العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:38 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (79) إلى الآية (82) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (79) إلى الآية (82) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:39 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ (79) فلمّا جاء السّحرة قال لهم مّوسى ألقوا ما أنتم مّلقون}.
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لقومه: ائتوني بكلّ من يسحر من السّحرة، عليمٌ بالسّحر). [جامع البيان: 12/241]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ (79)
قوله تعالى: وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسن، ويزيد بن هارون، واللّفظ لمحمّد بن الحسن، عن أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن القاسم بن أبي أيّوب عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يعني قوله: يأتوك بكلّ ساحرٍ عليمٍ قال: فحشر له كلّ ساحرٍ متعالمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1974]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فلمّا جاء السّحرة فرعون، قال موسى: ألقوا ما أنتم ملقون من حبالكم وعصيّكم.
وفي الكلام محذوفٌ قد ترك، وهو: فأتوه بالسّحرة فلمّا جاء السّحرة؛ ولكن اكتفى بدلالة قوله: {فلمّا جاء السّحرة} على ذلك، فترك ذكره. وكذلك بعد قوله: {ألقوا ما أنتم ملقون} محذوفٌ أيضًا قد ترك ذكره، وهو: فألقوا حبالهم وعصيّهم، فلمّا ألقوا قال موسى، ولكن اكتفى بدلالة ما ظهر من الكلام عليه، فترك ذكره). [جامع البيان: 12/241]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (80)
قوله تعالى: فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون
- وبه عن ابن عبّاسٍ قال: اليوم الّذي أظهر اللّه فيه موسى على فرعون والسّحرة هو يوم عاشوراء فلمّا اجتمعوا في صعيدٍ قال النّاس بعضهم لبعضٍ انطلقوا فلنحضر هذا الأمر ونتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين يعني بذلك موسى وهارون، صلّى اللّه عليهما وسلّم استهزاءً بهما قالوا: يا موسى لقدرتهم بسحرهم إمّا أن تلقي وإمّا (أن) نكون نحن الملقين قال: ألقوا... فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون، فرأى موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفةً فأوحى اللّه إليه أن ألق العصا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1974]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}.
يقول تعالى ذكره: {فلمّا ألقوا} ما هم ملقوه {قال} لهم {موسى ما جئتم به السّحر}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق {ما جئتم به السّحر} على وجه الخبر من موسى عن الّذي جاءت به سحرة فرعون أنّه سحرٌ كأنّ معنى الكلام على تأويلهم، قال موسى: الّذي جئتم به أيّها السّحرة هو السّحر.
وقرأ ذلك مجاهدٌ وبعض المدنيّين والبصريّين: (ما جئتم به آلسّحر) على وجه الاستفهام من موسى إلى السّحرة عمّا جاءوا به، أسحرٌ هو أم غيره؟
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه على وجه الخبر لا على الاستفهام، لأنّ موسى صلوات اللّه وسلامه عليه لم يكن شاكًا فيما جاءت به السّحرة أنّه سحرٌ لا حقيقةٌ له فيحتاج إلى استخبار السّحرة عنه أي هو.
وأخرى أنّه صلوات اللّه عليه قد كان على علمٍ من السّحرة، إنّما جاء بهم فرعون ليغالبوه على ما كان جاءهم به من الحقّ الّذي كان اللّه آتاه، فلم يكن يذهب عليه أنّهم لم يكونوا يصدّقونه في الخبر عمّا جاءوا به من الباطل، فيستخبرهم أو يستجيز استخبارهم عنه؛ ولكنّه صلوات اللّه عليه أعلمهم أنّه عالمٌ ببطول ما جاءوا به من ذلك بالحقّ الّذي أتاه ومبطلٌ كيدهم بجدّه، وهذه أولى بصفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الأخرى.
فإن قال قائلٌ: فما وجه دخول الألف واللاّم في السّحر إن كان الأمر على ما وصفت وأنت تعلم أنّ كلام العرب في نظير هذا أن يقولوا: ما جاءني به عمرٌو درهم، والّذي أعطاني أخوك دينار، ولا يكادون أن يقولوا الّذي أعطاني أخوك الدّرهم، وما جاءني به عمرو الدّينار؟
قيل له: بلى كلام العرب إدخال الألف واللاّم في خبر ما والّذي إذا كان الخبر عن معهودٍ قد عرفه المخاطب والمخاطب، بل لا يجوز إذا كان ذلك كذلك إلاّ بالألف واللاّم، لأنّ الخبر حينئذٍ خبرٌ عن شيءٍ بعينه معروفٍ عند الفريقين؛ وإنّما يأتي ذلك بغير الألف إذا كان الخبر عن مجهولٍ غير معهودٍ ولا مقصودٍ قصد شيئًا بعينه، فحينئذٍ لا تدخل الألف واللاّم في الخبر، وخبر موسى كان خبرًا عن معروفٍ عنده وعند السّحرة، وذلك أنّها كانت نسبت ما جاءهم به موسى من الآيات الّتي جعلها اللّه علمًا له على صدقه ونبوّته إلى أنّه سحرٌ، فقال لهم موسى: السّحر الّذي وصفتم به ما جئتكم به من الآيات أيّها السّحرة، هو الّذي جئتم به أنتم لا ما جئتكم به أنا.
ثمّ أخبرهم أنّ اللّه سيبطله. فقال: {إنّ اللّه سيبطله} يقول: سيذهب به، فذهب به تعالى ذكره بأن سلّط عليه عصًا موسى قد حوّلها ثعبانًا يتلقّفه حتّى لم يبق منه شيءٌ. {إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين} يعني: أنّه لا يصلح عمل من سعى في أرض اللّه بما يكرهه وعمل فيها بمعاصيه.
وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة أبيّ بن كعبٍ: ما أتيتم به سحرٌ، وفي قراءة ابن مسعودٍ: ما جئتم به سحرٌ، وذلك ممّا يؤيّد قراءة من قرأ بنحو الّذي اخترنا من القراءة فيه). [جامع البيان: 12/242-244]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين (81)
قوله تعالى: فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ الله لا يصلح عمل المفسدين
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن ليثٍ، قال بلغني أنّ هؤلاء الآيات شفاءٌ من السّحر بإذن اللّه تقرأ في إناءٍ فيه ماءٌ ثمّ يصبّ على رأس المسحور الآية الّتي في سورة يونس: فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون والآية الأخرى: فوقع الحقّ وبطل ما كانوا يعملون إلى انتهاء أربع آياتٍ، وقوله: إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى). [تفسير القرآن العظيم: 6/1974]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه قال: بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى يقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور الآية التي في يونس {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله} إلى قوله {ولو كره المجرمون} وقوله (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) (الأعراف الآية 118) إلى آخر أربع آيات وقوله (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) (طه الآية 69).
وأخرج ابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال: في حروف أبي بن كعب ما أتيتم به سحر وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه ما جئتم به سحر). [الدر المنثور: 7/691]

تفسير قوله تعالى: (وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن موسى أنّه قال للسّحرة: {ويحقّ اللّه الحقّ} يقول: ويثبت اللّه الحقّ الّذي جئتكم به من عنده، فيعليه على باطلكم، ويصحّحه بكلماته، يعني بأمره؛ {ولو كره المجرمون} يعني الّذين اكتسبوا الإثم بربّهم بمعصيتهم إيّاه). [جامع البيان: 12/244]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون (82)
قوله: ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، عن بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: المجرمون قال الكفار). [تفسير القرآن العظيم: 6/1974]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:40 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما جئتم به السّحر...}
{ما} في موضع الذي؛ كما تقول: ما جئت به باطل. وهي في قراءة عبد الله {ما جئتم به سحر} وإنما قال {السحر} بالألف واللام لأنه جواب لكلام قد سبق؛
ألا ترى أنهم قالوا لما جاءهم به موسى: أهذا سحر؟ فقال: بل ما جئتم به السحر. وكل حرف ذكره متكلم نكرة فرددت عليها لفظها في جواب المتكلم زدت فيها ألفا ولاما؛
كقول الرجل: قد وجدت درهما، فتقول أنت: فأين الدرهم؟ أو: فأرني الدرهم. ولو قلت: فأرني درهما، كنت كأنك سألته أن يريك غير ما وجده.
وكان مجاهد وأصحابه يقرءون: ما جئتم به آلسحر: فيستفهم ويرفع السحر من نيّة الاستفهام، وتكون {ما} في مذهب أي كأنه قال: أي شيء جئتم به؟ آلسحر هو؟
وفي حرف أبيّ {ما أتيتم به سحر} ... وأشكّ فيه.
وقد يكون {ما جئتم به السحر} تجعل السحر منصوبا؛ كما تقول: ما جئت به الباطل والزور. ثم تجعل {ما} في معنى جزاء و{جئتم} في موضع جزم إذا نصبت، وتضمر الفاء في قوله: {إنّ اللّه سيبطله} فيكون جوابا للجزاء. والجزاء لا بدّ له أن
يجاب بجزم مثله أو بالفاء. فإن كان ما بعد الفاء حرفا من حروف الاستئناف وكان يرفع أو ينصب أو يجزم صلح فيه إضمار الفاء. وإن كان فعلا أوّله الياء أو التاء أو كان على جهة فعل أو فعلوا لم يصلح فيه إضمار الفاء؛ لأنه يجزم إذا لم تكن الفاء، ويرفع إذا أدخلت الفاء. وصلح فيما قد جزم قبل أن تكون الفاء لأنها إن دخلت أو لم تدخل فما بعدها جزم؛ كقولك للرجل: إن شئت فقم؛ ألا ترى أنّ (قم) مجزومة ولو لم يكن فيها الفاء، لأنك إذا قلت إن شئت قم جزمتها بالأمر، فكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات اللّه يشكرها = والشرّ بالشرّ عند اللّه مثلان
ألا ترى أن قولك: {الله يشكرها} مرفوع كانت فيه الفاء أو لم تكن، فلذلك صلح ضميرها). [معاني القرآن: 1/475-476]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال موسى ما جئتم به السّحر} مجاز ما ها هنا: الذي؛ ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام، كقولك: آلسّحر؟). [مجاز القرآن: 1/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
وقال: {ما جئتم به السّحر} يقول: "الذي جئتم به السحر" وقال بعضهم {آلسّحر} بالاستفهام). [معاني القرآن: 2/37]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم {ما جئتم به السحر} رفع كأنه قال: الذي جئتم به السحر، ولم ينف "بما" ولكنها في موضع الذي.
قال الشاعر:
لعمرك إنما خطئي وصوبي = علي وإن ما أهلكت مال
يريد: الذي أهلكت مال.
أبو عمرو وأبو جعفر {ما جئتم به السحر} على الاستفهام؛ كأنه قال: أي شيء جئتم به، ثم قال: آلسحر ذاك.
وقراءة أبي "إن ما أتيتم به سحر".
وقراءة عبد الله "إن ما جئتم به سحر" أي الذي جئتم به سحر، ومثله {قال ما مكني فيه ربي خير} يريد الذي مكني فيه خير). [معاني القرآن لقطرب: 661]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
{ما جئتم به السّحر} أي قال موسى: الذي جئتم به السّحر، ويقرأ ما جئتم به، آلسّحر.
والمعنى أي شيء جئتم به آلسّحر. هو على جهة التوبيخ لهم). [معاني القرآن: 3/29-30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر}
من قرأ آلسحر فمعناه عنده التوبيخ أي أي شيء جئتم به آلسحر هو). [معاني القرآن: 3/308]

تفسير قوله تعالى: روَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:41 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}: أي الذي جئتم به السحر. ومن قال آلسحر قال: قالوا هذا سحر، فقال: (آلسِّحرُ) هذا؟ والفراء يقوله. ومن قال: (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرَ) أي ما جئتم بمجيئكم السحر، كما يقال: ما جئت به الباطل والزور، ما أي جئت بمجيئك هذا الباطل والزور، جئت الباطل والزور بمجيئك هذا. وهذا كقول لبيد:
وفارقني جار بأربد نافع
أي فارقني بفراق أربد رجل نافع). [مجالس ثعلب: 263-264]

تفسير قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:42 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:46 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ (79) فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (80) فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين (81) ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون (82)
يخبر أن فرعون قال لخدمته ومتصرفيه: ائتوني بكلّ ساحرٍ، هذه قراءة جمهور الناس، وقرأ طلحة بن مصرف ويحيى بن وثاب وعيسى «بكل سحار» على المبالغة، قال أبو حاتم: لسنا نقرأ «سحار» إلا في سورة الشعراء، فروي أنهم أتوه بسحرة الفرما وغيرها من بلاد مصر حسبما قد ذكر قبل في غير هذه الآية). [المحرر الوجيز: 4/ 511]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (فلما ورد السحرة باستعدادهم للمعارضة خيّروا موسى كما ذكر في غير هذه الآية، فقال لهم عن أمر الله: ألقوا ما أنتم ملقون). [المحرر الوجيز: 4/ 511]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فلمّا ألقوا الآية، المعنى فلما ألقوا حبالهم وعصيهم وخيلوا بها وظنوا أنهم قد ظهروا قال لهم موسى هذه المقالة، وقرأ السبعة سوى أبي عمرو السّحر وهي قراءة جمهور الناس، وقرأ أبو عمرو ومجاهد وأصحابه وابن القعقاع به السّحر بألف الاستفهام ممدودة قبل السّحر.
فأما من قرأ السّحر بغير ألف استفهام قبله ف ما في موضع رفع على الابتداء وهي بمعنى الذي وصلتها قوله جئتم به والعائد الضمير في به، وخبرها السّحر، ويؤيد هذه القراءة والتأويل أن في مصحف ابن مسعود «ما جئتم به سحر»، وكذلك قرأها الأعمش وهي قراءة أبي بن كعب، «ما أتيتم به سحر»، والتعريف هنا في السحر أرتب لأنه قد تقدم منكرا في قولهم إنّ هذا لسحرٌ [يونس: 76] فجاء هنا بلام العهد كما يقال في أول الرسالة، سلام عليك وفي آخرها والسلام عليك، ويجوز أن تكون ما استفهاما في موضع رفع بالابتداء وجئتم به الخبر والسّحر خبر ابتداء مضمر تقديره هو السحر إن الله سيبطله، ووجه استفهامه هذا هو التقرير والتوبيخ، ويجوز أن تكون ما في موضع نصب على معنى أي شيء جئتم والسّحر مرفوع على خبر الابتداء تقدير الكلام أي شيء جئتم به هو السحر، إنّ اللّه سيبطله، وأما من قرأ الاستفهام والمد قبل السّحر ف ما استفهام رفع بالابتداء وجئتم به الخبر، وهذا على جهة التقرير، وقوله: السّحر استفهام أيضا كذلك، وهو بدل من الاستفهام الأول، ويجوز أن تكون ما في موضع نصب بمضمر تفسيره جئتم به تقديره أي شيء جئتم به السحر، وقوله إنّ اللّه سيبطله إيجاب عن عدة من الله تعالى، وقوله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين، يصح أن يكون من كلام موسى عليه السلام، ويصح أن يكون ابتداء خبر من الله تعالى). [المحرر الوجيز: 4/ 511-512]

تفسير قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله ويحقّ اللّه الحقّ الآية، يحتمل أن يكون من كلام موسى عليه السلام، ويحتمل أن يكون من إخبار الله عز وجل، وكون ذلك كله من كلام موسى أقرب وهو الذي ذكر الطبري، وأما قوله بكلماته فمعناه بكلماته السابقة الأزلية في الوعد بذلك، قال ابن سلام بكلماته بقوله: لا تخف، ومعنى ولو كره المجرمون وإن كره المجرمون والمجرم: المجترم الراكب للخطر). [المحرر الوجيز: 4/ 512]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:17 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ (79) فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (80) فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين (81) ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون (82)}
ذكر تعالى قصّة السّحرة مع موسى، عليه السّلام، في سورة الأعراف، وقد تقدمّ الكلام عليها هناك. وفي هذه السّورة، وفي سورة طه، وفي الشّعراء؛ وذلك أنّ فرعون -لعنه اللّه -أراد أن يتهرّج على النّاس، ويعارض ما جاء به موسى، عليه السّلام، من الحقّ المبين، بزخارف السّحرة والمشعبذين، فانعكس عليه النّظام، ولم يحصل له ذلك المرام، وظهرت البراهين الإلهيّة في ذلك المحفل العامّ، و {فألقي السّحرة ساجدين قالوا آمنّا بربّ العالمين ربّ موسى وهارون} [الشّعراء: 46 -48] فظنّ فرعون أن يستنصر بالسحّار، على رسول عالم الأسرار، فخاب وخسر الجنّة، واستوجب النّار.
{وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون} ؛ وإنّما قال لهم ذلك لأنّهم اصطفوا -وقد وعدوا من فرعون بالتّقريب والعطاء الجزيل - {قالوا ياموسى إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون أوّل من ألقى قال بل ألقوا} [طه: 65، 66]، فأراد موسى أن تكون البداءة منهم، ليرى النّاس ما صنعوا، ثمّ يأتي بالحقّ بعده فيدمغ باطلهم؛ ولهذا لمّا {ألقوا سحروا أعين النّاس واسترهبوهم وجاءوا بسحرٍ عظيمٍ} [الأعراف: 116]،
{فأوجس في نفسه خيفةً موسى قلنا لا تخف إنّك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى} [طه: 67، 69]، فعند ذلك قال موسى لمّا ألقوا: {ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون}.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، حدّثنا عبد الرّحمن -يعني الدّشتكيّ -أخبرنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن ليث -وهو ابن أبي سليمٍ -قال: بلغني أنّ هؤلاء الآيات شفاءٌ من السّحر بإذن اللّه تعالى، تقرأ في إناءٍ فيه ماءٌ، ثمّ يصبّ على رأس المسحور: الآية الّتي من سورة يونس: {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين ويحقّ اللّه الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون} والآية الأخرى: {فوقع الحقّ وبطل ما كانوا يعملون} [الأعراف: 118 -122]، وقوله {إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى} [طه: 69] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 286-287]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة