العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 07:40 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الطور [ من الآية (44) إلى الآية (49) ]

{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كسفًا} [الطور: 44] : «قطعًا»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله كسفًا قطعًا وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ولابن أبي حاتمٍ من طريق قتادة مثله ومن طريق السّدّيّ قال عذابًا وقال أبو عبيدة كسفًا الكسف جمع كسفةٍ مثل السّدر جمع سدرةٍ وهذا يضعّف قول من رواه بالتّحريك فيهما وقد قيل إنّها قراءةٌ شاذّةٌ وأنكرها بعضهم وأثبتها أبو البقاء العكبريّ وغيره). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس البر اللّطيف كسفا قطعا المنون الموت). [تغليق التعليق: 4/321]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (كسفا: قطعا
أشار به إلى قوله عز وجل: {وإن يروا كسفا من السّماء ساقطا} (الطّور: 44) الآية وفسّر الكسف بالقطع، بكسر القاف جمع قطعة، وقال أبو عبيدة، الكسف جمع كسفة مثل السدر جمع سدرة، وإنّما ذكر قوله ساقطا على اعتبار اللّفظ، ومن قرأ بالسّكون على التّوحيد فجمعه أكساف وكسوف). [عمدة القاري: 19/194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({كسفًا}) بسكون السين أي (قطعًا) بكسر القاف وسكون الطاء. وقال البرماوي وغير هذا على قراءة فتح السين كقربة وقرب ومن قرأه بالسكون على التوحيد فجمعه أكساف وكسوف. اهـ.
وقيل إن الفتح قراءة شاذة وأنكرها بعضهم وأثبتها أبو البقاء وقد قال أبو عبيدة الكسف جمع كسفة مثل السدر جمع سدرة). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يروا كسفًا من السّماء ساقطًا يقولوا سحابٌ مركومٌ (44) فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وإن ير هؤلاء المشركون قطعًا من السّماء ساقطًا، والكسف: جمع كسفةٍ، مثل التّمر جمع تمرةٍ، والسّدر جمع سدرةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كسفًا} يقول: قطعًا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن يروا كسفًا} يقول: وإن يروا قطعًا من السّماء ساقطًا.
- {يقولوا سحابٌ مركومٌ} يقول جلّ ثناؤه: يقولوا لذلك الكسف من السّماء السّاقط: هذا سحابٌ مركومٌ، يعني بقوله مركومٌ: بعضه على بعضٍ.
وإنّما عنى بذلك جلّ ثناؤه المشركين من قريشٍ الّذين سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الآيات، فقالوا له: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} إلى قوله: {علينا كسفًا} فقال اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الآيات، فعاينوا كسفًا من السّماء ساقطًا، لم ينتقلوا عمّا هم عليه من التّكذيب، ولقالوا: إنّما هذا سحابٌ بعضه فوق بعضٍ، لأنّ اللّه قد حتّم عليهم أنّهم لا يؤمنون.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، يقولوا {سحابٌ مركومٌ} يقول: لا يصدّقوا بحديثٍ، ولا يؤمنوا بآيةٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإن يروا كسفًا من السّماء ساقطًا يقولوا سحابٌ مركومٌ} قال: حين سألوا الكسف قالوا: أسقط علينا كسفًا من السّماء إن كنت من الصّادقين؛ قال: يقول: لو أنّا فعلنا لقالوا: سحابٌ مركومٌ). [جامع البيان: 21/600-601]

تفسير قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فدع يا محمّد هؤلاء المشركين حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يهلكون، وذلك عند النّفخة الأولى.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فيه يصعقون} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار سوى عاصمٍ بفتح الياء من (يصعقون)، وقرأه عاصمٌ {يصعقون} بضمّ الياء، والفتح أعجب القراءتين إلينا، لأنّه أفصح اللّغتين وأشهرهما، وإن كانت الأخرى جائزةً، وذلك أنّ العرب تقول: صعق الرّجل وصعق، وسعد وسعد.
وقد بيّنّا معنى الصّعق بشواهده، وما قال فيه أهل التّأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته). [جامع البيان: 21/602]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئًا ولا هم ينصرون (46) وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئًا} يوم القيامة، حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون، ثمّ بيّن عن ذلك اليوم أيّ يومٍ هو، فقال: يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئًا، يعني: مكرهم أنّه لا يدفع عنهم من عذاب اللّه شيئًا، فاليوم الثّاني ترجمةٌ عن الأوّل.
وقوله: {ولا هم ينصرون} يقول: ولا هم ينصرهم ناصرٌ، فيستقيد لهم ممّن عذّبهم وعاقبهم). [جامع البيان: 21/602]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن العلاء بن عبد الكريم عن أبي كرمة أو غيره عن زادان في قوله تعالى وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال عذاب القبر). [تفسير عبد الرزاق: 2/248]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج وقال مجاهد في قوله تعالى عذابا دون ذلك قال الجوع لقريش في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/248]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن ابن عباس قال إن عذاب القبر في القرآن ثم تلا وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك} اختلف أهل التّأويل في العذاب الّذي توعّد اللّه به هؤلاء الظّلمة من دون يوم الصّعقة، فقال بعضهم: هو عذاب القبر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاريّ قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء، {عذابًا دون ذلك} قال: عذاب القبر.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك} يقول: عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: إنّكم لتجدون عذاب القبر في كتاب اللّه {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّ ابن عبّاسٍ قال: عذاب القبر في القرآن ثمّ تلا {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك}.
وقال آخرون: عنى بذلك الجوع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عذابًا دون ذلك} قال: الجوع.
وقال آخرون: عنى بذلك: المصائب الّتي تصيبهم في الدّنيا من ذهاب الأموال والأولاد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك} قال: دون الآخرة في هذه الدّنيا يعذّبهم به من ذهاب الأموال والأولاد قال: فهي للمؤمنين أجرٌ وثوابٌ عند اللّه، غدًا بمصائبهم ومصائب هؤلاء، عجّلهم اللّه إيّاها في الدّنيا، وقرأ {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم} إلى آخر الآية.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أخبر أنّ للّذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذابًا دون يومهم الّذي فيه يصعقون، وذلك يوم القيامة، فعذاب القبر دون يوم القيامة، لأنّه في البرزخ، والجوع الّذي أصاب كفّار قريشٍ، والمصائب الّتي تصيبهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم دون يوم القيامة، ولم يخصّص اللّه نوعًا من ذلك أنّه لهم دون يوم القيامة دون نوعٍ بل عمّ فقال {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك} فكلّ ذلك لهم عذابٌ، وذلك لهم دون يوم القيامة، فتأويل الكلام: وإنّ للّذين كفروا باللّه عذابًا من اللّه دون يوم القيامة {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} بأنّهم ذائقو ذلك العذاب). [جامع البيان: 21/603-604]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عذابا دون ذلك يعني الجوع). [تفسير مجاهد: 2/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 47 - 49.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} قال: عذاب القبر قبل يوم القيامة.
وأخرج هناد عن زاذان مثله). [الدر المنثور: 13/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة أن ابن عباس قال: إن عذاب القبر في القرآن ثم تلا {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك}). [الدر المنثور: 13/696-697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} قال: الجوع لقريش في الدنيا). [الدر المنثور: 13/697]

تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني [أسامة بن زيد] أنه سمع محمد بن كعب القرظي تلا هذه الآية: {وسبح بحمد ربك حين تقوم}، قال: حين تقوم للصلاة). [الجامع في علوم القرآن: 2/108]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص في قوله تعالى وسبح بحمد ربك حين تقوم قال سبحان الله وبحمده). [تفسير عبد الرزاق: 2/249]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن المبارك عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى وسبح بحمد ربك حين تقوم قال حين تقوم للصلاة تقول الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/249]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {بأعيننا} قال: بعين اللّه بوجهه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 107] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا وسبّح بحمد ربّك حين تقوم (48) ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {واصبر لحكم ربّك} يا محمّد الّذي حكم به عليك، وامض لأمره ونهيه، وبلّغ رسالاته {فإنّك بأعيننا} يقول جلّ ثناؤه: فإنّك بمرأًى منّا نراك ونرى عملك، ونحن نحوطك ونحفظك، فلا يصل إليك من أرادك بسوءٍ من المشركين.
وقوله: {وسبّح بحمد ربّك}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: إذا قمت من نومك فقل: سبحان اللّه وبحمده.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، في قوله: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: من كلّ منامةٍ، يقول حين يريد أن يقوم: سبحانك وبحمدك.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عوف بن مالكٍ {وسبّح بحمد ربّك} قال: سبحان اللّه وبحمده.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: إذا قام لصلاةٍ من ليلٍ أو نهارٍ وقرأ {يا أيّها الّذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة} قال: من نومٍ ذكره عن أبيه.
وقال بعضهم: بل معنى ذلك: إذا قمت إلى الصّلاة المفروضة فقل: سبحانك اللّهمّ وبحمدك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا ابن المبارك، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: إذا قام إلى الصّلاة قال: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك.
- وحدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} إلى الصّلاة المفروضة.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: وصلّ بحمد ربّك حين تقوم من منامك، وذلك نوم القائلة، وإنّما عني بذلك صلاة الظّهر.
وإنّما قلت هذا القول أولى القولين بالصّواب، لأنّ الجميع مجمعون على أنّه غير واجبٍ أن يقال في الصّلاة: سبحانك اللهمّ وبحمدك، وما روي عن الضّحّاك عند القيام إلى الصّلاة، فلو كان القول كما قاله الضّحّاك لكان فرضًا أن يقال ذلك، لأنّ قوله: {وسبّح بحمد ربّك} أمرٌ من اللّه تعالى بالتّسبيح، وفي إجماع الجميع على أنّ ذلك غير واجبٍ الدّليل الواضح على أنّ القول في ذلك غير الّذي قاله الضّحّاك.
فإن قال قائلٌ: لعلّه أريد به النّدب والإرشاد. قيل: لا دلالة في الآية على ذلك، ولم تقم حجّةٌ بأنّ ذلك معنيّ به ما قاله الضّحّاك، فيجعل إجماع الجميع على أنّ التّسبيح عند القيام إلى الصّلاة ممّا خيّر المسلمون فيه دليلاً لنا على أنّه أريد به النّدب والإرشاد.
وإنّما قلنا: عنى به القيام من نوم القائلة، لأنّه لا صلاة تجب فرضًا بعد وقتٍ من أوقات نوم النّاس المعروف إلاّ بعد نوم اللّيل، وذلك صلاة الفجر، أو بعد نوم القائلة، وذلك صلاة الظّهر؛ فلمّا أمر بعد قوله: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} بالتّسبيح بعد إدبار النّجوم، وذلك ركعتا الفجر بعد قيام النّاس من نومها ليلاً، علم أنّ الأمر بالتّسبيح بعد القيام من النّوم هو أمرٌ بالصّلاة الّتي تجب بعد قيامٍ من نوم القائلة على ما ذكرنا دون القيام من نوم اللّيل). [جامع البيان: 21/605-607]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم يعني من كل مجلس). [تفسير مجاهد: 2/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وسبح بحمد ربك حين تقوم}
أخرج الفريابي، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: من كل مجلس). [الدر المنثور: 13/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص رضي الله عنه في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: إذا قمت فقل: سبحان الله وبحمده). [الدر المنثور: 13/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في جامعه عن أبي عثمان الفقير رضي الله عنه أن جبريل علم النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك). [الدر المنثور: 13/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم، وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال رجل يا رسول الله: إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى قال: كفارة لما يكون في المجلس). [الدر المنثور: 13/697-698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن زياد بن الحصين قال: دخلت على أبي العالية فلما أردت أن أخرج من عنده قال: ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم قلت: بلى قال: فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقيل: يا رسول الله ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن قال: هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات لما يكون في المجلس). [الدر المنثور: 13/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن جعدة قال: كفارة المجلس سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك). [الدر المنثور: 13/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك أسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك). [الدر المنثور: 13/698-699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال: حق على كل مسلم حين يقوم إلى الصلاة أن يقول: سبحان الله وبحمده لأن الله يقول لنبيه {وسبح بحمد ربك حين تقوم}). [الدر المنثور: 13/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة والله أعلم). [الدر المنثور: 13/699]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {وأدبار السجود}، قال: النوافل خلف الصلوات، قال: {وإدبار النجوم}، قال: صلاة الصبح). [الجامع في علوم القرآن: 2/162] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إدبار النجوم قال ركعتان قبل صلاة الصبح). [تفسير عبد الرزاق: 2/249]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن رشدين بن كريبٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إدبار النّجوم الرّكعتان قبل الفجر، وإدبار السّجود الرّكعتان بعد المغرب.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعًا إلاّ من هذا الوجه من حديث محمّد بن فضيلٍ، عن رشدين بن كريبٍ.
سألت محمّد بن إسماعيل، عن محمّدٍ ورشدين بن كريبٍ أيّهما أوثق؟ قال: ما أقربهما، ومحمّدٌ عندي أرجح.
وسألت عبد الله بن عبد الرّحمن، عن هذا؟ فقال: ما أقربهما عندي، ورشدين بن كريبٍ أرجحهما عندي. والقول عندي ما قال أبو محمّدٍ، ورشدين أرجح من محمّدٍ وأقدم، وقد أدرك رشدين ابن عبّاسٍ ورآه). [سنن الترمذي: 5/245-246]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ومن اللّيل فسبّحه} يقول: ومن اللّيل فعظّم ربّك يا محمّد بالصّلاة والعبادة، وذلك صلاة المغرب والعشاء.
- وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما: حدّثني به يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومن اللّيل فسبّحه} قال: ومن اللّيل صلاة العشاء {وإدبار النّجوم} يعني حين تدبر النّجوم للأفول عند إقبال النّهار.
وقيل: عني بذلك ركعتا الفجر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فسبّحه وإدبار النّجوم} قال: هما السّجدتان قبل صلاة الغداة.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم} كنّا نحدّث أنّهما الرّكعتان عند طلوع الفجر. قال: وذكر لنا أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه كان يقول: لهما أحبّ إليّ من حمر النّعم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشامٍ، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في ركعتي الفجر هما خيرٌ من الدّنيا جميعًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وإدبار النّجوم} قال: ركعتان قبل صلاة الصّبح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، وحمّاد بن مسعدة قالا: حدّثنا حميدٌ، عن الحسن، عن عليٍّ، في قوله: {وإدبار النّجوم} قال: الرّكعتان قبل صلاة الصّبح.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه {وإدبار النّجوم} الرّكعتان قبل الفجر.
وقال آخرون: عنى بالتّسبيح {وإدبار النّجوم} صلاة الصّبح الفريضة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وإدبار النّجوم} قال: صلاة الغداة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإدبار النّجوم} قال: صلاة الصّبح.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وأولى القولين في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: عنى بها: الصّلاة المكتوبة صلاة الفجر، وذلك أنّ اللّه أمر فقال: {ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم} والرّكعتان قبل الفريضة غير واجبتين، ولم تقم حجّةٌ يجب التّسليم لها، أنّ قوله فسبّحه على النّدب، وقد دلّلنا في غير موضعٍ من كتابنا على أمر اللّه على الفرض حتّى تقوم حجّةٌ بأنّه مرادٌ به النّدب، أو غير الفرض بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 21/607-610]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إدبار النّجوم: الركعتان قبل الفجر، وأدبار السّجود: الركعتان بعد المغرب».
أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/366-367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم} قال: الركعتان قبل صلاة الصبح). [الدر المنثور: 13/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإدبار النجوم} قال: ركعتي الفجر). [الدر المنثور: 13/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {وإدبار النجوم} قال: صلاة الغداة). [الدر المنثور: 13/699]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإن يروا كسفاً من السّماء ساقطاً} أي قطعاً وواحد الكسف كسفة مثل سدرة وسدر.
{سحابٌ مركومٌ} بعضه على بعض ركام). [مجاز القرآن: 2/234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإن يروا كسفاً من السّماء ساقطاً} قد تقدم ذكره.
{سحابٌ مركومٌ} أي ركام: بعضه على بعض.
والمعنى أنهم قالوا للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: إنا لا نؤمن لك حتى تسقط السماء علينا كسفا، فقال اللّه: لو أسقطنا عليهم كسفا من السماء، قالوا: هذا سحاب مركوم، ولم يؤمنوا). [تفسير غريب القرآن: 426]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن يروا كسفا من السّماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم}
أي وإن يروا قطعة من العذاب يقولوا لشدة طغيانهم وكفرهم: هذا سحاب مركوم، ومركوم قد ركم بعضا، على بعض، وهذا في قوم من أئمة الكفر وهم الذين قال اللّه - عزّ وجلّ - فيهم: {ولو فتحنا عليهم بابا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون * لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن هؤلاء لا يعتبرون ولا يوقنون ولا يؤمنون بأبهر ما يكون من الآيات). [معاني القرآن: 5/67-68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّرْكُومٌ}: أي بعضه على بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {حتّى يلاقوا يومهم...} بالألف، وقد قرأ بعضهم (يلقوا) والملاقاة أعرب وكلّ حسنٌ.
وقوله عز وجل: {فيه يصعقون...} قرأها عاصم، والأعمش (يصعقون) [وأهل الحجاز (يصعقون)] وقرأها أبو عبد الرحمن السّلميّ (يصعقون) بفتح الياء ـ مثل الأعمش.
والعرب تقول: صعق الرجل، وصعق ـ وسعد، وسعد لغاتٌ كلّها صوابٌ). [معاني القرآن: 3/94]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يصعقون}: يموتون). [تفسير غريب القرآن: 426]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون}
(يصعقون) وقرئت: (يصعقون)، أي: فذرهم إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُصْعَقُونَ}: يموتون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم أنه يعجل لهم العذاب في الدنيا فقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}
المعنى: وإن للذين ظلموا عذابا دون عذاب الآخرة، يعني من القتل والأسر وسبي الذراري الّذي نزل بهم، وأعلم اللّه عزّ وجلّ أنه ناصر دينه ومهلك من عادى نبيه، ثم أمره بالصبر إلى أن يقع العذاب بهم فقال: {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا وسبّح بحمد ربّك حين تقوم}). [معاني القرآن: 5/68]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا وسبّح بحمد ربّك حين تقوم}
أي فإنك بحيث نراك ونحفظك ونرعاك، ولا يصلون إلى مكروهك.
{وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} أي حين تقوم من منامك،
وقيل حين تقوم في صلاتك، وهو ما يقال مع التكبير: سبحانك اللهم وبحمدك). [معاني القرآن: 5/68]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإدبار النّجوم} من كسر الألف جعله مصدراً، ومن فتحها جعلها جميع دبر). [مجاز القرآن: 2/234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم}
وقرئت (وأدبار النّجوم).
- فمن قرأ (إدبار) بالكسر فعلى المصدر أدبرت إدبارا.
- ومن قرأ (أدبار) بالفتح فهو جمع دبر.
وأجمعوا في التفسير أن معنى (أدبار السّجود) معناه صلاة الركعتين بعد المغرب، وأن (إدبار النّجوم) صلاة ركعتي الغداة). [معاني القرآن: 5/68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وإِدْبَار}: مصدر
{وأدْبَارَ}: جمع دبر). [العمدة في غريب القرآن: 284]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 04:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال أعشىِ هَمْدَان يذكُر قتلَ الرافضةِ الناسَ:

إذا سِرْت في عِجْل فسِر في صحابة = وكِندَة فاحذرْها حِذَارك للخَسْفِ
وفي شيعة الأعْمى زِيادٌ وغِيلَة = ولَسْبٌ وإعمال لجندلة القَذْفِ
الأعمى هو المُغيرة. وزياد يعني الخَنْق. واللسْب: السم؛ وإعمال لجِنْدلة القذف: يريد رَضْخهم رؤوسَ الناس بالحجارة.
ثم قال:
وكُلُّهُمُ شَر على أنَ رَأسَهم = حَمِيدَةُ والمَيْلاَءُ حاضِنةُ الكِسْفِ
والكِسْفُ هذا هو أبو منصور، سُفَي بذلك لأنه قال لأصحابه: فيّ نَزَلَ: {وَإنْ يَروا كِسْفًا مِنَ السًمَاءِ سَاقِطًا} وكان يَدِين بخَنْق الناس وَقَتْلِهم.
ثم قال:
مَتى كُنتَ في حيًيْ بِجَيلَةَ فاستَمِعْ = فإن لهم قَصْفا يَدلُ على حَتْفِ
كان المغيرة بَجَليًا مولى لهم.
إذا اعتَزَمُوا يومًا على قَتْل زَائرٍ = تَدَاعَوْا عليه بالنُّبَاح وبالعَزْفِ
ولابن عيينة وكان ابن عُيينة يُنشِد:
إذا مَا سَرك العَيْشُ = فَلا تأخذْ على كِنْدَهْ
يريد أن الخَنّاقين من المنصورية أكثرًهم بالكوفة من كِنْدَة، منهم أبو قُطْبة الخَنّاق). [عيون الأخبار: 5/146-147]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): ( وكأنهن وقد صدرن لواغباٌ = بيض بأفنية المقام مركم
اللاغب المعيي، قال الله عز وجل: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} والمركم: الذي بعضه على بعض، والمرأة تشبه ببيضة النعامة كما تشبه بالدرة، قال الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} والمكنون: المصون، والمكن: المستور، يقال: أكننت السر، قال الله عز وجل: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} وقال أبو دهبل، وأكثر الناس يرويه لعبد الرحمن بن حسان:
وهي زهراء مثل لؤلؤة الغو = اص ميزت من جوهر مكنون
وقال ابن الرقيات:
واضحٌ لونها كبيضة أدحي = لها في النساء خلقٌ عميم
العميم: التام، والأدحي: موضع بيض النعامة خاصة، وشعر عبد الرحمن هذا شعر مأثور مشهور عنه). [الكامل: 1/386-387] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)}

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)}

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} قال: اختار الكسائي في السجود فتح الألف، على الجمع؛ لأن لكل سجدة دبرًا.
والنجوم لها دبر واحد في السحر، فتقول: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}، {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}). [مجالس ثعلب: 83] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصفهم تعالى بأنهم على الغاية من العتو والتمسك بالأقوال الباطلة في قوله تعالى: {وإن يروا كسفا} الآية، وذلك أن قريشا كان في جملة ما اقترحت "أن تسقط السماء علينا كسفا" وهي القطع، واحدها كسفة، وتجمع أيضا على "كسف" كتمرة وتمر، قال الرماني: هي التي تكون بقدر ما يكسف ضوء الشمس، فأخبر الله تعالى عنهم في هذه الآية أنهم لو رأوا كسفا ساقطا حسب اقتراحهم لبلغ بهم العتو والجهل والبعد عن الحق أن يغالطوا أنفسهم وغيرهم ويقولوا: "سحاب مركوم"، أي كثيف قد تراكم بعضه فوق بعض، ولهذه الآية نظائر في آيات أخر).[المحرر الوجيز: 8/ 100]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون * يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون * وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون * واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}
قوله تعالى: "فذرهم" وما جرى مجراه من الموادعة منسوخ بآية السيف، وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو -بخلاف عنه-: "يلقوا"، والجمهور على "يلاقوا". واختلف الناس في اليوم الذي توعدوا به، فقال بعض المتأولين: هو موتهم واحدا واحدا، وهذا على تجوز، و"الصعق": التعذيب في الجملة وإن كان الاستعمال قد كثر فيه فيما يصيب الإنسان من الصيحة المفرطة ونحوه، ويحتمل أن يكون اليوم الذي توعدوا به يوم بدر لأنهم عذبوا فيه، وقال الجمهور: التوعد بيوم القيامة لأن فيه صعقة تعم جميع الخلائق، لكن لا محالة أن بين صعقة المؤمن وصعقة الكافر فرقا، وقرأ جمهور القراء: "يصعقون" من: صعق الرجل بكسر العين، وقرأ أبو عبد الرحمن: "يصعقون" بفتح الياء وكسر العين، وقرأ عاصم، وابن عامر، وأهل مكة -في قول شبل-: "يصعقون" بضم الياء وفتح العين، وذلك من:أصعق الرجل غيره، وحكى الأخفش: "صعق الرجل" بضم الصاد وكسر العين، قال أبو علي: فجائز أن يكون منه، فهو مثل "يصرفون"، قال أبو حاتم: وفتح أهل مكة الياء في قول إسماعيل). [المحرر الوجيز: 8/ 101]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يغني" معناه: يكون منه غناء ودفاع). [المحرر الوجيز: 8/ 101]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بأنهم لهم دون هذا اليوم -أي: قبله - عذاب، واختلف الناس في تعيينه، فقال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: هو بدر والفتح ونحوه، وقال مجاهد: هو الجوع الذي أصاب قريشا، وقال البراء بن عازب، وابن عباس أيضا: هو عذاب القبر، ونزع ابن عباس رضي الله عنهما وجود عذاب القبر بهذه الآية، وقال ابن زيد: هو مصائب الدنيا في الأجسام وفي الأحبة وفي الأموال، هي للمؤمنين رحمة وللكافرين عذاب، وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "دون ذلك قريبا ولكن لا يعلمون"). [المحرر الوجيز: 8/ 101]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر لحكم الله تبارك وتعالى والمضي على نذارته ووعده بقوله تعالى: {فإنك بأعيننا}، ومعناه: بإدراكنا وأعين حفظنا وحيطتنا، كما تقول: فلان يرعاه الملك بعين، وهذه الآية ينبغي أن يقدرها كل مؤمن في نفسه فإنها تفسح مضايق الدنيا، وقرأ أبو السمال: "بأعينا" بنون واحدة مشددة.
واختلف الناس في قوله تعالى: {وسبح بحمد ربك}، فقال أبو الأحوص عوف بن مالك: هو التسبيح المعروف، أن يقول في كل قيام: سبحان الله وبحمده، وقال عطاء: المعنى: حين تقوم من كل مجلس، وقال ابن زيد: التسبيح هنا هو صلاة النوافل، وقال الضحاك، وابن زيد: هذه إشارة إلى الصلوات المفروضة، فقوله تعالى: "حين تقوم": الظهر والعصر، أي: حين تقوم من نوم القائلة،
وقوله تعالى: {ومن الليل} المغرب والعشاء، وقوله تعالى: {وإدبار النجوم}: الصبح، ومن قال هي النوافل جعل "إدبار النجوم" ركعتي الفجر، وعلى هذا القول جماعة كثيرة منهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبو هريرة، والحسن، رضي الله عنهم، وقد روي مرفوعا، ومن جعله التسبيح المعروف جعل قوله تعالى: "حين تقوم" مثالا، أي: وحين تقعد وفي كل تصرفك، وحكى منذر عن الضحاك أن المعنى: حين تقوم في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام فقل: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك ..." الحديث.
وقرأ سالم بن أبي الجعد، ويعقوب: "وأدبار النجوم" بفتح الهمزة بمعنى: وأعقاب، ومنه قول الشاعر:
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر.. مع الصبح في أعقاب نجم مغرب
وقرأ جمهور الناس: "وإدبار النجوم" بكسر الهمزة.
كمل تفسير سورة [الطور] والحمد لله رب العالمين).[المحرر الوجيز: 8/ 101-103]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن يروا كسفًا من السّماء ساقطًا يقولوا سحابٌ مركومٌ (44) فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون (45) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئًا ولا هم ينصرون (46) وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (47) واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا وسبّح بحمد ربّك حين تقوم (48) ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم (49)}
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين بالعناد والمكابرة للمحسوس: {وإن يروا كسفًا من السّماء ساقطًا يقولوا} أي: عليهم يعذّبون به، لـمّا صدقوا ولـمّا أيقنوا، بل يقولون: هذا {سحابٌ مركومٌ} أي: متراكمٌ. وهذه كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون. لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون} [الحجر: 14، 15]). [تفسير ابن كثير: 7/ 438]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فذرهم} أي: دعهم -يا محمّد- {حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون}، وذلك يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 7/ 438]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئًا} أي: لا ينفعهم كيدهم ومكرهم الّذي استعملوه في الدّنيا، لا يجدي عنهم يوم القيامة شيئًا، {ولا هم ينصرون}).[تفسير ابن كثير: 7/ 438]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك} أي: قبل ذلك في الدّار الدّنيا، كقوله: {ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون} [السّجدة: 21]، ولهذا قال: {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} أي: نعذّبهم في الدّنيا، ونبتليهم فيها بالمصائب، لعلّهم يرجعون وينيبون، فلا يفهمون ما يراد بهم، بل إذا جلّي عنهم ممّا كانوا فيه، عادوا إلى أسوأ ما كانوا عليه، كما جاء في بعض الأحاديث: "إنّ المنافق إذا مرض وعوفي مثله في ذلك كمثل البعير، لا يدري فيما عقلوه ولا فيما أرسلوه". وفي الأثر الإلهيّ: كم أعصيك ولا تعاقبني؟ قال اللّه: يا عبدي، كم أعافيك وأنت لا تدري؟).[تفسير ابن كثير: 7/ 438]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا} أي: اصبر على أذاهم ولا تبالهم، فإنّك بمرأًى منّا وتحت كلاءتنا، واللّه يعصمك من النّاس.
وقوله: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال الضّحّاك: أي إلى الصلاة: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك.
وقد روي مثله عن الرّبيع بن أنسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهما.
وروى مسلمٌ في صحيحه، عن عمر أنّه كان يقول هذا في ابتداء الصّلاة. ورواه أحمد وأهل السّنن، عن أبي سعيدٍ وغيره، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يقول ذلك.
وقال أبو الجوزاء: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} أي: من نومك من فراشك. واختاره ابن جريرٍ: ويتأيّد هذا القول بما رواه الإمام أحمد:
حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثني عمير بن هانئٍ، حدّثني جنادة بن أبي أميّة، حدّثنا عبادة بن الصّامت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من تعارّ من اللّيل فقال: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ. سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ثمّ قال: ربّ اغفر لي -أو قال: ثمّ دعا-استجيب له، فإن عزم فتوضّأ، ثمّ صلّى تقبّلت صلاته".
وأخرجه البخاريّ في صحيحه، وأهل السّنن، من حديث الوليد بن مسلمٍ، به.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: من كلّ مجلسٍ.
وقال الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: إذا أراد الرّجل أن يقوم من مجلسه قال: سبحانك اللّهمّ وبحمدك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الدّمشقيّ، حدثنا محمد ابن شعيبٍ، أخبرني طلحة بن عمرو الحضرميّ، عن عطاءٍ بن أبي رباحٍ؛ أنّه حدّثه عن قول اللّه: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} يقول: حين تقوم من كلّ مجلسٍ، إن كنت أحسنت ازددت خيرًا، وإن كان غير ذلك كان هذا كفّارةً له.
وقد قال عبد الرّزّاق في جامعه: أخبرنا معمرٍ، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عثمان الفقير؛ أنّ جبريل علّم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام من مجلسه أن يقول: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. قال معمرٌ: وسمعت غيره يقول: هذا القول كفّارة المجالس
وهذا مرسلٌ، وقد وردت أحاديث مسندةٌ من طرقٍ -يقوّي بعضها بعضًا- بذلك، فمن ذلك حديث ابن جريج، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: من جلس في مجلسٍ فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلّا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".
رواه التّرمذيّ -وهذا لفظه-والنّسائيّ في اليوم واللّيلة، من حديث ابن جريجٍ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ. وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال: إسنادٌ على شرط مسلمٍ، إلّا أنّ البخاريّ علّله.
قلت: علّله الإمام أحمد، والبخاريّ، ومسلمٌ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، والدّارقطنيّ، وغيرهم. ونسبوا الوهم فيه إلى ابن جريج. على أنّ أبا داود قد رواه في سننه من طريقٍ غير ابن جريجٍ إلى أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه ورواه أبو داود -واللّفظ له-والنّسائيّ، والحاكم في المستدرك، من طريق الحجّاج بن دينارٍ، عن هاشمٍ عن أبي العالية، عن أبي برزة الأسلميّ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول بأخرةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس: "سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، إنّك لتقول قولًا ما كنت تقوله فيما مضى؟! قال: "كفّارةٌ لما يكون في المجلس".
وقد روي مرسلًا عن أبي العالية، واللّه أعلم. وهكذا رواه النّسائيّ والحاكم، من حديث الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن رافع بن خديج، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله سواءً وروي مرسلًا أيضًا، واللّه أعلم. وكذا رواه أبو داود عن عبد اللّه بن عمرٍو؛ أنّه قال: "كلمات لا يتكلّم بهنّ أحدٌ في مجلسه عند قيامه ثلاث مرّاتٍ، إلّا كفّر بهنّ عنه، ولا يقولهنّ في مجلس خيرٍ ومجلس ذكرٍ، إلّا ختم له بهنّ كما يختم بالخاتم على الصّحيفة: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" وأخرجه الحاكم من حديث أمّ المؤمنين عائشة، وصحّحه، ومن رواية جبير بن مطعمٍ ورواه أبو بكرٍ الإسماعيليّ عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، كلّهم عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وقد أفردت لذلك جزءًا على حدةٍ بذكر طرقه وألفاظه وعلله، وما يتعلّق به، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير ابن كثير: 7/ 438-440]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ومن اللّيل فسبّحه} أي: اذكره واعبده بالتّلاوة والصّلاة في اللّيل، كما قال: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79].
وقوله: {وإدبار النّجوم} قد تقدّم في حديث ابن عبّاسٍ أنّهما الرّكعتان اللّتان قبل صلاة الفجر، فإنّهما مشروعتان عند إدبار النّجوم، أي: عند جنوحها للغيبوبة. وقد روي [في حديث] ابن سيلان، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تدعوهما، وإن طردتكم الخيل". يعني: ركعتي الفجر رواه أبو داود. ومن هذا الحديث حكي عن بعض أصحاب الإمام أحمد القول بوجوبهما، وهو ضعيفٌ لحديث: "خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة". قال: هل عليّ غيرها ؟ قال: "لا إلّا أنّ تطوّع" وقد ثبت في الصّحيحين عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: لم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على شيءٍ من النّوافل أشدّ تعاهدًا منه على ركعتي الفجر وفي لفظٍ لمسلمٍ: "ركعتا الفجر خيرٌ من الدّنيا وما فيها"). [تفسير ابن كثير: 7/ 440-441]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة