العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 11:52 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الفرقان [ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (43)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلاّ هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإذا رآك هؤلاء المشركون الّذين قصصت عليك قصصهم {إن يتّخذونك إلاّ هزوًا} يقول: ما يتّخذونك إلاّ سخريةً يسخرون منك، يقولون: {أهذا الّذي بعث اللّه} إلينا {رسولاً} من بين خلقه). [جامع البيان: 17/458]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قال أبو جهلٍ يومًا وهو يهزأ برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاء به من الحقّ يا معشر قريشٍ يزعم محمّدٌ أنّ جنود اللّه الّذين يعذّبونكم في النّار ويحبسونكم فيها تسعة عشر وأنتم أكثر النّاس عددًا وكثرةً أفيعجزكم مائة رجلٍ منكم عن رجلٍ منهم؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ في ذلك من قوله: وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً وما جعلنا عدّتهم إلا فتنةً للّذين كفروا إلى آخر القصّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2698]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها، وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن هؤلاء المشركين الّذين كانوا يهزءون برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّهم يقولون إذا رأوه: قد كاد هذا يضلّنا عن آلهتنا الّتي نعبدها فيصدّنا عن عبادتها لولا صبرنا عليها وثبوتنا على عبادتها.
{وسوف يعلمون حين يرون العذاب} يقول جلّ ثناؤه: سيبين لهم حين يعاينون عذاب اللّه قد حلّ بهم على عبادتهم الآلهة {من أضلّ سبيلاً} يقول: من الرّاكب غير طريق الهدى، والسّالك سبيل الرّدى أنت أو هم.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله {لولا أن صبرنا عليها} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} قال: ثبتنا عليها). [جامع البيان: 17/458-459]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها
- حدّثنا محمّدٌ، ثنا محمّدٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فحدّثني يحيى بن عروة بن الزّبير، عن أبيه عروة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما كانت تظهر من عداوته؟ فقال: حضرتهم وقد إجتمع أشرافهم يومًا في الحجر فذكروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرّجل قطّ، سفّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرّق جماعتنا وسبّ آلهتنا لقد صبرنا منه على أمرٍ عظيمٍ، أو كما قالوا فبينما هم في ذلك طلع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأقبل يمشي حتّى استسلم الرّكن ثمّ مرّ بهم طائفًا بالبيت فلمّا مرّ بهم غمزوه ببعض القول، قال: فعرفت ذلك في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ مضى طائفًا فلمّا مرّ بهم الثّانية فغمزوه بمثلها فوقف ثمّ قال: أتسمعون يا معشر قريشٍ أما والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذّبح فأخذت القوم كلمته حتّى ما منهم من رجلٍ إلا كأنّما على رأسه طائرٌ واقعٌ وحتّى إنّ أشدّهم فيه وضاءةً قبل ذلك ليرفأه بأفضل ما يجد من القول، حتّى إنّه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشدًا فو الله ما كنت جهولا قال: فانصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى إذا كان الغد، اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعضٍ: ذكرتم الرّجل وما بلغ منكم وما بلغكم منه حتّى إذا بدأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك طلع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فوثبوا إليه وثبة رجلٍ واحدٍ فأحاطوا به يقولون له: أنت الّذي تقول كذا وكذا، لما كان يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم قال: فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: نعم أنا الّذي أقول ذلك، قال: فلقد رأيت رجلا أخذ بمجمع ردائه قال: وقام أبو بكرٍ الصّدّيق دونه يقول وهو يبكي: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربّي اللّه ثم انصرفوا عنه فطن ذلك لأشدّ ما رأيت قريشًا بلغت منه قطّ.
قوله تعالى: وسوف يعلمون حين يرون العذاب الآية.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن أبيه، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن: وسوف يعلمون قال: وعيدٌ.
قوله تعالى: من أضلّ سبيلًا
تقدّم تفسيره في هذه السّورة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2698-2699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {لا يرجون نشورا} قال: بعثا وفي قوله {لولا أن صبرنا عليها} قال: ثبتنا). [الدر المنثور: 11/181] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً (43) أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً}.
يعني تعالى ذكره: {أرأيت} يا محمّد {من اتّخذ إلهه} شهوته الّتي يهواها؛ وذلك أنّ الرّجل من المشركين كان يعبد الحجر، فإذا رأى أحسن منه رمى به، وأخذ الآخر فعبده، فكان معبوده وإلهه ما يتخيّره لنفسه؛ فلذلك قال جلّ ثناؤه {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلاً} يقول تعالى ذكره: أفأنت تكون يا محمّد على هذا حفيظًا في أفعاله مع عظيم جهله؟). [جامع البيان: 17/459]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أرأيت من اتّخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلًا (43)
قوله تعالى: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، ثنا يعقوب ابن عبد اللّه، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه قال كان الرّجل يعبد الحجر الأبيض زمانًا من الدّهر في الجاهليّة، فإذا وجد حجرًا أحسن منه يعبد الآخر ويترك الأوّل- وروى، عن سعيد بن جبيرٍ نحو ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه قال: ذلك الكافر اتّخذ إلهه بغير هدًى من اللّه ولا برهانٍ وأضلّه اللّه على علمٍ يقول: أضلّه في سابق علمه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، ثنا مباركٌ، عن الحسن: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه قال: لا يهوى شيئًا إلا اتّبعه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ ابن أبي زائدة أنبأ ابن المبارك، عن الحسن في قوله: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه قال: ذلك المنافق نصب هواه فما هوى من شيءٍ ركبه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أرأيت من اتّخذ إلهه هواه واللّه لكلّما هوي شيئًا ركبه وكلّما اشتهى شيئًا أتاه لا يحجزه، عن ذلك ورعٌ ولا تقوى.
قوله تعالى: أفأنت تكون عليه وكيلا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ عبد الأعلى بن جهاد النرسي، ثنا يزيد ابن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: وكيلا قال: ناصرًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2699-2700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: كان الرجل يعبد الحجر الابيض زمانا من الدهر في الجاهلية فإذا وجد حجرا أحسن منه رمى به وعبد الآخر فانزل الله الآية). [الدر المنثور: 11/181-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي رجاء العطاردي قال: كانوا في الجاهلية ياكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر فإذا وجدوا ما هو أحسن منه رموا به وعبدوا الآخر فإذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى: أيها الناس إن إلهكم قد ضل فالتمسوه، فانزل الله هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} ). [الدر المنثور: 11/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: لا يهوى شيئا إلا تبعه). [الدر المنثور: 11/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى). [الدر المنثور: 11/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قيل له: في أهل القبلة شرك فقال: نعم، المنافق مشرك إن المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله وإن المنافق عند هواه، ثم تلا هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا} ). [الدر المنثور: 11/182-183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ظل السماء من اله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع). [الدر المنثور: 11/183]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أم تحسب} يا محمّد أنّ أكثر هؤلاء المشركين {يسمعون} ما يتلى عليهم، فيعون {أو يعقلون} ما يعاينون من حجج اللّه فيفهمون؟ {إن هم إلاّ كالأنعام} يقول: ما هم إلاّ كالبهائم الّتي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلّ سبيلاً؛ لأنّ البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربّهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم وبرأهم). [جامع البيان: 17/459-460]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلًا (44)
قوله تعالى: أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه.
- وذكر أيضًا حديث سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه: القلوب أربعةٌ قلبٌ أغلف فذلك قلب الكافر
- الحديث إلى آخره وقد تقدّم.
قوله تعالى: إن هم إلا كالأنعام
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: مثل الّذين كفروا كمثل البعير والحمار والشّاة إن قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير أنّه يسمع صوتك كذلك الكافر إن أمرته بخيرٍ أو نهيته، عن شرٍّ ووعظته لم يعقل ما تقول غير أنّه يسمع صوتك.
قوله تعالى: بل هم أضلّ سبيلا
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: أضلّ سبيلا يقول أخطأ السّبيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/2700-2701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون} قال: مثل الذين كفروا كمثل البعير والحمار والشاة، إن قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير أنه يسمع صوتك، كذلك الكافر إن أمرته بخير أو نهيته عن شر أو وعظته لم يعقل ما تقول غير أنه يسمع صوتك). [الدر المنثور: 11/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {بل هم أضل سبيلا} قال: أخطأ السبيل). [الدر المنثور: 11/183]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 07:57 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإذا رأوك} [الفرقان: 41] يعني الّذين كفروا.
{إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا} [الفرقان: 41] فيما يزعم.
يقوله بعضهم لبعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلّا هزوا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا}

المعنى يقولون: أهذا الذي بعث اللّه إلينا رسولا). [معاني القرآن: 4/69]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا} [الفرقان: 42] يعنون أوثانهم.
{لولا أن صبرنا عليها} [الفرقان: 42] على عبادتها.
قال اللّه: {وسوف يعلمون حين يرون العذاب} [الفرقان: 42] في الآخرة.
{من أضلّ سبيلا} [الفرقان: 42] أي: من كان أضلّ سبيلًا في الدّنيا.
أي: فسوف يعلمون أنّهم كانوا أضلّ سبيلًا من محمّدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" إن كاد ليضلنا عن آلهتنا " كاد هاهنا في موضع المقاربة، وقد فرغنا فوق هذا من مواضع {كاد}).
[مجاز القرآن: 2/75]


تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه} [الفرقان: 43] حدّثني المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: هو المنافق يصيب هواه، كلّما هوى شيئًا فعله.
قوله: {اتّخذ إلهه هواه} [الفرقان: 43] يعني المشرك.
{أفأنت تكون عليه} [الفرقان: 43] على الّذي اتّخذ إلهه هواه.
{وكيلا} [الفرقان: 43] حفيظًا تحفظ عليه عمله حتّى تجازيه به.
أي: إنّك لست بربٍّ، إنّما أنت نذيرٌ.
وقال السّدّيّ: {وكيلا} [الفرقان: 43] يعني مسيطرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه...}

كان أحدهم يمرّ بالشيء الحسن من الحجارة فيعبده فذلك قوله: {اتّخذ إلهه هواه} ). [معاني القرآن: 2/268]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" تكون عليه وكيلا " أي حفيظاً). [مجاز القرآن: 2/75]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه}؟ يقول: يتّبع هواه ويدع الحقّ، فهو له كالإله. {أفأنت تكون عليه وكيلًا}؟!
أي: كفيلا. وقيل: حافظا). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أرأيت من اتّخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا}
يروى أن الواحد من أهل الجاهلية كان يعبد الحجر، فإذا مرّ بحجر أحسن منه ترك الأول وعبد الثاني، وقيل أيضا من اتخذ إلهه هواه، أي أطاع هواه وركبه فلم يبال عاقبة ذلك.
وقوله: {أفأنت تكون عليه وكيلا} أي حفيظا). [معاني القرآن: 4/69]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه}
قال الحسن لا يهوى شيئا إلا اتبعه
وقال غيره كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى حجرا أحسن منه أخذه وترك الأول
قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول جامع أي يتبع هواه ويؤثره فقد صار له بمنزلة الإله
ثم قال جل وعز: {أفأنت تكون عليه وكيلا}
قيل حافظا
وقيل كفيلا). [معاني القرآن: 5/29]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون} [الفرقان: 44] يعني جماعة المشركين.
{إن هم إلا كالأنعام} [الفرقان: 44] ممّا تعبّدوا به.
{بل هم أضلّ سبيلا} [الفرقان: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا}

معناه ما هم إلا كالأنعام في قلة التمييز فيما جعل دليلا لهم من الآيات والبرهان.
قال: {بل هم أضل سبيلا}.
لأن: الأنعام تسبح بحمد الله وتسجد له وهم كما قال اللّه عزّ وجلّ: {ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة} ). [معاني القرآن: 4/69-70]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} [معاني القرآن: 5/29]
لأن الأنعام تسبح وتجتنب مضارها). [معاني القرآن: 5/30]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 07:59 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) }

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى الله تعالى عنهم أنهم إذا رأوا محمدا صلى الله عليه وسلم استهزؤوا به واحتقروه، واستبعدوا أن يبعثه الله تعالى رسولا، فقالوا -على جهة الاستهزاء-: {أهذا الذي بعث الله رسولا}، وفي "بعث" ضمير يعود على "الذي" حذفت اختصارا، وحسن ذلك في الصفة). [المحرر الوجيز: 6/441]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آيس النبي صلى الله عليه وسلم عن كفرهم بقوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} الآية، والمعنى: لا تتأسف عليهم ودعهم لرأيهم، ولا تحسب أنهم على ما تحب من التحصيل، بل هم كالأنعام في الجهل بالمنافع، وقلة التحسس للعواقب، ثم حكم بأنهم أضل سبيلا من حيث لهم الفهم وتركوه، والأنعام لا سبيل لها إلى فهم المصالح، ومن حيث جهالة هؤلاء وضلالتهم، وهي في أمر أخطر من الأمر الذي فيه جهالة الأنعام.
وقوله تعالى: {اتخذ إلهه هواه} أي: جعل هواه مطاعا فصار كالإله، والهوى قائد إلى كل فساد، والنفس أمارة بالسوء، وإنما الصلاح إذا ائتمرت للعقل. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الهوى إله يعبد من دون الله عز وجل، ذكره الثعلبي، وقيل: الإشارة بقوله: " إلهه هواه " إلى ما كانوا عليه من أنهم كانوا يعبدون حجرا، فإذا وجدوا أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الثاني الذي وقع هواهم عليه. قال أبو حاتم وروي عن رجل من أهل المدينة -قال ابن جني: هو الأعرج- [إلاهه هواه]، والمعنى: اتخذ شمسا يستضيء بها، إذ الشمس يقال لها: إلاهة، ويصرف ولا يصرف، و"الوكيل": القائم على الأمر الناهض به). [المحرر الوجيز: 6/441]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا (41) إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا (42) أرأيت من اتّخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (43) أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا (44)}
يخبر تعالى عن استهزاء المشركين بالرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، إذا رأوه، كما قال: {وإذا رآك الّذين كفروا إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36] يعنونه بالعيب والنّقص، وقال هاهنا: {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا}؟ أي: على سبيل التّنقّص والازدراء -قبّحهم اللّه- كما قال: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فأمليت للّذين كفروا ثمّ أخذتهم فكيف كان عقاب} [الرّعد: 32]). [تفسير ابن كثير: 6/ 112-113]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقولهم: {إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} يعنون: أنّه كاد يثنيهم عن عبادة أصنامهم، لولا أن صبروا وتجلّدوا واستمرّوا على عبادتها. قال اللّه تعالى متوعّدًا لهم ومتهدّدًا: {وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى لنبيّه، منبّهًا له أنّ من كتب اللّه عليه الشّقاوة والضّلال، فإنّه لا يهديه أحدٌ إلّا اللّه.
{أرأيت من اتّخذ إلهه هواه} أي: مهما استحسن من شيءٍ ورآه حسنًا في هوى نفسه، كان دينه ومذهبه، كما قال تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطرٍ:8]؛ ولهذا قال هاهنا: {أفأنت تكون عليه وكيلا}. قال ابن عبّاسٍ: كان الرّجل في الجاهليّة يعبد الحجر الأبيض زمانًا، فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثّاني وترك الأوّل). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا} أي: أسوأ حالًا من الأنعام السّارحة، فإنّ تلك تعقل ما خلقت له، وهؤلاء خلقوا لعبادة اللّه وحده لا شريك له، وهم يعبدون غيره ويشركون به، مع قيام الحجّة عليهم، وإرسال الرّسل إليهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 113]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة