جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة آل عمران (http://jamharah.net/showthread.php?t=11406)

محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:14 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل}
قال أبو روق والكلبي: نزلت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا على ملة إبراهيم))، فقالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان ذلك حلالا لإبراهيم، فنحن نحله))، فقالت اليهود: كل شيء أصبحنا اليوم نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا، فأنزل الله عز وجل تكذيبا لهم: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} الآية). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} [الآية: 93]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال: قالت اليهود إنما نحرم ما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/714]
حرم إسرائيل على نفسه وإنما حرم إسرائيل العروق وكن يأخذه عرق النساء كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقا أبدا فحرمه الله عليه ثم قال فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين يعني فإن فيها أنه ما حرم عليكم هذا غيري ببغيكم على أنفسكم وأنتم تحرمونه كتحريم إسرائيل له وهو كقوله في سورة النساء فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم
هذا قول السدي وقد خالفه الضحاك في بعضه وأخرجه الطبري أيضا من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك فذكر صدر الكلام في تحريم إسرائيل ثم قال كان ذلك قبل نزول التوراة فسأل نبي الله اليهود ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه فقالوا نزلت التوراة بتحريم الذي حرم فقال الله لمحمد قل فأتوا بالتوراة إلى قوله هم الظالمون فكذبوا وافتروا لم أنزل التوراة بذلك
ومن طريق العوفي عن ابن عباس فذكر نحو الضحاك لكن قال لئن عافاني الله منه لا يأكه لي ولد وليس تحريمه مكتوبا في التوراة فسأل النبي نفرا من أهل الكتاب فقال ما شأن هذا حراما عندكم قالوا هو حرام علينا من قبل التوراة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/715]
فأكذبهم الله فقال كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل الآية
وأخرجه سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس فذكر نحوه وفيه فقال اليهود نزلت التوراة بتحريمه كذبوا ليس في التوراة
ثم ذكر الطبري بسند صحيح إلى ابن عباس في قوله تعالى إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قال كان به عرق النساء فجعل على نفسه لئن شفاه الله منه لا يأكل لحوم الإبل قال فحرمته اليهود وتلا قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين أي أن هذا كان قبل التوراة ومن هذا الوجه أيضا كان حرم العروق على نفسه ولحوم الإبل وكان أكل من لحومها فبات ليلة يرزقو فحلف أن لا يأكله أبدا
ونقل الثعلبي عن الكلبي وأبي روق إن النبي لما قال أنا على ملة إبراهيم قالت اليهود كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها فقال النبي إن ذلك حلا لإبراهيم فنحن نحله فقالت اليهود كل شيء نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم كل الطعام كان حلا
ونقل أيضا من طريق جويبر عن الضحاك إن يعقوب كان نذر إن وهب الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/716]
له اثني عشرا ولدا وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم فتلقاه ملك فقال له يعقوب هل لك في الصراع فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه وغمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك وقال له أما أني لو شئت أن أصرعك لصرعتك ولكني غمزتك هذه الغمزة لأنك كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت آخر ولدك وقد جعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا فلما قدمها يعقوب أراد ذبح ولده ونسي قول الملك فقال له قد وفيت بنذرك فدعه لا تذبحه
تنبيه
تقدم في أوائل البقرة في الكلام على قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الآية شيء يتعلق بقصة يعقوب في تحريمه لحوم الإبل وألبانها وأنه كان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فنذر إن شفاه الله أن يحرمهما وبذلك جزم مقاتل بن سليمان ينبغي أن يستحضر هنا). [العجاب في بيان الأسباب: 2/717]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:14 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس} الآية.
قال مجاهد: تفاخر المسلمون واليهود، فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} [96]
ذكر الثعلبي وتبعه الواحدي وابن ظفر عن مجاهد تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود بيت المقدس أفضل لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة وقال المسلمون مكة أفضل فأنزل الله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/717]
هكذا ذكره الثعلبي بغير إسناد ولم أر له عن مجاهد ذكرا وإنما ذكره مقاتل ابن سليمان
فقال إن المسلمين واليهود اختصموا في أمر القبلة فقال المسلمون القبلة الكعبة وقالت اليهود القبلة بين المقدس فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان في الأرض والكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة لأهل الأرض). [العجاب في بيان الأسباب: 2/718]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [الآية: 97]
أخرج الفاكهي في كتاب مكة من طريق ابن جريج عن عكرمة ومن طريق ابن أبي نجيح سمعت عكرمة قال لما نزلت ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه قالت اليهود فنحن على الإسلام فما يبتغي منا محمد فأنزل الله عز وجل حجا مفروضا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا الآية فقال النبي كتب عليكم الحج
زاد ابن أبي نجيح عن عكرمة فقال الله تعالى لنبيه حجهم أي أخصمهم فقال لهم حجوا فقالوا لم يكن علينا فأنزل الله فمن كفر فإن الله غني عن العالمين فأبوا وقالوا ليس علينا حج
[العجاب في بيان الأسباب: 2/718]
وهو عند الفريابي وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن عكرمة ولفظه لما نزلت ومن يبتغ غير الإسلام دينا قال الملل نحن مسلمون فنزلت فحج المسلمون وقعد الكفار
وقال سعيد بن منصور في السنن نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عكرمة فذكره إلى قوله قيل لهم حجوا فإن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقالوا لم يكن علينا وأبوا أن يحجوا قال الله ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
ومن طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال آية فرقت بين المسلمين وأهل الكتاب لما نزلت ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه قالت اليهود قد أسلمنا فنزلت ولله على الناس حج البيت الآية فقالوا لا نحجه أبدا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/719]
ومن طريق ليث ابن أبي سليم أيضا لما قالوا إن إبراهيم كان على ديننا قال لهم إن إبراهيم كان يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك فنزل في ذلك قوله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
وروى أبو حذيفة النهدي من تفسير سفيان الثوري عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن محمد بن جعفر قال: قال سعيد بن المسيب نزلت في اليهود حيث قالوا الحج إلى مكة غير واجب فأنزل الله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
وأخرج الطبري من طريق جويبر عن الضحاك قال لما نزلت آية الحج جمع رسول الله أهل الأديان كلهم فخطبهم فقال يا أيها الناس أن الله كتب عليكم الحج فحجوا فآمنت به ملة واحدة وهم من صدق به وآمن وكفرت به خمس ملل قالوا لا نؤمن به ولا نستقبله ولا نصلي إليه فأنزل الله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). [العجاب في بيان الأسباب: 2/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}
أخرج سعيد بن منصور عن عكرمة قال لما نزلت {ومن يبتغ غير الإسلام دينا} الآية. قالت اليهود: فنحن مسلمون، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
[لباب النقول: 59]
((إن الله فرض على المسلمين حج البيت)) فقالوا: لم يكتب علينا، وأبوا أن يحجوا، فأنزل الله {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}). [لباب النقول: 60]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعلمون إلي قوله صراط مستقيم}[98 - 101]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/720]
قال الطبري ذكر أن هاتين الآيتين {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون} وما بعدهما إلى قوله: {وأولئك لهم عذاب عظيم} نزلت في رجل من اليهود حاول الإغراء بين الأوس والخزرج بعد الإسلام ليراجعوا ما كانوا عليه في الجاهلية من العداوة والبغضاء فعنفه الله تعالى بفعله ذلك وقبح له ما فعل ونهى عن الافتراق وأمرهم بالاجتماع
ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق حدثني الثقة عن زيد بن أسلم قال مر شأس بن قيس وكان شيخا عظيم الكفر قد عسا في الجاهلية شديد الضغن على المسلمين والحسد لهم بنفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من إلفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملأ ابني قيلة بهذه البلاد ولا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار فأمر فتى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/721]
شابا من يهود وكان معه فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار وكان يوم بعاث اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان على الركب وهما أوس بن قيظي من الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فقال أحدهما لصاحبه إن شئتم والله رددناها جذعة وغضب 283 الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وتحاوز الناس فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله فخرج إليهم في من معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الإسلام وألف به بينكم ترجعون إلي ما كنتم عليه كفارا فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدوهم شأس بن قيس وما صنع وفي شأس بن قيس وأوس بن قيظي وجبار بن صخر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/722]
نزلت الآيات المذكورات الخبر بطوله وفي آخره قال جابر ما من كان طالع أكره إلينا منه فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا منه وما رأيت يوما قط أوحش أولا ولا أطيب وأحسن آخرا من ذلك اليوم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/723]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا} [الآية: 99]
تقدم في نظيرتها أنها نزلت في حذيفة وعمار بن ياسر حين دعوهما إلى دينهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/723]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا} الآية.
أخبرنا أبو عمرو القنطاري فيما أذن لي في روايته قال: أخبرني محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن عكرمة قال: كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال من الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: قد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فقالوا: تعالى نرد الحرب جذعا كما كانت، فنادى هؤلاء يا آل أوس، ونادى هؤلاء يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال، فنزلت هذه الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته أنصتوا له وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون.
وقال زيد بن أسلم: مر شاس بن قيس اليهودي وكان شيخا قد عسا في الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد لا والله مالنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار فأمر شابًا من اليهود كان معه فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم بيوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه
[أسباب النزول: 111]
من الأشعار وكان بعاث يومًا اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج فتقاولا وقال أحدهما لصاحبه: إن شئت والله رددتها خذعة وغضب الفريقان جميعًا وقالا: قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة وهي حرة فخرجوا إليها وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال: ((يا معشر المسلمين أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا الله الله)) فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضًا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين فأنزل الله عز وجل: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا} يعني الأوس والخزرج {إِن تُطيعوا فَريقًا مِّن الَّذينَ أُوتوا الكِتابَ} يعني شاسًا وأصحابه {يَرُدّوكُم بَعدَ إِيمانِكُم كافِرينَ} قال جابر بن عبد الله: ما كان من طالع أكره إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يومًا أقبح ولا أوحش أولاً وأطيب آخرًا من ذلك اليوم). [أسباب النزول: 112]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين} [الآية: 100] وما بعدها
تقدم ما فيه قبل فصل وأخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره [284]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/723]
عن مؤمل بن إسماعيل وعبد بن حميد عن سليمان بن حرب وابن أبي حاتم عن أبيه عن عارم محمد بن الفضل ثلاثتهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم فجلس يهودي مجلسا فيه نفر من الأوس والخزرج فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم فكأنهم دخلهم من ذلك فقال الآخرون قد قال شاعرنا يوم كذا كذا وكذا فقالوا تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس ونادى هؤلاء يا للخزرج فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب الآية فجاء النبي حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون
طريق آخر قال عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/724]
مجاهد قال كان بين الأوس والخزرج حرب وشنآن ودماء حتى من الله عليهم بالإسلام وبالنبي فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم وألف بين قلوبهم فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج يتحدثان ومعهما يهودي جالس فذكرهما أيامهما حتى استبا ثم انفتلا فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح وصفوا للقتال ورسول الله شاهد بالمدينة يومئذ فجاء فلم يزل يمشي بينهم ليسكتهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح وأنزل الله تعالى هذه الآية
وأخرجه الطبري من طريقه
طريق آخر الأشجعي في تفسير سفيان الثوري عن سفيان
وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع كلاهما عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كان بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله إلى قوله فأنقذكم منها
وفي رواية قيس بن الربيع شر في الجاهلية فذكروا ما بينهم فثار بعضهم إلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/725]
بعض بالسيوف فأتى رسول الله فذهب إليهم فنزلت
وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع أيضا
سياق آخر أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب الآية نزلت في ثعلبة بن عنمة الأنصاري كان بينه وبين أناس من الأنصار كلام فمشى بينهم يهودي من بني قينقاع فحمل بعضهم على بعض حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج أن يحملوا السلاح فيتقاتلوا فأنزل الله هذه الآية
سياق آخر ذكر الثعلبي عن عطاء أن رسول الله صعد المنبر فقال يا معشر المسلمين مالي أوذى في أهلي يعني عائشة في قصة الإفك فذكر الحديث ومراجعة السعدين سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فثار الحيان حتى هموا أن يقتتلوا فلم يزل رسول الله حتى سكنهم فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته إلى قوله فأصبحتم بنعمته إخوانا}
[العجاب في بيان الأسباب: 2/726]
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قال نزل قوله إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فيما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة
وأخرجها الطبري من هذا الوجه أتم منه
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال نزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته الآية بعد الآيات المذكورة قال فتقدم إلى المؤمنين من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/727]
الأنصاري فقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وما بعدها). [العجاب في بيان الأسباب: 2/728]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)}
أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وكيف تكفرون} الآية والآيتان بعدها.
وأخرج ابن إسحاق وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال: مر شاس بن قيس، وكان يهوديا على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداوة، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل، فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الأوس، وجبار بن صخر من الخزرج، فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فأنزل الله في أوس وجبار ومن كان معهم {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب} الآية وفي شاس بن قيس {يا أهل الكتاب لم تصدون} الآية). [لباب النقول: 60]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَكَيفَ تَكفُرونَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا العباس الدوري حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كان بين الأوس والخزرج شر في الجاهلية فذكروا ما بينهم فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فذهب إليهم فنزلت هذه الآية: {وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آَياتُ اللهِ وَفيكُم رَسولُهُ} إلى قوله: {وَاِعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَقوا}.
أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا حاتم بن يونس الجرجاني قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الليث قال: حدثنا الأشجعي عن سفيان عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كاد يكون بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت: {وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آَياتُ اللهِ} إلى قوله تعالى: {فَأَنقَذَكُم مِّنها}). [أسباب النزول: 113]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} [الآية :103]
قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة لقي رسول الله نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه وأراد أن يذهب معهم فقالوا يا رسول الله إن بين قومنا حربا وإنا نخاف إن جئت على هذه الحال أن لا يتهيأ لك الذي تريد فواعدوه العام المقبل وقالوا نذهب يا رسول الله لعل الله يصلح تلك الحرب ففعل فأصلح الله تلك الحرب وكانوا يرون أنها لا تصلح أبدا يعني بعد يوم بعاث فلقي رسول الله منهم سبعين رجلا فذلك قوله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا قال فهداهم الله إلى الإسلام من الضلال ووسع عليهم في الرزق ومكن لهم في البلاد
وقال الثعلبي يشير بذلك إلى قصة إسلام الأوس والخزرج ومبايعتهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/728]
النبي بالعقبة ثم ساقها بطولها من السيرة النبوية
وقد ذكر قبله الطبري وأخرج القصة من طريق سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه فذكرها وفي أولها إن ابتداء ذلك أن سويد بن الصامت أحد بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فتصدى لرسول الله فسمع منه فدعاه إلى الإسلام فقال لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك قال حكمة لقمان فعرضها عليه فقال إن هذا لكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله علي نورا وهدى وتلا عليه فقال إن هذا القول حسن ولم يبعد من الإسلام فانصرف إلى المدينة فلم يلبث أن قتله الخزرج قبل يوم بعاث وكان قومه يقولون إنه أسلم ثم قدم أبو الحيسر أنس بن رافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل من الأوس أيضا فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج فأتاهم النبي فجلس إليهم وقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم فيه فذكر لهم أن الله أرسله وأنزل عليه الكتاب ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا أي قوم هذا والله خير مما جئتم له فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/729]
فسكت عنه وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث فحج نفر من الأوس والخزرج فلقيهم رسول الله كعادته في الموسم يعرض نفسه على القبائل فلقي ستة نفر منهم أسعد بن زرارة فجلس معهم وكلمهم ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله أنهم كانوا أصحاب أوثان ومعهم ببلادهم طوائف من اليهود أهل كتاب وعلم فإذا كان بينهم منازعة قالوا لهم إن نبيا يبعث قد أظل زمانه فإذا بعث تبعناه ونقتلكم معه قتل عاد فلما كلمهم النبي قالوا وهذا والله النبي الذي توعدنا به يهود فاستبقوهم إليه ففعلوا فسمعوا منه القرآن ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا وأذعنوا وأراد أن يتوجه معهم إلى بلادهم وقالوا له إنا تركنا وراءنا قوما لا قوم بينهم من العداوة والبغضاء والشر ما بينهم فعسى الله أن يجمعهم بك وسندعوهم إليك فإن أجابوا فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا مسلمين فدعوا قومهم إلى الإسلام فلم يبق دار من دور الأوس والخزرج إلا وفيها ذكر رسول الله حتى إذا كان العام المقبل وافي الموسم اثنا عشر رجلا فيهم عبادة بن الصامت وغيره من الخزرج وعويم بن ساعدة وغيره من الأوس وفيهم من الستة الأول أسعد بن زرارة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/730]
وغيره فاجتمعوا بالنبي بالعقبة فبايعوه وهذه هي العقبة الأولى ثم رجعوا ففشا الإسلام في المدينة
ثم وافى الموسم أهل العقبة الثانية ليدعوا من استطاعوا من عشائرهم إلى الإسلام فدعوهم وهم اثنان وسبعون رجلا فبايعوه وأرسل معهم مصعب بن عمير يفقههم فنزل على أسعد بن زرارة ثم دخل في الإسلام أكابر الأوس ثم الخزرج وأذن الله لنبيه في الهجرة فهاجر المسلمون أولا فأولا إلى أن هاجر النبي في شهر ربيع الأول فجمع الله على دينه الأوس والخزرج وأزال الشر الذي بينهم وارتفعت الحرب والشر والبغضاء عنهم وصاروا إخوانا متآلفين بعد الفرقة فوقعت الإشارة في الآية إلى ذلك
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة في هذه الآية إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا الآية قال كان هذا شأن العرب أبين الناس ضلالة وأشقاه عيشا وأعراه جلدا وأجوعه بطنا فزال ذلك عنهم كله بالإسلام). [العجاب في بيان الأسباب: 2/731]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} [الآية: 105]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/731]
قال الثعلبي قال أكثر المفسرين هم اليهود والنصارى وقال بعضهم هم المبتدعة من هذه الأمة
قلت أخرج الطبري الأول عن الربيع بن أنس والحسن والبصري وغيرهما وأخرج الثاني عن السدي بمعناه
ومن طريق أبي غالب عن أبي أمامة قال هم الخوارج). [العجاب في بيان الأسباب: 2/732]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} [106]
قال يونس بن أبي مسلم سألت عكرمة عنها فقال لو فسرتها لم أخرج من تفسيرها ثلاثة أيام ولكن سأجمل لك هؤلاء قوم أهل من الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم وبمحمد قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به ذكروا الثعلبي
وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع عن يونس عن أبي سلمة قال قدم علينا عكرمة فأمرني رجل أن أسأله عن هذه الآية فقال لو فسرتها لم أتفرغ من تفسيرها ثلاثة أيام ولكني سأجمل لك هؤلاء قوم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين لهم وبمحمد فلما بعث كفروا به فذلك قوله تعالى أكفرتم بعد إيمانكم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/732]
قال أبو سلمة فأخبرت الذي أرسلني بذلك فقال صدق). [العجاب في بيان الأسباب: 2/733]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:29 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ} الآية.
قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وذلك أن مالك بن الضيف ووهب بن يهوذا
[أسباب النزول: 113]
اليهوديين قالا لهم: إن ديننا خير مما تدعوننا إليه ونحن خير وأفضل منكم فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 114]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [الآية :110]
قال الثعلبي قال عكرمة ومقاتل نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا لهم إن ديننا خير مما تدعونا إليه ونحن خير وأفضل منكم فأنزل الله هذه الآية
قلت أما عكرمة فأخرجه سنيد في تفسيره عن حجاج عن ابن جريج قال: قال عكرمة نزلت فذكره ولم يذكر وذلك أن مالك بن الصيف إلى آخره
أما مقاتل فإن لفظه بعد أن ذكر الآية وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا لعبد الله بن مسعود إلى آخره فعلى هذا فنسبة الكلام إلى عكرمة ومقاتل المراد بها التوزيع فإن كلا منهما ذكر النصف وهو خلاف ما يتبادر والله المستعان
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وصححه الحاكم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/733]
والطبري كلهم من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمع النبي يقوله في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل
وأخرج الطبري من طريق قتادة قال بلغنا أن عمر حج فرأى من الناس رعة سيئة وقرأ هذه الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس ثم قال: قال من سره أن يكون منهم فليؤد شرط الله فيها). [العجاب في بيان الأسباب: 2/734]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:29 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذىً ...} الآية
قال مقاتل: إن رءوس اليهود كعب وبحرى والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 114]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} [الآية: 111]
قال مقاتل بن سليمان عمد رؤساء اليهود كعب يعني ابن الأشرف وعدي وبحري والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وكنانة وابن صوريا إلى عبد الله بن سلام ومن أسلم من اليهود فآذوهم بالقول لكونهم أسلموا فأنزل الله عز وجل هذه الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/734]
والمراد بالأذى الطعن باللسان أو الدعاء إلى الضلال فإن المسلم يتأذى بسماع ذلك وأما لو اتفق بينهم قتال فإنهم يخذلون). [العجاب في بيان الأسباب: 2/735]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:30 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَيسوا سَواءً...} الآية.
قال ابن عباس ومقاتل: لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود قالت أحبار اليهود: ما آمن لمحمد إلا شرارنا ولو كانوا من أخيارنا لما تركوا دين آبائهم وقالوا لهم: لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم دينًا غيره فأنزل الله تعالى: {لَيسوا سَواءً} الآية.
وقال ابن مسعود: نزلت الآية في صلاة العتمة يصليها المسلمون ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصليها.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد
[أسباب النزول: 114]
فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال: ((إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في هذه الساعة غيركم)) قال: فأنزلت هذه الآيات: {لَيسوا سَواءً مِّن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتلونَ آيات الله} إلى قوله: {وَاللهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ}.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن نوح قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن المسيب قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن زحر عن سليمان عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وكان عند بعض أهله أو نسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشرنا فقال: ((إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب)) وأنزلت: {لَيسوا سَواءً مِّن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتلونَ آَياتِ اللهِ آَناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدونَ} ). [أسباب النزول: 115]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ليسوا سواء} [الآية :113]
قال الثعلبي عن ابن عباس ومقاتل لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود قالت اليهود ما آمن بمحمد إلا شرارنا وقالوا لابن سلام وأصحابه لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم وقد عاهدتم الله أن لا تتركوا دينكم فنزلت
قلت أما مقاتل فهو موجود في تفسيره
وأما ابن عباس فأخرجه الطبري من طريق العوفي عنه بنحوه
وأخرج الطبري أيضا من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة وأسيد ابنا سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود قال أهل الكفر من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/735]
أحبارهم ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم فأنزل الله عز وجل ليسوا سواء الآية
ونقل الثعلبي عن عطاء قال نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من العرب واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى فلما بعث محمد صدقوا به وكان في الأنصار منهم عدة قبل الهجرة منهم أسعد بن زرارة والبراء بن معرور ومحمد بن مسلمة وصرمة بن قيس كانوا موحدين ويغتسلون من الجنابة ويقومون بما عرفوا من الحنيفية
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال أمة قائمة هم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سلام أخوه وسعية ومبشر وأسد وأسيد ابنا كعب). [العجاب في بيان الأسباب: 2/736]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {من أهل الكتاب أمة قائمة} [الآية: 113]
1 - قال ابن جرير مقتضى كلام ابن عباس وقتادة وابن جريج إن الكلام فيما يتعلق بأهل الكتاب تم عند قوله ليسوا سواء وإن قوله من أهل الكتاب أمة قائمة خبر مبتدأ عن مدح من آمن منهم بمحمد
2 - وأخرج أحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق عاصم عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/736]
زر بن حبيش عن ابن مسعود قال أخر النبي ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال
أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم قال ونزلت هذه الآيات من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إلى قوله بالمتقين
وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع عن عاصم وقال فيه لا أعلم أحدا من أهل الأديان إلى آخره
وأخرجه ابن جرير من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سليمان عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال احتبس عنا رسول الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/737]
ذات ليلة عند بعض أهله ونسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشرنا فقال إنه لا يصلي أحد هذه الصلاة من أهل الكتاب فأنزلت ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة إلى قوله يسجدون
سياق آخر أخرج الطبري من طريق منصور بن المعتمر بلغني أنها نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب والعشاء رجاله ثقات وهو مقطوع أو موقوف). [العجاب في بيان الأسباب: 2/738]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن منده في الصحابة عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام. قالت أحبار اليهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد واتبعه
إلا أشرارنا، ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره، فأنزل الله في ذلك {ليسوا سواء من أهل الكتاب} الآية.
[لباب النقول: 60]
وأخرج أحمد‌ وغيره عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة، فقال: ((أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم)) وأنزلت هذه الآية {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة} -حتى بلغ – {والله عليم بالمتقين}). [لباب النقول: 61]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [الآية: 113].
قال الإمام أحمد رحمه الله [1 /396] حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا: حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: ((أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم)). قال: وأنزل الله هؤلاء الآيات {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 53]
حتى بلغ {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
الحديث حسن كما قال الشوكاني [1 /375] نقلا عن السيوطي لأن عاصما في حفظه شيء وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 1 /312]: رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود وهو مختلف في الاحتجاج به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في [موارد الظمآن: 91] وابن جرير [4 /55] وأبو نعيم في [الحلية: 4 /187]. وأبو يعلى كما في [المقصد العلي: 1 /276].
هذا وقد ورد للآية سبب آخر ففي [مجمع الزوائد: 6 /732] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام قالت أحبار يهود أهل الكفر: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قوله: {لَيْسُوا سَوَاءً} إلى قوله تعالى: {مِنَ الصَّالِحِينَ} رواه الطبراني ورجاله ثقات.
واختار الإمام أبو جعفر بن جرير [7 /29] الأول حيث قال بعد ذكره جملة من الأقوال غير أن الأولى بتأويل الآية قول من قال عني بذلك – تلاوة القرآن في صلاة العشاء لأنها صلاة لا يصليها أحد من أهل الكتاب فوصف الله أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم يصلونها دون أهل الكتاب الذين كفروا بالله ورسوله.
وأقول لا مانع من نزول الآية في الجميع أو أنه تعدد سبب نزولها والله أعلم. كذا قلت: ثم إليك ما في الحديث الثاني من الضعف وإليك ما كتبه بعض الإخوة حفظه الله فقال: والسبب الآخر في نزول الآية: أخرجه الطبراني [4/52] وابن أبي حاتم [2/485] والطبراني [2/87] وأبو نعيم في [معرفة الصحابة:2/276]، والبيهقي في [الدلائل 2/533-534] والاستيعاب لابن عبد البر [1/96] وابن إسحاق في [السيرة: 1/557]، وقال الهيثمي في [المجمع: 6/327] رواه الطبراني ورجاله ثقات قلت: كلهم رووه من طريق محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس فذكره.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 54]
ومحمد بن أبي محمد هذا مجهول وكذا قلت في تحقيقي لتفسير ابن كثير قال: في سنده محمد بن أبي محمد وهو مجهول. وفي سند الطبري: محمد بن حميد وقد كُذّب). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 55]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:30 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117))

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
(قوله تعالى {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} إلى قوله {ولكن أنفسهم يظلمون} [116 - 117]
قال مقاتل بن سليمان وهي نفقة سلفة اليهود على علمائهم ورؤسائهم كعب بن الأشرف وأصحابه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/738]
وقال ابن ظفر لما تضمن قوله تعالى فيما قبله وصف المؤمنين ذكر بعدها ما اعتمده الكفار وأهل الكتاب من إنفاق أموالهم في الصد عن سبيل الله وإن ذلك لا يغني عنهم شيئا
وعن مجاهد المراد نفقات الكفار وصدقاتهم أخرجه الطبري
وعن يمان بن المغيرة نفقة أبي سفيان وأصحابه ببدر وأحد على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/739]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:31 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا بِطانَةً مِّن دونِكُم ...} الآية.
قال ابن عباس ومجاهد: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين ويواصلون رجالاً من اليهود لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاع فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم عن مباطنتهم خوف الفتنة منهم عليهم). [أسباب النزول: 115]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا} [الآية: 118]
قال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس نزلت في قوم مؤمنين كانوا يصافون المنافقين ويواصلون رجالا من اليهود لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاعة فنزلت هذه الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/739]
فنهوا عن مباطنتهم خوف الفتنة عليهم
وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نزلت في المنافقين من أهل المدينة ينهى المؤمنين أن يتولوهم
وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نزلت هذه الآيات في المنافقين
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال كانوا إذا رأوا من المؤمنين جماعة وائتلافا ساءهم ذلك وإذا رأوا منهم افتراقا واختلافا فرحوا وقال مقاتل بن سليمان دعا اليهود منهم أصبغ ورافع ابنا حرملة وهما من رؤوسهم عبد الله بن أبي ومالك بن دخشم إلى اليهودية وزينا لهم ترك الإسلام حتى أرادوا أن يظهروا الكفر فأنزل الله تعالى هذه الآية يحذر من اتباع اليهود ويبين عداوتهم لهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/740]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}
أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية، فأنزل الله فيهم فنهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم} الآية). [لباب النقول: 61]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:31 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِذ غَدَوتَ مِّن أَهلِكَ ...} الآية.
نزلت هذه الآية في غزاة أحد أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي
[أسباب النزول: 115]
قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن ابن عون عن المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: أي خالي أخبرني عن قصتكم يوم أحد فقال: اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجد: {وَإِذ غَدَوتَ مِّن أَهلِكَ تُبَوِّيءُ المُؤمِنينَ} إلى قوله تعالى: {ثُمَّ أَنزَلَ عَليكُم مِّن بَعدِ الغَمِ أَمَنَةً نُّعاسًا} ). [أسباب النزول: 116]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال} [الآية: 121]
قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده نا عبد الله بن جعفر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/740]
المخرمي عن ابن عون عن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن بن عوف أي خال أخبرني عن قصتكم يوم أحد قال اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال إلى قوله من بعد الغم أمنة نعاسا
أخرجه ابن أبي حاتم والواحدي من طريقه وليس في هذا سبب نزول وإنما كتبته تبعا له). [العجاب في بيان الأسباب: 2/741]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى عن المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: أخبرني عن قصتكم يوم أحد فقال: اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} - إلى قوله – {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه} قال: هو تمني المؤمنين لقاء العدو إلى قوله: {أفإن مات أو قتل انقلبتم} قال: هو صياح الشياطين يوم أحد: قتل محمد إلى قوله: {أمنة نعاسا} قال ألقى عليهم النوم.
[لباب النقول: 61]
وأخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله قال: فينا نزلت في بني سلمة وبني حارثة {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن الشعبي: أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين. فشق عليهم، فأنزل الله {ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم} - إلى قوله: {مسومين} فبلغت كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة). [لباب النقول: 62]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:31 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} [الآية: 122]
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو
[العجاب في بيان الأسباب: 2/741]
ابن دينار سمعت جابر بن عبد الله يقول فينا نزلت إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما قال نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب أنها لم تنزل لقول الله والله وليهما
وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال هم بنو حارثة وكانوا من نحو أحد وبنو سلمة وكانوا من نحو سلع وذلك يوم الخندق كذا قال
ومن طريق قتادة كان ذلك يوم أحد
وقال الطبري اختلف في يوم التبوئة الذي عني بقوله وإذ غدوت من أهلك
ثم أسند من طريق العوفي عن ابن عباس قال كان ذلك يوم أحد
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال مشى النبي ذلك اليوم على رجليه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/742]
ومن طريق قتادة ومن طريق الربيع بن أنس غدا النبي من أهله إلى أحد ومن طريق أسباط عن السدي نحوه
ومن طريق عباد بن راشد عن الحسن البصري كان ذلك يوم الأحزاب ويوافقه قول مجاهد الآتي بعد
وبذلك جزم مقاتل بن سليمان فقال قوله تعالى وإذ غدوت من أهلك أي على راحلتك يوم الأحزاب توطن للمؤمنين مقاعد في الخندق قبل أن يسبق إليه الكفار ثم قال إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا قال هما حيان من الأنصار من بني حارثة ومنهم أوس بن قيظي وأبو عمير بن أوس وابن يامين ومن بني سلمة بن جشم هما بترك المركز من الخندق
كذا قال ورجح الطبري الأول فإنه لا خلاف بين أهل المغازي أن الطائفتين اللتين همتا أن تفشلا كان ذلك يوم أحد
[العجاب في بيان الأسباب: 2/743]
وقال ابن إسحاق في المغازي حدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو وغيرهم من علمائنا أن رسول الله راح حين صلى الجمعة إلى أحد وقد لبس لأمته وكان المشركون نزلوا بأحد يوم الأربعاء فأقاموا به إلى أن خرج النبي فوصل إلى الشعب يوم السبت النصف من شوال وكان استشار أصحابه في الخروج إليهم فقال أكثر الأنصار اقعد يا رسول الله فإن دخلوا علينا قاتلناهم وإن رجعوا رجعوا خائبين وقال من كان غاب عن بدر وهو يرغب في الشهادة اخرج بنا إليهم فخرجوا فندموا وسألوا أن يقيم فقال لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي نحو ذلك وعندهما إن الذين خرجوا معه كانوا ألفا فرجع عبد الله بن أبي بن سلول بثلاثمئة فناداهم عبد الله بن عمرو بن حرام ليرجعوا وناشدهم فأبوا وقالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم وقالوا لترجعن معنا وكان كل من عبد الله بن أبي وعبد الله بن عمرو من الخزرج فهمت بنو سلمة وهم من الخزرج وبنو حارثة وهم من الأوس أن يرجعوا أيضا ثم قوى الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/744]
عزمهم فمضوا إلى أحد). [العجاب في بيان الأسباب: 2/745]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [الآية: 122].
قال الإمام البخاري رحمه الله [8 /360]: حدثنا محمد بن يوسف عن ابن عيينة عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فينا: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} أعاده البخاري [9 /393] عن شيخه علي بن المديني عن سفيان به.
وأخرجه مسلم [16 /66] وابن جرير [4 /73] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 55]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:31 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله تعالى {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} إلى قوله {إن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} [123]
أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند عن عامر وهو الشعبي قال حدث المسلمون يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين فشق ذلك على المسلمين فقيل لهم ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف الآيات قال فبلغت كرزا الهزيمة فرجع فلم يمدوا بالخمسة ولا بالثلاثة
ومن طريق عبيد الله بن موسى عن أبي إدام سليمان عن عبد الله بن أبي أوفى قال حاصرنا قريظة ما شاء الله فلم تفتح لنا فرجعنا فدعا رسول الله بغسل فهو يغسل رأسه إذ جاءه جبريل فقال وضعتم أسلحتكم ولم تضعها الملائكة فلف رسول الله رأسه ثم نادى فينا فقمنا كالين حتى أتينا قريظة فيومئذ أمدنا الله بثلاثة آلاف من الملائكة وفتح الله لنا فتحا يسيرا فانقلبنا بنعمة من الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/745]
وفضل
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال لم يصبروا يوم أحد فلم يمدوا بالملائكة ولو مدوا بالملائكة لما انهزموا
قال وحدثنا ابن بشار نا عبد الرحمن هو ابن مهدي أنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت عكرمة يقول لم يمدوا بملك واحد
ومن طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك قال وعد رسول الله يوم أحد إن المؤمنون صبروا أمددتهم بخمسة آلاف من الملائكة ففروا فلم يمدوا
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم شرط عليهم إن صبروا أن يمدهم فلم يصبروا
ورجح الطبري هذه المقالة ثم قال
إن في القرآن دلالة على أنهم أمدوا يوم بدر بألف بخلاف أحد فإن الظاهر أنهم وعدوا بالمدد بشرط فلما تخلف الشرط لم يوجد المدد). [العجاب في بيان الأسباب: 2/746]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:32 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ} الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ودمى وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول: ((كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم)) قال: فأنزل الله تعالى: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم
[أسباب النزول: 116]
أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ}.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح فلانًا وفلانًا ناسا من المنافقين فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ} رواه البخاري عن حيان عن ابن المبارك عن معمر ورواه مسلم من طريق ثابت عن أنس.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج قال: حدثنا القعنبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه وجعل يسيل الدم عنه ويقول: ((كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى ربهم)) فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ}.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع: ((ربنا لك الحمد اللهم العن فلانًا وفلانًا)) دعا على ناس من المنافقين فأنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ} رواه البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وسياقه أحسن من هذا.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا بحر بن نصر قال: قرئ على ابن وهب أخبرنك يونس بن يزيد
[أسباب النزول: 117]
عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ويقول: ((سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد)) ثم يقول وهو قائم: ((اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله)) ثم بلغنا أنه ترك لما نزلت: {لَيسَ لَكَ مِّنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمونَ} رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري). [أسباب النزول: 118]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{ ليس لك من الأمر شيء} [128]
1 - الجمهور على أنها نزلت في الدعاء على المشركين
[العجاب في بيان الأسباب: 2/746]
أخرج البخاري والنسائي من طريق معمر عن الزهري حدثني سالم هو ابن عبد الله ابن عمر عن أبيه سمع رسول الله يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم الآية
زاد البخاري وعن حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله كان رسول الله يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت
هكذا ذكره مرسلا ووصله أحمد من طريق عمر بن حمزة عن عمه سالم عن أبيه سمعت رسول الله يقول اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت قال فتيب عليهم كلهم
ومن طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر نحوه وقال فهداهم الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/747]
للإسلام
وفي رواية كان يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى نزلت
سياق آخر قال أحمد حدثنا هشيم نا حميد عن أنس إن النبي كسرت رباعيته يوم أحد وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء
وأخرجه الفريابي عن أبي بكر بن عياش عن حميد عن أنس لما كان يوم أحد فذكره وفيه فقال وهو يمسح الدم عن وجهه كيف فذكره
وأخرج مسلم من رواية حماد عن ثابت عن أنس نحوه
وأخرج الطبري من طريق مطر الوراق عن قتادة قال كسرت رباعيته وفرق
[العجاب في بيان الأسباب: 2/748]
حاجبه وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم فأفاق وهو يقول كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم فنزلت
وأخرج عبد بن حميد عن روح عن عوف عن الحسن بلغني أن رسول الله لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد وكسرت رباعيته وجرح وجهه قال وهو يصعد على أحد كيف يفلح يوم خضبوا وجه نبيهم
وأخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال نزلت هذه الآية على النبي يوم أحد وقد شج في وجهه وكسرت رباعيته فهم أن يدعو عليهم وقال كيف يفلح إلى آخره وهم أن يدعو عليهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء فكف عن الدعاء عليهم
ونقل الثعلبي نحوه عن ابن الكلبي وزاد لعلمه أن كثيرا منهم سيؤمن
قلت هذا مردود لما ثبت في الصحيح أنه دعا عليهم
وقد أخرج الطبري من طريق مقسم أن النبي دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسرت رباعيته اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال عكرمة أدمى عبد الله بن قمئة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/749]
وجه رسول الله فدعى عليه فكان حتفه أن سلط الله عليه تيسا فنطحه فقتله
ويمكن الجمع بأن المنفي الدعاء على الجميع بهلاك يعمهم والثابت دعاء على قوم منهم بغير الهلاك وذلك بين في الذي بعده
سياق آخر أخرج الشيخان من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما رفع رسول الله رأسه من الركعة الثانية قال اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة ابن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة اللهم اشدد وطأتك على مضر الحديث
وفي رواية يونس بن يزيد عن الزهري عن سعد وأبي سلمة عن أبي هريرة وكان يقول حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد اللهم انج الوليد فذكره وزاد اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب وفي لفظ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزل الله عليه ليس لك من الأمر شيء الآية
قلت وفي هذا نظر لأن ظاهر الآثار الماضية أن الآية نزلت أيام أحد وقصة بئر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/750]
معونة متراخية عن ذلك بمدة لكن يمكن الجمع بأن نزولها تأخر حتى وقعت بئر معونة فكان يجمع في الدعاء بين من شج وجهه بأحد ومن قتل أصحاب بئر معونة فنزلت الآية في الفريقين جميعا فترك الدعاء على الجميع وبقي بعد ذلك الدعاء للمستضعفين إلى أن خلصوا وهاجروا وهذه أولى من دعوى النزول مرتين
2 - وقد جزم مقاتل بن سليمان بأن قوله ليس لك من الأمر شيء إنما نزلت في القراء أصحاب بئر معونة ولفظه نزلت هذه الآية في أهل بئر معونة وكانت في صفر سنة أربع بعثهم رسول الله ليعلموا الناس فقتلوا وهذا سبب آخر
وقال الزبير بن بكار في ترجمة بني نوفل بن عبد مناف من كتاب النسب ومطعم وأم طعيمة بن عدي بن نوفل فاختة بنت عباس بن عامر من بني
[العجاب في بيان الأسباب: 2/751]
رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وكان بنو رعل وأخوتهم بنو ذكوان أنجدوا عامر بن الطفيل على أصحاب رسول الله الذين قتلوا ببئر معونة من أجل قتل طعيمة يوم بدر
قال الزبير ولقتل أصحاب بئر معونة دعا رسول الله أربعين ليلة على رعل وذكوان وعصية حتى نزلت عليه ليس لك من الأمر شيء فأمسك عنهم
3 - سبب آخر نقل الثعلبي عن عبد الله بن مسعود أراد رسول الله أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك وتاب عليهم وأنزل هذه الآية
4 - سبب آخر ذكر ابن إسحاق وغير واحد إن المسلمين لما رأوا ما صنع المشركون بمن قتل من المسلمين من جدع أنوفهم وغير ذلك حزنوا وقالوا لئن أدالنا الله عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها واحد من العرب بأحد فأنزل الله هذه الآية
وحكاه الثعلبي أيضا عن الشعبي وغيره
5 - سبب آخر ذكر الثعلبي عن عطاء قال أقام رسول الله بعد أحد أربعين يوما يدعو على أربعة من ملوك كندة حمد ومشرح ونحى والمعمودة وهي أختهم وعلى بطن من هذيل يقال لها لحيان وعلى بطون من سليم هم رعل وذكوان وعصية والقارة فأجاب الله دعاءه وقحطوا فلما انقضت الأربعون نزلت هذه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/752]
الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 2/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}
روى أحمد ومسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في وجه. حتى سال الدم على وجه، فقال: ((كيف يفلح قوم فعلوا هذا بينهم وهو يدعوهم إلى ربهم))، فأنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} الآية.
وروى أحمد والبخاري عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم العن فلانا، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية))، فنزلت هذه الآية {ليس لك من الأمر شيء}. إلى آخرها، فتيب عليهم كلهم.
وروى البخاري عن أبي هريرة نحوه.
قال الحافظ ابن حجر: طريق الجمع بين الحديثين: أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين في صلاته بعد ما وقع له من الأمر المذكور يوم أحد، فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم.
[لباب النقول: 62]
قال: لكن يشكل على ذلك ما وقع في مسلم من حديث أبي هريرة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في الفجر: ((اللهم العن رعلا وذكوان وعصية)) حتى أنزل الله عليه {ليس لك من الأمر شيء}. ووجه الإشكال أن الآية نزلت في قصة أحد، وقصة رعل وذكوان بعدها، ثم ظهرت لي علة الخبر وأن فيه إدراجا، فإن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عن من بلغه، بين ذلك مسلم، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته. قال: ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك، وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا، ثم نزلت في جميع ذلك. قلت: ورد في سبب نزولها أيضا ما أخرجه البخاري في تاريخه وابن إسحاق عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنك تنهى عن السب ثم تحول، فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف أسته، فلعنه ودعا عليه، فأنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} الآية، ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه، مرسل غريب). [لباب النقول: 63]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} – [الآية: 128].
قال الإمام البخاري رحمه الله [8 /368]: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأولى من الفجر يقول: ((اللهم العن فلانا وفلانا)) بعد ما يقول: ((سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد)) فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} – إلى قوله تعالى – {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} وعن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد لله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} – إلى قوله تعالى – {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.
الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير [9 /293] عن شيخه حبان بن موسى عن عبد الله وهو ابن المبارك به. و[17 /77] عن شيخه أحمد
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 55]
ابن محمد عن عبد الله به. وفيه إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا ولك الحمد، في الأخيرة وأخرجه الترمذي. وقال: حديث حسن غريب. والنسائي [2 /160] وأخرجه الإمام أحمد [2 /93 ،104] وفيه متابعة نافع لسالم و[118، 147] من طريقين إلى عبد الله في أحدهما: دعا على أناس من المنافقين. وأخرجه عبد الرزاق في [المصنف: 2 /446]. كما عند الإمام أحمد في بعض الطرق لأن الإمام أحمد رواه من طريق عبد الرزاق أعني فيه دعا على أناس من المنافقين ورواه ابن جرير [4 /88].
قال الإمام مسلم [5 /178]: وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية عصت الله ورسوله. قال أنس: أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس [3 /99 ،179، 201 ،206، 253، 288]، وأخرجه الترمذي[ 4/83] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن سعد مجلد [2 /31] وابن جرير [4 /86 -87].
قال الإمام البخاري رحمه الله [9 /294] : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال: إذا قال سمع الله لمن حمده: ((اللهم ربنا لك الحمد اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف)) يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: ((اللهم العن فلانا وفلانا)) لأحياء من العرب حتى أنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 56]
الحديث أخرجه مسلم [5 /177] والإمام أحمد [2 /255] وابن جرير [4 /89] قال الحافظ في [الفتح: 9 /295]: وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ ((اللهم العن رعلا وذكوان وعصية)).
ثم قال: تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} كان في قصة أحد ثم ظهر لي علة الخبر يعني خبر نزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} في قصة رعل وذكوان – وأن فيه إدراجا وأن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال: هنا قال: يعني الزهري.
ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكر ثم قال رحمه الله طريق الجمع بين حديث ابن عمر وأنس المتقدمين فقال: وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا إلى المذكورين بعد ذلك في صلاته فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له من الأمر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء وذلك كله في أحد بخلاف قصة رعل وذكوان فإنها أجنبية. ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 57]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:33 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} [الآية: 130]
أخرج أبو داود من طريق حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال أين بنو عمي قالوا بأحد قال فأين فلان قالوا بأحد قال فلبس لأمته وركب فرسه وتوجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو قال إني قد آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاء سعد بن معاذ فقال لأخته سليه حمية لقومك وغضبا لهم أو غضبا لله عز وجل فقال بل غضبا لله ورسوله قال فمات فدخل الجنة وما صلي لله صلاة
قلت ما زلت أبحث عن مناسبة ذكر آية الربا في وسط ذكر قصة أحد حتى وقفت على هذا الحديث فكأنها نزلت فيه فترك الربا وخرج إلى الجهاد فاستشهد أو أن ورثته طالبوا بما كان له من الربا فنهوا عنه بالآية المذكورة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}
أخرج الفريابي عن مجاهد قال: كانوا يبتاعون إلى الأجل، فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}. وأخرج أيضا عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني النضير في الجاهلية، فإذا جاء الأجل قالوا: نربيكم وتؤخرون عنا؟ فنزلت {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}). [لباب النقول: 63]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:33 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} [الآية: 133]
قال إسحاق بن راهوية وعبد بن حميد في تفسيريهما أنا روح بن عبادة نا محمد بن عبد الملك بن جريج عن أبيه عن عطاء إن المسلمين قالوا للنبي بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه في عتبة بابه مكتوبة أجدع أذنك افعل كذا فسكت النبي فنزل والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم الآية فقال النبي ألا أدلكم ألا أخبركم بخير من ذلكم فقرأ هذه الآيات
وهذا سند قوي إلى عطاء
وقد ذكره الثعلبي عن عطاء بغير إسناد ولكن قال فسكت النبي ونزلت وسارعوا إلى مغفرة أي سابقوا إلى الأعمال التي توجب المغفرة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/754]
وجدته في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح فذكره إلى قوله فنزلت وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة إلى قوله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقال رسول الله ألا أخبركم بخير من ذلك فقرأ هؤلاء الآيات
وأخرج سنيد أيضا عن عمر بن أبي خليفة عن علي بن زيد بن جدعان قال: قال ابن مسعود كانت بنو إسرائيل إذا أذنبوا أصبح مكتوبا على بابه الذنب وكفارته فأعطينا خيرا من ذلك هذه الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 2/755]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:33 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً ...} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت الآية في نبهان التمار أتته امرأة حسناء باع منها تمرًا فضمها إلى نفسه وقبلها ثم ندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية الكلبي: إن رجلين أنصاريًا وثقفيًا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فكانا لا يفترقان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته وكان يتعاهد أهل الثقفي فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة
[أسباب النزول: 118]
شعرها فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليلثمها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعًا فقالت: سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك قال: فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتوب إلى الله تعالى من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه فوافقه ساجدًا وهو يقول: رب ذنبي ذنبي قد خنت أخي فقال له: يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجًا وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل عليه السلام بتوبته فتلا عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} إلى قوله: {وَنِعمَ أَجرُ العامِلينَ} فقال عمر: يا رسول الله أخاص هذا لهذا الرجل أم للناس عامة؟ قال: ((بل للناس عامة في التوبة)).
أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي إجازة قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا روح قال: حدثنا محمد عن أبيه عن عطاء: أن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أبنو إسرائيل أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أذنك اجدع أنفك افعل كذا فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير من ذلك؟)) فقرأ هذه الآيات). [أسباب النزول: 119]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله} [الآية: 135]
1 - نقل الثعلبي عن عطاء قال نزلت هذه الآية في نبهان التمار وكنيته أبو مقبل أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا فقال لها إن هذا التمر ليس بجيد وفي البيت أجود منه فهل لك فيه
قالت نعم فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها فقالت له اتق الله فتركها وندم على ذلك فأتى النبي وذكر له ذلك فنزلت هذه الآية
قلت وهو من رواية موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب
[العجاب في بيان الأسباب: 2/755]
والمشهور في هذه القصة نزول إن الحسنات يذهبن السيئات وسيأتي في تفسير هود
2 - وذكره مقاتل بن سليمان فقال خرج رجل غازيا وخلف في أهله رجلا فتعرض له الشيطان فهوي المرأة فكان منه ما ندم عليه فأتى أبا بكر فذكر ذلك له فقال أما علمت أن الله يغار للمغازي فأتى عمر فذكر له فقال له مثل ذلك فأتى النبي فذكر ذلك له فأنزل الله هذه الآية فقال له النبي إنك ظلمت نفسك فاستغفر الله ففعل
ثم قال وقيل نزلت في عمر بن قيس ويكنى أبا مقبل قصة تأتي في سورة هود
3 - سبب آخر عن الثعلبي قال آخى رسول الله بين رجلين أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف فخرج الثقفي في غزاة واستخلف الأنصاري على نفسه فاشترى لهم اللحم ذات يوم فلما أرادت المرأة أن تأخذ منه دخل على أثرها فدخلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/756]
المرأة بيتا فتبعها فأتقته بيدها فقبل يدها ثم ندم وانصرف فقال له والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك فخرج الأنصاري ووضع التراب على رأسه وهام على وجهه فلما رجع الثقفي لم يستقبله الأنصاري فسأل امرأته عن حاله فقالت لا أكثر الله في الإخوان مثله ووصفت له الحال والأنصاري يسيح في الجبال تائبا مستغفرا فطلبه الثقفي حتى وجده فأتى به أبا بكر رجاء أن يجد عنده راحة وفرجا فقال له الأنصاري هلكت قال وما أهلكك فذكر له القصة فقال له أبو بكر ويحك أما علمت أن الله يغار للغازي ما لا يغار للمقيم ثم لقيا عمر فقال مثل ذلك فأتيا النبي فقال له مثل مقالتهما فأنزل الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة الآية
وذكره الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رجلين أنصاريا وثقفيا آخى بينهما رسول الله فكانا لا يفترقان فخرج النبي في بعض مغازيه وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته فكان يتعاهد أهل الثقفي فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعا فقالت سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتقرب إلى الله من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه فوفقه ساجدا وهو يقول رب ذنبي قد خنت أخي فقال له يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله فسله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجا وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة فكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل بتوبته فتلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/757]
والذين إذا فعلوا فاحشة إلى قوله ونعم أجر العاملين فقال عمر يا رسول الله أخاص هذا به أم للناس عامة قال بل للناس عامة في التوبة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/758]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:33 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا...} الآية.
قال ابن عباس: انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فبينا هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا يعلون علينا اللهم لا قوة لنا إلا بك اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر)) فأنزل الله تعالى هذه الآيات وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم فذلك قوله تعالى: {وَأَنتُم الأَعلونَ}). [أسباب النزول: 120]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} [الآية: 139]
أخرج [الطبري :305] من طريق ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال كثر في أصحاب محمد القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم اليأس فأنزل الله تعالى القرآن فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما أسى به قوما من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال ولا تهنوا ولا تحزنوا إلى قوله تعالى لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/758]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وأنتم الأعلون} [139]
أخرج سنيد عن حجاج بن محمد عن ابن جريج في قوله ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون قال انهزم الصحابة في الشعب فنعى بعضهم بعضا وتحدثوا أن النبي قد قتل فكانوا في وهم وحزن فبينا هم كذلك إذ علا خالد بن الوليد الجبل بخيل المشركين فوقهم وهو أسفل في الشعب فلما رأوا النبي فرحوا وقال النبي اللهم لا قوة لنا إلا بك وليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/758]
وثاب نفر فلقوا النبي فصعدوا الجبل وفيهم رماة فرموا خيل المشركين حتى أزاحوهم وعلا المسلمون الجبل ونزلت وأنتم الأعلون
وعند الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أقبل خالد بن الوليد لما انهزم الصحابة يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي اللهم لا يعلون علينا اللهم لا قوة لنا إلا بك وثاب نفر من المسلمين فأنزل الله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون). [العجاب في بيان الأسباب: 2/759]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:34 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فقد مس القوم قرح مثله ...} الآية.
قال راشد بن سعد: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم كئيبًا حزينًا يوم أحد جعلت المرأة تجيء بزوجها وابنها مقتولين وهي تلتدم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهكذا يفعل برسولك)) فأنزل الله تعالى: {إِن يَمسَسكُم قَرحٌ} الآية). [أسباب النزول: 120]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن يمسسكم قرح} [140]
أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من رواية الحكم بن أبان عن عكرمة قال ندم المسلمون كيف خلوا بينه وبين رسول الله وصعد رسول الله الجبل فجاء أبو سفيان فقال يا محمد الحرب سجال الحديث قال ونام
[العجاب في بيان الأسباب: 2/759]
المسلمون وبهم كلوم ففيهم نزلت إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس
وذكر الثعلبي عن راشد بن سعد لما انصرف رسول الله من أحد كئيبا حزينا جعلت المرأة تجيء بزوجها وأبيها وابنها وهي تلتدم فقال رسول الله أهكذا يفعل برسولك فنزلت). [العجاب في بيان الأسباب: 2/760]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويتخذ منكم شهداء} [140]
قال ابن أبي حاتم عن أبيه عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن عكرمة لما أبطأ الخبر على النساء بالمدينة خرجن يستقبلن فإذا رجلان مقتولان على بعير فقالت امرأة من الأنصار من هذان قالوا فلان وفلان أخوها وزوجها أو زوجها وابنها فقالت ما فعل رسول الله قالوا حي قالت فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء قال فنزل القرآن على وفق ما قالت ويتخذ منكم شهداء هذا مرسل رجاله من رجال البخاري). [العجاب في بيان الأسباب: 2/760]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر
[لباب النقول: 63]
خرجن ليستخبرن، فإذا رجلان مقتولان على دابة، فقالت امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: حي قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء، ونزل القرآن على ما قالت {ويتخذ منكم شهداء}). [لباب النقول: 64]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:34 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} [الآية: 142]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/760]
قال مقاتل بن سليمان سببها أن المنافقين قالوا للمؤمنين يوم أحد بعد الهزيمة لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم فإن محمدا لو كان نبيا لم يسلطوا عليه فنزلت). [العجاب في بيان الأسباب: 2/761]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:35 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} [الآية: 143]
أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس إن رجالا من أصحاب النبي كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق فأشهدهم الله أحدا فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم يقول الله عز وجل ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه
وأخرج عبد بن حميد من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية نحوه ليس فيه ابن عباس
وعند الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد غاب رجال عن بدر فكانوا يتمنون مثل يوم بدر ليصيبوا من الأجر والخير فلما كان يوم أحد ولى من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/761]
ولى منهم فعاتبهم الله بذلك
وأخرجه عبد بن حميد أيضا ومن طريق سعيد عن قتادة كان ناس من المسلمين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطى الله أهل بدر من الشرف والفضل فذكر نحوه
وأخرجه الطبري من هذه الطرق كلها ومنها طريق ابن جريج قال ابن عباس كانوا يسألون الشهادة فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء
ومن طريق الربيع بن أنس نحو رواية قتادة
ومن طريق هوذة عن عوف عن الحسن البصري قال بلغني أن رجالا من أصحاب النبي كانوا يقولون لئن لقينا مع النبي يعني عدوا لنفعلن ولنفعلن فابتلوا بذلك فوالله ما كلهم صدق فأنزل الله عز وجل هذه الآية
ومن طريق أسباط عن السدي كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا قالوا اللهم إنا نسألك أن ترينا يوما كيوم بدر نحوه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/762]
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في الذين قالوا يا نبي الله أرنا يوما مثل يوم بدر فأراهم الله يوم أحد فانهزموا فعاتبهم الله). [العجاب في بيان الأسباب: 2/763]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس: أن رجالا من الصحابة كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر أو: ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا أو نلتمس الشهادة والجنة أو الحياة والرزق، فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم، فأنزل الله {ولقد كنتم تمنون الموت} الآية). [لباب النقول: 64]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:35 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَما مُحمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قد خلت من قبله الرسل ...} الآيات.
قال عطية العوفي: لما كان يوم أحد انهزم الناس فقال بعض الناس: قد أصيب محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعضهم: إن كان محمد قد أصيب ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك: {وما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ} إلى {وَكأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنوا لِما أَصابَهُم في سَبيلِ الله ِوَما ضَعُفوا} - لقتل نبيهم - إلى قوله: {فَآتاهُمُ الله ُثَوابَ الدُنيا}). [أسباب النزول: 120]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} [الآية: 144]
أخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة ومن طريق الربيع بن أنس قالا لما فقدوا النبي يوم أحد وتناعوه قال ناس لو كان نبيا ما قتل وقال ناس قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به فنزلت
زاد الربيع ذكر أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال أشعرت أن محمدا قتل فقال الأنصاري إن كان محمد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فنزلت
ومن طرق أسباط عن السدي لما كان يوم أحد فذكر القصة وفيه وفشا في الناس أن محمدا قد قتل فقال بعضهم ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي يأخذ
[العجاب في بيان الأسباب: 2/763]
لنا أمانا من أبي سفيان يا قوم ارجعوا إلى قومكم قبل أن تقتلوا فقال أنس بن النضر يا قوم إن كان محمد قتل فإن رب محمد لم يقتل فقاتلوا على دينكم وانطلق رسول الله حتى أتى الصخرة فاجتمع عليه ناس فنزل في الذين قالوا إن محمدا قد قتل وما محمد إلا رسول
ومن طريق ابن إسحاق حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري من بني عدي بن النجار أن أنس بن النضر مال إلى نفر من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل رسول الله فما تصنعون بالحياة بعده موتوا على ما مات عليه ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل
ومن طريق جويبر عن الضحاك لما انهزم الصحابة نادى مناد إن محمدا قتل فأنزل الله الآية
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس نحوه
وذكر مقاتل بن سليمان نحوه ووقع في النسخة التي نقلت منها من رواية الهذيل أبي صالح عنه بشر بن النضر عم أنس وهو تحريف وإنما هو أنس). [العجاب في بيان الأسباب: 2/764]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}
أخرج ابن المنذر عن عمر قال: تفرقنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول: قتل محمد فقلت: لا أسمع أحدا يقول: قتل محمد إلا ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه، فنزلت {وما محمد إلا رسول} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: لما أصابهم يوم أحد ما أصابهم من القرح وتداعوا نبي الله قالوا: قد قتل، فقال أناس: لو كان نبيا ما قتل وقال أناس: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به، فأنزل الله {وما محمد إلا رسول} الآية.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي نجيح أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال: أشعرت أن محمدا قد قتل، فقال: إن كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فنزلت.
وأخرج ابن راهويه في مسنده عن الزهري: أن الشيطان صاح يوم أحد إن محمدا قد قتل. قال كعب بن مالك: وأنا أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[لباب النقول: 64]
رأيت عينيه من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وما محمد إلا رسول} الآية). [لباب النقول: 65]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:35 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {انقلبتم على أعقابكم} [145]
قال ابن ظفر روي سفيان بن عيينة عن الزهري قال لما نزلت ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم قالوا يا رسول الله قد علمنا أن الإيمان يزيد فهل ينقص
قال أي والذي بعثني بالحق فقيل هل لذلك دلالة قال فتلا هذه الآية انقلبتم على أعقابكم فالانقلاب نقصان ولا كفر). [العجاب في بيان الأسباب: 2/765]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:35 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَروا الرُعبَ ...} الآية.
قال السدي: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين إلى مكة انطلقوا حتى بلغوا بعض الطريق ثم إنهم ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما عزموا به وأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 121]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا} [الآية: 151]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة ندموا فقالوا بئس ما صنعتم أنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا وقالوا له إن لقيت محمدا فأخبره ما قد جمعنا لهم فأخبر الله رسوله فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فأنزل الله في ذلك يذكر أبا سفيان حين أراد أن يرجع وما قذف في قلبه من الرعب سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/765]
وذكر مقاتل بن سليمان نحوه فقال ألقى الله في قلوب المشركين الرعب بعد هزيمة المسلمين فرجعوا إلى مكة من غير شيء). [العجاب في بيان الأسباب: 2/766]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:36 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلَقد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ...} الآية.
قال محمد بن كعب القرظي: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أحد قال ناس من أصحابه: من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر فأنزل الله تعالى: {وَلَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ} الآية إلى قوله: {مِنكُم مَّن يُريدُ الدُنيا} يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد). [أسباب النزول: 121]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} [الآية: 152]
أخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس قال لما كان يوم أحد قال لهم النبي إنكم ستظهرون فلا أعرفن ما أصبتم من غنائمهم شيئا حتى تفرغوا
فتركوا أمره الذي عهد إليهم وتنازعوا فوقعوا في الغنائم وتركوا العهد الذي عهد إليهم فانصرف عليهم عدوهم من بعد ما أراهم فيهم ما يحبون
ومن طريق العوفي عن ابن عباس أن رسول الله بعث ناسا فكانوا من ورائهم فقال كونوا ها هنا فردوا وجه من نفر وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا ولما هزم المشركون رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم فقالوا انطلقوا ندرك الغنيمة قبل أن نسبق إليها وقالت طائفة بل نطيع رسول الله ونثبت مكاننا فذلك قوله فمنكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فلما تنازعوا وخالفوا الأمر جدلوا قال فالذين انطلقوا يريدون الغنيمة هم أصحاب الدنيا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/766]
والذين قالوا لا نخالف الأمر أرادوا الآخرة فنزلت الآيات في ذلك
ومن طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك نحوه وزاد فكان ابن مسعود يقول ما شعرت أن أحدا من أصحاب رسول الله كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد ومن طريق السدي عن عبد خير عن ابن مسعود نحوه ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال كان ابن مسعود يقول فذكره
وأخرج البخاري من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال أجلس النبي يوم أحد جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله بن جبير وقال لا تبرحوا وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقيناهم هزموا حتى رأينا النساء يسندن في الجبل يرفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون الغنيمة الغنيمة فقال لهم عبد الله بن جبير عهد النبي إلينا أن لا نبرح فأبوا فصرف الله وجوههم فأصيب منهم سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم ابن أبي قحافة فقال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن الخطاب فقال لا تجيبوه فقال إن هؤلاء قتلوا ولو كانوا أحياء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/767]
لأجابوا فلم يملك عمر نفسه أن قال كذبت يا عدو الله فقد أبقى الله لك ما يخزيك فقال أعل هبل الحديث
وأخرج عبد بن حميد من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبد الرحمن بن أبزي قال وضع رسول الله خمسين من الرماة يوم أحد وأمر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوات وأقعدهم إزاء خالد بن الوليد وكان على خيل المشركين فلما انهزم المشركون قال طائفة منهم نلحق بالناس لا يسبقونا بالغنائم وقالت طائفة عهد إلينا النبي أن لا نزيغ من مكاننا حتى يأتينا أمره فمضى أولئك فرأى خالد رقتهم فحمل عليه فقتلهم ونزلت ولقد صدقكم الله وعده الآية وكانت معصيتهم توجههم عن مكانهم وقوله من يريد الدنيا أي الغنيمة والآخرة الشهادة
ومن طريق عطية العوفي نحوه
وأخرج أحمد والطبري والحاكم من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/768]
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال ما نصر الله في موطن كما نصر في يوم أحد
قال فأنكرنا ذلك فقال بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه والحس القتل حتى إذا فشلتم وإنما عنى بهذا الرماة وذلك أن النبي أقامهم في موضع ثم قال احموا ظهرنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا فلما انهزموا أكب الرماة في العسكر ينهبون وانتشب العسكران وشبك بين أصابعه فدخلت خيل المشركين من ذلك الموضع فضرب بعضهم بعضا وقتل من المسلمين ناس كثير وصاح الشيطان قتل محمد وشكوا أنه حق فذكر قصة أبي سفيان وأخرج أحمد من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود قال كان النساء يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبرأ أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى نزلت الآية فلما خالف الرماة ما أمروا به يعني
[العجاب في بيان الأسباب: 2/769]
وانهزم الناس أفرد رسول الله في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم الحديث
وفي حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر عند النسائي والبيهقي في الدلائل انهزم الناس عن النبي يوم أحد وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/770]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:36 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فأثابكم غما بغم} [153]
قال مقاتل بن سليمان لما تراجع المسلمون من الهزيمة حصل لهم غم عظيم لما أصابهم من الهزيمة ولما فاتهم من الفتح والغنيمة فأشرف عليهم خالد بن الوليد من الشعب في الجبل فلما عاينوه أنساهم ما كانوا فيه من الغم الأول فأنزل الله تعالى لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم قال وغشي النعاس سبعة منهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن الصمة وسهل بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/770]
حنيف ورجلين من الأنصار أيضا
قلت ثبت في الصحيح ذكر أبي طلحة فيمن غشيه النعاس وهو أنصاري). [العجاب في بيان الأسباب: 2/771]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:36 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية} [الآية: 154]
قال الزبير بن بكار قائل ذلك هو معتب بن قشير شهد عليه بذلك الزبير بن العوام هكذا أخرجه الطبراني عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار
قلت وأخرج ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه حدثه عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير لقد رأيتني مع رسول الله حين أشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره قال فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم يقول لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا
وأخرجه إسحاق بن راهوية وابن أبي حاتم من هذا الوجه). [العجاب في بيان الأسباب: 2/771]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)}
أخرج ابن راهويه عن الزبير قال: لقد رأيتني يوم أحد حين اشتد علينا الخوف
وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا ذقنه في صدره، فوالله إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير: {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتالنا ههنا}، فحفظتها، فأنزل الله في ذلك {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} - إلى قوله – {والله عليم بذات الصدور}). [لباب النقول: 65]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} [الآية: 154].
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى [4 /84]: حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت جحفته من النعاس فذلك قول الله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا}. هذا حديث حسن صحيح ثم قال: "وعليها إشارة نسخة" حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 57]
أبيه عن أبي الزبير مثله هذا حديث حسن صحيح.
قال المباركفوري: قوله عن أبي الزبير كذا في النسخة الأحمدية وهو غلط والصحيح عن الزبير بحذف لفظة أبي ا.هـ. وحديث الزبير وأخرجه ابن راهويه كما في [المطالب العالية: 4 /219] وهذا لفظه: قال الزبير لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم أحد حين اشتد علينا الخوف وأرسل علينا النوم فما منا أحد إلا وذقنه –أو قال ذقنه- في صدره فوالله إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} فحفظتها فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} – إلى قوله – {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} – لقول معتب بن قشير قال {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} حتى بلغ {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} قال المعلق حبيب الرحمن الأعظمي سكت عليه البوصيري وإسناده جيد). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 58]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:36 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان} [الآية: 155]
قال عبد بن حميد حدثنا يوسف بن بهلول عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال: قال عكرمة مولى ابن عباس جاءت فاختة بنت غزوان امرأة عثمان بن عفان ورسول الله وعلي يغسلان السلاح من الدماء فقالت ما فعل ابن عفان أما والله لا تجدونه الأم القوم فقال لها علي ألا إن عثمان فضح الذمار اليوم فقال له رسول الله مه وكان ممن ولى دبره يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان إخوان من الأنصار من بني زريق حتى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/772]
بلغوا الجلعب فرجعوا بعد فقالت فقال لهم رسول الله لقد ذهبتم بها عريضة قال الله تعالى إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم الآية
وأخرجه الطبري من رواية سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق وقال في روايته الجلعب جبل بناحية المدينة مما يلي الأحوص أقاموا به ثلاثا ثم رجعوا
وأخرج سنيد عن حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عكرمة إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان نزلت في رافع بن المعلى وغيره من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/773]
الأنصار وفي أبي حذيفة بن عتبة وآخر ولقد عفا الله عنهم إذ لم يعاقبهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/774]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:37 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض} [الآية: 156]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال هؤلاء المنافقون أصحاب عبد الله بن أبي
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه
وجزم مقاتل بن سليمان بأن الذي قال ذلك عبد الله بن أبي). [العجاب في بيان الأسباب: 2/774]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:37 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم} [159]
اتفقوا على أنها نزلت في حق الذين انهزموا يوم أحد فإنه لم يغلظ على الذين خالفوا أمره حتى كانوا سببا لقتل من قتل من المسلمين). [العجاب في بيان الأسباب: 2/774]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وشاورهم في الأمر} [159]
قال مقاتل بن سليمان
[العجاب في بيان الأسباب: 2/774]
كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله نبيه أن يشاور أصحابه إكراما لهم فيكون أطيب لأنفسهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/775]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:39 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ...} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال أناس: لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله تعالى: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ}
[أسباب النزول: 121]
قال حصيف: قلت لسعيد بن جبير: ما كان لنبي أن يغل فقال: بل يغل ويقتل.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان ينكر على من يقرأ (وما كان لنبي أن يُغَلَّ) ويقول: كيف لا يكون له أن يغل وقد كان يقتل قال الله تعالى: {وَيَقتُلونَ الأَنبِياءَ} ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة فأنزل الله عز وجل: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ}.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا وكيع عن سلمة عن الضحاك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة وقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئًا فلما قدمت الطلائع قالوا: قسم الفيء ولم يقسم لنا فنزلت: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} قال سلمة: قرأها الضحاك يغَلَّ.
وقال ابن عباس في رواية الضحاك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل بمخيط فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة: نزلت وقد غل طوائف من أصحابه.
[أسباب النزول: 122]
وقال الكلبي ومقاتل: نزلت حين تركت الرماة المركز يوم أحد طلبًا للغنيمة وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئًا فهو له وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ظننتم أنا نغل ولا نقسم لكم)) فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى عن ابن عباس أن أشراف الناس استدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصصهم بشيء من الغنائم فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول: 123]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وما كان لنبي أن يغل} [الآية: 161]
1 - أخرج عبد بن حميد والترمذي والطبري وأبو يعلى وابن أبي حاتم من طريق خصيف عن مقسم حدثني ابن عباس إن هذه الآية نزلت وما كان لنبي أن يغل في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر فقال بعض الناس أخذها محمد وأكثروا في ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى ما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة
لفظ الطبري وفي رواية أبي يعلى فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال ناس لعل رسول الله أخذها فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل قال خصيف فقلت لسعيد بن جبير وما كان لنبي أن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/775]
يغل يعني بفتح الغين فقال بل يغل ويقتل
وفي رواية الطبري قلت لسعيد بن جبير كيف تقرأ أن يغل أو يغل قال أن يغل يعني بضم الغين قد كان والله يغل ويقتل
قال الترمذي حسن غريب وقد رواه عبد السلام بن حرب عن خصيف
قلت هي رواية الطبري من طريقه
قال ورواه بعضهم عن خصيف عن مقسم فأرسله
قلت هي رواية شريك عنه عند عبد بن حميد
وأخرج الطبراني من طريق أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان ينكر على من يقرأ أن يغل يعني بفتح الغين ويقول كيف لا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/776]
يكون له أن يغل وقد كان يقتل قال الله عز وجل ويقتلون الأنبياء لكن المنافقين اتهموا رسول الله في شيء من الغنيمة فأنزل الله عز وجل وما كان لنبي أن يغل
وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن خصيف فقال عن عكرمة بدل مقسم
وفي رواية عن عكرمة وسعيد بن جبير والرواية المفصلة أثبت
وأخرجه من طريق حميد الأعرج عن سعيد بن جبير قال نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر لم يذكر ابن عباس
قال الطبري في ذكر وعيد أهل الغلول في بقية الآية دليل واضح على صحة قراءة الجمهور
قلت أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وما كان لنبي أن يغل قال يغله أصحابه
وأخرجه الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال وما كان لنبي أن يغل بضم أوله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/777]
أن يغله أصحابه الذين معه ذكر لنا أن هذه الآية أنزلت يوم بدر وقد غل طوائف من المسلمين
وكذا أخرجه الطبري من طريق الربيع بن أنس ثم شرع الطبري في رد هذه القراءة واستشهد للمشهورة بحديث أبي هريرة المخرج في الصحيح ألا هل عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة الحديث
2 - قول آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل أي يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة فيجور في القسمة ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله فإذا فعل ذلك استنوا به
3 - قول آخر أخرج الطبري من طريق سلمة بن نبيط عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/778]
الضحاك بن مزاحم قال بعث رسول الله طليعة وغنم النبي فقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا وقدمت الطلائع فقالوا لم يقسم لنا فنزلت وما كان لنبي أن يغل قرأها بضم الغين أي يعطي غير من قاتل
4 - قول آخر ذكر جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي لما وقعت في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل في مخيط فنزلت
قلت وهذا من تخليط جويبر فإن هذه الآية نزلت في يوم أحد اتفاقا
5 - قول آخر قال مقاتل بن سليمان نزلت في الذين طلبوا الغنيمة يوم أحد يعني الرماة فتركوا المركز وقالوا نخشى أن يقول النبي من أخذ شيئا فهو له ونحن ها هنا وقوف فلما رآهم النبي قال ألم أعهد إليكم أن لا تبرحوا من المركز حتى يأتيكم أمري قالوا تركنا بقية إخواننا وقوفا قال أو ظننتم أنا نغل فنزلت وما كان لنبي أن يغل
وكذا ذكره الكلبي في تفسيره بنحوه لكن قال فقالوا نخشى أن لا يقسم الغنائم كما لم يقسمها يوم بدر وزاد بعد قوله إنا نغل ولا نقسم لكم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/779]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}
أخرج أبو داود والترمذي وحسنة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في قطيفة حمراء، افتقدت يوم بدر فقال بعض الناس: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله {وما كان لنبي أن يغل} إلى آخر الآية.
وأخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته، ثم بعث فردت، ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت {وما كان لنبي أن يغل}). [لباب النقول: 65]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [الآية: 161].
قال الإمام الطبراني رحمه الله [12 /134] حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ابت عن ابن عباس قال: بعث نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}.
قال الهيثمي في المجمع والسيوطي في لباب النقول إن رجاله ثقات.
قال أبو عبد الرحمن: الأمر كما قالا من حيث الرجال ولكن حبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يصرح بالتحديث وهو وإن كان قد سمع من ابن عباس وقد أثبت له علي بن المديني لقي ابن عباس كما في جامع التحصيل وأثبت له العجلي السماع من ابن عباس كما في تهذيب التهذيب لكنه مدلس وقد روى عن ابن عباس بواسطتين وهما محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأبوه كما في تحقيق الإلزامات والتتبع [483] فعلم بهذا أن الحديث ضعيف بهذا السند.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 58]
سبب آخر للآية لم يصح أيضا:
قال الإمام الطبراني رحمه الله [11/101] حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي البغدادي ثنا أبو عمر حفص بن عمر المقري الدوري ثنا أبو محمد اليزيدي حدثني أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} وكيف لا يكون له أن يغل وله أن يقتل قال الله: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ} ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شيء فأنزل الله عز وجل {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} الحديث أخرجه الطبراني في [الصغير: 2 /15].
والواحدي في [أسباب النزول: 84] والخطيب في [تاريخ بغداد: 1/372].
الحديث رجاله ثقات إلا شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة إلا في [تاريخ بغداد: 1 /372] قال الخطيب: روى عنه أبو القاسم الطبراني ثم لم يذكر الخطيب فيه جرحا ولا تعديلا.
وقد أخرج أبو داود والترمذي نحوه ولكنه من طريق خصيف بن عبد الرحمن قال الحافظ في تخريج الكشاف: أعله ابن عدي بن خصيف. ا.هـ.
قال أبو عبد الرحمن خصيف ضعفه الأكثرون وقد اضطرب في هذا الحديث فتارة يرسله وتارة يوصله وتارة يقول عن مقسم وتارة يقول عن عكرمة أو غيره. راجع تفسير ابن جرير [4 /155].
ثم وجدت له طريقا صالحا للحجية قال الإمام البزار رحمه الله كما في [كشف الأستار: 3 /43]: حدثنا محمد بن عبد الرحيم ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا هارون القارئ عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه. ا.هـ. هارون هو ابن موسى الأزدي العتكي مولاهم أبو عبد الله ويقال أبو إسحاق النحوي البصري الأعور صاحب القراءات وثقه ابن معين وغيره كما في تهذيب التهذيب.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 59]
وهذا الأثر وإن لم يكن فيه سبب نزول فإنه يؤيد ما تقدم من سبب النزول عن ابن عباس والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 60]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:39 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَولَمّا أَصابَتكُم مُّصيبَةٌ ...} الآية.
قال ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى: {أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ} إلى قوله: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم} قال بأخذكم الفداء). [أسباب النزول: 123]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم} [165]
1 - قال الثعلبي روى عبيدة بن عمرو السلماني عن علي قال جاء جبريل إلى النبي فقال يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسرى وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم وبين أن يأخذوا الفداء علي أن يقتل منهم فذكر ذلك رسول الله فقالوا يا رسول الله عشائرنا وإخواننا لا بل نأخذ فداءهم فنتقوى به على عدونا ويستشهد منا عدتهم وليس في ذلك شيء نكره فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر
قال الثعالبي فمعنى قوله على هذا التأويل من عند أنفسكم أي بأخذكم الفداء واختياركم القتل
قلت حديث علي هذا أخرجه الحسين بن داود المعروف بسنيد في تفسيره عن إسماعيل بن علية عن ابن عون وعن حجاج بن محمد عن جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن سيرين عنه
وأخرجه الطبري من طريق سنيد وأصله عند الترمذي والنسائي من رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الثوري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين ولفظه أن جبريل هبط عليه فقال له خيرهم في أسارى بدر القتل أو الفداء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/780]
على أن يقتل منهم قابل مثلهم قالوا الفداء ويقتل منا
قال الترمذي حسن غريب من حديث الثوري ورواه أبو أسامة عن هشام نحوه وروى ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو مرسلا
قلت أخرجه الطبري عن الدورقي عن ابن علية عنه مرسلا ومن طريق أشعث بن سوار عن ابن سيرين كذلك
وقد وصل سنيد رواية ابن عون كما ترى وزاد رواية جرير وخالف في سياق المتن وقد تكلموا فيه
حديث آخر قال الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/781]
جميعا حدثنا قراد أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان ثنا عكرمة بن عمار نا سماك الحنفي حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم أحد من العام المقبل عوضوا بما صنعوه يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر القوم عن النبي وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله عز وجل أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم بأخذكم الفداء
لفظ أبي بكر وسياق أحمد أتم وأصل الحديث في صحيح مسلم من هذا الوجه وأوله لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين الحديث بطوله وفيه فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين وفيه أن النبي استشار أبا بكر وعمر في الأسرى وفيه أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة وأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى وسيأتي في سورة الأنفال
حديث آخر مرسل أخرج ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور سألت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/782]
الحسن عن قوله تعالى أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قال لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا من أين هذا ما كان للكفار أن يقتلوا منا فأخبرهم الله تعالى إن ذلك بالأسرى الذين أخذوا منهم الفداء يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة
2 - قول آخر قال الطبري في المراد بقوله قل هو من عند أنفسكم قال بعضهم تأويله ما وقع من خلافكم على نبيكم حين أشار عليكم فأبيتم إلا أن يخرج ويصحر لهم ويقاتلهم
ثم أسند عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي قال إنا في جنة حصينة فقال أناس من الأنصار فذكر القصة وقوله ما كان النبي أن يلبس لأمته ثم يضعها حتى يقاتل). [العجاب في بيان الأسباب: 2/783]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}
أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: عوقبوا يوم أحد بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[لباب النقول: 65]
وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجه، فأنزل الله {أولما أصابتكم مصيبة} الآية). [لباب النقول: 66]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [الآية: 165].
قال الإمام أحمد رحمه الله [1 /30] حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة ابن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أصحابه وهو ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال: ((اللهم أين ما وعدتني، اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا)) قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا بني الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}، فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما ترى يابن الخطاب))؟ قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريبا لعمر فأضرب عنقه، وتمكن عليا رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 60]
كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} – إلى قوله: {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الفداء ثم أحل الله لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل بمثل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} بأخذكم الفداء.
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد عزاه ابن كثير والسيوطي لابن أبي حاتم مختصرا وإنما سقته بتمامه لما فيه من العبر.
وسيأتي ذكر بعض مخرجيه في سورة الأنفال إن شاء الله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 61]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:39 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم} [167]
اتفقوا على أنها نزلت في عبد الله بن أبي وأتباعه الذين رجعوا قبل القتال). [العجاب في بيان الأسباب: 2/783]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:41 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي قال: أخبرنا عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم
[أسباب النزول: 123]
ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ} )). رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن إدريس فذكره رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري عن مسدد عن عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا أبو بكر الحارثي حدثنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء أخبرنا علي بن المديني قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن بشير بن الفاكه الأنصاري أنه سمع طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما لي أراك مهتمًا؟)) قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك دينًا وعيالاً فقال: ((ألا أخبرك ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحًا فقال: يا عبدي سلني أعطك قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال: يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ} )) الآية.
[أسباب النزول: 124]
أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إلي قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عند ربهم} قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا ما رزقوا من الخير قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ} إلى قوله: {لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ}.
وقال أبو الضحى نزلت هذه الآية في أهل أحد خاصة. وقال جماعة من أهل التفسير: نزلت الآية في شهداء بئر معونة وقصتهم مشهورة ذكرها محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي.
وقال آخرون: إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا: نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسًا عنهم وإخبارًا عن حال قتلاهم). [أسباب النزول: 125]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [الآية: 169]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/783]
1 - قال إسحاق بن راهويه أنا وكيع عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء قال لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وغيرهما يوم أحد ورأوا ما رزقوا من الخير قالوا ليت إخواننا علموا ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء إلى قوله أجر المؤمنين أخرجه الطبراني من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن سالم الأفطس به
وأخرج أبو داود وعبد بن حميد والطبري وأبو يعلى والحاكم من طريق ابن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب قال الله أنا أبلغهم عنكم قال الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/784]
طريق آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن دينار عن سعيد بن جبير قال
لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة قالوا يا ليت إخواننا في الدنيا يعلمون ما نحن فيه فإذا شاهدوا القتال باشروه بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبهم ما أصبنا من الخير فأخبر الله تعالى نبيه بأمرهم وما هم فيه من الكرامة فاستبشروا بذلك
طريق آخرى قال الفريابي نا قيس بن الربيع أنا سعيد بن مسروق عن أبي الضحى في هذه الآية قال نزلت في قتلى أحد حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان وهؤلاء الأربعة من المهاجرين ومن الأنصار ستة وستون رجلا نزل فيهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وعن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال لما أصيبوا فرأوا الرزق والخير تمنوا أن أصحابهم يعلمون بما هم فيه ليزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية
وأخرجه عبد بن حميد عن أبي الوليد عن أبي الأحوص وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل كلاهما عن سعيد بن مسروق
حديث آخر أخرج الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان
[العجاب في بيان الأسباب: 2/785]
والحاكم والطبراني من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري سمعت طلحة بن حراش يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول لقيني رسول الله فقال ما لي أراك منكسرا قلت يا رسول الله توفي أبي استشهد بأحد وترك علي دينا وعيالا قا بل أفلا يسرك بما لقي الله به أباك قال بلى يا رسول الله قال يا عبدي تمن علي قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون قال فأنزلت هذه الآية
قال الترمذي حسن غريب وقد رواه علي بن عبد الله وغيره من الكبار عن موسى وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا
قلت رواية علي في الطبراني ورواية ابن عقيل عن أحمد وأبي يعلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/786]
والطبري وغيرهما ولفظه قال لي رسول الله أعلمت أن الله أحيا أباك فقال ما تحب يا عبد الله قال يا رب أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك فأقتل مرة أخرى
وأخرج سنيد عن حجاج بن محمد بن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة قال: قالوا يعني شهداء أحد يا رب لا رسول لنا يخبر النبي بما أعطيتنا قال الله أنا رسولكم فأمر جبريل أن يأتي بهذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
وأخرج مسلم وغيره أصل الحديث عن عبد الله بن مسعود قال أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث
[العجاب في بيان الأسباب: 2/787]
شاءت فاطلع ربك طلاعة فقال ما تشتهون قالوا تعيد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيلك مرة أخرى
وفي رواية عند عبد الرزاق تقرئ عنا نبينا السلام وتخبره أن قد رضيت عنا ورضينا وليس في شيء من طرقه ذكر نزول الآية
2 - قول آخر 322 أخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي قالوا يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أحد
ومن طريق قتادة نحوه
3 - قول آخر ذكر ابن إسحاق في المغازيي قصة قتلى بئر معونة مطولا وأصلها أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة قدم على النبي فعرض عليه الإسلام فقال إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك فقال إني أخشى عليهم فقال أبو براء أنا لهم جار فبعث المنذر بن عمرو الساعدي في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء ونافع بن بديل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/788]
وعامر بن فهيرة فذكر قصة قتلهم بإشارة عامر بن الطفيل لطائفة من بني سليم قال فأنزل الله تعالى في شهداء بئر معونة قرآنا بلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرآناها زمانا وأنزل الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
وأخرج الطبري من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس في قصة أصحاب بئر معونة قال لا أدري أربعين أو سبعين وكان علي الماء عامر بن الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا الماء فقالوا أيكم يبلغ رسالة رسول الله فخرج يعني حرام بن ملحان خال أنس حتى أتى حواء منهم فاحتبى أمام البيوت ثم قال يا أهل بئرت معونة إني رسول الله إليكم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج رجل من كسر بيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلوهم قال أنس إن الله أنزل فيهم قرآنا فذكره وفيه فرفعت بعد أن قرأناها زمنا وأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وأصل هذا الحديث عند مسلم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/789]
وفي الصحيحين من حديث أنس في قصة القنوت وفي آخره ما في آخر هذا الحديث
4 - قول آخر نقله الثعلبي عن بعضهم ولم يسمه أن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا نحن في النعمة والسرور وأمواتنا في القبور فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسا لهم وإخبارا عن أحوال قتلاهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/790]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}
روى أحمد وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها
وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا} )) الآية وما بعدها، روى الترمذي عن جابر نحوه). [لباب النقول: 66]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [الآيات: 169و170و171].
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى [1 /265] ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب شربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم)) فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 61]
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.
قال الحافظ ابن كثير: وهذا أثبت يعني الذي فيه واسطة بين أبي الزبير وابن عباس.
الحديث أخرجه أبو داود [2 /322] وابن هشام في [السيرة: 2 /119] وابن جرير [4 /170] والحاكم في [المستدرك: 2 /88 ،297] وابن المبارك في [الجهاد: 60] وقال الحاكم في الموضعين: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ولا يخفي ما فيه، فإن مسلما لم يخرج لابن إسحاق إلا خمسة أحاديث في المتابعات كما في الميزان ولكنه صحيح لغيره لشواهده فقد أخرج الحاكم [2 /387] عن ابن عباس أنها نزلت في حمزة وأصحابه وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
فائدة في سماع أبي الزبير من ابن عباس:
قال الذهبي في الميزان [4/37] روايته عن عائشة وابن عباس في الكتب إلا البخاري.
وأخرج له البخاري معلقا [3/663] باب الزيارة يوم النحر.
وفي العلل الكبير [1/388] قال الترمذي سألت محمدا وقلت له أبو الزبير سمع عائشة وابن عباس، قال أما ابن عباس فنعم وإن في سماعه من عائشة نظرا.
وفي تعليق التعليق [3/98] بعد ذكر حديث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخر الطواف يوم النحر إلى الليل رواه الإمام أحمد في مسنده [1/218] من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي الزبير عن ابن عباس وعائشة فذكره. ورواه أبو داود [2/207] والترمذي [3/253] عن بندار وعن ابن مهدي به، ورواه ابن ماجه من حديث يحيى القطان عن الثوري كذلك. قال
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 62]
البخاري في موضع آخر في سماع أبي الزبير عن عائشة نظر وقد تقدم. {قلت} أي الحافظ وحديثه عنها في صحيح مسلم والسنن الأربعة. وأما سماعه من ابن عباس فثابت، والله أعلم نعم ربما روى عنه بواسطة كما روى مسلم حديث التشهد من طريقه عن سعيد بن جبير وغيره عن ابن عباس. اهـ.
[جامع التحصيل : 330] قال رحمه الله {قلت} أي العلائي حديثه عن ابن عمر وابن عباس وعائشة في صحيح مسلم. وفي المراسيل لابن أبي حاتم [154] قال: سمعت أبي يقول أبو الزبير رأى ابن عباس رواية ولم يسمع من عائشة.
قال الإمام الترمذي رحمه الله [4 /84]: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي نا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لي: ((يا جابر ما لي أراك منكسرا؟)) قلت: يا رسول الله أستشهد أبي وترك عيالا ودينا قال: ((ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قال: بلى يا رسول الله قال: ((ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجابه وأحي أباك فكلمه كفاحا فقال: تمن على أعطيك؟ قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون)) قال: وأنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} الآية.
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا.
الحديث أخرجه ابن ماجه رقم 190 رقم 2800 وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على [الجهمية: 74].
وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كثير وهو مستور الحال لكن الحديث له شواهد فيحسن كما قال الترمذي.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 63]
قال الإمام الطبري رحمه الله [4 /173]: حدثنا محمد بن مرزوق قال: ثنا عمر بن يونس قال: ثنا إسحاق بن أبي طلحة قال: ثنا أنس بن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذين أرسلهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل بئر معونة قال: لا أدري أربعين أو سبعين قال: وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري فخرج أولئك النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل هذا الماء؟ فقال: أراه أبو ملحان الأنصاري: أنا أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج حتى أتى حيا منهم فاحتبى أمام البيوت ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله، فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل قال: قال إسحاق: حدثني أنس بن مالك أن الله تعالى أنزل فيهم قرآنا رفع بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} الحديث أخرجه ابن جرير أيضا في [التاريخ: 3 /36] وفيه أن سبب نزول الآية قتلى بئر معونة قال العلامة الشوكاني في تفسيره: وعلى كل حال فالآية باعتبار عمومها تعم كل شهيد). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 64]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:41 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {الَّذينَ اِستَجابوا للهِ وَالرَسولِ ...} الآية.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا شعيب بن محمد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح قال: حدثنا أبو يونس القشيري عن عمرو بن دينار أن رسول الله صلى الله عله وسلم استنفر الناس بعد أحد حين انصرف المشركون فاستجاب له سبعون رجلاً قال: فطلبهم فلقي أبو سفيان عيرًا من خزاعة
[أسباب النزول: 125]
فقال لهم: إن لقيتم محمدًا يطلبني فأخبروه أني في جمع كثير فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن أبي سفيان فقالوا: لقيناه في جمع كثير ونراك في قلة ولا نأمنه عليك فأبى رسول الله إلا أن يطلبه. فسبقه أبو سفيان فدخل مكة فأنزل الله تعالى فيهم: {الَّذينَ اِستَجابوا للهِ وَالرَسولِ} حتى بلغ: {فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ}.
أخبرنا عمر بن أبي عمرو قال: أخبرنا محمد بن مكي قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: أخبرنا محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {الَّذينَ اِستَجابوا للهِ وَالرَسولِ} إلى آخرها قال: قالت لعروة: يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما أصاب وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا فقال: من يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلاً كان منهم أبو بكر والزبير). [أسباب النزول: 126]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} [الآية 172]
روى البخاري من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى الذين استجابوا لله والرسول إلى آخرها قالت لعروة يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله يوم أحد ما أصاب وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا فقال من يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا كان فيهم أبو بكر والزبير
[العجاب في بيان الأسباب: 2/790]
هكذا أخرجه البخاري وأخرجه الحاكم من طريق أبي سعيد المؤدب عن هشام به وهم في استدراكه وأخرجه من طريق البهي عن عروة عن عائشة مختصرا وأخرجه سعيد بن منصور في السنن والحميدي في المسند كلاهما عن سفيان بن عيينة عن هشام
وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قصة وقعة أحد وكانت في شوال قال ألقى الله في قلب أبي سفيان الرعب فسار بمن معه إلي مكة وكان التجار يأتون بدرا الصغرى في ذي القعدة فندب رسول الله الناس لما شاع بين الناس أن الناس قد جمعوا لكم فانتدب معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وابن مسعود وحذيفة في سبعين حتى بلغوا الصفراء فلم يلقوا كيدا فأنزل الله عز وجل الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/791]
وقد ذكر ابن إسحاق أن أبا سفيان ومن معه ندموا على تركهم الإيقاع بالمسلمين وقالوا أصبنا حدهم وأشرافهم ثم نرجع ولم نستأصلهم وهموا بالرجوع وإن معبد بن أبي معبد الخزاعي لقي النبي بحمراء الأسد فعزاه فيمن أصيب من أصحابه وأمره أن يقصد أبا سفيان ويخذله عن الرجوع فرجع معبد إلى بلاده فلقي أبا سفيان فقال ما وراءك قال محمد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع ما رأيت مثله يتحرقون عليكم وقد آجتمع معه من كان تخلف عنه وندموا وأنشده في ذلك شعرا فأنثنى رأي أبي سفيان ومن معه عما هموا به واستمر ذهابهم لمكة
وقد ذكر ابن إسحاق القصة مطولة وفي آخرها أن أبا سفيان مر به ركب من عبد القيس فذكر القصة التي بعد هذه). [العجاب في بيان الأسباب: 2/792]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}
أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن الله قذف الرعب في قلب أبي سفيان يوم أحد بعد الذي كان منه فرجع إلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب))، وكانت وقعة أحد في شوال، وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة فينزلون ببدر الصغرى وإنهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك، فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس لينطلقوا معه فجاء الشيطان فخوف أولياءه، فقال: {إن الناس قد جمعوا لكم} فأبى عليه الناس أن يتبعوه فقال: إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد، فانتدب معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو العبيدة بن الجراح في سبعين رجلا فساروا في طلب أبي سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله {الذين استجابوا لله والرسول} الآية.
[لباب النقول: 66]
(ك) وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما رجع المشركون من أحد قالوا: لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم، بئس ما صنعتم ارجعوا، فسمع رسول الله فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد أو بئر أبي عتبة، فأنزل الله {الذين استجابوا لله والرسول} الآية وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا، فأنزل الله {فانقلبوا بنعمة من الله} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: {إن القوم قد جمعوا لكم}، قالوا {حسبنا الله ونعم الوكيل} فنزلت فيهم هذه الآية). [لباب النقول: 67]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} إلى قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [الآيات: 172 - 173-174].
قال الإمام الطبراني رحمه الله [11 /274] حدثنا علي بن عبد الله ثنا محمد بن منصور الجواز ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس.
وقال سفيان مرة أخرى: أخبرني عكرمة قال لما انصرف أبو سفيان
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 64]
والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شر ما صنعتم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد أو بئر أبي عيينة فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله عز وجل: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} الحديث قال الحافظ الهيثمي في [المجمع: 6 /121] رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة.
وقال السيوطي في لباب النقول: إن سنده صحيح.
وقال الحافظ في [الفتح :9/269]: أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إلا أن المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره. اهـ.
قلت: فعلى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله يكون الوصل شاذا والذي أرسله هو محمد بن عبد الله بن يزيد المقرني كما في تفسير ابن كثير.
وتابعه عبد الرزاق فرواه مرسلا في تفسيره [1 /140] فقال رحمه الله: ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: كانت بدرا متجرا في الجاهلية فذكر الحديث، وفيه الشطر الأخير الذي هو (فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا) فأنزل الله عز وجل: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}. اهـ.
وأما محمد بن منصور الطوسي فقد رواه متصلا ومرسلا كما تراه في أسباب النزول.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 65]
ومحمد بن عبد الله المقرئ ومحمد بن المنصور كلاهما.
قال الحافظ في التقريب: إنه ثقة.
وأما عبد الرزاق فقال فيه: ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع، فعلى هذا يترجح الإرسال). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 66]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



الساعة الآن 01:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة