جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة الأعراف (http://jamharah.net/showthread.php?t=27558)

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:11 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (189) إلى الآية (193) ]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق الكل على إدغام "أثقلت دعوا الله" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
{هُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{خَلَقَكُمْ}
- القراءة بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار، لأبي عمرو ويعقوب.
{تَغَشَّاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَمْلًا}
- قرأ حماد بن سلمة عن ابن كثير من طريق الطرسوسي (حملاً) بكسر الحاء.
- وقراءة الجماعة (حملاً) بفتح الحاء.
{فَمَرَّتْ}
- قراءة الجمهور (فمرت به).
قال الحسن: أي استمرت به.
[معجم القراءات: 3/232]
- وقرأ ابن عباس فيما ذكر النقاش، وأبو العالية ويحيى بن يعمر وأيوب (فمرت به) كذا، خفيفة الراء من المرية، أي: فشكت فيما أصابها، أهو أحمل أو مرض.
وقيل: معناه: استمرت به، لكنهم كرهوا التضعيف فخففوه.
قال أبو حيان: (.. نحو: (وقرن) فيمن فتح [أي القاف] من القرار).
- وقرأ عبد الله بن عمرو بن العاث [وقيل عبد الله بن عمر] وعاصم الجحدري وابن أبي عمار (فمارت به) بألف وتخفيف الراء، أي: جاءت وذهبت وتصرفت به كما تقول: مارت الريح موراً.
- وجاءت القراءة عن عبد الله بن عمر والجحدري (فمارت به) كذا بألف وتشديد الراء.
ونسبت هذه القراءة إلى ابن عباس.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فاستمرت بحملها).
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وابن عباس والضحاك وابن مسعود (فاستمرت به).
[معجم القراءات: 3/233]
وفي التاج: (وقال الكلابيون: حملت حملاً خفيفاً فاستمرت به)، أي مرت، ولم يعرفوا: فمرت به).
- وقرأ ألبي بن كعب والجرمي والجوني (فاستمارت به)
قال أبو حيان: (والظاهر رجوعه إلى المرية، بنى منها استفعل كما بنى منها فاعل في قولك: ماريت).
{أَثْقَلَتْ}
- قرأ اليماني (أثقلت) مبنياً للمفعول، والهمزة للتعدية.
- وقراءة الجماعة (أثقلت).
قال الأخفش: (فيقول: صارت ذات ثقل ...) فالهمزة للصيرورة كقولهم: أتمر وألبن أي صار ذا لبن وتمر.
{أَثْقَلَتْ دَعَوَا}
- اتفق الجميع على إدغام التاء في الدال (أثقلت دعوا).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز). [معجم القراءات: 3/234]

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الشين وَالْمدّ وَكسرهَا وَالْقصر من قَوْله {جعلا لَهُ شُرَكَاء} 190
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {شُرَكَاء} جمع شريك بِضَم الشين وَالْمدّ
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (شركا) مَكْسُورَة الشين على الْمصدر لَا على الْجمع). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (شركا) بكسر الشين، مدني، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (شركًا) [190]: بالكسر والتنوين: مدني، وأبو بكر، والمفضل،
[المنتهى: 2/714]
وأبو بشر). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (شركًا) بكسر الشين والتنوين من غير مد ولا همز على وزن فعل، وقرأ الباقون (شركاء) بالجمع جمع شريك). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر: {له شركا} (190): بكسر الشين، وإسكان الراء، مع التنوين.
والباقون: بضم الشين، وفتح الراء، والمد، والهمز، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وأبو بكر: (له شركا) بكسر الشين وإسكان الرّاء مع التّنوين، والباقون بضم الشين وفتح الرّاء والمدّ والهمز من غير تنوين). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شِرَكًا) على المصدر مدني، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عمارة عن حفص، وأبان، وعصمة عن عَاصِم، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون على الجمع، والاختيار ما عليه مدني؛ لأن معناه نصيبا في قصة فيها طول). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([190]- {شُرَكَاءَ} بالكسر والتنوين: نافع وأبو بكر). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (710 - وَحَرِّكْ وَضُمَّ الْكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزاً = وَلاَ نُونَ شِرْكاً عَنْ شَذَا نَفَرٍمَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا (عـ)ن (شـ)ذا (نفرٍ) ملا
(شركًا): مفعول حرك؛ والتقدير: حرك شيكا، وضم الكسر فيه وامدده.
و(ملاء) بكسر الميم والمد، جمع مليء.
وشركاء، جمع شريك، مثل خلطاء، جمع خليط.
[فتح الوصيد: 2/944]
وأثنى على هذه القراءة بقوله: (عن شذا نفرٍ ملا)، لظهور المعنى فيها من غير احتياج إلى تقدير محذوف.
وقد قدرت القراءة الأخرى على: جعلا له ذا شرك، لأن الشرك مصدر، وعلى: لغيره شركًا.
ولا يمتنع أن يسمي الشريك شركًا على المبالغة.
قال لبيد:
نظير عدائد الأشراك شفعًا = ووترًا والزعامة للغلام
فأشراك هاهنا، جمع شريك؛ يريد: عدد الشركاء.
وهم الذين يعادونه، وهي ما عد من أنصبائهم في الميراث.
وقد قال أبو محمد مكي رحمه الله: «إن لم تُقدر محذوفًا، آل الأمر إلى المدح، لأنهما إذا جعلا لله شركًا في ما آتاهما، فقد شكراه على ما آتاهما، فهما ممدوحان، والآية تقتضي ذمهما».
والذي قاله غير مستقيم، لأنهما إذا جعلا له شركًا والكل له، فقد كفرا نعمته وجحدا منته). [فتح الوصيد: 2/945]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا عن شذا نفرٍ ملا
ب: (الشذا): كسر العود، (الملا) بكسر الميم-: جمع (مليء)، يقال: (ملئ بكذا) إذا كان جديرًا به.
ح: (شركًا): مفعول (حرك)، (ضم الكسر): أي: المكسور، وهو الشين، الهاء في (امدده): لـ (شركًا)، (نون): اسم (لا)، والمراد به التنوين، (عن شذا): متعلق بمحذوف، أي: أخذا عن شذا، كُني به عن علم طائفةٍ ثقات.
ص: قرأ غير نافع وأبي بكر: {جعلا له شركاء} [190] بضم الشين وتحريك الراء بالفتح ومد الكاف وحذف التنوين منه على وزن (كرماء)، جمع (شريك) جمع للمبالغة، وقرءآ هما: (شركًا) بكسر الشين وإسكان الراء وحذف الألف مع التنوين على أنه مصدر، أي: ذا شركٍ). [كنز المعاني: 2/267]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (710- وَحَرِّكْ وَضُمَّ الكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا،.. وَلا نُونَ شِرْكًا "عَـ"ـنْ "شَـ"ـذَا "نَفَرٍ" مَلا
شركا مفعول وحرك ولا نون: يعني: لا تنوين فيه وضم الكسر يعني: في الشين والتحريك عبارة عن فتح الراء فيصير شركاء جمع شريك على وزن كرماء، وشركا على تقدير ذا شرك، ويجوز أن يكون سمى الشريك شركاء على المبالغة، وقوله: عن شذا متعلق بمحذوف؛ أي: آخذا ذلك، والشذا يجوز أن يكون بمعنى بقية النفس؛ أي: خذه عن بقية نفر ملا؛ أي: ثقات، ويجوز أن يكون عبارة عن الطيب وكنى به عن العلم؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
أي: آخذا ذلك عن علم نفر هذه صفتهم، وعبر عن العلم بالشذا؛ لأن العلم طيب العلماء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (710 - حرّك وضمّ الكسر وامدده هامزا = ولا نون شركا عن شذا نفر ملا
قرأ حفص وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما بتحريك راء شُرَكاءَ بالفتح وضم كسر الشين وإثبات ألف بعد الكاف وزيادة همزة مفتوحة بعد الألف مع حذف النون أي التنوين، فتكون قراءة نافع وشعبة بكسر الشين وسكون الراء وتنوين الكاف من غير مدّ ولا همزة كما نطق به الناظم.
و (ملا) بكسر الميم وقصر للوزن جمع مليء وهو القوي أو الغني صفة لنفر). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَإِسْكَانِ الرَّاءِ مَعَ التَّنْوِينِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمَدِّ، وَهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو بكر {جعلا له شركاء} [190] بكسر الشين وإسكان الراء منونًا من غير مد ولا همز، والباقون بضم الشين وفتح الراء والمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (652- .... .... .... .... .... = .... .... شركاً مداه صليا
653 - في شركاء .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شركا) يريد قوله «جعلا له شركا فيما آتاهما» بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز ولا مد على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وشعبة على حذف مضاف: أي ذا شرك، والباقون شركا بضم الشين وفتح الراء والمد وفتح الهمزة من غير تنوين على جمع شريك كخليل وكليم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) هـ (ص) ليا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ويذرهم في طغيانهم [الأعراف: 186] بجزم الراء، والباقون برفعها.
[وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون، و(حما) البصريان بالياء، والباقون بالنون]؛ فصار المدنيان وابن كثير وابن عامر بالنون والرفع، والبصريان وعاصم بالياء والرفع، وحمزة وعلى وخلف بالياء والجزم.
وقرأ مدلول (مدا) نافع، وأبو جعفر، وذو صاد (صليا) أبو بكر: جعلا له شركا [الأعراف: 190] بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين، والباقون بضم الشين وفتح الراء والكاف وألف بعدها همزة مفتوحة ك: ألحقتم به شركآء [سبأ: 27]؛ على أنه جمع «شريك» ك «خليط» و«خلطاء»، واستغنى بلفظ القراءتين.
ووجه ياء ويذرهم: إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم في من يضلل الله [الأعراف: 186].
ووجه النون: [إسناده إلى المتكلم العظيم] على الالتفات.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]
ووجه جزمه: عطفه على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]؛ لأنه جواب شرط مجزوم، أي: لم يهده أحد، ويذرهم.
ووجه رفعه: الاستئناف مستقلا أو خبرا.
ووجه قصر شركا: جعله شركته، فيقدر لغيره شركاء، أو له ذوي شرك، أو يطلق على الشركاء؛ مبالغة ك «رجال زور» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "جعلا له شِرْكا" [الآية: 190] فنافع وأبو بكر وأبو جعفر بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي: ذا شرك أي: إشراك، وقيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن، والباقون بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز بلا تنوين جمع شريك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركًا} [190] قرأ نافع وشعبة بكسر الشين، وإسكان الراء، والتنوين، من غير همز، والباقون بضم الشين، وفتح الراء، وبعد الألف همزة مفتوحة ممدودة). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
{آَتَاهُمَا... آَتَاهُمَا}
- الإمالة فيهما عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ}
- في مصحف أبي "أشركا فيه".
[معجم القراءات: 3/234]
{شُرَكَاءَ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (شركاء) على الجمع، واختار هذا مكي لقيام المعنى في الذم دون تقدير حذف مضاف.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر وشيبة وعكرمة ومجاهد وأبان بن تغلب والأعرج وحماد وابن محيصن (شركا) بالتنوين من غير همز، وهذا على المصدر، وهو على حذف مضاف، أي ذا شرك.
وقال الأخفش: (وقال بعضهم (شركا)؛ لأن الشرك إنما هو الشركة، وكان ينبغي في قول من قال هذا أن يقول: فجعلا لغيره شركاً فيما آتاهما).
ونقل النحاس نص الأخفش، ثم قال: (التأويل لمن قرأ القراءة الأولى
[معجم القراءات: 3/235]
[شركاً]، جعلا له ذا شرك مثل: واسأل القرية) ونقل القرطبي نص النحاس من غير عزوٍ لصاحبه، فقال: (وذكر الأخفش سعيد القراءة الأولى، وهي صحيحة على حذف المضاف، أي جعلا له ذا شرك).
ونقل الزجاج نص الأخفش ولم يعقب عليه بشيء، وذكر مكي أنه لابد من تقدير مضاف، فإن لم يقدر آل الأمر إلى المدح والمقام مقام الذم، فتأمل!!
{فَتَعَالَى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (يشركون) بالياء على الغيبة، على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (تشركون) بالتاء التفاتاً من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
{أَيُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (أيشركون) بياء الغيبة على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي (أتشركون) بالتاء من فوق على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، مثل المتقدم في الآية السابقة.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآية/ 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد التَّاء وتخفيفها من قَوْله {لَا يتبعوكم} 193
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {لَا يتبعوكم} سَاكِنة التَّاء وبفتح الْبَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَا يتبعوكم} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يتبعوكم)
[الغاية في القراءات العشر: 262]
](وفي الشعراء) (يتبعهم)[ خفيف، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يتبعوكم) [193]: خفيف: نافع). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (لا يتبعوكم) بالتخفيف وفتح الباء هنا، وفي الشعراء (يتبعهم الغاون)، وقرأ الباقون بكسر الباء والتشديد فيهما). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يتبعوكم} (193)، هنا، وفي الشعراء (224): {يتبعهم الغاوون}: بإسكان التاء مخففًا، وفتح الباء.
والباقون: بفتح التاء مشددًا، وكسر الباء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (لا يتبعوكم) هنا وفي الشّعراء: (يتبعهم الغاوون) بفتح الباء مخففا والباقون [بكسر الباء مشددا] ). [تحبير التيسير: 382]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَّبِعُوكُمْ) خفيف نافع غير اختيار ورش، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد وهو الاختيار لما ذكرنا " عبادًا أمثالكم " نصب الأصمعي عن نافع، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار؛ لأنه نعت للعباد). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([193]- {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} هنا، و{يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] خفيف: نافع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (711 - وَلاَ يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ = وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ احْتَلَّ وَاعْتَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة (ا)حتل واعتلى
تبع واتبع بمعنًى، كما قال تعالى: {وممن تبعك منهم أجمعين}، وقال: {فمن تبعنى فإنه مني}.
وقال تعالى: (واتبع هویه)، {واتبعوا ما تتلوا الشيطين}.
وقيل في التخفيف: لا يقتفوا آثار كم، وفي التشديد: لا يقتدوا بكم.
وإلى هذا أشار بقوله: (في الظلة احتل واعتلى)، لأنه بمعنى: يقتفي أثارهم الغاوون). [فتح الوصيد: 2/946]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة احتل واعتلا
ب: (احتل): بمعنى (حل)، (اعتلا): ارتفع.
ح: (لا يتبعوكم): مبتدأ، (خف): خبره، (مع فتح): ظرفه، و(يتبعهم ...
[كنز المعاني: 2/267]
احتل): مبتدأ وخبر، (في الظلة): ظرفه.
ص: قرأ نافع: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم} هنا [193] وفي الظلة يعني سورة الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بتخفيف التاء مع فتح الباء من (تبع يتبعُ)، والباقون: فيهما بالتشديد وكسر الباء من (اتبع يتبع)، وهما لغتان.
ومعنى (يتبعهم ... احتل) أي: يتبعهم بالتخفيف وفتح الباء، حل في الظلة وارتفع). [كنز المعاني: 2/268]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (711- وَلا يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ،.. وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ "ا"حْتَلَّ وَاعْتَلا
يريد: "وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتْبَعُوكُمْ"؛ التخفيف من تبع مثل علم والتشديد من اتبع مثل اتسق، والظلة هي سورة الشعراء، في آخرها: "وَالشُّعَرَاءُ يَتْبَعُهُمُ"؛ التخفيف في الموضعين لنافع وحده، وكذلك "ويتبعهم" في الظلة، وقوله: احتل؛ أي: حمل ذلك في هاتين الكلمتين وهو تخفيف التاء بإسكانها وفتح الباء واعتلا: ارتفع والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (711 - ولا يتبعوكم خفّ مع فتح بائه = ويتبعهم في الظّلّة احتلّ واعتلا
قرأ نافع: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ هنا، وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، في الظلة أي الشعراء بتخفيف التاء أي سكونها مع فتح الباء في الموضعين، وقرأ غيره بتشديد التاء مفتوحة مع كسر الباء في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَتَّبِعُوكُمْ هُنَا،
[النشر في القراءات العشر: 2/273]
وَفِي الشُّعَرَاءِ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِإِسْكَانِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً وَكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {لا يتبعوكم} [193]، وفي الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بإسكان التاء وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الباء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح اتل .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في شركاء يتبعوا كالظّلّة = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كله
قوله: (يتبعوا كالظلة) يعني الشعراء، يريد قوله تعالى «لا يتبعوكم» وفي الشعراء «يتبعهم الغاوون» بتخفيف التاء وفتح الباء نافع، والباقون بالتشديد والكسر وهما لغتان، فمن الأول فمن تبعني، ومن الثاني قوله تعالى «واتّبع هواه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَتَّبِعُوكُم" [الآية: 193] هنا و"يتبعهم" في [الشعراء الآية: 224] فنافع بسكون التاء وفتح الباء الموحدة فيهما، وافقه الحسن والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما وهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يتبعوكم} [193] قرأ نافع بإسكان التاء، وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة، وكسر الباء). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{لَا يَتَّبِعُوكُمْ}
- قراءة الجمهور (لا يتبعوكم) مشدداً من (اتبع)، معناه: لا يقتدوا بهم.
- وقرأ نافع والحسن (لا يتبعوكم) مخفف التاء من (تبع) الثلاثي، ومعناه: لا يتبعوا آثارهم.
قال الطوسي: (وهما لغتان)، وبالتشديد أكثر).
وقال القرطبي: (وقال بعض أهل المدينة: (أتبعه) مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، و(اتبعه) مشدداً- إذا مضى خلفه فأدركه) ). [معجم القراءات: 3/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:12 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (194) إلى الآية (195) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ ... عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}
- قراءة الجماعة (إن الذين تدعون.. عبادٌ أمثالكم).
[معجم القراءات: 3/237]
إن: مشددة حرف ناسخ، واسمه: الذين.
وقوله: (عباد أمثالكم) خبر إن، ونعته.
- وقرأ سعيد بن جبير (إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) بتخفيف (إن)، ونصب الدال واللام.
واتفق المفسرون على تخريج هذه القراءة على أن (إن) هي النافية، أُعملت عمل (ما) الحجازية، فرفعت (الذين) اسماً لها، ونصبت الخبر (عباداً ...).
قالوا: والمعنى على هذه القراءة تحقير شأن الأصنام، ونفي مماثلتهم للبشر، بل هم أقل وأحقر؛ إذ هي جمادات لا تفهم ولا تعقل.
وإعمال (إن) عمل (ما) الحجازية فيه خلاف، فقد أجازه الكسائي وأكثر الكوفين، وأجازه من البصريين ابن السراج والفارسي وابن جني. ومنع إعماله الفراء وأكثر البصريين.
واختلف النقل عن سيبويه والمبرد، والصحيح أن إعمالها لغة، وقد ثبت هذا في النثر والنظم.
قال أبو جعفر النحاس:
(وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات:
إحداها: أنها مخالفة للسواد.
والثانية: أن سيبويه يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (مت)، فيقول: إن زيدٌ منطلقٌ؛ لأن عمل (ما) ضعيف، و(إن) بمعناها؛ فهي أضعف منها.
والجهة الثالثة: أن الكسائي زعم أن (إن) لا تكاد تأتي في كلام
[معجم القراءات: 3/238]
العرب بمعنى (ما) إلا أن يكون بعدها إيجاب، كما قال عز وجل: (إن الكافرون إلا في غرور) انتهى.
وتعقب أبو حيان أبا جعفر فقال:
(وكلام النحاس هذا هو الذي لا ينبغي؛ لأنها قراءة مروية عن تابعي جليل، ولها وجه في العربية، وأما الثلاث جهات التي ذكرها فلا يقدح شيء منها في هذه القراءة.
أما كونها مخالفة للسواد فهو خلاف يسير جداً لا يضر، ولعله كتب المنصوص على لغة ربيعة في الوقف على المنون المنصوب بغير ألف فلا تكون فيه مخالفة للسواد.
وأما ما حكي عن سيبويه، فقد اختلف الفهم في كلام سيبويه في (إن) وأما ما حكاه على الكسائي فالنقل عن الكسائي أنه حكى إعمالها، وليس بعدها إيجاب.
والذي يظهر لي أن هذا التخريج الذي خرجوه من أن (إن) للنفي ليس بصحيح؛ لأن قراءة الجمهور تدل على إثبات كون الأصنام عباداً أمثال عابديها، وهذا التخريج يدل على نفي ذلك، فيؤدي إلى عدم مطابقة أحد الخبرين الآخر، وهو لا يجوز بالنسبة إلى الله تعالى.
وقد خرجت هذه القراءة في (شرح التسهيل) على وجه غير ما ذكروه، وهو أن (إن) هي المخفة من الثقيلة، وأعملها عمل المشددة، وقد ثبت أن (إن) المخففة يجوز إعمالها عمل المشددة في غير المضمر بالقراءة المتواترة (وإن كلا لما)، وبنقل سيبويه عن العرب، لكنه نصب في هذه القراءة خبرها نصب عمر بن أبي ربيعة المخزومي في قوله:
[معجم القراءات: 3/239]
إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن - خطاك خفافاً إن حراسنا أسداً
وقد ذهب جماعة من النحاة إلى جواز نصب أخبار (إن) وأخواتها، واستدلوا على ذلك بشواهد ظاهرة الدلالة على صحة مذهبهم، وتأولها المخالفون، وهذه القراءة الشاذة تتخرج على هذه اللغة، أو تتأول على تأويل المخالفين لأهل هذا المذهب، وهو أنهم تأولوا المنصوب على إضمار فعل كما قالوا في قوله:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
إن تقديره: أقبلت رواجعاً
فكذلك تؤول هذه القراءة على إضمار فعل تقديره: إن الذين تدعون من دون الله تدعون عباداً أمثالكم، وتكون القراءتان قد توافقتا في معنى واحد وهو الإخبار إنهم عباد، ولا يكون تفاوت بينهما وتخالف لا يجوز في حق الله تعالى) انتهى كلام أبي حيان، رحمه الله واسعة، وأسكنه فسيح جنته، وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء على فضل هذا البيان، ومثل هذا في البحر كثير كثير!!
- وقرئ أيضاً:
(إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) عباداً: حال من الضمير المحذوف العائد من جملة الصلة على (الذين).
وأمثالكم: بالرفع على الخبر.
قال أبو حيان:
(وأمثالكم بالرفع على الخبر، أي أن الذين تدعونهم من دون الله
[معجم القراءات: 3/240]
في حال كونهم عباداً أمثالكم في الخلف أو الملك فلا يمكن أن يكونوا آلهة ...).
- وفي مختصر ابن خالويه، عن سعيد بن جبير أنه قرأ (إن الذين تدعون ... عبادٌ أمثالكم) كذا: عباد: بالرفع أمثالكم: بنصب اللام.
{تَدْعُونَ}
- قراءة الجماعة على الخطاب للكفار (تدعون).
- وقرأ اليماني (يدعون)، بالياء من تحت في أوله، وبالبناء للمفعول.
- وحكى أيضاً (يدعون) بالياء المفتوحة وشد الدال من (ادعى). ولعلها قراءة اليماني أيضاً: فإن سياق النص عند ابن خالويه يوحي بهذا وإن لم يُصرح به.
- وذكر الهمذاني أن الرستمي روى عن نصير عن الكسائي (يدعون) بالياء غيباً، وذكر مثل هذا الصفراوي وزاد أنها قراءة اليزيدي والنيسابوري وابن رستم عن نصير عن الكسائي). [معجم القراءات: 3/241]

قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {ثمَّ كيدون} 195
قَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {ثمَّ كيدون} بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع في رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِالْيَاءِ في الْوَصْل وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وفي رِوَايَة ورش وقالون والمسيبي بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
قَالَ أَبُو بكر وفي كتابي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {ثمَّ كيدون} بياء وَقَالَ ابْن ذكْوَان في كتابي بِالْيَاءِ وحفظي بِغَيْر يَاء كَذَا حَدَّثَني أَحْمد بن يُوسُف بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن ذكْوَان). [السبعة في القراءات: 299 - 300]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يبطشون) وفي القصص، والدخان بضم الطاء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبطشون) [195]، وفي القصص [19]، والدخان [16]: بضم الطاء يزيد، وافق أبو بشر إلا هاهنا). [المنتهى: 2/716]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْطِشُونَ)، وفي القصص والدخان بضم الطاء أبو جعفر، وشيبة والحسن، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي وافق أبو بشر إلا ها هنا، والْمُعَلَّى عن أبي بكر إلا في الدخان، الباقون بكسر الطاء، والاختيار الأول لما ذكرت في (يَعْكُفُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... .... .... .... .... = .... .... ضُمَّ طَا يَبْطِشُ اسْجِلَا). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ضم طا يبطش اسجلا، أي قرأ مرموز (الف) اسجلا وهوأبو جعفر هنا {أم لهم أيد يبطشون بها} [195]، وفي القصص {أن يبطش بالذي} [19] وفي الدخان {يوم نبطش} [16] بضم الطاء، وعلم من الوفاقللآخرين بكسر الطاء وإلى العموم أشار بقوله اسجلا). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَبْطِشُونَ هُنَا وَيَبْطِشَ الَّذِي فِي الْقَصَصِ وَنَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى فِي الدُّخَانِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الطَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {يبطشون} [195]، وفي القصص [19] {يبطش بالذي}، و{نبطش البطشة} في الدخان [16] بضم الطاء، والباقون بالكسر في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... .... .... = .... .... .... يبطش كلّه
654 - بضمّ كسرٍ ثق .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبطش كله) يعني كلما وقع من لفظ يبطش وهو «يبطشون» هنا «ويبطش بالذي» في القصص «ونبطش البطشة الكبرى» بالدخان بضم الطاء منها كما سيأتي أبو جعفر، والباقون بالكسر وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (يبطشون) هنا و(يبطش) في القصص و(يوم نبطش) في الدّخان بضم الطّاء، والباقون بكسرها، والله الموفق). [تحبير التيسير: 382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يبطشون" [الآية: 195] هنا و"يبطُش" بالذي [بالقصص الآية: 19] و"نبطش" [بالدخان الآية: 16] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
والباقون بالكسر فيهن، والبطش الأخذ بالقوة والماضي، بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "كيدون" وصلا أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو جعفر وفي الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني ويعقوب "وأثبتها" في "فلا تنظرون" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ادعوا} [195] قرأ عاصم وحمزة في الوصل بكسر لام {قل} والباقون بالضم). [غيث النفع: 649]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كيدون} قرأ البصري بإثبات الياء وصلاً لا وقفًا، وهشام بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما، وإنما لم نذكر الخلاف الذي ذكره الشاطبي فيها لهشام حيث قال: وكيدون في الأعراف حجج ليحملا = بخلف ...
وتبعه على ذلك كثير، لأنه يبعد أن يكون الخلاف لهشام فيها من طريقه وطريق أصله، بل لم يثبت من طرق النشر إلا في حالة الوقف خاصة.
قال المحقق فيه: «ورى بعضهم عنه أي عن هشام الحذف في الحالين، ولا أعلمه نصًا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا».
[غيث النفع: 649]
ثم قال: «وكلا الوجهين يعني الحذف والإثبات صحيحان عنه أي عن هشام نصًا وأداءً، حالة الوقف، وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتبانا» اهـ.
فإن قلت: مستنده قول صاحب التيسير فيه لما تكلم على زوائد سورة الأعراف في آخرها: «وفيها محذوفة {ثم كيدون فلا} وأثبتها في الحالين هشام بخلف عنه».
قلت: هذا لا دليل فيه، لأن الداني كثيرًا ما يذكر الخلاف على سبيل الحكاية، وإن كان هو لا يأخذ به، وليس من طرقه، وهذا منه.
ويدل على ذلك قوله في المفردات بعد أن ذكر الخلاف له: «وبالإثبات في الوصل والوقف أخذ».
وقوله في جامع البيان: «وبه قرأت على الشيخين أبي الفتح وأبي الحسن من طريق الحلواني عنه».
بل يدل عليه كلامه في التيسير فإنه قال فيه باب الزوائد: «وأثبت ابن عامر في رواية هشام الياء في الحالين في قوله تعالى {ثم كيدون} في الأعراف».
وجزم بالإثبات، ولم يحك خلافه، ومن الم علوم المقرر: أن العقاء يعتنون بتحقيق المسائل في أبوابها أكثر من اعتنائهم بذلك إذا ذكروها استطرادًا تتميمًا للفائدة، فربما يتساهلون، اتكالاً على ما تقدم أو سيأتي لهم في الباب.
فثبت من هذا أن الخلاف لهشام حالة الوصل عزيز، وإنما الخلاف حالة الوقف، لكن لا ينبغي أن يقرأ به من طريق القصيد وأصله.
وبالإثبات في الحالين قرأت على شيخنا رحمه الله، وقال في مقصورته:
[غيث النفع: 650]
كيدون حلواني روى زيادة = في حالتيه عن هشام وقرا). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
{يَبْطِشُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة
[معجم القراءات: 3/241]
والكسائي والحسن والأعرج ويعقوب (يبطسون) بكسر الطاء.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والحسن والمعلى عن أبي بكر عن عاصم والوليد بن مسلم عن ابن عامر (يبطشون) بضم الطاء.
وهما لغتان: بطش يبطش ويبطش.
وذكرت المراجع نافعاً مع السبعة بكسر الطاء، وذكر أبو حيان عنه الوجهين، فلعله سبق قلم!
{يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة ويعقوب وسهل وعياش والمطوعي والحسن (قل ادعوا) بكسر اللام في الوصل لالتقاء الساكنين.
- وقرأ باقي السبعة: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي، وكذلك أبو جعفر (قل ادعوا) بضم اللام في الوصل على الإتباع لحركة العين.
قال مكي: (وحجة من ضم أنه شبه هذه الحروف بألف الوصل لأنه بها يوصل إلى الساكن كما يوصل بألف الوصل، فضمها كما يضم ألف الوصل في الابتداء؛ لانضمام الثالث، وأيضاً فإنه كره الخروج من كسر إلى ضم وليس بينهما غير حرف ساكن،
[معجم القراءات: 3/242]
والساكن غير حائل لضعفه، فلا يعتد به، وألف الوصل لا حظ لها في الوصل، ولا يعتد بها حاجزاً، فلما ثقل ذلك ضم الساكن الأول ليتبع الضم، فيكون أيسر عليه في اللفظ واسهل وهي لغة ...).
{كِيدُونِ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وورش وقالون والمسيبي (كيدون) بحذف الياء في الوصل والوقف، وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل العراق.
- وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ابن جماز وإسماعيل بن جعفر، وورش وقالون والمسيبي، وابن عامر وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وأبو جعفر (كيدوني) بإثبات الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن شنبوذ عن قنبل ويعقوب وسهل وهشام والحلواني (كيدوني) بإثبات الياء وصلاً ووقفاً.
وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل الشام والحجاز.
{فَلَا تُنْظِرُونِ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
- وقرأ يعقوب (فلا تنظروني) بإثبات الياء في الوقف والوصل، ووافقه سهل وعياش في الوصل.
- وقراءة الجماعة بنون مكسورة (فلا تنظرون)، وذلك بحذف الياء في الحالين). [معجم القراءات: 3/243]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:46 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (196) إلى الآية (202) ]

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}

قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِن وليي الله} 196
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي (إِن ولي الله) بِثَلَاث ياءات الأولى سَاكِنة وَالثَّانيَِة مَكْسُورَة وَالثَّالِثَة وهي يَاء الْإِضَافَة مَفْتُوحَة
وَقَالَ ابْن اليزيدي عَن أَبِيه عَن أَبي عَمْرو أَنه قَالَ لَام الْكَلِمَة مشتمة كسرا وياء الْإِضَافَة مَنْصُوبَة
وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن اليزيدي عَنهُ أَنه قَرَأَ (ولي الله) يدغم الْيَاء
قَالَ أَبُو بكر التَّرْجَمَة الَّتِي قَالَهَا ابْن سَعْدَان عَن اليزيدي في إدغام الْيَاء لَيست بشيء لِأَن الْيَاء الْوُسْطَى الَّتِي هي لَام الْفِعْل متحركة وَقبلهَا الْيَاء الزَّائِدَة سَاكِنة فَلَا يجوز إسكان لَام الْفِعْل وإدغامها وَقبلهَا سَاكن ولكني أَحْسبهُ أَرَادَ حذف الْيَاء الْوُسْطَى وإدغام الْيَاء الزَّائِدَة في يَاء الْإِضَافَة
وَقَالَ أَبُو زيد عَن أَبي عَمْرو (إِن ولي الله) مدغمة وَإِن شَاءَ بِالْبَيَانِ قَالَ (ولي الله) مثقلة
وَكَذَلِكَ روى عَبَّاس بن الْفضل مثله عَن أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 300 - 301]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إن ولي الله) [196]: مدغم: عبد الوارث، وشجاع طريق الصواف والشونيزي، واليزيدي طريق أبي أيوب والسوسي وابن سعدان وأبي خلاد وعصام وعبيد الضرير). [المنتهى: 2/715]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفَ) عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ، فَرَوَى ابْنُ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ حَذْفَ الْيَاءِ وَإِثْبَاتَ يَاءٍ وَاحِدَةٍ مَفْتُوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَا رَوَى أَبُو نَصْرٍ الشَّذَائِيُّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنِ السُّوسِيِّ، وَهِيَ رِوَايَةُ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جُبَيْرٍ فِي مُخْتَصَرِهِ عَنِ الْيَزِيدِيِّ، وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو خَلَّادٍ عَنِ الْيَزِيدِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو نَصًّا، وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو أَدَاءً، وَكَذَا رَوَاهُ الدَّاجُونِيُّ عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ، وَهَذَا أَصَحُّ الْعِبَارَاتِ عَنْهُ، أَعْنِي الْحَذْفَ، وَبَعْضُهُمْ يُعَبِّرُ عَنْهُ بِالْإِدْغَامِ، وَهُوَ خَطَأٌ إِذِ الْمُشَدَّدُ لَا يُدْغَمُ فِي الْمُخَفَّفِ، وَبَعْضُهُمْ أَدْخَلَهُ فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ لِخُرُوجِهِ عَنْ أُصُولِهِ، وَلِأَنَّ رَاوِيَهُ يَرْوِيهِ مَعَ عَدَمِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، فَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ الرَّوْضَةِ لِابْنِ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ مَعَ أَنَّ الْإِدْغَامَ الْكَبِيرَ لَمْ يَكُنْ فِي الرَّوْضَةِ عَنِ السُّوسِيِّ، وَلَا عَنِ الدُّورِيِّ كَمَا قَدَّمْنَا فِي بَابِهِ، رَوَى الشَّنَبُوذِيُّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنِ السُّوسِيِّ بِكَسْرِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ بَعْدَ الْحَذْفِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ الْجَحْدَرَيِّ، وَغَيْرِهِ فَإِذَا كُسِرَتْ وَجَبَ تَرْقِيقُ الْجَلَالَةِ بَعْدَهَا كَمَا تَقَدَّمَ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَوْجِيهِ هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ، فَأَمَّا فَتْحُ الْيَاءِ فَخَرَّجَهَا الْإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ عَلَى حَذْفِ لَامِ الْفِعْلِ فِي وَلِيٍّ، وَهِيَ الْيَاءُ الثَّانِيَةُ وَإِدْغَامِ يَاءِ فَعِيلٍ فِي يَاءِ الْإِضَافَةِ، وَقَدْ حُذِفَتِ اللَّامُ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرًا، وَهُوَ مُطَّرِدٌ فِي اللَّامَاتِ فِي التَّحْقِيرِ نَحْوَ غُطَىٍّ فِي تَحْقِيرِ غِطَاءٍ، وَقَدْ قِيلَ فِي تَخْرِيجِهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَهَذَا أَحْسَنُ.
وَأَمَّا كَسْرُ الْيَاءِ فَوَجْهُهَا أَنْ يَكُونَ الْمَحْذُوفُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَاقَاتِهَا سَاكِنًا كَمَا تُحْذَفُ يَاءَاتُ الْإِضَافَةِ عِنْدَ لُقْيِهَا السَّاكِنَ فَقِيلَ فَعَلَى هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ الْحَذْفُ حَالَةَ الْوَصْلِ فَقَطْ، وَإِذَا وَقَفَ أَعَادَهَا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلِ الرِّوَايَةُ الْحَذْفُ وَصْلًا وَوَقْفًا فَعَلَى هَذَا لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِعَادَتِهَا وَقْفًا، بَلْ
[النشر في القراءات العشر: 2/274]
أُجْرِيَ الْوَقْفُ مَجْرَى الْوَصْلِ كَمَا فَعَلَ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ، وَيَقُصُّ الْحَقَّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى قِرَاءَةِ حَمْزَةَ " مُصْرِخِيَّ " كَمَا سَيَجِيءُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءَيْنِ الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مُخَفَّفَةٌ مَفْتُوحَةٌ، وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى رَسْمِهَا بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى السوسي بخلاف عنه {ولى الله} [196] بحذف إحدى الياءين واللفظ بياء واحدة مشددة، واختلف عنه أيضًا في اللفظ بهذا الوجه، فروى جماعة فتح الياء، وروى آخرون كسرها، والوجهان صحيحان عنه وعن أبي عمرو، والجمهور عن بياءين الأولى مشددة مكسورة والثانية خفيفة مفتوحة، وكذا قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (654- .... .... .... وليّي احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره يفي). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بضمّ كسر (ث) ق وليّي احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
يريد قوله تعالى «إن وليّ الله الذي» قرأه بياء واحدة مشددة وحذف الباء الأخرى السوسى بخلاف عنه، وإذا حذف الياء هل يفتح الياء المشددة أو يكسرها على خلاف أيضا بين أهل الأداء عنهم، وقد بين ذلك في النشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إن ولي الله" [الآية: 196] فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، ووجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم، والياء التي هي لام الكلمة محذوفة، وهذا أحسن ما قيل في تخريجها، أو أن ولي اسم نكرة غير مضاف، والأصل إن وليا لله فوليا اسم إن، والله خبرها، ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ولم يبق إلا كون اسمها نكرة والخبر معرفة وهو وارد ومنه: "وإن حراما إن أسب مجاشعا: قال في النشر: وبعضهم يعبر بالإدغام، وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف، وافقه الحسن بلا خلاف عنه وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف، وهي قراءة عاصم والحجدري وغيره، ويلزم منه ترقيق الجلالة ووجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا، كما تحذف آيات الإضافة لذلك، قال: فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل، فإذا وقف أعادها وليس كذلك بل الرواية الحذف فيهما، وأجرى الوقف مجرى الوصل
[إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
كما في اخشون اليوم، ويقض الحق.
ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في مصرخي الآتي إن شاء الله تعالى، وقرأ الباقون بياءين مشددة مكسورة فمخففة مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي ورويس والبرجمي ويعقوب بخلاف عنه (إن وليي الله) بثلاث ياءات: الأولى ساكنة، والثانية: مكسورة، والثانية: وهي ياء الإضافة مفتوحة.
- وقرأ ابن حبش عن السوسي وأبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصاً وعبد الوارث عن أبي عمرو أداءً، وعباس بن الفضل وأبو زيد والحسن وشيبة والجحدري وعمرو بن خالد والخزاعي عن عاصم (إن ولي الله) بياءٍ واحدةٍ مشددةٍ مفتوحةٍ.
وتوجيهها على أن ياء (فعيل) مدغمة في ياء المتكلم، والياء التي بعدها وهي لام الكلمة- محذوفة.
قال ابن مجاهد:
(وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لام الكلمة مشتمة كسراً وياء الإضافة منصوبة.
وقال ابن سعدان: عن اليزيدي عنه إنه قرأ: (ولي الله) يدغم الياء.
قال أبو بكر: الترجمة التي قالها ابن سعدان عن اليزيدي في إدغام
[معجم القراءات: 3/244]
الياء ليست بشيء، لأن الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة وقبلها الياء الزائدة الساكنة، فلا يجوز إسكان لام الفعل وإدغامها وقبلها ساكن، ولكني أحسبه أراد حذف الياء الوسطى، وإدغام الياء الزائدة في ياء الإضافة).
- وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي قراءة الجحدري وغيره، وهي رواية عن أبي عمرو (إن ولي الله) بكسر الياء المشددة.
وتخريج هذه القراءة عند أبي حيان وغيره على حذف ياء المتكلم، لما سكنت التقى ساكنان فحذفت، وعلى هذه القراءة يجب ترقيق لام الجلالة بعدها.
- ونقل أبو عمرو الداني عن عاصم الجحدري أنه قرأ (إن ولي الله) بياء واحدة منصوبة مضافة إلى (الله)
وقال أبو حيان: (وذكرها الأخفش كذا بالكسر والإضافة، وضعفها أبو حاتم).
قلت على ما ذكراه ينبغي أن تكون القراءة (إن ولي الله) كذا بالكسر والإضافة.
وذكر هذا القرطبي فقال:
(وقال الأخفش: (وقرئ: إن ولي الله ..) يعني جبريل)
ونقل عن النحاس أنها قراءة عاصم الجحدري، وذكر مثل هذا ابن عطية في المحرر.
[معجم القراءات: 3/245]
- وقرأ الأصبهاني عن يعقوب (ولييي) بالإظهار، ثم قال: (مختلفاً عنه في رواية رويس).
{الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}
- قرأ ابن مسعود: (الذي نزل الكتاب بالحق ...).
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وسكونها، تنظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{يَتَوَلَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في النون، وبالإظهار). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{تَرَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لَا يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/246]

قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
{الْعَفْوَ وَأْمُرْ}
- إدغام الواو في الواو عن أبي عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما أيضاً الإظهار، والاختلاس.
{وَأْمُرْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والشموني والأزرق وورش والسوسي والأصبهاني (وامر) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على إثبات الهمز.
{بِالْعُرْفِ}
- قراءة الجماعة (بالعرف) بضم العين وسكون الراء.
- وقرأ عيسى بن عمر (بالعرف) بضم العين والراء.
قال القرطبي: (وهما لغتان).
وفي التاج: (ويضم راؤه كعسرٍ وعسرٍ).
وقال أيضاً: (والعرف بضمتين: الجود، لغة في العرف، بالضم..) ). [معجم القراءات: 3/247]

قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}
{يَنْزَغَنَّكَ}
- قرأ الحجازي ويعقوب الحضرمي (ينزغنك) بنون خفيفة.
- وقراءة الجماعة (ينزغنك) بالنون الثقيلة.
[معجم القراءات: 3/247]
{مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ}
- إدغام النون في النون والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/248]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْألف وإسقاطها من قَوْله {طائف} 201
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي (طيف) بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {طائف} بِأَلف وهمز). [السبعة في القراءات: 301]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (طيف) مكي، بصري، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (طيفٌ) [201]: مكي، وبصري غير أيوب، وعلي غير عيسى). [المنتهى: 2/716]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (طيف) مثل ضيف، وقرأ الباقون (طئف) مثل قائم). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {طيف} (201): بغير همز، ولا ألف.
والباقون: بالألف، والهمز). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ ويعقوب: (طيف) بغير همز ولا ألف والباقون بالألف والهمز). [تحبير التيسير: 382]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([201]- {طَائِفٌ} بلا ألف: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (712 - وَقُلْ طَائِفٌ طَيْفٌ رِضىً حَقُّهُ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([712] وقل طائفٌ طيفٌ (ر)ضى (حقـ)ـه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم (أ)عدلا
طيف، مصدرٌ من: طاف به الخيال، يطيف طيفًا.
قال الشاعر:
أني ألم بك الخيال يطيف.
[فتح الوصيد: 2/946]
أو هو تخفيف طيف من هذا، كلين، أو من يطوف كهين.
وطائف أيضًا، أن يكون من الياء والواو، والمراد بذلك وسوسة الشيطان وإلمامه.
وإنما قال: (رضى حقه)، لأن قومًا أنكروا ذلك وقالوا: طيفٌ إنما يكون في المنام). [فتح الوصيد: 2/947]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([712] وقل: طائفٌ طيفٌ رضى حقه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا
ح: (طائفٌ طيفٌ): مبتدأ وخبر منصوب المحل على مفعول (قل)، (رضى حقه): جملة من مبتدأ وخبر منصوبة المحل على الحال، (يا): مفعول (اضمم) قصرت ضرورة، (أعدلا): حال من فاعل (اكسر) .
ص: يعني: اقرأ عن الكسائي وأبي عمرو وابن كثير: (طيفٌ) في موضع قوله تعالى: {إذا مسهم طائفٌ} [201]، والباقون: {طائفٌ} بألف وهمزة مكسورة، وهما لغتان، كـ (الميت) و(المائت)، أو (الطيف): مصدر بمعنى الوسوسة، و(الطائف): فاعل بمعنى الخاطر، ووصف القراءة بأنها مرضيٌّ حقيقتها وصحتها.
[كنز المعاني: 2/268]
ثم قال: اضمم ياء (يمدونهم في الغي) [202] واكسر ضم الميم عن نافع، من (أمد يمد)، وللباقين: {يمدونهم} بفتح الياء وضم الميم، من (مد يمد)، وهما لغتان، وقيل: إن (أمد) يستعمل في الخير، نحو: {وأمددناهم بفاكهةٍ} [الطور: 22]، {ويمددكم بأموالٍ وبنين} [نوح: 12]، {{ممدكم بألفٍ من الملائكة} [الأنفال: 9] و(مد) في خلافه، نحو: {ونمد له من العذاب مدًا} [مريم: 79]، {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] فعلى هذا يكون الإمداد ههنا من باب: {فبشرهم بعذابٍ أليم} [آل عمران: 21].
وصوب قراءة نافع بقوله: (أعدلا) اسم تفصيل من العدل). [كنز المعاني: 2/269] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (712- وَقُلْ طَائِفٌ طَيْفٌ "رِ"ضىً "حَقُّـ"ـهُ وَيَا،.. يَمُدُّونَ فَاضْمُمْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"عْدَلا
قل هنا بمعنى: اقرأ؛ أي: اقرأ هذه الكلمة التي هي "طائف" اقرأها "طيف" للكسائي وأبي عمرو وابن كثير يريد قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ}.
قال أبو عبيدة "طيف من الشيطان"؛ أي: يلم به لما قال أبو زيد: طاف الخيال يطيف طيفا وطاف الرجل يطوف طوفا إذا أقبل وأدبر فمن قرأ "طايف" كان اسم فاعل من أحد هذين، ومن قرأ "طيف" فهو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
مصدر أو تخفيف "طيِّف" كـ "ميِّت" ويكون طيف بمعنى: طايف يحتمل الوجهين، وقال أبو علي: الطيف مصدر فكان المعنى: إذا مسهم وخطر لهم خطرة من الشيطان تذكروا، قال: ويكون طايف بمعناه مثل العاقبة والعافية، ويجوز ذلك مما جاء المصدر فيه على فاعل وفاعلة والطيف أكثر؛ لأن المصدر على هذا الوزن أكثر منه على وزن فاعل فالطيف كالخطرة والطائف كالخاطر، وقوله: رضى حقه؛ أي: حقه رضى؛ أي: مرضي). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/192]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (712 - وقل طائف طيف رضى حقّه ويا = يمدّون فاضمم واكسر الضّمّ أعدلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قرأ الكسائي وابن كثير وأبو عمرو: إذا مسّهم طيف بحذف الألف بعد الطاء وبعدها ياء ساكنة كما لفظ به. وقرأ غيرهم طائِفٌ بإثبات ألف بعد الطاء وبعدها همزة مكسورة كما لفظ به أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَسَّهُمْ طَائِفٌ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ، (طَيْفٌ) بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَيْنَ الطَّاءِ وَالْفَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ، وَلَا أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ بَعْدَ الطَّاءِ، وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن كثير والكسائي {طائف} [201] بياء ساكنة بين الفاء والطاء من غير همز ولا ألف، والباقون بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (655 - وطائفٌ طيفٌ رعى حقًّا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضم = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
أي وقرأ «طيف» موضع طائف الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون طائف وقد لفظ بهما جميعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضمّ = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
ش: أي: قرأ ذو راء (رعا) الكسائي، و(حق) البصريان، وابن كثير: إذا مسهم طيف [الأعراف: 201] بياء ساكنة بعد الطاء [بلا ألف] ك «ضيف»، والباقون بألف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/347]
بعد الطاء، والهمزة مكسورة ك «خائف».
وقرأ ذو ثاء (ثدى) أبو جعفر وهمزة (أم) نافع وإخوانهم يمدّونهم [الأعراف: 202] بضم الياء وكسر الميم؛ [مضارع] «أمد»، والباقون بفتح الياء وضم الميم؛ مضارع «مد».
ومعنى قوله: (لضم) أي: كسر كائن بعد ضم، واستغنى بلفظ طيف عن القيد.
وجه قصر طيف جعله مصدر: طاف الخيال به يطيف، أو صفة مخفف «طيف» ك «لين»، وهو: وسوسته ومسه.
ووجه مده: جعله اسم فاعل من أحدهما، ويضعف جعله مصدرا؛ لقلته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "طيف" [الآية: 201] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بياء ساكنة من غير ألف ولا همز على وزن ضيف، مصدر من طاف يطيف كباع يبيع، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، والباقون بألف وهمزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من طاف يطوف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طائف} [201] قرأ المكي والبصري وعلي بياء ساكنة بين الطاء والفاء، من غير ألف ولا همزة، والباقون بالألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة ممدودة بعدها). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
{إِذَا مَسَّهُمْ}
- قراءة أبي ومصحفه (إذا طاف ...).
{طَائِفٌ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (طائف) اسم فاعل من (طاف).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي والنخعي والأسود بن يزيد وسهل ويعقوب واليزيدي والشنبوذي وأبو حاتم، وهي رواية الأصمعي عن أبي عمرو (طيف) على وزن (ضيف)، فاحتمل أن يكون مصدراً من: طاف يطيف طيفاً، واحتمل أن يكون مخففاً من (طيف) مثل: ميت وميت.
وقال الأخفش:
(والطيف أكثر في كلام العرب..، ونقرأها (طائف)؛ لأن عامة القراء عليها).
[معجم القراءات: 3/248]
ونقل الزبيدي عن الفراء قال (قال الفراء: الطائف والطيف [كذا] سواء وهو ما كان كالخيال والشيء يلم بك).
ولم أجد هذا في معاني الفراء في تفسير هذه الآية، فلعله ساقه في مناسبة من غير هذه.
وقال أبو جعفر النحاس:
(كلام العرب في مثل هذا طيف بالتخفيف على أنه مصدر من طاف يطيف.
وقال الكسائي: (هو مخفف من طيف ...)، وهو كذلك عند العكبري.
- وقرأ سعيد بن جبير وابن عباس وابن مسعود والجحدري والضحاك (طيف) بتشديد الياء.
وقال أبو حاتم (سألت الأصمعي عن (طيف فقال: ليس في المصادر: فيعل).
قال أبو جعفر: (ليس هذا بمصدر، ولكن يكون بمعنى طائف).
وقال أبو زرعة: (... مثل هين وهين: بالتشديد والتخفيف).
{تَذَكَّرُوا}
- قراءة الجمهور (تذكروا) بتخفيف الذال وفتحها من التذكر.
- وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير (تذكروا) بتشديد الذال والكاف.
قال القرطبي: (ولا وجه له في العربية) ذكره النحاس.
- وقرأ ابن الزبير وأبي (تأملوا).
[معجم القراءات: 3/249]
- وعلى هذا تكون قراءة أبي بن كعب (إذا طاف من الشيطان تأملوا).
قال أبو حيان:
(وينبغي أن يحمل هذا وقراءة ابن الزبير على أن ذلك من باب التفسير، لا على أنه قرآن؛ لمخالفته سواء ما أجمع عليه المسلمون من ألفاظ القرآن).
{مُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/250]

قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {يمدونهم فِي الغي} 202
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يمدونهم} بِفَتْح الْيَاء وَضم الْمِيم
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {يمدونهم} بِضَم الْيَاء وَكسر الْمِيم). [السبعة في القراءات: 301]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يمدونهم) بضم الياء، مدني). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يمدونهم) [202]: بضم الياء مدني، وأبو بشر). [المنتهى: 2/717]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم، وأجمع القراء على ترك السجدة إذا عرض القارئ عليهم القرآن إلا ما ذكر عن سليم أنه كان يأمر القارش أن يحذف موضع السجود، فإذا ختم أخذ سليم بيد القارئ ودخل معه المسجد فيقرأ القارئ السجدة بعد السجدة وسليم يسجد حتى يأتي على آخر السجود، والذي قرأنا به بترك ذلك في القراءة). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يمدونهم} (202): بضم الياء، وكسر الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 296]
والباقون: بفتح الياء، وضم الميم). [التيسير في القراءات السبع: 297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر [يمدونهم] بضم الياء وكسر الميم، والباقون بفتح الياء وضم الميم). [تحبير التيسير: 382]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَمُدُّونَهُمْ) بضم الياء ابن مُحَيْصِن، وحميد
[الكامل في القراءات العشر: 557]
ومدني، وأبو بسمر، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار بمعنى: يجرونهم (يُقَصِّرُونَ) مشدد ابْن مِقْسَمٍ، وابن أبي عبلة، الباقون (يُقْصِرُونَ) بإسكان القاف، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 558]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([202]- {يَمُدُّونَهُمْ} بضم الياء: نافع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (712- .... .... .... وَيَا = يَمُدُّونَ فَاضْمُمْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَعْدَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأمددت الجيش: أعنتهم بمدد. ومددتهم: صرت مددًا لهم؛ قال الله تعالى: {ويمددكم بأموال وبنين}.
ويقال: مد النهر ومده نهر آخر يمده.
قال الشاعر:
سيل أتي مده أتي
فهما لغتان بمعنى واحد.
و(أعدلا)، منصوب على الحال، أي عادلًا؛ لأن قومًا قالوا: أمد إنما يكون في الخير، ومد في الشر كقوله: {ويمدهم في طغينهم} ). [فتح الوصيد: 2/947]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([712] وقل: طائفٌ طيفٌ رضى حقه ويا = يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا
ح: (طائفٌ طيفٌ): مبتدأ وخبر منصوب المحل على مفعول (قل)، (رضى حقه): جملة من مبتدأ وخبر منصوبة المحل على الحال، (يا): مفعول (اضمم) قصرت ضرورة، (أعدلا): حال من فاعل (اكسر) .
ص: يعني: اقرأ عن الكسائي وأبي عمرو وابن كثير: (طيفٌ) في موضع قوله تعالى: {إذا مسهم طائفٌ} [201]، والباقون: {طائفٌ} بألف وهمزة مكسورة، وهما لغتان، كـ (الميت) و(المائت)، أو (الطيف): مصدر بمعنى الوسوسة، و(الطائف): فاعل بمعنى الخاطر، ووصف القراءة بأنها مرضيٌّ حقيقتها وصحتها.
[كنز المعاني: 2/268]
ثم قال: اضمم ياء (يمدونهم في الغي) [202] واكسر ضم الميم عن نافع، من (أمد يمد)، وللباقين: {يمدونهم} بفتح الياء وضم الميم، من (مد يمد)، وهما لغتان، وقيل: إن (أمد) يستعمل في الخير، نحو: {وأمددناهم بفاكهةٍ} [الطور: 22]، {ويمددكم بأموالٍ وبنين} [نوح: 12]، {{ممدكم بألفٍ من الملائكة} [الأنفال: 9] و(مد) في خلافه، نحو: {ونمد له من العذاب مدًا} [مريم: 79]، {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] فعلى هذا يكون الإمداد ههنا من باب: {فبشرهم بعذابٍ أليم} [آل عمران: 21].
وصوب قراءة نافع بقوله: (أعدلا) اسم تفصيل من العدل). [كنز المعاني: 2/269] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ}، فقراءة الجماعة من مد مثل شد؛ لأنه هو المستعمل في المكروه نحو: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ}، {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}، وقراءة نافع وحده من أمد مثل أعد وهو أكثر ما يستعمل في المحبوب نحو: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ}، {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ}، {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}، {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ}، {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ}.
قال أبو علي: فوجهه ههنا أنه بمنزلة قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، وقوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}، وقيل مد وأمد لغتان يقال مد النهر وأمده بحر آخر وأمددت الجيش بمد: إذا أعنتهم ومددتهم صرت لهم مددا، وقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/192]
سيل أبي مده أتي
وأعدلا حال؛ أي: عادلا في بيان وجه ذلك). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/193]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (712 - .... .... .... .... ويا = يمدّون فاضمم واكسر الضّمّ أعدلا
....
وقرأ نافع: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ بضم الياء وكسر ضم الميم، فتكون قراءة غيره بفتح الياء وضم الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَمُدُّونَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {يمدونهم} [202] بضم الياء وكسر الميم، والباقون بفتح الياء وضم الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (655- .... .... .... .... وضم = واكسر يمدّون لضمٍّ ثدي أم). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) يعني قوله «وإخوانهم يمدونهم في الغي» بضم الياء وكسر الميم، من أمدّ أبو جعفر ونافع، والباقون بفتح الياء وضم الميم فيقال هما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضمّ = واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م
ش: أي: قرأ ذو راء (رعا) الكسائي، و(حق) البصريان، وابن كثير: إذا مسهم طيف [الأعراف: 201] بياء ساكنة بعد الطاء [بلا ألف] ك «ضيف»، والباقون بألف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/347]
بعد الطاء، والهمزة مكسورة ك «خائف».
وقرأ ذو ثاء (ثدى) أبو جعفر وهمزة (أم) نافع وإخوانهم يمدّونهم [الأعراف: 202] بضم الياء وكسر الميم؛ [مضارع] «أمد»، والباقون بفتح الياء وضم الميم؛ مضارع «مد».
ومعنى قوله: (لضم) أي: كسر كائن بعد ضم، واستغنى بلفظ طيف عن القيد.
وجه قصر طيف جعله مصدر: طاف الخيال به يطيف، أو صفة مخفف «طيف» ك «لين»، وهو: وسوسته ومسه.
ووجه مده: جعله اسم فاعل من أحدهما، ويضعف جعله مصدرا؛ لقلته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/348] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُمدُّونهم" [الآية: 202] فنافع وأبو جعفر بضم الياء وكسر الميم من أمد، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم من مد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يمدونهم} [202] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الميم، والباقون بفتح الياء، وضم الميم). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
{يَمُدُّونَهُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (يمدونهم) بفتح الياء وضم الميم من (مد) الثلاثي.
- وقرأ نافع وأبو جعفر (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم من (أمد) الرباعي، وهما لغتان: مد وأمد، والأولى أكثر.
قال النحاس: (وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة، منهم أبو حاتم وأبو عبيد، قال أبو حاتم: لا أعرف لها وجهاً إلا أن يكون المعنى يزيدونهم من الغي ...).
[معجم القراءات: 3/250]
- وقرأ عاصم الجحدري (يمادونهم) من (ماد) على وزن (فاعل).
قاب ابن جني: (هو يفاعلونهم من أمددته بكذا، فكأنه قال يعاونونهم).
{لَا يُقْصِرُونَ}
- قرأ الجمهور (ثم لا يقصرون) من (أقصر) أي كف.
- وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى بن عمر (ثم ا يقصرون) من (قصر)، أي: ثم لا ينقصون من إمدادهم وغوايتهم.
قال الفراء:
(والعرب تقول: قد قصر عن الشيء وأقصر عنه، فلو قرئت: (يقصرون) لكان صواباً).
- وذكر ابن خالويه أن قراءة عيسى (يقصرون) بفتح الياء، وكسر الصاد.
- وقرأ الزهري ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي وابن أبي عبلة (يقصرون) بضم الياء وشد الصاد وكسرها، من (قصر) المضعف.
- ورقق الأزرق وورش الراء من (يقصرون)، وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 3/251]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م 09:47 AM

سورة الأعراف
[ من الآية (203) إلى الآية (206) ]

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}

قوله تعالى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
{إِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ}
- قراءة الجماعة بتاء الخطاب (... تأتهم).
- وقرأ يحيى وإبراهيم (... يأتهم) بياء الغيبة.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر (.. تاتهم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ رويس عن يعقوب (تأتهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها (تأتهم).
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{يُوحَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت، وبدونها (إليه).
[معجم القراءات: 3/252]
{بَصَائِرُ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الوقف، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{رَحْمَةٌ}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت قراءة (يؤمنون) بالواو في الآية/ 185 من هذه السورة، وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ قُرِئَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَقْلُ الْقُرْآنُ لِابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قرئ} [204] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({القرآن} [204] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "قرئ" ياء مفتوحة أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل همز "قرآن" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/73]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [204] قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذفها، والباقون بإسكان الراء والهمز). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
{قُرِئَ}
- قرأ أبو جعفر الفري بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة في الموصل.
- وقرأ أبو جعفر وحمزة وهشام في الوقف (قري) بياء ساكنة.
- وقراءة الجماعة (قرئ) بالهمز.
{الْقُرْآَنُ}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن (القران) بنقل فتحة الهمزة إلى الراء، وحذف الهمزة.
- وقراءة الباقين (القرآن) بإثبات الهمزة من غير نقل.
وتقدم هذا في الآية/ 185 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/253]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
{خِيفَةً}
- قرء (خفية) بتقديم الفاء على الياء، وهو ضد الجهر، وانظر
[معجم القراءات: 3/253]
الآية/55 من هذه السورة.
{الْآَصَالِ}
- قرأ أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري [تابعي] وأبو الدرداء (الإيصال).
وذكر ابن خالويه أنها كذلك في مصحف ابن الشميط.
والإيصال: مصدر، لقولهم: آصلت أي دخلت في وقت الأصيل.
وقال ابن عطية: (مصدراً كالإصباح والإمساء، ومعناه إذا دخلت في الأصيل).
- وقراءة الجماعة (الآصال)، جمع أصل، وأصل جمع أصيل، فهو جمع الجمع، وذهب الأخفش إلى أن الآصال جمع، واحدها أصيل، مثل الأشرار واحدها الشرير، والأيمان واحدتها اليمين). [معجم القراءات: 3/254]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يسجدون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب على المشهور، وقيل {كريم} في سورة الأنفال). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
{لَا يَسْتَكْبِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء. وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 3/254]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 03:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة