العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 11:16 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة إبراهيم [من الآية ( 28) إلى الآية ( 31) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:59 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ عن عمر بن عبد اللّه مولى غفرة وحمّاد بن هلالٍ أنّ ابن الكوّاء قال لعليّ بن أبي طالبٍ: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً (1) فالحاملات وقراً}، فقال: ثكلتك أمك، يا ابن الكوّاء، سل تفقّهًا، ولا تسأل تعنّتًا؛ قال:، واللّه، إن سألتك إلا تفقّهًا فقال: فتلك الرّيح والسّحاب تحمل المطر؛ قال: فمن القوم {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، فقال له عليٌّ مثل ما قال له أوّلا، فقال له ابن الكوّاء مثل قوله: قال له علي: فأولئك قتلى المشركين من قريشٍ قتلهم اللّه يوم بدرٍ وألقاهم في القليب؛ قال: فمن القوم {الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}، قال: أولئك أقوامٌ كانوا على حسناتٍ من أعمالهم فملّوها وبدّلوها بغيرها، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا؛ ثمّ أدخل عليٌ أصبعيه في أذنيه، ثمّ هتف بصوته حتّى خرج صوته من نواحي المسجد، ثمّ قال: وما ابن الكوّاء منهم ببعيدٍ، ثلاث مراتٍ). [الجامع في علوم القرآن: 2/66-67] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا قال من الذين بدلوا نعمت الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران وقال قريش أو قال أهل مكة بنو مخزوم وبنو أمية وكفيتهم يوم بدر). [تفسير عبد الرزاق: 1/342]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء قال سمعت
[تفسير عبد الرزاق: 1/342]
ابن عباس يقول هم والله الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار فقال قريش أو قال أهل مكة). [تفسير عبد الرزاق: 1/343]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأحلوا قومهم دار البوار قال هم قادة المشركين يوم بدر وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها هي دارهم في الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 1/343]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء و أنا بينه وبين علي وهو خلفي قال ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال علي ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فذلك محوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هي قال علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كانت أهل حروراء منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/241-242] (م)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (حدّثنا أبو حذيفة ثنا سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن عمرٍو عن عليّ بن أبي طالب في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنم} قال: هما الأفجران من قريشٍ بنو أميّة وبنو المغيرة فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه أدبارهم وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حين [الآية: 28]). [تفسير الثوري: 157]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28] "
ألم تر: ألم تعلم؟ كقوله: {ألم تر كيف} [إبراهيم: 24]، {ألم تر إلى الّذين خرجوا} [البقرة: 243] ، {البوار} [إبراهيم: 28] : الهلاك، بار يبور، {قومًا بورًا} [الفرقان: 18] : هالكين "
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، سمع ابن عبّاسٍ، {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28] قال: «هم كفّار أهل مكّة»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باب ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرا
ألم تر ألم تعلم كقوله ألم تر إلى الّذين خرجوا زاد غير أبي ذرٍّ ألم تر كيف وهذا قول أبي عبيدة بلفظه قوله البوار الهلاك بار يبور بورًا قومًا بورًا هالكين هو كلام أبي عبيدة ثمّ ذكر حديث بن عبّاسٍ فيمن نزلت فيه الآية مختصرًا وقد تقدّم مستوفًى مع شرحه في غزوة بدرٍ وروى الطّبريّ من طريق أخرى عن بن عبّاسٍ أنّه سأل عمر عن هذه الآية فقال من هم قال هم الأفجران من بني مخزومٍ وبني أميّة أخوالي وأعمامك فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدرٍ وأمّا أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حينٍ ومن طريق عليٍّ قال هم الأفجران بنو أميّة وبنو المغيرة فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ وهو عند عبد الرّزّاق أيضًا والنّسائيّ وصححه الحاكم قلت والمراد بعضهم لا جميع بني أميّة وبني مخزومٍ فإنّ بني مخزومٍ لم يستأصلوا يوم بدرٍ بل المراد بعضهم كأبي جهلٍ من بني مخزوم وأبي سفيان من بني أميّة). [فتح الباري: 8/378]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة الله كفراً} (إبراهيم: 28) )
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {لم تر إلى الّذين}. الآية قوله: (بدلوا) أي: غيروا (نعمة الله) عز وجل عليهم في محمّد صلى الله عليه وسلم حيث بعثه الله تعالى منهم وفيهم فكفروا به وكذبوه (وأحلّوا) أي: وأنزلوا (قومهم) ممّن تابعهم على كفرهم (دار البوار) أي: الهلاك، ثمّ بين ذلك بقوله: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} (إبراهيم: 29).
ألم تعلم كقوله ألم تر كيف. ألم تر إلى الّذين خرجوا
فسر قوله: (ألم تر) بقوله: (ألم تعلم)، وهكذا فسره أبو عبيدة، وقال الكرماني: هو بمعنى: ألم تعلم، إذ الرّؤية بمعنى الإبصار غير حاصلة إمّا لتعذرها وإمّا لتعسرها عادة. قلت: هذه الكلمة تقال عند التّعجّب من الشّيء وعند تنبيه المخاطب، كقوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين خرجوا من ديارهم} (البقرة: 243) {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب} (آل عمران: 23، النّساء: 7 و 44) والبوار الهلاك، والفعل منه: بار يبور، من باب: قال يقول، قوله: قوما بوراً: هالكين، أشار به إلى قوله تعالى: {دار البوار} والبوار: الهلاك، والفعل منه بار يبور، من باب قال يقول، قوما بوراً هالكين أن يكون بوراً مصدرا وصف به الجمع، وأن يكون جمع: بائر.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمروٍ وعن عطاءٍ سمع ابن عبّاسٍ: {ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً}.
(انظر الحديث 3977).
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله المعروف بابن المدينيّ، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار، وقد تقدم في غزوة بدر). [عمدة القاري: 19/6]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28]
ألم تعلم كقوله: {ألم تر كيف} {ألم تر إلى الّذين خرجوا} {البوار}: الهلاك بار يبور بورًا. {قومًا بورًا}: هالكين
هذا (باب) بالتنوين وهو ساقط لغير أبي ذر في قوله: ({ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا}) [إبراهيم: 28] قال أبو عبيدة: (ألم تعلم) ولأبي ذر: ألم تر (كقوله) تعالى: ({ألم تر كيف} {ألم تر إلى الذين خرجوا}) إذ الرؤية بالأبصار غير حاصلة إما لتعذرها أو لتعسرها عادة وفي الآية حذف مضاف أي غيروا شكر نعمة الله كفرًا بأن وضعوه مكانه وقول صاحب الأنوار كالكشاف أو بدلوا نفس النعمة كفرًا فإنهم لما كفروها سلبت منهم فصاروا تاركين لها محصلين الكفر بدلها تعقب بأنه ليس بقوي لأنه يقتضي حدوث الكفر حينئذٍ وهم قد كانوا كفارًا من قبل وهذا ظاهر لا خفاء فيه.
({البوار}) في قوله تعالى: {وأحلوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28] هو (الهلاك) قال:
فلم أر مثلهم أبطال حرب = غداة الروع إذ خيف البوار
وأصله من الكساد كما قيل:
كسد حتى فسد، ولما كان الكساد يؤدي إلى الفساد والهلاك أطلق عليه البوار والفعل منه (بار يبور بورًا) بفتح الموحدة وسكون الواو ({قومًا بورً}) أي (هالكين) قاله أبو عبيدة وغيره،
ويحتمل أن يكون بورًا مصدرًا وصف به الجمع وأن يكون جمع بائر في المعنى ومن وقوع البور على الواحد قوله:
يا رسول المليك إن لساني = راتق ما فتقت إذ أنا بور
وثبت قوله قومًا بورًا لأبي ذر.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عطاءٍ سمع ابن عبّاسٍ {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28] قال: هم كفّار أهل مكّة.
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) هو ابن دينار (عن عطاء) هو ابن أبي رباح أنه (سمع ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما يقول في قوله تعالى: ({ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا} قال: هم كفار أهل مكة) وعند الطبري من طريق أخرى عن ابن عباس أنه سأل عمر عن هذه الآية فقال من هم؟ قال هم الأفجران من بني مخزوم وبني أمية أخوالي وأعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين والمراد كما في الفتح بعض بني أمية وبني مخزوم فإن بني مخزوم لم يستأصلوا يوم بدر بل المراد بعضهم كأبي جهل من بني مخزوم وأبي سفيان من بني أمية وعنده أيضًا من وجه آخر ضعيف عن ابن عباس هم جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم. قال الحافظ ابن كثير والمشهور الصحيح عن ابن عباس هو القول الأول وإن كان المعنى يعم جميع الكفار فإن الله تعالى بعث محمدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- رحمة للعالمين ونعمة للناس.
وهذا الحديث ذكره في غزوة بدر). [إرشاد الساري: 7/189-190]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وأحلّوا قومهم دار البوار}
- أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل، سمع عليًّا رضي الله عنه، وسأله ابن الكوّاء عن هذه الآية {الّذين بدّلوا نعمة الله كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم يصلونها} [إبراهيم: 29] قال: «هم كفّار قريشٍ يوم بدرٍ»
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، عن سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة الله كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28] قال: «هم أهل مكّة» قال سفيان: يعني كفّارهم
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ بكر بن سوادة، حدّثه، عن عبد الرّحمن بن جبيرٍ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تلا قول الله تعالى في إبراهيم: {ربّ إنّهنّ أضللن كثيرًا من النّاس} [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى: {إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118] فرفع يديه فقال: «اللهمّ أمّتي أمّتي» وبكى صلّى الله عليه وسلّم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمّدٍ وربّك أعلم، فاسأله ما يبكيه، فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بما قال وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمّدٍ فقل له: إنّا سنرضيك في أمّتك، ولا نسوؤك
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، أخبرنا عبد الله، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا مرّ بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الّذين ظلموا أنفسهم إلّا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم» وتقنّع بردائه وهو على الرّحل). [السنن الكبرى للنسائي: 10/140-141]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم يصلونها وبئس القرار}.
يقول تعالى ذكره: ألم تنظر يا محمّد {إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} يقول: غيّروا ما أنعم اللّه به عليهم من نعمه، فجعلوها كفرًا به، وكان تبديلهم نعمة اللّه كفرًا في نبيّ اللّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنعم اللّه به على قريشٍ، فأخرجه منهم وابتعثه فيهم رسولاً، رحمةً لهم ونعمةً منه عليهم، فكفروا به، وكذّبوه، فبدّلوا نعمة اللّه عليهم به كفرًا.
وقوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} يقول: وأنزلوا قومهم من مشركي قريشٍ دار البوار، وهي دار الهلاك. يقال منه: بار الشّيء يبور بورًا: إذا هلك وبطل، ومنه قول ابن الزّبعرى، وقد قيل إنّه لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب:
يا رسول المليك إنّ لساني = راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
ثمّ ترجم عن دار البوار وما هي، فقيل: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} يقول: وبئس المستقرّ هي جهنّم لمن صلاها.
وقيل: إنّ الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا: بنو أميّة، وبنو مخزومٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وأحمد بن إسحاق، قالا: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن سعدٍ، عن عمر بن الخطّاب، في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم} قال: " هما الأفجران من قريشٍ: بنو المغيرة، وبنو أميّة، فأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ قال: أخبرنا حمزة الزّيّات، عن عمرو بن مرّة قال: قال ابن عبّاسٍ لعمر رضي اللّه عنهما: يا أمير المؤمنين، هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم الأفجران من قريشٍ: أخوالي وأعمامك، فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدرٍ، وأمّا أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حينٍ "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " الأفجران من قريشٍ ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ، مثله
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، وشريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " بنو المغيرة وبنو أميّة، فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عمرًا ذا مرٍّ قال: سمعت عليًّا يقول في هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " الأفجران من بني أسدٍ وبني مخزومٍ "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ، قال: " هم كفّار قريشٍ يعني في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم} "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل أنّه سمع عليّ بن أبي طالبٍ، وسأله ابن الكوّاء عن هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ يوم بدرٍ ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: " سمعت أبا الطّفيل قال: سمعت عليًّا، فذكر نحوه
- حدّثنا أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي أرطأة، عن عليٍّ في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم كفّار قريشٍ " هكذا قال أبو السّائب مسلمٌ البطين عن أبي أرطأة
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ الزّعفرانيّ، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير قال: حدّثنا إسماعيل بن سميعٍ، عن مسلم عن أرطأة، عن عليٍّ في قوله تعالى: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ قال في قول اللّه: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل يحدّث قال: سمعت عليًّا يقول في هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " كفّار قريشٍ يوم بدرٍ "
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، قال: حدّثنا بسّامٌ الصّيرفيّ، قال: حدّثنا أبو الطّفيل عامر بن واثلة، ذكر أنّ عليًّا، قام على المنبر فقال: " سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكوّاء فقال: من {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " منافقو قريشٍ "
- حدّثنا الحسن قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ قال: حدّثنا بسّامٌ، عن رجلٍ قد سمّاه الطّنافسيّ قال: جاء رجلٌ إلى عليٍّ، فقال: يا أمير المؤمنين: " من {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " في قريشٍ "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا بسّامٌ الصّيرفيّ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ أنّه سئل عن هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " منافقو قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: حدّثنا عمرو بن دينارٍ، أنّ ابن عبّاسٍ، قال في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم المشركون من أهل بدرٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الجبّار، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، قال: سمعت عطاءً، يقول: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: " هم واللّه أهل مكّة {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا صالح بن عمر، عن مطرّف بن طريفٍ، عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرًا ذا مرٍّ يقول: سمعت عليًّا يقول على المنبر، وتلا هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هما الأفجران من قريشٍ، فأمّا أحدهما فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا الآخر فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى, وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن مجاهدٍ قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} كفّار قريشٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينارٍ، عن عطاءٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: " هم واللّه {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قريشٌ أو قال: أهل مكّة "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن بشّارٍ قالا: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " قتلى يوم بدرٍ "
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الصّمد قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، وسعيد بن جبيرٍ، قالا: " هم قتلى بدرٍ من المشركين "
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم واللّه أهل مكّة قال أبو كريبٍ: قال سفيان: يعني كفّارهم "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم المشركون من أهل بدرٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحاب عليٍّ، عن عليٍّ، في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم الأفجران من قريشٍ من بني مخزومٍ وبني أميّة، أمّا بنو مخزومٍ فإنّ اللّه قطع دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: أخبرنا خالدٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، في قول اللّه: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم القادة من المشركين يوم بدرٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، وسعيد بن جبيرٍ قالا: " هم كفّار قريشٍ من قتل ببدرٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: " هم كفّار قريشٍ، من قتل ببدرٍ "
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} الآية، قال: هم مشركو أهل مكّة "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق، عن بعض، أصحابه، عن عطاء بن يسارٍ، قال: " نزلت هذه الآية في الّذين قتلوا من قريشٍ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} الآية "
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} " كنّا نحدّث أنّهم أهل مكّة: أبو جهلٍ وأصحابه، الّذين قتلهم اللّه يوم بدرٍ "، قال اللّه: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم قادة المشركين يوم بدرٍ، أحلّوا قومهم دار البوار {جهنّم يصلونها} "
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هؤلاء المشركون من أهل بدرٍ "
وقال آخرون في ذلك بما؛
- حدّثني به محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا، وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم يصلونها} فهو جبلة بن الأيهم، والّذين اتّبعوه من العرب فلحقوا بالرّوم ".
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " أحلّوا من أطاعهم من قومهم "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ: {دار البوار} قال: " الهلاك "
- قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " أصحاب بدرٍ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: " {دار البوار} النّار "، قال: " وقد بيّن اللّه ذلك وأخبرك به، فقال: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {دار البوار (28) جهنّم يصلونها} هي دارهم في الآخرة "). [جامع البيان: 13/668-678]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي جريج في قوله بدلوا نعمة الله كفرا ونعمة الله محمد والإيمان بدلوه كفرا وهم كفار قريش ببدر). [تفسير مجاهد: 335]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا بسّامٌ الصّيرفيّ، ثنا أبو الطّفيل عامر بن واثلة قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه، قام فقال سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكوّاء فقال: " من الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار؟ قال: منافقوا قريشٍ قال: فمن الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا؟ قال: منهم أهل حروراء «هذا حديثٌ صحيحٌ عالٍ» وبسّام بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ من ثقات الكوفيّين ممّن يجمع حديثهم ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/383]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عليّ بن ميمونٍ الرّقّيّ، ثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ " {وأحلّوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28] قال: هم الأفجران من قريشٍ، بنو أميّة وبنو المغيرة، فأمّا بنو المغيرة فقد قطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ «هذا حديثٌ صحيحٌ الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/383]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة اللّه كفراً} [إبراهيم: 28] قال: هم كفّار أهل مكّة.
وفي روايةٍ قال: هم والله كفّار قريشٍ، قال عمرو هم قريشٌ، ومحمدٌ: نعمة الله، {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: النّار يوم بدرٍ. أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(البوار) : الهلاك). [جامع الأصول: 2/204]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28].
- عن عليٍّ: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28]- الآية. قال: نزلت في الأفخرين من بني مخزومٍ وبني أميّة، فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه عمرٌو ذو مرٍّ، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السّبيعيّ، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/44]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا سريجٌ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- " (وأحلّوا قومهم دار البوار) قال: هم المشركون من قريشٍ يوم بدرٍ"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 29 - 34
أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخاري والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم كفار أهل مكة). [الدر المنثور: 8/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر.
وأمّا بنو أمية فمتعوا إلى حين). [الدر المنثور: 8/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين هذه الآية {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم الأفجران من قريش: أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر.
وأمّا أعمامك فأملى الله لهم إلى حين). [الدر المنثور: 8/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والحاكم وصححه من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر.
وأمّا بنو أمية فمتعوا إلى حين). [الدر المنثور: 8/547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل رضي الله عنه أن ابن الكواء رضي الله عنه سأل عليا رضي الله عنه من {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر، قال: فمن (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) (الكهف آية 104) قال: منهم أهل حروراء). [الدر المنثور: 8/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبي جهل). [الدر المنثور: 8/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ارطأة رضي الله عنه: سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر يقول: {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} الناس منها برآء غير قريش). [الدر المنثور: 8/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي حسين رضي الله عنه قال: قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال ألا أحد يسألني عن القرآن فوالله لو أعلم اليوم أحد أعلم به مني وإن كان من وراء البحور لأتيته، فقام عبد الله بن الكواء رضي الله عنه فقال: من {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا قومهم دار البوار). [الدر المنثور: 8/548-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم في الكنى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر). [الدر المنثور: 8/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال هم المشركون من أهل بدر). [الدر المنثور: 8/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر). [الدر المنثور: 8/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش يوم بدر {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم قريش، ومحمد النعمة). [الدر المنثور: 8/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} الآية، قال: كنا نحدث أنهم أهل مكة أبو جهل وأصحابه الذين قتلهم الله يوم بدر). [الدر المنثور: 8/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا}
قال: هو جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم). [الدر المنثور: 8/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأحلوا قومهم دار البوار} قال: أحلوا من أطاعهم من قومهم). [الدر المنثور: 8/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {دار البوار} قال: النار، قال: وقد بين الله ذلك وأخبرك به فقال: {جهنم يصلونها وبئس القرار}). [الدر المنثور: 8/550]

تفسير قوله تعالى: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم يصلونها وبئس القرار}.
يقول تعالى ذكره: ألم تنظر يا محمّد {إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} يقول: غيّروا ما أنعم اللّه به عليهم من نعمه، فجعلوها كفرًا به، وكان تبديلهم نعمة اللّه كفرًا في نبيّ اللّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنعم اللّه به على قريشٍ، فأخرجه منهم وابتعثه فيهم رسولاً، رحمةً لهم ونعمةً منه عليهم، فكفروا به، وكذّبوه، فبدّلوا نعمة اللّه عليهم به كفرًا.
وقوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} يقول: وأنزلوا قومهم من مشركي قريشٍ دار البوار، وهي دار الهلاك. يقال منه: بار الشّيء يبور بورًا: إذا هلك وبطل، ومنه قول ابن الزّبعرى، وقد قيل إنّه لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب:
يا رسول المليك إنّ لساني = راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
ثمّ ترجم عن دار البوار وما هي، فقيل: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} يقول: وبئس المستقرّ هي جهنّم لمن صلاها.
وقيل: إنّ الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا: بنو أميّة، وبنو مخزومٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وأحمد بن إسحاق، قالا: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن سعدٍ، عن عمر بن الخطّاب، في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم} قال: " هما الأفجران من قريشٍ: بنو المغيرة، وبنو أميّة، فأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ قال: أخبرنا حمزة الزّيّات، عن عمرو بن مرّة قال: قال ابن عبّاسٍ لعمر رضي اللّه عنهما: يا أمير المؤمنين، هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم الأفجران من قريشٍ: أخوالي وأعمامك، فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدرٍ، وأمّا أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حينٍ "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " الأفجران من قريشٍ ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ، مثله
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، وشريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " بنو المغيرة وبنو أميّة، فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عمرًا ذا مرٍّ قال: سمعت عليًّا يقول في هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " الأفجران من بني أسدٍ وبني مخزومٍ "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ، قال: " هم كفّار قريشٍ يعني في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم} "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل أنّه سمع عليّ بن أبي طالبٍ، وسأله ابن الكوّاء عن هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ يوم بدرٍ ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: " سمعت أبا الطّفيل قال: سمعت عليًّا، فذكر نحوه
- حدّثنا أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي أرطأة، عن عليٍّ في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم كفّار قريشٍ " هكذا قال أبو السّائب مسلمٌ البطين عن أبي أرطأة
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ الزّعفرانيّ، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير قال: حدّثنا إسماعيل بن سميعٍ، عن مسلم عن أرطأة، عن عليٍّ في قوله تعالى: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ قال في قول اللّه: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل يحدّث قال: سمعت عليًّا يقول في هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " كفّار قريشٍ يوم بدرٍ "
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، قال: حدّثنا بسّامٌ الصّيرفيّ، قال: حدّثنا أبو الطّفيل عامر بن واثلة، ذكر أنّ عليًّا، قام على المنبر فقال: " سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكوّاء فقال: من {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " منافقو قريشٍ "
- حدّثنا الحسن قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ قال: حدّثنا بسّامٌ، عن رجلٍ قد سمّاه الطّنافسيّ قال: جاء رجلٌ إلى عليٍّ، فقال: يا أمير المؤمنين: " من {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " في قريشٍ "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا بسّامٌ الصّيرفيّ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ أنّه سئل عن هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " منافقو قريشٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: حدّثنا عمرو بن دينارٍ، أنّ ابن عبّاسٍ، قال في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم المشركون من أهل بدرٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الجبّار، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، قال: سمعت عطاءً، يقول: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: " هم واللّه أهل مكّة {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا صالح بن عمر، عن مطرّف بن طريفٍ، عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرًا ذا مرٍّ يقول: سمعت عليًّا يقول على المنبر، وتلا هذه الآية: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هما الأفجران من قريشٍ، فأمّا أحدهما فقطع اللّه دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا الآخر فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى, وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن مجاهدٍ قال: " كفّار قريشٍ "
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} كفّار قريشٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينارٍ، عن عطاءٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: " هم واللّه {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قريشٌ أو قال: أهل مكّة "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن بشّارٍ قالا: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " قتلى يوم بدرٍ "
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الصّمد قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم كفّار قريشٍ "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، وسعيد بن جبيرٍ، قالا: " هم قتلى بدرٍ من المشركين "
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم واللّه أهل مكّة قال أبو كريبٍ: قال سفيان: يعني كفّارهم "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم المشركون من أهل بدرٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحاب عليٍّ، عن عليٍّ، في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم الأفجران من قريشٍ من بني مخزومٍ وبني أميّة، أمّا بنو مخزومٍ فإنّ اللّه قطع دابرهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: أخبرنا خالدٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، في قول اللّه: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: " هم القادة من المشركين يوم بدرٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، وسعيد بن جبيرٍ قالا: " هم كفّار قريشٍ من قتل ببدرٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: " هم كفّار قريشٍ، من قتل ببدرٍ "
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} الآية، قال: هم مشركو أهل مكّة "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق، عن بعض، أصحابه، عن عطاء بن يسارٍ، قال: " نزلت هذه الآية في الّذين قتلوا من قريشٍ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} الآية "
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} " كنّا نحدّث أنّهم أهل مكّة: أبو جهلٍ وأصحابه، الّذين قتلهم اللّه يوم بدرٍ "، قال اللّه: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هم قادة المشركين يوم بدرٍ، أحلّوا قومهم دار البوار {جهنّم يصلونها} "
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " هؤلاء المشركون من أهل بدرٍ "
وقال آخرون في ذلك بما؛
- حدّثني به محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا، وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم يصلونها} فهو جبلة بن الأيهم، والّذين اتّبعوه من العرب فلحقوا بالرّوم ".
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " أحلّوا من أطاعهم من قومهم "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ: {دار البوار} قال: " الهلاك "
- قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: " أصحاب بدرٍ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: " {دار البوار} النّار "، قال: " وقد بيّن اللّه ذلك وأخبرك به، فقال: {جهنّم يصلونها وبئس القرار} "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {دار البوار (28) جهنّم يصلونها} هي دارهم في الآخرة "). [جامع البيان: 13/668-678] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {جهنم يصلونها} قال: هي دارهم في الآخرة). [الدر المنثور: 8/551]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلوا للّه أندادًا ليضلّوا عن سبيله، قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار}.
يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا لربّهم أندادًا، وهي جماع ندٍّ.
قد بيّنت معنى النّدّ فيما مضى بشواهده، بما أغنى عن إعادته، وإنّما أراد أنّهم جعلوا للّه شركاء، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: قوله: " {وجعلوا للّه أندادًا} والأنداد: الشّرك "
وقوله: {ليضلّوا عن سبيله} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفيّين: {ليضلّوا} بمعنى: كي يضلّوا النّاس عن سبيل اللّه بما فعلوا من ذلك.
وقرأته عامّة قرّاء أهل البصرة: " ليضلّوا " بمعنى: كي يضلّ جاعلو الأنداد للّه عن سبيل اللّه
وقوله: {قل تمتّعوا} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهم: تمتّعوا في الحياة الدّنيا وعيدًا من اللّه لهم لا إباحة لهم التّمتّع بها ولا أمرًا على وجه العبادة، ولكن توبيخًا وتهدّدًا ووعيدًا، وقد بيّن ذلك بقوله: {فإنّ مصيركم إلى النّار} يقول: استمتعوا في الحياة الدّنيا، فإنّها سريعة الزّوال عنكم، وإلى النّار تصيرون عن قريبٍ، فتعلمون هنالك غبّ تمتّعكم في الدّنيا بمعاصي اللّه وكفركم فيها به). [جامع البيان: 13/678-679]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وجعلوا لله أندادا} قال: أشركوا بالله). [الدر المنثور: 8/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي رزين في قوله: {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} قال: تمتعوا إلى أجلكم). [الدر المنثور: 8/551]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (ولا خلال) : «مصدر خاللته خلالًا، ويجوز أيضًا جمع خلّةٍ وخلالٍ»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ولا خلال مصدر خاللته خلالًا ويجوز أيضًا جمع خلّةٍ وخلال كذا وقع فيه فأوهم أنّه من تفسير مجاهدٍ وإنّما هو من كلام أبي عبيدة قال في قوله تعالى لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ أي لا مخالّة خليلٍ قال وله معنى آخر جمع خلّةٍ مثل حلّةٍ والجمع خلالٌ وقلّةٍ والجمع قلالٌ وروى الطّبريّ من طريق قتادة قال علم اللّه أنّ في الدّنيا بيوعًا وخلالًا يتخالون بها في الدّنيا فمن كان يخالل اللّه فليدم عليه وإلّا فسينقطع ذلك عنه وهذا يوافق من جعل الخلال في الآية جمع خلّةٍ). [فتح الباري: 8/376]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ولا خلال مصدر خاللته خلالاً ويجوز أيضاً جمع خلّةٍ وخلالٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {يوم لا بيع فيه ولا خلال} (إبراهيم: 31) وذكر في لفظ خلال وجهان: أحدهما: أنه مصدر خاللته خلال، والمعنى: ولا مخاللة خليل. وثانيهما: إنّه جمع خلة، مثل: ظلة وظلال، وهذا الوجه قاله أبو عليّ الفارسي، وجمهور أهل اللّغة على الأول، والخلة، بضم الخاء: الصداقة والمحبة الّتي تخللت القلب فصارت خلاله أي: في باطنه، ومنه الخليل وهو الصّديق). [عمدة القاري: 19/4]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ولا خلال} مصدر خاللته خلالاً) قال طرفة:
كل خليل كنت خاللته = لا ترك الله له واضحه
(ويجوز أيضًا جمع خلة وخلال) كبرمة وبرام وهذا قاله الأخفش والجمهور على الأوّل والمخاللة المصاحبة). [إرشاد الساري: 7/188]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد {لعبادي الّذين آمنوا} بك وصدّقوا أنّ ما جئتهم به من عندي {يقيموا الصّلاة} يقول: قل لهم: فليقيموا الصّلوات الخمس المفروضة عليهم بحدودها، ولينفقوا ممّا رزقناهم فخوّلناهم من فضلنا سرًّا وعلانيةً، فليؤدّوا ما أوجبت عليهم من الحقوق فيها سرًّا وإعلانًا {من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه} يقول: لا يقبل فيه فديةٌ وعوضٌ من نفسٍ وجب عليها عقاب اللّه بما كان منها من معصية ربّها في الدّنيا، فيقبل منها الفدية، وتترك فلا تعاقب فسمّى اللّه جلّ ثناؤه الفدية عوضًا، إذ كان أخذ عوضٍ من معتاضٍ منه.
وقوله: {ولا خلالٌ} يقولا: وليس هناك مخالّة خليلٍ، فيصفح عمّن استوجب العقوبة عن العقاب لمخالّته، بل هنالك العدل والقسط، فالخلال مصدرٌ من قول القائل: خاللت فلانًا فأنا أخالّله مخالّةً وخلالاً، ومنه قول امرئ القيس:
صرفت الهوى عنهنّ من خشية الرّدى = ولست بمقليّ الخلال ولا قال
وجزم قوله: {يقيموا الصّلاة} بتأويل الجزاء، ومعناه الأمر، يراد: قل لهم ليقيموا الصّلاة
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: {قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة} يعني الصّلوات الخمس {وينفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً}: " يقول: زكاة أموالهم "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قوله: {من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} قال قتادة: إنّ اللّه تبارك وتعالى قد علم أنّ في الدّنيا بيوعًا وخلالاً يتخالّون بها في الدّنيا، فينظر رجلٌ من يخال وعلام يصاحب، فإن كان للّه فليداوم، وإن كان لغير اللّه فإنّها ستنقطع عنه "). [جامع البيان: 13/679-680]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال} قال: إن الله تعالى قد علم أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها في الدنيا فلينظر رجل من يخالل وعلام يصاحب فإن كان لله فليداوم وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين). [الدر المنثور: 8/551]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:01 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {دار البوار} أي الهلاك والفناء ويقال بار يبور، ومنه قول عبد الله بن الزّبعري:
يا رسول المليك إن لساني= راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
البور والبوار واحد). [مجاز القرآن: 1/340]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {دار البوار} فهو الهلاك؛ وذلك من قوله {تجارة لن تبور} و{كنتم قوما بورا} مثلها؛ وقالوا: رجل بور، كما قالوا في الجميع، وقالوا: إنك لفي حور وبور، وحير بير، وحير بير يا هذا؛ تنون الثاني وتخفض الأول؛ أي في الضلال.
[معاني القرآن لقطرب: 780]
وقالوا: رجل بائر، فيجوز أن يكون مثل {وكنتم قوما بورا}، واحدها بائر، مثل: عائذ وعوذ، وبازل وبزل، وغائض وغيض.
وقال ابن الزبعري:
يا رسول المليك إن لساني = راتق ما فتقت إذ أنا بور
فجعله واحدًا). [معاني القرآن لقطرب: 781]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {دار البوار}: الهلاك). [غريب القرآن وتفسيره: 197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {دار البوار} دار الهلاك. وهي: جهنم). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمت اللّه كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار}
والبوار الهلاك والاستئصال). [معاني القرآن: 3/162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار}
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم كفار قريش
وقال عبد الله بن عباس رحمه الله هم قادة المشركين يوم بدر أحلوا قومهم أي الذين اتبعوهم دار البوار وهي جهنم دارهم في الآخرة
قال أبو جعفر البوار في اللغة الهلاك). [معاني القرآن: 3/532-531]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دار البوار} أي: دار الهلاك بالعذاب الشديد). [ياقوتة الصراط: 287-286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دار البوار} أي الهلاك، وهي جهنم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {البَوَار}: الهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 170]

تفسير قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جهنّم يصلونها...}
منصوبة على تفسير (دار البوار) فردّ عليها ولو رفعت على الاستئناف إذا انفصلت من الآية كان صوابا. فيكون الرفع على وجهين:
أحدهما الابتداء.
والآخر أن ترفعها بعائد ذكرها؛ كما قال {بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها الله الّذين كفروا} ). [معاني القرآن: 2/77]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {جهنّم يصلونها وبئس القرار}
{جهنّم} بدل من قوله (دار البوار) ومفسّرة... وجهنم لم تصرف لأنها مؤنثة وهي معرفة). [معاني القرآن: 3/162]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعلوا لله أنداداً} أي أضداداً، واحدهم ندّ ونديد،
قال رؤبة:
تهدي رؤوس المترفين الأنداد= إلى أمير المؤمنين الممتاد).
[مجاز القرآن: 1/341]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن والأعرج {وجعلوا لله أندادا ليضلوا} من أضل.
أبو عمرو {ليضلوا} من ضل). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلوا للّه أندادا ليضلّوا عن سبيله قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار }
النّدّ: المثل، بيّن وجه كفرهم.
{ليضلّوا عن سبيله}، وليضلوا، قرئ بهما جميعا). [معاني القرآن: 3/162]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل لّعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة...}
جزمت (يقيموا) بتأويل الجزاء. ومعناه - والله أعلم - معنى أمر؛ كقولك: قل لعبد الله يذهب عنا، تريد: اذهب عنا فجزم بنيّة الجواب للجزم، وتأويله الأمر ولم يجزم على الحكاية.
ولو كان جزمه على محض الحكاية لجاز أن تقول: قلت لك تذهب يا هذا وإنما جزم كما جزم قوله: دعه ينم، {فذ‍روها تأكل} والتأويل - والله أعلم - ذ‍روها فلتأكل.
ومثله {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون} ومثله {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} ). [معاني القرآن: 2/77]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} مجازه: مبايعة فدية، {ولا خلال}: أي مخالّة خليل، وله موضع آخر أيضاً تجعلها جميع خلة بمنزلة جلة والجميع جلال وقلة والجميع قلال، وقال:
فيخبره مكان النّون منى= وما أعطيته عرق الخلال
أي المخالّة). [مجاز القرآن: 1/341]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل لّعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرّاً وعلانيةً مّن قبل أن يأتي يومٌ لاّ بيعٌ فيه ولا خلالٌ}
وقال: {لاّ بيعٌ فيه ولا خلالٌ} وفي موضع آخر (ولا خلّةٌ) وإنّما "الخلال" لجماعة "الخلّة" كما تقول: "جلّة" و"جلال"، و"قلّة" و"قلال".
وقال الشاعر:
وكيف تواصل من أصبحت = خلالته كأبي مرحب
ولو شئت جعلت "الخلال" مصدراً لأنها من "خاللت" مثل "قاتلت" ومصدر هذا لا يكون إلا "الفعال" أو "المفاعلة"). [معاني القرآن: 2/60]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {لا بيع فيه ولا خلال} على النفي بلا.
الأعرج {لا بيع فيه ولا خلال} كأنه قال: ليس بيع فيه ولا خلال، وقد ذكرنا ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا بيع فيه ولا خلال}: أي لا مخالة، والمخالة المودة وقال بعضهم الخلال جمع خلة والخلة المودة). [غريب القرآن وتفسيره: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا خلالٌ} مصدر «خاللت فلانا خلالا ومخالّة» والاسم الخلة، وهي: الصداقة). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرّا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}
إن شئت حركت الياء، وإن شئت أسكنتها.
و (يقيموا) جزم على جواب الأمر، وفيه غير وجه، أجودها أن يكون مبنيا، لأنه في موضع الأمر.
وجائز أن يكون مجزوما بمعنى اللام إلا أنها أسقطت، لأن الأمر قد دل على الغائب بقل، تقول: قل لزيد ليضرب عمرا، وإن شئت قلت: قل لزيد يضرب عمرا، ولا يجوز قل يضرب زيد عمرا ههنا بالجزم حتى تقول ليضرب، لأن لام الغائب ليس ههنا منها عوض إذا حذفتها.
وفيها وجه ثالث على جواب الأمر على معنى قل لعبادي الذين آمنوا أقيموا الصلاة يقيموا الصلاة، لأنهم إذا آمنوا وصدّقوا، فإن تصديقهم بقبولهم أمر اللّه - عزّ وجلّ -.
وقوله: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}.
إن شئت رفعت البيع والخلال جميعا، وإن شئت نصبتهما جميعا بغير تنوين وإن شئت نصبت أحدهما ورفعت الآخر، فالنصب على النفي بلا، وقد شرحنا ذلك فيما سلف من الكتاب، والخلال والخلة في معنى الصداقة). [معاني القرآن: 3/163-162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}
قال أبو عبيدة البيع ههنا الفدية
قال أبو جعفر وأصل البيع في اللغة أن تدفع وتأخذ عوضا منه والذي قال أبو عبيدة حسن جدا وهو مثل قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا}
ومثل قوله تعالى: {ولا يقبل منها عدل} أي قيمة
والخلال والمخالة والخلة بمعنى الصداقة
قال الشاعر:
صرفت الهوى عنهن من خشية الردى = ولست بمفلي الخلال ولا قالي).
[معاني القرآن: 3/533-532]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا خلال} أي مخالة، بمعنى لا صداقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلاَ خِلالٌ}: مودة). [العمدة في غريب القرآن: 170]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 10:42 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) }

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
يتلاومون وقد أباح حريمهم = قين أحلهم بدار بوار
قوله: بوار يريد به الهلاك وهو من قول الله تعالى: {وأحلوا قومهم دار البوار} يعني الهلاك). [نقائض جرير والفرزدق: 341]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

بينا الفتى ناعم راض بعيشته = سيق له من نوادي الشرشؤبوب
أبو عمرو: (تاح له من بوار الدهر). (البوار) الهلاك). [شرح أشعار الهذليين: 2/579]

تفسير قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال قد أقرت الناقة تقر إقرارا إذا ثبت حملها وقد قر يقر قرارا إذا سكن وقد قر يومنا يقر قرا إذا كان باردا وقد قرت عيني به تقر وتقر مكسورة القاف قره وقرورا). [إصلاح المنطق: 251] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الأفعال التي تنجزم لدخول معنى الجزاء فيها
وتلك الأفعال جواب ما كان أمراً أو نهياً أو استخباراً، وذلك قولك: ائت زيداً يكرمك، ولا تأت زيداً يكن خيراً لك، وأين بيتك أزرك?.
وإنما انجزمت بمعنى الجزاء؛ لأنك إذا قلت: ائتني أكرمك، فإنما المعنى: ائتني فإن تأتني أكرمك؛ لأن الإكرام إنما يجب بالإتيان. وكذلك: لا تقم يكن خيراً لك؛ لأن المعنى: فإن لم تقم يكن خيراً لك. وأين بيتك أزرك? إنما معناه: إن تعلمني أزرك.
وقال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم} ثم ذكرها فقال: {تؤمنون بالله} فلما انقضى ذكرها قال: {يغفر لكم}؛ لأنه جواب لهل.
وكذلك أعطني أكرمك. وتقول: ائتني أشكرك، والتفسير واحد. ولو قلت: لا تعص الله يدخلك الجنة كان جيداً؛ لأنك إنما أضمرت مثل ما أظهرت. فكأنك قلت: فإنك إن لا تعصه يدخلك الجنة، واعتبره بالفعل الذي يظهر في معناه؛ ألا ترى أنك لو وضعت فعلاً بغير نهي في موضع لا تعص الله لكان أطع الله.
ولو قلت: لا تعص الله يدخلك النار كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله. وقولك: أطع الله يدخلك النار محال.
وكذلك: لا تدن من الأسد يأكلك لا يجوز؛ لأنك إذا قلت: لا تدن فإنما تريد: تباعد، ولو قلت: تباعد من الأسد يأكلك كان محالاً؛ لأن تباعده منه لا يوجب أكله إياه. ولكن لو رفعت كان جيداً. تريد فإنه مما يأكلك.
وأما قوله: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وما أشبهه، فليس يقولوا جواباً لقل. ولكن المعنى والله أعلم: قل لعبادي: قولوا يقولوا.
وكذلك {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} وإنما هو: قل لهم يفعلوا يفعلوا). [المقتضب: 2/80-82] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا}، هذا تنبيه على مثال من الظالمين، والتقدير: بدلوا شكر نعمة الله كفرا، وهذا كقوله سبحانه: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}، ونعمة الله المشار إليها في هذه الآية هو محمد عليه الصلاة والسلام ودينه، أنعم الله به على قريش فكفروا النعمة ولم يقبلوها وتبدلوا بها الكفر، والمراد بالذين كفرة قريش جملة، هذا بحسب ما اشتهر من حالهم، وهو قول جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم. وروي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب: أنها نزلت في الأفجرين من قريش: بني مخزوم وبني أمية، قال عمر: فأما بنو المغيرة فكفوا يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين، وقال ابن عباس: هذه الآية في جبلة بن الأيهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولم يرد ابن عباس أنها فيه نزلت، لأن نزول الآية قبل قصته، وإنما أراد أنها تحصر من فعل فعل جبلة إلى يوم القيامة.
وقوله: {وأحلوا قومهم} أي: من أطاعهم وكان معهم في التبديل، فكأن الإشارة والتعنيف إنما هي للرؤوس والأعلام، و[البوار] الهلاك، ومنه قول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور
[المحرر الوجيز: 5/248]
قاله الطبري، وقال هو وغيره: إنه يروى لابن الزبعرى، ويحتمل أن يريد بـ "البوار" الهلاك في الآخرة ففسره حينئذ بقوله: {جهنم يصلونها}). [المحرر الوجيز: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ({جهنم يصلونها}، أي: يحترقون في حرها ويحتملونه، ويحتمل أن يريد بـ "البوار" الهلاك في الدنيا بالقتل والخزي فتكون "الدار" قليب بدر ونحوه. وقال عطاء بن يسار: نزلت هذه الآية في قتلى بدر، فيكون قوله: "جهنم" نصبا على حد قولك: "زيدا ضربته" بإضمار فعل يقتضيه الظاهر، و"القرار" موضع استقرار الإنسان). [المحرر الوجيز: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأنداد" جمع ند، وهو المثل والشبيه المناوئ، والمراد الأصنام. واللام في قوله: "ليضلوا" بضم الياء لام كي. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "ليضلوا" بفتح الياء، أي هم أنفسهم، فاللام -على هذا- لام عاقبة وصيرورة، وقرأ الباقون بضمها، أي: يضلوا غيرهم. وأمرهم بالتمتع هو وعيد وتهديد على حد قوله: {اعملوا ما شئتم}). [المحرر الوجيز: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}
العباد جمع عبد، وعرفه في التكرمة بخلاف العبيد، وقوله: {يقيموا الصلاة}،
[المحرر الوجيز: 5/249]
قالت فرقة من النحويين: جزمه بإضمار لام الأمر على حد قول الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس
أنشده سيبويه، إلا أنه قال: إن هذا لا يجوز إلا في الشعر، وقالت فرقة - أبو علي وغيره-: هو فعل مضارع جزم لما كان في معنى فعل الأمر، لأن المراد: أقيموا، وهذا كما يبنى الاسم المتمكن في النداء في قولك: "يا زيد"، لما شبه بـ "قبل وبعد"، وقال سيبويه: هو جواب شرط مقدر يتضمنه صدر الآية، تقديره: إن تقل لهم: أقيموا يقيموا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن يكون جواب الأمر الذي يعطينا معناه قوله: "قل"، وذلك بأن يجعل "قل" في هذه الآية بمعنى بلغ وأد الشريعة يقيموا الصلاة، وهذا كله على أن المقول هو الأمر بالإقامة والإنفاق. ويظهر أن المقول هو الآية التي بعد، أعني قوله: {الله الذي خلق السماوات} الآية. و"السر" صدقة النفل، والعلانية الصدقة المفروضة، وهذا هو مقتضى الأحاديث، وفسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية بزكاة الأموال مجملا، وكذلك فسر الصلاة بأنها الخمس، وهذا عندي منه تقريب للمخاطب.
و"الخلال" مصدر من خالك إذا واد وصافى، ومنه الخلة والخليل، وقال امرؤ القيس:
[المحرر الوجيز: 5/250]
صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ... ولست بمقلي الخلال ولا قال
وقال الأخفش: الخلال جمع خلة. وقرأ نافع، وعاصم، وحمزة والكسائي، وابن عامر: "لا بيع ولا خلال" بالرفع على إلغاء "لا"، وقرأ أبو عمرو، والحسن، وابن كثير: "لا بيع ولا خلال" بالنصب على التبرية، وقد تقدم هذا، والمراد بهذا اليوم يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 5/251]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:55 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار (28) جهنّم يصلونها وبئس القرار (29) وجعلوا للّه أندادًا ليضلّوا عن سبيله قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار (30)}
قال البخاريّ: قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} ألم تعلم؟ كقوله: {ألم تر كيف} [إبراهيم: 24] {ألم تر إلى الّذين خرجوا} [البقرة: 243] البوار: الهلاك، بار يبور بورًا، و {قومًا بورًا} [الفرقان:18، الفتح: 12] هالكين.
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عطاءٍ سمع ابن عبّاسٍ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: هم كفّار أهل مكّة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: هو جبلة بن الأيهم، والّذين اتّبعوه من العرب، فلحقوا بالرّوم. والمشهور الصّحيح عن ابن عبّاسٍ هو القول الأوّل، وإن كان المعنى يعمّ جميع الكفّار؛ فإنّ اللّه تعالى بعث محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رحمةً للعالمين، ونعمةً للنّاس، فمن قبلها وقام بشكرها دخل الجنّة، ومن ردّها وكفرها دخل النّار.
وقد روي عن عليٍّ نحو قول ابن عبّاسٍ الأوّل، قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أبي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطّفيل: أنّ ابن الكوّاء سأل عليًّا عن {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: كفّار قريشٍ يوم بدرٍ.
حدّثنا المنذر بن شاذان، حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، حدّثنا بسّامٌ -هو الصّيرفيّ -عن أبي الطّفيل قال: جاء رجلٌ إلى عليٍّ فقال: يا أمير المؤمنين، من الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار؟ قال: منافقو قريشٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن نفيلٍ قال: قرأت على معقل، عن ابن أبي حسينٍ قال: قام عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، فقال: ألا أحدٌ يسألني عن القرآن، فواللّه لو أعلم اليوم أحدًا أعلم منّي به وإن كان من وراء البحار لأتيته. فقام عبد اللّه بن الكوّاء فقال: من الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار؟ فقال: مشركو قريشٍ، أتتهم نعمة اللّه: الإيمان، فبدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار.
وقال العدويّ في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} الآية، ذكر مسلمٌ المستوفى عن عليٍّ أنّه قال: هم الأفجران من قريشٍ: بنو أميّة، وبنو المغيرة، فأمّا بنو المغيرة فأحلّوا قومهم دار البوار يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فأحلّوا قومهم دار البوار يوم أحدٍ. وكان أبو جهلٍ يوم بدرٍ، وأبو سفيان يوم أحدٍ. وأمّا دار البوار فهي جهنّم.
وقال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا الحارث بن منصورٍ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت عليًّا قرأ هذه الآية: {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: هم الأفجران من قريشٍ: بنو أميّة وبنو المغيرة، فأمّا بنو المغيرة فأهلكوا يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ.
ورواه أبو إسحاق، عن عمرو بن مرّة، عن عليٍّ، نحوه، وروي من غير وجهٍ عنه.
وقال سفيان الثّوريّ، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن سعدٍ، عن عمر بن الخطّاب، في قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا} قال: هم الأفجران من قريشٍ: بنو المغيرة وبنو أميّة، فأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدرٍ، وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حينٍ.
وكذا رواه حمزة الزّيّات، عن عمرو بن مرّة قال: قال ابن عبّاسٍ لعمر بن الخطّاب: يا أمير المؤمنين، هذه الآية: {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: هم الأفجران من قريشٍ: أخوالي وأعمامك فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدرٍ، وأمّا أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حينٍ.
وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك وقتادة بن زيدٍ هم كفّار قريشٍ الّذين قتلوا يوم بدرٍ وكذا رواه مالكٌ في تفسيره عن نافعٍ، عن ابن عمر). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 508-509]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجعلوا للّه أندادًا ليضلّوا عن سبيله} أي: جعلوا له شركاء عبدوهم معه، ودعوا النّاس إلى ذلك.
ثمّ قال تعالى مهدّدًا لهم ومتوعّدًا لهم على لسان نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار} أي: مهما قدرتم عليه في الدّنيا فافعلوا، فمهما يكن من شيءٍ {فإنّ مصيركم إلى النّار} أي: مرجعكم وموئلكم إليها، كما قال تعالى: {نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24]، وقال تعالى: {متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون} [يونس: 70]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 509-510]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ (31)}
يقول تعالى آمرًا العباد بطاعته والقيام بحقّه، والإحسان إلى خلقه، بأن يقيموا الصّلاة وهي عبادة اللّه وحده لا شريك له، وإن ينفقوا ممّا رزقهم اللّه بأداء الزّكوات، والنّفقة على القرابات والإحسان إلى الأجانب.
والمراد بإقامتها هو: المحافظة على وقتها وحدودها، وركوعها وخشوعها وسجودها.
وأمر تعالى بالإنفاق ممّا رزق في السّرّ، أي: في الخفية، والعلانية وهي: الجهر، وليبادروا إلى ذلك لخلاص أنفسهم {من قبل أن يأتي يومٌ} وهو يوم القيامة، وهو يومٌ {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} أي: لا يقبل من أحدٍ فديةٌ بأن تباع نفسه، كما قال تعالى: {فاليوم لا يؤخذ منكم فديةٌ ولا من الّذين كفروا} [الحديد: 15].
وقوله: {ولا خلالٌ} قال ابن جريرٍ: يقول: ليس هناك مخالّة خليلٍ، فيصفح عمّن استوجب العقوبة، عن العقاب لمخالّته، بل هنالك العدل والقسط، فالخلال مصدرٌ، من قول القائل: "خاللت فلانًا، فأنا أخالّه مخالة وخلال"، ومنه قول امرئ القيس:
صرفت الهوى عنهنّ من خشية الرّدى = ولست بمقلى الخلال ولا قال
وقال قتادة: إنّ اللّه قد علم أنّ في الدّنيا بيوعًا وخلالًا يتخالّون بها في الدّنيا، فينظر رجلٌ من يخالل وعلام صاحب، فإن كان للّه فليداوم، وإن كان لغير اللّه فسيقطع عنه.
قلت: والمراد من هذا أنّه يخبر تعالى أنّه لا ينفع أحدًا بيعٌ ولا فديةٌ، ولو افتدى بملء الأرض ذهبًا لو وجده، ولا ينفعه صداقة أحدٍ ولا شفاعة أحدٍ إذا لقي اللّه كافرًا، قال اللّه تعالى: {واتّقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً ولا يقبل منها عدلٌ ولا تنفعها شفاعةٌ ولا هم ينصرون} [البقرة: 123]، وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظّالمون} [البقرة: 254]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 510]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة