العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (99) إلى الآية (113) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (99) إلى الآية (113) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} يقول: وقال إبراهيم لمّا أفلجه اللّه على قومه ونجّاه من كيدهم: {إنّي ذاهبٌ إلى ربّي} يقول: إنّي مهاجرٌ من بلدة قومي إلى اللّه: أي إلى الأرض المقدّسة، ومفارقهم، فمعتزلهم لعبادة اللّه.
وكان قتادة يقول في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} ذاهبٌ بعمله وقلبه ونيّته.
وقال آخرون في ذلك: إنّما قال إبراهيم {إنّي ذاهبٌ إلى ربّي} حين أرادوا أن يلقوه في النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سليمان بن صرد، يقول: لمّا أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النّار {قال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} فجمع الحطب، فجاءت عجوزٌ على ظهرها حطبٌ، فقيل لها: أين تريدين؟ قالت: أريد أذهب إلى هذا الرّجل الّذي يلقى في النّار؛ فلمّا ألقي فيها، قال: حسبي اللّه عليه توكّلت، أو قال: حسبي اللّه ونعم الوكيل، قال: فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم}، قال: فقال ابن لوطٍ، أو ابن أخي لوطٍ: إنّ النّار لم تحرقه من أجلي، وكان بينهما قرابةٌ، فأرسل اللّه عليه عنفًا من النّار فأحرقته.
وإنّما اخترت القول الّذي قلت في ذلك، لأنّ اللّه تبارك وتعالى ذكر خبره وخبر قومه في موضعٍ آخر، فأخبر أنّه لمّا نجّاه ممّا حاول قومه من إحراقه قال {إنّي مهاجرٌ إلى ربّي} ففسّر أهل التّأويل ذلك أنّ معناه: إنّي مهاجرٌ إلى أرض الشّام، فكذلك قوله: {إنّي ذاهبٌ إلى ربّي} لأنّه كقوله: {إنّي مهاجرٌ إلى ربّي} وقوله: {سيهدين} يقول: سيثبّتني على الهدى الّذي أبصرته، ويعينني عليه). [جامع البيان: 19/576-577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين} قال: حين هاجر). [الدر المنثور: 12/428]

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ربّ هب لي من الصّالحين} وهذا مسألة إبراهيم ربّه أن يرزقه ولدًا صالحًا؛ يقول: قال: يا ربّ هب لي منك ولدًا يكون من الصّالحين الّذين يطيعونك، ولا يعصونك، ويصلحون في الأرض، ولا يفسدون.
- كما حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ربّ هب لي من الصّالحين} قال: ولدًا صالحًا.
وقال: {من الصّالحين}. ولم يقل: صالحًا من الصّالحين، اجتزاءً بـ{من} من ذكر المتروك، كما قال عزّ وجلّ: {وكانوا فيه من الزّاهدين} بمعنى زاهدين من الزّاهدين). [جامع البيان: 19/577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {رب هب لي من الصالحين} قال: ولدا صالحا). [الدر المنثور: 12/428]

تفسير قوله تعالى: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ (101) فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين}.
يقول تعالى ذكره: فبشّرنا إبراهيم بغلامٍ حليمٍ، يعني بغلامٍ ذي حلمٍ إذا هو كبر، فأمّا في طفولته في المهد، فلا يوصف بذلك وذكر أنّ الغلام الّذي بشّر اللّه به إبراهيم إسحاق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ} قال: هو إسحاق.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ} بشّر بإسحاق، قال: لم يثن بالحلم على أحدٍ غير إسحاق وإبراهيم). [جامع البيان: 19/578]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال الذبيح إسماعيل وهو قوله فبشرناه بغلام حليم يعني إسماعيل). [تفسير مجاهد: 543]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال الذبيح إسحاق). [تفسير مجاهد: 543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {فبشرناه بغلام حليم} قال: بولادة إسحاق عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 12/428-429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فبشرناه بغلام حليم} قال: بشر بإسحاق قال: ولم يثن الله بالحلم على أحد إلا على إبراهيم وإسحاق عليهما السلام). [الدر المنثور: 12/429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله {فبشرناه بغلام حليم} قال: هو إسماعيل عليه السلام قال: وبشره الله بنبوة إسحاق بعد ذلك). [الدر المنثور: 12/429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر من طريق الزهري عن القاسم رضي الله عنه في قوله {فبشرناه بغلام حليم} قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما هو إسحاق عليه السلام وكان ذلك بمنى، وقال كعب رضي الله عنه: هو إسحاق عليه السلام وكان ذلك ببيت المقدس). [الدر المنثور: 12/429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله {فبشرناه بغلام حليم} قال: إسماعيل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {فبشرناه بغلام حليم} قال: هو إسحاق عليه السلام). [الدر المنثور: 12/429]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله {فبشرناه بغلام حليم} قال: هو إسحاق عليه السلام). [الدر المنثور: 12/429]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري في قوله إني أرى في المنام أنى أذبحك قال أخبرني القاسم بن محمد أنه اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة يحدث كعبا عن النبي وجعل كعب يحدث أبا هريرة عن الكتب فقال أبو هريرة قال النبي إن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال له كعب أأنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم قال كعب فداه أبي وأمي أو فدى له أبي وأمي أفلا أخبرك عن إبراهيم إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال أين ذهب إبراهيم بابنك قالت غدا به لبعض حاجته فقال إنه لم يغد به لحاجة إنما ذهب به ليذبحه قالت ولم يذبحه قال يزعم أن ربه أمره بذلك قالت فقد أحسن أن يطيع ربه فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام أين يذهب بك أبوك قال لحاجته قال إنما يذهب بك ليذبحك قال لم يذبحني قال يزعم أن ربه أمره بذلك قال فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن قال فتركه ولحق بإبراهيم فقال أين غدوت بابنك فقال لحاجة قال فإنك لم تغد به لحاجة إنما غدوت به لتذبحه قال ولم أذبحه قال إن ربك أمرك بذلك قال فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن قال فتركه ويئس أن يطاع قال فلما أسلما قال معمر وقال قتادة فلما أسلما أمر الله بينهما وتله للجبين). [تفسير عبد الرزاق: 2/150-151]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا بلغ معه السّعي} يقول: فلمّا بلغ الغلام الّذي بشّر به إبراهيم مع إبراهيم العمل، وهو السّعي، وذلك حين أطاق معونته على عمله.
وقد اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلمّا بلغ معه السّعي} يقول: العمل.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلمّا بلغ معه السّعي} قال: لمّا شبّ حتّى أدرك سعيه سعي إبراهيم في العمل.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله، إلاّ أنّه قال: لمّا شبّ حين أدرك سعيه.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ {فلمّا بلغ معه السّعي} قال: سعي إبراهيم.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا سهل بن يوسف، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ {فلمّا بلغ معه السّعي} سعي إبراهيم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا بلغ معه السّعي} قال: السّعي هاهنا العبادة.
وقال آخرون: معنى ذلك: فلمّا مشى مع إبراهيم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلمّا بلغ معه السّعي} أي لمّا مشى مع أبيه.
وقوله: {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم خليل الرّحمن لابنه: {يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} وكان فيما ذكر أنّ إبراهيم نذر حين بشرته الملائكة بإسحاق ولدًا أن يجعله إذا ولدته سارة للّه ذبيحًا؛ فلمّا بلغ إسحاق مع أبيه السّعي أري إبراهيم في المنام، فقيل له: ف للّه بنذرك، ورؤيا الأنبياء يقينٌ، فلذلك مضى لمّا رأى في المنام، وقال له ابنه إسحاق ما قال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: قال جبرائيل لسارة: أبشري بولدٍ اسمه إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فضربت جبهتها عجبًا، فذلك قوله: {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخًا إنّ هذا لشيءٌ عجيبٌ} إلى قوله: {حميدٌ مجيدٌ} قالت سارة لجبريل: ما آية ذلك؟ فأخذ بيده عودًا يابسًا، فلوّاه بين أصابعه، فاهتزّ أخضر، فقال إبراهيم: هو للّه إذن ذبيحٌ؛ فلمّا كبر إسحاق أتي إبراهيم في النّوم، فقيل له: أوف بنذرك الّذي نذرت، إنّ اللّه رزقك غلامًا من سارة أن تذبحه، فقال لإسحاق: انطلق نقرّب قربانًا إلى اللّه، وأخذ سكّينًا وحبلاً، ثمّ انطلق معه حتّى إذا ذهب به بين الجبال قال له الغلام: يا أبت أين قربانك؟ {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إنّ شاء اللّه من الصّابرين} فقال له إسحاق: يا أبت أشدد رباطي حتّى لا أضطرب، واكفف عنّي ثيابك حتّى لا ينتضح عليها من دمي شيءٌ، فتراه سارة فتحزن، وأسرع مرّ السّكّين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ، فإذا أتيت سارة فاقرأ عليها منّي السّلام؛ فأقبل عليه إبراهيم يقبّله وقد ربطه وهو يبكي وإسحاق يبكي، حتّى استنقع الدّموع تحت خدّ إسحاق، ثمّ إنّه جرّ السّكّين على حلقه، فلم تحكّ السّكّين، وضرب اللّه صفيحةً من نحاسٍ على حلق إسحاق؛ فلمّا رأى ذلك ضرب به على جبينه، وحزّ من قفاه، فذلك قوله: {فلمّا أسلما} يقول: سلّما للّه الأمر {وتلّه للجبين} فنودي يا إبراهيم {قد صدّقت الرّؤيا} بالحقّ فالتفت فإذا بكبشٍ، فأخذه وخلّى عن ابنه، فأكبّ على ابنه يقبّله، وهو يقول: اليوم يا بنيّ وهبت لي؛ فلذلك يقول اللّه: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر، فجزعت سارة وقالت: يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني؟.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} قال: رؤيا الأنبياء حقٌّ إذا رأوا في المنام شيئًا فعلوه.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبيد بن عميرٍ، قال: رؤيا الأنبياء وحيٌ ثمّ تلا هذه الآية: {إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك}.
وقوله: {فانظر ماذا ترى} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ماذا ترى}، فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة، وبعض قرّاء أهل الكوفة: {فانظر ماذا ترى} بفتح التّاء، بمعنى: أيّ شيءٍ تأمر، أو فانظر ما الّذي تأمر، وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (ماذا ترى) بضمّ التّاء، بمعنى: ماذا تشير، وماذا تريني من صبرك أو جزعك من الذّبح؟
والّذي هو أولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه: {ماذا ترى} بفتح التّاء، بمعنى: ماذا ترى من الرّأي.
فإن قال قائلٌ: أوكان إبراهيم يؤامر ابنه في المضيّ لأمر اللّه، والانتهاء إلى طاعته؟
قيل: لم يكن ذلك منه مشاورةً لابنه في طاعة اللّه، ولكنّه كان منه ليعلم ما عند ابنه من العزم: هل هو من الصّبر على أمر اللّه على مثل الّذي هو عليه، فيسرّ بذلك أم لا، وهو في الأحوال كلّها ماضٍ لأمر اللّه.
وقوله: {قال يا أبت افعل ما تؤمر} يقول تعالى ذكره: قال إسحاق لأبيه: يا أبت افعل ما يأمرك به ربّك من ذبحي، {ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} يقول: ستجدني إن شاء اللّه صابرًا من الصّابرين لما يأمرنا به ربّنا، وقال: افعل ما تؤمر، ولم يقل: ما تؤمر به، لأنّ المعنى: افعل الأمر الّذي تؤمره، وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (إنّي أرى في المنام افعل ما أمرت به) ). [جامع البيان: 19/578-583]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلما بلغ معه السعي قال يعني العمل قال لما عمل مثل عمل إبراهيم). [تفسير مجاهد: 543-544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 102 - 111.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {بلغ معه السعي} قال: العمل). [الدر المنثور: 12/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {فلما بلغ معه السعي} قال: أدرك معه العمل). [الدر المنثور: 12/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فلما بلغ معه السعي} قال: لما مشى مع أبيه). [الدر المنثور: 12/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {فلما بلغ معه السعي} قال: لما مشى فأسر في نفسه حزنا في قراءة عبد الله {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك} ). [الدر المنثور: 12/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فلما بلغ معه السعي} قال: لما شب حتى أدرك سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} قال: سلما ما أمرا به {وتله للجبين} قال: وضع وجهي للأرض، ففعل فلما أدخل يده ليذبحه {وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده ورفع رأسه فرأى الكبش ينحط إليه حتى وقع عليه فذبحه). [الدر المنثور: 12/430-431]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد والبخاري، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: رؤيا الأنبياء وحي، ثم تلا هذه الآية {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} ). [الدر المنثور: 12/432-433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا الأنبياء وحي). [الدر المنثور: 12/432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: رؤيا الأنبياء عليهم السلام حق، إذا رأوا شيئا فعلوه). [الدر المنثور: 12/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن نوح بن حبيب قال: سمعت الشافعي يقول كلاما ما سمعت قط أحسن منه سمعته يقول: قال خليل الله إبراهيم لولده في وقت ما قص عليه ما رأى ماذا ترى أي ماذا تشير به ليستخرج بهذه اللفظة منه ذكر التفويض والصبر والتسليم والانقياد لأمر الله لا لمواراته لدفع أمر الله تعالى {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} قال الشافعي رضي الله عنه والتفويض هو الصبر والتسليم هو الصبر والانقياد هو ملاك الصبر فجمع له الذبيح جمع ما ابتغاه بهذه اللفظة اليسيرة). [الدر المنثور: 12/442-443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أتي إبراهيم في النوم فقيل له: أوف بنذرك الذي نذرت، أن الله رزقك غلاما من سارة أن تذبحه، فقال: يا إسحاق انطلق فقرب قربانا إلى الله فأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق به حتى إذا ذهب به بين الجبال قال الغلام: يا أبت أين قربانك {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} قال له إسحاق: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف عني ثيابك حتى لا ينضح عليها من دمي شيء فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي فإذا أتيت سارة فأقرأ عليها السلام مني، فأقبل عليه إبراهيم بقلبه وهو يبكي وإسحاق يبكي ثم أنه جر السكين على حلقه فلم تنحر وضرب الله على حلق إسحاق صفيحة من نحاس فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز من قفاه، وذلك قول الله {فلما أسلما} يقول: سلما لله الأمر {وتله للجبين} فنودي يا إبراهيم (قد صدقت الرؤيا) بإسحاق فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه وأكب عليه يقبله وجعل يقول: اليوم يا بني وهبت لي). [الدر المنثور: 12/443-444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر قال: لما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق ترك أمه سارة في مسجد الخيف وذهب بإسحاق معه فلما بلغ حيث أراد أن يذبحه قال إبراهيم لمن كان معه: استأخروا مني وأخذ بيد ابنه إسحاق فعزله فقال: يا بني {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} قال له إسحاق: يا أبت ربي أمرك قال إبراهيم: نعم يا إسحاق قال إسحاق: {افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (102) فلما أسلما} لأمر الله {وتله} قال إسحاق لأبيه: يا أبت أوثقتني لأطيش بك نودي {يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} وهبط عليه الكبش من ثبير وقد قيل: إنه ارتعى في الجنة أربعين سنة فلما كشف عن إسحاق دعا ربه ورغب إليه وحمده وأوحى إليه: أن أدع فإن دعاءك مستجاب فقال: اللهم من خرج من الدنيا لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة، قال ابن خاضر: إن إبراهيم كان قال لربه: يا رب أي ولدي أذبح فأوحى الرب إليه: أحبهما إليك). [الدر المنثور: 12/447-448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعد بن منصور، وابن المنذر عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: خرج إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام فتمثل له الشيطان في صورة رجل فقال له: أين تذهب فقال إبراهيم: عليه السلام ما لك ولذلك، أذهب في حاجتي قال: فإنك تزعم أنك تذهب بابنك فتذبحه قال: والله إن كان الله أمرني بذلك إني لحقيق أن أطيع ربي ثم ذهب إلى ابنه وهو وراءه يمشي فقال له: أين تذهب قال: أذهب مع أبي فقال: إن أباك يزعم أن الله أمره بذبحك فقال له مثل ما قال إبراهيم ثم انطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كانوا على جبل قال لابنه {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} ويا أبت أوثقني رباطا لا ينتضح عليك من دمي فقام إليه إبراهيم بالشفرة فبرك عليه فجعل ما بين لبته إلى منحره نحاسا لا تحيك فيه الشفرة ثم إن إبراهيم التفت وراء فإذا هو بالكبش فقال له: أي بني قم فإن الله فداك فذبح إبراهيم الكبش وترك ابنه ثم إن إبراهيم عليه السلام قال: يا بني إن الله قد أعطاك بصبرك اليوم فسل ما شئت تعطى قال: فإني أسأل الله أن لا يلقاه له عبد مؤمن به يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا غفر له وأدخله الجنة). [الدر المنثور: 12/448-450]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري في قوله إني أرى في المنام أنى أذبحك قال أخبرني القاسم بن محمد أنه اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة يحدث كعبا عن النبي وجعل كعب يحدث أبا هريرة عن الكتب فقال أبو هريرة قال النبي إن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال له كعب أأنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم قال كعب فداه أبي وأمي أو فدى له أبي وأمي أفلا أخبرك عن إبراهيم إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال أين ذهب إبراهيم بابنك قالت غدا به لبعض حاجته فقال إنه لم يغد به لحاجة إنما ذهب به ليذبحه قالت ولم يذبحه قال يزعم أن ربه أمره بذلك قالت فقد أحسن أن يطيع ربه فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام أين يذهب بك أبوك قال لحاجته قال إنما يذهب بك ليذبحك قال لم يذبحني قال يزعم أن ربه أمره بذلك قال فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن قال فتركه ولحق بإبراهيم فقال أين غدوت بابنك فقال لحاجة قال فإنك لم تغد به لحاجة إنما غدوت به لتذبحه قال ولم أذبحه قال إن ربك أمرك بذلك قال فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن قال فتركه ويئس أن يطاع قال فلما أسلما قال معمر وقال قتادة فلما أسلما أمر الله بينهما وتله للجبين). [تفسير عبد الرزاق: 2/150-151] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال ابن جريج في قوله فلما أسلما وتله للجبين قال وضع وجهه للأرض قال لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني فلا تجهز علي أو أن أجزع فاتركض فأمنتع منك ولكن اربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فأما أنت فلا تنظر في وجهي وأما أنا فإن جزعت لم أمتنع منك قال وقال مجاهد هو إسماعيل كان ذلك بمنى في منحر الناس ربط يديه إلى رقبته ووضع وجهه للأرض وأدخل الشفرة فإذا هي لا تحز فسمع النداء فنظر فإذا هو بالكبش فأخذه فذبحه
قال وقال عبيد بن عمير هو إسحاق وكان ذلك بالشام). [تفسير عبد الرزاق: 2/151-152]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن ابن شيبة أنه سمع ابن المسيب يقال له في قوله تعالى وتله للجبين قال هو إسحاق فقال معاذ الله ولكنه إسماعيل فثوب بإسحاق على صبره حين صبر). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين (103) وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين (105) إنّ هذا لهو البلاء المبين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أسلما أمرهما للّه وفوّضاه إليه واتّفقا على التّسليم لأمره والرّضا بقضائه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا ثابت بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {فلمّا أسلما} قال: اتّفقا على أمرٍ واحدٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، قوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين} قال: أسلما جميعًا لأمر اللّه ورضي الغلام بالذّبح، ورضي الأب بأن يذبحه، فقال: يا أبت اقذفني للوجه كيلا تنظر إليّ فترحمني، وأنظر أنا إلى الشّفرة فأجزع، ولكن أدخل الشّفرة من تحتي، وامض لأمر اللّه، فذلك قوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين} فلمّا فعل ذلك {ناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلمّا أسلما} قال: أسلم هذا نفسه للّه، وأسلم هذا ابنه للّه.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلمّا أسلما} قال: أسلما ما أمرا به.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فلمّا أسلما} يقول: أسلما لأمر اللّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق {فلمّا أسلما} أي سلّم إبراهيم لذبحه حين أمر به وسلّم ابنه للصّبر عليه، حين عرف أنّ اللّه أمره بذلك فيه.
وقوله: {وتلّه للجبين} يقول: وصرعه للجبين، والجبينان ما عن يمين الجبهة وعن شمالها، وللوجه جبينان، والجبهة بينهما.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وتلّه للجبين} قال: وضع وجهه للأرض، قال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني، ولا تجهز عليّ، اربط يديّ إلى رقبتي ثمّ ضع وجهي للأرض.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وتلّه للجبين} أي وكبّه لفيه وأخذ الشّفرة {وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا} حتّى بلغ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {وتلّه للجبين} قال: أكبّه على جبهته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتلّه للجبين} قال: جبينه، قال: أخذ جبينه ليذبحه.
- حدّثنا ابن سنانٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن حمّادٍ، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، قال: قال ابن عبّاسٍ: إنّ إبراهيم لمّا أمر بالمناسك عرض له الشّيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثمّ ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له الشّيطان، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ عرض له عند الجمرة الوسطى، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، فقال له: يا أبت إنّه ليس لي ثوبٌ تكفّنني فيه غير هذا، فاخلعه عنّي فكفنّي فيه، فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبشٍ أعين أبيض أقرن فذبحه، فقال ابن عبّاسٍ: لقد رأيتنا نتّبع هذا الضّرب من الكباش). [جامع البيان: 19/583-586]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلما أسلما قال سلما ما أمرا به). [تفسير مجاهد: 544]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتله للجبين قال وضع وجهه الأرض فقال يا أبة لا تذبحني وأنت تنظر في وجهي عسى أن ترحمني فلا تحيز علي وأوثق يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي الأرض). [تفسير مجاهد: 544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فلما بلغ معه السعي} قال: لما شب حتى أدرك سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} قال: سلما ما أمرا به {وتله للجبين} قال: وضع وجهي للأرض، ففعل فلما أدخل يده ليذبحه {وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده ورفع رأسه فرأى الكبش ينحط إليه حتى وقع عليه فذبحه). [الدر المنثور: 12/430-431] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أمر إبراهيم عليه السلام بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات {وتله للجبين} وعلى إسماعيل عليه السلام قميص أبيض فقال: يا أبت ليس لي ثوب تكفني فيه غيره فأخلعه حتى تكفني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فالتفت فإذا كبش أبيض أعين أقرن فذبحه). [الدر المنثور: 12/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أتي إبراهيم في النوم فقيل له: أوف بنذرك الذي نذرت، أن الله رزقك غلاما من سارة أن تذبحه، فقال: يا إسحاق انطلق فقرب قربانا إلى الله فأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق به حتى إذا ذهب به بين الجبال قال الغلام: يا أبت أين قربانك {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} قال له إسحاق: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف عني ثيابك حتى لا ينضح عليها من دمي شيء فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي فإذا أتيت سارة فأقرأ عليها السلام مني، فأقبل عليه إبراهيم بقلبه وهو يبكي وإسحاق يبكي ثم أنه جر السكين على حلقه فلم تنحر وضرب الله على حلق إسحاق صفيحة من نحاس فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز من قفاه، وذلك قول الله {فلما أسلما} يقول: سلما لله الأمر {وتله للجبين} فنودي يا إبراهيم (قد صدقت الرؤيا) بإسحاق فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه وأكب عليه يقبله وجعل يقول: اليوم يا بني وهبت لي). [الدر المنثور: 12/443-444] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فلما أسلما} قال: أسلم هذا نفسه لله وأسلم هذا ابنه لله {وتله} أي كبه لفيه). [الدر المنثور: 12/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {فلما أسلما} قال: اتفقا على أمر واحد {وتله للجبين} قال: أكبه للجبين). [الدر المنثور: 12/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتله للجبين} قال: أكبه على وجهه). [الدر المنثور: 12/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتله للجبين} قال: صرعه). [الدر المنثور: 12/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه قال: يا أبتاه خذ بناصيتي واجلس بين كتفي حتى لا أؤذيك إذا مسني حر السكين ففعل فانقلبت السكين قال: مالك يا أبتاه قال: انقلبت السكين قال: فاطعن بها طعنا قال: فتثنت قال: مالك يا أبتاه قال: تثنت فعرف الصدق ففداه الله بذبح عظيم وهو إسحاق). [الدر المنثور: 12/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وتله للجبين} قال: ساجدا). [الدر المنثور: 12/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح رضي الله عنه قال: لما أن وضع السكين على حلقه انقلبت صارت نحاسا). [الدر المنثور: 12/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر قال: لما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق ترك أمه سارة في مسجد الخيف وذهب بإسحاق معه فلما بلغ حيث أراد أن يذبحه قال إبراهيم لمن كان معه: استأخروا مني وأخذ بيد ابنه إسحاق فعزله فقال: يا بني {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} قال له إسحاق: يا أبت ربي أمرك قال إبراهيم: نعم يا إسحاق قال إسحاق: {افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (102) فلما أسلما} لأمر الله {وتله} قال إسحاق لأبيه: يا أبت أوثقتني لأطيش بك نودي {يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} وهبط عليه الكبش من ثبير وقد قيل: إنه ارتعى في الجنة أربعين سنة فلما كشف عن إسحاق دعا ربه ورغب إليه وحمده وأوحى إليه: أن أدع فإن دعاءك مستجاب فقال: اللهم من خرج من الدنيا لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة، قال ابن خاضر: إن إبراهيم كان قال لربه: يا رب أي ولدي أذبح فأوحى الرب إليه: أحبهما إليك). [الدر المنثور: 12/447-448] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر قال قتادة أضجعه للجبين وندينه أن يا إبراهيم قد صدقت الرءيا إنا كذلك نجزي المحسنين ... وفدينه بذبح عظيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/152]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا} وهذا جوّاب قوله: {فلمّا أسلما} ومعنى الكلام: فلمّا أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم؛ وأدخلت الواو في ذلك كما أدخلت في قوله: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} وقد تفعل العرب ذلك فتدخل الواو في جواب (فلمّا)، و(حتّى إذا) تلقيها.
ويعني بقوله: {قد صدّقت الرّؤيا} الّتي أريناكها في منامك بأمرناك بذبح ابنك.
وقوله: إنّا كذلك نجزي المحسنين يقول: إنّا كما جزيناك بطاعتنا يا إبراهيم، كذلك نجزي الّذين أحسنوا، وأطاعوا أمرنا، وعملوا في رضانا). [جامع البيان: 19/586-587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح إسحاق قال لأبيه: إذا ذبحتني فاعتزل لا أضطرب فينتضح عليك دمي فشده فلما أخذ الشفرة وأراد أن يذبحه نودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} ). [الدر المنثور: 12/431]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق عليهما السلام قال لأبيه: يا أبت أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه، نودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} ). [الدر المنثور: 12/431]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر قال قتادة أضجعه للجبين وندينه أن يا إبراهيم قد صدقت الرءيا إنا كذلك نجزي المحسنين ... وفدينه بذبح عظيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/152] (م)

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا} وهذا جوّاب قوله: {فلمّا أسلما} ومعنى الكلام: فلمّا أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم؛ وأدخلت الواو في ذلك كما أدخلت في قوله: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} وقد تفعل العرب ذلك فتدخل الواو في جواب (فلمّا)، و(حتّى إذا) تلقيها.
ويعني بقوله: {قد صدّقت الرّؤيا} الّتي أريناكها في منامك بأمرناك بذبح ابنك.
وقوله: إنّا كذلك نجزي المحسنين يقول: إنّا كما جزيناك بطاعتنا يا إبراهيم، كذلك نجزي الّذين أحسنوا، وأطاعوا أمرنا، وعملوا في رضانا). [جامع البيان: 19/586-587] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن المثنّى العنبريّ، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل بن عبّادٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] قال: " من شيعة نوحٍ إبراهيم على منهاجه وسنّته بلغ معه السّعي شبّ حتّى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلمّا أسلما ما أمرا به وتلّه للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ اربط يديّ إلى رقبتي، ثمّ ضع وجهي على الأرض فلمّا أدخل يده ليذبحه فلم يحكّ المدية حتّى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] فأمسك يده ورفع قوله {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] بكبشٍ عظيمٍ متقبّلٍ «وزعم ابن عبّاسٍ أنّ الذّبيح إسماعيل» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/468] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّدٍ الزّاهد الحيريّ، ثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، صنعاء اليمن، ثنا محمّد بن جعشمٍ الصّنعانيّ، ثنا سفيان الثّوريّ، عن سماك بن حربٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال: «رؤيا الأنبياء وحيٌ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "
- فحدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا يعقوب بن محمّدٍ الزّهريّ، ثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمرٍ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «تنام عيناه ولا ينام قلبه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فلما بلغ معه السعي} قال: لما شب حتى أدرك سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} قال: سلما ما أمرا به {وتله للجبين} قال: وضع وجهي للأرض، ففعل فلما أدخل يده ليذبحه {وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده ورفع رأسه فرأى الكبش ينحط إليه حتى وقع عليه فذبحه). [الدر المنثور: 12/430-431] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح إسحاق قال لأبيه: إذا ذبحتني فاعتزل لا أضطرب فينتضح عليك دمي فشده فلما أخذ الشفرة وأراد أن يذبحه نودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} ). [الدر المنثور: 12/431] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق عليهما السلام قال لأبيه: يا أبت أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه، نودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} ). [الدر المنثور: 12/431] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أمر إبراهيم عليه السلام بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات {وتله للجبين} وعلى إسماعيل عليه السلام قميص أبيض فقال: يا أبت ليس لي ثوب تكفني فيه غيره فأخلعه حتى تكفني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فالتفت فإذا كبش أبيض أعين أقرن فذبحه). [الدر المنثور: 12/433] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن فضيل بن عياض قال: أضجعه ووضع الشفرة فأقلب جبريل الشفرة فقال: يا أبت شدني فإني أخاف أن ينتضح عليك من دمي ثم قال: يا أبت حلني فإني أخاف أن تشهد علي الملائكة إني جزعت من أمر الله تعالى). [الدر المنثور: 12/443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أتي إبراهيم في النوم فقيل له: أوف بنذرك الذي نذرت، أن الله رزقك غلاما من سارة أن تذبحه، فقال: يا إسحاق انطلق فقرب قربانا إلى الله فأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق به حتى إذا ذهب به بين الجبال قال الغلام: يا أبت أين قربانك {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} قال له إسحاق: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف عني ثيابك حتى لا ينضح عليها من دمي شيء فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي فإذا أتيت سارة فأقرأ عليها السلام مني، فأقبل عليه إبراهيم بقلبه وهو يبكي وإسحاق يبكي ثم أنه جر السكين على حلقه فلم تنحر وضرب الله على حلق إسحاق صفيحة من نحاس فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز من قفاه، وذلك قول الله {فلما أسلما} يقول: سلما لله الأمر {وتله للجبين} فنودي يا إبراهيم (قد صدقت الرؤيا) بإسحاق فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه وأكب عليه يقبله وجعل يقول: اليوم يا بني وهبت لي). [الدر المنثور: 12/443-444] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: إن الله لما أمر إبراهيم بذبح ابنه قال له: يا بني خذ الشفرة فقال الشيطان: هذا أوان أصيب حاجتي من آل إبراهيم فلقي إبراهيم متشبها بصديق له فقال له: يا إبراهيم أين تعمد قال: لحاجة قال: والله ما تذهب إلا لتذبح ابنك من أجل رؤيا رأيتها والرؤيا تخطى ء وتصيب وليس في رؤيا رأيتها ما تذهب إسحاق فلما رأى أنه لم يستفد من إبراهيم شيئا، لقي إسحاق فقال: أين تعمد يا إسحاق قال: لحاجة إبراهيم قال: إن إبراهيم إنما يذهب بك ليذبحك فقال إسحاق: وما شأنه يذبحني وهل رأيت أحدا يذبح ابنه قال: يذبحك لله قال: فإن يذبحني لله أصبر والله لذلك أهل فلما رأى أنه لم يستفد من إسحاق شيئا جاء إلى سارة فقال: أين يذهب إسحاق قالت: ذهب مع إبراهيم لحاجته فقال: إنما ذهب به ليذبحه فقالت: وهل رأيت أحدا يذبح ابنه قال: يذبحه لله قالت: فإن ذبحه لله فإن إبراهيم وإسحاق لله والله لذلك أهل فلما رأى أنه لم يستفد منهما شيئا أتى الجمرة فانتفخ حتى سد الوادي ومع إبراهيم الملك فقال الملك: أرم يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل حصاة فأفرج له عن طريق ثم انطلق حتى أتى الجمرة الثانية فانتفخ حتى سد الوادي فقال له الملك: أرم يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فأفرج له عن الطريق ثم انطلق حتى أتى الجمرة الثالثة فانتفخ حتى سد الوادي عليه فقال له الملك: أرم يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل حصاة فأفرج له عن الطريق حتى أتى المنحر). [الدر المنثور: 12/444-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سميت تروية وعرفة لأن إبراهيم عليه السلام أتاه الوحي في منامه: أن يذبح ابنه فرأى في نفسه أمن الله هذا أم من الشيطان فأصبح صائما فلما كان ليلة عرفة أتاه الوحي فعرف أنه الحق من ربه فسميت عرفة). [الدر المنثور: 12/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر قال: لما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق ترك أمه سارة في مسجد الخيف وذهب بإسحاق معه فلما بلغ حيث أراد أن يذبحه قال إبراهيم لمن كان معه: استأخروا مني وأخذ بيد ابنه إسحاق فعزله فقال: يا بني {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} قال له إسحاق: يا أبت ربي أمرك قال إبراهيم: نعم يا إسحاق قال إسحاق: {افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (102) فلما أسلما} لأمر الله {وتله} قال إسحاق لأبيه: يا أبت أوثقتني لأطيش بك نودي {يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} وهبط عليه الكبش من ثبير وقد قيل: إنه ارتعى في الجنة أربعين سنة فلما كشف عن إسحاق دعا ربه ورغب إليه وحمده وأوحى إليه: أن أدع فإن دعاءك مستجاب فقال: اللهم من خرج من الدنيا لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة، قال ابن خاضر: إن إبراهيم كان قال لربه: يا رب أي ولدي أذبح فأوحى الرب إليه: أحبهما إليك). [الدر المنثور: 12/447-448] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه: أن داود قال: يا رب إن الناس يقولون رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا، فأوحى الله إليه: إن تلك بلية لم تصل إليك بعد، إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلا اختارني ووفى بجميع ما أمرته، وإن إسحاق جاد لي بنفسه، وأن يعقوب أخذت خاصته غيبته عنه طول الدهر فلم ييأس من روحي). [الدر المنثور: 12/448]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لهو البلاء المبين} يقول تعالى ذكره: إنّ أمرنا إيّاك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق، لهو البلاء، يقول: لهو الاختبار الّذي يبين لمن فكرّ فيه أنّه بلاءٌ شديدٌ ومحنةٌ عظيمةٌ وكان ابن زيدٍ يقول: البلاء في هذا الموضع الشّرّ وليس باختبارٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ هذا لهو البلاء المبين} قال: هذا في البلاء الّذي نزل به في أن يذبح ابنه {صدّقت الرّؤيا} ابتليت ببلاءٍ عظيمٍ أمرت أن تذبح ابنك، قال: وهذا من البلاء المكروه وهو الشّرّ وليس من بلاء الاختبار). [جامع البيان: 19/587]

تفسير قوله تعالى: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن قيسٍ، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله ابن عبّاسٍ أنّه قال: المفدىّ إسماعيل، وزعمت اليهود أنّه إسحاق، وكذبت اليهود). [الجامع في علوم القرآن: 1/50]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن مهدي، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}، قال: هو إسماعيل، والعظيم المتقبل). [الجامع في علوم القرآن: 1/133]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا رجل عن الحجاج بن أرطأة عن القاسم ابن أبي برة عن أبي الطفيل عن علي قال وفديناه بذبح عظيم قال هو إسحاق.
أنا عبد الله ابن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأحوص عن ابن مسعود قال هو إسحاق). [تفسير عبد الرزاق: 2/152]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وقال معمر قال الزهري في حديث كعب قال أوحي إلى إسحاق أن ادع فإن لك دعوة مستجابة). [تفسير عبد الرزاق: 2/152]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر أخبرني الحكم بن أبان عن القاسم بن أبي برة قال: قال إبراهيم لإسحاق اعجل علي يا بني لا يدخل الشيطان فيما بيننا). [تفسير عبد الرزاق: 2/152]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وقال الزهري في حديث كعب قال وقال إسحاق اللهم إني أدعوك أن تستجيب لي أيما عبد من الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك شيئا أن تدخله الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة قال ابن عباس سمع صوتا وقد أضجعه ليذبحه فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه فذبحه). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر فبلغني أنه كان من كباش الجنة قد رعى في الجنة أربعين خريفا قال ابن عباس وكان ذلك بمنى وقال كعب هو إسحاق وكان ذلك بالشام). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وفدينه بذبح عظيم قال متقبل والمفدى به إسماعيل). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {وفديناه بذبح عظيم} قال: الفداء إسماعيل والمتقبل العظيم [الآية: 107]). [تفسير الثوري: 253]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: العظيم: المتقبّل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ (107) وتركنا عليه في الآخرين (108) سلامٌ على إبراهيم (109) كذلك نجزي المحسنين (110) إنّه من عبادنا المؤمنين}.
وقوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} يقول: وفدينا إسحاق بذبحٍ عظيمٍ، والفدية: الجزاء، يقول: جزيناه بأن جعلنا مكان ذبحه ذبح كبشٍ عظيمٍ، وأنقذناه من الذّبح.
واختلف أهل التّأويل، في المفدي من الذّبح من ابني إبراهيم، فقال بعضهم: هو إسحاق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن مباركٍ، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسحاق.
- حدّثني الحسين بن يزيد الطّحان، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: الّذي أمر بذبحه إبراهيم هو إسحاق.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسحاق.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ: الذّبيح إسحاق.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن الحسن بن دينارٍ، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديثٍ ذكره، قال: هو إسحاق.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: افتخر رجلٌ عند ابن مسعودٍ، فقال: أنا فلانٌ ابن فلانٍ، ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد اللّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن المختار، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن الزّهريّ، عن العلاء بن جارية الثّقفيّ، عن أبي هريرة، عن كعبٍ، في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: من ابنه إسحاق.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: حدّثنا زكريّا، وشعبة، عن أبي إسحاق، عن مسروقٍ، في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسحاق.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبيد بن عميرٍ، قال: هو إسحاق.
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ، عن أبيه، قال: قال موسى: يا ربّ يقولون يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فبم قالوا ذلك؟ قال: إنّ إبراهيم لم يعدل بي شيئًا قطّ إلاّ اختارني عليه، وإنّ إسحاق جاد لي بالذّبح، وهو بغير ذلك أجود، وإنّ يعقوب كلّما زدته بلاءً زادني حسن ظنٍّ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ، عن أبيه، قال: قال موسى: أي ربّ بم أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما أعطيتهم؟ فذكر معنى حديث عمرو بن عليٍّ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن أبي سنانٍ الشّيبانيّ، عن ابن أبي الهذيل، قال: الذّبيح هو إسحاق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، أنّ عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثّقفيّ، أخبره أنّ كعبًا قال لأبي هريرة: ألا أخبرك عن إسحاق بن إبراهيم النّبيّ؟ قال أبو هريرة: بلى، قال كعبٌ: لمّا رأى إبراهيم ذبح إسحاق، قال الشّيطان: واللّه لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن أحدًا منهم أبدًا، فتمثّل الشّيطان لهم رجلاً يعرفونه، فأقبل حتّى إذا خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة امرأة إبراهيم، فقال لها: أين أصبح إبراهيم غاديًا بإسحاق، قالت سارة: غدا لبعض حاجته، قال الشّيطان: لا واللّه ما لذلك غدا به، قالت سارة: فلم غدا به؟ قال: غدا به ليذبحه قالت سارة: ليس من ذلك شيءٌ، لم يكن ليذبح ابنه قال الشّيطان: بلى واللّه قالت سارة: فلم يذبحه؟ قال: زعم أنّ ربّه أمره بذلك، قالت سارة: فهذا أحسن بأن يطيع ربّه إن كان أمره بذلك، فخرج الشّيطان من عند سارة حتّى أدرك إسحاق وهو يمشي على إثر أبيه، فقال: أين أصبح أبوك غاديًا بك؟ قال: غدا بي لبعض حاجته، قال الشّيطان: لا واللّه ما غدا بك لبعض حاجته، ولكن غدا بك ليذبحك، قال إسحاق: ما كان أبي ليذبحني قال: بلى؛ قال: لم؟ قال: زعم أنّ ربّه أمره بذلك؛ قال إسحاق: فواللّه لئن أمره بذلك ليطيعنّه، قال: فتركه الشّيطان وأسرع إلى إبراهيم، فقال: أين أصبحت غاديًا بابنك؟ قال: غدوت به لبعض حاجتي، قال: أما واللّه ما غدوت به إلاّ لتذبحه، قال: لم أذبحه؟ قال: زعمت أنّ ربّك أمرك بذلك؛ قال: اللّه فواللّه لئن كان أمرني بذلك ربّي لأفعلنّ؛ قال: فلمّا أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه وسلّم إسحاق، أعفاه اللّه وفداه بذبحٍ عظيمٍ، قال إبراهيم لإسحاق: قم أي بنيّ، فإنّ اللّه قد أعفاك؛ وأوحى اللّه إلى إسحاق: إنّي قد أعطيتك دعوةً استجبت لك فيها؛ قال إسحاق: اللّهمّ إنّي أدعوك أن تستجيب لي، أيّما عبدٌ لقيك من الأوّلين والآخرين لا يشرك بك شيئًا، فأدخله الجنّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكرٍ، عن محمّد بن مسلمٍ الزّهريّ، عن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثّقفيّ، حليف بني زهرة، عن أبي هريرة، عن كعب الأحبار أنّ الّذي أمر إبراهيم بذبحه من ابنيه إسحاق، وأنّ اللّه لمّا فرّج له ولابنه من البلاء العظيم الّذي كانا فيه، قال اللّه لإسحاق: إنّي قد أعطيتك بصبرك لأمري دعوةً أعطيك فيها ما سألت، فسلني، قال: ربّ أسألك أن لا تعذّب عبدًا من عبادك لقيك وهو يؤمن بك، فكانت تلك مسألته الّتي سأل.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن ابن سابطٍ، قال: هو إسحاق.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا سفيان بن عقبة، عن حمزة الزّيّات، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: قال يوسف للملك في وجهه: ترغب أن تأكل معي، وأنا واللّه يوسف بن يعقوب نبيّ اللّه، ابن إسحاق ذبيح اللّه، ابن إبراهيم خليل اللّه.
- قال: حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي سنانٍ، عن ابن أبي الهذيل، قال: قال يوسف للملك، فذكر نحوه.
وقال آخرون: الّذي فدي بالذّبح العظيم من بني إبراهيم: إسماعيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قالا: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن إسرائيل، عن ثويرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قال: الذّبيح: إسماعيل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني بيانٌ، عن الشّعبيّ، عن ابن عبّاسٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: إسماعيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو حمزة محمّد بن ميمونٍ السّكّريّ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إنّ الّذي أمر بذبحه إبراهيم إسماعيل.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عمّارٍ، مولى بني هاشمٍ، أو عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، قال: هو إسماعيل يعني {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، قال: قال ابن عبّاسٍ: هو إسماعيل.
- وحدّثني به يعقوب مرّةً أخرى، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: سئل داود بن أبي هندٍ: أيّ ابني إبراهيم الّذي أمر بذبحه؟ فزعم أنّ الشّعبيّ قال: قال ابن عبّاسٍ: هو إسماعيل.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن بيانٍ، عن الشّعبيّ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في الّذي فداه اللّه بذبحٍ عظيمٍ قال: هو إسماعيل.
- حدّثنا يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسماعيل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمر بن قيسٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، أنّه قال: المفدى إسماعيل، وزعمت اليهود أنّه إسحاق وكذبت اليهود.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن مباركٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ: الّذي فداه اللّه هو إسماعيل.
- حدّثنا ابن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا حجّاج، عن حمّادٍ، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ مثله.
- حدّثني إسحاق بن شاهينٍ، قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن داود، عن عامرٍ، قال: الّذي أراد إبراهيم ذبحه: إسماعيل.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، أنّه قال في هذه الآية {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسماعيل، قال: وكان قرنا الكبش منوطين بالكعبة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن الشّعبيّ، قال: الذّبيح إسماعيل.
- قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن الشّعبيّ، قال: رأيت قرني الكبش في الكعبة.
- قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، قال: هو إسماعيل.
- قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: هو إسماعيل.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: هو إسماعيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ، وهو يقول: إنّ الّذي أمر اللّه إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل، وإنّا لنجد ذلك في كتاب اللّه في قصّة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أنّ اللّه يقول، حين فرغ من قصّة المذبوح من ابني إبراهيم، قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} يقول: بشّرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابنٍ وابنٍ ابنٍ، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من اللّه الموعود ما وعده، وما الّذي أمر بذبحه إلاّ إسماعيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينارٍ وعمرو بن عبيدٍ، عن الحسن البصريّ أنّه كان لا يشكّ في ذلك أنّ الّذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم: إسماعيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: قال محمّد بن إسحاق: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ يقول ذلك كثيرًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلميّ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، أنّه حدّثهم أنّه، ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفةٌ، إذ كان معه بالشّام فقال له عمر: إنّ هذا لشيءٌ ما كنت أنظر فيه، وإنّي لأراه كما قلت؛ ثمّ أرسل إلى رجلٍ كان عنده بالشّام كان يهوديًّا، فأسلم فحسن إسلامه، وكان يرى أنّه من علماء اليهود، فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك فقال محمّد بن كعبٍ: وأنا عند عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: أيّ ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل واللّه يا أمير المؤمنين، وإنّ اليهود لتعلم بذلك، ولكنّهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الّذي كان من أمر اللّه فيه، والفضل الّذي ذكره اللّه منه لصبره لما أمر به، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنّه إسحاق، لأنّ إسحاق أبوهم، فاللّه أعلم أيّهما كان، كلٌّ قد كان طاهرًا طيّبًا مطيعًا لربّه.
- حدّثني محمّد بن عمّارٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال: حدّثنا عمر بن عبد الرّحيم الخطّابيّ، عن عبد اللّه بن محمّد العتبيّ، من ولد عتبة بن أبي سفيان، عن أبيه، قال: حدّثني عبد اللّه بن سعدٍ، عن الصنابحيّ، قال: كنّا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا الذّبيح إسماعيل أو إسحاق، فقال: على الخبير سقطتم: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجاءه رجلٌ، فقال: يا رسول اللّه عد عليّ ممّا أفاء اللّه عليك يا ابن الذّبيحين؛ فضحك عليه الصّلاة والسّلام؛ فقيل له: يا أمير المؤمنين، وما الذّبيحان؟ فقال: إنّ عبد المطّلب لمّا أمر بحفر زمزم، نذر للّه لئن سهّل عليه أمرها ليذبحنّ أحد ولده، قال: فخرج السّهم على عبد اللّه، فمنعه أخواله، وقالوا: افد ابنك بمائةٍ من الإبل، ففداه بمائةٍ من الإبل، وإسماعيل الثّاني.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن ابن أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: الّذي فدي به إسماعيل.
ويعني تعالى ذكره الكبش الّذي فدي به إسحاق، والعرب تقول لكلّ ما أعدّ للذّبح: ذبحٌ، وأمّا الذّبح بفتح الذّال فهو الفعل.
قال أبو جعفرٍ: وأولى القولين بالصّواب في المفدى من ابني إبراهيم خليل الرّحمن على ظاهر التّنزيل قول من قال: هو إسحاق، لأنّ اللّه قال: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} فذكر أنّه فدى الغلام الحليم الّذي بشّر به إبراهيم حين سأله أن يهب له ولدًا صالحًا من الصّالحين، فقال: {ربّ هب لي من الصّالحين} فإذ كان المفدى بالذّبح من ابنيه هو المبشّر به، وكان اللّه تبارك اسمه قد بيّن في كتابه أنّ الّذي بشّر به هو إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فقال جلّ ثناؤه: {فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وكان في كلّ موضعٍ من القرآن ذكر تبشيره إيّاه بولدٍ، فإنّما هو معنيٌّ به إسحاق، كان بيّنًا أنّ تبشيره إيّاه بقوله: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ} في هذا الموضع نحو سائر أخباره في غيره من آيات القرآن.
وبعد: فإنّ اللّه أخبر جلّ ثناؤه في هذه الآية عن خليله أنّه بشّره بالغلام الحليم عن مسألته إيّاه أن يهب له ولدًا من الصّالحين، ومعلومٌ أنّه لم يسأله ذلك إلاّ في حالٍ لم يكن له فيه ولدٌ من الصّالحين، لأنّه لم يكن له من ابنيه إلاّ إمام الصّالحين، وغير موهومٍ منه أن يكون سأل ربّه في هبة ما قد كان أعطاه ووهبه له فإذ كان ذلك كذلك فمعلومٌ أنّ الّذي ذكر تعالى ذكره في هذا الموضع هو الّذي ذكر في سائر القرآن أنّه بشّره به وذلك لا شكّ أنّه إسحاق، إذ كان المفدى هو المبشّر به.
وأمّا الّذي اعتلّ به من اعتلّ في أنّه إسماعيل، أنّ اللّه قد كان وعد إبراهيم أن يكون له من إسحاق ابن ابنٍ، فلم يكن جائزًا أن يأمره بذبحه مع الوعد الّذي قد تقدّم؛ فإنّ اللّه إنّما أمره بذبحه بعد أن بلغ معه السّعي، وتلك حالٌ غير منكرٍ أن يكون قد ولد لإسحاق فيها أولادٌ، فكيف الواحد؟
وأمّا اعتلال من اعتلّ بأن اللّه أتبع قصّة المفدى من ولد إبراهيم بقوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا}.
ولو كان المفدى هو إسحاق لم يبشّر به بعد، وقد ولد وبلغ معه السّعي، فإنّ البشارة بنبوّة إسحاق من اللّه فيما جاءت به الأخبار جاءت إبراهيم وإسحاق بعد أن فدي تكرمةً من اللّه له على صبره لأمر ربّه فيما امتحنه به من الذّبح، وقد تقدّمت الرّواية قبل عمّن قال ذلك.
وأمّا اعتلال من اعتلّ بأنّ قرن الكبش كان معلّقًا في الكعبة فغير مستحيلٍ أن يكون حمل من الشّام إلى مكّة وقد روي عن جماعةٍ من أهل العلم أنّ إبراهيم إنّما أمر بذبح ابنه إسحاق بالشّام، وبها أراد ذبحه.
واختلف أهل العلم في الذّبح الّذي فدي به إسحاق، فقال بعضهم: كان كبشًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: كبشٌ أبيض أقرن أعين مربوطٌ بسمرٍ في ثبيرٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن جريجٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عبّاسٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: كبشٌ قال عبيد بن عميرٍ: ذبح بالمقام، وقال مجاهدٌ: ذبح بمنًى في المنحر
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن خثيمٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: الكبش الّذي ذبحه إبراهيم هو الكبش الّذي قرّبه ابن آدم فتقبّل منه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا سيّار، عن عكرمة، أنّ ابن عبّاسٍ كان أفتى الّذي جعل عليه أن ينحر نفسه، فأمره بمئةٍ من الإبل، قال: فقال ابن عبّاسٍ بعد ذلك: لو كنت أفتيته بكبشٍ لأجزأه أن يذبح كبشًا، فإنّ الله قال في كتابه: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: ذبح كبشٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: قال ابن عبّاسٍ: التفت فإذا كبشٌ، فأخذه فذبحه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: كان الكبش الّذي ذبحه إبراهيم رعى في الجنّة أربعين سنةً، وكان كبشًا أملح، صوفه مثل العهن الأحمر.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: بكبشٍ.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا ليثٌ، قال: قال مجاهدٌ: الذّبح العظيم: شاةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {بذبحٍ عظيمٍ} قال: بكبشٍ.
- حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: الذّبح: الكبش.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: التفت يعني إبراهيم فإذا بكبشٍ، فأخذوه وخلّى عن ابنه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: الذّبح العظيم: الكبش الّذي فدى اللّه به إسحاق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينارٍ، عن قتادة بن دعامة، عن جعفر بن إياسٍ، عن عبد اللّه بن العبّاس، في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: خرج عليه كبشٌ من الجنّة قد رعاها قبل ذلك أربعين خريفًا، فأرسل إبراهيم ابنه واتّبع الكبش، فأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصياتٍ، فأفلته عنده، فجاء الجمرة الوسطى، فأخرجه عندها، فرماه بسبع حصياتٍ، ثمّ أفلته فأدركه عند الجمرة الكبرى، فرماه بسبع حصياتٍ، فأخرجه عندها، ثمّ أخذه فأتى به المنحر من منًى، فذبحه؛ فوالّذي نفس ابن عبّاسٍ بيده، لقد كان أوّل الإسلام، وإنّ رأس الكبش لمعلّقٌ بقرنيه عند ميزاب الكعبة قد وخش، يعني يبس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال ابن إسحاق: ويزعم أهل الكتاب الأوّل وكثيرٌ من العلماء أنّ ذبيحة إبراهيم الّتي فدى بها ابنه كبشٌ أملح أقرن أعين.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: بكبشٍ.
وقال آخرون: كان الذّبح وعلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: كان وعلاً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن، أنّه كان يقول: ما فدي إسماعيل إلاّ بتيسٍ من الأرويّ أهبط عليه من ثبيرٍ.
واختلف أهل التّأويل في السّبب الّذي من أجله قيل للذّبح الّذي فدي به إسحاق عظيمٌ، فقال بعضهم: قيل ذلك كذلك، لأنّه كان رعى في الجنّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن عبد اللّه بن عيسى، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: رعى في الجنّة أربعين خريفًا.
وقال آخرون: قيل له عظيمٌ، لأنّه كان ذبحًا متقبّلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {عظيمٍ} قال: متقبّلٍ.
- حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: العظيم: المتقبّل.
- حدّثنا ابن سنانٍ، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا ابن جريجٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: سليمٍ متقبّلٍ.
وقال آخرون: قيل له عظيمٌ، لأنّه ذبحٌ ذبح بالحقّ، وذلك ذبحه بدين إبراهيم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن، أنّه كان يقول: ما يقول اللّه {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} لذبيحته الّتي ذبح فقط، ولكنّه الذّبح على دينه، فتلك السّنّة إلى يوم القيامة، فاعلموا أنّ الذّبيحة تدفع ميتة السّوء، فضحّوا عباد اللّه.
قال أبو جعفرٍ: ولا قول في ذلك أصحّ ممّا قال اللّه جلّ ثناؤه، وهو أن يقال: فداه اللّه بذبحٍ عظيمٍ، وذلك أنّ اللّه عمّ وصفه إيّاه بالعظم دون تخصيصه، فهو كما عمّه به). [جامع البيان: 19/587-605]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وفديناه بذبح عظيم قال بكبش متقبل). [تفسير مجاهد: 545]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن المثنّى العنبريّ، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل بن عبّادٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] قال: " من شيعة نوحٍ إبراهيم على منهاجه وسنّته بلغ معه السّعي شبّ حتّى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلمّا أسلما ما أمرا به وتلّه للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ اربط يديّ إلى رقبتي، ثمّ ضع وجهي على الأرض فلمّا أدخل يده ليذبحه فلم يحكّ المدية حتّى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] فأمسك يده ورفع قوله {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] بكبشٍ عظيمٍ متقبّلٍ «وزعم ابن عبّاسٍ أنّ الذّبيح إسماعيل» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/468] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] يأتي في فضل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إن شاء اللّه). [مجمع الزوائد: 7/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم من طريق عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال: المفدى إسماعيل وزعمت اليهود إنه إسحاق، وكذبت اليهود). [الدر المنثور: 12/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه من طريق الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الذبيح إسماعيل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/433-434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق مجاهد ويوسف بن ماهك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الذبيح إسماعيل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير من طريق يوسف بن مهران وأبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الذبيح إسماعيل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير قالا: الذي أراد إبراهيم عليه السلام ذبحه إسماعيل عليه السلام.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي ومجاهد والحسن ويوسف بن مهران ومحمد بن كعب القرظي، مثله). [الدر المنثور: 12/434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وفديناه بذبح عظيم} قال: إسماعيل ذبح عنه إبراهيم الكبش). [الدر المنثور: 12/434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والآمدي في مغازيه والخلعي في فوائده والحاكم، وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن سعيد الصنايجي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق أيهما الذبيح فقال معاوية: سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه إعرابي فقال: يا رسول الله خلفت الكلأ يابسا والماء عابسا هلك العيال وضاع المال فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه فقال القوم: من الذبيحان يا أمير المؤمنين قال: إن عبد المطلب لما حفر زمزم نذر لله أن سهل حفرها أن ينحر بعض ولده فلما فرغ أسهم بينهم وكانوا عشرة فخرج السهم على عبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا: أرض ربك وأفد ابنك، ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح وإسماعيل الثاني). [الدر المنثور: 12/434-435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والحاكم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل وإنا لنجد ذلك في كتاب الله وذلك أن الله يقول حين فرغ من قصة المذبوح {وبشرناه بإسحاق} وقال (فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) (هود الآية 71) بابن، وابن ابن فلم يكن يأمر بذبح إسحاق وله فيه موعود بما وعده وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). [الدر المنثور: 12/435-436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال سألت خوات بن جبير رضي الله عنه عن ذبيح الله قال: إسماعيل عليه السلام لما بلغ سبع سنين رأى إبراهيم عليه السلام في النوم في منزله بالشام أن يذبحه فركب إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه فأخذ بيديه ومضى به لما أمر به وجاء الشيطان في صورة رجل يعرفه فذبح طرفي حلقه فإذا هو نحر في نحاس فشحذ الشفرة مرتين أو ثلاثا بالحجر ولا تحز قال إبراهيم: إن هذا الأمر من الله فرفع رأسه فإذا هو بوعل واقف بين يديه فقال إبراهيم: قم يا بني قد نزل فداؤك فذبحه هناك بمنى). [الدر المنثور: 12/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي من طريق عطاء بن يسار رضي الله عنه عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد والحسن رضي الله عنهما قال: الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق الفرزدق الشاعر قال: رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: إن الذي أمر بذبحه إسماعيل). [الدر المنثور: 12/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن محمد بن كعب رضي الله عنه، أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أرسل إلى رجل كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه وكان من علمائهم فسأله: أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال: إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وأن اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب). [الدر المنثور: 12/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال نبي الله داود: يا رب أسمع الناس يقولون رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب فأجعلني رابعا قال: إن إبراهيم ألقي في النار فصبر من أجلي وإن إسحاق جاد لي بنفسه وأن يعقوب غاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك) ). [الدر المنثور: 12/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: قال موسى عليه السلام: يا رب يقولون يا رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب لأي شيء يقولون ذلك قال: لأن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلا إختارني عليه وإن إسحاق جاد لي بنفسه فهو على ما سواه أجود وأما يعقوب فما ابتليت ببلاء إلا ازداد بي حسن الظن). [الدر المنثور: 12/437-438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن داود سأل ربه مسأله فقال: اجعلني مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب فأوحى الله إليه أني: ابتليت إبراهيم بالنار فصبر وابتليت إسحاق بالذبح فصبر وابتليت يعقوب فصبر) ). [الدر المنثور: 12/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني في الأفراد والديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن بهار وكانت له صحبة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إسحاق ذبيح). [الدر المنثور: 12/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن أبي الأحوص قال: فاخر أسماء بن خارجة عند ابن مسعود فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام فقال ابن مسعود رضي الله عنه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله). [الدر المنثور: 12/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله). [الدر المنثور: 12/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لأمتي ولولا الذي سبقني إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له: يا أبا إسحاق سل تعطيه قال: أما والله لا تعجلها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا قد أحسن فأغفر له). [الدر المنثور: 12/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن كعب رضي الله عنه، أنه قال لأبي هريرة: ألا أخبرك عن إسحاق قال: بلى، قال: رأى إبراهيم أن يذبح إسحاق قال الشيطان: والله لئن لم أفتن عند هذه آل إبراهيم لا أفتن أحدا منهم أبدا فتمثل الشيطان رجلا يعرفونه فأقبل حتى خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة فقال: أين أصبح إبراهيم غاديا بإسحاق قالت: لبعض حاجته قال: لا والله قالت: فلم غدا قال: ليذبحه قالت: لم يكن ليذبح ابنه قال: بلى والله قالت سارة: فلم يذبحه قال: زعم أن ربه أمره بذلك قالت: قد أحسن أن يطيع ربه إن كان أمره بذلك، فخرج الشيطان فأدرك إسحاق وهو يمشي على أثر أبيه قال: أين أصبح أبوك غاديا قال: لبعض حاجته قال: لا والله بل غدا بك ليذبحك قال: ما كان أبي ليذبحني قال: بلى قال: لم قال: زعم إن الله أمره بذلك قال إسحاق: فوالله لئن أمره ليطيعنه، فتركه الشيطان وأسرع إلى إبراهيم فقال أين أصبحت غاديا بابنك قال: لبعض حاجتي قال: لا والله ما غدوت به إلا لتذبحه، قال: ولم أذبحه قال: زعمت أن الله أمرك بذلك فقال: والله لئن كان الله أمرني لأفعلن، قال فتركه ويئس أن يطاع فلما أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه وسلم إسحاق عافاه الله وفداه بذبح عظيم، فقال: قم أي بني فإن الله قد عافاك فأوحى الله إلى إسحاق: إني قد أعطيتك دعوة أستجيب لك فيها قال: فإني أدعوك أن تستجيب لي، أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة). [الدر المنثور: 12/339-440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن أبي الهذيل وأبي ميسرة، وابن سابط قالوا: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: لما رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ذبح إسحاق سار به من منزله إلى المنحر بمنى مسيرة شهر في غداة واحدة فلما صرف عنه الذبح وأمر بذبح الكبش ذبحه ثم راح به وراحا إلى منزله في عشية واحدة مسيرة شهر طويت له الأودية والجبال). [الدر المنثور: 12/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: رأى إبراهيم عليه السلام في المنام، أن يذبح إسحاق). [الدر المنثور: 12/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مسروق رضي الله عنه قال: الذبيح إسحاق). [الدر المنثور: 12/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه في قوله {وفديناه بذبح عظيم} قال: كبش أبيض أعين أقرن قد ربط بسمرة في أصل ثبير). [الدر المنثور: 12/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفديناه بذبح عظيم} قال: كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفا). [الدر المنثور: 12/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن علي بن أبي طالب قال: هبط الكبش الذي فدى ابن إبراهيم من هذه الخيبة على يسار الجمرة الوسطى). [الدر المنثور: 12/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي التي ذبح عليها إبراهيم عليه السلام فدى ابنه إسحاق هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه وكان مخزونا في الجنة حتى فدي به إسحاق عليه السلام). [الدر المنثور: 12/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبيهقي في "سننه" عن امرأة من بني سليم قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة فسألت عثمان لما دعاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: قال إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت الكعبة فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلين). [الدر المنثور: 12/450-451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فدى الله إسماعيل عليه السلام بكبشين أملحين أقرنين أعينين). [الدر المنثور: 12/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وفديناه بذبح عظيم} قال: بكبش متقبل). [الدر المنثور: 12/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البغوي عن عطاء بن السائب رضي الله عنه قال: كنت قاعدا بالمنحر مع رجل من قريش فحدثني القرشي قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إن الكبش الذي نزل على إبراهيم في هذا المكان). [الدر المنثور: 12/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفديناه بذبح عظيم} قال: خرج عليه كبش من الجنة وقد رعاها قبل ذلك أربعين خريفا فأرسل إبراهيم عليه السلام ابنه واتبع الكبش فأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات فأفلته عنده فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ثم أفلته عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ثم أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه). [الدر المنثور: 12/451-452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: كان اسم كبش إبراهيم، جرير). [الدر المنثور: 12/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال له رجل: نذرت لأنحرن نفسي فقال ابن عباس رضي الله عنهما (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الأحزاب 21) ثم تلا {وفديناه بذبح عظيم} فأمره بكبش فذبحه). [الدر المنثور: 12/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من نذر أن يذبح نفسه فليذبح كبشا ثم تلا (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ). [الدر المنثور: 12/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه لما فدى الله إسحاق من الذبح أتاه جبريل عليه السلام فقال: يا إسحاق إنه لم يصبر أحد من الأولين والآخرين يشهد أن لا إله إلا الله فاغفر له، سبقني أخي إسحاق عليه السلام إلى الدعوة). [الدر المنثور: 12/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: قلت لابن المسيب {وفديناه بذبح عظيم} هو إسحاق قال معاذ الله، ولكنه إسماعيل عليه السلام فثوب بصبره إسحاق). [الدر المنثور: 12/453]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتركنا عليه في الآخرين} يقول تعالى ذكره: وأبقينا عليه فيمن بعده إلى يوم القيامة ثناءً حسنًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وتركنا عليه في الآخرين} قال: أبقى اللّه عليه الثّناء الحسن في الآخرين.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} قال: سأل إبراهيم، فقال: {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} قال: فترك اللّه عليه الثّناء الحسن في الآخرين، كما ترك الثّناء السّوء على فرعون وأشباهه، كذلك ترك اللّسان الصّدق والثّناء الصّالح على هؤلاء.
وقيل: معنى ذلك: وتركنا عليه في الآخرين السّلام، وهو قوله: {سلاّمٌ على إبراهيم}.
وذلك قولٌ يروى عن ابن عبّاسٍ تركنا ذكره لأنّ في إسناده من لم نستجز ذكره؛ وقد ذكرنا الأخبار المرويّة في قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} فيما مضى قبل.
وقيل: معنى ذلك: وتركنا عليه في الآخرين أن يقال: سلاّمٌ على إبراهيم). [جامع البيان: 19/605-606]

تفسير قوله تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سلاّمٌ على إبراهيم} يقول تعالى ذكره: أمنةٌ من اللّه في الأرض لإبراهيم أن لا يذكر من بعده إلاّ بالجميل من الذّكر). [جامع البيان: 19/606]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذلك نجزي المحسنين} يقول: كما جزينا إبراهيم على طاعته إيّانا وإحسانه في الانتهاء إلى أمرنا، كذلك نجزي المحسنين). [جامع البيان: 19/606]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّه من عبادنا المؤمنين} يقول: إنّ إبراهيم من عبادنا المخلصين لنا الإيمان). [جامع البيان: 19/606]

تفسير قوله تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين قال بعد الذي كان من أمره). [تفسير عبد الرزاق: 2/154]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين (112) وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: وبشّرنا إبراهيم بإسحاق نبيًّا شكرًا له على إحسانه وطاعته.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بشّر به بعد ذلك نبيًّا، بعدما كان هذا من أمره لمّا جاد للّه بنفسه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ: الذّبيح إسحاق؛ قال: وقوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال بشّر بنبوّته قال: وقوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا}، قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب اللّه له نبوّته.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت داود، يحدّث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: إنّما بشّره به نبيًّا حين فداه من الذّبح، ولم تكن البشارة بالنّبوّة عند مولده.
- حدّثني الحسين بن يزيد الطّحّان، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} قال: إنّما بشّر بالنّبوّة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بشّر إبراهيم بإسحاق.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بنبوّته.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ضرارٍ، عن شيخٍ من أهل المسجد، قال: بشّر إبراهيم لسبع عشرة ومائة سنةٍ). [جامع البيان: 19/607-608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 112 - 122.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} قال: إنما بشر به نبيا حين فداه الله من الذبح ولم تكن البشارة بالنبوة حين مولده). [الدر المنثور: 12/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وبشرناه بإسحاق} قال: بشرى نبوة، بشر به مرتين حين ولد، وحين نبئ). [الدر المنثور: 12/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: قلت لابن المسيب {وفديناه بذبح عظيم} هو إسحاق قال معاذ الله، ولكنه إسماعيل عليه السلام فثوب بصبره إسحاق). [الدر المنثور: 12/453] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وبشرناه بإسحاق نبيا} قال: بشر به بعد ذلك نبيا، بعدما كان هذا من أمره لما جاد لله بنفسه {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} أي مؤمن وكافر، وفي قوله {ولقد مننا على موسى وهارون (114) ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم} أي من آل فرعون {وآتيناهما الكتاب المستبين} قال: التوراة {وهديناهما الصراط المستقيم} قال: الإسلام {وتركنا عليهما في الآخرين} قال: أبقى الله عليهما الثناء الحسن في الآخرين). [الدر المنثور: 12/453-454]

تفسير قوله تعالى: (وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وباركنا عليه وعلى إسحاق} يقول تعالى ذكره: وباركنا على إبراهيم وعلى إسحاق {ومن ذرّيّتهما محسنٌ} يعني بالمحسن: المؤمن المطيع للّه المحسن في طاعته إيّاه {وظالمٌ لنفسه مبينٌ} ويعني بالظّالم لنفسه: الكافر باللّه، الجالب على نفسه بكفره عذاب اللّه وأليم عقابه {مبينٌ}: يعني الّذي قد أبان ظلمه نفسه بكفره باللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ} قال: المحسن: المطيع للّه، والظّالم لنفسه: العاصي للّه). [جامع البيان: 19/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وبشرناه بإسحاق نبيا} قال: بشر به بعد ذلك نبيا، بعدما كان هذا من أمره لما جاد لله بنفسه {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} أي مؤمن وكافر، وفي قوله {ولقد مننا على موسى وهارون (114) ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم} أي من آل فرعون {وآتيناهما الكتاب المستبين} قال: التوراة {وهديناهما الصراط المستقيم} قال: الإسلام {وتركنا عليهما في الآخرين} قال: أبقى الله عليهما الثناء الحسن في الآخرين). [الدر المنثور: 12/453-454]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:21 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} [الصافات: 99] الطّريق، يعني: الهجرة، هاجر من أرض العراق إلى أرض الشّام.
قال قتادة: وكان يقال أنّ الشّام عماد دار الهجرة.
- هشامٌ، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، فخيار أهل الأرض على مهاجر إبراهيم حتّى لا يبقى على ظهرها إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس اللّه، وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير».
قال: {ربّ هب لي من الصّالحين} [الصافات: 100] قال: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ {101} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)


: (وقوله جل وعز: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين} : هاجر إلى الأرض المقدسة). [معاني القرآن: 6/46]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هب لي من الصّالحين...}
ولم يقل: صالحاً، فهذا بمنزلة قوله: ادن , فأصب من الطعام، وهو كثير: يجتزأ بمن عن المضمر؛ كما قال الله:{وكانوا فيه من الزّاهدين}, ولم يقل: زاهدين من الزاهدين.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ هب لي من الصّالحين (100)}
يقول: هب لي ولدا صالحا من الصالحين.). [معاني القرآن: 4/310]

تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بغلامٍ حليمٍ...}
يريد: في كبره.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فبشّرناه بغلام حليم (101)}
وهذه البشارة : تدل على أنه غلام , وأنه يبقى حتى يوصف بالحلم.). [معاني القرآن: 4/310]

تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي} [الصافات: 102] تفسير مجاهدٍ: أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشّدّ وشبّ.
وتفسير الحسن: بلغ معه سعي العمل، يعني: قيام الحجّة.
وقال السّدّيّ: يعني: المشي.
{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} [الصافات: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فلمّا بلغ معه السّعي...}


يقول: أطاق أن يعينه على عمله , وسعيه.
وكان إسماعيل يومئذٍ ابن ثلاث عشرة: {فانظر ماذا ترى} , وتقرأ {تري}...
- حدثني هشيم , عن مغيرة, عن إبراهيم : أنه قرأ :{فانظر ماذا تري}
- وحدثني حفص بن غياث, عن الأعمش , عن عمارة بن عمير , عن الأسود أنه قرأها : (ترى) , وأنّ يحيى بن وثّابٍ قرأها : (تري) , وقد رفع : (تري) إلى عبد الله بن مسعود .
- وحدثني قيس عن مغيرة , عن إبراهيم قال : ({فانظر ماذا تري}: تشير، و{ماذا ترى}: تأمر) .
قال أبو زكريا: وأرى - والله أعلم - أنه لم يستشره في أمر الله، ولكنه قال: فانظر ما تريني من صبرك , أو جزعك، فقال:{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} , وقد يكون أن يطلع ابنه على ما أمر به لينظر ما رأيه , وهو ماضٍ على ما أمر به). [معاني القرآن: 2/389-390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فلمّا بلغ معه السّعي }.
أي: أدرك ما أن يسعى على أهله أدرك , وأعانه.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بلغ معه السعي}: أي أدرك السعي معه على أهله).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا بلغ معه السّعي}: أي: بلغ أن ينصرف معه ويعينه، {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} :أي: سأذبحك.


ولم يرد - فيما يرى أهل النظر - أنه ذبحه في المنام, ولكنه أمر في المنام بذبحه, فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.


ومثل هذا: رجل رأى في المنام أنه يؤذن - والأذان دليل الحج - , فقال: إني رأيت في المنام أني أحج، أي: سأحج.
وقوله: {يا أبت افعل ما تؤمر}, دليل على أنه أمر بذلك في المنام.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسعي: المشي، قال الله تعالى: {فلمّا بلغ معه السّعي}، يعني المشي، ويقال: المعاونة له على أمره). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين (102)}


أي: أدرك معه العمل، يقال: إنّه قد بلغ في ذلك الوقت، ثلاث عشرة سنة.


{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى} تقرأ غير مماله، و (ترى) ممالة، و (تري) بلا إمالة، وتري بالإمالة .
و(ماذا ترى) ففيها خمسة أوجه:
ترى بالفتح وبالكسر, وكذلك في تري وترى.
وفيها خمسة أوجه أخر , لم يقرأ بشيء منها، فلا تقرأنّ بها، وهو أن تأتي الخمسة التي ذكرناها ممالة , وغير ممالة بغير همز فتهمزها كلها.
فما كان ممالا همز وأمال، وما لم يكن ممالا أمال , ولم يهمز.
ويجوز ماذا ترأى ممال, وماذا ترئي، وماذا ترأى، وماذا ترى , وماذا ترى.
فمعنى ماذا ترأى, وترئي : من الرأي، ومعنى ماذا ترى : ماذا تشير.
وزعم الفراء : أن معناه ماذا تريني من صبرك، ولا أعلم أحدا قال هذا, وفي كل التفسير : ما تري, ما تشير.
قال: {يا أبت افعل ما تومر}
ورؤية الأنبياء في المنام وحي بمنزلة الوحي إليهم في اليقظة.
وقد فسّرنا يا أبه، وإعرابه فيما سلف من الكتاب.
{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين}:يقول على أمر اللّه.). [معاني القرآن: 4/310-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
قال مجاهد: (بلغ معه السعي, أي: العمل , أي: شب) .
وقال غيره: بلغ ثلاث عشرة سنة .
{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
أي : إني أرى في المنام أني سأذبحك.
أي : أمرت بهذا في المنام , وجعل علامة إذا رأيت ذلك أن أذبحك
ويقرأ : ماذا تري من الصبر , قال أبو إسحاق: لم يقل هذا أحد غيره , وإنما قال العلماء : المعنى : ماذا تشير .
وقد روي في الذبيح أحاديث , عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال بعض أهل العلم الدليل على أنه إسماعيل : أن إسماعيل كان بمكة , وكان الذبح بمنى , وهذا لا يلزم , روي عن ابن عباس أنه قال : (كان الذبح بالشام) .
وقال عبيد بن عمير : كان بالشام, وإن كان مجاهد قد قال: (كان بمنى) .
وقال بعضهم في القرآن : ما يدل على أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم , قال الله عز وجل: {فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}
فدل بهذا على أن إسحاق سيعيش حتى يولد له, فكيف يؤمر بذبحه ؟!.
قال أبو جعفر : وهذا أيضا لا يثبت حجة ؛ لأنه يجوز أن يؤمر بذبحه , وقد علم أنه يولد له ؛ لأنه يجوز أن يحييه الله جل وعز بعد ذلك.).[معاني القرآن: 6/48-50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}: بلغ أن ينصرف معه , ويعينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ}: أدرك.). [العمدة في غريب القرآن: 256]



تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلمّا أسلما} [الصافات: 103] أسلم إبراهيم نفسه ليذبح ابنه، وأسلم ابنه وجهه للّه ليذبحه أبوه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/838]
{وتلّه للجبين} [الصافات: 103] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وكبّه للقبلة ليذبحه.
وتفسير الحسن: أضجعه ليذبحه وأخذ الشّفرة.
وقال قتادة: وذلك عند جمرة الوسطى.
- قال يحيى: حدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: عند الجمرة الوسطى تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، قال: يا أبت، إنّه ليس لي ثوبٌ تكفّنني فيه غير هذا فاخلعه حتّى تكفّنني فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...}
يقول: أسلما , أي: فوّضا وأطاعا , وفي قراءة عبد الله : {سلّما}, يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي: فأرض به.

وقد قال :{افعل ما تؤمر}, ولم يقل (به) كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله: {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}, ويقال أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه}.
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا} وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت} ,وفي موضع آخر {وفتحت} , وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله :{فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية} , وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): { فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي: صرعه, وللوجه جبينان , والجبهة بينهما , قال ساعدة بني جوءية الهذلي:
= وطلّ تليلاً للجبين) [مجاز القرآن: 2/171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين}
وقال: {وتلّه للجبين} , كما تقول: "أكبّه لوجهه", و"أكببته لوجهه" ؛ لأنه في المعنى شبه "أقصيته"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وتله للجبين}: صرعه). [غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا أسلما}: أي استسلما لأمر اللّه, و«سلما» مثله .
{وتلّه للجبين}، أي: صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض, وهما جبينان , والجبهة بينهما, وهي: ما أصاب الأرض في السجود.). [تفسير غريب القرآن: 373]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها. وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين (103)}

أسلما : استسلما لأمر اللّه؛ رضي إبراهيم بأن يذبح ابنه، ورضي ابنه بأن يذبح ؛ تصديقا للرؤيا , وطاعة للّه.

واختلف الناس في الذي أمر بذبحه من كان، فقال قوم: إسحاق, وقال قوم: إسماعيل. فأمّا من قال إنه: (إسحاق)، فعليّ رحمة اللّه عليه , وابن مسعود , وكعب الأحبار، وجماعة من التابعين.

وأما من قال إنه: (إسماعيل), فابن عمر , ومحمد بن كعب القرظي , وسعيد بن المسيب , وجماعة من التابعين.
وحجة من قال إنه إسماعيل قوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيّا من الصّالحين (112)}
وحجة من قال إنّه إسحاق، قال: كانت في إسحاق بشارتان الأولى : فبشرناه بغلام حليم.
فلما استسلم للذبح , واستسلم إبراهيم لذبحه : بشر به نبيّا من الصالحين.
والقول فيهما كثير , واللّه أعلم أيهما كان الذبيح.
فأمّا جواب {فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي : صرعه, فقد اختلف الناس فيه:-
فقال قوم : جوابه :{وناديناه}, والواو زائدة.
وقال قوم : إن الجواب محذوف بأن في الكلام دليلا عليه.
المعنى : فلما فعل ذلك سعد , وأتاه اللّه نبوة ولده , وأجزل له الثواب في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما أسلما وتله للجبين}
قال مجاهد : (أي : سلما لأمر الله جل وعز) .
قال أبو جعفر : وفي حرف عبد الله بن مسعود : {فلما سلما} .
يقال : سلم إذا أعطى بيده , ورضي .
ثم قال تعالى: {وتله للجبين}: أي: صرعه , وهما جبينان بين هما الجبهة .
وجواب لما عند البصريين محذوف , كأنه قال سعد , والواو عند الكوفيين زائدة , كأنه قال: {ناديناه}.). [معاني القرآن: 6/50-51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَتَلَّهُ}: أي: صرعه على جبينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتَلَّهُ}: صرعه.). [العمدة في غريب القرآن: 256]







تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...} يقول: أسلما , أي: فوّضا , وأطاعا .
وفي قراءة عبد الله {سلّما}: (يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي : فأرض به).
وقد قال: {افعل ما تؤمر}, ولم يقل به كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله : {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}
ويقال: أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه} .
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا}, وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت}, وفي موضع آخر {وفتحت}, وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله : {فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية}, وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا , أي صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها.
وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)







تفسير قوله تعالى:{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] وهذا وحي مشافهةٍ من الملك، ناداه به الملك من عند اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)



: ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا .



أي : صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373] (م)





تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هذا لهو البلاء المبين {106}} [الصافات: 106] النّعمة البيّنة عليك منّ اللّه إذ لم تذبح ابنك). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)



: ({إنّ هذا لهو البلاء المبين}: أي: الاختبار العظيم.).



[تفسير غريب القرآن: 373]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل البلاء: الاختبار، قال الله جل وعلا: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} ، أي: اختبروهم.
وقال: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}، يعني: ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه، صلوات الله عليهما). [تأويل مشكل القرآن: 469] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)






: ({الْبَلَاء الْمُبِينُ}: أي: الاختبار العظيم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]




تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، قال: متقبّلٍ، وهو إسماعيل.
- حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبشٍ أبيض، أعين، أقرن، فذبحه.
حمّادٌ، عن المبارك، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ قال العبّاس بن عبد المطّلب: أنّ الّذي فدى إسحاق.
- حمّادٌ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ابن إبراهيم الّذي أراد ذبحه هو إسحاق.
الخليل بن مرّة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هو إسحاق.
وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: وأبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن.
وقال الحسن: وسنّ يفتدى بها إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)



: (وقوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ...}



والذّبح : الكبش , وكلّ ما أعددته للذبح , فهو ذبح.

ويقال: إنه رعى في الجنة أربعين خريفاً , فأعظم به, وقال مجاهد: {عظيمٍ}: متقبل.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وفديناه بذبحٍ عظيمٍ " الذبح المذبوح والذبح الفعل تقول العرب: قد كان بين بني فلان وبين بني فلان ذبح عظيم فتلى كثيرة). [مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((الذبح): المذبوح والذبح الفعل).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}: أي: بكبش, والذبح: اسم ما ذبح.
والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وفديناه بذبح عظيم (107)} الذّبح: بكسر الذال الشيء الذي يذبح، والذّبح المصدر، تقول: ذبحته أذبحه ذبحا.
وقيل : إنه الكبش الذي تقبّل من ابن آدم حين قرّبه، وقيل: إنّه رعا في الجنة أربعين سنة، وقيل : إنه كان وعلا من الأوعال.
والأوعال: التيوس الجبليّة.). [معاني القرآن: 4/311-312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وفديناه بذبح عظيم}
الذبح المذبوح , والذبح المصدر
روى ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (كبير متقبل) .
قال أبو جعفر عظيم في اللغة يكون : للكبير , والشريف .
وأهل التفسير: على أنه ههنا للشريف , أي: المتقبل.). [معاني القرآن: 6/52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الذِبْحٍ}:ما يذبح.). [العمدة في غريب القرآن: 256]






تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) }



تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) }



تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) }



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }



تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]



تفسير قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ} [الصافات: 113] مؤمنٌ.
{وظالمٌ لنفسه مبينٌ} [الصافات: 113] مشركٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) }

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }

تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: (فَانْظُرْ مَاذَا تُرِي) قال: ما تريني من صبرك. ويقال: كان ينظر ما رأيه ثم يعزم. و{مَاذَا تَرَى} ما تشير. و(مَاذَا تُرِي) ما تريني من أمرك). [مجالس ثعلب: 159]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (في قول الله عز وجل: {فلما أسلما وتله للجبين} الواو مزيدة). [شرح ديوان كعب بن زهير: 39]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
كأنني يوم حث الحاديان بها = نحو الإوانة بالطاعون متلول
من قول الله عز وجل: {وتله للجبين} أي: صرعه). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 35]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته = فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:

حتى إذا امتلأت بطونكـم = ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا = إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/74-78] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال لبيد:
رابط الجأش على فرجهم = أعطف الجون بمربوع متل
الفرج: موضع المخافة وبه سمي فرج المرأة فرجا. والجون: الفرس. والمربوع: الرمح الوسط. ومتل: شديد مصرع يصرع من طعن به: قال الله عز وجل: {وتله للجبين}: أي: صرعه). [شرح المفضليات: 626]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ويقولون: ضالّ تالّ، فالتالّ: الذي يتلّ صاحبه أي يصرعه، كأنه يغويه فيلقيه في هلكة لا ينجو منها، ومنه قوله عز وجل: {وتلّه للجبين} [الصافات: 103] وقال أبو بكر بن دريد: كل شيء ألقيته على الأرض مما له جثّة فقد تللته، ومنه سمّي التّلّ من التراب، وقال بعض أهل العلم: رمح متلّ إنما هو مفعل من التّلّ، وأنشد:

فرّ ابن قهوسٍ الشجاع = بكفّه رمح متلّ
يعدو به خاظى = البضيع كأنّه سمع أزلّ).
[الأمالي: 2/214]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وأما قوله عز وجل: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} وآخر قولهم أن لا إله إلا الله فعلى قوله أنه الحمد لله ولا إله إلا الله ولا تكون أن التي تنصب الفعل لأن تلك لا يبتدأ بعدها الأسماء ولا تكون أي لأن أي إنما تجيء بعد كلام مستغنٍ ولا تكون في موضع المبني على المبتدأ.
ومثل ذلك: {وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدقت الرؤيا} كأنه قال جل وعز ناديناه أنك قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم.
وقال الخليل تكون أيضاً على أي وإذا قلت أرسل إليه أن ما أنت وذا فهي على أي وإن أدخلت الباء على أنك وأنه فكأنه يقول أرسل إليه بأنك ما أنت وذا جاز.
ويدلك على ذلك أن العرب قد تكلم به في ذا الموضع مثقلاً.
ومن قال: {والخامسة أن غضب الله عليها} فكأنه قال أنه غضب الله عليها لا تخففها في الكلام أبداً وبعدها الأسماء إلا وأنت تريد
الثقيلة مضمراً فيها الاسم فلو لم يريدوا ذلك لنصبوا كما ينصبون في الشعر إذا اضطروا بكأن إذا خففوا يريدون معنى كأن ولم يريدوا الإضمار وذلك قوله:
كأن وريديه رشاء خلب). [الكتاب: 3/163-164] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته = فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:

حتى إذا امتلأت بطونكـم = ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا = إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/74-78] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والذِّبح ما ذبح قال الله عز وجل: {وفديناه بذبح عظيم} يعني كبش إبراهيم). [إصلاح المنطق: 7]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) }

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} قال: سلام، حكاية). [مجالس ثعلب: 261]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}
قالت فرقة: إن قول إبراهيم إني ذاهب إلى ربي كان بعد خروجه من النار، وأنه أشار بذهابه إلى هجرته من أرض بابل حيث كانت مملكة نمروذ، فخرج إلى الشام، ويروى: إلى بلاد مصر. وقالت فرقة: إن قوله: {إني ذاهب} ليس مراده به الهجرة كما في آية أخرى، وإنما مراده لقاء الله بعد الاحتراق; لكنه ظن أن النار سيموت فيها، فقال هذه المقالة قبل أن يطرح في النار، فكأنه قال: إني سائر بهذا العمل إلى ربي، وهو سيهديني إلى الجنة، نحا إلى هذا المعنى قتادة، وللعارفين بهذا الذهاب تمسك واحتجاج في الصفاء، وهو محمل حسن في إني ذاهب وحده، والأول أظهر من نمط الآية بما بعده; لأن الهداية معه تترتب، والدعاء في الولد كذلك، ولا يصح مع ذهاب الفناء.
وقوله: {من الصالحين}، "من" للتبعيض، أي: ولدا يكون في عداد الصالحين).[المحرر الوجيز: 7/ 300]

تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فبشرناه}، قال كثير من العلماء، منهم العباس بن عبد المطلب - وقد رفعه - وعلي، وابن عباس، وابن مسعود، وكعب، وعبيد بن عميرة: هي البشارة المعروفة بإسحق، وهو الذبيح، وكان أمر ذبحه بالشام، وقال عطاء، ومقاتل: كان ببيت المقدس، وقال بعضهم: بل بالحجاز، جاء مع أبيه على البراق، وقال ابن عباس رضي الله عنهما والبشارة التي بعد هذه في هذه الآية هي بشارة بنبوته، كما قال تعالى في موسى عليه السلام: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا}، وهو قد كان وهبه له قبل ذلك، وإنما أراد النبوة، فكذلك هذه. وقالت هذه الفرقة في قول الأعرابي: "يا بن الذبيحين": أراد إسحق، والعم أب، وقيل: إنه أمر بذبحه بعد ما ولد له يعقوب، فلم يتعارض الأمر بالذبح مع البشارة بولده وولد ولده.
وقالت فرقة: هذه البشارة هي بإسماعيل عليه السلام وهو الذبيح، وأمر ذبحه كان محمدبالحجاز وبمنى، ثم رمى إبراهيم عليه السلام الشيطان بالجمرات، وقبض الكبش وسن السنن، وهذا قول ابن عباس أيضا، وابن عمرو رضي الله عنهما، وروي عن الشعبي، والحسن، ومجاهد، ومعاوية بن أبي سفيان - ورفعه معاوية إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ومحمد بن كعب، وبه كان أبي رضي الله عنه يقول، ويستدل بقول الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الذبيحين" وبقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا ابن الذبيحين"، يعني إسماعيل وعبد الله أباه، ويستدل بأن البشارة اقترنت بأن من ورائه يعقوب، فلو قيل له في صباه: اذبحه، لناقض ذلك البشارة بيعقوب عليه السلام، ويستدل بظاهر هذه الآية أنه بشر بإسماعيل، وانقضى أمر ذبحه، ثم بشر بإسحاق بعد ذلك، وسمعته يقول: كان إبراهيم يجيء من الشام إلى مكة على البراق زائرا ويعود من يومه. وقد ذكر ذلك الثعلبي عن سعيد بن جبير، ولم يذكر أن ذلك على البراق، وذكر القصة عن ابن إسحاق، وفيها ذكر البراق كما سمعت أبي يحكي.
وذكر الطبري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الذبيح إسماعيل، وتزعم اليهود أنه إسحق، وكذبت اليهود، وذكر أيضا أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه سأل رجلا يهوديا كان أسلم وحسن إسلامه فقال: الذبيح إسماعيل عليه السلام، وإن اليهود تعلم ذلك، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب أن تكون هذه الآية والفضل والله في أبيكم). [المحرر الوجيز: 7/ 300-301]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"السعي" في هذه الآية العمل والعبادة والمعونة، هذا قول ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد. وقال قتادة: السعي على القدم، يريد سعيا متمكنا، وهذا في المعنى نحو الأول. وقرأ الضحاك: "معه السعي وأسر في نفسه حزنا"، قال: وهكذا في حرف ابن مسعود، وهي قراءة الأعمش، قوله: {إني أرى في المنام أني أذبحك} يحتمل أن يكون رأى ذلك بعينيه، ورؤيا الأنبياء وحي، وعين له وقت الامتثال، ويحتمل أن أمر في نومه بذبحه فعبر هو عن ذلك، أي: إني رأيت في النوم ما يوجب أن أذبحك.
وقرأ جمهور الناس: "ماذا ترى" بفتح التاء والراء، وقرأ حمزة والكسائي: "ماذا تري" بضم التاء وكسر الراء، على معنى: ما يظهر منك من جلد أو جزع، وهي قراءة ابن مسعود، والأسود بن يزيد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، ومجاهد. وقرأ الأعمش، والضحاك بضم التاء وفتح الراء، على الفعل المجهول. فأما الأولى فهي منرؤية الرأي، وهي رؤية تتعدى إلى مفعول واحد، وهو - في هذه الآية - إما "ماذا" تحملهما على أن تجعلهما بمنزلة اسم واحد، وإما "ذا" على أن تجعلها بمعنى الذي، وتكون "ما" استفهاما، وتكون الهاء محذوفة من الصلة. وأما القراءة الثانية فيكون تقدير مفعولها كما مر في هذه، غير أن الفعل فيها منقول من: رأى زيد الشيء، وأريته إياه، إلا أنه من باب أعطيت، فيجوز أن يقتصر على أحد المفعولين. وأما القراءة الثانية فقد ضعفها أبو علي، وتتجه على تحامل، وفي مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [افعل ما أمرت به]).[المحرر الوجيز: 7/ 301-302]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين}
قرأ جمهور الناس: "أسلما" أي: أنفسهما، واستسلما لله. وقرأ علي، وعبد الله، وابن عباس، ومجاهد، والثوري: "سلما"، والمعنى: فوضا إليه في قضائه وقدره، وانحملا على أمره، فأسلم إبراهيم ابنه، وأسلم الابن نفسه.
واختلف النحاة في جواب (لما)، فقال الكوفيون: الجواب "ناديناه"، والواو زائدة. وقالت فرقة: الجواب: "تله" والواو زائدة. كزيادتها في: وفتحت السماء، وقال البصريون: الجواب محذوف، تقديره: فلما أسلما سلما وتله، وهذا قول سيبويه والخليل، وهو عندهم كقول امرئ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى ... بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
والتقدير: فلما أجزنا ساحة الحي أجزنا وانتحى. وقال بعض البصريين: الجواب محذوف، وتقديره: فلما أسلما وتله للجبين أجزل أجرهما، أو نحو هذا مما يقتضيه المعنى. وقوله تعالى: "وتله" معناه: وضعه بقوة، ومنه الحديث: " فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده"، أي: وضعه بقوة، والتل من الأرض مأخوذ من هذا، كأنه تل في ذلك الموضع، و"للجبين" معناه: لتلك الجهة وعليها، كما يقولون في المثل: لليدين والفم، وكما تقول: سقط لشقه الأيسر، وقال ساعدة بن جؤية:
فظل تليلا للجبينين
وهما ما اكتنف الجبهة من هنا وهنا.
وروي في قصص هذه الآية أن الذبيح قال لأبيه: اشدد رباطي بالحبل لئلا أضطرب، واصرف بصرك عني، لئلا ترحمني، ورد وجهي نحو الأرض، قال قتادة: كبه لفيه وأخذ الشفرة، والتل للجبين ليس يقتضي أن الوجه نحو الأرض، بل هي هيئة من ذبح للقبلة على جنبه.
وقوله: {أن يا إبراهيم} مفسرة لا موضع لها من الإعراب).[المحرر الوجيز: 7/ 302-303]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قد صدقت الرؤيا} يحتمل أن يريد: بقلبك، على معنى: كانت عندك رؤياك صادقة وحقا من الله، فعملت بحسبها حين آمنت بها واعتقدت صدقها، ويحتمل أن يريد: صدقت بعملك ما حصل عن الرؤيا في نفسك، كأنه قال: قد وفيتها حقها من العمل. والرؤيا اسم لما يرى من قبل الله في المنام، والحلم اسم لما يرى من قبل الشيطان، ومنه الحديث الصحيح "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان".
وقوله تعالى: {إنا كذلك} إشارة إلى ما عمل إبراهيم، كأنه يقول: إنا بهذا النوع من الإخلاص والطاعة نجزي المحسنين). [المحرر الوجيز: 7/ 303-304]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {إن هذا} يحتمل أن يشير إلى ما في القصة من امتحان واختبار بالشدة، ويحتمل أن يشير إلى ما في القصة من سرور بالفدية وإنقاذ من تلك الشدة في إنفاذ الذبح، فيكون البلاء بمعنى النعمة، وإلى كل احتمال قد أشارت فرقة من المفسرين، وفي الحديث أن الله تعالى أوحى إلى إسحق أني قد أعطيتك بصبرك لأمري دعوة أعطيك فيها ما سألت، فسلني، فقال: يا رب أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة).[المحرر الوجيز: 7/ 304]

تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "فديناه" عائد على الذبح، و"الذبح" اسم لما يذبح، ووصفه بالعظم لأنه متقبل يقينا، قاله مجاهد، وقال عمر بن عبيد: الذبح الكبش، والعظيم لجري السنة به وكونه دينا باقيا آخر الدهر، وقال الحسن بن الفضل: عظم لأنه من عند الله كان، وقال أبو بكر الوراق: لأنه لم يكن عن نسل بل عن التكوين، وروي عن ابن عباس، وعن سعيد بن جبير أن كونه عظيما هو أنه من كباش الجنة رعى فيها أربعين خريفا، وقال ابن عباس: هو الكبش الذي قرب ولد آدم، وقال ابن عباس، والحسن: كان وعلا أهبط عليه من ثبير، وقال الجمهور: إنه كبش أبيض أقرن أعين، وجده وراءه مربوطابسمرة، وروي أنه انفلت فاتبعه ورماه بحصيات في مواضع الجمرات، فبذلك مضت السنة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: رجم الشيطان عند جمرة العقبة وغيرها، وقد تقدم هذا، وأهل السنة على أن هذه القصة نسخ فيها العزم على الفعل، والمعتزلة تقول: إنه لا يصح نسخ إلا بعد وقوع الفعل، افترقت في هذه الآية على فرقتين: فقالت فرقة: وقع الذبح والتأم بعد ذلك، وهذا كذب صراح، وقالت فرقة منهم: بل كان إبراهيم لم ير في منامه إلا إمرار الشفرة فقط، فظن أنه ذبح فجهز، فنفذ لذلك، فلما وقع الذي رآه وقع النسخ.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإذا لا اختلاف أن إبراهيم أمر الشفرة على حلق ابنه فلم تقطع.
وروي أن صفيحة نحاس اعترضته بحرفها، والله أعلم كيف كان، فقد كثر الناس في قصص هذه الآية بما صحته معدومة فاختصرته). [المحرر الوجيز: 7/ 304-305]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد تقدم تفسير مثل قوله: {وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم}. وقوله تعالى: {كذلك نجزي المحسنين} معناه: بمثل هذا الفعل، وباقي الآية بين.
ومما يستغرب في هذه الآية أن عبيد بن عمير قال: ذبح في المقام، وذكر الطبري عن جماعة لم يسمها أنها قالت: كان الأمر وإراعة الذبح والقصة كلها بالشام، وقال الجمهور: ذبح بمنى، وقال الشعبي: رأيت قرني كبش إبراهيم معلقة في الكعبة). [المحرر الوجيز: 7/ 305]

تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين * وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين * ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * وآتيناهما الكتاب المستبين}
من قال أن الذبيح هو إسماعيل جعل هذه البشارة بولادة إسحق، وهي البشارة المترددة في غير ما سورة، ومن جعل الذبيح إسحاق جعل هذه البشارة لنفس النبوة فقط).[المحرر الوجيز: 7/ 305]

تفسير قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين (99) ربّ هب لي من الصّالحين (100) فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ (101) فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين (102) فلمّا أسلما وتلّه للجبين (103) وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين (105) إنّ هذا لهو البلاء المبين (106) وفديناه بذبحٍ عظيمٍ (107) وتركنا عليه في الآخرين (108) سلامٌ على إبراهيم (109) كذلك نجزي المحسنين (110) إنّه من عبادنا المؤمنين (111) وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين (112) وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ (113)}
يقول تعالى مخبرًا عن خليله إبراهيم [عليه السّلام]: إنّه بعد ما نصره الله على قومه وأيس من إيمانهم بعدما شاهدوا من الآيات العظيمة، هاجر من بين أظهرهم، وقال: {إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين ربّ هب لي من الصّالحين} يعني: أولادًا مطيعين عوضًا من قومه وعشيرته الّذين فارقهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 26-27]

تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ} وهذا الغلام هو إسماعيل عليه السّلام، فإنّه أول ولدٍ بشّر به إبراهيم، عليه السّلام، وهو أكبر من إسحاق باتّفاق المسلمين وأهل الكتاب، بل في نصّ كتابهم أنّ إسماعيل ولد ولإبراهيم، عليه السّلام، ستٌّ وثمانون سنةً، وولد إسحاق وعمر إبراهيم تسعٌ وتسعون سنةً. وعندهم أنّ اللّه تعالى أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخةٍ: بكره، فأقحموا هاهنا كذبًا وبهتانًا "إسحاق"، ولا يجوز هذا لأنّه مخالفٌ لنصّ كتابهم، وإنّما أقحموا "إسحاق" لأنّه أبوهم، وإسماعيل أبو العرب، فحسدوهم، فزادوا ذلك وحرّفوا وحيدك، بمعنى الّذي ليس عندك غيره، فإنّ إسماعيل كان ذهب به وبأمّه إلى جنب مكّة وهذا تأويلٌ وتحريفٌ باطلٌ، فإنّه لا يقال: "وحيدٌ" إلّا لمن ليس له غيره، وأيضًا فإنّ أوّل ولدٍ له معزّةٌ ما ليس لمن بعده من الأولاد، فالأمر بذبحه أبلغ في الابتلاء والاختبار.
وقد ذهب جماعةٌ من أهل العلم إلى أنّ الذّبيح هو إسحاق، وحكي ذلك عن طائفةٍ من السّلف، حتّى نقل عن بعض الصّحابة أيضًا، وليس ذلك في كتابٍ ولا سنّةٍ، وما أظنّ ذلك تلقى إلّا عن أحبار أهل الكتاب، وأخذ ذلك مسلّمًا من غير حجّةٍ. وهذا كتاب اللّه شاهدٌ ومرشدٌ إلى أنّه إسماعيل، فإنّه ذكر البشارة بالغلام الحليم، وذكر أنّه الذّبيح، ثمّ قال بعد ذلك: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين}. ولـمّا بشّرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا: {إنّا نبشّرك بغلامٍ عليمٍ} [الحجر:53]. وقال تعالى: {فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هودٍ:71]، أي: يولد له في حياتهما ولدٌ يسمّى يعقوب، فيكون من ذرّيّته عقبٌ ونسلٌ. وقد قدّمنا هناك أنّه لا يجوز بعد هذا أن يؤمر بذبحه وهو صغيرٌ؛ لأنّ اللّه [تعالى] قد وعدهما بأنّه سيعقب، ويكون له نسلٌ، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرًا، وإسماعيل وصف هاهنا بالحليم؛ لأنّه مناسبٌ لهذا المقام). [تفسير ابن كثير: 7/ 27]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلمّا بلغ معه السّعي} أي: كبر وترعرع وصار يذهب مع أبيه ويمشي معه. وقد كان إبراهيم، عليه السّلام، يذهب في كلّ وقتٍ يتفقّد ولده وأمّ ولده ببلاد "فاران" وينظر في أمرهما، وقد ذكر أنّه كان يركب على البراق سريعًا إلى هناك، فاللّه أعلم.
وعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعطاءٍ الخراسانيّ، وزيد بن أسلم، وغيرهم: {فلمّا بلغ معه السّعي} يعني: شبّ وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السّعي والعمل، {فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى} قال عبيد بن عميرٍ: رؤيا الأنبياء وحي، ثمّ تلا هذه الآية: {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى}
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، حدّثنا أبو عبد الملك الكرندي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رؤيا الأنبياء في المنام وحي" ليس هو في شيءٍ من الكتب السّتّة من هذا الوجه.
وإنّما أعلم ابنه بذلك ليكون أهون عليه، وليختبر صبره وجلده وعزمه من صغره على طاعة اللّه تعالى وطاعة أبيه.
{قال يا أبت افعل ما تؤمر} أي: امض لما أمرك اللّه من ذبحي، {ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} أي: سأصبر وأحتسب ذلك عند اللّه عزّ وجلّ. وصدق، صلوات اللّه وسلامه عليه، فيما وعد؛ ولهذا قال اللّه تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيًّا وكان يأمر أهله بالصّلاة والزّكاة وكان عند ربّه مرضيًّا} [مريم:54، 55]). [تفسير ابن كثير: 7/ 27-28]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين} أي: فلمّا تشهّدا وذكرا اللّه تعالى إبراهيم على الذّبح والولد على شهادة الموت. وقيل: {أسلما}، [يعني]: استسلما وانقادا؛ إبراهيم امتثل أمر اللّه، وإسماعيل طاعة اللّه وأبيه. قاله مجاهدٌ، وعكرمة والسّدّيّ، وقتادة، وابن إسحاق، وغيرهم.
ومعنى {وتلّه للجبين} أي: صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه، ولا يشاهد وجهه عند ذبحه، ليكون أهون عليه، قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ، والضّحّاك، وقتادة: {وتلّه للجبين}: أكبّه على وجهه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سريج ويونس قالا حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: لـمّا أمر إبراهيم بالمناسك عرض له الشّيطان عند السّعي، فسابقه فسبقه إبراهيم، ثمّ ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له الشّيطان، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، وثمّ تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، فقال له: يا أبت، إنّه ليس لي ثوبٌ تكفّنني فيه غيره، فاخلعه حتّى تكفّنني فيه. فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: {أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا}، فالتفت إبراهيم فإذا بكبشٍ أبيض أقرن أعين. قال ابن عبّاسٍ: لقد رأيتنا نتبع ذلك الضّرب من الكباش.
وذكر تمام الحديث في "المناسك" بطوله. ثمّ رواه أحمد بطوله عن يونس، عن حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ، فذكر نحوه إلّا أنّه قال: "إسحاق". فعن ابن عبّاسٍ في تسمية الذّبيح روايتان، والأظهر عنه إسماعيل، لما سيأتي بيانه.
وقال محمّد بن إسحاق، عن الحسن بن دينارٍ، عن قتادة، عن جعفر بن إياسٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: خرج عليه كبشٌ من الجنّة. قد رعى قبل ذلك أربعين خريفًا، فأرسل إبراهيم ابنه واتّبع الكبش، فأخرجه إلى الجمرة الأولى، فرماه بسبع حصياتٍ فأفلته عندها، فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها، فرماه بسبع حصياتٍ ثمّ أفلته فأدركه عند الجمرة الكبرى، فرماه بسبع حصياتٍ فأخرجه عندها. ثمّ أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه، فوالّذي نفس ابن عبّاسٍ بيده لقد كان أوّل الإسلام، وإنّ رأس الكبش لمعلّقٌ بقرنيه في ميزاب الكعبة قد حشّ، يعني: يبس.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، أخبرنا القاسم قال: اجتمع أبو هريرة وكعبٌ، فجعل أبو هريرة يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وجعل كعبٌ يحدّث عن الكتب، فقال أبو هريرة: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ لكلّ نبيٍّ دعوةً مستجابةً، وإنّي قد خبأت دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة". فقال له كعبٌ: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. قال: فداك أبي وأمّي -أو: فداه أبي وأمّي- أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه السّلام؟ إنّه لـمّا أري ذبح ابنه إسحاق قال الشّيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدًا. فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشّيطان فدخل على سارة، فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: غدا به لبعض حاجته. قال: لم يغد لحاجةٍ، وإنّما ذهب به ليذبحه. قالت: ولم يذبحه؟ قال: زعم أنّ ربّه أمره بذلك. قالت: فقد أحسن أن يطيع ربّه. فذهب الشّيطان في أثرهما فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لبعض حاجته. قال: إنّه لا يذهب بك لحاجةٍ، ولكنّه يذهب بك ليذبحك. قال: ولم يذبحني؟ قال: زعم أنّ ربّه أمره بذلك. قال: فواللّه لئن كان اللّه أمره بذلك ليفعلنّ. قال: فيئس منه فلحق بإبراهيم، فقال: أين غدوت بابنك؟ قال لحاجةٍ. قال: فإنّك لم تغد به لحاجةٍ، وإنّما غدوت به لتذبحه قال: ولم أذبحه؟ قال: تزعم أنّ ربّك أمرك بذلك. قال: فواللّه لئن كان اللّه أمرني بذلك لأفعلنّ. قال: فتركه ويئس أن يطاع.
وقد رواه ابن جريرٍ عن يونس، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ، أنّ عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثّقفيّ أخبره، أنّ كعبًا قال لأبي هريرة = فذكره بطوله، وقال في آخره: وأوحى اللّه إلى إسحاق أنّي أعطيتك دعوةً أستجيب لك فيها. قال إسحاق: اللّهمّ، إنّي أدعو أن تستجيب لي: أيّما عبد لقيك من الأوّلين والآخرين، لا يشرك بك شيئًا، فأدخله الجنّة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الوزير الدّمشقيّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه خيّرني بين أن يغفر لنصف أمّتي، وبين أن أختبئ شفاعتي، فاختبأت شفاعتي، ورجوت أن تكفّر الجم لأمّتي، ولولا الّذي سبقني إليه العبد الصّالح لتعجّلت فيها دعوتي، إن اللّه لما فرّج عن إسحاق كرب الذّبح قيل له: يا إسحاق، سل تعطه. فقال: أما والّذي نفسي بيده لأتعجّلنّها قبل نزغات الشّيطان، اللّهمّ من مات لا يشرك بك شيئًا فاغفر له وأدخله الجنّة".
هذا حديثٌ غريبٌ منكرٌ. وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث، وأخشى أن يكون في الحديث زيادةٌ مدرجة، وهي قوله: "إن اللّه تعالى لـمّا فرّج عن إسحاق" إلى آخره، واللّه أعلم. فهذا إن كان محفوظًا فالأشبه أنّ السّياق إنّما هو عن "إسماعيل"، وإنّما حرّفوه بإسحاق؛ حسدًا منهم كما تقدّم، وإلّا فالمناسك والذّبائح إنّما محلّها بمنى من أرض مكّة، حيث كان إسماعيل لا إسحاق [عليهما السّلام]، فإنّه إنّما كان ببلاد كنعان من أرض الشّام). [تفسير ابن كثير: 7/ 28-30]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدّقت الرّؤيا} أي: قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذّبح
وذكر السّدّيّ وغيره أنّه أمرّ السّكّين على رقبته فلم تقطع شيئًا، بل حال بينها وبينه صفيحةٌ من نحاسٍ ونودي إبراهيم، عليه السّلام، عند ذلك: {قد صدّقت الرّؤيا}
وقوله: {إنّا كذلك نجزي المحسنين} أي: هكذا نصرف عمّن أطاعنا المكاره والشّدائد، ونجعل لهم من أمرهم فرجًا ومخرجًا، كقوله تعالى: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا. ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكلّ شيءٍ قدرًا} [الطّلاق:2، 3].
وقد استدلّ بهذه الآية والقصّة جماعةٌ من علماء الأصول على صحّة النّسخ قبل التّمكّن من الفعل، خلافًا لطائفةٍ من المعتزلة، والدّلالة من هذه ظاهرةٌ، لأنّ اللّه تعالى شرع لإبراهيم ذبح ولده، ثمّ نسخه عنه وصرفه إلى الفداء، وإنّما كان المقصود من شرعه أوّلًا إثابة الخليل على الصّبر على ذبح ولده وعزمه على ذلك؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ هذا لهو البلاء المبين} أي: الاختبار الواضح الجليّ؛ حيث أمر بذبح ولده، فسارع إلى ذلك مستسلمًا لأمر اللّه، منقادًا لطاعته؛ ولهذا قال تعالى: {وإبراهيم الّذي وفّى} [النجم:37]).[تفسير ابن كثير: 7/ 30]

تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ الجعفي، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: بكبشٍ أبيض أعين أقرن، قد ربط بسمرةٍ -قال أبو الطّفيل وجدوه مربوطًا بسمرة في ثبير
وقال الثّوريّ أيضًا، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كبشٌ قد رعى في الجنّة أربعين خريفًا.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا يوسف بن يعقوب الصّفّار، حدّثنا داود العطّار، عن ابن خثيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الصّخرة الّتي بمنى بأصل ثبيرٍ هي الصّخرة الّتي ذبح عليها إبراهيم فداء ابنه، هبط عليه من ثبيرٍ كبشٌ أعين أقرن له ثغاءٌ، فذبحه، وهو الكبش الّذي قرّبه ابن آدم فتقبّل منه، فكان مخزونًا حتّى فدي به إسحاق.
وروي أيضًا عن سعيد بن جبيرٍ أنّه قال: كان الكبش يرتع في الجنّة حتّى تشقّق عنه ثبيرٌ، وكان عليه عهن أحمر.
وعن الحسن البصريّ: أنّه كان اسم كبش إبراهيم: جريرٌ.
وقال ابن جريجٍ: قال عبيد بن عميرٍ: ذبحه بالمقام. وقال مجاهدٌ: ذبحه بمنى عند المنحر. وقال هشيم، عن سيّارٍ، عن عكرمة؛ أنّ ابن عبّاسٍ كان أفتى الّذي جعل عليه نذرًا أن ينحر نفسه، فأمره بمائةٍ من الإبل. ثمّ قال بعد ذلك: لو كنت أفتيته بكبشٍ لأجزأه أن يذبح كبشًا، فإنّ اللّه تعالى قال في كتابه: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} والصّحيح الّذي عليه الأكثرون أنّه فدي بكبشٍ. وقال الثّوريّ، عن رجلٍ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} قال: وعلٌ.
وقال محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن أنّه كان يقول: ما فدي إسماعيل إلّا بتيسٍ من الأروى، أهبط عليه من ثبيرٍ.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا سفيان، حدّثنا منصورٌ، عن خاله مسافع، عن صفيّة بنت شيبة قالت: أخبرتني امرأةٌ من بني سليمٍ -ولدت عامّة أهل دارنا- أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عثمان بن طلحة -وقال مرّةً: إنّها سألت عثمان: لم دعاك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: قال: "إنّي كنت رأيت قرني الكبش، حين دخلت البيت، فنسيت أن آمرك أن تخمّرهما، فخمّرهما، فإنّه لا ينبغي أن يكون في البيت شيءٌ يشغل المصلّي". قال سفيان: لم يزل قرنا الكبش معلّقين في البيت حتى احترق البيت، فاحترقا.
وهذا دليلٌ مستقلٌّ على أنّه إسماعيل، عليه السّلام، فإنّ قريشًا توارثوا قرني الكبش الّذي فدى به إبراهيم خلفًا عن سلفٍ وجيلًا بعد جيلٍ، إلى أن بعث اللّه رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم.
فصلٌ في ذكر الآثار الواردة عن السّلف في أنّ الذّبيح من هو؟:
ذكر من قال: هو إسحاق [عليه السّلام]:
قال حمزة الزّيّات، عن أبي ميسرة، رحمه اللّه، قال: قال يوسف، عليه السّلام، للملك في وجهه: ترغب أن تأكل معي، وأنا -واللّه- يوسف بن يعقوب نبيّ اللّه، ابن إسحاق ذبيح اللّه، ابن إبراهيم خليل اللّه.
وقال الثّوريّ، عن أبي سنانٍ، عن ابن أبي الهذيل: إنّ يوسف، عليه السّلام، قال للملك كذلك أيضًا.
وقال سفيان الثّوريّ، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ، عن أبيه قال: "قال موسى: يا ربّ، يقولون: يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فبم قالوا ذلك؟ قال: إنّ إبراهيم لم يعدل بي شيءٌ قطّ إلّا اختارني عليه. وإنّ إسحاق جاد لي بالذّبح، وهو بغير ذلك أجود. وإنّ يعقوب كلّما زدته بلاءً زادني حسن ظنٍّ".
وقال شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص قال: افتخر رجلٌ عند ابن مسعودٍ فقال: أنا فلان بن فلانٍ، ابن الأشياخ الكرام. فقال عبد اللّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح اللّه، ابن إبراهيم خليل اللّه [صلوات اللّه وسلامه عليهم].
وهذا صحيحٌ إلى ابن مسعودٍ، وكذا روى عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه إسحاق. وعن أبيه العبّاس، وعليّ بن أبي طالبٍ مثل ذلك. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، والشّعبيّ، وعبيد بن عميرٍ، وأبو ميسرة، وزيد بن أسلم، وعبد اللّه بن شقيقٍ، والزّهريّ، والقاسم بن أبي بزّة، ومكحولٌ، وعثمان بن حاضرٍ، والسّدّيّ، والحسن، وقتادة، وأبو الهذيل، وابن سابطٍ. وهو اختيار ابن جريرٍ. وتقدّم روايته عن كعب الأحبار أنّه إسحاق.
وهكذا روى ابن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكرٍ، عن الزّهريّ، عن أبي سفيان بن العلاء، بن جارية، عن أبي هريرة، عن كعب الأحبار، أنّه قال: هو إسحاق.
وهذه الأقوال -واللّه أعلم-كلّها مأخوذةٌ عن كعب الأحبار، فإنّه لـمّا أسلم في الدّولة العمريّة جعل يحدّث عمر، رضي اللّه عنه عن كتبه، فربّما استمع له عمر، رضي اللّه عنه، فترخّص النّاس في استماع ما عنده، ونقلوا عنه غثّها وسمينها، وليس لهذه الأمّة -والله أعلم- حاجة إلى حرف واحدٍ ممّا عنده. وقد حكى البغويّ هذا القول بأنّه إسحاق عن عمر، وعليٍّ، وابن مسعودٍ، والعبّاس، ومن التّابعين عن كعب الأحبار، وسعيد بن جبيرٍ، وقتادة، ومسروقٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وعطاءٍ، والزّهريّ، والسّدّيّ -قال: وهو إحدى الرّوايتين عن ابن عبّاسٍ. وقد ورد في ذلك حديثٌ -لو ثبت لقلنا به على الرّأس والعين، ولكن لم يصحّ سنده-قال ابن جريرٍ:
حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن الحسن بن دينارٍ، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديثٍ ذكره قال: هو إسحاق.
ففي إسناده ضعيفان، وهما الحسن بن دينارٍ البصريّ، متروكٌ. وعليّ بن زيد بن جدعان منكر الحدث. وقد رواه ابن أبي حاتمٍ، عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، به مرفوعًا.. ثمّ قال: قد رواه مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأحنف، عن العبّاس قوله، وهذا أشبه وأصحّ.
[ذكر الآثار الواردة بأنّه إسماعيل -عليه السّلام- وهو الصّحيح المقطوع به].
قد تقدّمت الرّواية عن ابن عبّاسٍ أنّه إسحاق. قال سعيد بن جبيرٍ، وعامرٌ الشّعبيّ، ويوسف بن مهران، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وغير واحدٍ، عن ابن عبّاسٍ، هو إسماعيل عليه لسلام.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن قيسٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: المفدى إسماعيل، عليه السّلام، وزعمت اليهود أنّه إسحاق، وكذبت اليهود.
وقال إسرائيل، عن ثورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر قال: الذّبيح إسماعيل.
وقال ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: هو إسماعيل. وكذا قال يوسف بن مهران.
وقال الشّعبيّ: هو إسماعيل، عليه السّلام، وقد رأيت قرني الكبش في الكعبة.
وقال محمّد بن إسحاق، عن الحسن بن دينارٍ، وعمرو بن عبيدٍ، عن الحسن البصريّ: أنّه كان لا يشكّ في ذلك: أنّ الّذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل.
قال ابن إسحاق: وسمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ وهو يقول: إنّ الّذي أمر اللّه إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل. وإنّا لنجد ذلك في كتاب اللّه، وذلك أنّ اللّه حين فرغ من قصّة المذبوح من ابني إبراهيم قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين}. يقول اللّه تعالى: {فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}، يقول بابنٍ وابن ابنٍ، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من [اللّه] الموعد بما وعده، وما الّذي أمر بذبحه إلّا إسماعيل.
وقال ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلميّ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ أنّه حدّثهم؛ أنّه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفةٌ إذ كان معه بالشّام، فقال له عمر: إنّ هذا لشيءٌ ما كنت أنظر فيه، وإنّي لأراه كما قلت. ثمّ أرسل إلى رجلٍ كان عنده بالشّام، كان يهوديًّا فأسلم وحسن إسلامه، وكان يرى أنّه من علمائهم، فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك -قال محمّد بن كعبٍ: وأنا عند عمر بن عبد العزيز- فقال له عمر: أيّ ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل واللّه يا أمير المؤمنين، وإنّ يهود لتعلم بذلك، ولكنّهم يحسدونكم معشر العرب، على أن يكون أباكم الّذي كان من أمر اللّه فيه، والفضل الّذي ذكره اللّه منه لصبره لما أمر به، فهم يجحدون ذلك، ويزعمون أنّه إسحاق، بكون إسحاق أبوهم، واللّه أعلم أيّهما كان، وكلٌّ قد كان طاهرًا طيّبًا مطيعًا للّه عزّ وجلّ.
وقال عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبلٍ، رحمه اللّه: سألت أبي عن الذّبيح، من هو؟ إسماعيل أو إسحاق؟ فقال: إسماعيل. ذكره في كتاب الزّهد.
وقال ابن أبي حاتمٍ: وسمعت أبي يقول: الصّحيح أنّ الذّبيح إسماعيل، عليه السّلام. قال: وروي عن عليٍّ، وابن عمر، وأبي هريرة، وأبي الطّفيل، وسعيد بن المسيّب، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن، ومجاهدٍ، والشّعبيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ، وأبي صالحٍ أنّهم قالوا: الذّبيح إسماعيل.
وقال البغويّ في تفسيره: وإليه ذهب عبد اللّه بن عمر، وسعيد بن المسيّب، والسّدّيّ، والحسن البصريّ، ومجاهدٌ، والرّبيع بن أنسٍ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، والكلبيّ، وهو روايةٌ عن ابن عبّاسٍ، وحكاه أيضًا عن أبي عمرو بن العلاء.
وقد روى ابن جريرٍ في ذلك حديثًا غريبًا فقال: حدّثني محمّد بن عمّارٍ الرّازيّ، حدّثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، حدّثنا عمر بن عبد الرّحيم الخطّابيّ، عن عبيد الله بن محمد العتبي -من ولد عتبة بن أبي سفيان-عن أبيه: حدّثني عبد اللّه بن سعيدٍ، عن الصّنابحيّ قال: كنّا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا الذّبيح: إسماعيل أو إسحاق؟ فقال على الخبير سقطتم، كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاءه رجلٌ فقال: يا رسول اللّه، عد عليّ ممّا أفاء اللّه عليك يا ابن الذّبيحين. فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقيل له: يا أمير المؤمنين، وما الذّبيحان؟ فقال: إنّ عبد المطّلب لمّا أمر بحفر زمزم نذر للّه إنّ سهّل اللّه أمرها عليه، ليذبحن أحد ولده، قال: فخرج السّهم على عبد اللّه فمنعه أخواله وقالوا: افد ابنك بمائةٍ من الإبل. ففداه بمائةٍ من الإبل، وإسماعيل الثّاني.
وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا. وقد رواه الأمويّ في مغازيه: حدّثنا بعض أصحابنا، أخبرنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، حدّثنا عمر بن عبد الرّحمن القرشيّ، حدّثنا عبيد الله بن محمد العتبي -من ولد عتبة بن أبي سفيان-حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، حدّثنا الصّنابحيّ قال: حضرنا مجلس معاوية، فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق، وذكره. كذا كتبته من نسخةٍ مغلوطةٍ.
وإنّما عوّل ابن جريرٍ في اختياره أنّ الذّبيح إسحاق على قوله تعالى: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ}، فجعل هذه البشارة هي البشارة بإسحاق في قوله: {وبشّروه بغلامٍ عليمٍ} [الذّاريات:28]. وأجاب عن البشارة بيعقوب بأنّه قد كان بلغ معه السّعي، أي العمل. ومن الممكن أنّه قد كان ولد له أولادٌ مع يعقوب أيضًا. قال: وأمّا القرنان اللّذان كانا معلّقين بالكعبة فمن الجائز أنّهما نقلا من بلاد الشّام. قال: وقد تقدّم أنّ من النّاس من ذهب إلى أنّه ذبح إسحاق هناك. هذا ما اعتمد عليه في تفسيره، وليس ما ذهب إليه بمذهبٍ ولا لازمٍ، بل هو بعيدٌ جدًّا، والّذي استدلّ به محمّد بن كعبٍ القرظيّ على أنّه إسماعيل أثبت وأصحّ وأقوى، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 31-35]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) }

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين}، لـمّا تقدّمت البشارة بالذّبيح -وهو إسماعيل- عطف بذكر البشارة بأخيه إسحاق، وقد ذكرت في سورتي هودٍ" و "الحجر".
وقوله: {نبيًّا} حالٌ مقدّرةٌ، أي: سيصير منه نبيٌّ من الصّالحين.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عكرمة قال: قال ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: الذّبيح إسحاق. قال: وقوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بشّر بنبوّته. قال: وقوله: {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا} [مريم:53] قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد: وهب له نبوّته.
وحدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود يحدّث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: إنّما بشّر به نبيًّا حين فداه اللّه من الذّبح، ولم تكن البشارة بالنّبوّة عند مولده.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بشّر به حين ولد، وحين نبّئ.
وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا من الصّالحين} قال: بعد ما كان من أمره، لـمّا جاد للّه بنفسه، وقال اللّه: {وباركنا عليه وعلى إسحاق}
وقوله: {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ} كقوله تعالى: {قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} [هودٍ:48]). [تفسير ابن كثير: 7/ 35-36]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة