جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة آل عمران (http://jamharah.net/showthread.php?t=27554)

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 02:56 PM

سورة آل عمران
[من الآية (129) إلى الآية (132) ]

{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم 129}
{يغفر لمن..}
- قرأ أبو عمرو والسوسي ويعقوب بإدغام الراء في اللام.
{يعذب من}
- أدغم الباء في الميم أبو عمرو والكسائي وخلف، وذكرت من قبل أنه إخفاء.
واختلف عن ابن كثير وحمزة وقالون.
- وقرأ الباقون بالإظهار.
- وتقدم مثل هذا في الآية / 284 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/573]
{يشاء... يشاء}
- إذا وقف حمزة وهشام على يشاء أبدلا الهمزة ألفا مع المدة والتوسط والقصر.
- ولهما أيضا تسهيلها مع المد والقصر، إلا أن حمزة أطول مدا من هشام في هذين الوجهين). [معجم القراءات: 1/574]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مُضَعَّفَةً فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الربوا حمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون ومنهم الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/487]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مضعفة" [الآية: 130] بالتشديد بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/487]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مضاعفة} [130] قرأ الشامي مكي بتشديد العين، وحذف الألف، والباقون بإثبات الألف، وتخفيف العين). [غيث النفع: 490]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون 130}
{لا تأكلوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع، والأصبهاني لا تاكلوا بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز لا تأكلوا.
{الربا}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الباقين بالفتح
- ولا تقليل فيه للأزرق وورش.
{مضاعفة}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن بخلاف عنه واليزيدي مضعفة بالتشديد، وبدون ألف.
- وقرأ الباقون مضاعفة بالألف وتخفيف العين وفتحها). [معجم القراءات: 1/574]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا النار التي أعدت للكافرين 131}
{للكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه لأبي عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه والدوري عن الكسائي ورويس. وانظر الآيات: 19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/575]

قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترحمون} كاف، ولحاذف الواو تام، وفاصلة، ومنتهى النصف بلا خلاف). [غيث النفع: 490]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون 132}
{والرسول لعلكم}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/575]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 02:59 PM

سورة آل عمران
[من الآية (133) إلى الآية (138) ]

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}

قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - قَوْله {وسارعوا إِلَى مغْفرَة} 133
كلهم قَرَأَ {وسارعوا} بواو غير نَافِع وَابْن عَامر فَإِنَّهُمَا قرآ (سارعوآ) بِغَيْر وَاو وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحف أهل الْمَدِينَة وَأهل الشَّام وروى أَبُو عمر الدوري عَن الْكسَائي {وسارعوا} و{يُسَارِعُونَ} آل عمرَان 114 176 {نسارع لَهُم} الْمُؤْمِنُونَ 56 بالإمالة وروى غَيره عَن الْكسَائي بِغَيْر إمالة). [السبعة في القراءات: 216]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سارعوا} مدني شامي). [الغاية في القراءات العشر: 217]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سارعوا} [133]: بلا واو مدني، دمشق). [المنتهى: 2/636]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ انافع وابن عامر (سارعوا) بغير واو قبل السين، وقرأ الباقون بالواو). [التبصرة: 182]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {سارعوا} (133): بغير واو قبل السين.
[التيسير في القراءات السبع: 254]
والباقون: بالواو). [التيسير في القراءات السبع: 255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر: (سارعوا) بغير واو قبل السّين، والباقون بالواو). [تحبير التيسير: 327]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَسَارِعُوا) بلا واو دمشقي مدني غير ميمونة، والإنطاكي، واختيار ورش، الباقون بالواو، وهو الاختيار معطوف على قوله: (وَاتَّقُوا النَّارَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 518]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([133]- {وَسَارِعُوا} بلا واو: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/622]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (569- .... .... .... .... = .... قُلْ سَارِعُوا لاَ وَاوَ قَبْلُ كَماَ انْجَلَى). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([569] و(حق) (نـ)صير كسر واو مسوميـ = ن قل سارعوا لا واو قبل (كـ)ما (ا)نجلى
.....
والواو من قوله: {وسارعوا}، لم ترسم في مصاحف المدينة والشام، وثبتت في غيرها.
ولحذفها معنيان: الاستئناف، والآخر: أن الجملة إذا التبست بالأولى، استغني عن حرف العطف؛ قال الله تعالى: {وثامهم}.
ويجوز حذف الواو كما قال: {سادسهم} قبله.
[فتح الوصيد: 2/795]
وقد سبق في {وقالوا اتخذ} مثل هذا.
(وكما انجلی)، معناه: كما انكشف). [فتح الوصيد: 2/796]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [569] وحق نصير كسر واو مسوميـ = ـن قل سارعوا لا واو قبل كما انجلى
ح: (حق): مبتدأ، (كسر): خبر، (سارعوا): مبتدأ، (لا واو قبل): أي: قبل السين جملة خبره، (كما انجلى): خبر آخر.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير وعام: {من الملائكة مسومين} [125] بكسر الواو على اسم الفاعل، بمعنى: سوموا أنفسهم، أي: جعلوا لها علامة يعرفون بها، والباقون بفتحها على اسم المفعول، كأن الله تعالى سومهم من السومة، وهي العلامة.
[كنز المعاني: 2/118]
ثم قال: قرأ نافع وابن عامر: {سارعوا إلى مغفرة من ربكم} [133] بحذف الواو من قبل السين على انقطاع هذا مما قبله، وكذلك في مصاحف الشام والمدينة، والباقون بالواو عطفًا على: {وأطيعوا الله} قبله). [كنز المعاني: 2/119] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحذف الواو من: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} تقدم مثله في: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} والواو منه ساقطة في مصاحف المدينة والشام دون غيرها، واحترز بقوله: قبل عن الواو التي بعد العين وانجلا؛ أي: انكشف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/37]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (569 - .... .... .... .... .... = .... قل سارعوا لا واو قبل كما انجلي
....
وقرأ ابن عامر ونافع: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ بلا واو قبل السين.
وقرأ غيرهما بثبوت الواو قبل السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 238]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ يُسَارِعُونَ وَسَارِعُوا وَمَا جَاءَ مِنْهُ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/241] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَسَارِعُوا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ سَارِعُوا بِغَيْرِ وَاوٍ قَبْلَ السِّينِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مُصْحَفِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {وسارعوا} [133] بغير واو قبل السين، والباقون بالواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (537- .... .... .... .... .... = .... .... وحذف الواو عم
538 - من قبل سارعوا .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وحذف الواو) أي وحذف نافع وأبو جعفر وابن عامر الواو الأولى من «وسارعوا إلى مغفرة» كما سيأتي في البيت بعده.
من قبل سارعوا وقرح القرح ضم = (صحبة) كائن في كأيّن (ث) لّ (د) م
أي من قبل السين احتراز من التي بعد العين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 209]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (سارعوا) فقال:
ص:
من قبل سارعوا وقرح القرح ضمّ = (صحبة) كائن في كأيّن (ث) لـ (د) م
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/245]
ش: أي: قرأ [ذو] «عم» آخر الأول [المدنيان وابن عامر] وسارعوا إلى مغفرة من رّبّكم [آل عمران: 133] بحذف الواو التي (قبل) وسارعوا، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو (صحبة) حمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله [آل عمران: 140] ومن بعد ما أصابهم القرح [آل عمران: 172] بضم القاف، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو ثاء (ثل) أبو جعفر ودال (دم) ابن كثير وكائن حيث وقع [و] هو سبعة هنا [آل عمران: 146]، وبيوسف [الآية: 105] والحج [الآية: 45، 48] معا، والعنكبوت [الآية: 60]، والقتال [محمد: 13]، والطلاق [الآية: 8]- بألف وهمزة مكسورة بين الكاف، والنون، والباقون بهمزة مفتوحة [وياء مكسورة مشددة] بينهما.
تنبيه:
علم عموم قرح [آل عمران: 173] من ضم المعرف، واستغني بلفظي (كائن) [و (كأين)] عن قيدهما.
واصطلاحه حصر خلاف وو كأيّن من التي هنا، [آل عمران: 146] لكن يلوح من عطفه على العموم عمومها.
وجه حذف الواو: إما القطع، أو أنه معطوف على واتّقوا [آل عمران: 131] وو أطيعوا [آل عمران: 132] لكن حذف العطف؛ استغناء بتلبسهما بالضمائر، وعليها رسم المدني والشامي.
ووجه الإثبات: أنه الأصل في العطف، وعليه المعنى وبقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/246] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم همزة ءأقررتم [آل عمران، 81] وإمالة الكسائي تقاته [آل عمران: 102] وتقليلها للأزرق، وتشديد البزي ولا تفرقوا [آل عمران: 103] وترجع الأمور [آل عمران: 109] وإمالة دوري الكسائي وسارعوا [آل عمران: 133] ويسارعون [آل عمران: 114] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/243] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وسارعوا" [الآية: 133] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل السين على الاستئناف والباقون بالواو عطف أمرية على مثلها "وأمال" "وسارعوا" الدوري عن الكسائي فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وسارعوا إلى مغفرة}
{سارعوا} [133] قرأ نافع والشامي بلا واو قبل السين، على الاستئناف وهو كذلك في مصحفهما، والباقون بإثبات الواو عطفًا على {وأطيعوا} وهو كذلك في مصاحفهم). [غيث النفع: 491]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين 133}
{وسارعوا}
- قرأ الجمهور وسارعوا بواو العطف، وهي كذلك في مصاحف مكة والعراق.
- وقرأ ابن عامر ونافع وأبو جعفر "سارعوا" بغير واو، وذلك على الاستئناف، وهي كذلك في مصاحف المدينة والشام.
- وقرأ الكسائي برواية الدوري عنه بإمالة السين وما بعدها وذلك
[معجم القراءات: 1/575]
لكسرة الراء وسارعوا.
- ورواه غير الدوري عن الكسائي بالفتح كالباقين.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وسابقوا، ويحمل مثل هذا على التفسير). [معجم القراءات: 1/576]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس والله يحب المحسنين 134}
{عن الناس}
- قرأ أبو عمرو بإمالة النون عن الناس في موضع الجر حيث وقع.
وذكرت فيما سبق أن ابن مجاهد كان يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، ويبدو أن ذلك كان اختيار منه واستحسانا في مذهب أبي عمرو، وبذلك فقد ترك ابن مجاهد ما أجمع عليه الموثقون من الأئمة.
وانظر الآية /97 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/576]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 135}
{ظلموا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{يغفر}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/576]
{ولم يصروا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/577]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين 136}
{مغفرة}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/577]

قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين 137}
{فسيروا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/577]

قوله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين 138}
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة.
{هدی}
- قراءة الإمالة فيه لحمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش.
وتقدم مثل هذا، وانظر الآية /2 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/577]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:02 PM

سورة آل عمران
[من الآية (139) إلى الآية (141) ]

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}

قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين 139}
{مؤمنين}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوا، وانظر الآية / 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/577]

قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْقَاف وَضمّهَا من قَوْله {قرح} 140
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {قرح} فِي كُلهنَّ بِفَتْح الْقَاف
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قرح} بِضَم الْقَاف فِي جَمِيعهنَّ
وروى حَفْص عَن عَاصِم {قرح} مَفْتُوحَة مثل أبي عَمْرو
وَكلهمْ أسكن الرَّاء من {قرح}). [السبعة في القراءات: 216]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قرح} بضم القاف كوفي غير حفص). [الغاية في القراءات العشر: 217]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قرح} [140، 172]: بضم القاف فيهن: هما، وأبو بكر، وخلف). [المنتهى: 2/636] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (قرح) و(القرح) بضم القاف حيث وقع، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 182]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قرح} (140)، في الموضعين، و: {القرح} (172): بضم القاف في الثلاثة.
والباقون: بفتحها فيها). [التيسير في القراءات السبع: 255] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قرح) في الموضعين (والقرح) بضم القاف في الثّلاثة والباقون بفتحها فيها). [تحبير التيسير: 327] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَرْحٌ) بضم القاف في ثلاثة مواضع ابْن مِقْسَمٍ، وأبو بكر، وأبان، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والكسائي غير قاسم، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون بفتح القاف، وهو الاختيار؛ لأنه يجمع الجراحة والضم يخص بأحد المعنيين، فالجامع لمعنيين أولى مما يختص بمعنى واحد). [الكامل في القراءات العشر: 518]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([140]- {قَرْحٌ}، و{الْقَرْحُ} [172] ضم القاف فيهن: أبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/622] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (570 - وَقَرْحٌ بِضَم الْقَافِ وَالْقَرْحُ صُحْبَةٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([570] وقرحٌ بضم القاف والقرح (صحبةٌ) ومع مد كائن كسر همزته (د)لا
[571] ولا ياء مكسورًا وقاتل بعده = يمد فتح الضم والكسر (ذ)و ولا
القَرح والقُرح، كالفَقر والفُقر، والكَره والكُره، والضَعف والضُعف.
قال الأخفش والكسائي والزجاج: «هما واحد».
وقال الفراء: «كأن القرح الجراحات، والقرح بالضم ألمها» ). [فتح الوصيد: 2/796] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [570] وقرح بضم القاف والقرح صحبة = ومع مد كائن كسر همزته دلا
[571] ولا ياء مكسورا وقاتل بعده = يمد وفتح الضم والكسر ذو ولا
ح: (قرحٌ): مبتدأ، (صحبةٌ): خبر، أي: قراءة صحبة، و(كسر همزته): مبتدأ، والضمير: لـ (كائن)، (دلا): خبر، وفاعله: ضمير الكسر، (مع مد): ظرف (دلا)، بمعنى: أخرج دلوه ملأى، (مكسورًا): حال، وخبر (لا): محذوف، أي: موجود، (قاتل ... يمد): مبتدأ، وخبر، وضمير (بعده): لـ (كائن)، (فتح الضم والكسر ذو ولا): مبتدأ وخبر، أي: ذو متابعة للمد.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {قرحٌ} منكرًا ومعرفًا أين جاء بضم القاف، وهي ثلاثة مواضع: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ} [140]، {من بعد ما أصابهم القرح} [172]، والباقون بفتحها، وهما لغتان، كـ (الضَّعف) و (الضُّعف)، أو بالفتح: الجرح،
[كنز المعاني: 2/119]
بالضم: ألمه.
وقرأ ابن كثير: {وكأين} أين جاء بألف بعد الكاف وهمزة مكسورة بعدها، فيكون (كآئن) على وزن: (كاعن)، وأشار إلى قوة تلك القراءة بقوله (دلا)، والباقون: {وكأين} بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مشددة مكسورة بعدها على وزن: (كعين)، ولم يقيد التشديد لضيق النظم.
وهما لغتان بمعنى (كم) الخبرية، والأصل: (أي)، دخل عليها كاف التشبيه، فالنون صورة التنوين.
ثم قال: وقاتل بعد (كائن)، وهو: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ} [146]، قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح القاف المضمومة والتاء المكسورة ومد بينهما، فيكون: (قاتل) على وزن: (فاعل)، والباقون
[كنز المعاني: 2/120]
بضم القاف وكسر التاء بلا مد على وزن: (فُعل)، فيكون معنى {فما وهنوا} فما وهن من لم يقتل منهم). [كنز المعاني: 2/121] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (568- وَقَرْحٌ بِضَم القَافِ وَالقَرْحُ "صُحْبَةٌ"،.. وَمَعْ مَدِّ كَائِنْ كَسْرُ هَمْزَتِهِ "دَ"لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/37]
أي قرأه صحبة والضم والفتح لغتان، وجاء ذلك في ثلاثة مواضع في هذه السورة: اثنان بلفظ التنكير: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} الثالث بلفظ التعريف: {مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/38] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (570 - وقرح بضمّ القاف والقرح صحبة = .... .... .... .... ....
....
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، مِنْ
بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ، والثلاثة في هذه السورة وليس غيرها في القرآن الكريم، قرأ هؤلاء بضم القاف في الثلاثة وغيرهم بفتحها فيها). [الوافي في شرح الشاطبية: 238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَرْحٌ وَالْقَرْحُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ مِنْ قَرْحٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَ (أَصَابَهُمُ الْقُرْحُ)، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {قرحٌ} [140] بضم القاف في الموضعين، و{أصابهم القرح} [172] أيضًا، والباقون بفتحها في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (538- .... .... وقرح القرح ضم = صحبة .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وقرح القرح) يعني وقرأ قرح والقرح، يريد قوله تعالى «إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح» وقوله تعالى «من بعد ما أصابهم القرح» والثلاثة في هذه السورة بضم القاف حمزة والكسائي وخلف وشعبة والباقون بالفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 209]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (سارعوا) فقال:
ص:
من قبل سارعوا وقرح القرح ضمّ = (صحبة) كائن في كأيّن (ث) لـ (د) م
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/245]
ش: أي: قرأ [ذو] «عم» آخر الأول [المدنيان وابن عامر] وسارعوا إلى مغفرة من رّبّكم [آل عمران: 133] بحذف الواو التي (قبل) وسارعوا، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو (صحبة) حمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله [آل عمران: 140] ومن بعد ما أصابهم القرح [آل عمران: 172] بضم القاف، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو ثاء (ثل) أبو جعفر ودال (دم) ابن كثير وكائن حيث وقع [و] هو سبعة هنا [آل عمران: 146]، وبيوسف [الآية: 105] والحج [الآية: 45، 48] معا، والعنكبوت [الآية: 60]، والقتال [محمد: 13]، والطلاق [الآية: 8]- بألف وهمزة مكسورة بين الكاف، والنون، والباقون بهمزة مفتوحة [وياء مكسورة مشددة] بينهما.
تنبيه:
علم عموم قرح [آل عمران: 173] من ضم المعرف، واستغني بلفظي (كائن) [و (كأين)] عن قيدهما.
واصطلاحه حصر خلاف وو كأيّن من التي هنا، [آل عمران: 146] لكن يلوح من عطفه على العموم عمومها.
وجه حذف الواو: إما القطع، أو أنه معطوف على واتّقوا [آل عمران: 131] وو أطيعوا [آل عمران: 132] لكن حذف العطف؛ استغناء بتلبسهما بالضمائر، وعليها رسم المدني والشامي.
ووجه الإثبات: أنه الأصل في العطف، وعليه المعنى وبقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْح" [الآية: 140] أصابهم القرح فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم القاف في الثلاث، وافقهم الأعمش والباقون بالفتح فيها، وهما لغتان كالضعف والضعف ومعناه الجرح، وقيل المفتوح الجرح والمضموم ألمه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قرح} [140] معًا قرأ الأخوان وشعبة بضم القاف، والباقون بفتحها، لغتان). [غيث النفع: 491]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين 140}
{إن يمسسكم}
قراءة الجمهور إن يمسسكم، بكسر الهمزة من إن والفعل بالياء.
- وقرأ الأعمش إن تمسسكم بكسر الهمزة من «إن»، والفعل بالتاء من فوق على التأنيث.
- وقرأ أبو معاذ عن بعضهم أن يمسسكم بفتح الهمزة من «أن»، والفعل بالياء.
{قرح.. قرح}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو
جعفر ويعقوب قرح بفتح القاف، وسكون الراء فيهما، وهي لغة الحجاز، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وخلف والأعمش وعبد الله بن مسعود وأصحابه قرح بضم القاف، وسكون الراء فيهما، وهي لغة غير الحجاز.
[معجم القراءات: 1/578]
والفتح أولي عند أبي علي، ولا أولوية عند أبي حيان؛ إذ كلاهما متواتر.
- وقيل: هما لغتان، وقيل: هو بالفتح: الجراح، وبالضم: ألمها.
قال الفراء: وكأن القرح ألم الجراحات، وكأن القرح الجراح بأعيانها.
وذهب الكسائي والأخفش إلى أنهما واحد.
- وقرأ أبو السمال وابن السميفع اليماني "قرح" بفتح القاف والراء، وهي لغة.
قال أبو الفتح: هي لغة في القرح كالشل والشلل والطرد والطرد، هذا مذهب البصريين.
- وقرأ الأعمش إن تمسسكم قروح، على الجمع، مع قراءة الفعل بالتاء على التأنيث، وقد ذكرته في موضعه.
- وقرئ "قرح" بضم القاف والراء، كاليسر واليسر، فهو إتباع.
{نداولها}
- قراءة الجمهور نداولها، بنون العظمة.
- وقرئ شاذا یداولها بالياء.
قال أبو حيان: وهو جار على الغيبة قبله وبعده.
{الناس}
- تقدمت الإمالة في الناس في الآية/134). [معجم القراءات: 1/579]

قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة الكافرين لأبي عمر وابن ذكوان بخلفه، والدوري عن الكسائي ورويس وتقليلها للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين 141}
{الكافرين}
تقدمت الإمالة فيه في مواضع وانظر الآيات 19 و34 و89 من
[معجم القراءات: 1/579]
سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/580]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:04 PM

سورة آل عمران
[من الآية (142) إلى الآية (145) ]

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}

قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) برفع الميم عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، والقورسي عن أبي جعفر، وشِبْل عن ابن مُحَيْصِن، وبكسر الميم الحسن، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وهارون عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 518]
عمرو، والإنطاكي عن أبي جعفر عن ابْن كَثِيرٍ هو مجزوم غير أنه كسر لالتقاء الساكنين، الباقون بنصب الميم، والاختيار الرفع عن الاستئناف). [الكامل في القراءات العشر: 519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ويعلم الصابرين" بكسر الميم عطفا على ما يعلم المجزوم بلما، وهي قراءة يحيى بن يعمر أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142}
{ولما يعلم الله..}
- قراءة الجمهور "ولما يعلم الله الذين جاهدوا" بكسر الميم لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن وثاب والنخعي ولما يعلم الله الذين جاهدوا، بفتح الميم.
وخرج على أنه إتباع لفتحة اللام، وعلى أنه على إرادة النون الخفيفة يعلمن، ثم حذف هذه النون.
{ويعلم الصابرين}
- قراءة الجمهور ويعلم. ينصب الميم، فقيل: هو منصوب بإضمار «أن» بعد الواو على مذهب البصريين، وعلى النصب بواو الصرف على مذهب الكوفيين.
وقيل: هو مجزوم، وأتبع الميم اللام في الفتح، كالقراءة السابقة في لما يعلم...
- وقرأ الحسن وابن يعمر وأبو حيوة وعمرو بن عبيد ويعلم. بكسر الميم، عطفا على لما يعلم، فهو مجزوم مثله، والتحريك بالكسر للساكنين.
[معجم القراءات: 1/580]
قال الطبري: وقد روي عن الحسن أنه كان يقرأ.. فيكسر الميم من يعلم لأنه كان ينوي جزمها على العطف به على قوله: «ولما يعلم الله»..
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو ويعلم.. برفع الميم.
وخرجه العلماء بأنه رفع على استئناف الإخبار، أي: وهو يعلم الصابرين.
وخرجه الزمخشري على أن الواو للحال، وتعقبه أبو حيان، وهو عند الشهاب وغيره حال بتقدير مبتدأ أي: وهو يعلم الصابرين، وأجاز مثل هذا أبو حيان على هذا التقدير). [معجم القراءات: 1/581]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كنتم تمنون} [143] قرأ البزي بخلاف عنه بتشديد تاء {تمنون} وصلاً، والباقون بالتخفيف، وهو في الميم على أصله من صلتها بواو في اللفظ، ويلتقي مع الساكن اللازم فيمد طويلاً، والتخفيف عنه أشهر وأظهر، ولم يعلم التشديد إلا من طريق الداني.
قال المحقق: «ولم نعلم أحدًا ذكر {كنتم تمنون} {فظلتم تفكهون} [الواقعة] سوى الداني من طريق أبي الفرج محمد بن عبد الله النجاد المقرئ وهو لم يقرأ ذلك، ويدل عليه قوله في التيسير بعد أن قال: البزي يشدد التاء في أحد وثلاثين موضعًا وعدها - : وزاد أبو الفرج النجاد المقرئ من قراءته عن أبي الفتح ابن بدهن ع ن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزي عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدد التاء في
[غيث النفع: 491]
{كنتم تمنون} و{فظلتم تفكهون} وقال في مفرداته: وزادني أبو الفرج، وهذا صريح في المشافهة».
ولكني أقول كما قال المحقق رحمه الله في نشره: «ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية، والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح، ودخولهما في ضابط نص البزي وهو كل تاء تكون في أول فعل يستقبل يحسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًا لما ذكرناهما، لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا، وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار، والشاطبي تبع له، إذ لم يكونا من طرق كتابيهما، وهذا موضع يتعين التنبيه عليه، ولا يهتدي إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية والكشف والإتقان» اهـ). [غيث النفع: 492]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون 143}
{ولقد كنتم تمنون}
- قرأ ابن كثير، وأبو الفرج النجاد عن أبي الفتح بن بدهن عن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزي لقد كنتم تمنون بتشديد التاء في الوصل.
- وقراءة الباقين بتخفيف التاء تمنون.
[معجم القراءات: 1/581]
{من قبل..}
- قراءة الجمهور من قبل.. مجرورة مضافة إلى ما بعده.
- وقرأ مجاهد وابن جبير من قبل بضم اللام مقطوعا عن الإضافة.
{أن تلقوه}
- قرأ يحيى والنخعي والزهري والأعمش أن تلاقوه بالألف، من المفاعلة التي تكون بين اثنين.
- وقرأ الجمهور «أن تلقوه» بدون الألف. وهما في المعنى سواء.
{فقد رأيتموه}
- قراءة الجماعة فقد...
- وقرأ طلحة بن مصرف فلقد...
{رأيتموه}
- قرأ بغير همز. أي بالتليين - رايتموه هبة الله بن جعفر عن الأصفهاني عن ورش.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/582]

قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين 144}
{الرسل}
- قراءة الجمهور الرسل بالتعريف على سبيل التفخيم والتنويه به.
[معجم القراءات: 1/582]
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته رسل بالتنكير، وبها قرأ عبد الله بن عباس وحطان بن عبد الله.
- وقرأ المطوعي "الرسل" بإسكان السين.
- والجمهور على الضم «الرسل».
{أفإن}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.
{على عقبيه}
- قراءة الجمهور على عقبيه بالتثنية.
- وقرأ ابن أبي إسحاق على عقبه على الإفراد.
{فلن يضر الله}
- قرأ الأعمش والمطوعي فلن يضير الله بكسر الضاد.
- وقراءة الجماعة بضمها فلن يضر الله..
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية / 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/583]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يؤده} [75]، و{نؤته} [145، الشورى: 20]، و{نوله... ونصله} [النساء: 115]: ساكنة الهاء أبو عمرو غير عباس، وحمزة، وأبو بكر إلا البرجمي، وأبو بشر، وهشام طريق البلخي.
باختلاس كسرتها مدني غير ورش وإسماعيل وأبي نشيط طريق ابني الصلت، وحمصي، والصوري عنهما طريق الداجوني، ويعقوب إلا الحريري. وافق سالم إلا في {يؤده} [75] فيهما.
باختلاس ضمتها سلام). [المنتهى: 2/631] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابو عمرو، وحمزة: {يؤده إليك}، و: {لا يؤده إليك} (75)، و: {نؤته منها} (145)، في الموضعين، وفي النساء (115): {نوله ... ونصله}، وفي حم عسق (20): {نؤته منها}: بإسكان الهاء في السبعة.
وقالون: باختلاس كسرة الهاء فيها.
وكذا روى الحلواني عن هشام في الباب كله.
والباقون: بإشباع الكسرة.
والوقف للجميع: بالإسكان). [التيسير في القراءات السبع: 253] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر (يؤده إليك ولا يؤده إليك) (ونؤته منها) في لموضعين ههنا وفي النّساء (نوله ونصله) وفي عسق (نؤته منها) بإسكان الهاء في السّبعة، وقالون ويعقوب باختلاس كسرة الهاء فيها، وكذا روى الحلواني عن هشام. في الباب كله والباقون بإشباع الكسرة، والوقف للجميع بالإسكان). [تحبير التيسير: 324] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُؤْتِهِ مِنْهَا) بالياء فيهما ابْن مِقْسَمٍ، والمفضل بن صدقة، والقورسي، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر وجرير عن الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، زاد ابْن مِقْسَمٍ، والإنطاكي، وقُتَيْبَة، (وَسَيَجْزِي) بالياء، الباقون بالنون فيها، وهو الاختيار الياء لقوله: (بِإِذْنِ اللَّهِ)، ولقوله: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "مؤجلا" واوا مفتوحة ورش من طريقيه، وأبو جعفر وبه وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "يرد ثواب" معا هنا أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "يؤته، وسيجزي" [الآية: 145] بياء الغيبة فيهما والضمير لله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" هاء "نؤته" معا هنا، وفي الشورى أبو عمرو وهشام من طريق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/488]
الداجوني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب بكسر الهاء بلا صلة، واختلف عن ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبي جعفر وحاصله أن لهشام ثلاثة أوجه: السكون وإشباع كسرة الهاء وقصرها، ولابن ذكوان وجهين: القصر والإشباع، ولأبي جعفر وجهين: السكون والقصر والباقون بالإشباع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/489]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤجلاً} [145] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، وصلاً ووقفًا، مثله حمزة إن وقف، والباقون بالهمز مطلقًا). [غيث النفع: 492]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نؤته} قرأ البصري وشعبة وحمزة بإسكان الهاء، وهشام بخلف عنه وقالون بكسر من غير صلة، والباقون بكسره مع الصلة، وهو الطريق الثاني لهشام، وإبدال همزه لورش وسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 492]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين 145}
{بإذن الله}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{مؤجلا}
أبدل الهمزة واوا مفتوحة في الوقف والوصل أبو جعفر وورش "موجلا"، وهو قياس تخفيفها.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/583]
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين.
{ومن يرد ثواب الدنيا... ومن يرد ثواب الآخرة}
- أدغم الدال في الثاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش «ومن يرد ثواب».
- وقرأ بإظهار الدال نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر في بعض طرقه من رواية هشام وابن ذكوان، ويعقوب وأبو جعفر.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارا، وانظر الآيتين / 85 و114 من سورة البقرة.
{نؤته.. نؤته}
- قراءة الجمهور "نؤته" بنون العظمة، وهو التفات من غيبة إلى تكلم.
- وقرأ الأعمش فيما رواه القطيعي عن أبي زيد عن المفضل عنه، والمطوعي "يؤته" بالياء، أي: الله.
- وقرأ هشام من طريق الداجوني وأبو بكر عن عاصم وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني وابن جماز من طريق الهاشمي، وأبو عمرو وفي رواية أوقية عن اليزيدي نؤته بسكون الهاء، في الوصل.
قال أبو حيان: ووجه الإسكان أن الهاء لما وقعت موقع المحذوف الذي حقه لو لم يكن حرف علة أن يسكن، فأعطيت الهاء ماتستحقه من السكونه.
[معجم القراءات: 1/584]
- وقراءة جميع القراء في الوقف بسكون الهاء "نؤته".
وقرأ نافع برواية قالون والحلواني عن هشام والمطوعي وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان باختلاس الحركة وهي الكسرة على الهاء في الوصل.
قال أبو حيان ووجه الاختلاس بأنه استصحب ما كان للهاء قبل أن تحذف الياء؛ لأنه قبل الحذف كان أصله نؤتيه، والحذف عارض، فلا يعتد به.
- وقرأ قالون وهشام وأبو جعفر وابن وردان ويعقوب والداجوني والحنبلي وابن يزداد وابن ذكوان عن ابن عامر بكسر الهاء من غير صلة نؤته.
- وقرأ الباقون بالإشمام، أي بكسر الهاء ووصلها بياء في اللفظ نؤتيهي.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني بإبدال الهمزة الساكنة واوا نوته.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/585]
{الآخرة}
- تقدمت القراءة مفصلة فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{سنجزي}
- قراءة الجمهور سنجزي بنون العظمة.
- وقرأ الأعمش والمطوعي «سيجزي» بالياء، وهو جار على ما سبق من الغيبة، وقراءة النون التفات). [معجم القراءات: 1/586]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:06 PM

سورة آل عمران
[من الآية (146) إلى الآية (148) ]

{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا فِي الْهَمْز من قَوْله {وكأين من نَبِي} 146
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (وكآئن) الْهمزَة بَين الْألف وَالنُّون فِي وزن كاعن
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وكأين} الْهمزَة بَين الْكَاف وَالْيَاء مُشَدّدَة فِي وزن كعين). [السبعة في القراءات: 216]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْقَاف وَضمّهَا وَإِدْخَال الْألف وإسقاطها من قَوْله {قَاتل مَعَه} 146
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (قتل مَعَه)
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قتل} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وكائن} بوزن كاعن مكي يزيد يلين الهمزة). [الغاية في القراءات العشر: 218]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قتل معه} بضم القاف مكي بصري ونافع). [الغاية في القراءات العشر: 218]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وكآئن) [146]: بوزن «كاعن» مكي، ويزيد، وأبو عبيد. ويلين الهمزة يزيد.
{قاتل معه} [146]: بألف شامي كوفي إلا المفضل وأبا بشرٍ، ويزيدُ، وأيوب). [المنتهى: 2/636]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (وكائن) بالتخفيف وبألف قبل الهمزة مثل (وكاعن) حيث وقع، وقرأ الباقون بالتشديد من غير ألف مثل (وكعين) وكلهم وقفوا بالنون إلا ما رواه ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه وقف على الياء، وقد روي أيضًا عن الكسائي مثل هذا، والمختار في قراءتهما وقراءات غيرهما أن يقف القارئ على النون اتباعًا لخط المصحف). [التبصرة: 182]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (قاتل معه) بألف وفتح التاء من القتال، وقرأ الباقون
[التبصرة: 182]
بغير ألف من القتل وضم القاف وكسر التاء). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {وكائن} (146)، حيث وقع: بألف ممدودة، بعدها همزة مكسورة.
والباقون: بهمزة مفتوحة بعد الكاف، وياء مكسورة مشددة بعدها.
والوقف على النون قد ذكر في باب الوقف على مرسوم الخط). [التيسير في القراءات السبع: 255]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {قاتل معه} (146): بالألف، وفتح القاف والتاء.
والباقون: بضم القاف، وكسر التاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وأبو جعفر: (وكائن) حيث وقع بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة [يسهلها أبو جعفر والباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مكسورة] مشدّدة بعدها، والوقف على النّون قد ذكر في مرسوم الخط. الكوفيّون وابن عامر وأبو جعفر (قاتل معه) بالألف وفتح القاف والتّاء، والباقون بضم القاف وكسر التّاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 327]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَاتَلَ) بألف أبو جعفر، وشيبة، واختيار ورش، وابْن مِقْسَمٍ، وأيوب، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وسماوي غير أبي بشر، والمفضل، وهو الاختيار؛ لأنه لم يروى أن نبيًّا قتل في المعركة، الباقون بغير ألف.
(رِبِّيُّونَ) بضم الراء و(وَهَنُوا) بكسر الهاء أبو السَّمَّال، الباقون بكسر الواو وفتح الهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 519]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([146]- {وَكَأَيِّنْ} بوزن "كاعن": ابن كثير.
[146]- {قَاتَلَ مَعَهُ} بألف: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/622]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (570- .... .... .... .... = وَمَعْ مَدِّ كَائِنْ كَسْرُ هَمْزَتِهِ دَلاَ
571 - وَلاَ يَاءَ مَكْسُوراً وَقَاتَلَ بَعْدَهُ = يُمَدُّ وَفَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ ذُو وِلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وكأين وكائن، لغتان بمعنى: كم.
ويقال أيضًا: (كأين)، مثل كعي، وكا، مثل كع؛ والأصل: كأي وهي كاف التشبيه دخلت على أي.
[فتح الوصيد: 2/796]
وإنما ذكر المد وكسر الهمزة وحذف الياء المكسورة، لتأخذ بضد ذلك لغير ابن كثير. فإنك إذا قصرت وفتحت الهمزة وأتيت بياء مكسورة، صارت كأین. إلا أنه يبقى عليه تشديد الياء، ولم يتسع له التنبيه عليه، فاعتمد في ذلك على شهرته.
و(دلا)، من: دلوت الدلو، إذا أخرجتها ملأى؛ يشير بذلك إلى كثرة استعماله وشهرته في أشعار العرب.
قال الشاعر:
وكائن بالأباطح من صديقٍ = يراني لو أصبت هو المصابا
وقال آخر:
وكائن ترى من صامت لك معجبٍ = زيادته أو نقصه في التكلم
وهو كثير في الشعر.
وقال قطرب والخليل: هي مقلوبة من المشددة، كـ: أينق في جمع ناقة.
ومعنى ذلك، أن الياء المشددة قدمت موضع الهمزة، وأخرت الهمزة موضعها وأعطيت كل واحدة منهما حركة الأخرى؛ لأنهم يبقون الحركات مع القلب على ما كانت عليه كما قالوا: ملائكة، ففتحوا اللام وكسروا الهمزة، وكان الأصل ملكة بفتح الهمزة وكسر اللام.
وكذلك قالوا: رعملي في لعمري، فصار على هذا كيإن، ثم خفف بحذف الياء المدغم فيها، فصار كيإن؛ كما قال الفرزدق:
تتظرت نصرًا والسماكين أيهما = علي من الغيث استهلت مواطره
فحذف الياء الثانية من أي، ثم قلبت الياء من كيإن ألفا كما قلبت في آية، والأصل أية، فصار كأين. هذا معنى قول أبي علي.
[فتح الوصيد: 2/797]
وقال غيره: إن الياء الأولى من (كاین)، قدمت موضع الهمزة وأخرت الهمزة إلى موضعها وحركت الياء بحركة الهمزة وهي الفتحة، وسكنت الهمزة كما كانت الياء ساكنة، فلما تحركت الياء وقبلها فتحة، قلبت ألفًا فاجتمع ساكنان: الألف والهمزة، فكسرت الهمزة لالتقاء الساكنين، وبقيت الياء الثانية متحركة طرفًا، فذهبت حركتها كما فعل في قاضٍ، فبقيت ساكنة والتنوين ساكن. فحذفت لذلك.
فإن قيل: فما الدليل على أنه أراد جميع المواضع ؟
قلت: (كأين)، إنما وقع في القرآن مع الواو. وقد وقع مع الفاء أيضًا، فتكلم فيه هاهنا مجردًا عنهما ليدل على أنه أراد العموم.
قوله: (وقائل بعده)، أي بعد كائن يمد.
(وفتح الضم والكسر): مبتدأ.
و(ذو ولا): خبره؛ أي ذو متابعة للمد، لأنه لا يكون إلا معه.
ومعنى {قتل معه ربيون}: إما أن يكون النبي هو الذي قاتل، أو الربيون قاتلوا معه .وكذلك يجري المعنيان في {قُتل}.
فإن قلت: فكيف يصح قتل الربيين مع قوله: {فما وهنوا ... وما ضعفوا وما استكانوا} ؟
قلت: معناه أنه قتل بعضهم، فما وهن البعض الباقي.
ويحتمل أن يكون {فما وهنوا}، عائدًا على الأنبياء). [فتح الوصيد: 2/798]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [570] وقرح بضم القاف والقرح صحبة = ومع مد كائن كسر همزته دلا
[571] ولا ياء مكسورا وقاتل بعده = يمد وفتح الضم والكسر ذو ولا
ح: (قرحٌ): مبتدأ، (صحبةٌ): خبر، أي: قراءة صحبة، و(كسر همزته): مبتدأ، والضمير: لـ (كائن)، (دلا): خبر، وفاعله: ضمير الكسر، (مع مد): ظرف (دلا)، بمعنى: أخرج دلوه ملأى، (مكسورًا): حال، وخبر (لا): محذوف، أي: موجود، (قاتل ... يمد): مبتدأ، وخبر، وضمير (بعده): لـ (كائن)، (فتح الضم والكسر ذو ولا): مبتدأ وخبر، أي: ذو متابعة للمد.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {قرحٌ} منكرًا ومعرفًا أين جاء بضم القاف، وهي ثلاثة مواضع: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ} [140]، {من بعد ما أصابهم القرح} [172]، والباقون بفتحها، وهما لغتان، كـ (الضَّعف) و (الضُّعف)، أو بالفتح: الجرح،
[كنز المعاني: 2/119]
بالضم: ألمه.
وقرأ ابن كثير: {وكأين} أين جاء بألف بعد الكاف وهمزة مكسورة بعدها، فيكون (كآئن) على وزن: (كاعن)، وأشار إلى قوة تلك القراءة بقوله (دلا)، والباقون: {وكأين} بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مشددة مكسورة بعدها على وزن: (كعين)، ولم يقيد التشديد لضيق النظم.
وهما لغتان بمعنى (كم) الخبرية، والأصل: (أي)، دخل عليها كاف التشبيه، فالنون صورة التنوين.
ثم قال: وقاتل بعد (كائن)، وهو: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ} [146]، قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح القاف المضمومة والتاء المكسورة ومد بينهما، فيكون: (قاتل) على وزن: (فاعل)، والباقون
[كنز المعاني: 2/120]
بضم القاف وكسر التاء بلا مد على وزن: (فُعل)، فيكون معنى {فما وهنوا} فما وهن من لم يقتل منهم). [كنز المعاني: 2/121] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ولفظ كائن جاء في مواضع: هنا وفي الحج والطلاق والخلاف في جميعها، ولم يبين النظم أنه حيث أتى، وفاعل دلا ضمير كسر همزته ومعنى دلا في اللغة: أخرج دلوه ملآى، واستعاره هنا لحصول الغرض وتمام الأمر بالمد مع الكسر، وأراد بالمد زيادة ألف بعد الكاف والباقون بلا ألف مع فتح الهمزة، ثم ذكر باقي قيود القراءة فقال:
569- وَلا يَاءَ مَكْسُورًا وَقَاتَلَ بَعْدَهُ،.. يُمَدُّ وَفَتْحُ الضَّمِّ وَالكَسْرِ "ذُ"ووِلا
الياء المكسورة زيادة في قراءة غير ابن كثير وهي مشددة ولم يتسع له مجال البيت لذكر ذلك، ولو قال في البيت السابق:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/38]
وكل كائن كسر همزته دلا
ثم قال:
ومد ولا ياء ................
لكان وافيا بالغرض ولا حاجة إلى قوله: مكسورًا حينئذ؛ لأنه لفظ بقراءة الجماعة أي: ولا يثبت ابن كثير الياء التي في هذا اللفظ، و"كأين"، "وكئن" لغتان وفيها غير ذلك من اللغات وهي كلمة؛ أي: دخل عليها كاف التشبيه كما دخل على ذا في كذا ثم كثر استعمالهما كالكلمة الواحدة بمعنى كم الخبرية، فتصرفوا فيها على وجوه، وكتب تنوينها نونًا.
قوله: وقاتل بعده؛ أي: بعد كأين قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ}، "قتل معه"، القراءتان ظاهرتان إلا أن معنى قوله: "قتل معه ربيون كثير فما وهنوا"؛ أي: فما وهن من لم يقتل منهم، والضم في القاف والكسر في التاء إذا فتحا مع المد صارت الكلمة قاتل، فقوله: ذو ولا؛ أي: فتح الضم والكسر ذو متابعة للمد مصاحبة له). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/39]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (570 - .... .... .... .... .... = ومع مدّ كائن كسر همزته دلا
571 - ولا ياء مكسورا وقاتل بعده ... يمدّ وفتح الضّمّ والكسر ذو ولا
....
وقرأ ابن كثير وَكَأَيِّنْ* حيث أتي وكيف نزل سواء كان أوله واوا كما هنا، أو فاء نحو: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ، بألف وهمزة مكسورة بين الكاف والنون من غير ياء وأراد بالمد إثبات الألف، وقرأ الباقون وَكَأَيِّنْ* بهمزة مفتوحة وياء مكسورة مشددة بين الكاف والنون من غير ألف ونطق ب (كائن) في البيت مجردة عن الواو والفاء؛ ليعم جميع ما في القرآن نحو وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ،
[الوافي في شرح الشاطبية: 238]
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ. وقرأ ابن عامر والكوفيون: قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ بالمد أي بألف قبل التاء وبعد القاف وفتح ضم القاف وفتح كسر التاء، وقرأ غيرهم بالقصر أي بحذف الألف وضم القاف وكسر التاء. وقوله: (ذو ولا) أي متابعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89 - وَقَاتَلَ مِتُّ اضْمُمْ جَمِيعًا أَلاَ .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - وقاتل مت اضمم جميعًا (أ)لا يغل = ل جهل (حـ)ـمى والغيب يحسب (فـ)ـضلا
[شرح الدرة المضيئة: 110]
بكفر وبخل الآخر اعكس يفتح با = كذى فرح واشدد يميز معًا (حُـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {قاتل معه} [146] بألف بين فتحتين كخلف، وقرأ أبو جعفر أيضًا (مت) (ومتنا) و(متم) بضم الميم حيث وقع وأشار للعموم بقوله جميعًا). [شرح الدرة المضيئة: 111] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَأَيِّنَ حَيْثُ وَقَعَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِأَلِفٍ مَمْدُودَةٍ بَعْدَ الْكَافِ، وَبَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَكْسُورَةٌ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْكَافِ، وَبَعْدِهَا يَاءٌ مَكْسُورَةٌ مُشَدَّدَةٌ. وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي الْعَنْكَبُوتِ فَقَرَأَ كَأَبِي جَعْفَرٍ مِنَ الْمَدِّ وَالتَّسْهِيلِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَسْهِيلُ هَمْزَتِهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ اخْتِلَافَهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْيَاءِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَاتَلَ مَعَهُ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالتَّاءِ وَأَلِفٍ بَيْنَهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر {وكأين} حيث وقع بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة، والباقون بهمزة مفتوحة بعدها ياء مشددة.
وذكر تسهيل الهمزة لأبي جعفر، وذكر الوقف على الياء في بابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير والبصريان {قاتل معه} [141] بضم القاف وكسر التاء من غير ألف، والباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (538- .... .... .... .... .... = .... كائن في كأيّن ثلّ دم
539 - قاتل ضمّ اكسر بقصرٍ أوجفا = حقاًّ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (كأين يريد قوله تعالى «وكأين» حيث وقع، وقرأه «كائن» بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة كما لفظ به أبو جعفر وابن كثير، ولم يحتج إلى بيان الإطلاق لتقدم ذكره في الأصول كما في الشاطبية.
قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا = (حقّا) وكلّه (حما) يغشى (ش) فا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 209]
يريد قوله تعالى «قاتل معه ربيون» قرأه «قتل» بضم القاف وكسر التاء مع القصر وهو حذف الألف نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (سارعوا) فقال:
ص:
من قبل سارعوا وقرح القرح ضمّ = (صحبة) كائن في كأيّن (ث) لـ (د) م
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/245]
ش: أي: قرأ [ذو] «عم» آخر الأول [المدنيان وابن عامر] وسارعوا إلى مغفرة من رّبّكم [آل عمران: 133] بحذف الواو التي (قبل) وسارعوا، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو (صحبة) حمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله [آل عمران: 140] ومن بعد ما أصابهم القرح [آل عمران: 172] بضم القاف، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو ثاء (ثل) أبو جعفر ودال (دم) ابن كثير وكائن حيث وقع [و] هو سبعة هنا [آل عمران: 146]، وبيوسف [الآية: 105] والحج [الآية: 45، 48] معا، والعنكبوت [الآية: 60]، والقتال [محمد: 13]، والطلاق [الآية: 8]- بألف وهمزة مكسورة بين الكاف، والنون، والباقون بهمزة مفتوحة [وياء مكسورة مشددة] بينهما.
تنبيه:
علم عموم قرح [آل عمران: 173] من ضم المعرف، واستغني بلفظي (كائن) [و (كأين)] عن قيدهما.
واصطلاحه حصر خلاف وو كأيّن من التي هنا، [آل عمران: 146] لكن يلوح من عطفه على العموم عمومها.
وجه حذف الواو: إما القطع، أو أنه معطوف على واتّقوا [آل عمران: 131] وو أطيعوا [آل عمران: 132] لكن حذف العطف؛ استغناء بتلبسهما بالضمائر، وعليها رسم المدني والشامي.
ووجه الإثبات: أنه الأصل في العطف، وعليه المعنى وبقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا = (حقّا) وكلّه (حما) يغشى (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
ش: أي: قرأ ذو همزة (أو جفا) نافع و(حقا) البصريان وابن كثير: وكأين من نبي قتل [آل عمران: 146] بضم القاف وكسر التاء والقصر، أي: حذف الألف.
والباقون بفتحهما وألف بينهما ضد الثلاث، فصار نافع، والبصريان يقرءون وكأيّن بالتشديد قتل بالقصر، وأبو جعفر بتسهيل وكأين، ومد قاتل وابن كثير بمد كأين وقصر قتل والباقون بقصر وكأيّن ومد قاتل.
وقرأ [(حما)] البصريان إنّ الأمر كلّه لله [آل عمران: 154] برفع اللام.
[علم] من الإطلاق: والباقون بنصبها.
وقرأ ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف تغشى طائفة [آل عمران: 154] بتاء التأنيث كما سنذكره [على إسناده إلى ضمير الأمنة، والباقون بياء التذكير] على إسناده لضمير «النعاس» وهو الأولى للقرب.
تنبيه:
خرج بالتزام الترتيب أفإين مات أو قتل [آل عمران: 144]، وفهم رفع كله [آل عمران: 154] من الإطلاق [على] الأول.
وجه قتل: جعله من القتال، وبناؤه للفاعل.
ووجه قتل أخذه من القتل، وبناؤه للمفعول.
وعليهما فمرفوعه فاعل على الأول، ونائب على الثاني، وهو ضمير وكأيّن أو نبي وهو معنى قول قتادة وعكرمة: المخبر عنه بالقتل النبي، أو ربّيّون وهو معنى قول الحسن: «ما قتل نبي في حرب قط».
ووجه رفع كله [آل عمران: 154] أنه مبتدأ ولله خبره، والجملة خبر إنّ.
ووجه نصبه: جعله تأكيدا للأمر، وبدلا للأخفش ولله خبر إنّ وهو المختار
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/247]
لظهور كل في التأكيد.
...
ثم صرح بتأنيث تغشى [آل عمران: 154] فقال:
ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/248] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم لأبي جعفر تسهيل كأين، والخلاف في الوقف عليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كأين" [الآية: 146] حيث وقع وهو في سبعة فابن كثير وأبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة وهو إحدى لغاتها وافقهما الحسن فيما عدا الحج وتقدم تسهيل همزها لأبي جعفر "ووقف" أبو عمرو ويعقوب على الباء والباقين على النون، وعن ابن محيصن كان بهمزة واحدة مفتوحة بوزن كعن في السبعة وافقه الحسن في الحج). [إتحاف فضلاء البشر: 1/489]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قتل معه" [الآية: 146] فنافع وابن كثير وأبو عمر وكذا يعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا
[إتحاف فضلاء البشر: 1/489]
ألف مبنيا للمفعول، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون قاتل بفتح القاف والتاء وألف بينهما بوزن فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ربيون" بضم الراء فيكون من تغيير النسب إن كان منسوبا إلى الرب، فإن كان منسوبا إلى الربة وهي الجماعة فلا تغيير، وفيها لغتان الكسر والضم كما في الدر. "وعن الحسن" أيضا "وهنوا" بكسر الهاء وهي لغة كالفتح وهن يهن كوعد يعد وهن يوهن كوجل يوجل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الشنبوذي "إلى ما أصابهم" بإلى موضع اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وكأين} [146] قرأ المكي بالألف وبعده همزة مكسورة، والباقون بهمزة مفتوحة وياء مكسورة مشددة.
فإن وقفوا عليه فالبصري يقف على الياء، تنبيهًا على الأصل، لأنها مركبة من كاف التشبيه وأي المنونة، ولزم التنوين لأجل التركيب، وثبت رسمًا يحذف في الوقف،
[غيث النفع: 492]
وحدث فيها بالتركيب معنى (كم) الخبرية، والباقون يقفون بالنون، اتباعًا لصورة الرسم). [غيث النفع: 493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبيء قتل} [146] قرأ نافع بهمزة بعد الياء، وهو على أصله في المد، والباقون بياء مشددة من غير همز، وقرأ الحرميان والبصري {قتل} بضم القاف وكسر التاء، والباقون بفتح القاف والتاء، وألف بينهما). [غيث النفع: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين 146}
{وكأين}
- قرأ الجمهور "كأين"، وقالوا: أصل الكلمة أي، دخل عليها كاف التشبيه، وكتبت في المصحف بنون.
- ووقف الجمهور على النون اتباعا للرسم كأين.
- ووقف عليها أبو عمرو وسورة بن المبارك عن الكسائي، وابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن كأي بياء بدون نون.
قال مكي: وكلهم وقفوا بالنون إلا ما رواه ابن اليزيدي عن أبيه
[معجم القراءات: 1/586]
عن أبي عمرو أنه وقف على الياء كأي وقد روي أيضا عن الكسائي مثل هذا، فقد رواه عنه سورة بن المبارك، والمختار في قراءتهما وقراءات غيرهما أن يقف القارئ على النون اتباعا لخط المصحف».
- وقرأ أبو جعفر وابن كثير والحسن كائن بألف ممدودة بعد الكاف، بعدها همزة مكسورة على مثال فاعل، وأبو جعفر يلين الهمزة «كاين»..
- وقرأ ابن محيصن والأشهب العقيلي والأعمش كأي مثل كعين.
- قال ابن جني: بهمزة بعد الكاف ساكنة، وياء بعدها مكسورة خفيفة ونون بعدها في وزن كعي..
- وقرأ بعض القراء "كيئن"، وهو مقلوب قراءة ابن محيصن السابقة، بياء ساكنة بعدها همزة مكسورة.
- وقرأ ابن محيصن فيما حكاه الداني وخلاد وحسين كلاهما
[معجم القراءات: 1/587]
عن أبي عمرو كئن على مثال كع، وعم، بكاف مفتوحة وهمزة مكسورة ونون.
- وقرأ الحسن كي بكافي، بعدها ياء مكسورة منونة.
- وذكر ابن عطية هذا عن الحسن في جميع القرآن.
- وقرأ ابن محيصن «كأن» بهمزة مفتوحة بوزن كعن.
- وقرأ ابن كثير في رواية شبل عنه وكيين، وهي لغة في كأين..
- وفي إيضاح الوقف والابتداء: وقرأ أبو محيصن وكين على مثال فعل..
وقوله: أبو محيصن: تصحيف، صوابه: ابن محيصن، وأما ضبط القراءة على هذا فلم يرد مثله عند غيره، فهو إما تحريف أو أن المحقق التبس عليه الضبط فجاء كذلك، وهو غير المنقول عنه، أو أنها قراءة انفرد بروايتها.
- وقرأ ابن كثير وأبو جعفر كاين بتسهيل الهمزة.
- وذكر ابن خالويه في مختصره هذا قراءة لقتادة، ولم يصرح بالتسهيل.
[معجم القراءات: 1/588]
{نبي}
- قراءة نافع في هذا اللفظ وما اشتق من مادته بالهمز حيث جاء نبيء.
- وقد تقدم هذا في آيات سبقت، وانظر الآيتين / 61 و91 من سورة البقرة.
{قاتل}
قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر والأعمش وشيبة وخلف وابن مسعود قائل بألف، فعلا ماضيا.
قال ابن عطية: قراءة من قرأ: قاتل، أعم في المدح. واختارها أبو عبيد.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي وابن عباس وقتيبة والمفضل «قتل» مبنيا للمفعول من الثلاثي.
ورجح الطبري هذه القراءة، واختارها أبو حاتم.
- وقرأ قتادة "قتل" مبنيا للمفعول، وشدد التاء فيه، على التكثير.
[معجم القراءات: 1/589]
{ربيون}
- قراءة الجمهور ربیون بكسر الراء، وهو من تغييرات النسب.
- وقرأ علي وابن مسعود وابن عباس والحسن وأبو رجاء وعمرو بن عبيد وعطاء بن السائب وعكرمة وأبو رزين وابن يعمر وابن جبير وقتادة وأيوب "ربيون" بضم الراء، وهو من تغيير النسب، كما قالوا في النسب إلى دهر دهري بضم الدال، وهو منسوب إلى الدهر الطويل.
والضم عند ابن جني لغة تميم.
وقرأ ابن عباس في ما روی قتادة عنه، وأنس وأبو مجلز وأبو العالية والجحدري "ربيون" بفتح الراء على القياس.
قال ابن جني: «وهي لغة تميم»، ذكر هذا عنه أبو حيان وابن عطية، وكذا جاء في المحتسب.
{كثير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/590]
- وقراءة الجماعة على التفخيم.
{وهنوا}
- قراءة الجمهور بفتح الهاء وهنوا.
- وقرأ الأعمش والحسن وأبو السمال وأبو نهيك وهنوا، بكسر الهاء.
والفتح والكسر لغتان: وهن يهن، مثل وعد يعد، ووهن يوهن مثل وجل يوجل.
وقرأ أبو السمال وعكرمة "وهنوا" بإسكان الهاء، كما قالوا في نعم نعم، وشهد شهد، وتميم سكن عين «فعل».
{لما أصابهم}
- وقراءة الجماعة لما أصابهم.
وقرأ الشنبوذي إلى ما أصابهم، وهي قراءة الأعمش.
{وما ضعفوا}
- قراءة الجماعة بضم العين... ضعفوا.
- وقرئ "ضعفوا" بفتح العين، وحكاها الكسائي لغة، وذكرها اللحياني أيضا.
- وقرئ وما ضعفوا بإسكان العين). [معجم القراءات: 1/591]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ)، و(حُجَّتَهُمْ)، و(جَوَابَ قَوْمِهِ)، وما أشبهه بالرفع الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ وأبو بحرية، وابْن مِقْسَمٍ وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والحسن، وقَتَادَة، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابن صبيح وافق دمشقي إلا المفضل، ومكي، وحفص إلا أبا عمارة، وأبان، والمفضل وطريق الْأَصْفَهَانِيّ رواية جبلة، وإسحاق الأزرق عن حَمْزَة في قوله: [(فَمِنهُم)] وافق بصري، وأبو بشر، وأبو بكر طريق أبي الحسن، والبرجمي، وابن حبيب في قوله: وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً.
(عاقبَةُ) في الروم ونصب الجعفي عن أبي بكر في الأنفال (وَمَا كَانَ صَلَاتِهِمْ) ورفع (إِلَّا مُكَاءٌ وَتَصْدِيَةٌ)، الباقون (صَلَاتُهُمْ) رفع (مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) نصب روى العباس عن أَبِي عَمْرٍو (مُكًّا) منون من غير مد ولا همز طريق الزَّعْفَرَانِيّ ضعيف، زاد ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ في الحشر (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا) رفع والرفع للكل الاختيار تقديم الاسم كان على خبرها مع ما أنه معرفة وإن كان الثاني أيضًا معرفة فإنما يصير اسمًا بالتقدير وهو أن يجعل الفعل مع أن تقدير المصدر، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وما كان قولهم" بالرفع على أنه اسم كان والخبر أن وما في حيزها، وقراءة الجمهور بالنصب أولى؛ لأن أن وما في حيزها أعرف لما تقدم أنها أشبهت المضمر، من حيث إنها لا توصف ولا يوصف بها فيكون اسمها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "اغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين 147}
{وما كان قولهم}
- قرأ الجمهور وما كان قولهم بالنصب، على أنه خبر كان، وأن قالوا في موضع الاسم.
قال الطبري: والقراءة التي هي القراءة النصب لإجماع قراء الأمصار على ذلك....
- وقرأت طائفة منهم حماد بن سلمة عن ابن كثير وأبو بكر والأعشى عن عاصم والحسن والبصري وابن عامر وابن أبي إسحاق الحضرمي وعمرو بن عبيد ونعيم بن ميسرة واللؤلؤي وحسين كلاهما عن أبي عمرو وما كان قولهم.. بالرفع، جعلوه اسم «كان»، والخبر أن قالوا. والوجهان فصيحان، وإن كان الأول أكثر وأولى.
{اغفر لنا}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، وابن محيصن واليزيدي، وقد روي عن أبي عمرو الإظهار أيضا.
- وذكر ابن الجزري أن الوجهين صحيحان عن أبي عمرو وانظر الآية/31 من هذه السورة، والآية / 284 من سورة البقرة.
{الكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه لأبي عمرو والكسائي من رواية الدوري
[معجم القراءات: 1/592]
ورويس عن يعقوب.
وانظر تفصيلا جيدا في الآية / 100 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/593]

قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" فأثابهم اللَّه " بالثاء والباء مكان (فَآتَاهُمُ اللَّهُ) هارون عن الْجَحْدَرِيّ، الباقون (فَآتَاهُمُ اللَّهُ من الإيتاء، وهو الإعطاء، وهو الاختيار). [الكامل في القراءات العشر: 519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الدنيا، ومولاكم، ومأواهم" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه ووافقه أبو عمرو في الدنيا وله الكبرى أيضا من طريق ابن فرح عن الدوري عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة} [148] مد {فآتاهم} و{الآخرة} من باب واحد، وإمالة {فآتاهم} و{الدنيا} كذلك، فيأتي في الثاني ما أتى في الأول.
فتأتي بالقصر مع الفتح فيهما، والتوسط مع التقليل، والطويل مع الفتح والتقليل، وهذا كله لورش كما لا يخفى). [غيث النفع: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين 148}
{فأتاهم}
- قراءة الجماعة فآتاهم من الإتيان.
- وقرأ النوفلي عن ابن بكار عن ابن عامر فأتاهم من الإتيان.
- وقرأ الجحدري فأثابهم بالثاء من الثواب.
وقرأ «فآتاهم» بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقرأه بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين: 85، 144 من سورة البقرة.
{الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية /4 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/593]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:09 PM

سورة آل عمران
[من الآية (149) إلى الآية (152) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)}

قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بل الله مولاكم وهو خير الناصرين 150}
{بل الله}
- قراءة الجماعة بل الله... بالرفع على الابتداء.
- وقرأ عيسى البصري وابن ميسرة والحسن بل الله بالنصب على تقدير: بل أطيعوا الله..
قال ابن خالويه: على تقدير: بل الله فأطيعوا
[معجم القراءات: 1/593]
{مولاكم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل الأزرق وورش بخلاف عنهما.
- والباقون بالفتح
{وهو}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وسكونها، وانظر الآيتين/29و 85 من سورة البقرة.
{خير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/594]

قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا فِي تَخْفيف قَوْله {الرعب} 151 وتثقيله
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {الرعب} خَفِيفا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {الرعب} مثقلة حَيْثُ وَقعت). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الرعب} مثقل شامي ويزيد والكسائي ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 218]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الرعب} [151]، حيث جاء: مثقل: شامي، بصري غير أبوي عمرو
[المنتهى: 2/636]
وعلي، ويزيد، وقاسم). [المنتهى: 2/637]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي وابن عامر (الرعب ورعبًا) بضم العين حيث وقع، وأسكن الباقون). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، والكسائي: {الرعب} (151)، و: {رعبا} (الكهف: 18): بضم العين، حيث وقع.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (الرعب ورعبا) [مثقلًا] حيث وقع [والباقون مخفف] ). [تحبير التيسير: 328]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَنُلْقِي) بالياء الزَّعْفَرَانِيّ وهو الاختيار لقوله:
[الكامل في القراءات العشر: 519]
(وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)، الباقون بالنون (الرُّعْبَ)، و(السُّحْتَ)، و(عُقْبًا)، و(حُقُبًا) بضم العين والسين والقاف أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، والكسائي وبصري غير أيوب، وأبي السَّمَّال، وأَبِي عَمْرٍو، وهارون، والجعفي، وعبيد وافق شامي إلا في (السُّحْتَ) أَبُو عَمْرٍو، وأيوب، ومكي، وطَلْحَة إلا في (الرُّعْبَ) ولم يسكن القاف في (عُقْبًا) إلا عاصما غير الجعفي، وأبان، والأزرق عن أبي بكر، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة (السُّحْتَ) بفتح السين وجزم الحاء خارجة عن نافع، وعلى غير نهشلي، وأبو جعفر، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ (فَسُحْقًا)، وخير فيه أبو حمدون، وحمدون، وحمدويه، وأَبُو عَمْرٍو، ونصير، والشيزري، وعمري في قول أبي الحسين، والاختيار ما عليه علي، لأنه أفخم وأشبع.
ونقل الفضل عن أبي جعفر، وابْن مِقْسَمٍ، ودمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأحمد، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو إلا عباس طريق أُوقِيَّة، وعبد الوارث، ومحبوبًا، وهارون، والأصمعي باقي أصحاب عباس، والواقدي، والجهضمي، وعبيدًا عن أَبِي عَمْرٍو بالوجهين، الباقون بإسكان الحاء، الباقون من القراء). [الكامل في القراءات العشر: 520]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([151]- {الرُّعْبَ} حيث وقع، مثقل: ابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (572 - وَحُرِّكَ عَيْنُ الرُّعْبِ ضَمَّا كَمَا رَسَا = وَرُعْباً .... .... .... ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([572] وحرك عين العرب ضمًا (كـ)ما (ر)سا = ورعبًا ويغشى أنثوا (شـ)ائعًا تلا
الرُّعْب والرُّعُبُ لغتان.
وقيل: الأصل التحريك، فأسكن تخفيفًا كالرسل.
وقيل: بل الأصل الإسكان، وإنما ضم إتباعًا، كما قالوا: الصبح في الصبح.
ومعنى قوله: (كما رسا)، أي كما ثبت واستقر). [فتح الوصيد: 2/799]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [572] وحرك عين الرعب ضما كما رسا = ورعبا ويغشى أنثوا شائعا تلا
ب: (رسا): ثبت واستقر من الرسو.
ح: (ضما) نصب على نزع الخافض، أي: بالضم، (كما رسا): نصب على الظرف، (تغشى): مفعول (أنثوا)، (شائعًا تلا): حالان منه، أي: تابعًا لما قبله، وهو: {أمنةً}، أو (شائعًا): حال من ضمير (تلا) العائد إلى (تغشى)، أو مفعول (تلا).
ص: أي: قرأ ابن عامر والكسائي بضم عين: {الرعب} [151] حيث جاء معرفًا ومنكرًا، والباقون بإسكانها، وهما لغتان، أو الأصل الضم، والإسكان تخفيف.
[كنز المعاني: 2/121]
وقرأ حمزة والكسائي: {أمنةً نعاسًا تغشى} [154] بتاء التأنيث على أن ضميره للأمنة، والباقون بياء التذكير على أنه للنعاس، وهما متقاربان؛ لأن الأمنة هي النعاس، والنعاس هو الأمنة.
[573] وقل كله لله بالرفع حامدا = بما يعملون الغيب شايع دخللا
ب: (الدخلل): الدخيل في الأمر الذي لا يخفى عليه منه شيء.
ح: (كله): مبتدأ، (بالرفع): خبر، (حامدً): حال من فاعل (قل)، (بما يعملون): مبتدأ، (الغيب): بدل، (شايع): خبر، (دخللا): حال من (الغيب) .
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {قل إن الأمر كله لله} [154] برفع {كله} على أنه {كله} مبتدأ، و {لله} خبره، والجملة: خبر {إن}، والباقون بالنصب على أن {كله} تأكيد، و{لله}: خبر.
ثم قال: (بما يعملون) يعني قوله: {والله بما يعملون بصيرٌ} [156]، قرأ حمزة والكسائي وابن كثير بياء الغيبة على أنه للمنافقين المذكورين، وهم الذين: {... وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض}
[كنز المعاني: 2/122]
[156]، والباقون بتاء الخطاب على أنه للمخاطبين قبل في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} [156].
ومعنى (شايع دخللا): تابع الغيب ما قبله مشبهًا دخللًا غير بعيد عنه). [كنز المعاني: 2/122] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (570- وَحُرِّكَ عَيْنُ الرُّعْبِ ضَمَّا كَمَا "رَ"سَا،.. وَرُعْبًا وَيَغْشى أَنَّثُوا "شَـ"ـائِعًا تَلا
يريد الرعب المعرف باللام ورعبا المنكر المنصوب حيث أتى ذلك، فالضم فيه والإسكان لغتان، وقيل الأصل الضم فأسكن تخفيفا، وقيل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/39]
الأصل الإسكان إتباعا ورسا؛ أي: ثبت واستقر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/40]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (572 - وحرّك عين الرّعب ضمّا كما رسا ... ورعبا ويغشى أنّثوا شائعا تلا
قرأ ابن عامر والكسائي لفظ الرعب كيف جاء في القرآن مقرونا بأل أو مجردا منها بتحريك عينه بالضم، وقرأ الباقون بسكون العين). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرُّعْبَ عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرعب} [151] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في الرّعب ورعب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/248]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وقرأ" "الرعب" حيث جاء معرفا ومنكرا بضم العين ابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب والباقون بإسكانها لغتان فصيحتان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في تخفيف "ينزل" كإبدال همز "بئس" لأبي عمرو وورش من
[إتحاف فضلاء البشر: 1/490]
طريقيه وأبي جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرعب} [151] قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما لم ينزل} قرأ المكي والبصري بإسكان النون وتخفيف الزاي والباقون بفتح النون وتشديد الزاي). [غيث النفع: 493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومأواهم} إبداله للسوسي فقط ولم يبدله ورش وإن كان فاء، لأن كل ما جاء من باب الإيواء نحو {وتئوى إليك} [الأحزاب: 51] و{تئويه} [المعارج] و{المأوى} [السجدة] و{فأووا} [17] لا يبدله). [غيث النفع: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين 151}
{سنلقي}
- قراءة الجماعة سنلقي بنون العظمة، وهو التفات من الغيبة.
- وقرأ أيوب السختياني سيلقي بالياء جريا على الغيبة: أي الله.
- وقرأ أيوب سيلقى على ما لم يسم فاعله «الرعب» بالرفع.
{الرعب}
- قرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب وأبو جعفر وعيسى والأعرج وأبو حاتم الرعب بضم العين، وهي لغة فيه.
[معجم القراءات: 1/594]
- وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة الرعب بسكون العين.
- قيل: الأصل السكون، وضم العين إنما هو إتباع لحركة الراء، وقيل الأصل الضم وسكن تخفيفا.
قال ابن عطية: وهذا كقولهم: عتق وعنق، وكلاهما حسن فصيح.
{الرعب بما}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء.
وحمل هذا البصريون على الإخفاء.
{ما لم ينزل}
انظر القراءة مفصلة فيه تخفيفا وتضعيفا في الآية/93 من هذه السورة.
{سلطانا}
- وقرئ سلطانا بضم اللام إتباعا لضمة السين.
{مأواهم}
- قرأ ماواهم بإبدال الهمزة الساكنة ألفا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والسوسي والأصبهاني وورش عن نافع.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز مأواهم.
- وأمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأها بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 1/595]
{وبئس}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة ياء بيس، وانظر الآية/12 من هذه السورة.
{مثوى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/596]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد" في صاد "صدقكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر ذال إذ من "إِذْ تَحُسُّونَهُم" [الآية: 152] و"إِذْ تُصْعِدُون" [الآية: 153] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراكم" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على فتح "عَفَا عَنْكُم" [الآية: 152] لكونه واويا مرسوما بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عفا} [152] لا يمال لأنه واوي). [غيث النفع: 493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المؤمنين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع، بإجماع). [غيث النفع: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين 152}
{لقد صدقكم}
أدغم الدال في الصاد أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وسهل.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{صدقكم}
- أدغم القاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار أيضا.
[معجم القراءات: 1/596]
{إذ تحسونهم}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وخلاد واليزيدي والحسن وابن محصين وابن ذكوان من طريق الأخفش.
- وقراءة الإظهار عن نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وابن ذكوان من طريق الصوري.
{تحسونهم}
- قراءة الجماعة تحسونهم، بفتح التاء وضم الحاء من «حس» الثلاثي أي قتل.
- وقرأ عبيد بن عمير تحسونهم بضم التاء وكسر الحاء من الرباعي أحس.
قال أبو حيان: رباعيا من الإحساس، أي تذهبون حسهم بالقتل.
{بإذنه}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{أراكم}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل..
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه، أنظر الآيتين / 85 و114 من سورة البقرة.
{الآخر}
- تقدمت القراءات فيه في الآية 4/ من سورة البقرة.
{الآخرة ثم}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في الثاء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/597]
{على المؤمنين}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/598]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:12 PM

سورة آل عمران
[من الآية (153) إلى الآية (155) ]

{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}

قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلوون ألسنتهم) [78]، (ولا تلوون على أحد ) [153] بضم الياء، والتاء، وفتح اللام وتشديد الواو العمري). [المنتهى: 2/632] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُصْعِدُونَ)، (وَلَا تَلْوُونَ) بفتح التاء والعين الحسن، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وَحُمَيْد، ومجاهد، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار؛ لأنه يقال: صعد إذا طلع العقبة، وأصعد: إذا نزل، والصعود في القصة مروي فكان أولى من الإصعاد، روى ابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن، والمزي، والجنيد بن عمرو بن عيينة عن ابْن كَثِيرٍ (تُصْعِدُونَ)، و(تَلْوُونَ) بالياء والفتح فيهما طريقه العراقي وغيره، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (يَدْعُوكُمْ) قرأ الْأَعْمَش " وبما أصابكم " بالباء مكان اللام، الباقون باللام، وهو الاختيار لقوله: (عَلَى مَا فَاتَكُمْ)، ولموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "تصعدون" بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب، وعنه أيضا "ولا تلون" بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول، وعنه أيضا "أمنة" هنا والأنفال بسكون الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون 153}
{إذ تصعدون}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وخلاد واليزيدي والحسن وابن محيصن وابن ذكوان من طريق الأخفش.
- وقراءة الإظهار عن نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب، وابن ذكوان من طريق الصوري.
{تصعدون}
- قراءة الجمهور تصعدون بضم التاء مضارع أصعد، ومعناه ذهب في الأرض.
- وقرأ أبي بن كعب تصعدون في الوادي.
- وقرأ الحسن "إذ تصعدون في الجبل"، نقلها الرازي عن الزمخشري، وأشك في صحة هذا النقل.
[معجم القراءات: 1/598]
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن ومجاهد وقتادة واليزيدي وابن محيصن وأبو رجاء العطاردي، وأبان عن عاصم وهارون عن ابن كثير "تصعدون" بفتح التاء، من صعد في الجبل إذا ارتقى.
- وذكر ابن خالويه ضم التاء عن ابن محيصن.
- وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم تصعدون من تصعد في السلم، وأصله: تتصعدون، فحذفت إحدى التاءين على الخلاف في ذلك، أهي تاء المضارعة أو تاء تفعل.
- وقرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية شبل "يصعدون" بالياء المفتوحة من صعد، وهذا على الالتفات وهو حسن.
{ولا تلون}
- قراءة الجماعة بتاء مفتوحة وواوين ولا تلوون
- وقرأ الأعمش وأبو بكر في رواية عن عاصم وأبو يوسف الأعشى وورش ولا تلوون بتاء مضمومة من ألوى، وهي لغة في لوي.
[معجم القراءات: 1/599]
- وقرأ الحسن «ولا تلون» بتاء مفتوحة وواو واحدة، وخرجوها على قراءة من همز الواو، ونقل الحركة إلى اللام ثم حذف الهمزة.
- وقرئ «تلؤون» بإبدال الواو همزة، وذلك لكراهة اجتماع الواوين، وليس هذا بقياس لكون الواو عارضة.
قال ابن عطية: بهمز الواو المضمومة، وهذه لغة.
وقرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية شبل "ولا يلوون" بالياء على الغيب.
- وقرأ الحسن ولا يلون بواو واحدة أيضا، وبالياء في أوله.
{على أحد}
- قراءة الجماعة على أحد بفتح أوله وثانيه.
- وقرأت عائشة وأبو مجلز وأبو الجوزاء وحميد بن قيس على أحد بضم الهمزة والحاء، وهو الجبل المعروف.
قال ابن عطية وغيره: والقراءة الشهيرة أقوى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على الجبل إلا بعد ما فر الناس عنه..
{أخراكم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 1/600]
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{فأثابكم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{خبير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/601]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {يغشى طَائِفَة مِنْكُم} 154
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يغشى طَائِفَة} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (تغشى) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا فِي رفع اللَّام ونصبها من قَوْله {إِن الْأَمر كُله لله} 154
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {إِن الْأَمر كُله لله} رفعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {إِن الْأَمر كُله لله} نصبا). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تغشى} بالتاء كوفي غير عاصم وعباس). [الغاية في القراءات العشر: 218]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تغشى} [154]: بالتاء هما، وخلفٌ، والشموني طريق الخطيب، وحفص طريق ابن الصلت إلا ابن زروان وابن بشار، وزيد وغيره طريق البخاري.
{كله لله} [154]: رفع: بصري غير أيوب). [المنتهى: 2/637]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (تغشى طائفة) بالتاء والإمالة، وقرأ الباقون بالياء والفتح). [التبصرة: 183]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (الأمر كله لله) بالرفع في (كله)، ونصبه الباقون). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {تغشى طائفة} (154): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 255]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {كله لله} (154): برفع اللام.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (تغشى طائفة) بالتّاء. والباقون بالياء.
أبو عمرو ويعقوب (كله لله) برفع اللّام من كله والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 328]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمَنَةً) بإسكان الميم القطيعي عن ابْن كَثِيرٍ ومجاهد وابن مُحَيْصِن، وهكذا في الأنفال، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وأشهر.
(تَغْشَى) بالتاء زيد، والحسن بن سفيان، وابن مسلم عن يَعْقُوب في قول الْخُزَاعِيّ أيضًا وهو غلط لأنه غير موجود في قول أحد من الأئمة وحفص طريق ابْن الصَّلْتِ غير زروان وابن بشار في قول الْخُزَاعِيّ أيضا، والخطيب عن الأعشى، وابن أبي ليلى عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 520]
بكر، والشَّذَائِيّ عن شعيب عن يحيى في قول أبي الحسين وهو صبيح، وافقه الملنجي عليه، وابْن مِقْسَمٍ وعن حفص في قول الملنجي، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، والأصمعي عن نافع، وهو الاختيار لقوله: (أَمَنَةً)، الباقون بالياء (كُلُّهُ لِلَّهِ) بالرفع طَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، والْعَبْسِيّ، وبصري غير أيوب وابن جبير عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون فصب، وهو الاختيار تأكيد الأمر.
(لَبُرِّزَ) بضم الباء وتشديد الراء أبو حيوة على ما لم يسم فاعله، الباقون خفيف على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لقوله: (فِي بُيُوتِكُمْ).
" كَتَبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ " على تسمية الفاعل مضى، الباقون على ما لم يسم فاعله (القِتَالُ) بألف الشيزري، والفليحي عن أبي جعفر، وابن زادان عن أبي الحسن عن حَمْزَة، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لقوله: (إِلى مَضَاجِعِهِم) ). [الكامل في القراءات العشر: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([154]- {يَغْشَى} بالتاء: حمزة والكسائي.
[154]- {كُلَّهُ لِلَّهِ} رفع: أبو عمرو). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (572- .... .... .... .... = .... وَيَغْشى أَنَّثُوا شَائِعاً تَلاَ
573 - وَقُلْ كُلَّهُ لِلهِ بِالرَّفْعِ حَامِداً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتأنيث في {يغشی} للأمنة، والتذكير للنعاس.
وكل ذلك صحيح، لأنه أبدل النعاس من الأمنة؛ فالأمنة هي النعاس هاهنا، جعله أمنة لما كانت الأمنة تلزمه.
وقوله: (شائعًا)، منصوبٌ على الحال من الضمير في (تلا).
والضمير في (تلا)، عائدٌ على يغشی.
و(تلا)، بمعنى تبع، لأنه تبع ما قبله؛ وتقديره: وتغشی أنثوا. ثم قال: (تلا)، شائعًا ما قبله.
ويجوز أن يكون حالًا من مفعول أنثوا المحذوف؛ والتقدير: أنثوه شائعًا.
و(تلا) أيضًا، في موضع الحال، أي تاليًا.
[فتح الوصيد: 2/799]
[573] وقل كله لله بالرفع (حـ)امدًا = بما يعملون الغيب (شـ)ايع (د)خللا
معنى قوله: (حامدًا)، (أي حامدً لله مع إيجاب الأمر له والتفويض إليه.
ورفع {كله} على الابتداء. و{لله}: الخبر. والجملة خبر (إن). ونصبه على التأكيد للأمر.و(لله): خبر (إن) ). [فتح الوصيد: 2/800]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [572] وحرك عين الرعب ضما كما رسا = ورعبا ويغشى أنثوا شائعا تلا
ب: (رسا): ثبت واستقر من الرسو.
ح: (ضما) نصب على نزع الخافض، أي: بالضم، (كما رسا): نصب على الظرف، (تغشى): مفعول (أنثوا)، (شائعًا تلا): حالان منه، أي: تابعًا لما قبله، وهو: {أمنةً}، أو (شائعًا): حال من ضمير (تلا) العائد إلى (تغشى)، أو مفعول (تلا).
ص: أي: قرأ ابن عامر والكسائي بضم عين: {الرعب} [151] حيث جاء معرفًا ومنكرًا، والباقون بإسكانها، وهما لغتان، أو الأصل الضم، والإسكان تخفيف.
[كنز المعاني: 2/121]
وقرأ حمزة والكسائي: {أمنةً نعاسًا تغشى} [154] بتاء التأنيث على أن ضميره للأمنة، والباقون بياء التذكير على أنه للنعاس، وهما متقاربان؛ لأن الأمنة هي النعاس، والنعاس هو الأمنة.
[573] وقل كله لله بالرفع حامدا = بما يعملون الغيب شايع دخللا
ب: (الدخلل): الدخيل في الأمر الذي لا يخفى عليه منه شيء.
ح: (كله): مبتدأ، (بالرفع): خبر، (حامدً): حال من فاعل (قل)، (بما يعملون): مبتدأ، (الغيب): بدل، (شايع): خبر، (دخللا): حال من (الغيب) .
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {قل إن الأمر كله لله} [154] برفع {كله} على أنه {كله} مبتدأ، و {لله} خبره، والجملة: خبر {إن}، والباقون بالنصب على أن {كله} تأكيد، و{لله}: خبر.
ثم قال: (بما يعملون) يعني قوله: {والله بما يعملون بصيرٌ} [156]، قرأ حمزة والكسائي وابن كثير بياء الغيبة على أنه للمنافقين المذكورين، وهم الذين: {... وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض}
[كنز المعاني: 2/122]
[156]، والباقون بتاء الخطاب على أنه للمخاطبين قبل في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} [156].
ومعنى (شايع دخللا): تابع الغيب ما قبله مشبهًا دخللًا غير بعيد عنه). [كنز المعاني: 2/122] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتأنيث في "تغشى" للأمنة والتذكير للنعاس، وهما واحد؛ لأنه أبدل النعاس من الأمنة وشائعا تلا حالان من مفعول أنثوا؛ أي: أنثوا شائعا تابعا ما قبله وهو الأمنة أو يكون شائعا حالا من الضمير في تلا العائد على يغشى:
571- وَقُلْ كُلَّهُ لِلهِ بِالرَّفْعِ "حَـ"ـامِدًا،.. بِمَا يَعْمَلُونَ الغَيْبُ "شَـ"ـايَعَ "دُ"خْلُلا
كله مبتدأ والله الخبر، والجملة خبر: {إِنّ الْأَمْرَ}.
وقد أجمعوا على قراءة: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا}.
وهو على هذا الإعراب وكله بالنصب تأكيدا للأمر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/40]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (572 - .... .... .... .... .... = .... ويغشى أنّثوا شائعا تلا
وقرأ حمزة والكسائي تغشى طائفة بتاء التأنيث في يَغْشى وقرأ غيرهما بياء التذكير.
573 - وقل كلّه لله بالرّفع حامدا ... بما يعملون الغيب شايع دخللا
قرأ أبو عمرو: قل إن الأمر كلُّه لله. برفع لام كُلَّهُ وقرأ غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَغْشَى طَائِفَةً فَقَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالتَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كُلَّهُ لِلَّهِ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ (كُلُّهُ) بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يغشى طائفةً} [154] بالتأنيث، والباقون بالتذكير، وهم على أصلهم في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {الأمر كله} [154] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (539- .... .... .... .... .... = .... وكلّه حمًا يغشى شفا
540 - أنّث .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ أبو عمرو ويعقوب «كلّه لله» بالرفع على اللفظ، والباقون بالنصب قوله: (يغشى) يعني قوله تعالى «يغشى طائفة» قرأه بالتاء على التأنيث حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالياء على التذكير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا = (حقّا) وكلّه (حما) يغشى (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
ش: أي: قرأ ذو همزة (أو جفا) نافع و(حقا) البصريان وابن كثير: وكأين من نبي قتل [آل عمران: 146] بضم القاف وكسر التاء والقصر، أي: حذف الألف.
والباقون بفتحهما وألف بينهما ضد الثلاث، فصار نافع، والبصريان يقرءون وكأيّن بالتشديد قتل بالقصر، وأبو جعفر بتسهيل وكأين، ومد قاتل وابن كثير بمد كأين وقصر قتل والباقون بقصر وكأيّن ومد قاتل.
وقرأ [(حما)] البصريان إنّ الأمر كلّه لله [آل عمران: 154] برفع اللام.
[علم] من الإطلاق: والباقون بنصبها.
وقرأ ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف تغشى طائفة [آل عمران: 154] بتاء التأنيث كما سنذكره [على إسناده إلى ضمير الأمنة، والباقون بياء التذكير] على إسناده لضمير «النعاس» وهو الأولى للقرب.
تنبيه:
خرج بالتزام الترتيب أفإين مات أو قتل [آل عمران: 144]، وفهم رفع كله [آل عمران: 154] من الإطلاق [على] الأول.
وجه قتل: جعله من القتال، وبناؤه للفاعل.
ووجه قتل أخذه من القتل، وبناؤه للمفعول.
وعليهما فمرفوعه فاعل على الأول، ونائب على الثاني، وهو ضمير وكأيّن أو نبي وهو معنى قول قتادة وعكرمة: المخبر عنه بالقتل النبي، أو ربّيّون وهو معنى قول الحسن: «ما قتل نبي في حرب قط».
ووجه رفع كله [آل عمران: 154] أنه مبتدأ ولله خبره، والجملة خبر إنّ.
ووجه نصبه: جعله تأكيدا للأمر، وبدلا للأخفش ولله خبر إنّ وهو المختار
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/247]
لظهور كل في التأكيد.
...
ثم صرح بتأنيث تغشى [آل عمران: 154] فقال:
ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/248] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "تصعدون" بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب، وعنه أيضا "ولا تلون" بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول، وعنه أيضا "أمنة" هنا والأنفال بسكون الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَغْشَى طَائِفَة" [الآية: 154] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة والتاء المثناة من فوق إسنادا إلى ضمير أمنة، وافقهم الأعمش، والباقون بالتذكير إسنادا إلى ضمير النعاس، وقلله الأزرق وله الفتح كالباقين، والجملة مستأنفة على الأولى على ما في الدر جوابا لسؤال مقدر، كأنه قيل ما حكم هذه الأمنة فأخبر بقوله: تغشى إلخ صفة لنعاس على الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كُلَّهُ لِلَّه" [الآية: 154] فأبو عمرو وكذا يعقوب بالرفع على الابتداء ومتعلق لله خبره، والجملة خبر إن نحو: إن مالك كله عندي وافقهما اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
والباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بيوتكم" [الآية: 154] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف، وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في ضم الهاء والميم من "عَلَيْهِمُ الْقِتَال" [الآية: 156] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {إذ تصعدون}
{نعاسًا يغشى} [154] قرأ الأخوان بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيء} أوجهه الأربعة لا تخفى). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كله لله} قرأ البصري برفع لام (كل) مبتدأ، و{لله} خبره، والجملة خبر {إن} والباقون بنصبه، تأكيدًا لاسم {إن} ). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتكم} قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم القتل} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور 154}
{أمنة}
- قرأ الجمهور "أمنة" بفتح الميم على أنه بمعنى الأمن، أو جمع "آمين"، وهو مصدر بمعنى الأمن.
- وقرا النخعي وابن محيصن ويحيي "أمنة" بسكون الميم، بمعنى الأمن، وهو مصدر.
قال ابن عطية: وفتح الميم أفصح.
[معجم القراءات: 1/601]
{يغشى}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب يغشى، بالياء المفتوحة حملا على لفظ «النعاس» بإسناد الفعل إلى الضمير البدل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش تغشى، بالتاء حملا على لفظ أمنة، بإسناد الفعل إلى ضمير المبدل منه.
وقال الزجاج بعد هذا: والأمنة تؤدي معنى النعاس.
وقالوا: تغشى على هذه القراءة صفة ل أمنة.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش تغشى بالإمالة.
- وقرأه ورش والأزرق بالفتح، وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{غير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{من شيء}
- تقدمت القراءة فيه لحمزة في الوقف، وانظر الآيتين 20 و116 من سورة البقرة.
{إن الأمر كله}
- قراءة الجمهور.. كله بالنصب تأكيدا للفظ والأمراء وهو عند الأخفش بدل منه.
[معجم القراءات: 1/602]
وقراءة أبي عمرو ويعقوب واليزيدي وسهل وعيسى وابن أبي ليلى ".. كله" بضم اللام على أنه مبتدأ.
قال ابن عطية: "ورجح الناس قراءة الجمهور لأن التأكيد أملك بلفظة "كل".
وقال أبو حيان: "ولا ترجيح؛ إذ كل من القراءتين متواترة، والابتداء ب «كل» كثير في لسان العرب".
وعلى هذا التوجيه يكون "الله" متعلقة بالخبر، والجملة "كله الله"، خبر "إن".
قال الأخفش: "على التوكيد أجود، وبه نقرأ".
وقال الطبري: "والقراءة التي هي القراءة عندنا النصب في الكل الإجماع أكثر القراء عليه من غير أن تكون القراءة الأخرى خطأ في معنى أو عربية، ولو كانت القراءة بالرفع في ذلك مستفيضة في القراء لكانت سواء عندي القراءة بأي ذلك قرئ؛ لاتفاق معاني ذلك بأي وجهيه قرئ".
{شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{بيوتكم}
- قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي وحمزة ونافع من رواية
[معجم القراءات: 1/603]
المسيبي، وقالون وأبو بكر بن أبي أويس وعاصم من رواية يحيى ابن آدم عن أبي بكر عنه، والعجلي وخلف والأعمش، ومحمد بن غالب عن الأعشى "بيوتكم"، بكسر الباء.
وقرأ الباقون بالضم "بيوتكم" وهي رواية ورش عن نافع وكذلك ابن جماز وإسماعيل بن جعفر عنه، والواقدي، وهي رواية هبيرة عن حفص عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب، وكذا قرأه الأصبهاني في رواية البرجمي عن أبي بكر عن عاصم.
وتقدم مثل هذا في الآية/189 من سورة البقرة.
{لبرز}
- قراءة الجمهور "لبرز" ثلاثيا مبنيا للفاعل.
- وقرأ أبو حيوة ويزيد قطيب وهي رواية عن عاصم "لبرز"، مبنيا للمفعول مشدد الراء، عدي "برز"، بالتضعيف.
{كتب عليهم القتل}
- قراءة الجمهور "كتب عليهم القتل" الفعل مبني للمفعول، والقتل: بالرفع على النيابة.
[معجم القراءات: 1/604]
وقرأ ابن عباس " كتب عليهم القتل" الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، والقتل: نصب به.
وقرأ الحسن والزهري والأزرق وحمزة " كتب عليهم القتال" الفعل: مبني للمفعول، والقتال: بالألف والرفع.
{عليهم القتل}
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن وروح " عليهم القتل" بكسر الهاء وضم الميم، وذلك لمناسبة الكسر للياء قبله، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن "عليهم القتل" بكسر الهاء والميم، أما كسر الهاء فقد تقدم بيانه، وأما كسر الميم فهو لالتقاء الساكنين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب "عليهم القتل" بضمهما، لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل، وضم الهاء اتباعا لها، ويعقوب يضم الميم حيث ضم الهاء، ويكسرها حيث يكسر الهاء، وأما في الوقف فهم جميعا على إسكان الميم.
وهم على أصولهم في "عليهم" فحمزة ويعقوب بضم الهاء على الأصل.
وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/605]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم 155}
{التقى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/606]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:14 PM

سورة آل عمران
[من الآية (156) إلى الآية (158) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {يحيي وَيُمِيت وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} 156
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَالله بِمَا يعْملُونَ بَصِير) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بِمَا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وروى عَليّ بن نصر عَن هرون الْأَعْوَر عَن أبي عَمْرو {بِمَا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يعملون بصير} [156]: بالياء مكي، وعباسٌ، وخلفٌ، وهما
[المنتهى: 2/637]
غير النهشلي). [المنتهى: 2/638]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (والله بما يعملون بصير) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {والله بما يعملون بصير} (156): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف: (والله بما يعملون بصير). بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 328]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غُزًّى) الحسن وأبو حيوة الباقون مشدد وهو الاختيار؛ لأنه جمع غازي وهو أشهر (قُتِّلُوا) بالتشديد الحسن، وابْن مِقْسَمٍ وابن الجارود عن هشام وهكذا في جميع القرآن، الباقون بالتخفيف، وهو الاختيار لقوله تعالى: (مَا مَاتُوا).
(تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بالياء مكي غير اختيار شِبْل، والزَّعْفَرَانِيّ، وعباس، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، والأزرق وعن نصير، والْأَعْمَش، وطَلْحَة في غير رواية الفياض، وهو الاختيار لقوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِم)، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([156]- {تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (573- .... .... .... .... = بِمَا يَعْمَلُونَ الْغَيْبُ شَايَعَ دُخْلُلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(شايع)، معناه تابع؛ يعني الغيب.(دخللا)، مشبها ذلك.
والدخلل: المداخل في الأمور؛ فكأن الغيب تابع ما قبله مشبها دخللا، ليس بأجنبي عنه، وهو قوله تعالى: {ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم}.
ومن قرأ بالتاء، فوجهه {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا} ). [فتح الوصيد: 2/800]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [573] وقل كله لله بالرفع حامدا = بما يعملون الغيب شايع دخللا
ب: (الدخلل): الدخيل في الأمر الذي لا يخفى عليه منه شيء.
ح: (كله): مبتدأ، (بالرفع): خبر، (حامدً): حال من فاعل (قل)، (بما يعملون): مبتدأ، (الغيب): بدل، (شايع): خبر، (دخللا): حال من (الغيب) .
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {قل إن الأمر كله لله} [154] برفع {كله} على أنه {كله} مبتدأ، و {لله} خبره، والجملة: خبر {إن}، والباقون بالنصب على أن {كله} تأكيد، و{لله}: خبر.
ثم قال: (بما يعملون) يعني قوله: {والله بما يعملون بصيرٌ} [156]، قرأ حمزة والكسائي وابن كثير بياء الغيبة على أنه للمنافقين المذكورين، وهم الذين: {... وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض}
[كنز المعاني: 2/122]
[156]، والباقون بتاء الخطاب على أنه للمخاطبين قبل في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} [156].
ومعنى (شايع دخللا): تابع الغيب ما قبله مشبهًا دخللًا غير بعيد عنه). [كنز المعاني: 2/123] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيب في: {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} شايع دخللا له وهو: {حَسْرَةً فِي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/40]
قُلُوبِهِمْ}، ووجه الخطاب قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا}، وبعده: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ}.
والدخلل الدخيل وقد تقدم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/41]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (573 - .... .... .... .... .... = بما يعملون الغيب شايع دخللا
....
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: والله بما يعملون بصير الذي بعده وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ بياء الغيب وقرأ غيرهم بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف {تعملون بصيرٌ} [156] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (540- .... ويعملون دم شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أنث ويعملون (د) م (ش) فا اكسر = ضمّا هنا في متم (ش) فا (أ) ري
يعني قوله تعالى «والله بما يعملون بصير» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى
وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضمّ = يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(شفا) حمزة والكسائي وخلف بما يعملون بصير ولئن [آل عمران: 156، 157] [بياء الغيب]، علم من إطلاقه، والباقون بالخطاب.
واختلف في [مات] الماضي المتصل بالضمير التاء أو النون أو الميم حيث وقعت نحو: أو متّم لمغفرة [آل عمران: 157] وو لئن قتلتم [آل عمران: 157] وأ ءذا متنا [الصافات: 16، 53] وأ ءذا ما متّ [مريم: 66]، وأ فإين متّ فهم [الأنبياء: 34]- فكسر الميم منه هنا فقط مدلول ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أرى) نافع.
وضمها الباقون.
وكسرها في الجميع [مدلول ذو (صحب) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أتى).
والباقون بضمها في الجميع، وعلم العموم من حيث جاء.
ويقال: مات يموت كقام يقوم، ومات يمات كخاف يخاف بكسر عين الماضي وفتحها في المضارع.
وأثبت سيبويه أيضا كسر عين الماضي وضم المضارع، وإذا اتصل بالماضي الأجوف ضمير المتكلم أو المخاطب [مطلقا] سكن آخره.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/248]
ثم قصد الفرق بين الواوي واليائي، فللأكثر نقل الواوي إلى فعل المضموم، واليائي إلى المكسور، ثم نقلت ضمة العين في [بنات] الواو وكسرها في بنات الياء إلى الفاء تخفيفا، ثم حذفت للساكنين وحصل الفرق ضمنا.
وجه الضم: أخذه من مفتوح الماضي مضموم [المضارع] ك «قمتم».
ووجه كسره: أخذه من مكسور الماضي مفتوح المضارع لا مضمومه؛ لندوره كخفتم.
ووجه التفريق: الجمع جريا على أصله فيه.
وخص الأولين: ك «خفتم» تقديما للفصحى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/249] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "كانوا غزى" بتخفيف الزاي قيل أصله غزاة كقضاة حذفت التاء للاستغناء عنها؛ لأن نفس الصيغة دالة على الجمع والجمهور على التشديد جمع غاز، وقياسه غزاة ككرام ورماة، ولكنهم حملوا المعتل على الصحيح في نحو: ضارب وضرب وصائم وصوم وأماله وقفا حمزة والكسائي، وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق، وهذا هو المعول عليه كما في النشر، ونقل الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف فيه وفي نظائره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير" [الآية: 156] فابن كثير وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب ردا على الذين كفروا، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش والباقون بالخطاب ردا على قوله: ولا تكونوا خطابا للمؤمنين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعملون بصير} قرأ الأخوان والمكي بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير 156}
{غزى}
- قراءة الجمهور "غزى" بتشديد الزاي، جمع غاز.
- وقرأ الحسن والزهري وحسين عن حفص عن عاصم "غزى" بتخفيف الزاي.
ووجه على حذف أحد المضعفين تخفيفا، أو على حذف التاء، والمراد غزاة، فقد كان مثل رماة وقضاة.
- وقرأ "غزى" بالإمالة في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 1/606]
{وما قتلوا}
- قراءة الجمهور بتخفيف التاء "..قتلوا".
- وقرأ الحسن وهشام عن ابن عامر "قتلوا" بتشديد التاء للتكثير تعملون.
{تعملون}
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وابن محصن والحسن والأعمش وعباس، وعلي بن نصر عن هارون الأعور عن أبي عمرو "يعملون" بالياء على الغيبة، وهو وعيد للذين كفروا.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب "تعلمون" بالتاء على الخطاب، وهو تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم.
{والله بما تعملون بصير}
- قرأ عبد الله بن مسعود «والله بصير بما تعملون»"، وذلك على تقديم الخبر). [معجم القراءات: 1/607]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله (متم) 157 {مت} مَرْيَم 23 و{متْنا} الْمُؤْمِنُونَ 82
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {مت} و{متْنا} و{متم} بِرَفْع الْمِيم فِي كل الْقُرْآن
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وَلَئِن قتلتم فِي سَبِيل الله أَو متم} آل عمرَان 157 وَكَذَلِكَ قَوْله {وَلَئِن متم أَو قتلتم} آل عمرَان 158 بِرَفْع الْمِيم فِي هذَيْن الحرفين وَلم يكن حَفْص يرفع الْمِيم فِي شَيْء من الْقُرْآن غَيرهمَا
حَدثنَا وهيب الْمروزِي قَالَ حَدثنَا الْحسن بن الْمُبَارك قَالَ حَدثنَا أَبُو حَفْص قَالَ حَدثنَا سهل أَبُو عَمْرو قَالَ: قَالَ أَبُو عمر قَالَ: قَالَ عَاصِم {وَلَئِن قتلتم فِي سَبِيل الله أَو متم} بِرَفْع الْمِيم من الْمَوْت وَبَاقِي الْقُرْآن بِكَسْر الْمِيم أَي {مت} و(متْنا) ). [السبعة في القراءات: 218]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - قَوْله {خير مِمَّا يجمعُونَ} 157
كلهم قَرَأَ (خير مِمَّا تجمعون) بِالتَّاءِ إِلَّا عَاصِمًا فِي رِوَايَة حَفْص فَإِنَّهُ قَرَأَ بِالْيَاءِ وَلم يروها غَيره). [السبعة في القراءات: 218]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({متم} بالكسر كوفي غير عاصم- ونافع وافق حفص إلا ههنا). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مما يجمعون} بالياء حفص). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مت} [الأنبياء: 34]، وبابه: بكسر الميم كوفي، ونافع غير أبي بكر، وافق إلا هاهنا [157، 158] حفصٌ). [المنتهى: 2/638] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يجمعون} [157]: بالياء حفصٌ). [المنتهى: 2/638]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي (متم ومتنا) بكسر الميم حيث وقع غير أن حفصًا ضم الميم في هذه السورة دون غيرها وكسر ما بقي، وقرأ الباقون بالضم في جميع القرآن). [التبصرة: 183]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (مما يجمعون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر: {متم} (157، 158)، و: {مت} (مريم: 23)، و: {متنا} (المؤمنون: 82): بضم الميم، حيث وقع.
وتابعهم حفص على الضم في هذين الحرفين خاصة في هذه السورة.
والباقون: بكسر الميم). [التيسير في القراءات السبع: 256] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {خير مما يجمعون} (157): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر (متم ومت ومتنا) بضم الميم حيث وقع، وتابعهم حفص على الضّم في هذين الحرفين خاصّة في هذه السّورة والباقون بكسر الميم). [تحبير التيسير: 328] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [حفص] (خير ممّا يجمعون) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 329]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِتَّ) بكسر الميم نافع، وحَمْزَة، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والكسائي، والهمداني، وأبو حنيفة، وأحمد وافق حفص إلا ها هنا، الباقون بالضم، وهو الاختيار؛ لأن مستقبله يموت (يَجْمَعُونَ) بالياء مجاهد، والحسن، وحفص، والمفضل بن صدقة عن عَاصِم، وابن سعدان عن الْيَزِيدِيّ، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله تعالى: (قُتِلْتُمْ)، وهكذا (تُحْشَرُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([157]- {مُتُّمْ} وبابه، بكسر الميم: نافع وحمزة والكسائي.
وافقهم إلا هنا حفص.
[157]- {يَجْمَعُونَ} بالياء: حفص). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (574 - وَمِتُّمْ وَمِتْناَ مُتَّ فِي ضَمِّ كَسْرِهاَ = صَفَا نَفَرٌوِرْداً وَحَفْصٌ هُناَ اجْتَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (575 - وَبِالْغَيْبِ عَنْهُ تَجْمَعُونَ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([574] ومتم ومتنا مت في ضم كسرها (صـ)فا (نفرٌ) وردًا و(حفصٌ) هنا اجتلى
يقال: مات يموت، ودام يدوم.
[فتح الوصيد: 2/800]
قال أبو زبيد
إنما مت غير أني حيٌ = يوم بانت بودها خنساءُ
ويقال: مات يمات، ودام يدام؛ قال الراجز:
بنيتي يا أسعد البنات = عيشي ولا نأمن أن تماتي
فمن قرأ {متم} بضم الميم، فعلى قولهم: مات يموت.
وذلك أن ما كان من الأفعال على فعل بفتح الفاء والعين، والعين منه واو، وبنيته لمتكلم أو مخاطب أو جماعة مؤنثٍ، فحكمه أن ينقل من فعل إلى فعل.
وإن كانت عينه ياءً، ثقل إلى قول، ثم تنقل حركة العين إلى الفاء، فتبقى العين ساكنة وبعدها ساكن، فتحذف العين وهي الواو أو الياء. وذلك نحو: مت، وقلتم، وبعن.
وإنما وجب النقل إلى فَعُل وفَعِل، ليقع الفرق بين ذوات الياء والواو. لأنك كنت تقول: قلت وبعت، فلا تفرق بينهما، وذلك أن الإعتلال لا بد أن يلحق عينه فتبقى ساكنة، ولامه ساكنة حين بنيت مع الضمائر المذكورة.
والدليل على أن أصل فَعُل: فَعَل بفتح العين، أن فَعُل لا يتعدى نحو: شَرُف، وهذا منه ما يتعدى نحو: قُلته، وطُلْتُ زیدًا
وقوله: (في ضم كسرها صفا نفرٌ وردًا)، لأهم قرأوا بالوجه الذي لا مقال فيه، فصفا وردهم.
[فتح الوصيد: 2/801]
ومن قرأ (مت) بكسر الميم، فمذهب سيبويه وغيره من متقدمي البصريين أنه من فعل بكسر العين يفعل بالضم. وفَعِل يَفعُل شاذٌ قليل.
قالوا: «ومثله في الصحيح: «فضل يفضل».
قالوا: «فنقلت حركة العين إلى الفاء كما قيل في: خفت».
فلما كان فعِل يفعُل شاذا في المعتل والصحيح، سلمت قراءة من ضم من مثل هذا القول؛ فصفا ورده.
وحمل هذه القراءة على لغة من قال: مات يمات أولى، لأنه يكون مثل: خاف يخاف، أصله: فعِل يَفْعَلُ، فحولت حركة العين في المستقبل إلى ما قبلها، فانقلبت العين ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها.
وإذا كان المستقبل يفعل بفتح العين، فالماضي فعِل بكسرها نحو: عَمِل يعمل، إلا أن تكون العين أو اللام حرفًا حلقيا.
وفي قراءة حفص جمع بين اللغتين). [فتح الوصيد: 2/802] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([575] وبالغيب عنه تجمعون وضم في = يغل وفتح الضم (إ)ذ (شـ)اع (كـ)فلا
(عنه)، يعني عن حفص.
[فتح الوصيد: 2/802]
فالتاء على ما تقدم من المخاطبة، والياء على معنى: خيرٌ مما يجمع الجامعون). [فتح الوصيد: 2/803]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [574] ومتم ومتنا مت في ضم كسرها = صفا نفرٌ وردًا وحفصٌ هنا اجتلا
ح: (متم) وما عطف عليه: مبتدأ، (صفا): فعل، فاعله: (نفرٌ)، (وردًا): تمييز، (في ضم): ظرف (صفا)، والهاء في (كسرها): للألفاظ الثلاثة، والجملة الفعلة: خبر المبتدأ، و (حفصٌ اجتلى هنا): جملة اسمية.
ص: أي: قرأ أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الميم من {متم}، و{متنا}، و{مت} أين جاءت، على أنها من (مات يموت)، نحو: (قلت) من (قال يقول)، والباقون بكسرها على أنها من (مات يمات)، نحو: (خفت) من (خاف يخاف).
[كنز المعاني: 2/123]
والضم هو اللغة الفصيحة، وعلى الكسر قولهم:
بنيتي يا أسعد البنات = عيشي ولا نأمن أن تماتي
ثم قال: (وحفصٌ هنا اجتلى)، أي: كشف عن ضم الكسر هنا، فقرأ ما في آل عمران بالضم، وهما موضعان: {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم} [157]، و{ولئن متم أو قتلتم} [158] جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/124] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [575] وبالغيب عنه تجمعون وضم في = يغل وفتح الضم إذ شاع كفلا
ح: (يجمعون): مبتدأ، (بالغيب): حال، (عنه): خبر، والضمير: لحفص، (في يغل): ظرف، أي: الياء ضم في {يغل}، (فتح): مبتدأ، (كفلا): خبر عامل في (إذ) .
ص: يعني: {ورحمت ربك خيرٌ مما يجمعون} [157] نقل الغيبة عن حفص، على معنى: يجمعه
[كنز المعاني: 2/124]
الجامعون، والباقون بالخطاب، لأن قبله: {ولئن قتلتم} [157].
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وابن عامر: {وما كان لنبي أن يغل} [161] بضم الياء وفتح الغين على بناء المجهول من الإغلال، والمعنى: يُنسب إلى الغلول، أي: يوجد غالًا، أو يغل منه، أي: يخان
والباقون بفتح الياء وضم الغين من الغلول، وهو الأخذ في خفية). [كنز المعاني: 2/125] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (572- وَمِتُّمْ وَمِتْنا مُتَّ فِي ضَمِّ كَسْرِها،.. "صَـ"ـفَا "نَفَرٌ" وِرْدًا وَحَفْصٌ هُنا اجْتَلا
أي حيث جاءت هذه الكلمات وفهم ذلك من حيث أنه عددها، وفيها ما ليس في هذه السورة، فقام ذلك مقام قوله: حيث أتى، ونحوه، وضم الميم وكسرها في جميع ذلك لغتان، يقال: مات يموت، فعلى هذا جاء الضم كقولك من قام يقوم: قمت ويقال مات يمات كخاف يخاف فعلى هذا جاء الكسر كخفت فيكون الضم من فعل يفعل كقتل يقتل والثاني من فعل يفعل كعلم يعلم ووردا نصب على التمييز؛ أي: صفا وردهم ووافقهم حفص على ضم ما في آل عمران وكسر ما في غيرها؛ جمعا بين اللغتين، والذي في آل عمران موضعان: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ}، و{لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ}.
فهذا معنى قوله: وحفص هنا اجتلا؛ أي: اجتلا الضم وهو من قولهم: اجتليت العروس وهذه عبارة مشكلة فإنه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/41]
لا يفهم منها سوى أن حفصا خصص هذه السورة بقراءة وسائر المواضع بخلافها، فيحتمل أن يكون الذي له في آل عمران ضما وأن يكون كسرا؛ لأنه استأنف جملة ابتدأها لحفص ولم يخبر عنه إلا بقوله: اجتلا فاحتمل الأمرين، فإن قلت: اجعل حفصا عطفا على الرمز السابق قلت: كان جمعا بين الرمز والمصرح به في مسألة واحدة، وذلك غير واقع في هذا النظم، وأيضا فقد فصل بالواو في قوله: وردا، ثم لو سلمنا أن هذا اللفظ يفيد الضم كان مشكلا من جهة أخرى، وهي أنه يوهم أن حفصا منفرد بالضم هنا؛ إذ لم يعد معه الرمز الماضي كقوله: رمى صحبة، ولو قال صفا نفر معهم هنا حفص اجتلا حصل الغرض وبان وزال الإبهام، ولم يضر عدم الواو الفاصلة لعدم الريبة في اتصال ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/42] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (573- وَبِالغَيْبِ عَنْهُ تَجْمَعُونَ وَضُمَّ فِي،.. يَغُلَّ وَفَتْحُ الضَّمِّ "إِ"ذْ "شَـ"ـاعَ "كُـ"ـفِّلا
عنه؛ يعني: عن حفص، والغيب والخطاب في قوله: {خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} كما تقدم في: {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/42]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (574 - ومتّم ومتنا متّ في ضمّ كسرها ... صفا نفر وردا وحفض هنا اجتلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر لفظ مُتُّمْ* ومِتْنا* ومِتُّ* حيث وقعت هذه الألفاظ في القرآن الكريم بضم كسر الميم نحو: وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ، وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ، أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا*، وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ. وقرأ حفص بضم الميم في هذه السورة وبكسرها في غيرها. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر الميم في جميع القرآن الكريم). [الوافي في شرح الشاطبية: 239] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (575 - وبالغيب عنه تجمعون وضمّ في ... يغلّ وفتح الضّمّ إذ شاع كفّلا
الضمير في (عنه) يعود على حفص يعني أن حفصا يقرأ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ* بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89 - وَقَاتَلَ مِتُّ اضْمُمْ جَمِيعًا أَلاَ .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - وقاتل مت اضمم جميعًا (أ)لا يغل = ل جهل (حـ)ـمى والغيب يحسب (فـ)ـضلا
[شرح الدرة المضيئة: 110]
بكفر وبخل الآخر اعكس يفتح با = كذى فرح واشدد يميز معًا (حُـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {قاتل معه} [146] بألف بين فتحتين كخلف، وقرأ أبو جعفر أيضًا (مت) (ومتنا) و(متم) بضم الميم حيث وقع وأشار للعموم بقوله جميعًا). [شرح الدرة المضيئة: 111] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُتُّمْ، وَمِتْنَا، وَمِتُّ حَيْثُ
[النشر في القراءات العشر: 2/242]
وَقَعَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَوَافَقَهُمْ حَفْصٌ عَلَى الْكَسْرِ إِلَّا فِي مَوْضِعَيْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ فِي الْجَمِيعِ، وَكَذَلِكَ حَفْصٌ فِي مَوْضِعَيْ هَذِهِ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/243]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِمَّا يَجْمَعُونَ، فَرَوَى حَفْصٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي اخْتِلَاسِ رَاءِ يَنْصُرْكُمُ، وَإِسْكَانِهَا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/243]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وحمزة والكسائي وخلف {متم} [157]، و{متنا} [المؤمنون: 82]، و{مت} [مريم: 23] حيث وقع بكسر الميم، وافقهم حفص في غير موضعي هذه السورة، والباقون بالضم ومعهم حفص هنا معًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {يجمعون} [157] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (540- .... .... .... .... اكسر = ضمًّا هنا في متّم شفا أري
541 - وحيث جا صحبٌ أتى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542 - ويجمعون عالمٌ .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (اكسر) أي قرأ بكسر ضمة الميم من قوله تعالى «ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم، ولئن متم أو قتلتم» الموضعين هنا حمزة والكسائي وخلف ونافع، والباقون بالضم، وهما لغتان قوله: (هنا) أي في موضعي هذه السورة.
وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضم = يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
يعني وكسر الميم من مت ومتم ومتنا في سائر القرآن حمزة والكسائي وخلف وحفص ونافع، ووجه تخصيص حفص بالضم هنا مناسبة قتلتم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويجمعون (عا) لم ما قتلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
يريد قوله «خير مما يجمعون» بالغيب على اللفظ حفص، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى
وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضمّ = يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(شفا) حمزة والكسائي وخلف بما يعملون بصير ولئن [آل عمران: 156، 157] [بياء الغيب]، علم من إطلاقه، والباقون بالخطاب.
واختلف في [مات] الماضي المتصل بالضمير التاء أو النون أو الميم حيث وقعت نحو: أو متّم لمغفرة [آل عمران: 157] وو لئن قتلتم [آل عمران: 157] وأ ءذا متنا [الصافات: 16، 53] وأ ءذا ما متّ [مريم: 66]، وأ فإين متّ فهم [الأنبياء: 34]- فكسر الميم منه هنا فقط مدلول ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أرى) نافع.
وضمها الباقون.
وكسرها في الجميع [مدلول ذو (صحب) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أتى).
والباقون بضمها في الجميع، وعلم العموم من حيث جاء.
ويقال: مات يموت كقام يقوم، ومات يمات كخاف يخاف بكسر عين الماضي وفتحها في المضارع.
وأثبت سيبويه أيضا كسر عين الماضي وضم المضارع، وإذا اتصل بالماضي الأجوف ضمير المتكلم أو المخاطب [مطلقا] سكن آخره.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/248]
ثم قصد الفرق بين الواوي واليائي، فللأكثر نقل الواوي إلى فعل المضموم، واليائي إلى المكسور، ثم نقلت ضمة العين في [بنات] الواو وكسرها في بنات الياء إلى الفاء تخفيفا، ثم حذفت للساكنين وحصل الفرق ضمنا.
وجه الضم: أخذه من مفتوح الماضي مضموم [المضارع] ك «قمتم».
ووجه كسره: أخذه من مكسور الماضي مفتوح المضارع لا مضمومه؛ لندوره كخفتم.
ووجه التفريق: الجمع جريا على أصله فيه.
وخص الأولين: ك «خفتم» تقديما للفصحى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/249] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "متم" [الآية: 157] "ومتنا، ومت" الماضي المتصل بضمير التاء أو النون أو الميم حيث جاء، فنافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر الميم في ذلك كله، إلا أن حفصا ضم الميم هنا في الموضعين فقط، وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بالضم في الجميع، وبه قرأ حفص هنا وجه الكسر أنه من لغة من يقول مات يمات كخاف يخاف والأصل موت بكسر عينه كخوف، فمضارعه بفتح العين فإذا أسند إلى التاء أو إحدى أخواتها، قيل مت بالكسر ليس إلا، وهو أنا نقلنا حركة الواو إلى الميم بعد سلب حركتها دلالة على الأصل، ثم حذفت الواو للساكنين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
ووجه الضم أنه من فعل بفتح العين من ذوات الواو، وقياسه الضم للفاء إذا أسند إلى تاء المتكلم وأخواتها، أما من أول وهلة أو بأن تبدل الفتحة ضمة، ثم تنقل إلى الفاء نحو: قلت أصله قولت بضم عينه، نقلت ضمة العين إلى الفاء فبقيت ساكنة وبعدها ساكن فحذفت، وحفص جمع بين اللغتين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 157] فحفص بالغيب التفاتا أو راجعا للكفار والباقون بالخطاب جريا على قتلتم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {متم} [157 158] معًا، قرأ نافع والأخوان بكسر الميم، والباقون بضمها). [غيث النفع: 495] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تجمعون} [157] قرأ حفص بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون 157}
{ولئن}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 1/607]
{متم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحفص وأبو جعفر ويعقوب "متم" بضم الميم.
- وقرأ نافع وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن محيصن بخلاف عنه "متم" بكسر الميم.
- قال أبو حيان: "والضم أقيس وأشهر، والكسر مستعمل كثيرا، وهو شاذ في القياس، فمن قرأ بالكسر فعلى لغة الحجاز..، وسفلي مضر يقولون: متم، بضم الميم، ونقله الكوفيون.".
- ولم يكن حفص يرفع في القرآن غير حرفين، هذا أحدهما، والثاني في الآية / 158 "ولئن متم"
{لمغفرة}
- رقق" الراء الأزرق وورش.
{ورحمة خير}
قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الخاء بفئة.
{خير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/608]
{يجمعون}
- قرأ عاصم وفي رواية حفص، والمفضل «يجمعون» بالياء، أي مما يجمعه الكفار والمنافقون.
قال ابن مجاهد: "ولم يروها غيره، أي لم يرو هذه القراءة عن عاصم غير حفص.
وقرأ الباقون بالتاء "تجمعون"، وذلك على سياق الخطاب في قوله تعالى "ولئن قتلتم"). [معجم القراءات: 1/609]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مت} [الأنبياء: 34]، وبابه: بكسر الميم كوفي، ونافع غير أبي بكر، وافق إلا هاهنا [157، 158] حفصٌ). [المنتهى: 2/638] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر: {متم} (157، 158)، و: {مت} (مريم: 23)، و: {متنا} (المؤمنون: 82): بضم الميم، حيث وقع.
وتابعهم حفص على الضم في هذين الحرفين خاصة في هذه السورة.
والباقون: بكسر الميم). [التيسير في القراءات السبع: 256] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر (متم ومت ومتنا) بضم الميم حيث وقع، وتابعهم حفص على الضّم في هذين الحرفين خاصّة في هذه السّورة والباقون بكسر الميم). [تحبير التيسير: 328] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (574 - وَمِتُّمْ وَمِتْناَ مُتَّ فِي ضَمِّ كَسْرِهاَ = صَفَا نَفَرٌوِرْداً وَحَفْصٌ هُناَ اجْتَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([574] ومتم ومتنا مت في ضم كسرها (صـ)فا (نفرٌ) وردًا و(حفصٌ) هنا اجتلى
يقال: مات يموت، ودام يدوم.
[فتح الوصيد: 2/800]
قال أبو زبيد
إنما مت غير أني حيٌ = يوم بانت بودها خنساءُ
ويقال: مات يمات، ودام يدام؛ قال الراجز:
بنيتي يا أسعد البنات = عيشي ولا نأمن أن تماتي
فمن قرأ {متم} بضم الميم، فعلى قولهم: مات يموت.
وذلك أن ما كان من الأفعال على فعل بفتح الفاء والعين، والعين منه واو، وبنيته لمتكلم أو مخاطب أو جماعة مؤنثٍ، فحكمه أن ينقل من فعل إلى فعل.
وإن كانت عينه ياءً، ثقل إلى قول، ثم تنقل حركة العين إلى الفاء، فتبقى العين ساكنة وبعدها ساكن، فتحذف العين وهي الواو أو الياء. وذلك نحو: مت، وقلتم، وبعن.
وإنما وجب النقل إلى فَعُل وفَعِل، ليقع الفرق بين ذوات الياء والواو. لأنك كنت تقول: قلت وبعت، فلا تفرق بينهما، وذلك أن الإعتلال لا بد أن يلحق عينه فتبقى ساكنة، ولامه ساكنة حين بنيت مع الضمائر المذكورة.
والدليل على أن أصل فَعُل: فَعَل بفتح العين، أن فَعُل لا يتعدى نحو: شَرُف، وهذا منه ما يتعدى نحو: قُلته، وطُلْتُ زیدًا
وقوله: (في ضم كسرها صفا نفرٌ وردًا)، لأهم قرأوا بالوجه الذي لا مقال فيه، فصفا وردهم.
[فتح الوصيد: 2/801]
ومن قرأ (مت) بكسر الميم، فمذهب سيبويه وغيره من متقدمي البصريين أنه من فعل بكسر العين يفعل بالضم. وفَعِل يَفعُل شاذٌ قليل.
قالوا: «ومثله في الصحيح: «فضل يفضل».
قالوا: «فنقلت حركة العين إلى الفاء كما قيل في: خفت».
فلما كان فعِل يفعُل شاذا في المعتل والصحيح، سلمت قراءة من ضم من مثل هذا القول؛ فصفا ورده.
وحمل هذه القراءة على لغة من قال: مات يمات أولى، لأنه يكون مثل: خاف يخاف، أصله: فعِل يَفْعَلُ، فحولت حركة العين في المستقبل إلى ما قبلها، فانقلبت العين ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها.
وإذا كان المستقبل يفعل بفتح العين، فالماضي فعِل بكسرها نحو: عَمِل يعمل، إلا أن تكون العين أو اللام حرفًا حلقيا.
وفي قراءة حفص جمع بين اللغتين). [فتح الوصيد: 2/802] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [574] ومتم ومتنا مت في ضم كسرها = صفا نفرٌ وردًا وحفصٌ هنا اجتلا
ح: (متم) وما عطف عليه: مبتدأ، (صفا): فعل، فاعله: (نفرٌ)، (وردًا): تمييز، (في ضم): ظرف (صفا)، والهاء في (كسرها): للألفاظ الثلاثة، والجملة الفعلة: خبر المبتدأ، و (حفصٌ اجتلى هنا): جملة اسمية.
ص: أي: قرأ أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الميم من {متم}، و{متنا}، و{مت} أين جاءت، على أنها من (مات يموت)، نحو: (قلت) من (قال يقول)، والباقون بكسرها على أنها من (مات يمات)، نحو: (خفت) من (خاف يخاف).
[كنز المعاني: 2/123]
والضم هو اللغة الفصيحة، وعلى الكسر قولهم:
بنيتي يا أسعد البنات = عيشي ولا نأمن أن تماتي
ثم قال: (وحفصٌ هنا اجتلى)، أي: كشف عن ضم الكسر هنا، فقرأ ما في آل عمران بالضم، وهما موضعان: {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم} [157]، و{ولئن متم أو قتلتم} [158] جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/124] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (572- وَمِتُّمْ وَمِتْنا مُتَّ فِي ضَمِّ كَسْرِها،.. "صَـ"ـفَا "نَفَرٌ" وِرْدًا وَحَفْصٌ هُنا اجْتَلا
أي حيث جاءت هذه الكلمات وفهم ذلك من حيث أنه عددها، وفيها ما ليس في هذه السورة، فقام ذلك مقام قوله: حيث أتى، ونحوه، وضم الميم وكسرها في جميع ذلك لغتان، يقال: مات يموت، فعلى هذا جاء الضم كقولك من قام يقوم: قمت ويقال مات يمات كخاف يخاف فعلى هذا جاء الكسر كخفت فيكون الضم من فعل يفعل كقتل يقتل والثاني من فعل يفعل كعلم يعلم ووردا نصب على التمييز؛ أي: صفا وردهم ووافقهم حفص على ضم ما في آل عمران وكسر ما في غيرها؛ جمعا بين اللغتين، والذي في آل عمران موضعان: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ}، و{لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ}.
فهذا معنى قوله: وحفص هنا اجتلا؛ أي: اجتلا الضم وهو من قولهم: اجتليت العروس وهذه عبارة مشكلة فإنه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/41]
لا يفهم منها سوى أن حفصا خصص هذه السورة بقراءة وسائر المواضع بخلافها، فيحتمل أن يكون الذي له في آل عمران ضما وأن يكون كسرا؛ لأنه استأنف جملة ابتدأها لحفص ولم يخبر عنه إلا بقوله: اجتلا فاحتمل الأمرين، فإن قلت: اجعل حفصا عطفا على الرمز السابق قلت: كان جمعا بين الرمز والمصرح به في مسألة واحدة، وذلك غير واقع في هذا النظم، وأيضا فقد فصل بالواو في قوله: وردا، ثم لو سلمنا أن هذا اللفظ يفيد الضم كان مشكلا من جهة أخرى، وهي أنه يوهم أن حفصا منفرد بالضم هنا؛ إذ لم يعد معه الرمز الماضي كقوله: رمى صحبة، ولو قال صفا نفر معهم هنا حفص اجتلا حصل الغرض وبان وزال الإبهام، ولم يضر عدم الواو الفاصلة لعدم الريبة في اتصال ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/42] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (574 - ومتّم ومتنا متّ في ضمّ كسرها ... صفا نفر وردا وحفض هنا اجتلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر لفظ مُتُّمْ* ومِتْنا* ومِتُّ* حيث وقعت هذه الألفاظ في القرآن الكريم بضم كسر الميم نحو: وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ، وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ، أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا*، وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ. وقرأ حفص بضم الميم في هذه السورة وبكسرها في غيرها. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر الميم في جميع القرآن الكريم). [الوافي في شرح الشاطبية: 239] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (540- .... .... .... .... اكسر = ضمًّا هنا في متّم شفا أري
541 - وحيث جا صحبٌ أتى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (اكسر) أي قرأ بكسر ضمة الميم من قوله تعالى «ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم، ولئن متم أو قتلتم» الموضعين هنا حمزة والكسائي وخلف ونافع، والباقون بالضم، وهما لغتان قوله:
(هنا) أي في موضعي هذه السورة.
وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضم = يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
يعني وكسر الميم من مت ومتم ومتنا في سائر القرآن حمزة والكسائي وخلف وحفص ونافع، ووجه تخصيص حفص بالضم هنا مناسبة قتلتم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى
وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضمّ = يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(شفا) حمزة والكسائي وخلف بما يعملون بصير ولئن [آل عمران: 156، 157] [بياء الغيب]، علم من إطلاقه، والباقون بالخطاب.
واختلف في [مات] الماضي المتصل بالضمير التاء أو النون أو الميم حيث وقعت نحو: أو متّم لمغفرة [آل عمران: 157] وو لئن قتلتم [آل عمران: 157] وأ ءذا متنا [الصافات: 16، 53] وأ ءذا ما متّ [مريم: 66]، وأ فإين متّ فهم [الأنبياء: 34]- فكسر الميم منه هنا فقط مدلول ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أرى) نافع.
وضمها الباقون.
وكسرها في الجميع [مدلول ذو (صحب) حمزة والكسائي وخلف وهمزة (أتى).
والباقون بضمها في الجميع، وعلم العموم من حيث جاء.
ويقال: مات يموت كقام يقوم، ومات يمات كخاف يخاف بكسر عين الماضي وفتحها في المضارع.
وأثبت سيبويه أيضا كسر عين الماضي وضم المضارع، وإذا اتصل بالماضي الأجوف ضمير المتكلم أو المخاطب [مطلقا] سكن آخره.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/248]
ثم قصد الفرق بين الواوي واليائي، فللأكثر نقل الواوي إلى فعل المضموم، واليائي إلى المكسور، ثم نقلت ضمة العين في [بنات] الواو وكسرها في بنات الياء إلى الفاء تخفيفا، ثم حذفت للساكنين وحصل الفرق ضمنا.
وجه الضم: أخذه من مفتوح الماضي مضموم [المضارع] ك «قمتم».
ووجه كسره: أخذه من مكسور الماضي مفتوح المضارع لا مضمومه؛ لندوره كخفتم.
ووجه التفريق: الجمع جريا على أصله فيه.
وخص الأولين: ك «خفتم» تقديما للفصحى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/249] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {متم} [157 158] معًا، قرأ نافع والأخوان بكسر الميم، والباقون بضمها). [غيث النفع: 495] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون 158}
{لئن}
- تقدمت قراءة حمزة فيه في الآية السابقة.
{متم}
- انظر تفصيل القراءتين بالضم والكسر الآية السابقة.
{لإلى}
- في الهمز لحمزة وقفا التسهيل والتحقيق). [معجم القراءات: 1/609]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:17 PM

سورة آل عمران
[من الآية (159) إلى الآية (163) ]

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}

قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "واستغفر لهم" السوسي والدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لانفضوا} [159] ضاد ساقطة بخلاف {فظا} و{غليظ} ). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين 159}
{فظا غليظ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين مع الغنة.
[معجم القراءات: 1/609]
{واستغفرلهم}
أدغم الراء في اللام أبو عمرو واليزيدي والسوسي والدوري، ويعقوب.. وعن أبي عمرو خلاف من رواية الدوري.
وقال ابن خالويه في «إعراب ثلاثين سورة»: «فأما ما رواه اليزيدي عن أبي عمرو: واستغفر لهم..، ونحو ذلك، فكان ابن مجاهد يضعفه لرداءته في العربية؛ ولأن الرواية الصحيحة عن أبي عمرو الإظهار؛ لأنه رأس البصريين، فلم يك ليجتمع أهل البصرة على شيء وسيدهم على ضده.
وكان الفراء يجيز إدغام الراء في اللام كما يجيز إدغام اللام في الراء".
{في الأمر}
- قراءة الجمهور "في الأمر" على الإفراد، وهو عام يراد به الخاص.
- وقرأ ابن عباس وابن مسعود "في بعض الأمر".
- وفي فتح الباري: "وعن ابن عباس في قوله تعالى: "وشاورهم في الأمر" قال: في بعض الأمر، قيل: وهذا تفسير لا تلاوة، ونقله بعضهم قراءة عن ابن مسعود".
{عزمت}
- قراءة الجمهور "عزمت" بالتاء المفتوحة على الخطاب، على سياق ما قبله.
[معجم القراءات: 1/610]
وقرأ عكرمة وجابر بن زيد وأبو نهيك وأبو رزين وجعفر الصادق وأبو الشعثاء وأبو مجلز وأبو العالية والجحدري "عزمت" بضم التاء على أنها ضمير الله تعالی.
قال ابن تيمية: "وهل يجوز وصفه بالعزم؟ فيه قولان: أحدهما المنع، كقول القاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى، والثاني الجواز، وهو أصح، فقد قرأ جماعة من السلف: "فإذا عزمت فتوكل على الله" بالضم..."، أي بضم التاء من الفعل "عزمت"). [معجم القراءات: 1/611]

قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ينصركم} [آل عمران: 160] ذكر لأبي عمرو إسكانه واختلاسه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن راء "ينصركم من بعده" أبو عمرو واختلس حركتها، وللدوري عنه الإتمام أيضا كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذي ينصركم} [160] قرأ البصري بإسكان الراء، وزاد الدوري عنه الاختلاس، والباقون بضم الراء، بخلاف {إن ينصركم} قبله، فلا خلاف بينهم في الإسكان). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون 160}
{وإن يخذلكم}
- قرأ الجمهور "يخذلكم"، من خذله الثلاثي.
- وقرأ عبيد بن عمير "يخذلكم" من "أخذل" الرباعي، والهمزة فيه للجعل، أي: يجعلكم مخذولين.
{ينصركم}
- قرأ أبو عمرو "ينصركم" بسكون الراء، وهو تخفيف من الضم.
- وروى عنه الدوري اختلاس الحركة وهي الضمة.
- وقراءة الباقين بالضم "ينصركم"، وهي رواية الدوري عن أبي
[معجم القراءات: 1/611]
عمرو أيضا.
{المؤمنون}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوا في الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/612]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضم الْغَيْن وَضم الْيَاء وَفتح الْغَيْن من قَوْله {يغل} 161
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم {أَن يغل} يفتح الْيَاء وَضم الْغَيْن
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يغل}
بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن). [السبعة في القراءات: 218]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن يغل} بفتح الياء مكي وأبو عمرو وعاصم وروح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن يغل} [161] بفتح الياء مكي، وأبو عمرو، وقاسم، وعاصم إلا المفضل، وعيسى، والبخاري). [المنتهى: 2/638]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم (يغل) بفتح الياء وضم الغين، وقرأ الباقون
[التبصرة: 183]
بضم الياء وفتح الغين). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، وعاصم: {أن يغل} (161): بفتح الياء، وضم الغين.
والباقون: بضم الياء، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وعاصم: (أن يغل) بفتح الياء وضم الغين، والباقون بضم الياء وفتح الغين). [تحبير التيسير: 329]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ يَغُلَّ) بفتح الياء وضم الغين مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي، وعَاصِم إلا المفضل، والضبي، والجمال عن أبي بكر، والشيزري عن علي، والبخاري، وعن يَعْقُوب، وقاسم، ومحمد، والْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله تعالى: (وَمَنْ يَغْلُلْ)، الباقون بضم الياء وفتح الغين). [الكامل في القراءات العشر: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([161]- {أَنْ يَغُلَّ} مبني للفاعل: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (575- .... .... وَضُمَّ فِي = يَغُلَّ وَفَتْحُ الضَّمِّ إِذْ شَاعَ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ولما كان أكثر القراء على {يغل} بضم الياء وفتح العين، قال: (إذ شاع)، أي اشتهر. (كفل)، أي حمل؛ يعني تحمله السلف الخلف لشياعه.
ومعنى {يغل}، يغل منه؛ أي يخان؛ أي ما كان لنبي أن تخونه أمته في الغنيمة.
ويجوز أن يكون معناه: يوجد غالا؛ كما تقول: أكرمت زيدًا؛ أي وجدته كريمًا، ويعضده قول الضحاك: «إنهم قالوا نبادر الغنائم قبل أن تؤخذ».
ويدل على صحته قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حين ألحوا عليه: «والله لو كان لي ملء الأرض ذهبًا لقسمته عليكم ثم لا تجدوبي جبانا ولا بخيلا».
ويجوز أن يكون معناه: يغلل، فحذفت اللام تخفيفًا؛ ومعناه أن ينسب إلى الغلول؛ أي يقال: غللت.
ومعنى يغل بالفتح، يأخذ في خفية من الغنائم؛ أي ما أباح الله له ذلك. وإذا لم يكن له ذلك فكيف يفعله ؟ أي أنه إنما يفعل ما يكون له.
ويقال: إنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم). [فتح الوصيد: 2/803]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [575] وبالغيب عنه تجمعون وضم في = يغل وفتح الضم إذ شاع كفلا
ح: (يجمعون): مبتدأ، (بالغيب): حال، (عنه): خبر، والضمير: لحفص، (في يغل): ظرف، أي: الياء ضم في {يغل}، (فتح): مبتدأ، (كفلا): خبر عامل في (إذ) .
ص: يعني: {ورحمت ربك خيرٌ مما يجمعون} [157] نقل الغيبة عن حفص، على معنى: يجمعه
[كنز المعاني: 2/124]
الجامعون، والباقون بالخطاب، لأن قبله: {ولئن قتلتم} [157].
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وابن عامر: {وما كان لنبي أن يغل} [161] بضم الياء وفتح الغين على بناء المجهول من الإغلال، والمعنى: يُنسب إلى الغلول، أي: يوجد غالًا، أو يغل منه، أي: يخان
والباقون بفتح الياء وضم الغين من الغلول، وهو الأخذ في خفية). [كنز المعاني: 2/125] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلّ} فقواه: إذ شاع كفلا على البناء للمفعول، ومعنى كفل؛ أي: حمل،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/42]
يعني: أن هذه القراءة حَمَّلها السلفُ الخلفَ لما كانت شائعة، ومعناها يوجد غالًّا أو ينسب إلى الغلول أو يغل منه؛ أي: يخان بأن يؤخذ من الغنيمة قبل أن يقسمها، والغلول الأخذ في خفية، ومن قرأ: يغل على البناء للفاعل فهو ظاهر؛ أي: أنه لا يفعل ذلك واختار ذلك أبو عبيد وأبو علي وقالا: أكثر ما يجيء الفعل بعد ما كان لكذا أن يفعل منسوبا إلى الفاعل نحو: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ}، {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ}، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}.
فإن قلت: كل واحدة من القراءتين مشتملة على ضم وفتح فكيف تميز إحداهما من الأخرى قلتُ: كأنه استغنى بالترتيب عن تقييد ذلك فضم أولا ثم فتح الضم فيكون الضم في الياء وفتح الضم في الغين والواو وإن كانت لا تقتضي الترتيب على المذهب المختار إلا أن المذكور بها جائز أن يكون مرتبا في نفس الأمر ولا بد أن يريد بذلك إحدى القراءتين ودلنا على هذه القراءة ظاهر لفظه إذ لو أراد الأخرى لقال:
وفتح أن يغل وضم الفتح حقك نولا
............ أو دام ندحلا
............. أو نل دائما حلا
ونحو ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (575 - .... .... .... وضمّ في = يغلّ وفتح الضّمّ إذ شاع كفّلا
....
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وابن عامر أَنْ يَغُلَّ بضم الياء وفتح الغين. وقرأ غيرهم بفتح الياء وضم الغين). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... يَغْلْ = لَ جَهِّلْ حِمىً .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يغل جهل حمى أي قرأ مرموز (حا) حمل وهو يعقوب {أن يغل} [161] بالبناء على المفعول أي ينسب إلى الغلول وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 111]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَغُلَّ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْغَيْنِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْغَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/243]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {يغل} [161] بفتح الياء وضم الغين، والباقون بضم الياء وفتح الغين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (541- .... .... .... وفتح ضم = يغلّ والضّم حلا نصرٍ دعم). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وفتح ضم) أي قرأ «وما كان لنبي أن يغل» بفتح الياء وضم الغين أبو عمرو وعاصم وابن كثير، والباقون بضم الياء وفتح الغين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو (حا) حلا أبو عمرو، ونون (نصر) عاصم ودال (دعم) ابن كثير أن يغلّ [آل عمران: 161] بفتح الياء وضم الغين، والباقون بضم الياء وفتح الغين.
تنبيه:
قيد الفتح للضد.
والغلل: دخول الماء في الشجر.
والغلول: أخذ الشيء في خفية، يقال: غل غلولا، وأغل: سرق من الغنيمة، وأغل الجازر: سرق اللحم في الجلد، وأغللت الرجل: وجدته غالا، وأغللت أمير الجيش: خنته في الغنيمة.
وجه الفتح: أنه مبني للفاعل من «غل»، والمراد نفي الخيانة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أي: ما جاز لنبي أن يخون قومه، والمعصوم لا يفعل ما لا يجوز.
ووجه الضم: أنه مبني للمفعول من «أغله»، فالهمزة للمصادفة، فيوافق الأولى أو من الأخيرين فهي بمعنى النهي لغيره أن ينسبه للخيانة أو أن يخونه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يغل" [الآية: 161] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء وضم الغين من غل مبنيا للفاعل أي: لا يصح أن يقع من نبي -صلى الله عليه وسلم- غلول البتة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بضم الياء وفتح الغين مبنيا للمفعول، إما من غل ثلاثيا أي: ما صح لنبي أن يخونه غيره فهو نفى في معنى النهي أي: لا يغله أحد أو من أغل رباعيا إما من أغله أي: نسبه للغلول كأكذبته نسبته الكذب، فيكون نفيا في معنى النهي كالأول أو من أغله أي: وجده غالا كأحمدته أي: وجدته محمودا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "توفى كل" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وكذا حكم "أنى هذا" غير أن الدوري عن أبي عمرو كالأزرق فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لنبيء} [161] جلي). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن يغل} قرأ نافع والأخوان والشامي بضم الياء، وفتح الغين، والباقون بفتح الياء، وضم الغين). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 161}
{لنبي}
- قراءة نافع بالهمز فيه حيث ورد، وكذا ما كان من هذه المادة "لنبيء".
{أن يغل}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عباس وابن محيصن واليزيدي، وروح وزيد كلاهما عن يعقوب "أن يغل" بفتح الياء وضم الغين.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وابن مسعود وأبو جعفر وخلف ويعقوب برواية رويس "أن يغل" بضم الياء وفتح الغين مبنيا للمفعول.
[معجم القراءات: 1/612]
قالوا: هو من "أغل" أي نسب إلى الغلول.
وقال ابن السكيت: «يريدون أن يسرق»، وذكره الفراء أيضا، وذلك إشارة إلى قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض المنافقين: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها.
{يأت}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش "يات" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز "يأت".
{القيامة}
- قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{القيامة ثم}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء.
- وعنهما الإظهار أيضا كالجماعة.
{توفى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وهم لا يظلمون}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام). [معجم القراءات: 1/613]

قوله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِضْوَانٌ حَيْثُ رُفِعَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الثَّانِيَ مِنَ الْمَائِدَةِ، وَهُوَ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ فَكَسَرَ الرَّاءَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْعُلَيْمِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى أَبُو عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ضَمَّهُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْهُ كَسَائِرِ نَظَائِرِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْخَبَّازِيُّ وَالْخُزَاعِيُّ عَنِ الشَّذَائِيِّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبٍ أَيْضًا.
(قُلْتُ): وَالرِّوَايَتَانِ صَحِيحَتَانِ عَنْ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، فَرَوَى الضَّمَّ فِيهِ كَأَخَوَاتِهِ عَنْ يَحْيَى خَلَفٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْكِسَائِيِّ وَالْأَعْشَى وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى الْكَسْرَ فِيهِ خَاصَّةً عَنْ يَحْيَى: الْوَكِيعِيُّ وَالرِّفَاعِيُّ وَأَبُو حَمْدُونَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجِيِّ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ بِكَسْرِ كَرِهُوا رِضْوَانَهُ فِي الْقِتَالِ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رَاءُ رِضْوَانَ لِأَبِي بَكْرٍ، أَوَّلَ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم رضوان [آل عمران: 15] لأبي بكر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رضوان" بضم الراء أبو بكر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رضوان} [162] قرأ شعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومأواه} إبداله للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير 162}
{رضوان الله}
تقدم في الآية /15 من هذه السورة بيان القراءتين بضم الراء وكسرها.
[معجم القراءات: 1/613]
{مأواه}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش والسوسي "ماواه" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة ماضون على تحقيق الهمزة «مأواه».
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{بئس}
- قرأه بإبدال الهمز الساكن ياء أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي "بيس" في الوصل والوقف.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز). [معجم القراءات: 1/614]

قوله تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هم درجات عند الله والله بصیر بما یعملون 163}
{درجات}
- قرأ الجمهور "درجات" جمعا، وهو مطابق للضمير "هم".
- وقرأ النخعي "درجة" بالإفراد على الجنس.
{بصير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{يعملون}
- قراءة الجماعة بالتاء "تعملون" على الخطاب.
- وقرأ ابن مسعود وأبو عمارة عن حفص يعملون بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 1/614]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:19 PM

سورة آل عمران
[ الآية (164) ]

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}

قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين 164}
{لقد من الله على المؤمنين}
- قرأ عيسى بن سليمان عن بعضهم الين من الله على المؤمنين، وذلك بين الجارة، و"من" اسم، وشبه الجملة خبر مبتدأ محذوف تقديره: منه أو بعثه.
{المؤمنين}
- انظر القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوا في الآية / 223 من سورة البقرة.
{فيهم}
- قراءة يعقوب "فيهم" بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة "فيهم" بكسرها، وهو المناسبة الياء قبلها.
{من أنفسهم}
- قراءة الجمهور "من أنفسهم" بضم الفاء جمع نفس.
- وقرأت فاطمة وعائشة والضحاك وأبو الجوزاء "من أنفسهم" بفتح الفاء من النفاسة، وروي عن أنس أنه سمعها كذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{عليهم}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي عليهم بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين "عليهم" بكسرها للمجاورة.
[معجم القراءات: 1/615]
{يزكيهم}
- قرأ يعقوب "يزكيهم" بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة "يزكيهم" بكسرها.
{ويعلمهم}
- تقدمت قراءة ابن محيصن بالإسكان والاختلاس " ويعلمهم".
{من قبل لفي}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وبالإظهار). [معجم القراءات: 1/616]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:22 PM

سورة آل عمران
[من الآية (165) إلى الآية (168) ]

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}

قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على نحو: "من عند أنفسكم" بوجهين التحقيق وإبدال الهمزة باء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل وسبق ذكر الإشمام في "قيل لهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير 165}
{أنى}
- قرأه الإمالة حمزة والكسائي وخلف.
وروى الإمالة بين بين عن أبي عمرو الدوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح، وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{من عند أنفسكم}
- روي عن حمزة في الهمزة وجهان في الوقف:
1- التحقيق كالجماعة.
2- إبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: "من عند ينفسكم".
{شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين 20 و106 في سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/616]

قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين 166}
{التقى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية / 155 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/616]
{الجمعان}
- قراءة الجماعة «الجمعان» بالألف.
- وقرئ "الجمعين" بالياء، والفاعل مضمر، والذي أصابكم يوم التقى محمد الجمعين.
{فبإذن الله}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، انظر الآية/223
من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/617]

قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقيل لهم} [167] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون 167}
{الذين نافقوا}
- قرأ بإدغام النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الإظهار.
{قيل}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن وهشام والكسائي ورويس بإشمام الكسرة الضم.
وتقدم هذا في الآية /11 من سورة البقرة.
{قيل لهم}
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{يومئذ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 1/617]
{بأفواههم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء.
{أعلم بما}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء، كذا قالوا. والصواب في مثل هذا أنه يسكن الميم ويخفيها عند الباء، ومثل هذا لا يسمى إدغاما بل هو إخفاء). [معجم القراءات: 1/618]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} (168): بتشديد التاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 329]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام من طريق الداجوني {قتلوا قل} [168] بالتشديد، والباقون بالتخفيف. واختلف أيضًا عن الحلواني عن هشام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] قرأ هشام بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف، وإنما قيدناه بـ {أطاعونا} احترازًا من {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} [156] ولا خلاف بينهم في تخفيفه {فادرءوا} [168] ثلاثة ورش فيه لا تخفى). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين 168}
{لإخوانهم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{ما قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وأبو الدرداء وهشام والداجوني "ما قتلوا" بالتشديد.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "ما قلوا" مخففا، وهو الوجه الثاني عن هشام.
{فادرءوا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/618]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:23 PM

سورة آل عمران
[من الآية (169) إلى الآية (171) ]

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} 169
كلهم قَرَأَ {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا} خَفِيفَة التَّاء إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {قتلوا} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الذين قتلوا} مشددة شامي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يحسبن الذين} [169]: بالياء هشام). [المنتهى: 2/639]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تحسبن الذين قتلوا) وفي الحج (ثم قتلوا) بالتشديد فيهما، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر: (وقاتلوا) (وقتلوا) و(قد خسر الذين قتلوا أولادهم)، في الأنعام بالتشديد، وخفف الباقون ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {الذين قتلوا} (169)، وفي الحج (58): {ثم قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها.
هشام، من قراءتي على أبي الفتح: {ولا يحسبن الذين قتلوا}: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ابن عامر: (الّذين قتلوا) هنا وفي الحج (ثمّ قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها)، هشام من قراءتي على أبي الفتح (ولا يحسبن الّذين قتلوا) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 329]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ اَلًذِينَ قُتِلُوا) بالياء هشام، وأبو إسماعيل عن ابْن ذَكْوَانَ، والاختيار بالتاء كالباقين لقوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
(قُتِّلوُا) بالتشديد دمشقي، والحسن، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون خفيف وهو الاختيار لما قدمناه، (بَلْ أَحْيَاءٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على إضمار المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([169]- {الَّذِينَ قُتِلُوا}، وفي الحج: {ثُمَّ قُتِلُوا} [58] مشددا: ابن عامر.
زاد هشام {مَا قُتِلُوا} [168].
[الإقناع: 2/623]
[169]- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: هشام). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ فَرَوَاهُ هِشَامٌ مِنْ طَرِيقَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً بِالْغَيْبِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ فَرَوَاهُ الْأَزْرَقُ الْجَمَّالُ عَنْهُ بِالْغَيْبِ كَذَلِكَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْحُلْوَانِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ، وَغَيْرِهِ عَنْهُ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهِيَ الَّتِي اقْتَصَرَ عَلَيْهَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَصَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَصَاحِبُ الْهِدَايَةِ، وَصَاحِبُ الْكَافِي أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ فِي إِرْشَادِهِ، وَابْنُهُ طَاهِرٌ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَغَيْرُهُمْ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا مِنْهُ، وَمِنْ أَخَوَاتِهِ فِي أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام بخلاف عنه {ولا تحسبن الذين} [169] بالغيب، والباقون بالخطاب، وذكر اختلافهم في السين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {قتلوا في سبيل الله} [169]، وفي الحج [58] {ثم قتلوا أو ماتوا} بتشديد التاء فيهما، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (543- .... .... .... .... = .... وخلف يحسبنّ لاموا). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وخلف) أي واختلف عن هشام في قراءته بالغيب «ويحسبن الذين قتلوا» فرواه العراقيون وبعض المغاربة عنه بالغيب، رواه الآخرون بالخطاب وبه قرأ الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تحسبن" [الآية: 169] فهشام من طريق الداجوني بالغيب واختلف عنه من طريق الحلواني وبفتح السين على أصله والفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان، فالذين مفعول أول وأمواتا ثان، أو فاعله الذين والمفعول الأول محذوف أي: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب أي: يا محمد أو يا مخاطب "وفتح" سينه ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [169] قرأ هشام بخلف عنه بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهو الطريقة الثانية لهشام، وقرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذين قتلوا في سبيل الله} قرأ الشامي بالتشديد، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 169}
{ولا تحسبن}
- قراءة الجمهور "لا تحسبن" بتاء الخطاب، أي: لا تحسبن أيها السامع.
[معجم القراءات: 1/618]
- وقال الزمخشري: "الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل أحد".
- وقرأ حميد بن قيس وهشام بخلاف عنه والداجوني وابن محيصن، وابن عامر في رواية "لا یحسبن بالياء" أي: لا يحسبن هو، أي حاسب واحد.
- والوجه الثاني عن هشام بالخطاب كالجماعة.
- وقرأ «تحسبن"، بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي وابن ذكوان.
- وقراءة الباقين «تحسين» بكسر السين، والكسر لغة الحجاز
وتقدم مثل هذا مفصلا في الآية/273 من سورة البقرة.
{قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وهشام والداجوني "قتلوا" بالتشديد للتكثير.
- وقراءة الجمهور "قتلوا" بالتخفيف.
- وقرأ عاصم في رواية "قاتلوا" وعنه في رواية أخرى "يقاتلون".
{بل أحياء}
- قراءة الجمهور بل أحياء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: بل هم أحياء.
[معجم القراءات: 1/619]
- وقرأ ابن أبي عبلة "بل أحياء" بالنصب.
قال الزمخشري: "على معني: بل أحسبهم أحياء"، وتبع في إضمار هذا الفعل الزجاج، ورده عليه الفارسي في الأغفال بأن الأمر يقين. قال الزجاج.. ولو قرئت: بل أحياء عند ربهم، لجاز، المعنى أحسبهم أحياء...
وقال العكبري: "ويقرأ بالنصب عطفا على "أمواتا"، كما تقول: ما ظننت زیدا قائما بل قاعدا، وقيل أضمر الفعل، تقدير: بل احسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه.
- وفيه لحمزة وهشام تسهيل الهمز، وحذفه وقفا). [معجم القراءات: 1/620]

قوله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" فتح "لا خوف" ليعقوب مع ضمه كحمزة ها "عليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {يحزنون} كاف وقيل تام فاصلة، ومنتهى الحزب السابع بالاتفاق). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فرحين بماء اتهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170)}
{فرحين}
- قرأ ابن السميفع "فارحين" اسم فاعل.
- وقراءة الجماعة "فرحين" بغير ألف، وهو حال، أو منصوب على المدح.
{أتاهم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{ويستبشرون}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{من خلفهم}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
[معجم القراءات: 1/620]
{ألا خوف}
- قرأ يعقوب «ألا خوف» بفتح الفاء وحذف التنوين مبنية على
الفتح على جعل «لا» للتبرئة.
- وقراءة الباقين "ألا خوف" بالرفع وفيها قراءة أبن محيصن "لا خوف"
وتقدم هذا في الآية /38 من سورة البقرة.
{عليهم}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي "عليهم" بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها "عليهم" لمجاورة الياء، وتقدم هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/621]

قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَأَن الله لَا يضيع أجر الْمُؤمنِينَ} 171 فِي كسر الْألف وَفتحهَا
فَقَرَأَ الْكسَائي وَحده {وَأَن الله لَا يضيع} مَكْسُورَة الْألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَأَن الله}). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وإن الله} بكسر الألف الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وإن الله} [171]: بكسر الهمزة علي). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (وأن الله لا يضيع) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {وإن الله لا يضيع} (171): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (وإن اللّه لا يضيع) بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 330]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([171]- {وَأَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: الكسائي). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578 - وَأَنَّ اكْسِرُوا رُِفْقاً .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([578] وأن اكسروا (ر)فقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم (أ)حفلا
إنما قال (رفقًا)-وهو مصدر في موضع الحال-، لأن بعض المتأخرين فضله، واحتج له بأن قراءة الفتح إنما معناها: يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وبأن الله.
قال: «ولا يصح الاستبشار بأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، لأن الإستبشار إنما يكون بما لم يتقدم به علم. وقد علموا قبل موتهم أن الله لا يضيع أجر المؤمنين».
فقال: (رفقًا)، أي رافقين غير مغترین بقول هذا القائل، فإنهم استبشروا بأن الله ما أضاع أجورهم حين اختصهم بالشهادة، ومنحهم أتم النعمة، وختم لهم بالنجاة والفوز.
وقد كانوا يخشون على إيمانهم ويخافون سوء الخاتمة المحبطة للأعمال. فلما رأوا ما للمؤمنين عند الله من السعادة، وما اختصهم به من حسن الخاتمة التي تصح معها الأجور وتضاعف الأعمال، استبشروا، لأنهم كانوا على وجلٍ من ذلك.
[فتح الوصيد: 2/805]
ويجوز أن يكون استبشارهم لمن خلفوه بعدهم من المؤمنين لما عاينوا منزلتهم عند الله تعالى، أو رافقين محسنين الظن بالكسائي، وإنه ما اختار الكسر إلا بعد نقله.
قال الكسائي: «إنما اخترت الكسر، لأن في مصحف عبد الله: (والله لا يضيع)» ). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (578- وَأَنَّ اكْسِرُوا "رُِ"فْقًا وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلَانْـ،.. ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"حْفَلا
يعني: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
الكسر على الاستئناف والفتح على العطف على: {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}، فيكون من جملة ما بشر به الشهداء وهو أن الله سبحانه يفعل بغيرهم من المؤمنين مثل ما فعل بهم من حسن الخاتمة، وقال أبو علي: المعنى يستبشرون بتوفر ذلك عليهم ووصوله إليهم؛ لأنه إذا لم يضعه وصل إليهم فلم يبخسوه ولم ينقصوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - وأنّ اكسروا رفقا ويحزن غير الان ... بياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
قرأ الكسائي: وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين بكسر همزة وَأَنَّ اللَّهَ وقرأ الباقون بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {وأن الله لا يضيع} [171] بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = .... .... .... واكسر وأن
545 - الله رم .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واكسر وأن) يعني «وأن الله لا يضيع» بكسر الهمزة الكسائي كما سيأتي في أول البيت:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) مّ الانبيا (ث) ما
احترز بذكر الجلالة عن نحو قوله «وأن الناس» وإن كانت الواو تخرج ما قبل زيادة بيان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيع" [الآية: 171] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بالفتح عطفا على نعمة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستبشرون بنعمة من الله}
{وأن الله لا يضيع} [171] قرأ علي بكسر همزة {إن} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171)}
{يستبشرون}
- تقدم في الآية السابقة ترقيق الراء وتفخيمها.
{وأن الله}
- قراءة الكسائي وجماعة "وإن الله" بكسر الهمزة على الاستئناف.
وقراءة جمهور القراء "وأن الله" بفتح الهمزة عطفا على نعمة، أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين.
ويؤيد قراءة الكسائي قراءة ابن مسعود "والله لا يضيع أجر
[معجم القراءات: 1/621]
المؤمنين، وذكروا أنها كذلك في مصحفه.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، وانظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/622]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:26 PM

سورة آل عمران
[من الآية (172) إلى الآية (175) ]

{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قرح} [140، 172]: بضم القاف فيهن: هما، وأبو بكر، وخلف). [المنتهى: 2/636] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قرح} (140)، في الموضعين، و: {القرح} (172): بضم القاف في الثلاثة.
والباقون: بفتحها فيها). [التيسير في القراءات السبع: 255] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قرح) في الموضعين (والقرح) بضم القاف في الثّلاثة والباقون بفتحها فيها). [تحبير التيسير: 327] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([140]- {قَرْحٌ}، و{الْقَرْحُ} [172] ضم القاف فيهن: أبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/622] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (570 - وَقَرْحٌ بِضَم الْقَافِ وَالْقَرْحُ صُحْبَةٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([570] وقرحٌ بضم القاف والقرح (صحبةٌ) ومع مد كائن كسر همزته (د)لا
[571] ولا ياء مكسورًا وقاتل بعده = يمد فتح الضم والكسر (ذ)و ولا
القَرح والقُرح، كالفَقر والفُقر، والكَره والكُره، والضَعف والضُعف.
قال الأخفش والكسائي والزجاج: «هما واحد».
وقال الفراء: «كأن القرح الجراحات، والقرح بالضم ألمها» ). [فتح الوصيد: 2/796] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [570] وقرح بضم القاف والقرح صحبة = ومع مد كائن كسر همزته دلا
[571] ولا ياء مكسورا وقاتل بعده = يمد وفتح الضم والكسر ذو ولا
ح: (قرحٌ): مبتدأ، (صحبةٌ): خبر، أي: قراءة صحبة، و(كسر همزته): مبتدأ، والضمير: لـ (كائن)، (دلا): خبر، وفاعله: ضمير الكسر، (مع مد): ظرف (دلا)، بمعنى: أخرج دلوه ملأى، (مكسورًا): حال، وخبر (لا): محذوف، أي: موجود، (قاتل ... يمد): مبتدأ، وخبر، وضمير (بعده): لـ (كائن)، (فتح الضم والكسر ذو ولا): مبتدأ وخبر، أي: ذو متابعة للمد.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {قرحٌ} منكرًا ومعرفًا أين جاء بضم القاف، وهي ثلاثة مواضع: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ} [140]، {من بعد ما أصابهم القرح} [172]، والباقون بفتحها، وهما لغتان، كـ (الضَّعف) و (الضُّعف)، أو بالفتح: الجرح،
[كنز المعاني: 2/119]
بالضم: ألمه.
وقرأ ابن كثير: {وكأين} أين جاء بألف بعد الكاف وهمزة مكسورة بعدها، فيكون (كآئن) على وزن: (كاعن)، وأشار إلى قوة تلك القراءة بقوله (دلا)، والباقون: {وكأين} بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مشددة مكسورة بعدها على وزن: (كعين)، ولم يقيد التشديد لضيق النظم.
وهما لغتان بمعنى (كم) الخبرية، والأصل: (أي)، دخل عليها كاف التشبيه، فالنون صورة التنوين.
ثم قال: وقاتل بعد (كائن)، وهو: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ} [146]، قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح القاف المضمومة والتاء المكسورة ومد بينهما، فيكون: (قاتل) على وزن: (فاعل)، والباقون
[كنز المعاني: 2/120]
بضم القاف وكسر التاء بلا مد على وزن: (فُعل)، فيكون معنى {فما وهنوا} فما وهن من لم يقتل منهم). [كنز المعاني: 2/121] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (568- وَقَرْحٌ بِضَم القَافِ وَالقَرْحُ "صُحْبَةٌ"،.. وَمَعْ مَدِّ كَائِنْ كَسْرُ هَمْزَتِهِ "دَ"لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/37]
أي قرأه صحبة والضم والفتح لغتان، وجاء ذلك في ثلاثة مواضع في هذه السورة: اثنان بلفظ التنكير: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} الثالث بلفظ التعريف: {مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/38] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (570 - وقرح بضمّ القاف والقرح صحبة = .... .... .... .... ....
....
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، مِنْ
بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ، والثلاثة في هذه السورة وليس غيرها في القرآن الكريم، قرأ هؤلاء بضم القاف في الثلاثة وغيرهم بفتحها فيها). [الوافي في شرح الشاطبية: 238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَرْحٌ وَالْقَرْحُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ مِنْ قَرْحٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَ (أَصَابَهُمُ الْقُرْحُ)، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {قرحٌ} [140] بضم القاف في الموضعين، و{أصابهم القرح} [172] أيضًا، والباقون بفتحها في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ذكر "القرح" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {القرح} [172] قرأ شعبة والأخوان بضم القاف والباقون بالفتح). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظیم 172}
{القرح}
- تقدمت القراءة فيه في هذه السورة في الآية / 140، وجاء فيه: قرح، قرح، قرح، قروح، قرح
فانظر هذا فيما سبق.
قال في المكرر: قرأ شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي "القرح "بضم القاف والباقون بالفتح، وقد ذكر.
وزاد في الإتحاف أنها بالضم قراءة خلف والأعمش، وأحال في هذا الموضع على الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/622]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر دال "قد جمعوا" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فزادهم" [الآية: 173] حمزة وخلف وهشام وابن ذكوان بخلفهما، وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل 173}
{قال لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
- وروي عنهما الإظهار.
[معجم القراءات: 1/622]
{قد جمعوا}
- أظهر الدال عند الجيم نافع وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون
- وقرأ بإدغام الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{فزادهم}
- قرأه بالإمالة حمزة وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم الحديث في إمالة هذا الفعل في الآية/10 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/623]

قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِضْوَانٌ حَيْثُ رُفِعَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الثَّانِيَ مِنَ الْمَائِدَةِ، وَهُوَ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ فَكَسَرَ الرَّاءَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْعُلَيْمِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى أَبُو عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ضَمَّهُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْهُ كَسَائِرِ نَظَائِرِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْخَبَّازِيُّ وَالْخُزَاعِيُّ عَنِ الشَّذَائِيِّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبٍ أَيْضًا.
(قُلْتُ): وَالرِّوَايَتَانِ صَحِيحَتَانِ عَنْ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، فَرَوَى الضَّمَّ فِيهِ كَأَخَوَاتِهِ عَنْ يَحْيَى خَلَفٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْكِسَائِيِّ وَالْأَعْشَى وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى الْكَسْرَ فِيهِ خَاصَّةً عَنْ يَحْيَى: الْوَكِيعِيُّ وَالرِّفَاعِيُّ وَأَبُو حَمْدُونَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجِيِّ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ بِكَسْرِ كَرِهُوا رِضْوَانَهُ فِي الْقِتَالِ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/238] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" على "سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس، وبالإدغام وتجوز الإشارة فيهما بالروم والإشمام فهي ستة، ولا يصح غيرها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [174] فيه لهشام وحمزة لدى الوقف عليه ستة أوجه، كـــ {شيء} المرفوع، وغيرها ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رضوان} لا يخفى). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم 174}
{سوء}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف":
- بالنقل على القياس، أي بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة.
- وبالإدغام، إي بإبدال الهمزة واوا وإدغامها في الواو، ويجوز فيهما بالروم والإشارة.
{رضوان الله}
- تقدم ضم الراء لشعبة وغيره «رضوان» في الآية/15 من هذه السورة.
- وقراءة الجماعة بكسرها «رضوان» ). [معجم القراءات: 1/623]

قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "وخافون إن" أبو عمرو وأبو جعفر وصلا، وفي الحالين يعقوب "ومر" ضم راء "رضوان" لشعبة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "يخوف أولياءه" بتسهيل الثانية مع المد والقصر كلاهما مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أولياءه} [175] فيه لحمزة إن وقف عليه وجهان تسهيل الهمزة مع المد والقصر، إلغاء للعارض، واعتدادًا به، وذكر فيه إسقاط الهمزة، فيصير كأنه اسم مقصور على صورة رسمه، مع إجراء وجهي المد والقصر، ولا يصح فيه سوى التسهيل). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخافون} أثبت البصري الياء فيه وصلاً، والباقون بحذفها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين 175}
{يخوف أولياءه}
- قراءة الجماعة "بخوف أولياءه" على إسناد الفعل إلى الشيطان، قيل معناه: يخوفكم من أوليائه، أو يخوفكم بأوليائه، وقيل هو على ظاهره: أي إنما يخاف المنافق، ومن حقيقة لإيمانه، ممن يتبع الشيطان.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء "يخوفكم أولياءه"، أي من أوليائه، أو بأوليائه.
- وقرأ أبي بن كعب والنخعي "يخوفكم بأوليائه".
- وجاءت عند السمين عنهما "يخوف بأوليائه"، ولا كاف فيها.
- وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني، والنخعي "يخوفكم أولياؤه" على إسناد الفعل إلى أولياء الشيطان.
وذكرها ابن عطية، قال: "وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني.. المعنى: يخوفكم قريش ومن معهم وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل..."
{أولياءه}
- لحمزة في الوقف القراءات التالية:
- تسهيل الهمزة الثانية مع المد.
- تسهيل الهمزة الثانية مع القصر.
وكلا الوجهين السابقين مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة.
[معجم القراءات: 1/624]
{وخافون}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن شنبوذ وقنبل ونافع من رواية إسماعيل وابن جماز وخافوني بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
- وقرا سهل ويعقوب وخافوني بإثبات الياء في الوقف والوصل.
- وقراءة الجماعة "وخافون" بحذف الياء في الحالين، وهي رواية المسيبي وقالون وورش عن نافع.
{مؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا. انظر الآية / 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/625]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:29 PM

سورة آل عمران
[من الآية (176) إلى الآية (178) ]

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضم الزَّاي وَضم الْيَاء وَكسر الزَّاي من قَوْله {وَلَا يحزنك} 176
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {وَلَا يحزنك} و{ليحزن} المجادلة 10 {إِنِّي ليحزنني} يُوسُف 13 بِضَم الْيَاء وَكسر الزَّاي فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء {لَا يحزنهم الْفَزع الْأَكْبَر} 103 فَإِنَّهُ فتحهَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي كل الْقُرْآن {يحزن} بِفَتْح الْيَاء وَضم الزَّاي). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحزنك} بضم الياء إلا قوله {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [بفتح الياء نافع] ضده يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يخزنك} [176]، وبابه: بضم الياء إلا قوله: {لا يحزنهم} [الأنبياء: 103] نافع. بضده يزيد، وعيسى، وافق أبو بشر في المجادلة [10]). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ولا يحزنك وليحزن) بضم الياء وكسر الزاي حيث وقع، وخالف أصله في سورة الأنبياء فقرأه بفتح الياء وضم الزاي، وقرأ الباقون بفتح الياء
[التبصرة: 184]
وضم الزاي حيث وقع). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ولا يحزنك} (176)، و: {ليحزنني} (يوسف: 13)، و: {ليحزن الذين} (المجادلة: 10): بضم الياء، وكسر الزاي، حيث وقع، ما خلا قوله في الأنبياء (103): {لا يحزنهم}، فإنه فتح الياء، وضم الزاي فيه.
والباقون: كذلك في الكل). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (ولا يحزنك). [وليحزنني] (وليحزن الّذين آمنوا) بضم الياء وكسر الزّاي حيث وقع ما خلا قوله في الأنبياء: (لا يحزنهم) فإنّه فتح الياء وضم الزّاي فيه، والباقون كذلك في الكل. قلت: وتفرد أبو جعفر في الأنبياء بضم الياء وكسر الزّاي والله الموفق). [تحبير التيسير: 330]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُحْزِنْكَ) بضم الياء وكسر الزاء في جميع القرآن ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وافق نافع، وشيبة وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وإلا في الأنبياء ضدهم أبو جعفر، والشيزري عن علي وافق أبو بشر نافعا في المجادلة، الباقون بفتح الياء وضم الراء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين وأجودهما). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([176]- {وَلا يَحْزُنْكَ} وبابه، بضم الياء، إلا {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ} [الأنبياء: 103]: نافع). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578- .... .... وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلأَنْـ = ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَحْفَلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (يقال: حزنه الشيء يحزنه، وأحزنه يُحزنه، لغتان صحيحتان.
قال الخليل رحمه الله: ومعنى حزنته جعلت فيه حزنًا كما تقول: دهنته؛ أي جعلت فيه دهنا. فإذا قلت: أحزنته فمعناه: جعلته حزينا، كما تقول: أدخلته، أي جعلته داخلًا.
وعلى ذلك قراءة نافع.
قال الخليل: «وبعضُ العرب يستعمل حزنته بمعني أحزنته».
والذي في الأنبياء، قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، قرأه مثل الجماعة. وهو جمع بين اللغتين.
و(أحفلا)، منصوب على الحال؛ أي حافلًا بقراءة نافع؛ يشير بذلك إلى رد قول من فضل عليها القراءة الأخرى). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحزن وأحزن لغتان وقيل حزنه بمعنى جعل فيه حزنا مثل كحله ودهنه؛ أي: جعل فيه كحلا ودهنا، ومثل حزنه في هذا المعنى: فتنه، قال سيبويه: وقال بعض العرب: أفتنت الرجل وأحزنته أراد جعلته حزينا وفاتنا، واستثنى نافع من ذلك ما في الأنبياء وهو: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}.
فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي، فقوله: غير الأنبياء؛ أي: غير حرف الأنبياء، ورفقا مصدر في موضع الحال؛ أي: ذوي رفق بمعنى: رافقين، وأحفلا حال من فاعل أكسر؛ أي: حافلا بهذه القراءة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - .... .... .... ويحزن غير الانـ ... ـبياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
....
وقرأ نافع لفظ يَحْزَنَّ* حيث وقع في القرآن بضم الياء وكسر الزاي نحو: وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ، لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ، لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا. إلا قوله تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي في جميع المواضع. و(أحفلا) منصوب على الحال من فاعل. و(اكسر) أي حال كونك حافلا بهذه القراءة عاملا على نشرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (91 - وَيَحْزُنُ فَافْتَحْ ضُمَّ كُلاًّ سِوَى الَّذِيْ = لَدَى الأَنْبِيَا فَالضَّمُّ وَالْكَسْرُ أَحْفَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وحزن فافتح ضم كلا سوى الذي = لدى الأنبيا فالضم والكسر (أ) حفلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أحفلا وهو أبو جعفر بفتح يا يحزن وضم الزاي حيث وقع خلافًا لأصله وانفرد بضم الياء وكسر الزاي في قوله لا يحزنهم الفزع في الأنبياء وهذا معنى قوله سوى الذي لدى الأنبيا إلخ ..). [شرح الدرة المضيئة: 112]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَحْزُنْكَ، وَيَحْزُنُهُمُ، وَيَحْزُنَ الَّذِينَ، وَيَحْزُنُنِي حَيْثُ وَقَعَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ مِنْ كُلِّهِ إِلَّا حَرْفَ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ فِيهِ وَحْدَهُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الزَّايِ فِي الْجَمِيعِ، وَكَذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ وَنَافِعٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {يحزنك} بضم الياء وكسر الزاي، وكذلك {ليحزنني} [يوسف: 13]، و{ليحزن الذين آمنوا} [المجادلة: 10] كيف وقع في القرآن إلا قوله في الأنبياء {لا يحزنهم الفزع} [الأنبياء: 103] فأبو جعفر عكس نافع فيه، بضم الياء وبكسر الزاي، والباقون بفتح الياء وضم الزاي في الجميع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (545- .... .... يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمٍّ أمّ الانبيا ثما). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحزن في الكل) أي في كل القرآن نحو. «يحزنك، يحزنهم، وليحزن الذين، ويحزنني» وكسر الزاي نافع إلا قوله تعالى: «لا يحزنهم الفرع الأكبر» فقرأ بهذه الترجمة أبو جعفر والباقون بفتح الياء وضم الزاي وكذا نافع في الأنبياء وأبو جعفر في غير الأنبياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يحزنك" [الآية: 176] "ويحزنهم، ويحزنك، الذين ويحزنني" حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة وكسر الزاي من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه وضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا، إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط، فضم وكسر وعن ابن محيصن الضم في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحزنك} [176] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم 176}
{ولا يحزنك}
- قراءة الجماعة "ولا يخزنك" بفتح الياء من "حزن".
- وقرأ نافع وابن محيصن "ولا يحزنك" بضم الياء من "أحزن"،
[معجم القراءات: 1/625]
وهي قراءة نافع في جميع القرآن، وكذا ابن محيصن من طريق البلخي.
وهما لغتان، يقال: حزن وأحزن، وأحزن: لغة تميم، وحزن لغة قريش.
قال أبو زرعة:" وحجة نافع قول العرب: هذا أمر محزن".
وقال الطوسي: "وقرأ أبو جعفر عكس ما قرأ نافع، فإنه فتح في جميع القرآن إلا قوله "لا يحزنهم"، فإنه ضم الياء.
{يسارعون}
قراءة الجماعة "يسارعون" بالألف من سارع.
- وقرأ الحر بن عبد الرحمن النحوي وطلحة يسرعون من "أسرع".
قال ابن عطية: "وقراءة الجماعة أبلغ؛ لأن من يسارع غيره أشد اجتهادا من الذي يسرع وحده".
وقال ابن جني: "معنى يسارعون في قراءة العامة أي يسابقون غيرهم، فهو أسرع لهم، وأظهر خفوفا بهم، وأما يسرعون فأضعف في معنى السرعة من يسارعون؛ لأن من سابق غيره أحرص علي التقدم ممن آثر الخفوف وحده...".
- وقرأ "يسارعون" بالإمالة الدوري عن الكسائي.
{لن يضروا}
- قراءة الجماعة "لن يضروا" بضم الضاد.
- وقرأ الأعمش "لن يضيروا" بكسرها.
[معجم القراءات: 1/626]
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية /123 من سورة البقرة.
{ألا يجعل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{في الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية 4/ من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم 177}
{لن يضروا}
- قراءة الأعمش فيه بكسر الضاد "لن يضروا".
وقد تقدم في الآية السابقة.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية / 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} 178
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} 180 و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) 188 (فَلَا يحسبنهم) 188 كُلهنَّ بِالْيَاءِ وَكسر السِّين فِي كل الْقُرْآن وَضم الْبَاء فِي (يحسبنهم)
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) كل ذَلِك بِالْيَاءِ و{فَلَا تحسبنهم} بِالتَّاءِ وَفتح الْبَاء غير أَن نَافِعًا كسر السِّين وَفتحهَا ابْن عَامر
وَقَرَأَ حَمْزَة {لَا تحسبن الَّذين كفرُوا} (وَلَا تحسبن الَّذين يَبْخلُونَ) و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) و{فَلَا تحسبنهم} بِفَتْح الْبَاء وكل ذَلِك بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم وَالْكسَائِيّ كل مَا فِي هَذِه السُّورَة بِالتَّاءِ إِلَّا حرفين قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} فَإِنَّهُمَا بِالْيَاءِ
وَكسر الْكسَائي السِّين وَفتحهَا عَاصِم
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} أَنَّهَا بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 219 - 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تحسبن الذين كفروا} [178]، و{يبخلون} [180]: بالتاء فيهما حمزة، وحمصي، وافق سعيدٌ في الثاني). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ولا تحسبن الذين كفروا) (ولا تحسبن الذين يبخلون) بالتاء فيهما، وقرأهما الباقون بالياء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ولا تحسبن الذين كفروا} (178)، و: {ولا تحسبن الذين يبخلون} (180): بالتاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ولا تحسبن الّذين كفروا ولا تحسبن الّذين يبخلون) بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 330] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ) في الأربعة والنور والأنفال الزَّعْفَرَانِيّ، ومجاهد بالتاء في الكل ابْن مِقْسَمٍ بالتاء وافق الزَّيَّات وأبو بحرية، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، و{يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة). [الإقناع: 2/624] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (579 - وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ فَخُذْ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([579] وخاطب حرفًا يحسبن (فـ)خذ وقل = بما يعملون الغيب (حقٌ) وذو ملا
(حرفًا يحسبن): مرفوع على أنه فاعلٌ، كما تقول: قام غلاما زیدٍ، جعلهما مخاطبین، لأن الخطاب بهما.
وقوله: (فخذ)، أي فخذ بالخطاب، لأن أبا حاتم ومن تابعه يردون ذلك، ويزعمون أنه لحن.
ومعنى القراءة: ولا تحسبن یا محمد الذين كفروا أن إملاءنا خيرٌ.
فـ {الذين} وما يتصل به مفعول. و{أنما نملي} وما يتصل به بدلٌ منه. و(أن) وما اتصل بها تسد مسد مفعولي حسب كما كان ذلك في قوله تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون}. و(ما) مصدرية. وهذا قول أبي إسحاق.
ولا فرق في قيامها مقام مفعولين بين البدل وغيره.
فإن قيل: الاقتصار على أحد المفعولين في (حسب) لا يجوز، فكيف يصح أن تكون (أن) وما اتصل بها بدلًا من (الذين) وما اتصل به. وإنما يكون ذلك بعد ذكر المفعولين ؟
[فتح الوصيد: 2/807]
قيل: إنما جاز ذلك بناءً على أن البدل والمبدل منه بمنزلة شيء واحد، كما تقول: جعلت متاعك بعضه فوق بعض، مع أن الاقتصار على المفعول لا يجوز.
فإن قيل: فكيف يصح بدل الإملاء من الذين كفروا وهو غيره، ومن شأن المفعول الثاني في هذا الباب أن يكون الأول؟
قيل: هو على تقدير حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن حال الذين كفروا الإملاء.
فإن قيل: فيلزم أن تنصب خيرًا على هذا التأويل الذي تأوله أبو إسحاق، لأنه إذا أبدل {إنما نملي}، وجب نصب خيرًا على أنه مفعول ثان.
قيل: الجواب من وجهين:
أحدهما، ما تقدم من رفعه على أنه خبر أن، وأنها سدت مسد المفعولين.
والثاني، أن يرتفع على أنه خبر ابتداء محذوف؛ والتقدير: هو خير لهم، فتكون الجملة المفعول الثاني.
والقياس أن تكتب (أن) هذه منفصلة، ولكنها في الرسم متصلة.
وقال الكسائي والفراء: «وجه هذه القراءة التكرير والتأكيد؛ والتقدير: ولا تحسبن الذين كفروا، ولا تحسبن أنما نملي».
قال الفراء: «ومثله: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم}، أي هل ينظرون إلا أن تأتيهم».
ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي، وما بعده صلة له، والضمير محذوف، وتقديره: نمليه لهم.
[فتح الوصيد: 2/808]
وعلى القراءة بالياء، {الذين كفروا}: فاعل. و(أن) وما بعدها سد مسد المفعولين. و(ما) مصدرية، أو بمعنى الذي.
ويجوز على الياء، أن تسند الفعل إلى النبي عليه السلام؛ أي: ولا يحسبن الرسول الذين كفروا أنما نملي لهم، فتكون القراءتان بمعنًى واحد.
والثاني من حرفي (تحسبن): قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم}: قرأه حمزة بالتاء، وجرى فيه من الطعن ما جرى في الأول.
قال النحاس: «هو بعيد جدا».
ووجهه عند أهل الحذق، أنه على حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون خيرًا لهم، وهو زائد فاصل، فذهب ما استبعده النحاس من كون {الذين} مفعولا، و{خيرًا} مفعولًا ثانيًا، لأن المفعول الثاني في هذا الباب، لا بد أن يكون الأول.
ويجوز أن يكون الذين مفعولا على تقدير: ولا تحسبن الذين يبخلون بخلهم خيرًا لهم، فحذفه لدلالة يبخلون عليه.
ومثله قولهم: من كذب كان شرا له؛ أي كان كذبه شرًا له.
ومن قرأ بالياء، فوجه قراءته أن {الذين} فاعل {يحسبن} ولا بد من تقدير محذوف؛ أي: ولا يحسبن الذين يبخلون البخل خيرًا لهم، كما تقدم في الوجه الثاني للقراءة الأولى.
ومثله قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/809]
إذا نهي السفيه جرى إليه = وخالف والسفيه إلى خلاف
دل السفيه على السفه.
فالهاء في (إليه) عائدة إليه). [فتح الوصيد: 2/810]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [579] وخاطب حرفا تحسبن فخذ وقل = بما تعملون الغيب حق وذو ملا
ح: (حرفا): فاعل (خاطب)، لأن الخاطب حصل بسببهما، (تحسبن): مضاف إليه، (بما تعملون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (حقٌ): خبر، والجملة: خبر الأول، وخفف همزة (ملا) وهم الأشراف ضرورةً.
ص: أي: قرأ حرفي: {ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي} [178]، {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} [108] بتاء الخطاب على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل واحدٍ، و{الذين كفروا}: مفعول، و{أنما نملي لهم خيرٌ}: بدل من المفعول سد مسد
[كنز المعاني: 2/128]
المفعولين، و{الذين يبخلون} أول مفعولي: {حسب} على تقدير مضاف، أي: بخل الذين يبخلون، و{هو}: ضمير فصل، و{خيرًا}: ثاني مفعوليه.
والباقون بياء الغيبة على أن {الذين كفروا}و {الذين يبخلون}: فاعلان، و{أنما نملي لهم}: سد مسد المفعولين في الأول، والمفعول الأول في الثاني محذوف، أي: البخل خيرًا لهم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {والله بما يعملون خبيرٌ} [180] بياء الغيبة على إسناد الفعل إلى الباخلين المذكورين، والباقون بتاء الخطاب على أنه يعم الباخلين وغيرهم.
والمعنى: الغيب في يعملون ثابت وذو ملإ أشراف ينصرونه ويقرءون به). [كنز المعاني: 2/129] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (579- وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ "فَـ"ـخُذْ وَقُلْ،.. بِمَا يَعْمَلُونَ الغَيْبُ "حَقٌّ" وَذُو مِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
حرفا يحسبن فاعل خاطب جعلهما مخاطبين لما كان الخطاب فيهما، وقد استعمل هذا التجوز كثيرا في هذه القصيدة نحو: وخاطب فيها تجمعون له ملا، وأراد بالحرفين: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ}، {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا}.
فأما الأول فعلى قراءة الجماعة بالغيب يكون: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ} سد مسد مفعولي حسب نحو: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ}.
وفي الثاني يكون المفعول الأول محذوفا؛ أي: البخل خبرًا لهم، وقراءة حمزة بالخطاب مشكلة، وقد صرح جماعة من أهل العربية بعدم جوازها، قال أبو جعفر النحاس: زعم أبو حاتم أنه لحن لا يجوز، قال: وتابعه على ذلك جماعة، وقال الزجاج: من قرأ: {وَلا يَحْسَبَنّ} بالتاء لم يجز عند البصريين إلا كسر "إن"؛ المعنى: لا تحسبن الذين كفروا إملاؤنا لهم خير لهم، ودخلت أن مؤكدة فإذا فتحت صار المعنى ولا تحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرا لهم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/47]
قال أبو إسحاق: وهو عندي يجوز في هذا الموضع على البدل من الذين، المعنى: ولا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير ومثل هذه القراءة من الشعر قول الشاعر:
فما كان قيس هلكه هلك واحد
جعل هلكه بدلا من قيس المعنى: فما كان هلك قيس هلك واحد، قال أبو علي في الإصلاح: لا يصح البدل إلا بنصب خير من حيث كان المفعول الثاني لحسبت فكما انتصب هلك واحد في البيت لما أبدل الأول من قيس بأنه خبر كان كذلك ينتصب خير إذا أبدل الإملاء من {الَّذِينَ كَفَرُوا} بأنه مفعول ثانٍ لتحسبن، قال: وسألت أحمد بن موسى -يعني ابن مجاهد- عنها، فزعم أن أحدا لم يقرأ بها يعني: بنصب خير، وقال في الحجة: {الَّذِينَ كَفَرُوا} في موضع نصب بأنه المفعول الأول والمفعول الثاني في هذا الباب هو المفعول الأول في المعنى فلا يجوز إذا فتح أن في قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ لأن إملاءهم لا يكون إياهم، قال: فإن قلت: فلم لا يجوز الفتح في أن وتجعله بدلا من {الَّذِينَ كَفَرُوا} كقوله: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، وكما كان أن من قوله سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/48]
قيل: لا يجوز ذلك وإلا لزمك أن تنصب خيرا على تقدير: لا تحسبن إملاء الذين كفروا خيرا لأنفسهم من حيث كان المفعول الثاني لتحسبن، وقيل: إنه لم ينصبه أحد فإذا لم ينصب علم أن البدل فيه لا يصح، وإذ لم يصح البدل لم يجز إلا كسر إن على أن يكون إن وخبرها في موضع المفعول الثاني من تحسبن، وقال الزمخشري: الذين كفروا في من قرأ بالتاء نصب "وإنما نملي لهم خيرا لأنفسهم" بدل منه؛ أي: ولا تحسبن أنما نملى للكافرين خير لهم، وأن مع خبه ينوب عن المفعولين وما مصدرية، فإن قلت: كيف صح مجيء البدل ولم يذكر إلا أحد المفعولين، ولا يجوز الاقتصار بفعل الحسبان على مفعول واحد، قلت: صح ذلك من حيث أن التعويل على البدل والمبدل منه في حكم المنحى، ألا تراك تقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض مع امتناع بكونك على متاعك، قال: ويجوز أن يقدر مضاف محذوف على: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أصحاب أن الإملاء خير؛ لأنفسهم أو ولا تحسبن حال الذين كفروا إن الإملاء خير لأنفسهم، وقال النحاس: زعم الكسائي والفراء أنها جائزة على التكرير؛ أي: ولا تحسبن الذين كفروا ولا تحسبن أنما نملي لهم يعني: مثل: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} كما سيأتي، قال النحاس: وقراءة يحيى بن وثاب بكسر إن حسنة كما تقول: حسبت عمرا أخوه خارج، وقال مكي: إنما وما بعدها بدل من الذين فسدّ مسدّ المفعولين كما في قراءة من قرأ بالياء، وقال المهدوي: قال قوم: قدم الذين كفروا توكيدا، ثم جاء لهم من قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ ردا عليهم، والتقدير: ولا تحسبن أن إملاءنا للذين كفروا خير لهم، وقال أبو الحسن الحوفي: إن وما عملت فيه في موضع نصب على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/49]
البدل من الذين كفروا، والذين: المفعول الأول والثاني محذوف، وقال أبو القاسم الكرماني في تفسيره المسمى باللباب: يجوز أن تكون التاء للتأنيث كقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ}، ولا تحسبن القوم الذين، والذين وصف للقوم كقوله: {وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا}.
قلت: فيتَّحد معنى القراءتين على هذا؛ لأن الذين كفروا فاعل فيهما، وكذا يتحد معنى القراءتين على قول من يقول إن الذين كفروا مفعول على قراءة الياء أيضا والفاعل الرسول أو أحد كما تقدم في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، وقيل: إنما نملي بدل من الذين كفروا بدل الاشتمال؛ أي: إملاءنا خير بالرفع خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو خير لأنفسهم والجملة هي المفعول الثاني، قلت: ومثل هذه القراءة بيت الحماسة:
منا الأناة وبعض القوم تحسبنا،.. أنا بطاء وفي إبطائنا سرع
كذا جاءت الرواية بفتح أنا بعد ذكر المفعول الأول فعلى هذا يجوز أن تقول: حسبت وزيد أنه قائم؛ أي: حسبته ذا قيام، فوجه الفتح أنها وقعت مفعوله وهي وما عملت فيه في موضع مفرد وهو المفعول الثاني لحسبت والله أعلم.
وأما {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُون} على قراءة الخطاب، فتقديرها على حذف مضاف؛ أي: بخل الذين يبخلون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/50]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (579 - وخاطب حرفا يحسبنّ فخذ وقل ... بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
قرأ حمزة: ولا تحسبنّ الّذين كفروا، ولا تحسبنّ الّذين يبخلون بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيبة فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا} [178]، و{ولا يحسبن الذين يبخلون} [180] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544 - وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن
يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي.
والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين، ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة، إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية، أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
أملأنا لهم خيرا لهم، وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا، فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما، وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحسبن} معًا، أي {الذين كفروا} [178] و{الذين يبخلون} [180] قرأ حمزة بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيب، وفتح السين الشامي وحمزة وعاصم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأنفسهم} [178] إبدال همزه ياء وتحقيقه لحمزة إن وقف جلي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي ليزدادوا إثما ولهم وعذاب مهين 178}
{ولا يحسبن}
- قراءة حمزة والمطوعي "ولا تحسبن " بتاء الخطاب، والخطاب للرسول، أو لكل أحد.
وزعم أبو حاتم أن قراءة التاء لحن لا يجوز، وتابعه على ذلك جماعة.
[معجم القراءات: 1/627]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع والكسائي "ولا يحسبن" بالياء وكسر السين.
- وقراءة الباقين "ولا يحسبن" بالياء وفتح السين.
وتقدم فتح السين وكسرها في الآية / 273 من سورة البقرة.
{ولا يحسبن الذين كفروا أنما... إنما}
قرأ يحيى بن وثاب "ولا يحسبن.. إنما" الفعل بالياء، و"إنما" بكسر الهمزة.
- وقال الزمخشري: "وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الأولى وفتح الثانية، ولا يحسبن بالياء.."
وقال أبو حيان معقبا على كلام الزمخشري:
" والذين نقلوا قراءة يحيى لم يذكروا أن أحدا قرأ الثانية بالفتح إلا هو، إنما ذكروا أنه قرأ الأولى بالكسر..."
قلت: ذكر الفتح في الثانية ابن خالويه، قال:
" إنما نملي لهم بكسر الهمزة الأولى، والفتح في أنما نملي"
[معجم القراءات: 1/628]
الثانية، يحيى بن وثاب"
وقال الشهاب: "وقراءة الفتح في الثانية شاذة"
وفي معاني الزجاج:
" وقرئت ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرة، وقد قرئت: ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم".
فقد ذكر القراءة بالتاء مع كسر الهمزة في "إنماء"، ولم أجد مثل هذا عند غيره، فإن يحيى بن وثاب الذي قرأ بكسر الهمزة، وصرحوا أنه قرأ بالياء في الفعل فلعله تحريف في النص، أو أن الأمر التبس على محقق الكتاب فلم يفرق بين القراءتين.
وقال مكي: "وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر إنما. ولم يقرأ به أحد علمته، ونقل هذا عنه أبو حيان.
{خير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة "خير" بالرفع خبر «إن».
وقرئ شاذا بالنصب "خيرا".
وذكر أبو إسحاق الزجاج أن المعنى: "لا يحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير".
{لأنفسهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها:
[معجم القراءات: 1/629]
"لينفسهم".
- والجماعة على تحقيق الهمزة الحالين "لأنفسهم"). [معجم القراءات: 1/630]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:31 PM

سورة آل عمران
[من الآية (179) إلى الآية (180) ]

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}

قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضمّهَا وَالتَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {حَتَّى يُمَيّز الْخَبيث من الطّيب} 179 و{ليميز الله} الْأَنْفَال 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {حَتَّى يُمَيّز} و{ليميز}
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {حَتَّى يُمَيّز} و{ليميز} بِضَم الْيَاء وَالتَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({حتى يميز، وليميز} خفيف حجازي شامي وأبو عمرو وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حتى يميز} [179]، و{ليميز} [الأنفال: 37] مشددان: عراقي غير عاصم وأبوي عمرو، وحمصي). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يميز الخبيث) (وليميز) في الأنفال بضم الياء الأولى وفتح الميم وتشديد الياء الثانية وكسرها، وقرأهما الباقون بفتح الياء الأولى وكسر الميم والتخفيف). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {حتى يميز} (179)، هنا، وفي الأنفال: بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء مشددة.
[التيسير في القراءات السبع: 257]
والباقون: بفتح الياء، وكسر الميم، وإسكان الياء مخففة). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف ويعقوب: (حتّى يميّز) هنا وفي الأنفال بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء مشدّدة، والباقون بفتح الياء وكسر الميم وإسكان الياء مخفّفة). [تحبير التيسير: 330]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([179]- {حَتَّى يَمِيزَ}، و{لِيَمِيزَ} [الأنفال: 37] مشددان: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (580 - يَمِيزَ مَعَ الأنْفَالِ فَاكْسِرْ سُكُونَهُ = وَشَدِّدْهُ بَعْدَ الْفَتْحِ وَالضَّمِّ شُلْشُلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([580] يميز مع الأنفال فاكسر سكونه = وشدده بعد الفتح والضم (شـ)لشلا
(شلشلا)، منصوب على الحال؛ أي خفيفًا.
فإن قلت: كيف يصح قوله: شدده خفيفًا؟
قلت: معناه فاكسر سكونه خفيفًا؛ فالعامل في الحال (فاكسر)، وصاحب الحال ضمير الفاعل فيه.
[فتح الوصيد: 2/810]
ويجوز أن يكون العامل (شدده)، وفاعله صاحب الحال، لا أنك تشدده في حال خفته.
و{يميز} بالتخفيف والتثقيل لغتان؛ يقال: ميزت الشيء من الشيء، ومزته أميزه ميزًا.
وروي عن أبي عمرو أنه لا يكون بالتشديد إلا لكثيرٍ من كثيرٍ، والتخفيف بمعنى واحد من واحد). [فتح الوصيد: 2/811]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [580] يميز مع الأنفال فاكسر سكونه = وشدده بعد الفتح والضم شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (يميز) منصوب المحل بفعل يفسره ما بعده، نحو: (زيدًا اضرب
[كنز المعاني: 2/129]
غلامه)، أو مبتدأ، (مع الأنفال):أي هنا مع الأنفال، (فاكسر سكونه): جملة وقعت خبرًا، وأدخل الفاء في الخبر على مذهب الكوفيين، والهاء في سكونه: لـ (يميز)، وكذلك في (شدده)، (شُلشلا): حال من فاعل (اكسر) أو (شدده) .
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: {حتى يميز الخبيث من الطيب} هنا [179]، و{ليميز الله الخبيث من الطب} في الأنفال [37] بكسر الياء الساكنة وتشديدها مع فتح الميم وضم الياء، أي: الأولى من (ميز يميز)، والباقون بسكون الياء وكسر الميم وفتح الياء الأولى من (ماز يميز)، وهما لغتان، وقيل: التخفيف تخليص واحد من واحد، والتشديد تخليص كثير من كثير.
ومعنى (شدده ... شلشلا): أي: سريعًا، أو حال كونه سهلًا في التوجيه، على أنه حال من المفعول). [كنز المعاني: 2/130]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (580- يَمِيزَ مَعَ الأنْفَالِ فَاكْسِرْ سُكُونَهُ،.. وَشَدِّدْهُ بَعْدَ الفَتْحِ وَالضَّمِّ "شُـ"ـلْشُلا
يريد: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ}.
وفي الأنفال: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ}؛ أي: يميز هنا مع حرف الأنفال اكسر الياء الساكنة، وشددها بعد الفتح في الميم والضم في الياء وماز يميز وميز يميز لغتان، وشلشلا: حال من فاعل شدده أو من مفعوله ومعناه خفيفا؛ لأنه قبل التشديد خفيف ويستحب للقارئ تخفيف اللفظ بالحروف المشددة، وأن لا يتقعر فيها، ويزعج السامع، ويتكلف في نفسه ما لا يحتاج إليه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (580 - يميز مع الأنفال فاكسر سكونه ... وشدّده بعد الفتح والضّمّ شلشلا
قرأ حمزة والكسائي: حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ هنا، لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
[الوافي في شرح الشاطبية: 240]
بالأنفال بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الثانية وتشديدها. وقرأ غيرهما بفتح الياء الأولى وكسر الميم وسكون الياء الثانية). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (90- .... .... .... .... .... .... = .... .... وَاشْدُدْ يَمِيْزَ مَعًا حَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: واشدد يميز معًا حلا أي قرأ يعقوب أيضًا {يميز} هنا وفي الأنفال [37] بضم الياء الأولى وكسر الياء الثانية مع التشديد وفتح الميم وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك، وأنه لأبي جعفر بالتخفيف كأصله). [شرح الدرة المضيئة: 112]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَمِيزَ هُنَا وَالْأَنْفَالِ لِيَمِيزَ اللَّهُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْيَاءِ الْأُولَى وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْأُخْرَى فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف {يميز} هنا [179] والأنفال [37] بضم الياء الأولى وتشديد الأخرى وكسرها، والباقون بالفتح والتخفيف ساكنة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (546 - يميز ضمّ افتح وشدّده ظعن = شفا معًا .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (ش) فا معا يكتب يا وجهّلن
أي قوله تعالى «ليميّز الله» بضم الياء وفتح الميم وتشديد الياء بعدها هنا، وفي الأنفال يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح الياء وكسر الميم مع التخفيف قوله: (معا) يعني هذا الحرف وحرف الأنفال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (شفا) معا يكتب يا وجهّلن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظعن) يعقوب، و(شفا) حمزة والكسائي وخلف حتى يميز الخبيث [الآية: 37] هنا وليميز الله بالأنفال [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الأخرى وتشديدها.
والباقون بفتح الياء وكسر الميم وتخفيف الياء [الأخرى] وإسكانها.
وماز هذا من هذا: فصله عنه، وميزه لمجرد التكثير؛ لأنه متعد بنفسه؛ [فلهذا]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/254]
قال أبو عمرو: التخفيف واحد من واحد، والتشديد كثير من كثير، وعلم التوجيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَتَّى يَمِيز" [الآية: 179] هنا وفي "الأنفال" [الآية: 37] "ليَمِيز اللَّه" فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بضم الياء وفتح الميم، وكسر الياء الثانية مشددة فيهما من ميز، وافقهما الحسن والأعمش والباقون بفتح الياء وكسر الميم، وسكون الياء بعدها من ماز يميزوهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يميز} [179] قرأ الأخوان بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء الثانية، مشددة، والباقون بفتح الياء، وكسر الميم، بعدها ياء ساكنة). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله، من يشاء فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم فلكم أجر عظيم 179}
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، انظر الآية/23 من سورة البقرة
{حتى يميز}
- قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف والحسن والأعمش «حتى
يميز من «ميز" المضعف.
- وقرأ ابن كثير رواية "حتى يميز" بضم أوله وتخفيف الياء الثانية من «أماز» الرباعي.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر حتى يميز بفتح الياء الأولى، وتخفيف الثانية، وكسر الميم من "ماز".
[معجم القراءات: 1/630]
{رسله.. رسله}
- قراءة الجماعة "رسله"، بضم السين.
- وقرأ الحسن "رسله" بسكون السين.
{يشاء}
- تقدمت القراءة فيه في الآية /213 من سورة البقرة.
{وإن تؤمنوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "وإن تومنوا" بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف بالإبدال). [معجم القراءات: 1/631]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - قَوْله {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} 180
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير (وَالله بِمَا يعْملُونَ خَبِير) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يعملون خبير} بالياء مكي بصري غير سهل). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بما يعملون} [180]: بالياء مكي، وحمص وبصري غير سهل، والعبسي طريق الأبزاري، والخراز). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بما يعملون خبير) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {والله بما يعملون خبير} (180): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ولا تحسبن الّذين كفروا ولا تحسبن الّذين يبخلون) بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 330] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (بما يعملون خبير) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(يَبْخَلُونَ) فيهما وافق أبو زيد عن المفضل في (يَبْخَلُونَ) وافق أهل الكوفة، وَرَوْحٌ، وزيد وحمصي في (يفرَحُونَ) وافق مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ و(لَا تَحْسَبَنَّهُم) وافق المفضل عن أبي جعفر، والزَّيَّات، والْأَعْمَش، ودمشقي غير ابن عتبة، وحفص، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبيد، وعبد الوارث، والخفاف، وأبو زيد قول أبي علي في الأنفال وافق الزَّيَّات، وشامي غير ابن عتبة، وخلف في قول أبي الحسين في النور وهو غلط، إذ لم يوافق عليه، وزاد أيضا في الأنفال الهاشمي كالمفضل، الباقون على ما أصَّلْنا، والاختيار ما عليه عليٌّ [لأنه] جمع بين الخطابين أحدهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأخرى للكفار (يُمِيِّزَ)، وفي الأنفال ابْن مِقْسَمٍ وحمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والشافعي، ومحبوب عن ابْن كَثِيرٍ في غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب، وعَاصِم إلا أبان، وهو الاختيار لقوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ)، الباقون (يَمِيزَ) مخفف.
(تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) بالياء الخزاز، والْعَبْسِيّ في اختياره طريق الرَّازِيّ، وميمونة عن أبي جعفر والعجلي، ومكي، وبصري غير أيوب، وسهل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لاستئناف المخاطبة). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، و{يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة). [الإقناع: 2/624] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([180]- {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (579- .... .... .... وَقُلْ = بِمَا يَعْمَلُونَ الْغَيْبُ حَقٌّ وَذُو مِلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (بما يعملون الغيب حق)، لأن مكيا قال: «التاء أحب إلى، لأن قبله {وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} مع ما قبل ذلك من المخاطبة».
فلذلك قال: (الغيب حق).
أيضًا، لأن قبله: {سيطوقون ما بخلوا به}، مع ما قبله من لفظ الغيبة، فهو حق.
(وذو ملا)، ينصرونه؛ أو ذو ملاء. والملاء: الذمة؛ أي له ذمة). [فتح الوصيد: 2/810]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [579] وخاطب حرفا تحسبن فخذ وقل = بما تعملون الغيب حق وذو ملا
ح: (حرفا): فاعل (خاطب)، لأن الخاطب حصل بسببهما، (تحسبن): مضاف إليه، (بما تعملون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (حقٌ): خبر، والجملة: خبر الأول، وخفف همزة (ملا) وهم الأشراف ضرورةً.
ص: أي: قرأ حرفي: {ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي} [178]، {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} [108] بتاء الخطاب على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل واحدٍ، و{الذين كفروا}: مفعول، و{أنما نملي لهم خيرٌ}: بدل من المفعول سد مسد
[كنز المعاني: 2/128]
المفعولين، و{الذين يبخلون} أول مفعولي: {حسب} على تقدير مضاف، أي: بخل الذين يبخلون، و{هو}: ضمير فصل، و{خيرًا}: ثاني مفعوليه.
والباقون بياء الغيبة على أن {الذين كفروا}و {الذين يبخلون}: فاعلان، و{أنما نملي لهم}: سد مسد المفعولين في الأول، والمفعول الأول في الثاني محذوف، أي: البخل خيرًا لهم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {والله بما يعملون خبيرٌ} [180] بياء الغيبة على إسناد الفعل إلى الباخلين المذكورين، والباقون بتاء الخطاب على أنه يعم الباخلين وغيرهم.
والمعنى: الغيب في يعملون ثابت وذو ملإ أشراف ينصرونه ويقرءون به). [كنز المعاني: 2/129] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيب في: {بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} رد على: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ}، والخطاب رد على: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا}.
والملأ بالمد مصدر لملا، وبالقصر: الجماعة الأشراف، وكلاهما مستقيم المعنى هنا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (579 - .... .... .... .... وقل ... بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والله بما يعملون خبير بياء الغيبة وغيرهما بتاء الخطاب. وقوله: (وذو ملا) بتخفيف الهمزة أي أشراف والغرض تقوية القراءة). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي:
[النشر في القراءات العشر: 2/244]
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا} [178]، و{ولا يحسبن الذين يبخلون} [180] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {بما تعملون خبير} [180] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544 - وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (547- .... .... .... .... يعملو = حقٌّ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن
يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (يعملوا) يعني «والله بما يعملون خبير» بالغيب على اللفظ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
قتل ارفعوا نقول يا فز يعملوا = (حقّ) وفي الزّبر بالبا (كمّ) لوا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة سيكتب ما قالوا [آل عمران: 181] بالياء المثناة من تحت والبناء للمفعول، وهو معنى قوله: و(جهّلن). [وقرأ] ويقول ذوقوا [آل عمران: 181] بالياء، ورفع قتلهم [آل عمران: 181] بالعطف على نائب الفاعل وهو «ما».
أي: سيحصى الملك قولهم وفعلهم في الدنيا ويعذبهم الله بسببه في الآخرة.
والباقون ببنائه للفاعل المعظم، ونصب وقتلهم، وو نقول [آل عمران: 181] بالنون.
أي: سنحصى نحن، وهو المختار؛ لأنه أبلغ في الوعيد.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير والله بما يعملون خبير لقد [آل عمران:
180، 181] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وجه غيبه: إسناده للناجين مناسبة لـ يبخلون وسيطوّقون [آل عمران: 180].
وهو المختار لقرب المناسبة.
ووجه [خطابه]: إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: وإن تؤمنوا وتتّقوا [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي.
والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين، ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة، إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية، أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
أملأنا لهم خيرا لهم، وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا، فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما، وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والله بما يعملون خبير" [الآية: 180] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالغيب جريا على يبخلون وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والله بما تعملون خبير} قرأ المكي والبصري بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير 180}
{ولا يحسبن}
- تقدمت القراءات فيه: قراءة التاء، والقراءة بالياء مع كسر السين وفتحها انظر الآية/178.
{أتاهم}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/148 من هذه السورة.
{من فضله هو}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الهاء في الهاء.
{هو خيرا}
- قرأ الأعمش "خيرا" بحذف «هو» من قراءة الجماعة، وهو مفعول "تحسبن".
{خيرا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
[معجم القراءات: 1/631]
{تعملون}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي يعملون بالياء جريا على الغيبة في يبخلون، وسيطوقون..
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي تعملون بالتاء على الالتفات.
- وتقدمت الإشارة إلى قراءة المطوعي «تعملون» في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/632]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:34 PM

سورة آل عمران
[من الآية (181) إلى الآية (184) ]

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) }

قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {سنكتب مَا قَالُوا وقتلهم الْأَنْبِيَاء بِغَيْر حق ونقول ذوقوا} 181 فِي النُّون وَالْيَاء وَالرَّفْع وَالنّصب
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (سيكتب مَا قَالُوا) بِالْيَاءِ {وقتلهم} رفعا و{الْأَنْبِيَاء} نصبا {وَيَقُول} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {سنكتب مَا قَالُوا} بالنُّون {وقتلهم} نصبا {ونقول} بالنُّون). [السبعة في القراءات:220 - 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سيكتب} بضم
[الغاية في القراءات العشر: 220]
الياء و{قتلهم} رفع، {ويقول} بالياء حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سيكتب} [181]: بالياء وضمها، {ويقول} [181]: بالياء، {وقتلهم} [181]: رفع: حمزة). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (سيكتب ما قالوا) بالياء وضمها وفتح التاء، وقرأ الباقون بالنون وفتحها وضم التاء.
وقرأ أيضًا و(قتلهم) بالرفع، ونصب الباقون.
[التبصرة: 185]
وقرأ أيضًا (ويقول ذوقوا) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {سيكتب} (181): بالياء مضمومة، وفتح التاء.
{وقتلهم}: برفع اللام. {ويقول}: بالياء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وضم التاء، ونصب اللام. {ونقول}: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة (سيكتب) بالياء مضمومة وفتح التّاء (وقتلهم) برفع اللّام (ويقول) بالياء، والباقون بالنّون مفتوحة وضم التّاء ونصب اللّام (ونقول) بالنّون). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا) على ما لم يسم فاعله (وَقَتْلَهُمُ) بالرفع (وَيَقُولُ) بالياء الزَّيَّات، والْأَعْمَش والفياض عن طَلْحَة، والهمذاني، وقرأ ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ على تسمية الفاعل). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([181]- {سَنَكْتُبُ} بالياء مضمومة {وَنَقُولُ} بالياء {وَقَتْلَهُمُ} برفع: حمزة). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (581 - سَنَكْتُبُ يَاءٌ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ ضَمِّهِ = وَقَتْلَ ارْفَعُوا مَعْ يَا نَقُولُ فَيَكْمُلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([581] سنكتب ياءٌ ضم مع فتح ضمه = وقتل ارفعوا مع يا نقول (فـ)يكملا
معنى قراءة حمزة رحمه الله في ترك تسمية الفاعل أولا وتسميته أخيرا، المغايرة لتغاير المعنى.
فالإحصاء عليهم في الدنيا غير مسمى الفاعل. ويقول الله تعالى في القيامة: {فذوقوا عذاب الحريق}.
و{فيكملا}، منصوب بالفاء في جواب (ارفعوا)؛ أو يكون معنى الاستقبال، أن قولهم يجمع إلى قتلهم الأنبياء في القيامة، ويعاقبون على ذلك.
والكتب: الجمع). [فتح الوصيد: 2/811]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [581] سنكتب ياء ضم مع فتح ضمه = وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
ح: (سنكتب): مبتدأ، ياءٌ: مبتدأ ثانٍ، والتنوين: عوض عن المضاف إليه، أي: ياؤه، (ضم): خبر، (مع فتح ضمه): ظرف، (قتل): مفعول (ارفعوا)،
[كنز المعاني: 2/130]
(مع يا يقول): ظرف أيضًا، وقصر (يا) ضرورة، (فيكملا): نصب على جواب الأمر.
ص: قرأ حمزة: (سيكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ويقول) [181] بضم ياء (سيكتب) وفتح مضمومه وهو التاء على بناء المجهول، ورفع {قتلهم} عطفًا على فاعل الفعل المجهول، (ويقول ذوقوا) بياء الغيبة على أن الضمير لله، والباقون {سنكتب} بالنون المفتوحة والتاء المضمومة على بناء المتكلم، ونصب {قتلهم} على المفعول، ونون {نقول} على إخبار الله تعالى عن نفسه بنون العظمة.
ومعنى (فيكملا): افعل كذا وكذا فيكمل بيان وجه القراءة). [كنز المعاني: 2/131]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (581- سَنَكْتُبُ يَاءٌ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ ضَمِّهِ،.. وَقَتْلَ ارْفَعُوا مَعْ يَا نَقُولُ "فَـ"ـيَكْمُلا
أي ياء ضمت مع فتح ضم التاء، فيصير الفعل مبنيا للمفعول،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/51]
وقد كان الفاعل ورفع قتل ونصبه عطفا على محل ما قالوا، وهو رفع إن كان سنكتب مبنيا للمفعول، ونصب إن كان للفاعل، وياء يقول الله تعالى والنون نون العظمة،، وقوله: مع يا يقول؛ أي: مع قراءة يا يقول، ونصب فيكملا بالفاء في جواب ارفعوا؛ لأنه أمر والله أعلم؛ أي: قرأ ذلك كله حمزة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/52]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (581 - سنكتب ياء ضمّ مع فتح ضمّه ... وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
قرأ حمزة: سيكتب ما قالوا بياء مضمومة في مكان النون المفتوحة مع فتح ضم التاء، ورفع اللام في وَقَتْلَهُمُ مع قراءة ويقول بالياء في مكان النون. وقرأ غيره سَنَكْتُبُ بنون مفتوحة وتاء مضمومة ونصب اللام في وَقَتْلَهُمُ مع قراءة وَنَقُولُ بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92 - سَنَكْتُبُ مَعْ مَا بَعْدُ كَالْبَصْرِ فُزْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- سنكتب مع ما بعد كالبصر (فـ)ـز يبيـ = ـينن يكتموا يكتموا خاطب (حـ)ـنا خففوا (طـ)ـلا
يغرنك يحطم نذهب نرينك يستـ = ـخفن وشدد لكن الذ معًا (أ) لا
ش - أي قرأ المشار إليه (بفا) فز وهو خلف {سنكتب} {وقتلهم} {ونقول} [181] بالنون وضم التاء في {سنكتب} ونصب اللام في {قتلهم} وبالنون في {نقول} كالبصرى وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَنَكْتُبُ، وَقَتْلَهُمُ، وَنَقُولُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ سَيُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ التَّاءِ وَقَتْلَهُمُ بِرَفْعِ اللَّامِ (وَيَقُولُ) بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ سَنَكْتُبُ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ التَّاءِ وَقَتْلَهُمُ بِالنَّصْبِ وَنَقُولُ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {سنكتب} [181] بالياء وضمها وفتح التاء، و{قتلهم} [181] برفع اللام {ونقول} [181] بالياء، والباقون بالنون وفتحها وضم التاء ونصب {وقتلهم}، و{نقول} بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (546- .... .... .... .... .... = .... .... يكتب يا وجهّلن
547 - قتل ارفعوا يقول يا فز .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (يكتب الخ) يعني قرأ حمزة «سيكتب ما قالوا» بالياء فعل ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع، ويقول ذوقوا بالياء.
قتل ارفعوا يقول يا (ف) ز يعملوا = (حقّ) وبالزبر بالبا (ك) مّلوا
أي وقتلهم الأنبياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن = (شفا) معا يكتب يا وجهّلن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظعن) يعقوب، و(شفا) حمزة والكسائي وخلف حتى يميز الخبيث [الآية: 37] هنا وليميز الله بالأنفال [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الأخرى وتشديدها.
والباقون بفتح الياء وكسر الميم وتخفيف الياء [الأخرى] وإسكانها.
وماز هذا من هذا: فصله عنه، وميزه لمجرد التكثير؛ لأنه متعد بنفسه؛ [فلهذا]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/254]
قال أبو عمرو: التخفيف واحد من واحد، والتشديد كثير من كثير، وعلم التوجيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
قتل ارفعوا نقول يا فز يعملوا = (حقّ) وفي الزّبر بالبا (كمّ) لوا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة سيكتب ما قالوا [آل عمران: 181] بالياء المثناة من تحت والبناء للمفعول، وهو معنى قوله: و(جهّلن). [وقرأ] ويقول ذوقوا [آل عمران: 181] بالياء، ورفع قتلهم [آل عمران: 181] بالعطف على نائب الفاعل وهو «ما».
أي: سيحصى الملك قولهم وفعلهم في الدنيا ويعذبهم الله بسببه في الآخرة.
والباقون ببنائه للفاعل المعظم، ونصب وقتلهم، وو نقول [آل عمران: 181] بالنون.
أي: سنحصى نحن، وهو المختار؛ لأنه أبلغ في الوعيد.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير والله بما يعملون خبير لقد [آل عمران:
180، 181] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وجه غيبه: إسناده للناجين مناسبة لـ يبخلون وسيطوّقون [آل عمران: 180].
وهو المختار لقرب المناسبة.
ووجه [خطابه]: إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: وإن تؤمنوا وتتّقوا [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" دال قد من "قد سمع" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سنكتب، وقتلهم، ونقول" [الآية: 181] فحمزة بياء مضمومة وفتح تائه مبنيا للمفعول، ورفع لام قتل عطفا على الموصولة النائبة عن الفاعل، ويقول بياء الغيبة وافقه الشنبوذي والباقون بالنون المفتوحة، وضم التاء بالبناء للفاعل، ونصب قتل بالعطف على ما المنصوبة المحل على المفعولية، وعن المطوعي كذلك إلا أنه بالياء في نكتب ونقول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} [181] قرأ حمزة {سيكتب} بياء مضمومة موضع النون، وفتح التاء، مبنيًا لما لم يسم فاعله، ورفع لام {وقتلهم} {ويقول} بياء الغيب، والباقون بنون مفتوحة للمتكلم الم عظم نفسه، وضم التاء، ونصب لام {قتلهم} {ونقول} بالنون). [غيث النفع: 499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنبئآء} لا يخفى {بظلام} [182] كذلك). [غيث النفع: 499] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لقد سمع الله القول الذين قالوا إن الله فقيرا ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق 181}
{لقد سمع}
- قرأ بإدغام الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وقرأ بالإظهار عاصم وابن كثير ونافع وابن عامر وقالون وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب.
قال ابن خالويه: وكان الكسائي يقول: إدغامها أكثر وأفصح وأشهر، وإظهارها لكنة ولحن.
{فقير}
- رقق الراء الأزرق وورش، بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 1/632]
{أغنياء}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف بإبدال الهمزة ألفا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فإما أن يحذف إحداهما للساكنين، أو يبقيهما؛ لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فإن حذفت الأولى فلك القصر، وإن حذفت الثانية جاز المد والقصر، وإن أبقيتهما مددت مدا طويلا وأجازوا أن يكون متوسطا من أجل التقاء الساكنين.
{سنكتب}
قراءة الجمهور "سنكتب" بنون العظمة، ورجح الطبري هذا القراءة.- وقرأ الحسن والأعرج والمطوعي "سيكتب" بالياء، والفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ حمزة والأعمش والشنبوذي وابن مسعود سيكتب بالياء، والفعل مبني للمفعول.
- وقرأ طلحة بن مصرف استكتب، بتاء مضمومة مبنيا للمفعول، أي مقالتهم
{ما قالوا}
- قراءة الجماعة ما قالوا بصورة الماضي.
- وقرأ أبو معاذ النحوي وابن مسعود وطلحة بن مصرف
[معجم القراءات: 1/633]
"ما يقولون" بصورة المضارع۔
{وقتلهم الأنبياء}
- قراءة الجمهور وقتلهم. بفتح اللام عطفا على ما سبق، أي سنكتب ما قالوا ونكتب قتلهم.
- وقرأ حمزة سيكتب.. وقتلهم برفع اللام عطفا على ما، وهي في محل رفع نائب عن الفاعل.
{ونقول ذوقوا}
- قرأ ابن مسعود "ويقال ذوقوا".
- وفي مصحفه "ويقال لهم ذوقوا بزيادة "لهم"..
- ونقلوا عن أبي معاذ النحوي أن في حرف ابن مسعود "سنكتب ما يقولون ونقول لهم ذوقوا "
- وقرأ حمزة والأعمش والشنبوذي "ويقول ذوقوا" بالياء على الغيبة على الالتفات من الخطاب.
- وقراءة الجماعة ونقول ذوقوا بنون العظمة جريا على ما سبق: سنكتب ...). [معجم القراءات: 1/634]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنبئآء} لا يخفى {بظلام} [182] كذلك). [غيث النفع: 499] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (182)}
{بظلام}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الجماعة بالترقيق). [معجم القراءات: 1/635]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" دال قد من "قد جاءكم" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاءكم" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "فلم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلف عنهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قالوا إن الله عهدا إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين 183}
{ألا نؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني "ألا نومن" بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{ألا نؤمن لرسول}
- روي إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{حتى يأتينا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني "حتى ياتينا" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بقربان}
- قراءة الجماعة "بقربان" بسكون الراء.
وروی روح عن أحمد عن عيسى بن عمر أنه كان يقرأ "بقربان" بضم الواو.
[معجم القراءات: 1/635]
قال ابن عطية:
"على الإتباع لضمة القاف، وليست بلغة؛ لأنه ليس في الكلام فلان بضم الفاء والعين، وقد حكى سيبويه: السلطان، بضم اللام، وقال «إن ذلك على الإتباع"
وعقب على هذا أبو حيان بقوله:
" ولم يقل سيبويه إن ذلك على الإتباع، بل قال: ولا نعلم في الكلام فعلان ولا فعلان ولا شيئا من هذا النحو لم نذكره، ولكنه جاء فعلان وهو قليل، قالوا: السلطان وهو اسم".
وقال ابن خالويه بعد ذكر هذه القراءة:
" هذه زيادة على سيبويه؛ لأنه ذكر أنه ليس في كلام العرب كلمة على فعلان إلا سلطان"..
{تأكله}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني تاكله بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف بالإبدال.
{قد جاءكم}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام ورويس.
- وقرأ بالإظهار نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
[معجم القراءات: 1/636]
{جاءكم}
- قراءة الإمالة عن حمزة وخلف وابن ذكوان، وهشام بخلاف عنه، فقد أمالها الداجوني عنه وفتحها الحلواني.
- وإذا وقف حمزة على جاءكم سهل الهمزة مع المد والقصر.
- وله أيضا إبدالها ألفا مع المد والقصر.
قال في المكرر: وهو ضعيفه.
{رسل}
- قراءة الجماعة بضم السين "رسل"
- وقرأ المطوعي "رسل"، بإسكانها.
{فلم}
- قراءة البزي ويعقوب في الوقف فلمه بهاء السكت، وفي هذه الرواية عنهما خلاف.
- وتقدمت هذه القراءة في الآية /66 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/637]

قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {بِالْبَيِّنَاتِ والزبر} 184
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده (بالبينت وبالزبر) بِالْبَاء وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحف أهل الشَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {والزبر} بِغَيْر بَاء). [السبعة في القراءات: 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{وبالزبر} شامي). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وبالزبر} [184]: دمشقي، زاد هشام طريق الفضل {وبالكتب} [184] ). [المنتهى: 2/641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (وبالزبر) بزيادة باء، وقرأ في رواية هشام عنه (وبالكتاب) بزيادة باء أيضًا، قرأ الباقون بغير باء فيهما). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {وبالزبر وبالكتاب} (184): بزيادة باء فيهما.
هكذا نص هشام عليهما في كتابه، عن أصحابه عن ابن عامر، وحكى أن رسمها كذلك في مصاحفهم.
* وحدثني فارس بن أحمد، قال: حدثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: شك الحلواني في ذلك، فكتب إلى هشام فيه، فأجابه أن الباء ثابتة في الحرفين.
وابن ذكوان: بزيادة باء في : {الزبر} وحده.
والباقون: بغير باء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام: (وبالزبر وبالكتاب) بزيادة باء فيهما، وحدثني فارس بن أحمد قال حدثني عبد الباقي بن الحسن قال: شكّ الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه فأجابه أن الباء ثابته في الحرفين، وابن ذكوان بزيادة باء في الزبر وحده، والباقون والزبر والكتاب بغير باء فيهما). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالزُّبُرِ)، وهو الاختيار لقوله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ)،
[الكامل في القراءات العشر: 522]
الباقون بالنون على تسمية الفاعل، (وَبِالزُّبُرِ) بالباء دمشقي، زاد الحلواني عن هشام (وَبِالْكِتَابِ)، الباقون بغير باء فيهما، وهو الاختيار موافقة لأكثر المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([184]- {وَبِالزُّبُرِ}: ابن عامر، زاد هشام {وَبِالْكِتَابِ} [184]). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (582 - وَبِالزُّبُرِ الشَّامِي كَذَا رَسْمُهُمْ وَبِالْـ = ـكِتَابِ هِشَامٌ وَاكْشِفِ الرَّسْمَ مُجْمِلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([582] وبالزبر (الشامي) كذا رسمهم وبالـ = ـكتاب (هشامٌ) واكشف الرسم مجملا
إنما قال (مجملا)، لأن أبا محمد مكیا زعم أنه لم يرسم في الثاني باء أصلًا. ذكر ذلك في كتاب الهداية.
وقال أبو عمرو في المقنع: «هو في الموضعين بالباء»..
ورواه عن هشام عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر، وعن هشام عن سويد بن عبد العزيز عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن مصاحف أهل الشام.
[فتح الوصيد: 2/812]
قال أبو عمرو: «ورأیت هارون بن موسى الأخفش يقول في كتابه: إن الباء زيدت في الإمام؛ يعني الذي وجه به إلى الشام في {وبالزبر} وحدها».
قال أبو عمرو: «والأول عندي أثبت لأنه عن أبي الدرداء».
قال: «وفي سائر المصاحف بغير باء في الحرفين».
قلت: «وقد رأيته في بعض المصاحف القديمة الشامية كما ذكره أبو محمد» ). [فتح الوصيد: 2/813]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [582] وبالزبر الشامي كذا رسمهم وبالـ = كتاب هشامٌ واكشف الرسم مجملا
ح: (وبالزبر الشامي): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الشامي، (كذا رسمهم): خبر ومبتدأ، (بالكتاب هشامٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءته، (مجملًا): حال من فاعل (اكشف) .
ص: قرأ ابن عامر: (جاءو بالبينات وبالزبر) [184] بزيادة الباء في: {والزبر} وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام.
[كنز المعاني: 2/131]
وقرأ هشام وحده: (وبالكتاب المنير) [184] بزيادة الباء فيه، وإنما انفرد هشام بزيادة بائه لاختلافهم في أنه رسم في مصحف الشام أم لا؟
روى هشام عن ابن عامر وأبي الدرداء إثباته فيه، قال هارون بن موسى الأخفش: زيد الباء في الإمام الذي وجه به إلى الشام في: (والزبر) وحده.
ولذلك الخلاف قال:
.............. = .............. واكشف الرسم مجملا
أي: آتيا بالقول الجميل). [كنز المعاني: 2/132]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (582- وَبِالزُّبُرِ الشَّامِي كَذَا رَسْمُهُمْ وَبِالـ،.. ـكِتَابِ هِشَامٌ وَاكْشِفِ الرَّسْمَ مُجْمِلا
يعني: قرأ ابن عامر: {جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ}،
بزيادة الباء في: {وَبِالزُّبُرِ}، وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام، وانفرد هشام بزيادة الباء في: "وبالكتاب" فقرأ الآية التي في آل عمران كالتي في فاطر بإجماع، وقد روى أبو عمرو الداني من طرق أنه في مصحف الشام كذلك، قال في المقنع: هو في الموضعين بالباء، وقال: رأيت هارون بن موسى الأخفش يقول في كتابه: إن الباء زيدت في الإمام يعني: الذي وجه به إلى الشام في "وبالزبر" وحدها، قلت: وكذلك رأيته أنا في مصحف عندنا بدمشق هو الآن بجامعها بمشهد علي بن الحسين يغلب على الظن أنه المصحف الذي وجهه عثمان -رضي الله عنه- إلى الشام، ورأيته كذلك في غيره من مصاحف الشام العتيقة، قال الشيخ في شرح العقيلة:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/52]
والذي قاله الأخفش هو الصحيح إن شاء الله؛ لأني رأيته كذلك في مصحف لأهل الشام عتيق، يعني: المصحف المقدم ذكره، فإلى هذا الاختلاف أشار بقوله: واكشف الرسم مجملا؛ أي: آتيا بالجميل من القول والفعل والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (582 - وبالزّبر الشّامي كذا رسمهم وبال ... كتاب هشام واكشف الرّسم مجملا
قرأ الشامي وهو ابن عامر وَبِالزُّبُرِ بزيادة الباء، وهكذا رسم هذا اللفظ في مصحف الشاميين. وقرأ هشام وحده وَبِالْكِتابِ بالباء، وإنما انفرد هشام في زيادة الباء في وَبِالْكِتابِ لاختلاف مصاحف الشام فيه؛ فقد قال الإمام الداني في المقنع: هو في الموضعين بالباء، وقال هارون بن موسى الأخفش: إن الباء زيدت في المصحف الذي وجه به إلى الشام في وَبِالزُّبُرِ وحده وإلى هذا الاختلاف أشار الناظم بقوله (واكشف الرسم مجملا) أي حال كونك آتيا بالجميل في القول والفعل.
والخلاصة: أن هشاما يقرأ بزيادة الباء في الموضعين: وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ وابن ذكوان يقرأ بزيادتها في الموضع الأول وَبِالزُّبُرِ وأن الباقين يقرءون بترك الباء في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَبِالزُّبُرِ بِزِيَادَةِ بَاءٍ بَعْدَ الْوَاوِ فِي وَبِالزُّبُرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ فِي وَبِالْكِتَابِ فَرَوَاهُ عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ بِزِيَادَةِ الْبَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ جَمِيعُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَالْحَسَنِ بْنِ مِهْرَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ لِي فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ الْحَسَنِ شَكَّ الْحُلْوَانِيُّ فِي ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى هِشَامٍ فِيهِ فَأَجَابَهُ أَنَّ الْبَاءَ ثَابِتَةٌ فِي الْحَرْفَيْنِ قَالَ الدَّانِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي عَنْ هِشَامٍ لِأَنَّهُ قَدْ أَسْنَدَ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ ثَابِتٍ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ وَرَفَعَ مَرْسُومَهُ مِنْ وَجْهٍ مَشْهُورٍ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثُمَّ أَسْنَدَ الدَّانِيُّ مَا أَسْنَدَهُ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ مِمَّا رُوِّينَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَيْضًا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ كُلُّهُنَّ بِالْبَاءِ قَالَ الدَّانِيُّ: وَكَذَا ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ أَنَّ الْبَاءَ مَرْسُومَةٌ فِي وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ جَمِيعًا فِي مُصْحَفِ أَهْلِ حِمْصَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ.
(قُلْتُ): وَكَذَا رَأَيْتُهُ أَنَا فِي الْمُصْحَفِ الشَّامِيِّ فِي الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ، وَكَذَا رَوَاهُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ نَصْرٍ الْمُفَسِّرُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ وَلَوْلَا رِوَايَةُ الثِّقَاتِ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/245]
حَذْفَ الْبَاءِ أَيْضًا لَقَطَعْتُ بِمَا قَطَعَ بِهِ الدَّانِيُّ عَنْ هِشَامٍ، فَقَدْ رَوَى الدَّاجُونِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ عَنْهُ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ حَذْفَ الْبَاءِ. وَكَذَا رَوَى النَّقَّاشُ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مُصْحَفِ الْمَدِينَةِ: الْبَاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْأَوَّلِ مَحْذُوفَةٌ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ، وَقَطَعَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقَيِ الدَّاجُونِيِّ وَالْحُلْوَانِيِّ جَمِيعًا بِالْبَاءِ فِيهِمَا، وَهُوَ الْأَصَحُّ عِنْدِي عَنْ هِشَامٍ وَلَوْلَا ثُبُوتُ الْحَذْفِ عِنْدِي عَنْهُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِي هَذَا لَمْ أَذْكُرْهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْحَذْفِ فِيهِمَا، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والزبر} [184] بزيادة باء، وكذلك روى هشام بخلاف عنه {وبالكتاب} [25]، والباقون بغير باء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(547- .... .... .... .... .... = .... وفي الزّبر بالبا كمّلوا). [طيبة النشر: 69]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(548 - وبالكتاب الخلف لذ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وبالكتاب الخلف (ل) ذ يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
يعني وكذلك «بالكتاب المنير» بزيادة الباء أيضا هشام بخلاف عنه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كملوا) ابن عامر وبالزبر [آل عمران: 184] بالباء، والباقون بحذفها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالزُّبُرِ وَالْكِتَاب" [الآية: 184] فابن عامر في والزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو كرسمه في الشامية، وهشام بخلف عنه بزيادتها أيضا في وبالكتاب والباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية، والحذف عن هشام من جميع طرق الداجوني، إلا من شذ، والإثبات عنه من جميع طرق الحلواني، إلا من شذ وهو الأصح عن هشام كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والزبر والكتاب} [184] قرأ هشام بزيادة باء موحدة قبل حرف التعريف فيهما، وابن ذكوان بزيادة باء في الأول فقط، والباقون بحذفها فيهما). [غيث النفع: 499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جأو بالبينات والزبر والكتاب المنير 184}
{رسل}
- تقدمت القراءة بسكون السين للمطوعي في الآية السابقة.
{جاءوا}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف في الآية السابقة.
{جاءوا بالبينات والزبر}
- قراءة الجمهور...... والزبر.
[معجم القراءات: 1/637]
- وقرأ ابن عامر وابن عباس وابن ذكوان وهشام والحلواني... وبالزبر"، وهي كذلك في مصاحف أهل الشام.
{والكتاب}
- قرأ الجمهور والكتاب".
- وقرأ هشام بخلاف عنه والحلواني وابن عامر «وبالكتاب».
- قال الأصبهاني:
" وروي عن أحمد بن يزيد الحلواني أنه ذكر عن أهل الشام «بالزبر وبالكتاب»، بزيادة الباء في الحرفين، ولم يعرفه أهل الشام، وقالوا: هو غلط لاشك
وتأملت -أي الأصبهاني- مصاحفهم فرأيت فيها «والكتاب» بغير باء، و"بالزبر" بالياء".
وفي النشر: «.. عن أم الدرداء عن أبي الدرداء في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران "جاءوا بالبينات وبالزبر وبالكتاب"، كلهن بالباء.
- قال الداني: وكذا ذكر أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أن الباء مرسومة في «وبالزبر وبالكتاب» جميعا في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان رضي الله عنه إلى أهل الشام. قلت أي ابن الجزري - وكذا رأيته أنا في المصحف الشامي في الجامع الأموي..".
[معجم القراءات: 1/638]
وفي حاشية الجمل: «والخطب فيه سهل، فمن لم يأت بها - أي بالياء. أكتفي بالعطف، ومن أتي بها كان ذلك تأكيدا".
- قلت: ليس الخطب سهلا: لأن الإشكال في النقل، وليس في تخريجها على وجه من وجوه العربية؛ فإن التخريج ممكن وبابه في العربية واسع). [معجم القراءات: 1/639]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:36 PM

سورة آل عمران
[من الآية (185) إلى الآية (186) ]

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}

قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ذَائِقَةٌ الْمَوْتَ) منون نصب، وهكذا في جميع القرآن أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وقرأ الفياض عن طَلْحَة (ذَائِقَه) بالهاء (الْمَوْتِ) رفع، الباقون (ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) مضاف هو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ذائقة" بالتنوين "الموت" [الآية: 185] بالنصب وعنه حذف التنوين مع نصب الموت، وحذفه لالتقاء الساكنين مع إرادته). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلف عن أبي عمرو في إدغام "زحزح عن" وكذا يعقوب من المصباح وكذا إمالة "الدنيا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {الغرور} تام، وفاصلة، ومنتهى الربع بلا خلاف، إلا ما جرى عليه عملنا من أنه {قدير} ). [غيث النفع: 499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 185}
{كل نفس ذائقة الموت}
- قراءة الجماعة "ذائقة الموت" على الإضافة.
- قرأ اليزيدي وأبو حيوة والأعمش ويحيى وابن أبي إسحاق والمطوعي «ذائقة الموت» بتنوين الأول ونصب الثاني على المفعوليه، وذلك بإعمال اسم الفاعل.
- وقرأ الأعمش والمطوعي: "ذائقة الموت" برفع الأول من غير تنوين، وإعماله في الثاني النصب، وحذف التنوين هنا مع إرادته الالتقاء الساكنين.
- وذكر العكبري أنه قرئ: "ذائقه الموت" على جعل الهاء ضمير كله على اللفظ، وهو مبتدأ وخبر.
[معجم القراءات: 1/639]
قال السمين: وإذا صحت هذه القراءة فيكون كل، مبتدأ، وذائقة: خبر مقدم، والموت: مبتدأ مؤخر، والجملة خبر كل.
{زحزح عن}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب وشجاع وعباس وأبو شعيب من طريق العطار، وابن مهران وأبو زيد واليزيدي بخلاف عنه "زحزح عن" بإدغام الحاء في العين.
{عن النار}
- تقدمت الأمانة فيه. انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16
من هذه السورة آل عمران.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين / 85،114 من سورة البقرة.
{الغرور}
- قراءة الجماعة "الغرور" بضم الغين.
- وقرأ عبد الله بن عمر الغرور بفتحها. وفسروه بالشيطان، ويحتمل أن يكون فعولا يعنى مفعول، أي متاع المغرور، أي المخدوع). [معجم القراءات: 1/640]

قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور 186}
{الغرور * لتبلون} 185 - 186
- إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 1/640]
{أذى}
- قرأه بالإمالة في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح
{كثيرا}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{وإن تصبروا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{فإن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/641]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:38 PM

سورة آل عمران
[من الآية (187) إلى الآية (189) ]

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه} 187
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ فيهمَا وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِالتَّاءِ فيهمَا
وَحَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 221]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} بالياء مكي وأبو عمرو وأبو بكر وروح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ليبيننه ... ولا يكتمونه} [187]: بالياء مكي، وأبو عمرو، وأبو بكر، وقاسم، وزيد، وروح طريق البخاري، والمفضل). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للناس ولا يكتمونه) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر: {ليبيننه للناس ولا يكتمونه} (187): بالياء فيهما جميعًا.
[التيسير في القراءات السبع: 258]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (ليبيننه للنّاس ولا يكتمونه) بالياء جميعًا والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 331]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) بالياء فيهما مكي غير الشافعي، وأَبُو عَمْرٍو، وزيد، وَرَوْحٌ طريق البخاري، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ، والحسن، وعَاصِم غير حفص، وهو الاختيار لقوله: (فَنَبَذُوهُ)، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([187]- {لَتُبَيِّنُنَّهُ} {وَلا تَكْتُمُونَهُ} بالياء فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583 - صَفَا حَقُّ غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ = ـنَ .... .... .... ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([583] (صـ)فا (حق) غيب يكتمون يبيننـ = ــن لا تحسبن الغيبُ (كـ)يف (سما) (ا)عتلى
[584] و(حقـ)ًا بضم البا فلا تحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
التقدير: صفا في (يكتمون) (یبينن) حق غيبٍ؛ أو: صفا حق غيب يكتمون يبينن محله؛ أو هو: يكتمون يبينن.
والغيبة، على أنه باق على الحكاية عنهم.
والخطاب، على معنى: فقال لهم: لتبيننه للناس ولا تكتمونه). [فتح الوصيد: 2/813]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى وهم الكوفيون بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم أي: الكوفيون ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (583- "صَـ"ـفَا "حَقُّ" غَيْبٍ يَكْتُمُونَ يُبَيِّنُنْـ،.. ـنَ لا تَحْسَبَنَّ الغَيْبُ "كَـ"ـيْفَ "سَمَا" اعْتَلا
أي يكتمون ويبينن صفا حق غيب فيهما يريد قوله: تعالى: "ليبيننه للناس ولا يكتمونه"، الغيب فيهما، والخطاب على ما تقدم في "لا يعبدون إلا الله" ويقوي الخطاب الاتفاق عليه في الآية المتقدمة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - صفا حقّ غيب يكتمون يبيّنن ... ن لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو: ليبيننه للناس ولا يكتمونه بياء الغيب في الفعلين، والباقون بتاء الخطاب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92- .... .... .... .... .... يُبَيْـ = ـيِنُنْ يَكْتُمُوا خَاطِبْ حَنَا .... ....). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يبينن يكتموا إلخ أي قرأ المشار إليه (بحاء) حنا وهو يعقوببتاء الخطاب في {لتبيننه للناس} [187] ). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَتُبَيِّنُنَّهُ، وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {لتبيننه} [187] {ولا تكتمونه} [187] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... يبيّنن = ويكتمون حبر صف .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبينن) يريد قوله تعالى «ليبيننه للناس ولا يكتمونه» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وأبو عمرو وشعبة، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن = ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن
ش: أي: اختلف عن هشام في بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلواني عنه.
وقال فارس: قال لي عبد الباقي بن الحسن: شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة في الحرفين.
قال الداني: وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أسند الداني ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء في مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستاني أن الباء مرسومة في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته في المصحف الشامي.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجوني عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الداني [عن هشام]؛ فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه.
وقد رأيته في مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح من هذين الطريقين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/256]
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طريق كتابي هذا لم أذكره. انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما في مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
وجه [باء] بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه يصير عطف جمل على حد [قوله]: ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف في المفردات على حد: كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/257] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه" [الآية: 187] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب على الحكاية أي: وقلنا لهم ونظيره وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله). [إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتبلون في أموالكم وأنفسكم}
{لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [187] قرأ مكي وبصري وشبعة بياء الغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون 187}
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وإذ أخذ الله میثاق النبيين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وإذا أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم". وروى هذا سعيد بن جبير عن أصحاب عبد الله.
[معجم القراءات: 1/641]
{لتبيننه}
- قرأ ابن كثير أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن ويعقوب برواية روح وزيد "ليبيننه" بالياء على الغيبة.
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر "لتبيننه" بتاء الخطاب.
- والقراءتان عند الطبري سواء، والقراءة بالياء أحب إليه وقرأ عبد الله بن مسعود "لبينونه" بغير نون التوكيد.
- وجاء عند ابن عطية بالتاء من فوق لتبينونه كذا، ومثله عند السمين.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{ولا تكتمونه}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب برواية روح وزید ولا يكتمونه بالياء على الغيبة، وهي أحب القراءتين إلى الطبري.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ولا تكتمونه بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 1/642]
{فنبذوه}
- قراءة ابن كثير في الوصل، بوصل الهاء بواو فنبذوهو.
{فبئس}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة ياء في الوقف والوصل. انظر الآية/162). [معجم القراءات: 1/643]

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا تحسبن الذين يفرحون} [188]: بالتاء كوفي، وحمصي، وروح، وزيد.
{فلا يحسبنهم} [188]: بالياء وضم الباء مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء، وقرأ الباقون بالتاء وفتح الباء، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة على فتح السين حيث وقع في المستقبل خاصة). [التبصرة: 186]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لا تحسبن الذين يفرحون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، وكل واحد على أصله في فتح السين وكسرها، وكلهم قرأوا (ولا تحسبن الذين قتلوا) بالتاء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (والكوفيون: {لا تحسبن الذين يفرحون} (188): بالتاء.
والباقون: بالياء، في الثلاثة). [التيسير في القراءات السبع: 257]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فلا يحسبنهم} (188): بالياء، وضم الباء.
والباقون: بالتاء، وفتح الباء). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ويعقوب: (لا تحسبن الّذين يفرحون) بالتّاء، والباقون بالياء في الثّلاثة). [تحبير التيسير: 330]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (فلا يحسبنهم) بالياء وضم الباء والباقون بالتّاء وفتح الباء). [تحبير التيسير: 331]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([188]- {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} بالتاء: الكوفيون.
[188]- {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} بالياء وضم الباء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (583- .... .... .... .... = .... لاَ تَحْسَبَنَّ الْغَيْبُ كَيْفَ سَمَا اعْتَلاَ
584 - وَحَقَّا بِضَمِّ الْبَا فَلاَ يَحْسِبُنَّهُمْ = وَغَيْبٍ وَفِيهِ الْعَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقرأ نافع وابن عامر: {لا تحسبن الذين يفرحون ... فلا تحسبنهم} بالتاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء فيهما، وضم الباء من {يحسبنهم}، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بالتاء فيهما مع فتح الباء.
فوجه قراءة نافع وابن عامر، أن {الذين يفرحون} فاعل يحسبن والمفعول الأول محذوف، وهو {أنفسهم}. و{بمفازة من العذاب} في موضع المفعول الثاني، و {فلا تحسبنهم}: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. والمفعول الأول: الهاء والميم، والمفعول الثاني: محذوف؛ والتقدير: فلا تحسبنهم كذلك، والفاء عاطفة؛ كما تقول: ما ظننت زيدًا قائمًا فلا تظننه؛ ومنه: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، أي ورسوله كذلك.
ويجوز أن تجعل مفعولي يحسبن محذوفين.
وأما قراءة ابن كثير وأبي عمرو، فعلى ما تقدم من إسناد الفعل إلى {الذين يفرحون}، والمفعول الأول: {أنفسهم}، و {بمفازة من العذاب} الثاني، و{فلا تحسبنهم} مكرر للتأكيد، كقوله تعالى: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي سجدين}، أي أحد عشر كوكبا والشمس والقمر) لي ساجدين رأيتهم.
ويجوز أن تجعل بمفازة من العذاب، مفعولًا ثانيًا لـ{يحسبنهم}، ويكون بدلًا من (لا يحسبن)، فيغني لإبداله منه عن ذكر مفعوليه، وتكون الفاء زائدة.
وضم الباء من {يحسبنهم}، من أجل ضمير الجماعة بعده وهو الواو.
وإنما حذفت لالتقاء الساكنين: هي والنون المدغمة.
وأما قراءة الباقين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
و{الذين يفرحون}: المفعول الأول، و{بمفازة من العذاب}: الثاني.
و{فلا تحسبنهم}: إما مكرر للتأكيد، أو بدل على ما سبق). [فتح الوصيد: 2/814]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [583] صفا حق غيب يكتمون تبيننـ = ـن لا يحسبن الغيب كيف سما اعتلا
[584] وحقا بضم البا فلا يحسبنهم = وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
[كنز المعاني: 2/132]
ح: (يكتمون): مبتدأ، (تبينن): عطف بحذف الواو، (صفا حق غيب): جملة فعلية خبر، أي: صفا حق غيبٍ فيهما، (لا تحسبن): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، خبر محذوف، أي: فيه، (كيف سما اعتلى): ظرف، (حقًا): مصدر مؤكد، (فلا حسبنهم): فاعل (حقًا)، (بضم الباء): متعلق به، و(غيبٌ وفيه العطف): خبر ومبتدأ، والهاء: لقوله: {فلا تحسبنهم}، (أو جاء مبدلًا): عطف جملة على جملة، والضمير راجع إلى: {فلا تحسبنهم}.
ص: قرأ أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه} [187] بياء الغيبة فيهما على إسناد الفعل إلى المذكورين في:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، والباقون بتاء الخطاب فيهما على الحكاية، ولأن قبله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81].
ثم قال: (ولا تحسبن الغيب)، أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير: (لا يحسبن الذين يفرحون) [188] بياء الغيبة.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (فلا يحسبنهم بمفازةٍ) [188] بياء الغيبة مع ضم الباء.
ووجه الأول: أن {الذين يفرحون} فاعل (يحسبن)، وحذف مفعولاه لدلالة: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) عليهما، أي: لا يحسبن الفارحون
[كنز المعاني: 2/133]
أنفسهم فائزين، أو {الذين يفرحون}: فاعل، والمفعول الأول: (أنفسهم)، والثاني: {بمفازةٍ من العذاب}، والفاء عاطفة، والتقدير: لا يحسبن الفارحون أنفسهم بمفازةٍ من العذاب، فلا يحسبنهم كذلك، وفاعل (يحسبنهم): واو الجمع، وهذا معنى قوله: (وفيه العطف).
أو يقال: حذف مفعولا {ولا يحسبن} لأن (فلا يحسبنهم) بدل منه، أو تأكيد، وقد استوفى مفعوليه، والتقدير: لا يحسبن الفارحون فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب، نحو: {رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]، والفاء زائدة، كما في قوله:
.............. = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وهذا معنى قوله: (أو جاء مبدلا).
وقرأ الباقون في الآية الأولى وهم الكوفيون بالخطاب على أن
[كنز المعاني: 2/134]
المفعول الأول: {الذين يفرحون}، والمفعول الثاني: محذوف اكتفاءً بذكره في الآية الثانية.
وهم أي: الكوفيون ونافع وابن عامر بالخطاب، وفتح الباء في الثانية على أن {هم} مفعول أول، و{بمفازة من العذاب} مفعول ثانٍ). [كنز المعاني: 2/135] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، فقرئ بالغيب والخطاب، وسيأتي توجيههما.
584- وَ"حَـ"ـقَّا بِضَمِّ البَا فَلا يَحْسِبُنَّهُمْ،.. وَغَيْبٍ وَفِيهِ العَطْفُ أَوْ جَاءَ مُبْدَلا
نصب حقا على المصدر؛ أي: حق ذلك حقا؛ وهو أن "فلا يحسبنهم" بضم الباء والغيب، وفي بعض النسخ وحق بالرفع فيكون خبر المبتدأ الذي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/53]
هو "فلا يحسبنهم"؛ أي: أنه بالضم والغيب حق، ووجه ضم الباء أن الأصل فلا يحسبون فالواو ضمير {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}؛ لأن ابن كثير وأبا عمرو قرءا بالغيب فيهما، فانحذفت النون؛ للنهي، وانحذفت الواو؛ لسكون نون التأكيد، فبقيت ضمة الباء على حالها دالة على الواو المحذوفة، ويكون يحسبن على قراءتهما قد حذف مفعولاه؛ لدلالة ظهور المفعولين في: "فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب"؛ أي: لا يحسبن الفارحون أنفسهم فائزين، وقرأ نافع وابن عامر بالغيبة في الأول، والخطاب في الثاني مع فتح الباء؛ لأجل النون المؤكدة، ولولاها لكانت الباء ساكنة، والقول في مفعولي الأول كما تقدم، وقرأ الباقون وهم عاصم وحمزة والكسائي بالخطاب فيهما، ووجه ذلك أن يقال: الذين يفرحون هو المفعول الأول والثاني محذوف؛ لأنه في الأصل خبر المبتدأ فحذف كما يحذف خبر المبتدأ عند قيام الدلالة عليه،، وقوله: "فلا يحسبنهم بمفازة" قد استوفى مفعوليه، وهما في المعنى مفعولا الأول فاستغني عنهما في لأول بذكرهما في الثاني على قراءة الغيبة في الأول، وعلى قراءة الخطاب استغني عن أحدهما دون الآخر تقوية في الدلالة، وقال الزمخشري: أحد المفعولين {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} والثاني "بمفازة"، وقوله: "فلا يحسبنهم" تأكيد تقديره لا تحسبنهم فلا تحسبنهم فائزين، وقوله: وفيه العطف؛ أي: في تحسبنهم فائدة العطف على الأول، فلهذا كرر أو جاء مبدلا منه فذكر وجهين لمجيء فعل النهي عن الحسبان في هذه الآية مكررًا، وما ذكرناه من تأويل هذه القراءات الثلاث لا يخرج عن الوجهين اللذين ذكرهما؛ لأن الجملة الثانية إن وافقت الأولى في الغيبة والخطاب صح أن تكون بدلا منها على أن تكون الفاء في "فلا" زائدة كقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/54]
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
ووجه البدل أن الكلام إذا طال الفصل بينه وبين ما يتعلق به جاز إعادته ليتصل بالمتعلق به كقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} فلما طال الفصل قبل الجواب أعاد الفصل بالفاء فقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}،
وتجوز الإعادة بلا فاء، قال سبحانه في موضع آخر: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} سمي نحو هذا بدلا باعتبار أنه عوض منه وإلا فهو بالتأكيد أشبه على اصطلاح النحويين، وبهذا عبر عنه الزمخشري كما سبق ذكره وأما على قراءة من غاير بين الفعلين غيبة وخطابا، فالثانية عطف على الأولى لا بدل كقولك: ما قام زيد فلا تظننه قائما، وذكر الشيخ أبو علي في الحجة وجه البدل، ونص على زيادة الفاء في "فلا" ومنع من وجه العطف، وقال: ليس هذا موضع العطف؛ لأن الكلام لم يتم ألا ترى أن المفعول الثاني لم يذكر بعد، وفيما قاله نظر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (583 - .... .... .... .... .... = .... لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
584 - وحقّا بضمّ البا فلا يحسبنّهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
....
وقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير وأبو عمرو لا يحسبنّ الّذين يفرحون بياء الغيب. وقرأ الباقون بتاء الخطاب. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنّهم بضم الباء وياء الغيبة. ثم ذكر وجه قراءة ابن كثير وأبي عمرو في فلا يحسبنّهم بأن الفعل إما معطوف على الفعل قبله وإما بدل منه). [الوافي في شرح الشاطبية: 241]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ وَضَمِّ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ قَبْلِكَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون ويعقوب {لا تحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فلا تحسبنهم} [188] بالغيب وضم الباء، والباقون بالخطاب وفتح الباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = وفرحٍ ظهرٌ كفى .... .... ). [طيبة النشر: 69]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (548- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويحسبن
549 - غيبٌ وضمّ الباء حبرٌ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وفرح) أي «ولا يحسبن الذين يفرحون» قرأه بالخطاب يعقوب، والكوفيون والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحسبن) يريد قوله تعالى «فلا يحسبنهم» بالغيب، وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب وفتح الباء كما سيأتي، وهم على ما تقدم من أصلهم في فتح السين وكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُون، فلا يحسبنهم" [الآية: 188] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب فيهما وفتح الباء في الأولى وضمها في الثاني، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والفعل الأول مسند إليه -صلى الله عليه وسلم- أو غيره والذين مفعول أول والثاني بمفازة أي: لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/497]
والفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين ومن ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها، فمفعوله الأول والثاني محذوف تقديره كذلك أي: فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية، والفاء عاطفة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بتاء الخطاب فيهما وفتح الباء فيهما معا، وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب، والثاني تأكيد للأول والفاء زائدة أي: لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك، وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بياء الغيب في الأول وتاء الخطاب في الثاني، وفتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين والثاني إلى المخاطب، وافقهم الحسن "وفتح" السين في الفعلين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأدغم أبو عمرو "فاغفر لنا" بخلف عن الدوري ويوقف لحمزة على نحو: "سيئاتنا" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] قرأ الكوفيون بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تحسبنهم} قرأ المكي والبصري بياء الغيب، وضم الباء، والباقون بالخطاب، وفتح الباء.
فصار المكي والبصري بالغيب فيهما، والكوفيون بالخطاب فيهما، ونافع والشامي بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، وكل على أصله في السين كما تقدم قريبًا). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم 188}
{لا تحسبن}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وابن محيصن واليزيدي والحسن ويعقوب وأبو جعفر ولا يحسبن بالياء فيه على إسناده إلى الذين يفرحونه.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وحلف والأعمش «ولا تحسبن بتاء، على أنه خطاب للرسول.
وقرئ "ولا تحسبن" بضم الباء على أنه خطاب لجمع المؤمنين.
- وقرأ بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي، وهي لغة تميم.
- وقراءة الباقين بكسرها، وهي لغة الحجاز، وتقدم هذا في الآية / 273 من سورة البقرة مفصلا.
[معجم القراءات: 1/643]
{بما أتوا}
قراءة الجماعة بما أتوا من "أتى" الثلاثي.
وقرأ النخعي ومروان بن الحكم والحسين بن علي الجعفي عن الأعمش بما أتوا من "آتی" بمعنى «أعطى».
وقرأ السلمي عن علي بن أبي طالب وابن جبير وأبي بن كعب بما أوتوا مبنيا للمفعول، بمعني أعطوا.
- وقرأ أبي بن كعب بما فعلوا.
{فلا تحسبنهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والجحدري ويحيى بن يعمر ومجاهد "فلا يحسبنهم" بالياء وضم الباء.
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر والحسن ويعقوب وخلف والأعمش "فلا تحسبنهم" بالتاء على الخطاب وفتح الباء.
- وقرأ أبو عمرو والضحاك وعيسى بن عمر "فلا تحسبنهم" بضم الباء خطابا للمؤمنين.
- وأما فتح السين وكسرها، فقد تقدم موجزا في الموضع السابق، والإحالة فيه على آية سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/644]
- وعند ابن خالويه: فلا تحسينهم بإسكان النون عن بعضهم، وجاء الضبط عنده بكسر السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود بما لم يفعلوا بمفازة....، وأسقط قوله: «فلا تحسبنهم» ). [معجم القراءات: 1/645]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شيء}
- تقدمت القراءة فيه وانظر الآيتين / 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/645]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:41 PM

سورة آل عمران
[من الآية (190) إلى الآية (191) ]

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}


قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار لآیات لأولي الألباب 190}
{والنهار}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية /164 من سورة البقرة.
{والنهار لآيات}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام.
- وعنهما الإظهار كالجماعة أيضا). [معجم القراءات: 1/645]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191}
{عذاب النار}
- تقدمت الإمالة في لفظ «النار» في الآية/16 من هذه السورة.
{النار / ربنا}191 - 192
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء). [معجم القراءات: 1/645]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:44 PM

سورة آل عمران
[من الآية (192) إلى الآية (195) ]

{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار 192}
{من أنصار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي.
وقرأه بالتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/645]
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{أنصار/ربنا} 192، 193.
- قرأ القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمرو عن اليزيدي بإدغام الراء في الراء). [معجم القراءات: 1/646]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مع الأبرار" "وللأبرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف، وقلله الأزرق واختلف عن حمزة، فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة، ورواها عن خلف جمهور العراقيين، وقطعوا لخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين، وهو الذي في الشاطبية وغيرها فحصل لخلاد ثلاثة: الكبرى والصغرى والفتح ولخلف الكبرى والصغرى فقط، والباقون بالفتح وكذا حكم الأشرار بـ"ص" وقرار بإبراهيم وقد أفلح وغافر والمرسلات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار 193}
{فاغفر لنا}
- قرأ بإدغام الراء واللام أبو عمر واليزيدي والسوسي والدوري، والخلاف عن أبي عمرو من رواية الدوري. وانظر الآية /159 من هذه السورة واستغفر لهما، ففيها بيان حسن في هذه المسألة.
{سيئاتنا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة "سيئاتنا".
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز.
{مع الأبرار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن مجاهد والنقاش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل، وهي رواية عن حمزة.
ويتلخص من الخلاف فيها ما يلي:
1- عن خلاد: الكبرى والصغرى والفتح.
2- عن خلف: الكبرى والصغرى.
[معجم القراءات: 1/646]
{الأبرار / ربنا}
تقدم إدغام الراء في الراء وفي الآيتين /191 192 النار ربنا 193- 194). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا أتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد 194}
{على رسلك}
- قرأ الأعمش والزهري والحسن على رسلك بإسكان السين.
وقال ابن مجاهد: "...- وروي علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو أنه خفف «على رسلك»، وقال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ على رسلك ثقيلة). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وقاتلوا وَقتلُوا} 195 فِي تَقْدِيم الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وتأخيره وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر {وقاتلوا وَقتلُوا} مُشَدّدَة التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو (وَقتلُوا وَقتلُوا) خَفِيفَة
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَقتلُوا وَقتلُوا) يبدآن بِالْفِعْلِ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول بِهِ قبل الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل
وَكَذَلِكَ اخْتلَافهمْ فِي سُورَة التَّوْبَة إِذْ قرآ (فيقتلون وَيقْتلُونَ) 111 غير أَن ابْن عَامر وَابْن كثير لم يشددا فِي التَّوْبَة). [السبعة في القراءات: 221 - 222]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وقتلوا وقاتلوا} كوفي غير عاصم- {وقتلوا} مشدد مكي شامي). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وقتلوا وقتلوا} [195]: هما، وخلف.
{وقتلوا} [195]: مشدد: مكي، ودمشقي). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (وقتلوا وقاتلوا) وفي التوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءان بالمفعول قبل الفاعل، وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول، وقد ذكرنا التشديد). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر: {وقتلوا} (195)، هنا، وفي الأنعام (140): {الذين قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وقتلوا وقاتلوا} (195)، وفي التوبة (111): {فيقتلون ويقتلون}: يبدءان بالمفعول قبل الفاعل فيهما.
والباقون: يبدؤون بالفاعل قبل المفعول). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وابن عامر: (وقتلوا) هنا وفي الأنعام (الّذين قتلوا) بتشديد التّاء فيهما [والباقون] بتخفيفها فيهما.
حمزة والكسائيّ وخلف: (وقتلوا وقاتلوا) وفي التّوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءون بالمفعول قبل الفاعل فيهما، والباقون يبدءون بالفاعل قبل المفعول). [تحبير التيسير: 332]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" قُتِلُوا وَقَاتَلُوا " بدأ بالمفعول قبل الفاعل، وهكذا في التوبة (فَيُقْتَلُونَ وَيَقْتُلُونَ) الهمداني، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي غير قاسم، والزَّيَّات، وخلف عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو وقرأ مكي دمشقي، والأزرق عن أبي بكر (قَاتَلُوا وَقُتِّلُوا) مشدد، وهكذا في الأنعام (قَتَّلُوا أَوْلَادَهُمْ)، زاد دمشقي في الحج وهشام " قومًا قتلوا " (قُلْ فَادْرَءُوا)، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن على أصلهما في جميع القرآن بالتشديد ولا نعيده، وقرأ الزَّعْفَرَانِيّ (قَتَلُوا وَقُتِلُوا) بغير ألف فيهما من غير تشديد، الباقون يبدؤن بالفاعلين (قاتلوا وقتلوا) خفيف، وهو الاختيار لقوله: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا) أوله القتال ثم القتل). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([195]- {وَقُتِلُوا}، وفي الأنعام: {الَّذِينَ قَتَلُوا} [140] مشددا: ابن كثير وابن عامر، "وقتلوا وقاتلوا": حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (585 - هُناَ قَاتَلُوا أَخِّرْ شِفَاءً وَبَعْدُ فِي = بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ شَمَرْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([585] هنا قاتلوا أخر (شـ)فاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون (شـ)مردلا
إنما قال: (أخر شفاءً)، لأن أبا عبيد اختار قراءة غيرهما، فنبه على أن هذه القراءة ثابتة صحيحة. وفيها شفاء لكونها أبلغ في المدح، لأنهم إذا قتلوا وقاتلوا بعد وقوع القتل فيهم، فذلك أبلغ في مدحهم.
ووجه القراءة الأخرى ظاهر. ويجوز أن تكون معنى هذه القراءة، وهو الأولى عندي؛ أي: وقاتلوا ووقع القتل فيهم، لا أن القتل أتى على جميعهم.
وفي براءة: {فيقتلون ويقتلون}.
وقوله: (شمردلا)، أي خفيفًا؛ يعني أنه قرأ ذلك بغير تثقيل). [فتح الوصيد: 2/815]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [585] هنا قاتلوا أخر شفاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (قاتلوا): مفعول (أخر)، (شفاءً): مصدر بمعنى الحال، أي: ذا شفاء، و (هنا): ظرف الفعل، و (يقتلون): مفعول (أخر) ثانيًا، (شمردلا): حال من فاعله.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي ههنا: {وقتلوا وقاتلوا لأكفرن عنهم} [195]، وفي التوبة سورة براءة: {فيقتلون ويقتلون} [111] بتأخير بناء المعروف فيهما على المجهول بيانًا لفضيلة المقتولين على القاتلين، وتقدم مرتبة الشهادة،
[كنز المعاني: 2/135]
والباقون بالعكس.
وكرر الرمز في (شفاءً) و (شمردلا) للتوضيح). [كنز المعاني: 2/136]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (585- هُنا قَاتَلُوا أَخِّرْ "شِـ"ـفَاءً وَبَعْدُ فِي،.. بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يعني قوله تعالى: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}، وفي براءة {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}، قدم الجماعة في الموضعين: الفعل المبني للفاعل على الفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
المبني للمفعول، وعكس ذلك حمزة والكسائي في الموضعين، فأخرا المبني للفاعل، وقدما المبني للمفعول، ووجهه من جهة المعنى أنهم: {قَاتَلُوا وَقُتِلُوا} بعد ما وقع القتل فيهم، وقتل بعضهم لا أن القتل أتى على جميعهم وهو كالمعنى السابق في قوله: {قتل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا}، وقوله: شفاء مصدر في موضع الحال؛ أي: أخره ذا شفاء والشين فيه وفي شمردلا رمز ولو اختصر على الأخير لحصل الغرض، ولكن كرر زيادة في البيان؛ لأنه محتاج إلى كلمة يتزن بها البيت في موضع شفاء فلو أتى بكلمة ليس أولها شين لكانت رمزا لمن دل عليه أول حروفها فعدل إلى كلمة أولها رمز القارئ خوفا من اللبس، والشمردل الخفيف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/56]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (585 - هنا قاتلوا أخّر شفاء وبعد في ... براءة آخر يقتلون شمردلا
قرأ حمزة والكسائي هنا وقتلوا وقاتلوا بتقديم وَقُتِلُوا وتأخير وَقاتَلُوا وفي سورة براءة فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ بتقديم الفعل المبني للمفعول وتأخير المبنى للفاعل، وقرأ الباقون بعكس قراءة حمزة والكسائي في السورتين والشمردل الكريم). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَقَاتِلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي التَّوْبَةِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِتَقْدِيمِ (قُتِلُوا) وَتَقْدِيمِ (يُقْتَلُونَ) الْفِعْلَ الْمَجْهُولَ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَقْدِيمِ الْفِعْلِ الْمُسَمَّى الْفَاعِلِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ ابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ لِلتَّاءِ مِنْ (قُتِلُوا) ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {وقتلوا}، {وقاتلوا} [195] بتقديم {وقتلوا}، وكذلك في التوبة [111] {فيقتلون ويقتلون} بتقديم الفعل المجهول فيهما، والباقون بتأخيره). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وقرأ ابن كثير وابن عامر بتشديد التاء من {وقتلوا} [195] هنا، وفي الأنعام [140] من {قتلوا أولادهم سفهًا} والباقون بالتخفيف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (549- .... .... .... .... قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
550 - شفا .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
يريد قوله تعالى «وقاتلوا وقتلوا» في هذه السورة مع «يقتلون ويقتلون» في التوبة، قدم الفعل المجهول فيهما على الفعل المسمى للفاعل حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، والباقون بعكس ذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] وفي التوبة "فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون" [الآية: 111] فحمزة والكسائي وخلف ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل فيهما أما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
لأن الواو لا تفيد الترتيب، أو يحمل ذلك على التوزيع أي: منهم من قتل ومنهم من قاتل وافقهم المطوعي والباقون ببناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال قتل ثم قتل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا تشديد "قتلوا" لابن كثير وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {وقاتلوا وقتلوا} [195] قرأ الأخوان بتقديم {قتلوا} المبني للمجهول على {قاتلوا} المبني للفاعل، إما لأن الواو لا تقضي ترتيبًا، فلذلك قدم ما هو متأخر في الوقوع، أو أن المخبر عنه جماعة واختلف أحوالهم، فمنهم من قتل ومنهم من قاتل.
والباقون بتقديم المبني للفاعل، وهي واضحة لأن القتال قبل القتل، والمكي والشامي بتشديد تاء {قتلوا} والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195}
{أني}
- قراءة الجمهور أني بفتح الهمزة على إسقاط الباء، والتقدير: بأني.
- ويؤيد قراءة الجماعة قراءة أبي بن كعب بأني بالتصريح بحرف الجر.
- وقرأ عيسى بن عمر إني بكسر الهمزة، وهو على إضمار القول عند البصريين، أو على الحكاية بقوله: «فاستجاب»، لأن فيه معنى القول على طريقة الكوفيين.
[معجم القراءات: 1/647]
قال مكي: على تقدير: فقال إني لا أضيع.
{لا أضيع}
قراءة الجمهور... أضيع من «أضاع» الرباعي المهموز.
- وقرأ جناح بن حبیش.أضيع بشد الياء من ضيع، والهمزة والتشديد فيهما للنقل.
{لا أضيع عمل}
- إدغام العين في العين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{أنثى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{من ديارهم}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وقاتلوا وقتلوا}
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب «وقاتلوا وقتلوا، الأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمطوعي والأعمش وقتلوا
[معجم القراءات: 1/648]
وقاتلوا، يبدأون بالمبني للمفعول ثم المبني للفاعل.
ولا يجيز الطبري غير هاتين القراءتين، فهما منقولتان نقل وراثة، وما عداهما فشاذ.
- وقرأ عمر بن عبد العزيز ومحارب بن دثار وقتلوا وقتلوا بغير ألف، وبدأ ببناء الأول للفاعل، ثم المبني للمفعول وهي قراءة حسنة في المعنى.
- وقرأ محارب وابن وثاب وقتلوا وقاتلوا.
- وقرأ طلحة بن مصرف وقتلوا وقاتلوا بضم القاف وتشديد التاء في الأول.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن محيصن أبو رجاء والحسن وقاتلوا وقتلوا بتشديد التاء والبناء للمفعول في الثاني.
[معجم القراءات: 1/649]
{لأكفرن}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{سيئاتهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة). [معجم القراءات: 1/650]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:56 PM

سورة آل عمران
[من الآية (196) إلى الآية (198) ]

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}

قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا يغرنك} {ولا
[الغاية في القراءات العشر: 221]
يحطمنكم}، {ولا يستخفنك}، {فما نذهبن بك أو نرينك} خفيفة النون زيد {لأقتلنك} خفيف فقط). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يغرنكم} [196]، و{لا يحطمنكم} [النمل: 18]، و{ولا يستخفنك} [الروم: 60]، و{نذهبن بك} [الزخرف: 41]، و{أو نرينك}[الزخرف: 42]:
[المنتهى: 2/642]
خفاف: رويس). [المنتهى: 2/643]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَغُرَّنَّكَ)، و(لَا يَحْطِمَنَّكُم)، (وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ)، (أَوْ نُرِيَنَّكَ)، و(نَذْهَبَنَّ بِكَ) كلها خفيفة ابن مُحَيْصِن، وابن ميسرة، ومحبوب، وعبيد، وعباس طريق الرومي عن أَبِي عَمْرٍو، والوليد ورُوَيْس عن يَعْقُوب، وأَبُو حَاتِمٍ عن عَاصِم وافق الزجاج ها هنا، زاد زيد والضَّرِير (لَأَقْتُلَنَّكَ) وافق الخفاف، وعبيد في (يَحْطِمَنَّكُم) طريق أبي علي ابْن مِقْسَمٍ (يُحْطِمَنَّكُم) بتشديد الطاء وضم الياء، الباقون مشدد النون، وهو الاختيار ذكر؛ لأنه طَلْحَة، وأبو حيوة (يُحَطِّمَنَّكُم) بضم الياء وتشديد النون أكد دليله (، لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (92- .... .... .... .... .... = .... .... .... خَفَّفُوا طُلَا
93 - يَغُرَّنْكَ يَحْطِمْ نَذْهَبَ اوْ نُرِيَنْكَ يَسْـ = ـتَخِفَّنْ .... .... .... ....). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: خففوا طلا يغرنك إلخ أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {لا يغرنك } [196] {لا يحطمنكم سليمان} [18] في النمل و{فإما نذهبن بك} [41] و{أو نرينك} [42] كلاهما في الزخرف و{ولا يستخفنك} [60] في الروم بنون التوكيد الخفيفة في الأفعال الخمسة ويقف على (نذهبا) بالألف مثل و{ليكونا}[يوسف: 32] و{لنسفعًا} [العلق: 15] وقيد نرينك بأو فخرج {وإما نرينك} بيونس [46] والرعد [40] والطول [77] فإنهمتفق على تثقيل نونها فعلم من ذلك أن ما كان مسبوقًا بأو فرويس يخففه والآخران يثقلانه وما كان غير مسبوق بأو فمتفق التثقيل). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَغُرَّنَّكَ، وَيَحْطِمَنَّكُمْ، وَيَسْتَخِفَّنَّكَ، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ، أَوْ نُرِيَنَّكَ، فَرَوَى رُوَيْسٌ تَخْفِيفَ النُّونِ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ فِي الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ. وَانْفَرَدَ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ عَنْهُ بِتَخْفِيفِ يَجْرِمَنَّكُمْ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا حَكَاهُ عَنْهُ غَيْرَهُ، وَلَعَلَّهُ سَبْقُ قَلَمٍ إِلَى رُوَيْسٍ مِنَ الْوَلِيدِ عَنْ يَعْقُوبَ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَعْبَرِيُّ فَوَهِمَ فِيهِ كَمَا وَهِمَ فِي إِطْلَاقِ (يَغُرَّنَّ) وَالصَّوَابُ تَقْيِيدُهُ لَا يَغُرَّنَّكَ فَقَطْ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
(وَاتَّفَقَ) أَئِمَّتُنَا فِي الْوَقْفِ لَهُ عَلَى نَذْهَبَنَّ أَنَّهُ بِالْأَلِفِ فَنَصَّ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَالشَّيْخُ أَبُو الْعِزِّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَلَى الْوَقْفِ عَلَيْهِ
[النشر في القراءات العشر: 2/246]
بِالْأَلِفِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَى ذَلِكَ الْحَافِظَانِ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو الْعَلَاءِ، وَلَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ، وَلَا أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ غَلْبُونَ، وَلَا أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ وَكَأَنَّهُمْ تَرَكُوهُ عَلَى الْأَصْلِ الْمُقَرَّرِ فِي نُونِ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةِ، وَهُوَ الْوَقْفُ عَلَيْهَا بِلَا أَلِفٍ، بِلَا نَظَرٍ، أَوْ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ نَصٌّ، وَقَدْ ثَبَتَ النَّصُّ بِالْأَلِفِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ الْكَلِمِ الْخَمْسِ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {لا يغرنك} بتخفيف النون هنا [196]، وكذلك {يحطمنكم} في النمل [18]، و{يستخفنك} في الروم [60]، و{نذهبن بك} [الزخرف: 41]، {أو نرينك} [الزخرف: 42]، ويقف على {نذهبن بك} [الزخرف: 41] بالألف، وانفرد الحافظ أبو العلاء بتخفيف {يجرمنكم} [المائدة: 2]، والباقون بالتشديد في ذلك). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (550- .... يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
551 - وقف بذا بألفٍ غص .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ش) فا يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
أي «لا يغرنك تقلب الذين كفروا» في هذه السورة وكذا «لا يحطمنكم» في النمل، يعني خفف النون من هذه الأفعال الخمسة رويس كما سيأتي.
وقف بذا بألف (غ) ص و (ث) مر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر
أي ووقف رويس على «نذهبن» بالألف بدلا من نون التوكيد الخفيفة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر القارئ فقال:
ص:
(شفا) يغرّنك الخفيف يحطمن = أو نرين ويستخفّن نذهبن
وقف بذا بألف (غ) ص و(ث) مر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر
ش: أي: اختلف عن يعقوب في هذه الخمسة ألفاظ.
فروى عنه ذو غين (غص) رويس بتخفيف النون في الخمسة.
وروى روح تثقيل النون كالجماعة.
وانفرد أبو العلاء عن رويس بتخفيف يجرمنكم [المائدة: 8]، ولعله سهو قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه كذلك، والصواب: تقييده بـ لا يغرّنك [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/258]
عمران: 196] فقط؛ قاله المصنف.
واتفق الأئمة على الوقف لهم على نذهبن أنه بالألف نص عليه ابن سوار وأبو العز وغير واحد.
ووقفوا على الأربع الباقية كالوصل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (لا يغرنك ولا يحطمنكم ولا يستخفنك فإمّا نذهبن بك أو نرينك) بتخفيف النّون في الخمسة الأحرف، ويقف على (نذهبا) بالألف، والباقون بالتّشديد). [تحبير التيسير: 332]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَغُرَّنَّكُ" [الآية: 196] هنا و"يحطمنكم" [بالنمل الآية: 18] و"يستخفنك" [بالروم الآية: 60] "فإما نذهبن بك، أو نرينك" [الزخرف الآية: 41، 42] فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، وافقه الأعمش في رواية الشنبوذي على "لا يحطمنكم" فقط والباقون بالتشديد في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد 196}
{لا يغرنك}
- قرأ ابن أبي إسحاق ويعقوب برواية رويس والوليد بن حسان والأعمش، وزيد لا يغرنك بنون خفيفة.
- وقراءة الباقين بالتشديد ولا يغرنك). [معجم القراءات: 1/650]

قوله تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "مأواهم" لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق بخلفه، وكذا إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه والأصبهاني وأبي جعفر ومثلها "بئس" ويوافقهم على إبدالها الأزرق كصاحبه الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد 197}
{مأواهم}
- قرأ بإبدال الهمزة ألفا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي.
وكذا قراءة حمزة في الوقف بالإبدال. وتقدم هذا في الآية/162،
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح. وتقدم هذا في الآية / 162.
{وبئس المهاد}
- قرأ بإبدال الهمزة ياء أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش والسوسي "بئس".
[معجم القراءات: 1/650]
- وكذا قراءة حمزة الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز «بئس» ). [معجم القراءات: 1/651]

قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - قَوْله {خير للأبرار} 198
قَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {الْأَبْرَار} و{الأشرار} ص 62 و{ذَات قَرَار} الْمُؤْمِنُونَ 50 وَمَا كَانَ مثله بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم بِالْفَتْح
وَخلف وَأَبُو هِشَام عَن سليم عَن حَمْزَة أَنه كَانَ يمِيل {الأشرار} و{قَرَار} و{الْأَبْرَار}). [السبعة في القراءات: 222]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لكن الذين} مشدد النون يزيد مختلف فيه رويس). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لكن الذين اتقوا} [198]: مشدد: يزيد، زاد فضل في الزمر [20]). [المنتهى: 2/643]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَكِنَّ الَّذِينَ) مشدد أبو جعفر، والزَّعْفَرَانِيّ وهكذا غير الْعُمَرِيّ في الزمر، الباقون خفيف وهو الاختيار، لأن الابتداء لكن الخفيفة أولى.
(نُزْلًا) خفيف وهكذا (نُزْلُهُمْ) حيث وقع ابن مُحَيْصِن ونعيم، وعباس عن أبي عمرو، الباقون مشبع وهو الاختيار، لأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (93- .... .... .... .... .... = .... وَشَدِّدْ لَكِنِ الَّذْ مَعَاً أَلَا). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال وشدد لكن الذ معا ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا وهو أبو جعفر {لكن الذين اتقوا ربهم} [198] هنا وفي الزمر[20] بتشديد (لكن) فيها). [شرح الدرة المضيئة: 113]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا هُنَا، وَفِي الزُّمَرِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ النُّونِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {لكن الذين اتقوا} هنا [198]، وفي الزمر [20] بتشديد النون فيهما، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 490]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (551- .... .... .... .... وثمر = شدّد لكنّ الّذين كالزّمر). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ أبو جعفر «لكنّ الذين اتقوا ربهم» هنا، وفي الزمر بتشديد النون من ولكن، والباقون بالتخفيف وتقدم وجههما في البقرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (و (شدد) ذو ثاء (ثمر) أبو جعفر لكنّ الذين اتقوا هنا [الآية: 198] وفي الزمر [الآية: 20] [و] خففها الباقون.
وجه قراءة أبي جعفر: قصد التخفيف، وحصول الغرض من التوكيد بالحقيقة.
ووجه التخصيص: الجمع.
ووجه التشديد: قصد المبالغة، والزيادة في التوكيد.
و«لكن» حرف استدراك، أصلها تنصب الاسم، وترفع الخبر، ويجوز تخفيفها.
ويقل عملها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (لكن الّذين اتّقوا) هنا وفي الزمر (لكن الّذين اتّقوا ربهم) بتشديد النّون، والباقون بتخفيفها والله الموفق). [تحبير التيسير: 332]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا" [الآية: 198] هنا وفي "الزمر" [الآية: 20] فأبو جعفر بتشديد النون فيهما فالموصول محله نصب والباقون بالتخفيف فالموصول رفع بالابتداء، وعند يونس يجوز إعمالها مخففة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "نزلا" بسكون الزاي لغة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار 198}
{لكن}
- قراءة الجمهور "لكن..." خفيفة النون، ويجوز إعمالها عند یونس على خفتها.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع الكن... بالتشديد. ولم يظهر عملها في اسمها وهو الذين، لأنه مبني.
{نزلا}
- قراءة الجمهور "نزلا" بضم النون والزاي، وهي لغة بني أسد وأهل الحجاز.
- وقرأ الحسن والنخعي ومسلمة بن محارب والأعمش والمطوعي "نزلا" سكون الزاي، وهي لغة تميم.
{خير}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{للأبرار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/193.
- ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ورش "للأبرار".
- ونقل حمزة الحركة مثل ورش في الوقف.
[معجم القراءات: 1/651]
- وسكت حمزة على الساكن قبل الهمزة بخلاف عن خلاد). [معجم القراءات: 1/652]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 03:58 PM

سورة آل عمران
[من الآية (199) إلى الآية (200) ]

{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب 199}
{وإن من أهل الكتب}
- قراءة الجماعة "وإن" بالتشديد والإعمال.
- وقرئ "وإن" بالتخفيف، والوجه أنه أعمل "إن" مخففة جعلها كالمشددة، ودليل ذلك أنه أدخل اللام في الاسم.
{يؤمن}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "يومن" بإبدال الهمزة واوا.
- وقرأ بالإبدال واوا حمزة في الوقف.
{إليهم}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي "إليهم" بضم الهاء على الأصل، وهي لغة قريش والحجازيين.
- وقراءة الجماعة إليهم، بكسر الهاء، وذلك لمجانسة الكسر لفظ الياء، وهي لغة قيس وتميم وبني سعد). [معجم القراءات: 1/652]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تفلحون} تام، وفاصلة، ومنتهى ثمن القرآن بلا خلاف، ونصف الحزب عند جميع المشارقة، وعند جميع المغاربة {معروفًا} بسورة النساء، وهو
[غيث النفع: 501]
بعيد، لطوله جدًا، اللهم إلا أن يجعل كما جرى عليه عملنا منتهى الربع {قدير} والله أعلم). [غيث النفع: 502]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 200}
{اصبروا وصابروا}
- رقق الراء فيهما بخلاف الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/652]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 08:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة