جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة البقرة (http://jamharah.net/showthread.php?t=11402)

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:16 AM

نزول قول الله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه} [الآية: 173]
قال عبد بن حميد حدثنا يونس نا شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله خرج في جيش فلبثوا ثلاثا لا يجدون طعاما فقالوا يا رسول الله ألا نفتصد قال بلى قال فافتصدوا ثم طبخوا حتى أدركوا الطعام قال وذكر لنا أن النبي بعث جيشا فلبثوا خمس عشرة ليلة ليس لهم طعام إلا خبط الإبل ثم وجدوا حمل البحر ميتا فأكلوا منه شهرا فلما رجعوا إلى رسول الله ذكروا ذلك له فقال هو رزق رزقكموه الله). [العجاب في بيان الأسباب: 1/418]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:17 AM

نزول قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلَ اللهُ مِنَ الكِتابِ ...}
قال الكلبي عن ابن عباس: نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضول وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا: هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي الذي بمكة. فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد، فلا يتبعونه). [أسباب النزول: 44]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} [الآية: 174]
قال الواحدي قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سلفتهم الهدايا والفضول وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رئاستهم فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها ثم أخرجوها إليهم وقالوا هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت النبي الذي خرج بمكة فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد فلا يتبعونه انتهى
وقال عبد بن حميد حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا الآية قال أولئك أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والهدى وأمر محمد
و في تفسير سنيد بن داود بسنده عن عطاء هم اليهود فيهم أنزل الله تعالى إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب والتي في آل عمران إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
ومن طريق السدي قال هم اليهود كتموا اسم محمد
ومن طريق الربيع بن أنس نحوه وأتم منه
وفي تفسير أبي حيان وروي عن ابن عباس قال إن الملوك سألوا علماءهم قبل المبعث ما الذي تجدون في التوراة فقالوا نجد أن الله يبعث نبيا من بعد المسيح يقال له محمد يحرم الربا والخمر والملاهي وسفك الدم بغير حق فلما بعث قالت الملوك لليهود هو هذا وتحرجوا في أموالهم فقالوا ليس هو بذاك الذي كنا ننتظره فأعطوهم الأموال فنزلت
قلت وهذا ذكره الثعلبي من رواية جويبر عن الضحاك). [العجاب في بيان الأسباب:419 - 1/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} والتي في آل عمران: {إن الذين يشترون بعهد الله} نزلتا جميعا في يهود.
وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن العباس قال: نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من غيرهم، خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها، ثم أخرجوها إليهم، وقالوا: هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي فأنزل الله {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} الآية). [لباب النقول: 30]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:18 AM

نزول قول الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} الآية.
قال قتادة: ذكر لنا أن رجلا سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال: وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك وجبت له الجنة فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 44]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} [الآية: 177]
قال الواحدي قال قتادة ذكر لنا أن رجلا سأل رسول الله عن البر فانزل الله هذه الآية قال وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك وجبت له الجنة فانزل الله هذه الآية
قلت أخرجه عبد بن حميد 113 من طريق شيبان ووصله الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة بهذا وقال بعد قوله الآية قال فذكر لنا أن النبي دعا الرجل فتلاها عليه وقد كان الرجل فذكره إلى قوله ثم مات على ذلك يرجى له الخير فأنزل الله تعالى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ووقع في الكشاف وقيل كثر خوض المسلمين وأهل الكتاب في أمر القبلة فنزلت
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس مثل الجملة الأخيرة قال كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت هذه الآية
قول آخر ذكر يحيى بن سلام في تفسيره حدثني الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن أبي ذر أنه سأل رسول الله ما الإيمان فتلا عليه هذه الآية ليس البر أن تولوا وجوهكم إلى قوله المتقون قال ثم سأله فتلاها ثلاث مرات ثم سأله فقال إذا عملت حسنة فأحبها قلبك وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك وهذا منقطع بين مجاهد وأبي ذر
وقد أخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبد الكريم
وأخرج ابن المنذر من طريق أبي حمزة عن الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس أنها سألت النبي في المال حق سوى الزكاة قالت فتلا علي{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} الآية). [العجاب في بيان الأسباب:421 - 1/423]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}
(ك) قال عبد الرزاق: أنبانا معمر عن قتادة قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق، فنزلت: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله هذه الآية {ليس البر أن تولوا} دعا الرجل فتلاها عليه، وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم مات على ذلك يرجى له ويطمع له في خير، فأنزل الله {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق). [لباب النقول:30 - 31]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:19 AM

نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} الآية.
قال الشعبي: كان بين حيين من أحياء العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخر، فقالوا: نقتل بالعبد منا الحر منكم، وبالمرأة الرجل. فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول: 44]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} [الآية: 178]
قال الواحدي قال الشعبي كان بين حيين من أحياء العرب قتال وكان لأحد الحيين طول على الآخر فقالوا نقتل بالعبد منا الحر منكم وبالمرأة الرجل فنزلت هذه الآية
قلت وصله الطبري من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا قتالا عمية فقالوا
نقتل بفلان العبد فلان بن فلان وبفلانة فلان بن فلان فأنزل الله تبارك وتعالى الحر بالحر الآية
وذكر ابن عطية عن الشعبي إن أهل العزة من العرب والمنعة كانوا إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا فنزلت الآية في ذلك تسوية بين العباد وإذهابا لأمر الجاهلية
و قال عبد الرزاق أنا معمر وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان النحوي كلاهما عن قتادة قال لم يكن دية إنما كان القصاص أو العفو فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم فكانوا إذا قتل من الحي الكثير عبد قالوا لا نقتل بدله إلا حرا وإذا قتلت منهم امرأة قالوا لا نقتل إلا رجلا فنزلت
وأخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي في قوله تعالى كتب عليكم القصاص في القتلى الآية اقتتل أهل مائين من العرب أحدهما مسلم والآخر معاهد في بعض ما يكون بين العرب من الأمر فأصلح بينهم النبي وقد كانوا قتلوا الأحرار والعبيد والنساء على أن ودي الحر دية الحر والعبد دية العبد والأنثى دية الأنثى فقاصهم بعضهم من بعض
ومن طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان عن السدي عن أبي مالك الغفاري قال كان بين حيين من الأنصار قتال كان لأحدهما على الآخر الطول فكأنهم طلبوا الفضل فجاء النبي ليصلح بينهم فنزلت هذه الآية فجعل النبي الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال حدثنا عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول أيما حر قتل عبدا فهو به قود فأن شاء موالي العبد أن يقتلوا الحر قتلوه وقاصوهم ثمن العبد من دية الحر وأدوا إلى أولياء الحر بقية ديته فإن قتل العبد حرا فهو به قود فإن شاء أولياء الحر قتلوا العبد
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل فكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد والمال فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم وبالمرأة منا الرجل منهم فنزلت فيهم الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى وذلك أنهم كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة ولكن يقتلون الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة فأنزل الله تعالى النفس بالنفس والعين بالعين فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النفس وفيما دون النفس
وأخرج الطبري من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس من قوله كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة إلى آخره وقضية ذلك أن تكون هذه الآية التي في البقرة منسوخة بالآية التي في المائدة وسيأتي لذلك مزيد بيان هناك إن شاء الله تعالى
وذكر يحيى بن سلام عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال كان أهل الجاهلية قوما فيهم عز ومنعة فكان إذا قتل أحد منهم امرأة فذكر نحو ما تقدم). [العجاب في بيان الأسباب:423 - 1/426]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} [178]
أخرج البخاري والنسائي من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس قال كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية فقال الله تعالى لهذه الأمة كتب عليكم القصاص في القتلى الآية إلى قوله فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان
وفي رواية للطبري من طريق محمد بن مسلم عن عمرو كان من قبلكم يقتلون القاتل بالقتيل ولا تقبل منهم الدية فأنزل الله هذه الآية ذلك تخفيف من ربكم ورحمة يقول خفف عنكم ما كان على من قبلكم فالذي يقبل الدية ذلك عفو منه
ورواه ورقاء بن عمر عن عمرو عن مجاهد ليس فيه ابن عباس عند النسائي ومن طريق حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فيما كان على بني إسرائيل
وأخرجه يحيى بن سلام عن حماد كذلك وعن معلى بن هلال عن عمرو بن دينار عن مجاهد به
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس كان على بني إسرائيل القصاص في القتلى ليس بينهم دية في نفس ولا جرح فخفف الله عن أمة محمد فقبل منهم الدية في النفس وفي الجراحة وذلك قوله تعالى ذلك تخفيف من ربكم ورحمة
ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ذلك تخفيف من ربكم ورحمة رحم الله هذه الأمة أطعمهم الدية وأحلها لهم ولم تحل لأحد قبلهم فكان أهل التوراة إنما هو قصاص أو عفو ليس بينهما أرش وكان أهل الإنجيل إنما هو عفو أمروا به فجعل الله لهذه الأمة القود والعفو والدية إن شاءوا فأحلها لهم ولم تكن لأمة قبلهم
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس مثله إلا أنه قال شيء بدل أرش). [العجاب في بيان الأسباب:426 - 1/428]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)}
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل، وكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا، فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد والأموال، فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا الرجل منهم، فنزل فيهم: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} ). [لباب النقول: 31]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:21 AM

نزول قول الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولكم في القصاص حياة} [179]
قال ابن عطية كانوا في الجاهلية إذا قتل الرجل الآخر حمي القبيلان وتقاتلوا وكان في ذلك موت العدد الكثير فلما شرع الله القصاص قنع الكل به فذلك قوله تعالى ولكم في القصاص حياة). [العجاب في بيان الأسباب: 1/428]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:22 AM

نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [183]
1 - قال مقاتل بن سليمان كبر لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل
فعجز عن الصوم فقال للنبي ما على من عجز عن الصوم فأنزل الله عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم إلى قوله أياما معدودات الآية
2 - قول آخر قال المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال قدم رسول الله المدينة فصام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ثم أنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون إلى قوله فدية طعام مسكين فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه ثم أن الله عز وجل أنزل 118 الآية الأخرى شهر رمضان إلى قوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي يطيق الصيام
أخرجه أحمد وأبو داود والطبري والمسعودي صدوق لكنه اختلط وقد خالفه شعبه فرواه عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال حدثنا أصحابنا أن رسول الله لما قدم عليهم أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا غير فريضة ثم نزل
شهر رمضان وهذا أصح من رواية المسعودي
قال الطبري لم يأت في خبر تقوم بمثله الحجة أن صوما فرض على أهل الإسلام قبل شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان كذا قال ويشكل عليه حديث قيس بن سعد بن عبادة أمرنا رسول الله بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان الحديث وفي لفظ كنا نصوم عاشوراء الحديث أخرجه النسائي وسنده قوي وليس بسط ذلك من غرض هذا الكتاب). [العجاب في بيان الأسباب:428 - 1/430]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:24 AM

نزول قول الله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وعلى الذين يطيقونه فدية} [الآية: 184]
أخرج البخاري ومسلم من حديث سلمة بن الأكوع قال لما نزلت وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها
وأخرج الطبري من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود لما نزلت وعلى الذين يطيقونه كان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا فكانوا كذلك حتى نسختها فمن شهد منكم الشهر فليصمه
وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن عطاء قال: قال ابن عباس فذكره نحوه وقال في روايته ثم نزلت هذه الآية فنسختها إلا في الشيخ الفاني فإنه إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر). [العجاب في بيان الأسباب: 1/431]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}
أخرج ابن سعد في طبقاته عن مجاهد قال: هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} فأفطر وأطعم لكل يوما مسكينا). [لباب النقول: 31]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:25 AM

نزول قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [185]
قال عبد بن حميد حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب بن خالد عن ابن شبرمة هو عبد الله عن الشعبي قال لما نزلت وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين أفطر الأغنياء وأطعموا وحل الصوم على الفقراء فأنزل الله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه وهذا مرسل صحيح السند
وأخرج أيضا من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو في قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية قال نسختها الآية التي تليها وهذا أيضا مرسل وسنده معدود في أصح الأسانيد). [العجاب في بيان الأسباب: 1/432]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [185]
أخرج الطبري من طريق خيثمة عن أنس أنه سأله عن الصوم في السفر فقال قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى قلت فأين قول الله تعالى ومن كان مريضا أو على سفر فقال نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعا وننزل على غير شبع ونحن اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع). [العجاب في بيان الأسباب: 1/432]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:26 AM

نزول قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} [الآية: 186]
1 - قال عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال سأل أصحاب رسول الله فقالوا للنبي أين ربنا فأنزل الله عز وجل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني
2 - قول آخر أخرج الفريابي من طريق ابن جريج عن عطاء أنه بلغه لما نزلت وقال ربكم ادعوني أستجب لكم قال الناس لو نعلم أي ساعة ندعو فنزلت وإذا سألك عبادي عني فإني قريب الآية
3 - قول ثالث أخرج الطبري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق الصلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري
- وهو أخو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن أعرابيا قال يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله عز وجل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب إلى قوله فليستجيبوا لي وفي سنده ضعيف والصلب بضم المهملة وسكون اللام وبعدها موحدة وذكر ابن ظفر عن الضحاك قال سأل بعض الصحابة النبي فذكر نحوه
4 - قول رابع أخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قاتل
ذكر لنا أنه لما أنزل الله تعالى ادعوني أستجب لكم قال رجل كيف ندعو يا نبي الله فأنزل الله عز وجل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
5 - قول خامس قال مقاتل بن سليمان في تفسيره اعترف رجال من المسلمين أنهم كانوا يأتون نسائهم بعد أن يناموا في الصيام فقالوا ما توبتنا فنزلت وإذا سألك عبادي عني فإني قريب هكذا في تفسيره مختصرا وذكره ابن ظفر عنه مطولا ذكر فيه القصة الآتية عن عمر بن الخطاب وعن صرمة بن أنس أبي قيس قلت وهذا يستلزم أن هذه الآية مؤخرة في النزول وإن كانت متقدمة في التلاوة
6 - قول سادس ذكره الماوردي ونسبه لابن الكلبي ونسبه غيره لابن عباس فكأنه عن الكلبي عن أبي صالح إن يهود المدينة قالوا للنبي كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمس مائة عام وإن غلظ كل سماء خمس مائة عام .....). [العجاب في بيان الأسباب:433 - 1/435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو الشيخ وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عبدة السجستاني عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت عنه، فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم أين ربنا؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية.
مرسل وله طرق أخرى.
وأخرج ابن عساكر عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعجزوا عن الدعاء، فإن الله أنزل علي {ادعوني أستجب لكم} )) فقال رجل: يا رسول الله ربنا يسمع الدعاء أم كيف ذلك؟ فأنزل الله {وإذا سألك عبادي عني} الآية.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح أنه بلغه لما نزلت {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} قالوا: لو نعلم أي ساعة ندعوا فنزلت {وإذا سألك عبادي عني} إلى قوله: {يرشدون}). [لباب النقول:31 - 32]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:30 AM

نزول قول الله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ...}
قال ابن عباس في رواية الوالبي: وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة. ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية.
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني أخبرنا أبو الشيخ الحافظ حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا يحيى بن أبي زائدة حدثني أبي وغيره، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال:
كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا لم يفعلوا شيئا من ذلك إلى مثلها من القابلة. وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فأتى أهله عند الإفطار فانطلقت امرأته تطلب شيئا وغلبته عينه فنام فلما انتصف النهار من غد غشي عليه وأتى عمر امرأته وقد نامت، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {من الفجر} ففرح المسلمون بذلك.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا الزعفراني حدثنا شبابة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال:
كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة
الأنصاري كان صائمًا فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك طعام؟ قالت: لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه وجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك فأصبح صائمًا فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِيامِ الرَفَثُ إِلى نِسائِكُم} ففرحوا بها فرحًا شديدًا رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل.
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا إسحاق بن أبي فروة عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد قال: إن بدء الصوم كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ولم يأكل ولم يشرب حتى جاء عمر إلى امرأته فقالت: إني قد نمت فوقع بها وأمسى صرمة بن أنس صائمًا فنام قبل أن يفطر وكانوا إذا ناموا لم يأكلوا ولم يشربوا فأصبح صائمًا وكاد الصوم يقتله فأنزل الله عز وجل الرخصة قال: {فَتابَ عَلَيكُم وَعَفا عَنكُم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو الحيري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: نزلت هذه الآية {وَكُلوا وَاِشرَبوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأسوَدِ} ولم ينزل: {مِنَ الفَجرِ} وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم
في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك: {مِنَ الفَجرِ} فعلموا إنما يعني بذلك الليل والنهار رواه البخاري عن ابن أبي مريم. ورواه مسلم عن محمد بن سهل عن ابن أبي مريم). [أسباب النزول:45 - 47]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [الآية: 187]
قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الوالبي
وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك لرسول الله فأنزل الله عز وجل هذه الآية
قلت الوالبي هو علي بن أبي طلحة وقد وصل حديثه الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما وعندهم فأنزل الله علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم وأخرجه الطبري
قال ابن عطية حكى النحاس ومكي أن عمر نام ثم وقع بامرأته وهذا عندي بعيد على عمر قلت ذكره ابن كثير من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس وهذا سند صحيح ولفظه إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصوم ما نزل يأكلون ويشربون ويحل لهم شان النساء فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب ولا يأتي أهله حتى يفطر من القابلة فبلغنا أن عمر بن الخطاب بعد ما نام ووجب عليه الصوم وقع على أهله ثم جاء إلى النبي فقال أشكو إلى الله وإليك الذي صنعت قال وماذا صنعت قال إني سولت لي نفسي فوقعت على أهلي بعدما نمت وأنا أريد الصوم فزعموا أن النبي قال ما كنت خليقا على أن تفعل فنزل الكتاب أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم
ولهذه القصة طرق عن ابن عباس في بعضها أن امرأة عمر هي التي نامت
فمنها ما أخرجه أبو داود من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال كان الناس على عهد رسول الله إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام
والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر فأراد الله أن يجعل ذلك يسرا لمن بقي ورخصة فقال علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم بسببه
وأخرجه سنيد بن داود من وجه آخر عن عكرمة مرسلا وفيه تسمية الرجل أبو قيس ابن صرمة
ومنها ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة عن رجل قد سماه من الأنصار جاء ليلة وهو صائم فقالت له امرأته لا تنم حتى أصنع لك طعاما فجاءت وهو نائم فقالت نمت والله قال لا والله ما نمت قالت بلى والله فلم يأكل تلك الليلة وأصبح صائما فغشي عليه فنزلت الرخصة
ومنها عن العوفي عنه ولفظه في قوله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم يعني بذلك الذي فعل عمر بن الخطاب فأنزل الله عفوه فقال فتاب عليكم وعفا عنكم أخرجه ابن أبي حاتم وأخرجه الطبري مطولا وأوله كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم الحديث وفيه وإن عمر بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه ثم أتى رسول الله فقال إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي فإنها زينت لي فهل تجد لي من رخصة فقال لم تكن بذلك حقيقا يا عمر فلما بلغ بيته أرسل إليه فأتاه فعذره في آية من القرآن وأمره الله أن يضعها في المئة الوسطى من البقرة
وأخرج الطبري أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت أن عمر واقع أهله ليلة في رمضان فاشتد ذلك عليه فأنزل الله أحل لكم الآية
ولها طرق أخرى عن غير ابن عباس
منها ما أخرجه أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل عن المسعودي يسنده الماضي قريبا قال فيه وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا امتنعوا ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمة كان يعمل صائما حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما فرآه رسول الله وقد جهد جهدا شديدا فقال ما لي أراك جهدت جهدا شديدا قال يا رسول الله إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائما قال وكان عمر أصاب من النساء بعدما نام فأتى النبي فذكر ذلك فأنزل الله عز وجل أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله ثم أتموا الصيام إلى الليل
وأخرجه الطبري أيضا من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى مرسلا ومن طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا وقال فيه فجاء شيخ من الأنصار يقال له صرمة بن مالك
وأخرجه أحمد والطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن سعد عن عطاء ابن أبي رباح عن أبي هريرة في قول الله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله ثم أتموا الصيام إلى الليل قال كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا وأن عمر بن الخطاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء وأن صرمة بن قيس الأنصاري غلبته عينه بعد صلاة المغرب فنام فلم يشبع من الطعام ولم يستيقظ حتى صلى الرسول العشاء فقام فأكل وشرب فلما أصبح أتى رسول الله فأخبره بذلك فأنزل عند ذلك أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله ثم أتموا الصيام إلى الليل فكان ذلك عفوا من الله ورحمة كذا جاء في هذه الرواية أن صرمة بن قيس أكل وشرب بعد ما نام والذي تقدم أصح أنه امتنع فجهد فنزلت
وأخرج الطبري من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي ذات ليلة وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت إني قد نمت قال ما نمت ثم وقع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر بن الخطاب إلى النبي فأخبره فأنزل الله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم الآية وأخرجه ابن أبي حاتم وفي سنده عندهما ابن لهيعة وحديثه يكتب في المتابعات
ثم أسند الواحدي من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة حدثني أبي وغيره عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا لم يفعلوا شيئا من ذلك إلى مثلها وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فأتى أهله عند الإفطار فانطلقت امرأته تطلب شيئا وغلبته عينه فنام فلما انتصف النهار من غد غشي عليه قال وأتى عمر امرأته وقد نامت فذكر ذلك للنبي فنزلت أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله من الفجر ففرح المسلمون
ثم أسند أيضا من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء كان أصحاب محمد إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فذكر نحوه ولم يذكر قصة عمر وفي آخره فأنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا شديدا
قال رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل وهو كما قال وأخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن عبيد الله بن موسى فقال عن إسرائيل وزهير كلاهما عن أبي إسحاق وأخرجه أيضا أبو داود من وجه آخر عن إسرائيل وقال في روايته إن صرمة بن قيس وأخرجه النسائي من رواية زهير وقال في روايته ونزلت في أبي قيس بن عمرو
وأخرج الطبري أيضا من طريق السدي قال كتب على النصارى صيام رمضان وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا النساء في رمضان بعد النوم وكتب على المسلمين كما كتب على النصارى فلم يزل المسلمون حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة وكان يعمل في حيطان المدينة بالأجرة فأتى أهله بتمر فقال لامرأته استبدلي لي بهذا طحينا فاجعليه سخينة لعلي آكله فإن التمر قد أحرق جوفي
فانقلبت فاستبدلت له ثم صنعته فأبطأت عليه فنام فجاءت فأيقظته فكره أن يعصي الله فأبى أن يأكل فأصبح صائما فرآه النبي بالعشي فقال ما لك يا أبا قيس فقص عليه القصة وكان عمر وقع على جارية له في ناس من المسلمين لم يملكوا أنفسهم فلما سمع كلام أبي قيس رهب أن ينزل فيه شيء فبادر واعتذر وتكلم أولئك الناس فنسخ الله تعالى ذلك عنهم ونزلت أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله من الفجر
ثم أسند الواحدي من طريق إسحاق بن أبي فروة عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد قال إن بدء الصوم كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ولم يأكل ولم يشرب حتى جاء عمر إلى امرأته فقالت إني قد نمت فوقع بها وأمسى صرمة بن قيس صائما فنام قبل أن يفطر فأصبح فكاد الصوم يقتله فأنزل الله تعالى الرخصة قال فتاب عليكم وعفا عنكم وهذا الحديث مع إرساله ضعيف السند من أجل إسحاق بن أبي فروة
ولولا أني التزمت أن استوعب ما أورده الواحدي لاستغنيت عن هذا
وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان الرجل من الصحابة يصوم فإذا أمسى أكل وشرب وجامع فإذا رقد حرم ذلك كله عليه حتى القابلة وكان فيهم رجال يختانون أنفسهم في ذلك فعفا الله عنهم وأحل ذلك قبل الرقاد وبعده وفي رواية ذكر عمر
ومن طريق محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري إن صرمة بن أنس أتى أهله وهو شيخ كبير فلم يهيئوا له طعاما فوضع رأسه فأغفى وجاءته امرأته فقالت كل قال إني قد نمت قالت إنك لم تنم فأصبح جائعا مجهودا فنزلت
تنبيه جمع ابن عطية الخلاف في تسمية الأنصاري بحسب ما وقع عنده في تفسير ابن جرير فقال وروي أن صرمة بن قيس ويقال ابن مالك ويقال أبو قلت وتقدم في بعض طرقه أبو قيس بن صرمة وفي بعضها أبو قيس بن عمرو وذكرت في كتابي في الصحابة إن بعضهم قال أنس بن صرمة وأن بعضهم صحفه فقال ضمرة بضاد معجمة ووقع في تفسير مقاتل أنه صرمة ابن أنس بن صرمة بن مالك من بني عدي بن النجار أبو قيس ..... ). [العجاب في بيان الأسباب:436 - 1/447]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [187]
أسند الواحدي من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد قال نزلت هذه الآية " كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له زيهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك من الفجر فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار قال رواه البخاري ومسلم وهو كما قال
قال ابن عطية وجعل عدي بن حاتم خيطين على وسادة فقال له النبي إن وسادك لعريض قال ابن عطية روي أنه كان بين طرفي المدة عام
قلت كلامه يوهم أن قصة عدي كانت قبل نزول قوله تعالى من الفجر وليس كذلك بل صنيع الأنصار وصنيع عدي وإن اتحد في الخيطين لكن مأخذ الغرضين مختلف ونزول من الفجر كان بسبب الأنصار لأنهم حملوا الخيطين
على حقيقتهما وفعل عدي استمر بعد نزول قوله تعالى من الفجر حملا للخيطين على الحقيقة أيضا وأن المراد أن يوضح الفجر الأبيض منهما من الأسود فقيل له إن المراد بالخيط نفس الفجر ونفس الليل). [العجاب في بيان الأسباب:447 - 1/449]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [187]
قال مقاتل بن سليمان نزلت في علي وعمار بن ياسر وأبي عبيدة بن الجراح كان أحدهم يعتكف فإذا أراد الغائط من السحر رجع إلى أهله فيباشر ويجامع ويغتسل ويرجع فنزلت
و عبر عنه ابن ظفر مقتصرا عليه بقوله قيل كان علي وأبو عبيدة إذا خرجا في حال اعتكافهما لحاجة الإنسان قد يكون منها الوطء فنزلت
وأخرج الطبري من طريق سفيان وهو الثوري عن علقمة بن مرثد عن الضحاك بن مزاحم قال كانوا يجامعون وهم معتكفون حتى نزلت ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد
وفي رواية له من هذا الوجه كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد جامع إن شاء فنزلت يقول لا تقربوهن ما دمتم عاكفين في مسجد ولا غيره
ومن طريق سعيد عن قتادة كان الرجل إذا خرج من المسجد وهو معتكف فلقي امرأته باشرها فنهاهم الله عن ذلك وأخبرهم أن ذلك لا يصلح حتى يقضي اعتكافه
ومن طريق معمر عن قتادة نحوه
ومن طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته ثم اغتسل ثم رجع إلى اعتكافه فنهوا عن ذلك
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس كان أناس يصيبون نساءهم وهم عكوف فنهاهم الله عن ذلك
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان ابن عباس يقول من خرج من بيته إلى بيت الله فلا يقرب النساء ومن طريق ابن جريج قال: قال مجاهد نهوا عن جماع النساء في المساجد حيث كانت الأنصار تجامع). [العجاب في بيان الأسباب:449 - 1/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}
روى أحمد وأبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له قيس بن صرمة صلى العشاء ثم نام، فلم يأكل، ولم يشرب حتى أصبح، فأصبح مجهودا، وكان عمر أصاب من النساء بعدما نام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}. هذا الحديث مشهور عن ابن أبي ليلى لكنه لم يسمع من معاذ وله شواهد.
فأخرج البخاري عن البراء قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكني أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته
عينه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، ففرحوا بها فرحا شديدا، ونزلت {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}.
وأخرج البخاري عن البراء قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، فكان الرجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم} الآية.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام، حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده، فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمتِ. ثم وقع بها وصنع كعب مثل ذلك، فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فنزلت الآية.
قوله تعالى: {من الفجر}
روى البخاري عن سهل بن سعد قال: أنزلت {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل من الفجر، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد {من الفجر} فعلموا أنما يعني الليل والنهار.
قوله تعالى: {ولا تباشروهن}.
أخرج ابن جرير عن قتادة قال: كان الرجل إذا اعتكف في المسجد جامع إن شاء، فنزلت {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} ). [لباب النقول:32 - 34]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} الآية، إلى قوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} الآية 187.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج5 ص31 حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا ولكن أنطلق
فأطلب لك. وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فقالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشى عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ففرحوا بها فرحا شديدا، ونزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}.
الحديث أعاده الإمام البخاري في كتاب التفسير مع تغيير في بعض السند وفيه تصريح أبي إسحاق بالسماع ولفظ متنه لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يختانون أنفسهم فأنزل الله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} الآية. وظاهرهما التغاير لكن لا مانع من أن تكون نزلت في هؤلاء وفي هؤلاء.
ورواه أبو دواد ج2 ص265 والنسائي ج4 ص121 وقد جمع حديثي البخاري فعلمنا أن القضيتين معا كانتا سببا النزول والإمام أحمد ج4 ص295 والدارمي ج2 ص5). [الصحيح المسند في أسباب النزول:28 - 29]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} الآية 187.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج5 ص35 حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد وحدثني سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال أنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والأسود ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتها فأنزل الله بعد: {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار.
الحديث أعاده في التفسير من حديث ابن أبي مريم بالسند الأخير وهو من الأحاديث النادرة التي أعادها بدون تغيير وأخرجه مسلم ج7 ص220). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 29]




روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:32 AM

نزول قول الله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تأكُلوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ} الآية
قال مقاتل بن حيان: نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عبدان في أرضه ولم يخاصمه). [أسباب النزول: 47]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} [الآية: 188]
قال الواحدي قال مقاتل بن حيان نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيدان بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما احتكما إلى النبي في أرض فكان امرؤ القيس المطلوب وعيدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عيدان في أرضه ولم يخاصمه
قلت كذا رأيت فيه ابن حيان وقد وجدته في تفسير مقاتل بن سليمان وقال في آخره ولم يكن لعيدان بينه وأراد امرؤ القيس أن يحلف فقرأ النبي إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف فلم يخاصمه في أرضه وحكمه فيها فنزلت
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير بنحوه
و عيدان بفتح المهملة بعدها تحتانية مثناة ذكره أصحاب المشتبه). [العجاب في بيان الأسباب:451 - 1/452]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وتدلوا بها إلى الحكام} [188]
قال الماوردي معنى تدلوا تصيروا بها إلى الحكام مأخوذ من إدلاء الدلو ويحتمل أن يكون المعنى تقيموا بها الحجة عندهم تقول أدلى بحجته إذا قام بها قال القرطبي المعنى لا تدلوا إلى الحكام بالحجج الباطلة وقيل المعنى لا تصانعوا بأموالكم الحكام فترشوهم ليقضوا لكم
قال ابن عطية ويترجح هذا القول بأن الحكام مظنة الرشوة إلا من عصم وهو الأقل قال واللفظتان متناسبان لأن تدلوا من إرسال الدلو والرشوة من الرشا كأنها يمد بها لتقضي الحاجة
وقال الرازي قيل المراد ما لا بينة عليه كالودائع وقيل شهادة الزور وقيل في دفع الأوصياء بعض مال الأيتام إلى الحاكم وقيل أن يحلف ليذهب حق غريمه وقيل نزلت في الرشوة وهو الظاهر وإن كان الكل منهيا عنه
قلت بل السبب لا يعدل عن كونه مرادا وإن كان اللفظ يتناول غيره). [العجاب في بيان الأسباب:452 - 1/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: إن امرؤ القيس بن عابس وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض وأراده امرؤ القيس أن يحلف، ففيه نزلت {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} ). [لباب النقول: 34]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:34 AM

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ الأهِلَةِ ...} الآية
قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قتادة: ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنزل الله تعالى: {قُل هِيَ مَواقيتُ لِلناسِ وَالحَجِّ}.
وقال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقًا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول:47 - 48]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها}
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد والحوضي قالا: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل باب فكأنه عير بذلك فنزلت هذه الآية رواه البخاري عن أبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عبيد قال: حدثنا عبيدة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له: ((ما حملك على ما صنعت؟)) قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال: ((إني أحمسي)) قال: فإن ديني دينك فأنزل الله: {وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها}.
وقال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطًا ولا بيتًا ولا دارًا من بابه فإن كان من أهل المدن نقب نقبًا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلمًا فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك دينًا إلا أن يكون من الحمس وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وخثعم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سموا حمسًا لشدتهم في دينهم قالوا: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتًا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على إثره من الباب وهو محرم فأنكروا عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم دخلت من الباب وأنت محرم؟)) فقال: رأيتك دخلت من الباب فدخلت على إثرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أحمسي)) قال الرجل: إن كنت أحمسيًا فإني أحمسي ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول:48 - 49]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [189]
قال الواحدي قال معاذ بن جبل يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية
وقال قتادة وذكر لنا أنهم سألوا نبي الله لم خلقت هذه الأهلة فأنزل الله تعالى قل هي مواقيت للناس والحج
وقال الكلبي نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة بفتح المهملة والنون وهما رجلان من الأنصار قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان على حال واحد فنزلت هذه الآية
قلت أما الأول فلم أر له سندا إلى معاذ ويحتمل أن يكون اختصره أولا ثم أورده مبسوطا
وأما أثر قتادة فأخرجه يحيى بن سلام عن شعبة عنه بهذا اللفظ وأخرجه الطبري من طريق سعيد بلفظ سألوا النبي لم جعلت هذه الأهلة فأنزل الله
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ذكر لنا أنهم سألوا النبي لم خلقت الأهلة فنزلت
ومن طريق ابن جريج قال: قال ناس فذكر مثله
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال بلغنا أنهم قالوا فذكر مثله
وأما أثر الكلبي فلعله في تفسيره الذي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس وقد وجدت مثله في تفسير مقاتل بن سليمان بلفظه فلعله تلقاه عنه وقد توارد من لا يد لهم في صناعة الحديث على الجزم بأن هذا كان سبب النزول مع وهاء السند فيه ولا شعور عندهم بذلك بل كاد يكون مقطوعا به لكثرة من ينقله من المفسرين وغيرهم
قال الفخر الرازي ليس في الآية عن أي شيء سألوا لكن الجواب بقوله هي مواقيت للناس يدل على أنهم سألوا عن الحكمة في تغيرها والله أعلم). [العجاب في بيان الأسباب:453 - 1/455]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى} [الآية: 189]
1 - أسند الواحدي من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت هذه الآية متفق عليه
ومن طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال ما حملك على ما صنعت فقال رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال إني أحمس قال إن ديني دينك فأنزل الله تعالى وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
قلت حديث جابر أخرجه ابن خزيمة والحاكم وهو على شرط مسلم ولكن اختلف في إرساله ووصله وحديث البراء له شاهد قوي وله عدة متابعات مرسلة
ثم قال الواحدي قال المفسرون كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطا ولا دارا ولا بيتا من بابه فإن كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلما فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب ولا يخرج منه حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك برا إلا أن يكون من الحمس وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وجشم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سموا حمسا لشدتهم في دينهم قالوا فدخل رسول الله ذات يوم بيتا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم فقال له رسول الله لم دخلت من الباب وأنت محرم فقال رأيتك دخلت فدخلت على أثرك فقال رسول الله إني أحمس فقال الرجل إن كنت أحمس فإني أحمس ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله عز وجل هذه الآية
قلت وهذا جمعه من آثار مفرقة ولم أجده عن واحد معين
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن الزهري قال كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء يتحرجون من ذلك وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب أن يحول بينه وبين السماء فيفتح الجدار من قدامه ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته حتى بلغنا أن رسول الله أهل زمن الحديبية بالعمرة فدخل حجرة فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة فقال له النبي إني أحمس قال الزهري وكان الحمس لا يبالون ذلك فقال الأنصاري فأنا أحمس يقول أنا على دينك فأنزل الله تعالى هذه الآية هذا مرسل رجاله ثقات أخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق
وأخرج من طريق أسباط عن السدي في هذه الآية قال إن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها فلما حج رسول الله حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم فلما بلغ رسول الله باب البيت احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل وقال يا رسول الله إني أحمس يقول إني محرم وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس فقال رسول الله وأنا أيضا أحمس فادخل فدخل الرجل فأنزل الله تعالى وآتوا البيوت من أبوابها
قلت شذ السدي بهذه الرواية فخالف في زمان نزول الآية وخالف في من كان يفعل ذلك فزعم أنهم الحمس والمحفوظ أنهم غير الحمس وخالف في أن الصحابي امتنع حتى أذن له النبي والمحفوظ أنه صنع فأنكر عليه فإن أمكن الجمع بالحمل على التعدد مع بعده وإلا فالصحيح الأول
وقد أخرجه الطبري وغيره من طرق أخرى
منها من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن انس في هذه الآية قال كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها وذلك أن يتسوروها وكان أحدهم إذا أحرم لم يدخل البيت إلا أن يتسور من ظهره وإن النبي دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار ودخل رجل على أثره ممن قد أحرم فأنكروا عليه ذلك وقالوا هذا رجل فقال له النبي لم دخلت من الباب وقد أحرمت قال رأيتك يا رسول الله دخلت على أثرك فقال إني أحمس وقريش يومئذ تدعى الحمس فقال الأنصاري إن ديني دينك فأنزل الله هذه الآية
ومن طريق العوفي عن ابن عباس إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن وإذا أحرم لم يلج من بابه واتخذ ثقبا من ظهر بيته فلما دخل النبي المدينة كان بها رجل محرم فدخل رسول الله بستانا فدخل معه ذلك المحرم فذكر نحو ما تقدم
وأخرج الطبري وعبد بن حميد من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر بمهملة ثم موحدة ثم مثناة كوزن جعفر النهشلي قال كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس تفعله فدخل رسول الله حائطا من حيطان المدينة ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا يا رسول الله نافق رفاعة فقال ما حملك على ما صنعت يا رفاعة قال رأيتك خرجت فخرجت فقال إني من الحمس ولست أنت من الحمس فقال يا رسول الله ديننا واحد فأنزلت وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها إلى قوله لعلكم تفلحون
قلت الرواية المتقدمة في تسميته قطبة بن عامر أصح وكذا سماه مقاتل بن سليمان في تفسيره وفي هذا المرسل من النكارة قوله إن ذلك في حائط من حيطان المدينة وما كان النبي قط وهو بالمدينة محرما
وأخرج عبد بن حميد من طريق مغيرة عن إبراهيم هو النخعي قال كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه فنزلت
ومن طريق شيبان عن قتادة نحوه
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان أهل الجاهلية جعلوا في بيوتهم كوى في ظهورها وأبوابا في جنوبها فنزلت
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قلت لعطاء فقال كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه برا فنزلت
2 - قول آخر قال عبد بن حميد حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة سألت الحسن يعني البصري عن هذه الآية وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها قال كان الرجل من أهل الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان هم به وأراده
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن أوضح منه قال كان قوم من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو خرج من بيته يريد سفرا ثم بدا له أن يقيم ويدع سفره الذي خرج له لم يدخل البيت من بابه ولكن يتسوره فقال الله تعالى وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها وذكره الزجاج بلفظ أن قوما من قريش وجماعة من العرب كانوا إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة
وذكر الماوردي بنحوه وزاد في آخره تطيرا من الخيبة فقيل لهم ليس في التطير بر ولكن البر أن يتقوا الله
3 - قول آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة أحد الضعفاء عن محمد بن كعب القرظي قال كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله عز وجل هذه الآية
4 - قول آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي شيبة عن عطاء قال كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى للبر فنزلت
5 - قول آخر قال الماوردي ما حاصله إنه قيل أنها نزلت في من كان يأتي النساء من غير قبلهن وكنى عن النساء بالبيوت للإيواء إليهن وعن الوطء في غير القبل بالإتيان من جهة الظهر ونسبه لابن زيد وحكاه مكي والمهدوي عن ابن الأنباري أيضا ورده ابن عطية مستبعدا له
6 - قول آخر ذكره الماوردي عن ابن بحر قال نزلت في النسيء كانوا يؤخرون الحج فيجعلون الشهر الحرام حلالا والحلال حراما فعبر البيوت وإتيانها من ظهورها عن المخالفة في أشهر الحج والمخالفة إتيان الأمر من خلفه والخلف والظهر في اللغة واحد
وجوز الزمخشري وتبعه المرسي أن إتيان البيوت من أبوابها كناية عن التمسك بالطريق المستقيم وإتيانها من ظهورها كناية عن التمسك بالطريق الباطل
وحكاه الفخر الرازي وقال هذا تأويل المتكلمين وهو أولى لا تساق النظم كذا قال). [العجاب في بيان الأسباب:455 - 1/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}
(ك) أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله {يسألونك عن الأهلة}.
وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكن على حال واحد؟ فنزلت {يسألونك عن الأهلة}.
قوله تعالى: {ليس البر} الآية.
روى البخاري عن البراء قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله:، إن قطبة بن عامر رجل فاجر، وإنه خرج معك من الباب، فقال له: ((ما حملك على ما فعلت؟)) قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. قال: ((إني رجا أحمسي))، قال له فإن ديني دينك، فأنزل الله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه
وأخرج الطيالسي في مسنده عن البراء، قال كانت الأنصار إذا قدموا من سفرهم لم يدخل الرجل من قبل بابه، فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن جبير النهلشي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، وكانت الحمس بخلاف ذلك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا، ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت، ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول الله، نافق رفاعة. فقال: ((ما حملك على ما صنعت؟)) قال: تبعتك، فقال: ((إني من الحمس))، قال: فإن ديننا واحد فنزلت {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} ). [لباب النقول:34 - 35]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} الآية 189.
قال الإمام البخاري ج4 ص370 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا ولم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}.
الحديث أعاده البخاري رحمه الله في كتاب التفسير فقال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق به ج9 ص249 وأخرجه مسلم ج18 ص161 وأخرجه الطيالسي ج2 ص12.
قال الحاكم رحمه الله ج1 ص483: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كانت قريش يدعون الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب في الإحرام، فبينما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بستان فخرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر إنه خرج معك من بابه؟ فقال: ((ما حملك على ذلك)) قال: رأيتك فعلت ففعلت كما فعلت فقال: ((إني أحمسي)). قال إن ديني دينك، فأنزل الله عز وجل: {معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة}. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة.
أبو الجواب الأحوص بن جواب وعمار بن زريق ليسا من رجال البخاري فهو على شرط مسلم فقط، ثم وجدت الحافظ يقول في الفتح ج4 ص371 طبعة الحلبي وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم، لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان فرواه عبد بن حميد فلم يذكر جابرا، أخرجه بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه. ا.هـ). [الصحيح المسند في أسباب النزول:30 - 31]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:35 AM

نزول قول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَقاتِلوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم} الآية
قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت هذه الآيات في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت هو وأصحابه نحر الهدي بالحديبية ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل على أن يخلو له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت
ويفعل ما يشاء وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحرم فأنزل الله تعالى: {وَقاتِلوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم} يعني قريشًا). [أسباب النزول:49 - 50]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} [الآية: 190]
1 - قال الواحدي قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله لما صد عن البيت هو وأصحابه نحر الهدي بالحديبية ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل ويخلوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء وصالحهم رسول الله على ذلك
فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم فكرهوا القتال في الحرم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى وقاتلوا في سبيل الله يعني قريشا

قلت الكلبي ضعيف لو انفرد فكيف لو خالف وقد خالفه الربيع بن أنس وهو أولى بالقبول منه فقال إن هذه الآية أول آية في الإذن للمسلمين في قتال المشركين وسياق الآيات يشهد لصحة قوله فإن قوله تعالى عقيبها ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه منسوخ بقوله تعالى فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم عند الأكثر فوضح أنها سابقة لكن سيأتي في سورة الحج عن أبي بكر الصديق أول آية نزلت في الأذن في القتال أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
قلت ويمكن الجمع
ولفظ الربيع قال هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة فكان رسول الله يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت براءة أخرجه الطبري من طريقه ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال نسخ قوله تعالى قاتلوا المشركين كافة هذه الآية وغيرها
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الربيع عن أبي العالية قال هذه أول آية نزلت في القتال
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق يحيى بن يحيى الغساني قال كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن قوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا قال فكتب إلى أن ذلك في النساء والذرية ومن لم ينصب لك الحرب منهم
ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ولا تعتدوا قال لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير ولا من ألقى إليكم السلم فكف يده ورجح الطبري هذا القول وجوز غيره أمورا أخرى قيل نزلت في النهي عن من بذل الجزية وفي من قتل قبل الدعوة وقيل في المثلة وقيل في القتال في الحرم وقيل في الشهر الحرام وفي القتال لغير وجه الله). [العجاب في بيان الأسباب:465 - 1/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)}
أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت هو وأصحابه ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه، فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تفي قريش بذلك، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام فأنزل الله ذلك). [لباب النقول: 35]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:36 AM

نزول قول الله تعالى: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {الشَهرُ الحَرامُ بِالشَهرِ الحَرامِ} الآية
قال قتادة: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي القعدة وأقاموا بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية فأقصه الله تعالى منهم فأنزل: {الشَهرُ الحَرامُ بِالشَهرِ الحَرامِ} الآية). [أسباب النزول: 50]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} [194]
1 - قال الواحدي قال قتادة أقبل نبي الله وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي القعدة وأقاموا بها ثلاث ليال فكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية فأقصه الله منهم وأنزل الشهر الحرام بالشهر الحرام الآية
قلت وصله الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال فيه واعتمروا في ذي القعدة وفيه فصالحهم نبي الله على أن يرجع من عامه ذلك ويعتمر في العام المقبل فنحروا الهدي بالحديبية وحلقوا وقصروا حتى إذا كان العام المقبل اعتمروا في ذي القعدة حتى دخلوا مكة وفي آخره فأدخله الله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه فقال الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص
قال ابن ظفر حرمات الدين لا يدخلها قصاص وإنما المراد حرمات الناس أضاعوا حرمة قاصدي بيت الله بمنعهم منه فأقص الله منهم بأن أمكنهم من دخوله وأخرج الذين كانوا يمنعونهم منه ثلاثة أيام
ومن طريق معمر وعن قتادة وعن عثمان عن مقسم قالا كان هذا في سفر الحديبية فذكر نحوه وقال فجعل الله لهم شهرا حراما يعتمرون فيه مكان شهرهم الذي صدوا فيه فلذلك قال والحرمات قصاص
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس نحوه بطوله
ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه باختصار
وأخرج الطبري أيضا من طريق نافع بن مالك عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية هم المشركون حبسوا محمدا في ذي القعدة فرجعه الله في ذي القعدة فأدخله البيت الحرام فاقتص له منهم
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد فخرجت قريش بردها رسول الله يوم الحديبية محرما في ذي القعدة عن البلد الحرام فأدخله الله في العام المقبل في ذي القعدة فقضى عمرته وأقصه بما حيل بينه وبين البيت
ومن طريق أسباط عن السدي لما اعتمر النبي عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من مهاجره صده المشركون ثم صالحوه على أن يخلوا له مكة من عام قابل ثلاثة أيام فأتاهم بعد فتح خيبر في السنة السابعة
ومن طريق جويبر عن الضحاك قال حصروا النبي في ذي القعدة عن البيت الحرام فأدخله الله البيت الحرام في العام المقبل واقتص له منهم
وأخرج أحمد بسند صحيح عن جابر لم يكن رسول الله يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى
2 - قول آخر حكى الماوردي عن الحسن البصري إن سبب نزولها أن مشركي العرب قالوا أنهيت يا محمد عن قتالنا في الشهر الحرام قال نعم فأرادوا أن يقاتلوه في الشهر الحرام فنزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام إن قاتلوكم في الشهر الحرام فقاتلوهم فيه وسيأتي مزيد بيان لهذا في قوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه). [العجاب في بيان الأسباب:468 - 1/471]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} [الآية: 194]
1 - أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال كان المشركون يأخذون المسلمين بألسنتهم بالشتم والأذى وهم بمكة فأمر الله المسلمين بالمجازاة أو الصبر أو العفو فلما هاجروا أعز الله دينه أمر المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم ولا يعتدوا كأهل الجاهلية
2 - ثم نقل عن مجاهد أنها في القتال ويرجح ذلك من جهة سياق ما قبلها وما بعدها والله أعلم). [العجاب في بيان الأسباب: 1/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)}
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فاعتمروا في ذي القعدة ومعهم الهدي، حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون، وصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرجع من عامه ذلك، ثم يرجع من العام المقبل، فلما كان العام المقبل أقبل نبي الله وأصحابه حتى دخلوا مكة معتمرين في ذي القعدة، فأقام فيها ثلاث ليال، فكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية فأقصه الله منهم فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه في ذي القعدة فيه، فأنزل الله {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} ). [لباب النقول: 36]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:39 AM

نزول قول الله تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ}
أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا هشيم عن داود عن الشعبي قال: نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله تعالى فنزلت هذه الآية. وبهذا الإسناد عن هشيم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عكرمة قال: نزلت في النفقات في سبيل الله.
أخبرنا أبو بكر المهرجاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن بطة قال: أخبرنا أبو القاسم
البغوي قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن داود عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
أخبرنا أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير في قول الله عز وجل: {وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ} قال: كان الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفر لي فأنزل الله هذه الآية.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال: حدثنا محمد بن حمدويه قال: حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس القرشي قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقري قال: أخبرنا حيوة بن شريح قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب أخبرني أسلم أبو عمران قال: كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج من المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفًا عظيمًا من المسلمين فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا مقبلاً فصاح الناس فقالوا: سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله تعالى دينه وكثر ناصريه فقلنا بعضنا لبعض سرًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال: {وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ} في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب الأنصاري غازيًا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل). [أسباب النزول:50 - 52]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [195]
1 - أسند الواحدي من طريق هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت هذه الآية
ومن طريق هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عكرمة قال أنزلت في النفقة في سبيل الله
ومن طريق حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الضحاك ابن أبي جبيرة قال كان الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله هذه الآية
2 - قول آخر أسند الواحدي من طريق حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير في قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال كان الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفر لي فأنزل الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
3 - قول آخر أسند الواحدي من طريق المقري عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب اخبرني أسلم أبو عمران كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى اهل الشام فضالة بن عبيد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفا عظيما من المسلمين فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا مقبلا فتصايح الناس فقالوا سبحان الله
ألقى بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله فقال يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله نبيه وكثر ناصريه قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول الله إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا في أموالنا أصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل
قلت أما الأول فأخرجه أيضا ابن أبي حاتم والبغوي في معجم الصحابة وأبو علي بن السكن وقال تفرد به هدبة عن حماد والصواب أنه مرسل
وكذلك أخرجه الطبري من طريق معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن عامر وهو الشعبي ولفظه إن الأنصار كانوا احتبس عليهم بعض الرزق وكانوا قد أنفقوا نفقات فساء ظنهم وأمسكوا فأنزل الله عز وجل وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال فكانت التهلكة سوء ظنهم وإمساكهم وجاء عن حماد بهذا السند حديث آخر في الألقاب وهو مقلوب والصواب
رواية شعبة ووهيب وغيرهما عن داود عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك قال أبو نعيم وأخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من هذا الوجه وقد وافق الشعبي على التأويل المذكور قتادة أخرجه الطبري من طريق معمر عنه قال في هذه الآية يقول لا تمسكوا بأيديكم عن النفقة في سبيل الله
ومن طريق خصيف عن عكرمة لما أمر الله بالنفقة فكان بعضهم يقول ننفق فيذهب ما لنا ولا يبقى شيء فقال أنفقوا ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة يقول أنفقوا وأنا أرزقكم
ومن طريق يونس بن عبيد عن الحسن أنزلت في النفقة وفي لفظ له في التهلكة أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله وأخبرهم أن ترك النفقة في سبيل الله هو التهلكة
وأخرج عبد بن حميد من طريق السكن بن المغيرة عن الحسن نحوه ولفظه إلى التهلكة قال هو البخل
ومن طريق عوف عن الحسن مثله
وأخرج الطبري من طريق ابن جريج انه سأل عطاء عن هذه الآية فقال يقول أنفقوا في سبيل الله ما قل وكثر وقال لي عبد الله بن كثير نزلت في النفقة في سبيل الله
ومن طريق العوفي عن ابن عباس يقول أنفقوا ما كان من قليل أو كثير ولا تستسلموا فلا تنفقوا شيئا فتهلكوا
وأخرج الفريابي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه
وأخرجه ابن المنذر ولفظه ليس ذلك في القتال إنما هو في النفقة أن تمسك يدك عن النفقة في سبيل الله وسنده صحيح إليه
وأخرج البخاري والطبري وغيرهما من حديث حذيفة في قوله وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة أنزلت في النفقة وفي لفظ أي لا تمسكوا عن النفقة
2 - وأما القول الثاني فحديث النعمان بن بشير أخرجه أيضا ابن المنذر من طريق حماد عن سماك ولفظه إذا أذنب أحدكم الذنب فلا يقولن قد أسأت فيلقي بيده إلى التهلكة ولكن ليستغفر الله ويتوب إليه
وجاء مثله عن البراء بن عازب أخرجه الطبري وعبد بن حميد وغيرهما من عدة طرق عن أبي إسحاق عنه أتمها رواية حفيده إسرائيل عنه سمعت البراء وسأله رجل فقال يا أبا عمارة أرأيت قول الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة هو الرجل يتقدم فيقاتل حتى يقتل قال لا ولكنه الرجل يعمل بالمعاصي ثم يلقي بيده ولا يتوب
وفي رواية الثوري عن أبي إسحاق فيقول لا يغفر الله لي
وفي رواية الحسين بن واقد عنه فيلقي بيده فيقول لا تقبل لي توبة
وأخرج الطبري أيضا مثله عن عبيدة بن عمرو السلماني وهو من كبار التابعين من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة عن هذه الآية فقال كان الرجل يذنب الذنب حسبته قال العظيم فيلقي بيده فيهلك فنهوا عن ذلك فقيل أنفقوا الآية
ومن طريق هشيم أنا هشام نحوه وقال بعد قوله بيده إلى التهلكة ويقول لا توبة لي
ومن طريق أيوب عن ابن سيرين نحوه دون قوله ويقول لا توبة لي وفي لفظ عن أيوب هو الرجل يصيب الذنب العظيم فيلقي بيده ويرى أنه قد هلك
ومن طريق ابن عون عن ابن سيرين قال التهلكة القنوط
وأخرج عبد بن حميد من طريق عوف عن ابن سيرين قال لا تيأس فتقنط فلا تعمل
وأما القول الثالث فأخرجه الترمذي من طريق أبي عاصم عن حيوة كذلك وأخرجه أبو داود والطبري من طريق ابن وهب عن حيوة وابن لهيعة كلاهما عن يزيد ولكن قال في روايته عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بدل فضالة بن عبيد وقال في روايته إنما تأولون هذه الآية هكذا أن حمل رجل يقاتل في سبيل يلتمس الشهادة أو يبلى في نفسه إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار وقال في آخره والإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد وقال في آخره حتى دفن بالقسطنطينية
وأخرجه الطبري من طريق المقري كما تقدم قال الترمذي حسن صحيح
قلت وصححه أيضا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم
وجاء مثل الذي ذكره أبو أيوب عن عمر فأخرج الفريابي في تفسيره من طريق طارق بن عبد الرحمن عن المغيرة بن شبيل قال بعث عمر جيشا فحاصروا قيصر فتقدم رجل من بجيلة فقاتل حتى قتل وهو جد المغيرة بن شبيل فأكثر الناس فيه فقالوا ألقى بيده إلى التهلكة فبلغ ذلك عمر فقال كذبوا يc ثم قرأ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
وله شاهد عند عبد بن حميد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن مدرك بن عوف أنه كان ذات يوم عند عمر قال فذكروا النعمان بن مقرن ورجلا شرى بنفسه فقال مدرك ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين زعم رجال أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذبوا
وأخرجه ابن المنذر من هذا الوجه ولفظه قلت إن خالي غزا بنفسه حتى قتل فزعموا أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال كذب أولئك ولكن من الذين اشتروا الآخرة بالحياة الدنيا وسنده صحيح
وأخرج ابن المنذر من طريق القاسم بن مخيمر قال لو حمل رجل على عشرة آلاف لم يكن بذلك بأس
وذكر الطبري وغيره في سبب النزول أشياء آخر
أحدها ما أخرجه من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء أحمل على المشركين وحدي فيقتلونني أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة قال لا إنما التهلكة في النفقة بعث الله رسوله فقال فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك
ومن طريق حكام بن سلمة الرازي عن الجراح عن أبي إسحاق قال قلت للبراء يا أبا عمارة الرجل يلقى ألفا من العدد فيحمل عليهم وإنما هو وحده أيكون ممن قال الله تعالى فيهم ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فقال ليقاتل حتى يقتل قال الله تعالى لنبيه فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك
ثانيها من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال في قوله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال إذا لم يمكن عندك فلا تخرج بنفسك بغير نفقة ولا قوة فتلقي بيديك إلى التهلكة
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم أن رجالا كانوا يخرجون في بعوث يبعثها رسول الله بغير نفقة فإما يقطع بهم وإما كانوا عيالا فأمرهم الله أن ينفقوا مما رزقهم الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة والتهلكة أن يهلكوا من الجوع أو المشي
ثالثها من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة لا يمنعكم النفقة في حق خوف العيلة
رابعها معناها أن ترك الصدقة يفضي إلى الهلاك قال مقاتل في تفسيره قال رجل من الفقراء يا رسول الله ما نجد ما نأكل فبأي شيء نتصدق فقال بما كان ولو بشق تمرة تكفون وجوهكم عن النار وهي التهلكة
خامسها لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة لا تنفقوا من حرام فتأثموا بذلك وتهلكوا حكاه القرطبي ونحوه عن الطبري عن عكرمة قال لا تيمموا الخبيث منه تنفقون
سادسها قال الطبري هي عامة في جميع ما ذكر لاحتمال اللفظ له
تنبيه كان ممن تأول الآية على من يحمل وحده على العدد الكثير من العدو عمرو بن العاص أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أنه أخبره أنهم حاصروا دمشق فانطلق رجل من أزد شنوءة فأسرع في العدو وحده يستقتل فعاب ذلك عليه المسلمون ورفعوا حديثه إلى عمرو بن العاص فأرسل فرده وقال له قال الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
وأجاز الجمهور ذلك بشروط منها أن يغلب على ظنه أنه ينجو أو ينكي العدو بذلك أو يرهبه أو يكون سببا لتجزئ المسلمين على عدوهم فيصنعون كما صنع أو يكون سببا للفتح على المسلمين كما وقع في اليمامة والقادسية أو يخلص نيته لطلب الشهادة كما وقع ذلك في عدة مواطن كما أخرج مسلم بعضها فعنده من حديث أنس في قصة الإثني عشر الذين قاتلوا بعث رسول الله واحدا بعد واحد حتى قتلوا أجمعين ومن حديث أبي موسى أنه حدث عن النبي قال الجنة تحت ظلال السيوف فقال له رجل أنت سمعت رسول الله يقول هذا قال نعم فكسر جفن سيفه ومشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل). [العجاب في بيان الأسباب:471 - 1/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
روى البخاري عن حذيفة قال: نزلت الآية في النفقة.
وأخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وغيرهم عن أبي أيوب الأنصاري قال: نزلت الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، قال بعضنا لبعض سرا: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله يرد علينا ما قلنا {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فكانت التهلكة الإقامة على أموالنا وإصلاحها وتركنا الغزو.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله، فأصابتهم سنة فأمسكوا، فأنزل الله {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} الآية.
وأخرج أيضا بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: كان الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}
وله شاهد عن البراء أخرجه الحاكم). [لباب النقول:36 - 37]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية 195.
وقال الإمام البخاري رحمه الله ج9 ص251 حدثنا إسحاق حدثنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن حذيفة- {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: نزلت في النفقة.
قال الترمذي رحمه الله ج4 ص72: حدثنا عبد بن حميد نا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل عليهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتؤولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن أمولنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرد علينا ما قلنا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم. هذا حديث حسن غريب صحيح.
وأخرجه أبو دواد بمثل حديث الترمذي إلا أنه قال وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وأخرج حديث الترمذي ابن حبان ص401 من موارد الظمآن، وأخرجه الطيالسي ج2 ص13 وأخرجه الحاكم ج2 ص275 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي لكن أسلم أبو عمران لم يخرجا له شيئا فهو ليس على شرطهما وهو ثقة كما في تهذيب التهذيب.
وقال الطبراني رحمه الله في الكبير ج22 ص390: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: كان الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} هذا حديث صحيح إن ثبتت صحبة أبي جبيرة وسيأتي الكلام عليه في سورة الحجرات إن شاء الله.
فائدة:
ما أخرجه الطبراني: في الكبير (22/390).
قال ابن رجب شرح علل الترمذي (3/781) النوع الثالث قوم ثقات في أنفسهم لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم وهؤلاء جماعة كثيرون منهم حماد بن سلمة. وأما الشيوخ الذين تكلم في رواية حماد عنهم.
قال أحمد في رواية الأثرم: حماد بن سلمة إذا روى عن الصغار أخطأ وأشار إلى روايته عن داود بن أبي هند.
وذكر الإمام مسلم في كتاب التمييز ص92 اجتماع أهل الحديث من علمائهم على أن أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة كذلك قال يحيى القطان ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم من أهل المعرفة. وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة وأيوب وداود بن أبي هند فإنه يخطئ في حديثهم كثيرا.
وعن النعمان بن بشير في قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: كان الرجل يذنب فيقول لا يغفر الله لي فأنزل الله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح ا.هـ.
وفي الفتح ج9 ص251 من حديث البراء نحوه قال الحافظ: وسنده صحيح ثم قال: والأول أظهر لتصدير الآية بذكر النفقة فهو المعتمد في نزولها ا.هـ.
وأقول: لا داعي لإلغاء الروايتين أعني رواية النعمان والبراء مع صحتهما فالآية تشمل من ترك الجهاد وبخل وتشمل من أذنب وظن أن الله لا يغفر له ولا مانع من أن تكون الآية نزلت في الجميع. والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول:31 - 33]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:42 AM

نزول قول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ}
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أباذي قال: حدثنا العباس الدوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الرحمن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة قال: في نزلت هذه الآية {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ} وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((احلق وافده صيام ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين صاع)).
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر إملاء قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد عن بشر قال: حدثنا ابن عون عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة: في أنزلت هذه الآية أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أدنه)) فدنوت مرتين أو ثلاثًا فقال: ((أيؤذيك هوامك؟)) قال ابن عون: وأحسبه قال نعم فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك ما تيسر. رواه مسلم عن أبي موسى عن ابن أبي عدي ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب كلاهما عن ابن عون.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الرحمن بن الأصفهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد مسجد الكوفة فسألته عن هذه الآية {فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ما تجد شاة؟)) قلت لا فنزلت هذه الآية {فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: ((صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام)).
فنزلت في خاصة ولكم عامة. رواه البخاري عن أحمد بن أبي إياس وأبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر كلهم عن شعبة.
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا محمد بن علي الغفاري قال: أخبرنا إسحاق بن محمد الرسعني قال: حدثنا جدي قال: حدثنا المغيرة الصقلابي قال: حدثنا عمر بن بشر المكي عن عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتثر هوام رأسه على جبهته فقال: يا رسول الله هذا القمل قد أكلني قال: ((احلق وافده)) قال: فحلق كعب فنحر بقرة فأنزل الله عز وجل في ذلك الموقف: {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَأسِهِ} الآية قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام ثلاثة أيام والنسك شاة)) والصدقة الفرق بين ستة مساكين لكل مسكين مدان.
أخبرنا محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن المهتدي قال: حدثنا طاهر بن عيسى بن إسحاق التميمي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية فقال: ((أيؤذيك هوام رأسك؟)) قال: نعم قال: ((احلق)) فأنزلت هذه الآية: {فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ ًاوصَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: فالصيام ثلاثة أيام والصدقة فرق بين ستة مساكين والنسك شاة.
أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إليه أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل قال: كنا جلوسا في المسجد فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال: في أنزلت هذه الآية {فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ} قال: قلت كيف كان شأنك قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ادعو الحالق)) فجاء الحالق فحلق رأسي فقال: ((هل تجد نسيكة؟)) قلت: لا وهي شاة قال: ((فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصاع بين ستة مساكين)) قال: فأنزلت في خاصة وهي للناس عامة). [أسباب النزول:52 - 55]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله} [196]
1 - أخرج ابن أبي حاتم من طريق إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن صفوان بن أمية أنه قال جاء رجل إلى النبي مضمخ بالزعفران عليه جبة فقال كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي فأنزل الله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فقال رسول الله أين السائل عن العمرة قال ها أنا ذا فقال له ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك
وهذا الحديث رواته ثقات لكن وقع في سياق السند وهم فإنه في الصحيح من طريق عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه فسقط من هذه الرواية كلمتان قوله ابن يعلى وقوله عن أبيه فصار ظاهره أنه من مسند صفوان بن أمية وهو ابن خلف الجمحي وإنما هو من رواية صفوان بن يعلى بن أمية التميمي
وقد أخرجه البخاري والنسائي من طرق عن عطاء وليس عند أحد منهم ذكر نزول هذه الآية في هذه القصة
2 - قول آخر نقل القرطبي عن مقاتل قال
إتمامهما أن لا تستحلوا فيهما ما لا ينبغي لكم وذلك أنهم كانوا يشركون في إحرامهم فيقولون لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فقال فأتموها لله ولا تخلطوهما بشيء آخر وقال غيره كانت العرب تقصد مع الحج الاجتماع والتظاهر والتنافر والتفاخر وحضور الأسواق وقضاء الحوائج فأمر الله تعالى بالقصد إليه خالصا وفي تفسير الإتمام أقوال أخرى ليست من غرض هذا الكتاب). [العجاب في بيان الأسباب:486 - 1/487]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} [الآية: 196]
أسند الواحدي من طريق ابن الأصبهاني عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة قال في نزلت هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي فقال احلق وافد بصيام ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكين وفي لفظ قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد مسجد الكوفة فسألته عن هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال حملت إلى رسول الله والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا أما تجد شاة فقلت لا فنزلت الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام فنزلت في خاصة ولكم عامة
وفي لفظ له من هذا الوجه خرجنا مع رسول الله محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي وفيه فقال ادع الحالق فجاء الحالق فحلق رأسي فقال هل تجد نسيكة قلت لا وهي شاة قال فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع ستة مساكين فأنزلت في خاصة وهي للناس عامة
ومن طريق مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة في نزلت هذه الآية أتيت رسول الله فقال ادنه فدنوت منه مرتين أو ثلاثا قال أتؤذيك هوامك قال نعم فأمرني بصيام أو بصدقة أو نسك ما تيسر
ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب قال مر به رسول الله وهو يوقد تحت قدر له وهو بالحديبية فقال أتؤذيك هوام رأسك
قال نعم قال احلق فأنزلت هذه الآية قال فالصيام ثلاثة أيام والصدقة فرق بين ستة مساكين والنسك شاة قلت حديث كعب بن عجرة في الصحيحين ومن ألفاظه مما لم يذكر في هذه الطريق ما ذكره مسلم في رواية لعبد الله بن معقل لكل مسكين نصف صاع نصف صاع كررها مرتين
وفي رواية لعبد الكريم الجزري عن مجاهد أي ذلك فعلت أجزاك ولأبي داود في رواية إن شئت وإن شئت
وفي رواية لمجاهد عند الطبري ونحن محرومون وقد حصرنا المشركون
وفي رواية لعبد الله بن معقل أتجد شاة قال لا قال فصم أو أطعم
وفي رواية لعطاء الخراساني عند مالك صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين قال وكان علم انه ليس عندي ما أنسك به أي ما أذبحه
تكميل نقل ابن عبد البر عن أحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري الحافظ أنه قال حديث كعب بن عجرة سنة معمول بها لم يروها من الصحابة غيره ولا رواها عنه إلا عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن معقل وهي سنة أخذها أهل المدينة عن أهل الكوفة فإن الزهري قال سألت علماءنا كلهم حتى سعيد بن المسيب فلم يبينوا كم عدد المساكين انتهى
وفيما قال نظر فقد جاءت هذه السنة من رواية
1 - عبد الله بن عمرو بن العاص
2 - وأبي هريرة
3 - وعبد الله بن عمر
4 - وفضالة الأنصاري عن صحابي لم يسم
فحديث ابن عمرو عند الطبري والطبراني وحديث أبي هريرة عند سعيد بن منصور وحديث ابن عمر عند الطبري وكذا حديث فضالة
ورواه عن كعب بن عجرة غير ابن أبي ليلى وابن معقل جماعة منه أبو وائل
عند النسائي ومحمد بن كعب القرظي عند ابن ماجة ويحيى بن جعدة عند أحمد ووعطاء عند الطبري وأرسله أبو قلابة والشعبي عن كعب وهو عند أحمد أيضا ومجاهد عند الطبري ولفظ الشعبي عن كعب أن النبي مر به وهو محرم وله وفرة وبأصل كل شعرة وبأعلاها قملة أو صؤاب فقال إن هذا الأذى الحديث
وأخرجه عبد بن حميد والطبري أيضا ولفظ عطاء لما كان النبي بالحديبية عام حبسوا بها وقمل رأس رجل من أصحابه يقال له كعب بن عجرة فقال له النبي أتؤذيك هوامك قال نعم قال فاحلق واجزز وفيه أطعم ستة مساكين مدا مدا). [العجاب في بيان الأسباب:488 - 1/494]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} [الآية: 196]
قال عبد بن حميد ثنا أبو نعيم ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا إذا عفا الأثر وتولى الدبر ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر فأنزل الله تعالى فمن تمتع بالعمرة إلى الحج تغييرا لما كان أهل الجاهلية يصنعون وترخيصا للناس
وأصله في الصحيح من حديث ابن عباس دون ذكر نزول الآية ولفظه من طريق طاووس عنه قال كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفر ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر فقدم النبي وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة). [العجاب في بيان الأسباب:494 - 1/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)}
أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان ابن أمية قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم متضمخ بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله {وأتموا الحج والعمرة لله} فقال: ((أين السائل عن العمرة؟)) قال: هأنذا، فقال له: ((ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ما استطعت، ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك)).
قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا} الآية.
روى البخاري عن كعب بن عجرة أنه سئل عن قوله: {ففدية من صيام} قال: حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والقمل يتناثر على وجهي، فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا، أما تجد شاة؟))
قلت: لا، قال: ((صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك))، فنزلت في خاصة وهي لكم عامة.
وأخرج أحمد عن كعب قال: كنا مع النبي صلى الله عليه مسلم بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصر المشركون، وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أيؤذيك هوام رأسك))، فأمره أن يحلق فقال: ونزلت هذه الآية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}.
وأخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تنتثر هوام رأسه على جبهته، فقال: يا رسول الله، هذا القمل قد أكلني، فأنزل الله في ذلك الموقف {فمن كان منكم مريضا} الآية). [لباب النقول:37 - 38]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} الآية 196.
قال الطبراني كما في مجمع البحرين من زوائد المعجمين مخطوط ج2 ص141:
حدثنا أحمد حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: جاء إلى رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي، فأنزل الله عز وجل: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من السائل عن العمرة)) فقال: أنا. فقال: ((ألق ثيابك واغتسل واستنشق ما استطعت وما كنت صانعا في حجتك فاصنع في عمرتك)).
لم يروه عن أبي الزبير إلا إبراهيم ولم يدخل أبو الزبير بين عطاء وصفوان أحدا. ورواه مجاهد عن عطاء عن صفوان عن أبيه قلت هذا في الصحيح سوى قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ا.هـ.
وقال: في مجمع الزوائد ج3 ص205 وعن يعلى بن أمية قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متضمخ بالخلوق عليه مقطعات قد أحرم بعمرة وذكر الحديث ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ا.هـ. وذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه.
وأما استغراب ابن كثير رحمه الله له في تفسيره فلا وجه له لأن قوله عند الطبراني فنزل عليه: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} مبين لحديث الصحيحين الذي فيه، فنزل عليه الوحي وأما كونه عند ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية فالظاهر أنها سقطت منه عن أبيه ويكون الحديث عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه كما في الصحيحين والأوسط للطبراني وغيرهما من كتب الحديث. هذا ما قررته آنذاك والآن الذي يظهر لي أنه شاذ لمخالفته ما في الصحيحين والله أعلم.
فائدة:
قال الطبراني رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد (وهو أحمد بن علي أبو العباس البربهاري) حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه فذكر الحديث في ذكر نزول الآية.
ورواه مجاهد عن عطاء عن صفوان عن أبيه كما في المجمع الحديث مع ذكر نزول الآية شاذ كما قال شيخنا الذي شذ فيه أبو الزبير لأنه خالف.
ابن جريج عند البخاري 3/393، 7/47، 9/9 ومسلم 8/78 – 79، والنسائي 5/130، وأحمد 4/222.
وهمام بن يحيى عند البخاري 3/614، 4/63، 9/9 ومسلم 8/76 وأبي داود 2/407.
وعمرو بن دينار عند مسلم 8/77، وأبي داود 2/409، والنسائي 5/142 والترمذي 2/196، وأحمد 4/222.
وقيس بن سعد عند مسلم 8/79 وعند أبي داود 2/409، والنسائي 5/642.
رباح بن أبي معروف عند مسلم 8/90.
أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عند أبي داود.
والحجاج عند أبي داود.
كلهم رووا عن عطاء عن صفوان عن أبيه فذكر الحديث بدون ذكر نزول الآية). [الصحيح المسند في أسباب النزول:33 - 34]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {فمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} الآية 196
قال الإمام البخاري في صحيحه ج4 ص387 حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال: حدثني مجاهد قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة حدثه قال: وقفت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت قملا فقال:
((يؤذيك هوامك)) قلت: نعم قال: ((فاحلق رأسك أو احلق)) قال: فيَّ نزلت هذه الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} إلى آخرها، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك مما تيسر)).
الحديث أخرجه أيضا الإمام البخاري في كتاب التفسير ج9 ص252 وفي المغازي ج8 ص451 وص463 ومسلم ج8 ص119 و120 والترمذي ج4 ص73.
وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج2 ص111 وابن ماجه رقم 3079 والإمام أحمد ج4 ص231 و242 و243 والطيالسي ج2 ص13 والدارقطني ج2 ص298 وابن جرير ج2 من طرق إلى كعب بن عجرة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 35]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:44 AM

نزول قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى} الآية
أخبرنا عمرو بن عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يحيى بن بشير قال: حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون: نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله عز وجل: {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}.
وقال عطاء بن أبي رباح: كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}). [أسباب النزول: 55]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا جدال في الحج} [197]
أسند الطبري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال كانوا يقفون مواقف مختلفة يتجادلون كلهم يدعي أن موقفه إبراهيم فقطعه الله حين أهل نبيه بالمناسك
ومن طريق أبي صخر عن محمد بن كعب قال كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء حجنا أتم من حجكم فنزلت
ومن طريق القاسم بن محمد الجدال في الحج أن يقول قوم الحج اليوم ويقوم قوم الحج غدا
و يجمع هذه الأقوال أن المراد بالجدال التنازع وذهب الجمهور إلى أنها عامة في جميع ما يصدق عليه اسم المخاصمة
ونقل ابن ظفر إن المراد بالجدال مراجعتهم للنبي لما أمرهم أن يجعلوا حجهم عمرة وهذا ذكره قبله مقاتل بن سليمان). [العجاب في بيان الأسباب:495 - 1/496]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [197]
1 - أسند الواحدي من طريق البخاري ثم من طريق ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله عز وجل وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
قلت ووصله عبد بن حميد عن شبابة وكذا أخرجه أبو داود والطبري من طريق شبابة
وقال البخاري بعده رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا
وكذا أخرجه عبد الرزاق وغير واحد عن ابن عيينة ليس فيه ابن عباس
ورواه بعض أصحاب ابن عيينة عنه موصولا وهو عند النسائي
وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس كان ناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزودة يقولون نحج بيت الله ولا يطعمنا فقال الله تزودوا ما يكف وجوههم عن الناس
وأخرجه عبد الرزاق أيضا عن معمر عن قتادة كان أناس من أهل اليمن يخرجون بغير زاد إلى مكة فأمرهم الله أن يتزودوا وأعلمهم أن خير الزاد التقوى
وعن عمر بن ذر سمعت مجاهدا يقول نحوه وقال رخص لهم في الزاد فأنزل وتزودوا
وأخرج الطبري من طريق عمر بن ذر عن مجاهد كان الحاج لا يتزود فنزلت
وفي لفظ كانوا يحجون ولا يتزودون فنزلت
وأخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال كان أهل الآفاق يخرجون إلى الحج يتوصلون بالناس بغير زاد فأمروا أن يتزودوا
وأخرجه الطبري من هذا الوجه وزاد ويقولون نحن متوكلون
ومن طريق الحسن البصري إن ناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ويسافرون ولا يتزودون فأمرهم الله بالزاد ثم أنبأهم أن خير الزاد التقوى
ومن طريق مغيرة عن إبراهيم كان ناس من الأعراب يحجون بغير زاد ويقولون نتوكل على الله فنزلت
وقال مقاتل إن ناسا من أهل اليمن وغيرهم وكانوا يحجون بغير زاد وكانوا يصيبون من أهل الطريق ظلما فنزلت
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموا بها واستأنفوا زادا آخر فأنزل الله تعالى وتزودوا فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق وهذا سند صحيح). [العجاب في بيان الأسباب:496 - 1/499]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فإن خير الزاد التقوى} [197]
قال مقاتل لما نزلت وتزودوا قالوا يا رسول الله ما نجد شيئا فقال تزودوا تكفون به وجوهكم عن الناس وخير ما تزودتم التقوى
و ذكر ابن ظفر حديث ابن عباس المذكور أولا وزاد قال غيره وربما ظلموهم وغصبوهم رواه عكرمة وجاء ما يشبهه عن مجاهد والضحاك قال وقد شذ بعض العلماء فقال معناه تزودوا التقوى قال والمشهور من قول المفسرين أنه التزود بالمطعومات). [العجاب في بيان الأسباب: 1/499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)}
روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فأنزل الله: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} ). [لباب النقول: 38]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} الآية 197.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج4 ص127 حدثنا يحيى بن بشير حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا المدينة سألوا الناس فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ورواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا.
الحديث أخرجه أبو دواد ج2 ص75 وعزاه ابن كثير والشوكاني إلى عبد بن حميد والنسائي وأخرجه ابن جرير في تفسيره ج2 ص279). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 35]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:46 AM

نزول قول الله تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلاً مِّن رَّبِّكُم} الآية
أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري عن شعيب بن علي الزارع قال: حدثنا عيسى بن مساور قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا العلاء بن المسيب عن أبي أمامة التيمي قال: سألت ابن عمر فقلت: إنا قوم نكري في هذا الوجه وإن قومًا يزعمون أنه لا حج لنا قال: ألستم تلبون ألستم تطوفون ألستم تسعون بين الصفا والمروة ألستم ألستم؟ قال: قلت: بلى قال: إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما سألت عنه فلم يدر ما يرد عليه حتى نزلت {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلاً مِّن رَّبِّكُم} فدعاه فتلا عليه حين نزلت فقال: ((أنتم الحجاج)).
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خشنام قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: كان ذو المجاز وعكاظ متجرا للناس في الجاهلية فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلاً مِن رَّبِّكُم} في مواسم الحج.
وروى مجاهد عن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الحج يقولون: أيام ذكر الله عز وجل فأنزل الله تعالى: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلاً مِّن رَّبِّكُم} فاتجروا). [أسباب النزول:55 - 56]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم [198]
1 - أسند الواحدي من طريق أبي أمامة التيمي سألت ابن عمر فقلت إنا قوم نكرى في هذا الوجه وإن قوما يزعمون أنه لا حج لنا قال ألستم تلبون ألستم تطوفون ألستم تسعون بين الصفا والمروة ألستم ألستم قلت بلى قال إن رجلا سأل النبي عما سألت عنه فلم يدر ما يرد عليه حتى نزل ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم
قلت
أخرجه أحمد وأبو داود وابن خزيمة والدار قطني من طريق العلاء ابن المسيب وغيره عن أبي أمامة رجل من بني تيم الله مرفوعا
و أخرجه الطبري من طريق الثوري عن العلاء بن المسيب عن رجل من بني تيم الله قال جاء رجل إلى عبد الله بن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن أنا قوم نكرى فيزعمون أنه ليس لنا حج فذكر نحو الأول وفيه ألستم تحرمون كما يحرمون وتطوفون كما يطوفون وترمون كما يرمون قال بلى قال فأنت حاج جاء رجل إلى النبي فذكره
وأخرجه عبد بن حميد من طريق شعبة عن أبي أميمة قال سمعت ابن عمر سئل عن الرجل يحج فيتجر فقال لا بأس بذلك وتلا ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم موقوف
قلت وهذا يوافق القول الذي يذكر بعده
وقال عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر عن مجاهد كان ناس يحجون ولا يتجرون فنزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فرخص لهم في المتجر والركوب والزاد
2 - قول آخر أسند الواحدي من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج
قال ورواه مجاهد عن ابن عباس قال كانوا يتقون البيع والتجارة في الحج يقولون أيام ذكر الله تعالى فأنزل الله تعالى ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فتجروا
قلت أخرج طريق عمرو البخاري من رواية ابن جريج به ومن رواية سفيان ابن عيينة عن عمرو وزاد فيه ومجنة وهي بفتح الميم وكسر الجيم وتشديد النون وقال في روايته فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت والباقي مثله
و أخرج طريق مجاهد أبو داود من رواية يزيد بن أبي زياد عنه ولفظه كانوا لا يتجرون بمنى فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات وقرأ هذه الآية ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم
وأخرجه الفريابي من هذا الوجه وأخرجه الطبري أيضا
حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أحلت لهم التجارة في الموسم وكانوا لا يبتاعون في الجاهلية بعرفة ولا منى لم ذكر فيه ابن عباس وكذا أخرجه ابن جرير من طريق عمر بن ذر عن مجاهد وزاد في رواية وكانوا لا يبيعون ولا يبتاعون في الجاهلية بعرفة
وأخرج عبد بن حميد من طريق هشام بن حسان عن الحسن البصري قال لما فرض الله الحج كان الرجل يكره أن يدخل في حجه تجارة وكانت قريش تجارا فشق ذلك عليهم فذكروا ذلك للنبي فأنزلت هذه الآية ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فمن شاء حمل ومن شاء ترك
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير قال كان التجار يسمون الداج وكانوا ينزلون مسجد منى وينزلون مسجد الخيف وكانوا لا يتجرون حتى نزلت الآية
و أخرج عبد بن حميد من طريق عكرمة
كان الناس لا يتجرون في أيام الحج فأنزل الله ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم وذكره عن ابن عباس
3 - قول آخر قال عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة كانوا إذا أفاضوا من عرفات لم يشتغلوا بتجارة ولم يعرجوا على كسير ولا ضالة فأحل لهم ذلك بقوله تعالى ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم
وأخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال كان هذا الحي من العرب لا يعرجون على كسير ولا على ضالة ليلة النفر وكانوا يسمونها ليلة الصدر ولا يطلبون فيها تجارة ولا بيعا فأحل الله ذلك كله للمؤمنين أن يعرجوا على حوائجهم ويبتغوا من فضل ربهم ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس مثله سواء وزاد بعد قوله ضالة ولا ينتظرون لحاجة). [العجاب في بيان الأسباب:499 - 1/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)}
روى البخاري عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فنزلت {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}، في مواسم الحج.
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير والحاكم وغيرهم من طرق عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكري فهل لنا من حج؟ فقال ابن عمر: جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه، فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم حجاج)) ). [لباب النقول: 38]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} الآية 198.
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه ج5 ص224 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فأنزل الله تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ" قرأ ابن عباس هكذا.
الحديث أخرجه أيضا في كتاب التفسير ج9 ص252 عن شيخه محمد عن ابن عيينة وأخرجه أبو داود ج2 ص75 والحاكم ج1 ص449 وج2 ص277 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي وأخرجه ابن جرير ج2 ص273.
قال أبو داود رحمه الله ج2 ص75: حدثنا مسدد نا عبد الواحد بن زياد نا العلاء بن المسيب نا أبو أمامة التيمي، قال: كنت رجلا أكرى في هذا الوجه وكان ناس يقولون إنه ليس لك حج فلقيت ابن عمر فقلت: أبا عبد الرحمن إني رجل أكرى في هذا الوجه وإن ناسا يقولون إنه ليس لك حج؟ فقال ابن عمر: أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن لك حجا.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يجبه حتى نزلت هذه الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقرأ عليه هذه الآية وقال: ((لك حج)). هذا حديث صحيح.
الحديث أخرجه الإمام أحمد ج2 ص155 والدارقطني ج2 ص292 وابن جرير ج2 ص282). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 36]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:47 AM

نزول قول الله تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ}
أخبرنا التميمي بالإسناد المتقدم الذي ذكرنا عن يحيى بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ}.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السرخسي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا حماد ابن يحيى قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أضللت بعيرًا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا مع الناس بعرفة فقلت: هذا من الحمس ماله هاهنا؟ قال سفيان: والأحمس: الشديد الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى الحمس فجاءهم الشيطان فاستهواهم فقال لهم: إنكم إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم فكانوا لا يخرجون من الحرم ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله عز وجل: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ} يعني عرفة رواه مسلم عن عمرو الناقد عن ابن عيينة). [أسباب النزول:56 - 57]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [الآية: 199]
1 - أسند الواحدي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
ومن طريق سفيان بن عيينة أخبرني عمرو بن دينار أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أضللت بعيرا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله واقفا مع الناس بعرفة فقلت هذا من الحمس ما له ها هنا قال سفيان والأحمس الشديد الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى الحمس فجاءهم الشيطان واستهواهم فقال إنكم أن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم فكانوا لا يخرجون من الحرم ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس يعني عرفة
قلت أما حديث عائشة فأخرجه البخاري ولفظه من طريق محمد بن خازم بمعجمتين وهو أبو معاوية الضرير عن هشام ولفظه يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكانت سائر العرب تقف بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ولفظ مسلم من طريق أبي أسامة كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت كانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قالت عائشة الحمس هم الذين أنزل الله فيهم ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
وأخرجه عبد بن حميد من طريق معمر عن هشام فزاد وعن معمر عن الزهري كان الناس يقفون بعرفة بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس فقال بعضهم لبعض لا تعظموا إلا الحرم فإنكم إن عظمتم غير الحرم أوشك أن يتهاون الناس بحرمكم فقصروا عن موقف الحق فوقفوا بجمع فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس
و أخرج ابن جرير من طريق أبان العطار عن هشام بن عروة عن عروة أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان والحمس ملة قريش وهم مشركون ومن ولدت قريش في خزاعة وبني كنانة كانوا لا يدفعون من عرفة إنما كانوا يدفعون من المزدلفة وهو المشعر الحرام وكانت بنو عامر حمسا وذلك أن قريشا ولدتهم ولهم قيل ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
واما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الشيخان أيضا
ولفظ بن أبي عمر في مسنده عن سفيان هذا من الحمس فماله خرج من الحرم قال سفيان وكانت قريش تسمى الحمس وكانت لا تجاوز الحرم ويقولون نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه وكان سائر الناس يقفون بعرفة وذلك قول الله عز وجل ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قال سفيان والآحمس الشديد في دينه
وأخرج عبد بن حميد من طريق عطاء عن جبير بن مطعم قال كنت مع قريش في منزلهم دون عرفة فأضللت حماري فذهبت أطلبه في الناس الذين بعرفة فوجدت رسول بعرفة قال عطاء وكانت قريش ينزلون دون عرفة وكان سائر أهل الجاهلية ينزلون بعرفة فذلك قول الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات ومن طريق شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة كانت قريش وكل من حولهم من أجير وحليف لا يفيضون مع الناس من عرفات إنما يفيضون من المغمس كانوا يقولون إنما نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس وكانت سنة إبراهيم وإسماعيل الإفاضة من عرفات
وأخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال في روايته كل حليف لهم وبني أخت لهم
وأخرجه من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس نحوه سواء
وأخرج الطبري من طريق حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس كانت العرب تقف بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فدفع النبي الموقف إلى موقف العرب بعرفة
ومن طريق ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح كانت قريش لا أدري قبل الفيل أو بعده ابتدعت أمر الحمس رأيا رأوه بينهم فقالوا نحن بنو إبراهيم
وأهل الحرم والبيت وقاطنو مكة فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلنا ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب حرمكم وقالوا قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم فتركوا الوقوف على عرفة والإفاضة منها وهم يعرفون أنها من المشاعر في دين إبراهيم ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها وقالوا نحن أهل الحرم فلا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكني الحل مثل الذي لهم بولادتهم إياهم فيحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم فكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن حتى قالوا لا ينبغي للحمس أن يأتقطوا الأقط ولا يسلوا السمن وهم حرم ولا يدخلوا بيتا من شعر ولا يستظلوا أن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حراما
2 - قول آخر قال الطبري قال آخرون المخاطب بذلك المسلمون كلهم
والمراد بقوله أفاض أي من جمع والناس إبراهيم عليه السلام
ثم أسنده عن الضحاك بن مزاحم كذلك ورجح الطبري الأول
قلت أخرج البخاري من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال
يطوف الرجل بالبيت الحديث وفيه ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون به ثم ليذكروا الله فيكبروا قبل أن يصبحوا ثم يفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون وقال الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من مزدلفة...... ). [العجاب في بيان الأسباب:505 - 1/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كانت العرب تقف بعرفة، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة، فأنزل الله {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}.
وأخرج ابن المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كانت قريش يقفون بالمزدلفة ويقف الناس بعرفة إلا شيبة بن ربيعة فأنزل الله: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}). [لباب النقول:38 - 39]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} الآية 199.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج3 ص515 طبعة سلفية مع الفتح: حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة: كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس –والحمس قريش وما ولدت- وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا وكان يفيض جماعة الناس من عرفات ويفيض الحمس من جمع. قال: وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قال: كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات.
وقال البخاري رحمه الله ج8 ص186: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
الحديث أخرجه مسلم ج8 ص197 وأبو داود ج2 ص132 والترمذي ج3 ص625 والنسائي ج5 ص255 والطيالسي ج2 ص13 وابن حبان كما في موارد الظمآن ص425 وابن جرير ج2 ص291 وأخرجه ابن جرير ج2 ص292 من حديث ابن عباس نحوه ولكنه من حديث ابن عباس ضعيف لأنه من طريق حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ضعيف وقد نسب هنا إلى جده والمعتمد على حديث عائشة السابق والله تعالى أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 37]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:48 AM

نزول قول الله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَإِذا قَضَيتُم مَّناسِكَكُم فَاِذكُروا اللهَ كَذِكرِكُم آَباءَكُم} الآية
قال مجاهد: كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا بالموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية وأيامهم وأنسابهم فتفاخروا فأنزل الله تعالى: {فَاِذكُروا اللهَ كَذِكرِكُم آَباءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرا}.
وقال الحسن: كانت الأعراب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون: وأبيك إنهم لفعلوا كذا وكذا فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 57]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم} [الآية: 200]
1 - قال الواحدي قال مجاهد كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية وأيامهم وأنسابهم وتفاخروا فأنزل الله تعالى فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
قال وقال الحسن يعني البصري
كانت العرب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون وأبيك أنهم ليفعلون كذا فأنزل الله تعالى هذه الآية
أما قول مجاهد فأخرجه الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه ولفظه فإذا قضيتم مناسككم هو إراقة الدماء فاذكروا الله كذكركم آباءكم تفاخر العرب بينها بفعال آبائها حين يفرغون يوم النحر فأمروا أن يذكروا الله مكان ذلك
وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن مجاهد قال كان أهل الجاهلية من المشركين إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعال آبائهم وأنسابهم في الجاهلية فتفاخروا بذلك
ومن طريق معمر عن قتادة كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فذكروا آباءهم وأيامهم فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكرا الله كثيرا
وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان عن قتادة كان هذا الحي من العرب إنما يهتمون في ذكر آبائهم هو حديث محدثهم إذا حدث وبه يقوم خطيبهم إذا خطب فأنزل الله تعالى كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأخرج الطبري والفاكهي من طريق القاسم بن عثمان عن انس في هذه الآية قال كانوا يذكرون آباءهم في الحج يقول بعضهم كان أبي يطعم الطعام ويقول بعضهم كان أبي يضرب بالسيف ويقول بعضهم كان أبي يجز نواصي بني فلان
زاد الفاكهي ويقوم من كل قبيلة شاعرهم وخطيبهم فيقول فينا فلان وفينا فلان ولنا يوم كذا ودفعنا بني فلان يوم كذا ثم يقوم الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر ثم يقول من يفاخرنا فليأت بمثل فخرنا فمن كان يريد المفاخرة من القبائل قام فذكر مثالب تلك القبيلة وما فيها من المساوئ فكان ذلك من شأنهم حتى جاء الله بالإسلام وأنزل على نبيه في كتابه فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله بذكركم آباءكم يعني دعوا هذه المفاخرة واذكروا الله
وأخرج الطبري والفاكهي أيضا من طريق سفيان عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل كان أهل الجاهلية يذكرون فعال آبائهم في الناس فمن الناس من يقول آتنا غنما هب لنا إبلا فنزلت فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق
وقال الطبري أيضا حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش قال كان أهل الجاهلية إذا فرغوا من الحج قاموا عند البيت فيذكرون آباءهم وأيامهم كان أبي يطعم الطعام وكان أبي يفعل فذلك قوله فاذكروا الله كذكركم آباءكم قال أبو كريب فذكرته ليحيى بن آدم فقلت عمن هو فقال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل
ورد قيس بن الربيع عن عاصم بلفظ كان أهل الجاهلية إذا نظر أحدهم إلى البيت يقول كان أبي كان جدي يقاتل يطعم يفعل يفعل يعد من ذلك ما شاء الله ثم يقول اللهم آتني إبلا اللهم آتني غنما فقال الله تعالى فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأخرج الطبراني في كتاب الدعاء من طريق أبي سعد البقال عن أبي عون الثقفي قال شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها وكانوا إذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأبو سعد اسمه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف
ونقل ابن ظفر عن مقاتل وغيره كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى والجبل فافتخروا بمكارم آبائهم وعن ابن عباس قال هم والله المشركون يسألون الله المال ويقولون اللهم اسقنا المطر وأعطنا لي عدونا الظفر ولا يسألون حظا في الآخرة فإذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل هذه الآية
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق شعبة عن عثمان بن أبي رواد عن عطاء أنه قال في هذه الآية كذكركم قال هو قول الصبي يا بابا
ومن طريق ابن جريج قال عطاء ذكركم آباءكم أبه أمه
ومن طريق أخرى عن عطاء كالصبي يلهج بأبيه وأمه
ومن طريق جويبر عن الضحاك فاذكروا الله كذكركم آباءكم يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس نحوه
ومن طريق العوفي عن ابن عباس كذلك
3 - قول آخر ذكر ابن ظفر عن أبي الحوراء قلت لابن عباس في هذه الآية
إن الرجل ليمر عليه اليوم وما يذكر أباه فقال ليس بذلك يقول أن تغضب لله عز وجل إذا عصي غضبك إذا ذكر والدك بسوء). [العجاب في بيان الأسباب:511 - 1/516]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} [200]
أخرج الطبراني في الدعاء من طريق أبي سعد البقال أحد الضعفاء عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها إذا وكانوا إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم اللهم ارزقني مالا وقال الآخر اللهم ارزقني إبلا وقال الآخر ارزقني غنما فأنزل الله تعالى فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا إلى قوله والله سريع الحساب
وأخرج الطبري من طريق القاسم بن عثمان عن أنس في قوله تعالى فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق قال كانوا يطوفون بالبيت عراة فيدكون ويقولون اللهم اسقنا المطر وأعطنا على عدونا الظفر وردنا صالحين إلى صالحين
ومن طريق مجاهد كانوا يقولون ربنا آتنا نصرا ورزقا ولا يسألون لآخرتهم شيئا ومن طريق السدي نحوه وقال مقاتل كانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا اللهم أكثر أموالنا وأبناءنا ومواشينا وأطل بقاءنا وأنزل علينا الغيث وأنبت لنا المرعى واصحبنا في أسفارنا وأعطنا الظفر على عدونا ولا يسألون ربهم في أمر آخرتهم شيئا فنزلت
وأخرج الطبري من طريق خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة قالا كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة فنزلت هذه الآية
ومن طريق عبد الله بن كثير عن مجاهد كانت العرب يوم النحر حين يفرغون يتفاخرون بفعال آبائهم فأمروا بذكر الله عز وجل مكان ذلك
وأخرج عبد بن حميد من طريق عثمان بن عن عطاء كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم فقال هذا فعل أبي كذا وكذا وقال هذا فعل أبي كذا وكذا فنزلت
ومن طريق طلحة بن عمر عن عطاء كان أهل الجاهلية يتناشدون الأشعار يذكرون فيها آباءهم يفخر بعضهم على بعض فنزلت
وسيأتي عن عطاء خلاف هذا
ومن طريق أسباط عن السدي كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقاموا بمنى يقوم الرجل فيسأل الله اللهم أن أبي كان عظيم الجفنة عظيم القبة كثير المال فأعطني مثل ما أعطيت أبي ليس يذكر الله إنما إنما يذكر أباه ويسأل أن يعطي في الدنيا أخرجه الفريابي عنه). [العجاب في بيان الأسباب:516 - 1/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في المواسم، يقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات، ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله} الآية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة، وذكروا أيامهم في الجاهلية وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف. فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا، فأنزل الله فيهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)} ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين، فيقولون: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)} ). [لباب النقول: 40]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:49 AM

نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ في الحَياةِ الدًنيا} الآية
قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وقال: إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم إني لصادق وذلك قوله: {ويشهد الله على في قلبه} ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه: {وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ} ). [أسباب النزول:57 - 58]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} [الآية: 204]
1 - قال الواحدي قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي بالمدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي ذلك منه وقال إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم أنني صادق وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه ثم خرج من عند النبي فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل
قلت أسند بعضه الطبري من رواية أسباط عن السدي قال في قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآيتين نزلتا في الأخنس
وقال عبد بن حميد حدثنا يعلى هو ابن عبيد سمعت الكلبي يقول كنت جالسا بمكة فسألني رجل عن هذه الآية فقلت نزلت في الأخنس فلما قمت تبعني شاب من ولده فقال إن القرآن إنما أنزل في أهل مكة فإن رأيت أن لا تسمي أحدا حتى تخرج منها فافعل
وعزاه الثعلبي للسدي والكلبي ومقاتل وساقه مطولا بلفظ مقاتل وساق مقاتل نسب الأخنس إلى ثقيف ونسب أمه ريطة إلى بني عامر بن لؤي قال وكان عديد بني زهرة وكان يأتي النبي بالمدينة فيخبره أنه يحبه
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر إلى ابن عباس
قال لما أصيبت السرية أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة قال رجال من المنافقين يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا لا هم قعدوا في بيوتهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله في ذلك ومن الناس من يعجبك إلى قوله على ما في قلبه أي من النفاق وهو ألد الخصام أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك وإذا تولى أي خرج من عندك إلى قوله المهاد وأنزل في السرية المذكورة ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
وفي لفظ من هذا الوجه لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرثد بالرجيع قال رجال من المنافقين فذكر نحوه
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية ومن الناس من يعجبك قوله قال هذا عبد كان حسن القول سيء العمل كان يأتي رسول الله فيحسن له القول فإذا خرج سعى في الأرض ليفسد فيها
ومن طريق أبي معشر سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب
فقال إن في بعض الكتب إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر الحديث فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية فقال محمد بن كعب إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد
ومن طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن كعب القرظي عن نوف وكان يقرأ الكتب فذكر نحو صدر الحديث قال
فقال محمد بن كعب تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال
نزلت في رجل كان يأتي إلى النبي فيقول أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق من عند الله حتى يعجب النبي بقوله ثم يقول وأيم الله يا رسول الله إن الله ليعلم أن الذي في قلبي على ما نطق به لساني قال وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه
وساق الثعلبي قصة سرية الرجيع فقال وقال ابن عباس ومقاتل نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله إنا أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا وكان ذلك مكرا منهم فبعث إليهم خبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد وغيرهما فذكر القصة مطولة وقوله فيها إن قريشا هم الذين بعثوا في ذلك منكر مردود والقصة في الصحيح والمغازي لموسى بن عقبة وابن إسحاق لغير قريش وذلك أشهر من أن يستدل عليه). [العجاب في بيان الأسباب:519 - 1/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما أصيب السرية التي فيها عاصم ومرثد، قال رجلان: من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، فأنزل الله {ومن الناس من يعجبك قوله} الآية.
أخرج ابن جرير عن السدي قال: نزلت في الأخنسن شريق، أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأظهر له الإسلام، فأعجبه ذلك منه، ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر، فأنزل الله الآية). [لباب النقول: 40]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:49 AM

نزول قول الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} [206]
قال الطبري اختلف في من عني به فقيل هو الأخنس وقائل ذلك جعل الضمير لمن قيل في حقه يعجبك قوله وقد تقدم بيان من قال أنه الأخنس وقيل عني بها كل فاسق ومنافق وأورد ما يشعر بذلك عن علي وابن عباس
وقال الثعلبي في سياقه قصة الرجيع جاء رجل من المشركين يقال له سلامان أبو ميسرة ومعه رمح فوضعه بين ثديي خبيب بن عدي فقال له خبيب اتق الله فما زاده ذلك إلا عتوا فأنفذه فنزلت
قلت وهذا أيضا منكر فإن الذي في الصحيح ان الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة بن الحارث النوفلي). [العجاب في بيان الأسباب:523 - 1/524]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:50 AM

نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ} الآية.
قال سعيد بن المسيب: أقبل صهيب مهاجرًا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم فقالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبا يحيى ربح البيع ربح البيع)) وأنزل الله: {وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ} وقال المفسرون: أخذ المشركون صهيبًا فعذبوه فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال فقال له أبو بكر: ربح بيعك أبا يحيى فقال صهيب: وبيعك فلا يخسر ما ذاك؟ فقال أنزل الله فيك كذا وقرأ عليه هذه الآية، وقال الحسن: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له: قل لا إله إلا الله فإذا قلتها عصمت مالك ودمك فأبى أن يقولها فقال المسلم: والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى قتل وقيل نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قال أبو الخليل سمع عمر بن الخطاب أنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر: إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل). [أسباب النزول:58 - 59]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} [207]
1 - قال الواحدي قال سعيد بن المسيب أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته
وأخذ قوسه ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم فقالوا دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي قال
ربح البيع أبا يحيى ربح البيع فأنزل الله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله
قلت أخرجه ابن أبي خيثمة من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلا
وأخرج الطبري من تفسير سنيد بن داود من رواية ابن جريج عن عكرمة قال أنزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر الغفاري جندب بن السكن أخذ أهل أبي ذر أبا ذر فانفلت منهم فقدم على النبي مهاجرا فعرضوا له وكانوا بمر الظهران فانفلت أيضا حتى قدم المدينة وأما صهيب فأخذه أهله فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا فأدركه قنفذ بن عمير بن جدعان فخرج له ما بقي من ماله فخلى سبيله
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال كان رجل من أهل مكة أسلم فأراد أن يهاجر فتبعوه وحبسوه فذكر القصة بطولها بنحوه ولم يسم صهيبا
وأخرج الطبراني من طريق ابن جريج نحو رواية سنيد لكن لم يذكر فيه عكرمة
ثم قال الواحدي وقال المفسرون أخذ المشركون صهيبا فعذبوه فقال لهم صهيب إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال فقال أبو بكر ربح البيع أبا يحيى فقال صهيب وبيعك فلا يخسر وما ذاك
قال أنزل الله تعالى فيك كذا وقرأ عليه الآية
قلت هو سياق مقاتل لكن في آخره أن الذي لقيه أبو بكر إلى آخر كلامه
2 - قول آخر نقل الثعلبي عن ابن عباس والضحاك نزلت في الزبير والمقداد حين أنزلا خبيب بن عدي من خشبته التي صلب عليها وقال أكثر المفسرين نزلت في صهيب
3 - قول آخر قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال هم المهاجرون والأنصار وأخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة أتم منه
4 - قول آخر قال الواحدي وقال الحسن أتدرون فيمن نزلت هذه الآية نزلت في أن المسلم لقي الكافر فقال له قل لا إله إلا الله فإذا قلتها
عصمت فأبى أن يقولها فقال المسلم والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى قتل
5 - قول آخر قال الواحدي وقيل نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال الواحدي وقال أبو الخليل سمع عمر ابن الخطاب إنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر أنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل
قلت أسنده عبد بن حميد عن محمد بن بكر عن زياد أبي عمر سمعت أبا الخليل صالحا يقول
سمع عمر رجالا فذكر مثله لكن قال فاسترجع فقال إنا لله وإنا إليه راجعون وفي السند انقطاع
وأخرج الطبري من رواية أبي رجاء العطاردي عن علي نحوه
6 - وقال الثعلبي رأيت في بعض الكتب أنها نزلت في علي بن أبي طالب لما نام في فراش النبي بعد أن هاجر يقيه بنفسه وساق القصة مطولة ثم ساقها بسند له إلى الحكم بن ظهير أحد الهلكى وممن رمي بالرفض عن السدي قال: قال ابن عباس نزلت في علي حين خرج النبي إلى الغار الحديث).[العجاب في بيان الأسباب:525 - 1/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}
أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن مسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فأتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته. ثم قال: يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة وخليتم سبيلي قالوا: نعم، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ربح البيع أبا يحيى ربح أبا يحيى)) ونزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}.
وأخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا
وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة
أخرجه أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، وفيه التصريح بنزول الآية وقال: صحيح على شرط مسلم
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في صهيب وأبي ذر جندب بن السكن أحد أهل أبي ذر). [لباب النقول: 40]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية 207.
قال الإمام أبو عبد الله الحاكم في مستدركه ج3 ص398: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما خرج صهيب مهاجرا تبعه أهل مكة، فنثل كنانته، فأخرج منها أربعين سهما فقال: لا تصلون إليَّ حتى أضع في كل رجل منكم سهما ثم أصير بعده إلى السيف فتعلمون أني رجل وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم قال: وحدثنا حماد بن سلمة بن ثابت عن أنس نحوه ونزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أبا يحيى ربح البيع)) قال وتلا عليه الآية.
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
الحديث له طرق أخر أغلبها مراسيل كما في الإصابة ج2 ص188 وفي الطبقات لابن سعد ج3 ص162 و163 من القسم الأول وهي بمجموعها تزيد الحديث قوة وتدل على ثبوته). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 38]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:51 AM

نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} الآية
أخبرني أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن في روايته عنه أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم قاموا بشرائعه وشرائع موسى، فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعد ما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنا نقوى على هذا وهذا، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 59]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} [الآية: 208]
أخرج الواحدي من تفسير عبد الغني الثقفي 170 بسنده إلى عطاء عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي قاموا بشرائعه وشرائع موسى فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا إنا نقوم على هذا وعلى هذا وقالوا للنبي إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة
قلت تقدم إن عبد الغني واه وذكره مقاتل بن سليمان قال سبب نزولها أن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من اهل التوراة استأذنوا النبي في قراءة التوراة في الصلاة فقال خذوا سنن محمد وشرائعه
كذا أورده ابن ظفر والذي في تفسير مقاتل أن عبد الله بن سلام وسلام بن قيس وأسدا وأسيدا ابني كعب ويامين بن يامين وهم مؤمنو أهل التوراة وزاد في آخره فإن قرآن محمد نسخ كل كتاب كان قبله
وقد أخرجه الطبري من وجه آخر عن ابن عباس وإن كان فيه انقطاع فهو أمثل من هذا فأخرج من طريق سنيد واسمه حسين بن داود قال حدثني حجاج هو ابن محمد عن ابن جريج قال: قال ابن عباس في قوله ادخلوا في السلم كافة قال هم أهل الكتاب
و من طريق عبيد بن سليمان سمعت الضحاك يقول مثله وبه إلى ابن جريج عن عكرمة قوله ادخلوا في السلم كافة قال نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعية بن عمرو وقيس بن زيد وكلهم
من يهود قالوا يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه
.......................
على ذلك واستظهر الطبري بحديث أبي هريرة المخرج أصله في الصحيحين فساق من طريق معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذه الآية فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه قال: قال رسول الله نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فهذا اليوم الذي هدانا الله له والناس لنا فيه تبع غدا لليهود بعد غد للنصارى
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه رفعه نحن الآخرون السابقون فذكر فيه الهداية للجمعة وزاد فيه واختلفوا في الصلاة فمنهم من يركع ولا يسجد ومنهم من يسجد ولا يركع ومنهم من يصلي وهو يتكلم ومنهم من يصلي وهو يمشي). [العجاب في بيان الأسباب:529 - 1/532]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعية بن عمرو وقيس بن زيد، كلهم من يهود: قالوا: يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها بالليل، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} الآية). [لباب النقول: 41]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:52 AM

نزول قول الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} الآية
قال قتادة والسدى: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر والخوف والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى، وكان كما قال الله تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر} وقال عطاء: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة اشتد الضر عليهم، لأنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا رضا الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر قوم من الأغنياء النفاق، فأنزل الله تعالى تطيبا لقلوبهم: {أم حسبتم} الآية). [أسباب النزول: 60]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا} [الآية :214]
1 - قال الواحدي قال قتادة والسدي نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف والحر والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى فكان كما قال الله تعالى وبلغت القلوب الحناجر
قلت أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال: أصابهم هذا يوم الأحزاب حين قال قائلهم ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا
2 - قال الواحدي وقال عطاء لما دخل رسول الله وأصحابه المدينة اشتد الضرر عليهم فإنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين وآثروا رضي الله ورسوله وأظهرت لهم اليهود العداوة وأسر قوم من الأغنياء النفاق فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم أم حسبتم أن تدخلوا الجنة الآية). [العجاب في بيان الأسباب:532 - 1/533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}
قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال: نزلت في يوم الأحزاب، أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر.
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}
أخرج ابن جرير عن ابن جريح قال: سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يضعون أموالهم؟، فنزلت {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا ننفق من أموالنا، وأين نضعها؟ فنزلت). [لباب النقول: 41]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:52 AM

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون} الآية
قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله بماذا نتصدق؟ وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية عطاء: نزلت الآية في رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي دينارا فقال: ((أنفقه على نفسك))، فقال: إن لي دينارين، فقال: ((أنفقهما على أهلك))، فقال: إن لي ثلاثة، فقال: ((أنفقهما على خادمك))، فقال إن لي أربعة، فقال: ((أنفقها على والديك))، فقال: إن لي خمسة، فقال: ((أنفقها على قرابتك))، فقال: إن لي ستة فقال: ((أنفقها في سبيل الله، وهو أحسنها)) ). [أسباب النزول: 60]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون}[الآية: 215]
1 - قال مقاتل نزل الأمر بالصدقة قبل أن ينزل لمن الصدقة فسأل عمرو بين الجموح فنزلت
وقال الثعلبي نزلت في عمرو بن الجموح كان شيخا كبيرا فقال
يا رسول الله بماذا نتصدق وعلى من ننفق فنزلت
كذا ذكره بغير إسناد وعزاه الواحدي لرواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وذكره ابن عسكر في ذيل الأعلام بلفظ نزلت في عمرو بن الجموح سأل عن مواضع النفقة فنزلت يسألونك ماذا ينفقون ثم سأل بعد ذلك كم النفقة فنزلت الآية الأخرى قل العفو ونسبه إلى ابن فطيس
2 - قول آخر أخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي بسنده الواهي عن عطاء عن ابن عباس نزلت في رجل أتى النبي فقال أن لي دينارا فقال أنفقه على نفسك قال إن لي دينارين قال أنفقهما على أهلك قال فإن لي ثلاثة قال أنفقها على خادمك قال فإن لي أربعة قال أنفقها على والدتك قال فإن لي خمسة قال أنفقها على قرابتك قال فإن لي ستة قال أنفقها في سبيل الله هو أحسنها وهذا سياق منكر والمعروف في هذا المتن غير هذا السياق وهو ما أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي فقال يا رسول الله معي دينار قال أنفقه على نفسك قال يا رسول الله عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال عندي آخر قال تصدق به على خادمك قال عندي آخر قال أنت أبصر ووقع عند أبي داود بلفظ تصدق وعند غيره بلفظ أنفق وقدم أبو داود الولد على الزوجة والنسائي الزوجة على الولد وهكذا ذكره الثعلبي عن أبي هريرة لكن زاد بعد الولد الوالدين ثم القرابة والباقي سواء إلا أنه لم يذكر الخادم وليس عندهم أن هذه الآية نزلت في ذلك وقال قتادة في سبب نزولها أهمتهم النفقة فسألوا نبي الله فنزلت ما أنفقتم من خير وأخرج الطبري نحوه عن مجاهد). [العجاب في بيان الأسباب:533 - 1/536]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:53 AM

نزول قول الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} [الآية: 216]
هي نحو قوله تعالى في سورة النساء فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية الآية
وكأن هذه سابقة على آية البقرة فإن فيها نوع تسلية وترغيب في امتثال الأمر بالقتال
[العجاب في بيان الأسباب: 1/536]
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال كره المسلمون القتال فقال الله تعالى عسى أن تكرهوا القتال وهو خير لكم يقول إن في القتال الغنيمة والظهور والريادة أي اجتماعا وافتراقا وفي تركه يفوت ذلك). [العجاب في بيان الأسباب: 1/537]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:54 AM

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين، وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ووجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام فاختصم المسلمون، فقال قائل منهم: لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين وبين المشركين، فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتحل القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} إلى آخر الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش، ومعه نفر من المهاجرين، فقتل عبد الله بن واقد الليثي عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب، وأسروا رجلين، واستاقوا العير، فوقف على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام))، فقالت قريش: استحل محمد الشهر الحرام، فنزلت: {يسألونك عن الشهر الحرام} إلى قوله: {والفتنة أكبر من القتل} أي قد كانوا يفتنونكم وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم، وهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم بالله
قال الزهري: لما نزل هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير، وفادى الأسيرين ولما فرج الله تعالى عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من غم طمعوا فيما عند الله من ثوابه، فقالوا: يا نبي الله أنطمع أن تكون غزوة ولا نعطى فيها أجر المجاهدين في سبيل الله؟ فأنزل الله تعالى فيها {إن الذين
آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا} الآية.
قال المفسرون: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين سعد بن أبي وقاص الزهري وعكاشة بن محصن الأسدي وعتبة بن غزوان السلمي وأبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسهيل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن بكير، وكتب لأميرهم عبد الله بن جحش كتابا وقال: ((سر على اسم الله، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض لما أمرتك، ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك))، فسار عبد الله يومين، ثم نزل وفتح الكتاب، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة، فترصد بها عير قريش، لعلك أن تأتينا منه بخبر)) فلما نظر عبد الله الكتاب قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه ذلك، وقال: إنه قد نهاني أن أستكره أحدا منكم حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع وقد أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه، فاستأذنا أن يتخلفا في طلب بعيرهما، فأذن لهما فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله ببقية أصحابه حتى وصلوا بطن نخلة بين مكة والطائف، فبينما هم كذلك إذ مرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة الطائف، فيهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل بن عبد الله المخزوميان، فلما رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هابوهم، فقال عبد الله بن جحش: إن القوم قد زعروا منكم فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم، فإذا رأوه محلوقا آمنوا وقالوا قوم عمار، فحلقوا رأس عكاشة ثم أشرف عليهم فقالوا: قوم عمار لا بأس عليكم فأمنوهم، وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وكانوا
يرون أنه من جمادى أو هو رجب، فتشاور القوم فيهم وقالوا: لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم، فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، وكان أول قتيل من المشركين، واستأسر الحكم وعثمان، فكانا أول أسيرين في الإسلام، وأفلت نوفل وأعجزهم، واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف ويبذعر الناس لمعايشهم فسفك فيه الدماء وأخذ فيه الحرائب، وعير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين، فقالوا: يا معشر الصباة استحللتم الشهر الحرام فقاتلتم فيه، وتفاءلت اليهود بذلك وقالوا: قد وقدت الحرب وعمرو عمرت الحرب، والحضرمي حضرت الحرب، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لابن جحش وأصحابه: ((ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، ووقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا، فعظم ذلك على أصحاب السرية وظنوا أن قد هلكوا، وسقط في أيديهم وقالوا: يا رسول إنا قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب، فلا ندري أفي رجب أصبناه أو في جمادى، وأكثر الناس في ذلك، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير فعزل منها الخمس، فكان أول خمس في الإسلام، وقسم الباقي بين أصحاب السرية، فكان أول غنيمة في الإسلام، وبعث أهل مكة في فداء أسيريهم، فقال: بل نقفهما حتى يقدم سعد وعتبة، فإن لم يقدما قتلناهما بهما، فلما قدما فاداهما، وأما الحكم بن كيسان فأسلم وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة، فمات بها كافرا، وأما نوفل فضرب بطن فرسه يوم الأحزاب ليدخل الخندق على المسلمين، فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعا، فقتله الله تعالى، وطلب المشركون جيفته بالثمن، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوه فإنه خبيث الجيفة خبيث الدية))، فهذا سبب نزول قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} والآية التي بعدها). [أسباب النزول:60 - 64]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} [الآية: 217]
أخرج الطبراني في المعجم الكبير من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي هو ابن لاحق وهو اسم بلفظ النسب ثقة عن أبي السوار العدوي هو حسان بن حريث على الراجح ثقة أيضا عن جندب بن عبد الله عن النبي أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله فجلس وبعث عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما قرأ الكتاب استرجع ثم قال سمعا وطاعة لله ورسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلهم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام الآية فقال بعضهم إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله عز وجل إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله
الآية
وهذا سنده حسن وقد علق البخاري طرفا منه في كتاب العلم من صحيحه
وأخرجه الطبري من هذا الوجه وهذه القصة ذكرها محمد بن إسحاق في كتاب المغازي قال حدثني الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله عبد الله بن جحش مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا وذكر أسماءهم فالأمير عبد الله بن جحش وعكاشة بن محصن وعتبة بن غزوان وسعد بن أبي وقاص وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن البكير وسهيل بن بيضاء قال فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه إذا نظرت في كتابي فسر حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال سمع وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله أن أمضي إلى نخلة إلى آخره فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فإني ماض لأمر رسول الله فمضى ومضى أصحابه معه فلم يتخلف عنه أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد وعتبة بعيرا لهما كان يعتقبان عليه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله ومن معه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن
الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وأخوه نوفل بن عبد الله والحكم بن كيسان مولاهم فلما رآهم القوم خافوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه آمنوا وقالوا قوم عمار فلا بأس علينا منهم وتشاور القوم وذلك آخر يوم من جمادى فقال القوم والله إن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم ثم تشجعوا عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان والحكم وأفلت نوفل فأعجزهم وقدم عبد الله بن جحش وأصحابه بالغنيمة والأسيرين على رسول الله بالمدينة قال ابن إسحاق وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله مما غنمتم الخمس وذلك قبل أن يفرض الخمس من الغنائم فعزل خمس الغنيمة وقسم سائرها بين أصحابه فلما قدموا على رسول الله قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم المسلمون فيما صنعوا وقالوا لهم صنعتم ما لم تؤمروا به وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام فسفكوا فيه
الدم الحرام وأخذوا فيه الأموال وأسروا فقال من بمكة من المسلمين إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى وقالت اليهود تتفاءل على المسلمين عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله ذلك عليه وبهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه إلى آخر الآيات فلما نزل القرآن بهذا فرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه وقبض رسول الله الخمس ورواه شعيب عن الزهري مختصرا ومن طريقه أخرجه الواحدي وفيه وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل من المشركين بيد المسلمين فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي فقالوا أتحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال الآية
وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وعن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس نحو رواية شعيب باختصار ولم يذكر عروة وزاد الزهري وكان فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل له بعد
وأخرج عبد بن حميد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة فذكر القصة مختصرة وعنده إن رجلا من المشركين آذى رسول الله فقتله رجل من المسلمين فأنكروا عليه من كان معه وفي آخره فقال المسلمون لأهل السرية قد عوفيتم من الإثم فليس لكم أجر فأنزل الله إن الذين آمنوا والذين هاجروا الآية
ومن طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي مالك في هذه القصة والمسلمون يرون أنه آخر يوم من جمادى الآخرة وهو أول يوم من رجب وفيه فقال المشركون تزعمون أنكم تحلون الحلال وتحرمون الحرام وقد قتلتم في الشهر الحرام
و عند الفريابي من طريق مجاهد في هذه الآية نزلت في رجل من بني سهم كان في سرية فمر بابن الحضرمي وهو يحمل خمرا من الطائف إلى مكة وكان بين قريش والمسلمين عهد وفي الشهر الحرام فنزلت تقول الكفر والصد عن سبيل الله وما ذكره كل ذلك أكبر من قتل ابن الحضرمي
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي هذه القصة بطولها نحو سياق ابن إسحاق وقال في أسمائهم أبو حذيفة بن عتبة وعامر بن فهيرة بدل عكاشة وخالد وقال فيه وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن ملل وهو بفتح الميم واللام بعدها لام أخرى وقال عبد الله بن المغيرة والمغيرة بن عثمان بدل عثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل أخيه وقال فيه وانفلت المغيرة وقال فكانت أول غنيمة غنمها
الصحابة وقال فيه فطلبوا أن يفادوا بالأسيرين فقال النبي
حتى ننظر ما فعل سعد ورفيقه وقال فيه فقالوا يزعم محمد أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام
وذكر ابن ظفر انه وقع في رواية قتادة عبد الله بن واقد كذا قال والمحفوظ واقد بن عبد الله كما تقدم ونقل حديث جندب من كتاب الأحكام لإسماعيل القاضي فقال بدل أبي عبيدة بن الجراح عبيدة بن الحارث بن المطلب). [العجاب في بيان الأسباب:537 - 1/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}
أخرج ابن جرير وأبن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في سننه عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا، وبعث عليهم عبد الله بن جحش فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية، فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا
وزرا ليس لهم أجر، فأنزل الله {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم}.
وأخرجه ابن منده في الصحابة من طريق ابن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس). [لباب النقول:41 - 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:55 AM

نزول قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} [الآية: 218]
تقدم في قوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه
و نقل ابن ظفر عن الزهري قال
لما فرج الله عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من الغم لقتالهم في الشهر الحرام طمعوا في الثواب فقالوا يا نبي الله أنطمع أن تكون هذه غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين فنزلت هذه الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 1/544]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:56 AM

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية
نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ ابن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول:64 - 65]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الخمر والميسر} [الآية: 219]
أسند الإمام أحمد عن أبي هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس الآية فقال الناس لم تحرم علينا إنما قال فيهما إثم فكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون الآية فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق فنزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان الآية فقالوا انتهينا يا رب وفي رجاله أبو المعشر المدني وهو ضعيف وله شاهد من حديث ابن عمر وستأتي بقية طرقه في تفسير سورة النساء وتفسير سورة المائدة إن شاء الله تعالى
وقال مقاتل في تفسيره نزلت في عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ونفر من الأنصار أتوا رسول الله فقالوا أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال فأنزل الله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر الآية
وقال الثعلبي نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار قالوا يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر). [العجاب في بيان الأسباب:545 - 1/546]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} [219]
تقدم وقال الثعلبي حثهم رسول الله على الصدقة ورغبهم فيها فقالوا ماذا ننفق
وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله فقالا يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا فأنزل الله الآية
ومن طريق ابن أبي ليلى عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس قال ما يفضل عن أهلك
وقال مقاتل بن سليمان أمر النبي بالصدقة قبل أن تنزلت الصدقات في براءة فقال عمرو بن الجموح كم ننفق وعلى من ننفق فقال: قال تعالى
قل العفو يقول فضل قوتك فإن كان الرجل من أهل الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره وإن كان من أهل الزرع والنخل أمسك بما يكفيه في سنته وتصدق بسائره وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه في يومه وتصدق بسائره فما زالوا على ذلك حتى نزلت آية الصدقات في براءة). [العجاب في بيان الأسباب:564 - 1/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)}
قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر} يأتي حديثها في سورة المائدة.
قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون}.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا فما ننفق منها؟ فأنزل الله {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} وأخرج أيضا عن يحيى أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؟، فأنزل الله هذه الآية). [لباب النقول: 42]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} الآية 219: يأتي حديثها في المائدة.
ثم وجدته من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عمر وقد قال أبو زرعة أنه لم يسمع من عمر فتركته، قال الإمام أحمد رحمه الله (1/53).
حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} قال فدعى عمر رضي الله عنه
فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فلما بلغ {فهل أنتم منتهون} قال: عمر رضي الله عنه: انتهينا انتهينا.
قال أبو زرعة لم يسمع عمرو بن شرحبيل من عمر.. قال البخاري (6/341) عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الكوفي سمع عمر وابن مسعود رضي الله عنهما.
وقال في الجرح والتعديل (6/237) عمرو بن شرحبيل سمع عمر وابن مسعود سمعت أبي يقول ذلك والمثبت مقدم على النافي والحمد لله وحده). [الصحيح المسند في أسباب النزول:38 - 39]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:57 AM

نزول قول الله تعالى: (فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) )

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} وقالوا: لمّا نزلت: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيراً} قال: فارقهم المسلمون وفرقوا من ذلك فرقًا شديدًا حتّى عزلوا طعامهم من طعامهم، وشرابهم من شرابهم، وآنيتهم من آنيتهم، قال: فأضرّ ذلك بالأيتام، فنزلت {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاحٌ لهم خيرٌ وإن تخالطوهم فإخوانكم واللّه يعلم المفسد من المصلح} إنّ اللّه لا يخفى عليه الّذين يريدون الإصلاح لهم والإفساد علهيم، قال: فرجعوا فخالطوهم كما كانوا يخالطونهم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 80]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن اليتامى} الآية
أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج قال: حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا سفيان الثوري عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} عزلوا أموالهم عن أموالهم. فنزلت {قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} فخلطوا أموالهم بأموالهم.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله عز وجل: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، وجعل يفضل الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، واشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم} فتخلطوا طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم). [أسباب النزول: 65]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} [الآية: 220]
أخرج أحمد والنسائي وعبد بن حميد والحاكم من طريق عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لما نزلت ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي فنزلت
لفظ إسرائيل عند أحمد ولفظ النسائي من رواية أبي كدينة نحوه وزاد ونزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه
فشق ذلك على الناس فشكوا إلى النبي ذلك فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير إلى قوله حكيم
وأخرجه سفيان الثوري في تفسيره من رواية أبي حذيفة النهدي عنه عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر ابن عباس وهو أقوى فإن عطاء ابن السائب ممن اختلط وسالم أتقن منه
ووافق الثوري على إرساله قيس بن الربيع عن سالم وسياقه أتم ولفظه كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم فيكون لليتيم الصرمة من الغنم ويكون الخادم لأهل ذلك البيت فيبعثون خادمهم فيرعى للأيتام وتكون لأهل البيت الصرمة من الغنم والخادم للأيتام فيبعثون خادم الأيتام يرعى عليهم فإذا كان الرسل وضعوا أيديهم جميعا ويكون الطعام للأيتام 181 والخادم لأهل البيت أو يكون الخادم للأيتام والطعام لأهل البيت فيأمرون الخادم فتصنع الطعام فيضعون
أيديهم جميعا فلما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية قالوا هذه موجبة فاعتزلوهم وفرقوا ما كان من خلطه فشق ذلك عليهم وشكوا للنبي فقالوا إن الغنم ليس لها راع والطعام ليس له من يصنعه فقال قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم فنزلت ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم
وعن قيس عن أشعث بن سوار عن الشعبي لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح وهذا مرسل يعضد الأول
وجاء من وجه ثالث مرسل أيضا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فذكر نحو الأول وقال في روايته فلم يخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال فشق ذلك على الناس فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى الآية
وأخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد بن شيبان النحوي عن قتادة لكن قال في روايته كان قد نزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن فكانوا لا يخالطوهم
وجاء من وجه رابع مرسل ذكر الثعلبي من طريق العوفي بسنده عن ابن عباس قال كانت العرب في الجاهلية يعظمون شأن اليتيم ويشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة ولا يستخدمون له خادما وكانوا يتشاءمون بملابسة
أموالهم فلما جاء الإسلام سألوا عن ذلك فنزلت هكذا حكاه الثعلبي عن ابن عباس من رواية عطية عنه وحكى مثله عن السدي والضحاك وحكى عن ابن عباس من رواية على بن أبي طلحة عنه لما نزل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن الآية وإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية اعتزلوا أموال اليتامى إلى آخره قال وعن قتادة والربيع بن أنس مثله
و أخرج عبد بن حميد من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح قال لما نزل في اليتامى ما نزل اجتنبهم الناس فلم يؤاكلوهم ولم يشاربوهم ولم يخالطوهم فأنزل الله تعالى إصلاح لهم خير فخالطهم الناس في الطعام وفيما سوى ذلك
وقال مقاتل بن سليمان لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما أشفق المسلمون فذكر نحو ما تقدم فقال ثابت بن رفاعة الأنصاري
قد سمعنا ما انزل الله عز وجل فعزلناهم والذي لهم فشق علينا وعليهم فهل يصلح لنا خلطهم فيكون البيت والطعام واحدا والخدمة وركوب الدابة فنزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم يقول ما كان لليتيم فيه صلاح فهو خير). [العجاب في بيان الأسباب:547 - 1/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}
أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: لما نزلت {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى} الآية، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {ويسألونك عن اليتامى} الآية). [لباب النقول:42 - 43]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 01:58 AM

نزول قول الله تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية
أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد الجرشي حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال: حدثنا أبو خالد حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل ابن حيان قال: نزلت في أبي مرثد الغنوي، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها، وهي امرأة مسكينة من قريش، وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد مسلم، فقال: يا نبي الله إنها لتعجبني، فأنزل الله عز وجل: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن}
أخبرنا أبو عثمان قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، وكانت له أمة سوداء وإنه غضب عليها فلطمها، ثم إنه فزع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما هي يا عبد الله؟)) فقال: يا رسول الله هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، فقال: ((يا عبد الله هذه مؤمنة))، قال عبد الله: فو الذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا: نكح أمة، وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم
رغبة في أحسابهم، فأنزل الله تعالى فيه: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} الآية.
وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من غني يقال له مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسراء، فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق، وكانت خليلة له في الجاهلية، فلما أسلم أعرض عنها، فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا نخلو، فقال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا، ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنته في ذلك ثم تزوجتك، فقالت له: أبي تتبرم، ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا، ثم خلوا سبيله، فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها، فقال: يا رسول الله أيحل أن أتزوجها؟ فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله: {ولا تنكحوا المشركات}). [أسباب النزول:66 - 67]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة} [221]
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي نزلت في عبد الله بن رواحة وكانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها ثم فزع فأتى النبي فاخبره فقال ما هي يا عبد الله قال تصلي وتصوم وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا عبد الله هذه مؤمنة فقال والذي بعثك بالحق لأعتقنها وأتزوجها فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا نكح أمة وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين 183 وينكحوا المشركات رغبة في أحسابهم فنزلت
ومن طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن نزلت في أبي مرثد الغنوي استأذن النبي في عناق أن يتزوجها وهي امرأة مسكينة من قريش وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد يومئذ مسلم فقال يا رسول الله إنها تعجبني فأنزل الله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن إلى آخر الآية
وبه إلى مقاتل بن حيان بلغنا في قوله ولأمة مؤمنة خير من مشركة إنها كانت أمة لحذيفة سوداء فأعتقها وتزوجها
وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بعث رسول الله رجلا من غني يقال له مرثد بن ابي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسرا فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق وكانت خليلة له في الجاهلية فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت ويحك يا مرثد ألا تخلو فقال إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت استأذنت رسول الله في ذلك فقالت له أبي تتبرم ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله فأعلمه بالذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي بسببها فقال يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها فنهاه عن ذلك ونزلت ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن الآية
و ذكره مقاتل بمعناه وطوله وقال في أوله كان أبو مرثد رجلا صالحا واسمه أيمن وكان المشركون أسروا أناسا من المسلمين فكان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا فيرصد المسلم ليلا فإذا خرج إلى البراز خرج معه من يحفظه فيتركه عند البراز فينطلق أبو مرثد فيحمل الرجل على عنقه حتى يلحقه بالمدينة فانطلق مرة فلقي عناق فذكر قصتها وقوله إن أبا مرثد اسمه أيمن منكر والمعروف أن اسمه كناز بفتح الكاف وتشديد النون وآخره زاي منقوطة). [العجاب في بيان الأسباب:551 - 1/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي عن مقاتل قال: نزلت هذه الآية في ابن أبي مرثد الغنوي، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها، وهي مشركة وكانت ذات حظ من جمال، فنزلت.
قوله تعالى: {ولأمة مؤمنة} الآية.
أخرج الواحدي من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن رواحة كانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها، ثم إنه فزع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين، وقالوا: ينكح أمة، فأنزل الله هذه الآية
وأخرجه ابن جرير عن السدي منقطعا). [لباب النقول: 43]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 02:00 AM

نزول قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض} الآية
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد ابن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد بن مشكان قال: حدثنا حيان قال حدثنا حماد قال: أخبرنا ثابت، عن أنس، أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت، فلم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله عز وجل: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} إلى آخر الآية رواه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد الكردواني الحراني قال: حدثني أبي، عن سابق بن عبد الله الرقي، عن خصيف، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} قال: إن اليهود قالت: من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض، وعما قالت اليهود، فأنزل الله عز وجل: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} - يعني الاغتسال - {فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} - يعني القبل - {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} - فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه.
وقال المفسرون: كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلها ولم يشاربوها ولم يساكنوها في بيت كفعل المجوس، فسأل أبو الدحداح
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن؟ فأنزل الله هذه الآية). [أسباب النزول:67 - 69]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} [الآية: 222]
أخرج مسلم من طريق ثابت البناني عن أنس إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل النبي فأنزل الله تعالى يسألونك عن المحيض قل هو أذى الآية فأمرهم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن وأن يكونوا معهن في البيوت وأن يفعلوا كل شيء ما خلا النكاح فقالت اليهود ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه فجاء عباد بن بشر وأسيد بن حضير فأخبراه بذلك وقالا يا رسول الله أفلا ننكحهن في المحيض فتمعر وجه رسول الله حتى ظننا أنه قد غضب عليهما فقاما فاستقبلهما هدية من لبن فأرسل النبي في آثارهما فسقاهما فعلمنا أنه لم يغضب عليهما
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية إذا حاضت المرأة لم يجامعوها في بيت ولم يؤاكلوها في إناء فأنزل الله تعالى في ذلك وحرم فرجها وأحل ما سوى ذلك
وقال مقاتل بن سليمان نزلت هذه الآية في عمر بن الدحداح الأنصاري وهو من بلى حي من قضاعة فلما نزلت فاعتزلوا النساء أخرجوهن من البيوت والفرش كفعل العجم ولم يؤاكلوهن في إناء واحد فقال ناس للنبي قد شق علينا اعتزال الحائض والبرد شديد فقال إنما امرتم باعتزال الفرج وقرأ عليهم ولا تقربوهن حتى يطهرن
وقال الواحدي قال المفسرون فذكر هذا لكن قال فيه فسأل أبو الدحداح عن ذلك رسول الله فذكره
و أخرج أيضا من طريق سابق بن عبد الله البربري بإسناده إلى جابر عن رسول الله في قوله عز وجل ويسألونك عن المحيض قالت اليهود
من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاؤوا إلى رسول الله فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض وعما قالت اليهود فأنزل الله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن يعني الاغتسال فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله يعني القبل
وقال نساؤكم حرث لكم وإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه
قلت وهذا مع انقطاعه فيه نكارة في سياقه). [العجاب في بيان الأسباب:553 - 1/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}
روى مسلم والترمذي عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {ويسألونك عن المحيض} الآية فقال: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)).
وأخرج الباوردي في الصحابة من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس، أن ثابت بن الدحداح سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {ويسألونك عن المحيض} الآية، وأخرج ابن جرير عن السدي نحوه). [لباب النقول: 43]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} الآية 222.
قال الإمام مسلم رحمه الله: وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يواكلوها ولم يجامعوهن في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا فلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسل في آثارهما فعرفا أن لم يجد عليهما.
أخرجه الترمذي ج4 ص74 وقال هذا حديث حسن صحيح وأبو داود ج1 ص107 والنسائي ج1 ص125 وص135 وابن ماجه رقم 644 وأحمد ج3 ص246 والطيالسي ج2 ص14). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 39]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 02:02 AM

نزول قول الله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم} الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنزل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} رواه البخاري، عن أبي نعيم ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن مسلم، عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه فأسأله عنها حتى انتهى إلى هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك
وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في ذلك: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: إن شئت مقبلة وإن شئت مدبرة وإن شئت باركة، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث يقول: ائت الحرث حيث شئت.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن المحاربي.
أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن جعد قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول، فأنزل الله عز وجل: {نساؤكم حرث لكم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشرقي قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبو كريب قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد.
رواه مسلم عن هارون بن معروف عن وهب بن جرير قال الشيخ أبو حامد بن الشرقي: هذا حديث جليل يساوي مائة حديث، لم يروه عن الزهري إلا النعمان بن راشد.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو علي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا يعقوب القمي قال: حدثنا جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال: ((وما الذي أهلكك؟)) قال: حولت رحلي الليلة، قال: فلم يرد عليه شيئا فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا المحاربي، عن ليث عن أبي صالح، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: نزلت في العزل، وقال ابن عباس في رواية الكلبي: نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة، ذكروا إتيان النساء فيما بينهم والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن، إذا كان المأتي واحدا في الفرج، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة، وقالوا: إنا لنجد في كتاب الله في التوراة أن كل
إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله، ومنه يكون الحول والخبل، فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا، وإن اليهود عابت علينا ذلك، وزعمت لنا كذا وكذا فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم: {نساؤكم حرث لكم} يقول: الفرج مزرعة للولد {فأتوا حرثكم أنى شئتم} يقول: كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج). [أسباب النزول:69 - 72]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [223]
1 - نزلت في حيي بن أخطب واليهود قالوا للمسلمين إنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا مستلقيات وإنا نجد في كتاب الله أن جماع المرأة غير مستلقية ذنب فنزلت
ذكره مقاتل بن سليمان وأصله في الصحيحين من حديث محمد بن المنكدر عن جابر ولفظه كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته في قبلها من دبرها إن الولد يكون أحول فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
وفي رواية لمسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن ابن المنكدر قالت اليهود إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول
وفي لفظ إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول وفي هذه الطريق إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد أخرجه
مسلم من رواية النعمان بن راشد عن الزهري عن محمد بن المنكدر بهذا قال أبو حامد بن الشرقي تفرد بن النعمان بن راشد عن الزهري وهذا الحديث يساوي مئة حديث
وأخرج أبو داود والدارمي وإسحاق في مسنده من طرق عن ابن إسحاق والحاكم واللفظ له عن أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه فأسأله
فيمن أنزلت وفيم أنزلت فقلت يا أبا عباس أرأيت قول الله تعالى فأتوهن من حيث أمركم الله قال من حيث أمركم الله أن تعتزلوهن قال ابن عباس إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة يتلذذون بهن مقبلات ومدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا إلى الأنصار فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة فأنكرن ذلك وقلن هذا شيء لم نكن نؤتى عليه فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله فأنزل الله تعالى في ذلك نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال مقبلة ومدبرة وإنما يعني موضع الولد للحرث يقول ائت الحرث أنى شئت وأول الحديث عند أبي داود إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود الحديث
وقال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتي واحدا في الفرج فعابت اليهود ذلك
إلا من بين أيديهن خاصة وقالوا إنا نجد في كتاب الله أن كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله ومنه يكون الحول والخبل فذكر المسلمون ذلك لرسول الله وقالوا إنا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا وإن اليهود عابت علينا فأكذب الله اليهود وأنزل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول الفرج مزرعة الولد فأتوا حرثكم كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج
و أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان من طريق يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله فقال هلكت قال وما ذاك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه شيئا فأوحي إلى رسول الله هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة وقد تقدم مرسل سابق
البربري في الذي قبله
و أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله فأتوا حرثكم أنى شئتم يعني بالحرث الفرج يقول تأتيه كيف شئت مستقبله ومستدبره وعلى ما أردت بعد أن لا تجاوز الفرج إلى غيره
طرق أخرى قال عبد بن حميد ثنا هاشم بن القاسم عن المبارك هو ابن فضالة عن الحسن إن اليهود كانوا قوما حسدا فقالوا يا أصحاب محمد والله ما لكم أن تأتوا النساء إلا من وجه واحد فكذبهم الله تعالى 188 وأنزل نساؤكم حرث لكم فخلى بين الرجال وبين نسائهم فيتفكه الرجل من امرأته يأتيها إن شاء من قبل قبلها وإن شاء من قبل دبرها غير أن المسلك واحد قال وثنا عوف عن الحسن قال: قالت اليهود للمسلمين إنكم تأتون نساءكم كما تأتي البهائم بعضها بعضا تبركونهن فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فلا بأس أن يغشى الرجل المرأة كيف شاء إذا أتاها في الفرج
ومن طريق شيبان عن قتادة نحو الأول إلى قوله وبين نسائهم
ومن طريق حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني قال: قال ناس من اليهود لناس من المسلمين يأتي أحدكم امرأته باركة فقالوا نعم قال فذكر ذلك النبي فنزلت
وأخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن علي حدثه أنه بلغه أن ناسا من أصحاب النبي جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم فجعل بعضهم يقول إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة ويقول الآخر إني لآتيها وهي قاعدة ويقول الآخر إني لآتيها وهي على جنب أو وهي باركة فقال اليهودي ما أنتم إلا أمثال البهائم ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم الآية
ومن طريق الحكم بن أبان عن عكرمة جاء رجل إلى ابن عباس فقال أتيت أهلي في دبرها وسمعت قول الله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم فظننت أن ذلك لي حلال فقال لا يا لكع إنما قوله أنى شئتم قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في القبل لا تعدوه إلى غيره
طريق أخرى عن ابن عباس أخرجها الطبري من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكره أن تؤتى المرأة في دبرها ويقول إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض وينهى عن إتيان المرأة في دبرها ويقول إنما أنزلت هذه الآية فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول من أي وجه شئت وعنه أيضا قال ذاك ظهرها لبطنها غير معاجزة يعني الدبر
حديث آخر في ذلك عن أم سلمة أخرج أحمد واللفظ له والترمذي وعبد ابن حميد وغيرهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن قال قلت لها إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي أن أسألك عنه قالت سل يا ابن أخي كما بدا لك قال أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة قالت كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها فلما أن جاء النبي استحيت الأنصارية فخرجت فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله فقال ادعوها لي فدعيت فقال نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا قال والصمام السبيل الواحد
وأخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة وسياقه أخصر من هذا وفي رواية أبي جعفر الطبري حفصة بنت عبد الرحمن بن ابي بكر عن أم سلمة قالت تزوج رجل امرأة فأراد أن يجبيها فأبت عليه وقالت حتى أسأل رسول الله قالت فذكرت ذلك لي فذكرته لرسول الله فقال أرسلي إليها فلما جاءته قرأ عليها نساؤكم
حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا صماما واحدا وفي رواية له قدم المهاجرون فتزاوجوا في الأنصار وكانوا يجبون وكانت الأنصار لا تفعل ذلك
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق الحسن بن صالح عن ليث عن عيسى بن سنان عن سعيد بن المسيب فأتوا حرثكم أنى شئتم فإن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا
وأخرج الواحدي من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي صبيح عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال نزلت في العزل قلت هو سند ضعيف
وقد أخرج عبد بن حميد والطبري من رواية زائدة بن عمير سألت ابن عباس عن العزل فقال نساؤكم حرث لكم الآية لفظ عبد وفي رواية الطبري فقال إن شئت فاعزل وإن شئت فلا تعزل
3 - قول آخر قال البخاري في التفسير من صحيحه
حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه أنا النضر بن شميل أنا عبد الله بن عون عن نافع قال كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه قال فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان فقال تدري فيم أنزلت قلت لا قال نزلت في كذا وكذا ثم مضى
وعن عبد الصمد حدثني أبي هو عبد الوارث بن سعيد حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر في قوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم قال يأتيها في
ورواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه هو القطان عن عبيد الله يعني ابن عمر عن نافع عن ابن عمر انتهى ما ذكره البخاري
وقد أشكل على كثير من الناس وجزم الحميدي في الجمع بين الصحيحين بأن الظرف الذي عبر عنه بقوله يأتيها في هو الفرج وليس 191
كما قال الحميدي وقد بينت في تغليق التعليق ما هو مراد البخاري بإيراد الطرق الثلاثة عمن نقلها عنهم
بيان طرق البخاري
أما طريق إسحاق فرويناها في مسنده وفي تفسيره قال أنا النضر بن شميل فساقه كما ساقه البخاري سواء إلى قوله حتى انتهى إلى قوله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال أتدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن
وأما الرواية الثانية فأخرجها إسحاق أيضا في مسنده وتفسيره
قال أنا عبد الصمد بن عبد الوارث فساقه كما ساقه البخاري إلى قوله يأتيها في فقال في روايته يأتيها في الدبر وهكذا أخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في التفسير عن أبي قلابة عبد الملك الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث
به سندا ومتنا
وأما الرواية الثالثة فرويناها في المعجم الأوسط للطبراني قال نا علي بن سعيد أنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين نا محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا أبي عن عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر قال إنما نزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم على رسول الله رخصة في إتيان الدبر
قال الطبراني لم يروه عن عبيد الله إلا يحيى القطان تفرد به ابنه محمد انتهى
وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن أبي بكر الأعين وأخرجه أبو نعيم في المستخرج عن أبي عمرو بن حمدان وأخرجه الحاكم في المستدرك عن محمد بن جعفر المزكي كلاهما عن الحسن بن سفيان
وقد تابع النضر بن شميل على روايته عن ابن عون إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية وإسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي
أما ابن علية فقال أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن ابن عون فذكر مثل رواية النضر سواء
واما رواية الكرابيسي فأخرجها ابن جرير أيضا عن إبراهيم بن عبد الله قال نا أبو عمر الضرير نا إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عن نافع قال كنت أمسك المصحف على ابن عمر إذ تلا هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال نزلت هذه الآية في الذي يأتيها في دبرها
الرد على حصر الطبراني
وقد توبع يحيى بن قطان على روايته لهذا الحديث عن عبيد الله بن عمر بخلاف ما زعم الطبراني أنه تفرد به عن عبيد الله بن عمر فأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق أبي بشر الدولابي ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد نا أبو ثابت محمد بن عبد الله المدني حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر بن حفص وابن أبي ذئب ومالك بن أنس فرقهم كلهم عن نافع قال: قال لي ابن عمر أمسك علي المصحف يا نافع فقرأ حتى أتى على نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال لي تدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية
قال قلت لا قال نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم الآية قلت له من دبرها في قبلها قال لا إلا في دبرها
وتابع الدراوردي عن ابن أبي ذئب أبو صفوان الأموي أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط وابن مردويه في التفسير كلاهما من طريق محمد بن علي بن زيد الصائغ المكي عن يعقوب بن حميد نا أبو صفوان هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك عن ابن أبي ذئب به
و رويناه في الجزء الثاني من رواية حامد الرفاء تخريج الدارقطني قال الرفاء حدثنا أبو أحمد بن عبدوس نا علي بن الجعد نا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله تعالى نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم قال فقلت لابن أبي ذئب ما تقول أنت في هذا قال ما أقول فيه بعد هذا
ورواه عن مالك أيضا إسحاق بن محمد القروي أخرجه الثعلبي من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي عن إسحاق ولفظه كنت أمسك المصحف على ابن عمر فقرأ هذه الآية فقال تدري فيم نزلت قلت لا قال نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها على عهد رسول الله فشق ذلك عليه فنزلت
رواه آخرون عن نافع وهم خمسة
ورواه عن نافع غير من تقدم ذكره جماعة
1 - منهم ابنه عبد الله
2 - وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
3 - وهشام بن سعد
4 - وأبان بن صالح
5 - وإسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة
1 - أما حديث عبد الله بن نافع فأخرجه أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي في فوائده من طريق أشهب حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال أصاب رجل امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم الآية وبه إلى نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قرأ السورة لا يتكلم حتى يختمها فقرأ سورة البقرة فمر بهذه الآية فقال أتدري فيم نزلت فذكر ما تقدم
وبه إلى أشهب قال لي عبد الله بن نافع لا بأس به إلا أن يتركه أحد تقذرا
2 - وأما عمر بن محمد فقال عبد الرزاق في تفسيره نا سفيان الثوري عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع 194 عن ابن عمر في قوله تعالى أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم أي مثله من النساء
قال سلمة بن شبيب الراوي عن عبد الرزاق وبه يحتج أهل المدينة
وأخرجه أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده بسنده إلى سلمة بن شبيب ونقل عن أصبغ بن الفرج أنه احتج بها لذلك
وذكر أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن عن محمد بن كعب القرظي إنه احتج على الجواز بهذه الآية وزاد ولو لم يبح ذلك من الأزواج ما قبح انتهى
وكذا نقل عن زيد بن أسلم وابن الماجشون
وأخرج أبو الشيخ ابن حيان الأصبهاني في فوائده من طريق عصام بن زيد عن الثوري عن عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتأول هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي حيث شئتم
3 - وأما رواية هشام بن سعد فأخرجها الطبراني وابن مردويه من طريق هارون بن موسى عن أبيه
وأخرجها أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده من طريق معن بن عيسى كلاهما عن هشام بن سعد عن نافع قال قرأ ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية نساؤكم حرث لكم الآية فقال تدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن
4 - وأما رواية أبان بن صالح فأخرجها الحاكم في تاريخه من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن إبان بن صالح عن نافع قال كنت أمسك المصحف على ابن عمر فذكر الحديث بطوله نحو ما تقدم وهو في القطعة التي انقطعت روايتها من صحيح ابن خزيمة أخرجه الحاكم عن أبي علي الحافظ النيسابوري عن ابن خزيمة وقال أبو علي لم أكتبه إلا عن ابن خزيمة
5 - وأما رواية إسحاق بن أبي فروة فأخرجها أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده من طريق أبي علقمة القروي عنه عن نافع قال لي ابن عمر أمسك علي المصحف فذكر الحديث بطوله نحو رواية الدراوردي عن شيوخه الثلاثة
عود إلى رواية مالك
وأما رواية مالك فرواها عنه جماعة غير من تقدم
فأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق زكريا بن يحيى الساجي نا محمد بن الحارث المدني نا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال يا نافع أمسك علي المصحف قال فقرأ عبد الله بن عمر حتى بلغ نساؤكم حرث لكم الآية فقال يا نافع أتدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك فسأل النبي فأنزل الله عز وجل الآية قال الدارقطني هذا ثابت عن مالك
وأخرج أيضا من طريق إسحاق بن محمد القروي عن مالك نحوه لكن قال أنزلت في الذي يأتي امرأته في دبرها
وأخرجه دعلج في غرائب مالك والثعلبي في التفسير من طريق إسحاق المذكور
ثلاثة رووا الحديث عن ابن عمر غير نافع
ورواه عن عبد الله بن عمر جماعة غير نافع
منهم زيد بن أسلم أخرجه النسائي والطبري والحاكم من طريق سليمان بن بلال عنه عن عبد الله بن عمر قال أتى رجل امرأته في دبرها في عهد رسول الله فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله الآية
قال ابن عبد البر الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة من رواية نافع فغير نكير أن يرويها زيد بن أسلم أيضا
قلت وقد رواها غير نافع وزيد فأخرج النسائي والطبري
والطحاوي والدارقطني من طريق ابن القاسم قلت لمالك فقال لي اشهد على ربيعة يحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل عبد الله بن عمر فقال لا بأس به
وعند الطبري أن أناسا يروون عن سالم كذب العبد على أبي فقال مالك أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم عن ابن عمر مثل ما قاله نافع
وقد أنكر عبد الله بن عباس على عبد الله بن عمر هذا القول ونسبه إلى الوهم في الفهم فقال فيما أخرجه أبو داود وغيره من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عنه قال ابن عمر والله يغفر له قد أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار فذكر القصة وفي آخرها فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني موضع الولد أي من قبل دبرها أي في قبلها وقد تقدم في طرق القول الأول بأنها تكون باركة أو منبطحة وهذا الذي صار إليه أكثر العلماء والمبين يقضي على المجمل والله أعلم
وقد جاء عن أبي سعيد الخدري كنحو ما رواه نافع وغيره عن ابن عمر
أخرجه أبو يعلى والطحاوي في مشكل الآثار والطبري وابن مردويه في تفسيريهما من طريق عبد الله بن نافع نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال أثفر رجل امرأته على عهد رسول الله فقالوا أثفر فلان امرأته فأنزل الله عز وجل الآية والقول في هذا كالقول في حديث ابن عمر لأنه إذا أولج وهي باركة صار ذكره كالثفر للدابة سواء كان الإيلاج في القبل أم الدبر فحمله على القبل موافق للروايات الأولى وهي أصح وأشهر والله أعلم
وجاء نحو ذلك من مرسل خصيف عن مجاهد أخرجه عبد بن حميد من طريقه ولفظه كانوا يجتنبون النساء في المحيض فلا يجامعوهن في فروجهن ويأتونهم في أدبارهن فسألوا النبي عن ذلك فأنزل الله نساؤكم حرث لكم الآية هكذا قال خصيف والمحفوظ عن مجاهد التشديد في ذلك لا الرخصة). [العجاب في بيان الأسباب:556 - 1/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}
روى الشيخان وأبو داود والترمذي عن جابر قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم}.
وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت. قال: ((وما أهلكك؟)) قال: حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئا فأنزل الله هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
وأخرج ابن جرير وأبو يعلي وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك فأنزلت {نساؤكم حرث لكم} الآية.
وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: أنزلت هذه الآية في إتيان النساء في أدبارهن.
وأخرج الطبرني في الأوسط بسند جيد عنه قال: إنما أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم: {نساؤكم حرث لكم} رخصة في إتيان الدبر.
وأخرج أيضا عنه: أن رجلا أصاب امرأة في دبرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم}.
وأخرج أبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: إن ابن عمر - والله يغفر له- وهم، إنما كان أهل هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن، مع هذا الحي من يهود، وهم أهل كتاب، كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أنهم لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، وكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف، فسرى أمرهما. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات، يعني بذلك موضع الولد.
قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري: وهذا السبب الذي ذكره ابن عمر في نزول الآية مشهور، وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس، وبلغه حديث ابن عمر فوهمه فيه). [لباب النقول:44 - 45]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} الآية 223.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج9 ص257 حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.
الحديث أخرجه مسلم ج10 ص6 و7 وفيه زيادة إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد وأخرجه الترمذي ج4 ص75 وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج2 ص215 وابن ماجه رقم 1925 والحميدي في المسند ج2 ص532.
قال الإمام أحمد رحمه الله ج6 ص305: ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط قال: دخلت على حفصة ابنة عبد الرحمن فقلت: إني سائلك عن أمر وأنا أستحي أن أسألك عنه فقالت: لا تستحي يا ابن أخي قال: عن إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يجبون النساء وكانت اليهود تقول: إنه من جبى امرأته كان ولده أحول، فلما قدم المهاجرين المدينة نكحوا في نساء الأنصار فجبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها فقالت لزوجها: لن تفعل ذلك حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت على أم سلمة فذكرت ذلك لها فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استحت الأنصارية أن تسأله فخرجت فحدثت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((ادعي الأنصارية)) فدعيت فتلا عليها هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} صماما واحدا.
حديث أم سلمة ظاهره يخالف حديث جابر ويرجح حديث جابر لأنه متفق عليه ولأن حفصة بنت عبد الرحمن لم يوثقها إلا العجلي وابن حبان وهما متساهلان.
وأما ما جاء عن ابن عمر أنها نزلت في إتيان النساء في أدبارهن كما في البخاري الإشارة إليه وفي الفتح ج9 ص255 و256 فقد رده العلماء وعلى رأسهم حبر الأمة كما في الفتح وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسيره ج2 ص398 بعد ذكره الرد على ذلك وتبين بما بينا صحة معنى ما روي عن جابر وابن عباس من أن هذه الآية نزلت فيما كانت اليهود تقوله للمسلمين: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول. وقد قال قبل ذلك: وأي محترث في الدبر فيقال ائته من وجهه.
وقال العلامة الشوكاني بعد ذكره بعض القائلين بالجواز وليس في أقوال هؤلاء حجة ألبتة. ولا يجوز لأحد أن يعمل على أقوالهم فإنهم لم يأتوا بدليل يدل على الجواز فمن زعم منهم أنه فهم ذلك من الآية فقد أخطأ في فهمه كائنا من كان ومن زعم منهم أن سبب نزول الآية أن رجلا أتى امرأته في دبرها فليس في هذا ما يدل على أن الآية أحلت ذلك ومن زعم ذلك فقد أخطأ بل الذي تدل عليه الآية أن ذلك حرام فكون ذلك هو السبب لا يستلزم أن تكون الآية نازلة في تحليله فإن الآيات النازلات على أسباب تأتي تارة بتحليل هذا وتارة بتحريمه ا.هـ. كلام الشوكاني رحمه الله وأما الحافظ ابن كثير رحمه الله فبعد أن ذكر قول ابن عمر في سبب نزول الآية قال: وهذا محمول على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي عن علي بن عثمان النفيلي عن سعيد بن عيسى عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر إنه قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن، قال كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف كان الأمر: إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت لا. قال: إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. وهذا إسناد صحيح ثم ساق جملة من الأحاديث الدالة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن وبعدها قال: وقد تقدم قول ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمرو في تحريم ذلك وهو الثابت بلا شك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه. قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في مسنده حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر ما تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدبر فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟ وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم). [الصحيح المسند في أسباب النزول:40 - 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 02:03 AM

نزول قول الله تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}
قال الكلبي: نزلت في عبد الله بن رواحة ينهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان، وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا، ولا يكلمه، ولا يصلح بينه وبين امرأته، ويقول: قد حلفت بالله أن لا أفعل، ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 72]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} [الآية: 224]
1 - قال ابن الكلبي نزلت في عبد الله بن رواحة تنهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته ويقول قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني فأنزل الله تعالىالآية
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في أبي بكر الصديق وفي ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وكان أبو بكر حلف أن لا يصله حتى يسلم وكان الرجل إذا حلف قال لا يحل لي إلا أن أبر وكان هذا قبل أن تنزل الكفارة
وعن ابن جريج نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح حين خاض مع أهل الإفك أخرجه الطبري
وأخرج الطبري من طريق عمرو عن أسباط عن السدي أما قوله عرضة فيعرض بينك وبين الرجل الامر فتحلف بالله لا تكلمه ولا تصله وإما إن تبروا فالرجل يحلف لا يبر ذا رحمه فيقول قد حلفت فأمر الله أن لا يعرض بيمينه بينه وبين ذي رحمه وليبره ولا يبالي بيمينه وأما وتصلحوا فالرجل يصلح بين الإثنين فيعصيانه فيحلف أن لا يصلح بينهما وينبغي له أن يصلح ولا يبالي بيمينه قال وهذا قبل أن تنزل الكفارة
ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المعنى لا تجعلني عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير
ومن طريق العوفي عن ابن عباس كان الرجل يحلف على الشيء من البر والتقوى لا يفعله فنهى الله عن ذلك بهذه الآية
ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وإبراهيم النخعي نحو ذلك
قال عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في هذه الآية ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح ثم يعتل بيمينه يقول الله أن تبروا وتتقوا يقول هو خير من أن تمضي على ما لا يصلح فإن حلف كفر يمينه وفعل الذي هو خير
وعن معمر وعن قتادة نحوه
و أخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه أيضا من طريق إسرائيل عن السدي عن من حدثه عن ابن عباس قال هو الرجل يحلف لا يكلم قرابته أو مسلما أو لا يتصدق أو لا يقرض أو لا يصلح بين اثنين يقول قد حلفت فلا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم وكفر عن يمينك وعن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم نحوه
وأخرج عبد أيضا من طريق الربيع بن أنس كان الرجل يحلف أن لا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس فنزلت
2 - وجاء في سبب ذلك قول آخر أخرجه الطبري من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة في هذه الآية قالت لا تحلفوا بالله وإن بررتم
قال الطبري أولى الأقوال تأويل من قال لا تجعلوا الحلف بالله حجة لكم في ترك فعل الخير فيما بينكم وذلك أن العرضة في اللغة القوة والمراد بها هنا الحجة فالمعنى لا تجعلوا اليمين بالله حجة لأيمانكم أن لا تفعلوا الخير فليفعل ويحنث ثم يكفر
وقد ذكرت الكفارة في آية المائدة وقوله بعدها لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم إشارة إلى أن الكفارة إنما تجب في اليمين التي يوقع القصد إليها لا التي تقع من غير قصد إلى اليمين أو عن خطأ أو نسيان ونحو ذلك). [العجاب في بيان الأسباب:576 - 1/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)}
أخرج ابن جرير من طريق ابن جريح قال: حدثت أن قوله: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} الآية، نزلت في أبي بكر في شأن مسطح). [لباب النقول: 45]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين

ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 02:04 AM

نزول قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) )
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} الآية 225،
قال الإمام البخاري رحمه الله (11/547):
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها {لا يؤاخذكم الله باللغو}.
قال: قالت: أنزلت في قوله: لا والله وبلى والله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 42]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 11:54 AM

نزول قول الله تعالى: (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم} الآية.
أخبرنا محمد بن يونس بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن عبيد قال: حدثنا عامر الأحول، عن عطاء عن ابن عباس قال: كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك، فوقت الله أربعة أشهر، فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء، وقال سعيد بن المسيب: كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية، كان الرجل
لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يقربها أبدا، وكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذات بعل، فجعل الله تعالى الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر، وأنزل الله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم} الآية). [أسباب النزول:72 - 73]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر} [الآية: 226]
قال عبد بن حميد نا يونس عن شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية يعدون الإيلاء طلاقا فحد لهم أربعة أشهر فإن فاء فيها كفر يمينه وكانت امرأته وإن مضت أربعة أشهر ولم يفئ بها فهي تطليقه
وذكر الثعلبي عن سعيد بن المسيب كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية كان أحدهم لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يقربها أبدا فكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذات بعل وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية والإسلام فجعل الله الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر وأنزل للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر الآية
وذكر الواحدي من طريق الحارث بن عبيد نا عامر الأحول عن عطاء عن ابن عباس قال كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك فوقت الله بأربعة أشهر فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء). [العجاب في بيان الأسباب:579 - 1/580]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 11:56 AM

نزول قول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [228]
يأتي كلام قتادة ومقاتل بن حيان في ذلك في قوله تعالى الطلاق مرتان إن شاء الله
قوله تعالى {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} [228]
قال عبد الرزاق أنا معمر عن 2000 قتادة في قوله لا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن قال كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر فنهاهن الله عن ذلك
ورواه عبد من طريق شيبان والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة ولفظه لتذهب بالولد إلى غير أبيه فكره الله ذلك لهن
و في رواية له وتكتم ذلك مخافة الرجعة فنهى الله عن ذلك
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي في هذه الآية نزلت في رجل يريد أن يطلق امرأته فيسألها حل بك حمل فتكتمه إرادة أن تفارقه فيطلقها وقد كتمته حتى تضع). [العجاب في بيان الأسباب: 1/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)}
أخرج أبو داود وابن أبي حاتم عن أسماء بيت يزيد بن السكن الأنصارية قالت: طلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فأنزل الله العدة للطلاق {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} وذكر الثعلبي وهبة الله بن سلامة في الناسخ عن الكلبي ومقاتل أن إسماعيل بن عبد الله الغفاري طلق امرأته قتيلة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بحملها. ثم علم فراجعها، فولدت، فماتت ومات ولدها فنزلت {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} ). [لباب النقول: 45]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 11:57 AM

نزول قول الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف} الآية
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة، فعمد رجل إلى امرأة له فطلقها، ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها، ثم طلقها وقال: والله لا آويك إلي ولا تحلين أبدا، فأنزل الله عز وجل: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحزوري قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا يعلى المكي مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها أتتها امرأة فسألتها عن شيء من الطلاق، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فنزلت {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} ). [أسباب النزول: 73]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{ الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [الآية: 229]
قال مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة فعمد رجل الى امرأة له فطلقها ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها ثم طلقها وقال والله لا آويك إلي ولا تحلين أبدا فأنزل الله عز وجل الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان هكذا ذكره مرسلا وكذا سمعناه عاليا في مسند عبد بن حميد نا جعفر بن عون عن هشام ولفظه كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها ليس لذلك شيء ينتهي إليه فقال رجل من الأنصار فذكره وفيه فذهبت إلى رسول الله تشكو ذلك فأنزل الله الطلاق مرتان الآية فاستقبل الناس أمرا جديدا من كان يطلق ومن لم يطلق
ووصله يعلى بن شبيب عن هشام موصولا يذكر عائشة وقع لنا بعلو في جزء لوين
وأخرجه الترمذي عن قتيبة عنه وفيه يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مئة مرة أو أكثر فذكر نحو رواية جعفر لكن لم يقل من الأنصار وفيه فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتها فسكتت عائشة حتى جاء النبي فأخبرته فسكت حتى نزلت الطلاق مرتان الآية قالت عائشة فاستأنفت الناس الطلاق مستقبلا من كان طلق ومن لم يكن طلق
ثم أخرجه من رواية عبد الله بن إدريس عن هشام مرسلا أيضا وقال هذا أصح من حديث يعلى بن شبيب
قلت ووصل الطبري رواية ابن إدريس ولفظه قال رجل لامرأته على عهد النبي لا أؤيك ولا أدعك تحلين أطلقك فإذا دنا أجل عدتك راجعتك فأتت النبي فأنزل الله الطلاق مرتان الآية
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كان الطلاق ليس له وقت حتى انزل الله الطلاق مرتان
وأخرجه الطبري من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال
كان أهل الجاهلية يطلق أحدهم امرأته ثم يراجعها لا حد في ذلك هي امرأته ما راجعها في عدتها فجعل الله حد ذلك ثلاثة قروء وجعل حد الطلاق ثلاث تطليقات
ونقل الثعلبي عن مقاتل بن حيان والكلبي قالا
كان الرجل في أول الإسلام إذا طلق امرأته وهي حبلى فهي أحق برجعتها ما لم تضع ولدها إلى أن نسخ الله تعالى ذلك بقوله الطلاق مرتان الآية
قال الكلبي وطلق إسماعيل بن عبد الله الغفاري زوجته قتيلة وهي حبلى
وقال مقاتل هو مالك بن الأشتر رجل من أهل الطائف قالا جميعا ولم يشعر الرجل بحبلها ولم تخبره فلما علم بحبلها راجعها وردها إلى بيته
فولدت فماتت ومات ولدها وفيها أنزل الله والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء الآية
و أخرج الطبري من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن البصري قالا في قوله تعالى وبعولتهن أحق برهن الآية كان الرجل إذا طلق امرأته كان أحق برجعتها ولو طلقها ثلاثا فنزلت الطلاق مرتان فنسخ ذلك فإذا طلقها الثالثة لم تحل له رجعتها إلا ما دامت في عدتها
قوله تعالى {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} [229]
قال ابن جريج نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة قال وكانت اشتكته إلى رسول الله فقال تردين عليه حديقته فقالت نعم فدعاه فذكر ذلك له فقال ويطيب لي ذلك قال نعم قال قد فعلت فنزلت ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا الآية إلى قوله فلا تعتدوها
أخرجه سنيد في تفسيره عن حجاج عنه والطبري من طريق وذكره الثعلبي بغير إسناد فقال نزلت هذه الآية في جميلة بنت عبد الله بن أبي وفي زوجها ثابت بن قيس وكان يحبها حبا شديدا وتبغضه بغضا شديدا فكان بينهما كلام فشكت إلى أبيها فذكر القصة مطولة إلى أن قال خذ منها ما أعطيتها وخل سبيلها ففعل فكان أول خلع في الإسلام وأنزل الله تعالى ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا
وأصل قصة ثابت بن قيس بن شماس وحبيبة بنت سهل عند مالك في الموطأ من رواية عمرة بنت عبد الرحمن عنها
وعند أبي داود من وجه آخر عن عمرة عن عائشة جاءت حبيبة بنت سهل
وله قصة أخرى مع جميلة بنت أبي أخت عبد الله في الخلع أخرجه الطبري من طريق عبد الله بن رباح عن جميلة
وقال ابن عباس أول خلع وقع في الإسلام أخت عبد الله بن أبي الحديث أخرجه الطبري أيضا كذا سماه ونسبها ويؤكد ما ذكره من أنها بنت عبد الله بن أبي لا أخته قوله إنها شكت إلى أبيها لأن والد عبد الله لم يكن موجودا إذ ذاك). [العجاب في بيان الأسباب:581 - 1/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}
أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن عائشة قالت: كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة، وإن طلقها مائة مرة وأكثر، حتى قال رجل لامرأته: والله لا أطلقك فتبيني مني ولا آويك أبدا، قالت: وكيف ذلك؟ قال: أطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت حتى نزل القرآن {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
قوله تعالى: {ولا يحل لكم} الآية.
أخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن ابن عباس قال: كان الرجل يأكل مال امرأته نحلته الذي نحلها وغيره لا يرى أن عليه جناحا، فأنزل الله {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا}.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريح قال: نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس، وفي حبيبة، وكانت اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تردين عليه حديقته؟)) فقالت: نعم، فدعاه فذكر ذلك له، فقال: ويطيب لي ذلك قال ((نعم)) قال: قد فعلت، فنزلت: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا} الآية). [لباب النقول:45 - 46]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


ريم الحربي 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م 11:58 AM

نزول قول الله تعالى: (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} [الآية: 230]
قال الثعلبي نزلت هذه الآية في تميمة وقيل عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك القرظي كانت تحت رفاعة بن وهب بن عقيل فطلقها ثلاثا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير النضري فطلقها فأتت نبي الله فقالت إني كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنما معه مثل هدبة الثوب ولقد طلقني قبل أن يمسني أفأرجع الى ابن عمي فتبسم رسول الله فقال تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا الحديث قال فلبثت ما شاء الله ثم رجعت فقالت إن زوجي كان قد مسني فقال لها النبي كذبت بقولك الأول فلن نصدقك فلبثت حتى قبض النبي فأتت أبا بكر فردها ثم أتت عمر فردها وقال لها لأن رجعت لأرجمنك
قلت وأصل القصة في الصحيحين وليس في شيء من طرقه إن الآية نزلت فيها وإنما أوردته تبعا للثعلبي لاحتمال أن يكون وقعت له رواية
وقال مقاتل نزلت في تميمة بنت وهب بن عتيك النضري وفي زوجيها رفاعة وعبد الرحمن بن الزبير القرظيين تزوجها عبد الرحمن بعد أن طلقها رفاعة يقول فإن طلقها الزوج الثاني عبد الرحمن فلا جناح عليهما يعني الزوج الأول رفاعة ولا على المرأة تميمة أن يتراجعها بعقد جديد ومهر جديد
قلت الأصل في القصة ماأخرجه الشيخان في الصحيحين واللفظ لأحمد من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخلت امرأة رفاعة القرظي وأنا وأبو بكر عند النبي فقالت إن رفاعة طلقني البتة وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني وإنما عنده مثل هذه الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن له فقال يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله فما زاد رسول الله على التبسم فقال رسول الله كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسليتك أخرجه البخاري من طريق هشام بن عروة عن أبيه مختصرا واتفقا عليه من رواية القاسم عن عائشة
وأخرجه مالك في الموطأ عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن
بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب في عهد رسول الله ثلاثا فنكحت عبد الرحمن بن الزبير فأعرض عنها فلم يستطع أن يمسها فطلقها فأراد رفاعة أن ينكحها فذكر ذلك لرسول الله فنهاه عن تزويجها وقال لا تحل لك حتى تذوق العسلية
هكذا أخرجه مرسلا ورواه إبراهيم بن طهمان وعبد الله بن وهب عن مالك فقالا في آخر السند عن أبيه وهو عبد الرحمن بن الزبير صاحب القصة). [العجاب في بيان الأسباب:586 - 1/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)}
أخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان قال: نزلت هذه الآية في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك، كانت عند رفاعة بن وهب بن عتيك وهو ابن عمها، فطلقها طلاقا بائنا، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، فطلقها. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه طلقني قبل أن يمسني أفأرجع إلى الأول؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا حتى يمس))، ونزل فيها {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} فيجامعها فإن طلقها بعدما جامعها {فلا جناح عليهما أن يتراجعا} ). [لباب النقول: 46]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



الساعة الآن 05:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة