العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة غافر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:05 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة غافر [ من الآية 23 إلى الآية 27]

تفسير سورة غافر [ من الآية 23 إلى الآية 27]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:57 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (23) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحرٌ كذّابٌ}.
يقول تعالى ذكره مسلّيًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، عمّا كان يلقى من مشركي قومه من قريشٍ، بإعلامه ما لقي موسى ممّن أرسل إليه من تكذيبٍ، ومخبره أنه معليه عليهم، وجاعلٌ دائرة السّوء على من حادّه وشاقّه، كسنّته في موسى صلوات اللّه عليه، إذ أعلاه، وأهلك عدوّه فرعون {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} يعني بأدلّته {وسلطانٍ مبينٍ}.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وسلطانٍ مبينٍ} أي عذرٍ مبينٍ.
يقول: وحججه المبيّنة لمن يراها أنّها حجّةٌ محقّقة ما يدعو إليه موسى). [جامع البيان: 20/306-307]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحرٌ كذّابٌ} يقول: فقال هؤلاء الّذين أرسل إليهم موسى لموسى: هو ساحرٌ يسحر العصا، فيرى النّاظر إليها أنّها حيّةٌ تسعى، {كذّابٌ} يقول: يكذب على اللّه، ويزعم أنّه أرسله إلى النّاس رسولاً). [جامع البيان: 20/307]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا قال هذا بعد القتل الأول). [تفسير عبد الرزاق: 2/180]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلاّ في ضلالٍ}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاء موسى هؤلاء الّذين أرسله اللّه إليهم بالحقّ من عندنا، وذلك مجيئه إيّاهم بتوحيد اللّه، والعمل بطاعته، مع إقامة الحجّة عليهم، بأنّ اللّه ابتعثه إليهم بالدّعاء إلى ذلك {قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا} باللّه {معه} من بني إسرائيل {واستحيوا نساءهم} يقول: واستبقوا نساءهم للخدمة.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: فلمّا جاءهم موسى بالحقّ من عندنا قالوا: اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم، وإنّما كان قتل فرعون الولدان من بني إسرائيل، حذار المولود الّذي كان أخبر أنّه على رأسه ذهاب ملكه، وهلاك قومه، وذلك كان فيما يقال قبل أن يبعث اللّه موسى نبيًّا؟ قيل: إنّ هذا الأمر بقتل أبناء الّذين آمنوا مع موسى، واستحياء نسائهم، كان أمرًا من فرعون وملئه من بعد الأمر الأوّل الّذي كان من فرعون قبل مولد موسى.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم} قال: هذا قتلٌ غير القتل الأوّل الّذي كان.
وقوله: {وما كيد الكافرين إلاّ في ضلالٍ} يقول: وما احتيال أهل الكفر لأهل الإيمان باللّه إلاّ في جوزٍ عن سبيل الحقّ، وصدٍ عن قصد المحجّة، وأخذٍ على غير هدًى). [جامع البيان: 20/307-308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 23 - 27
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا}، قال: هذا بعد القتل الأول ولفظ عبد بن حميد هذا قتل غير القتل الأول الذي كان). [الدر المنثور: 13/34]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله أو أن يظهر في الأرض الفساد قال هو الهدى الفساد الذي عنى فرعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/180]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد أنه كان يقرأ (وأن يَظْهَرَ في الأرض الفسادُ)). [تفسير عبد الرزاق: 2/180]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}.
يقول تعالى ذكره: {وقال فرعون} لملئه: {ذروني أقتل موسى وليدع ربّه} الّذي يزعم أنّه أرسله إلينا فيمنعه منّا {إنّي أخاف أن يبدّل دينكم} يقول: إنّي أخاف أن يغيّر دينكم الّذي أنتم عليه بسحره.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {أو أن يظهر في الأرض الفساد} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والشّام والبصرة: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألفٍ، وكذلك ذلك في مصاحف أهل المدينة.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {أو أن} بالألف، وكذلك ذلك في مصاحفهم يظهر في الأرض بفتح الياء ورفع الفساد.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار متقاربتا المعنى، وذلك أنّ الفساد إذا أظهره مظهرًا كان ظاهرًا، وإذا ظهر فبإظهار مظهرٍ يظهر، ففي القراءة بإحدى القراءتين في ذلك دليلٌ واضحٌ على صحّة معنى الأخرى، وأمّا القراءة في: {أو أن يظهر} بالألف وبحذفها، فإنّهما أيضًا متقاربتا المعنى، وذلك أنّ الشّيء إذا بدل إلى خلافه فلا شكّ أنّ خلافه المبدّل إليه الأوّل هو الظّاهر دون المبدّل، فسواءٌ عطف على خبره عن خوفه من موسى أن يبدّل دينهم بالواو أو بأو، لأنّ تبديل دينهم كان عنده ظهور الفساد، وظهور الفساد كان عنده هو تبديل الدّين.
فتأويل الكلام إذن: إنّي أخاف من موسى أن يغيّر دينكم الّذي أنتم عليه، أو أن يظهر في أرضكم أرض مصر، عبادة ربّه الّذي يدعوكم إلى عبادته، وذلك كان عنده هو الفساد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّي أخاف أن يبدّل دينكم} أي أمركم الّذي أنتم عليه {أو أن يظهر في الأرض الفساد} والفساد عنده أن يعمل بطاعة اللّه). [جامع البيان: 20/308-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وقال فرعون ذروني أقتل موسى} قال: أنظر من يمنعه مني). [الدر المنثور: 13/34]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} قال: أن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم). [الدر المنثور: 13/34-35]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {إني أخاف أن يبدل دينكم} أي أمركم الذي أنتم عليه {أو أن يظهر في الأرض الفساد} والفساد عنده أن يعمل بطاعة الله (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) قال: المشرك أسرف على نفسه بالشرك). [الدر المنثور: 13/35]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال موسى إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب (27) وقال رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي اللّه وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم وإن يك كاذبًا فعليه كذبه وإن يك صادقًا يصبكم بعض الّذي يعدكم إنّ اللّه لا يهدي من هو مسرفٌ كذّابٌ}.
يقول تعالى ذكره: وقال موسى لفرعون وملئه: إنّي استجرت أيّها القوم بربّي وربّكم، من كلّ متكبّرٍ عليه، تكبّر عن توحيده، والإقرار بألوهيّته وطاعته، لا يؤمن بيوم يحاسب اللّه فيه خلقه، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بما أساء؛ وإنّما خصّ موسى صلوات اللّه وسلامه عليه، الاستعاذة باللّه ممّن لا يؤمن بيوم الحساب؛ لأنّ من لم يؤمن بيوم الحساب مصدّقًا، لم يكن للثّواب على الإحسان راجيًا، ولا للعقاب على الإساءة وقبيح ما يأتي من الأفعال خائفًا، ولذلك كان استجارته من هذا الصّنف من النّاس خاصّةً). [جامع البيان: 20/310]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 08:20 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين (23)} : أي: بعلاماتنا التي تدلّ على صحة نبوته، من العصا , وإخراج يده بيضاء من غير سوء , وأشباه ذلك.
{وسلطان مبين}:أي: حجة ظاهرة.). [معاني القرآن: 4/370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} : بآياتنا , أي: بالعلامات التي تدل على رسالته نحو العصا, وما أشبهها , وسلطان مبين , أي: وحجة مبينة). [معاني القرآن: 6/213-214]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذّاب (24)} : هذه الأسماءفي موضع خفض إلّا أنها فتحت ؛ لأنها لا تنصرف ؛ لأنها معرفة , وهي أعجمية.
{فقالوا ساحر كذّاب} : المعنى : فقالوا: هو ساحر كذاب، جعلوا أمر الآيات التي يعجز عنها المخلوقون سحرا.). [معاني القرآن: 4/370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلم جل وعز: أنهم ردوا الآيات التي يعجز عنها المخلوقون , بأن قالوا : ساحر كذاب {فقالوا ساحر كذاب} ). [معاني القرآن: 6/214]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلّا في ضلال (25)}
وإنه كان قيل لفرعون: إن ملكه يزول بسبب غلام يولد، فقيل: افعلوا هذا حتى لا ينجو المولود.
{وما كيد الكافرين إلا في ضلال}: أي : يذهب باطلا، ويحيق الله به ما يريد.). [معاني القرآن: 4/370-371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم}
روى معمر , عن قتادة قال: (هذا بعد القتل الأول).).
[معاني القرآن: 6/214]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أو أن يظهر في الأرض الفساد...}.
رفع (الفساد) الأعمش، وعاصم جعلا له الفعل. وأهل المدينة والسلمي قرءوا:
{وأن يظهر في الأرض الفساد} , نصبوا الفساد، وجعلوا يظهر لموسى. وأهل المدينة يلقون الألف الأولى يقولون: وأن يظهر، وكذلك هي في مصاحفهم. وفي مصاحف أهل العراق: "أو أن يظهر" .
المعنى أنه قال: إني أخاف التبديل على دينكم، أو أن يتسامع الناس به ، فيصدقوه , فيكون فيه فساد على دينكم.).
[معاني القرآن: 3/7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26)}
{أو أن يظهر في الأرض الفساد} : على هذا مصاحف أهل العراق، وفي مصحف أهل الحجاز: {وأن يظهر} بغير ألف، ويجوز وأن يظهر، ومعنى أو وقوع أحد الشيئين , فالمعنى على (أو) : أن فرعون قال: إني أخاف أن يبدل دينكم , أو يفسد، فجعل طاعة الله تعالى هي الفساد، فيكون المعنى إني أخاف أن يبطل دينكم ألبتّة، فإن لم يبطله , أوقع فيه الفساد.
ومن قرأ " وأن " , فيكون المعنى: أخاف إبطال دينكم والفساد معه.).
[معاني القرآن: 4/371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ومعنى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}
قال أبو جعفر : أخاف أن يكون أحد الأمرين , إما أن يذهب دينكم البتة , وإما أن يستميل , فيفسد عليكم ويحاربكم .
ويقرأ:
{وأن يظهر في الأرض الفساد } , أي: أخاف الأمرين جميعا). [معاني القرآن: 6/214-215]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال فرعون ذروني أقتل موسى}, قال: لم يسألهم من باب الأمر والنهي، ولكن من باب المشورة، أي: أشيروا علي.).[ياقوتة الصراط: 450]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 08:30 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ابتدأ تبارك وتعالى قصة موسى عليه السلام مع فرعون وملئه، وهي قصة فيها للنبي صلى الله عليه وسلم تسلية وأسوة، وفيها لقريش والكفار به وعيد ومثال يخافون منه أن يحل بهم ما حل بأولئك من النقمة، وفيها للمؤمنين وعد ورجاء في النصر والظفر وحمد عاقبة الصبر.
وآيات موسى كثيرة، عظمها والذي عرضه على جهة التحدي: العصا واليد، فوقعت المعارضة في العصا وحدها، ثم انفصلت القضية عن إيمان السحرة وغلبة الكافرين. و"السلطان": البرهان، وقرأ عيسى بن عمر: "سلطان" بضم اللام، والناس على سكونها). [المحرر الوجيز: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وخص تعالى هامان وقارون بالذكر تنبيها على مكانهما من الكفر، ولكونهما أشهر رجال فرعون، وقيل: إن قارون هذا ليس بقارون بني إسرائيل، وقيل: هو ذلك، ولكنه كان منقطعا إلى فرعون خادما مستعينا معه. وقوله: "ساحر" أي في أمر العصا، و"كذاب" في قوله: {إني رسول من الله}.
ثم أخبر تعالى عنهم أنهم لما جاءهم موسى عليه السلام بالنبوة والحق من عند الله، قال هؤلاء الثلاثة وأجمع رأيهم على أن يقتل أبناء بني إسرائيل أتباع موسى عليه السلام وشبانهم وأهل القوة منهم، وأن تستحيى النساء للخدمة والاسترقاق، وهذا رجوع منهم إلى نحو القتل الأول الذي كان قبل ميلاد موسى عليه السلام، ولكن هذا الأخير لم يتم لهم عزمهم فيه، ولا أعانهم الله تعالى على شيء منه، قال قتادة: هذا قتل غير الأول الذي كان حذر المولود، وسموا من ذكرنا من بني إسرائيل أبناء كما تقول لأفخاذ القبيلة أو المدينة وأهل الظهور فيها: هؤلاء أبناء فلانة.
وقوله تعالى: {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} عبارة وجيزة تعطي قوتها أن هؤلاء الثلاثة لم يقدرهم الله تعالى على قتل أحد من بني إسرائيل، ولا نجحت لهم سعاية فيهم، بل أضل الله سعيهم وكيدهم). [المحرر الوجيز: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد * وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب}
الظاهر من أمر فرعون أنه لما بهرت آيات موسى عليه السلام انهد ركنه، واضطربت معتقدات أصحابه، ولم يفقد منهم من يجاذبه الخلاف في أمره، وذلك بين من غير ما موضع من قصتهما، وفي هذه الآية على ذلك دليلان: أحدهما قوله: {ذروني أقتل موسى}، فليست هذه من ألفاظ الجبابرة المتمكنين من إنفاذ أوامرهم، والدليل الثاني: مقالة المؤمن وما صدع به، وأن مكاشفته لفرعون أكبر من مسايرته، وحكمه بنبوة موسى عليه السلام أظهر من توريته في أمره، وأما فرعون فإنما لجأ إلى المخرقة والاضطراب والتعاطي، ومن ذلك قوله: {ذروني أقتل موسى وليدع ربه}، أي: إني لا أبالي عن رب موسى، ثم رجع إلى قومه يريهم النصيحة والحماية لهم فقال: إني أخاف أن يبدل دينكم، والدين: السلطان، ومنه قول زهير:
لئن حللت بجو من بني أسد ... في دين عمرو وحالت بيننا فدك
وقرأ ابن عامر، وابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: "وأن"، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "أو أن"، ورجحها أبو عبيد بزيادة الحرف، فعلى الأولى خاف أمرين، وعلى الثانية خاف أحد أمرين. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، والحسن، وقتادة، والجحدري، وأبو رجاء، ومجاهد، وسعيد بن المسيب، ومالك بن أنس: "يظهر" بضم الياء وكسر الهاء "الفساد" نصبا، وقرأ ابن كثير، وابن عامر: "يظهر" بفتح الياء والهاء [الفساد] بالرفع على إسناد الفعل إليه، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وأبي بكر عن عاصم، والأعرج، وعيسى، والأعمش، وابن وثاب، وروي عن الأعمش أنه قرأ: "ويظهر" برفع الراء، وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "ويظهر" بفتح الياء). [المحرر الوجيز: 7/ 434-436]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما سمع موسى عليه السلام مقالة فرعون- لأنه كان معه في مجلس واحد- دعا ربه تعالى وقال: {إني عذت بربي وربكم} الآية، وقرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر: "عذت" ببيان الذال، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: "عذت" بالإدغام، واختلف عن نافع، وفي مصحف أبي بن كعب: "عت" على الإدغام في الخط). [المحرر الوجيز: 7/ 436]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (23) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحرٌ كذّابٌ (24) فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلّا في ضلالٍ (25) وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26) وقال موسى إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب (27) }
يقول تعالى مسلّيًا لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في تكذيب من كذّبه من قومه، ومبشّرًا له بأنّ العاقبة والنّصرة له في الدّنيا والآخرة، كما جرى لموسى بن عمران، فإنّ اللّه تعالى أرسله بالآيات البيّنات، والدّلائل الواضحات؛ ولهذا قال: {بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ} والسّلطان هو: الحجة والبرهان). [تفسير ابن كثير: 7/ 138-139]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({إلى فرعون} هو: ملك القبط بالدّيار المصريّة، {وهامان} وهو: وزيره في مملكته {وقارون} وكان أكثر النّاس في زمانه مالًا وتجارةً {فقالوا ساحرٌ كذّابٌ} أي: كذّبوه وجعلوه ساحرًا ممخرقًا مموّهًا كذّابًا في أنّ اللّه أرسله. وهذه كقوله [تعالى]: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} [الذّاريات 52، 53]). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا} أي: بالبرهان القاطع الدّالّ على أنّ اللّه تعالى أرسله إليهم، {قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم} وهذا أمرٌ ثانٍ من فرعون بقتل ذكور بني إسرائيل. أمّا الأوّل: فكان لأجل الاحتراز من وجود موسى، أو لإذلال هذا الشّعب وتقليل عددهم، أو لمجموع الأمرين. وأمّا الأمر الثّاني: فللعلّة الثّانية، لإهانة هذا الشّعب، ولكي يتشاءموا بموسى، عليه السّلام؛ ولهذا قالوا: {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 129].
قال قتادة: هذا أمرٌ بعد أمرٍ.
قال اللّه تعالى: {وما كيد الكافرين إلا في ضلالٍ} أي: وما مكرهم وقصدهم الّذي هو تقليل عدد بني إسرائيل لئلّا ينصروا عليهم، إلّا ذاهبٌ وهالكٌ في ضلالٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه} وهذا عزمٌ من فرعون -لعنه اللّه- على قتل موسى، عليه السّلام، أي: قال لقومه: دعوني حتّى أقتل لكم هذا، {وليدع ربّه} أي: لا أبالي منه. وهذا في غاية الجحد والتّجهرم والعناد.
وقوله -قبّحه اللّه-: {إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} يعني: موسى، يخشى فرعون أن يضلّ موسى النّاس ويغيّر رسومهم وعاداتهم. وهذا كما يقال في المثل: "صار فرعون مذكّرًا" يعني: واعظًا، يشفق على النّاس من موسى، عليه السّلام.
وقرأ الأكثرون: "أن يبدّل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد" وقرأ آخرون: {أو أن يظهر في الأرض الفساد} وقرأ بعضهم: "يظهر في الأرض الفساد" بالضّمّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال موسى: {إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب} أي: لـمّا بلغه قول فرعون: {ذروني أقتل موسى} قال موسى: استجرت باللّه وعذت به من شرّه وشرّ أمثاله؛ ولهذا قال: {إنّي عذت بربّي وربّكم} أيّها المخاطبون، {من كلّ متكبّرٍ} أي: عن الحقّ، مجرم، {لا يؤمن بيوم الحساب}؛ ولهذا جاء في الحديث عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا خاف قومًا قال: "اللّهمّ، إنّا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك في نحورهم"). [تفسير ابن كثير: 7/ 139-140]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة