العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (96) إلى الآية (99) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (96) إلى الآية (99) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (96) إلى فرعون وملئه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ}.
يقول عزّ وجلّ: ولقد أرسلنا موسى بأدلّتنا على توحيدنا، وحجّةٍ تبيّن لمن عاينها، وتأمّلها بقلبٍ صحيحٍ، أنّها تدلّ على توحيد اللّه، وكذب كلّ من ادّعى الرّبوبيّة دونه، وبطول قول من أشرك معه في الألوهة غيره). [جامع البيان: 12/561]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولقد أرسلنا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ أرسل قال بعث.
قوله تعالى: بآياتنا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بآياتنا قال: بالبينات.
قوله تعالى: وسلطانٍ مبينٍ
- حدّثنا أبي، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كلّ سلطانٍ في القرآن حجّةٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وسلطانٍ مبينٍ: سلطانٍ من اللّه وعذرٍ مبينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2079-2080]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إلى فرعون وملئه} يعني إلى أشراف جنده وتبّاعه. {فاتّبعوا أمر فرعون} يقول: فكذّب فرعون وملؤه موسى، وجحدوا وحدانيّة اللّه، وأبوا قبول ما أتاهم به موسى من عند اللّه، واتّبع ملأ فرعون أمره دون أمر اللّه، وأطاعوه في تكذيب موسى وردّ ما جاءهم به من عند اللّه عليه يقول تعالى ذكره: {وما أمر فرعون برشيدٍ} يعني: أنّه لا يرشد أمر فرعون من قبله منه، في تكذيب موسى، إلى خيرٍ، ولا يهديه إلى صلاحٍ، بل يورده نار جهنّم). [جامع البيان: 12/561]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إلى فرعون وملئه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود (98)
قوله تعالى: إلى فرعون وملائه
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن المنكدر قال: عاش فرعون ثلاثمائة سنةٍ فيها مائتان وعشرون سنةً لم ير فيها يقذي عينه، ودعاه موسى ثمانين سنةً.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، ثنا أبو أسامة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: كان فرعون فارسيًّا من أهل اصطخر.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى المصريّ، ثنا ابن وهبٍ أخبرني ابن لهيعة أنّ فرعون كان من أبناء مصر.
قوله تعالى: فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ
بياضٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2080]

تفسير قوله تعالى: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة قال فرعون يقدم قومه يوم القيامة يقول يمضي بين أيديهم حتى يهجم بهم على النار). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عمن سمع ابن عباس يقول فأوردهم النار قال الورد الدخول). [تفسير عبد الرزاق: 1/313]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس الورود الدخول وقال نافع لا قال فقرأ ابن عباس {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} أورد هؤلاء أم لا وقرأ {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أورد هؤلاء أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا وما أرى الله مخرجك منها لتكذيبك قال فضحك نافع فقال ابن عباس ففيم الضحك إذا). [تفسير عبد الرزاق: 2/11] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود}.
يقول تعالى ذكره: يقدم فرعون قومه يوم القيامة يقودهم، فيمضي بهم إلى النّار حتّى يوردهموها، ويصليهم سعيرها. {وبئس الورد} يقول: وبئس الورد الّذي يردونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {يقدم قومه يوم القيامة} قال: فرعون يقدم قومه يوم القيامة؛ يمضي بين أيديهم حتّى يهجم بهم على النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: يقود قومه فأوردهم النّار.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال. ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ قوله: {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: أضلّهم فأوردهم النّار.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال. أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عمّن سمع ابن عبّاسٍ يقول في قوله: {فأوردهم النّار} قال: الورد: الدّخول.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فأوردهم النّار} كان ابن عبّاسٍ يقول: الورد في القرآن أربعة أورادٍ: في هود قوله: {وبئس الورد المورود} وفي مريم: {وإن منكم إلاّ واردها} وورد في الأنبياء: {حصب جهنّم أنتم لها واردون} وورد في مريم أيضًا: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} كان ابن عبّاسٍ يقول: كلّ هذا الدّخول، واللّه ليردنّ جهنّم كلّ برٍّ وفاجرٍ. {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}). [جامع البيان: 12/561-563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يقدم قومه يوم القيامة
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: يقدم قومه يوم القيامة يقول: يقود قومه يوم القيامة.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة يقدم قومه يوم القيامة يمضي بين أيديهم يحم بهم على النّار.
قوله تعالى: فأوردهم النّار
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا ابن عيينة، عن عمر بن دينارٍ، عمّن سمع ابن عبّاسٍ يقول في قول اللّه: فأوردهم النّار قال: الورد الدّخول.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن مرزوق بن أبي سلامة قال نافع بن الأزرق لابن عبّاسٍ يا ابن عبّاسٍ ما الورود قال: الدّخول قال إنّما الورود: الوقوف على شفيرها قال: فقال ابن عبّاسٍ واللّه لأردنّها ولتردنّها وإنّي لأرجوا أن أكون من الّذين قال اللّه: ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا وتكون أنت من الّذين قال اللّه تعالى: ونذر الظّالمين فيها جثيًّا قال: وكذلك كان يقرأها ويحك يا نافع بن الأزرق أما تقرأ كتاب اللّه وما أمر فرعون برشيدٍ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار أفتراه ويحك إنّما أقامهم على شفيرها واللّه تعالى يقول: ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب
قوله تعالى: وبئس الورد المورود
- أخبرنا أحمد بن الأزهر أبو الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك، أمّا قوله: وبئس الورد المورود فإنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: المورد في القرآن أربعة أورادٍ وإن منكم إلا واردها). [تفسير القرآن العظيم: 6/2080-2081]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 98 - 99.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: أضلهم فأوردهم النار). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} قال: فرعون يمضي بين يدي قومه حتى يهجم بهم على النار). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فأوردهم النار} قال الورود الدخول). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الورود في القرآن أربعة، في هود {وبئس الورد المورود} وفي مريم (وإن منكم إلا واردها) (مريم الآية 71) وفيها أيضا (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) (مريم الآية 86) وفي الأنبياء (حصب جهنم أنتم لها واردون) (الأنبياء الآية 98) قال: كل هذا الدخول). [الدر المنثور: 8/135]

تفسير قوله تعالى: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ويوم القيمة بئس الرفد المرفود قال لعنة في الدنيا وزيدوا فيها لعنة في الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الرّفد المرفود} [هود: 99] : " العون المعين، رفدته: أعنته "). [صحيح البخاري: 6/74] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الرفد المرفود العون المعين رفدته أعنته كذا وقع فيه وقال أبو عبيدة الرفد المرفود العون المعين يقال رفدته عند الأمير أي أعنته قال الكرماني وقع في النّسخة الّتي عندنا العون المعين والّذي يدل عليه التّفسير المعان فأما أن يكون الفاعل بمعنى المفعول أو المعنى ذو إعانة). [فتح الباري: 8/354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الرّفد المرفود العون المعين رفدته أعنته
أشار به إلى قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} (هود: 99) وفسّر الرفد المرفود بقوله: العون المعين، أي: بئس العون المعان، كذا فسره الزّمخشريّ، وكذا وقع في بعض النّسخ، والمشهور بلفظ المعين على لفظ إسم الفاعل، ووجهه أن يقال: الفاعل بمعنى المفعول، أو يقال: معناه بذي عون. قوله: (رفدته أعنته) أشار به إلى أن معنى الرفد العون، يقال: رفدت فلانا، أي: أعنته، وقال مجاهد: رفدوا يوم القيامة بلعنة أخرى). [عمدة القاري: 18/296]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الرفد المرفود}) [هود: 99] قال أبو عبيدة (العون المعين) بضم الميم وكسر العين فسر المرفود بالمعين. قال في المصابيح وفيه نظر، وقال البرماوي: والوجه المعان، ثم وجهه كالكرماني بأن يكون الفاعل فيه بمعنى المفعول أو يكون من باب ذي كذا أي عون ذي إعانة وفي نسخة المعان بالألف بدل المعين (رفدته) أي (أعنته) ). [إرشاد الساري: 7/172]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}.
يقول اللّه تعالى ذكره: وأتبعهم اللّه في هذه، يعني في هذه الدّنيا مع العذاب الّذي عجّله لهم فيها من الغرق في البحر، لعنته. {ويوم القيامة} يقول: وفي يوم القيامة أيضًا يلعنون لعنةً أخرى.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: لعنةً أخرى.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: زيدوا بلعنته لعنةً أخرى، فتلك لعنتان.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} اللّعنة في أثر اللّعنة.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: زيدوا لعنةً أخرى، فتلك لعنتان.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في هذه} قال: في الدّنيا {ويوم القيامة} أردفوا بلعنةٍ أخرى زيدوها، فتلك لعنتان.
وقوله: {بئس الرّفد المرفود} يقول: بئس العون المعان، اللّعنة المزيدة فيها أخرى منها.
وأصل الرّفد: العون، يقال منه: رفد فلانٌ فلانًا عند الأمير يرفده رفدًا بكسر الرّاء، وإذا فتحت، فهو السّقي في القدح العظيم، والرّفد: القدح الضّخم، ومنه قول الأعشى:
ربّ رفدٍ هرقته ذلك اليو = م وأسرى من معشرٍ أقتال
ويقال: رفد فلانٌ حائطه، وذلك إذا أسنده بخشبةٍ لئلاّ يسقط. والرّفد بفتح الرّاء المصدر، يقال منه: رفده يرفده رفدًا. والرّفد: اسم الشّيء الّذي يعطاه الإنسان وهو المرفد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بئس الرّفد المرفود} قال: لعنة الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {بئس الرّفد المرفود} قال: لعنهم اللّه في الدّنيا، وزيد لهم فيها اللّعنة في الآخرة.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} قال: لعنةٌ في الدّنيا، وزيدوا فيها لعنةً في الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} يقول: ترادفت عليهم اللّعنتان من اللّه لعنةٌ في الدّنيا، ولعنةٌ في الآخرة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: أصابتهم لعنتان في الدّنيا، رفدت إحداهما الأخرى، وهو قوله: {ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}). [جامع البيان: 12/563-566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود (99)
قوله تعالى: وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة: زيدوا بلعنةٍ أخرى فتلك لعنتان.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة قال: لم يبعث نبيّ بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة ترفد لعنة اللّه أخرى في النّار
قوله تعالى: الرّفد المرفود
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: بئس الرّفد المرفود يقول: لعنة الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة بئس الرّفد المرفود يقول: ترادفت عليه لعنتان من اللّه لعنة الدنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2081]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان {بئس الرفد المرفود} اللعنة في أثر اللعنة). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {بئس الرفد المرفود} قال: لعنة الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة يزيد لعنة أخرى في النار). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {بئس الرفد المرفود} قال: بئس اللعنة بعد اللعنة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
لا تقدمن بركن لا كفاء له * وإنما تفك الأعداء بالرفد). [الدر المنثور: 8/135-136]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:19 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} أي بعلاماتنا التي تدل على صحة نبوته.
{وسلطان مبين} أي وحجة بينة. والسّلطان إنّما سمّي سلطانا لأنه حجة اللّه في أرضه.
واشتقاق السلطان من السليط، والسليط ما يضاء به، ومن هذا قيل للزيت سليط). [معاني القرآن: 3/76]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين}
السلطان الحجة ومن هذا قيل للوالي سلطان لأنه حجة الله جل وعز في الأرض
ويقال إنه مأخوذ من السليط وهو ما يضاء به). [معاني القرآن: 3/378]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلى فرعون وملأه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد}ملؤه أشراف قومه، الّذين هم ملاء بالرأي والمقدرة
{فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد} أي استحبّوا العمى على الهدى). [معاني القرآن: 3/76]

تفسير قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يقدم قومه يوم القيامة} فالفعل: قدمهم يقدمهم قدما وقدوما). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود}
يقال قدمت القوم أقدمهم قدما وقدوما إذا تقدمتهم.
أي يقدمهم إلى النّار، ويدل على ذلك قوله: {فأوردهم النّار وبئس الورد المورود} ). [معاني القرآن: 3/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الرّفد المرفود} مجازه مجاز العون المعان، يقال: رفدته عند الأمير، أي أعنته وهو من كل خير وعون،
وهو مكسور الأول وإذا فتحت أوله فهو القدح الضّخم قال الأعشى:
؟؟ هل هنا بيت شعر
ربّ رفدٍ). [مجاز القرآن: 1/299-298]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {بئس الرفد المرفود} فيقال: رفده رفدًا ورفدًا، يرفده؛ وهي العطية، والمرفد: القدح العظيم [...].
وقالوا أيضًا: هوي رفد الحائط يرفده، يسنده بخشبة؛ لئلا يقع؛ وكأن الأصل واحد). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الرفد المرفود}: ). [غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الرّفد}: العطية. يقال: رفدته أرفده، إذا أعطيته وأعنته.
و{المرفود} المعطي. كما تقول: بئس العطاء والمعطي). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}
كل شيء جعلته عونا لشيء وأسندت به شيئا فقد رفدته، يقال عمدت الحائط وأسندته ورفدته بمعنى واحد، والمرفد القدح العظيم). [معاني القرآن: 3/77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويوم القيامة بئس الرفد المرفود}
قال مجاهد زيدوا لعنة يوم القيامة
قال أبو جعفر والرفد في اللغة المعونة والإعطاء والمعنى الذي يقوم لهم مقام المعونة اللعن
والتقدير بئس الرفد رفد المرفود). [معاني القرآن: 3/378]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرفد} العطية. {المرفود} المعطى منها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرِّفْدُ}: العون). [العمدة في غريب القرآن: 157]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:20 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) }

تفسير قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) }

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والرفد:
المعونة، والرفد: العطية، ويقال: رفدته: من الرفد، وأرفدته إذا أعنته على ذلك، وقال الأصمعي: الرفد، بكسر الراء: القدح.
والرفد بالفتح: مصدر رفدته، والرفود من الإبل التي تملأ الرفد، وقال أبو عبيدة: الرفد، بفتح الراء: القدح، وأنشد قول الأعشى:
رب رفد هرقته ذلك اليوم = وأسرى من معشرٍ أقتال
قال: والرفد، بالكسر: المعونة، وروى الأصمعي: رب رفد بكسر الراء). [الأمالي: 1/89-90]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 08:58 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد}
الآيات: العلامات، والسلطان: البرهان والبيان في الحجة، قيل: هو مشتق من السليط الذي يستضاء به، وقيل: من أنه مسلط على كل مناو ومخاصم). [المحرر الوجيز: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والملأ: الجمع من الرجال، والمعنى: أرسلناه إليهم ليؤمنوا بالله تعالى فصدهم فرعون فاتبعوا أمره ولم يؤمنوا وكفروا.
ثم أخبر تبارك وتعالى عن أمر فرعون أنه ليس برشيد، أي: ليس بمصيب في مذهبه ولا مفارق للسفاهة). [المحرر الوجيز: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة} الآية. أخبر الله تعالى في هذه الآية عن فرعون أنه يأتي يوم القيامة مع قومه المغرقين معه وهو يقدمهم إلى النار، وأوقع الفعل الماضي في "فأوردهم" موقع المستقبل لوضوح الأمر وارتفاع الإشكال عنه، ووجه الفصاحة من العرب في أنها تضع أحيانا الماضي موضع المستقبل أن الماضي أدل على وقوع الفعل وحصوله. و"الورود" في هذه الآية هو ورود الدخول، وليس بورود الإشراف على الشيء والإشفاء؛ لقوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين} وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "في القرآن أربعة: وإن منكم إلا واردها، وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} وهذه في مريم، وفي الأنبياء: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}. قال: وهي كلها ورد دخول، ثم ينجي الله
[المحرر الوجيز: 5/13]
الذين اتقوا. و"المورود" صفة لمكان "الورد" على أن التقدير: وبئس مكان الورد المورود. وقيل: "المورود" ابتداء والخبر مقدم. والمعنى: المورود بئس الورد). [المحرر الوجيز: 5/14]

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {في هذه} يريد دار الدنيا، و"اللعنة": إبعادهم بالغرق والاستئصال وقبيح الذكر غابر الدهر، وقوله: {ويوم القيامة} أي: يلعنون أيضا بدخولهم في جهنم، قال مجاهد: "فلهم لعنتان، وذهب قوم إلى أن التقسيم هو أن لهم في الدنيا لعنة، ويوم القيامة بئس ما يرفدون به، فهي لعنة واحدة أولا، وقبح إرفاد آخرا". وقوله: {بئس الرفد المرفود} أي: بئس العطاء المعطى لهم، والرفد في كلام العرب: العطية، وسمي العذاب هنا رفدا لأن هذا هو الذي حل محل الرفد، وهذا كما تقول: يا فلان لم يكن خيرك إلا أن تضربني، أي: لم يكن الذي حل محل الخير منك. والإرفاد: المعونة، ومنه رفادة قريش، معونتهم لفقراء الحج بالطعام الذي كانوا يطعمونه في الموسم). [المحرر الوجيز: 5/14]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (96) إلى فرعون وملئه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود (98) وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود (99)}
يقول تعالى مخبرًا عن إرسال موسى، عليه السّلام، بآياته وبيّناته، وحججه ودلائله الباهرة القاطعة إلى فرعون لعنه اللّه، وهو ملك ديار مصر على أمّة القبط، {فاتّبعوا أمر فرعون} أي: مسلكه ومنهجه وطريقته في الغيّ والضّلال، {وما أمر فرعون برشيدٍ} أي: ليس فيه رشدٌ ولا هدًى، وإنّما هو جهلٌ وضلالٌ، وكفرٌ وعنادٌ،
وكما أنّهم اتّبعوه في الدّنيا، وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنّم، فأوردهم إيّاها، وشربوا من حياض رداها، وله في ذلك الحظّ الأوفر، من العذاب الأكبر، كما قال تعالى: {فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذًا وبيلا} [المزّمّل:16]، وقال تعالى: {فكذّب وعصى ثمّ أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربّكم الأعلى فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى إنّ في ذلك لعبرةً لمن يخشى} [النّازعات:21 -26]، وقال تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود} وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم المعاد، كما قال تعالى: {[قال] لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38]، وقال تعالى إخبارًا عن الكفرة إنّهم يقولون في النّار: {ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيل ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا} [الأحزاب: 67، 68].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا هشيم، حدّثنا أبو الجهم، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "امرؤ القيس حامل لواء شعراء الجاهليّة إلى النّار"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 348]

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} أي: أتبعناهم زيادةً على ما جازيناهم من عذاب النّار لعنةً في هذه الحياة الدّنيا، {ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}.
قال مجاهدٌ: زيدوا لعنة يوم القيامة، فتلك لعنتان.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {بئس الرّفد المرفود} قال: لعنة الدّنيا والآخرة، وكذا قال الضّحّاك، وقتادة، وهكذا قوله تعالى: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين} [القصص:41، 42]، وقال تعالى: {النّار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب} [غافرٍ:46]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 348-349]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة