العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة محمد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 05:44 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة محمد [ من الآية (7) إلى الآية (11) ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم} يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله، إن تنصروا اللّه بنصركم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إيّاهم معه لتكون كلمته العليا ينصركم عليهم، ويظفركم بهم، فإنّه ناصرٌ دينه وأولياءه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن تنصروا اللّه ينصركم} أنّه حقٌّ على اللّه أن يعطي من سأله، وينصر من نصره.
وقوله: {ويثبّت أقدامكم} يقول: ويقوّكم عليهم، ويجرّئكم، حتّى لا تولّوا عنهم، وإن كثر عددهم، وقلّ عددكم). [جامع البيان: 21/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 7 - 11.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} قال: على نصره). [الدر المنثور: 13/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فتعسا لهم وأضل أعمالهم قال هي عامة للكفار). [تفسير عبد الرزاق: 2/222]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كفروا فتعسًا لهم وأضلّ أعمالهم (8) ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين كفروا} باللّه، فجحدوا توحيده {فتعسًا لهم} يقول: فخزيًا لهم وشقاءً وبلاءً.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والّذين كفروا فتعسًا لهم} قال: شقاءً لهم.
وقوله: {وأضلّ أعمالهم} يقول وجعل أعمالهم معمولةً على غير هدًى ولا استقامةٍ، لأنّها عملت في طاعة الشّيطان، لا في طاعة الرّحمن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأضلّ أعمالهم} قال: الضّلالة الّتي أضلّهم اللّه لم يهدهم كما هدى الآخرين، فإنّ الضّلالة الّتي أخبرك اللّه: يضلّ من يشاء، ويهدي من يشاء قال: وهؤلاء ممّن جعل الله عمله ضلالاً.
وردّ قوله: {وأضلّ أعمالهم} على قوله: {فتعسًا لهم} وهو فعلٌ ماضٍ، والتّعس اسمٌ، لأنّ التّعس وإن كان اسمًا ففي معنى الفعل لما فيه من معنى الدّعاء، فهو بمعنى: أتعسهم اللّه، فلذلك صلح ردّ أضلّ عليه، لأنّ الدّعاء يجري مجرى الأمر والنّهي، وكذلك قوله: {حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق} مردودةٌ على أمرٍ مضمرٍ ناصبٍ ل(ضرب) ). [جامع البيان: 21/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359] (م)

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا أبو سنانٍ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم} قال: الفرائض). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 295]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنّهم كرهوا كتابنا الّذي أنزلناه إلى نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحرٌ مبينٌ

وقوله: {فأحبط أعمالهم} يقول: فأبطل أعمالهم الّتي عملوها في الدّنيا، وذلك عبادتهم الآلهة، لم ينفعهم اللّه بها في الدّنيا ولا في الآخرة، بل أوبقهم بها، فأصلاهم سعيرًا، وهذا حكم اللّه جلّ جلاله في جميع من كفر به من أجناس الأمم، كما قال قتادة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {فتعسًا لهم} قال: هي عامّةٌ للكفّار). [جامع البيان: 21/194-195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله} قال: كرهوا الفرائض). [الدر المنثور: 13/359-360]

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها}.
يقول تعالى ذكره: أفلم يسر هؤلاء المكذّبون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم المنكرو ما أنزلنا عليه من الكتاب في الأرض سفرًا، وإنّما هذا توبيخٌ من اللّه لهم، لأنّهم قد كانوا يسافرون إلى الشّام، فيرون نقمة اللّه الّتي أحلّها بأهل حجر من ثمود، ويرون في سفرهم إلى اليمن ما أحلّ اللّه بسبأ، فقال لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام وللمؤمنين به: أفلم يسر هؤلاء المشركون سفرًا في البلاد فينظروا كيف كان عاقبة تكذيب الّذين من قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها الرّادّة نصائحها ألم نهلكها فندمّر عليها منازلها ونخرّبها، فيتّعظوا بذلك، ويحذروا أن يفعل اللّه ذلك بهم في تكذيبهم إيّاه، فينيبوا إلى طاعة اللّه في تصديقك، ثمّ توعّدهم جلّ ثناؤه، وأخبرهم إن هم أقاموا على تكذيبهم رسوله، أنّه محلٌّ بهم من العذاب ما أحلّ بالّذين كانوا من قبلهم من الأمم، فقال: {وللكافرين أمثالها} يقول: وللكافرين من قريشٍ المكذّبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من العذاب العاجل أمثال عاقبة تكذيب الأمم الّذين كانوا من قبلهم رسلهم على تكذيبهم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمّرت به القرون الأولى وعيدٌ من اللّه لهم). [جامع البيان: 21/195-196]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها يقول للكافرين مثل ما دمرت به القرون الأولى عند أمر الله لهم). [تفسير مجاهد: 2/598-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم} قال: أهلكهم الله بألوان العذاب بأن يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الأمثال وبعث الرسل ليعقلوا عن الله أمره). [الدر المنثور: 13/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وللكافرين أمثالها} قال: لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف). [الدر المنثور: 13/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفي قوله {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: وليهم الله). [الدر المنثور: 13/360]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى الله مولى الذين آمنوا قال ليس لهم مولى غيره). [تفسير عبد الرزاق: 2/222]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {مولى الّذين آمنوا} [محمد: 11] : " وليّهم). [صحيح البخاري: 6/134]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ مولى الّذين آمنوا وليّهم كذا لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا). [فتح الباري: 8/579]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله وقال مجاهد مولى الّذين آمنوا وليهم إذا عزم الأمر جد الأمر فلا تهنوا لا تضعفوا
وقال أبن عبّاس أضغانهم حسدهم آسن متغير
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن أبن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 11 محمّد {بأن الله مولى الّذين آمنوا} قال وليهم الله وفي قوله 21 محمّد {فإذا عزم الأمر} قال جد الأمر وفي قوله 35 محمّد {فلا تهنوا} لا تضعفوا). [تغليق التعليق: 4/312]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ مولى الّذين آمنوا وليّهم
أي: قال مجاهد في قوله عز وجل: {ذلك بأن الله مولى الّذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} (محمّد: 11) وفسّر: المولى بالولي، وروى الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه، وهذا لم يثبت لأبي ذر). [عمدة القاري: 19/172]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) مما وصله الطبري ({مولى الذين آمنوا}) [محمد: 11] أي (وليهم) وسقط هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/342]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم (11) إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار والّذين كفروا يتمتّعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوًى لّهم}.
يقول تعالى ذكره: هذا الفعل الّذي فعلنا بهذين الفريقين: فريق الإيمان، وفريق الكفر، من نصرتنا فريق الإيمان باللّه، وتثبيتنا أقدامهم، وتدميرنا على فريق الكفر {بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا} يقول: من أجل أنّ اللّه ولي من آمن به، وأطاع رسوله.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا} قال: وليّهم.
وقد ذكر لنا أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه وذلك بأنّ اللّه ولي الّذين آمنوا وأنّ الّتي في المائدة الّتي هي في مصاحفنا {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} [المائدة: ] إنّما مولاكم اللّه في قراءته.
وقوله: {وأنّ الكافرين لا مولى لهم} يقول: وبأنّ الكافرين باللّه لا ولي لهم، ولا ناصر). [جامع البيان: 21/196-197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفي قوله {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: وليهم الله). [الدر المنثور: 13/360] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: ليس لهم مولى غيره). [الدر المنثور: 13/360]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ...}.
كأنه قال: فأتعسهم الله وأضل أعمالهم؛ لأنّ الدعاء قد يجري مجرى الأمر والنهي، ألا ترى أنّ أضل فعل، وأنها مردودة على التعس، وهو اسم لأن فيه معنى أتعسهم، وكذلك قوله: {حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا} مردودة على أمر مضمر ناصبٍ لضرب الرقاب). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ} من قولك: تعست، أي عثرت وسقطت). [تفسير غريب القرآن: 410]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)}
{الّذين} في موضع رفع على الابتداء. ويكون {فَتَعْسًا لَهُمْ} الخبر.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى أتعسهم اللّه.
والتعس في اللغة: الانحطاط والعثور). [معاني القرآن: 5/7-8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [آية: 8]
أي ممن ينبغي أن يقال لهم أتعسهم الله أي لا جبرهم وهذا يدعى به على العاثر
وقال ثعلب: التعس الشر، قال: وقيل هو البعد، وانتكس قلب أمره وأفسد
وقال ابن السكيت: التعس أن يخر على رأسه، قال: والتعس أيضا الهلاك). [معاني القرآن: 6/467-468]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ...} كرهوا القرآن وسخطوه). [معاني القرآن: 3/59]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)}
كرهوا القرآن ونبوة النبي عليه السلام فأحبط اللّه أعمالهم). [معاني القرآن: 5/8]

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ...}
يقول: لأهل مكة أمثال ما أصاب قوم لوط وعاد وثمود وعيدٌ من الله). [معاني القرآن: 3/59]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ( {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)}
المعنى فينظروا كيف كان عاقبة الكافرين الذين من قبلهم.
{دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، أي أهلكهم اللّه.
{وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} أي أمثال تلك العاقبة، فأهلك الله عزّ وجل بالسّيف من أهلك ممن صدّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). [معاني القرآن: 5/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [آية: 10]
قال مجاهد وللكافرين التدمير وعيدا من الله
وقال غيره فقتل منهم من قتل بالسيف). [معاني القرآن: 6/468]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا ...}
يريد: ولي الذين آمنوا، وكذلك هي في قراءة عبد الله "ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا" وهي مثل التي في المائدة في قراءتنا: {إنما وليّكم الله ورسوله}، ومعناهما واحد، والله أعلم). [معاني القرآن: 3/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} " ولي الذين آمنوا). [مجاز القرآن: 2/215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} أي وليهم. {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}: لا ولي لهم). [تفسير غريب القرآن: 410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المولى
المولى: المعتق. والمولى: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5]. أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11] أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41]. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.
[تأويل مشكل القرآن: 455]
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي
موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ = وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا

وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)}
أي بأن اللّه ولي الذين آمنوا يتولاّهم في جميع أمورهم في هدايتهم والنصر على عدوهم.
{وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } أي لا وليّ لهم ينصرهم من اللّه في هداية ولا علوّ على المؤمنين). [معاني القرآن: 5/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [آية: 11]
قال قتادة أي ولي الذين آمنوا
قال أبو جعفر وفي قراءة عبد الله كذلك وقال الشاعر:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه = مولى المخافة خلفها وأمامها
أي ولي المخافة
وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا قال لا مولى لهم غيره
قال قتادة نزلت هذه الآية يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد أثخن في المسلمين بالقتل والجراح فصاح المشركون يوم بيوم بدر لنا العزى ولا عزى لكم فأنزل الله جل وعز: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} إلى قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم وقتلانا أحياء يرزقون في الجنة وقتلاكم في النار
قال أبو جعفر والمعنى الله ولي الذين آمنوا في الهداية والنصرة فلما أخبر بولايته المؤمنين وخذلانه الكافرين أعلم بما أعده للمؤمنين والكافرين فقال إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار أي منزل لهم
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } [آية: 14] ). [معاني القرآن: 6/468-470]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا}: وليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 231]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (والتعس: الهلاك). [مجالس ثعلب: 577]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري: (ت:370هـ): (وقال الليث: التعس: ألا ينتعش من عثرته، وأن ينكس في سَفال. ويدعو الرجل على بعيره الجواد إذا عثر فيقول: تعسا، فإذا كان غير جواد ولا نجيب فعثر قال له: لَعا.
ومنه قول الأعشى:
بذات لوث عَفَرْنَاةٍ إذا عثرت.......فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا
وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعز: {فتعسا لهم وأضل أعمالهم} : (يجوز أن يكون نصباً على معنى: أتعسهم الله).
قال: (والتعس في اللغة: الانحطاط والعثور).
قال أبو منصور: وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: قال أبو عمرو بن العلاء: تقول العرب:
الوَقْس يعدي فتعَدَّ الوَقْسا
من يدنُ للوقس يلاق تعسا

قال: والوَقْس: الجرب، والتعس: الهلاك، وتعدَّ أي تجنب وتنكب،كله سواء). [تهذيب اللغة: تعس]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *مولى* والمولى المنعم والمولى المنعم عليه، قال أبو عبيدة وللمولى سبعة مواضع: المولى ذو النعمة من فوق، والمولى المنعم عليه من أسفل، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} والمولى في الدين من الموالاة وهو الولي، ومنه قول الله جل ثناؤه: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}، وقال الله عز وجل: {فإن الله هو مولاه} وجاء في الحديث: ((من كنت مولاه فإن عليا مولاه))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله))
قال العجاج:

مواليَ الحق إنِ المولى شكر
أي أولياء الحق، وقال لبيد:
فعدت كلا الفرجين تحسب أنه.......مولى المخافة خلفُها وأمامُها
والمولى ابن العم، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} أي: ابن العم عن ابن العم، ومنه قوله تعالى: {وإني خفت الموالي من ورائي} أي بني عمي، وقال مخارق بن شهاب المازني :
وإني لمولاك الذي لـك نصـره.......إذا برطمت تحت السبال العنافق).[كتاب الأضداد: 24-25] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والمولى في قولها: إذا مولاك خاف ظلامة يحتمل ضروبًا، فالمولى ابن العم، وقوله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي}؛ يريد بني العم؛ قال الفضل بن العباس:
مهلاً بني عمنا مهلاً موالينـا.......لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
ويكون المولى المعتق؛ ويكون المولى من قوله جل ثناؤه: {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} ويكون المولى الذي هو أحق وأولى منه قوله: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ}، أي أولى بكم. والمولى: المالك). [الكامل: 3/1410] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 11:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 11:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 04:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن تنصروا الله} فيه حذف مضاف، أي: دين الله ورسوله، والمعنى: تنصروه بجدكم واتباعكم وإيمانكم، ينصركم بخلق القوة لكم والجرأة وغير ذلك من المعارف. وقرأ جمهور الناس: "ويثبت" بفتح التاء المثلثة وشد الباء، وقرأ المفضل عن عاصم: "ويثبت" بسكون الثاء وتخفيف الباء، وهذا التثبيت هو في مواطن الحرب على الإسلام، وقيل: على الصراط في القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 642]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فتعسا لهم} معناه: عثارا لهم وهلاكا، وهي لفظة تقال للكافر، ومنه قول الشاعر:
يا سيدي إن عثرت خذ بيدي ... ولا تقل: لا ولا تقل تعسا
وقال الأعشى في هذا المعنى:
بذات لوت عفرناة إذا عثرت ... فالتعس أدنى لها من أن أقول: لعا
ومنه قول أم مسطح لما عثرت في مرطها: تعس مسطح، قال ابن السكيت: التعس: أن يخر على وجهه، و"تعسا" مصدر نصبه فعل مضمر). [المحرر الوجيز: 7/ 642-643]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كرهوا ما أنزل الله} يريد القرآن، وقوله سبحانه: {فأحبط أعمالهم} يقتضي أن أعمالهم في كفرهم التي هي بر مقيدة محفوظة، ولا خلاف أن الكافر له حفظة يكتبون سيئاتهم، واختلف الناس في حسناتهم، فقالت فرقة: هي ملغاة، يثابون عليها بنعم الدنيا فقط، وقالت فرقة: هي محصاة من أجل ثواب الدنيا، ومن أجل أن [الكافر] قد يسلم فينضاف ذلك إلى حسناته في الإسلام، وهذا أحد التأويلين في قول النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: "أسلمت على ما سلف لك من خير"، فقوم قالوا: تأويله: أسلمت على أن يعد لك ما سلف من خير، وهذا هو التأويل الذي أشرنا إليه، وقالت فرقة: معناه: أسلمت على إسقاط ما سلف لك من خير، إذ قد ثوبت عليه بنعم دنياك، وذكر الطبري أن أعمالهم التي أخبر في هذه الآية بحبطها هي عبادتهم الأصنام وكفرهم، ومعنى "أحبط": جعلها من العمل الذي لا يزكو ولا يعتد به، فهي لذلك كالذي أحبط).[المحرر الوجيز: 7/ 643-644]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها * ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم * إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم * وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}
قوله تعالى: {أفلم يسيروا} توقيف لقريش وتوبيخ، والذين من قبلهم يريد ثمود وقوم لوط وقوم شعيب وأهل السد وغيرهم، و"الدمار": الإفساد وهدم البناء وإذهاب العمران، وقوله تعالى: {دمر الله عليهم} من ذلك، والضمير في قوله تعالى: "أمثالها" يحتمل أن يعود على العاقبة المذكورة، ويصح أن يعود على الفعلة التي يتضمنها قوله تعالى: {دمر الله عليهم}).[المحرر الوجيز: 7/ 644]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بأن} ابتداء وخبر في "أن"، وهذه الآية نزلت يوم أحد، ومنها انتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رده على أبي سفيان حين قال له: "الله مولانا ولا مولى لكم"). [المحرر الوجيز: 7/ 644]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 05:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 07:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبّت أقدامكم}، كقوله: {ولينصرنّ اللّه من ينصره} [الحجّ: 40]، فإنّ الجزاء من جنس العمل؛ ولهذا قال: {ويثبّت أقدامكم}، كما جاء في الحديث: "من بلّغ ذا سلطانٍ حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبّت اللّه قدمه على الصّراط يوم القيامة").[تفسير ابن كثير: 7/ 310]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {والّذين كفروا فتعسًا لهم}، عكس تثبيت الأقدام للمؤمنين النّاصرين للّه ولرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد ثبت في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "تعس عبد الدّينار، تعس عبد الدّرهم، تعس عبد القطيفة -[وفي روايةٍ: تعس عبد الخميصة] -تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش"، أي: فلا شفاه اللّه.
وقوله: {وأضلّ أعمالهم} أي: أحبطها وأبطلها؛ ولهذا قال: {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه} أي: لا يريدونه ولا يحبونه، {فأحبط أعمالهم}). [تفسير ابن كثير: 7/ 310]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها (10) ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم (11) إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار والّذين كفروا يتمتّعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوًى لهم (12) وكأيّن من قريةٍ هي أشدّ قوّةً من قريتك الّتي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم (13) }
يقول تعالى: {أفلم يسيروا} يعني: المشركين باللّه المكذّبين لرسوله {في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم} أي: عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم، أي: ونجّى المؤمنين من بين أظهرهم؛ ولهذا قال: {وللكافرين أمثالها}.
ثمّ قال: {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم}، ولهذا لـمّا قال أبو سفيان صخر بن حربٍ رئيس المشركين يوم أحدٍ حين سأل عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعن أبي بكرٍ وعمر فلم يجب، وقال: أمّا هؤلاء فقد هلكوا، وأجابه عمر بن الخطّاب فقال: كذبت يا عدوّ اللّه، بل أبقى اللّه لك ما يسوؤك، وإنّ الّذين عددت لأحياءٌ [كلّهم]. فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدرٍ، والحرب سجال، أما إنّكم ستجدون مثلةً لم آمر بها ولم تسؤني، ثمّ ذهب يرتجز ويقول: اعل هبل، اعل هبل. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول اللّه، وما نقول؟ قال: "قولوا: اللّه أعلى وأجلّ" ثمّ قال أبو سفيان: لنا العزّى، ولا عزّى لكم. فقال: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: وما نقول يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: اللّه مولانا ولا مولى لكم"). [تفسير ابن كثير: 7/ 311]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة