} [الإسراء: 111]. فهوَ سبحانَهُ لا يُوَالِي مَنْ يُوَالِيهِ من الذلِّ، كما يُوَالِي المخلوقُ المخلوقَ، وإنَّمَا يُوَالِي أولياءَهُ إِحْسَاناً ورحمةً ومَحَبَّةً لهم، وأمَّا العِبَادُ فإنَّهُم كما قالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمَّد: 38]، فهم لِفَقْرِهِم وحاجَتِهِم إنَّمَا يُحْسِنُ بَعْضُهُم إلى بعضٍ لحاجتِهِ إلى ذلكَ وانتفاعِهِ بهِ عَاجِلاً أوْ آجِلاً. ولَوْلا تَصَوُّرُ ذلكَ النَّفْعِ لَمَا أَحْسَنَ إليهِ، فهوَ في الحقيقةِ إنَّمَا أَرَادَ الإحسانَ لنفسِهِ، وَجَعَلَ إِحْسَانَهُ إلى غيرِهِ وسيلةً وطريقاً إلى حصولِ ذلكَ الإحسانِ إليهِ؛ فإنَّهُ إمَّا أنْ يُحْسِنَ إليهِ لِتَوَقُّعِ جزائِهِ في العاجلِ، فهوَ مُحْتَاجٌ إلى ذلكَ الجزاءِ، أوْ مُعَاوَضَةً بإحسانِهِ، أوْ لِتَوَقُّعِ حمدِهِ وشكرِهِ، فهوَ أيضاً إنَّمَا يُحْسِنُ إليهِ لِيَحْصُلَ لهُ منهُ ما هوَ مُحْتَاجٌ إليهِ من الثناءِ والمدحِ، فهوَ مُحْسِنٌ إلى نفسِهِ بإحسانِهِ إلى الغيرِ، وإمَّا أنْ يُرِيدَ الجزاءَ من اللهِ في الآخرةِ، فهوَ أيضاً مُحْسِنٌ إلى نفسِهِ بذلكَ، وإنَّمَا أَخَّرَ جزاءَهُ إلى يومِ فَقْرِهِ وَفَاقَتِهِ، فهوَ غيرُ مَلُومٍ في هذا القصدِ، فإنَّهُ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ، وَفَقْرُهُ وحاجتُهُ أَمْرٌ لازمٌ لهُ منْ لوازمِ ذاتِهِ، فكمالُهُ أنْ يَحْرِصَ على ما يَنْفَعُهُ، ولمْ([4]) يَعْجَزْ عنهُ، قالَ تَعَالَى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7]، وقالَ تَعَالَى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)} [البقرة: 272]، وقالَ تَعَالَى، فيما رَوَاهُ عنهُ رَسُولَهُ: ((يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي. يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ، ومَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)) ([5]). فالمخلوقُ لا يَقْصِدُ مَنْفَعَتَكَ بالقصدِ الأوَّلِ، بلْ إِنَّمَا يَقْصِدُ انْتِفَاعَهُ بكَ، والربُّ تَعَالَى إنَّمَا يُرِيدُ نَفْعَكَ لا انتفاعَهُ بكَ، وذلكَ منفعةٌ محضةٌ لكَ خالصةٌ من المضرَّةِ، بخلافِ إرادةِ المخلوقِ نَفْعَكَ؛ فإنَّهُ قدْ يَكُونُ فيهِ مَضَرَّةٌ عليكَ، ولوْ بِتَحَمُّلِ منَّتِهِ. فَتَدَبَّرْ هذا؛ فإنَّ مُلاحَظَتَهُ تَمْنَعُكَ أنْ تَرْجُوَ المخلوقَ، أوْ تُعَامِلَهُ دونَ اللهِ، أوْ تَطْلُبَ منهُ نَفْعاً أوْ دَفْعاً، أوْ تُعَلِّقَ قَلْبَكَ بهِ؛ فإنَّهُ إِنَّمَا يُرِيدُ انْتِفَاعَهُ بكَ لا مَحْضَ نَفْعِكَ، وهذا حالُ الخلقِ كُلِّهِم بعضِهِم منْ بعضٍ، وهوَ حالُ الولدِ معَ وَالِدِهِ، والزوجِ معَ زَوْجِهِ، والمَمْلُوكِ معَ سَيِّدِهِ، والشَّرِيكِ معَ شَرِيكِهِ، فالسعيدُ مَنْ عَامَلَهُم للهِ لا لَهُم، وَأَحْسَنَ إليهم للهِ، وَخَافَ اللهَ فيهم، ولمْ يَخَفْهُم معَ اللهِ، وَرَجَا اللهَ بالإحسانِ إليهم، ولمْ يَرْجُهُم معَ اللهِ، وَأَحَبَّهُم بِحُبِّ اللهِ، ولمْ يُحِبَّهُم معَ اللهِ، كما قالَ أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)} [الإنسان: 9]) ([6]) (و[المقصودُ أنَّهُ] لا أَحَدَ أعظمُ إِحْسَاناً من اللهِ سبحانَهُ؛ فإنَّ إحسانَهُ على عبدِهِ في كلِّ نَفَسٍ ولحظةٍ، وهوَ يَتَقَلَّبُ في إحسانِهِ في جميعِ أحوالِهِ، ولا سبيلَ لهُ إلى ضَبْطِ أجناسِ هذا الإحسانِ فَضْلاً عنْ أنواعِهِ أوْ عنْ أفرادِهِ، وَيَكْفِي أنَّ مِنْ بَعْضِ أنواعِهِ نعمةَ النفسِ التي لا تَكَادُ تَخْطُرُ ببالِ العبدِ، ولَهُ عليهِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فيهِ أربعةٌ وعشرونَ ألفَ نِعْمَةٍ، فإنَّهُ يَتَنَفَّسُ في اليومِ والليلةِ أربعةً وعشرينَ ألفَ نَفَسٍ، وكلُّ نَفَسٍ نعمةٌ منهُ سُبحانَهُ، فإذا كانَ أَدْنَى نعمةٍ عليهِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ أربعةً وعشرينَ ألفَ نِعْمَةٍ، فما الظَّنُّ بِمَا فَوْقَ ذلكَ وأَعْظَمُ مِنْهُ!! {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، [النحل: 18]. هذا إلى مَا يَصْرِفُ عنهُ من المضَرَّاتِ وأنواعِ الأذَى التي تَقْصِدُهُ، وَلَعَلَّهَا تُوَازِنُ النِّعَمَ في الكثرةِ، والعَبْدُ لا شُعُورَ لهُ بأَكْثَرِهَا أَصْلاً، واللهُ سُبْحَانَهُ يَكْلَؤُهُ منها بالليلِ والنهارِ كما قالَ تَعَالَى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء: 42]. وَسَوَاءٌ كانَ المعنَى: مَنْ يَكْلَؤُكُمْ وَيَحْفَظُكُم منهُ إذا أَرَادَ بكمْ سُوءاً، ويكونُ " يَكْلَؤُكُمْ " مُضَمَّناً معنَى يُجِيرُكُم وَيُنْجِيكُمْ مِنْ بَأْسِهِ، أوْ كانتْ " مِن " البَدَلِيَّةَ؛ أيْ: مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بَدَلَ الرحمنِ سُبْحَانَهُ؛ أيْ: هوَ الذي يَكْلَؤُكُمْ وَحْدَهُ لا كَالِئَ لكم غَيْرُهُ. وَنَظِيرُ " مِنْ " هذهِ قولُهُ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)} [الزخرف: 60] على أحدِ القَوْلَيْنِ؛ أيْ: عِوَضَكُم وَبَدَلَكُم، وَاسْتَشْهَدُوا على ذلكَ بقولِ الشاعِرِ: جَارِيَةٌ لَمْ تَأْكُل الْمُرَقَّقَا = وَلَمْ تَذُقْ مِنَ الْبُقُولِ الْفُسْتُقَا أيْ: لمْ تَأْكُل الفُسْتُقَ بَدَلَ البقولِ. وعلى كِلا القَوْلَيْنِ: فهوَ سبحانَهُ مُنْعِمٌ عليهم بِكَلاءَتِهِم وحفظِهِم وحراستِهِم ممَّا يُؤْذِيهم بالليلِ والنهارِ وحدَهُ، لا حَافِظَ لهم غيرُهُ، هذا معَ غِنَاهُ التامِّ عَنْهُم وَفَقْرِهِم التامِّ إليهِ؛ فإنَّهُ سبحانَهُ غَنِيٌّ عنْ خَلْقِهِ منْ كلِّ وجهٍ، وَهُمْ فقراءُ مُحْتَاجُونَ إليهِ منْ كلِّ وجهٍ. وفي بعضِ الآثارِ يقولُ تَعَالَى: ((أَنَا الجَوَادُ، ومَنْ أَعْظَمُ مِنِّي جُوداً وَكَرَماً؟ أَبِيتُ أَكْلأُ عِبَادِي في مضاجِعِهم وهمْ يُبَارِزُونَنِي بالعظائِمِ)) ([7]). وفي " الــتِّرْمِذِيِّ " أنَّ النــبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الســحـــابَ قالَ: ((هَـذِهِ رَوَايَا الأَرْضِ، يَسُوقُهَا اللهُ إِلَى قَوْمٍ لا يَذْكُرُونَهُ، وَلا يَعْبُدُونَهُ)) ([8]). وفي الصَّحِيحَيْنِ: عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: ((لا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ، إِنَّهُمْ لَيَجْعَلُونَ لَهُ الْوَلَدَ، وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ)) ([9]). وفي بعضِ الآثارِ يقولُ اللهُ: ((ابْنَ آدَمَ، خَيْرِي إِلَيْكَ نَازِلٌ، وَشَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ، كَمْ أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ، وَأَنَا غَنِيٌّ عَنْكَ، وَكَمْ تَتَبَغَّضُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، وَأَنْتَ فَقِيرٌ إِلَيَّ، وَلا يَزَالُ الْمَلَكُ الْكَرِيمُ يَعْرُجُ إِلَيَّ مِنْكَ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ)) ([10]))([11]) ).[المرتبع الأسنى: ؟؟] ([1]) الفُروسِيَّةُ (16) . ([2]) شِفَاءُ العَلِيلِ (135) . ([3]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/272) . وقال - رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى - في طريقِ الهجرتينِ (133) : (مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ). ([4]) هكذا في الأصلِ، ولعلَّ صوابَها: (ولا يَعْجِزُ عَنْهُ). ([5]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 196. ([6]) إغاثةُ اللهفانِ (1/66-69) . وقال –رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى– في طريقِ الهجرتينِ (62): (ومما يُوضحُ الأمرَ في ذلك ويُبيِّنُه أن اللهَ سبحانَهُ غنيٌّ حميدٌ كريمٌ رحيمٌ، فهو محسنٌ إلى عبدِه مع غِناه عنه يُريدُ به الخيرَ ويَكشِفُ عنه الضُّرَّ، لا لِجَلْبِ منفعةٍ إليه سبحانَهُ ولا لدفعِ مَضرةٍ، بل رَحْمَةً وإحسانًا وجُودًا مَحْضًا، فإنه رحيمٌ لذاتِه محسنٌ لذاتِه جَوَادٌ لذاتِه كريمٌ لذاتِه، كما أنه غنيٌّ لذاتِه قادرٌ لذاتِه حيٌّ لذاتِه فإحسانُه وجُودُه وبِرُّه ورَحْمتُه من لوازمِ ذاتِه لا يكون إلا كذلك، كما أن قيامَهُ وقُدرتَه وغِناهُ من لوازمِ ذاتِه فلا يكونُ إلا كذلك، وأما العبادُ فلا يُتصوَّرُ أن يُحسِنُوا إلا لِحُظُوظِهِمْ، فأكثرُ ما عندَهُم للعبدِ أن يُحِبُّوه ويُعَظِّمُوهُ لِيَجْلِبُوا له مَنْفَعةً ويَدْفَعُوا عنه مَضَرَّةً وذلك من تيسيرِ اللهِ وإذنِه لهم به، فهو في الحقيقةِ وَلِيُّ هذه النعمةِ ومُسدِيها ومُجرِيها على أَيْدِيهِم، ومعَ هذا فإنهم لا يَفْعَلُون ذلك إلا لِحُظُوظِهِم مِنَ العبدِ، فإنهم إذا أَحَبُّوهُ طَلَبُوا أن يَنَالُوا غَرَضَهُم من مَحَبَّتِه سواءٌ أَحَبُّوهُ لِجَمالِهِ الباطِنِ أو الظاهرِ، فإذا أَحَبُّوا الأنبياءَ والأولياءَ فطَلَبُوا لِقاءَهُمْ فهم يُحِبُّونَ التَّمَتُّعَ برُؤْيَتِهِم وسماعِ كلامِهم ونحوِ ذلك، وكذلك من أَحبَّ إنسانًا لشجاعَتِه أو رِياسَتِه أو جمالِه أو كَرمِه فهو يُحِبُّ أن يَنالَ حَظَّهُ مِن تِلكَ المَحَبَّةِ، ولولا التِذاذُهُ بها لما أَحَبَّ ذلك وإن جَلَبُوا له مَنْفَعَةً كخِدمةٍ وما إلى [ذلك] أو دَفَعُوا عنه مَضَرَّةً كمَرَضٍ وعَدُوٍّ ولو بالدعاءِ فهم يَطْلُبونَ العِوَضَ إذا لم يكنِ العَمَلُ للهِ، فأجنادُ الملوكِ وعبيدُ المماليكِ وأُجراءُ المستأجِرِ وأعوانُ الرئيسِ كُلُّهم إنما يَسْعَوْنَ في نَيلِ أغراضِهم به، لا يَعْرُجُ أكثرُهم على قصدِ مَنفعةِ المخدومِ إلا أن يكونَ قد عُلِّمَ وهُذِّب من جهةٍ أُخرَى فيَدْخُلُ ذلك في الجهةِ الدينيةِ، أو يكونَ فيه طبعُ عدلٍ وإحسانٍ من بابِ المكافأةِ والرحمةِ. وإلا فالمقصودُ بالقصدِ الأولِ هو منفعةُ نفسِه، وهذا من حكمةِ اللهِ التي أقامَ بها مصالحَ خَلْقِه إذ قَسَمَ بينَهُم مَعِيشَتَهُم في الحياةِ الدنيا ورفعَ بعضَهم فوقَ بعضٍ درجاتٍ لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضًا سُخْرِيًّا). ([7]) أخرجَهُ أبو نُعَيْمٍ في الحِليةِ (8/93) بإسنادِه إلى الفُضيلِ بنِ عِياضٍ – رَحِمَهُ اللهُ – أنه قالَ : ( ما مِن ليلةٍ اختلَطَ ظَلامُهَا، وأَرْخَى الليلُ سِرْبَالَ سِتْرِهَا، إلا نَادَى الجليلُ جَلَّ جَلالُهُ : " مَنْ أَعْظَمُ مني جُودًا، والخلائِقُ لي عاصونَ، وأنا لهم مُراقبٌ أَكْلَؤُهُمْ فِي مَضاجِعِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْصُونِي، وَأَتَولَّى حِفْظَهُمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يُذْنِبُوا ". وذَكرَهُ ابنُ رَجبٍ في جامعِ العلومِ والحِكَمِ(1/321). ([8]) رواهُ الترمذيُّ في كتابِ تفسيرِ القرآنِ / بابُ "ومِن سُورةِ الحديدِ" (3298)، والحديثُ في مسندِ الإمامِ أحمدَ (8610) وهو من حديثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه. ([9]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (19033) والبُخَارِيُّ في كتابِ التوحيدِ / بابُ قَوْلِ اللهِ تعالَى : {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} (7378) ومسلمٌ في كتابِ صِفةِ القيامةِ / بابُ لا أَحَدَ أَصْبَرُ على أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلّ (7011) من حديثِ أبي مُوسَى رضيَ اللهُ عنه. ([10]) عزَاه صاحبُ كَنْزِ العُمَّالِ (15/43174) للدَّيْلَمِيِّ والرَّافِعِيِّ عن عَلِيٍّ رضيَ اللهُ عنه، وأولُهُ : "يا ابنَ آدَمَ، مَا أَنْصَفْتَنِي". ([11]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (322-324). قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (المُحْسِنُ: ([المُحْسِنُ الذي] تَعَرَّفَ إلى عِبَادِهِ بأَوْصافِهِ وأَفْعَالِهِ وأَسْمَائِهِ، وتَحَبَّبَ إليهم بنِعَمِهِ وآلائِهِ، وابْتَدَأَهُم بإِحْسَانِهِ وعَطَائِهِ، فهوَ المُحْسِنُ إليهم والمُجَازِي على إِحْسَانِهِ بالإحْسَانِ، فَلَهُ النِّعْمَةُ والفَضْلُ والثَّنَاءُ الحَسَنُ الجَمِيلُ) ([115]). (وهو سُبْحَانَهُ كَتَبَ على نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ والإحْسَانَ، فَرَحْمَتُهُ وإِحْسَانُهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ، فلا يَكُونُ إلاَّ رَحِيماً مُحْسِناً)([116]).؛ ([فـ]لإحْسَانُ صِفَتُهُ، وهوَ المُحْسِنُ ويُحِبُّ المُحْسِنِينَ). ([117]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟] ([115]) الفُروسِيَّةُ (16). ([116]) شِفَاءُ العَلِيلِ (135). ([117]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/272). وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في طريقِ الهجرتَينِ (133): ( مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ). |
الحنان قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (ومما يدعو به الناس، خاصهم وعامهم، وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم: [الحنان والمنان]. قوله: الحنان: معناه: ذو الرحمة والعطف، والحنان – [مخفف] -: الرحمة. قال طرفة: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض). [شأن الدعاء: 105] |
الماجد قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الماجد قد مر اشتقاقه ووضعه في العربية عند ذكر المجيد وإنما كرر لما ذكرناه من حصول معنى المبالغة في أحد البناءين). [تفسير أسماء الله الحسنى:؟؟] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (66- الماجد: [و] قد تقدم تفسير «المجيد» وبينا معنى المجد واشتقاقه وأن أصله في الكلام: السعة. وقد يحتمل أن يكون إنما أعيد هذا الاسم ثانيًا، وخولف بينه في البناء وبين المجيد؛ ليؤكد به معنى الواجد الذي هو الغني، فيدل به على السعة والكثرة في الوجد، وليأتلف الاسمان أيضًا ويتقاربا في اللفظ؛ فإنه قد جرت عادة العرب باستحسان هذا النمط م الكلام وهو من باب مظاهرة البيان). [شأن الدعاء: 82] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المجيد الماجد المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ قال الله عزّ وجلّ: {إنّه حميدٌ مجيدٌ} وذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم في التّشهّد وفي حديث أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن المهيمن المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ المغيث المجيب المحيط المبين المبدئ المعيد المحيي المميت الماجد المقتدر المقدّم المؤخّر المتعال المنتقم المقسط المغني المانع المالك. 322 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، قال: حدثنا سهل بن عبد الله أبو طاهرٍ، حدثنا صفوان بن صالحٍ، قال: حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للّه عزّ وجلّ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلاّ واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة، وذكر ما تقدّم فيها. ... وهذا حديثٌ مجمعٌ على صحّته من حديث ابن أبي ليلى وله طرقٌ ذكرناها في غير هذا الموضع. وفي خبر أبي ذرٍّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عن الله عزّ وجلّ أنّه قال: إنّي جوادٌ ماجدٌ واجدٌ). [التوحيد: 2/178-180] |
المعين قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المعين. 333 - أخبرنا خيثمة، قال: حدثنا إسحاق بن سيّارٍ، حدثنا عاصمٌ، حدثنا حيوة بن شريحٍ، عن عقبة بن مسلمٍ، عن أبي عبد الرّحمن الصّنابحيّ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ألا أعلّمك كلماتٍ تقولهنّ: اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. هذا من رسم النّسائيّ. 334 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ثنا عبد الله، عن منصورٍ، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا سفيان، وروى سفيان، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن الحارث، عن طليق بن قيسٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو: اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ. 335 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا ابن نميرٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ذكرنا طرقه في غير هذا الموضع). [التوحيد: 2/185-186] |
الوارث قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الوارث كل باق بعد ذاهب فهو وارث أو لم يكن على هذا يدل وضع الكلمة وفي الحديث أن رسول الله كان يقول في دعائه: ((متعنا بأسماعنا وأبصارنا واجعله الوارث منا)) ). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟] قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الوارث اسم الفاعل من ورث يرث فهو وارث، فالله عز وجل وارث الخلق أجمعين لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون، كما قال عز وجل: {إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون}. ويقال: «ورث فلان يرث». وأصل يرث: يورث فسقطت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة استثقالاً لذلك، ثم قال: نرث، وترث، وأرث فجعل سائر المضارع تابعًا لما فيه الياء لئلا يختلف الباب، كما قيل: وزن يزن، ووعد يعد وكذلك هذا الباب مضطرد على هذا غير منكسر، ولكن ورث يرث مما جاء على فعل يفعل بكسر العين في الماضي والمستقبل والباب المطرد في ذلك أن ما جاء ماضيه على فعل بكسر العين فإن مستقبله يجيء أبدًا على يفعل بفتح العين نحو علم يعلم، وفهم يفهم، وبطر يبطر، وأشر ياشر لا ينكسر ذلك البتة إلا في إثني عشر فعلاً، جاء بالكسر في الماضي والمستقبل أربعة منها في الصحيح وجاء فيها لغتان الكسر والفتح وهو حسب يحسب، ويبس ييبس، وبئس ييأس وييئس، ونعم ينعم. أنشد سيبويه: وكوم تنعم الأضياف عينًا = وتصبح في مباركها ثقالا وثمانية في المعتل جاءت مكسورة في الماضي والمستقبل وهي: ومق يمق، ووثق يثق، وورم يرم، وورث يرث، وولي يلي، ووفق يفق، وورع يرع، ووري الزند يري. وقد قيل؛ ورى يرى وهو شاذ. فهذه الثمانية المبينة لم يجئ فيها غير الكسر في الماضي والمستقبل، وقد جاء حرفان آخران على فعل يفعل إلا أنه اعترض فيها حرف من حروف الحلق فعدلا إلى «يفعل». قال أبو عثمان المازني: «وأما قولهم: وسع الشيء يسع، ووطئ يطأ فإن الخليل ذكر أن هذا جاء في المعتل على فعل يفعل بالكسر في الماضي والمستقبل، كما جاء حسب يحسب في الصحيح، وكان أصل يسع: يوسع، وأصل يطأ: يوطئ فلزم حذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة كما لزم ذلك في يعد ويزن فحذفت ثم فتحت السين في يسع، والطاء في يطأ لمكان العين والهمزة لأنهما من حروف الحلق، وحروف الحلق إذا كن لامات فتح لها موضع العين في يفعل، وإن كانت حروف الحلق عينات فتحن أنفسهن، وربما جاء الفعل وهن فيه على الأصل»، نحو منح يمنح، وزرأر يزأر وما أشبه ذلك. وذكر الخليل أن طاح يطيح مما جاء على فعل يفعل من ذوات الواو. ويقال: «ورث فلان فلانًا يرثه إرثًا» وأصله ورثًا فأبدلت الواو همزة كما قيل في وشاح إشاح، وفي وعاء إعاء. وأما الميراث فأصله الموراث فقلبت الواو ياء كما قلبت في ميزان وميعاد لسكونها وانكسار ما قبلها، فإذا جمعت وزالت العلة صحت فقلت: المواريث كما قيل: الموازين والمواعيد، فأما قولهم: التراث فالتاء بدل من الواو كما أبدلت في «تخمة»، «ونكأة»، «وتقية»، «والتقوى»، «والتكلان»، «وتولوج»، قال الشاعر: متخذًا من ضعوات تولجا = ... ... ... ... قالوا: إنما هو فوعل من ولج، فلو جاء به على الأصل لزمه أن يبدل الواو الأولى همزة لأنه كان يجمع واوان في أول كلمة، وهمزة الأولى منها واجب، فأبدل من أحد الواوين تاء فقال: «تولج»، وكذلك قوله عز وجل: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} إنما هو وترى من المواترة فأبدل من الواو تاء، وقد قرئ «تترى» بالتنوين وتقديره «وترًا» من الوتر في العدد: الفرد أي إفرادًا يقال في العدد «وتر» «ووتر» بفتح الواو وكسرها، وفي الذحل «وتر» بكسر الواو لا غير، فكأن أصله «وترًا» ثم أبدلت الواو تاء كذلك أيضًا). [اشتقاق أسماء الله: 173-175] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (98- الوارث: هو الباقي بعد فناء الخلق، والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب. [قال أبو سليمان رحمه الله] وأخبرني أبو عمر عن أبي العباس قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أول شعر قيل في الجاهلية في الزهد قول يزيد بن خذاق: هون عليك ولا تولع بإشفاق [في أبيات أنشدناها]). [شأن الدعاء: 96-97]فإنما مالنا للوارث الباقي قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الواحد، الوتر، الوهّاب، الودود، الوليّ، الوفيّ ... وفي حديث أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله الواحد، الوتر، الوهّاب، الودود، الواحد، الوكيل، الوارث، الوفيّ والوارث المورث عباده: {يرث الأرض ومن عليها} ). [التوحيد: 2/196] |
الحاكم قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (29- الحكم: الحكم الحاكم، ومنه المثل: «في بيته يؤتي الحكم». وحقيقته: هو الذي سلم له الحكم، ورد إليه فيه الأمر. كقوله تعالى: {له الحكم وإليه ترجعون} [القصص: 88] وقوله: {أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون} [الزمر: 46]. وقيل: للحاكم حاكم؛ لمنعه الناس عن التظالم، وردعه إياهم. يقال: حكمت الرجل عن الفساد: إذا منعته منه. وكذلك: أحكمته – بالألف – أنشدني أبو عمر قال: أنشدني أبو العباس لجرير: أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم......إني أخاف عليكم أن أغضبا ومن هذا قيل: حكمة اللجام، وذلك لمنعها الدابة من التمرد والذهاب في غير جهة القصد). [شأن الدعاء: 61] |
الحافظ قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الحافظ والحفيظ. في سورة البقرة وسورة هودٍ قاله ابن عيينة. وفي حديث أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله عزّ وجلّ: الحفيظ والحافظ. 251 - أخبرنا أحمد بن عمرٍو أبو الطّاهر، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهبٍ قال: أنبأ اللّيث بن سعدٍ، عن قيس بن الحجّاج، عن حنشٍ، عن عبد الله بن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يا غلام، احفظ الله عزّ وجلّ يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا سألت فاسأل الله عزّ وجلّ، وإذا استعنت فاستعن بالله. هذا إسنادٌ مشهورٌ، رواه ثقاةٌ، وقيس بن الحجّاج مصريٌّ روى عنه جماعةٌ، ولهذا الحديث طرقٌ عن ابن عبّاسٍ، وهذا أصحّها). [التوحيد: 2/107] |
الدائم قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وأما الدائم: فهو الموجود لم يزل، الموصوف بالبقاء الذي لا يستولي عليه الفناء).[شأن الدعاء: 101] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الأحد الحيّ القيّوم الدّائم القائم قال أهل التّأويل: معنى الحيّ حياةٌ لا تشبّه حياة الأحياء لا يستدرك بالعقول، ولا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ ولا موتٌ، حييت به القلوب من الكفر والجهل، وهو من الأسماء المستعارة للعبد، تزول عنه بالموت ومعنى القيّوم القائم الدّائم في ديموميّة أفعاله وصفاته، وعلى كل نفسٍ بما كسبت). [التوحيد: 2/84] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الدّائم، والدّافع، والدّيّان. قال عمر رضي الله عنه: ويلٌ لديّان الأرض من ديّان السّماء، وفيما روي عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله: الدّائم، والدّافع. 261 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر الورّاق، قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثيرٍ، حدثنا مكّيّ بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّائم، والله هو الدّهر). [التوحيد: 2/118] |
القديم قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: القريب والقويّ القابض والقديم القاضي. ... وفي حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر في أسماء الله القويّ والقابض والقريب والقديم). [التوحيد: 2/171] (م) |
الراشد |
الوالي |
الستار قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: السّبّوح السّريع السّتّار.... 287 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم أبو عمرٍو، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، قال: حدثنا منصور بن شقيرٍ، قال: حدثنا وهيب بن خالدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: لم يستر الله عبدًا في الدّنيا، إلاّ ستره الله في الآخرة. ورواه روح بن القاسم وحمّادٌ وجماعةٌ. 288 - أخبرنا أحمد بن محمّدٍ، قال: حدثنا حامد بن سهلٍ، حدثنا معلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يستر الله عبدًا في الدّنيا، إلاّ ستره الله يوم القيامة). [التوحيد: 2/137] |
الساتر |
المقصود |
ذو بكة |
ذو القوى |
البار قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (البار قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: البارّ قول الله عزّ وجلّ: {هو البرّ الرّحيم}. قال الحسن: بارٌّ بعباده، محسنٌ إليهم، معناه لا ينقطع برّه وإحسانه. 234 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، قال: حدثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح أبو عليٍّ الزّعفرانيّ، قال: حدثنا الأنصاريّ، حدثنا حميدٌ الطّويل، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله لأبرّه. 235 - أخبرنا محمّد بن سعيد بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، حدثنا جعفر بن عونٍ، حدثنا أسامة بن زيدٍ، عن حفص بن عبيد الله بن أنسٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ربّ أشعث أغبر ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه). [التوحيد: 2/91-92] |
المالك قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (المالك المالك: اسم الفاعل من ملك يملك فهو مالك، فالله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته لا يمتنع عليه منها شيء، لأن المالك في كلام العرب للشيء هو المتصرف فيه، القادر عليه. فإن قال قائل: فقد يغصب الإنسان على الشيء فلا يزول ملكه عنه، قيل له: لا يزول ملكه عنه حكمًا وديانة. فأما في الظاهر والاستعمال فالغاصب له في حالة ما هو في يده يصرفه كيف شاء من استعمال أو هبة أو إهلاك أو إصلاح، وإن كان في ذلك مخطئًا آثمًا آتيًا ما هو محظور عليه بإحالته بينه وبين مالكه، فإن رجع ذلك الشيء على صاحبه قيل: رجع إلى ملكه أي إلى حاله التي كان فيها حقيقة. والله عز وجل قادر على الأشياء التي خلقها ويخلقها لا يمتنع عليها منها شيء وقد قرأت القراء {مالك يوم الدين} و{ملك يوم الدين} وقد رويت القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأما الملك، فتأويله: ذو الملك في يوم الدين، ويوم الدين هو يوم الجزاء والحساب، فوصف نفسه جل وعز بأنه الملك يوم لا ملك سواه، ولا يدعي الملك معه أحد كما يدعي ذلك في الدنيا. وشاهد ذلك قوله: {لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار} ومن قرأ {مالك يوم الدين} فتأويله على وجهين: أحدهما أن يكون تأويله يملك يوم الدين فيكون الفعل واقعًا على اليوم نفسه. والآخر أن يكون تأويله: يملك في يوم الدين: أي يملك سائر الأشياء في يوم الدين. وخص به يوم الدين لأنه اليوم الذي لا يملك أحد فيه شيئًا مما كان الله ملكهم في الدنيا كما ذكرنا. فإن قال قائل: فكيف قال {مالك يوم الدين}؟، ويوم الدين لم يوجد بعد؟ فكيف وصف نفسه بملك ما لم يوجد بعد؟ قيل له: ذلك جائز في كلام العرب. لأن اسم الفاعل قد يضاف إلى ما بعده وهو بمعنى الفعل المستقبل، فيكون ذلك عندهم كلامًا سديدًا معقولاً صحيحًا، كقولك: «هذا ضارب زيدًا غدًا» أي سيضرب. وكذلك «هذا حاج بيت الله في العام المقبل» تأويله: سيحج في العام المقبل. أفلا ترى الفعل قد نسب إليه وهو لم يفعله بعد وإما أريد به الاستقبال فكذلك قوله عز وجل {مالك يوم الدين} على تأويل الاستقبال. أي سيملك يوم الدين أي في يوم الدين إذا حضر. والوجه الآخر: أن يكون تأويل المالك راجعًا كما ذكرنا إلى أنه قادر في يوم الدين، أو على يوم الدين واحداثه لأن المالك للشيء قادر عليه، ومصرف له كما ذكرت. والوجه الأول أمس بالعربية وانفد في طرقها. ويقال: ملكت الشيء أملكه ملكًا، والملك: الاسم مما يكون مالكه ملكًا، والملك: الاسم لما يكون صاحبه مالكًا. والملكوت والملك سواء ووزنه «فعلوت» ومثله جبروت من الجبرية وهي العظمة. وفي الملك ثلاث لغات: ملك، ومليك، وملك. قال ابن كثلوم: وأيام لنا غر طوال = عصينا الملك فيها أن ندينا قال آخر: يا رسول المليك إن لساني = راتق ما فتقت إذ أنا بور وقال ابن حلزة: ملك أضلع البرية لا يو = جد فيها لما لديه كفاء وأما الملك: واحد الملائكة فليس من هذا لأن ذاك أصله الهمز لأن أصله «ملاك» مفعل من الالوك وهي الرسالة. قال لبيد: ووليدًا أرسلته أمه = بألوك فبذلنا ما سأل فكان سبيله أن يقال: مألك ثم قلب فقيل: ملاك، ثم استعمل بطرح الهمزة كما استعمل يرى، وترى، ونرى، وأرى بغير همز وأصله الهمز وكما ترك همز النبي والبرية وما أشبه ذلك. والدليل على أن أصله ما ذكرنا قول علقمة: فلست لانسي ولكن لملأك = تنزل من جو السماء يصوب يصوب: ينزل من علو، وكل نازل من علو فهو صائب. ويقال: ملكت العجين ملكًا: إذا أحكمت عجنه وشددته، وينشد: فملك بالليط الذي تحت قشرها = كغرقي بيض كنه الصيف من عل ورواه بعضهم: «فمن لك». وكان الزجاج يذهب إلى أن اشتقاق المالك للشيء من هذا. قال: كأن المالك للشيء متوثق منه، محكم لأمره أن يخرج عن يده. فقيل: قد ملكه أي: أحكم أمره وعقده فلا يمكن أحدًا إدخال يدٍ معه، ولا التصرف فيه، وهو كما قال). [اشتقاق أسماء الله: 43-46] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الملك، المالك": الذي له الملك فهو الموصوف بصفة الملك، وهي صفات العظمة والكبرياء، والقهر والتدبير، الذي له التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء، وله جميع العالم العلوي والسفلي، كلهم عبيد ومماليك، ومضطرون إليه). [تيسير الكريم المنان: 945] (م) |
البديع قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (بَدِيعُ السَّمَاواتِ والأرْضِ: (مُبْدِعُ الشَّيْءِ وبَدِيعُهُ لا يَصِحُّ إِطْلاقُهُ إلاَّ على الرَّبِّ، كقولِهِ: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117]. والإبْدَاعُ إِيجادُ المُبْدَعِ على غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ) ([68]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟] ([68]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/332). قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (البديع يقال أبدعت الشيء إبداعا إذا جئت به فردا لم يشاركك فيه غيرك وهذا بديع من فعل فلان أي مما يتفرد به وقال تعالى: {بديع السموات والأرض} أرد به أنه المنفرد بخلق السموات والأرض وهو فعيل بمعنى مفعل). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟] قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (البديع البديع: المبتدع الأشياء ابتداءً من غير أصل ولا أول، والبديء في المعنى مثل البديع ثم قد يستعمل البديع والبديء في معنى العجيب كما قال عبيد: إن يك حول منها أهلها = فلا بديء ولا عجيب وقالوا في قوله عز وجل: {قل ما كنت بدعا من الرسل} أي: ما كنت بدءًا منهم ولا أول. ويقال: أبدعت يا رجل أي أتيت بعجب وأمر لم يسبق إليه أحد. ومنه قيل: البدعة في الدين كأنها ابتداء مذهب وشيء لم يكن قبل. فالله عز وجل مبدع الأشياء ومبتدعها وخالقها ابتداء من غير شيء ولا على مثال عز وجل. ويقال من غير هذا: أبدع بالرجل إذا كلت راحلته وعطبت وبقي منقطعًا به. وحدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الرازي عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا أبو اليقظان عمار بن محمد بن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله، إني أبدع بي فاحملني. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يقال للرجل إذا كلت راحلته أو عطبت وبقي منقطعًا به قد أبدع به، وقال الكسائي مثل ذلك وزاد فيه. ويقال: أبدعت الركاب إذا كلت أو عطبت). [اشتقاق أسماء الله: 73-75] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (96- البديع: هو الذي خلق الخلق، وفطره مبدعا له مخترعا، لا على مثال سبق، ووزنه فعيل بمعنى مفعل، كقولك: أليم بمعنى مؤلم). [شأن الدعاء: 96] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: البديع البصير. قال الله عزّ وجلّ: {بديع السّماوات والأرض}. 232 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا محمّد بن عوف بن سفيان، حدثنا صفوان بن صالحٍ (ح) وأخبرنا موسى بن عبد الرّحمن البيروتيّ، حدثنا الحسين بن السّميدع، قال: حدثنا موسى بن أيّوب قالا: حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاّ واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة، هو الله الّذي لا إله إلاّ هو الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار الخالق البارئ المصوّر، وذكر فيها البديع البصير. رواه زهير بن محمّدٍ، عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي هريرة. 233 - أخبرنا إبراهيم بن صالحٍ، وغيره قالا: حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو، قال: حدثنا سعيد بن منصورٍ، حدثنا خلف بن خليفة، عن حفص بن عمرٍو ابن أخي أنس بن مالكٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: كنت جالسًا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجلٌ فصلّى ركعتين، ثمّ قال: اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت المنّان بديع السّماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله عزّ وجلّ باسمه الّذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. هذا من رسم النّسائيّ وأبي عيسى، وحفصٍ. رواه عنه يحيى بن أبي كثيرٍ). [التوحيد: 2/89-90] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("بديع السموات والأرض" أي: خالقهما ومبدعهما، في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام العجيب المحكم). [تيسير الكريم المنان: 948] |
الجامع قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الجامع الله تعالى يجمع الخلق للحساب كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه أصدق من الله حديثا} ). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (88- الجامع: هو الذي يجمع الخلائق ليوم لا ريب فيه بعد مفارقة الأرواح والأبدان، وبعد تبدد الأوصال، والأقران ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. ويقال: الجامع هو الذي جمع الفضائل وحوى المآثر والمكارم). [شأن الدعاء: 92] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الجواد الجميل الجليل الجامع الجبّار. ... 245 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل التّرمذيّ، قال: حدثنا صفوان بن صالحٍ، قال: حدثنا الوليد بن مسلمٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للّه تسعةٌ وتسعون اسمًا مائةٌ إلاّ واحدٌ من أحصاها دخل الجنّة إنّه وترٌ يحبّ الوتر وذكر فيه الجامع وهذا الاسم في كتاب الله عزّ وجلّ: {إنّك جامع النّاس ليومٍ لا ريب فيه}. 246 - أخبرنا عثمان بن محمّد بن الحسين الكتّانيّ، بمكّة، قال: حدثنا موسى بن الحسن النّسائيّ، قال: حدثنا عفّان، حدثنا وهيب بن خالدٍ، عن عمرو بن يحيى، عن عبّاد بن تميمٍ، عن عمّه، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: ألم أجدكم متفرّقين فجمعكم الله بي؟. 247 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد السّلام، قال: حدثنا يحيى بن أيّوب، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمّد بن جعفر بن أبي كثيرٍ، قال: حدّثني حميدٌ، أنّه سمع أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار ألم آتكم وأنتم ضلاّلٌ فهداكم الله قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألم آتكم وأنتم أعداءٌ فألّف الله بين قلوبكم؟ قال: ألم آتكم وأنتم متفرّقون، فجمعكم الله قالوا: بلى يا رسول الله). [التوحيد: 2/100-101] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("جامع الناس" ليوم لا ريب فيه، وجامع أعمالهم وأرزاقهم، فلا يترك منها صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وجامع ما تفرق واستحال من الأموات الأولين والآخرين، بكمال قدرته، وسعة علمه). [تيسير الكريم المنان: 948] |
العلام قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): ([و] العلام: بمنزلة العليم، وبناء فعال بناء التكثير. وقد تقدم تفسير العليم).[شأن الدعاء: 103]قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: العالم العليم العلاّم وقال الله عزّ وجلّ: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلاّ من ارتضى من رسولٍ} وقال عزّ وجلّ: {إنّه الله عليمٌ خبيرٌ}، وقال: {عليمٌ بذات الصّدور} وقال عزّ وجلّ: {علاّم الغيوب} وقال عبد الله بن عبّاسٍ: قوله عزّ وجلّ: {وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ} الله فوق كلّ عالمٍ. 301 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي تمّامٍ، قال: حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، في قوله: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو} قال وهو قوله: {إنّ الله عنده علم السّاعة} إلى آخر السّورة. 302 - أخبرنا أبو عمرٍو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، قال: حدثنا أبو عاصمٍ، قال: حدثنا ابن أبي ذئبٍ، قال: وحدثنا أبو اليمان الحكم، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، جميعًا عن الزّهريّ، حدّثني عطاء بن يزيد اللّيثيّ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراريّ المشركين، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين). [التوحيد: 2/151-152] |
العالم قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: العالم العليم العلاّم وقال الله عزّ وجلّ: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلاّ من ارتضى من رسولٍ} وقال عزّ وجلّ: {إنّه الله عليمٌ خبيرٌ}، وقال: {عليمٌ بذات الصّدور} وقال عزّ وجلّ: {علاّم الغيوب} وقال عبد الله بن عبّاسٍ: قوله عزّ وجلّ: {وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ} الله فوق كلّ عالمٍ. 301 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي تمّامٍ، قال: حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، في قوله: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو} قال وهو قوله: {إنّ الله عنده علم السّاعة} إلى آخر السّورة. 302 - أخبرنا أبو عمرٍو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، قال: حدثنا أبو عاصمٍ، قال: حدثنا ابن أبي ذئبٍ، قال: وحدثنا أبو اليمان الحكم، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، جميعًا عن الزّهريّ، حدّثني عطاء بن يزيد اللّيثيّ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراريّ المشركين، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين). [التوحيد: 2/151-152] |
الغافر قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الغافر الغافر: الذي يغفر ذنوب عباده أي: يسترها عليهم ويتجاوز عنهم وأصل الغفر الستر وقد مضى شرح ذلك في ذكر الغفور). [اشتقاق أسماء الله: 189] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الغفور والغافر والغفّار قال الله عزّ وجلّ: {غافر الذّنب}، وقال: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن}، قال أهل التّأويل: معناها واحدٌ، وهو السّتار والعفو والتّغطية على الشّيء، ومنه المغفر. 306 - أخبرنا حمزة بن محمّدٍ الكنانيّ، ومحمّد بن سعدٍ قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، قال: أخبرنا قتيبة، حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عمرو بن العاص، عن أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، فقال: قل اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرّحيم. 307 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيدٍ، قال: حدثنا يوسف بن عديٍّ، حدثنا عثّام بن عليٍّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا تضوّر من اللّيل قال: لا إله إلاّ الله الواحد القهّار ربّ السّماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفّار. أخرجه النّسائيّ من حديث يوسف بن عديٍّ). [التوحيد: 2/156] |
القابل قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (القابل القابل: الذي يقبل توبة عباده، قبل يقبل فهو قابل. والقابل في غير هذا الذي يقبل الدلو إذا خرجت من البئر. قال زهير:وقابل يتغنى كلما قدرت = على العراقي يداه قائمًا دفقا والقابل أيضًا من قولهم: عام قابل بمعنى: الجائي المقبل، وتقول: قبلت الهدية وغيرها قبولاً، وقبلت القابلة المرأة قبالة، وقبلت بالرجل قبالة أي: كفلت به فأنا قبيل أي: كفيل. قال ابن أبي ربيعة: إن كفي لك رهن بالرضا = واقبلي يا هند قالت قد وجب وقيل: نقيض بعد، يقال: «جئت قبلك وبعدك، ومن قبلك ومن بعدك» فإذا أفردت بنيته على الضم فقلت: «جئت قبل وبعد». قال الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد}. وإنما بنيتا في هذه الحال لأن سبيل قبل وبعد أن يضافا إلى ما يوضحهما لا يعقد معناهما إلا كذلك فلما أفردتا لعلم المخاطب بما كانا تضافان إليه – لأنهما لا تفردان إلا كذلك – ودلتا مفردتين على ما كانتا تدلان عليه مضافتين فارقتا بابهما فوجب بناؤهما فبنيتا لذلك، وهذا معنى قولهم: بنيتا على الغاية، ولم يكن بناؤهما على السكون لسكون ما قبل آخرهما فبنينا على الحركة وعدل بهما إلى الضم لأن الفتح والكسر قد يلحقانهما في حال الإعراب في قولك: «جئت قبلك وبعدك» «ومن قبلك ومن بعدك» فعدلا إلى حركة لا تلحقهما في حال الإعراب وهي الضمة فقيل: «جئت قبل وبعد»، ومن نكرهما أعربهما فقال: «جئت قبلا وبعدا» «ومن قبل ومن بعد»، وقد قرئ {لله الأمر من قبل ومن بعد}. وأنشد الكسائي: فساغ لي الشراب وكنت قبلا = أكاد أغص بالماء المعين والقبلة: التي يؤمها الناس في صلواتهم كأنهم لما استقبلوها صارت قبلة، والقبيلة: بنو أب واحد، والقبيل: جيل من الناس، وجماعة القبيلة: القبائل وجماعة القبيل: قبل، قال لبيد: وقبيل من لكيز شاهد = رهط مرجوم ورهط ابن المعل والقبائل: قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض «وقبل فلان لي حق»: أي عنده، «وقعدت قبالة فلان»: أي حذاءه، «واقتبلت الأمر اقتبالاً»، «وفلان مقتبل الشباب»: أي مستأنف الشاب، وتقبلت بالأمر تقبلا. والقبلة: خرزة كانت تؤخذ بها نساء العرب في الجاهلية، والقبل والدبر معروفان، «وفلان لا يعرف قبيله من دبيره». قال الأصمعي: أصله من الاقبالة والادبارة: وهي شق في أذن الشاة يفعل بها ذلك علامة تعرف به، ثم يفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الاقبالة، وإذا أدبر به فهو الادبارة، والجلدة المعلقة هي الاقبالة والادبارة. وقال غيره: القبيل: ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله. والدبير: ما أدبرت به. وقيل: يراد به نسب أبيه من نسب أمه لا يعلم أيهما أكرم، حكى ذلك ابن دريد. ويقال: «أقبل فلان إلي إقبالاً»: نقيض أدبر إدبارًا و«أقبل في أمره وحاله إقبالاً» فهو مقبل: نقيض أدبر إدبارًا فهو مدبر. «وقابلت الشيء بالشيء مقابلة»: واجهته به، فجعلت كل واحد منها مقابل صاحبه، ومنه أخذت مقابلة الكتب. والقبيل: عريف القوم، حكى ذلك ابن دريد وأنشد: أو كلما وردت عكاظ قبيلة = بعثوا إلى قبيلهم يتوسم ويروى «عريفهم». ويقال: «نحن في قبالة فلان»: أي في عرافته. والقبل: ما قابلك من جبل أو علو من الأرض، وأنشد: خشية الله وإني رجل = إنما ذكري نار بقبل قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد: القبل عند العامة: الحول الخفي وليس كذلك إنما القبل: أن تقبل الحدقتان على المأقين). [اشتقاق أسماء الله: 189-192] |
الشديد قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الشديد الشديد في صفات الله عز وجل على ضربين: أحدهما: أن يراد بالشديد القوي لأنه قد يقال للقوي من الآدميين شديد، وكأنه في صفات الآدميين يذهب به إلى معنى شدة البدن وصلابته وجلده، وذلك في صفات الله عز وجل غير سائغ بل يكون الشديد في صفاته بمعنى القوي حسب. والشديد: خلاف الضعيف.والآخر: أن يراد بالشديد في صفاته عز وجل: إنه شديد العقاب، فيرجع المعنى في ذلك في الحقيقة إلى أن عذابه شديد كما قال: {إن عذابي لشديد} ألا ترى أنا إذا قلنا: «زيد كثير العيال» أن المعنى إنما هو وصف عياله بالكثرة، وكذلك إذا قلنا: «زيد كثير المال» فإنما وصفنا ماله بالكثرة، وإن كان الخبر قد جرى عليه لفظًا، وكذلك إذا قلنا: «زيد شديد العقاب» فإنما وصفنا عقابه بالشدة، فكذلك مجراه في قولنا: «الله شديد العقاب» «وشديد العذاب». والشديد في غير هذا يقع في صفات الآدميين بمعنى: البخيل، يقال: «فلان شديد» أي: بخيل ممسك، وكذلك فسروا قوله: {وإنه لحب الخير لشديد} أي: إنه لحب المال لبخيل، أي: هو من أجل حب المال بخيل. ويقال: «شددت الحبل وغيره أشده شدًا» بضم الشين في المستقبل، وشددت على القوم في الحرب أشد شدًا كذلك أيضًا. وأخبرني أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري قال: أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: «شد الرجل في الحرب يشد» بكسر الشين «وشد الشيء يشده» بضم الشين، قال أبو بكر وأنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء: أشد على الكتيبة لا أبالي = افيها كان حتفي أم سواها والشدة: اشتداد الأمر، والشدة: الجدب والمحل، ويقال: «اشتد الأمر اشتدادًا»، «وتشدد فلان في الأمر تشددًا»، «وشاددت فلانًا مشادة». وقالوا في قوله: {بلغ أشده واستوى} هو منتهى شبابه وكماله واستقراره فلا يكون فيه زيادة قبل أن يأخذ في النقصان. واختلفوا في تحديد وقت بلوغ الأشد فقال قوم: هو بلوغ ثلاثين سنة وقيل هو ثمان وثلاثون سنة، وقال قوم: الأشد: جمع واحده شد مثل «قد» و«أقد» وهو الجلد وقيل واحده شدة. قيل شدة وأشد مثل نعمة وأنعم. وقيل: واحده شد مثل فلس وأفلس وقيل: هو جمع لا واحد له). [اشتقاق أسماء الله: 192-193] |
السريع قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (السريع السريع: فعيل من قولهم: «سرع فلان فهو سريع» أي صار سريعًا كقولهم: «ظرف فلان فهو ظريف»، و«كرم فهو كريم».ومعنى السريع في صفاته تعالى عز وجل أنه سريع الحساب لعباده وأن أفعاله تسرع فلا يبطئ منها شيء عما أراد لأنه بغير مباشرة ولا علاج، ولا كلفة وإنما أمره لشيء إذا أراده أن يقول له «كن فيكون» فهذا معنى السريع على توجيه اللغة والله أعلم وأحكم. وتقول العرب: «سرعان ما فعل فلان كذا» بمعنى سرع كما يقولون وشكان ذلك، ومنهم من يقول: «سرع ذلك» بمعنى سرع فيخففون، أنشد ابن السكيت: أنورًا سرع ماذا يا فروق = وحبل الوصل منتكث حذيق يريد: «سرع ذا» و«ما» زائدة). [اشتقاق أسماء الله: 127] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: السّبّوح السّريع السّتّار. ... 289 - أخبرنا عليّ بن العبّاس بن الأشعث، قال: حدثنا محمّد بن حمّادٍ، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق بن همّامٍ، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تلقّاني عبدي بشبرٍ تلقّيته بذراعٍ، وإذا تلقّاني بذراعٍ تلقّيته بباعٍ، وإذا تلقّاني بباعٍ جئته أو أتيته بأسرع). [التوحيد: 2/138] |
الفعال قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الفعال الفعال: اسم مبني لمبالغة الفعل فهو يجري في ضروب من صفاته عز وجل نحو جبار، وعلام، وخلاق، ورزاق، ووهاب، وتواب، ومنان، وما أشبه ذلك لأن وزن كل هذا «فعال»، وإنما يراد به المبالغة في الفعل فيجوز أن يوصف بالفعال من كل فعل أصله على ثلاثة أحرف على ما أطبقت عليه الأمة وجاء في التنزيل نحو {خلاق} لأنه من خلق و{علام} لأنه من علم و«{جبار} لأن أصله من الجبرية فهو ثلاثي الأصل وإن لم ينطق منه بفعل غير مزيد فيه.ولا يجوز أن يوصف بما زاد على ثلاثة أحرف لأنه إذا بني منه «فعال» سقط منه حرف اختل، ألا ترى أنه لو قيل لك: كيف تبني من «دحرج» و«قرطس» و«سرهف» مثل «فعال» نحو «ضراب» و«قتال» وما أشبه ذلك؟ لكان الجواب في ذلك: أن هذا غير سائغ بناؤه لأنه رباعي و«فعال» ثلاثي الأصل وإنما ضوعفت عينه، فلو بني من الرباعي ثلاثي لوجب حذف حرف منه فكان يختل لأنه إنما كمل معناه بكمال حروفه ألا ترى أنه لو تكلف بناء ذلك لقيل في مثل «فعال» من «دحرج» «دحار» أو «دحاج» فكان يبطل المعنى المقصود به لاختلال بنائه فهكذا مجرى هذا في كلام العرب. فأما في صفات الله عز وجل فإنه لا يجوز أن يبني «فعال» من شيء من صفاته إلا ما جاء منه في التنزيل وأطلقته الأمة وإن كان أصله ثلاثيًا، ألا ترى أنا لا نبني في صفاته عز وجل من قدير «فعال» فنقول «قدار» ولا من حيكم فنقول: «حكام» ولا من باسط فنقول: «بساط»، ولا من عفو فنقول: «عفاه»، ولا من مقيت فنقول: «مقات» لا أنه في العربية فاسد في التقدير بل هو صحيح في مقاييس العربية، ولكنا لا نطلق في صفاته عز وجل وأسمائه شيئًا بقياس اللغة إلا ما جاء في التنزيل وأطلقته الأمة لا نتجاوز ذلك وإ، كان صحيح القياس في العربية، وقد ذكرنا نظائر لهذا فيما مضى. قال أبو عثمان المازني في قول الناس: «رجل لآل»: إذا كان يبيع اللؤلؤ لأن اللؤلؤ رباعي ولامه همزة، وبناء الثلاثي من الرباعي غير جائز لاختلال المعنى بسقوط حرف منه، ألا ترى أن قولهم: «لآل» باللام في آخره يدلك على أنه ليس من اللؤلؤ لأن لام الفعل من اللؤلؤ همزة ومن لآل لام. قال: وإنما يلحق الثلاثي بالرباعي والخماسي والرباعي بالخماسي لأن بناءه يحصل فيه كله ثم يزاد فيه فلا يختل معناه لذلك. وإذا بني ثلاثي من رباعي أو خامسي فإنما ينقص من أصل الكلمة ما لا يصح معناها إلا به، وكذلك لم يجئ في شيء من كلام العرب ثلاثي مبني من رباعي ولا مما فوقه. قال أبو عثمان: وقال الخليل بن أحمد: قول الرعب «دلامص» في البراق إنما هو «فعامل» والميم فيه زائدة، والدليل على ذلك قولهم «دلاص» و«دليص» في معناه. قال أبو عثمان: وهذا قول جيد بالغ ولو إن قائلاً قال: إن «الدلامص» هو بمعنى «الدلاص» و«الدليص» وليس من لفظه كما أن «لآل» منسوب إلى اللؤلؤ وليس من لفظه، وكما أن «البسطر» بمعنى «السبط» وليس من لفظه، وكما أن قولهم «رجل ثرثار» للكثير الكلام هو من معنى الثرة وليس من لفظها لقال قولاً قويًا. ويقال للشيء البارق «دلاص» و«دليص» و«دلامص»، فدلامص على مذهب الخليل «فعامل» لا غير، وفي مذهب أبي عثمان جائز أن يكون «فعاملاً» كما قال الخليل وجائز أن يكون «فعاللاً» وتكون الميم فيه أصلية فيكون بمعنى الدلاص وليس من لفظه قال أبو دؤاد الأيادي: ولقد ذعرت بنات عم = المرشقات لها بصايص بمجوف بلقًا وأعـ = ـلى لونه ورد مصامص ككنانة الزعري زيـ = ـنها من الذهب الدلامص يمشي كمشي نعائم = يشتالهن أشق شاخص بنات عم المرشقات: البقر، والمرشقات: الظباء فهن بنات عم المرشقات لأنه وحش مثلهن، هكذا فسره ابن قتيبة في كتاب «معاني الشعر»، وهذه الأبيات الأول شيء ذكره في كتابه ولم نلق أحدًا يروي عن ابن قتيبة كتابه في معاني الشعر ولا كتابه «في عيون الشعر». والبصابص: بصبصة الأذناب وهي حركتها كما قال رؤبة: بصبصن بالأذناب من لوح وبق بمجوف بلقا: يعني فرسًا بلغ بياض تحجيله إلى بطنه والورد: الأحمر، والمصامص: الخالص، والذهب الدلامص: البراق لجودته وخلاصه. يشتالهن: يطردهن، والأشق: الطويل). [اشتقاق أسماء الله: 152-155] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الفعال لما يريد" وهذا من كمال قوته ونفوذ مشيئته وقدرته، أن كل أمر يريده يفعله بلا ممانع ولا معارض، وليس له ظهير ولا عوين، على أي أمر يكون، بل إذا أراد شيئا قال له "كن فيكون". ومع أنه الفعال لما يريد، فإرادته تابعة لحكمته وحمده، فهو موصوف بكمال القدرة، ونفوذ المشيئة، وموصوف بشمول الحكمة، لكل ما فعله ويفعله). [تيسير الكريم المنان: 948] |
الفاطر قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (والفاطر: هو الذي فطر الخلق: أي: ابتدأ خلقهم كقوله تعالى: {قل الذي فطركم أول مرة} [الإسراء: 51] ومن هذا قولهم: فطر ناب البعير، وهو أول ما يطلع. [38] وأخبرني الحسن بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد الله بن زيدان، قال: قال أبو روق عن ابن عباس: (لم أكن أعلم معنى «فاطر السموات والأرض» حتى اختصم أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها). يريد أنا الذي استحدثت حفرها). [شأن الدعاء: 103] |
المعبود |
النافع |
الباعث قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الباعث الله تعالى يبعث الخلق كلهم ليوم لا شك فيه فهو يبعثهم من الممات ويبعثهم أيضا للحساب وفي القرآن: {أئنا لمبعثون خلقا جديدا}). [تفسير أسماء الله الحسنى:؟؟] قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الباعث الباعث: اسم الفاعل من البعث وهو الإرسال، يبعث الله من في القبور للبعث والنشور، ويوم البعث: يوم القيامة، بعثت الرجل من قومه فانبعث أي نبهته فانتبه، ويقال: «بعثت البعير فانبعث»: إذا بعثوا إلى العدو، وكل قوم يبعثون على وجه أو في أمر فهم بعث، والبعث مصدر يقع على الإثنين والجمع والمؤنث والمذكر بلفظ واحد وليس بمنزلة «ركب»، «وتجر» لأن تجرًا وركبًا جمع تاجر وراكب). [اشتقاق أسماء الله: 168]قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (50- الباعث: هو الذي يبعث الخلق بعد الموت، أي: يحييهم فيحشرهم للحساب ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. ويقال: هو الذي يبعث عباده عند السقطة وينعشهم بعد الصرعة). [شأن الدعاء: 75] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الباعث الباقي. 228 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا الحميديّ (ح) وأخبرنا محمّد بن أحمد بن محبوبٍ، قال: حدثنا أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة، حدثنا ابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعيٍّ، عن حذيفة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت خدّه، ثمّ قال: اللهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك. 229 - أخبرنا الحسن بن مروان القيسرانيّ، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان، قال: حدثنا محمّد بن يوسف، حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدثنا أبو جعفرٍ النّفيليّ، حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق السّبيعيّ، عن البراء بن عازبٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ويقول: اللهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك. رواه جماعةٌ عن أبي إسحاق، وقيل عن عبد الله بن يزيد، وعن عبيدة، عن أبيه. 230 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهابٍ الزّهريّ، أخبرني عليّ بن الحسين بن عليٍّ، أنّ أباه الحسين بن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنهم أخبره أنّ عليّ بن أبي طالبٍ أخبره، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، فقال: ألا تصلّون فقلت: يا رسول الله، إنّما أنفسنا بيد الله عزّ وجلّ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك، فلم يرجع إليّ شيئًا، ثمّ سمعته وهو يضرب فخذه يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً. رواه جماعةٌ عن الزّهريّ. 231 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا محمّد بن عوف بن سفيان، حدثنا أبو المغيرة عبد القدّوس، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيبٍ، عن أبي الدّرداء، عن زيد بن ثابتٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: أشهد أنّ لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كلّ شيءٍ قديرٌ، وأشهد أنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ ولقاءك حقٌّ والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنّك تبعث من في القبور. هذا من رسم النّسائيّ. ورواه عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيبٍ، عن زيد بن ثابتٍ، لم يذكر أبا الدّرداء). [التوحيد: 2/86-88] |
المقسط قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المقسط يقال أقسط الرجل إذا عدل وقسط إذا جار وفي التنزيل {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} أراد اعدلوا وقال الله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا}. قال أبو علي: وهذا مأخوذ من القسط الذي هو النصيب فإذا قيل أقسطه فكأنهم قالوا أعطاه النصف الذي له). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (87- المقسط: هو العادل في حكمه ولا يحيف ولا يجوز. يقال: أقسط فهو مقسط، إذا عدل في الحكم، كقوله تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات: 9] وقسط فهو قاسط؛ إذا جار، كقوله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا} [الجن: 15]). [شأن الدعاء: 92] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المقسط المعافي المطعم. 342 - أخبرنا محمّد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن يوسف، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمين الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحّاء اللّيل والنّهار، وبيده الأخرى القسط يرفع ويخفض. وفي حديث أبي موسى بيده الميزان وقيل القسط). [التوحيد: 2/191] |
الناصر |
المتولي |
المغني قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المغني هو الذي أغنى الخلق بأن جعل لهم أموالا وبنين كما قال تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى}). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (90- المغني: هو الذي جبر مفاقر الخلق وساق إليهم أرزاقهم وأغناهم عمن سواه، كقوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى} [النجم: 48]. ويكون المغني بمعنى الكافي من الغناء، ممدودًا مفتوحة الغين، وهو الكفاية).[شأن الدعاء: 93] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الغني، المغني" فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنيا، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقا، قادرا، رازقا، محسنا، فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني، الذي بيده خزائن السموات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة. المغني جميع خلقه غنى عاما، والمغني لخواص خلقه بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية). [تيسير الكريم المنان: 948] (م) |
الكافي قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الكافي الكافي اسم الفاعل من كفى يكف فهو كاف، فالله عز وجل كافي عباده لأنه رازقهم وحافظهم ومصلح شؤونهم فقد كفاهم كما قال الله عز وجل: {أليس الله بكاف عبده؟}.وكفاية الإنسان من المعاش قدر بلغته وقوام أمره، وتقول: كفيت الرجل الأمر أكفيه كفيًا وكفاية إذا قمت به دونه، وأزلت عنه الاهتمام به. وتقول العرب: مررت برجل كفيك من رجل يجعلونه مدحًا في أنه نهاية في الخير قد كفاك ما تريد من سواه ويتركونه على حال واحدة في الأثنين والجمع والمذكر والمؤنث لأنه مصدر وصف به. ويقولون: مررت برجلين كفيك من رجلين، ومررت برجال كفيك من رجال، وبامرأة كفيك من امرأة، وبنساء كفيك من نساء على حال واحدة. ومنهم من يقول: مررت برجل كفاك من رجل فيجيء به على لفظ الفعل الماضي فيجريه على ما قبله في التثنية والجمع والتأنيث والتذكير فتقول: مررت برجل كفاك من رجل، وبرجلين كفياك من رجلين، وبرجال كفوك من رجال، ومررت بامرأة كفتك من امرأة وبامرأتين كفتاك من امرأتين، وبنساء كفينك من نساء. ومثل هذا في المدح قولهم مررت برجل كفيك من رجل وشرعك من رجل، وهمك من رجل وهدك من رجل وتاهيك من رجل كله يجري مجرى واحدًا. واعلم أن ما كان من الأسماء نحو الكافي معتل اللام كقولك: القاضي والداعي والكافي وما أشبه ذلك فأكثر العرب يتركونه في حال الرفع والخفض ساكن الآخر ويعربونه في حال النصب فيقولون: جاءني القاضي والداعي والكافي، ومررت بالكافي والقاضي والداعي والغازي يدعونه ساكن الآخر استثقالاً للضمة والكسرة في الياء المكسور ما قبلها فإذا صاروا إلى حال النصب أعربوه لأن الفتحة اخف الحركات فيقولون: رأيت الداعي والغازي والرامي فإذا لم يكن فيه ألف ولام ولم يضيفوه ألحقوه التنوين في حال الخفض والرفع والنصب وكذلك ما كان نظيره من السالم غير مصروف جرى مجرى واحدًا فقالوا مررت بقاض وغاز وجوار وغواش، وجاءني غاز وقاض وكاف وجوار وسوار وما أشبه ذلك، فإذا صاروا في حال النصب أعربوه ونونوا المصروف المثال من الصحيح وتركوا صرف ما لا ينصرف مثاله من الصحيح فقالوا: رأيت غازيًا وداعيًا وراميًا وجواري وغاشي وسواري. ومن العرب من يعرب هذا الجنس من الأسماء في كل حال ولا يستثقل الكسرة فيه فيقول: هذا القاضي والداعي والرامي يجريه مجرى الصحيح، ويقول مررت بالقاضي والداعي والرامي كما يقول مررت بالضارب والقاعد وما أشبه ذلك، ومن هذه اللغة أنشد سيبويه: قد عجبت مني ومن يعيليا = لما رأتني خلقًا مقلوليًا أراد تصغير يعلي وكان سبيله أن يقول: يعيل فأجراه مجرى الصحيح. وقال الفرزدق: فلو كان عبد الله مولى هجوته = ولكن عبد الله مولى مواليا وقال آخر: خريجع دوادي في ملعب = تأزر طورًا وتلقى الازارا ومن العرب من يترك إعراب المنصوب أيضًا فيجعله ساكن الآخر، كما فعل ذلك بالمخفوض والمرفوع فيجعله في الأحوال الثلاثة ساكن الآخر فيقول: رأيت القاضي والغازي والكافي والداعي وما أشبه ذلك. وأكثر ما يجيء هذا في الشعر وليس بمستعمل في منثور الكلام. قال النابغة: ردت عليه أقاصيه ولبده = ضرب الوليدة بالمسحاة في الثأد ومنهم من يرويه عليه أقاصيه على ما لم يسم فاعله فرارًا من قبح هذه اللغة. وقال رؤبة: سوى مساحيهن تقطيط الحقق = تفليل ما قارعن من سمر الطرق أسكن ياء المساحي وهو في موضع النصب. وقال آخر: كأن أيديهن بالقاع القرق = أيدي جوار يتعاطين الورق ومن كان هذا من لغته فإنه يجعله في حال النصب إذا لم تكن فيه الألف واللام وكان غير مضاف بلفظ المخفوض أيضًا فتقول: رأيت قاض وكسوت عار ولقيت غاز لأنه ينوي إسكان آخره إذ ليس من شأنه إعرابه، ثم يلحقه التنوين فتسقط الياء لالتقاء الساكنين. وهما الياء والتنوين. ويبقى ما قبلها على كسرته وهو قبيح من كلام الشعر في حال الضرورة. وأنشدوا في ذلك: فكسوت عار جبينه فتركته = جذلان جاد قميصه ورداه وذكر الفراء أن من العرب من يهمز هذه الياءات كلها حرصًا على الإعراب واستثقالا للحركات فيها وأنشد: يا دار سلمى بدكاديك البرق = سقيا وإن هيجت وجد المشتئق). [اشتقاق أسماء الله: 82-86] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وأما الكافي: فهو الذي يكفي عباده المهم، ويدفع عنهم الملم؛ وهو الذي يكتفي بمعونته عن غيره، ويستغنى به عمن سواه). [شأن الدعاء: 101] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الكبير والكريم والكافي والكفيل قال الله عزّ وجلّ في سورة سبأٍ: {وهو العليّ الكبير} وذكر في المؤمن: {الكريم} قال ابن عبّاسٍ: {كهيعص} كافٌ: كافي. وعن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله الكبير والكريم والكافي. ... 320 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، قال: حدثنا عمر بن حفصٍ السّدوسيّ، حدثنا عاصم بن عليٍّ، قال: حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (ح) وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن العبّاس، قال: حدّثنا عبد العزيز بن معاوية، قال: حدثنا يحيى بن حمّادٍ، حدّثنا، أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: كان في بني إسرائيل رجلٌ لا يأتيه أحدٌ يستسلفه شيئًا إلاّ أسلفه إيّاه بكفيلٍ، فأتاه رجلٌ، فقال: أسلفني ستّمائة دينارٍ، فقال: آتني بكفيلٍ، فقال: الله كفيلي، فقال: قد رضيت، فأعطاه). [التوحيد: 2/173-175] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الكافي" عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه، الكافي كفاية خاصة من آمن به، وتوكل عليه، واستمد منه حوائج دينه ودنياه). [تيسير الكريم المنان: 949] |
الصادق قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الصادق الصادق في خبره: الذي لا تكذيب له، فالله عز وجل الصادق في جميع ما أخبر به عباده. قال الفراء: الصدق: قوة الخبر، والكذب: ضعف الخبر ومنه قيل: حمل فلان على القوم فما كذب أو ما ضعف، وكذلك قوله عز وجل: {ليس لوقعتها كاذبة} أي ليس لها مردود، وقد يقال أيضًا: «حمل فلان على القوم فما كذب»: أي فما رجع عنهم، وهذا راجع إلى ذلك لأنه إنما يرجع عن حملته عن القوم ضعفًا وجبنًا.وقال الفراء: قال لي أبو ثروان: «إن بني نمير ليس لحدهم مكذوبة» أي تكذيب ويقال: «صدقوهم اللقاء» «وهو من الشيء الصدق، وهو الصلب». وقالت امرأة من العرب لعمرو بن معد يكرب وقد عرض نفسه عليها «إن لي بعلاً يصدق اللقاء ويخيف الأعداء، ويجزل العطاء». والصادق أيضًا: الصادق في وعده، الوافي به، يقال: وفي بعهده ووعده وأوفى به، وفي كلام بعضهم «ما أرى كاليوم قفا واف» فقال له: «هي قفا غادر شر» فالله عز وجل الصادق في جميع ما وعد به عباده، وهذه الصفة من صفاته مستنبطة من سورة مريم من قوله: {إنه كان وعده مأتيا}: أي آتيا، مفعول بمعنى فاعل، وإذا كان وعده آتيًا فهو الصادق فيه، وكل شيء وعد الله عز وجل عباده به فهو كائن كما وعد به عز وجل لا محالة. وقال أهل العربية: الصدق خلاف الكذب، والصدق بفتح الصاد الشيء الصلب، وكأن أصلهما واحد على ما ذهب إليه الفراء ولكنه كسر أول هذا للفرق بين اشتداد الخبر وقوته وبين صلابة غيره من الأشياء التي تقع فيها الصلابة والرخاوة من المجسمات والمجسدات. وقالوا أيضًا: والصدق والكذب إنما يكونان في الإخبار خاصة، وفرقوا بين الكذب والخلف، فقالوا: الكذب فيما مضى وهو أن تقول: «فعلت كذا» ولم تفعله، والخلف فيما يستقبل وهو أن تقول: «سأفعل كذا» ولا تفعله. فيقال خلف وعده، ولو قيل في ذلك: «كذب فلان في وعده» لم يكن بعيدًا أي لم يأت به على ما وعده وضعف فيه. والكلام في الإخبار على أوجه، فمنه: مستقيم حق، ومستقيم كذب، ومستقيم قبيح، ومستقيم حسن، ومحلا، ومحال كذب، فأما المستقيم الحق فقولك: «خرج عبد الله أمس»، «وقدم عمرو أول من أمس» إذا أخبرت بذلك وقد كان. وأما المستقيم الكذب فأن تخبر بذلك ولم يكن فيكون مستقيمًا في الوضع كذبًا، ومنه «شربت ماء البحر» إذا أردت جميعه، وكذلك «حملت الجبل» إذا أردت جميعه. فهذا مستقيم في الوضع كذب لأن البينة تدفع أن يكون هذا. وأما مستقيم القبيح فأن تضع اللفظ غير موضعه نحو قولك: قد زيد رأيت، وكي زيد يأتيك، ولم أخاك أضرب، وما أشبه ذلك، فهو مستقيم لأنه لا نقص فيه ولا إحالة وهو قبيح في الوضع لأنك أوليت «قد» و«كي» و«لم» الأسماء، وإنما هي للأفعال وكذلك ما أشبهه. فأما المستقيم الحسن فقولك: لم أضرب زيدًا، ولن أقصد محمدًا، وسوف أقصدك وما أشبه ذلك. وأما المحال فأن تنقص آخر كلامك بأوله، وأوله بآخره نحو قام زيد غدًا، وسأقوم أمس، وإنما صار محالاً لأنه لا يصح له معنى. وأما المحال الكذب فقولك: شربت ماء البحر غدًا، فهو محال لأن شربت ماض وقد زعمت أنه في غد فهذا محال، وهو كذب لأنك زعمت أنك شربت ماء البحر وليس هذا في طاقة أحد وهذا إذا أردت به كله على ما ذكرت لك. فإن قال قائل: «شربت ماء البحر» وهو يريد بعضه فذلك سائغ في كلام العرب وهو خارج من هذا المقصد. وهذا مذهب سيبويه ومن تابعه في محال الكذب. وأما الأخفش فكان يدفع المحال الكذب ويقول: المحال ما لا يصح له معنى ولا يجوز أن يقال فيه «صدق» و«كذب» فكيف يكون المحال كذبًا؟ والقول ما ذهب إليه سيبويه لأنه قد فرق بين المحال ومحال الكذب بما يستغنى به عن إعادته. فاعلم أن الصدق والكذب وإن كانا لا يوجدان إلا في الإخبار فليس كل خبر يمكن أن يقال فيه في الحال «صدق» أو «كذب» ألا ترى أن قائلاً لو قال: «سيخرج عبد الله غدًا»، «وسأركب غدًا إلى زيد» لم يمكن أن يقال له في الحال «كذبت» ولا «صدقت» لأنه يخبر بما سيفعله فلا يدري أيفعله فيصدق أم لا يفعله فيكذب لأن الوقت لم يأت بعد، فإذا حان الوقت وفعل ذلك قيل له «صدقت» وإن لم يفعل قيل له «كذبت»، فهو متعلق بالصدق والكذب فلا يوجد الصدق والكذب إلا في الإخبار فلذلك قالوا: الخبر ما جاز فيه صدق وكذب. واختلف أهل العربية في معاني الكلام فقال الأخفش سعيد بن مسعدة ومن تابعه: معاني الكلام ستة: خبر، واستخبار، وأمر، ونهي، ودعاء، وتمن، فالخبر ما جاز فيه أن تقول «صدق» أو «كذب» كقولك: قام زيد، ولم ينطلق محمد، وما أشبه ذلك. والاستخبار كقولك: هل خرج عبد الله؟ وأين أخوك؟ ومتى يخرج زيد؟، وما أشبه ذلك. فهذا طلب ولا يجوز أن تقول فيه «صدق» و«كذب». والأمر نحو قولك: اخرج يا زيد، انطلق يا عبد الله. والنهي نحو قولك: لا تقم، ولا تركب. والطلب يجمع الأمر والنهي لأنك إذا قلت: اضرب أو لا تضرب فأنت في الوجهين تطلب منه أن يفعل ما أمرت به أو نهيت عنه، والأمر والنهي ينقسم كل واحد منهما بلفظ واحد ثلاثة أقسام، هو أمر لمن دونك وطلب إلى من فوقك ألا ترى أنك إذا قلت لمن فوقك: أعطني أحسن غلي لم تقل أمرته، ولكن تقول: طلبت منه، ومسألة لله عز وجل كقولك: اللهم اغفر لي، اللهم ارزقني وكذلك النهي تقول: هو نهي لمن دونك، وطلب إلى من فوقك، ومسألة لله عز وجل. والدعاء: هو النداء كقولك «يا زيد» «يا عبد الله». والتمني قولك: «ليت لي مالاً فأنفق منه»، وقال جماعة من النحويين منهم قطرب: معاني الكلام أربعة: خبر، واستخبار، وأمر، ونهي، وقالت هذه الطائفة: التمني والدعاء داخلان في الخبر، وكان الأخفش يقول هما قسمان من الأقسام الستة التي ذكرنا، ويستدل على ذلك بأنه لا يقع فيهما «صدق» ولا «كذب». وقال قطرب ومن تابعه: هما خبران وإنما امتنع التمني من الصدق والكذب لأن التمني إنما يخبر عن ضميره، فلا يجوز للمخاطب أن يقابله بالصدق أو الكذب لأن المخاطب لا يعلم من ضمير المتكلم ما يعلمه المتكلم من ضمير نفسه فيصدقه أو يكذبه، ولكن لو أن رجلاً علم منه كراهية لأمر ثم قال: ليت هذا الأمر وقع، لساغ أن يقال له «كذب» لما يعلم من كراهته له كقول القائل: ليت أني مريض، وليتني أفتقر، وما أشبه ذلك. وأما الدعاء وهو النداء فإنما لم يجز فيه الصدق والكذب لأن حاله حاضرة ألا ترى أن من قال: «يا زيد فقد صوت ونادى زيدًا فليس لزيد أن يقابله بالتصديق للاستغناء عن ذلك، ولا يجوز له أن يقابله بالتكذيب فيكون مباهتًا له لأنه قد ناداه فكيف يقابله بالتكذيب؟ ومع ذلك فليس كل الأخبار يمكن فيها في الحال التصديق والتكذيب لأنهما لا يوجدان في غير الخبر. وقال آخرون – وهو مذهب أهل المنطق أيضًا – معاني الكلام أربعة: خبر، واستخبار، وطلب، ونداء. فجعلوا الطلب يجمع الأمر والنهي والتمني، وجعلوا النداء وهو الدعاء قسمًا قائمًا بنفسه، ولم يجعله خبرًا، ولا جعلوا التمني خبرًا. فأما التعظيم لله عز وجل: نحو قولك: «ما أعظم الله» والعرض كقولك: «ألا تأكل، ألا تجلس عندنا فتحدث» فداخلان تحت الخبر والطلب. واتفقت الجماعة على أن الصدق والكذب لا يقعان إلا في الخبر. ويقال: صدق الرجل فهو صادق وصدوق، والصديق: الكثير التصديق للمبالغة في ذلك، وصدقت الرجل تصديقًا، وكذب الرجل كذبًا، وكذابًا، وكذابًا فهو كاذب وكذوب، وكذاب، ومكذبان بمنزلة ملأمان ومكرمان. ويقول سيبويه: لا يستعمل «مفعلان إلا في النداء خاصة فيقال: يا مكذبان، ويا ملأمان، وكذلك ما جاء على وزنه، ولا يستعمل في غير النداء. وحكى الفراء أن العرب تقول للكذب الكذبذب وأنشد: وإذا سمعت بأنني قد بعته = بوصال غانية فقل كذبذب ويقال: أصدقت المرأة صداقًا وصدقة، وتصدقت على فلان بكذا وكذا، وفلان مصدق: إذا أعطى. وقول العامة «فلان يتصدق إذا سأل» غلط فتقول: مررت على رجل يسأل الناس، ولا تقل يتصدق لأن المتصدق: المعطي. قال الله عز وجل: {وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين}. فأما قوله عز وجل: {إن المصدقين والمصدقات} فأصله «المتصدقين» و«المتصدقات» فأدغمت التاء في الصاد). [اشتقاق أسماء الله: 168-173] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (والصادق: هو الذي يصدق قوله، ويصدق وعده. كقوله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122] وقوله تعالى: {الحمد لله الذي صدقنا وعده} [الزمر: 74]).[شأن الدعاء: 102] قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (80 - ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الصّمد والصّادق والصّاحب والصّبور ... عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله :الصّادق والصّمد والصّبور، فاسمه الصّادق في سورة مريم وقال ابن عبّاسٍ: قوله {كهيعص} الصّاد: الصّادق. - أخبرنا عمرو بن محمّد بن إبراهيم البزّاز، قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن النّعمان، قال: حدثنا أبو غسّان، حدثنا زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفرٍ قال: صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده). [التوحيد: 2/143] |
المحصي قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المحصي يقال أحصيت الشيء إحصاء إذا عددته وقد مر ذكره وإشتقاقه والله تعالى محصي كل شيء فلا يفوته شيء من خلقه عدا وإحصاء كما قال تعالى: {وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} ). [تفسير أسماء الله الحسنى:؟؟] قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (58- المحصي: هو الذي أحصى كل شيء بعلمه؛ فلا يفوته منها دقيق ولا يعجزه جليل، ولا يشغله شيء منها عما سواه. أحصى حركات الخلق، وأنفاسهم وما عملوه من حسنة، واجترحوه من سيئة. كقوله تعالى: {ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف: 49]. وقال عز وجل: {أحصاه الله ونسوه} [المجادلة: 6] ).[شأن الدعاء: 79] |
الساعة الآن 09:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة