جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة المائدة (http://jamharah.net/showthread.php?t=27556)

جمهرة علوم القرآن 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م 09:47 AM

القراءات في سورة المائدة
 
القراءات في سورة المائدة

جمهرة علوم القرآن 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م 09:48 AM

مقدمات القراءات في سورة المائدة

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْمَائِدَة). [السبعة في القراءات: 241]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر مَا اخْتلفُوا فِيهِ من سُورَة الْمَائِدَة). [السبعة في القراءات: 242]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (المائدة). [الغاية في القراءات العشر: 231]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة المائدة). [المنتهى: 2/661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة المائدة). [التبصرة: 196]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة المائدة). [التيسير في القراءات السبع: 268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة المائدة) ). [تحبير التيسير: 345]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة المائدة). [الكامل في القراءات العشر: 532]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة المائدة). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة المائدة). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة المائدة). [فتح الوصيد: 2/849]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [5] سورة المائدة). [كنز المعاني: 2/168]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة المائدة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/87]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة المائدة). [الوافي في شرح الشاطبية: 250]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الْمَائِدَةِ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة المائدة). [شرح الدرة المضيئة: 120]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ الْمَائِدَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/253]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة المائدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة المائدة). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة المائدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 218]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة المائدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/283]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة المائدة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة المائدة). [غيث النفع: 539]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة المائدة). [معجم القراءات: 3/213]

نزول السورة
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية إلا آية نزلت بعرفات يوم جمعة
وهو قوله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم) الآية). [التبصرة: 196]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مدنية إلا اليوم أكملت لكم دينكم [المائدة: 3] فنزلت بمكة عشية عرفة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/283]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مدنية إلا اليوم أكملت لكم دينكم فبعرفة عشيتها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية اتفاقًا، وفيها عرفي {اليوم أكملت لكم دينكم} إلى {رحيم} إن اعتبرنا موضع النزول، وقد تقدم أن الصحيح خلافه). [غيث النفع: 539]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية واثنتان وعشرون آية في المدني ومائة وعشرون في الكوفي). [التبصرة: 196]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مائة وعشرون آية كوفي، [واثنان حجازي، واثنان شامي، وثلاث بصري] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/283]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
آيها مائة وعشرون كوفي واثنان حرمي وشامي وثلاث بصري.
اختلافها بالعقود، وعن كثير غير كوفي فإنكم غالبون بصري.
"مشبه الفاصلة" سبعة، نقيبا، جبارينو لقوم آخرين، شرعة ومنهاجا، الجاهلية يبغون عليهم الأولين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآياتها مائة وعشرون كوفي، واثنان حرمي وشامي، وثلاث بصري، وجلالاتها مائة وثمانون وأربعون). [غيث النفع: 539]

الوقف والابتداء:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وبينها وبين آخر سورة النساء من قوله تعالى: {والله بكل شيء عليم} إلى قوله: {بالعقود} [1] على ما يقتضيه الضرب ألف وجه وثلاثمائة وستة عشر وجهًا، بيانها:
لقالون مائتان وثمانية وثمانون، بيانها تضرب في سبعة {عليم} خمسة {الرحيم} خمسة وثلاثون، تضرب في أربعة {بالعقود} مائة وأربعون على وصل الجميع، أربعة {بالعقود} تضيفها لها، المجموع مائة وأربعة وأربعون، تضربها في وجهي المنفصل، بلغ العدد ما ذكر.
ولورش ألف وجه وستة وخمسون، بيانها تضرب ما لقالون في ثلاثة {ءامنوا} ثمانمائة وأربعة وستون، ووجها {شيء} كوجهي المنفصل لقالون، هذا على البسملة، ويأتي على تركها مائة واثنان وتسعون، ومائة وثمانية وستون على السكت، وأربعة وعشرون على الوصل، واجمع العدد بعضه إلى بعض تجد ما ذكر.
[غيث النفع: 539]
وللمكي مائة وأربعة وأربعون وجهًا، كقالون إذا قصر، وللبصري ثلاثمائة وجه واثنان وخمسون إذا بسمل، كقالون، وله إذا ترك أربعة وستون، ثمانية على الوصل، وباقيها على السكت.
وللشامي مائة وستة وسبعون، كالبصري إذا مد المنفصل، ولعاصم مائة وجه وأربعة وأربعون، كقالون إذا مد، وعلي كذلك، ولخلف أربعة {بالعقود} ولخلاد ثمانية، تضرب أربعة خلف في سكت {شيء} وعدمه.
والصحيح منها ثمانمائة وجه، لقالون مائة وثمانية، إيضاحها: تضرب في ستة {عليم} وهي السكون مع الثلاثة، والإشمام معها، في ثلاثة {الرحيم} وهي ما قرأت به في {عليم} من طويل أو توسط أو قصر، والروم والوصل ثمانية عشر تضرب في وجهي {بالعقود} وفي ما قرأت به في {عليم} والروم ستة وثلاثون، تضيف إليها أربعة عشر تأتي على روم {عليم} وهي الطويل والروم في {بالعقود} على الطويل في {الرحيم} والتوسط والروم في {بالعقود} على التوسط في {الرحيم} والقصر والروم في {بالعقود} على القصر في {الرحيم} والطويل والتوسط والقصر والروم في {بالعقود} على كل من الروم والوصل في {الرحيم} وهذا الروم هو سابع ستة {عليم} خمسون، تضيف إليها أربعة {بالعقود} مع وصل الجميع أربعة وخمسون، تضربها في وجهي المنفصل مائة وثمانية.
ولورش مائتا وجه وستة وتسعون، يأتي على ترك البسملة ثمانون على السكت وتوسط {شيء} ثمانية وأربعون، بيانها: تضرب في ستة {عليم} وجهي {بالعقود} وهما ما قرأت به في {عليم} والروم اثنا عشر، وأربعة {بالعقود} على الروم في {عليم} ستة عشر، تضربها في ثلاثة {ءامنوا} لأن التوسط في حرف اللين تأتي عليه
[غيث النفع: 540]
الثلاثة في مد البدل، ثمانية وأربعون، مع الطويل في {شيء} ستة عشر فقط، لأن الطويل في حرف اللين لا يأتي عليه في مد البدل إلا الطويل فقط، ومع الوصل وتوسط {شيء} اثنا عشر وجهًا، تضرب أربعة {بالعقود} في ثلاثة {ءامنوا} وعلى الطويل في {شيء} أربعة {بالعقود} فقط، ويأتي على البسملة مائتان وستة عشر وجهًا، بيانها: تضرب أربعة وخمسين ما لقالون إذا مد، في أربعة، ثلاثة {ءامنوا} على توسط {شيء} وطويله على طويله، فيجتمع الخارج إلى الثمانين المتقدمة على ترك البسملة، بلغ العدد ما ذكر.
وللمكي أربعة وخمسون كقالون إذا قصر، وللبصري مائة وثمانية وأربعون إذا بسمل، كقالون، وإذا ترك فله أربعون، وللشامي أربعة وسبعون كالبصري إذا مد المنفصل، ولعاصم أربعة وخمسون، كقالون إذا مد، وعلى مثله، ولخلف أربعة أوجه، وهي أربعة {بالعقود} ولخلاد ثمانية أوجه، تضرب في وجهي سكت {شيء} وعدمه أربعة {بالعقود}.
وكيفية قراءتها على المذهب المركب من المذهبين المذكور طالعة الكتاب أن تبدأ لقالون بقصر {شيء} والبسملة وتطويل {عليم} و{الرحيم} مع الإسكان وقصر المنفصل ومد {بالعقود} كما فعلت في {عليم} و{الرحيم} ثم تعطف روم {بالعقود} ثم تأتي بمد المنفصل مع وجهي {بالعقود} ثم بروم {الرحيم} مع جميع الأوجه الآتية على مده، ثم بوصله مع جميع الأوجه، ثم بتوسط {عليم} مع جميع الوجوه، ثم بقصره كذلك، ثم الثلاثة فيه مع الإشمام مع كل واحد، جميع ما أتى على
[غيث النفع: 541]
الطويل مع الإسكان، ثم بروم {عليم} مع الثمانية والعشرين وجهًا، ثم تأتي بوصل الجميع لقالون مع أربعة {بالعقود} مع القصر، ثم مع المد، ويندرج معه المكي والبصري والشامي وعاصم وعلي، ثم تعطف البصري بترك البسملة مع السكت والوصل، ويندرج معه الشامي وخلاد في الوصل على عدم السكت في {شيء} إلا أنه لا يندرج معه في المد فتعطفه منه، ثم تأتي بورش بتوسط {شيء} وترك البسملة مع السكت والوصل، ثم تأتي له بالبسملة مع جميع الوجوه، ثم تأتي بالطويل في {شيء} كذلك، إلا أنه كما تقدم لا يأتي عليه في {ءامنوا} إلا بالطويل، ثم تعطف خلفًا بالسكت في {شيء} وترك البسملة مع الوصل وإدغام تنوين {عليم} في ياء {يا أيها} من غير غنة، ومد المنفصل مدًا طويلاً مع أربعة {بالعقود} وخلاد مثله في وجه السكت على {شيء} إلا أنه يدغم التنوين بغنة فلا يندرج معه، فتعطفه بعده كهو، والله أعلم.
هذا ما ظهر لي في تحرير هذا المحل، والله يحفظنا من الخطأ والزلل بفضله وطوله). [غيث النفع: 542]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{يدي إليك .... إني أخاف} [28]، {إني أريد} [29]، {فإني أعذبه} [115]، {وأمي إلهين ... لي أن أقول} [116]: بفتحهن مدني.
[المنتهى: 2/669]
وافق مكي، وأبو عمرو في {لي أن أقول}، و{إني أخاف}، زاد أبو عمرو {يدي}، و{وأمي}. وفتح دمشق، وحفص {وأمي إلهين}، زاد حفص {يدي}.
(واخشون) [44]: بياء في الحالين سلام، ويعقوب، بياء في الوصل أبو عمرو، وسهل، وإسماعيل، ويزيد.
(واخشون اليوم) [3]: بياء في الوقف سلام، ويعقوب.
وقد عرف لك مذهبهم في الياءات آخر سورة البقرة). [المنتهى: 2/670]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ):(ياءاتها ست:
{يدي إليك} (28): فتحها نافع، وأبو عمرو، وحفص.
{إني أخاف} (28)، و: {لي أن أقول} (116): فتحها الحرميان وأبو عمرو.
{إني أريد} (29)، و: {فإني أعذبه} (115): فتحهما نافع.
{وأمي إلهين} (116): فتحها نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وحفص).
[التيسير في القراءات السبع: 273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها ستّ: (يدي إليك) فتحها نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وحفص (إنّي
[تحبير التيسير: 351]
أخاف) (ولي أن أقول) فتحهما الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو (إنّي أريد) (فإنّي) أعذبه) فتحهما نافع وأبو جعفر (وأمي إلهين) فتحها نافع وأبو جعفر وابن عامر وأبو عمرو وحفص). [تحبير التيسير: 352]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها ست:
فتح نافع وأبو عمرو وحفص {يَدِيَ إِلَيْكَ} [28].
الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [28]، و{لِي أَنْ أَقُولَ} [116].
نافع {إِنِّي أُرِيدُ} [29]، و{فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ} [115].
نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص {وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ} [166]). [الإقناع: 2/637]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (631- .... .... وَإِنِّي ثَلاَثُهاَ = وَلِي وَيَدِي أُمِّي مُضَافَاتُهاَ الْعُلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وإني ثلاثها): {إني أخاف الله}، {إني أريد}، {فإني أعذبه}، و{لي أن أقول}، و{يدي إليك}، {وأمي إلهين}، فهي ست). [فتح الوصيد: 2/869]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [631] ويوم برفع خذ وإني ثلاثها = ولي ويدي أمي مضافاتها العلا
ح: (يوم): منصوب المحل على مفعول (خذ)، (إني): مبتدأ، (ثلاثها): بدل منه، والهاء: راجع إلى (إني) الواقع أولًا في السورة، (مضافاتها): خبر، والهاء: للسورة، أو للياء، (العلا): صفته.
ص: قرأ غير نافع: {هذا يوم ينفع} [119] بالرفع على أنه خبر {هذا}، ونافع بالنصب على أنه ظرف، أي: قال الله: ما قصصته عليكم في ذلك اليوم، وقيل: إنه مفتوح على إضافته إلى الجملة.
[كنز المعاني: 2/186]
ثم قال: (وإني)، يعني: ياءات الإضافة المختلف فيها في هذه السورة ست: ثلاث في لفظ: {إني}: {إني أخاف الله} [28]، {إني أريد أن تبوء} [29]، {فإني أعذبه} [115]، {ما يكون لي أن أقول} [116]، {يدي إليك} [28]، {وأمي إليهن} [116] ). [كنز المعاني: 2/187] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم ذكر الناظم ياءات الإضافة وهي ست؛ منها ثلاث في لفظ إني، فهذا معنى قوله: وإني ثلاثها فالضمير في ثلاثها يعود إلى إني الأولى: "إني أخاف" فتحها الحرميان وأبو عمرو، والأخريان: "إِنِّيَ أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ"، "فَإِنِّيَ أُعَذِّبُهُ عَذَابًا"، فتحهما نافع وحده.
والثلاث الأخر: "مَا يَكُونُ لِيَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/107]
أَنْ أَقُولَ"، فتحها الحرميان وأبو عمرو.
{يَدِيَ إِلَيْكَ} فتحها نافع وأبو عمرو وحفص.
{وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ} فتحها هؤلاء وابن عامر.
وفيها زائدة واحدة: "وَاخْشَوْنِيَ وَلا تَشْتَرُوا" أثبتها في الوصل أبو عمرو وحده.
وقلتُ في ذلك:
فياءاتها ست وفيها زيادة،.. وعبر عنها قوله اخشون مع ولا
والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/108]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (631 - .... .... .... وإنّي ثلاثها = ولي ويدي أمّي مضافاتها العلا
....
وفيها من ياءات الإضافة ما يلى: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ*، إِنِّي أُرِيدُ*، فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ، ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ يَدِيَ إِلَيْكَ، وَأُمِّي إِلهَيْنِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
وَاخْتلفُوا في يَاء الْإِضَافَة في هَذِه السُّورَة في سِتَّة مَوَاضِع قَوْله {يَدي إِلَيْك} 28 {إِنِّي أَخَاف الله} 28 {إِنِّي أُرِيد} 29 {فَإِنِّي أعذبه} 115 {وَأمي إِلَهَيْنِ} 116 و{لي أَن أَقُول} 116
ففتحهن نَافِع أجمع
وَفتح ابْن كثير {إِنِّي أَخَاف الله} و{لي أَن أَقُول}
وَفتح أَبُو عمر وأربعا قَوْله {إِنِّي أَخَاف} و{وَأمي إِلَهَيْنِ} و{لي أَن أَقُول} و{يَدي إِلَيْك}
وَلم يفتح عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي شَيْئا مِنْهُنَّ
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يَدي إِلَيْك} و{وَأمي إِلَهَيْنِ} بفتحهما
وَفتح ابْن عَامر {وَأمي إِلَهَيْنِ} وأسكن الباقي
وَجَمِيع مَا في هَذِه السُّورَة من ياءات الْإِضَافَة الْمُتَّفق عَلَيْهَا والمختلف فِيهَا سبع وَعِشْرُونَ يَاء
حذفت من هَذِه السُّورَة يَاء إِضَافَة اكْتِفَاء بكسرة النُّون في قَوْله
[السبعة في القراءات: 250]
{واخشون} في موضِعين {واخشون الْيَوْم} 3 {واخشون وَلَا} 44
أما قَوْله {واخشون وَلَا تشتروا} فوصلها أَبُو عَمْرو بياء ووقف بِغَيْر يَاء
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَابْن جماز أَنه وصل بياء ووقف بِغَيْر يَاء وروى عَنهُ قالون والمسيبي وورش أَنه حذفهَا في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَوصل الْبَاقُونَ ووقفوا بِغَيْر يَاء
أما الْحَرْف الآخر {واخشون الْيَوْم} فَلم يخْتَلف فِيهِ). [السبعة في القراءات: 251]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ست ياءات إضافة: قوله عز وجل (يدي إليك) قرأ نافع وأبو عمرو
[التبصرة: 199]
وحفص بالفتح (إني أخاف) (لي أن أقول) الحرميان وأبو عمرو بالفتح فيهما، (إني أريد) (فإني أعذبه) نافع بالفتح فيهما.
و(أمي إلهين) نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص بالفتح). [التبصرة: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ سِتٌّ) يَدِيَ إِلَيْكَ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ إِنِّي أَخَافُ، لِي أَنْ أَقُولَ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو إِنِّي أُرِيدُ، فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ (وَمِنَ الزَّوَائِدِ يَاءٌ وَاحِدَةٌ) وَاخْشَوْنِ، وَلَا تَشْتَرُوا أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَرُوِيَتْ لِابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ كَمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ست:
{يدي إليك} [28] فتحها المدنيان وأبو عمرو وحفص.
{إني أخاف} [28]، {لي أن} [116] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{إني أريد} [29]، {فإني أعذبه} [115] فتحهما المدنيان.
{وأمي إلهين} [116] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فيها [أي: في المائدة] من ياءات الإضافة ست: يدي إليك [المائدة: 28] فتحها المدنيان، وأبو عمرو، وحفص [و] إني أخاف [المائدة: 28] ولى أن أقول [المائدة: 116]: فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو، وإني أريد [المائدة: 29]، وفإني أعذبه [المائدة: 115] فتحهما المدنيان [و] وأمّي إلهين [المائدة: 116] فتحها المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر وحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ياءات الإضافة"
للجماعة ست "يدي إليك" [الآية: 18] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 28] "لِي أَنْ أَقُول" [الآية: 116] "إِنِّي أُرِيد" [الآية: 29] "فَإِنِّي أُعَذِّبُه" [الآية: 115] "وَأُمِّيَ إِلَهَيْن" [الآية: 116] وللحسن وحده ثلاث: "نفسي، وأخي، سوأة أخي" وتقدمت في محالها مفصلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/548]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة ستة: {يدي إليك} {إني أخاف} [28] {إني أريد} [29] {فإني أعذبه} [115] {وأمي إلهين} [116] {لي أن أقول} ). [غيث النفع: 565]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ست
{يدي إليك} [28] {إني أخاف} [28] {إني أريد} [29] {فإني أعذبه} [115] {وأمي إلهين} [116] {لي أن} [116] فتح الجميع أبو جعفر، وسكن الآخران). [شرح الدرة المضيئة: 122]

الياءات الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ياء واحدة:
{واخشون ولا} [44] أثبتها وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (و [فيها] من الزوائد واحدة واخشوني [المائدة: 44] أثبتها وصلا أبو عمرو، وأبو جعفر، وفي الحالين يعقوب، ورويت لابن شنبوذ عن قنبل كما تقدم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفيها ياء واحدة زائدة
"وَاخْشَوْنِ وَلا" [الآية: 44] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/548]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد واحدة {واخشون ولا} [44] ). [غيث النفع: 566]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ثنتان
{واخشون اليوم} [3] أثبتها يعقوب في الوقف، {واخشون ولا تشتروابآياتي} [44] ثبتها أبو جعفر في الوصل وفي الحالين يعقوب، والله الموفقللصواب). [شرح الدرة المضيئة: 122]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من المحذوفات ياء: وهي (واخشون) الثاني قرأه أبو عمرو بياء في الوصل خاصة). [التبصرة: 200]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفة واحدة:
{واخشون ولا} (44): أثبتها في الوصل أبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها محذوفة واحدة: (واخشون ولا) أثبتها في الوصل أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب والله أعلم). [تحبير التيسير: 352]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (وفيها محذوفة: {وَاخْشَوْنِ وَلا} [44] أثبتها في الوصل أبو عمرو). [الإقناع: 2/637]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
المائدة
(متجانفٍ) (3) (من الجوارح) (4) (سريع الحساب) (4) (غير مسافحين) (5) (من النادمين) (31) (يحاربون الله) (33) يميل الحاء قليلاً، مثل (يسارعون)، و(جاهدوا) (35) (لسان داود) (78) (من خلاف) (33) (وما من إله) (73) (بخارجين) (37) ولا يميل (السارق والسارقة) (38)، وإن كان بعده راء مكسورة
[الغاية في القراءات العشر: 462 ]
(وسيأتي. "..................." يميل ويترك، باب في شرح الإمالات يعرف من هناك إن شاء الله).
(سارعوا، ويسارعون) (ونسارع)، مع أبي عمر الدوري (من كتاب الله) (44) (أفحكم الجاهلية) (50) يميل الجيم (في أنفسهم نادمين) (52)، (خاسرين) (53) (يجاهدون) (54) يميل الجيم وللجيم عنده حال في الإمالة، وكذلك للسين ليس ذلك في سائر الحروف. والله أعلم. (لومة لائمٍ) (54) (والخنازير) (60) قليلاً، (من الناس) (67) (وما من إله) (73) قليلاً، (إلا الله) (73) لا يميل (مع الشاهدين) (83) (مساكين) (89) (ولا سائبة) (103) يميل السين قليلاً (لمن الآثمين) (106) (وعلى والدتك) (110) قليلاً، (إلى الحواريين) (111) يميل الواو، و(الحواريون) (112) لا يميل (من الشاهدين) (113) (قلت للناس) (116) ). [الغاية في القراءات العشر: 463]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( الممال
{يتلى} [1] لهم.
{والتقوى} [2] و{مرضى} [6] و{للتقوى} [8] لهم وبصري.
{جاء} [6] لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{نصارى} [14] {والنصارى} [18] {موسى} [20] و{يا موسى} [22] لهم وبصري.
{القيامة} [14] لعلي إن وقف.
{جآءكم} [15 19] الأربعة و{جآءنا} [19] لحمزة وابن ذكوان.
{وءاتاكم} [20] لهم.
{أدباركم} [21] لهما ودوري.
[غيث النفع: 547]
{جبارين} [22] لورش بخلف عنه ودوري علي، ولا يميله البصري لأن ألفه متوسطة، ويأتي كل من الفتح والتقليل في {جبارين} على كل من الفتح والتقليل في {يا موسى} ). [غيث النفع: 548]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{يا موسى} [24] و{الدنيا} [33] لهم وبصري.
{النار} [37] معًا لهما ودوري.
{يا ويلتي} [31] لهم ودوري.
{أحياها} و{أحيا الناس} [32] إن وقف على {أحيا} لورش وعلي.
{جآءتهم} لحمزة وابن ذكوان.
[غيث النفع: 549]
تنبيه: فإن قلت: لم لم تذكر في الممال {يوارى} و{فأوارى} [31] وقد ذكر الشاطبي فيهما لدوري على الفتح والإمالة، حيث قال:
يوارى أوارى في العقود بخلفه.
قلت: هو خروج منه رحمه الله عن طريقه، فإن طريقه جعفر بن محمد النصيبي، وقد أجمع الناقلون عنه على الفتح.
فإن قلت: أليس قد ذكر في التيسير حيث قال: «وروى الفارسي عن أبي طاهر عن أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير عن أبي عمر عن الكسائي أنه
[غيث النفع: 550]
أمال {يوارى} و{فأوارى} الحرفين في المائدة، ولم يروه غيره عنه، وبذلك أخذ من هذا الطريق، وقرأت من طريق ابن مجاهد بالفتح» اهـ.
قلت: نعم ولكن لم يذكره على أنه طريقه، ولا قرأ به، بل هو حكاية، أراد بها زيادة الفائدة على عادته، ويدل على ذلك قوله: «وقرأت من طريق ابن مجاهد بالفتح» وقوله في جامع البيان: «وبإخلاص الفتح قرأت ذلك كله».
فإن قلت: أليس قد قال: «وبذلك أخذ» قلت: نعم، ولكن ليس كما فهمت، بل (أخذ) فعل ماض وضميره يعود على أبي الطاهر، ولو كان معناه ما فهمت لتدافع كلامه، وقد صرح المحقق في التحبير والنشر بذلك، فقال عند قوله (وبه أخذ): (المعنى أبا طاهر).
فتبين بهذا أن إمالة {يواري} و{فأواري} ليسن من طريقه، ولا من طريق أصله، بل هي طريق الضرير من طرق النشر وغيره، والداني ذكر طرقه في أول كتابه، فلو كانت من طرقه لذكرها.
وأيضًا لو كانت من طرقه فلا بد من ذكر جميع ما يحكيه، كإمالة صاد {النصارى} وتاء {اليتامى} وإدغام النون الساكنة والتنوين في الياء، وغير ذلك، كما ذكره المحقق في كتبه، حيث كانت من طرقه، وهذا مما لا يخفى على من فيه أدنى ملكة، والله الموفق.
تنبيه: لا وجه لتخصيص الداني ومتابعيه إمالة {يواري} و{فأواري} على طريقة الضرير بالعقود، بل الذي بالأعراف وهو {يواري سوءاتكم} [26] كذلك.
قال المحقق: «تخصيص المائدة دون الأعراف هو مما انفرد به الداني، وخالف فيه جميع الرواة، وقد رواه عن أبي طاهر جميع أصحابه من أهل الأداء، نصًا وأداءً، ولعله
[غيث النفع: 551]
سقط من كتابه صاحبه أبي القاسم عبد العزيز بن محمد الفارسي شيخ الداني، والله أعلم» ). [غيث النفع: 550]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{يسارعون} [52] لدوري علي.
{الدنيا} [41] و{بعيسى ابن} [46] لدى الوقف على {بعيسى} لهم وبصري.
{جآءوك} [42] و{جآءك} [48] و{شآء} لحمزة وابن ذكوان.
{التوراة} الأربع، لنافع وحمزة بخلف عن قالون تقليلاً، ولابن ذكوان والبصري وعلي إضجاعًا.
{هدى} [44 46] الثلاثة، لدى الوقف عليها، و{ءاتاكم} [48] لهم.
{ءاثارهم} [46] لهما ودوري). [غيث النفع: 554]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الناس} [49] لدوري.
و {النصارى} [51] {وترى} [62] لهم وبصري.
{فترى الذين} [52] للسوسي بخلف عنه، إن وصل {فترى} بـــ{الذين} فإن وقف على {فترى} فلهم وبصري.
{يساعرون} [52] معًا لدوري علي.
{نخشى} [52] و{فعسى الله} إن وقف على {فعسى} و{ينهاهم} [63] لهم.
{دآئرة} و{القيامة} [64] لعلي لدى الوقف.
{الكافرين} [54] و{والكفار} لهما ودوري، إلا أن ورشًا لا يميل الثاني، لأنه يقرؤه بالنصب.
{جآءوكم} [61] و{التوراة} [66] تقدم تقريبًا). [غيث النفع: 556]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الناس} لدوري.
{الكافرين} [67 68] معًا و{أنصار} لهما ودوري.
{التوراة} [68] لنافع وحمزة، بخلف عن قالون، تقليلاً، ولابن ذكوان والبصري وعلي، إضجاعًا.
{والنصارى} [69] و{ترى} [80] {وعسى ابن} [78] لدى الوقف على {عيسى} لهم وبصري.
{جآءهم} [70] لابن ذكوان وحمزة.
{تهوى} و{ومأواه} [72] لهم.
{أنى} [75] لهم ودوري). [غيث النفع: 559]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الناس} لدوري.
{نصارى} [82] و{ترى} [83] لهم وبصري.
{جآءنا} [84] لحمزة وابن ذكوان.
[غيث النفع: 560]
{رقبة} [89] و{للسيارة} [96] لعلي لدى الوقف، إلا أن الأول اتفاقًا والثاني على أحد الوجهين، والفتح مقدم.
{اعتدى} [94] لهم). [غيث النفع: 561]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{للناس} [97] دوري.
{كافرين} لهما ودروي.
{قربى} [106] و{يا عيسى} [110] لدى الوقف و{الموتى} لهم وبصري.
{أدنى} [108] لهم.
{التوراة} [110] تقدم). [غيث النفع: 564]

المدغم
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{يحكم ما} [1] {واثقكم} [7] ولا إدغام في {ذبح على النصب} [3] لقوله: فزحزح عن النار الذي حاه مدغم.
وغيره نحو {أهل لغير الله به} لا يخفى). [غيث النفع: 545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد ضل} [12] لورش وبصري وشامي والأخوين.
{قد جآءكم} [15 19] الأربعة لبصري وهشام والأخوين.
{إذ جعل} [20] لبصري وهشام.
(ك)
{تطلع على} [13] {يبين لكم} [15] {الله هو} [17] {يغفر لمن} {ويعذب من} [18] ولا إدغام في {بعد ذلك} [12] لقوله:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن ... إلى آخره). [غيث النفع: 548]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{بسطت} [28] تدغم الطاء في التاء، مع بقاء الإطباق الذي في الطاء للجميع.
{ولقد جآءتهم} [32] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{قال رجلان} [23] {قال رب} [25] {ءادم بالحق} [27] {قال لأقتلنك} {لأقتلنك قال} {ذلك كتبنا} [32] {بالبينات ثم} {من بعد ظلمه} [39] {يعذب من} {ويغفر لمن} [40].
ولا إدغام في {إلى يدك} [28] لتثقيله، ولا في {بعد ذلك} [32] لفتح الدال بعد ساكن، ولا في {الأرض ذلك} [33] لتخصيصه بـ {لبعض شأنهم} [النور: 62] ). [غيث النفع: 552]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {الرسول لا} [41] {الكلم من} {من بعد ذلك} [43] يحكم بها [44] {ابن مريم مصدقا} [46] {فيه هدى} {الكتاب بالحق} [48].
ولا إدغام في {سماعون للكذب} [42] ونحوه للساكن قبل النون). [غيث النفع: 554]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{هل تنقمون} [59] لهشام والأخوين.
{وقد دخلوا} [61] للجميع.
[غيث النفع: 556]
(ك)
{يقولون نخشى} [52] {حزب الله همه} [56] { أعلم بما} [61] {ينفق كيف} [64].
ولا إدغام في {بعض ذنوبهم} [49] لتخصيصه بــ{بعض شأنهم} [النور: 62] ولا في {لومة لآئم} [54] لقوله: على إثر تحريك). [غيث النفع: 557]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قد ضلوا} [77] لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{إن الله ثالث ثلاثة} [73] {نبين لهم} {الآيات ثم} [75] {والله هو} [76] {السبيل لعن} ). [غيث النفع: 559]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{رزقكم} [88] {تحرير رقبة} [89] {ذلك كفارة} {الصالحات جناح} [93] {الصالحات ثم} {الصيد تناله} [94] {يحكم به} [95] {طعام مساكين}.
ولا إدغام في {يقولون ربنا} [83] ولا في {بعد ذلك} [94] ولا في {أحل لكم} لما هو ظاهر). [غيث النفع: 561]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قد سألها} [102] البصري وهشام والأخوين.
{إذ تخلق} و{إذ تخرج} كذلك.
{إذ جئتهم} لبصري وهشام.
(ك)
{والقلائد ذلك} [97] {يعلم ما} {والله يعلم ما} [99] {ولو أعجبك كثرة} [100] {قيل لهم} [104] {الموت تحبسونهما} [106] ). [غيث النفع: 564]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: اثنان وخمسون، وقال الجعبري ومن قلده: أربعة وخمسون ومن الصغير: ستة عشر). [غيث النفع: 566]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:26 AM

سورة المائدة
[ الآية (1) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ) بكسر الياء أبو السَّمَّال، الباقون بفتحها، وهو الاختيار لأنه أشهر، (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) برفع الراء ابن أبي عبلة، الباقون بنصبها، وهو الاختيار أما على الحال أو على الاستثناء). [الكامل في القراءات العشر: 532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات:
أمال "يتلى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وَأَنْتُمْ حُرُم" بسكون الراء لغة تميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)}
{بَهِيمَةُ}
- قراءة الجمهور (بهيمة) بفتح الباء.
- وقرأ أبو السمال (بهيمة) بكسر الباء، وهي لغة تميم.
{يُتْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ}
- قراءة الجمهور (غير..) بالنصب، وذكر جمهور المعربين والمفسرين أنه منصوب على الحال، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك، وصاحب الحال الضمير في (عليكم)، أو ضمير الفاعل في (أوفوا)، وقيل غير هذا.
- ورقق الأزرق وورش الراء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (غير..) بالرفع.
[معجم القراءات: 2/215]
وأحسن ما يخرج عليه أن يكون صفة لـ(بهيمة الأنعام).
وذكر ابن عطية وجهًا آخر وهو أنه صفة للمضير في (يتلى).
{وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}
- قراءة الجمهور (.. حرم) بضم أوله وثانيه.
- وقرأ الحسن ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي (حرم) بضم أوله وسكون ثانيه.
قال أبو الفتح: (هذه لغة تميمية)، وذكر مثل هذا أبو الحسن الأخفش.
{يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 3/216]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:30 AM

سورة المائدة
[ الآية (2) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا فِي فتح النُّون وإسكانها من قَوْله {شنآن قوم} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (شنئان قوم) محركة النُّون
وَقَرَأَ ابْن عَامر (شنئان) سَاكِنة النُّون
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ أَبُو بكر (شنئان) سَاكِنة النُّون
وروى عَنهُ حَفْص (شنئان) مَفْتُوحَة النُّون
وَاخْتلف عَن نَافِع أَيْضا فروى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر والواقدي والمسيبي (شنئان) خَفِيفَة
وروى عَنهُ ابْن جماز والأصمعي وورش وقالون (شنئان) مثقلة). [السبعة في القراءات: 242]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {أَن صدوكم} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {أَن صدوكم} مَكْسُورَة
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {أَن صدوكم} مَفْتُوحَة الْألف). [السبعة في القراءات: 242]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({شنآن} وما بعده، بسكون النون شامي، وأبو بكر،
[الغاية في القراءات العشر: 231]
وإسماعيل، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 232]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إن صدوكم} بكسر الألف، مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 232]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شنئان} [2، 8]: بسكون النون فيهما دمشق، وإسماعيل، وإسحاق، والمفضل، وأبو بكر، ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/661] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن صدوكم) [2]: بكسر الألف مكي، وأبو عمرو، وقاسم، وأبو بشر). [المنتهى: 2/661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (شنآن) بإسكان النون في الموضعين هنا، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 196] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (وأن صدوكم) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 196]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ أبو بكر، وابن عامر: {شنآن قوم} (2، 8): في الموضعين: بإسكان النون.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 268] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمر: {إن صدوكم} (2): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو بكر وابن عامر وأبو جعفر: (شنئان قوم) في الموضعين بإسكان النّون، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 345] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وأبو عمرو: (إن صدوكم) بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 345]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْتَغُونَ فَضْلًا) بالنون حميد، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (مِنْ رَبِّهِمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 532]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {شَنَآنُ} بسكون النون فيهما [2، 8]: أبو بكر وابن عامر.
[2]- {أَنْ صَدُّوكُمْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/634] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (614 - وَسَكِّنْ مَعًا شَنَآنُ صَحَّا كِلاَهُمَا = وَفي كَسْرِ أَنَ صَدُّوكمْ حَامِدٌ دَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([614] وسكن معًا شنآن (صـ)حًا (كـ)لاهما = وفي كسر أن صدوكم (حـ)امدٌ (د)لا
أشار بقوله: (صحا كلاهما)، إلى صحة القراءتين في العربية، وأن الشنئان بالإسكان وإن لم يكثر في المصادر نظيره، فقد تكلمت به العرب.
وقد جاء الليان، مصدر لوى، وهو فعلان.
والشنئان بالتحريك، وإن كان بابه الحركة والاضطراب، كالخفقان والغليان، فقد استعمل أيضًا هاهنا.
وقد قيل: التسكين: الاسم، والتحريك: المصدر، كالسكران والطيران.
وأراد بقوله: (صحا كلاهما)، الإسكان والتحريك. ولم يرد صحة الموضعين في السورة، لأنه لا معنى له). [فتح الوصيد: 2/849] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأشار بقوله: (حامدٌ دلا)، إلى جواز الكسر وحسن موقعه.
قال أبو عبيد: «حدثنا حجاج عن هارون قال: في قراءة ابن مسعود: (إن يصدوكم)».
قال أبو عبيد: «فهذا لا يكون إلا على استيناف الصد». انتهى كلامه.
[فتح الوصيد: 2/849]
والمعنى على الكسر: إن وقع صد، فلا يكسبنكم بغض من صدكم أن تعتدوا.
ومن قرأ بالفتح، فـ {أن صدوكم} مفعولٌ من أجله.
والصد قد وقع عام الحديبية سنة ست، ونزلت هذه سنة ثمان عام الفتح.
وقد رد قوم قراءة الكسر تعويلا على هذا التفسير. وهو غير صحيح؛ لأن سبب النزول وإن كان كما ذكرت، لا يمنع ورود ذلك في المستقبل، كما تقول لمن سب زيدًا، إذ ضربه: لا يحملنك بغضُ أحدٍ إن ضربك على سبه.
وإن كان الضرب قد وقع، إلا أنك نهيته أن يفعل ذلك في المستقبل، وأن يقع ذلك منه.
فإن قلت: فإن الصد لم يقع في المستقبل!
قلت: هو متوقع إلى يوم القيامة، وكم من مرة قد وقع ونحن مأمورون بأن لا نعتدي إن صددنا عن البيت بسبب بغض من صدنا.
ودلا دلوه، إذا أخرجها ملأى.
ودلا إبله: ساقها سوقًا رفيقًا. وقلاها، إذا ساقها عنيفًا.
قال:
[فتح الوصيد: 2/850]
لا تقلواها وادلواها دلوا = إن مع اليوم أخاه غدوا
لأنه مأمور في هذه القراءة بالرفق على الدوام، متى وقع الصد أمر بترك الاعتداء، والرفق يلزم ذلك؛ أو أخرج دلوه ملأى لهذا المعنى). [فتح الوصيد: 2/851]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [614] وسكن معًا شنآن صحا كلاهما = وفي كسر أن صدوكم حامدٌ دلا
ح: (شنئآن): مفعول (سكن)، (معًا): حال منه، ضمير (صحا): للإسكان والفتح الدال عليه الضد، (حامدٌ): مبتدأ، (دلا): صفته، (في كسر): خبر.
ص: قرأ أبو بكر وابن عامر: {ولا يجرمنكم شنئان قومٍ} في موضعين فيها [2، 8] بسكون النون الأولى من {شنئان} والباقون بالفتح على أنهما مصدان، أو السكون صفة كـ (عطشان)، والفتح مصدر كـ (طيران).
وأشار بقوله: (صحا كلاهما) إلى صحة القراءتين.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (إن صدوكم عن المسجد) [2] بكسر (إن) على معنى: إن حصل صدٌّ، ويصح مثل ذلك وإن كان الصد قد وقع، لأن الصد وقع سنة ست، والآية نزلت سنة ثمان على نحو: {وإن كذبوك فقل لي عملي} [يونس: 41]، أي: إن يكونوا قد صدوكم.
وأشار بقوله: (حامدٌ دلا): إلى نفي قول من رد الكسر بأن الصد قد وقع، والشرط إنما يكون فيما لم يقع.
[كنز المعاني: 2/168]
والباقون بالفتح على أنه مفعول له، أي: لأن صدوكم). [كنز المعاني: 2/169]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (614- وَسَكِّنْ مَعًا شَنْئَانُ "صَـ"ـحَّا "كِـ"ـلاهُمَا،.. وَفي كَسْرِ أَنَ صَدُّوكمُ "حَا"مِدٌ دَلا
أي وسكن كلمتي "شنآن" معًا يعني: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ}، في موضعين في هذه السورة، وضد الإسكان المطلق الفتح فقوله: صحا كلاهما رمز قراءة الإسكان، وأشار بهذا اللفظ إلى صحة الإسكان والفتح؛ أي: صحت القراءة بهما في هذه الكلمة، ومعناها شدة البغض وهما لغتان، ومن الإسكان قول الأحوص:
وإن لام فيه ذو الشنان وفندا
لأنه خفف الهمز بإلقاء حركته على الساكن قبله، وحذفه على ما تقرر في باب وقف حمزة، "وأن تعتدوا" مفعول ثانٍ لقوله: "ولا يجرمنكم" أي لا يلبسنكم، الشنآن: العدوان وأن صدوكم بالفتح: تعليل؛ أي: لأنهم صدوكم وكان الصد قد وقع سنة ست، ونزلت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/87]
هذه الآية سنة ثمانٍ فاتضح معنى التعليل، وقراءة الكسر على معنى إن حصل صد، ويصح أن يقال مثل ذلك، وإن كان الصد قد وقع كقوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ}.
أي إن يكونوا قد صدوكم، وقال أبو علي: معناه إن وقع مثل هذا الفعل، وعلى ذلك قول الفرزدق:
أتغضب أنْ أذنا قتيبة حزتا
ودلا: معناه ساق سوقا رقيقا ودلا؛ أي: أخرج دلوه ملآء، وقد سبق وجه التجوز به في مثل هذه المواضع وهو أنه أنجح وحصل مراده ولم يحقق مسعاه ونحو ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/88] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (614 - وسكّن معا شنآن صحّا كلاهما = وفي كسر أن صدّوكم حامد دلا
قرأ شعبة وابن عامر: ولا يجرمنكم شنآن قوم. في الموضعين بتسكين النون. وقرأ غيرهما بفتح النون فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 250] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (614 - .... .... .... .... .... = وفي كسر أن صدّوكم حامد دلا
....
وقرأ أبو عمرو وابن كثير أَنْ صَدُّوكُمْ بكسر الهمزة. وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 250]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (99 - وَشَنْآنُ سَكِّنْ أَوْفِ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (99- .... .... .... إِنْ صَدُّ فَافْتَحَاً = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص- وشنآن سكن (أ)وف أن صد فافتحا = وأرجلكم فانصب (حـ)ـلا الخفض (أ)عملا
ش - يعني قرأ مرموز (ألف) أوف وهو أبو جعفر بإسكان النون الأولى من {شنآن} [2، 8] في الموضعين وعلم من الوفاق للآخرين بتحريكها فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: أن صد فافتحن وأرجلكم فانصب حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بفتح همزة {إن صدوكم} [2] وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: شَنَآنُ قَوْمٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ وَرْدَانَ وَأَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ، فَرَوَى الْهَاشِمِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/253]
وَغَيْرُهُ عَنْهُ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْهُ فَتْحَ النُّونِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ صَدُّوكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( وَتَقَدَّمَ (وَلَا تَّعَاوَنُوا) لِلْبَزِّيِّ وَمَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَشْدِيدِ الْمَيْتَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْهُ فِي إِخْفَاءِ الْمُنْخَنِقَةُ مِنْ بَابِ النُّونِ السَّاكِنَةِ، وَتَقَدَّمَ وَقْفُ يَعْقُوبَ عَلَى وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ، وَتَقَدَّمَ فَمَنِ اضْطُرَّ وَكَسْرُ الطَّاءِ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وابن وردان وابن جماز بخلاف عنه {شنئان} [2، 8] بإسكان النون في الموضعين، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وابن كثير {أن صدوكم} [2] بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (577 - سكّن معًا شنآن كم صحّ خفا = ذا الخلف .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (577- .... .... .... .... .... = .... أن صدّوكم اكسر حز دفا). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكّن معا شنآن (ك) م (ص) حّ (خ) فا = (ذ) االخلف أن صدّوكم اكسر (ج) ر (د) فا
يعني سكن النون من «شنآن» في الموضعين ابن عامر وشعبة وعيسى وابن
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 218]
جماز بخلاف عنه، والباقون بالتحريك الذي هو الفتح قوله: (معا) يعني في موضعي هذه السورة «ولا يجزمنكم شنآن قوم أن صدوكم، شنآن قوم على أن لا تعدلوا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (أن صدوكم) أي قوله تعالى «أن صدوكم عن المسجد الحرام» بكسر الهمزة أبو عمرو وابن كثير، واحترز بصدوكم عن أن تعتدوا، والباقون بالفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سكّن معا شنآن (ك) م (ص) حّ (خ) فا = (ذ) االخلف أن صدّوكم اكسر (ح) ز (د) فا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وصاد (صح) أبو بكر، وخاء (خفا) ابن وردان- شنآن قوم أن صدوكم [المائدة: 2] وشنآن قوم على أن [المائدة: 8] بإسكان نونهما، والباقون بفتحها.
واختلف عن ذي ذال (ذا) ابن جماز:
فروى الهاشمي وغيره عنه الإسكان. وروى سائر الرواة عنه الفتح كالباقين.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، ودال (دفا) ابن كثير إن صدوكم عن المسجد [المائدة: 2] (بكسر الهمزة)، والباقون بفتحها.
وقيد إن صدوكم فخرج أن تعتدوا [المائدة: 2].
وجه فتح شنأن [المائدة: 2] وسكونه: أنهما مصدر أشنأه: بالغ في بغضه، كالغليان، والساكن مخفف من المفتوح، أو صفة كغضبان.
والمختار: الفتح؛ حملا على الأكثر.
ووجه كسر إن جعلها شرطية، ودل ما تقدم على الجواب.
أو شرط لمثله؛ لأنه غير مأمون؛ على حد قوله: وإن كذّبوك فقل لّي عملي [يونس: 41].
ووجه الفتح: جعلها المعللة؛ لتحقق المعلل؛ لأن الصد عن المسجد حصل عام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/283]
الحديبية سنة ست، ونزلت الآية عام الفتح سنة ثمان، وهو المختار؛ عملا بالحقيقة السالمة عن التأويل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/284] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويجب إشباع مد "آمين" للكل لأجل السكون اللازم بعد الألف، ويمتنع قصره وتوسطه للأزرق عملا بأقوى السببين، كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/528]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ولا آمي البيت الحرام" بحذف النون وجه البيت والحرام بالإضافة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رِضْوَانًا" [الآية: 2] بضم الراء حيث جاء أبو بكر إلا أنه اختلف عنه في الثاني من هذه السورة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "يَجْرِمَنَّكُم" معا هنا وفي [هود الآية: 89] بضم الياء من أجرم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "شَنَآن" [الآية: 2، 8] في الموضعين فابن عامر وأبو بكر وابن وردان وابن جماز بخلف عنه بإسكان النون، وهي رواية الهاشمي وغيره عن ابن جماز وافقهم الحسن والباقون بفتحها، وهي رواية سائر الرواة عن ابن جماز، وهما بمعنى واحد مصدر شنأه بالغ في بغضه، أو الساكن مخفف من المفتوح، وقيل الساكن صفة كبغضان بمعنى بغيض قوم وفعلان أكثر في النعت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إنْ صَدُّوكُم" [الآية: 2] فابن كثير وأبو عمر وبكسر الهمزة على أنها شرطية وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالفتح على أنها علة للشنآن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "التقوى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمر وبخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" تاء "ولا تعاونوا" البزي بخلفه وعليه يجب إشباع المد للساكنين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآمين} [2] ليس لورش فيه سوى الإشباع، تغليبًا لأقوى السببين، وهو السكون المدغم بعد حرف المد، وإلغاء الأضعف، وهو تقدم الهمزة عليه، قال المحقق: «ومتى اجتمع سببان عمل بأقواهما، وألغى الأضعف إجماعًا».
فائدة: أقوى الأسباب السكون، وكان أقوى لأن المد فيه يقوم مقام الحركة، فلا يتمكن من النطق بالساكن بحقه إلا بالمد، ويليه المتصل نحو {السماء} [البقرة: 19] و{المآء} [البقرة: 74] ويليه الساكن العارض نحو {عليم} [البقرة] حال الوقف
[غيث النفع: 542]
والسكت عليه، ويليه المنفصل نحو {يا إبراهيم} [هود: 67] ويليه ما تقدم الهمز فيه على حرف المد نحو {ءادم} [البقرة: 31].
وقد نظمها شيخنا رحمه الله وتلقيته منه حال قراءتي عليه لكتاب النشر فقال:
أقواه ساكن يليه متصل = فعارض السكون ثم المنفصل
ثم كآمنوا وذا أضعفها = قاعدة يفز بها متقنها). [غيث النفع: 543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ورضوانا} قرأ شعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شنئان} [2 8] معًا، قرأ الشامي وشعبة بإسكان النون، والباقون بفتحها، وورش على أصله من القصر والتوسط، وحمزة إذا وقف سهل الهمزة). [غيث النفع: 543] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن صدوكم} قرأ المكي والبصري بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تعاونوا} قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}
{شَعَائِرَ اللَّهِ}
- قرأ ابن كثير في رواية (شعاير) بغير همز، وكذا ما أشبهه.
- وقراءة الجماعة والمشهور عن ابن كثير (شعائر) بالهمز.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل بين بين، أي بين الهمز وحركته.
{وَلا آَمِّينَ}
- هنا مد لازم لجميع القراء؛ إذ متى اجتمع سببان عمل بالأقوى منهما، وقد اجتمع هنا السببان:
[معجم القراءات: 2/216]
الأول: السكون المدغم الواقع بعد حرف المد، وهذا يقتضي إشباع المد.
الثاني: تقدم الهمز على حرف المد وهذا يقتضي جواز القصر والتوسط والمد، فعمل بالسبب الأول من هذين السببين نظرًا لقوته، قال في الإتحاف:
(ويمتنع قصره وتوسطه للأزرق عملًا بأقوى السببين كما تقدم).
والذي تقدم قوله: (فلا يجوز توسط ولا قصر للأزرق).
{وَلا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}
- قراءة الجماعة (ولا آمين البيت..) بإثبات النون، والبيت: بالنصب مفعول به.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه والمطوعي والأعمش (ولا آمي البيت..) بحذف النون للإضافة إلى (البيت).
قال ابن خالويه: (والوقف على هذه القراءة بالياء (آمي)، ولولا خلاف المصحف لكانت قراءة جيدة).
قال العكبري: (وقرئ في الشاذ (ولا آمي البيت) بحذف النون والإضافة)، وهو من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول.
{يَبْتَغُونَ}
قراءة الجمهور (يبتغون) بالياء على الغيبة، وهو صفة لـ (آمين)، وهو على الالتفات.
- وقرأ حميد بن قيس والأعرج (تبتغون) بتاء الخطاب، على سياق: (لا تحلوا).
[معجم القراءات: 2/217]
{مِنْ رَبِّهِمْ}
- وقرأ حميد بن قيس (من ربكم) بكاف بدلًا من الهاء في قراءة الجماعة.
{وَرِضْوَانًا}
- قراءة الجماعة (رضوانًا) بكسر الراء.
- وقرأ الأعمش وأبو بكر عن عاصم (رضوانًا) بضم الراء.
وتقدم هذا في الآية/15 من سورة آل عمران.
{وَإِذَا حَلَلْتُمْ}
- هذه قراءة الجماعة (وإذا حللتم) بالواو في أوله، وحللتم: من الثلاثي: حل.
- وقرئ (فإذا أحللتم) بالفاء في أوله، وأحللتم: من (أحل) الرباعي.
قال أبو حيان: (وهي لغة، يقال: حل من إحرامه، وأحل).
{فَاصْطَادُوا}
- قراءة الجماعة (فاصطادوا) بفتح الفاء، وبعدها همزة الوصل.
- وقرأ أبو واقد والجراح ونبيح والحسن بن عمران (فاصطادوا) بكسر الفاء.
قال الزمخشري: (بكسر الفاء، وقيل هو بدل من كسر الهمزة [همزة الوصل] عند الابتداء).
وقال ابن عطية: (وهي قراء مشكلة، ومن توجيهها أن يكون راعى كسر ألف الوصل إذا بدأت فقلت: اصطادوا، فكسر الفاء
[معجم القراءات: 2/218]
مراعاةً وتذكرًا لكسر ألف الوصل) انتهى.
قال أبو حيان: (وليس عندي كسرًا محضًا، بل هو من باب الإمالة المحضة؛ لتوهم وجود كسرة همزة الوصل، كما أمالوا الفاء في (فإذا) لوجود كسرة (إذا).
قال الشهاب: (هذه قراءة شاذة منسوبة للحسن، وضعيفة من جهة العربية؛ لأن النقل إلى المتحرك مخالف للقياس.
وقيل: إنه لم يقرأ بكسرة محضة؛ بل أمال لإمالة الطاء وإن كانت من المستعلية).
وقال ابن جني: (هذه القراءة ظاهرة الإشكال؛ وذلك أنه لا داعي إلى إمالة فتحة هذه الفاء كما أميلت فتحة الراء الأولى من (الضرر) لكسرة الثانية، وكما أميلت فتحة النون من قولهم (وإنا إليه راجعون) لكسرة الهمزة ونحو ذلك، فمن هنا أشكل أمر هذه الإمالة، إلا أن هنا ضربًا من التعلل صالحًا، وهو أنه لك أن تقول: (فاصطادوا)، فتميل الألف بعد الطاء إذ كانت منقلبة عن ياء الصيد، فإن قلت: فهناك الطاء، فهلا منعت الإمالة وكذلك الصاد؟ قيل إن حروف الاستعلاء لا تمنع الإمالة في الفعل، إنما تمنع منها في الاسم..).
وقال ابن خالويه: (حكى الأخفش أن بعض بني أسد يقولون: (فإنهم لا يكذبونك) 6/33..).
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ}
- قراءة الجمهور (ولا يجرمنكم) بتشديد النون وفتح الياء.
- وقرأ الحسن وإبراهيم وابن وثاب ورويس والوليد عن يعقوب
[معجم القراءات: 2/219]
(ولا يجرمنكم) بسكون النون، جعلوه نون التوكيد الخفيفة، وفتحوا الياء في أوله.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وابن وثاب (ولا يجرمنكم) بالنون الثقيلة، وضم الياء، من (أجرم) الرباعي.
وهما لغتان: جرم وأجرم، والأولى أفصح وأعرف، والبصريون لا يعرفون الضم في هذا.
{شَنَآَنُ قَوْمٍ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي ونافع وحمزة وحفص عن عاصم والأعمش، وسائر الرواة عن ابن جماز والأصمعي وورش وقالون (شنآن) بفتح النون، وهو مصدر شنأه: إذا بالغ في بغضه.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن عامر وإسماعيل عن نافع وابن وردان وابن جماز بخلاف عنه، وهي رواية الهاشمي عنه، والحسن وحماد والأعمش وأبو جعفر، والواقدي والمسيبي (شنآن) بسكون النون، وهو مصدر مخفف من المثقل، وقيل هو صفة،
[معجم القراءات: 2/220]
بمعنى بغيض قوم، وأنكر أبو حاتم وأبو عبيد إسكان النون.
قال ابن عطية: (والفتح أكثر).
وقال الفراء: (وقد ثقل الشنآن بعضهم، وأكثر القراء على تخفيفه، وقد روس تخفيفه وتثقيله عن الأعمش ... فالوجه إذا كان مصدرًا أن يثقل، وإذا أردت به بغيض قوم قلت: (شنآن).
وقال الشهاب: (.. وسمع في نونه الفتح والتسكين، وفيهما احتمالان: أن يكونا مصدرين شذوذًا، لأن (فعلًا) بالفتح مصدر ما يدل على الحركة كجولان، ولا يكون لفعل متعد كما قاله سيبويه، وهذا متعد؛ لأنه يقال: شنأته، ولا دلالة على الحركة، وقيل: إن الغضب غليان القلب واضطرابه؛ فلذا ورد مصدره كذلك، و(فعلان) بالسكون في المصادر قليل..، أو صفة لأن فعلان بالسكون في الصفات كثير كسكران..).
وفي التاج: (وقد أنكر هذا [أي سكون النون] رجل من أهل البصرة يعرف بأبي حاتم السجستاني، معه تعد شديد، وإقدام على الطعن في السلف.
قال [أي أبو بكر]: فحكيت ذلك لأحمد بن يحيى، فقال: هذا من ضيق عطنه، وقلة معرفته). ومثل هذا في التهذيب.
وذكر الفيروزآبادي في البصائر أن القراءتين شاذتان: فالتحريك شاذ في المعنى، والتسكين شاذ في اللفظ.
- ولورش والأزرق فيه ثلاثة البدل.
- ولحمزة فيه وقفًا تسهيل الهمز.
[معجم القراءات: 2/221]
{شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (.. أن صدوكم) بفتح الهمزة على أنها مصدرية، في موضع نصب، على تقدير: لأن صدوكم، جعلوه تعليلًا للشنآن.
قال ابن عطية: (.. وهذه قراءة الجمهور، وهي أمكن في المعنى).
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن محيصن واليزيدي (.. إن صدوكم) بكسر الهمزة على أنها شرطية، وهي اختيار أبي عبيد.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش (إن يصدوكم) بكسر الهمزة، والفعل بعدها مضارع، وذكر ابن خالويه أنها كذلك في مصحف عبد الله.
وذهب أبو حيان إلى هذه القراءة تقوي القراءة السابقة بكسر الهمز، وذكر أن بعض العلماء أنكر قراءة كسر (إن)، ومنهم الطبري، والنحاس.
وقال: (وهذا الإنكار منهم لهذه القراءة صعب جدًا؛ فإنها قراءة
[معجم القراءات: 2/222]
متواترة؛ إذ هي في السبعة، والمعنى معها صحيح، والتقدير: إن وقع صد في المستقبل مثل ذلك الصدد الذي كان زمن الحديبية..).
وتجد مثل تقدير أبي حيان هذا عند ابن عطية.
قلت: ما ذكره أبو حيان من إنكار الطبري لهذه القراءة غير صحيح، فقد ذهب الطبري إلى أن الفتح والكسر قراءتان مشهورتان، ثم قال: (غير أن الأمر وإن كان كما وصفت فإن قراءة ذلك بفتح الألف أبين معنى).
أما النحاس فقد ذكر قراءة الأعمش، ثم قال: وهذه القراءة لا تجوز بإجماع النحويين إلا في شعر على قول بعضهم؛ لأن (إن) إذا عملت فلا بد في جوابها من الفاء ...
فأما (إن صدوكم) بكسر (إن)، فالعلماء الجلة بالنحو والحديث والنظر يمنعون القراءة بها لأشياء منها: أن هذه الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، وكان المشركون صدوا المؤمنين عام الحديبية سنة ستٍ، فالصد كان قبل الآية، وإذا قرئ بالكسر لم يجز أن يكون إلا بعده..، وإن فتحت كان للماضي؛ فوجب على هذا ألا يجوز إلا (أن صدوكم).
{التَّقْوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون بالفتح.
{وَلا تَعَاوَنُوا}
- قراءة الجماعة (ولا تعاونوا) بتاء واحدة خفيفة.
والأصل فيها: (ولا تتعاونوا) بتاءين، فحذفت الثانية بقيت الأولى.
[معجم القراءات: 2/223]
- وقرأ البزي بخلاف عنه وابن فليح، وابن كثير من روايتهما (ولا تعاونوا) بتشديد التاء، وعلى هذه القراءة يجب إشباع المد في (لا) للساكنين: سكون الألف، وسكون التاء الأولى من المدغم، والأصل: (ولا تتعاونوا) بتاءين فأدغمت الأولى في الثانية). [معجم القراءات: 3/224]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:31 AM

سورة المائدة
[ الآية (3) ]

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3)}

قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّبُعُ) بإسكان الباء الْمُعَلَّى بن منصور وهارون عن أبي بكر، والأزرق عنه، والقصبي عن عبد الوارث وخارجة عن عباس وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، ووهب، ونعيم، والخفاف عنه، والحسن، وأبو حيوة وعلى بن الحسن عن ابن مُحَيْصِن، والباقون برفع الياء الْأَعْمَش في رواية جرير، وأحمد بن حنبل، والزَّعْفَرَانِيّ، والأصمعي عن نافع). [الكامل في القراءات العشر: 532]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الميتة ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 345]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( وَتَقَدَّمَ (وَلَا تَّعَاوَنُوا) لِلْبَزِّيِّ وَمَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَشْدِيدِ الْمَيْتَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْهُ فِي إِخْفَاءِ الْمُنْخَنِقَةُ مِنْ بَابِ النُّونِ السَّاكِنَةِ، وَتَقَدَّمَ وَقْفُ يَعْقُوبَ عَلَى وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ، وَتَقَدَّمَ فَمَنِ اضْطُرَّ وَكَسْرُ الطَّاءِ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الميتة} [3] ذكر لأبي جعفر في البقرة.
{فمن اضطر} [3] ذكر فيها أيضًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم فمن اضطر وكسر الطاء أيضا في البقرة [الآية: 173] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/284]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" أبو جعفر ياء "الميتة" بلا خلاف وأخفى نون "المنخنقة" بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "على النصب" بفتح النون وسكون الصاد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" يعقوب على "واخشون اليوم" بزيادة ياء بعد النون وحذفها الباقون في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" نون "فمن اضطر" نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف "وسبق" عن ابن محيصن إدغام الضاد في الطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر طاء اضطر أبو جعفر وسبق توجيهه في البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واخشون اليوم} [3] لا خلاف بين السبعة في حذف يائه وصلا ووقفًا). [غيث النفع: 543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فمن اضطر} قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون في الوصل، والباقون بالضم، فإن وقف على {فمن} فكلهم يبتدئ بهمزة مضمومة). [غيث النفع: 543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)}
{الْمَيْتَةُ}
- قراءة الجماعة (الميتة) بسكون الياء.
- وقرأ أبو جعفر (الميتة) بتشديد الياء.
وتقدم هذا في الآية/173 من سورة البقرة.
{الْمُنْخَنِقَةُ}
- قرأ الحنبلي وأبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء، وإظهار النون عن أبي جعفر في هذا الموضع أشهر، والإخفاء أقيس.
[معجم القراءات: 2/224]
{وَالنَّطِيحَةُ}
- قراءة الجماعة (والنطيحة)، أي التي نطحتها أخرى فماتت، فهي المنطوحة.
- وقرأ ابن مسعود وأبو ميسرة (والمنطوحة) وهي في معنى قراءة الجماعة، قال ابن خالويه: (يريد: والنطيحة).
{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ}
- قراءة الجماعة (وما أكل السبع).
- وقرأ ابن مسعود والشعبي (وأكيلة السبع).
- وقرأ ابن عباس (وأكيل السبع).
وهاتان القراءتان بمعنى مأكول السبع.
{السَّبُعُ}
- قراءة الجمهور (السبع) بضم الباء، وهو الأكثر.
- وقرأ الحسن والفياض بن غزوان وطلحة بن سليمان وأبو حيوة وابن قطيب وهارون عن أبي عمرو وعبد الوارث وعصمة وخارجة عن أبي عمرو والمعلى عن عاصم، وأبو بكر، وابن كثير في رواية بعضهم (السبع) بسكون الباء، وهي لغة لأهل نجد.
- قال الفراء: (أهل نجد يقولون (السبع، فيحذفون الضمة).
- وقرأ الحسن البصري ويحيى وإبراهيم (السبع) بفتح الباء.
قال في التاج: (قال الصغاني: فلعلها لغة).
[معجم القراءات: 2/225]
{النُّصُبِ}
- قراءة الجمهور (النصب) بضم النون والصاد، وهي رواية عن عيسى بن عمر.
- وقرأ طلحة بن مصرف وابن كثير في رواية (النصب) بضم فسكون، ولعله تخفيف من المثقل، وقيل هو مصدر بمعنى المفعول، أي المنصوب.
- وقرأ عيسى بن عمر والجحدري (النصب) بفتحتين، وهي الوجه الثاني عن عيسى، وهو اسم بمعنى المنصوب.
- وقرأ الحسن وأبو عبيدة عن أبي عمرو، وخارجة عنه أيضًا، والحسن ابن صالح بن حني [كذا عند ابن خالويه]: وابن محيصن (النصب) بفتح فسكون، وذكر القرطبي هذه القراءة عن ابن عمر.
{يَئِسَ}
- قرأ أبو جعفر والحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان، وأبو عمرو في رواية (ييس) بياء من غير همز.
وفي النشر والإتحاف أنه بتسهيل الهمز.
{وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ}
- أجمع القراء السبعة على حذف الياء بعد النون، لحذفها في الرسم، وذلك في الحالين (واخشون..).
- وقرأ سهل ويعقوب بإثبات الياء في الوقف (واخشوني).
[معجم القراءات: 2/226]
{فَمَنِ اضْطُرَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف وعبد الرحمن الأعرج وشيبة ويحيى بن وثاب والأعمش وعيسى بن عمر الثقفي وأيوب بن المتوكل وابن محيصن السهمي (فمن اضطر) بضم النون.
- وقرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو والمطوعي والحسن ويعقوب والزهري وطلحة اليامي وابن أبي ليلى القاضي والحسن البصري وأبو عثمان عمرو، وعمرو بن ميمون بن مهران وطلحة بن سليمان وسلام (فمن اضطر) بكسر النون.
وتقدم مثل هذا في الآية/173 من سورة البقرة.
- وقرأ أبو جعفر (اضطر) بكسر الطاء، فقد نقل إليها حركة الراء الأولى من المدغم، وهي لغة ربيعة.
- وقرأ ابن محيصن (اطر) بإدغام الضاد في الطاء حيث وقع، وهو عند النحاس لحن، وعند ابن عطية: (ليس بالقياس).
{فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرَ}
رقق الراء الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 2/227]
{مُتَجَانِفٍ}
- قراءة الجمهور بالألف (متجانف).
- وقرأ أبو عبد الرحمن والنخعي وابن وثاب (متجنف) بدون ألف.
قال ابن عطية: (وهو أبلغ في المعنى من متجانف).
ومثل هذا عند ابن جني، وذلك لتشديد العين وموضوعها لقوة المعنى بها، نحو تصون هو أبلغ من تصاون.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (متجنفٍ) بفتح النون، من غير ألف.
- وقرئ (منجنف) مثل منطلق). [معجم القراءات: 3/228]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:32 AM

سورة المائدة
[ من الآية (4) إلى الآية (5) ]

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُكَلِّبِينَ) بإسكان الكاف خفيف وكسر اللام الشيزري عن أبي جعفر، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، الباقون ثقل بفتح الكاف وكسر اللام، وهو الاختيار لموافقة القوم، ولأن تكرار الفعل أولى). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "مكلبين" بسكون الكاف وتخفيف اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)}
{يَسْأَلُونَكَ}
- لحمزة في الوقف نقل الحركة إلى السين، ثم حذف الهمزة (يسلونك).
{عَلَّمْتُمْ}
- قراءة الجماعة (علمتم) بفتح العين مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن عباس ومحمد بن الحنيفة (علمتم) بضم العين مبنيًا للمفعول، أي: ما علمتم من أمر الجوارح والصيد بها.
{مُكَلِّبِينَ}
- كذا قراءة الجمهور (مكلبين) من (كلب)، وكلب الكلب: أرسله على الصيد.
[معجم القراءات: 2/228]
- وقرأ ابن عباس وابن مسعود والحسن وأبو رزين وعون (مكلبين) بالتخفيف من (أكلب)، وفعل وأفعل قد يشتركان.
{تُعَلِّمُونَهُنَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (تعلمونهنه) ). [معجم القراءات: 3/229]

قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {والمحصنات} (5): بكسر الصاد.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 268]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي محصنين بفتح الصاد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ الكسائي و"الْمُحْصَنَات" [الآية: 5] بكسر الصاد والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والمحصنات} [5] معًا، قرأ علي بكسر الصاد فيهما، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}
- في مصحف سعيد بين جبير: (وطعام الذين أوتوا الكتاب من قبلكم..).
{الْمُحْصَنَاتُ ... وَالْمُحْصَنَاتُ}
- قرأ الكسائي والشعبي (المحصنات.. المحصنات) بكسر الصاد فيهما.
- وقراءة الجماعة بفتح الصاد فيهما (المحصنات.. المحصنات).
{الْمُؤْمِنَاتِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (المومنات) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 2/229]
{آَتَيْتُمُوهُنَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (آتيتموهنه).
{أُجُورَهُنَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (أجورهنه).
{مُحْصِنِينَ}
- قرأ الأعمش والمطوعي (محصنين) بفتح الصاد.
- وقراءة الجماعة بكسرها (محصنين).
{غَيْرَ}
- الأزرق وورش يرققان الراء.
{حَبِطَ}
- قراءة الجماعة (حبط) بكسر الباء.
- وقرأ ابن السميفع وأبو السمال (حبط) بفتحها.
- وذكر الأزهري عن أبن زيد أنه حكى عن أعرابي أنه قرأ (حبط عمله) بفتح الباء.
قال الأزهري: (ولم أسمع هذا لغيره، والقراءة: (فقد حبط عمله) بكسر الباء.
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وسكونها.
انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{فِي الْآَخِرَةِ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/4 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/230]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:33 AM

سورة المائدة
[ الآية (6) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في نصب اللَّام وخفضها من قَوْله {وأرجلكم} 6
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة وَأَبُو عَمْرو {وأرجلكم} خفضا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر والكسائي {وأرجلكم} نصبا
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم {وأرجلكم} خفضا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وأرجلكم} نصبا). [السبعة في القراءات: 242 - 243]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وأرجلكم} نصب [شامي، ونافع، والكسائي، وحفص، ويعقوب، وروى الأعشى عن أبي بكر {وأرجلكم} نصب}). [الغاية في القراءات العشر: 232]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وأرجلكم): نصب: نافع، ودمشقي، وسلام، ويعقوب، وعلي، وحفص، وقاسم، والأعشى، والمفضل). [المنتهى: 2/661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي وابن عامر وحفص (وأرجلكم) بالنصب، وقرأ الباقون بالخفض). [التبصرة: 196]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي، وحفص: {وأرجلكم} (6): بنصب اللام.
والباقون: بجرها). [التيسير في القراءات السبع: 268]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أو لمستم} (6): بغير ألف.
والباقون: بألف). [التيسير في القراءات السبع: 268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر والكسائيّ وحفص ويعقوب: (وأرجلكم) بنصب اللّام، والباقون بجرها). [تحبير التيسير: 345]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والمحصنات و(أو لامستم) قد ذكر في النّساء). [تحبير التيسير: 346]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَأَرْجُلَكُمْ) نصب مجاهد، والحسن والمدني غير أبي جعفر، واختيار ورش، ودمشقي، وحفص، والمفضل، واختيار أبي بكر والأعشى، والكسائي، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم، وابْن سَعْدَانَ، وأحمد، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار، لأنه أعطف على الغسل، الباقون بالجر). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([6]- {وَأَرْجُلَكُمْ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي وحفص). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (615- .... .... .... .... = وَأَرْجُلِكُمْ بِالنَّصْبِ عَمَّ رِضاً عَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(رضى)، منصوبٌ على التمييز، أو على الحال بمعنى: مرضيا.
وفي (عم)، ضمير يعود إلى {وأرجلكم} بالنصب.
وأشار بذلك إلى أن هذه القراءة مرضية قد عم رضاها، أو عمت مرضية، لأنه عطف المغسول على المغسول. ولم يمنع ما فصل بينهما معترضًا، كما قال: {اليوم أحل لكم الطيبت}، ثم قال بعد الجملة المعترضة: {والمحصنت}، فجاء معطوفًا على {الطيبت}.
ومن قرأ بالجر، فهو عطف على الرؤوس.والغسل مضمر، كأنه قال: وأرجلكم غسلا.
وقيل: لما كان غسل الأرجل بصب الماء، فهي مظنة الإسراف، وهو منهي عنه مذموم، فعطفت على الممسوح لا لتمسح، لكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها.
وقوله: {إلى الكعبين}، دل على الغسل، لأن المسح لم يجعل له حد.
وقال الشافعي رحمه الله: «أراد بالنصب قومًا، وبالجر آخرين».
[فتح الوصيد: 2/852]
يعني أنهما نزلنا من السماء، فأفادت إحداهما وجوب الغسل، وأفادت الأخرى المسح على الخفين.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في القراءتين المختلفتين: «هكذا أنزلت، هكذا أنزلت».
فهذا يؤيد ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله). [فتح الوصيد: 2/853]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([615] مع القصر شدد ياء قاسية شفا = وأرجلكم بالنصب عم رضا علا
ح: (ياء): مفعول (شدد)، (شفا): صفته، و (أرجلكم): مبتدأ، (عم): خبر، (رضًا): تمييز، أو مفعول به، (علا): صفته.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (وجعلنا قلوبهم قسية) [13] بتشديد الياء وحذف الألف بعد القاف على وزن (فعيلة)، والباقون: {قاسية} بالألف وتخفيف الياء على وزن (فاعلة).
وكلاهما بمعنًى نحو: (عليمة) و(عالمة) من القسوة خلاف اللين والرقة.
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص: {وامسحوا برءوسكم وأرجلكم} [6] بنصب اللام عطفًا على: {وأيديكم}؛ لأن الرجل واجبة الغسل أيضًا.
[كنز المعاني: 2/169]
والباقون بالجر عطفًا على: {برءوسكم}، وتوجيهه على تقدير وجوب الغسل.
[1] إنها جر على الجوار والإتباع لفظًا لا معنًى، كقولهم: (جحرُ ضب خربٍ)، و(ماء بئرٍ باردٍ)، وفيه نظر؛ لأنه يلتبس ههنا بخلاف هنالك، ولوجود الفصل بالواو، ولأن جر الجوار خلاف القياس.
[كنز المعاني: 2/170]
[2] أو يقال: المراد به المسح على الخفين كما قال الشافعي رضي الله عنه: أراد بالنصب قومًا، وبالجر قومًا آخرين، فالنصب: أفاد وجوب الغسل، والجر جواز المسح على الخفين، وتحديد المسح ليدل على أنه لا يجوز التجاوز عن ذلك). [كنز المعاني: 2/171] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، فقرئت بنصب اللام وجرها؛ أما النصب فوجهه العطف على وجوهكم وأيديكم؛ لأن الجميع ثابت غسله من جهة السنة، وإنما فصل بين المعطوف والمعطوف عليه بقوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} للتنبيه على الترتيب المشروع سواء قيل بوجوبه أو استحبابه، وأما الجر فوجهه ظاهر وهو: العطف على برءوسكم، والمراد به المسح على الخفين، وعلى ذلك حمل الشافعي -رحمه الله- القراءتين فقال: أراد بالنصب قوما وبالجر آخرين:
فإن قلت: التحديد يمنع من ذلك؛ فإن قوله: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} كقوله: {إِلَى الْمَرَافِقِ}، قلت: التحديد لا دلالة فيه على غسل ولا مسح وإنما يذكر عند الحاجة إليه فلما كانت اليد والرجل لم يذكر التحديد فيهما لاقتصر على ما يجب قطعه في السرقة أو لوجب استيعابها غسلا ومسحا إلى الإبط والفخذ أعتنى بالتحديد فيهما، ولما لم يحتج إلى التحديد لم يذكره لا مع الغسل ولا المسح كما في الوجه والرأس.
فإن قلت: استيعاب المحدود بالمسح على الخف غير واجب بالإجماع، قلت: فائدة التحديد أن الاقتصار على مسح ما جاوز ذلك غير مجزٍ فليس المطلوب إلا المسح فيما دون الكعبين إلى أطراف الأصابع، فهذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/89]
أرجح ما وجدت من الأقوال في تفسير هذه الآية وإعرابها، ورضى في موضع نصب على التمييز أو الحال، أشار إلى ن قراءة النصب ظاهرة الموافقة لما ثبت في السنة، وقراءة الجر خفية الموافقة وهي ما ذكرناه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (615 - .... .... .... .... .... = وأرجلكم بالنّصب عمّ رضا علا
....
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ بنصب اللام. وقرأ الباقون بخفضها). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (99- .... .... .... .... .... = وَأَرْجُلِكُمْ فَانْصِبْ حَلاَ الْخَفْضُ أُعْمِلَا). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ أيضًا يعقوب بنصب و{وأرجلكم} عطفًا على أيديكم وقوله: الخفض أعملا أي قرأ مرموز (ألف) أعملا وهو أبو جعفر بالخفض في وأرجلكم). [شرح الدرة المضيئة: 120]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَرْجُلَكُمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وحفص والكسائي {وأرجلكم} [6] بالنصب، والباقون بالجر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (578 - أرجلكم نصب ظبىً عن كم أضا = رد .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا = (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)
يعني «وأرجلكم إلى الكعبين» بالنصب يعقوب وحفص وابن عامر ونافع والكسائي، والباقون بالخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا = (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظبا) يعقوب، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وهمزة (أضا) نافع، وراء (رد) الكسائي- وأرجلكم إلى الكعبين [المائدة: 6] (بنصب) اللام، والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي قلوبهم قسيّة [المائدة: 13] بحذف الألف وتشديد الياء، والباقون بالألف وتخفيف الياء.
وجه النصب: العطف على وجوهكم [المائدة: 6].
ووجه الكسر: العطف على محل برءوسكم [المائدة: 6].
قال سيبويه، والأخفش، وأبو عبيدة: منصوب لكنه كسر؛ للمجاورة، ورد بالواو.
وأجيب بنحو: حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22].
والحق أن ما ثبت على غير قياس لا يتعدى، والمسموع من المجاورة كله بلا واو، نحو: عذاب يوم محيط [هود: 84]، وقوله: «جحر ضبّ خرب».
وقوله:
... ... ... ... = كبير أناس في بجاد مزمّل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/284]
وسيأتي جر حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22] في موضعه.
والمختار النصب لظهوره في المعنى المراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "برؤسكم" لحمزة بوجهين بالتسهيل بين بين وبالحذف، قال في النشر: وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم وقد نص عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَرْجُلَكُم" [الآية: 6] فنافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب بنصب اللام عطفا على أيديكم، فإن حكمها الغسل كالوجه وعن الحسن بالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: مغسولة، وعلى الأول يكون وامسحوا جملة معترضة بين المتعاطفين، وهو كثير في القرآن وكلام العرب،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
والباقون بالخفض عطفا على "رؤسكم" لفظا ومعنى، ثم نسخ بوجوب الغسل أو بحمل المسح على بعض الأحوال، وهو لبس الخف وللتنبيه على عدم الإسراف في الماء؛ لأنها مظنة لصب الماء كثيرا فعطفت على الممسوح، والمراد الغسل أو خفض على الجوار قال القاضي: ونظيره كثير لكن قال بعضهم: لا ينبغي التخريج على الجوار؛ لأنه لم يرد إلا في النعت أو ما شذ من غيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرضى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وقصر" لمستم حمزة وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر قريبا" حكم همزتي "جاء أحد منكم" بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأرجلكم} [6] قرأ نافع والشامي وعلي وحفص بنصب اللام، عطفًا على {وجوهكم} والباقون بالخفض، عطفًا على {برءوسكم} والمراد بالمسح فيها
[غيث النفع: 543]
الغسل، والعرب تقول: تمسحت للصلاة، أي توضأت، ولهذا قال أبو زيد: إن المسح خفيف الغسل.
والحكمة والله أعلم في عطف الأرجل على الممسوح التنبيه على الاقتصاد في صب الماء عليها، لأن غسل الأرجل مظنة الإسراف، وهو منهي عنه مذموم فاعله، وفي الآية كلام طويل هذا أقربه عندي، والله أعلم). [غيث النفع: 544]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أحد} لا يخفى ما تقدم، أنك إذا أبدلت الثانية من المتفقتين حرف مد ووقع بعده ساكن نحو {هؤلاء إن كنتم صادقين} [البقرة] و{جآء امرنا} [هود: 58] مددت مدًا طويلاً لالتقاء الساكنين، فإن لم يكن بعده ساكن نحو {في السماء الله} [الزخرف: 84] و{جاء احدهم} [المؤمنون: 99] و{أولياء أولائك} [الأحقاف: 32] لم يزد على مقدار حروف المد، ولا يقال إنها صارت من باب {ءامنوا} كما تقدم.
[غيث النفع: 544]
فإن قرأته مع {مرضى أو} فمن له فيه الإسقاط وله قصر منفصل ومده وهو قالون وبصري، فلهما على قصر المنفصل في {جآء أحد} المد والقصر، وليس لهما على مد المنفصل إلا المد في {جآء} لأنه لا يخلو إما أن يقدر متصلاً إن قلنا بحذف الثانية، فلا يجوز قصره، أو منفصلاً إن قلنا بحذف الأولى، وهو مذهب الجمهور، فلا يمد أحد المنفصلين ويقصر الآخر، والله أعلم). [غيث النفع: 545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لامستم} قرأ الأخوان بحذف الألف، والباقون بالألف). [غيث النفع: 545]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}
{الصَّلاةِ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{بِرُءُوسِكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف على وجهين:
1- بالتسهيل بين بين.
2- بالحذف.
قال ابن الجزري: (وهو [أي الحذف] الأولى عند الآخذين باتباع الرسم).
{وَأَرْجُلَكُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف وأنس وعكرمة ويحيى بن وثاب والشعبي والباقر وقتادة وعلقمة والضحاك والأعمش (وأرجلكم) بالخفض.
[معجم القراءات: 2/231]
والظاهر من هذه القراءة اندراج الأرجل في المسح مع الرأس، ورجح الطبري هذه القراءة.
وروي وجوب مسح الرجلين عن ابن عباس وأنس وعكرمة والشعبي وأبي جعفر الباقر، وهو مذهب الأمامية من الشيعة.
- وقرأ نافع والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم وابن مسعود ويعقوب والأعشى وأبو بكر وابن عباس والشافعي وعلي والمفضل (وأجلكم) بالنصب، وهو معطوف على (أيديكم) وما قبله، وحكمها الغسل، وهو رأي جمهور الفقهاء.
قال النحاس: (فمن قرأ بالنصب جعله عطفًا على الأول، أي: وأغسلوا أرجلكم، وقد ذكرنا الخفض، إلا أن الأخفش وأبا عبيدة يذهبان إلى أن الخفض على الجوار، والمعنى للغسل.
قال الأخفش: ومثله: هذا حجر ضب خربٍ.
وهذا القول غلط عظيم؛ لأن الجوار لا يجوز في الكلام أن يقاس عليه، وإنما هو غلط.
ومن أحسن ما قيل: أن المسح والغسل واجبان جميعًا، والمسح واجب على قراءة من قرأ بالخفض، والغسل واجب على قراءة من قرأ بالنصب.
والقراءتان بمنزلة آيتين..).
وهذا كلام لطيف في المسألة.
وقال الزمخشري: (قرأ جماعة (وأرجلكم) بالنصب، فدل على أن الأرجل مغسولة، فإن قلت: فما تصنع بقراءة الجر ودخولها في حكم المسح؟ قلت: الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة، تغسل بصب الماء عليها، فكانت مظنةً للإسراف المذموم المنهي
[معجم القراءات: 2/232]
عنه، فعطفت على الرابع [كذا] الممسوح، لا لتمسح، ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها).
وقال الزجاج: (.. بالجر عطف على الرؤوس، وقال بعضهم: نزل جبريل بالمسح والسنة في الغسل، وقال بعض أهل اللغة: هو جر على الجوار.
[قال الزجاج]: فأما الخفض على الجوار فلا يكون في كلمات الله، ولكن المسح على هذا التحديد في القرآن كالغسل..).
وأختم حديثي في هاتين القراءتين والحكم الفقهي المترتب عليهما بنص أبي جعفر الطوسي، ونص أبي حيان.
قال في التبيان: (قوله: وأرجلكم إلى الكعبين) عطف على الرؤوس، فمن قرأ بالجر ذهب إلى أنه يجب مسحهما كما وجب مسح الرأس، ومن نصبهما ذهب إلى أنه معطوف على موضع الرؤوس؛ لأن موضعهما نصب لوقوع المسح عليهما؛ وإنما جر الرؤوس لدخول الباء الموجبة للتبعيض...
فالقراءتان جميعًا تفيدان المسح على ما نذهب إليه، وممن قال بالمسح ابن عباس والحسن البصري وأبو علي الجبائي ومحمد بن جرير الطبري ... غير أنهم أوجبوا الجمع بين المسح والغسل، المسح بالكتاب، والغسل بالسنة، وخيره الطبري في ذلك).
وقال أبو حيان: (وقال داود يجب الجمع بين المسح والغسل، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية).
[معجم القراءات: 2/233]
- وقرأ الوليد بن مسلم عن نافع، وعمرو عن الحسن وسليمان الأعمش (وأرجلكم) بالرفع، وهو مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: وأرجلكم واجب غسلها.
قال ابن خالويه: (على تقدير: وأرجلكم مسحها إلى الكعبين، كذلك: ابتداء وخبر).
وقال أبو حيان: (وأرجلكم بالرفع ... أي اغسلوها إلى الكعبين على تأويل من يغسل، أو ممسوحة إلى الكعبين على تأويل من يمسح).
{فَاطَّهَّرُوا}
- قراءة الجمهور بتشديد الطاء والهاء (فاطهروا).
وأصله: تطهروا، فأدغموا التاء في الطاء، واجتلبت همزة الوصل من أجل الساكن.
- وقرأ يزيد (فاطهروا) بالتخفيف، كذا جاءت عند ابن خالويه.
- وقرأ مجاهد (فاطهروا) بتخفيف الهاء.
- وقرئ (فأطهروا) بسكون الطاء والهاء مكسورة، من (أطهر) الرباعي، أي: فأطهروا أبدانكم، والهمزة للتعدية.
{مَرْضَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 2/234]
{جَاءَ أَحَدٌ}
- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر (جا أحد).
- وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الهمزة الثانية.
- ولهما وجه آخر، وهو إبدال الهمزة الثانية حرف مد.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة على (جاء) أبدل الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وكذا هشام.
- وأمال حمزة (جاء) حيث وقع، وبقراءته قرأ خلف وابن ذكوان، وهشام بخلاف عنه.
وتقدمت هذه القراءات في الآية/43 من سورة النساء.
{الْغَائِطِ}
- قراءة الجماعة (الغائظ).
- وقرأ الزهري (الغيط) بغير ألف.
وتقدم مثل هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{لَامَسْتُمُ}
- قراءة الجمهور بالألف (لامستم).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (لمستم) بالقصر.
وتقدم هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{فَتَيَمَّمُوا}
- قراءة الجماعة (فتيمموا) أمر من (تيمم).
- وقرأ ابن مسعود (فأموا).
[معجم القراءات: 2/235]
{بِوُجُوهِكُمْ}
- قرأ أبي بن كعب (بأوجهكم).
وتقدم مثلها في سورة النساء، آية/43.
{لِيُطَهِّرَكُمْ}
- قراءة الجماعة (ليطهركم) من طهر المضعف.
- وقرأ سعيد بن المسيب (ليطهركم) بالتخفيف من (أطهر).
- وقراءة الزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:35 AM

سورة المائدة
[ من الآية (7) إلى الآية (11) ]

{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}

قوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "اذكروا" بفتح الذال مشددتين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف "على نعمت الله عليكم إذ هم" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}
{وَاثَقَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({شنآن} وما بعده، بسكون النون شامي، وأبو بكر،
[الغاية في القراءات العشر: 231]
وإسماعيل، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 232] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شنئان} [2، 8]: بسكون النون فيهما دمشق، وإسماعيل، وإسحاق، والمفضل، وأبو بكر، ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/661] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (شنآن) بإسكان النون في الموضعين هنا، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 196] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ أبو بكر، وابن عامر: {شنآن قوم} (2، 8): في الموضعين: بإسكان النون.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 268] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو بكر وابن عامر وأبو جعفر: (شنئان قوم) في الموضعين بإسكان النّون، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 345] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَجْرِمَنَّكُمْ) بضم الياء، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين والبيت مشهور في قوله: جرمت فراره بعدها أن يغضبوا، وقولهم: جريمة ناهض البيت، (شَنَئَانُ) بإسكان النون دمشقي وأبو بكر، والمفضل طريق جبلة، وعصمة، وأبان بن ثعلب، وابن يزيد، وهارون، والحلواني، والمنقري عن عبد الوارث، واللؤلؤي، وإسماعيل، والْمُسَيَّبِيّ، وخارجة،
[الكامل في القراءات العشر: 532]
والأصمعي عن نافع، وشيبة، وأبو جعفر غير الْعُمَرِيّ والقورسي، وقُتَيْبَة عنه قال ابن مهران عن المفضل بفتح النون وهو خطأ لم يساعده عليه منفرد ولا أحد، والحسن، وقَتَادَة كإسماعيل، الباقون بفتح النون، وهو الاختيار؛ لأن أكثر المصادر على هذا كالحدثان والضربان والطريان النصب بإسكان الصاد وفتح النون أبو عبيدة، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو، وبضم النون وإسكان الصاد طَلْحَة ابن ظالم في رواية الفياض، والخفاف ووهيب، وابن ميسرة عن أبن عمرو، والباقون بضم النون والصاد، وهو الاختيار، لأنه أشبع وهي جماعة الأصنام). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {شَنَآنُ} بسكون النون فيهما [2، 8]: أبو بكر وابن عامر.
[2]- {أَنْ صَدُّوكُمْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/634] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (614 - وَسَكِّنْ مَعًا شَنَآنُ صَحَّا كِلاَهُمَا = .... .... .... ....). [الشاطبية: 49] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([614] وسكن معًا شنآن (صـ)حًا (كـ)لاهما = وفي كسر أن صدوكم (حـ)امدٌ (د)لا
أشار بقوله: (صحا كلاهما)، إلى صحة القراءتين في العربية، وأن الشنئان بالإسكان وإن لم يكثر في المصادر نظيره، فقد تكلمت به العرب.
وقد جاء الليان، مصدر لوى، وهو فعلان.
والشنئان بالتحريك، وإن كان بابه الحركة والاضطراب، كالخفقان والغليان، فقد استعمل أيضًا هاهنا.
وقد قيل: التسكين: الاسم، والتحريك: المصدر، كالسكران والطيران.
وأراد بقوله: (صحا كلاهما)، الإسكان والتحريك. ولم يرد صحة الموضعين في السورة، لأنه لا معنى له). [فتح الوصيد: 2/849] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [614] وسكن معًا شنآن صحا كلاهما = وفي كسر أن صدوكم حامدٌ دلا
ح: (شنئآن): مفعول (سكن)، (معًا): حال منه، ضمير (صحا): للإسكان والفتح الدال عليه الضد، (حامدٌ): مبتدأ، (دلا): صفته، (في كسر): خبر.
ص: قرأ أبو بكر وابن عامر: {ولا يجرمنكم شنئان قومٍ} في موضعين فيها [2، 8] بسكون النون الأولى من {شنئان} والباقون بالفتح على أنهما مصدان، أو السكون صفة كـ (عطشان)، والفتح مصدر كـ (طيران).
وأشار بقوله: (صحا كلاهما) إلى صحة القراءتين.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (إن صدوكم عن المسجد) [2] بكسر (إن) على معنى: إن حصل صدٌّ، ويصح مثل ذلك وإن كان الصد قد وقع، لأن الصد وقع سنة ست، والآية نزلت سنة ثمان على نحو: {وإن كذبوك فقل لي عملي} [يونس: 41]، أي: إن يكونوا قد صدوكم.
وأشار بقوله: (حامدٌ دلا): إلى نفي قول من رد الكسر بأن الصد قد وقع، والشرط إنما يكون فيما لم يقع.
[كنز المعاني: 2/168]
والباقون بالفتح على أنه مفعول له، أي: لأن صدوكم). [كنز المعاني: 2/169]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (614- وَسَكِّنْ مَعًا شَنْئَانُ "صَـ"ـحَّا "كِـ"ـلاهُمَا،.. وَفي كَسْرِ أَنَ صَدُّوكمُ "حَا"مِدٌ دَلا
أي وسكن كلمتي "شنآن" معًا يعني: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ}، في موضعين في هذه السورة، وضد الإسكان المطلق الفتح فقوله: صحا كلاهما رمز قراءة الإسكان، وأشار بهذا اللفظ إلى صحة الإسكان والفتح؛ أي: صحت القراءة بهما في هذه الكلمة، ومعناها شدة البغض وهما لغتان، ومن الإسكان قول الأحوص:
وإن لام فيه ذو الشنان وفندا
لأنه خفف الهمز بإلقاء حركته على الساكن قبله، وحذفه على ما تقرر في باب وقف حمزة، "وأن تعتدوا" مفعول ثانٍ لقوله: "ولا يجرمنكم" أي لا يلبسنكم، الشنآن: العدوان وأن صدوكم بالفتح: تعليل؛ أي: لأنهم صدوكم وكان الصد قد وقع سنة ست، ونزلت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/87]
هذه الآية سنة ثمانٍ فاتضح معنى التعليل، وقراءة الكسر على معنى إن حصل صد، ويصح أن يقال مثل ذلك، وإن كان الصد قد وقع كقوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ}.
أي إن يكونوا قد صدوكم، وقال أبو علي: معناه إن وقع مثل هذا الفعل، وعلى ذلك قول الفرزدق:
أتغضب أنْ أذنا قتيبة حزتا
ودلا: معناه ساق سوقا رقيقا ودلا؛ أي: أخرج دلوه ملآء، وقد سبق وجه التجوز به في مثل هذه المواضع وهو أنه أنجح وحصل مراده ولم يحقق مسعاه ونحو ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/88] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (614 - وسكّن معا شنآن صحّا كلاهما = وفي كسر أن صدّوكم حامد دلا
قرأ شعبة وابن عامر: ولا يجرمنكم شنآن قوم. في الموضعين بتسكين النون. وقرأ غيرهما بفتح النون فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 250] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (99 - وَشَنْآنُ سَكِّنْ أَوْفِ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص- وشنآن سكن (أ)وف أن صد فافتحا = وأرجلكم فانصب (حـ)ـلا الخفض (أ)عملا
ش - يعني قرأ مرموز (ألف) أوف وهو أبو جعفر بإسكان النون الأولى من {شنآن} [2، 8] في الموضعين وعلم من الوفاق للآخرين بتحريكها فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: شَنَآنُ قَوْمٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ وَرْدَانَ وَأَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ، فَرَوَى الْهَاشِمِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/253]
وَغَيْرُهُ عَنْهُ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْهُ فَتْحَ النُّونِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وابن وردان وابن جماز بخلاف عنه {شنئان} [2، 8] بإسكان النون في الموضعين، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (577 - سكّن معًا شنآن كم صحّ خفا = ذا الخلف .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكّن معا شنآن (ك) م (ص) حّ (خ) فا = (ذ) االخلف أن صدّوكم اكسر (ج) ر (د) فا
يعني سكن النون من «شنآن» في الموضعين ابن عامر وشعبة وعيسى وابن
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 218]
جماز بخلاف عنه، والباقون بالتحريك الذي هو الفتح قوله: (معا) يعني في موضعي هذه السورة «ولا يجزمنكم شنآن قوم أن صدوكم، شنآن قوم على أن لا تعدلوا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سكّن معا شنآن (ك) م (ص) حّ (خ) فا = (ذ) االخلف أن صدّوكم اكسر (ح) ز (د) فا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وصاد (صح) أبو بكر، وخاء (خفا) ابن وردان- شنآن قوم أن صدوكم [المائدة: 2] وشنآن قوم على أن [المائدة: 8] بإسكان نونهما، والباقون بفتحها.
واختلف عن ذي ذال (ذا) ابن جماز:
فروى الهاشمي وغيره عنه الإسكان. وروى سائر الرواة عنه الفتح كالباقين.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، ودال (دفا) ابن كثير إن صدوكم عن المسجد [المائدة: 2] (بكسر الهمزة)، والباقون بفتحها.
وقيد إن صدوكم فخرج أن تعتدوا [المائدة: 2].
وجه فتح شنأن [المائدة: 2] وسكونه: أنهما مصدر أشنأه: بالغ في بغضه، كالغليان، والساكن مخفف من المفتوح، أو صفة كغضبان.
والمختار: الفتح؛ حملا على الأكثر.
ووجه كسر إن جعلها شرطية، ودل ما تقدم على الجواب.
أو شرط لمثله؛ لأنه غير مأمون؛ على حد قوله: وإن كذّبوك فقل لّي عملي [يونس: 41].
ووجه الفتح: جعلها المعللة؛ لتحقق المعلل؛ لأن الصد عن المسجد حصل عام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/283]
الحديبية سنة ست، ونزلت الآية عام الفتح سنة ثمان، وهو المختار؛ عملا بالحقيقة السالمة عن التأويل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/284] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "يَجْرِمَنَّكُم" معا هنا وفي [هود الآية: 89] بضم الياء من أجرم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "شَنَآن" [الآية: 2، 8] في الموضعين فابن عامر وأبو بكر وابن وردان وابن جماز بخلف عنه بإسكان النون، وهي رواية الهاشمي وغيره عن ابن جماز وافقهم الحسن والباقون بفتحها، وهي رواية سائر الرواة عن ابن جماز، وهما بمعنى واحد مصدر شنأه بالغ في بغضه، أو الساكن مخفف من المفتوح، وقيل الساكن صفة كبغضان بمعنى بغيض قوم وفعلان أكثر في النعت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/529] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شنئان} [2 8] معًا، قرأ الشامي وشعبة بإسكان النون، والباقون بفتحها، وورش على أصله من القصر والتوسط، وحمزة إذا وقف سهل الهمزة). [غيث النفع: 543] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)}
{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ}
- قراءة الجماعة بفتح الياء (يجرمنكم).
- والأعمش بضمها من أجرم (يجرمنكم).
وتقدم هذا في الآية/2 من هذه السورة.
{شَنَآَنُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/2 من هذه السورة، من حيث فتح النون وسكونها، وكذلك حكم الهمزة في حال الوقف.
[معجم القراءات: 2/236]
{لِلتَّقْوَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2.
{خَبِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/237]

قوله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9)}
{مَغْفِرَةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/237]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الجحيم} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جماعة، و{المؤمنون} بعده عند آخرين). [غيث النفع: 545]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المؤمنون} و{الأنهار} [12] و{بإذنه} [16] و{يشاء} [17] وقف {يشاء} لحمزة وهشام، وما قبله لحمزة جلي). [غيث النفع: 547] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}
{اذْكُرُوا}
- قراءة الجمهور (اذكروا) على الأمر من الثلاثي (ذكر).
- وقرأ المطوعي (اذكروا) بفتح الذال والكاف مشددتين، وأصله تذكروا، على الأمر.
{نِعْمَةَ اللَّهِ}
- قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي واليزيدي وابن محيصن والحسن ويعقوب بالهاء، وهي لغة قريش (نعمه).
- ووقف بقية القراء بالتاء (نعمت)، موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيء.
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{الْمُؤْمِنُونَ}
- تقدم فيه إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:49 AM

سورة المائدة
[ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) خفيف وهكذا (وَعَزَّرُوهُ)، (وَتُعَزِّرُوهُ) الْجَحْدَرِيّ، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون مشدد، وهو الاختيار على تكرار الفعل قُتَيْبَة مشددة بغير ألف الكسائي غير قاسم، والزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، ويَعْقُوب عن عَاصِم، وجبلة طريق الْأَصْفَهَانِيّ، الباقون بألف مع التخفيف وهو الاختيار لقوله: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر والخلاف في مده للأزرق ووقف حمزة عليه مر أول البقرة كتغليظ لام "الصلاة" للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال قد من "فقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المؤمنون} و{الأنهار} [12] و{بإذنه} [16] و{يشاء} [17] وقف {يشاء} لحمزة وهشام، وما قبله لحمزة جلي). [غيث النفع: 547] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12)}
{إِسْرَائِيلَ}
- سهل الهمز أبو جعفر مع المد والقصر، والخلاف في مده عن الأزرق، ووقف حمزة عليه، وتقدم في أول سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم في الآية/40.
{اثْنَيْ عَشَرَ}
- قرئ (اثني عشر) بسكون الشين، وهي لغة، وحسن ذلك أن الكلمة طالت بالتركيب فخففت بالتسكين.
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام قراءة الأزرق وورش.
{بِرُسُلِي}
- قراءة الحسن (برسلي) بإسكان السين في جميع القرآن.
- وقراءة الجماعة بالضم (برسلي).
[معجم القراءات: 2/238]
{وَعَزَّرْتُمُوهُمْ}
- قرأ عمر بن الخطاب وعاصم الجحدري (عزرتموهم) بتخفيف الزاي.
- وقراءة الجماعة (عزرتموهم) بتشديد الزاي.
{سَيِّئَاتِكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة (سيياتكم).
{فَقَدْ ضَلَّ}
- قرأ قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد.
- وأدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام وورش). [معجم القراءات: 3/239]

قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي إِثْبَات الْألف وإسقاطها فِي قَوْله {قاسية} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {قاسية} بِأَلف وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (قسية) بِغَيْر ألف مُشَدّدَة). [السبعة في القراءات: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قسية) [13]: هما، وجبلة). [المنتهى: 2/662]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قسية) بياء مشددة من غير ألف، وقرأ الباقون بألف من غير تشديد). [التبصرة: 196]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {قلوبهم قسية} (13): بتشديد الياء، من غير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 268]
والباقون: بتخفيفها، وبالألف). [التيسير في القراءات السبع: 269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (قلوبهم قسية) بتشديد الياء من غير ألف، والباقون بتخفيفها وبالألف). [تحبير التيسير: 346]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خِيَانَةٍ) بألف بعد الياء جرير عن الْأَعْمَش، والقورسي عن أبي جعفر، ووهيب عن ابن مُحَيْصِن، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون (خَائِنَةٍ) بألف بعد الخاء وهو الاختيار على الاسم دون المصدر (سُبْلَ السَّلَامِ) خفيف ابْن سَعْدَانَ عن الْيَزِيدِيّ، ووهيب كلاهما عن أبي عمرو، والحسن، الباقون بضم الياء، وهو الاختيار على الإشباع). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13]- {قَاسِيَةً} مشدد: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (615 - مَعَ الْقَصْرِ شَدِّدْ يَاءَ قَاسِيَةً شَفَا = .... .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([615] مع القصر شدد ياء قاسيةً (شـ)فا = وأرجلكم بالنصب (عم) (ر)ضًا (عـ)لا
إنما قال: (شفا)، لأنه أبلغ في الدم من قاس.
وقيل: قسية: رديئة، من قولهم: درهم قسي، أي زائف.
وحكي عن المبرد: إنه لشدة صوته بالغش. وكل شيء صلب وذهب لينه فهو قسي.
قالوا: ولهذا قيل للدراهم التي قدمت وطال عليها الدهر: قسية.
قال الشماخ:
لها صواهل في صم السلام كما = صاخ القسيات في أيدي الصياريف
يصف المساحي.
[فتح الوصيد: 2/851]
و(قسية)، كما جاء: {فويل للقسية قلوبهم}، {والقاسية قلوبهم} بإجماع؛ فحجته أنهما لغتان بمعنى واحد). [فتح الوصيد: 2/852]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [615] مع القصر شدد ياء قاسية شفا = وأرجلكم بالنصب عم رضا علا
ح: (ياء): مفعول (شدد)، (شفا): صفته، و (أرجلكم): مبتدأ، (عم): خبر، (رضًا): تمييز، أو مفعول به، (علا): صفته.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (وجعلنا قلوبهم قسية) [13] بتشديد الياء وحذف الألف بعد القاف على وزن (فعيلة)، والباقون: {قاسية} بالألف وتخفيف الياء على وزن (فاعلة).
وكلاهما بمعنًى نحو: (عليمة) و(عالمة) من القسوة خلاف اللين والرقة.
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص: {وامسحوا برءوسكم وأرجلكم} [6] بنصب اللام عطفًا على: {وأيديكم}؛ لأن الرجل واجبة الغسل أيضًا.
[كنز المعاني: 2/169]
والباقون بالجر عطفًا على: {برءوسكم}، وتوجيهه على تقدير وجوب الغسل.
[1] إنها جر على الجوار والإتباع لفظًا لا معنًى، كقولهم: (جحرُ ضب خربٍ)، و(ماء بئرٍ باردٍ)، وفيه نظر؛ لأنه يلتبس ههنا بخلاف هنالك، ولوجود الفصل بالواو، ولأن جر الجوار خلاف القياس.
[كنز المعاني: 2/170]
[2] أو يقال: المراد به المسح على الخفين كما قال الشافعي رضي الله عنه: أراد بالنصب قومًا، وبالجر قومًا آخرين، فالنصب: أفاد وجوب الغسل، والجر جواز المسح على الخفين، وتحديد المسح ليدل على أنه لا يجوز التجاوز عن ذلك). [كنز المعاني: 2/171] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (615- مَعَ القَصْرِ شَدِّدْ يَاءَ قَاسِيَةً "شَـ"ـقَا،.. وَأَرْجُلِكُمْ بِالنَّصْبِ "عَمَّ رِ"ضًا "عَـ"ـلا
يريد: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ}، فإذا قصر بحذف الألف وشددت الياء صار: قسية على وزن فعيلة فالقراءتان بمعنى: عالمة وعليمة، وقيل: قسية ردية مغشوشة من قولهم: درهم قسي، قال الزمخشري: وهو من القسوة؛ لأن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين والمغشوش فيه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/88]
يبس وصلابة، قال أبو علي: والقسوة خلاف اللين والرقة، وقد وصف الله تعالى قلوب المؤمنين باللين فقال: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
ويشهد لقراءة المد: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/89]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (615 - مع القصر شدّد ياء قاسية شفا = وأرجلكم بالنّصب عمّ رضا علا
قرأ حمزة والكسائي لفظ قاسِيَةً بالقصر أي حذف الألف بعد القاف مع تشديد الياء بوزن مطية. وقرأ غيرهما بالمد أي إثبات الألف مع تخفيف الياء بوزن راضية
[الوافي في شرح الشاطبية: 250]
وذلك في قوله تعالى وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَاسِيَةً فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قلوبهم قاسيةً} [13] بتشديد الياء من غير ألف، والباقون بالألف والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (578- .... .... .... .... .... = .... واقصر اشدد يا قسيّةً رضى). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واقصر) يعني وقرأ بالقصر الذي هو حذف الألف والتشديد «قلوبهم قاسية» حمزة والكسائي، والباقون بالمد والتخفيف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا = (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظبا) يعقوب، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وهمزة (أضا) نافع، وراء (رد) الكسائي- وأرجلكم إلى الكعبين [المائدة: 6] (بنصب) اللام، والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي قلوبهم قسيّة [المائدة: 13] بحذف الألف وتشديد الياء، والباقون بالألف وتخفيف الياء.
وجه النصب: العطف على وجوهكم [المائدة: 6].
ووجه الكسر: العطف على محل برءوسكم [المائدة: 6].
قال سيبويه، والأخفش، وأبو عبيدة: منصوب لكنه كسر؛ للمجاورة، ورد بالواو.
وأجيب بنحو: حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22].
والحق أن ما ثبت على غير قياس لا يتعدى، والمسموع من المجاورة كله بلا واو، نحو: عذاب يوم محيط [هود: 84]، وقوله: «جحر ضبّ خرب».
وقوله:
... ... ... ... = كبير أناس في بجاد مزمّل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/284]
وسيأتي جر حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22] في موضعه.
والمختار النصب لظهوره في المعنى المراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قاسية" [الآية: 13] فحمزة والكسائي بحذف الألف وتشديد الياء وافقهما الأعمش إما مبالغة أو بمعنى ردية من قولهم درهم قسى مغشوش، والباقون بالألف والتخفيف اسم فاعل من قسى يقسو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "على خائنة" بكسر الخاء وزيادة ياء مفتوحة قبل الألف
[إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
وحذف الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل}
{قاسية} [13] قرأ الأخوان بتشديد الياء من غير ألف بين القاف والسين، والباقون بالألف وتخفيف الياء). [غيث النفع: 546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}
{قَاسِيَةً}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر عاصم وأبو بكر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب (قاسيةً) بألف من (قسا يقسو).
[معجم القراءات: 2/239]
- وقرأ حمزة والكسائي وعبد الله بن مسعود والأعمش والمفضل عن عاصم والنخعي ويحيى بن وثاب (قسية) بغير ألف، وتشديد الياء، وهي فعيل، للمبالغة مثل شاهد وشهيد، وقال بعضهم: هذه القراءة ليست من معنى القسوة وإنما هي كالقسية من الدراهم، وهي التي خالطها غش، وكذلك القلوب لم يصف الإيمان فيها، بل خالطها الكفر والفساد.
وذهب الفارسي إلى أن هذه اللفظة معربة، وليست بأصل في كلام العرب.
قال العكبري: (قلبت الواو ياءً، وأدغمت فيها ياء فعيل، وفعلية هنا للمبالغة بمعنى فاعلة).
وقال الزمخشري: (قسية: أي رديه مغشوشة من قولهم: درهم قسي، وهو من القسوة، لأن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين، والمغشوش فيه يبس وصلابة).
- وقرأ الهيضم بن شراخ (قسية) بضم القاف وتشديد الياء مفتوحة، وكذا بالسين مفتوحة.
- وقرأ الضبي عن يحيى (قسية) بضم القاف وكسر السين.
- وقرئ (قسية) بكسر القاف اتباعًا لكسر السين.
- وقراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
- وقرأ الأعمش (قسية) بتخفيف الياء.
[معجم القراءات: 2/240]
{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ}
- قرأ أبو عبد الرحمن السلمي والنخعي وابن محيصن (يحرفون الكلام) بألف.
وتقدم هذا في الآية/46 من سورة النساء.
- وقراءة الجمهور (يحرفون الكلم) على حذف الألف وفتح الكاف وكسر اللام، جمع كلمة.
- وقرأ أبو رجاء (يحرفون الكلم) بكسر الكاف وسكون اللام.
- وتقدم هذا في الآية/46 من سورة النساء.
{عَنْ مَوَاضِعِهِ}
- قرأ إبراهيم النخعي (عن موضعه) على الإفراد.
- وقراءة الجماعة (عن مواضعه) على الجمع.
{تَطَّلِعُ عَلَى}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام العين في العين، وبالإظهار.
{خَائِنَةٍ}
- قراءة الأعمش وابن محيصن والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (خيانة) بكسر الخاء، وزيادة ياء مفتوحة قبل الألف وحذف الهمزة، وهو مصدر، وهي في معنى قراءة الجماعة.
وقراءة الجماعة (خائنة) بألف وهمزة بعدها.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل بين بين، أي بين الهمز والياء). [معجم القراءات: 2/241]

قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَالْبَغْضَاءَ إِلَى" [الآية: 14] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وكذا وقف حمزة، وبالتحقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي "النصارى"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي النصارى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والبغضاء إلى} [14] قرأ الحرميان وبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقهما، ومراتبهم في المد لا تخفى). [غيث النفع: 546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)}
{نَصَارَى}
- تقدمت فيه إمالتان: إمالة الألف الأخيرة، وإمالة الألف الأولى تبعًا للثانية، وانظر الآية/62 من سورة البقرة.
{وَالْبَغْضَاءَ إِلَى}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وروح والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية.
- وانفرد ابن مهران عن روح بالتسهيل مثل رويس والجماعة.
- والتسهيل والتحقيق فيما تقدم في حال الوصل.
- وفي الوقف جاءت قراءة حمزة بالتحقيق.
- فإذا وقف على (البغضاء) فإنه وهشامًا يبدلان الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{الْقِيَامَةِ}
- قراءة حمزة بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف، وكذا حمزة بخلاف عنه.
{يُنَبِّئُهُمُ}
- لحمزة فيه قراءتان:
1- التسهيل.
2- إبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/242]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:50 AM

سورة المائدة
[ من الآية (15) إلى الآية (16) ]

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)}

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم الدال من "قد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" للأزرق ترقيق راء "كثيرا" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم "قد جاءكم" إدغاما وإمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)}
{قَدْ جَاءَكُمْ ... قَدْ جَاءَكُمْ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن ذكوان وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال في الموضعين.
- وأدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
{جَاءَكُمْ ... جَاءَكُمْ}
- وأمال الألف من (جاء) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
- وإذا وقف حمزة على (جاءكم) سهل الهمزة مع المد والقصر.
{يُبَيِّنُ لَكُمْ}
- قرأ الحسن، وأبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما بإدغام النون في اللام.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش في الوصل بخلاف عنهما، والترقيق في الوقف.
- والباقون على التفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 2/243]

قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)}
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (616- .... .... .... .... = وَفي سُبْلَنَا فِي الضَّمِّ الإِسْكَانُ حُصِّلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([616] وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم = وفي سبلنا في الضم الإسكان (حـ)صلا
من قرأ بالتحريك، فعلى الأصل؛ لأن رسولًا يجمع على رسل.
ومن قرأ بالإسكان، خفف لتوالي الحركات مع كثرة الحروف، فإن نقصت الحروف نحو: {رسله}، رجع إلى الأصل.
فهو معنى قوله: (في الضم الإسكان حصل).
وكذلك الكلام في {سبلنا} ). [فتح الوصيد: 2/853] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [616] وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم = وفي سبلنا في الضم الاسكان حصلا
ح: (الإسكان): مبتدأ، (في الضم): ظرف ملغًى، (حصلا): خبر، (في رسلنا): متعلق به.
ص: قرأ أبو عمرو بإسكان السين من: {ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات} [32]، و{رسلكم} [غافر: 50]، و{رسلهم} [الأعراف: 101]، والباء من {سبلنا} [إبراهيم: 12] استخفافًا لكثرة الحروف.
أما إذا لم يكن بعدها حرفان نحو: {الرسل} [البقرة: 253]، و{السبل} [الأنعام: 153]، و{سبل السلام} [16]، و{رسله} [البقرة: 98]، و{ورسلي} [الكهف: 106]، فلا خلاف في ضمها، والباقون
[كنز المعاني: 2/171]
بضم السين والباء مطلقًا). [كنز المعاني: 2/172] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وفي باء "سبلنا" للتخفيف والباقون بضمها على الأصل، وهما لغتان، وأجمعوا على ضم المضاف إلى ضمير المفرد نحو "رسله"، وعلى ضم ما لا ضمير معه نحو "الرسل"، و"سبل السلام"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (616 - .... .... .... .... .... = وفي سبلنا في الضّمّ الاسكان حصّلا
....
وقرأ أبو عمرو بإسكان ضم الباء في سُبُلَنا في قوله تعالى: وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا، لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا. وقرأ الباقون بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي رِضْوَانَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رضوانه} [16] ذكر في الموضعين لأبي بكر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ورضون معا أول آل عمران، وإمالة جبارين [المائدة: 22]، ويا ويلتى [المائدة: 31]، ووقف رويس عليه بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "به الله" بضم الهاء وكذا {به انظر} و{عليه الله} و{عليه الذكر}.
وقرأ الأصبهاني به انظر كذلك، وحفص عليه الله بالفتح، وأنسانيه، وبالكهف منفردا بها وحمزة لأهله امكثوا بـ"طه" والقصص كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم الهاء" "يهديهم" يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صِرَاط" [الآية: 16] بالسين على الأصل قنبل بخلفه ورويس، وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة، وحكى في الأصل الخلاف عن خلاد هنا، وفيه نظر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رضوانه سبل} [16] اتفق السبعة على كسر رائه فشعبة فيه كغيره). [غيث النفع: 546]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} لا يخفى {فلم} [18] كذلك). [غيث النفع: 546] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المؤمنون} و{الأنهار} [12] و{بإذنه} [16] و{يشاء} [17] وقف {يشاء} لحمزة وهشام، وما قبله لحمزة جلي). [غيث النفع: 547] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ}
- الجماعة على كسر الهاء (.. به).
- قرأ عبيد بن عمير والزهري وسلام وحميد ومسلم بن جندب وابن محيصن (.. به) بضم الهاء، حيث وقع، كذا عند أبي حيان وابن عطية.
قال النحاس: (بضم الهاء على الأصل، ومن كسر أبدل من الضمة كسرة لئلا يجمع بين ضمة وكسرة).
{رِضْوَانَهُ}
- القراءة بكسر الهاء وضمها لغتان، وقد قرئ بهما، فالضم عن أبي بكر بخلاف عنه والكسر عن غيره.
وتقدم الحديث عنه في الآيتين/15 و162 من سورة آل عمران.
{سُبُلَ السَّلَامِ}
- قرأ الحسن وابن شهاب واليزيدي عن أبي عمرو، وحمزة في رواية (سبل..) بسكون الباء.
{بِإِذْنِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{وَيَهْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (ويهديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (ويهديهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل بخلاف عنه ورويس وابن محيصن (سراط) بالسين.
[معجم القراءات: 2/244]
- وأشم الصاد زايًا خلف عن حمزة، والمطوعي.
وتقدم هذا مفصلًا في سورة الفاتحة، فارجع إليه في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/245]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:54 AM

سورة المائدة
[ من الآية (17) إلى الآية (19) ]

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)}

قوله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المؤمنون} و{الأنهار} [12] و{بإذنه} [16] و{يشاء} [17] وقف {يشاء} لحمزة وهشام، وما قبله لحمزة جلي). [غيث النفع: 547] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
{يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/213 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/245]

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "وأحباؤه" بتسهيل الثانية كالواو مع المد والقصر، وكلاهما مع تحقيق الأولى وتسهيلها بين بين لتوسطها بزائد، فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "قل فلم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/532]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} لا يخفى {فلم} [18] كذلك). [غيث النفع: 546] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأحباؤه} فيه لحمزة إن وقف عليه ما قالوا ستة وثلاثون وجهًا، بيانها أنك تضرب الثلاثة التي في الهمزة الأولى، وهي التحقيق والتسهيل والبدل في الأربعة التي في الثانية، وهي التسهيل مع المد والقصر وإبدالها اتباعًا للرسم معهما، تصير اثنى عشر، تضرب فيها ثلاثة الوقف، السكون والروم الإشمام، صارت ستة وثلاثين، وقد نظم المرادي أربعة وعشرين منها، واعتذر عن ترك التفريع على إبدال الأولى ألفًا بأنه لم يره منقولاً فيه، بل أجازوا في الإبدال في أمثاله نحو {كأنهم} [البقرة: 101] و{سأصرف} [الأعراف: 146] فقال:
لحمزة فاعلم أوجه إن تقف على = أحباؤه من بعد واو تقررا
فحقق وسهل أولا ثم سهلن = وأبدل بثان وامددنه أو اقصرا
فتلك ثمان واضربن في ثلاثة = سكون وإشمام وروم ففكرا
والصحيح منها اثنا عشر وجهًا، أربعة مجمع عليها، وثمانية مختلف فيها، فالأربعة المجمع عليها تحقيق الأولى وتسهيلها، لأنها متوسطة بزائد، ومع كل منهما تسهيل الثانية مع المد والقصر، لأنه حرف مد قبل همز مغير وكلها مع الوقف بالسكون، والثمانية المختلف فيها هذه الأربعة مع الوقف بالروم والإشمام، إذ لا تأتي إلا على مذهب من يجيزهما في هاء الضمير، وما سوى هذه الاثنى عشر لا يصح، ولا يجوز القراءة به،
[غيث النفع: 546]
واتباع الرسم حاصل فيه بين بين، والله أعلم، وقد نظمت هذه الوجوه الاثنى عشر فقلت:
أحباؤه من بعد واو لحمزة = لدى وقفه ثنتان زادت على عشر
فوجهان في الأولى فحقق وسهلن = وثانية سهل مع المد والقصر
فها أربع مضروبة في ثلاثة = سكون وإشمام وروم أخي القصر). [غيث النفع: 547]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)}
{النَّصَارَى}
- تقدمت فيه إمالتان: في الألف الثانية والأولى.
انظر الآية/62 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/245]
{أَبْنَاءُ اللَّهِ}
- جاء في المقنع (في بعض المصاحف: نحن أبنؤ الله) بالواو والألف، وفي بعضها (أبناء الله) بغير واو.
قال في البدور:
(أبناء الله: فيه لحمزة وهشام وقفًا اثنا عشر وجهًا على ما في بعض المصاحف من تصوير الهمزة واوًا، وخمسة على ما في البعض الآخر من رسمها بلا واو).
قلت: خمسة منها على القياس وهي:
- إبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
وسبعة على الرسم وهي:
المد والقصر والتوسط مع سكون الواو، ومع أشمامها.
والسابع روم الحركة مع القصر.
{وَأَحِبَّاؤُهُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية كالواو مع المد والقصر.
وكلا هذين الوجهين مع تحقيق الهمزة الأولى، وتسهيلها بين بين لتوسطها بزائد، فتصير أربعة أوجه.
- وإن أخذ بالروم والإشمام على رأي من يجيزه يصير له اثنا عشر وجهًا، حاصلة من ضرب الأربعة السابقة بثلاثة هاء الضمير.
- وحكي فيها إبدال الواو في الثانية على اتباع الرسم عندهم.
- وذكر إبدال الأولى ألفًا على اتباع الرسم أيضًا.
[معجم القراءات: 2/246]
فيصير في هذين الوجهين أربعة وعشرون وجهًا.
قال في النشر بعد ذكرها:
(ولا يصح منها شيء، ولا يجوز، والله أعلم).
قلت: ولهذا اقتصر صاحب الإتحاف على الأربعة الأولى.
{فَلِمَ}
- قرأ البزي ويعقوب ورويس بخلاف عنهم بهاء السكت في الوقف (فلمه).
- والباقون بميم ساكنة من غير هاء (فلم).
{مِمَّنْ خَلَقَ}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء.
{يَغْفِرُ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{يَغْفِرُ لِمَنْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في اللام بخلاف عنهما.
{يَشَاءُ ... يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/213 من سورة البقرة.
{وَيُعَذِّبُ مَنْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الباء في الميم.
قال في الإتحاف: (لاتحاد مخرجهما، وتجانسهما في الانفتاح، والاستفال، والجر).
وفي النشر غير هذه العلل.
{الْمَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/247]

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)}
{قَدْ جَاءَكُمْ ... فَقَدْ جَاءَكُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم، والإظهار في الآية/15 من هذه السورة.
{جَاءَكُمْ ... جَاءَنَا}
- تقدمت الإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/15 من هذه السورة.
{يُبَيِّنُ لَكُمْ}
- تقدم إدغام النون في اللام في الآية/15 من هذه السورة.
{الرُّسُلِ}
- قرأ المطوعي والحسن (الرسل) بسكون السين.
- وقراءة الجماعة بضمها (الرسل).
{بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ}
- ترقيق الراء فيهما بخلاف عن الأزرق وورش والجماعة على التفخيم.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
- تقدم ترقيق الراء فيه عن الأزرق وورش في الآية/17 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/248]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:55 AM

سورة المائدة
[ من الآية (20) إلى الآية (26) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ (20)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ جعل" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وأتاكم" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق مع إشباع البدل وتوسطه، وله الفتح مع ثلاثة البدل فهي خمسة، ومنع بعض شيوخنا من طرق الحرز الفتح مع التوسط، وتقدم إيضاحه في باب الإمالة بما لا نظير له في كتب الخلاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنبيآء} [20] قرأ نافع بالهمزة قبل الألف، والباقون بالياء). [غيث النفع: 547]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{يَا قَوْمِ}
- قراءة الجماعة (يا قوم) بكسر الميم، على تقدير ياء النفس وحذفها، إذ أصله: يا قومي.
[معجم القراءات: 2/248]
- وقرأ عبيد بن عقيل عن شبل بن عباد عن عبد الله بن كثير، وابن محيصن (يا قوم) بضم الميم، وهي الرواية عن ابن محيصن حيث وقع.
قال أبو حيان: (وهذا الضم هو على معنى الإضافة..، وهو إحدى اللغات الخمس الجائزة في المنادى المضاف لياء المتكلم.
قال النحاس: (بضم الميم وكذلك ما أشبهه، وتقديره: يأيها القوم).
{إِذْ جَعَلَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الذال.
- وأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام.
{أَنْبِيَاءَ}
- قراءة نافع في هذا اللفظ وأمثاله بالهمز حيث جاء (أنبئاء).
وتقدم مثله في مواضع، انظر الآية/19 من سورة البقرة، والآية/155 من سورة النساء.
{وَآَتَاكُمْ}
- أمال الألف الثانية حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالتقليل مع إشباع البدل وتوسطه.
- ولهما الفتح مع ثلاثة البدل.
{مَا لَمْ يُؤْتِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر والأزرق وورش والأصبهاني (يوتِ) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
[معجم القراءات: 2/249]
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/250]

قوله تعالى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا) بضم الميم وبابه ابن مُحَيْصِن وابن جبير عن شِبْل عن ابْن كَثِيرٍ وهو اختيار شِبْل، الباقون بالكسر، وهو الاختيار على النداء المضاف). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)}
{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا}
- قرأ ابن السميفع (يا قومي ادخلوا) بإثبات الياء وفتحها.
- وقراءة الجماعة (يا قوم ادخلوا) بحذفها وكسر الميم.
- وقرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية اليزيدي، وحمزة في رواية (يا قوم) بضم الميم.
{أَدْبَارِكُمْ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من رواية الصوري بإمالة الألف.
- وعن الأزرق وورش في هذا وما شابهه بالتقليل، وانفرد بهذا صاحب العنوان عن حمزة، وكذلك رواه عن أبي الحارث، ونافع.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/250]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) }
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ جَبَّارِينَ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ يَاوَيْلَتَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ رُوَيْسٍ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ بِالْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ورضون معا أول آل عمران، وإمالة جبارين [المائدة: 22]، ويا ويلتى [المائدة: 31]، ووقف رويس عليه بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جَبَّارِين" [الآية: 22] هنا والشعراء الدوري عن الكسائي وقلله الأزرق بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وإذا جمع" له بين "يا موسى" وبين "جبارين" فالفتح على الفتح والتقليل على التقليل على ما ذكره ابن الجزري في أجوبة المسائل التي وردت عليه من تبريز). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {داخلون} كاف وقيل تام وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى الحزب الحادي عشر عند المغاربة، وعند المشارقة {على القوم الفاسقين} بعده). [غيث النفع: 547]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)}
{يَا مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/51 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/250]
{إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ}
- قرأ ابن السميفع: (قالوا يا موسى فيها قوم جبارون) بالرفع، وجبارون: بالواو صفة للمبتدأ (قوم).
- وقراءة الجماعة (.. إن فيها قومًا جبارين) بالنصب اسم (إن) وجبارين: وصف، وفيها: خبر.
{جَبَّارِينَ}
- أماله قتيبة ونصير، والنهرواني عن ابن فرح عن اليزيدي عن أبي عمرو، والدوري عن الكسائي.
- وعن الأزرق وورش بالفتح، وبين بين على الخلاف في النقل.
- والباقون على الفتح.
قال الداني: (.. فإن ورشًا يقرأ هما أيضًا بين بين على اختلاف بين أهل الأداء عنه في ذلك، وبالأول قرأت، وبه آخذ) ). [معجم القراءات: 3/251]

قوله تعالى: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء عليهما و"عليهم" يعقوب ومعه حمزة في الثانية في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" الهاء والميم من "عليهم الباب" وصلا أبو عمرو وضمهما حمزة والكسائي وخلف ويعقوب، وضم الميم فقط الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال رجلان من الذين يخافون}
{عليهم الباب} [23] لا يخفى). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)}
{قَالَ رَجُلَانِ}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا}
- قراءة الجماعة (يخافون..) بفتح الياء على البناء للفاعل، أي يخافون الله ولا يبالون بالعدو لصحة إيمانهم.
[معجم القراءات: 2/251]
- وقرأ قتادة وابن مسعود (.. يخافون الله) بالتصريح بلفظ الجلالة.
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وابن أبي شريح عن الكسائي (يخافون) بضم الياء مبنيًا للمفعول، أي يهابون، ويوقرون، ويسمع كلامهم لتقواهم وفضلهم.
وروي عن ابن عباس أنهما كانا من الجبارين أنعم الله عليهما بالإسلام.
{أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أنعم الله عليهما ويلكم ادخلوا..) بزيادة (ويلكم) على قراءة الجماعة.
{عَلَيْهِمَا}
- قراءة يعقوب والشنبوذي (عليهما) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين (عليهما) بالكسر لمجاورة الياء.
{عَلَيْهِمُ}
- قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- والباقون (عليهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{عَلَيْهِمُ الْبَابَ}
- قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والأعمش (عليهم الباب) بضم الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم الباب) بكسر الهاء والميم.
[معجم القراءات: 2/252]
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (عليهم الباب) بكسر الهاء وضم الميم، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
{دَخَلْتُمُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (دخلتموهو) بوصل الهاء بواو.
- والجماعة (دخلتموه) بهاء مضمومة.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا (مومنين) في الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/51 و92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن فتح ياء الإضافة من "نفسي، وأخي" [الآية: 25] و"سوأة أخي" وسكنها الجمهور). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على وأخي بتسهيل الهمزة بين بين وبالتحقيق لتوسطه بزائد، واتباع الرسم متحد مع القياس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)}
{قَالَ رَبِّ}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ}
- قراءة الجماعة (.. نفسي وأخي) بسكون الياء فيهما.
- وقرأ الحسن والخزاعي عن ابن كثير (نفسي وأخي..) بفتح الياء فيهما.
{وَأَخِي}
- قراءة حمزة في الوقف على وجهين:
1- تسهيل الهمز بين بين.
2- تحقيق الهمز لتوسطه بزائد.
{فَافْرُقْ}
- قراءة الجمهور بضم الراء (فافرق).
- وروى ابن عيينة عن أبي عمرو بن العلاء وابن دينار عن عبيد بن
[معجم القراءات: 2/253]
عمير الليثي، ويوسف بن داود (فافرق) بكسر الراء.
- وقرأ ابن السميفع (ففرق) بالتضعيف، وهي مخالفة للرسم). [معجم القراءات: 3/254]

قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تأس} إبداله لورش والسوسي كذلك). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم في الآية السابقة/23 ضم الهاء وكسرها.
{فَلَا تَأْسَ}
- قرأ بغير همز فيه حيث وقع أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى عن أبي بكر عن عاصم والأزرق وورش (فلا تاس).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/254]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:57 AM

سورة المائدة
[ من الآية (27) إلى الآية (31) ]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لأقتلنك) [27]: خفيفة النون: زيد طريق الحريري). [المنتهى: 2/662]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "فتقبل" بالياء المثناة التحتية موضع الفوقية وفتح الموحدة مخففة ورفع اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/533]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنين} و{الأرض} [31 32] معًا و{الأخر} [27] و{لأقتلنك} و{يشآء} [40] والوقف على الثاني كاف، وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 549] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم في الآية/23 كسر الهاء وضمها.
{ابْنَيْ آَدَمَ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الياء، فتتحرك الياء بحركة الهمزة، وتسقط هي من اللفظ لسكونها (ابني ادم).
قال في النشر: (وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد، لغة لبعض العرب اختص بروايته ورش..).
[معجم القراءات: 2/254]
- وورد السكت على الياء لبيان الهمز بعده وتحقيقه عن جماعة منهم حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وغيرهم، وحمزة أكثر القراء عناية به.
- وعن خلف في الوصل السكت وعدمه.
- وقرأ الباقون بسكون الياء وقفًا ووصلًا.
{آَدَمَ بِالْحَقِّ}
- أخفى أبو عمرو ويعقوب الميم عند الباء وذلك بإسكانها (آدم بالحق).
وعبر بعض المتقدمين عن هذا بالإدغام، وليس هذا بذاك.
{فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا}
- قرأ الحسن (فيقبل من أحدهما) فعلًا مستقبلًا.
- والجماعة على المضي باعتبار وقوع ما وقع (فتقبل من أحدهما).
- وقرئ (فقبل) على ما لم يسم فاعله.
- وقرئ (فقبل) على لفظ الماضي بالتخفيف.
{قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في اللام.
{لَأَقْتُلَنَّكَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتحقيق الهمز، وبالتسهيل.
{لَأَقْتُلَنَّكَ}
- قراءة الجماعة بالنون الثقيلة (لأقتلنك).
- وقرأ زيد بن علي ويعقوب (لأقتلنك)، بالنون الخفيفة.
[معجم القراءات: 2/255]
{لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ}
- أدغم الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/256]

قوله تعالى: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "يدي إليك" نافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وياء" "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "إني أريد" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يدي إليك} [28] قرأ نافع والبصري وحفص بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 549]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)}
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل بين بين.
{بَسَطْتَ}
- تدغم الطاء الساكنة في التاء مع بقاء صفة الإطباق.
وذكر الداني أنه أجمع أئمة القراءة على إدغام الطاء الساكنة في التاء وتبقية صوت الطاء مع الإدغام لئلا يخل بالطاء).
وقال في النشر: (وإذا سكنت وأتى بعدها تاء وجب إدغامها إدغامًا غير مستكمل، بل تبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء لقوة الطاء وضعف التاء، ولولا التجانس لم يسغ الإدغام لذلك..).
- وقرأ الأعشى (بصطت) بالصاد، وهي رواية عن نافع وابن كثير من رواية النقاش وزرعان والشموني. كذا عند أبي حيان.
- وقراءة الجماعة (بسطت) بالسين.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (إليه).
{بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ}
- قراءة الجماعة (بباسطٍ يدي إليك) بالتنوين في (باسطٍ).
- وقرأ جناح بن حبيش (بباسط يدي إليك) بالإضافة من غير تنوين.
[معجم القراءات: 2/256]
- وقرأ الأعشى (بباصطٍ) بالصاد، وذكر أبو حيان أنها عن نافع وابن كثير من رواية النقاش وزرعان والشموني.
- وقراءة الجماعة بالسين (بباسط).
{يَدِيَ إِلَيْكَ}
- قرأ (يدي إليك) بفتح الياء نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب وأبو جعفر والمعدل عن زيد، واليزيدي.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي وعاصم برواية أبي بكر وحمزة بسكونها (يدي إليك).
{لِأَقْتُلَكَ}
- لحمزة في الوقف وجهان:
1- تحقيق الهمز.
2- إبدال الهمزة ياءً (ليقتلك).
{إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ}
- فتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف الله).
- وقراءة الباقين بسكونها (إني أخاف الله) ). [معجم القراءات: 3/257]

قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "أن تبوء" بالنقل على القياس، وبالإدغام المحكي عن بعضهم، "ويوقف" لهما على "جزاؤا" "إنما جزوا" ونحوه مما رسم بواو باثنى عشر وجها خمسة على القياس إبدالها ألفا مع المد والقصر والتوسط وبين بين مع المد والقصر وسبعة على الرسم وهي المد والقصر والتوسط مع سكون الواو مع إشمامها، والسابع روم حركتها مع القصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أريد} [29] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29)}
{إِنِّي أُرِيدُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن (إني أريد) بفتح الياء.
[معجم القراءات: 2/257]
- وقراءة الباقين (إني أريد) بسكونها.
- وقرئ (أني أريد)، أي كيف أريد، على الاستفهام.
وفي حاشية الصاوي على الجلالين:
(الأصل أ إني، والهمزة محذوفة، ويؤيد هذا قراءة: أني، بفتح النون، بمعنى كيف).
{أَنْ تَبُوءَ}
- وقف حمزة وهشام بخلاف عنه على (تبوء) بالنقل على القياس، أي بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الحرف الساكن قبلها وهي الواو، وتسقط الهمزة من اللفظ فتصير (تبو) بواو مفتوحة، ثم تسكن الواو للوقف.
- ونقل عن حمزة وهشام الإدغام أيضًا في هذا الموضع في الوقف، وذلك بقلب الهمزة حرفًا من جنس ما قبلها، ثم تدغم الواو في الواو (تبو)، ثم تسكن الواو للوقف.
{بِإِثْمِي}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة و16 من سورة آل عمران.
{جَزَاءُ}
- وقف حمزة وهشام عليه باثني عشر وجهًا:
أ- خمسة على القياس وهي:
1- إبدالها ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
2- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
[معجم القراءات: 2/258]
ب- وسبعة على الرسم وهي:
المد، والقصر، والتوسط، مع سكون الواو، ومع إشمامها، والسابع روم الحركة مع القصر). [معجم القراءات: 3/259]

قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)}
{فَطَوَّعَتْ}
- قراءة الجمهور (فطوعت له) بالتضعيف أي زينت له، أو ساعدته، أو شجعته..
- وقرأ الحسن وزيد بن علي والجراح وأبو واقد والحسن بن عمران (فطاوعت).
قال الزمخشري: (.. وفيه وجهان: أن يكون مما جاء من فاعل بمعنى فعل، وأن يراد ان قتل أخيه كأنه دعا نفسه إلى الإقدام عليه فطاوعته ولم تمتنع و: له، لزيادة الربط..) ). [معجم القراءات: 3/259]

قوله تعالى: {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يا ويلتى) [31]، و(يا أسفى) [يوسف: 84]: بالإمالة كحمزة اليزيدي طريق ابنه وأبي حمدون طريق البلخي. بهاء بعد الألف في الوقف فيهما أوقية). [المنتهى: 2/663]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَعَجَزْتُ) بكسر الجيم الحسن، وطَلْحَة، وأحمد وشِبْل في اختياره، وابن الجلاء عن نصير طريق الطبراني، والرَّازِيّ، الباقون بفتح الجيم،
[الكامل في القراءات العشر: 533]
وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين، (فَأُوَارِيَ) بإسكان الباء طَلْحَة في رواية الفياض، الباقون بفتحها، وهو الاختيار على الجواب). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ جَبَّارِينَ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ يَاوَيْلَتَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ رُوَيْسٍ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ بِالْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يا ويلتى} [31] ذكر وقف رويس في الوقف على الرسم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ورضون معا أول آل عمران، وإمالة جبارين [المائدة: 22]، ويا ويلتى [المائدة: 31]، ووقف رويس عليه بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يواري" و"فأواري" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحه من طريق جعفر التي هي طريق الشاطبية كأصلها فحكاية الشاطبي للإمالة تعقبها في النشر بأنها ليست من طرقه ومثله يواري بالأعراف، وتمار بالكهف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يا ويليتي" حيث جاء بكسر التاء وبياء بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على ويلتي بهاء السكت بعد الألف رويس بخلف عنه وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وكذا حكم يا حسرتي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "أَعَجَزْت" [الآية: 31] بكسر الجيم وهي لغة شاذة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق على فتح ياء "فَأُوَارِي" عطفا على "أَكُون" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ الأزرق سوءة بالتوسط والإشباع على قاعدته، ووقف حمزة بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للأصلي بالزائد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/534]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوءة} [31] قرأ ورش بالتوسط والطويل والباقون بالقصر). [غيث النفع: 549]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنين} و{الأرض} [31 32] معًا و{الأخر} [27] و{لأقتلنك} و{يشآء} [40] والوقف على الثاني كاف، وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 549] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)}
{يُوَارِي}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.
[معجم القراءات: 2/259]
- وروى عنه جعفر بن محمد النصيبي الفتح.
{سَوْأَةَ ... سَوْأَةَ}
- قراءة الأزرق بالتوسط، والإشباع.
- وقراءة حمزة في الوقف بوجهين:
1- بالنقل، أي بنقل حركة الهمزة إلى الواو وإسقاط الهمزة. وصورة القراءة (سوة) كذا بواو مفتوحة.
2- بالإدغام، وذلك بقلب الهمزة واوًا، ثم إدغام الواو بالواو، وصورتها (سوة).
- وقرأ الزهري (سوة) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الواو.
وأثبت العكبري هذه القراءة (سواة..) كذا بالألف، ولعله غير الصواب، لأن الحركة عارضة فلا تقلب الواو ألفًا.
- وقرأ أبو حفص (سوة) بقلب الهمزة واوًا وأدغم الواو فيه كما قالوا في شيء شي، وفي ضوء: ضو.
وهذه القراءة مثل الوجه الثاني في قراءة حمزة في الوقف. وذكر السمين أنها لغة.
{قَالَ يَا وَيْلَتَا}
- قراءة الجمهور (.. يا ويلتا) بألف بعد التاء، وهي بدل من ياء المتكلم، وأصله: يا ويلتي.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق (يا ويلتي) بالياء على الأصل، والسابقة أفصح؛ لأن حذف الياء في النداء أكثر، كذا عند النحاس.
[معجم القراءات: 2/260]
- وقرأ رويس بخلاف عنه، وذكره ابن خالويه عن عاصم (يا ويلتاه) بهاء السكت في الوقف مع المد المشبع.
قال ابن الجزري: والوجهان صحيحان عن رويس، قرأت بهما، وبهما آخذ).
وقال الزجاج: (فأما ويلتا فالوقف عليها في غير القرآن يا ويلتاه).
- وأمال (يا ويلتا) حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف.
- وبالتقليل قرأه الأزرق وورش بخلاف عنهما، والدوري عن أبي عمرو.
{أَعَجَزْتُ}
- قراءة الجمهور (أعجزت) بفتح الجيم. قال السمين: وهي اللغة الفصيحة.
- وقرأ ابن مسعود والحسن والفياض وطلحة بن سليمان والحسن بن عمارة وأبو واقد ونبيح والجراح ونصير عن الكسائي وابن بكار عن ابن عامر (أعجزت) بكسر الجيم.
وهي لغة شاذة، والمشهور الكسر في قولهم: عجزت المرأة: إذا كبرت عجيزتها.
[معجم القراءات: 2/261]
{فَأُوَارِيَ}
- قرأ الجمهور (فأواري) بنصب الياء، عطفًا على (أن أكون)، أو على جواب الاستفهام عند الزمخشري.
- وقرأ طلحة بن مصرف والفياض بن غزوان وطلحة بن سليمان (فأواري) بسكون الياء، والأحسن في تخريجه أن يكون على القطع أي: فأنا أواري.. فيكون مرفوعًا.
وقال الزمخشري: (وقرئ بالسكون على: فأنا أواري، أو على التسكين في موضع النصب للتخفيف، أي حذفت الفتحة تخفيفًا) استثقلها على حرف العلة، وذهب ابن عطية إلى أن الحذف إنما هو لتوالي الحركات، وهي لغة، ورد هذا أبو حيان، كما رد حذف الفتحة مع النصب؛ لأنه لا يجوز إلا في الضرورة؛ فلا تحمل القراءة عليها.
قال الشهاب: (وأما تسكين المنصوب فكثير، ولا عبرة بقول أبي حيان: إنه ضرورة).
- وأمال الألف الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.
- وروى الفتح عنه جعفر بن محمد النصيبي). [معجم القراءات: 3/262]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:58 AM

سورة المائدة
[ من الآية (32) إلى الآية (34) ]

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34)}

قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({من أجل} مكسورة النون موصول يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 233]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (رسلنا وسبلنا ورسلهم ورسلكم) إذا كان بعد اللام حرفان
[التبصرة: 196]
في الخط بإسكان السين والباء، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 197]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من اجل) [32]: بكسر النون موصول يزيد. مخير: العمري). [المنتهى: 2/662]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {رسلنا} (32): بإسكان السين.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رسلنا قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 346]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: أبو جعفر (من أجل ذلك) بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النّون مع حذفها فتكسر النّون حينئذٍ، والباقون بفتح الهمزة وورش على أصله في النّقل والله الموفق). [تحبير التيسير: 346]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (616 - وَفي رُسُلُنَا مَعْ رُسْلُكُم ثُمَّ رُسْلهُمْ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([616] وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم = وفي سبلنا في الضم الإسكان (حـ)صلا
من قرأ بالتحريك، فعلى الأصل؛ لأن رسولًا يجمع على رسل.
ومن قرأ بالإسكان، خفف لتوالي الحركات مع كثرة الحروف، فإن نقصت الحروف نحو: {رسله}، رجع إلى الأصل.
فهو معنى قوله: (في الضم الإسكان حصل).
وكذلك الكلام في {سبلنا} ). [فتح الوصيد: 2/853] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [616] وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم = وفي سبلنا في الضم الاسكان حصلا
ح: (الإسكان): مبتدأ، (في الضم): ظرف ملغًى، (حصلا): خبر، (في رسلنا): متعلق به.
ص: قرأ أبو عمرو بإسكان السين من: {ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات} [32]، و{رسلكم} [غافر: 50]، و{رسلهم} [الأعراف: 101]، والباء من {سبلنا} [إبراهيم: 12] استخفافًا لكثرة الحروف.
أما إذا لم يكن بعدها حرفان نحو: {الرسل} [البقرة: 253]، و{السبل} [الأنعام: 153]، و{سبل السلام} [16]، و{رسله} [البقرة: 98]، و{ورسلي} [الكهف: 106]، فلا خلاف في ضمها، والباقون
[كنز المعاني: 2/171]
بضم السين والباء مطلقًا). [كنز المعاني: 2/172] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (616- وَفي رُسْلُنَا مَعْ رُسْلُكُم ثُمَّ رُسْلهُمْ،.. وَفي سُبْلَنَا فِي الضَّمِّ الِاسْكَانُ "حُـ"ـصِّلا
يريد: {وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ}، وضم إلى ذلك ما يناسبه حيث جاء فالإسكان لأبي عمرو في سين هذه الكلمات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (616 - وفي رسلنا مع رسلكم ثمّ رسلهم = وفي سبلنا في الضّمّ الاسكان حصّلا
617 - وفي كلمات السّحت عمّ نهى فتى = وكيف أتى أذن به نافع تلا
618 - ورحما سوى الشّامي ونذرا صحابهم = حموه ونكرا شرع حقّ له علا
619 - ونكر دنا والعين فارفع وعطفها = رضى والجروح ارفع رضى نفر ملا
قرأ أبو عمرو بإسكان الضم في الحرف الثاني من لفظ رُسُلٌ* إذا كان مضافا لضمير العظمة نحو: وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا، لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ، ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا، أو ضمير المخاطبين نحو: أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ. أو ضمير الغائبين نحو: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ. فإذا كان هذا اللفظ مضافا لضمير مفرد نحو: وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ أو لم يكن مضافا نحو: تِلْكَ الرُّسُلُ، وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ، رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فقرأه أبو عمرو بضم السين كالجماعة. وقرأ الباقون بضم السين في الجميع). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100 - مِنِ اجْلِ اكْسِرْ انْقُلْ أُدْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - من اجل اكسر انقل (أ)د وقاسيةً عبد = وطاغوت وليحكم كشعبة (فـ)ـصلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {من أجل ذلك} [32] بكسر همزة {أجل} ونقل حركتها إلى نون {من} فالنون حينئذ مكسورة والهمزة محذوفة على لغة تميم). [شرح الدرة المضيئة: 120]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَنَقْلِ حَرَكَتِهَا إِلَى نُونِ مِنْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي السَّكْتِ وَالنَّقْلِ وَالتَّحْقِيقِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ سِينِ رُسُلُنَا وَبَابِهِ مِنَ الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {من أجل} [32] بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى نون {من}، والباقون بالفتح، وهم على أصولهم في النقل والسكت). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رسلنا} [32] ذكر لأبي عمرو في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (579 - من أجل كسر الهمز والنّقل ثنا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (من أجل كسر الهمز والنّقل (ث) نا = والعين والعطف ارفع الخمس (ر) نا
يعني قوله تعالى «من أجل» بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون أبو جعفر، والباقون بفتح الهمزة، وهم على أصولهم من النقل والسكت وعدمه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
من أجل كسر الهمز والنّقل (ث) نا = والعين والعطف ارفع الخمس (ر) نا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر من اجل ذلك [المائدة: 32] (بكسر) الهمزة ونقل حركتها إلى نون من [وهو] توجيهها قصدا للخفة، والباقون بإسكان النون وفتح الهمزة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ أَجْلِ ذَلِك" [الآية: 32] فأبو جعفر بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون، وافقه الحسن والباقون بفتحها، وهما لغتان وورش على قاعدته بنقل حركة الهمزة المفتوحة إلى النون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل همز إسرائيل أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أحياها" الكسائي وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن سين "رسلنا" و"رسلكم" و"رسلهم" أبو عمرو وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" قريبا حكم "ولقد جاءتهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [32] قرأ البصري بإسكان السين تخفيفًا، والباقون بالضم على الأصل {يصلبوا} [33] يفخمه ورش على أصله). [غيث النفع: 549] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنين} و{الأرض} [31 32] معًا و{الأخر} [27] و{لأقتلنك} و{يشآء} [40] والوقف على الثاني كاف، وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 549] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)}
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ}
- قراءة الجماعة (من أجل) بسكون النون وقطع الهمزة.
[معجم القراءات: 2/262]
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع والحسن (من اجل) بكسر الهمزة، وحذفها، ونقل حركتها إلى الساكن قبلها، وهو النون.
- وقرأ ورش عن نافع (من اجل) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى النون قبلها، وهو مذهب ورش في أمثالها.
وذكر هذا الطوسي عن أبي جعفر والزبير، قال: (قرأ أبو جعفر والزبير (من اجل) ذلك بفتح النون وإسكان الهمزة، ومثله (قد افلح) وما أشبهه..)، وتتمة النص عند الطوسي مضطرب، قال: (والباقون يقطعون الهمزة بفتح النون بنقل الحركة من الهمزة إلى ما قبلها). كذا، وهذه هي القراءة السابقة نفسها.
- وقرأ أبو جعفر (من إجل) بسكون النون وكسر الهمزة، وهي لغة.
قال الزبيدي: (أجل: بالفتح والكسر لغتان، وبالكسر قرئ أيضًا قوله تعالى: من إجل ذلك..).
{ذَلِكَ كَتَبْنَا}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب بخلاف.
[معجم القراءات: 2/263]
{إِسْرَائِيلَ}
- قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة.
وانظر الآية/40 من سورة البقرة، ففيها من البيان ما ليس هنا.
{أَوْ فَسَادٍ}
- قراءة الجمهور (.. أو فسادٍ) بالخفض عطفًا على ما سبق على تقدير: بغير نفسٍ أو بغير فسادٍ في الأرض.
- وقرأ الحسن (أو فسادًا) بالنصب، أي وعمل فسادًا، على إضمار فعل، أو بالنصب على المصدر.
وقال ابن خالويه: (كأنه عطف مصدرًا على مصدر: من قتل نفسًا ظلمًا أو فسادًا).
{فَكَأَنَّمَا ... فَكَأَنَّمَا}
- قراءة الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أَحْيَاهَا}
- أماله الكسائي.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون ماضون على الفتح.
{أَحْيَا النَّاسَ}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (أحياها) في الوقف.
{وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ}
- تقدم في الآية/15 من هذه السورة:
[معجم القراءات: 2/264]
- إدغام الدال في الجيم والإظهار.
- إمالة جاء.
- حكم الهمز في الوقف.
{رُسُلُنَا}
- قراءة الجمهور (رسلنا) بضم السين.
- وقرأ أبو عمرو والحسن واليزيدي (رسلنا) بسكون السين للتخفيف.
قال مكي: (وقد حكى الأخفش أنه سمع من العرب.. بإسكان اللام تخفيفًا).
{بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء، وبالإظهار.
- وتقدم هذا في الآية/92 من سورة البقرة.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/265]

قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" أن تقتلوا أو تصلبوا أو تقطع " بإسكان القافين والصاد ابن مُحَيْصِن وحمد، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتحهن مع التشديد، وهو الاختيار على تكرار الفعل ليرتدعوا). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والحسن "أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع" بالسكون والتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [32] قرأ البصري بإسكان السين تخفيفًا، والباقون بالضم على الأصل {يصلبوا} [33] يفخمه ورش على أصله). [غيث النفع: 549] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}
{جَزَاءُ}
- الوقف لحمزة وهشام باثني عشر وجها، وقد تقدمت في الآية/29 من هذه السورة في قوله تعالى: {وذلك جزاء الظالمين).
{أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ}
- قراءة الجمهور في الأفعال الثلاثة بالتشديد (أن يقتلوا أو يصلبوا
[معجم القراءات: 2/265]
أو تقطع)، والتشديد للتكثير، والتكثير عند ابن عطية من جهة عدد الذي يوقع بهم.
- وقرأ الحسن ومجاهد وابن محيصن بالتخفيف في الثلاثة (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع).
{أَوْ يُصَلَّبُوا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون على الترقيق.
{أَيْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- والجماعة على الكسر مراعاة للياء قبلها (أيديهم).
وقال النحاس: (الأصل أيديهم) حذفت الضمة من الياء لثقلها.
{مِنْ خِلَافٍ}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{فِي الْآَخِرَةِ}
- سبقت القراءة فيه في الآية/4 من سورة البقرة وفيها:
- تحفيف الهمز، نقل الحركة والحذف السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
والتفصيل أوفى في الآية المحال عليها). [معجم القراءات: 3/266]

قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34)}
{أَنْ تَقْدِرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء وكسرها في الآية/23). [معجم القراءات: 2/266]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 10:59 AM

سورة المائدة
[ من الآية (35) إلى الآية (37) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36)}
{مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ}
- قراءة الجمهور (ما تقبل..) بضم التاء مبنيًا للمفعول.
- وقرأ يزيد بن قطيب (ما تقبل..) بفتح التاء مبنيًا للفاعل، أي ما تقبل الله ذلك منهم). [معجم القراءات: 3/267]

قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37)} {أَنْ يَخْرُجُوا}
- قراءة الجمهور (أن يخرجوا) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ النخعي وابن وثاب وأبو واقد وأبو الجراح (أن يخرجوا) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
{مِنَ النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
{بِخَارِجِينَ}
- أمال الألف محبوب والأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، وكذلك قال عباس الأنصاري، والعامة عن أبي عمرو على الفتح.
وتقدمت الإمالة فيه الآية/167 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/267]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:00 AM

سورة المائدة
[ من الآية (38) إلى الآية (40) ]

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}

قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) بالنصب فيهما الهمداني، وَحُمَيْد، وشِبْل في اختياره، وسيبويه عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على المبتدأ وهو أعم للجنس). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)}
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ}
- قراءة الجمهور (والسارق والسارقة) بالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: فيما يتلى عليكم، أو فيما فرض عليكم السارق والسارقة حكمهما...
وذهب جماعة من البصريين إلى أن الخبر جملة الأمر: فاقطعوا ولا يجوز هذا عند سيبويه..
والرفع هو اختيار الكوفيين.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن أبي عبلة وابن محيصن من طريق المعدل (والسارق والسارقة) بنصبهما على الاشتغال، والنصب هو اختيار سيبويه. وذكر أبو عبيد أن النصب هو الغالب في قراءة عيسى بن عمر.
قال مكي:
(وكان الاختيار على مذهب سيبويه النصب، لأنه أمر، وهو بالفعل أولى..، والاختيار عند الكوفيين الرفع على قراءة الجماعة؛ لأنه لم يقصد به قصد سارق بعينه..).
وقال سيبويه: (الوجه في كلام العرب النصب كما تقول: زيدًا
[معجم القراءات: 2/268]
فاضربه، ولكن أبت العامة إلا الرفع).
يعني عامة القراء وجلهم، ولما كان معظم القراء على الرفع تأوله سيبويه على وجه يصح، وهو أنه جعله مبتدأ والخبر محذوف.
- وقرأ ابن مسعود وإبراهيم النخعي (والسارقون والسارقات) على الجمع السالم.
- وفي مصحف أبي، وقراءته (والسرق والسرقة) بضم السين المشددة فيهما، وبغير ألف، كذا ضبطه أبو عمرو، قال الخفاف: (وجدته في مصحف أبي كذلك).
وذهب ابن عطية إلى أن هذا يشبه أن يكون تصحيفًا من الضابط؛ لأن قراءة الجماعة إذا كتبت (السارق) بغير ألف وافقت هذه في الخط.
قال الشهاب: (ومن الغريب أنه نقل عن أبي رضي الله عنه أنه قرأ والسرق والسرقة) بترك الألف وتشديد الراء، فقال ابن عطية -رحمه الله تعالى- إن هذه القراءة تصحيف؛ لأن السارق والسارقة كتبا بدون ألف في المصحف.
وقيل في توجيهها إنهما جمع سارق وسارقة لكن فاعلة لم ينقل فيه في جمع المؤنث فعلة، ولم يسمع فعلة في الجمع أصلًا، فلو قبل إنها صيغة مبالغة لكان أقرب، فانظره).
[معجم القراءات: 2/269]
{أَيْدِيَهُمَا}
- قراءة الجماعة (.. أيديهما) بضمير المثنى.
- وقرأ ابن مسعود وإبراهيم النخعي (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم) كذا على الجمع.
- وذكر ابن خالويه أن قراءة ابن مسعود (أيديهم).
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (أيمانهما) بدلًا من (أيديهما) في قراءة العامة.
وتحمل قراءة ابن مسعود على التفسير لقراءة العامة.
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
- جاء في البحر: (سمع أعرابي قارئًا يقرأ: (... والله غفور رحيم) فأنكر هذا! فقيل له التلاوة: (والله عزيز حكيم). فقال هكذا يكون: عز فحكم.
وفي رواية قال: (ما هذا كلام فصيح..).
فلما قيل له: التلاوة: (والله عزيز حكيم)، قال: بخٍ بخٍ! عز، فحكم، فقطع).
وأنا لم أذكر لك هنا قصة هذا الأعرابي على أنها قراءة يقرأ بها، ولكن لترى العربي القح الباقي على سليقته كيف يفهم هذه اللغة، وكيف يدرك بلاغة القرآن بسليقته، فقد أنزل الله كتابه على قدر من البيان الرفيع، والربط المحكم، ترقى إليه عقول هؤلاء العرب، فتأمل يرحمك الله!! وأين نحن من هؤلاء؟!). [معجم القراءات: 2/270]

قوله تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)}
{تَابَ مِنْ}
- روى اليزيدي عن أبي عمرو إدغام الباء في الميم.
قال ابن الجزري: (.. والباء في ذلك مفتوحة، وما ذاك إلا من أجل مجاورة (بعد ظلمه) المدغمة في مذهبه، والله أعلم.
والدليل على ذلك أنه مع إدغامه حرف المائدة أظهر (ومن تاب معك) في هود/112، والله أعلم).
وعلى هذا فالعلة في هذا الإدغام إنما هي المجاورة.
{بَعْدِ ظُلْمِهِ}
- أدغم الدال في الظاء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{أَصْلَحَ}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
- والباقون على الترقيق). [معجم القراءات: 3/271]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "يشاء" بالبدل مع ثلاثة البدل وبروم حركة الهمزة مع المد والقصر، ويندرج معه هشام بخلفه في الخمسة، غير أن مد حمزة حالة الروم أطول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنين} و{الأرض} [31 32] معًا و{الأخر} [27] و{لأقتلنك} و{يشآء} [40] والوقف على الثاني كاف، وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 549] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قدير} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب إجماعًا). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}
{يُعَذِّبُ مَنْ}
- تقدم الإخفاء فيه (أو الإدغام على رأي بعضهم) في الآية/18 من هذه السورة.
{يَشَاءُ}
- إذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) فلهما خمسة أوجه:
- المد، والتوسط، والقصر، مع البدل.
- والمد، والقصر مع التسهيل والروم.
- وهشام يوافق حمزة في ثلاثة البدل، وأما الوجهان الأخيران، فحمزة يتميز على هشام في طول المد على أصله.
[معجم القراءات: 2/271]
وتقدم مثل هذا في الآية/213 من سورة البقرة.
{يَغْفِرُ}
- تقدم الخلاف في ترقيق الراء في الآية/18 من هذه السورة.
{وَيَغْفِرُ لِمَنْ}
- تقدم الإدغام في الآية/18 من هذه السورة.
{يَشَاءُ}
- تقدم حكم الوقف عليه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/272]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:01 AM

سورة المائدة
[ من الآية (41) إلى الآية (43) ]

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي يَحْزُنْكَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ يُسَارِعُونَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يحزنك} [41] ذكر لنافع في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا يَحْزُنْك" [الآية: 41] بضم الياء وكسر الزاي نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يسارعون" [الآية: 41] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الدنيا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو، بخلفهما وللدوري عن أبي عمرو إمالتها كبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الرسول لا يحزنك}
{لا يحزنك} [41] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}
{الرَّسُولُ لَا}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف.
{يَحْزُنْكَ}
- قرأ نافع وابن محيصن (يحزنك) بضم الياء وكسر الزاي، من (أحزن)، وهي لغة تميم.
- وقراءة العامة (يحزنك) بفتح الياء وضم الزاي من (حزنه)، وهي لغة قريش، وهي العالية والأفصح.
[معجم القراءات: 2/272]
وتقدم بيان هاتين القراءتين مفصلًا في الآية/176 من سورة آل عمران.
{وَلَمْ تُؤْمِنْ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا في (يؤمنون) وأمثاله، وانظر الآية/88 من سورة البقرة.
{يُسَارِعُونَ}
- قراءة الجماعة (يسارعون) بألف، من (سارع).
- وقرأ السلمي والحر النحوي (يسرعون) بغير ألفٍ، من (أسرع).
- وأمال (يسارعون) الدوري عن الكسائي.
- والباقون على الفتح.
{سَمَّاعُونَ}
- قراءة العامة (سماعون) بالواو على الرفع خبر مبتدأ محذوف أي: هم سماعون، أو هو مبتدأ خبره ما قبله وهو (ومن الذين هادوا).
- وقرأ الضحاك (سماعين) بالياء، فهو منصوب على الذم، وإلى مثل هذا ذهب ابن عطية.
{لِلْكَذِبِ}
- قرأ الحسن وعيسى بن عمر (للكذب) بكسر الكاف وسكون الذال.
- وقرأ زيد بن علي (للكذب) بضم الكاف والذال جمع كذوب، مثل: صبور وصبر.
[معجم القراءات: 2/273]
- وقراءة العامة (للكذب) بفتح الكاف وكسر الذال.
{لَمْ يَأْتُوكَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لم ياتوك) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة بالإبدال في الوقف.
{الْكَلِمَ}
- قراءة العامة (الكلم) بفتح الكاف وكسر اللام، وهي قراءة ابن محيصن.
- وقرئ (الكلم) بكسر الكاف وسكون اللام، قال ابن عطية: (وهي لغة ضعيفة في كلمه).
وقرأ إبراهيم (الكلام) بألف.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/13 من هذه السورة.
{الْكَلِمَ مِنْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم.
{فَخُذُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فخذوهو) بوصل الهاء بواو.
{وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (وإن لم توتوه) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/274]
{الدُّنْيَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش وأبو عمرو وبالتقليل بخلاف عنهم.
- وللدوري عن أبي عمرو إمالتها إمالة كبرى أيضًا.
وتقدم هذا في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{فِي الْآَخِرَةِ}
- تقدم تفصيل القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/275]

قوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْحَاء وإسكانها من قَوْله {أكالون للسحت} 42 وَانْظُر 62 63
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي {للسحت} مثقلة مَضْمُومَة الْحَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {للسحت} خَفِيفَة سَاكِنة الْحَاء
وروى عَبَّاس بن الْفضل عَن خَارِجَة عَن نَافِع {للسحت} بِفَتْح السِّين وَجزم الْحَاء). [السبعة في القراءات: 243]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (السحت) حيث وقع بضم الحاء، وقرأ الباقون بإسكان الحاء). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {لِلسُّحْتِ} بضم الحاء: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (617 - وَفِي كَلِمَاتِ السُّحْتِ عَمَّ نُهىً فَتًى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([617] وفي كلمات السحت (عم) (نـ)هى (فـ)تى = وكيف أتى أذن به (نافعٌ) تلا
أصل سحت: استأصل. ومال مسحوتٌ ومسحتٌ من ذلك.
[فتح الوصيد: 2/853]
ثم سمي الحرام سحتًا وسحتًا، لأنه يسكت الدين أو المروءة أو البركة أو آكله؛ كما قال تعالى: {فيسحتكم بعذاب}؛ وهو كالرعْب والرعُب، بالتخفيف والتثقيل.
وفي (عم)، ضمير يعود إلى الإسكان في البيت قبله.
والنهى، جمع نُهية، وهي الغاية والنهاية؛ ومعناه: أن الإسكان في السحت دل على نُهى القارئ به فعمها). [فتح الوصيد: 2/854]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [617] وفي كلمات السحت عم نهى فتًى = وكيف أتى أذنٌ به نافعٌ تلا
ب: (النهي) جمع (نهية) وهي: اللب.
ح: (نهى): مفعول (عم)، فاعله: ضمير يرجع إلى (الإسكان)، (فتًى): مضاف إليه، (في كلمات): ظرف (عم)، (كيف): ظرف فيه معنى الشرط، (أتى أذنٌ): شرطه، (به نافع تلا): جزاء، والهاء في (به): لـ (الإسكان) .
ص: أي: قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان الحاء في جميع ألفاظ: {السحت}، وقال: (كلمات السحت) لأنه تكرر في هذه السورة.
وتلا نافع بإسكان الذال من {أذنٌ} كيف أتى منكرًا أو معرفًا، موحدًا أو مثنًى، نحو: {ويقولون هو أذن} [التوبة: 61]، و{والأذن
[كنز المعاني: 2/172]
بالأذن} [45] و{في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7]، والباقون بالضم فيهما). [كنز المعاني: 2/173] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (617- وَفِي كَلِمَاتِ السُّحْتِ "عَمَّ نُـ"ـهىً "فَـ"ـتًى،.. وَكَيْفَ أَتى أُذْنٌ بِهِ نَافِعٌ تَلا
السحت: ما لا يحل، وإنما قال كلمات السحت؛ لأنه تكرر في مواضع من هذه السورة وفي عم ضمير يعود إلى الإسكان والنهى جمع نهية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
وهي الغاية والنهاية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/91]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (617 - وفي كلمات السّحت عمّ نهى فتى = .... .... .... .... ....
....
ثم عطف على إسكان الضم فقال (وفي كلمات السحت إلخ) يعني قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان ضم الحاء في جميع كلمات السُّحْتَ* نحو: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ، وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ*. وقرأ الباقون بضم الحاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للسحت} [42] ذكر في البقرة، وكذا {والأذن} [45] لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن حاء "السحت" [الآية: 42] نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للسحت} [42] قرأ نافع والشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} لا يخفى {النبيون} [44] كذلك). [غيث النفع: 553] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)}
{لِلسُّحْتِ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف والأعمش (للسحت) بضم السين وسكون الحاء مخففًا.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وسهل ويعقوب (للسحت) بضمتين مثقلًا.
- وقرأ زيد بن علي، وعباس بن الفضل عن خارجة بن مصعب عن نافع
[معجم القراءات: 2/275]
(للسحت) بفتح السين وإسكان الحاء، وهو مصدر من (سحت).
- وقرأ عبيد بن عمير (للسحت) بكسر السين وسكون الحاء.
- وقرئ بفتحتين (للسحت).
{جَاءُوكَ}
- أمال حمزة وابن ذكوان الألف.
- وورش بمد على الهمزة ويوسط ويقصر.
- وإذا وقف حمزة عليه فله أربعة أوجه:
1- المد والقصر مع التسهيل.
2- المد والقصر مع إبدالها واوًا.
وتقدمت القراءة فيه في الآية/15 في (جاءكم) والآية/32 (جاءتهم).
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/276]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" الخلاف في إمالة التورية غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" حكم "التوراة" وكذا "جاءك" و"آتيكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}
{التَّوْرَاةُ}
- أمال الألف أبو عمرو والكسائي وحمزة بخلاف عنه وابن ذكوان وخلف واليزيدي والأعمش وورش من رواية الأصبهاني.
- وورش وحمزة بين بين.
- وقالون بالفتح، وبين اللفظين.
[معجم القراءات: 2/276]
- والباقون بالفتح.
- وسبق الحديث عن هذا مفصلًا في الآيتين/4 و48 من سورة آل عمران.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في الذال والإظهار.
{بِالْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/277]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:06 AM

سورة المائدة
[ من الآية (44) إلى الآية (45) ]

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}

قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {واخشون وَلَا تشتروا} 44
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {واخشون} بِغَيْر يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أبو عَمْرو {واخشون} بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل
وَاخْتلف عَن نَافِع فَقَرَأَ فِي رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل وَفِي رِوَايَة قالون والمسيبي وورش بِغَيْر يَاء فِي وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 243 - 244]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "وَاخْشَوْنِ وَلا" [الآية: 44] وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب
[إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
وحذفها الباقون فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} لا يخفى {النبيون} [44] كذلك). [غيث النفع: 553] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واخشون ولا} [43] قرأ البصري بإثبات الياء، وصلاً لا وقفًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}
{التَّوْرَاةَ}
- سبق الحديث عن الإمالة فيه في الآية السابقة.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2 من سورة البقرة.
{يَحْكُمُ بِهَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم بغنة عند الباء.
{النَّبِيُّونَ}
- قراءة نافع (النبيئون) بالهمز، وهو مذهبه في هذه المادة وما كان منها.
{وَاخْشَوْنِ وَلَا ...}
- قرأ أبو عمرو وإسماعيل وابن جماز عن نافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل (واخشوني ولا ...).
[معجم القراءات: 2/277]
- وقرأ يعقوب وسهل وابن شنبوذ عن قنبل بإثباتها في الحالين.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بحذف الياء في الحالين (واخشون ولا..)، وهي رواية قالون والمسيبي ورش عن نافع.
{بِآَيَاتِي}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{الْكَافِرُونَ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف). [معجم القراءات: 3/278]

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {أَن النَّفس بِالنَّفسِ} إِلَى قَوْله {والجروح قصاص} 45
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أَن النَّفس بِالنَّفسِ وَالْعين بِالْعينِ وَالْأنف بالأنف وَالْأُذن بالأذن وَالسّن بِالسِّنِّ} ينصبون ذَلِك ويرفعون {والجروح}
وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وَحَمْزَة بِنصب ذَلِك كُله
وروى الْوَاقِدِيّ عَن نَافِع {والجروح} رفعا
وَقَرَأَ الْكسَائي {أَن النَّفس بِالنَّفسِ} نصبا وَرفع مَا بعد ذَلِك كُله
وَكلهمْ ثقل {وَالْأُذن} إِلَّا نَافِعًا فَإِنَّهُ خففها فِي كل مَوضِع من الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والعَيْنُ) وما بعده، رفع الكسائي، (والجُرُوحُ) رفع فقط مكي، شامي وأبو عمرو، ويزيد (الأُذْنُ) خفيف، حيث كان نافع). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والعين) [45]، وما بعدها: رفع: علي، وأبو عبيد، ورفع مكي،
[المنتهى: 2/662]
وشامي، وأبو عمرو، ويزيد، والضرير (والجروح). مخير بالأوجه الثلاثة: أبو حاتم). [المنتهى: 2/663]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والأذن) [45] خفيف، حيث جاء: نافع). [المنتهى: 2/663]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (والعين والأنف والأذن والسن) بالرفع في الأربعة، وقرأ الباقون بالنصب فيهن، ولا اختلاف في نصب (النفس).
قرأ نافع وعاصم وحمزة (والجروح) بالنصب، ورفع الباقون، وكلهم ضموا الذات من (الأذن وأذنيه) حيث وقع إلا نافعًا فإنه أسكنها). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {والعين بالعين}، وما بعده، إلى: {والجروح} (45): بالرفع.
ورفع ابن كثير، وابن عامر، وابو عمرو: {والجروح} فقط.
والباقون: كل ذلك بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 269]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {والأذن بالأذن} (45)، و: {في أذنيه} (لقمان: 7): كل ذلك: بإسكان الذال، حيث وقع.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكسائي: (والعين بالعين) وما بعده بالرّفع، ورفع ابن كثير وابن عامر وأبو
[تحبير التيسير: 346]
عمرو أبو جعفر (والجروح) فقط. والباقون كل ذلك بالنّصب.
نافع: (والأذن بالأذن، وفي أذنيه) بإسكان الذّال حيث وقع، والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْعَين) وما بعدها بالرفع الكسائي، وابْن مِقْسَمٍ وهو الاختيار عطف على الموضع، الباقون بالنصب إلا (الجرُوحَ)، وقرأ أبو حيوة (أَنَّ النَّفْسَ) خفيف مع الرفع، الباقون مشدد ونصب السين، وهو الاختيار لموافقة الجماعة، (وَالْأُذُنَ) خفيف نافع حيث وقع غير اختيار صاحبيه، وأبو جعفر طريق الدهان، الباقون بالإشباع وهو الاختيار.
(وَالْجُرُوحَ) رفع العالية غير نافع إلا الأصمعي، والواقدي عنه، وأَبُو عَمْرٍو، والضَّرِير عن يَعْقُوب وابن حنبل، وابْن سَعْدَانَ، وطَلْحَة، والكسائي، وسهل بالأوجه الثلاثة الرفع والنصب والجر، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([45]- {وَالْعَيْنَ} وما بعده، رفع: الكسائي.
ورفع ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {الْجُرُوحَ} فقط.
[45]- {الْأُذُنَ} خفيف كيف جاء: نافع). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (617- .... .... .... .... = وَكَيْفَ أَتى أُذُنٌ بِهِ نَافِعٌ تَلاَ
618 - وَرُحْمًا سِوَى الشَّامِي وَنُذْرًا صِحَابُهُمْ = حَمَوْهُ وَنُكْرًا شَرْعُ حَق لَهُ عُلاَ
619 - وَنُكْرٍ دَنَا وَالْعَيْنُ فَارْفَعْ وَعَطْفَهَا = رِضًى وَالْجُرُوحُ ارْفَعْ رِضى نَفَرٍمَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والهاء في (به)، تعود على الإسكان؛ أي كيف ما أتی (أذن) منكرًا أو معرفًا أو مفردًا أو مثنى فنافع يتلوه بالإسكان.
وقيل: الإسكان هو الأصل فيه، وإنما ضم إتباعًا.
وقيل: بل الأصل التحريك، وإنما أسكن تخفيفًا كالأكل من الأكل.
وقيل: هما لغتان، كالنُكْر والنُكُر.
[618] ورحمًا سوى (الشامي) ونذرًا (صحابـ)هم = (حـ)موه ونكرًا (شـ)رع (حق) (لـ)ـه (عـ)لا
الرحم والرحم لغتان. وفي التخفيف اعتبار الموافقة في رؤوس الآي.
والتثقيل لغة أخرى معروفة؛ قال الشاعر- وأنشده أبو عمرو-:
[فتح الوصيد: 2/854]
ومن ضريبته التقوى ويعصمه = من سيء العثرات الله والرحم
و(نذرًا صحابهم حموه)، لأنهم احتجوا له بموافقة رؤوس الآي، وبالإجماع على تسكين الذي قبله، وهما لغتان. وكذلك نكْرًا ونُكُرًا.
ومعنى (شرع حقٌ)، هو ما أشرت إليه من موافقة الآي.
[619] ونكرٍ (د)نا والعين فارفع وعطفها (ر)ضًى والجروح ارفع (ر)ضى (نفرٍ)ملا
لما قرأ ابن كثير {نكرًا} المنصوب مسكنًا، قرأ المخفوض مثله، لأنها لغة واحدة؛ فهو يدنو من المنصوب.
والذين أسكنوا ذاك، وحركوا هذا، حجتهم موافقة الآي.
وقال: (رضی)، لأنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واختارها أبو عبيد رحمه الله لذلك وقال: «إنما تتقى القراءة إذا كانت مفارقة للخط أو مستكرهة في العربية. فإذا لم يكن ذلك، فإنا لا نرى لتارك قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عذرا».
والرفع على ثلاثة أوجه:
[فتح الوصيد: 2/855]
العطف على محل النفس، لأن المعنى: وكتبنا عليهم النفس بالنفس؛ أي: وقلنا لهم: {النفس بالنفس والعين بالعين...إلى {والجروح قصاص}.
أو على الاستئناف، عطف جملة على جملة، لا على الاشتراك في العامل.
أو على ضمير النفس؛ أي أن النفس مأخوذة هي بالنفس.
(والجروح ارفع رضى نفرٍ ملا)، أي أشراف، وهم الذين اختاروا هذه القراءة.
وذلك أن الأسماء التي قبله معطوفة على لفظ النفس.
{والجروح}: مستأنف. و{قصاص}: خبره.
ومن نصب {والجروح}، عطفه على ما قبله. و{قصاص}: خبر {أن}، وهي قراءة نافع وعاصم وحمزة). [فتح الوصيد: 2/856]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [617] وفي كلمات السحت عم نهى فتًى = وكيف أتى أذنٌ به نافعٌ تلا
ب: (النهي) جمع (نهية) وهي: اللب.
ح: (نهى): مفعول (عم)، فاعله: ضمير يرجع إلى (الإسكان)، (فتًى): مضاف إليه، (في كلمات): ظرف (عم)، (كيف): ظرف فيه معنى الشرط، (أتى أذنٌ): شرطه، (به نافع تلا): جزاء، والهاء في (به): لـ (الإسكان) .
ص: أي: قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان الحاء في جميع ألفاظ: {السحت}، وقال: (كلمات السحت) لأنه تكرر في هذه السورة.
وتلا نافع بإسكان الذال من {أذنٌ} كيف أتى منكرًا أو معرفًا، موحدًا أو مثنًى، نحو: {ويقولون هو أذن} [التوبة: 61]، و{والأذن
[كنز المعاني: 2/172]
بالأذن} [45] و{في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7]، والباقون بالضم فيهما.
[618] ورحمًا سوى الشامي ونذرًا صحابهم = حموه ونكرًا شرع حق له علا
ح: (ورحمًا): عطف على مفعول (تلا)، (سوى الشامي): فاعله بمعنى (غير)، (نذرًا): مبتدأ، (صحابهم): مبتدأ ثانٍ، والضمير: للقراء، (حموه): خبر، والهاء: لـ (نذرًا)، و (نكرًا): مبتدأ، (شرع حقٌ): خبر، (له علا): صفته.
ص: أي: قرأ غير ابن عامر بإسكان الحاء في: {وأقرب رحمًا} في الكهف [81].
وأسكن الذال من: {أو نذرًا} في المرسلات [6] حمزة والكسائي وحفص وأبو عمرو، والكاف من: {نكرًا} في موضعي الكهف [74، 87]، وفي الطلاق [8] حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص.
[619] ونكرٍ دنا والعين فارفع وعطفها = رضى والجروح ارفع رضى نفرٍ ملا
ب: (الملا): الأشراف.
[كنز المعاني: 2/173]
ح: (نُكر دنا): مبتدأ، وخبر، و(العين): مفعول (ارفع)، و (عطفها): عطف عليه، أي: ما عطف على العين، (رضًى): حال، (الجروح): مفعول (ارفع)، (رضى): حال، نفرٍ: مضاف إليه، (ملا): صفته.
ص: أي: أسكن ابن كثير الكاف في قوله: {إلى شيء نكر} في القمر [6]، والباقون في الكل بالضم، والضم والإسكان في هذا النوع لغتان.
ورفع الكسائي: {والعين بالعين} [45] وما عطف عليه، وهو{والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن} [45] ونصب الباقون.
فالرفع على الاستئناف وقطع الجملة عما قبله، والنصب عطفٌ على اسم {أن}.
ورفع: {والجروح قصاصٌ} الكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، فالكسائي: على أصله من حمله على الاستئناف، ووافقه آخرون كأنهم رأوه ابتداء شريعةٍ ؛ لأنه ما كتب عليهم هذا الحكم، فكأنه قال
[كنز المعاني: 2/174]
بعدما حكى عن بني إسرائيل: قد جعلت الجروح بينكم يا أمة محمد قصاصًا). [كنز المعاني: 2/175]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والهاء في به للإسكان أيضا؛ أي: كيفما أتى لفظ أذن؛ منكرا أو معرفا مفردا أو مثنى نحو: "وَيَقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ"، "وَالْأُذْنَ بِالْأُذْنِ"، "فِي أُذْنَيْهِ وَقْرًا".
الضم والإسكان لغتان والله أعلم.
618- وَرُحْمًا سِوَى الشَّامِي وَنُذْرًا "صِحَابُـ"ـهُمْ،.. "حَـ"ـمَوْهُ وَنُكْرًا "شَـ"ـرْعُ "حَـ"ـق "لَـ"ـهُ "عُـ"ـلا
ألحق بالألفاظ السابقة ما يشاكلها مما وقع فيه الخلاف المذكور في غير هذه السورة أراد: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} في الكهف، {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} في المرسلات، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} في الكهف، ولا خلاف في إسكان عذرا.
619- وَنُكْرٍ "دَ"نَا وَالعَيْنُ فَارْفَعْ وَعَطْفَهَا،.. "رِ"ضًى وَالجُرُوحُ ارْفَعْ "رِ"ضى "نَفَرٍ" مَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/91]
يريد: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} في سورة القمر سكنها ابن كثير وحده قوله: والعين فارفع يريد: {وَالعَيْنَ بِالعَيْنِ}،
قوله: وعطفها؛ أي: ومعطوفها: يعني: ما عطف عليها وهو الأنف والأذن والسن.
وللرفع ثلاثة أوجه:
أحدها: الرفع على استئناف جملة وعطفها على الجملة السابقة كقولك: فعلت كذا وزيد فعل كذا وعمرو وبكر، قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على جملة وليست للاشتراك في العامل كما كان كذلك في قول من نصب، ولكنها عطفت جملة على جملة كما يعطف المفرد على المفرد.
قال: والوجه الثاني: أنه حمل الكلام على المعنى؛ لأنه إذا قال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}.
فمعنى الحديث: قلنا لهم النفس بالنفس، فحملت العين بالعين على هذا.
قلت: لأن "أنَّ" ههنا لو حذفت لاستقام معنى الكلام بحذفها استقامته بثبوتها، وتكون النفس مرفوعة فصارت "أنَّ" هنا كـ "إنَّ" المكسورة في أن حذفها لا يخل بالجملة، فجاز العطف على محل اسمها كما يجوز على محل اسم المكسورة، وقد حمل على ذلك: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/92]
وَرَسُولُهُ}.
قال الشيخ أبو عمرو: ورسولُه بالرفع معطوف على اسم "أنَّ" وإن كانت مفتوحة؛ لأنها في حكم المكسورة، وهذا موضع لم ينبه عليه النحويون، ثم وجّه ذلك وقرره بما سنذكره إن شاء الله تعالى في شرح النظم في النحو، وقال الزمخشري: والعين بالرفع للعطف على محل: {إِنَّ النَّفْسَ}؛ لأن المعنى: وكتبنا عليهم النفس بالنفس؛ إما لإجراء كتبنا مجرى قلنا، وإما لأن معنى الجملة التي هي النفس بالنفس مما يقع عليه الكتب كما تقع عليه القراءة، قال الزجاج: رفعه على وجهين: العطف على موضع النفس بالنفس وعلى الاستئناف، قال: وفيها وجه آخر: أن يكون عطفا على الضمير في "بالنفس" المعنى أن النفس مأخوذة هي بالنفس والعين معطوفة على هي.
قلت: ورفع الجروح على الابتداء، وقصاص: خبره، وعلى قراءة نصب الجروح يكون قصاص خبر أن ولا يستقيم في رفع الجروح.
الوجه الثالث وهو: أنه عطف على الضمير الذي في خبر النفس، وإن جاز فيما قبلها وسببه استقامة المعنى في قولك: مأخوذة هي بالنفس والعين مأخوذة بالعين ولا يستقيم، والجروح مأخوذة قصاص هذا معنى قول بعضهم لما خلا وله الجروح وقصاص عن الباقي الخبر خالف الأسماء التي قبلها فخولف بينها في الإعراب، وقال بعضهم: إنما رفع الجروح ولم ينصب تبعا لما قبله فرقا بين الجملة والمفسر، وقيل: خولف ذلك
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/93]
الإعراب؛ لاختلاف الجراحات وتفاوتها، فإذن الخلاف بذلك الاختلاف، قال أبو علي: فأما {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} فمن رفعه يقطعه عما قبله؛ فإنه يحتمل هذه الوجوه الثلاثة التي ذكرناها في قول من رفع: "والعينُ بالعين"، ال: ويجوز أن يستأنف: "وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ" ليس على أنه مما كتب عليهم في التوراة ولكن على استئناف إيجاب وابتداء شريعة في ذلك قال: ويقوي أنه من المكتوب عليهم في التوراة نصب من نصبه.
قلت: وفي هذا البيت رضى مرتين فالأول: حال من الضمير في ارفع، والثاني: حال من مفعول ارفع والملا: الأشراف؛ أي: أنه مرضى لهم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (617 - .... .... .... .... .... = وكيف أتى أذن به نافع تلا
618 - ورحما سوى الشّامي ونذرا صحابهم = حموه ونكرا شرع حقّ له علا
619 - ونكر دنا والعين فارفع وعطفها = رضى والجروح ارفع رضى نفر ملا
....
وقرأ نافع لفظ أُذُنٌ* بإسكان ضم الذال كيف أتى سواء كان هذا اللفظ معرفا نحو: وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ. أم منكرا نحو: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، وَتَعِيَها أُذُنٌ. أم مضافا نحو: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ. وسواء كان مفردا كهذه الأمثلة أم مثنى نحو: كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً. وقرأ غيره بضم الذال في الجميع.
وقرأ جميع السبعة إلا ابن عامر: وَأَقْرَبَ رُحْماً بالكهف بإسكان ضم الحاء وقرأ ابن عامر بضمها، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وأبو عمرو: أَوْ نُذْراً في المرسلات بإسكان ضم الذال. وقرأ الباقون بضمها ولا خلاف بين السبعة في إسكان ذال كلمة عُذْراً التي قبل نُذْراً. وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو
[الوافي في شرح الشاطبية: 251]
وهشام وحفص بإسكان ضم الكاف في: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً بالكهف، وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً بالطلاق. وقرأ الباقون وهم نافع وشعبة وابن ذكوان بضمها. وقرأ ابن كثير بإسكان ضم الكاف في: إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ بالقمر. وقرأ غيره بضمها. وقوله (والعين فارفع إلخ) معناه أن الكسائي وحده قرأ برفع النون في كلمة وَالْعَيْنَ وبرفع ما عطف عليها من الكلمات وهي وَالْأَنْفَ، وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ. وقرأ برفع الحاء في كلمة وَالْجُرُوحَ الكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. فحينئذ يقرأ الكسائي برفع الكلمات الخمس وهي وَالْعَيْنَ وَالْأَنْفَ وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ وَالْجُرُوحَ. ويقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر برفع وَالْجُرُوحَ فقط ونصب الكلمات الأربع قبلها. ويقرأ الباقون بنصب الكلمات الخمس. ولا خلاف بين القراء في نصب لفظ النَّفْسَ المجرد من الباء؛ لأنه اسم أن وهو ينصب اتفاقا و(ملا) بتخفيف الهمز بمعنى أشراف). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101 - وَرَفْعَ الْجُرُوحَ اعْلَمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- ورفع الجروح (ا)علم وبالنصب مع جزا = ء نون ومثل ارفع رسالات (حـ)ـولا
مع الأولين اضمم غيوب عيون مع = جيوب شيوخًا (فـ)ـد ويوم ارتفع لملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) آعلم وهو أبو جعفر {والجروح} [45] وبالرفع على الاستئناف ثم قال: وبالنصب مع أي وبالنصب من تتمة الخلاف في الجروح إلا أنه متعلق بيعقوب كباقي الأمثلة الآتية أي قرأ مرموز (حا) حولا آخر البيت وهو يعقوب {والجروح} [45] بالنصب عطفًا على النفس وعلم من الوفاق لخلف كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 121]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (الْعَيْنِ وَالْأَنْفَ وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ وَالْجُرُوحَ) فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِالرَّفْعِ فِي الْخَمْسَةِ، وَافَقَهُ فِي " الْجُرُوحِ " خَاصَّةً ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ السُّحْتَ، (وَالْأُذْنَ) مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {والعين} [45]، {والأنف} [45]، {والأذن} [45]، {والسن} [45]، {والجروح} [45]، برفع الخمسة، وافقه في {والجروح} ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للسحت} [42] ذكر في البقرة، وكذا {والأذن} [45] لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (579- .... .... .... .... .... = والعين والعطف ارفع الخمس رنا
580 - وفي الجروح ثعب حبرٍ كم ركا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والعين) يريد قوله تعالى «والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح» قرأ الكلمات الخمس بالرفع الكسائي قوله: (والعطف): أي وما عطف على العين وهو أربع كلمات والأنف والأذن والسن والجروح
وفي الجروح (ث) عب (حبر ك) م (ر) كا = وليحكم اكسر وانصبن محرّكا
أي وفي قوله تعالى «او الجروح» الذي هو من جملة الخمس الكلمات المذكورة في البيت قبله الرفع لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر والكسائي أيضا، وإنما أعاد ذكر الكسائي وإن كان قد علم له الرفع من البيت المتقدم دفعا لتوهم أن يكون مع الباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو راء (رنا) الكسائي في العين وما عطف عليه وهو: الأنف، وو الأذن وو السن، وو الجروج [المائدة: 45]: (خمستها بالرفع).
ووافقه في [البعض] بعض؛ فلذا قال:
ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا
ش: أي: وافقه على رفع والجروح [المائدة: 45] خاصة ذو ثاء (ثعب) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وكاف (كم) ابن عامر وراء [ركا] الكسائي.
وجه رفع الخمسة: عطفها على محل أنّ النّفس [المائدة: 45] باعتبار المعنى؛ لأنها في حكم المكسورة.
أي: وقلنا لهم، أو قرأنا عليهم.
[ومن ثم قال الزجاج: لو قرئ بالكسر لجاز] أو على الاستئناف للعموم، أو عطفها عطف الجمل.
ومن ثم قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على أخرى، لا للاشتراك في العامل.
وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر.
ووجه نصبها: العطف على لفظ النفس.
ووجه رفع والجروح [المائدة: 45]: ما تقدم إلا قول الزجاج، وخصها؛ لاختلاف التقدير.
والمختار النصب؛ لأنه أدل على المعنى، وهو كتبها كلها في التوراة [وتكليفنا بها؛ لقوله]: ومن لّم يحكم [المائدة: 44، 45، 47].
تنبيه:
[يظهر فائدة] قوله: (محركا) والضد، وهو إسكان اللام والميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/286] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والعين، والأنف، والسن، والأذن، والجروح" [الآية: 45] فالكسائي بالرفع في الخمسة، فالواو عاطفة جملا اسمية على أن وما في حيزها باعتبار المعنى، فالمحل مرفوع كأنه قيل: كتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين إلخ، فإن الكتابة والقراءة يقعان على الجمل كالقول، وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر يعني بالنفس وحينئذ يكون الجار والمجرور حالا مبينة للمعنى، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بالنصب فيما عدا الجروح، فإنهم يرفعونها قطعا لها عما قبلها مبتدأ وخبره قصاص وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، والباقون بنصب الكل عطفا على اسم أن لفظا والجار بعده خير، وقصاص وهو من عطف الجمل عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر نحو: إن زيدا قائم وعمرا قاعد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسكن ذال "الأذن" حيث جاء نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والعين} {والأنف} {والأذن} {والسن} {والجروح} [45] قرأ نافع وعاصم وحمزة بنصب الخمس، على العطف، وعلي برفع الخمس، على الاستئناف، والباقون بنصب الأربع، على العطف، ورفع {الجروح} على الاستئناف). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأذن بالأذن} قرأ نافع بإسكان الذال، والباقون بالضم). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا}
- في مصنف أبي بن كعب (وأنزل الله على بني إسرائيل فيها..)، وأثبتها الألوسي: (وأنزلنا على بني إسرائيل).
{عَلَيْهِمْ}
- سبقت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/23 من هذه السورة.
{أَنَّ النَّفْسَ}
- روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (أن النفس) بتخفيف (أن) وكسرها لالتقاء الساكنين، ورفع ما بعدها، وما عطف عليه.
- وقراءة الجماعة (أن النفس) بشد النون ونصب ما بعدها.
[معجم القراءات: 2/278]
{وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ ... وَالْأُذُنَ ... وَالسِّنَّ ... وَالْجُرُوحَ}
- قرأ نافع وحمزة وعاصم وخلف ويعقوب والأعمش (والعين.. والأنف.. والأذن.. والسن.. والجروح..)، بالنصب في العين وما بعدها من المعاطيف على التشريك في عمل (إن) النصب، وخبر (إن) هو المجرور.
والجروح: خبره (قصاص)، وهو من عطف الجمل، عطف الاسم على الاسم، والخبر على الخبر، مثل قوله: إن زيدًا قائم وعمرًا قاعد.
- وقرأ الكسائي، وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو عبيد (والعين ... والأنف ... والأذن ... والسن ... والجروح) برفع العين وما بعدها، والواو عطفت جملًا اسمية على (أن واسمها) باعتبار المعنى، والمحل مرفوع.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، وهي رواية الواقدي عن نافع (والعين..
[معجم القراءات: 2/279]
والأنف.. والأذن.. والسن.. والجروح) بنصب الأربعة، ورفع (الجروح) بقطعها عما قبلها، فتكون مبتدأً، خبره (قصاص).
قال الأنباري: (من رفعها وقف على ما قبلها، ومن نصبها لم يقف على ما قبلها).
- وقرأ أبي بن كعب (النفس ... والعين ... والأنف ... والأذن ... والسن ... والجروح ...) برفع السن والجروح، ونصب ما عداهما.
{وَالْجُرُوحَ}
- وقرأ أبي بن كعب (وأن الجروح..) بزيادة (أن) على قراءة الجماعة، ورفع (الجروح).
{وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ}
- قراءة نافع (والأذن بالأذن) بسكون الذال فيه معرفًا ومنكرًا ومثنى حيث وقع.
- والجماعة على التثقيل (والأذن بالأذن)، قيل: هما لغتان، وقيل: الأصل الإسكان، وإنما ضم الذال إتباعًا.
وقيل: التحريك هو الأصل، وإنما سكن تخفيفًا.
[معجم القراءات: 2/280]
{فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ}
- قرأ أبي (ومن يتصدق به فإنه..)، وهو كذلك في مصحفه.
{فَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (فهو) بسكون الهاء.
والباقون (فهو) بضم الهاء.
وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ}
- قرأ أبي بن كعب (فهو كفارته له)، أي فالمتصدق كفارته التي يستحقها بالتصدق لا ينقص منها شيء، فالضمير على هذه القراءة للمتصدق لا للتصدق). [معجم القراءات: 3/281]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:07 AM

سورة المائدة
[ من الآية (46) إلى الآية (47) ]

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}

قوله تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "آثارهم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)}
{آَثَارِهِمْ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني واليزيدي.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بِعِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
{بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 2/281]
{يَدَيْهِ ... يَدَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (يديهي) بوصل الهاء بياء.
{التَّوْرَاةِ ... التَّوْرَاةِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/43 من هذه السورة.
{الْإِنْجِيلِ}
- قراءة الجماعة بكسر الهمزة (الإنجيل).
- وتقدمت فيه قراءة الحسن بفتحها (الأنجيل)، انظر الآية/3 من سورة آل عمران، وانظر حديث الزجاج فيه في الآية القادمة/47.
{فِيهِ..}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي..) بوصل الهاء بياء.
{فِيهِ هُدًى}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب، بخلاف.
{هُدًى ... هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2 من سورة البقرة.
{وَهُدًى وَمَوْعِظَةً}
- قراءة الجمهور (وهدى وموعظة) بالنصب فيهما على الحال معطوفين على (مصدقًا)، وعلامة الإعراب ظاهرة في (موعظة) ومقدرة في (هدى).
- وقرأ الضحاك (هدى وموعظة) بالرفع فيهما على تقدير: هو هدىً وموعظة..
قال العكبري: (وقد قرئ في الشاذ بالرفع، أي وفي الإنجيل هدىً وموعظة) ). [معجم القراءات: 2/282]

قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي إسكان اللَّام وَالْمِيم وَفتح الْمِيم وَكسر اللَّام من قَوْله {وليحكم} 47
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {وليحكم} بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وليحكم} بِإِسْكَان اللَّام وَجزم الْمِيم). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَلِيَحْكُمَ) بكسر اللام، وفتح الميم، حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وليحكم) [47]: بكسر اللام وفتح الميم حمصي، وحمزة). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (وليحكم) بكسر اللام وفتح الميم، وقرأ الباقون بإسكان اللام والميم، وورش على أصله). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل} (47): بكسر اللام، ونصب الميم.
والباقون: بإسكان اللام، وجزم الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 269]
وورش: على أصله، يحركها بحركة همزة (أهل) ). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (وليحكم أهل) بكسر اللّام ونصب الميم، والباقون بإسكان اللّام وجزم الميم، وورش على أصله يحركها بحركة همزة أهل). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلْيَحْكُمْ) بكسر اللام وفتح الميم الزَّيَّات إلا الأزرق، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وابن صبيح، وحمصي، الباقون بجزم الميم، وهو الاختيار على الأمر الغائب، وافق على كسر اللام ابْن مِقْسَمٍ، وعباس طريق الرومي، وشيبة، والاختيار في اللام السكون كالباقين). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([47]- {وَلْيَحْكُمْ} بكسر اللام وفتح الميم: حمزة). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (620 - وَحَمْزَةُ وَلْيَحْكُمْ بِكَسْرٍ وَنَصْبِهِ = يُحَرِّكُهُ .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([620] و(حمزة) وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب (كـ)ملا
وجه قراءة حمزة، أنا لام كي؛ والمعنى: وللهدى والموعظة آتيناه الإنجيل، وللحكم.
وإن جعلنا {وهدىً وموعظة} منصوبين على الحال كـ {مصدقًا}، قدرنا: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، آتيناه الإنحيل.
ومعنى القراءة الأخرى، الأمر؛ وهو أمر سابق محكي؛ أي: وقلنا له: وليحكم أهل الإنجيل، كما قيل لنا: {وما واتاكم الرسول فخذوه} ). [فتح الوصيد: 2/856]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [620] وحمزة وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب كملا
ح: (حمزة): مبتدأ (وليحكم): مبتدأ ثانٍ، (يحركه): خبره، والهاء: لـ (وليحكم)، (بكسرٍ ونصبه): متعلق بـ (يحركه)، والضمير في (نصبه): لحمزة، أو للفظ: (وليحكم)، (يبغون): مبتدأ، (خاطب): خبره، فاعله: ضمير (يبغون) ؛ لأن الخطاب حصل بسببه، (كملا): مفعوله.
ص: قرأ حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله} [47] بكسر اللام ونصب الميم على أنه متعلق بمحذوف، أي: ليحكم أهل الإنجيل بما فيه آتيناه الإنجيل، والباقون بإسكان اللام والميم على الأمر للغائب.
وقال: (يحركه) ليدل على القراءة الأخرى، لأن ضد التحريك الإسكان، وإلا لكان ضد الكسر الفتح، وضد النصب الخفض.
وقرأ ابن عامر: (أفحكم الجاهلية تبغون) [50] بالخطاب، أي:
[كنز المعاني: 2/175]
قل لهم: أفحكم الجاهلية تبغون؟ والباقون بالغيبة ؛ لأن قبله: {وإن كثيرًا من الناس لفاسقون} [49].
والمراد بالكمل: أهل الكتاب؛ لأنهم أهل فهمٍ، فحسن توبيخهم). [كنز المعاني: 2/176] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (620- وَحَمْزَةُ وَلْيَحْكُمْ بِكَسْرٍ وَنَصْبِهِ،.. يُحَرِّكُهُ يَبْغُونَ خَاطَبَ "كُـ"ـمَّلا
أي: وحمزة يحرك: "وليحكم" بكسر ونصبه، فالهاء في نصبه لحمزة، أو للفظ: "وليحكم" والهاء في يحركه لقوله: وليحكم فالكسر في اللام والنصب في الميم، وإنما زاد قوله: يحركه لتأخذ ضد التحريك للقراءة الأخرى وهو الإسكان في الحرفين، ولو لم يذكر لكان ضد الكسر الفتح وضد النصب الخفض أراد قوله تعالى: "وَلِيَحْكُمَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا"، قرأه حمزة على التعليل؛ أي: لأجل الحكم بما فيه، {آتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ}، وقرأه الباقون على الأمر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (620 - وحمزة وليحكم بكسر ونصبه = يحرّكه .... .... .... ....
قوله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ يحرك حمزة لام وَلْيَحْكُمْ بالكسر وميمه بالنصب فتكون قراءة الباقين بسكون اللام وجزم الميم بالسكون؛ لأن ضد التحريك السكون). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلْيَحْكُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِكَسْرِ اللَّامِ، وَنَصْبِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَالْمِيمِ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي النَّقْلِ وَالسَّكْتِ وَالتَّحْقِيقِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة: {وليحكم أهل} [47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بإسكانهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (580- .... .... .... .... .... = وليحكم اكسر وانصبن محرّكا
581 - فق .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وليحكم) يعني قوله «وليحكم أهل الإنجيل» بكسر اللام والنصب حمزة، وإنما قيد ذلك بالتحريك لأجل قراءة الباقين فإنهم يقرءون بالإسكان في اللام والميم قوله: (محركا) أي بالكسر والنصب لولا قيد التحريك فيهما لكان الباقون يفهم لهم فتح اللام وخفض الميم، وهذا أوضح من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى حيث قال: وحمزة وليحكم بكسر ونصبه: يحركه؛ لظهور عود الضمير في يحركه إلى النصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا
ش: أي: وافقه على رفع والجروح [المائدة: 45] خاصة ذو ثاء (ثعب) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وكاف (كم) ابن عامر وراء [ركا] الكسائي.
وجه رفع الخمسة: عطفها على محل أنّ النّفس [المائدة: 45] باعتبار المعنى؛ لأنها في حكم المكسورة.
أي: وقلنا لهم، أو قرأنا عليهم.
[ومن ثم قال الزجاج: لو قرئ بالكسر لجاز] أو على الاستئناف للعموم، أو عطفها عطف الجمل.
ومن ثم قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على أخرى، لا للاشتراك في العامل.
وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر.
ووجه نصبها: العطف على لفظ النفس.
ووجه رفع والجروح [المائدة: 45]: ما تقدم إلا قول الزجاج، وخصها؛ لاختلاف التقدير.
والمختار النصب؛ لأنه أدل على المعنى، وهو كتبها كلها في التوراة [وتكليفنا بها؛ لقوله]: ومن لّم يحكم [المائدة: 44، 45، 47].
تنبيه:
[يظهر فائدة] قوله: (محركا) والضد، وهو إسكان اللام والميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/286] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلْيَحْكُم" [الآية: 47] فحمزة بكسر اللام ونصب الميم جعلها لام كي فأضمر إن بعدها، وافقه الأعمش والباقون بالسكون والجزم على أنها لام الأمر سكنت.
ككتف وأصلها الكسر وقرئ به كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وليحكم} [47] قرأ حمزة بكسر اللام، ونصب الميم، والباقون بإسكان اللام والميم، وورش على أصله من نقل حركة الهمزة إلى الميم). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
{وَلْيَحْكُمْ}
- قراءة الجمهور (وليحكم) بلام الأمر ساكنة.
- وذكر أبو حيان أن أبا عبد الرحمن والحسن والزهري وأبا حيوة وعيسى الثقفي قرأوا بكسر لام الأمر في جميع القرآن، وهو مشهور لغة العرب.
- وقرأ حمزة والأعمش (وليحكم) بكسر اللام، ونصب الميم على أنها لام (كي)، أي: وقفينا ليؤمنوا وليحكم..
قال الزجاج: (وقرئت (وليحكم) بكسر اللام وفتح الميم على معنى: ولأن يحكم).
قال الطبري: (والذي يتراءى في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى فبأي ذلك قرأ قارئ فمصيب الصواب).
[معجم القراءات: 2/283]
وقرأ أبي بن كعب (وأن ليحكم) بزيادة (أن) قبل لام (كي)، وأن: موصول حرفي.
- وعن أبي أيضًا أنه قرأ: (وأن احكم) على وجه الأمر.
قال الطبري: (وأما ما ذكر عن أبي بن كعب من قراءته (وأن ليحكم) على وجه الأمر فذلك مما لم يصح به النقل عنه، ولو صح أيضًا لم يكن في ذلك ما يوجب أن تكون القراءة بخلافه محظورة إذ كان معناها صحيحًا، وكان المتقدمون من أئمة القراءة قد قرأوا بها).
{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ}
- وقرأ ورش عن نافع (وليحكم اهل) بإلقاء حركة الهمزة من (أهل) على الميم، ثم حذف الهمزة، وذلك على مذهبه المعروف في أمثال هذا الموضع.
{الْإِنْجِيلِ}
- تقدمت قراءة الحسن في الآية السابقة (الأنجيل) بفتح الهمزة، ولم يذكر الزجاج في الموضع السابق شيئًا، ولكنه قال ههنا:
(الإنجيل: القراءة فيه بكسر الهمزة، ورويت عن الحسن (الأنجيل) بفتح الهمزة.
وهذه قولة ضعيفة؛ لأن (أنجيل) أفعيل، وليس في كلام العرب هذا المثال، وإنجيل إفعيل من النجل وهو الأصل..، فلا ينكر أن يجيء (أنجيل)، وإنما كرهت القراءة بها لأن إسنادها عن الحسن
[معجم القراءات: 2/284]
لا أدري هل هو من ناحية يوثق بها أم لا).
{فِيهِ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الآية السابقة بوصل الهاء بياء (فهي) ). [معجم القراءات: 3/285]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:09 AM

سورة المائدة
[ من الآية (48) إلى الآية (50) ]

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}

قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمُهَيْمِنًا) بفتح الميم مجاهد، وابن مُحَيْصِن، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار على تسمية الفاعل دليله (مُصَدِّقًا) ). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "وَمُهَيْمِنًا" بفتح الميم الثانية وعليه في موضع رفع على النيابة إن كان حالا من الكتاب، فإن كان حالا من كاف إليك فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود إليه -صلى الله عليه وسلم- والجمهور على كسرها اسم فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" حكم "التوراة" وكذا "جاءك" و"آتيكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في مآ} [48] مقطوعة على المشهور). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تختلفون} اختلف في الوقف عليه، ومن قال بالوقف عليه فهو عنده كاف، وفاصله بلا خلاف، وهو يسهل الوقف عليه على القول الآخر، ومنتهى النصف على المشهور، وقيل {لفاسقون} بعده، وقيل {يوقنون} ). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}
{الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الباء في الباء والإظهار.
{يَدَيْهِ}
تقدمت في الآية/46 قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (يديهي).
{مُهَيْمِنًا}
قراءة العامة بكسر الميم الثانية (مهيمنًا) اسم فاعل.
- وقرأ مجاهد وابن محيض (ومهيمنًا) بفتح الميم الثانية، اسم مفعول.
وروى هذا ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقال: (معناه: محمد مؤتمن على القرآن).
قال الزجاج: (وهي عربية، ولا أحب القراءة بها؛ لأن الإجماع في القراءة على كسر الميم في قوله: (المؤمن المهيمن) سورة الحشر/23.
[معجم القراءات: 2/285]
{عَلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{أَهْوَاءَهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{جَاءَكَ}
- تقدم في الآية/42 من هذه السورة إمالة (جاء)، وحكم الهمز في الوقف عند حمزة.
{شِرْعَةً}
- قراءة الجماعة (شرعة) بكسر الشين أي شريعة.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (شرعةً) بفتح الشين، ومعناها مثل السابقة.
وقال السمين وغيره: (كأن الكسور للهيئة والمفتوح مصدر).
وفي كتاب المصاحف:
(مما غيره الحجاج في مصحف عثمان، فقد كان فيه: شريعةً ومنهاجًا، فغيرها: شرعةً ومنهاجًا).
{شَاءَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
{آَتَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
{الْخَيْرَاتِ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{فَيُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو.
{فِيهِ}
تقدمت قراءة ابن كثير في الآية/46 (فهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 2/286]

قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأن احكم بينهم...}
{وأن احكم} [49] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 555]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تولوا} لا خلاف في تخفيفه، فالبزي فيه كالجماعة). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}
{وَأَنِ احْكُمْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والمطوعي والحسن ويعقوب (وأن احكم) بكسر النون لالتقاء الساكنين على ما هو معروف.
- وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر (وأن احكم) بضم النون إتباعًا لحركة الحرف الثالث بعده، وهو الكاف.
{أَهْوَاءَهُمْ}
- تقدمت القراءة بتسهيل الهمزة في الآية السابقة.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}
- أدغم الضاد في الذال أبو عمرو من طريق اليزيدي.
{النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/287]

قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} 50
كلهم قَرَأَ {أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} بِالْيَاءِ إِلَّا عبد الله بن عَامر فَإِن قَرَأَ (تبغون) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تَبْغُونَ) بالتاء، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تبغون) [50]: بالتاء دمشقي، والخراز). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (تبغون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {تبغون} (50): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (تبغون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْغُونَ) بالتاء دمشقي، وأبان، والْخَزَّازِ، وابن حاتم عن نافع، والشافعي، وحرمي عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([50]- {يَبْغُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (620- .... .... .... .... = .... يَبْغُونَ خَاطَبَ كُمَّلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتاء في {تبغون}، للخطاب.
[فتح الوصيد: 2/856]
ومعنى (خاطب كملا)، أي عيرهم بأنهم أهل كتاب وعلم، وهم مع ذلك يبغون حكم الجاهلية التي لا ترجع أحكامها إلى كتاب، إنما ترجع إلى الجهل والهوى.
و(كمل)، جمع كامل.
والياء للغيبة، لأن قبله: {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} ). [فتح الوصيد: 2/857]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [620] وحمزة وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب كملا
ح: (حمزة): مبتدأ (وليحكم): مبتدأ ثانٍ، (يحركه): خبره، والهاء: لـ (وليحكم)، (بكسرٍ ونصبه): متعلق بـ (يحركه)، والضمير في (نصبه): لحمزة، أو للفظ: (وليحكم)، (يبغون): مبتدأ، (خاطب): خبره، فاعله: ضمير (يبغون) ؛ لأن الخطاب حصل بسببه، (كملا): مفعوله.
ص: قرأ حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله} [47] بكسر اللام ونصب الميم على أنه متعلق بمحذوف، أي: ليحكم أهل الإنجيل بما فيه آتيناه الإنجيل، والباقون بإسكان اللام والميم على الأمر للغائب.
وقال: (يحركه) ليدل على القراءة الأخرى، لأن ضد التحريك الإسكان، وإلا لكان ضد الكسر الفتح، وضد النصب الخفض.
وقرأ ابن عامر: (أفحكم الجاهلية تبغون) [50] بالخطاب، أي:
[كنز المعاني: 2/175]
قل لهم: أفحكم الجاهلية تبغون؟ والباقون بالغيبة ؛ لأن قبله: {وإن كثيرًا من الناس لفاسقون} [49].
والمراد بالكمل: أهل الكتاب؛ لأنهم أهل فهمٍ، فحسن توبيخهم). [كنز المعاني: 2/176] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} الخطاب فيه لأهل الكتاب والغيبة: إخبار عنهم، وجعل يبغون كأنه خطاب الكمل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
مجازا لما كان الخطاب فيه، وعنى بالكمل: أهل الكتاب؛ أي: إنهم أهل علم وفهم فحسن توبيخهم ولومهم لصدهم عن حكم الله تعالى وهم يعلمونه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/95]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (620 - .... .... .... .... .... = .... تبغون خاطب كمّلا
....
وقرأ ابن عامر: أفحكم الجاهليّة تبغون بتاء الخطاب وغيره بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَبْغُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {يبغون} [50] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (581- .... خاطبوا يبغون كم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) ح) ز (ظ) لا
أي قرأ يبغون من قوله تعالى «أفحكم الجاهلية يبغون» بالخطاب ابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أفحكم" بفتح الحاء والكاف والميم يراد به الجنس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يبغون" [الآية: 50] فابن عامر بتاء الخطاب والباقون بياء الغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسقط" الغنة من النون عند الياء في نحو: "لقوم يوقنون" خلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبغون} [50] قرأ الشامي بالخطاب، والباقون بالغيب). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}
{أَفَحُكْمَ}
- قراءة الجمهور (أفحكم) بنصب الميم، وهو مفعول (يبغون).
- وقرأ السلمي وابن وثاب وأبو رجاء والأعرج ويحيى بن يعمر وإبراهيم النخعي (أفحكم) برفع الميم على الابتداء، وخبره (يبغون).
[معجم القراءات: 2/287]
قال ابن خالويه: (كأنهم أضمروا الهاء: أفحكم الجاهلية يبغونه).
قال ابن جني: (وهذا وإن كان فيه صنعة فإنه ليس بخطأ)، وهي عند ابن مجاهد خطأ، وذهب ابن جني إلى أنه وجه ولكن غيره أقوى منه.
- وقرأ قتادة والحسن والأعرج والأعمش والمطوعي وابن محيصن (أفحكم) بفتح الحاء والكاف والميم، وهو جنس لا يراد به واحد، كأنه قيل: أحكام الجاهلية، وهي إشارة إلى الكهان الذين كانوا يأخذون الحلوان، وهي رشا الكهان، ويحكمون لهم بحسبها وبحسب الشهوات.
- وقرأ قتادة (أبحكم) بالباء، في موضع الفاء.
{يَبْغُونَ}
- قرأ الجمهور (يبغون) بالياء، على نسق الغيبة المتقدمة.
- وقرأ ابن عامر والخزاز عن هبيرة (تبغون) بالتاء على الخطاب، وهو التفات من غيبة إلى حضور، ليكون أبلغ في زجرهم وردعهم، ومباكتته لهم.
{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
- قرأ خلف عن حمزة بالإدغام من غير عنة، ووافقه المطوعي عن الأعمش، واختلف عن الدوري عن الكسائي، فروى عنه أبو
[معجم القراءات: 2/288]
عثمان الضرير الإدغام بغير غنه كرواية خلف عن حمزة، وروى عنه جعفر بن محمد تبقية الغنة كالباقين، وأطلق له بعضهم الوجهين. وكلاهما صحيح). [معجم القراءات: 3/289]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:10 AM

سورة المائدة
[ من الآية (51) إلى الآية (53) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي "النصارى"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
{النَّصَارَى}
- تقدم فيه إمالتان: في الألف الثانية، وفي الأولى على الإتباع.
انظر الآية/62 من سورة البقرة.
{أَوْلِيَاءَ}
- قراءة الجماعة (أولياء).
- وقرأ أبي وابن عباس (أربابًا) مكان (أولياء) ). [معجم القراءات: 3/289]

قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فترى الذين" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تخشى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
{فَتَرَى}
- قرأ إبراهيم وابن وثاب (فيري) بالياء من تحت، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، أو الرائي.
- وقراءة الجماعة (فترى) بتاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمن، أو الرائي.
- وأمال (فترى) السوسي، في الوصل بخلاف عنه، وعلى ذلك قال النشار: (قرأ.. بالفتح والإمالة).
- وقرأه الباقون في الوصل بالفتح.
[معجم القراءات: 2/289]
- وأما في الوقف فكل على أصله:
1- فقد أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري، وخلف واليزيدي والأعمش.
2- والأزرق وورش بالتقليل.
3- والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يُسَارِعُونَ}
- قراءة الجماعة (يسارعون) بالألف من (سارع).
- وقرأ قتادة والأعمش وأبو الحسن النحوي (يسرعون) بغير ألف من (أسرع).
- وأمال الدوري عن الكسائي الألف من (يسارعون).
{فِيهِمْ}
- ضم الهاء يعقوب، على الأصل (فيهم).
- والباقون على الكسر لمجاورة الياء (فيهم).
{يَقُولُونَ نَخْشَى}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَخْشَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش.
{دَائِرَةٌ}
- سهل حمزة الهمزة في الوقف.
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
[معجم القراءات: 2/290]
{فَعَسَى}
- إمالته في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{أَنْ يَأْتِيَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يأتي) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{فَيُصْبِحُوا}
- قرأ ابن الزبير (فتصبح الفساق)، ولعلها مصحفه وصوابها بالياء، إذ جاءت كذلك عند ابن عطية.
- وجاء في مصحفه (فيصبح الفساق) بالياء من تحت، وقال من روى هذه القراءة عنه (لا أدري أكان ذلك قراءة أو تفسيرا).
{فِي أَنْفُسِهِمْ}
- تقدم في الآية/234 من سورة البقرة حكم الهمزة مع الياء قبلها، وحسبي ما تقدم.
{نَادِمِينَ}
- قراءة الجماعة (نادمين) بألف جمع نادم.
- وقرأ عبد الله بن الزبير (ندمين) بغير ألف جمع (ندم).
قال ابن خالويه: (النادم والفارح يكون حالًا وفيما يستقبل، والندم والفرح لا يكونان إلا حالًا لازمة) ). [معجم القراءات: 2/291]

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْوَاو وإخراجها وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَيَقُول الَّذين آمنُوا} 53
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) نصبا
وَقَالَ علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو إِنَّه قَرَأَ بِالرَّفْع وَالنّصب (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا {وَيَقُول} نصبا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (يَقُول الَّذين ءامنوا) بِغَيْر وَاو في أَوله وبرفع اللَّام وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالشَّام). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَيَقُولُ) رفع كوفي، نصب بصري، عباس مخير). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقول) [53]: بالواو عراقي، وحمصي. بفتح اللام أبو عمرو، ويعقوب، وسهل، وابن بشار طريق البختري. مخيرٌ: عباس). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (يقول الذين) بغير واو، وقرأ الباقون (ويقول) بالواو، وكلهم رفعوا الفعل إلا أبا عمرو فإنه نصبه). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر: {يقول الذين آمنوا} (53): بغير واو قبل الياء.
والباقون: بالواو.
وأبو عمرو: ينصب اللام.
والباقون: يرفعونها). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وابن عامر وأبو جعفر: (يقول الّذين) بغير واو قبل الياء، والباقون بالواو وأبو عمرو ويعقوب بنصب اللّام والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقُولُ الَّذِينَ) بغير واو الزَّعْفَرَانِيّ، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو وأهل العالية غير حرمي عن ابن كتير، والأصمعي وخارجة عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالواو ونصب اللام.
(يَعقُوبَ) حرمي عن ابْن كَثِيرٍ وخارجة، والأصمعي عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وابن بشار طريق البحتري، وسهل في قول الجميع إلا أن أبي الحسين ولعله وهم؛ إذ الجماعة بخلافه، وأَبُو عَمْرٍو، ومحبوب، وعباس، والجعفي، وهارون، والجهضمي،
[الكامل في القراءات العشر: 534]
وعبيد الجهضمي، وعباس وهارون مخيرون، والاختيار النصب لقوله: (أَن يَأتيَ) بالفتح، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([53]- {وَيَقُولُ} بالواو: الكوفيون.
بنصب اللام: أبو عمرو). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (621 - وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ غصْنٌ وَرَافِعٌ = سِوَى ابْنِ الْعَلاَ .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([621] وقبل يقول الواو (غـ)صنٌ ورافعٌ = سوى (ابن العلا) من يرتدد (عم) مرسلا
[622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار (ر)اويه (حـ)صلا
ثبتت الواو في مصاحف أهل العراق، وعلى ذلك قراءقم، وسقطت من مصاحف أهل الحجاز والشام كما قرأوا.
وجعل الواو غصنًا، لأنها تعطف الكلام، وتصل بعضه ببعض، فهي كغصن امتد من شجرة إلى أخرى فاتصلتا.
ومن رفع وقرأ بالواو وهم الكوفيون، فعلی معنی: ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت، فهو كلام مستأنف.
ومن رفع بغير واو، فعلی جواب قائل قال: فماذا يقول الذين آمنوا حينئذ ؟ فقيل: {يقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا}.
[فتح الوصيد: 2/857]
وقرأ أبو عمرو {ويقول} عطفًا على {أن يأتي}، على تقدير: عسى أن يأتي الله بالفتح، فهو عطفٌ على المعنى، لأن معنی: عسى الله أن يأتي، وعسى أن يأتي الله، واحد؛ فعطف على تقدير: عسى أن يأتي.
ولا يحسن العطف على اللفظ من غير هذا التقدير، كما لا يحسن عسی الله أن يقول الذين آمنوا، لأن التقدير يرجع إلى ذلك.
ويجوز إبدال أن يأتي من اسم الله تعالى، فيصير التقدير: عسى أن يأتي الله ويقول الذين آمنوا. وقد جوز أن يعطف على الفتح، لأنه بمعنى أن يفتح؛ فتقديره: عسى الله أن يفتح وأن يقول، فاحتيج إلى تقدير أن، لتكون مصدرًا مع القول، ويكون عطف اسم على اسم.
كما قال:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف). [فتح الوصيد: 2/858]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [621] وقبل يقول الواو غصنٌ ورافعٌ = سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا
ح: (الواو غصنٌ): مبتدأ وخبر، (قبل يقول): ظرف الخبر، (سوى ابن العلا): مبتدأ، (رافعٌ): خبره، (من يرتدد): مبتدأ، (عم): خبر، (مرسلًا): حال.
ص: قرأ الكوفيون وأبو عمرو: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين} [53] بإثبات الواو قبل {يقول} على العطف، وقال: (الواو غصنٌ) لأن الغصن يمتد من شجرة إلى أخرى، كما أن العاطفة تصل ما بعدها بما قبلها.
وحذف الواو الباقون، ورفع اللام من {ويقول} غير ابن العلاء.
فللكوفيين: رفع اللام مع الواو، ولأبي عمرو: النصب معها، وللباقين: الرفع بدونها.
[كنز المعاني: 2/176]
فحذف الوا على تقدير سؤال: ماذا يقول المؤمنون حينئذٍ ؟ ورفع اللام على الاستئناف، ونصبها للعطف على: {فيصبحوا} لأنه منصوب بالفاء في جواب: {عسى}، أو على {أن يأتي} في قوله: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} [52]؛ لأنه في معنى: عسى أن يأتي الله بالفتح ... ويقول الذين.
وقرأ نافع وابن عامر: {من يرتدد منكم عن دينه} [54] بدالين مكسورة وساكنة للجزم على رسم مصاحف المدينة والشام.
وأشار بقوله: (مرسلًا) -: أي: مطلقًا إلى أنه مطلق من عقال الإدغام). [كنز المعاني: 2/177] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (621- وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ "غـ"ـصْنٌ وَرَافِعٌ،.. سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ "عَمَّ" مُرْسَلا
يعني: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ}، يثبت الواو في مصاحف أهل العراق دون غيرهم وجعل الواو غصنا؛ لأنها تصل ما بعدها بما قبلها؛ لأنها عاطفة كغصن امتد من شجرة إلى أخرى، ووجه حذف الواو أنه على تقدير سائل سأل: ماذا يقول المؤمنون حينئذ، ورفع يقول ظاهر على الاستئناف، ونصبه أبو عمرو وحده عطفا على: "فَيُصْبِحُوا"؛ لأن فيصبحوا منصوب بالفاء في جواب الترجي بعسى، وهذا وجه جيد أفاد به الشيخ أبو عمرو -رحمه الله- ولم أر أحدا ذكره، وذكروا وجوها كلها بعيدة متعسفة قيل: هو عطف على: {أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ}.
ولا يستقيم على ظاهره؛ إذ يبقى التقدير فعسى الله أن يقول الذين آمنوا، فتحيل أبو علي لصحته وجهين تبعه فيهما الناس؛ أحدهما: أنه عطف على معناه؛ لأن معنى: عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد فالتقدير: عسى أن يأتي الله، وأن يقول الذين آمنوا.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/95]
والثاني: أن يكون قوله: "أن يأتي" بدلا من اسم الله تعالى فيكون المعنى كما سبق، وقيل: التقدير: ويقول الذين آمنوا به؛ أي: بالله، وأما الزمخشري فلم يقدر شيئا من ذلك بل أطلق القول بأنه عطف على "أن يأتي"، وذكر ابن الحاس وجها آخر وهو أن يكون عطفا على بالفتح؛ لأن معناه بأن يفتح فأضمر أن قبل يقول؛ ليكون عطف مصدر على مصدر كقوله:
للبس عباءة وتقر عيني
وأظن أن الذي حملهم على ارتكاب هذه الأوجه البعيدة وتركهم الوجه الواضح الذي ذكرته أولا اعتقادهم أن "فيصبحوا" ليس نصبا على جواب الترجي؛ لأن الترجي من الله تعالى إيجاب وتحقيق فلم يكن معنى الترجي حاصلا، فيكون {فَيُصْبِحُوا} عطفا على {أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}، ولا يستقيم عطف "ويقول" على ظاهر قوله: "أَنْ يَأْتِيَ"، فتأولوا هذه التأويلات، ونحن نقول: وإن كان الأمر كذلك فلا يمتنع النصب اعتبارا بلفظ الترجي وهذا متعين في تعليل قراءة عاصم: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بالنصب في سورة عبس فهو في جواب: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}. فكذا ههنا والله أعلم.
وقول الناظم: ورافع سوى ابن العلا: رافع خبر مقدم والمبتدأ قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/96]
سوى ابن العلا؛ أي: غير ابن العلا رافع ليقول وفي هذه العبارة نظر؛ فإن أكثر النحويين يقولون: إن سوى التي بمعنى غير لازمة للنصب على الظرفية، فلا يجوز أن يليها عامل يقتضي غير ذلك إلا أن المختار خلاف ما ذكروه، ففي أبيات الحماسة:
ولم يبقَ سوى العدوان
فإذا جاز وقوع سوى فاعلة جاز وقوعها مبتدأة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/97]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (621 - وقبل يقول الواو غصن ورافع = سوى ابن العلا يرتدد عمّ مرسلا
622 - وحرّك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
قرأ أبو عمرو والكوفيون: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بواو قبل يقول وقرأ غيرهم بغير واو. وقرأ السبعة سوى أبي عمرو برفع لام وَيَقُولُ وقرأ أبو عمرو بنصبها فيتحصل من هذا أن نافعا وابن كثير وابن عامر يقرءون بحذف الواو ورفع اللام. وأن أبا عمرو يقرأ بإثبات الواو ونصب اللام. وأن الكوفيين يقرءون بإثبات الواو ورفع اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقُولُ الَّذِينَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ يَقُولُ بِغَيْرِ وَاوٍ كَمَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَيَقُولُ بِالْوَاوِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ مِنْهُمُ الْبَصْرِيَّانِ بِنَصْبِ اللَّامِ. وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/254]
الْبَاقُونَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {ويقول الذين} [53] بغير واو، والباقون {يقول} بالواو، وقرأ البصريان بنصب اللام، والباقون بالرفع. ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (581- .... .... .... .... وقبلا = يقول واوه كفى حز ظلاّ
[طيبة النشر: 71]
582 - وارفع سوى البصري .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وقبلا) يعني والواو قبلا، يقول يريد قوله تعالى «ويقول الذين آمنو» قرأ بالواو الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب والباقون بغير واو قبله.
وارفع سوى البصرى و (عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
يعني وارفع يقول لغير أبي عمرو ويعقوب والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: إحداها بالواو ويقول ونصبه للبصريين، والثانية يقول بالواو رفعا للكوفيين، والثالثة يقول بالرفع من غير واو للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَقُولُ الَّذِين" [الآية: 53] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر يقول بغير واو قبل الياء، ورفع
[إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
اللام جملة مستأنفة على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون، "وافقهم" ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإثبات الواو ونصب اللام عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى فكأنه قال: عسى أن يأتي بالفتح، ويقول أو عطفا على فيصبحوا على جعله منصوبا بأن في جواب الترجي على مذهب الكوفيين، وافقهما اليزيدي بالواو والباقون بالواو والرفع وهي واضحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقول} [53] قرأ الحرميان والشامي بترك الواو قبل الياء، ورفع اللام، والبصري بإثبات الواو، ونصب اللام، والكوفيون بإثبات الواو، ورفع اللام). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)}
{وَيَقُولُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (يقول) بغير واو، وكأنه جواب قائل: ما يقول المؤمنون حينئذٍ. فقيل: يقول الذين آمنوا ...
وجاءت كذلك بدون واو في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وهي رواية نصر عن أبي عمرو، وابن أبي إسحاق، و(يقول) بالواو، والرفع، على الاستئناف، وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
[معجم القراءات: 2/292]
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي وابن أبي إسحاق وسهل: (ويقول) بالنصب، وإثبات الواو، عطفًا على (أن يأتي) في الآية/52 المتقدمة عند أكثر.
النحويين. وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
{أَهَؤُلَاءِ}
- تقدمت القراءة في (هؤلاء) في الآية/31 من سورة البقرة، والآية/143 من سورة النساء.
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة (حبطت) بكسر الباء.
- وقرأ أبو واقد والجراح والحسن وابن عباس وأبو السمال (حبطت) بفتح الباء، وهي لغة.
وتقدم مثل هذا في الآية/217 من سورة البقرة، والآية/22 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/293]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:11 AM

سورة المائدة
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في إِظْهَار الدَّال وإدغامها من قَوْله {من يرْتَد مِنْكُم} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {من يرْتَد مِنْكُم} بدال وَاحِدَة نصبا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (من يرتدد مِنْكُم عَن دينه) بدالين). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من يتردد) بدالين، مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من يرتدد) [54]: بدالين مدني، دمشقي). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (من يرتدد) بدالين ظاهرتين: الأولى مكسورة والثانية
[التبصرة: 197]
ساكنة، وقرأ الباقون بدال مشددة مفتوحة، وكلهم أظهروا الدالين في البقرة). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {من يرتدد} (54): بدالين: الأولى مكسورة، والثانية ساكنة.
والباقون: بدال واحدة مفتوحة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (من يرتدد) بدالين الأولى مكسورة والثّانية
[تحبير التيسير: 347]
ساكنة والباقون بواحدة مفتوحة مشدّدة). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَن يَرْتَدَّ) بدالين مدني دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار لاتفاقهم في سورة البقرة، الباقون بدال واحدة مشددة). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {يَرْتَدَّ} بدالين: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (621- .... .... .... .... = .... .... مَنْ يَرْتَدِدْ عَمَّ مُرْسَلاَ
622 - وَحُرِّكَ بِالإِدْغَامِ للغَيرِْ دَالُهُ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{من يرتدد}، رسم في مصاحف أهل المدينة والشام بدالين وهو الأصل. ورسم في المصاحف المكية والعراقية بدال واحدة على الإدغام، لأنه اجتمع فيه مثلان، فخفف بالإدغام وحرك لالتقاء الساكنين.
وقوله: (مرسلا)، المرسل: الطلق؛ كأنه لما فكك إدغامه، أرسل الحرف وأطلق من عقال الإدغام.
أو ساكنًا، فإن الساكن مرسلٌ، كما أن المتحرك مشكول.
[فتح الوصيد: 2/858]
وقوله: (وحرك بالإدغام)، أراد به الفتح، لأنه غير مقيد). [فتح الوصيد: 2/859]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [621] وقبل يقول الواو غصنٌ ورافعٌ = سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا
ح: (الواو غصنٌ): مبتدأ وخبر، (قبل يقول): ظرف الخبر، (سوى ابن العلا): مبتدأ، (رافعٌ): خبره، (من يرتدد): مبتدأ، (عم): خبر، (مرسلًا): حال.
ص: قرأ الكوفيون وأبو عمرو: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين} [53] بإثبات الواو قبل {يقول} على العطف، وقال: (الواو غصنٌ) لأن الغصن يمتد من شجرة إلى أخرى، كما أن العاطفة تصل ما بعدها بما قبلها.
وحذف الواو الباقون، ورفع اللام من {ويقول} غير ابن العلاء.
فللكوفيين: رفع اللام مع الواو، ولأبي عمرو: النصب معها، وللباقين: الرفع بدونها.
[كنز المعاني: 2/176]
فحذف الوا على تقدير سؤال: ماذا يقول المؤمنون حينئذٍ ؟ ورفع اللام على الاستئناف، ونصبها للعطف على: {فيصبحوا} لأنه منصوب بالفاء في جواب: {عسى}، أو على {أن يأتي} في قوله: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} [52]؛ لأنه في معنى: عسى أن يأتي الله بالفتح ... ويقول الذين.
وقرأ نافع وابن عامر: {من يرتدد منكم عن دينه} [54] بدالين مكسورة وساكنة للجزم على رسم مصاحف المدينة والشام.
وأشار بقوله: (مرسلًا) -: أي: مطلقًا إلى أنه مطلق من عقال الإدغام.
ثم بين قراءة الباقين بقوله:
[622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار راويه حصلا
ح: (والكفار): مبتدأ، والواو: لفظ القرآن، (بالخفض): حال، (راويه حصلا): جملة خبره.
ص: يعني: قرأ غير نافع وابن عامر: {من يرتد} [54] بتحريك الدال الثانية، أي: فتحها مع إدغام الدال الأولى، فالباء للمصاحبة، واختير
[كنز المعاني: 2/177]
فتح الثانية لأنه أخف، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: {والكفار أولياء} [57] بالجر عطفًا على المجرور في: {من الذين أوتوا الكتاب} [57] والباقون بالنصب عطفًا على المنصوب في: {لا تتخذوا الذين اتخذوا} [57] ). [كنز المعاني: 2/177]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (621- وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ "غـ"ـصْنٌ وَرَافِعٌ،.. سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ "عَمَّ" مُرْسَلا
.....
وأما: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}فرسم بدالين في مصاحف المدينة والشام، وبدال واحدة في المصاحف الباقية فكل من القراء وافق مصحفه وهما لغتان: الإدغام لتميم والإظهار لأهل الحجاز، وقد جاء التنزيل بالأمرين: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}، {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ}.
والمرسل: المطلق؛ يعني: أنه أطلق من عقال الإدغام، والضمير في عم؛ لقوله: من يرتد ثم بين قراءة الباقين فقال:
622- وَحُرِّكَ بِالإِدْغَامِ لِلغَيْرِ دَالُهُ،.. وَبِالخَفْضِ وَالكُفَّار "رَ"اوِيهِ "حَـ"ـصَّلا
يعني: الدال الثانية حركت بالفتح مصاحبة لإدغام الأولى فيها، فالباء في بالإدغام باء المصاحبة مثل: دخل عليه بثياب السفر وليست باء الاستعانة بالآلة نحو: كتبت بالقلم؛ فإن الإدغام لا يصلح آلة للتحريك، فإن قلت: من أين علم أن مراده بالتحريك الفتح قلت: لأنه ذكره غير مقيد وذلك هو الفتح في اصطلاحه كما سبق في شرح الخطبة، وإنما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/97]
فتحت الدال الثانية؛ لسكون الأولى قبلها بسبب الإدغام ويجوز كسرها لغة لا قراءة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (621 - .... .... .... .... .... = .... .... يرتدد عمّ مرسلا
622 - وحرّك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
....
وقرأ نافع وابن عامر مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ بفك الإدغام أي بدالين خفيفتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة كما لفظ به. وقرأ غيرهما بدال واحدة مفتوحة مشددة. وقد صرح الناظم بهذه القراءة في قوله (وحرك بالإدغام للغير داله).
[الوافي في شرح الشاطبية: 252]
المعنى: وحركت الدال الثانية بالفتح بسبب إدغام الدال الأولى فيها لغير نافع وابن عامر). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يَرْتَدَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِدَالَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَجْزُومَةٌ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِدَالٍ وَاحِدَةٍ مَفْتُوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى حَرْفِ الْبَقَرَةِ، وَهُوَ (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ) أَنَّهُ بِدَالَيْنِ لِإِجْمَاعِ الْمَصَاحِفِ عَلَيْهِ كَذَلِكَ، وَلِأَنَّ طُولَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَقْتَضِي الْإِطْنَابَ وَزِيَادَةَ الْحَرْفِ مِنْ ذَلِكَ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي الْأَنْفَالِ كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَكِّ إِدْغَامِهِ، وَقَوْلِهِ: (وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ) فِي الْحَشْرِ كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى إِدْغَامِهِ، وَذَلِكَ لِتَقَارُبِ الْمَقَامَيْنِ مِنَ الْإِطْنَابِ وَالْإِيجَازِ، - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {من يرتد منكم} [54] بدالين الأولى مكسورة والثانية ساكنة، والباقون بدال واحدة مشددة مفتوحة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... وعمّ يرتدد = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعم) أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر «من يرتدد منكم» يرتدد على الإظهار). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَنْ يَرْتَد" [الآية: 54] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بدالين مكسورة فمجزومة بفك الإدغام على الأصل، لأجل الجزم وعليها الرسم المدني والشام والإمام، والباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة بالإدغام لغة تميم للتخفيف، والأولى لغة الحجاز، واتفق على حرف البقرة و"مَنْ يَرْتَدِد" أنه بدالين لإجماع المصاحف عليه كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرتدد} [54] قرأ نافع والشامي بداليين، الأولى مكسورة والثانية مجزومة، وكذا هو في مصاحف المدينة والشام، والباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة، وهو كذلك في مصاحفهم). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}
{يَرْتَدَّ}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر (يرتدد) بدالين، مفكوكًا،
[معجم القراءات: 2/293]
مكسورة فساكنة، وهي لغة الحجاز، وكذلك جاء في مصاحف المدينة والشام.
قال أبو عبيد: (وكذا رأيتها في الإمام بدالين).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (يرتد) بدال واحدة مشددة، وهي لغة تميم، وهو كذلك في مصاحف الكوفة والبصرة.
{يَأْتِي}
- تقدم إبدال الهمزة ألفًا في الآية/52.
{أَذِلَّةٍ}
- قراءة الجماعة (أذلةٍ) بالخفض، نعت لقوم.
- وقرأ ابن ميسرة وعبد الله بن مسعود (أذلةً) بالنصب على الحال من النكرة (بقومٍ)، لأنها قربت من المعرفة بوصفها بقوله: (يحبهم ويحبونه).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/23 من سورة البقرة.
{أَعِزَّةٍ}
- قراءة الجماعة (أغزةٍ) بالخفض، نعت لـ(قومٍ).
- وقرأ ابن ميسرة (أعزة) بالنصب على الحال من (قومٍ) كالقراءة السابقة في (أذلة).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (غلظاء..) مكان (أعزةٍ).
وجاءت القراءة عند الماوردي (غلظٍ..) كذا!
{عَلَى الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/19 من سورة البقرة، وانظر الآيتين/34 و89 منها والآيتين/28 و100 من سورة آل عمران.
[معجم القراءات: 2/294]
{لَائِمٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{يُؤْتِيهِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه، وأبو جعفر والأزرق وورش والأصفهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يوتيه) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (يؤتيهي) بوصل الهاء بياء.
{يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/213 من سورة البقرة، والآية/40 من سورة المائدة هذه). [معجم القراءات: 3/295]

قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
{وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (مولاكم..)، قالوا: وهو تفسير لا قراءة.
- وعنه أنه قرأ كقراءة الجماعة (.. وليكم..).
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}
- وقرأ ابن مسعود (... ... والذين يقيمون الصلاة)، بزيادة الواو قبل الذين، على نسق ما سبق.
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{يُؤْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش عن نافع وأبو جعفر والأصفهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر
[معجم القراءات: 2/295]
عن عاصم (يوتون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/296]

قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}
{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
- قراءة الجماعة (ومن يتول الله ورسوله) بالنصب.
- وقرئ (ومن يتول الله ورسوله) بالرفع على الفاعل، والتقدير: يتوله الله.
{حِزْبَ اللَّهِ هُمُ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب، بخلاف). [معجم القراءات: 3/296]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:12 AM

سورة المائدة
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في نصب الرَّاء وخفضها من قَوْله {وَالْكفَّار أَوْلِيَاء} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَالْكفَّار} نصبا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو والكسائي {وَالْكفَّار} خفضا
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أبي عَمْرو {الْكفَّار} نصبا). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والكفار) جر، بصري، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والكفار) [57]: جر: بصري غير أيوب وسهل، وعلي، وقاسم. بالإمالة: أبو عمرو، وعلى غير أبي الحارث، ونصير طريق أبي بكر الشذائي والرستمي). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي (والكفار) بالخفض، وقرأ الباقون بالنصب، وأمال أبو عمر الدوري، وفتح الباقون). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {والكفار أولياء} (57): بخفض الراء.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب والكسائيّ و(الكفّار أولياء) بخفض الرّاء، والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْكُفَّارَ) بالجر ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، والجعفي، والأصمعي، ويونس، ومحبوب وعبد الوارث إلا القصبي عن أَبِي عَمْرٍو، وسهل في قول الْخُزَاعِيّ وهو غلط، لأنه لم يوافق عليه، والكسائي، وهو الاختيار لقوله: (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {الْكُفَّارَ} جر: أبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (622- .... .... .... .... = وَبِالْخَفْضِ وَالْكُفَّاَر رَاوِيهِ حَصَّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (راويه حصلا)، لأن قراءة الخفض تساعدها الرواية؛ إذ في قراءة أبي: (ومن الكفار)، وفي قراءة ابن مسعود: (ومن الذين أشركوا)، وفيها قرب المعطوف من المعطوف عليه.
ومعناها: وصف اليهود والكفار كلهم باتخاذ ديننا هزؤًا، وبذلك شهد القرآن: {قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون}، {إنا كفينك المستهزءين}.
و{الكفار} بالنصب، عطف على {الذين اتخذوا}.
واختار أبو عبيد رحمه الله قراءة الخفض). [فتح الوصيد: 2/859]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار راويه حصلا
ح: (والكفار): مبتدأ، والواو: لفظ القرآن، (بالخفض): حال، (راويه حصلا): جملة خبره.
ص: يعني: قرأ غير نافع وابن عامر: {من يرتد} [54] بتحريك الدال الثانية، أي: فتحها مع إدغام الدال الأولى، فالباء للمصاحبة، واختير
[كنز المعاني: 2/177]
فتح الثانية لأنه أخف، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: {والكفار أولياء} [57] بالجر عطفًا على المجرور في: {من الذين أوتوا الكتاب} [57] والباقون بالنصب عطفًا على المنصوب في: {لا تتخذوا الذين اتخذوا} [57]). [كنز المعاني: 2/178] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} بخفض الراء عطفا على قوله: {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} وبالنصب عطفا على: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ}.
والواو في "والكفار" من التلاوة، وهي مبتدأ، والتقدير: والكفار بالخفض راويه حصله والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (622 - .... .... .... .... .... = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
....
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ بخفض الراء وغيرهما بنصبها. وقوله (مرسلا) حال من ضمير عم الراجع للفظ (يرتدد) يعنى أن هذا اللفظ على قراءة نافع وابن عامر بدالين أرسل وأطلق من عقال الإدغام). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالْكُفَّارَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا، وَمَنْ خَفَضَ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْإِمَالَةِ وَالْفَتْحِ وَقْفًا وَوَصْلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان والكسائي {والكفار أولياء} [57] بخفض الراء، وهم على أصلهم في الإمالة والفتح، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... .... .... = وخفض والكفّار رم حمًا .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والكفار يريد قوله تعالى «والكفار أولياء» بخفض الراء الكسائي وأبو عمرو ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والكفار" [الآية: 57]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بخفض الراء عطفا على الموصول المجرور بمن، وأمالها أبو عمرو والدوري عن الكسائي وافقهما اليزيدي والباقون بالنصب بلا إمالة، عطفا على الموصول الأول والمفعول لتتخذوا، وعن المطوعي "تنقمون" حيث جاء بفتح القاف لغة حكاها الكسائي نقم ينقم كعلم يعلم والجمهور على الفصحى نقم ينقم كضرب يضرب، ولذا أجمعوا على الفتح في: وما نقموا منهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزؤا} [57 58] معًا، قرأ حفص بالواو، والباقون بالهمز، وقرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، ووقف حمزة فيه تقدم في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 555] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والكفار} قرأ البصري وعلي بكسر الراء، عطفًا على {من الذين} والباقون بالنصب، عطفًا على {الذين اتخذوا} ). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)}
{هُزُوًا}
- قراءة حفص عن عاصم (هزوًا) بالواو موضع الهمزة وقفًا ووصلًا، ووافقه الشنبوذي.
- وقرأ حمزة وإسماعيل وخلف والقزاز عن عبد الوارث، والمفضل بإسكان الزاي في الوقف والوصل (هزوًا).
وإذا وقف حمزة فله وجهان:
1- إبدال الهمزة واوًا كقراءة حفص (هزوًا).
2- والوجه الثاني هو حذف الهمزة، ويقف على زاي مفتوحة بعدها ألف (هزا)، مثل (هدى)، ويوقف عليه أيضًا (هزًا).
- وقراءة الباقين (هزؤًا) بضم الزاي وهمزة مفتوحة منونة في الوصل.
[معجم القراءات: 2/296]
وتقدم التفصيل فيه مستوفى في الآية/67 في سورة البقرة، فارجع إليها.
{مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ}
- قرأ أبي وابن مسعود (.. من قبلكم ومن الكفار)، وهي تعضد قراءة الجر في (الكفار)، وتأتي بعد قليل.
- وقرأ عبد الله بن مسعود: (أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا).
- وجاءت هذه القراءة عنه عند ابن عطية: (.. من قبلك من الذين أشركوا)، كذا من غير واو قبل (من) الثانية.
{وَالْكُفَّارَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة، وحسين الجعفي عن أبي عمرو، وأبو جعفر وابن ذكوان والأزرق وورش (والكفار) نصبًا، عطفًا على (الذين) في قوله تعالى: (لا تتخذوا الذين..).
[معجم القراءات: 2/297]
وقرأ أبو عمرو والكسائي وسهل ويعقوب واليزيدي (والكفار) بالخفض عطفًا على الموصول المجرور بمن (من الذين أوتوا).
قال النحاس: (بمعنى: ومن الكفار، و(من) ههنا لبيان الجنس، والنصب أوضح وأبين).
والقراءتان عند الطبري متفقتا المعنى صحيحتا المخرج، فبأيهما قرأ القارئ فهو مصيب.
- وأمال (الكفار) أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واليزيدي.
ولا إمالة فيه لابن ذكوان والأزرق وورش لأنهم يقرأونه بالنصب.
{أَوْلِيَاءَ}
- وقف حمزة وهشام على (أولياء) بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدم فيه إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/298]

قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هزوا" [الآية: 58] حفص بإبدال الهمزة واوا في الحالين وأسكن الزاي حمزة وخلف وضمها الباقون "وتقدم" بالبقرة التنبيه على ما وقع في الأصل من نسبة التشديد لأبي جعفر، ووقف حمزة بوجهين النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وأما بين بين تشديد الزاي فلا يقرأ به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزؤا} [57 58] معًا، قرأ حفص بالواو، والباقون بالهمز، وقرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، ووقف حمزة فيه تقدم في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)}
{الصَّلَاةِ}
- تقدم تفخيم اللام فيه في الآية السابقة/55.
{هُزُوًا}
- تقدمت القراءة فيه مهموزًا وبغير همز في الآية السابقة/57.
[معجم القراءات: 2/298]
{لَعِبًا}
- قراءة الجماعة (لعبًا) بفتح اللام وكسر العين.
- وقرأ بعضهم (لعبًا) بكسر اللام وسكون العين، وهو أحد مصادر (لعب).
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة، وصورتها: (بينهم) ). [معجم القراءات: 3/299]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:13 AM

سورة المائدة
[ من الآية (59) إلى الآية (63) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَل تَنقِمُونَ) بفتح القاف الحسن، والْأَعْمَش في رواية الضبي، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لأشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
{هَلْ تَنْقِمُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وهشام بإدغام اللام في التاء لقرب المخرج فيهما.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{تَنْقِمُونَ}
- قراءة الجمهور (تنقمون) بكسر القاف، وهو الفصيح، والماضي (نقم) بفتح القاف، وحكاها ثعلب في فصيحه.
- وقرأ أبو حيوة والنخعي وابن أبي عبلة وأبو البرهسم ويحيى والأعمش والحسن والمطوعي (تنقمون) بفتح القاف، وهذه اللغة: نقم ينقم، حكاها الكسائي وغيره، وذهب بعضهم إلى أنها لغة قليلة.
[معجم القراءات: 2/299]
قال الزجاج: (والأجود نقمت أنقم..).
- وعن المطوعي (تنقمون) بكسر أوله وفتح القاف.
{أُنْزِلَ ... أُنْزِلَ}
- قرأهما الجمهور مبنيين للمفعول (أنزل.. أنزل).
- وقرأهما أبو نهيك مبنيين للفاعل (أنزل.. أنزل)، والفاعل هو الله تعالى.
{وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}
- قراءة الجمهور (وأن..) بفتح الهمزة، وهي تحتمل الرفع والنصب والجرب.
- وقرأ نعيم ين ميسرة (وإن أكثركم فاسقون) بكسر الهمزة على الاستئناف). [معجم القراءات: 3/300]

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْبَاء وَضمّهَا من {وَعبد} وفي كسر التَّاء ونصبها من {الطاغوت} 60
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {وَعبد الطاغوت} بِضَم الْبَاء من {عبد} وَكسر التَّاء من {الطاغوت}
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَعبد الطاغوت} مَنْصُوبًا كُله). [السبعة في القراءات: 246]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) جر حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وعبد الطاغوت) [60]: بضم الباء وجر التاء حمزة). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء (الطاغوت) بالخفض، وقرأ الباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {وعبد الطاغوت} (60): بضم الباء من (عبد)، وخفض التاء من (الطاغوت).
[التيسير في القراءات السبع: 270]
والباقون: بفتح الباء، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) بخفض التّاء والباقون بفتح الباء وبنصب التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) بنصب العين والباء والدال مع التشديد (الطَّاغُوت) نصب أبو السَّمَّال، وبفتح العين والباء والدال خفيف (الطَّاغُوت) جر ابن أبي عبلة (وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ) بفتح العين والدال وضم الباء وجر التاء الزَّيَّات إلا الأزرق، والْأَعْمَش وبضم العيين وفتح الباء والدال مع التشديد وجر التاء ابْن مِقْسَمٍ وبضم العين والدال مع الألف مشدد (الطَّاغُوتِ) جر الكسائي، والقورسي عن أبي جعفر، والمسجدي عن قُتَيْبَة عنه " وعبدوا لا على الفعل والجمع (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل (وَعُبِدَ الطَّاغُوتُ) بضم العين وكسر الباء وفتح الدال ورفع التاء على ما لم يسم فاعله ابن حنبل، الباقون (وَعَبَدَ) على الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل، الباقون وعبد علي الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب، وهو الاختيار لقوله: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([60]- {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بضم الباء وجر التاء: حمزة). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (623 - وَبَا عَبَدَ اضْمُمْ واَخْفِضِ التَّا بَعْدُ فُزْ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([623] وبا عبد اضمم واخفض التاء بعد (فـ)ز = رسالته اجمع واكسر التلا (كـ)ما (ا)عتلى
[624] (صـ)فا وتكون الرفع (حـ)ج (شـ)هوده = وعقدتم التخفيف (مـ)ن (صحبةٍ) ولا
[625] وفي العين فامدد (مـ)قسطًا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرفع (ثـ)ملا
قوله: (فز)، لأن من النحويين من رده.
[فتح الوصيد: 2/859]
قال الفراء: «من قرأ عبد الطاغوت، فإن تك فيه لغة، مثل: حذِر وحذُر، وعجِل وعجُل، فهو وجه، وإلا فلا يجوز في القراءة».
وقال نصير النحوي: «هو وهم ممن قرأ به، فليتق الله من قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى يوقف على أنه غير جائز».
قال أبو عبيد: «إنما معنى العبد عندهم الأعبد؛ يريدون خدم الطاغوت، ولم نجد هذا يصح عن أحدٍ من فصحاء العرب أن يجمع العبد فيقال: عَبُد، وإنمل هو عبْد وأعْبد بالألف».
قال أبو علي: «ليس (عَبُد) لفظ جمع، ألا ترى أنه ليس في أبنية الجمع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، مثل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}؛ وجاء على فعل، لأن هذا البناء يراد به الكثرة والمبالغة، نحو: يقظ وندسٍ؛ فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت والتذلل له كل مذهب».
وكلام أبي علي يد كلام أبي عبيد.
والمعنى: وجعل منهم عبد الطاغوت.
قال الزمخشري: «معناه الغلو في العبودية، كقولهم: رجل حَذُر وفَطُن، للبليغ في الحذر والفطنة؛ قال:
[فتح الوصيد: 2/860]
أبني لبيني إن أمكم = أمةٌ وإن أباكم عبدُ
والقراة الأخرى، عطف على صلة من؛ كأنه قيل: ومن عبد الطاغوت، وهو فعل ماض). [فتح الوصيد: 2/861]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد). [كنز المعاني: 2/180] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (623- وَبَا عَبَدَا اضْمُمْ واخْفِضِ التَّاء بَعْدُ "فُـ"ـزْ،.. رِسَالَتَهُ اجْمَعْ وَاكْسِرِ التَّا "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
يريد: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، اضمم باء عبد، واخفض التاء من الطاغوت فيكون عبدا اسما مضافا إلى الطاغوت ويكون معطوفا على القردة، وهو المبالغ في العبودية المنتهي فيها كما يقال فطن وحذر للبليغ في الفطنة، قال طرفة:
أبني لبينى إن أمكمُ،.. أمة وإن أباكم عبدُ
وعبد في قراءة الجماعة فعل، والطاغوت مفعول والجملة عطف على صلة من). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (623 - وبا عبد اضمم واخفض التّا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التّا كما اعتلا
624 - صفا وتكون الرّفع حجّ شهوده = وعقّدتم التّخفيف من صحبة ولا
625 - وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرّفع ثمّلا
قرأ حمزة: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بضم با عَبَدَ وخفض تاء الطاغوت وهو الذى بعد عبد.
وقرأ غيره بفتح باء وَعَبَدَ ونصب تاء الطَّاغُوتَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِنْ " عَبُدَ " وَخَفْضِ " الطَّاغُوتِ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {وعبد} [60] بضم الباء {الطاغوت} [60] بالخفض، والباقون بالفتح والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... عبد
583 - بضمّ بائه وطاغوت اجرر = فوزًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعبد) يريد قوله تعالى «عبد الطاغوت» كما سيأتي في البيت بعده.
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
يعني بضم باء عبد وخفض الطاغوت حمزة، والباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
ش: أي: قرأ ذو فاء (فوز) حمزة وعبد الطاغوت [المائدة: 60] بضم باء عبد [وجر تاء (طاغوت)] والباقون بفتحهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/288]
وقرأ مدلول «عم» [أول الآتي] المدنيان وابن عامر، وصاد «صرا» أبو بكر وظاء «ظلم» يعقوب - فما بلغت رسالاته [المائدة: 67] بالجمع، والباقون بالإفراد.
وجه ضم باء وعبد [المائدة: 60] وكسر الطاغوت [المائدة: 60] قول أبي علي: إنه اسم واحد، معناه الجمع على حد: وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها [النحل: 18، وإبراهيم: 34]؛ إذ ليس من صيغ التكسير، وجاء على «فعل» مبالغة.
ووجه الفتح والنصب جعل وعبد [المائدة: 60] فعلا ماضيا معطوفا على الصلة، أي: ومن عبد.
والرسالة جنس تحته أنواع: وهي الأحكام.
ووجه الجمع: إطلاقه على الأنواع على حد قول نوح- عليه السلام- أبلّغكم رسالات ربّي [الأعراف: 62، 68].
ووجه التوحيد: إطلاقه على الجنس على [حد] قول صالح- عليه السلام- لقد أبلغتكم رسالة ربّي [الأعراف: 79]، وهو المختار؛ لأن ماهية الرسالة واحدة. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مثوبة" بسكون الثاء وفتح الواو، والجمهور بضم الثاء وسكون الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عبد الطاغوت" [الآية: 60] فحمزة بضم الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت" على أن عبد واحد يراد به الكثرة على حد: "وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" وليس بجمع عبد إذ ليس من صيغ التكثير، والطاغوت مجرور بإضافته إليه أي: وجعل منهم عبد الطاغوت أي: خدمه وافقه المطوعي، وعن الحسن فتح العين والدال وسكون الباء وخفض الطاغوت، وعن الشنبوذي ضم العين والباء وفتح الدال وخفض الطاغوت، جمع عبيد، والباقون بفتح العين والباء على أنه فعل ماض ونصب الطاغوت مفعولا به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعبد الطاغوت} [60] قرأ حمزة بضم باء {عبد} وخفض تاء {الطاغوت} وقرأ الباقون بفتح الباء والتاء). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)}
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ}
- قرأ ورش (هل انبيكم) بنقل حركة الهمزة وهي الضمة إلى اللام الساكنة، وحذف الهمزة.
{أُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجمهور (أنبئكم) بشد الباء، من (نبأ) المضعف.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (أنبئكم) بتخفيف الباء من (أنبأ)، وهما لغتان فصيحتان.
- وذكر ابن خالويه (أنبيكم) كذا بالياء عن القسط ويحيى.
[معجم القراءات: 2/300]
والقسط: هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، مقرئ مكي، مولى بني ميسرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
- وقراءة حمزة في الوقف بوجهين:
1- تسهيل الهمزة بين بين.
2- إبدالها ياء.
{مَثُوبَةً}
- قراءة الجمهور (مثوبة) بضم الثاء وسكون الواو مثل مشورة.
- وقرأ الحسن وابن هرمز وابن بريدة والأعرج ونبيح وابن عمران (مثوبة) ساكنة الثاء مفتوحة الواو مثل مشورة، وهو عند ابن جني مما خرج عن أصله، وهو شاذ عن نظائره.
وتقدم مثل هذا في الآية/103 من سورة البقرة في قوله تعالى: {لمثوبة من عند الله}.
{لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}
- قرأ أبي وعبد الله (من غضب الله عليهم وجعلهم قردة وخنازير).
{وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (وعبد الطاغوت) وهو ماضٍ معطوف
[معجم القراءات: 2/301]
على قوله سبحانه: (وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت)، والفاعل ضمير يعود إلى (من).
وهذه القراءة اختيار الزجاج وغيره من المتقدمين، وهي عند ابن خالويه قراءة أكثر الناس.
وهي القراءة الجيدة التي لا يجوز عند الأزهري غيرها، فهي قراءة العامة التي بها قرأ القراء المشهورون.
- وقرأ حمزة والأعمش ويحيى بن وثاب والمطوعي ويحيى بن يعمر والجحدري (وعبد الطاغوت) بضم الباء وفتح الدال، وخفض (الطاغوت)، على أن (عبد) واحد يراد به الكثرة والجنس، وهو اسم على (فعل) قال أبو الحسن: جاء به على نحو حذر وفطن.
وقال النحاس: (ينصبه على الذم، وإن شئت كان منصوبًا بمعنى: وجعل منهم، أي وصفهم بهذا.
وهذه القراءة مختلف فيها، فقد ذهب الأزهري إلى أنها قراءة مهجورة، ونسب الفراء وأبو عبيدة حمزة إلى الوهم في هذه القراءة، وطعنا فيها، وتعقبهم الشهاب فقال:
(فلا عبرة بمن طعن على هذه القراءة، ونسب قارئها إلى الوهم،
[معجم القراءات: 2/302]
كالفراء وأبي عبيدة).
وأنا أنقل لك بعض هذه النصوص لتتبين موضع الخلاف فيها:
1- جاء في البحر: (قال نصير النحوي صاحب الكسائي: وهو وهم ممن قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى تعلم أنه جائز).
2- وقال الفراء:
(وأما قوله: (وعبد الطاغوت. فإن تكن فيه لغة مثل حذر وفطن وعجل، فهو وجه، وإلا فإنه أراد -والله أعلم- قول الشاعر:
أبني لبيني إن أمكم = أمة وإن أباكم عبد
وهذا في الشعر يجوز لضرورة القوافي، فأما في القراءة فلا).
يريد: عبد فحرك الساكن وهو الباء للوزن. والبيت الذي ذكر الفراء وغيره هنا هو لأوس بن حجر، وقيل: لطرفة.
3- وقال أبو علي:
(ليس في أبنية الجموع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، وهو بناء مبالغة، فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت).
4- وقال الزجاج:
(.. فإنه عند بعض أهل العربية ليس بالوجه من جهتين:
إحداهما: أن عبد على فعل، وليس هذا من أمثلة الجمع؛ لأنهم فسروه: خدم الطاغوت.
والثاني: أن يكون محمولًا على: وجعل منهم عبد الطاغوت).
5- وقال ابن عطية:
(عبد، لفظ مبالغة كيقظ وندس، فهو لفظ مفرد يراد به الجنس، وبني بناء الصفات؛ لأن عبدًا في الأصل صفة، وإن كان يستعمل استعمال الأسماء، وذلك لا يخرجه عن حكم الصفة؛ ولذلك لم يمتنع
[معجم القراءات: 2/303]
أن يبنى منه بناء مبالغة، وأنشد: أبنى لبيني.. البيت).
قال أبو حيان: (وعد ابن مالك في أبنية أسماء الجمع فعلًا، فقال: ومنها فعل كنحو: سمر وعبد).
- وذكر ابن خالويه أن يحيى بن وثاب قرأ (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة المروية عن حمزة في (عبد) إلا أنه بنصب (الطاغوت).
- وقرئ (وعبد الطاغوت) بكسر الدال وجر الطاغوت.
- وقرأ أبي وعبد الله (وعبدوا الطاغوت) معلومًا بضمير الجمع على معنى (من).
- وجاء التصريح بلفظ (من) في قراءتهما: (ومن عبدوا الطاغوت).
قال أبو حيان: (ويحتمل أن يكون: (وعبد)، بضمير الجمع على هذا السياق، وكذلك جاءت في الكشاف وعند الشهاب وأبي زرعة في حجته.
- وذكر الرازي قراءة أبي (وعبدوا..)، وقراءة ابن مسعود (ومن عبدوا).
- وقرأ الحسن في رواية، وأبو عبيدة وأبو مجلز وأبو نهيك (وعبد
[معجم القراءات: 2/304]
الطاغوت) بفتح العين وسكون الباء، وفتح الدال على وزن (كلب) وجر (الطاغوت).
قالوا: أراد: وعبدة الطاغوت، فحذف الهاء، أو هو تخفيف من عبد كما يقال في عضد عضد، ويجوز أن يكون (عبد) اسم الواحد يدل على الجنس.
- وقرأ الحسن أيضًا (وعبد الطاغوت) على التخفيف من (عبد) وخرجه ابن عطية على أنه أراد (وعبدًا) منونًا، فحذف التنوين كما حذف في قوله:
(... ... ... ... = ولا ذاكر الله إلا قليلًا)
قال أبو حيان:
(ولا وجه لهذا التخريج؛ لأن عبدًا لا يمكن أن ينصب الطاغوت إذ ليس بمصدر، و(اسم فاعل، والتخريج الصحيح أن يكون تخفيفًا من (عبد) بفتحها كقولهم: سلف في سلف).
- وقرأ الحسن وأبو الأشهب والعطاردي والنخعي (وعبد الطاغوت) بضم العين وسكون الباء وفتح الدال، والإضافة إلى الطاغوت.
[معجم القراءات: 2/305]
- وقرأ النخعي وأبو جعفر المدني وهارون عن الأعمش وأبو جعفر الرؤاسي وأبو عمران الجوني ومورق العجلي (عبد الطاغوت) بضم العين وكسر الباء مبنيًا للمفعول.
قال ابن جني: (كقولك: ضرب زيد، لم يسم فاعله).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وعبدت الطاغوت) مبنيًا للمفعول، ومعه تاء التأنيث، مثل: ضربت المرأة، والطاغوت يذكر ويؤنث.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وحمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء، نحو شرف الرجل، أي صار له عبد، كأن العبادة صارت سجية له، أو أنه بمعنى صار معبودًا، كأمر أي صار أميرًا.
قال الخليل: (أي صار الطاغوت يعبد، كما تقول: فقه الرجل وشرف).
- وقرأ بعضهم (وعبدًا الطاغوت)، ورواه ابن الأنباري.
- وقرأ أبو السمال (وعبدة الطاغوت).
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه وأبو العالية وإبراهيم النخعي ومجاهد والأعمش والشنبوذي وحمزة ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 2/306]
وأبان بن تغلب وعلي بن صالح وشيبان والضحاك وابن مسعود وأبي ابن كعب (وعبد الطاغوت) بضم العين والباء، وفتح الدال، وخفض الطاغوت، وهو جمع عبد، كرهن ورهن.
وقال ثعلب: جمع عابد كشارف وشرف.
وذكر ابن جني أيضًا أنه جمع عبيد فهو جمع الجمع، وإلى مثل هذا ذهب الأخفش والزجاج، فهو مثل رغف جمع رغيف، أو هو جمع (عباد) مثل كتاب وكتب، فهو على هذا جمع الجمع أيضًا.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة مع نصب (الطاغوت)، وهو عند أبي حيان جمع عابد كضارب وضرب، أو جمع عبيد، فهو كالقراءة السابقة في التخريج.
- وقرأ الأعمش وعكرمة عن ابن عباس، وأيوب (وعبد الطاغوت) بضم العين وفتح الباء وتشديدها، وفتح الدال، وخفض الطاغوت.
وهو جمع عابد، كضارب وضرب.
وقرئ (عبادة الطاغوت) وهو مصدر أي ذوي عبادة الطاغوت، أو
[معجم القراءات: 2/307]
جمع بمعنى عباد الطاغوت.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه عكرمة، وابن مسعود في رواية علقمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة، وبنضب (الطاغوت).
- وروي عن ابن عباس (وعبد الطاغوت) على البناء للمفعول، ورفع (الطاغوت).
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعكرمة (وعبد الطاغوت).
- وقرأ عبد الله بن مسعود فيما رواه عبد الغفار بن علقمة عنه، والأعمش والضحاك وعمرو بن دينار (عبد الطاغوت) على وزن حطم، وزفر، وصرد، وهو بناء مبالغة.
- وقرأ أبو واقد الأعرابي في رواية العباس بن الفضل عنه (عباد الطاغوت) جمع عابد، مثل: صائم، وصوام، وجاهل وجهال.
- وقرأ أبو واقد أيضًا (وعباد الطاغوت)، مثل: ضراب.
- وقرأ ابن حذلم وعمرو بن فائد (وعباد الطاغوت).
- وقرأ محبوب بن حسن الهاشمي (وعباد الطاغوت) كقراءة أبي
[معجم القراءات: 2/308]
واقد إلا أنه بضم الدال، كذا وجدته عند ابن خالويه.
- وقرأ الحسن (وعباد الطاغوت) كرجال.
قال أبو حيان:
(قرأ بعض البصريين ... جمع عابد كقائم وقيام أو جمع عبد)، ومثل هذا عند ابن عطية، وعنه نقل أبو حيان.
جاءت القراءة عند ابن خالويه عن أبي واقد (وعباد الطاغوت) بالرفع، وهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ عون العقيلي في رواية العباس بن الفضل عنه وابن بريدة ومعاذ القارئ (وعابد الطاغوت) بالرفع، مفردًا.
قال الخليل: (كما تقول: ضارب الرجل) قلت: قد يراد به الجمع، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه: (وعابدو الطاغوت) بواو الجماعة، والإضافة.
قال الأزهري: (وذكر الليث أيضًا قراءة أخرى ما قرأ بها أحد وهي: (وعابدو الطاغوت) جماعة، قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراءات، وكان نوله ألا [كذا!] يحكي القراءات
[معجم القراءات: 2/309]
الشاذة وهو لا يحفظها، والقارئ إذا قرأ بها وهو جاهل.
وهذا دليل على أن إضافته كتابه إلى الخليل بن أحمد غير صحيح؛ لأن الخليل كان أعقل من أن يسمي مثل هذه الحروف قراءات في القرآن، ولا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأمصار، ودليل على أن الليث كان مغفلًا، ونسأل الله العصمة والتوفيق للصواب).
- وقرأ ابن أبي زائدة وبريدة الأسلمي وابن بريدة وعون العقيلي وأبو هريرة وأبو رجاء وابن السميفع (وعابد الطاغوت) بالنصب، وهو مفرد يراد به الجنس.
قال ابن جني:
(فهو في الإفراد كعبد الطاغوت، واحد في معنى جماعة).
- وقرأ ابن عباس في رواية وابن أبي عبلة وعكرمة وأصحاب عبد الله بن مسعود (وعبد الطاغوت) بفتح الثلاثة، يريد (وعبدة) جمع عابد، كفاجر وفجرة وكافر وكفرة، وحذفت التاء للإضافة، أو هو اسم جمع كخادم وخدم.
قال الخليل: (أرادوا عبدة الطاغوت مثل: فجرة وكفرة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء).
[معجم القراءات: 2/310]
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبي وابن مسعود (وعبدة الطاغوت) بالتاء، كفاجر وفجرة.
- وقرأ عبيد بن عمير (أعبد الطاغوت) جمع عبد كلفس وأفلس، وكلب وأكلب.
- وقرأ ابن عباس في رواية وأنس بن مالك (وعبيد الطاغوت) جمع عبد، نحو كلب وكليب، أو اسم جمع، ورواه ابن الأنباري عن بعضهم.
- وروى ابن الأنباري عن بعضهم (وعبد الطاغوت).
- وقرأ أبو رجاء (عبد الطاغوت).
- وقرئ (وعابدي الطاغوت) على الجمع، فهو جمع عابد.
- وقرأ النخعي والأعمش (وأعبد الطاغوت) مجهولًا، مع رفع الطاغوت.
- وقرأ سعيد بن جبير والشعبي (وعبدة الطاغوت) كذا عبدة مثل حمزة.
[معجم القراءات: 2/311]
- وقرأ أبو عبيدة وبريدة الأسلمي (وعابد الشيطان)، وقيل: إنه تفسير للطاغوت.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (وعباد الطواغيت)، وتقدم من قبل أن (عباد) على الجمع قراءة أبي واقد الأعرابي، غير أنه قرأ معها (الطاغوت) مفردًا فيه معنى الجمع، وقراءة الحسن هنا على الجمع الصريح.
- وقرأ قتادة وهذيل بن شرحبيل (وعبدة الطواغيت) كذا على الجمع.
قال الزجاج بعد عرض بعض هذه القراءات:
(ولا يجوز القراءة بشيء من هذه الأوجه إلا بالثلاثة التي رويت، وقرأ بها القراء، وهي:
عبد الطاغوت، وهي أجودها، ثم عبد الطاغوت، ثم وعبد الطاغوت).
قلت: وذكر المتقدمون أنها أربع وعشرون قراءة، ولكن الذي وجدته وأثبته هنا هو تسع وثلاثون قراءة). [معجم القراءات: 3/312]

قوله تعالى: {وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61)}
{جَاءُوكُمْ}
- تقدمت الإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/42 من هذه السورة.
{وَقَدْ دَخَلُوا}
- اتفق القراء على إدغام دال (قد) في الدال بعدها.
[معجم القراءات: 2/312]
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم عند الباء، وذلك بإسكانها، وبعض المقتدمين يسمي هذا إدغامًا، وليس بالصواب، فالفرق بينهما لا يخفى). [معجم القراءات: 3/313]

قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ السُّحْتَ، (وَالْأُذْنَ) مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" الهاء والميم من "قولهم الإثم، وأكلهم السحت" [الآية: 62] أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف، وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تسكين حاء السحت قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)}
{وَتَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يُسَارِعُونَ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
وتقدم هذا في الآية/41 من هذه السورة.
{الْعُدْوَانِ}
- قراءة الجماعة بضم العين (العدوان).
- وقرأ أبو حيوة بكسرها (العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (وأكلهم السحت) بكسر الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (وأكلهم السحت) بضم الهاء والميم في الوصل.
[معجم القراءات: 2/313]
- والباقون قراءتهم بكسر الهاء وضم الميم (وأكلهم السحت).
وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (وأكلهم).
{السُّحْتَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وسهل ويعقوب (السحت) بضم السين والحاء.
- وقراءة الباقين (السحت) بضم فسكون.
وتقدم بيان هذا في الآية/42 من هذه السورة مفصلًا.
وذكر ابن خالويه فيها:
1- خارجة عن نافع (السحت) بفتح فسكون.
2- وقرئ (السحت) بفتحتين.
3- وقرئ بكسر السين (السحت).
وتقدمت هذه القراءات مستوفاة على غير هذا الطرز.
{لَبِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني والأزرق والسوسي (لبيس) بإبدال الهمزة وقفًا ووصلًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/314]

قوله تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ينهيهم" [الآية: 63] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ينهى، وتنهانا.
إرشاد من الأدب كما تقدم خفض الصوت قليلا بقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُود" إلى قوله: "مَغْلُولَة" ثم رفعه عند قوله تعالى: "غَلَت" على سنن القراءة السابقة، ونقل عن فعل إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى "وسهل" الثانية من "البغضاء إلى" بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)}
{يَنْهَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 2/314]
{الرَّبَّانِيُّونَ}
- قراءة الجماعة (الربانيون) جمع: رباني نسبة إلى الرب.
- وقرأ الجراح وأبو واقد وابن عباس (الربيون) براء مكسورة، وبدون الألف.
- وجاءت القراءة عنهما وعن ابن عباس (الربانيون) جمع: ربي؛ كذا بألف عند ابن عطية، وهو خطأ من المحققين، وإن شئت فقل: سبق قلم.
{عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (عن قولهم الإثم) بكسر الهاء والميم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عن قولهم الإثم) بضم الهاء والميم.
- وقراءة الباقين بكسر الهاء وضم الميم (عن قولهم الإثم).
- وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (عن قولهم).
وذكر الألوسي أنه قرئ: (عن قولهم العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- تقدم حكم الهاء والميم في الآية السابقة/62.
{السُّحْتَ}
- تقدمت القراءات مفصلة فيه في الآية/42، وموجزة في الآية/62.
{لَبِئْسَ}
- قراءة الجماعة باللام (لبئس) بلام القسم.
- وقرأ ابن عباس (بئس) بغير لام قسم.
وتقدمت قراءة (لبيس) بإبدال الهمزة ياءً في الآية/62.
{يَصْنَعُونَ}
- قراءة الجماعة (يصنعون).
- وقراءة ابن عباس (يعملون) ). [معجم القراءات: 2/315]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:14 AM

سورة المائدة
[ من الآية (64) إلى الآية (66) ]

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66)}

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والبغضآء إلى} [64] لا يخفى، وكذا ما فيه لو وقف عليه هشام وحمزة ثلاثة كما في {أوليآء} [51 57] معًا، وما فيه خمسة أوجه كما في {يشآء} [54 56] معًا، وما لحمزة فيه وجهان كما في {دآئرة} [52] و{لآيم} [54] ووجه واحد كما في {مؤمنين} ). [غيث النفع: 556]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}
{مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{أَيْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب بضم الهاء (أيديهم).
- والجماعة على كسرها (أيديهم).
{لُعِنُوا}
- قراءة الجماعة (لعنوا) بضم اللام وكسر العين.
- وقرأ أبو السمال (لعنوا) بسكون العين.
ويحسن هذه القراءة أنها كسرة بين ضمتين، فحسن التخفيف.
{مَبْسُوطَتَانِ}
- قراءة الجماعة (مبسوطتان) بالسين.
- وقراءة الأعشى عن عاصم (مبصوطتان) بالصاد.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (بسيطتان) يقال: يد بسيطة، أي: مطلقة بالمعروف.
[معجم القراءات: 2/316]
- وفي مصحف عبد الله وقراءته وقراءة شعبة عن الحكم (بسطان) بضم الباء وسكون السين، يقال: يد بسط بالمعروف.
قال الفراء: (والعرب تقول: الق أخاك بوجه مبسوط، وبوجه (بسط) كذا فيه بضم الباء وكسرها.
- وقرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف (بسطان) بضم السين والباء، قالوا: هي كذلك في مصحفه.
- وعنهما أنهما قرأا (بسطتان) بتاء بعد الطاء، وضم الأول والثاني.
- والقراءة الثالثة عنهما (بسطان) بكسر الباء.
- وعن طلحة بن مصرف أنه قرأ (بساطان)، وقيل إنه قرأ (بساطان) بفتح الباء.
- وقال ابن عطية: (وقرأ أبو عبد الله: بل يداه بسطتان..)، كذا جاء الضبط في المحرر.
{يُنْفِقُ كَيْفَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب القاف في الكاف بخلاف.
{يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/213 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/317]
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{الْبَغْضَاءَ إِلَى}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (البغضاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{الْقِيَامَةِ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{أَطْفَأَهَا}
- قرأ ابن كثير في رواية عنه بسكون الهمزة (أطفأها).
- وسهل حمزة في الوقف الهمزة الثانية بين بين.
- وبإبدالها ألفًا خالصة). [معجم القراءات: 3/318]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65)}
{سَيِّئَاتِهِمْ}
- أبدل حمزة في الوقف الهمزة ياءً مفتوحة). [معجم القراءات: 3/318]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إمالة "التوراة"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعملون} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند بعض، وعند بعض {يصنعون} قبله). [غيث النفع: 556]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)} {التَّوْرَاةَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/43 من هذه السورة.
{الْإِنْجِيلَ}
- تقدمت قراءة الحسن (الأنجيل) بفتح الهمزة مرارًا.
[معجم القراءات: 2/318]
{إِلَيْهِمْ}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
- والباقون بكسرها (إليهم) لمجاورة الياء.
{كَثِيرٌ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{سَاءَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسكين الهمز للوقف، ثم إبداله ألفًا من جنس ما قبله، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن حذف الأولى وهو القياس، قصر؛ لأن الألف الثانية مبدلة من همز ساكن، فلا مد، وإن حذف الثانية جاز المد والقصر، ويجوز إبقاؤهما معًا، فيمد ذلك مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين). [معجم القراءات: 3/319]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:15 AM

سورة المائدة
[ من الآية (67) إلى الآية (69) ]

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا فِي التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {فَمَا بلغت رسَالَته} 67
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {فَمَا بلغت رسَالَته} وَحده وفي الْأَنْعَام {حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} 124 على الْجمع وفي الْأَعْرَاف (برسلتي) 144 على الْجمع أَيْضا
وَقَرَأَ ابْن كثير {رسَالَته} على التَّوْحِيد وَفِي الْأَنْعَام {حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} وَفِي الْأَعْرَاف (برسالتي) ثلاثتهن على التَّوْحِيد
وَقَرَأَ نَافِع {فَمَا بلغت رسَالَته} جمعا وَفِي الْأَنْعَام
{حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} جمعا أَيْضا وَقَرَأَ في الْأَعْرَاف (برسالتي) وَاحِدَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة أَبي بكر {فَمَا بلغت رسَالَته} و{حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} و(برسلتي) جمعا ثلاثتهن
وروى حَفْص عَن عَاصِم {فَمَا بلغت رسَالَته} وَاحِدَة و{حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} وَاحِدَة وَفِي الْأَعْرَاف (برسالاتي) جمعا). [السبعة في القراءات: 246]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رسالاته) وفي الأنعام جمع، وفي الأعراف واحد، مدني، ضده
[الغاية في القراءات العشر: ٢٣٥]
حفص، ههنا (رسالاته) على التوحيد. والباقي جمع، كوفي -غير عاصم- وأبو عمرو، كلهن واحدة، مكي). [الغاية في القراءات العشر: 236]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رسالاته) [67]: جمع: مدني، شامي، وبصري غير أبي عمرو، والمفضل، وأبو بكر). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (رسالته) بالجمع والتاء مكسورة، وقرأ الباقون بالتوحيد وفح التاء). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} (67): بالجمع، وكسر التاء.
والباقون: بالتوحيد، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وأبو بكر: (فما بلغت رسالاته) بالجمع وكسر التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رِسَالَتَهُ) المفضل، وأبو بكر، وأبان، وابْن مِقْسَمٍ، وشامي، ومدني، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والرَّازِيّ قال الوليد كأَبِي عَمْرٍو وهو خطأ لخلاف المفرد، وفي الأنعام على التوحيد مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وحفص، وفي الأعراف على التوحيد روح، ويزيد، والوليد، وسلام وأبو بشر، وقاسم، وحجازي غير ابْن مِقْسَمٍ، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ على الجمع، والاختيار لأن النبوة فيها رسالات كبيرة في أوقات مختلفة إلى سائر الأم). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([67]- {رِسَالَتَهُ} جمع: نافع وابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (623- .... .... .... .... = رِسَالَتَهُ اجْمَعْ وَاكْسِرِ التَّا كَمَا اعْتَلاَ
624 - صَفَا .... .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وجمع {رسالته}. بمعنى أنه أرسل بالشرائع والأحكام، وهي رسالات كثيرة: أصول الشريعة وفروعها.
والرسالة، تدل على هذا المعنى أيضًا، وإن كان مفردًا.
وقوله: (كما اعتلا صفا)، أشار به إلى ظهور المعني واعتلائه وصفوه. وقد قال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام وغيره: {أبلغكم رسلت ربی}.
وقال حكاية عن صالح عليه السلام : {لقد أبلغتكم رسالة ربي} والمعنى واحد). [فتح الوصيد: 2/861]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد). [كنز المعاني: 2/180] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "فما بلغت رسالاته" بالجمع فظاهر؛ لأنه أريد جمع ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
أرسل به من التوحيد والأحكام، وما يشتمل عليه ذلك أنواع كثيرة، والإفراد يدل على ذلك أيضا؛ لأن رسالته -صلى الله عليه وسلم- تضمنت تلك الأشياء كلها، واستعمل الناظم لفظ الكسر في العبارة عن حركة التاء في الجمع، واستعمل لفظ الفتح في العبارة عن حركة المفرد في قوله في سورة الأنعام: "رسالات" فردوا "فتحوا" دون علة، والحركتان في الموضعين حركتا إعراب على القراءتين في كل حرف منها، ووجهه أن كل كلمة منهما في القراءتين منصوبة، غاية ما في الأمر أن علامة النصب في إحداهما فتحة وفي الأخرى كسرة، فلفظ في الموضعين بعلامة النصب في إحدى القراءتين؛ لتأخذ ضدها في القراءة الأخرى، ولو قال: انصبوا لتحير السامع؛ إذ القراءة الأخرى في الموضعين منصوبة، ومثل ذلك قوله في الأعراف: ويقصر ذريات معْ فتح تائه، والله أعلم.
624- "صَـ"ـفَا وَتَكُونُ الرَّفْعُ "حَـ"ـجَّ "شُـ"ـهُودُهُ،.. وَعَقَّدْتُمُ التَّخْفِيفُ "مِـ"ـنْ "صُحْبَةٍ" وَلا
صفا من جملة رمز من قرأ رسالاته بالجمع وهم: بن عامر ونافع وأبو بكر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/99]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (623 - .... .... .... .... .... = رسالته اجمع واكسر التّا كما اعتلا
624 - صفا .... .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر ونافع وشعبة: فما بلّغت رسالاته بالجمع أي بإثبات ألف بعد اللام مع كسر التاء، وقرأ غيرهم رِسالَتَهُ بالإفراد أي بحذف الألف بعد اللام ونصب التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101- .... .... وَبِالنَّصْبِ مَعْ جَزَ = اءُ نُوِّنْ وَمِثْلِ ارْفَعْ رِسَالاتِ حُوِّلَا
102 - مَعَ الأَوَّلِيْنَ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: رسالات حولا أي قرأ يعقوب أيضًا {فما بلغت رسالاته} [76] بالجمع كما نطق به كأبي جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 121]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِسَالَتَهُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ رِسَالَاتِهِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ وَكَسْرِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَنَصْبِ التَّاءِ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر ويعقوب وأبو بكر {رسالته} [67] بالألف وكسر التاء على الجمع، والباقون بغير ألف والفتح على التوحيد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (583- .... .... .... .... = .... رسالاته فاجمع واكسر
584 - عمّ صرا ظلمٌ والانعام اعكسا = دن عد .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (رسالته) يريد قوله تعالى: بلغت رسالته بالجمع، وكسر التاء نصبا نافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة ويعقوب، والباقون رسالته بالتوحيد والنصب.
(عمّ) (ص) را ظ) لم والانعام اعكسا = (د) ن (ع) د تكون ارفع (حما) (فتى) (ر) سا
يعني قوله تعالى في الأنعام «الله أعلم حيث يجعل رسالته» قرأه بعكس الترجمة المتقدمة: أي بالتوحيد والنصب ابن كثير وحفص، والباقون بالجمع والكسر نصبا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
ش: أي: قرأ ذو فاء (فوز) حمزة وعبد الطاغوت [المائدة: 60] بضم باء عبد [وجر تاء (طاغوت)] والباقون بفتحهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/288]
وقرأ مدلول «عم» [أول الآتي] المدنيان وابن عامر، وصاد «صرا» أبو بكر وظاء «ظلم» يعقوب - فما بلغت رسالاته [المائدة: 67] بالجمع، والباقون بالإفراد.
وجه ضم باء وعبد [المائدة: 60] وكسر الطاغوت [المائدة: 60] قول أبي علي: إنه اسم واحد، معناه الجمع على حد: وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها [النحل: 18، وإبراهيم: 34]؛ إذ ليس من صيغ التكسير، وجاء على «فعل» مبالغة.
ووجه الفتح والنصب جعل وعبد [المائدة: 60] فعلا ماضيا معطوفا على الصلة، أي: ومن عبد.
والرسالة جنس تحته أنواع: وهي الأحكام.
ووجه الجمع: إطلاقه على الأنواع على حد قول نوح- عليه السلام- أبلّغكم رسالات ربّي [الأعراف: 62، 68].
ووجه التوحيد: إطلاقه على الجنس على [حد] قول صالح- عليه السلام- لقد أبلغتكم رسالة ربّي [الأعراف: 79]، وهو المختار؛ لأن ماهية الرسالة واحدة. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/289] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(عمّ) (ص) را (ظ) لم والانعام اعكسا = (د) ن (ع) د تكون ارفع (حما) (فتى) (ر) سا
ش: [أي: وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وعين (عد) حفص الله أعلم حيث يجعل رسالته [الأنعام: 124] بعكس الأولى، أي: بالإفراد.
والباقون بالجمع.
وقرأ مدلول (حما) البصريان و(فتى) حمزة وخلف وذو راء (رسا) الكسائي أن لا تكون فتنة [المائدة: 71] برفع النون، والباقون بنصبها.
وجه الرفع: أنها المخففة؛ حملا لـ «حسب» على «تيقن» واسمها ضمير شأن مقدر.
ووجه النصب: أنها ناصبة المضارع؛ حملا له على الظن وجهة الاستفهام في نحو:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/289]
أيحسب الإنسن أن يترك [القيامة: 36] بعد به عن اليقين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/290] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في رسالته فنافع وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب بالألف، وكسر التاء على الجمع وافقهم الحسن، والباقون بغير ألف ونصب التاء على التوحيد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إمالة "الناس" للدوري عن أبي عمرو بخلفه. "وإمالة" "الكافرين" لأبي عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، والدوري عن الكسائي ورويس وتقليله للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك}
{رسالته} [67] قرأ نافع والشامي وشعبة بالألف بعد اللام، وكسر التاء، على الجمع، والباقون بغير ألف، ونصب التاء، على التوحيد). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}
{رِسَالَتَهُ}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والحسن والمفضل (رسالاته) على الجمع.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، وخلف وحماد (رسالته) مفردًا.
{مِنَ النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو بخلاف، وانظر الآية/8
[معجم القراءات: 2/319]
من سورة البقرة.
{الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/19 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/320]

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تأس} [68] يبدله ورش والسوسي). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}
{عَلَى شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة في (شيء) وبيان حكم الهمز في الوقف في قراءة حمزة.
انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{التَّوْرَاةَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/43 من هذه السورة.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش، وانظر الآية/62 من هذه السورة.
{فَلَا تَأْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والأزرق وورش والأصفهاني (فلا تاس) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، وانظر الآية/26 من هذه السورة.
{الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/19 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/320]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزِ الصَّابِئُونَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (و{الصابئون} [69] ذكر في باب الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "والصابئين" بالياء بدل الواو عطفا على لفظ اسم إن قبل، ومخالفتها للرسم بسيرة لها نظائر، والجمهور بالواو كما في المصاحف رفع بالابتداء وخبره محذوف أي: كذلك لدلالة الأول عليه نحو: إن زيدا وعمرو قائم والنية به التأخير عما في خبران وتقدم ضم بائه مع حذف همزه لنافع وأبي جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 69] بفتح الفاء بلا تنوين يعقوب وضم هاء عليهم كحمزة وكذا إليهم "و" تقدم تسهيل "إسرائيل" ومد همزة والوقف عليه وسبق إمالة "تهوى" و"جاءهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي نصارى، وكذا "جاءنا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والصابون} [69] قرأ نافع بحذف الهمزة، ونقل ضمتها إلى الباء بعد سلب حركتها، والباقون بالهمز، وكسر الباء، ولو وقف عليه لحمزة فله ثلاثة أوجه، النقل، وإبدالها ياء خالصة مضمومة، وله تسهيلها كالواو). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}
{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (يأيها الذين آمنوا..).
[معجم القراءات: 2/320]
{وَالصَّابِئُونَ}
- قراءة الجمهور بالواو (والصابئون)، وهو رفع بالابتداء والخبر محذوف، أي كذلك، وعليه مصاحف الأمصار.
وخرجت على غير هذا، فقد ذهبوا إلى أن (من آمن بالله واليوم الآخر) خبر للصائبين والنصارى، ويقدرون (للذين آمنوا والذين هادوا) خبرًا.
- وقرأ ابن محيصن وابن كثير وعثمان بن عفان وعائشة وأبي بن كعب وابن مسعود وابن جبير وعاصم الجحدري (والصابئين) بالياء، عطفًا على اسم (إن) في أول الآية.
وذكر السمين أن الزمخشري نقلها عن ابن كثير. ثم قال: وهذا غير مشهور عنه.
قال العكبري: (وهو شاذ في الرواية صحيح في القياس).
وتقدم هذا في الآية/62 من سورة البقرة في الجزء الأول.
[معجم القراءات: 2/321]
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة (والصابون) بغير همز ولا ياء، وبضم الباء.
- وقرأ الحسن والزهري (والصابيون) بكسر الباء وضم الياء، وهو من تخفيف الهمز.
وإذا وقف حمزة على (الصابئون) فله ما يلي:
1- إبدال الهمزة ياء (الصابيون)، وهي مثل قراءة الحسن السابقة.
2- تسهيل الهمزة بين بين.
3- حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الواو (الصابون)، مثل قراءة نافع.
وانظر الآية/62 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{وَالنَّصَارَى}
- تقدمت فيه إمالتان:
الأولى في الألف الأخيرة، والثانية في الألف الأولى بسبب المجاورة أو الإتباع.
وانظر الآية/62 من سورة البقرة.
{فَلَا خَوْفٌ}
- قرأ يعقوب والحسن (فلا خوف) بفتح الفاء بلا تنوين.
- وقرأ ابن محيصن (فلا خوف) بضم الفاء من غير تنوين.
- وقراءة الجماعة (فلا خوف) بضم الفاء مع التنوين.
وتقدم مثل هذا في الآية/38 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- ضم الهاء يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
[معجم القراءات: 2/322]
- والباقون بكسرها (عليهم) لمجاورة الياء.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/38 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/323]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:17 AM

سورة المائدة
[ من الآية (70) إلى الآية (71) ]

{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)}

قوله تعالى: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)}
{إِسْرَائِيلَ}
- تقدم تسهيل الهمز والمد والوقف، في الآية/12 من هذه السورة.
وانظر بيانًا وافيًا في الآية/40 من سورة البقرة.
{إِلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين (إليهم) بسكر الهاء لمجاورة الياء.
{رُسُلًا}
- قرأ المطوعي (رسلًا) بسكون السين.
{جَاءَهُمْ}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلاف عنه.
وتقدم هذا في الآية/15 من هذه السورة، وكذا بيان وقف حمزة.
{تَهْوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{كَذَّبُوا}
- قراءة ابن كثير في الوصل (كذبوهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 3/323]

قوله تعالى: {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في رفع النُّون ونصبها من قَوْله {وَحَسبُوا أَلا تكون فتْنَة} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {أَلا تكون} نصبا
وَقَرَأَ أَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {أَلا تكون} رفعا
وَلم يَخْتَلِفُوا في رفع {فتْنَة} ). [السبعة في القراءات: 247]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن لا تكون) رفع عراقي غير عاصم وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 236]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألا تكون) [71]: رفع: بصري غير أيوب وسهل، وكوفي غير عاصم
[المنتهى: 2/665]
إلا المفضل). [المنتهى: 2/666]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (إلا تكون فتنة) بالرفع، ونصب الباقون، وكلهم رفعوا (فتنة) ). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: {ألا تكون} (71): برفع النون.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائيّ وخلف: (ألا تكون) برفع النّون والباقون
[تحبير التيسير: 348]
بنصبها). [تحبير التيسير: 349]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَلَّا يَكُونَ) بالياء مع النصب ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، الباقون بالتاء ورفع النون عراقي غير سهل، وأيوب وأبي
[الكامل في القراءات العشر: 535]
معمر، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن سَعْدَانَ، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم إلا المفضل، وهو الاختيار؛ لأن معناه أنه لا تكون فتنة، دليله (أَلَّا يَرْجِعُ) إلا في الشاذ على ما سنذكر، الباقون نصب.
(فَعَمُوا وَصَمُّوا) على ما لم يسم فاعله طَلْحَة في رواية الفياض، الباقون على تسمية الفاعل، وهو الاختيار؛ لأنه أقوى في العربية). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {أَلَّا تَكُونَ} رفع: أبو عمرو وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (624 - .... وَتَكُونُ الرَّفْعُ حَجَّ شُهُودُهُ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ورفع (تكون حج شهوده)، أي غلبوا في الحجة، لأنهم جعلوا (حسب) بمعنى أيقن؛ فلزم أن تكون (أن) المخففة من الثقيلة، فيكون التقدير: أنه لا تكون فتنة.
[فتح الوصيد: 2/861]
وقد جاء بخلاف ذلك قوله: {أيحسب الإنسان ألن نجمع}، و{أحسب الناس أن يتركوا}.
ولكن الاستفهام ليس من الثابت المحقق.
وهؤلاء قد نزل حسبالهم لقوته عندهم وتصميمهم عليه منزلة اليقين. والنصب على أن حسب على بابه، و(أن) الناصبة للفعل). [فتح الوصيد: 2/862]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد). [كنز المعاني: 2/180] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "وحسبوا أن لا تكون فتنة"، فنصبه ورفعه؛ لوقوع حرف "أن" قبله من بعد فعل الحسبان، وما كان كذلك جاز فيه الوجهان، فالنصب بناء على أن "أن" هي الناصبة للأفعال المضارعة، والرفع بناء على أن "أن" هي المخففة من الثقيلة، وأما إذا جاءت أن بعد فعل علم، فالرفع لا غير نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}، {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا}،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/99]
وفي غير ذلك النصب لا غير نحو: {أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي}، {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ}، ولم يختلف في نصب: {إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}، {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/100]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (624 - .... وتكون الرّفع حجّ شهوده = .... .... .... .... ....
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ برفع نون تَكُونَ وقرأ الباقون بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَّا تَكُونَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِرَفْعِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وحمزة والكسائي وخلف {ألا تكون} [71] برفع النون، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (584- .... .... .... .... .... = .... تكون ارفع حمًا فتىً رسا). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تكون) أي «وحسبوا أن لا تكون» بالرفع أبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف والكسائي والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(عمّ) (ص) را (ظ) لم والانعام اعكسا = (د) ن (ع) د تكون ارفع (حما) (فتى) (ر) سا
ش: [أي: وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وعين (عد) حفص الله أعلم حيث يجعل رسالته [الأنعام: 124] بعكس الأولى، أي: بالإفراد.
والباقون بالجمع.
وقرأ مدلول (حما) البصريان و(فتى) حمزة وخلف وذو راء (رسا) الكسائي أن لا تكون فتنة [المائدة: 71] برفع النون، والباقون بنصبها.
وجه الرفع: أنها المخففة؛ حملا لـ «حسب» على «تيقن» واسمها ضمير شأن مقدر.
ووجه النصب: أنها ناصبة المضارع؛ حملا له على الظن وجهة الاستفهام في نحو:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/289]
أيحسب الإنسن أن يترك [القيامة: 36] بعد به عن اليقين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/290] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أن لا تكون" [الآية: 71] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف برفع النون على أن أن مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي: إنه ولا نافية وتكون تامة وفتنة فاعلها، والجملة خبر أن وهي مفسرة لضمير الشأن، وحسب حينئذ للتيقن لا للشك؛ لأن أن المخففة لا تقع إلا بعد تيقن وافقه اليزيدي والأعمش والباقون بالنصب على أن الناصبة للمضارع دخلت على فعل منفي بلا، ولا لا تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها من ناصب وجازم وجار، وحسب حينئذ على بابها من الظن؛ لأن الناصبة لا تقع بعد علم، والمخففة لا تقع بعد غيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم ضم هاء "عليهم" وكذا الميم إذا وصلت بالأوليان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا تكون} [71] قرأ الأخوان وبصري برفع النون، الباقون بالنصب). [غيث النفع: 558]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فعموا وصموا} الأول مخفف، والثاني مشدد، للجميع، وتخفيفهما معًا وتشديدهما معًا لحن). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)}
{أَلَّا تَكُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر (.. ألا
[معجم القراءات: 2/323]
تكون) بنصب النون بـ(أن) الناصبة للمضارع.
- وقرأ أبو عمرو والكسائي وحمزة وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف وحماد واليزيدي والأعمش (.. ألا يكون) بالرفع، وتكون (أن) على هذه القراءة مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية في موضع الخبر لـ(أن).
قال ابن يعيش:
(فالرفع على أن الحسبان بمعنى العلم، و(أن) المخففة من الثقيلة العاملة في الأسماء، ولا عوض من الذاهب، والتقدير: وحسبوا أنه لا تكون فتنة، والنصب على الشك بإجرائه مجرى الخوف، و(أن) العاملة في الفعل النصب).
وقال الشهاب:
(وأن الخفيفة كما ذكر في النحو إن وقعت بعدما يفيد اليقين فهي مخففة من الثقيلة، وإن وقعت بعدما لا يفيد يقينًا ولا ظنًا فهي
[معجم القراءات: 2/324]
مصدرية، وإن وقعت يفيد الظن احتملت الوجهين؛ لإجرائه مجرى العلم؛ لقوته وتنزيله منزلة غيره لعدم إفادة اليقين).
{فِتْنَةٌ}
- القراءة فيه بالرفع، وتخريجها بناء على ما سبق على وجهين:
الأول: اسم (تكون) إذا ذهبت بها إلى النقص.
الثاني: فاعل (تكون) إذا ذهبت بها مذهب التمام.
- وقرأ خلاد عن أبي بكر عن عاصم (فتنة) بالنصب.
{فَعَمُوا وَصَمُّوا ... ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا}
- قرأ النخعي وابن وثاب (فعموا وصموا.. ثم عموا وصموا) بضم العين والصاد في هذه الأفعال، على البناء للمفعول.
قال ابن جني:
(يجب أن يكون هذا على تقدير فعل، كقولهم زكم وأزكمه الله، وحم وأحمه الله، فكذلك جاء على عمي وصم، وأعماه الله وأصمه..).
وقال العكبري: (واللغة الفاشية أعمى وأصم).
وقال الزمخشري: (على تقدير: عماهم الله وصمهم أي: رماهم وضربهم بالعمى والصمم).
- وقراءة الجماعة (فعموا وصموا.. ثم عموا وصموا) بفتح العين والصاد في هذه الأفعال، على البناء للفاعل قال العكبري: (هذا هو المشهور).
[معجم القراءات: 2/325]
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/23 من هذه السورة.
{كَثِيرٌ}
- قراءة الجماعة بالرفع (كثير)، وتخريجه على وجهين:
1- خبر مبتدأ محذوف، أي العمى والصمم كثير.
2- بدل من ضمير الفاعل في (صموا).
قال العكبري: (وقيل: هو مبتدأ، والجملة قبله خبر عنه، أي: كثير عموا، وهو ضعيف؛ لأن الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوى به غيره.
وقيل: الواو علامة جمع الاسم، وكثير: فاعل صموا).
- وقرأ ابن أبي عبلة (كثيرًا) بالنصب.
قال مكي:
(ولو نصبت كثيرًا في الكلام لجاز، تجعله نعتًا لمصدر محذوف، أي: عمىً وصممًا كثيرًا).
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف في (كثير).
{بَصِيرٌ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/326]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:18 AM

سورة المائدة
[ من الآية (72) إلى الآية (76) ]

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}

قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومأواه} [72] إبداله للسوسي دون ورش جلي). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)}
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 2/326]
{إِسْرَائِيلَ}
- انظر الآية/70 من هذه السورة، وقبلها الآية/12، وعرج على الآية/40 من سورة البقرة.
{مَأْوَاهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (ماواه) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وتقدمت الإمالة فيه في الآية/162 من سورة آل عمران، والآية/97 من سورة النساء.
{مِنْ أَنْصَارٍ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي واليزيدي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/327]

قوله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
{ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الثاء من (ثالث) في الثاء بعدها). [معجم القراءات: 3/327]

قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)}
{يَسْتَغْفِرُونَهُ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/327]

قوله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أَنَّى يُؤْفَكُون" [الآية: 75] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنى يؤفكون} لا تغفل عما بينهما من الأوجه، وعن تحرير أوجه {أنى} مع {الآيات} قبلها). [غيث النفع: 558]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}
{الرُّسُلُ}
- قراءة (الرسل) بسكون السين عن المطوعي.
وتقدمت في الآيات/19، 32، 70 من هذه السورة.
- وقرأ حطان (رسل) بالتنكير.
- وقراءة الجماعة بالتعريف (الرسل).
{يَأْكُلانِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياكلان) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{نُبَيِّنُ لَهُمُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في اللام، وعنهما أيضًا الإظهار.
{الآَيَاتِ ثُمَّ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في الثاء، وعنهما الإظهار.
{أَنَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأه الدوري عن أبي عمرو بالتقليل بخلاف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني عن أبي عمرو.
{يُؤْفَكُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 2/328]
ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يوفكون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/329]

قوله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}
{وَاللَّهُ هُوَ}
أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/329]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:23 AM

سورة المائدة
[ من الآية (77) إلى الآية (81) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد ضلوا" أبو عمرو وورش وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)}
{غَيْرَ الْحَقِّ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{قَدْ ضَلُّوا}
- قرأ ابن كثير وعاصم وقالون وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال.
- وأدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وورش وهشام وابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا في الآية/67 من سورة النساء.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/329]

قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)}
{السَّبِيلِ (77) - لُعِنَ (78)}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{إِسْرَائِيلَ}
- انظر الآيتين/12 و70 من هذه السورة.
{عِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/87 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/330]

قوله تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لبئس} [79 80] معًا، إبدالهما لورش وسوسي جلي). [غيث النفع: 558] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)}
{لا يَتَنَاهَوْنَ}
- قراءة الجماعة (لا يتناهون) من التناهي.
- وقرأ زيد بن علي (لا ينتهون) من انتهى.
{فَعَلُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فعلوهو) بوصل الهاء بواو.
{لَبِئْسَ}
- تقدم في الآية/62 من هذه السورة إبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 3/330]

قوله تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لبئس} [79 80] معًا، إبدالهما لورش وسوسي جلي). [غيث النفع: 558] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)}
{تَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لَبِئْسَ}
- تقدم إبدال الهمزة ياءً في الآية/62 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 2/330]
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء وكسرها في الآية/23 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/331]

قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والنبيء} [81] لا يخفى). [غيث النفع: 558]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاسقون} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الحزب الثاني عشر بلا خلاف). [غيث النفع: 559]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت فيه القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا، انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{وَالنَّبِيِّ}
- قراءة نافع (والنبيء) بالهمز حيث جاء.
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء.
{كَثِيرًا}
- تقدم ترقيق الراء في الآية/77 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/331]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:24 AM

سورة المائدة
[ من الآية (82) إلى الآية (86) ]

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)}

قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}
{النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{نَصَارَى}
- فيه إمالتان: في الألف الثانية، والألف الأولى، وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/62 من سورة البقرة.
{بِأَنَّ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{يَسْتَكْبِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/331]

قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَرَى أَعْيُنَهُمْ) على ما لم يسم فاعله الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لأنا لا نعلم من قرأ على ما لم يسم فاعله إلا الزَّعْفَرَانِيّ). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}
{تَرَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/80 من هذه السورة.
{تَرَى أَعْيُنَهُمْ}
- وقراءة الجماعة (ترى أعينهم) بفتح التاء على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
- وقرئ (ترى أعينهم) بضم التاء، ورفع (أعينهم) على البناء لما لم يسم فاعله). [معجم القراءات: 3/332]

قوله تعالى: {وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي نصارى، وكذا "جاءنا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/541] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)}
{نُؤْمِنُ}
- تقدم في الآية/150 من سورة النساء إبدال الهمزة واوًا.
{جَاءَنَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/43 من سورة النساء.
{وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (.. وما أنزل علينا ربنا من الحق...).
وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحفه، ثم قال: (وينبغي أن تحمل على تفسير قوله تعالى: {وما جاءنا من الحق} لمخالفته ما أجمع عليه المسلمون من سواد المصحف).
- والقراءة عند ابن عطية: (.. وما أنزل إلينا ربنا..) ). [معجم القراءات: 2/332]

قوله تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
{فَأَثَابَهُمُ}
- قرأ الحسن (فآتاهم) بالتاء من الإيتاء، بمعنى الإعطاء.
- وقراءة الجماعة (فأثابهم) بالثاء من الإثابة.
والإثابة أبلغ؛ لأنه يلزم أن يكون عن عمل بخلاف الإعطاء، فإنه لا يلزم عن عمل؛ ولذلك جاء أخيرًا، (وذلك جزاء المحسنين) نبه على أن تلك الإثابة جزاء، والجزاء لا يكون إلا عن عمل. كذا عن أبي حيان.
- وقراءة الحسن عند ابن خالويه (فأتاهم) كذا بالقصر.
{الْمُحْسِنِينَ}
- فيه لحمزة وقفًا على (جزاء) ثلاثة الإبدال، والتسهيل بالروم) مع المد والقصر، ومثلها لهشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 3/333]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:29 AM

سورة المائدة
[ من الآية (87) إلى الآية (89) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}

قوله تعالى: {وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنون} و{الأيمان} [89] {وأحسنوا} [93] ما فيه لحمزة إن وقف لا يخفى، وكذا ما له في {عذاب أليم} من: النقل والسكت وعدمهما، إن وقف). [غيث النفع: 560] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)}
{رَزَقَكُمُ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف.
{مُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (مومنون) انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/333]

قوله تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْقَاف وتخفيفها وَإِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {بِمَا عقدتم الْأَيْمَان} 89
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {بِمَا عقدتم} بِغَيْر ألف مُشَدّدَة الْقَاف وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {بِمَا عقدتم} خَفِيفَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ ابْن عَامر {وَلَكِن يُؤَاخِذكُم بِمَا عقدتم} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 247]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (عقدتم) خفيف، كوفي، غير حفص - (عاقدتم) ابن ذكوان). [الغاية في القراءات العشر: ٢٣٦]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عقدت) [89]: خفيف: كوفي غير حفص والمفضل.
بألف دمشقي غير الحلواني والوليدين). [المنتهى: 2/666]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن ذكوان (عاقدتم) بألف، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (عقدتم) بغير ألف، وكذلك الباقون غير أنهم شددوا). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن ذكوان: {بما عاقدتم الأيمان} (89): بالألف مخففًا.
وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: مخففًا، من غير ألف.
والباقون: مشددًا، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن ذكوان: (بما عاقدتم) بالألف مخففا وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف مخففا من غير ألف. والباقون مشددا من غير ألف). [تحبير التيسير: 349]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([89]- {عَقَّدْتُمُ} خفيف: أبو بكر وحمزة والكسائي. بألف: ابن ذكوان). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (624- .... .... .... .... = وَعَقَّدْتُمُ التَّخْفِيفُ مِنْ صُحْبَةٍ وَلاَ
625 - وَفي الْعَيْنِ فَامْدُدْ مُقْسِطاً .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وعقدتم التخفيف من صحبة ولا): التخفيف: مبتدأ، وخبره: ولاء أي متابعة للمعنى؛ لأن الكفارة تحب بعقد يمين واحدة.
ومن مد، فهو مثل: عافاه الله، ويجوز أن يكون من اثنين مثل: تحالفم.
ومن شدد، فلأن الخطاب لجماعة؛ فالفعل متردد من فاعليه، ومثله: {يذبحون}.
ومعنى: (مقسطًا)، عادلًا). [فتح الوصيد: 2/862]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد.
[625] وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرفع ثملا
ب: (المقسط): العادل، (الثمل): جمع (ثامل)، وهو: المقيم أو المصلح.
ح: (في العين): مفعول (فامدد): على نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
أي: افعل في العين، (مقسطًا): حال من الفاعل، (فجزاءُ): مفعول (نونوا)، (مثل ما): مبتدأ، (في خفضه الرفع): جملة خبره، (ثملا): حال من فاعل (نونوا) .
ص: يعني: قرأ ابن ذكوان: (عاقدتم) [89] بالألف بعد العين على أنه بين اثنين.
وقرأ الكوفيون: {فجزاءٌ مثل ما قتل من النعم} [95] بتنوين: {جزاءٌ} ورفع: {مثل} على أن المثل صفة، أي: عليه جزاءٌ مماثل لما قتل.
[كنز المعاني: 2/180]
والباقون برفع {جزاء} من غير تنوين، وجر المثل على المضاف إليه، ولا يشكل بأنه يلزم حينئذٍ جزاء ما لم يقتل، إذ مثل المقتول لم يقتل، لأن المثل صلة زيدت للتأكيد، أو من باب: (مثلك لا يفعل كذا)، أي: أنت لا تفعل، نحو: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به} [البقرة: 137].
ومعنى (ثملًا): مقيمين على تصحيحها، أو مصلحين توجيهها). [كنز المعاني: 2/180]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ"، فالتخفيف فيه والتثقيل سيان، وفي التشديد معنى التكثير والتكرير، وقوله: عقدتم مبتدأ، والتخفيف بدل منه بدل اشتمال أو مبتدأ ثانٍ؛ أي: التخفيف فيه وخبره ولا؛ أي: متابعة من صحبة النقل، ويجوز أن يكون التقدير ظهر من صحبة متابعة فيكون: ولا حالا ومن صحبة خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون من صحبة متعلقا بالتخفيف والخبر ولا ويجوز أن يكون التخفيف: خبر وعقدتم؛ أي: هو ذو التخفيف من صحبة وولا على هذا حال والله أعلم.
625- وَفي العَيْنِ فَامْدُدْ "مُـ"ـقْسِطًا فَجَزَاءُ نَو،.. وِتُوا مِثْلُ مَا فِي خَفْضِهِ الرَّفْعُ "ثُـ"ـمَّلا
يعني: في عين عقدتم؛ أي: اتبع فتحها، فيتولد منها ألف عبر عنها بالمد وجعل المد في العين تجوزا، وهو على المعنى الذي ذكرناه في قوله: ولا ألف في هاء هأنتم يعني: أن ابن ذكوان زاد ألفا بعد العين وهو ممن خفف القاف، فتصير قراءته "عاقدتم"، وهو بمعنى عقدتم، أو يكون من اثنين على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/100]
أصل فاعلتم، فههنا ثلاث قراءات والذي سبق في سورة النساء فيه قراءتان المد والتخفيف، والثالثة هنا التشديد، والمقسط: العادل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/101]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (624 - .... .... .... .... .... = وعقّدتم التّخفيف من صحبة ولا
625 - وفي العين فامدد مقسطا .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي: عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ بتخفيف القاف، وقرأ الباقون بتشديدها، وقرأ ابن ذكوان بمد العين أي بإثبات ألف بعدها، وقرأ غيره بحذف هذه الألف. فيؤخذ منه: أن ابن ذكوان يقرأ بإثبات ألف بعد العين وتخفيف القاف، وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون بحذف الألف وتخفيف القاف والباقون يقرءون بحذف الألف وتشديد القاف). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَقَّدْتُمُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ (عَقَدْتُمُ) بِالْقَصْرِ وَالتَّخْفِيفِ، وَرَوَاهُ ابْنُ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِالْأَلِفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {عقدتم} [89] بالقصر والتخفيف، وابن ذكوان بالمد والتخفيف، والباقون بالتشديد من غير مد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (585 - عقدتم المدّ منىً وخفّفا = من صحبةٍ .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عقدتم المدّ (م) نى وخفّفا = (م) ن (صحبة) جزاء تنوين (كفى)
أي «بما عقدتم الإيمان» قرأه «عاقدتم» بالمد وهو إثبات الألف ابن ذكوان، والباقون بالقصر وهو حذفها، وخفف القاف ابن ذكوان لأنه يقرأ بالمد وحمزة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
والكسائي وخلف وشعبة فيصير فيه ثلاث قراءات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
عقّدتم المدّ (م) نى وخفّفا = من صحبة جزاء تنوين (كفى)
(ظ) هرا ومثل رفع خفضهم وسم = والعكس في كفّارة طعام (عمّ)
ش: أي: قرأ ذو ميم (منى) ابن ذكوان عاقدتم [المائدة: 89] بالمد بزيادة ألف بعد العين.
وقرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان و(صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف بتخفيف القاف، والباقون بتشديدها. و(صحبة) بالقصر مع التخفيف وابن ذكوان بالمد، والتخفيف، والباقون بالقصر، والتشديد.
وقرأ مدلول [(كفى) الكوفيون وظاء (ظهر) يعقوب فجزآء مثل ما قتل من النّعم بتنوين جزاء وبرفع مثل والباقون بترك التنوين وجر مثل.
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر أو كفارة طعام [المائدة: 95] بعكس قراءة المذكورين في فجزآء مثل: فحذفوا تنوين كفارة، وجر طعام، والباقون بتنوين كفّرة
ورفع طعام.
وجه تخفيف عقدتم [المائدة: 89]: أن العاقد واحد، ويجب المؤاخذة بواحد.
ووجه المد: أنه على حد «عافاك الله» فيرادفها، [أو على المفاعلة، أي عاهدتم غيركم على الإيمان، وعدل] الماد بالتنبيه على المبالغة والمشاركة.
ووجه التشديد: التكثير؛ لأن المخاطبين جماعة، فلكل يمين، أو مبالغة في العزم؛ لأنها المعتبرة.
ووجه تنوين فجزآء [المائدة: 95]: أنه منصرف بلا لام ولا إضافة، ورفع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/290]
مثل [المائدة: 95] صفة جزاء، أي: فعليه جزاء مماثل لما قتل.
ووجه حذف التنوين من فجزاء إضافته إلى مثل؛ لأنه مفعوله، وجره بها إضافة لفظية، أي: فعليه أن يجزى المقتول مثله، ثم حذف الأول وأضافه للثاني، على حد «فعطاء درهم».
ووجه تنوين كفّرة [المائدة: 95]: قطعها عن الإضافة ورفع طعام [أنه صفة:
جزاء، أي: فعليه طعام على أنه] بدل منها، أو عطف بيان، أو خبر «هي».
ووجه حذف التنوين والجر: إضافتها إلى جنسها، للبيان على حد «خاتم فضة».
تنبيه:
اتفقوا هنا على مسكين [المائدة: 89] أنه بالجمع؛ لأنه لا يطعم في قتل الصيد مسكين واحد بل جماعة مساكين.
وإنما اختلف في البقرة [الآية: 184] لأن التوحيد يراد به عن كل يوم، والجمع يراد به عن أيام كثيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/291] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (و"أبدل" همز "لا يؤاخذكم" واوا ورش من طريقيه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عقدتم" [الآية: 89] فابن ذكوان بالألف، وتخفيف القاف على وزن "قاتلتم" قيل وهو بمعنى فعل وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف عقدتم بالقصر والتخفيف على الأصل وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالقصر والتشديد على التكثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/542]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتجدن أشد الناس عداوة...}
{لا يؤاخذكم} [89] معًا، قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا مطلقًا، وحمزة لدى الوقف، والباقون بالهمز مطلقًا). [غيث النفع: 560]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عقدتم} قرأ الأخوان وشعبة بالقصر، أي بحذف الألف، وتخفيف القاف، وابن ذكوان كذلك، إلا أنه يزيد ألفًا بعد العين، والباقون بالتشديد من غير ألف). [غيث النفع: 560]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنون} و{الأيمان} [89] {وأحسنوا} [93] ما فيه لحمزة إن وقف لا يخفى، وكذا ما له في {عذاب أليم} من: النقل والسكت وعدمهما، إن وقف). [غيث النفع: 560] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)}
{لا يُؤَاخِذُكُمُ ... يُؤَاخِذُكُمْ}
- قرأ أبو جعفر وورش (لا يواخذكم ... يواخذكم) بإبدال الهمزة واوًا في الوقف والوصل.
- وقرأ بالإبدال حمزة في الوقف.
{عَقَّدْتُمُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (عقدتم) بتشديد القاف للتكثير، وأنكر أبو عبيد التشديد، ومنع القراءة بها الطبري.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف والمفضل والأعمش (عقدتم) بتخفيف القاف، وهو الأصل: مثل قدر وقدر.
ورجح الطبري التخفيف، قال: (وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ بتخفيف القاف..) واختار هذه القراءة أبو عبيد.
[معجم القراءات: 2/334]
- وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان (عاقدتم) بألف بين العين والقاف، وهو بمعنى المجرد (عقد)، مثل جاوزت الشيء وجزته.
{بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ}
- وقرأ الأعمش (بما عقدتم الأيمان) جعل الفعل للأيمان.
{مِنْ أَوْسَطِ مَا}
- قرأ سعيد بن جبير (من وسط..) كذا بدون ألف.
- وقرأ الأعشى (من أوصط) بالصاد.
{أَهْلِيكُمْ}
- قرأ الجمهور (أهليكم) جمع أهل جمع تكسير.
- وقرأ جعفر الصادق (أهاليكم) جمع تكسير أيضًا، وبسكون الياء.
قال ابن جني: (أهالٍ، بمنزلة ليالٍ، كان واحدها أهلا..، ومن ذهب إلى أن أهالٍ جمع أهلون فقد أساء المذهب؛ لأن هذا الجمع لم يأت فيه تكسير قط).
قال الشهاب: (وكان القياس فتح الياء لخفة الفتحة لكنه شبه الياء بالألف فقدر إعرابها ...).
{أَوْ كِسْوَتُهُمْ}
- قراءة الجماعة (.. كسوتهم) بكسر الكاف.
[معجم القراءات: 2/335]
- وقرأ النخعي وابن المسيب وابن عبد الرحمن، واليماني، والسلمي وأبو الجوزاء ويحيى بن يعمر (كسوتهم) بضم الكاف.
- وقرأ سعيد بن جبير وابن السميفع اليماني (كأسوتهم) بكاف الجر دخلت على (أسوة).
- وقرأ سعيد بن جبير وأبو العالية وسعيد بن المسيب واليماني وأبو نهيك ومعاذ القارئ (كإسوتهم) كذا بكسر الهمزة.
- وقرأ ابن السميفع وأبو عمران الجوني (كأسوتهم) بفتح الهمزة.
وهي في الحالتين كاف الجر دخلت على (إسوة) و(أسوة) بكسر الهمزة وفتحها.
{تَحْرِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}
- إدغام الراء في الراء عن أبي عمرو ويعقوب.
{رَقَبَةٍ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء والباء قبلها (رقبه).
[معجم القراءات: 2/336]
{فَصِيَامُ}
- قراءة الجماعة (فصيام) بألف، وهو مصدر.
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود (فصوم) وهو مصدر أيضًا، كذا جاءت عند الرازي!!
{ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ}
- وقرأ أبي وعبد الله بن مسعود والنخعي (ثلاثة أيام متتابعات) بريادة (متتابعات) على قراءة الجماعة.
{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ}
- في مصحف أبي بن كعب: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات في كفارة اليمين).
{ذَلِكَ كَفَّارَةُ}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/337]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:30 AM

سورة المائدة
[ من الآية (90) إلى الآية (93) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)}
{الْمَيْسِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{فَاجْتَنِبُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فاجتنبوهو) بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 2/337]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}
{الْبَغْضَاءَ}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
وتقدم هذا في الآية/64.
{الصَّلَاةِ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/338]

قوله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92)}

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنون} و{الأيمان} [89] {وأحسنوا} [93] ما فيه لحمزة إن وقف لا يخفى، وكذا ما له في {عذاب أليم} من: النقل والسكت وعدمهما، إن وقف). [غيث النفع: 560] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}
{الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الجيم بخلاف.
{وَآَمَنُوا ... وَآَمَنُوا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{الصَّالِحَاتِ ثُمَّ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في الثاء بخلاف.
{وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 3/338]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:34 AM

سورة المائدة
[ من الآية (94) إلى الآية (96) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنون} و{الأيمان} [89] {وأحسنوا} [93] ما فيه لحمزة إن وقف لا يخفى، وكذا ما له في {عذاب أليم} من: النقل والسكت وعدمهما، إن وقف). [غيث النفع: 560] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)}
{بِشَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{الصَّيْدِ تَنَالُهُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الدال في التاء، وعنهما الإظهار أيضًا.
[معجم القراءات: 2/338]
{تَنَالُهُ}
- قراءة الجماعة بالتاء (تناله).
- وقرأ النخعي وابن وثاب (يناله) بالياء من تحت، وهذا حال الفعل مع جمع التكسير، يصح فيه التأنيث والتذكير.
{لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ}
- قراءة الجماعة (ليعلم الله..) بفتح الياء من (علم) الثلاثي.
- وقرأ الزهري (ليعلم الله..) بضم الياء من (أعلم) الرباعي، أي ليعلم عباده.
- فالمفعول الأول محذوف وهو (عباده)، والثاني هو (من يخافه).
- وعن الزهري أنه قرأ (ليعلم الله..) بضم الياء وفتح اللام مبنيًا للمفعول.
{اعْتَدَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 3/339]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في الْإِضَافَة والتنوين من قَوْله {فجزاء مثل مَا قتل من النعم} 95
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {فجزاء مثل} مَضْمُومَة مُضَافَة وبخفض {مثل}
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {فجزاء مثل} منونة مَرْفُوعَة وَرفع {مثل} ). [السبعة في القراءات: 247 - 248]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في الْإِضَافَة والتنوين من قَوْله {أَو كَفَّارَة طَعَام مَسَاكِين} 95
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (أَو كفرة) منونا {طَعَام} رفعا {مِسْكين} جمَاعَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (أَو كفرة) رفعا غير منون {طَعَام مِسْكين} على الْإِضَافَة
وَلم يَخْتَلِفُوا في جمع مَسَاكِين). [السبعة في القراءات: 248]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فجزاء) منون (مثل) رفع كوفي ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فجزاءٌ مثل) [95]: رفع منون: كوفي إلا المفضل، ويعقوب). [المنتهى: 2/666]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كفارة طعام) [95]: مضاف: مدني، دمشق، وسلام). [المنتهى: 2/667]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (فجزاء) بالتنوين و(مثل) بالرفع، وقرأ الباقون بغير تنوين و(مثل) بالخفض). [التبصرة: 198]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (كفارة طعام) بالإضافة، وقرأ الباقون بالتنوين ورفع (الطعام)، ولم يختلفوا هنا في (مساكين) أنه بالجمع). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {فجزاء} (95): بالتنوين. {مثل ما}: برفع اللام.
والباقون: بغير تنوين، وخفض اللام). [التيسير في القراءات السبع: 271]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {أو كفارة طعام} (95): بالإضافة.
والباقون: بالتنوين، ورفع الميم.
ولم يختلفوا في جمع: {مساكين} هنا). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ويعقوب: (فجزاء) بالتّنوين (مثل ما) برفع اللّام والباقون بغير تنوين وخفض اللّام.
نافع وابن عامر وأبو جعفر: (أو كفّارة طعام) بالإضافة والباقون بالتّنوين ورفع الميم ولم يختلفوا في جمع مساكين هنا). [تحبير التيسير: 349]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كَفَّارَةُ طَعَامِ) مضاف مدني دمشقي إلا الْأَخْفَش عن هشام في قول أبي علي وهو غريب، وسلام، الباقون منون، وهو الاختيار لما ذكرنا في سورة البقرة (مسكِين) بغير ألف ها هنا جرير عن الْأَعْمَش، الباقون جمع وهو الاختيار لموافقة الأكثر (أَوْ عَدْلُ) بكسر العين الْجَحْدَرَيّ، وطَلْحَة، والأزرق عن أبي بكر، الباقون الفتح، وهو الاختيار لأن المقصود به الفدية). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {فَجَزَاءٌ مِثْلُ} رفع منون: الكوفيون.
[95]- {كَفَّارَةٌ طَعَامُ} مضاف: نافع وابن عامر.
كلهم {مَسَاكِينَ} بالجمع). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (625- .... .... .... فَجَزَاءُ نَو ْ= وِنُوا مِثْلُ مَا فِي خَفْضِهِ الرَّفْعُ ثُمَّلاَ
626 - وَكَفَّارَةُ نَوِّنْ طَعاَمِ بَرَفْعِ خَفْـ = ـضِهِ دُمْ غِنىً .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(ثملا)، جمع ثاملٍ. والثامل: المصلح والمقيم أيضًا؛ يقال: ثمل يثمل بضم العين وكسرها ثملا فهو ثامل، وهو منصوب على الحال؛ أي نونوا مقيمين على هذه القراءة على وجه الاختيار لها، أو مصلحين المعني بلفظها.
و{مثل} في هذه القراءة، صفة لـ{جزآء}؛ والتقدير: فعليه جزاء مماثل ما قتل.
و{من النعم} أيضًا، في موضع الصفة.
وإنما أشار بمقيمين أو مصلحين، إلى استبعاد قوم القراءة الأخرى؛ قالوا: «لأن قاتل الصيد ليس عليه جزاء مثل ما قتل، إنما عليه جزاء ما قتل».
[فتح الوصيد: 2/862]
ووجهها أن يقال: إن الأصل: فجزاءٌ مثل بالتنوين والنصب، بمعنى: فعليه أن يجزي مثل ما قتل، ثم أضيف.كما تقول: عجبتُ من ضربٍ زيدًا، ثم من ضربِ زیدٍ؛ فهذا لا مقال فيه.
[626] وكفارة نون طعام برفع خفـ = ـضه (د)م (غـ)نى واقصر قيامًا (لـ)ـه (مـ)لا
التنوين والرفع، على أن طعام عطف بيان لكفارة.
والإضافة، لأن الكفارات على أضرب: كفارة طعام، وكفارة صيام وكفارة مماثلة من النعم.
و (دم غنىً)، أي غنيًا). [فتح الوصيد: 2/863]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([625] وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرفع ثملا
ب: (المقسط): العادل، (الثمل): جمع (ثامل)، وهو: المقيم أو المصلح.
ح: (في العين): مفعول (فامدد): على نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
أي: افعل في العين، (مقسطًا): حال من الفاعل، (فجزاءُ): مفعول (نونوا)، (مثل ما): مبتدأ، (في خفضه الرفع): جملة خبره، (ثملا): حال من فاعل (نونوا).
ص: يعني: قرأ ابن ذكوان: (عاقدتم) [89] بالألف بعد العين على أنه بين اثنين.
وقرأ الكوفيون: {فجزاءٌ مثل ما قتل من النعم} [95] بتنوين: {جزاءٌ} ورفع: {مثل} على أن المثل صفة، أي: عليه جزاءٌ مماثل لما قتل.
[كنز المعاني: 2/180]
والباقون برفع {جزاء} من غير تنوين، وجر المثل على المضاف إليه، ولا يشكل بأنه يلزم حينئذٍ جزاء ما لم يقتل، إذ مثل المقتول لم يقتل، لأن المثل صلة زيدت للتأكيد، أو من باب: (مثلك لا يفعل كذا)، أي: أنت لا تفعل، نحو: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به} [البقرة: 137].
ومعنى (ثملًا): مقيمين على تصحيحها، أو مصلحين توجيهها.
[626] وكفارة نون طعام برفع خفـ = ـضه دم غنًى واقصر قياما له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي: الملحفة.
ح: (كفارة): مفعول (نون)، (طعام): مبتدأ، (برفع خفضه): خبر، (غنًى): حال، أي، ذا غنًى، بمعنى: دام غناك، (له ملا): جملة صفة (قيامًا) .
يعني: للقصر حجة شاملة ساترة له عن طعن الطاعن؛ لأن الملحفة للتغطية.
ص: يعني: {أو كفارة طعامُ مساكين} [95]: قرأ ابن كثير والكوفيون وأبو عمرو بتنوين: {كفارةٌ} ورفع {طعامُ} على أنه عطف بيان من {كفارةٌ} ورفع {طعامُ} على أنه عطف بيان من {كفارةٌ}؛ لأن الكفارة تكون بالإطعام وغيره، والباقون بإضافة
[كنز المعاني: 2/181]
{كفارة} إلى {طعام}.
وقرأ هشام وابن ذكوان: (البيت الحرام قيمًا) [97] بالقصر، والباقون {قيامًا} بالمد، وهما بمعنى القوام). [كنز المعاني: 2/181]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وثملا حال من الضمير في نونوا وهو جمع ثامل، وهو المصلح والمقيم أيضا يقال: ثمل يثمل بضم الميم وكسرها في المضارع ثملا فهو ثامل، وقوله: مثل ما في خفضه الرفع جملة معترضة بين الحال وصاحبها وانتظامها كانتظام قولك: زيد في داره عمرو؛ أي: قرءوا: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ} بتنوين "جزاء"، ورفع "مثل"، فمثل في هذه القراءة صفة جزاء وكذا من النعم؛ أي: فعليه جزاء مماثل ما قتل، وذلك الجزاء من النعم، والقراءة الأخرى بإضافة جزاء إلى مثل، وقد أشكلت على قوم حتى قالوا الجزاء إنما هو للصيد لا لمثله من النعم، ووجهها أنها إضافة تخفيف؛ لأن مثل مفعول جزاء أصله: فجزاء مثل ما أتى فعليه أن يجزي المقتول مثله من النعم فمن النعم على قراءة الإضافة يجوز أن يكون متعلقا بالجزاء ويجوز أن يكون صفة له كما أنه متعين للصفة على قراءة التنوين، وسببه أنك إذا نونت جزاء فقد وصفته بمثل ومتى وصف المصدر أو أكد أو عطف عليه امتنع تعلق شيء به نص أبو علي على ذلك كله، وعلى قراءة الإضافة لم يوصف فجاز تعلق من النعم به وجرى هنا بمنزلة قضى، فكما تقول: قضيت زيدا حقه كذا تقول: جزيت الصيد مثله فظهر أن تقدير الآية فعليه أن يجزى المقتول مثله من النعم، ثم حذف المفعول الأول لما في قوة الكلام من الدلالة عليه ثم أضيف الجزاء إلى المثل تخفيفا كما تقول أعجبني عزمك على إكرام زيد غدا، وقال أبو علي: هو من قولهم: أنا أكرم مثلك يريدون أنا أكرمك
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/101]
فكذا إذ قال: "فجزاء مثل ما قتل" فالمراد جزاء ما قتل فالإضافة كغير الإضافة قال ولو قدرت الجزاء تقدير المصدر فأضفته إلى المثل كما تضيف المصدر إلى المفعول به لكان في قوله: من جر مثلا على الاتساع الذي وصفنا؛ أي: يكون مثل زائد والله أعلم.
626- وَكَفَّارَةُ نَوِّنْ طَعامِ بَرَفْعِ خَفْـ،.. ـضِهِ دُمْ "غِـ"ـنىً وَاقْصِرْ قِيَامًا "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
يريد: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ}، الكلام في القراءتين هنا بالتنوين والإافة كما سبق في البقرة: {فِدْيَةٌ طَعَامُ}.
ولكن مساكين في هذه السورة لا خلاف في جمعه، وقوله: دم غنا؛ أي: غنيا أو دام غناك بالعلم والقناعة، إن القنوع الغناء لا كثرة المال، القناعة كنز لا ينفد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/102]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (625 - .... .... .... .... فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرّفع ثمّلا
....
وقرأ الكوفيون: فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ بتنوين فَجَزاءٌ ورفع خفض لام مِثْلُ فتكون قراءة الباقين بحذف تنوين فجزاء وخفض لام مثل. و(ثملا) جمع ثامل وهو المصلح.
626 - وكفّارة نوّن طعام برفع خف = ضه دم غنى واقصر قياما له ملا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون: أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ بتنوين كَفَّارَةٌ ورفع خفض ميم طَعامُ، وقرأ نافع وابن عامر بحذف التنوين وخفض ميم طَعامُ). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101- .... .... وَبِالنَّصْبِ مَعْ جَزَ = اءُ نُوِّنْ وَمِثْلِ ارْفَعْ رِسَالاتِ حُوِّلَا
102 - مَعَ الأَوَّلِيْنَ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: مع جزاء نون أي مصاحبًا ذلك اللفظ جزاء أي قرأ مرموز(حا) حولا أيضًا {فجزاء} [95] بالتنوين و{مثل} [95] بالرفع كخلفوعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر بإضافة {جزاء} إلى {مثل} ). [شرح الدرة المضيئة: 121]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَجَزَاءٌ مِثْلُ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ فَجَزَاءٌ - بِالتَّنْوِينِ - مِثْلَ بِرَفْعِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَخَفْضِ اللَّامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَفَّارَةٌ طَعَامُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ كَفَّارَةٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ طَعَامٍ بِالْخَفْضِ عَلَى الْإِضَافَةِ، وَالْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ وَرَفْعِ " طَعَامٍ ".
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: مَسَاكِينَ هُنَا أَنَّهُ بِالْجَمْعِ لِأَنَّهُ لَا يُطْعَمُ فِي قَتْلِ الصَّيْدِ مِسْكِينٌ وَاحِدٌ، بَلْ جَمَاعَةُ مَسَاكِينَ، وَإِنَّمَا اخْتُلِفَ فِي الَّذِي فِي الْبَقَرَةِ لِأَنَّ التَّوْحِيدَ يُرَادُ بِهِ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ وَالْجَمْعُ يُرَادُ بِهِ عَنْ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون ويعقوب {فجزاءٌ} [95] بالتنوين {مثل ما} [95] برفع اللام، والباقون بغير تنوين والخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {أو كفارةٌ} [95] بغير تنوين {طعامُ} [95] بالخفض، والباقون بالتنوين ورفع {طعام} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (585- .... .... .... .... = .... جزاء تنوينٌ كفى
586 - ظهرًا ومثل رفع خفضهم وسم = والعكس في كفّارةٍ طعام عم). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (جزاء) يعني قوله تعالى «فجزاء مثل ما قتل» بالتنوين، ورفع مثل كما سيأتي الكوفيون ويعقوب، والباقون بغير تنوين وخفض مثل.
(ظ) هرا ومثل رفع خفضهم وسم = والعكس في كفارة طعام (عم)
أي وقرأ بعكس هذه الترجمة في «كفارة طعام مساكين» يعني كفارة بغير تنوين وطعام بالخفض نافع وأبو جعفر وابن عامر، والباقون بالتنوين والرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
عقّدتم المدّ (م) نى وخفّفا = من صحبة جزاء تنوين (كفى)
(ظ) هرا ومثل رفع خفضهم وسم = والعكس في كفّارة طعام (عمّ)
ش: أي: قرأ ذو ميم (منى) ابن ذكوان عاقدتم [المائدة: 89] بالمد بزيادة ألف بعد العين.
وقرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان و(صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف بتخفيف القاف، والباقون بتشديدها. و(صحبة) بالقصر مع التخفيف وابن ذكوان بالمد، والتخفيف، والباقون بالقصر، والتشديد.
وقرأ مدلول [(كفى) الكوفيون وظاء (ظهر) يعقوب فجزآء مثل ما قتل من النّعم بتنوين جزاء وبرفع مثل والباقون بترك التنوين وجر مثل.
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر أو كفارة طعام [المائدة: 95] بعكس قراءة المذكورين في فجزآء مثل: فحذفوا تنوين كفارة، وجر طعام، والباقون بتنوين كفّرة
ورفع طعام.
وجه تخفيف عقدتم [المائدة: 89]: أن العاقد واحد، ويجب المؤاخذة بواحد.
ووجه المد: أنه على حد «عافاك الله» فيرادفها، [أو على المفاعلة، أي عاهدتم غيركم على الإيمان، وعدل] الماد بالتنبيه على المبالغة والمشاركة.
ووجه التشديد: التكثير؛ لأن المخاطبين جماعة، فلكل يمين، أو مبالغة في العزم؛ لأنها المعتبرة.
ووجه تنوين فجزآء [المائدة: 95]: أنه منصرف بلا لام ولا إضافة، ورفع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/290]
مثل [المائدة: 95] صفة جزاء، أي: فعليه جزاء مماثل لما قتل.
ووجه حذف التنوين من فجزاء إضافته إلى مثل؛ لأنه مفعوله، وجره بها إضافة لفظية، أي: فعليه أن يجزى المقتول مثله، ثم حذف الأول وأضافه للثاني، على حد «فعطاء درهم».
ووجه تنوين كفّرة [المائدة: 95]: قطعها عن الإضافة ورفع طعام [أنه صفة:
جزاء، أي: فعليه طعام على أنه] بدل منها، أو عطف بيان، أو خبر «هي».
ووجه حذف التنوين والجر: إضافتها إلى جنسها، للبيان على حد «خاتم فضة».
تنبيه:
اتفقوا هنا على مسكين [المائدة: 89] أنه بالجمع؛ لأنه لا يطعم في قتل الصيد مسكين واحد بل جماعة مساكين.
وإنما اختلف في البقرة [الآية: 184] لأن التوحيد يراد به عن كل يوم، والجمع يراد به عن أيام كثيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/291] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَجَزَاءٌ مِثْل" [الآية: 95] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف فجزاء بالتنوين والرفع على الابتداء، والخبر محذوف أي: فعليه جزاء أو على أنه خبر لمحذوف أي: فالواجب جزاء أو فاعل لفعل محذوف أي: فيلزمه جزاء، ومثل برفع اللام صفة لجزاء وافقهم الأعمش والحسن، والباقون برفع "جزاء" من غير تنوين مثل بخفض اللام فجزاء مصدر مضاف لمفعوله أي: فعليه لن يجزى المقتول من الصيد مثله من النعم، ثم حذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه، وأضيف المصدر إلى ثانيها، أو مثل مقحمة كقولك: مثلي لا يقول كذا أي: إني لا أقول، والمعنى فعليه أن يجزي مثل ما قتل أي: يجزي ما قتل فلا يرد أن الجزاء للمقتول لا لمثله). [إتحاف فضلاء البشر: 1/542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كَفَّارَةٌ طَعَام" [الآية: 95] فنافع وابن عامر وأبو جعفر كفارة بغير تنوين طعام بالخفض على الإضافة للتبيين، كخاتم فضة، والباقون بالتنوين، ورفع طعام بدل من كفارة أو عطف بيان لها أو خبر لمحذوف أي: هي طعام واتفقوا على الجمع في "مساكين" هنا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "طعم" وضم الطاء وسكون العين بلا ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على فتح "عفا الله" وقفا وكذا "عاد" لكونهما واويا لم يرسما بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فجزاء مثل} [95] قرأ الكوفيون {فجزآء} بالتنوين، و{مثل} برفع اللام، والباقون بغير تنوين، وخفض اللام). [غيث النفع: 560]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كفارة طعام} قرأ نافع والشامي {كفارة} بغير تنوين و{طعام} بالخفض، على الإضافة، والباقون بتنوين {كفارة} مقطوعة عن الإضافة ورفع {طعام} بدل منه، واتفقوا على {مساكين} هذا أنه بالجمع). [غيث النفع: 560]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عفا الله} لو وقف على {عفا} لا إمالة فيه). [غيث النفع: 560]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)}
{فَجَزَاءٌ مِثْلُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف والمفضل والأعمش
[معجم القراءات: 2/339]
والحسن (فجزاء مثل) بالتنوين والرفع في (جزاء)، ورفع (مثل) على الابتداء، والخبر محذوف، أي فعليه جزاء مثل..، أو على أنه خبر لمبتدأ، أي: فالواجب جزاء مثل..، أو فاعل لفعل محذوف: فيلزمه جزاء، و(مثل) على هذه التقديرات نعت له.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر (فجزاء مثل) برفع جزاء، وإضافته إلى مثل، والمعنى: فعليه جزاء مثل..
- وقرأ عبد الله بن مسعود الأعمش (فجزاؤه مثل)، والضمير عائد على قاتل الصيد أو الصيد، وهما مبتدأ وخبر.
- وقرأ السلمي (فجزاء مثل) برفع جزاء وتنوينه، ونصب (مثل)، قال ابن جني: (مثل: منصوبة بنفس الجزاء، أي فعليه أن يجزي مثل ما قتل..، والجزاء مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، أي: فعليه جزاء مثل ما قتل..، فلما نون المصدر أعمله..).
[معجم القراءات: 2/340]
وقال الطبري: (.. ولم يقرأ قارئ علمناه بالتنوين ونصب المثل).
- وقرأ محمد بن مقاتل (فجزاء مثل) بنصب (جزاء) وتنوينه، ونصب (مثل).
والتقدير: فليخرج جزاءً مثل ما قتل، ومثل: صفة لجزاء.
{النَّعَمِ}
- قراءة الجماعة بفتح العين (النعم).
- وقرأ الحسن (النعم) بسكونها تخفيفًا، وذهب ابن عطية إلى أنها لغة، وإلى مثل هذا ذهب ثعلب.
{يَحْكُمُ بِهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم بغنة عند الباء.
وعبر عن هذا بعض المتقدمين بالإدغام، وليس بالصواب عند ابن الجزري وغيره.
{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. ذوا عدل..) بالألف بعد الواو على التثنية.
- وقرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق (.. ذو عدلٍ..) بالتوحيد، أي يحكم به من يعدل منكم، والمراد به الجنس.
{هَدْيًا}
- قراءة الجماعة (هديًا) بسكون الدال وتخفيف الياء.
- وقرأ الأعرج (هديًا) بكسر الدال وتشديد الياء.
[معجم القراءات: 2/341]
قال النحاس: (وهي لغة فصيحة).
{كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر (كفارة طعام مساكين) على الإضافة، وهي هنا للبيان.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (كفارة طعام مساكين) بالتنوين، ورفع (طعام).
أما رفع (كفارة) فلعطفه على (جزاء)، أي: أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل.
وأما رفع (طعام) فهو على البدل من (كفارة)، أو خبر مبتدأ، أي: هي طعام.
- وقرأ الأعرج وعيسى بن عمر (كفارة طعام مسكين) كقراءة الجماعة، وإفراد (مسكين) على أنه اسم جنس.
{طَعَامُ}
- وقرأ الحسن (طعم..) بضم الطاء وسكون العين، وبغير ألف.
{طَعَامُ مَسَاكِينَ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 2/342]
{عَدْلُ}
- قراءة الجمهور (عدل) بفتح فسكون، وهو مصدر.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس وطلحة بن مصرف والجحدري وأبو رزين والضحاك وقتادة (عدل) بكسر فسكون، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس). [معجم القراءات: 3/343]

قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ) على تسمية الفاعل، وهو الاختيار كما روى عن ابن عباس لأن الفعل للَّه الباقون على ما لم يسم فاعله، وقد ذكرنا (أُحِلَّ) في باب الهمزة). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي كسر دال "دمتم" لغة من يقول دام يدام كخاف يخاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحشرون} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب اتفاقًا). [غيث النفع: 560]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)}
{طَعَامُهُ}
- قراءة الجماعة (وطعامه) بفتح الطاء وألف بعد العين.
- وقرأ ابن عباس وعبد الله بن الحارث بن نوفل وطلحة والحسن (طعمه) بضم الطاء وسكون العين وبدون ألف بعدها. والطعم: الطعام.
{لِلسَّيَّارَةِ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ}
- قراءة الجماعة (وحرم عليكم صيد..) على البناء للمفعول، وصيد: رفع به.
- وقرأ ابن عباس (وحرم عليكم صيد..) الفعل مبني للفاعل وهو الله سبحانه وتعالى، وصيد مفعول به.
[معجم القراءات: 2/343]
- وعن ابن عباس أنه قرأ (حرم..) بالتخفيف.
{مَا دُمْتُمْ}
- قرأ المطوعي ويحيى وأبو زيد عن أبي عمرو (ما دمتم...) بكسر الدال، وهي لغة، من دام يدام كخاف يخاف.
- وقراءة الجماعة بضمها (ما دمتم..)، من دام يدوم، وهو عند النحاس أفصح من الكسر.
{حُرُمًا}
- قراءة الجماعة بضم الحاء والراء (حرمًا) جمع حرام بمعنى محرم.
- وقرأ ابن عباس (حرمًا) بفتحهما، وبذلك تكون قراءته في الآية: {وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرمًا}.
قال ابن جني: (معنى (حرمًا) راجع إلى معنى قراءة الجماعة (حرمًا)، وذلك أن الحرم جمع حرام، والحرم: المحرم فهو في المعنى مفعول، فجعلهم حرمًا أي هم في امتناعهم مما يمتنع منه المحرم.. كالحرم).
- وقرأ يحيى وإبراهيم (حرمًا) بإسكان الراء، وهو تخفيف من المضموم، وهو لغة تميم). [معجم القراءات: 3/344]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:35 AM

سورة المائدة
[ من الآية (97) إلى الآية (100) ]

{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98) مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99) قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}

قوله تعالى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {قيَاما للنَّاس} 97
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (قيمًا) بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {قيَاما} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 248]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قيما) شامي). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (قيمًا) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {قيما للناس} (97): بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (قيمًا للنّاس) بغير ألف والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 349]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيَامًا) بغير ألف دمشقي، والْجَحْدَرَيّ، والكسائي والقورسي جميعًا عن أبي جعفر، الباقون بألف، وهو الاختيار لما ذكرنا في سورة النساء). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (626- .... .... .... .... = .... .... وَاقْصِرْ قِيَامًا لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقد تقدم القول في: {قيما}.
وقوله: (له ملا)، الملاء جمع ملاءة، وهي الملحفة.
والمقصود بالملاءة: التغطية؛ وكذلك الحجة، كأنها سترٌ على ما يحتج له، وغطاء له). [فتح الوصيد: 2/863]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [626] وكفارة نون طعام برفع خفـ = ـضه دم غنًى واقصر قياما له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي: الملحفة.
ح: (كفارة): مفعول (نون)، (طعام): مبتدأ، (برفع خفضه): خبر، (غنًى): حال، أي، ذا غنًى، بمعنى: دام غناك، (له ملا): جملة صفة (قيامًا) .
يعني: للقصر حجة شاملة ساترة له عن طعن الطاعن؛ لأن الملحفة للتغطية.
ص: يعني: {أو كفارة طعامُ مساكين} [95]: قرأ ابن كثير والكوفيون وأبو عمرو بتنوين: {كفارةٌ} ورفع {طعامُ} على أنه عطف بيان من {كفارةٌ} ورفع {طعامُ} على أنه عطف بيان من {كفارةٌ}؛ لأن الكفارة تكون بالإطعام وغيره، والباقون بإضافة
[كنز المعاني: 2/181]
{كفارة} إلى {طعام}.
وقرأ هشام وابن ذكوان: (البيت الحرام قيمًا) [97] بالقصر، والباقون {قيامًا} بالمد، وهما بمعنى القوام). [كنز المعاني: 2/182]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وتقدم الكلام في سورة النساء في "قياما" وقيما، والملا بضم الميم جمع ملأة وهي الملحفة كنى بها عن حجج القراء؛ لأنها تسترها من طعن طاعن كما تستر الملا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/102]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (626 - .... .... .... .... .... = .... .... واقصر قياما له ملا
....
وقرأ
[الوافي في شرح الشاطبية: 253]
هشام وابن ذكوان قِياماً لِلنَّاسِ بقصر قِياماً أي بحذف الألف بعد الياء. وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف. و(ملا) بضم الميم والمدّ وقصر للوزن جمع ملاءة وهي الملحفة). [الوافي في شرح الشاطبية: 254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ
[النشر في القراءات العشر: 2/255]
قِيَامًا لِابْنِ عَامِرٍ فِي أَوَّلِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قيامًا} [97] ذكر لابن عامر أول النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم لابن عامر قيما أول النساء [الآية: 5] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/291]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيما" [الآية: 97] بالقصر بوزن عنب ابن عامر ومر بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على و"القلائد" بين بين مع المد والقصر فقط، وإبدالها ياء على الرسم شاذ لا يؤخذ به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جعل الله الكعبة البيت الحرام}
{قياما} [97] قرأ الشامي بحذف الألف بعد الياء، والباقون بإثباته). [غيث النفع: 562]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والقلائد} هو بالهمز للجميع، وقراءته بالياء لحن فظيع، ومراتبهم في مده، وما فيه لحمزة إذا وقف، لا يخفى). [غيث النفع: 562]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [97] و{الأوليان} [107] {والإنجيل} [110] و{بإذني} الثلاثية، وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 563] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}
{الْبَيْتَ الْحَرَامَ}
- قراءة الجمهور: (.... الحرام) بالألف.
[معجم القراءات: 2/344]
- وقرأ قوم بالحذف (البيت الحرم).
{قِيَامًا}
- قراءة الجماعة (قيامًا) بألف بعد الياء.
- وقرأ ابن عامر والجحدري (قيمًا) على وزن عنب، وهو مصدر على فعل مثل الشبع.
وتقدم مثل هذا في الآية/5 من سورة النساء في قوله تعالى: {.. أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا}.
- وقرأ الجحدري (قيمًا) بفتح القاف وتشديد الياء المكسورة، وهو مثل سيد.
{لِلنَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{وَالْقَلَائِدَ}
- وقف حمزة بين بين مع المد والقصر.
قال النشار: (وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وأبدلها ياءً مع المد والقصر).
قال في الإتحاف: (وإبدالها ياءً على الرسم شاذ لا يؤخذ به).
[معجم القراءات: 2/345]
{وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الدال في الذال، بخلاف عنهما.
{يَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم، وعنهما الإظهار.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106). [معجم القراءات: 3/346]

قوله تعالى: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98)}

قوله تعالى: {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}
{يَعْلَمُ مَا}
- تقدم إدغام الميم في الميم في الآية/97). [معجم القراءات: 3/346]

قوله تعالى: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}
{أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/346]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:36 AM

سورة المائدة
[ من الآية (101) إلى الآية (103) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (103)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إن تبد لكم) [101]: بفتح التاء وضم الدال أبو زيد). [المنتهى: 2/667]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنْ تُبْدَ لَكُمْ) على تسمية الفاعل أبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، واختيار عباس وهو الاختيار بمعنى تظهر، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الثانية كالياء من "أشياء إن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "تسؤكم" الأصبهاني وأبو جعفر كحمزة وقفا وأسكن نون "ينزل" مع تخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تخفيف "ينزل" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أشيآء إن} [101] كذلك). [غيث النفع: 562]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تسؤكم} لا إبدال فيه للسبعة، إلا حمزة إن وقف). [غيث النفع: 562]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} قرأ المكي وبصري بسكون النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 562]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} نقله للمكي جلي). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)}
{لَا تَسْأَلُوا ... وَإِنْ تَسْأَلُوا}
- قراءة حمزة في الوقف بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى السين قبلها، وحذف الهمزة، وصورة القراءة: (لا تسلوا ... وإن تسلوا).
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين.
{عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ}
هنا همزتان مختلفتا الحركة، من كلمتين:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو أبو جعفر ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية كالياء.
[معجم القراءات: 2/346]
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف همزة وهشام على (أشياء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}
- قراءة الجمهور (إن تبد لكم) بالتاء المضمومة مبنيًا للمفعول.
- وقرأ ابن عباس ومجاهد والخزاعي عن أبي زيد عن أبي عمرو (إن تبد لكم) بالتاء المفتوحة مبنيًا للفاعل، وهو ضمير مستتر يعود إلى (أشياء).
- وقراءة الشعبي (إن يبد لكم) بالياء من تحت، وضم الدال.
- ونقل عن الشعبي وابن عباس أنهما قرأا (إن يبد لكم يسؤكم) بضم الياء الأولى وفتح الثانية.
{تَسُؤْكُمْ}
- قراءة الجماعة بالتاء (تسؤكم).
- وقراءة الشعبي بالياء (يسؤكم).
- وقرأ أبو جعفر والأصبهاني وأبو عمرو من رواية أوقية عن اليزيدي، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (تسوكم) بإبدال الهمزة واوًا في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزة، وهي الرواية عن أبي عمرو.
قال الأصبهاني: (كذلك قرأنا في جميع الروايات عنه أعني
[معجم القراءات: 2/347]
بالهمز..) وذلك أنه كان يترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم.
{يُنَزَّلُ}
- قراءة الجماعة (ينزل) بتشديد الزاي.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وسهل ويحيى وإبراهيم وابن محيصن واليزيدي (ينزل) بتخفيف الزاي.
{الْقُرْآَنُ}
- قرأ ابن كثير (القران) وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الراء الساكنة، ثم حذف الهمزة.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا، وانظر الآية/185 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/348]

قوله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد سألها" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "كافرين" وكذا إشمام قيل لهشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)}
{قَدْ سَأَلَهَا}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون (قد سألها) بإظهار الدال.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام (قد سألها) بإدغام الدال في السين.
{سَأَلَهَا}
- قراءة الجمهور (سألها) بفتح السين والهمز.
- وقراءة يحيى وإبراهيم النخعي (سالها) بكسر السين من غير همز.
[معجم القراءات: 2/348]
قال ابن جني:
(يعني ويريد الإمالة، لأن الألف لا يكون ما قبلها أبدًا إلا مفتوحًا.
ووجه الإمالة أنه على لغة من قال: سلت تسال، فهي في هذه اللغة كخفت تخاف.
فالإمالة إذًا جاءت لانكسار ما قبل اللام (سلت) كمجيئها في خاف لمجيء الكسرة في خاء (خفت)، ويدلك على أن هذه اللغة من الواو لا من الهمزة ما حدثنا به أبو علي من قوله: هما يتساولان، وهذه دلالة على ما ذكرناه قاطعة).
وقال أبو حيان:
(يعني بالكسر الإمالة، وجعل الفعل من مادة سين وواو ولام، لا من مادة سين وهمزة ولام، وهما لغتان ذكرهما سيبويه، ومن كلام العرب: هما يتساولان، بالواو، وإمالة النخعي (سأل) مثل إمالة حمزة (خاف).
وقال سيبويه: (وبلغنا أن سلت تسال لغة).
- وإذا وقف حمزة على (سألها) سهل الهمزة.
{كَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة في الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/349]

قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (103)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حام} [103] ميمه مخففة للجميع، فلا مد فيه إلا إذا وقف عليه، ففيه الثلاثة والروم). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103)}
{بَحِيرَةٍ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{سَائِبَةٍ}
- فيه لحمزة وقفًا تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
[معجم القراءات: 2/349]
{حَامٍ}
- قرأ ابن شنبوذ عن قنبل، ويعقوب (حامي) بالياء في الوقف.
وانفرد برواية ابن شنبوذ الهذلي في الكامل، وانفرد برواية يعقوب ابن مهران، ولا يعلم ابن الجزري روايًا غيره.
{وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}
في مصحف محمد بن أبي موسى (وأكثرهم لا يفقهون) ). [معجم القراءات: 3/350]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:38 AM

سورة المائدة
[ من الآية (104) إلى الآية (105) ]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (104)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [104] قرأ هشام وعلي بالإشمام، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)}
{قِيلَ}
- تقدم الإشمام للكسائي وهشام ورويس.
انظر الآية/95 من سورة البقرة.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم إدغام اللام في اللام لأبي عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{آَبَاءَنَا}
- فيه لحمزة وقفًا تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{آَبَاؤُهُمْ}
- فيه لحمزة وقفًا تسهيل الهمز مع المد والقصر.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز فيه في الآية/123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/350]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
{قَدْ جَاءَكُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم، والإظهار، في الآية/34 من هذه السورة.
{جَاءَكُمْ}
- وتقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
- وانظر حكم الهمز في الوقف في الآية/34 المتقدمة.
[معجم القراءات: 2/509]
{بَصَائِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/510]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَضُرُّكُمْ) بياء وكسر الضاد خفيف أبو حيوة، والأصمعي عن نافع، الباقون برفع الراء والضاد وهو الاختيار من ضر يضر، (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) رفع الأصمعي عن نافع، وقُتَيْبَة، والكسائي عن أبي جعفر، وابن حنبل، الباقون بالنصب، وهو الاختيار على الإغراء). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لا يضركم" بكسر الضاد وجزم الراء مخففة، قيل على جواب الأمر في عليكم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}
{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
- قرأ نافع (عليكم أنفسكم) بالرفع.
وتخريجها على وجهين:
[معجم القراءات: 2/350]
الأول: أنفسكم مبتدأ، وعليكم: خبره مقدم، والمعنى على الإغراء، وقد جاء الإغراء بالجملة الابتدائية.
والثاني: أن يكون (أنفسكم) توكيدًا للضمير المستتر في (عليكم)، والمفعول على هذا محذوف، والتقدير: عليكم أنتم أنفسكم إصلاح حالكم وهدايتكم.
قال الشهاب:
(وعلى قراءة الرفع فهو مبتدأ وخبر، أي: لازمة عليكم أنفسكم، أو حفظ أنفسكم لازم عليكم، بتقدير مضاف في المبتدأ، وهي قراءة شاذة لنافع).
- وقراءة الجمهور (عليكم أنفسكم) بالنصب على الإغراء بـ (عليكم)، فهو اسم فعل، والتقدير: الزموا أنفسكم، وحفظها مما يؤذيها.
- وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن (عليكمو أنفسكم) بضم الميم ووصلها بواو.
{لَا يَضُرُّكُمْ}
- قراءة الجمهور (لا يضركم) بضم الضاد والراء وتشديدها، وهي الأجود عند الأخفش، والرفع فيه على الاستئناف، فهو خبر، أو هو جواب للأمر مجزوم، وضمت الراء إتباعًا لضمة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة، والأصل لا يضرركم.
ويجوز أن يكون نهيًا.
[معجم القراءات: 2/351]
- وقرأ أبو حيوة (لا يضيركم) بضم الراء وتخفيفها، وهذا ينصر تخريج الرفع في قراءة الجماعة.
- وذكر السمين هذه القراءة عن أبي حيوة بالفك (لا يضرركم) كذا، قال: بسكون الضاد وضم الراء الأولى والثانية.
- وقرأ أبو حيوة أيضًا (لا يضركم) بفتح الراء المشددة، وحقه الجزم، والفتح لالتقاء الساكنين.
- وقرأ الحسن (لا يضركم) بضم الضاد وسكون الراء من ضاره يضوره، والجزم هنا على جواب الطلب في (عليكم).
- وقرأ النخعي وابن وثاب والحسن (لا يضركم) بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد، وهو من ضاره يضيره، والجزم هنا لأنه جواب الطلب، كالقراءة السابقة، قال العكبري: (وكل ذلك لغات فيه).
{فَيُنَبِّئُكُمْ}
- لحمزة في الوقف قراءتان:
1- تسهيل الهمزة بينها وبين الواو.
2- إبدالها ياءً خالصة). [معجم القراءات: 2/352]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)}
{وَلِيَقُولُوا}
- قراءة الجمهور (وليقولوا) بكسر اللام، وذهبوا إلى أنها لام الصيرورة، وأن الفعل منصوب بـ (أن) مضمرة بعدها، أي: لئلا يقولوا.
- وقرأت فرقة (وليقولوا) بسكون اللام، على جهة الأمر المتضمن للتوبيخ والوعيد، وقيل هي لام الصيرورة، ولكنها خففت، والأول أرجح وأقرب.
- وفي مصحف ابن مسعود (وليقولوا) كذا بفتح اللام.
وحكم لام (كي) الكسر، وفتحها لغة تميم، فلعل هذه القراءة جاءت على هذه اللغة.
{دَرَسْتَ}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (درست) على الخطاب، أي: درست يا محمد في الكتب القديمة ما تجيئنا به.
[معجم القراءات: 2/510]
وهذه القراءة أولى القراءات بالصواب عند الطبري، وبها يقرأ الأخفش، قال: (لأنها أوفق للكتاب).
- وذكر ابن مهران الأصبهاني أن الضرير قرأ (درست) بجزم السين وسكون التاء، وهي الرواية الثانية عن يعقوب والضرير هو مسلم بن سفيان البصري المفسر شيخ رويس رواية يعقوب.
قلت: هذه القراءة لا تجوز إلا على وجه واحد، وهو أنه يلزم نفسه الوقف، ثم يستأنف (ولنبينه..).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عباس ومجاهد وابن محيصن واليزيدي وعلي وعكرمة (دارست)، أي دارست يا محمد غيرك في هذه الأشياء، أي قاراته، إشارة منهم إلى سليمان وغيره من الأعاجم واليهود، أي جادلت اليهود وجادلوك.
قال الفراء: (وقرأ مجاهد ... وفسرها: قرأت على اليهود وقرأوا عليك).
[معجم القراءات: 2/511]
- ويقرأ (دارست) بضم التاء، أي يقولون عن الله: دارست محمدًا على الاستهزاء، أو أن يكون المعنى: يقول الواحد من أهل الكتاب دارست محمدًا أي علمته.
- وقرأ ابن عامر وسهل ويعقوب من غير رواية الضرير، وعبد الله ابن الزبير وأبي بن كعب والحسن وابن مسعود (درست) مبنيًا للفاعل مضمرًا فيه، أي درست الآيات، أي ترددت على أسماعهم حتى بليت.
قال الفراء: (يريد تقادمت، أي هذا الذي يتلوه على الناس شيء قد تطاول عليه، ومر بنا).
- وقرئ (درست) بتشديد الراء، وبتاء الخطاب، أي: درست الكتب القديمة.
ونسبت هذه القراءة إلى زيد.
قال الشهاب: (مشددًا معلومًا، وتشديده للتكثير والتعديه، أي درست غيرك الكتب).
- وقرأ معاذ القارئ وأبو العالية (درست) مشددًا مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/512]
- وقرئ (دورست) بالتخفيف والواو مبنيًا للمفعول، والواو مبدلة من الألف في (دارست).
- وقرأ الحسن وابن عامر وعمرو بن عبيد وسفيان بن عيينة وسعيد ابن جبير (دارست) أي دارستك الجماعة الذين تتعلم منهم، أو دارست اليهود محمدًا.
قال الشهاب: (والضمير للآيات أو للجماعة).
- وقرأ الحسن وأبي (درست) بضم الراء مسندًا إلى غائب مبالغة في (درست)، أي اشتد دروسها وبلاها.
قال الزجاج: (وذكر الأخفش -درست- بضم الراء ومعناها: درست، إلا أن درست بضم الراء أشد مبالغةً)، وذهب الطوسي إلى أنه لم يقرأ بها أحد من المعروفين.
- وقرأ قتادة والحسن وزيد بن علي وابن عباس بخلاف عنه، وهو رواية عن نافع، وابن يعمر، وزيد بن ثابت (درست) مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/513]
قال ابن جني: (يحتمل أن يراد عفيت أو تليت)، وإلى مثل هذا ذهب الزمخشري.
وذهب الفراء إلى أنه قرئت وتليت، وكذا عند الزجاج، وفي تبيان الطوسي ما يفيد أنه لم يقرأ بها أحد من المعروفين.
- وذكر الأزهري أنه قرئ (درست) بكسر الراء، أي تقادمت.
- وذكر عن ابن عباس أنه قرأ (وادارست) مشددًا معلومًا.
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود وطلحة والأعمش وابن عباس وأصحابه (درس) أي: محمد، أو الكتاب، وجاءت القراءة كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود: (وليقولوا درس).
قال الشهاب: (وفاعله ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، أو الكتاب إن كان بمعنى انمحى).
- وروى عصمة عن الأعمش (دارس) ذكرها الزبيدي في التاج، ونقلها عن العباب.
- وروي عن الحسن وابن مسعود (درسن) مبنيًا للفاعل مسندًا إلى النون، أي الآيات درسن، وكذا هي في بعض مصاحف عبد الله ابن مسعود.
[معجم القراءات: 2/514]
- وقرأت فرقة (درسن) بتشديد الراء مبالغة في (درسن).
- وقرئ (دارسات) أي هن قديمات، أو ذات درس، وهو جمع دارسة.
قال الزمخشري: (.. على هي دارسات أي قديمات أو ذات دروس..).
{وَلِنُبَيِّنَهُ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (ولنبينه).
- وقرأ ابن مسعود (وليبينه) بالياء.
ذكر هذه القراءة ابن خالويه، وصورة الرسم عنده (وليبيننه) كذا بنونين، ولم يصرح بهذا، وإنما ذكر أنها بالياء.
وفي الحاشية (1) في الإتحاف قوله:
(هنا سقط، ولعله: وعن الحسن (ولنبينه لقوم) بالياء، كذا!!
- وذكر ابن عطية في المحرر قراءتين، كما يلي:
1- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود (ولتبينه) بالتاء على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعزيت للسلمي ونبيح وأبي واقد والجراح.
2- وقرأت فرقة: (وليبينه) بياء أي الله تعالى، وقد تقدم أنها لابن مسعود، وصرح بذلك به ابن خالويه). [معجم القراءات: 2/515]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:39 AM

سورة المائدة
[ من الآية (106) إلى الآية (108) ]

{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}

قوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (شهادة) منونة (الله) ممدود، روح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (شهادة) [106]: منونة، (آلله) [106]: مستفهم: زيدٌ طريق الحريري). [المنتهى: 2/667]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شَهَادَةٌ) منون (بَيْنَكُمْ) نصب أبو حيوة، وعباد عن الحسن، وجرير عن الْأَعْمَش، الباقون مضاف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن ارتبتم} [106] لا خلاف في تفخيم الراء، لعروض الكسرة، وكذا ما ماثله، نحو {أم ارتابوا} [النور: 50] {يا بني اركب} و{رب ارجعون} [المؤمنون} وكذا إذا وقعت الكسرة في الابتداء فقط، نحو {لكم ارجعوا} [النور: 28] {ءامنوا اركعوا} [الحج: 77] و{الذين ارتدوا} [محمد: 25] ). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106)}
{شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}
- قرأ الجمهور (شهادة بينكم) بالرفع والإضافة إلى (بينكم) على الاتساع في الظرف، وشهادة: مبتدأ، وخبره: اثنان.
وأجاز الزمخشري حذف الخبر، واثنان فاعل بشهادة، على تقدير: فيما فرض عليكم أن يشهد اثنان.
- وقرأ الشعبي والحسن والأعرج والأشهب العقيلي والأزرق وابن محارب وابن دينار كلهم عن حمزة، وأبو بكر عن عاصم من طريق الداني (شهادة بينكم) بالرفع والتنوين، ونصب (بينكم) على الأصل بعد زوال الإضافة.
وتخريجها على نسق قراءة العامة السابقة.
- وقرأ السلمي والحسن ونعيم بن ميسرة وأبو حيوة والأعرج بخلاف عنه (شهادةً بينكم) بالنصب والتنوين، وبينكم: نصب على الظرفية.
وذهب ابن جني إلى أن نصب (شهادةً) بفعل مضمر، واثنان فاعله، أي ليقم شهادةً بينكم اثنان، وتبعه الزمخشري.
قال أبو حيان:
(وهذا الذي قدره الزمخشري هو تقدير ابن جني بعينه...، وهذا
[معجم القراءات: 2/353]
الذي ذكره ابن جني مخالف لما قاله أصحابنا، قالوا: لا يجوز حذف الفعل وإبقاء فاعله..، والذي عندي أن هذه القراءة الشاذة تخرج على وجهين:
أحدهما: أن يكون شهادةً منصوبة على المصدر الذي ناب مناب الفعل بمعنى الأمر، واثنان مرتفع به، والتقدير: ليشهد بينكم اثنان، فيكون من باب قولك: ضربًا زيدًا..
والوجه الثاني: أن يكون أيضًا مصدرًا ليس بمعنى الأمر، بل يكون خبرًا ناب مناب الفعل في الخبر وإن كان ذلك قليلًا، كقولك: افعل وكرامةً ومسرةً، أي وأكرمك وأسرك..).
{بَيْنِكُمْ}
- وذكر الشهاب أنه قرئ (بينكم) بالرفع على القطع والتصرف في الظرف. كذا! وأحسب أنه يشير إلى القراءة بالرفع في غير هذه الآية، أو أنه التبس عليه هذا بذلك.
{مِنْ غَيْرِكُمْ}
- أخفى أبو جعفر النون في الغين.
{الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في التاء بخلاف.
{الصَّلَاةِ}
- عن الأزرق وورش تفخيم اللام.
{قُرْبَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/354]
{وَلَا نَكْتُمُ}
- قراءة الجماعة (ولا نكتم) بالرفع عطفًا على (لا نشتري..).
- وقرأ الحسن والشعبي (ولا نكتم) بجزم الميم نهيا أنفسهما عن كتمان الشهادة، ودخول (لا) الناهية على المتكلم قليل.
{وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ}
- قراءة الجماعة (ولا نكتم شهادة الله) بنصب (شهادة)، وإضافته إلى لفظ الجلالة.
- وقرأ عليّ ونعيم بن ميسرة والشعبي بخلاف عنه وسعيد بن المسيب وعكرمة (ولا نكتم شهادة الله) بنصبهما، وتنونين (شهادة)، فقد انتصبا بالفعل نكتم، والتقدير: ولا نكتم الله شهادةً.
وخرجه أبو البقاء على أنه منصوب بفعل القسم محذوفًا.
- وقرأ علي والسلمي والشعبي والحسن والبصري ونعيم بن ميسرة، ويعقوب برواية روح وزيد وعبد الله بن حبيب (ولا نكتم شهادةً الله) بتنوين (شهادة)، والله: بالمد فيه همزة الاستفهام التي هي عوض من حرف القسم دخلت تقريرًا وتوقيفًا لنفوس المقسمين، أو لمن خاطبوه.
قال ابن مهران: (قال روح: كان أصلها: شهادة والله فأبدلوا الواو مدة..).
- وقرأ يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم والسلمي وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر والحسن
[معجم القراءات: 2/355]
والكلبي والشعبي (ولا نكتم شهادة ألله) شهادةً: بالتنوين، ألله: بقطع الألف دون مد، وخفض الهاء منه.
قال ابن جني:
(وأما (ألله) مقصورة بالجر فحكى سيبويه، أن منهم من يحذف حرف القسم، ولا يعوض منه همزة الاستفهام، فيقول: ألله لقد كان كذا، قال: وذلك لكثرة الاستعمال).
- وقرأ الشعبي (.. شهادةً الله) بالتنوين ووصل الألف.
- وقرأ أبو العالية وعمرو بن دينار (شهادة آلله) بنصب الهاء من لفظ الجلالة مع المد، وإسكان الهاء الأولى في الوصل.
- وقرأ الشعبي وأبو عمران الجوني (شهادة ألله) بالهاء الساكنة، ثم قطع ألف الوصل، دون مد الاستفهام.
- وقرأ الشعبي وابن السميفع (شهاده آلله) بالهاء الساكنة ثم المد، والجر على حذف حرف القسم وتعويض حرف الاستفهام منه.
قال ابن جني:
(الوقف على شهاده، بسكون الهاء، واستئناف القسم حسن، لأن استئنافه في أول الكلام أوقر له، وأشد هيبة من أن يدخل في عرض القول).
[معجم القراءات: 2/356]
{لَمِنَ الْآَثِمِينَ}
- قرأ الأعمش وابن محيصن (لملاثمين) بإدغام النون في لام (الآثمين)، بعد حذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام.
قال النحاس: (أدغم النون في اللام، وهذا رديء في العربية؛ لأن اللام حكمها السكون، وإن حركت فإنما الحركة للهمزة...) ). [معجم القراءات: 3/357]

قوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (107)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - وَاخْتلفُوا في التَّثْنِيَة وَالْجمع في قَوْله {اسْتحق عَلَيْهِم الأوليان} 107
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي (اسْتحق عَلَيْهِم الْأَوَّلين) {اسْتحق} مَضْمُومَة التَّاء {الْأَوَّلين} على التَّثْنِيَة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة {اسْتحق} بِرَفْع التَّاء {الْأَوَّلين} جمعا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {اسْتحق} بِفَتْح التَّاء {الْأَوَّلين} مثل أَبي عَمْرو على التَّثْنِيَة
وروى نصر بن علي عَن أَبِيه عَن قُرَّة قَالَ سَأَلت ابْن كثير فَقَرَأَ {اسْتحق} بِفَتْح التَّاء {الْأَوَّلين} بالأف على التَّثْنِيَة). [السبعة في القراءات: 248 - 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({من الذين استحق} بفتح التاء والحاء. {الأوليان}). [الغاية في القراءات العشر: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (استحق) بالفتح، حفص). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الأولين) عراقي - غير أبي عمرو - والكسائي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استحق) [107]: بالفتح حفص، وأبو بكر طريق على والأعشى من اختيار أبي بكر، والمفضل طريق جبلة.
[المنتهى: 2/667]
(الأولين) [107]: جمع: بصري غير أبوي عمرو، وحمزة، وأبو بكر إلا الأعشى، والمفضل، وخلف). [المنتهى: 2/668]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (استحق) بفتح التاء والحاء والابتداء بكسر الألف، وقرأ الباقون بضم التاء وكسر الحاء والابتداء بضم الألف). [التبصرة: 199]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة (الأولين) بالجمع جمع (أول) المخفوض المسلم، وقرأ الباقون بالتثنية تثنية (أولى) المرفوع، وقد ذكرنا (القدس) و(طيرًا) في آل عمران فيما تقدم). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {من الذين استحق} (107): بفتح التاء والحاء. وإذا ابتدأ كسر الألف.
والباقون: بضم التاء، وكسر الحاء. وإذا ابتدؤوا ضموا الألف.
أبو بكر، وحمزة: {عليهم الأولين} (107): بالجمع.
والباقون: {الأوليان}: على التثنية). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (من الّذين استحق) بفتح التّاء والحاء وإذا ابتدأ كسر الألف، والباقون بضم التّاء وكسر الحاء وإذا ابتدءوا ضمّوا الألف.
[تحبير التيسير: 349]
أبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف: (عليهم الأوّلين) بالجمع والباقون (الأوليان) على التّثنية). [تحبير التيسير: 350]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْأَوَّلِينَ) على الجمع بالياء بصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْعَبْسِيّ والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والمفضل وأبو بكر إلا الأعشى قال: واختياره، قال أبو الحسين: غير سهل وهو سهو؛ إذ المفرد بخلافه، الباقون (الْأَوْلَيَانِ) وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 536]
على التثنية بدل من الضمير في يقولان). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([107]- {اسْتَحَقَّ} مبني للفاعل، ويبتدئ بالكسر: حفص.
[107]- {الْأَوْلَيَانِ} جمع: أبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (627 - وَضَمَّ اسْتُحِقَّ افتح لَحِفْصٍ وَكَسْرُهُ = وَفي الأَوْلَياَنِ الأَوَّلِينَ فَطِبْ صِلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([627] وضم استحق افتح لـ (حفصٍ) وكسره = وفي الأوليان الأولين (فـ)طب (صـ)لا
قرأ حفص {استحق عليهم الأولين}، وهي قراءة أبي وعلي وابن عباس.
والأوليان: تثنية أولى، وهو فاعل {استحق}؛ فالمعنى: من الورثة الذين استحق عليهم الأوليان؛ أي الأحقان من بينهم بالشهادة. والأوليان، بأن يجردوهما للقيام بالشهادة، ويظهروا بهما كذب الكاذبين؛ كأن هذين الشاهدين، استحقا على الذين هما منهم، أن يستشهدوهما وأن يعينوهما.
وقرأ حمزة وأبو بكر {استحق عليهم الأولين}، على أنه وصف للذين استحق عليهم، وهو مجرور أو منصوب بأعني. وجعلهم أولين: إما لتقدم ذكرهم في أول القصة، وهو قوله: {يأيها الذين ءامنوا شهادة بينكم}، أو لتقدمهم على الأجانب في الشهادة لكونهم أحق بها.
وقرأ الباقون {استحق عليهم الأولين}، قالوا: ومعناه: من الذين استحق عليهم الإثم؛ أي: جني عليهم. والأوليان على هذا، مرفوع على تقدير قول قائل: ومن هما ؟ فقيل: هما الأوليان؛ أو على البدل من (ءاخران)؛ أو من الضمير في {يقومان}، أو على الابتداء؛ والتقدير: فالأوليان آخران.
[فتح الوصيد: 2/864]
وأجاز الأخفش أن يكون صفة لآخران، لأنه لما وصف بـ:يقومان، اختص. فلما اختص، جاز أن يوصف بما وصف به المعارف.
وقيل: هو مفعولٌ لما لم يسم فاعله؛ أي استحق عليهم إقامة الأوليين منهم للشهادة، وهو وجه حسن.
قال أبو محمد مكي في الكشف: «وهذه الآية في قراءقا وإعرابها وتفسيرها ومعانيها وأحكامها، من أصعب آية في القرآن وأشكلها، ويحتمل أن يبسط ما فيها من العلوم في ثلاثين ورقة أو أكثر، وقد ذكرنا من ذلك طرفا في كتاب الهداية، وذكرنا من مشكل إعرابها طرفًا في مشكل الإعراب، ثم ذكرناها مشروحة بجميع وجوهها من تفسير وإعراب في كتاب منفرد».
ولعمري إنما المشكلة جدا كما ذكر، وما رأيت أحدًا تخلص كلامه فيها من أولها إلى آخرها.
وأشكل ما فيها قوله: {من الذين استحق عليهم}، إلا ما ذكرته فيها من قول بعضهم: ويحتمل عندي-وهو الذي لا يغلب على الظن سواه - أن معنى قوله: {استحق عليهم}، أي استحق خصومهم الحق عليهم، لأن الخصمين مستحق ومستحق عليه.
فقد كانوا بتحليف المذكورين مستحقا عليهم؛ فلما حصلت الريبة في الحالفين، ووقع ما شكك في صدقهما، قام آخران من الذين استحق عليهم.
[فتح الوصيد: 2/865]
واستعار الصلا، في قوله: (فطب صلا)، للذكاء، لأنهم يقولون: يتوقد ذكاءً.
فالمعنى: فطب ذكاء). [فتح الوصيد: 2/866]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [627] وضم استحق افتح لحفصٍ وكسره = وفي الأوليان الأولين فطب صلا
ب: (الصلا): وقود النار، استعير للذكاء.
ح: (ضم): مفعول (افتح)، و (كسره): عطف على (ضم)، (الأولين): مبتدأ، (في الأوليان): خبر، (صلا): تمييز.
ص: يعني: افتح التاء المضمومة والحاء المكسورة لحفص في قوله تعالى: {من الذين استحق عليهم الأوليان} [107] على بناء الفاعل، و{الأوليان}: فاعل، أي: استوجب عليهم الأحقان بالشهادة أن يجردوهما للقيام بالشهادة، والباقون: {استحق} بضم التاء وكسر الحاء على بناء المفعول.
وقرأ حمزة وأبو بكر: (استحق عليهم الأولين) [107] منصوبًا
[كنز المعاني: 2/182]
على أنه مفعول: (أعني)، أو مجرورًا صفة لـ {الذين استحق عليهم}، ومرفوع {استحق} محذوف، أي: الإثم، كما تقول: (جني عليه)، وجعل الورثة أولين لتقدم ذكرهم في أول القصة، والباقون: {الأوليان} تثنية (الأولى) مرفوع على خبر مبتدأ محذوف، أي: هما الأوليان، أو بدل من {فآخران}، أو مبتدأ خبره: {فآخران} ). [كنز المعاني: 2/183]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (627- وَضَمَّ اسْتُحِقَّ افتح لَحِفْصٍ وَكَسْرُهُ،.. وَفي الأَوْلَيانِ الأَوَّلِينَ "فَـ"ـطِبْ "صِـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/102]
يعني: افتح الياء المضمومة والحاء المكسورة، وكان يمكنه أن يقول: وتاء استحق افتح لحفص وحاءه ولكن المعنى كان يختل في التاء دون الحاء فإن ضد الفتح الكسر والتاء في قراءة غير حفص مضمومة فاحتاج أن يقول وضم استحق، ثم قال: وكسره فهو أولى من أن يقول: وحاءه؛ لوجهين: أحدهما المقابلة بين حركتي الضم والكسر، والثاني زيادة البيان لقراءة الغير، وإذا ابتدئت هذه الكلمة كسرت همزتها في قراءة حفص، وضمت في قراءة غيره، وأرادوا: قرأ "الأولين" في موضع "الأوليان" أو "الأولين" استقر مكان "الأوليان" وأراد بالصلا الذكاء؛ لأنهم يقولون هو يتوقد ذكاء أو أراد نار الضيافة كقوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا،.. تجد حطبا جزلا ونارا تأجَّجَا
وهو إشارة إلى حصول العلم منه، فموضع صلا نصب على التمييز أو الحال مثل دم غنا ودم يدا، والأوليان على قراءة حفص -رحمه الله- فاعل استحق كأنهما استحقا على أصحابهما أن يقيموهما للشهادة والأوليان تثنية الأولى وهو في غير قراءة حفص مفعول ما لم يسم فاعله على حذف مضاف؛ أي: استحق عليهم إقامة الأولين منهم للشهادة وقيل:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/103]
بدل من آخران أو من الضمير في يقومان أو على تقديرهما الأوليان، وقيل: هو مبتدأ خبره آخران المقدم عليه؛ أي: فالأولياء آخران، وقيل هو صفة لآخران وإن كان لفظه نكرة؛ لأنه قد اختص بالصفة في قوله: يقومان، ومرفوع استحق على هذه الأقوال غير القول الأول محذوف؛ أي: استحق عليهم الإثم فاستغنى عنه بقوله: عليهم كما تقول: جنى عليهم، وقيل معناه استحق خصومهم الحق عليهم والأولين في قراءة حمزة وأبي بكر صفة الذين استحق؛ لأنهم أول المذكورين في القصة، وهم أولياء الميت أو؛ لأنهم هم الذين دفعوا الحكومة أولا، واعلم أن الآية من أشكل آي القرآن تفسيرًا وإعرابا وفقها، قال أبو محمد مكي في كتاب الكشف: هذه الآية في قراءتها وإعرابها وتفسيرها ومعانيها وأحكامها من أصعب آية في القرآن وأشكلها، قال: ويحتمل أن يبسط ما فيها من العلوم في ثلاثين ورقة أو أكثر، قال: وقد ذكرناها مشروحة في كتاب منفرد، قلت: وسأجتهد إن شاء الله تعالى في بيانها وكشف غامضها وتفصيل أحكامها في الكتاب "المذهب في علم المذهب"، أو في كتاب "إيضاح مشكلات الآيات"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/104]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (627 - وضمّ استحقّ افتح لحفص وكسره = وفي الأوليان الأوّلين فطب صلا
628 - وضمّ الغيوب يكسران عيونا ال = عيون شيوخا دانه صحبة ملا
629 - جيوب منير دون شكّ وساحر = بسحر بها مع هود والصّفّ شمللا
قرأ حفص: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ بفتح ضم التاء وفتح كسر الحاء، فتكون قراءة غيره بضم التاء وكسر الحاء. وإذا ابتدأ القارئ هذه الكلمة كسر همزتها لحفص وضمها لغيره، وقرأ حمزة وشعبة الأوَّلين بتشديد الواو مفتوحة وبعدها لام مكسورة فياء ساكنة مدية فنون مفتوحة في مكان الْأَوْلَيانِ بسكون الواو وفتح اللام والياء وبعدها ألف مع كسر النون وهي قراءة الباقين). [الوافي في شرح الشاطبية: 254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101- .... .... وَبِالنَّصْبِ مَعْ جَزَ = اءُ نُوِّنْ وَمِثْلِ ارْفَعْ رِسَالاتِ حُوِّلَا
102 - مَعَ الأَوَّلِيْنَ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ويريد بقوله: مع الأولين أي قرأ مرموز (حا) حولا أيضًا {عليهم الأولين} [107] بالجمع كما نطق به وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك
[شرح الدرة المضيئة: 121]
وأن لأبي جعفر {الأوليان} بالتثنية). [شرح الدرة المضيئة: 122]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: " اسْتَحَقَّ "، فَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْحَاءِ، وَإِذَا ابْتَدَأَ كَسَرَ هَمْزَةَ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَإِذَا ابْتَدَءُوا ضَمُّوا الْهَمْزَةَ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْأَوْلَيَانِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ " الْأَوَّلِينَ " بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَكَسْرِ اللَّامِ بَعْدَهَا وَفَتْحِ النُّونِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْوَاوِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {استحق} [107] بفتح التاء والحاء، ويبتدئ بكسر همزة الوصل، والباقون بضم التاء وكسر الحاء والابتداء لهم بضم الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وخلف وأبو بكر {الأوليان} [107] بالجمع، والباقون {الأوليان} على التثنية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (587 - ضمّ استحقّ افتح وكسره علا = والأوليان الأوّلين ظللا
588 - صفوٌ فتى .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ضمّ استحقّ افتح وكسره (ع) لا = والأوليان الأوّلين (ظ) لّلا
يعني «استحق عليهم الأوليان» بفتح التاء والحاء حفص، والباقون بضم التاء وكسر الحاء قوله: (وكسره) عطف على ضم استحقّ: أي افتح ضمه وافتح كسره قوله: (والأوليان) أي وقرأ الأوّلين على الجمع موضع الأوليان يعقوب وشعبة وحمزة وخلف كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون الأوليان على التثنية). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضمّ استحقّ افتح وكسره (ع) لا = والأوليان الأوّلين (ظ) لّلا
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص من الّذين استحقّ [المائدة: 107] بفتح ضم التاء وفتح الحاء، والباقون بضم فكسر.
وقرأ ذو ظاء (ظللا) يعقوب وصاد «صفو» أول التالي أبو بكر و«فتى» حمزة وخلف عليهم الأوّلين [المائدة: 107] بتشديد الواو، وكسر اللام، وإسكان الياء، وفتح النون، والباقون بإسكان الواو، وفتح اللام، والياء، وكسر النون.
واستغنى بلفظهما عن القيد. وجه حفص: بناؤه للفاعل.
والأولين: تثنية الأولى [أي:] الأحق، [و] فاعله ومفعوله محذوف، أي: فرجلان آخران من الورثة الذين استحق الأوليان عليهم أن يقيموها للشهادة المسقطة للجانبين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/291]
ووجه غيره: بناؤه للمفعول [و] الأوّلين نائب على حذف المضاف، أي: استحق إقامة الأوليين أو النائب ضمير الإثم، أي: استحق الإثم عليهم، أو خصومهم، أو الإيصاء، أو الجار والمجرور؛ ف الأوّلين رفع بدل من فاخران، أو من ضمير يقومان، أو مبتدأ مؤخر خبره فاخران، أو خبر لمقدر، أي: هما.
ووجه الضم والجمع: بناء استحق للمفعول ونائبه أحد الأوجه الأخرى.
والأوّلين [المائدة: 107] جمع «أول» [جر بدلا] من «الذين»، أو من ضمير «عليهم»، أو نصب بـ «أعني» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "اسْتَحَق" [الآية: 107] فحفص بفتح التاء والحاء مبنيا للفاعل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة وافقه الحسن والباقون بضم الطاء وكسر الحاء مبنيا للمفعول، وإذا ابتدأوا ضموا الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "الْأَوَّلِين" [الآية: 107] فأبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف بتشديد الواو وكسر اللام بعدها، وفتح النون جمع أو المقابل لآخر مجرور صفة للذين أو بدل منه، أو من الضمير
[إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
في عليهم وافقهم الأعمش، وعن الحسن أوَّلان بتشديد الواو وفتح اللام مثنى أول مرفوع باستحق، والباقون الأوليان بإسكان الواو وفتح اللام وكسر النون مثنى أولى أي: الأحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما، هو خبر محذوف أي: وهما الأوليان أو خبر آخران أو بدل منهما أو من الضمير في يقومان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق ضم الهاء من عليهم وكذا إدغام راء "تغفر لهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {استحق عليهم} [107] قرأ حفص بفتح التاء والحاء، مبنيًا للفاعل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة، والباقون بضم التاء، وكسر الحاء، مبنيًا للمفعول، وإذا ابتدءوا ضموا الهمزة). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأوليان} قرأ شعبة وحمزة بتشديد الواو، وكسر اللام، وبعدها ياء ساكنة، وفتح النون، على الجمع لـــ (أول) والباقون بإسكان الواو، وفتح اللام، وفتح الياء، وألف بعدها، وكسر النون، على التثنية لـــ (أولى) ). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [97] و{الأوليان} [107] {والإنجيل} [110] و{بإذني} الثلاثية، وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 563] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107)}
{عُثِرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{اسْتَحَقَّ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وخلف (استحق) بضم التاء وكسر الحاء مبنيًا للمفعول.
- وإذا ابتدأ هؤلاء ضموا الهمزة (استحق).
- وقرأ حفص عن عاصم والحسن، ونصر بن علي عن أبيه عن قرة
[معجم القراءات: 2/357]
عن ابن كثير، والأعشى وأبي بن كعب وابن عباس وعلي (استحق) بفتح التاء مبنيًا للفاعل، وإذا ابتدأوا كسروا الهمزة (استحق).
{عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ}
- نقل ورش حركة الهمزة إلى اللام وقفًا ووصلًا (لوليان).
- وإذا وصل كسر الهاء وضم الميم (عليهم لوليان).
- وحمزة ينقل في الوقف بخلاف عنه، ويضم الهاء والميم، وكذا الكسائي من غير نقل، وهي قراءة خلف والأعمش ويعقوب (عليهم الأوليان).
- وصورتها على النقل عند حمزة (عليهم لوليان).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن (عليهم الأوليان) بكسر الهاء والميم.
- وقراءة الباقين (عليهم الأوليان) بكسر الهاء وضم الميم.
- ولخلف السكت على لام التعريف.
- وعن خلاد السكت وعدمه.
{الْأَوْلَيَانِ}
- قرأ الحسن (استحق.. الأولان) ببناء الفعل للفاعل.
والأولان: مرفوع على الفاعلية، وهو تثنية (أول):
[معجم القراءات: 2/358]
قال الطبري: (وأما القراءة التي حكيت عن الحسن فقراءة عن قراءة الحجة من القراء شاذة، وكفى بشذوذها عن قراءتهم دليلًا بعدها عن الصواب).
- وقرأ ابن سيرين (.. الأوليين) تثنية الأولى.
وذهب أبو حيان إلى انتصابه على المدح.
- وعن ابن سيرين أنه قرأ (الأولين) بالياء تثنية أول، وانتصابه على المدح أيضًا.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف والأعمش ويعقوب وابن مسعود ويحيى بن وثاب وابن عباس (الأولين) بتشديد الواو وكسر اللام بعدها وفتح النون جمع (أول).
وهو مجرور صفة (الذين) أو بدل منه، أو بدل من الضمير في (عليهم).
- وقيل: هو منصوب على المدح.
- وقرأ (الأوليان) بالرفع تثنية (الأولى) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم وأبي وعلي وابن عباس وأبو جعفر.
قال الأخفش: (وبها نقرأ).
[معجم القراءات: 2/359]
والأوليان:
... وصف (آخران)، أو بدل من الضمير في (يقومان).
وقيل هو مفعول لم يسم فاعله لـ (استحق) على قراءة من ضم التاء.
وعلى هذا يكون فاعل (استحق) عند من فتح التاء.
وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: همها الأوليان.
- وقرئ (الأولين) كذا بسكون الواو وفتح اللام جمع (أولى) كالأعلين جمع أعلى.
قال الشهاب:
(أما قراءة الأولين كالأعلين فشاذة لم تعز لأحد، وهو جمع (أولى)، وأعرابه كإعراب الأولين والأوليين) ). [معجم القراءات: 3/360]

قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أدنى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}
{أَدْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَنْ يَأْتُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يأتوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 2/360]
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/361]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:40 AM

سورة المائدة
[ من الآية (109) إلى الآية (110) ]

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الغيوب) [109، 116]، حيث جاء: جر: حمصي، وحمزة، وأبو بكر إلا الشموني والبرجمي، وابن عتبة، وابن فليح). [المنتهى: 2/668] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة: {الغيوب} (109): بكسر الغين، حيث وقع.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر وحمزة: (الغيوب) بكسر الغين حيث وقع والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 350]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([109]- {الْغُيُوبِ} حيث وقع، كسر: أبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (628 - وَضَمَّ الْغُيُوبِ يَكْسِرَانِ عُيُوناً الْـ = ـعُيُونِ شُيُوخاً دَانَهُ صُحْبَهٌ مِلاَ
629 - جُيُوبِ مُنِيرٍ دُونَ شَكٍّ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([628] وضم الغيوب يكسران عيونًا الـ = ـعيون شيوخًا (د)انه (صحبةٌ) (مـ)لا
(یكسران)، يعني أبا بكر وحمزة في قوله: (قطب صلا).
وقد تقدم القول في علة ذلك عند ذكر {البيوت}.
ومن ضم بعضًا وكسر بعضًا، فإنه جمع بين اللغتين مع اتباع الأثر.
ومعنى (دانه)، أي دان به؛ أي اتخذه دينًا؛ أو دان له صحبة، بمعنى انقاد له؛ يعني أن ابن كثير وصحبة وابن ذكوان اتفقوا على كسر (العيون) و{شيوخًا}.
وملاء: جمع ملآن، يعني أنهم ملئوا علمًا). [فتح الوصيد: 2/866]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [628] وضم الغيوب يكسران عيونا الـ = ــعيون شيوخًا دانه صحبةٌ ملا
ب: (دان): أطاع، (ملا): جمع (ملآن)، ممدودة قصرت ضرورة.
ح: (ضم): مفعول (يكسران)، وضمير التثنية: لحمزة وأبي بكر، (عيونٍ العيون شيوخًا): مبتدءات، (دانه): خبر، والضمير: لكل واحد، (صحبةٌ): فاعل (دان)، (ملا): صفته، أي: جماعة ملئوا علمًا.
ص: يعني: يكسر حمزة وأبو بكر الغين من {الغيوب} أين وقع لمناسبة الياء الكسر، والباقون بالضم على الأصل.
وكسر العين من {عيون} منكرًا نحو: {جناتٍ وعيونٍ}، ومعرفًا
[كنز المعاني: 2/183]
نحو: {وفجرنا فيها من العيون} [يس: 34] -، وكذلك الشين في: {لتكونوا شيوخًا} [غافر: 67]: ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر وابن ذكوان، والباقون بالضم فيهما، ووجه القراءتين ما ذكر.
[629] جيوب منير دون شك وساحرٌ = بسحر بها مع هود والصف شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (جيوبٍ): مبتدأ، (منيرٌ): خبر، (دون شك): صفته، (ساحرٌ): مبتدأ، (شمللا): خبر (بسحرٍ): متعلق به، (بها): ظرف، والهاء: للسورة.
ص: أي: قرأ المذكورون غير أبي بكر بكسر الجيم من: {على جيوبهن} في النور [31]، والباقون بالضم.
وقرأ حمزة والكسائي: (إن هذا إلا ساحرٌ مبين) هنا [110] وفي أول هود [7]، و(قالوا هذا ساحرٌ مبين) في سورة الصف [6]، على أن
[كنز المعاني: 2/184]
الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {سحرٌ} في المواضع الثلاثة على أن الإشارة به إلى ما جاء به.
ومعنى (شملل ساحرٌ بسحر): أسرع ساحرٌ بالإتيان بسحر، لرجوع معنى ساحر إلى سحر). [كنز المعاني: 2/184]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (628- وَضَمَّ الغُيُوبِ يَكْسِرَانِ عُيُونًا الْـ،.. ـعُيُونِ شُيُوخًا "دَ"انَهُ "صُحْبَةٌ مِـ"ـلا
يعني: أن حمزة وأبا بكر كسرا الغين من الغيوب؛ لما تقدم من التعليل في بيوت، ثم أردفه ما اختلف القراء في كسره من هذا القبيل وهو عيون المنكر والمعرف، نحو: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}، {وَفَجَّرْنَا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/104]
فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ}، و"شيوخا" في غافر؛ كسر هذه الثلاثة ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر وابن ذكوان، ومعنى دانه أي: دان به؛ أي: تدين بقراءته؛ أي: دان له؛ أي: أطاعه، وملاء بكسر الميم والمد جمع ملآن، وهو صفة لصحبة يعني: أنهم ملئوا علما، ثم ذكر موضعا آخر فقال:
629- جُيُوبِ "مُـ"ـنِيرٍ "دُ"ونَ "شَـ"ـكٍّ وَسَاحِرٌ،.. بِسِحْرٌ بِها مَعْ هُودَ وَالصَّفِّ "شَـ"ـمْلَلا
أراد: {عَلَى جُيُوبِهِنَّ} في النور كسره الجماعة المتقدمون غير أبي بكر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/105]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (628 - وضمّ الغيوب يكسران عيونا ال = عيون شيوخا دانه صحبة ملا
629 - جيوب منير دون شكّ .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة وشعبة أيضا بكسر ضم الغين في لفظ الْغُيُوبِ* نحو: إنّك أنت علّام الغيوب، وقرأ غيرهما بضم الغين، وقرأ ابن كثير وشعبة وحمزة والكسائي وابن ذكوان بكسر ضم العين في كلمة وَعُيُونٍ* سواء كانت منكرة نحو: فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً. أم كانت معرفة نحو: وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ.
وبكسر ضم الشين في شُيُوخاً في: ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً في سورة غافر، والباقون بضم العين والشين، وقرأ ابن ذكوان وابن كثير وحمزة والكسائي بكسر ضم الجيم في كلمة جُيُوبِهِنَّ في: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ في سورة النور وقرأ الباقون بضم الجيم). [الوافي في شرح الشاطبية: 254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (102- .... .... اضْمُمْ غُيُوبِ عُيُونِ مَعْ = جُيُوبِ شُيُوخًا فِدْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: غيوب عيون مع جيوب شيوخًا فد أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف بضم أوائل الكلمات الأربع وهي {الغيوب} حيث وقع و{عيون} كيف جاء و{جيوبهن} [النور: 31] و{شيوخًا} [67] في غافر كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 122]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي " الْغُيُوبِ " فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ وَأْتُوا الْبُيُوتَ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الغيوب} [109] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الغيوب [المائدة: 109] عند البيوت في البقرة [الآية: 189] والطّير بآل عمران [الآية: 49] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/292] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر غين "الغيوب" أبو بكر وحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الغيوب} قرأ حمزة وشعبة بكسر الغين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 563]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)}
{الرُّسُلَ}
- قرأ المطوعي (الرسل) بضم فسكون.
وتقدم هذا في الآيات/19، 32، 75 من هذه السورة.
{أُجِبْتُمْ}
- قراءة الجماعة (أجبتم) بضم الهمزة مبنيًا للمفعول.
- وقرأ ابن عباس وأبو حيوة (أجبتم) بفتح الهمزة مبنيًا للفاعل، أي ماذا أجبتم الناس.
{عِلْمَ}
- قراءة الجماعة (علام) بالرفع خبر (أنت)، أو خبر (إن).
- وقرأ ابن عباس ويعقوب (علام) بالنصب، وهو عند الزمخشري نصب على الاختصاص أو النداء، أو هو صفة لاسم (إن)، وهو حال عند ابن خالويه، ورد أبو حيان الوجه الأخير، لأنهم أجمعوا على أن ضمير المتكلم وضمير المخاطب لا يجوز أن يوصف، وأما ضمير الغائب ففيه خلاف شاذ للكسائي.
وخبر إن على هذه القراءة حذف لفهم المعنى، فيتم الكلام بالمقدر في قوله: إنك أنت، أي إنك الموصوف بأوصافك من العلم وغيره.
قال السمين: (ولم أرهم خرجوها على لغة من ينصب الجزأين بـ (إن) وأخواتها...، ولو قيل به لكان صوابًا).
[معجم القراءات: 2/361]
{الْغُيُوبِ}
- قرأ يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وابن كثير في رواية ابن فليح وحمزة وابن محيصن بخلاف عنه والأعمش وطلحة بن مصرف وعيسى الهمداني (الغيوب) بكسر الغين.
قال أبو حيان:
(كأن من قال ذلك من العرب قد استثقل توالي ضمتين مع الياء ففر إلى حركة مغايرة للضمة، مناسبة لمجاورة الياء، وهي الكسرة).
وقال أبو علي: (الضم الأصل، والكسر فرع؛ لأنه أشد موافقة للياء بعده..).
ونقله عنه ابن برهان.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير من طريق القواس والبزي من طريق الهاشمي عنه، وكذا من طريق النقاش والبخاري ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن عاصم، وحفص عنه أيضًا، وابن عامر والكسائي ويعقوب وشيبة وأبو جعفر وطلحة بن سليمان وورش وقالون وهشام وابن ذكوان (الغيوب) بضم الغين على الأصل.
- وقرأ بإشمام ضمة الغين الرازي عن أبي بكر عن عاصم). [معجم القراءات: 2/362]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {فَتكون طيرا} 110
قَرَأَ نَافِع وَحده (طئرا) بِأَلف مَعَ الْهَمْز
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {طيرا} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 249]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِن هَذَا إِلَّا سحر مُبين} 110 في الِاسْم وَالْفِعْل
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم هَهُنَا وفي هود 7 وَفِي الصَّفّ 6 {إِلَّا سحر مُبين} بِغَيْر ألف
وقرآ في يُونُس {لسحر مُبين} 2 بِأَلف
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر في كل ذَلِك {سحر مُبين} بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي فِي الْأَرْبَعَة الأحرف {سحر} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ساحر) وفي هود والصف كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (سحرٌ) [110]، وفي هود [7]، والصف [6]: بألف كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/668]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ساحر) بألف هنا وفي أول هود والصف، وقرأ الكوفيون وابن كثير (لساحر) بألف في أول سورة يونس، وقرأ الباقون بغير ألف فيهن، ولم يختلفوا في غير هذه الأربعة). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {طائرًا} (110): بألف، وهمزة، على التوحيد.
والباقون: بغير ألف ولا همزة، على الجمع.
ابن كثير: {القدس} (110): مخففًا.
والباقون: مثقلا). [التيسير في القراءات السبع: 272]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إلا ساحر} (110)، هنا، وفي هود (7)، وفي الصف (6): بالألف في الثلاثة.
والباقون: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الطّائر وطيرا والقدس قد ذكر، حمزة والكسائيّ وخلف: (إلّا ساحر) هنا وفي
[تحبير التيسير: 350]
هود والصف بالألف في الثّلاثة والباقون بغير ألف). [تحبير التيسير: 351]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَاحِرٌ) بالألف ابْن مِقْسَمٍ حيث وقع مع (مُبِين)، والزَّعْفَرَانِيّ هكذا وافق كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ ها هنا، وفي يونس وهود والصف، زاد عَاصِم غير المفضل، ومكي في يونس، والاختيار بالألف كابْن مِقْسَمٍ لقوله: (كَفَفْتُ بَنِي)، الباقون بغير ألف قرأ كوفي غير ابْن سَعْدَانَ في القصص (سِحرَانِ) بغير ألف وهكذا كوفي غير عَاصِم إلا أبا عمارة، وابْن سَعْدَانَ، وقاسم (كَيدُ سِحْرٍ) في طه بغير ألف). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([110]- {سِحْرٌ} هنا، وفي [هود: 7]، [والصف: 6] بألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (629- .... .... .... وَسَاحِرٌ = بِسِحْرٌ بِهاَ مَعْ هُودَ وَالصَّفِّ شَمْلَلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([629] جيوب (مـ)نيرٌ (د)ون (شـ)كٌ وساحرٌ = بسحرٌ بها مع هود والصف (شـ)مللا
(بها)، يعني قوله: {إن هذا إلا سحر مبين}.
[فتح الوصيد: 2/866]
وفي هود: {ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين}.
وفي الصف: {بالبينت قالوا هذا سحر مبين}.
ومعنى مبين، أي ظاهر السحر.
ومن قرأ (سحرٌ)، فهو مصدر سَحَر يَسْحر سِحرًا؛ ومثله: خَدَع يَخْدع خِدعًا.
ويجوز أن يراد بالسحر الساحر، أي: ذو سحر.
ومعنى (شملل)، أسرع، لأنه أوصل المعنى أسرع من تقدير حذف المضاف). [فتح الوصيد: 2/867]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [629] جيوب منير دون شك وساحرٌ = بسحر بها مع هود والصف شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (جيوبٍ): مبتدأ، (منيرٌ): خبر، (دون شك): صفته، (ساحرٌ): مبتدأ، (شمللا): خبر (بسحرٍ): متعلق به، (بها): ظرف، والهاء: للسورة.
ص: أي: قرأ المذكورون غير أبي بكر بكسر الجيم من: {على جيوبهن} في النور [31]، والباقون بالضم.
وقرأ حمزة والكسائي: (إن هذا إلا ساحرٌ مبين) هنا [110] وفي أول هود [7]، و(قالوا هذا ساحرٌ مبين) في سورة الصف [6]، على أن
[كنز المعاني: 2/184]
الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {سحرٌ} في المواضع الثلاثة على أن الإشارة به إلى ما جاء به.
ومعنى (شملل ساحرٌ بسحر): أسرع ساحرٌ بالإتيان بسحر، لرجوع معنى ساحر إلى سحر). [كنز المعاني: 2/185] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ حمزة والكسائي ساحر في موضع سحر هنا، وفي أول هود: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ} وفي الصف: {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ}.
كذلك على تقدير ذو سحر وعبر عنه بالمصدر مبالغة، أو تكون الإشارة إلى ما جاء به وشملل؛ أي: أسرع ساحر بسحر في هذه السورة؛ أي: جاء به أشار إلى رجوع معنى سحر إلى معنى ساحر على ما ذكرناه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/105]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (629 - .... .... .... .... وساحر = بسحر بها مع هود والصّفّ شمللا
....
وقرأ حمزة والكسائي: إن هذا إلّا ساحر مّبين هنا وفي هود، قالوا هذا ساحر مّبين في الصف بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء. وقرأ الباقون بكسر السين وسكون الحاء في المواضع الثلاثة. وقول الناظم (وساحر بسحر) يعني أن حمزة والكسائي وضعا كلمة ساحر مكان كلمة سِحْرٌ* في السور الثلاث). [الوافي في شرح الشاطبية: 254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ هُنَا، وَفِي أَوَّلِ يُونُسَ، وَفِي هُودٍ وَالصَّفِّ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، سَاحِرٍ بِأَلِفٍ بَعْدَ السِّينِ وَكَسْرِ الْحَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَافَقَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ، فِي يُونُسَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ الْحَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِي الْأَرْبَعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي " الطَّائِرِ " وَ " طَائِرًا " فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {سحرٌ مبينٌ} هنا [110] وأول يونس [2] وفي هود [7] والصف [6] بالألف وكسر الحاء في الأربعة، وافقهم ابن كثير وعاصم في يونس، والباقون بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الطير} [110]، و{طيرًا} [110] ذكر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (588- .... .... وسحر ساحرٌ شفا = كالصّفّ هودٍ وبيونسٍ دفا
589 - كفى .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) = كالصّف هود وبيونس (د) فا
يعني قوله تعالى «فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين» هنا وفي أول هود «ليقولنّ الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين» وفي الصف «قالوا هذا سحر مبين» قرأ حمزة والكسائي وخلف «ساحر» موضع سحر في الثلاثة، وقرأ الذي في يونس كذلك، وهو قوله تعالى: إن هذا لسحر مبين» ابن كثير والكوفيون كما ذكره في البيت الآتي، والباقون لسحر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) = كالصّفّ هود وبيونس (د) فا
(كفى) ويستطيع ربك سوى = عليهم يوم انصب الرفع (أ) وى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا ساحر مبين هنا [الآية: 110] وقالوا هذا ساحر مبين في الصف [الآية: 6] وهود [الآية: 7] بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.
وقرأ ذو دال (دفا) ابن كثير و(كفى) الكوفيون إن هذا لساحر مبين أول يونس [الآية: 2].
كذلك على أن الإشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأخيرين- نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأولين عيسى، أي: قالوا: ما هو إلا ساحر ظاهر السحر، والباقون بكسر السين وحذف الألف وسكون الحاء؛ إشارة للمعجزة، أي: ما هذا الخارق إلا سحر ظاهر، أو بمعنى: ذو سحر.
وقرأ كلهم هل يستطيع ربّك [المائدة: 112] بياء الغيب، ورفع ربّك- علم من الإطلاق- إلا الكسائي فقرأ بتاء الخطاب، ونصب ربك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
وقرأ ذو ألف (أوى): نافع هذا يوم ينفع [المائدة: 119] بنصب الميم، والباقون برفعها.
ووجه الخطاب: توجيه الحوار، يبين ذلك لعيسى- عليه السلام- فاعله ضميره وربّك مفعول، أي: هل تستطيع مسألة ربك، أو هل تطلب طاعة ربك، فحذف المضاف.
ووجه الغيب: إسناده إلى الله تعالى، بمعنى: [هل] يفعل ربك بمسألتك؟ [وقال] السدى: هل يعطيك ربك إن سألته؟ أو هل يقدر؟.
ووجه رفع يوم: أنه خبر المبتدأ حقيقة، وهو هذا، أي: هذا يوم ينفع.
ووجه فتحه: نصبه مفعولا فيه.
وهذا إشارة لقول الله تعالى لعيسى: ء أنت قلت [المائدة: 116] [مبتدأ] [تقدير القول] واقع [منهم] يوم ينفع؛ فهو معمول الخبر، وهذا نصب مفعول قال، ويوم ظرفه، والفتحة إعراب، وللكوفيين بنى لإضافته لغير متمكن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الغيوب [المائدة: 109] عند البيوت في البقرة [الآية: 189] والطّير بآل عمران [الآية: 49] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/292] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر تسهيل "إسرائيل" لأبي جعفر كخلاف الأزرق في مده، وكذا إمالة "التوراة" وتسكين دال "القدس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (" وأدغم ذال "وَإِذْ تَخْلُق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف والأزرق على أصله في وجهي "كهيئة" وأما حمزة وقفا فبالنقل وله الإدغام، وإن كانت الياء أصلية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فيكون طيرا بإذني" بألف بعد الطاء ثم همزة مكسورة نافع وأبو جعفر ويعقوب،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
وزاد أبو جعفر فقرأ الأول كذلك بالإفراد كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "وإذ تخرج" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغمها" من "إذ جئتهم" أبو عمرو وهشام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلَّا سِحْرٌ مُبِين" [الآية: 110] هنا وأول [يونس الآية: 2] و[هود الآية: 7] و[الصف الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف بالألف بعد السين وكسر الحاء في الأربعة اسم فاعل، وقرأ ابن كثير وعاصم كذلك في يونس والباقون بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف في الأربعة على المصدر، أي: ما هذا الخارق إلا سحر أو بمعنى ذو سحر أو جعلوه نفس السحر كرجل عدل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القدس} [110] قرأ المكي بإسكان الدال، والباقون بالضم). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كهيئة} فيها لورش التوسط والطويل كـــ {شيء} [البقرة: 20] ). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طائرا} [110] قرأ نافع بالألف بعد الطاء، بعدها همزة مكسورة، والباقون بياء ساكنة بعد الطاء). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سحر} قرأ الأخوان بفتح السين، وكسر الحاء، وألف بينهما، والباقون بكسر السين، وإسكان الحاء). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [97] و{الأوليان} [107] {والإنجيل} [110] و{بإذني} الثلاثية، وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 563] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مبين} كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب على قول الأكثر، وعند بعض {الفاسقين} قبله). [غيث النفع: 563]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110)}
{عِيسَى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية/87 من سورة البقرة.
{أَيَّدْتُكَ}
- قراءة الجمهور (أيدتك) بتشديد الياء.
- وقرأ مجاهد وابن محيصن وخارجة وحسين كلاهما عن أبي عمرو (آيدتك) على وزن (أفعلتك).
وقال ابن عطية والكسائي على وزن (فاعلتك)، ثم قال ابن عطية: (ويظهر أن الأصل في القراءتين أأيدتك، على وزن أفعلتك، ثم اختلف الإعلال، والمعنى فيهما قويتك من الأيد..). وتعقبه أبو حيان.
قال الزجاج: (وقرأ بعضهم (أأيدت) على أفعلتك من الأيد، وقرأ بعضهم (آيدتك) على فاعلتك أي عاونتك) كذا! ولعل صواب
[معجم القراءات: 2/363]
الضبط في الأولى (أيدتك).
{الْقُدُسِ}
- قراءة ابن كثير (القدس) بسكون الدال، ووافقه ابن محيصن.
- وقراءة الجماعة بضمها (القدس).
- وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/87 من سورة البقرة.
{وَالتَّوْرَاةَ}
- أماله أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي وخلف.
- وورش وحمزة بين بين.
- وقالون بالفتح وبين بين.
- والباقون بالفتح.
وتقدم التفصيل في الإمالة في الآية/43 من هذه السورة.
{الْإِنْجِيلَ}
- تقدمت قراءة الحسن (الأنجيل) بفتح الهمزة.
{إِذْ تَخْلُقُ}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وخلاد بخلاف عنه واليزيدي وابن محيصن والحسن.
- وأظهر الذال نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان.
{كَهَيْئَةِ}
- روى ابن هارون من طرقه والهذلي عن أصحابه في رواية ابن وردان عن أبي جعفر بالإدغام (كهية)، وهي رواية الدوري وغيره عن ابن جماز، والزهري.
[معجم القراءات: 2/364]
- وروى ابن يزداد عن أبي جعفر (كهية) بفتح الياء من غير همز.
- وروى الباقون عن أبي جعفر بالهمز (كهيئة)، وبه قطع ابت سوار وغيره عن أبي جعفر بالروايتين.
- وانفرد الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان بمد الياء مدًا متوسطًا، لم يروه عنه غيره.
- وقرأ الأزرق عن ورش بالمد والتوسط بعد الياء.
- وإذا وقف حمزة فإنه يقف بالإدغام كقراءة أي جعفر (كهية)، وبالنقل (كهية).
- وأمال الكسائي في الوقف الهاء وما قبلها.
- وتقدم هذا في الآية/49 من سورة آل عمران.
{الطَّيْرِ}
- قراءة أبي جعفر وهي رواية روح عن يعقوب (الطائر) بألف.
وتقدم هذا في الآية/49 من سورة آل عمران.
{بِإِذْنِي}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{فَتَنْفُخُ فِيهَا}
- قرأ ابن عباس (فتنفخها)، بحذف حرف الجر اتساعًا.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فأنفخها)، بحذف حرف الجر كالقراءة السابقة.
- وقراءة الجماعة (فتنفخ فيها).
{فَتَكُونُ}
- قراءة الجماعة (فتكون) بالتاء من فوق، والضمير يعود إلى الهيئة.
- وقرأ عيسى بن عمر وأبو جعفر والوليد بن مسلم عن ابن عامر
[معجم القراءات: 2/365]
والوليد بن حسان عن يعقوب (فيكون) بالياء من تحت على التذكير، والضمير يعود إلى الطير.
{طَيْرًا}
- قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب (طائرًا) بالألف.
- وقراءة الجماعة (طيرًا) بياء ساكنة بعد الطاء من غير ألف.
- ورقق ورش والأزرق الراء من (طيرًا).
{تُبْرِئُ}
فيه لحمزة في الوقف خمسة أوجه:
1- إبدال الهمزة ياءً ساكنة لسكونها وقفًا بحركة ما قبلها على التخفيف القياسي (تبري).
2- إبدالها ياء مضمومة (تبري)، وذلك على ما نقل من مذهب الأخفش، فإن وقف بالسكون صار (تبري) فهو موافق لما قبله لفظًا.
3- وإن وقف بالإشارة جاز الروم والإشمام.
4- والرابع روم حركة الهمزة فتسهل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وغيره.
5- والخامس -وهو المعضل- هو تسهيلها بين الهمزة والياء على الروم.
{إِذْ تُخْرِجُ}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وخلاد بخلاف عنه واليزيدي وابن محيصن والحسن.
[معجم القراءات: 2/366]
- وأظهر الذال نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان.
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِسْرَائِيلَ}
- تقدمت القراءات فيه.
انظر الآية/40 من سورة البقرة، والآية/12 من سورة المائدة هذه.
{إِذْ جِئْتَهُمْ}
- أدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام واليزيدي وابن محيصن وابن ذكوان من طريق الأخفش والأعمش والمطوعي.
- والباقون على إظهار الذال، وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{جِئْتَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر واليزيدي والسوسي (جيتم) بإبدال الهمزة ياءً وقفًا ووصلًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
{سِحْرٌ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى بن وثاب وابن مسعود (ساحر) بالألف، وفي هذا إشارة إلى عيسى.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر
[معجم القراءات: 2/367]
ويعقوب (سحر) من غير ألف، وفي هذا إشارة إلى ما جاء به عيسى من البينات.
- ورقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/368]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:41 AM

سورة المائدة
[ من الآية (111) إلى الآية (115) ]

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {هَل يَسْتَطِيع رَبك} 112
فَقَرَأَ الكسائي وَحده (هَل تَسْتَطِيع رَبك) بِالتَّاءِ وَنصب الْبَاء وَاللَّام مدغمة في التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {هَل يَسْتَطِيع رَبك} بِالْيَاءِ وَرفع الْبَاء). [السبعة في القراءات: 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هل تستطيع} بالتاء {ربك} نصب {لا يكذبونك} خفيف.{فارقوا} بألف {لقد علمت} بضم التاء {أفحسب الذين} رفع {وحرام على قرية} {عرف بعضه} خفيف قال: قال أبو بكر: أنا أدخلت هذه الحروف عن قراءة على بن أبي طالب، رضي الله عنه، في قراءة عاصم، حتى استخلصت قراءته، وكان (النقار) يقول: {يحسب} بالكسر من حروف على قتيبة حمزة وعلي). [الغاية في القراءات العشر: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هل
[الغاية في القراءات العشر: ٢٣٧]
تستطيع) بالتاء (ربك) نصب الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هل تستطيع) [112]: بالتاء، (ربك) [112]: نصب: علي، وقاسم والأعشى، والمنهال). [المنتهى: 2/669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (هل تستطيع) بالتاء و(ربك) بالنصب، وقرأ الباقون بالياء (ربك) بالرفع، وأدغم الكسائي اللام في التاء على أصله المتقدم). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {هل تستطيع ربك} (112): بالتاء، وإدغام اللام فيها، ونصب الباء.
والباقون: بالياء، ورفع الباء). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (هل تستطيع ربك) بالتّاء وإدغام اللّام فيها ونصب الباء [فيها] والباقون بالياء ورفع الباء). [تحبير التيسير: 351]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَلْ تَسْتَطِيعُ) بالتاء (رَبَّكَ) نصب الكسائي، واختيار أبي بكر، والأعشى، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، وهو الاختيار، روي عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: كانوا أعلم باللَّه من أن يظنوا أنه لا يستطع، وعلى رواية عباد عن الحسن، الباقون بالياء (رَبُّكَ) رفع " تكن لنا عيدًا " جرير عن الْأَعْمَش، الباقون بالرفع مع الواو، وهو الاختيار بمعنى كائنة). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([112]- {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالتاء والإدغام، {رَبُّكَ} نصب: الكسائي). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (630 - وَخَاطَبَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رُوَاتُهُ = وَرَبُّكَ رَفْعُ الْبَاءِ بِالنَّصْبَ رُتِّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([630] وخاطب في هل يستطيع (ر)واته = وربك رفعُ الباء بالنصب (ر)تلا
معنى قوله: (رواته)، ما روي عن معاذ بن جبل أنه قال: أقرأنا النبي صلى الله عليه وسلم (هل تستطيع ربك).
[فتح الوصيد: 2/867]
قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا يقرأ (هل تستطيع ربك) بالتاء.
وكذلك روي أنها قراءة علي وعائشة، وقالت: كان الحواریون لا يشكون أن الله تعالى يقدر على أن ينزل عليهم مائدة، وكانوا أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: {هل يستطيع ربك}. قالت: ولكن هل تستطيع ربك.
وروى أبو عبيد عن ابن عباس كذلك بالتاء، وعن عائشة وابن جبير. وقال ابن جبير: «هل تستطيع أن تسأل ربك».
وقال: «ألا ترى أهم مؤمنون»؟
ومعنى قراءة الياء: هل يفعل ربك ذلك، فيصح ورود ذلك من المؤمنين، لأن سؤال الأنبياء عن أفعال الله تعالى، غير منكر ويجوز، ولم أعلم له ذاكرًا.
هل يستطيع ربك كذا، أي يطلب طاعته، لأنه إذا أمر المائدة بالنزول، فقد استطاع نزولها؛ أي طلب منها الطاعة، فأجابته.
وكذلك في قراءة التاء: هل تطلب من ربك أن يطيعك في إنزال المائدة، أي هل تسأله مستطيعًا له.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: «وكذلك يا عم، إن أطعت الله أطاعك» ). [فتح الوصيد: 2/868]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [630] وخاطب في هل يستطيع رواته = وربك رفع الباء بالنصب رتلا
ح: (رواته): فاعل (خاطب)، (ربك): مبتدأ، (رفع الباء): بدل الاشتمال من (ربك)، (رُتلا): خبر، (بالنصب): متعلق به.
ص: قرأ الكسائي: {هل تستطيع} [112] بتاء الخطاب، و{ربك} بنصب الباء، على معنى: هل تستطيع سؤال ربك.
وقال: (رواته) لأن معاذًا رضي الله عنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم
[كنز المعاني: 2/185]
قرأها: (هل تستطيع ربك)، والباقون بالغيبة ورفع باء {ربك} على أنه فاعل الفعل، وهو:{يستطيع}). [كنز المعاني: 2/186]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (630- وَخَاطَبَ في هَلْ يَسْتَطِيعُ "رُ"وَاتُهُ،.. وَرَبُّكَ رَفْعُ الْبَاءِ بِالنَّصْبَ "رُ"تِّلا
أي قرءوا بالخطاب للكسائي، ومعنى: قرأته ظاهر؛ أي: هل تطلب طاعة ربك في إنزال المائدة يريدون استجابة الله سبحانه دعاءه، وقراءة الجماعة على معنى: هل يطلب ربك الطاعة من نزول المائدة، ويجوز أن يكون عبر عن الفعل بالاستطاعة؛ لأنها شرطه، والمعنى: هل ينزل ربك علينا مائدة من السماء إن دعوته بها، ومثله: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}؛ أي: ظن أن لن نؤاخذه، فعبر بشرط المؤاخذة هو القدرة على المشروط وهو المؤاخذة، ومثله في حديث الذي أوصى بنيه بتحريقه وتذرية رماده في البحر قوله: لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد؛ أي: لئن حكم بتعذيبي ليكونن عذابا عظيما، ويقول الرجل للرجل بصورة المستفهم: تقدر تفعل كذا؟ وهو يعلم قدرته عليه وإنما معناه افعله فإنك قادر على فعله، وهذا معنى حسن يعم جميع هذه المواضع المشكلة والله أعلم، ومثل ذلك في الإشكال ما رواه الهيثم بن جمار وهو ضعف عن ثابت عن أنس أن أبا طالب مرض فعاده النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا ابن أخي ادع ربك الذي تعبد فيعافيني فقال: "اللهم اشف عمي"، فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي إن ربك الذي تعبد ليطيعك، قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/106]
"وأنت يا عماه لو أطعته" أو قال: "لئن أطعته" أو قال: "لئن أطعت الله ليطيعنك"؛ أي: ليجيبنك إلى مقصوده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/107]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (630 - وخاطب في هل يستطيع رواته = وربّك رفع الباء بالنّصب رتّلا
قرأ الكسائي: هل تستطيع بتاء الخطاب في مكان ياء الغيب رَبُّكَ بنصب رفع الباء.
[الوافي في شرح الشاطبية: 254]
وقرأ غيره يَسْتَطِيعُ بياء الغيب رَبُّكَ برفع الباء ولا يخفى أن الكسائي على أصله في إدغام لام هَلْ في تاء تستطيع). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ (تَسْتَطِيعُ) بِالْخِطَابِ (رَبَّكَ) بِالنَّصْبِ، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي إِدْغَامِ اللَّامِ فِي التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَبِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {يستطيع} [112] بالخطاب {ربك} [112] بالنصب، والباقون بالرفع والغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (589- .... ويستطيع ربّك سوى = عليّهم .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (كفى) ويستطيع ربّك سوى = عليّهم يوم انصب الرّفع (أ) وى
يعني وقرأ «هل يستطيع» بالغيب «ربّك» بالرفع على اللفظ بهما جميع القراء سوى الكسائي فإنه بالخطاب في «تستطيع» وبالنصب في ربّك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) = كالصّفّ هود وبيونس (د) فا
(كفى) ويستطيع ربك سوى = عليهم يوم انصب الرفع (أ) وى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا ساحر مبين هنا [الآية: 110] وقالوا هذا ساحر مبين في الصف [الآية: 6] وهود [الآية: 7] بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.
وقرأ ذو دال (دفا) ابن كثير و(كفى) الكوفيون إن هذا لساحر مبين أول يونس [الآية: 2].
كذلك على أن الإشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأخيرين- نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأولين عيسى، أي: قالوا: ما هو إلا ساحر ظاهر السحر، والباقون بكسر السين وحذف الألف وسكون الحاء؛ إشارة للمعجزة، أي: ما هذا الخارق إلا سحر ظاهر، أو بمعنى: ذو سحر.
وقرأ كلهم هل يستطيع ربّك [المائدة: 112] بياء الغيب، ورفع ربّك- علم من الإطلاق- إلا الكسائي فقرأ بتاء الخطاب، ونصب ربك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
وقرأ ذو ألف (أوى): نافع هذا يوم ينفع [المائدة: 119] بنصب الميم، والباقون برفعها.
ووجه الخطاب: توجيه الحوار، يبين ذلك لعيسى- عليه السلام- فاعله ضميره وربّك مفعول، أي: هل تستطيع مسألة ربك، أو هل تطلب طاعة ربك، فحذف المضاف.
ووجه الغيب: إسناده إلى الله تعالى، بمعنى: [هل] يفعل ربك بمسألتك؟ [وقال] السدى: هل يعطيك ربك إن سألته؟ أو هل يقدر؟.
ووجه رفع يوم: أنه خبر المبتدأ حقيقة، وهو هذا، أي: هذا يوم ينفع.
ووجه فتحه: نصبه مفعولا فيه.
وهذا إشارة لقول الله تعالى لعيسى: ء أنت قلت [المائدة: 116] [مبتدأ] [تقدير القول] واقع [منهم] يوم ينفع؛ فهو معمول الخبر، وهذا نصب مفعول قال، ويوم ظرفه، والفتحة إعراب، وللكوفيين بنى لإضافته لغير متمكن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ" [الآية: 112] فالكسائي بتاء الخطاب لعيسى مع إدغام اللام من هل في التاء على قاعدته و"بك" بالنصب على التعظيم أي: هل تستطيع سؤال ربك، والباقون بياء الغيب ربك بالرفع على الفاعلية أي: هل يفعل بمسألتك أو هل يطيع ربك أي: هل يجيبك واستطاع بمعنى أطاع، ويجوز أن يكونوا سألوه سؤال مستخبر هل ينزل أم لا؛ وذلك لأنهم لا يشكون في قدرة الله تعالى؛ لأنهم مؤمنون خلافا للزمخشري). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ أوحيت إلى الحوارين ...}
{يستطيع ربك} [112] قرأ على {تستطيع} بالخطاب {ربك} بالنصب، والباقون بالغيب والرفع). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن ينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)}
{الْحَوَارِيُّونَ}
- أماله زيد عن الداجوني، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر من طريق المعدل (الحواريون) بتخفيف الياء.
- وقراءة الجماعة على التشديد (الحواريون).
{يَا عِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/110.
{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}
- قراءة الجمهور (هل يستطع ربك) بالياء، وضم الباء، ورجح الطبري هذه القراءة.
[معجم القراءات: 2/368]
- وقرأ الكسائي وعلي ومعاذ بن جبل وابن عباس والأعشى ومجاهد وابن جبير وعائشة، وجماعة من الصحابة والتابعين (هل تستطيع ربك) بالتاء، ونصب الباء، وهي خطاب لعيسى، أي هل تستطيع سؤال ربك، وهو على التعظيم.
وقال معاذ بن جبل: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا يقرأ بالتاء)، وبذلك قرأ علي بن أبي طالب.
وقال الأخفش:
(وإنما قرئت: هل تستطيع ربك، فيما أرى، لغموض هذا المعنى الآخر -والله أعلم- وهو جائز، كأنه أضمر الفعل، فأراد: هل تستطيع أن تدعو ربك، أو هل تستطيع ربك أن تدعوه، فكل هذا جائز).
وقالت عائشة رضي الله عنها:
(كان القوم أعلم بالله من أن يقولوا: هل يستطيع ربك، ولكن: هل تستطيع ربك).
وقال ابن خالويه:
(فالحجة لمن قرأ بالرفع: أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به، وهم في هذا السؤال عالمون أنه يستطيع ذلك، فلفظه لفظ الاستفهام، ومعناه الطلب والسؤال.
والحجة لمن قرأ بالنصب أنه أراد: هل تستطيع سؤال ربك، ثم حذف السؤال، وأقام (ربك) مقامه، كما قال: (واسأل القرية)، يريد: أهل القرية. ومعناه: سل ربك أن يفعل بنا ذلك فإنه عليه قادر).
[معجم القراءات: 2/369]
- وأدغم الكسائي اللام في التاء (هل تستطيع)، وصورتها: هتستطيع.
{أَنْ يُنَزِّلَ}
- قرئ (أن ينزل) بالتشديد، و(أن ينزل) بالتخفيف.
وتقدم هذا في الآية/101 من هذه السورة، وأنظر الآية/90 من سورة البقرة.
{مَائِدَةً}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، فهي بين الهمزة والياء.
{مُؤْمِنِينَ}
- سبقت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/370]

قوله تعالى: {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "تطمئن" بالتسهيل كالياء فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "وتعلم أن" بالتاء من فوق والفاعل ضمير القلوب
[إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
وعنه أيضا "تكون لنا" بحذف الواو وسكون النون جزما جوابا لأنزل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "أن قد صدقتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}
{نَأْكُلَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش ومحمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ناكل) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{تَطْمَئِنَّ}
- قرأ الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان بتسهيل الهمزة كالياء.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{نَعْلَمَ}
- قراءة الجماعة (ونعلم) بالنون المفتوحة.
[معجم القراءات: 2/370]
- وقرأ الأعمش (ونعلم) بالنون المكسورة، وتقدمت هذه اللغة في (نستعين) في الفاتحة.
- وذكر السمين هذه القراءة بالتاء (وتعلم) وهي مكسورة.
- وقرأ ابن جبير (ونعلم) بضم النون مبنيًا للمفعول.
- وعنه أنه قرأ (وتعلم) مبنيًا للمفعول.
- وقرأ ابن جبير أيضًا (ويعلم) بياء مضمومة مبنيًا للمفعول، والضمير عائد على القلوب.
- وعزا ابن خالويه هذا القراءة إلى سعيد بن المسيب.
- وقرأ الأعمش والمطوعي (وتعلم) بالتاء، أي: وتعلمه قلوبنا.
- وعن المطوعي كسر التاء أيضًا.
{قَدْ صَدَقْتَنَا}
- أدغم الدال في الصاد أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وأظهر الدال نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون وابن ذكوان.
{وَنَكُونَ}
- قراءة الجمهور (ونكون) بنون الجماعة.
- وقرأ سنان وعيسى (وتكون) بالتاء، والضمير للقلوب.
وهو عند ابن خالويه عن شيبان). [معجم القراءات: 2/371]

قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "لأولانا، وأخرانا" مؤنث أول وآخر "وإنه منك" بهمزة مكسورة مقصورة ونون مفتوحة مشددة وهاء مضمومة راجعة للعبد أو للإنزال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114)}
{عِيسَى}
- تقدمت الإمالة في الآية/110 من هذه السورة، وكذا في الآية/87 من سورة البقرة.
{مَائِدَةً}
- تقدم تسهيل الهمزة في الآية/112 من هذه السورة.
{السَّمَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بالسكون للوقف، ثم إبدال الهمزة ألفًا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر المحذوف الأولى وهو القياس قصر، وإن قدر الثانية جازا المد والقصر، ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا.
{تَكُونُ لَنَا عِيدًا}
- قرأ الجمهور (تكون...) على أن الجملة صفة لـ(مائدة).
- وقرأ عبد الله والأعمش والمطوعي (تكن...) بحذف الواو وسكون النون جزمًا، جوابًا لـ(أنزل).
- وقرأ عبد الله والأعمش (يكن...) بالياء في أوله، والجزم في آخر، وتخريج الجزم على جواب الأمر.
قال أبو حيان: (والمعنى: يكن يوم نزولها عيدًا، وهو يوم الأحد..).
{لِأَوَّلِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا}
- قرأ زيد بن ثابت وابن محيصن والجحدري واليماني (لأولانا
[معجم القراءات: 2/372]
وأخرانا) مؤنث أول وآخر، والتأنيث هنا على معنى الأمة والجماعة والطائفة والفرقة.
- وعن ابن محيصن انه قرأه (لأولينا وأخرينا) بزيادة ياء ساكنة فيهما.
- وقراءة الجماعة (لأولنا وآخرنا).
{وَآَخِرِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{وَآَيَةً مِنْكَ}
- قراءة الجماعة (وآية منك).
- وسهل حمزة الهمزة في الوقف.
- وقرأ اليماني (وأنه منك) بهمزة مفتوحة بعدها نون مشددة وضمير، وهذا الضمير راجع للعيد أو الإنزال، وذكرها الصفراوي رواية للبزي بخلاف عنه عن ابن محيصن.
- وجاءت القراءة في الإتحاف، عنه (وإنه منك) بهمزة مكسورة مقصورة، ومثله عند الصفراوي مصرحًا بالكسر وعزا القراءة لـ (حميد بن قيس).
- وذكر القراءة ابن خالويه عن اليماني (فإنه منك) كذا بالفاء.
وليس لدي دليل أرجح به صورة من هذه الصور الثلاث التي نقلت عن اليماني، غير أن التصحيف والتحريف في البحر، والمختصر، كثير كثير!!
[معجم القراءات: 2/373]
{خَيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/374]

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - قَوْله {إِنِّي منزلهَا} 115
قَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {إِنِّي منزلهَا} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {منزلهَا} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 250]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (منزلها) مشدد، مدني، شامي. وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (منزلها) [115]: مشدد: مدني، ودمشقي، وعاصم). [المنتهى: 2/669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم وابن عامر (إني منزلها) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وعاصم: {إني منزلها} (115): بتشديد الزاي.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر: (إنّي منزلها) مشددا والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 351]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([115]- {مُنَزِّلُهَا} مشددا: نافع وابن عامر وعاصم). [الإقناع: 2/636]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُنَزِّلُهَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَعَاصِمٌ بِالتَّشْدِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وعاصم {منزلها} [115] بالتشديد، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "منزلها" [الآية: 115] بفتح النون وتشديد الزاي نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر، وافقهم الحسن والباقون بالتخفيف، فقيل هما بمعنى وقيل الأول للتكثير لما قيل إنها نزلت مرات متعددة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بفتح ياء بالإضافة من "فَإِنِّي أُعَذِّبُه" [الآية: 115] نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {منزلها} [115] قرأ نافع والشامي وعاصم بفتح النون، وتشديد الزاي، والباقون بإسكان النون، وتخفيف الزاي). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإني أعذبه} قرأ نافع بفتح الياء وصلاً، والباقون بإسكانها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)}
{مُنَزِّلُهَا}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر والحسن (منزلها) بفتح النون وتشديد الزاي.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (منزلها) بسكون النون وتخفيف الزاي.
- وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف وعبد الله بن مسعود (سأنزلها) بسين الاستقبال.
{فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن بخلف عنه بفتح الياء (فإني أعذ به).
- وقراءة الباقين (فإني أعذ به) بسكون الياء.
وهو الوجه الثاني عن ابن محيصن). [معجم القراءات: 2/374]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م 11:42 AM

سورة المائدة
[ من الآية (116) إلى الآية (120) ]

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الغيوب) [109، 116]، حيث جاء: جر: حمصي، وحمزة، وأبو بكر إلا الشموني والبرجمي، وابن عتبة، وابن فليح). [المنتهى: 2/668] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في همز "أأنت" أأنذرتهم أول البقرة، وكذا إمالة "للناس" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "أمي إلهين" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتحها من "ما يكون لي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" غين "الغيوب" أبو بكر وحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءأنت} [116] كــ {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] ). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأمي إلهين} قرأ نافع والبصري والشامي وحفص بفتح ياء {أمي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لي أن} قرأ الحرميان والبصري بالفتح، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الغيوب} [116] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)}
{عِيسَى}
- تقدمت إمالة عيسى في الآية/110 من هذه السورة، وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{أَأَنْتَ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية وتحقيق الأولى.
- وأدخل بينهما ألفًا قالون وأبو عمرو، ولم يدخل ورش وابن كثير.
- ولورش وجه آخر وهو أنه يجعل الثانية حرف مد.
- وهشام له تسهيل الثانية، وله التحقيق مع إدخال ألف بينهما في الوجهين.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين من غير فصل.
- وإذا وقف حمزة فله تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها لأنه متوسط بزائد، وله أيضًا إبدالها ألفًا.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في سورة البقرة الآية/6 في (أأنذرتهم).
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/8 من سورة البقرة.
{وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر واليزيدي (وأمي إلهين) بفتح الياء.
- وقراءة بقية القراء (وأمي إلهين) بسكون الياء، وهي رواية أبي بكر عن عاصم.
[معجم القراءات: 2/375]
{مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (... لي أن أقول..).
{تَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم بخلاف.
{وَلَا أَعْلَمُ}
- قرأ الأعمش (ولا إعلم..) بكسر أوله، وتقدم بيان هذه اللغة في (نستعين) في الفاتحة.
- وقراءة الجماعة (ولا لأعلم..) بفتح الهمزة.
{وَلَا أَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم بخلاف.
{إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ}
- قراءة يعقوب وابن عباس (.. علام) بالنصب.
- والجماعة على الرفع (.. علام).
وتقدم تخريج هاتين القراءتين في الآية/109 من هذه السورة.
{الْغُيُوبِ}
- تقدمت القراءتان بكسر الغين وضمها مع الآية/109 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/376]

قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بكسر نون "أَنِ اعْبُدُوا" [الآية: 117] أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن اعبدوا} [117] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)}
{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والمطوعي والحسن ويعقوب (أن اعبدوا الله) بكسر النون في الوصل، لالتقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 2/376]
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو جعفر (أن اعبدوا الله) بضم النون إتباعًا لحركة الباء في (اعبدوا).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء وكسرها في الآية/69 من هذه السورة.
وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة، والآية/38 من سورة البقرة.
{فِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (فيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة (.. الرقيب..) بالنصب خبر (كان).
- وحكى أبو معاذ أنه قرئ (.. الرقيب..) بالرفع.
وعلى هذه القراءة تكون: أنت: مبتدأ، الرقيب: خبر المبتدأ.
و(أنت الرقيب) جملة في محل نصب خبر (كان).
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/377]

قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق ضم الهاء من عليهم وكذا إدغام راء "تغفر لهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}
{فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}
- قراءة الجماعة (فإنهم عبادك).
- وقرأ أبي وابن مسعود (فعبادك).
{وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، والوجهان صحيحان عن أبي عمرو.
[معجم القراءات: 2/377]
{فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
- قرأ جماعة (فإنك أنت الغفور الرحيم) على ما يقتضيه قولهم: وإن تغفر لهم.
- وذكر السمين أنها كذلك في مصحف ابن مسعود، وقرأ بها جماعة.
قال عياض بن موسى: (وليست من المصحف).
وقال أبو بكر بن الأنباري:
(وقد طعن على القرآن من قال: إن قوله: (فإنك أنت العزيز الحكيم) لا يناسب قوله: (وإن تغفر لهم)؛ لأن المناسب: فإنك أنت الغفور الرحيم).
وقال الشهاب: (وقع لبعض الطاعنين في القرآن من الملاحدة أن المناسب ما وقع في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه بدل (العزيز الحكيم) العزيز الغفور) لأنه مقتضى قوله: (وإن تغفر لهم) كما نقله ابن الأنباري رحمه الله تعالى.
وأجاب عنه لسوء فهمه ظن تعلقه بالشرط الثاني فقط لكونه جوابه، وليس كما توهم بفكره الفاسد، بل هو متعلق بهما، ومن له الفعل والترك عزيز حكيم، فهذا أنسب وأدق وأليق بالمقام).
وذكر الذهبي هذه القراءة في ترجمة ابن شنبوذ على أنها من القراءات التي أخذت عليه، واستتيب من أجلها). [معجم القراءات: 2/378]

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في نصب الْمِيم ورفعها من قَوْله {هَذَا يَوْم ينفع الصَّادِقين صدقهم} 119
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {هَذَا يَوْم ينفع} نصبا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {هَذَا يَوْم ينفع} رفعا). [السبعة في القراءات: 250]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هذا يوم) نصب نافع). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هذا يوم) [119]: نصب: نافع). [المنتهى: 2/669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (هذا يوم) بالفتح، ورفع الباقون). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {هذا يوم} (119): بنصب الميم.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (هذا يوم) بنصب الميم والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 351]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَوْمُ يَنْفَعُ) نافع وابن مُحَيْصِن، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو حَاتِمٍ عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون رفع، وهو الاختيار؛ لأنه خبر الاسم). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([119]- {هَذَا يَوْمُ} فتح: نافع). [الإقناع: 2/637]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (631 - وَيَوْمَ بِرَفْعٍ خُذْ .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([631] ويوم برفعٍ (خـ)ذ وإني ثلاثها = ولي ويدي أمي مضافاتها العلا
إنما قال: (خذ) بقراءة الرفع، لأن أبا عبيد والجماعة عليها.
و{هذا}، إشارة إلى اليوم، وهو مبتدأ، و {يوم ينفع}: خبره؛ والتقدير: هذا اليوم يوم ينفع.
وهذا في القراءة الأخرى إشارة إلى ما خاطب الله عز وجل به عیسی. و{يوم}، منصوب على الظرف). [فتح الوصيد: 2/869]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [631] ويوم برفع خذ وإني ثلاثها = ولي ويدي أمي مضافاتها العلا
ح: (يوم): منصوب المحل على مفعول (خذ)، (إني): مبتدأ، (ثلاثها): بدل منه، والهاء: راجع إلى (إني) الواقع أولًا في السورة، (مضافاتها): خبر، والهاء: للسورة، أو للياء، (العلا): صفته.
ص: قرأ غير نافع: {هذا يوم ينفع} [119] بالرفع على أنه خبر {هذا}، ونافع بالنصب على أنه ظرف، أي: قال الله: ما قصصته عليكم في ذلك اليوم، وقيل: إنه مفتوح على إضافته إلى الجملة.
[كنز المعاني: 2/186]
ثم قال: (وإني)، يعني: ياءات الإضافة المختلف فيها في هذه السورة ست: ثلاث في لفظ: {إني}: {إني أخاف الله} [28]، {إني أريد أن تبوء} [29]، {فإني أعذبه} [115]، {ما يكون لي أن أقول} [116]، {يدي إليك} [28]، {وأمي إليهن} [116] ). [كنز المعاني: 2/187] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (631- وَيَوْمَ بِرَفْعٍ "خُـ"ـذْ وَإِنِّي ثَلاثُها،.. وَلِي وَيَدِي أُمِّي مُضَافَاتُها العُلا
يريد: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ}،
فارفع على أن يوم خبر هذا؛ أي: هذا اليوم يوم ينفع الصادقين وهو يوم القيامة والنصب على الظرف؛ أي: قال الله تعالى ما تقدم ذكره في هذا اليوم، أو قال الله: هذا الذي قصصته عليكم ينفع ذلك اليوم وقال الفراء: يوم خبر المبتدأ على معنى قراءة الرفع وإنما بني على الفتح لإضافته إلى غير اسم يعني: إلى غير اسم متمكن، ومنع البصريون بناء ما يضاف إلى المضارع وخصوا ذلك بالمضاف إلى الماضي نحو: على حين عاتبت؛ لأن المضارع معرب، والماضي مبني فسرى البناء إلى ما أضيف إليه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/107]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (631 - ويوم برفع خذ وإنّي ثلاثها = ولي ويدي أمّي مضافاتها العلا
قرأ السبعة إلا نافعا: يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ برفع ميم يوم، وقرأ نافع بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (102- .... .... .... .... .... = .... .... وَيَوْمَ ارْفَعِ الْمَلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويوم ارفع الملا أي قرأ مرموز (ألف) الملا وهو أبو جعفر يوم ينفع الصادقين برفع الميم على أنه خبر المبتدأ محذوف أي هذا اليوم يوم وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 122]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَذَا يَوْمُ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {هذا يوم} [119] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (589- .... .... .... .... = .... يوم انصب الرّفع أوى). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يوم) أي قوله تعالى: هذا يوم ينفع الصادقين» نافع بالنصب، والباقون بالرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) = كالصّفّ هود وبيونس (د) فا
(كفى) ويستطيع ربك سوى = عليهم يوم انصب الرفع (أ) وى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا ساحر مبين هنا [الآية: 110] وقالوا هذا ساحر مبين في الصف [الآية: 6] وهود [الآية: 7] بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.
وقرأ ذو دال (دفا) ابن كثير و(كفى) الكوفيون إن هذا لساحر مبين أول يونس [الآية: 2].
كذلك على أن الإشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأخيرين- نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأولين عيسى، أي: قالوا: ما هو إلا ساحر ظاهر السحر، والباقون بكسر السين وحذف الألف وسكون الحاء؛ إشارة للمعجزة، أي: ما هذا الخارق إلا سحر ظاهر، أو بمعنى: ذو سحر.
وقرأ كلهم هل يستطيع ربّك [المائدة: 112] بياء الغيب، ورفع ربّك- علم من الإطلاق- إلا الكسائي فقرأ بتاء الخطاب، ونصب ربك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
وقرأ ذو ألف (أوى): نافع هذا يوم ينفع [المائدة: 119] بنصب الميم، والباقون برفعها.
ووجه الخطاب: توجيه الحوار، يبين ذلك لعيسى- عليه السلام- فاعله ضميره وربّك مفعول، أي: هل تستطيع مسألة ربك، أو هل تطلب طاعة ربك، فحذف المضاف.
ووجه الغيب: إسناده إلى الله تعالى، بمعنى: [هل] يفعل ربك بمسألتك؟ [وقال] السدى: هل يعطيك ربك إن سألته؟ أو هل يقدر؟.
ووجه رفع يوم: أنه خبر المبتدأ حقيقة، وهو هذا، أي: هذا يوم ينفع.
ووجه فتحه: نصبه مفعولا فيه.
وهذا إشارة لقول الله تعالى لعيسى: ء أنت قلت [المائدة: 116] [مبتدأ] [تقدير القول] واقع [منهم] يوم ينفع؛ فهو معمول الخبر، وهذا نصب مفعول قال، ويوم ظرفه، والفتحة إعراب، وللكوفيين بنى لإضافته لغير متمكن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في " هَذَا يَوْم" [الآية: 119]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
فنافع بالنصب على الظرف، وهذا إشارة لقول الله تعالى: أأنت مبتدأ خبره متعلق الظرف أي: هذا القول واقع يوم ينفع فهو معمول الخبر، فالفتحة إعراب.
والكوفيون يجعلون يوم خبرا لمبتدأ، وبني على الفتح لإضافته لجملة فعلية، وإن كانت معربة، والبصريون يشترطون في البناء تصدير الجملة بفعل ماض، وينفع محله خفض بالإضافة، وافقه ابن محيصن، والباقون بالرفع على المبتدأ والخبر أي: هذا اليوم يوم ينفع والجملة محلها نصب بالقول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/547]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هذا يوم} [119] قرأ نافع بنصب الميم على الظرف، ومتعلق خبر {هذا} محذوف، أي: وقع أو يقع في يوم، فالفتحة فتحة إعراب، والباقون بالرفع، على المبتدأ والخبر). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}
{هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ}
- قراءة الجمهور (هذا يوم..) بالرفع.
هذا: مبتدأ، ويوم: خبره.
- وقرأ نافع وابن محيصن والأعرج (هذا يوم...) بفتح الميم.
وخرجه الكوفيون على أنه مبني، وهو خبر (هذا)، وبني لإضافته إلى الجملة الفعلية، واختار هذا الرأي أبو عبيد، وهو رأي الكسائي والفراء، وممن أجاز البناء هنا واختاره ابن مالك.
وأما البصريون فهو عندهم منصوب على الظرف، فهو معرب، ولا يجيزون ما قاله الكوفيون؛ لأنه لا يبنى عندهم إلا إذا أضيف إلى ماضٍ، وحكى إبراهيم بن حميد عن محمد بن يزيد أن هذه القراءة لا تجوز؛ لأنه نصب خبر الابتداء.
وقال أبو جعفر: (ولا يجوز فيه البناء).
[معجم القراءات: 2/379]
وقال الزجاج: (.. ومن نصب فعلى أن (يوم) منصوب على الظرف، المعنى: قال الله: هذا لعيسى في سوم ينفع الصادقين صدقهم، أي قال الله هذا في يوم القيامة.
وزعم بعضهم أن (يوم) منصوب لأنه مضاف إلى الفعل، وهو في موضع رفع بمنزلة (يومئذٍ) مبني على الفتح في كل حال، وهذا عند البصريين خطأ..).
وقال مكي: (وجاز أن يقع (يوم) خبرًا عن (هذا) لأنه إشارة إلى حدث، وظروف الزمان تكون خبرًا عن الحدث).
وقال الشهاب:
(وقراءة النصب خرجت على وجوه منها: أنه ظرف لـ(قال)، وهذا: مبتدأ خبره محذوف..).
وقال العكبري:
(... وهو منصوب على الظرف، (وهذا) فيه وجهان:
أحدهما: هو مفعول (قال)، أي قال الله هذا القول في يوم..
الثاني: أن هذا مبتدأ، ويوم: ظرف للخبر المحذوف، أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع..).
- وقرأ الأعمش (هذا يومًا..) بالنصب والتنوين، كقوله تعالى: (واتقوا يومًا..) في سورة البقرة، الآية/48.
- وقرأ الحسن بن العباس الشامي والأعمش (هذا يوم...) بالرفع
[معجم القراءات: 2/380]
والتنوين، ورفع (يوم) هنا على الخبرية كقراءة الجماعة.
{صِدْقُهُمْ}
- قراءة الجمهور بالرفع (صدقهم) على أنه فاعل (ينفع).
- وقرئ (صدقهم) بالنصب، وخرج على أنه مفعول له، أي لصدقهم، أو على إسقاط حرف الجر، أي بصدقهم، أو مصدر مؤكد، أي الذين يصدقون صدقهم، أو مفعول به أي يصدقون الصدق). [معجم القراءات: 3/381]

قوله تعالى: {لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" يعقوب الهاء من "فيهن" بلا خلاف، ووقف عليها بهاء السكت بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/547]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في هاء "وهو" وكذا مد "شيء" وتوسيطه للأزرق وكذا توسيطه لحمزة ووقفه عليه لهشام بخلفه وترقيق راء "قدير" للأزرق بخلفه والأصح الترقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/547]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [120] قرأ قالون والبصري وعلي بإسكان الهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}
{فِيهِنَّ}
- قرأ يعقوب (فيهن) بضم الهاء.
- وقراءة الجماعة بكسرها (فيهن).
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه (فيهنه).
{وَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين (وهو) بضم الهاء.
وتقدم هذا في الآية/29 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم مدة وتوسطه للأزرق وورش، وكذا توسطه لحمزة، ووقف هشام عليه بخلاف عنه.
وانظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف، ورجح صاحب الإتحاف الترقيق). [معجم القراءات: 2/381]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 03:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة