العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحزاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:15 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الأحزاب [ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

تفسير سورة الأحزاب
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:49 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله هلم إلينا قال: قال المنافقون ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه هلم إلينا). [تفسير عبد الرزاق: 2/114]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً (18) أشحّةً عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا}.
يقول تعالى ذكره: قد يعلم اللّه الّذين يعوّقون النّاس منكم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيصدّونهم عنه، وعن شهود الحرب معه نفاقًا منهم وتخذيلاً عن الإسلام وأهله {والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا} أي تعالوا إلينا، ودعوا محمّدًا، فلا تشهدوا معه مشهده، فإنّا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه {ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} يقول: ولا يشهدون الحرب والقتال إن شهدوا إلاّ تعذيرًا ودفعًا عن أنفسهم المؤمنين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم} قال: هؤلاء ناسٌ من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم: ما محمّدٌ وأصحابه إلاّ أكلة رأسٍ ولو كانوا لحمًا لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه، دعوا هذا الرّجل فإنّه هالكٌ.
وقوله: {ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} أي لا يشهدون القتال، يغيبون عنه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثنا يزيد بن رومان، {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم} أي أهل النّفاق {والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} أي إلاّ دفعًا وتعذيرًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم}. إلى آخر الآية، قال: هذا يوم الأحزاب، انصرف رجلٌ من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فوجد أخاه بين يديه شواءٌ ورغيفٌ ونبيذٌ، فقال له: أنت ههنا في الشّواء والرّغيف والنّبيذ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الرّمّاح والسّيوف؟ فقال: هلمّ إلى هذا، فقد بلغ بك وبصاحبك، والّذي يحلف به لا يستقبلها محمّدٌ أبدًا، فقال: كذبت والّذي يحلف به، قال، وكان أخاه من أبيه وأمّه: أمّا واللّه لأخبرنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمرك، قال: وذهب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليخبره؛ قال: فوجده قد نزل جبرائيل عليه السّلام بخبره {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} ). [جامع البيان: 19/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/750]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: هذا يوم الاحزاب انصرف رجل من عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له: أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف، قال: هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك - والذي يحلف به - لا يستقي لها محمد أبدا قال: كذبت - والذي يحلف به - وكان أخاه من أبيه وأمه والله لأخبرن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمرك وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا} ). [الدر المنثور: 11/750-751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون: لاخوانهم: ما محمدا وأصحابه إلا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل فانه هالك {والقائلين لإخوانهم} أي من المؤمنين {هلم إلينا} أي دعوا محمدا وأصحابه فانه هالك ومقتول {ولا يأتون البأس إلا قليلا} قال: لا يحضرون القتال إلا كارهين، وان حضروه كانت أيديهم من المسلمين وقلوبهم من المشركين). [الدر المنثور: 11/751]

تفسير قوله تعالى: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {أشحّةً عليكم} اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف اللّه به هؤلاء المنافقين في هذا الموضع من الشّحّ، فقال بعضهم: وصفهم بالشّحّ عليهم في الغنيمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أشحّةً عليكم} في الغنيمة.
وقال آخرون: بل وصفهم بالشّحّ عليهم بالخير.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أشحّةً عليكم} قال: بالخير، المنافقون. وقال غيره: معناه: أشحّةً عليكم بالنّفقة على ضعفاء المؤمنين منكم.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّ اللّه وصف هؤلاء المنافقين بالجبن والشّحّ، ولم يخصّص وصفهم من معاني الشّحّ، بمعنًى دون معنًى، فهم كما وصفهم اللّه به أشحّةً على المؤمنين بالغنيمة والخير والنّفقة في سبيل اللّه، على أهل مسكنة المسلمين. ونصب قوله {أشحّةً عليكم} على الحال من ذكر الاسم الّذي في قوله {ولا يأتون البأس}، كأنّه قيل: هم جبناء عند البأس، أشحّاء عند قسم الغنيمة بالغنيمة.
وقد يحتمل أن يكون قطعًا من قوله: {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم} فيكون تأويله: قد يعلم اللّه الّذين يعوّقون النّاس على القتال، ويشحّون عند الفتح بالغنيمة. ويجوز أن يكون أيضًا قطعًا من قوله: {هلمّ إلينا} أشحّةً، وهم هكذا أشحّةٌ. ووصفهم جلّ ثناؤه بما وصفّهم من الشّحّ على المؤمنين، لما في أنفسهم لهم من العداوة والضّغن.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {أشحّةً عليكم} أي: للضّغن الّذي في أنفسهم.
وقوله: {فإذا جاء الخوف} إلى قوله: {من الموت} يقول تعالى ذكره: فإذا حضر البأس، وجاء القتال، خافوا الهلاك والقتل، رأيتهم يا محمّد ينظرون إليك لواذًا بك، تدور أعينهم، خوفًا من القتل، وفرارًا منه. {كالّذي يغشى عليه من الموت} يقول: كدوران عين الّذي يغشى عليه من الموت النّازل به {فإذا ذهب الخوف} يقول: فإذا انقطعت الحرب واطمأنّوا {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم} من الخوف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} أي: إعظامًا وفرقًا منه.
وأمّا قوله {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} فإنّه يقول: عضّوكم بألسنةٍ ذربةٍ. ويقال للرّجل الخطيب الذّرب اللّسان: خطيبٌ مسلقٌ ومصلقٌ، وخطيبٌ سلاّقٌ وصلاّقٌ.
وقد اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف تعالى ذكره هؤلاء المنافقين أنّهم يسلقون المؤمنين به، فقال بعضهم: ذلك سلقهم إيّاهم عند الغنيمة بمسألتهم القسم لهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} أمّا عند الغنيمة، فأشحّ قومٍ، وأسوأ مقاسمةٍ: أعطونا أعطونا، فإنّا قد شهدنا معكم. وأمّا عند البأس فأجبن قومٍ، وأخذله للحقّ.
وقال آخرون: بل ذلك سلقهم إيّاهم بالأذى.
ذكر ذلك عن ابن عبّاسٍ:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} قال: استقبلوكم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} قال: كلّموكم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّهم يسلقونهم من القول بما تحبّون نفاقًا منهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} في القول بما تحبّون، لأنّهم لا يرجون آخرةً، ولا تحملهم حسبةٌ، فهم يهابون الموت هيبة من لا يرجو ما بعده.
وأشبه هذه الأقوال بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل قول من قال {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير} فأخبر أنّ سلقهم المسلمين شحًّا منهم على الغنيمة والخير، فمعلومٌ إذ كان ذلك كذلك، أنّ ذلك لطلب الغنيمة. وإذا كان ذلك منهم لطلب الغنيمة، دخل في ذلك قول من قال: معنى ذلك: سلقوكم بالأذى، لأنّ فعلهم ذلك كذلك، لا شكّ أنّه للمؤمنين أذًى.
وقوله: {أشحّةً على الخير} يقول: أشحّةً على الغنيمة، إذا ظفر المؤمنون.
وقوله: {أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين وصفت لك صفتهم في هذه الآيات لم يصدقوا اللّه ورسوله، ولكنّهم أهل كفرٍ ونفاقٍ. {فأحبط اللّه أعمالهم} يقول: فأذهب اللّه أجور أعمالهم وأبطلها.
وذكر أنّ الّذي وصف بهذه الصّفة كان بدريًّا، فأحبط اللّه عمله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا} قال: فحدّثني أبي أنّه كان بدريًّا، وأنّ قوله: {أحبط اللّه أعمالهم} أحبط اللّه عمله يوم بدرٍ.
وقوله: {وكان ذلك على اللّه يسيرًا} يقول تعالى ذكره: وكان إحباط عملهم الّذي كانوا عملوا قبل ارتدادهم ونفاقهم على اللّه يسيرًا). [جامع البيان: 19/51-56]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أشحة عليكم قال يعني بالخير يقول يشحون عليكم بالخير وهم المنافقون). [تفسير مجاهد: 516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا.
أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} بالخير المنافقون). [الدر المنثور: 11/751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} قال: فيالغنائم اذا أصابها المسملون شاحوهم عليها قالوا بالسنتهم: لستم باحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا). [الدر المنثور: 11/751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك} قال: اذا حضروا القتال والعدو {رأيتهم ينظرون إليك} أجبن قوم وأخذله للحق {تدور أعينهم} قال: من الخوف). [الدر المنثور: 11/751-752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {تدور أعينهم} قال: فرقا من الموت). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سلقوكم} قال: استقبلوكم). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأرزق قال له أخبرني عن قوله عز وجل {سلقوكم بألسنة حداد} قال الطعن باللسان قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول فيهم:
الخطب والسماحة والنجدة * فيهم والخاطب المسلاق). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن ابي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} قال أما عند الغنيمة فاشح قوم وأسوأه مقاسمة أعطونا أعطونا أنا قد شهدنا معكم وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله للحق). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله اشحة على الخير قال على المال). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وكان ذلك على الله يسيرا} يعني هينا والله أعلم قوله تعالى). [الدر المنثور: 11/753]

تفسير قوله تعالى: (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلاّ قليلاً}.
يقول تعالى ذكره: يحسب هؤلاء المنافقون الأحزاب، وهم قريشٌ وغطفان.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قريشٌ وغطفان.
وقوله: {لم يذهبوا} يقول: لم ينصرفوا، وإن كانوا قد انصرفوا جبنًا وهلعًا منهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قال: يحسبونهم قريبًا.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (يحسبون الأحزاب قد ذهبوا، فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب).
وقوله: {وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب} يقول تعالى ذكره: وإن يأت المؤمنين الأحزاب وهم الجماعة: واحدهم حزبٌ {يودّوا} يقول: يتمنّوا من الخوف والجبن أنّهم غيّبٌ عنكم في البادية مع الأعراب خوفًا من القتل. وذلك أنّ قوله: {لو أنّهم بادون في الأعراب} تقول: قد بدا فلانٌ إذا صار في البدو فهو يبدو، وهو بادٍ؛ وأمّا الأعراب: فإنّهم جمع أعرابيٍّ، وواحد العرب عربيٌّ، وإنّما قيل أعرابيٌّ لأهل البدو، فرقًا بين أهل البوادي والأمصار، فجعل الأعراب لأهل البادية، والعرب لأهل المصر.
وقوله: {يسألون عن أنبائكم} يقول: يستخبر هؤلاء المنافقون أيّها المؤمنون النّاس عن أنبائكم، يعني عن أخباركم بالبادية: هل هلك محمّدٌ وأصحابه؟ نقول: يتمنّون أن يسمعوا أخباركم بهلاككم، أن لا يشهدوا معكم مشاهدكم. {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلاّ قليلاً} يقول تعالى ذكره للمؤمنين: ولو كانوا أيضًا فيكم ما نفعوكم، وما قاتلوا المشركين إلاّ قليلاً. يقول: إلاّ تعذيرًا، لأنّهم لا يقاتلونهم حسبةً ولا رجاء ثوابٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {يسألون عن أنبائكم} قال: أخباركم.
وقرأت قرّاء الأمصار جميعًا سوى عاصمٍ الجحدريّ: {يسألون عن أنبائكم} بمعنى: يسألون من قدم عليهم من النّاس عن أنباء عسكركم وأخباركم، وذكر عن عاصمٍ الجحدريّ أنّه كان يقرأ ذلك: (يسّاءلون) بتشديد السّين، بمعنى: يتساءلون: أي يسأل بعضهم بعضًا عن ذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 19/56-58]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يحسبون الأحزاب لم يذهبوا يقول يحسبونهم قريبا). [تفسير مجاهد: 516]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يسألون عن أنبائكم قال يعني عن أخباركم). [تفسير مجاهد: 516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا}.
أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال يحسبونهم قريبا لم يبعدوا). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال كانوا يتحدثون بمجيء أبي سفيان وأصحابه وإنما سموا الأحزاب لأنهم حزبوا من قبائل الأعراب على النّبيّ صلى الله عليه وسلم? {وإن يأتي الأحزاب}? قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} يقول يود المنافقون). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قي قوله {وإن يأت الأحزاب} قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون} يقول يود المنافقيون). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإن يأت الأحزاب {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} قال هم المنافقون بناحية المدينة كانوا يتحدثون بنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون أما هلكون بعد ولم يعلموا بذهبا الأحزاب قد سرهم إن جاءهم الأحزاب أهم بادون في الأعراب مخافة القتال). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يسألون عن أنبائكم} قال عن أخبار النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا). [الدر المنثور: 11/753-754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد إن في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يسلون عن أنبائكم السؤال بغير ألف قوله تعالى). [الدر المنثور: 11/754]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 12:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قد يعلم اللّه المعوّقين منكم} [الأحزاب: 18] يعوّق بعضكم بعضًا يأمر بعضكم بعضًا بالفرار.
{والقائلين لإخوانهم} [الأحزاب: 18]، أي: {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا} [الأحزاب: 18] يأمر بعضهم بعضا بالفرار.
{ولا يأتون البأس} [الأحزاب: 18] القتال.
{إلا قليلا} بغير حسبةٍ ولا إخلاصٍ.
وقال السّدّيّ: {إلا قليلا}، يعني: رياءً وسمعةً.
وقال يحيى: حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن في قوله: {ولا يذكرون اللّه إلا قليلا} [النساء: 142] قال: إنّما قل إنّه كان لغير اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/708]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أشحّةً عليكم...}

منصوب على القطع، أي: من الأسماء التي ذكرت: ذكر منهم., وإن شئت من قوله: {يعوّقون} , ها هنا : عند القتال , ويشحّون عن الإنفاق على فقراء المسلمين, وإن شئت من القائلين لإخوانهم (هلمّ) , وهم هكذا, وإن شئت من قوله: {ولا يأتون البأس إلا قليلاً أشحّةً} : يقول: جبناء عند البأس أشحّةً عند الإنفاق على فقراء المسلمين, وهو أحبّها إليّ.
والرفع جائز على الاستئناف , ولم أسمع أحداً قرأ به , و{أشحّة}يكون على الذمّ، مثل ما تنصب على الممدوح على؛ مثل قوله: {ملعونين} .). [معاني القرآن: 2/338] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (هلمَّ): بمعنى تعالى، وأهل الحجاز لا يثنّونها ولا يجمعونها. وأهل نجد يجعلونها من هلممت، فيثنّون ويجمعون ويؤنّثون. وتوصل باللام فيقال: هلمّ لك، وهلمّ لكما.
قال الخليل: أصلها (لمّ) زيدت الهاء في أوّلها.
وخالفه الفراء فقال: أصلها (هل) ضمّ إليها (أمّ) والرّفعة التي في اللام من همزة (أمّ) لمّا تركت انتقلت إلى ما قبلها.
وكذلك (اللهم) نرى أصلها: (يا الله أمّنا بخير) فكثرت في الكلام فاختلطت، وتركت الهمزة). [تأويل مشكل القرآن: 557] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلّا قليلا (18)}
أي : الذين يعوقون عن النبي صلى الله عليه وسلم نصّاره، وذلك أنهم قالوا لنصّار النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس, ولو كانوا لحما
, لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه , فخلوهم , وتعالوا إلينا.
وقوله:{ولا يأتون البأس إلّا قليلا}
أي : لا يأتون الحرب مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا تعذيرا , يوهمونهم أنّهم معهم.). [معاني القرآن: 4/220]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا}
قال قتادة: (هم قوم من المنافقين , قالوا : ما أصحاب محمد عندنا إلا أكلة رأس , ولن يطيقوا أبا سفيان وأصحابه , فهلم إلينا) .
ثم قال جل وعز: {ولا يأتون البأس إلا قليلا} : أي إلا تعذيرا .
ثم قال جل وعز: {أشحة عليكم فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد}
أي : أشحة عليكم بالنفقة على فقرائكم , ومساكينكم
{فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد }: أي : بالغوا في الاحتجاج عليكم
وقال قتادة : (سلقوكم بطلب الغنيمة , وهذا قول حسن , لأن بعده أشحة على الخير).
وعن ابن عباس : (استقبلوكم بالأذى).
وقال يزيد بن رومان : (سلقوكم بما تحبون , نفاقا منهم, يقال خطيب مسلاق, وسلاق , أي : بليغ).). [معاني القرآن: 5/334-336]

تفسير قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أشحّةً عليكم} [الأحزاب: 19] لا يتركون عليكم من حقوقهم من الغنيمة شيئًا.
قال: {فإذا جاء الخوف} [الأحزاب: 19] رجع الكلام إلى أوّل القتال قبل أن تكون الغنيمة، قال: {فإذا جاء الخوف} [الأحزاب: 19]، يعني: القتال، وهو تفسير السّدّيّ.
{رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} [الأحزاب: 19] خوفًا من القتال.
{فإذا ذهب الخوف} [الأحزاب: 19]، يعني: القتال، يعني: إذا ذهب القتال.
{سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} [الأحزاب: 19] فحشوا عليكم، السّلق: الصّياح.
{أشحّةً على الخير} [الأحزاب: 19] على الغنيمة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/708]
قال اللّه: {أولئك لم يؤمنوا} [الأحزاب: 19] كقوله: {من الّذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} [المائدة: 41].
قال: {فأحبط اللّه أعمالهم} [الأحزاب: 19] أبطل اللّه حسناتهم لأنّهم ليس لهم فيها حسبةٌ.
{وكان ذلك على اللّه يسيرًا} [الأحزاب: 19] وقال بعضهم: {أشحّةٌ على الخير}على القتال، لا يقاتلون.
وتفسير الكلبيّ أنّ رجلا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا مسّهم الحصر والبلاء في الخندق رجع إلى أهله ليصيب طعامًا أو إدامًا، فوجد أخاه يتغدّى تمرًا، فدعاه، فقال أخوه المؤمن: قد بخلت عليّ وعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بنفسك فلا حاجة لي في طعامك). [تفسير القرآن العظيم: 2/709]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أشحّةً عليكم...}

منصوب على القطع، أي : من الأسماء التي ذكرت: ذكر منهم, وإن شئت من قوله: {يعوّقون} : ها هنا عند القتال , ويشحّون عن الإنفاق على فقراء المسلمين, وإن شئت من القائلين لإخوانهم (هلمّ) , وهم هكذا, وإن شئت من قوله: {ولا يأتون البأس إلا قليلاً أشحّةً}, يقول: جبناء عند البأس أشحّةً عند الإنفاق على فقراء المسلمين., وهو أحبّها إليّ, والرفع جائز على الاستئناف , ولم أسمع أحداً قرأ به .
و{أشحّة} : يكون على الذمّ، مثل ما تنصب على الممدوح على؛ مثل قوله: {ملعونين}.
وقوله: {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ}: آذوكم بالكلام عند الأمن , {بألسنةٍ حدادٍ}: ذربةٍ.
والعرب تقول: صلقوكم., ولا يجوز في القراءة لمخالفتها إيّاه, أنشدني بعضهم:
أصلق ناباه صياح العصفور = إن زلّ فوه عن جواد مئشير
وذلك إذا ضرب النّاب الناب , فسمعت صوته.).[معاني القرآن: 2/339]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حدادٍ }: أي: بالغوا في عيبكم , ولا ائمتكم , ومنه قولهم خطيب مسلقٌ , ومنه الخاطب المسلاق, وبالصاد أيضاً , وقال الأعشى:
فيهم الحزم والسّماحة والنّجد= ة فيهم والخاطب المسلاق
ويقال: لسان حديد , أي: ذلقٌ , وذليق).). [مجاز القرآن: 2/135]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({سلقوكم بألسنة حداد}: بالغوا فيكم بالكلام. يقال
[غريب القرآن وتفسيره: 302]
خطيب مصقع ومسلق). [غريب القرآن وتفسيره: 303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} , يقول: آذوكم بالكلام الشديد.
يقال: خطيب مسلق , ومسلاق, وفيه لغة أخرى: «صلقوكم»، ولا يقرأ بها.
وأصل «الصّلق»: الضرب.
قال ابن أحمر يصف سوطا ضرب به ناقته :
كأنّ وقعته لوذان مرفقها = صلق الصّفا بأديم وقعه تير.). [تفسير غريب القرآن: 349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أشحّة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحّة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرا (19)}
" أشحّة " : منصوب على الحال، المعنى : يأتون الحرب بخلاء عليكم بالظفر , والغنيمة , فإذا جاء الخوف , فهم أجبن قوم، فإذا جاءت الغنيمة , فأشحّ قوم , وأخصمهم.
{فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت}: لأنهم يحضرون على غير نية خير، إلا نية شر.
{فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد}: معنى " سلقوكم " خاطبوكم أشدّ مخاطبة وأبلغها في الغنيمة، يقال: خطيب مسلاق وسلّاق إذا كان بليغا في خطبته.
{أشحّة على الخير}:أي: خاطبوكم , وهم أشحّة على المال , والغنيمة.
وقوله : {أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم}:أي : هم : وإن أظهروا الإيمان, ونافقوا , فليسوا بمؤمنين.). [معاني القرآن: 4/221]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا}
أي : أشحة على الغنيمة , أولئك لم يؤمنوا , وإن كانوا قد أظهروا الإيمان , فإن اعتقادهم غير ذلك.). [معاني القرآن: 5/336]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سلقوكم} :أي: رفعوا أصواتهم عليكم.). [ياقوتة الصراط: 409]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَلَقُوكُم}: أي: آذوكم بالكلام، ويجوز فيه بالصاد، كل سين بعدها طاء , أو خاء , أو غين , أو قاف.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَلَقُوكُم}: غلبوكم بالقول.). [العمدة في غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {يحسبون} [الأحزاب: 20] يحسب المنافقون.
{الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودّوا} [الأحزاب: 20] يودّ المنافقون.
{لو أنّهم بادون في الأعراب} [الأحزاب: 20]، يعني: في البادية مع الأعراب، يودّون من الخوف لو أنّهم في البدو.
{يسألون عن أنبائكم} [الأحزاب: 20] وهو كلامٌ موصولٌ، وليس بهم في ذلك إلا الخوف على أنفسهم وعيالهم وأموالهم، لأنّهم مع المسلمين قد أظهروا أنّهم على الإسلام وهم يتمنّون أن يظهر المشركون على المسلمين من غير أن يدخل عليهم في ذلك مضرّةٌ.
قال: {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا} [الأحزاب: 20] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/709]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يسألون عن أنبائكم...}

عن أنباء العسكر الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقرأها الحسن : {يسّاءلون}, والعوامّ على: {يسألون}؛ لأنهم إنما يسألون غيرهم عن الأخبار، وليس يسأل بعضهم بعضاً.). [معاني القرآن: 2/339]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ...}
كان عاصم بن أبي النجود يقرأ : (أسوة) برفع الألف في كلّ القرآن , وكان يحيى بن وثّاب يرفع بعضاً ويكسر بعضاً, وهما لغتان: الضم في قيس, والحسن , وأهل الحجاز يقرءون (إسوةٌ) بالكسر في كلّ القرآن لا يختلفون.
ومعنى الأسوة : أنهم تخلّفوا عنه بالمدينة يوم الخندق, وهم في ذلك يحبّون أن يظفر النبي صلى الله عليه وسم إشفاقاً على بلدتهم، فقال: لقد كان في رسول الله أسوة حسنة إذ قاتل يوم أحد. وذلك أيضاً قوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} فهم في خوف وفرق {وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب} يقول في غير المدينة,
وفي في قراءة عبد الله : {يحسبون الأحزاب قد ذهبوا، فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودّوا لو أنهم بادون في الأعراب} ). [معاني القرآن: 2/339] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الأحزاب }:واحدهم حزب يقال: من أي حزب أنت , وقال رؤبة:
= وكيف أضوى وبلالٌ حزبيبي.). [مجاز القرآن: 2/135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلّا قليلا (20)}
أي : يحسبون الأحزاب بعد انهزامهم, وذهابهم , لم يذهبوا لجبنهم وخوفهم منهم.
{وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب}:أي: إذا جاءت الجنود , والأحزاب , ودّوا أنهم في البادية.).[معاني القرآن: 4/221]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب}
أي : يحسبون الأحزاب لم يذهبوا لجبنهم .
{وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب } : المعنى : إنهم لفزعهم ورعبهم إذا جاء من يقاتلهم , ودوا أنهم بادون في الأعراب .
وقرأ طلحة بن مصرف : يودوا لو أنهم بذا في الأعراب بدا , والمعنى واحد , وهو جمع باد كما يقال: غزا وغزى.).[معاني القرآن: 5/336-337]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 12:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هلم يا رجل وكذلك للاثنين والجميع والمؤنث موحد قال الله جل وعز: {قل هلم شهداءكم} وقال: {والقائلين لإخوانهم هلم إلينا} ولغة أخرى يقال للاثنين هلما وللجميع هلموا وللمرأة هلمي وللاثنتين هلما وللجميع هلممن والأولى أفصح وإذا قال لك هلم إلى كذا وكذا قلت إلام أهلم وإذا قال هلم كذا وكذا قلت لا أهلمه لك مفتوحة الألف والهاء أي لا أعطيكه). [إصلاح المنطق: 290] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب
ما جرى مجرى الفعل وليس بفعل ولا مصدر
ولكنها أسماءٌ وضعت للفعل تدل عليه، فأجريت مجراه ما كانت في مواضعها؛ ولا يجوز فيها التقديم والتأخير؛ لأنها لا تصرف تصرف الفعل؛ كما لم تصرف إن تصرف الفعل، فألزمت موضعاً واحداً، وذلك قولك: صه ومه، فهذا إنما معناه: اسكت، واكفف، فليس بمتعدٍّ، وكذلك: وراءك وإليك، إذا حذرته شيئاً مقبلاً عليه، وأمرته أن يتأخر، فما كان من هذا القبيل فهو غير متعدٍّ. ومنها ما يتعدى وهو قولك: عليك زيدا، ودونك زيدا، إذا أغريته. وكذلك: هلم زيدا، إذا أردت: هات زيدا فهذه اللغة الحجازية: يقع هلم فيها موقع ما ذكرنا من الحروف، فيكون للواحد وللاثنين والجمع على لفظٍ واحد، كأخواتها المتقدمات. قال الله عز وجل: {والقائلين إخوانهم هلم إلينا}. فأما بنو تميم فيجعلونها فعلاً صحيحاً، ويجعلون الهاء زائدة، فيقولون: هلم يا رجل، وللاثنين: هلما، وللجماعة: هلموا، وللنساء: هلممن؛ لأن المعنى: الممن، والهاء زائدة. فأما قول الله عز وجل: {كتاب الله عليكم}، فلم ينتصب كتاب بقوله: {عليكم}، ولكن لما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} أعلم أن هذا مكتوبٌ عليهم، فنصب كتاب الله للمصدر؛ لأن هذا بدلٌ من اللفظ بالفعل؛ إذ كان الأول في معنى: كتب الله عليكم، وكتب عليكم. ونظير هذا قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةٌ وهي تمر مر السحاب صنع الله}؛ لأنه قد أعلمك بقوله: {وهي تمر مر السحاب} أن ثم فعلاً، فنصب ما بعده؛ لأنه قد جرى مجرى: صنع الله. وكذلك: {الذي أحسن كل شيءٍ خلقه}. قال الشاعر:

ما إن يمس الأرض إلا منكـبٌ = منه وحرف الساق طي المحمل
لأنه ذكر على ما يدل على أنه طيان من الطي، فكان بدلاً من قوله طوى، وكذلك قوله:
إذا رأتني سقطت أبصارها = دأب بكارٍ شايحت بكارها
لأن قوله: إذا رأتني معناه: كلما رأتني، فقد خبر أن ذلك دأبها؛ فكأنه قال: تدأب دأب بكار؛ لأنه بدل منه. ومثل هذا - إلا أن اللفظ مشتقٌّ من فعل المصدر، ولكنهما يشتبهان في الدلالة -قوله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} على: وبتل غليه، ولو كان على تبتل لكان تبتلاً. وكذلك: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}. لو كان على أنبت لكان إنباتاً. ولكن المعنى - والله أعلم -: أنه إذا أنبتكم نبتم نباتاً). [المقتضب: 3/202-204]

تفسير قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من صلق أو حلق)).
قال الأصمعي: الصلق بالصاد: هو الصوت الشديد.
وقال غيره: بالسين. ومنه قوله تبارك وتعالى: {سلقوكم بألسنة حداد}.
وقال الأعشى:
فيهم الخصب والسماحة والنجد = ة فيهم والخاطب السلاق
ويروى: المسلاق). [غريب الحديث: 3/78-79]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والسلق شدة الصوت قال الله جل ثناؤه: {سلقوكم بألسنة حداد}

والسلق المطمئن بين الربوتين يتسع والسلق أيضا بالتخفيف أن تدخل إحدى عروتي الجوالق في الأخرى قال الراجز
(وحوقل ساعده قد انملق = يقول قطبا ونعما إن سلق)
أراد إن سلق نعم الشيء إن فعل). [إصلاح المنطق: 45]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} قال: في الدنيا. مثل {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ}.
{سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} قال: سلقه وأج.. واحد.
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} قال: الإحسان أن يأتي بالأمر على ما أمر به). [مجالس ثعلب: 106-107] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 01:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 01:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 05:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وبخهم بأن الله يعلم المعوقين، وهم الذين يعوقون الناس عن نصرة الرسول، ويمنعونهم بالأقوال والأفعال من ذلك، ويسعون على الذين ينصرونه، وتقول: عاقني أمر كذا، وعوقني إذا بالغت وضعفت الفعل.
وأما القائلون فاختلف الناس في حالهم، فقال ابن زيد وغيره: أراد المنافقين، يقول المنافق لإخوانه في النسب وقرابته: "هلم إلينا" أي: إلى المنازل والأكل والشرب وترك القتال، وروي أن جماعة منهم فعلت ذلك. وروي أن رجلا من المؤمنين رجع إلى داره فوجد أخا له منافقا، بين يديه رغيف وشواء ونبيذ، فقال له: أتجلس هكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال؟ فقال له أخوه: هلم إلى ما أنا فيه يا فلان، ودعني من محمد فقد والله هلك، وما له قبل بأعدائه. فشتمه أخوه وقال: والله لأعرفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد الآية نزلت.
وقالت فرقة: بل أراد من كان من المنافقين يداخل كفار قريش من العرب، فإنه كان منهم من يداخلهم، وقال لهم: "هلم إلينا"، أي إلى المدينة فإنكم تغلبون محمدا، والإخوان- على هذا - هم في الكفر والمذهب السوء.
و"هلم" بمعنى: أقبل، ومن العرب من يستعملها على حد واحد في المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، وهذا على أنها اسم فعل، هذه لغة أهل الحجاز، ومنهم من يجريها مجرى الأفعال فيلحقها الضمائر المختلفة، فيقول: هلم، وهلموا. وأصل "هلم": "هالمم"، نقلت حركة الميم إلى اللام فاستغني عن الألف، وأدغمت الميم في الميم لسكونها فجاء "هلم"، وهذا مثل تعليل: "رد" من اردد.
والبأس: القتال، و"إلا قليلا" معناه: إلا إتيانا قليلا، وقلته يحتمل أن يكون لقصر مدته وقلة أزمنته، ويحتمل أن يكون لقلة عقابه، وأنه رياء وتلميع لا تحقيق).[المحرر الوجيز: 7/ 100-101]

تفسير قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا}
"أشحة" جمع شحيح، ونصبه على الحال من "القائلين": أو من فعل مضمر دل عليه قوله: "المعوقين"، أو من الضمير في "يأتون"، أو على الذم، وقد منع بعض النحاة أن يعمل في هذه الحال "المعوقين" أو"القائلين" لمكان التفريق بين الصلة والموصول بقوله: {ولا يأتون البأس} وهو غير داخل في الصلة. وهذا الشح قيل: هو بأنفسهم على المؤمنين، وقيل: هو بإخوانهم، وقيل: بأموالهم في النفقات في سبيل الله، وقيل: بالغنيمة عند القسم، والصواب تعميم الشح، وأن يكون بكل ما فيه للمؤمنين منفعة.
وقوله: {فإذا جاء الخوف}، قيل: معناه: فإذا قوي الخوف من العدو، وتوقع أن يستأصل جميع أهل المدينة، لاذ هؤلاء المنافقون بك، ينظرون نظر الهلع المختلط، كنظر الذي يغشى عليه من الموت، "فإذا ذهب" ذلك الخوف العظيم "سلقوكم" أي: خاطبوكم مخاطبة بليغة، يقال: خطيب سلاق ومسلاق ومسلق، ولسان أيضا كذلك إذا كان فصيحا مقتدرا، وقرأ ابن أبي عبلة: "صلقوكم" بالصاد. ووصف الألسنة بالحدة لقطعها المعاني، ونفوذها في الأقوال.
وقالت فرقة: معنى قوله: {فإذا جاء الخوف} أي: إذا كان المؤمنون في قوة وظهور، وخشي هؤلاء المنافقون سطوتك يا محمد بهم رأيتهم يصانعون وينظرون إليك نظر فازع منك خائف هلع، فإذا ذهب خوفك عنهم باشتغالك بعدو ونحوه - كما كان مع الأحزاب - سلقوكم حينئذ. واختلف الناس في المعنى الذي فيه يسلقون، فقال يزيد بن رومان وغيره: ذلك في أذى المؤمنين وسبهم وتنقيص الشرع ونحو هذا، وقال قتادة: ذلك في طلب العطاء من الغنيمة والإلحاف في المسألة. وهذان القولان يترتبان مع كل واحد من التأويلين المتقدمين في الخوف، وقالت فرقة: السلق هو في مخادعة المؤمنين بما يرضيهم من القول على جهة المصانعة والمخاتلة.
وقوله: "أشحة" حال من الضمير في "سلقوكم"، وقوله: "على الخير" يدل على عموم الشح في قوله أولا: {أشحة عليكم}، وقيل في هذا: معناه: أشحة على مال الغنائم، وهذا مذهب من قال: إن "الخير" في كتاب الله حيث وقع فهو بمعنى المال. وقرأ ابن أبي عبلة: "أشحة" بالرفع، ثم أخبر تبارك وتعالى عنهم أنهم لم يؤمنوا، ولا كمل تصديقهم، وجمهور المفسرين على أن هذه الإشارة إلى منافقين لم يكن لهم قط إيمان، ويكون قوله: {فأحبط الله أعمالهم} أي أنها لم تقبل قط، أنها كالمحبطة، وحكى الطبري عن ابن زيد عن أبيه أنه قال: نزلت في رجل بدري نافق بعد ذلك ووقع في هذه المعاني فأحبط الله عمله في بدر وغيرها، وهذا فيه ضعف.
والإشارة بـ"ذلك" في قوله تعالى: {وكان ذلك على الله يسيرا} يحتمل أن تكون إلى إحباط عمل هؤلاء المنافقين، ويحتمل أن تكون إلى جملة حالهم وما وصف من شحهم ونظرهم وغير ذلك من أعمالهم، أي أن أمرهم يسير لا يبالي به، ولا له أثر في دفع خير ولا جلب شر). [المحرر الوجيز: 7/ 101-103]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}
الضمير في "يحسبون" للمنافقين، والمعنى أنهم من الجزع والفزع بحيث رحل الأحزاب وهزمهم الله تعالى وهؤلاء يظنون أنهم لم يذهبوا، بل يريدون الكرة إلى المدينة، ثم أخبر تعالى عن معتقد هؤلاء المنافقين أن ودهم إذا أتى الأحزاب وحاصروا المدينة أن يكونوا هم قد خرجوا إلى البادية ومع الأعراب وهم أهل العمود والرحيل من قطر إلى قطر، ومن كان منهم مقيما بأرض مستوطنا فلا يسمون أعرابا، وغرضهم من البداوة أن يكونوا سالمين من القتال. وقرأ ابن عباس، وطلحة بن مصرف: "لو أنهم بدى في الأعراب" شديدة الدال منونة، وهو جمع باد كغاز وغزى. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "بدا" فعلا ماضيا.
وقرأ أهل مكة، ونافع، وابن كثير، والحسن: "يسألون"، أي عن أنبائكم، وقرأ أبو عمرو، وعاصم، والأعمش، والحسن: "يسألون" بغير همز، نحو قوله تعالى: {سل بني إسرائيل}، وقرأ الجحدري، وقتادة، والحسن - بخلاف عنه -: "يساءلون"، أي: يسأل بعضهم بعضا، قال الجحدري في الإمام: "يتساءلون".
ثم سلى الله تعالى نبيه عنهم، وحقر شأنهم بأن أخبر أنهم لو حضروا لما أغنوا ولما قاتلوا إلا قتالا قليلا لا نفع له، قال التغلبي: هو قليل من حيث هو رياء من غير حسبة ولو كان لله لكان كثيرا). [المحرر الوجيز: 7/ 103-104]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلّا قليلًا (18) أشحّةً عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا (19) }
يخبر تعالى عن إحاطة علمه بالمعوّقين لغيرهم عن شهود الحرب، والقائلين لإخوانهم، أي: أصحابهم وعشرائهم وخلطائهم {هلمّ إلينا} أي: إلى ما نحن فيه من الإقامة في الظّلال والثّمار، وهم مع ذلك {لا يأتون البأس إلا قليلا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 390]

تفسير قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أشحّةً عليكم} أي: بخلاء بالمودّة، والشّفقة عليكم.
وقال السّدي: {أشحّةً عليكم} أي: في الغنائم.
{فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} أي: من شدّة خوفه وجزعه، وهكذا خوف هؤلاء الجبناء من القتال {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} أي: فإذا كان الأمن، تكلّموا كلامًا بليغًا فصيحًا عاليًا، وادّعوا لأنفسهم المقامات العالية في الشّجاعة والنّجدة، وهم يكذبون في ذلك.
وقال ابن عبّاسٍ: {سلقوكم} أي: استقبلوكم.
وقال قتادة: أمّا عند الغنيمة فأشحّ قومٍ، وأسوأه مقاسمةً: أعطونا، أعطونا، قد شهدنا معكم. وأمّا عند البأس فأجبن قومٍ، وأخذله للحقّ.
وهم مع ذلك أشحّةٌ على الخير، أي: ليس فيهم خيرٌ، قد جمعوا الجبن والكذب وقلّة الخير، فهم كما قال في أمثالهم الشّاعر:
أفي السّلم أعيارًا جفاءً وغلظةً = وفي الحرب أمثال النّساء العوارك...
أي: في حال المسالمة كأنّهم الحمير. والأعيار: جمع عيرٍ، وهو الحمار، وفي الحرب كأنّهم النّساء الحيّض؛ ولهذا قال تعالى: {أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا} أي: سهلًا هيّنًا عنده). [تفسير ابن كثير: 6/ 390-391]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلّا قليلًا (20) }
وهذا أيضًا من صفاتهم القبيحة في الجبن والخوف والخور، {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} بل هم قريبٌ منهم، وإنّ لهم عودةً إليهم {وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم} أي: ويودّون إذا جاءت الأحزاب أنّهم لا يكونون حاضرين معكم في المدينة بل في البادية، يسألون عن أخباركم، وما كان من أمركم مع عدوّكم، {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا} أي: ولو كانوا بين أظهركم، لما قاتلوا معكم إلّا قليلًا؛ لكثرة جبنهم وذلّتهم وضعف يقينهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 391]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة