العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:16 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (41) إلى الآية (45) ]

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:25 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كمثل العنكبوت قال هذا مثل ضربه الله أنه لن يغني عنه شيئا من ضعفه وقلة إجزائه مثل ضعف بيت العنكبوت). [تفسير عبد الرزاق: 2/97]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: {مثل الّذين اتّخذوا} الآلهة والأوثان {من دون اللّه أولياء} يرجون نصرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم، {كمثل العنكبوت} في ضعفها، وقلّة احتيالها لنفسها، {اتّخذت بيتًا} لنفسها، كيما يكنّها، فلم يغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نزل بهم أمر اللّه، وحلّ بهم سخطه أولياؤهم الّذين اتّخذوهم من دون اللّه شيئًا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ اللّه بهم من سخطه بعبادتهم إيّاهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا} إلى آخر الآية، قال: ذلك مثلٌ ضربه اللّه لمن عبد غيره، إنّ مثله كمثل بيت العنكبوت.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه للمشرك، مثل إلهه الّذي يدعوه من دون اللّه كمثل بيت العنكبوت: واهنٌ، ضعيفٌ، لا ينفعه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه، لا يغني أولياؤهم عنهم شيئًا كما لا يغني العنكبوت بيتها هذا.
وقوله: {وإنّ أوهن البيوت} يقول: وإنّ أضعف البيوت {لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} يقول تعالى ذكره: لو كان هؤلاء الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء، يعلمون أنّ أولياءهم الّذين اتّخذوهم من دون اللّه في قلّة غنائهم عنهم، كغناء بيت العنكبوت عنها، لكنّهم يجهلون ذلك، فيحسبون أنّهم ينفعونهم، ويقرّبونهم إلى اللّه زلفى). [جامع البيان: 18/403-405]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)
قوله تعالى: مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت. الآية كلها
قال هذا مثلٌ ضربه اللّه للمشرك.. إليه الّذين يدعون من دون اللّه كمثل العنكبوت وأوهن ضعيفٌ لا ينفعه. وروي، عن ابن عبّاسٍ نحو ذلك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا قال: مثلٌ ضربه اللّه لا يغني أولياءهم، عنهم شيئًا كما لا يغني العنكبوت بيتها هذا.
قوله تعالى: كمثل العنكبوت
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، ثنا سليمان بن سليمٍ الكنانيّ يعني أبا سلمة، عن يحيى بن جابر بن يزيد بن ميسرة، عن ابن عائذٍ أنّه قال العنكبوت شيطانٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو عميرٍ، ثنا ضمرة، عن ابن عطاءٍ، عن أبيه قال: نسجت العنكبوت مرّتين، مرّةً، على داود عليه السّلام، والثّانية، على النّبيّ محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام.
قوله تعالى: وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت قال: في الضّعف والوهن.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه أنّه لا يغني، عنه شيئًا من ضعفه وقلّة أجزائه مثل ضعف بيت العنكبوت). [تفسير القرآن العظيم: 9/3062-3063]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت} قال: هذا مثل ضربه الله للمشرك، انه لن يغني عنه إلهه شيئا من ضعفه وقلة إجزائه مثل ضعف بيت العنكبوت). [الدر المنثور: 11/547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء} قال: ذاك مثل ضربه الله لمن عبد غيره، ان مثله كمثل بيت العنكبوت). [الدر المنثور: 11/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن مرثد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العنكبوت شيطان مسخها الله فمن وجدها فيلقتلها). [الدر المنثور: 11/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ميسرة قال (العنكبوت) شيطان). [الدر المنثور: 11/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال: نسجت العنكبوت مرتين، مرة على داود عليه السلام، والثانية على النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت أنا وأبو بكر الغار فاجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب فلا تقتلوهن). [الدر المنثور: 11/548-549]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيءٍ وهو العزيز الحكيم (42) وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون}.
اختلف القرّاء في قراءة قوله: {إنّ اللّه يعلم ما يدعون} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار (تدعون) بالتّاء، بمعنى الخطاب لمشركي قريشٍ {إنّ اللّه} أيّها النّاس يعلم ما تدعون إليه من دونه من شيءٍ. وقرأ ذلك أبو عمرٍو: {إنّ اللّه يعلم ما يدعون} بالياء، بمعنى الخبر عن الأمم، إنّ اللّه يعلم ما يدعو هؤلاء الّذين أهلكناهم من الأمم من دونه من شيءٍ.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءة من قرأ بالتّاء، لأنّ ذلك لو كان خبرًا عن الأمم الّذين ذكر اللّه أنّه أهلكهم، لكان الكلام: إنّ اللّه يعلم ما كانوا يدعون، لأنّ القوم في حال نزول هذا الخبر على نبيّ اللّه لم يكونوا موجودين، إذ كانوا قد هلكوا فبادوا، وإنّما يقال: إنّ اللّه يعلم ما تدعون إذا أريد به الخبر عن موجودين، لا عمّن قد هلك.
فتأويل الكلام إذ كان الأمر كما وصفنا: إنّ اللّه يعلم أيّها القوم حال ما تعبدون من دونه من شيءٍ، وإنّ ذلك لا ينفعكم ولا يضرّكم، إن أراد اللّه بكم سوءًا، ولا يغني عنكم شيئًا؛ وإنّ مثله في قلّة غنائه عنكم، مثل بيت العنكبوت في غنائه عنها.
وقوله: {وهو العزيز الحكيم} يقول: واللّه العزيز في انتقامه ممّن كفر به، وأشرك في عبادته معه غيره، فاتّقوا أيّها المشركون به عقابه بالإيمان به قبل نزوله بكم، كما نزل بالأمم الّذين قصّ اللّه قصصهم في هذه السّورة عليكم، فإنّه إن نزل بكم عقابه لم تغن عنكم أولياؤكم الّذين اتّخذتموهم من دونه، كما لم يغن عنهم من قبلكم أولياؤهم الّذين اتّخذوهم من دونه، {الحكيم} في تدبيره خلقه، فمهلكٌ من استوجب الهلاك في الحال الّتي هلاكه صلاحٌ، والمؤخّر من أخّر هلاكه من كفرة خلقه به إلى الحين الّذي في هلاكه الصّلاح). [جامع البيان: 18/405-406]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيءٍ وهو العزيز الحكيم (42)
قوله تعالى: إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيء
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا موسى بن هارون الدّولأبيّ، ثنا أبي فاطمة، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: إن اللّه يعلم قال: يعلم ما لا تعلمون.
قوله تعالى: ما يدعون من دونه من شيء
تقدّم تفسير هذا الوثن، وهذا الحجر.
قوله تعالى: وهو العزيز الحكيم
تقدّم إسناده). [تفسير القرآن العظيم: 9/3063-3064]

تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس} يقول تعالى ذكره: وهذه الأمثال، وهي الأشباه والنّظائر {نضربها للنّاس}، يقول: نمثّلها ونشبّهها، ونحتجّ بها للنّاس، كما قال الأعشى:
هل تذكر العهد في تنمّص إذ = تضرب لي قاعدًا بها مثلا
{وما يعقلها إلاّ العالمون} يقول تعالى ذكره: وما يعقل أنّه أصيب بهذه الأمثال الّتي نضربها للنّاس منهم الصّواب والحقّ فيما ضربت له مثلاً إلاّ العالمون باللّه وآياته). [جامع البيان: 18/406-40]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلّا العالمون (43)
قوله تعالى: وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا أبي ثنا أبو سنانٍ، عن عمرو بن مرّة قال: ما مررت بآيةٍ في كتاب اللّه لا أعرفها إلا أحزنني لأنّي سمعت اللّه يقول: وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3064]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا داود بن المحبّر، ثنا عبّادٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ وأبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- "أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تلا هذه الآية: (وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون) قال: العالم الّذي عقل عن اللّه- عزّ وجل- فعمل بطاعته واجتنب سخطه".
- قال: وقال عطاءٌ: عن ابن عبّاسٍ يرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أفضل النّاس أعقل النّاس. قال ابن عبّاسٍ: وذلك نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف داود بن المحبّر). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون * خلق الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين.
أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني لأني سمعت الله تعالى يقول {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} ). [الدر المنثور: 11/549]

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {خلق الله} يا محمّد {السّماوات والأرض} وحده منفردًا بخلقها، لا يشركه في خلقها شريكٌ {إنّ في ذلك لآيةً} يقول: إنّ في خلقه ذلك لحجّةً لمن صدّق بالحجج إذا عاينها، والآيات إذا رآها). [جامع البيان: 18/407]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: خلق الله السماوات والأرض
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا عبيد بن إسحاق، عن عمرو بن ثابتٍ، عن أبيه، عن جدّه العبريّ قال: سمعت عليًّا ذات يومٍ يحلف فيقول: والّذي خلق السّماء من دخانٍ وماءٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس داود العطّار، عن القاسم بن أبي بزّة قال: ليست السماء مربعة، ولكنها مقبوؤة يراها النّاس خضراء.
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير قال: سمعت كعبًا يقول: السّماء أشدّ بياضًا من اللبن.
- أخبرنا أبو عبد الله الطبراني فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا الثّوريّ قال: صخرةٌ تحت الأرضين بلغنا أنّ تلك الصّخرة، عنها خضرٌ..
قوله تعالى: والأرض بالحقّ
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث حدّثني اللّيث، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عمر بن عبد اللّه مولى غفرة أنّ كعبًا قال لعمر بن الخطّاب: ألا أحدّثك عن علوّ اللّه تبارك وتعالى قال عمر: بلى، فقال كعبٌ: إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل مسيرةً ممّا بين المشرق والمغرب خمسمائة سنةٍ في المشرق لا يوجد شيءٌ من الحيوان لا جنٌّ ولا إنسٌ ولا شجرةٌ، مائة سنةٍ في المغرب بتلك المنزلة وثلاثمائةٍ فيما بين ذلك...
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيلٍ الحرّانيّ، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن خالد ابن مضرب قال: الأرض مسيرة خمسمائة سنة، ثلاثمائة عمرانٌ ومائتان خرابٌ.
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسيّ، ثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعيّ قال: بلغني، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: الأرض سبعة أجزاءٍ (ستّة أجزاءٍ فيه) يأجوج ومأجوج، وجزءٌ فيه سائر الخلق.
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن واقد، ثنا ضمرة، عن الأوزاعيّ قال: قال عبد اللّه بن عمرٍو: الدّنيا مسيرة خمسمائة عامٍ أربعمائة خرابٌ ومائةٌ عمرانٌ في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنةٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا الأصمعيّ، ثنا أبي ثنا سليمان بن سعيد، ثنا الأصمعيّ، عن النّمر بن هلالٍ، عن قتادة، عن أبي الخلد قال: الأرض أربعةٌ وعشرون ألف فرسخ، والسودان اثنى عشرة، والرّوم ثمانيةٌ ولفارس ثلاثةٌ وللعرب ألفٌ، واللّفظ لنصر.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن حاتم بن سليمان المزنيّ، ثنا الحكم، عن سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: ذكر لي أنّ الأرض أربعةٌ وعشرون ألف فرسخٍ اثنا عشر ألف سنةٍ أرض الهند، وثمانية آلافٍ الصّين، وثلاثة آلافٍ المغرب وألفٌ العرب.
قوله تعالى: إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين
تقدّم تفسيره (علامةٌ للمتصدّقين) ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3064-3065]

تفسير قوله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جويبر، عن الضحاك، في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} [سورة العنكبوت: 45]، قال: كان ابن مسعود، يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، ومن انتهى عن الفحشاء والمنكر فقد أطاع الصلاة). [الزهد لابن المبارك: 2/487]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى ولذكر الله أكبر قال إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ما كان فيها وذكر الله الناس أكبر من كل شيء.

قال معمر وقال قتادة ليس شيء أفضل من ذكر الله.
أنا معمر عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال: قال معاذ ابن جبل لأن أذكر الله من بكرة حتى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة حتى الليل). [تفسير عبد الرزاق: 2/97]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرنا عمن سمع الحسن يحدث عن النبي أنه قال من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا ولم يزدد بها عند الله إلا مقتا). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن إسماعيل عن الحسن في قوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال: قال صلى الله رسول الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي خالد قال: قال ابن مسعود لا تنفع الصلاة إلا لمن أطاعها). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن ربيعة عن ابن عباس قال سألني عن هذه الآية ولذكر الله أكبر قال قلت التسبيح والتكبير فقال ابن عباس ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عطاء بن السّائب عن عبد اللّه بن ربيعة قال: سألني ابن عباس في قوله: {ولذكر الله أكبر} فقلت: التّكبير والتّهليل والتّحميد فقال ابن عبّاسٍ: فذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إياه [الآية: 45]). [تفسير الثوري: 235]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن شقيقٍ، عن عبد الله، قال: لا تنفع الصّلاة إلاّ من أطاعها، ثمّ قرأ عبد الله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} فقال عبد الله: ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لربّه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 170-171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر واللّه يعلم ما تصنعون}.

يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {اتل} يعني: اقرأ {ما أوحي إليك من الكتاب} يعني: ما أنزل إليك من هذا القرآن {وأقم الصّلاة} يعني: وأدّ الصّلاة الّتي فرضها اللّه عليك بحدودها {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} اختلف أهل التّأويل في معنى الصّلاة الّتي ذكرت في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى بها القرآن الّذي يقرأ في موضع الصّلاة، أو في الصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أبي الوفاء، عن أبيه، عن ابن عمر، {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: القرآن الّذي يقرأ في المساجد.
وقال آخرون: بل عنى بها الصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء، والمنكر} يقول: في الصّلاة منتهًى ومزدجرٌ عن معاصي اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن العلاء بن المسيّب، عمّن ذكره، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء} والمنكر من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من اللّه إلاّ بعدًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا خالدٌ، قال: قال العلاء بن المسيّب: عن سمرة بن عطيّة، قال: قيل لابن مسعودٍ: إنّ فلانًا كثير الصّلاة، قال: فإنّها لا تنفع إلاّ من أطاعها.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن ابن مسعودٍ، قال: من لم تأمره صلاته بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم يزدد بها من اللّه إلاّ بعدًا.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: لا صلاة لمن لم يطع الصّلاة، وطاعة الصّلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر.
قال: قال سفيان، {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك} قال: فقال سفيان: إي واللّه، تأمره وتنهاه.
- قال عليٌّ: وحدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من صلّى صلاةً لم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من اللّه إلاّ بعدًا.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن، قال: الصّلاة إذا لم تنهه عن الفحشاء والمنكر، قال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من اللّه إلاّ بعدًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة والحسن، قالا: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فإنّه لا يزداد من اللّه بذلك إلاّ بعدًا.
والصّواب من القول في ذلك أنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال ابن عبّاسٍ وابن مسعودٍ.
فإن قال قائلٌ: وكيف تنهى الصّلاة عن الفحشاء والمنكر إن لم يكن معنيًّا بها ما يتلى فيها؟
قيل: تنهى من كان فيها، فتحول بينه وبين إتيان الفواحش، لأنّ شغله بها يقطعه عن الشّغل بالمنكر، ولذلك قال ابن مسعودٍ: من لم يطع صلاته لم يزدد من اللّه إلاّ بعدًا وذلك أنّ طاعته لها إقامته إيّاها بحدودها، وفي طاعته لها مزدجرٌ عن الفحشاء والمنكر.
- حدّثنا أبو حميدٍ الحمصيّ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ العطّار، قال: حدّثنا أرطأة، عن أبي عونٍ، في قول اللّه {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: إذا كنت في صلاةٍ، فأنت في معروفٍ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، والفحشاء: هو الزّنا والمنكر: معاصي اللّه، ومن أتى فاحشةً أو عصى اللّه في صلاته بما يفسد صلاته، فلا شكّ أنّه لا صلاة له.
وقوله: {ولذكر اللّه أكبر} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: ولذكر اللّه إيّاكم أفضل من ذكركم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عطاء بن السّائب، عن عبد اللّه بن ربيعة، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: هل تدري ما قوله {ولذكر اللّه أكبر}؟ قال: قلت: نعم، قال. فما هو؟ قال: قلت: التّسبيح والتّحميد والتّكبير في الصّلاة، وقراءة القرآن، ونحو ذلك، قال: لقد قلت قولاً عجبًا، وما هو كذلك، ولكنّه إنّما يقول: ذكر اللّه إيّاكم عندما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن ابن ربيعة، عن ابن عبّاسٍ قال: ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن عبد اللّه بن ربيعة، قال: سألني ابن عبّاسٍ عن قول اللّه {ولذكر اللّه أكبر} فقلت: ذكره بالتّسبيح، والتّكبير، والقرآن حسنٌ، وذكره عند المحارم فيحتجز عنها، فقال: لقد قلت قولاً عجيبًا، وما هو كما قلت، ولكن ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن عبد اللّه بن ربيعة، عن ابن عبّاسٍ {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه للعبد أفضل من ذكره إيّاه.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، وابن وكيعٍ، قال ابن المثنّى: حدّثني عبد الأعلى، وقال ابن وكيعٍ: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن محمّد بن أبي موسى، قال: كنت قاعدًا عند ابن عبّاسٍ، فجاءه رجلٌ فسأل ابن عبّاسٍ عن {ولذكر اللّه أكبر}، فقال ابن عبّاسٍ: الصّلاة والصّوم، قال: ذاك ذكر اللّه، قال رجلٌ: إنّي تركت رجلاً في رحلي يقول غير هذا، قال: {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه العباد أكبر من ذكر العباد إيّاه، فقال ابن عبّاسٍ: صدق واللّه صاحبك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ، فقال: حدّثني عن قول اللّه {ولذكر اللّه أكبر}، قال: ذكر اللّه لكم أكبر من ذكركم له.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن داود، عن عكرمة، {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه للعبد أفضل من ذكره إيّاه.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، قال: حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، {ولذكر اللّه أكبر} قال: هو قوله: {فاذكروني أذكركم}، وذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {ولذكر اللّه} لعباده إذا ذكروه {أكبر} من ذكركم إيّاه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه عبده أكبر من ذكر العبد ربّه في الصّلاة أو غيرها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن محمّد بن أبي موسى، عن ابن عبّاسٍ، قال: ذكر اللّه إيّاكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن أبي قرّة، عن سلمان، مثله.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثني عبد الحميد بن جعفرٍ، عن صالح بن أبي عريبٍ، عن كثير بن مرّة الحضرميّ، قال: سمعت أبا الدّرداء، يقول: أخبركم بخير أعمالكم، وأحبّها إلى مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ من أن تغزوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم، وخيرٍ من إعطاء الدّنانير والدّراهم؟ قالوا: ما هو؟ قال: ذكركم ربّكم، وذكر اللّه أكبر.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سفيان، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن أبي قرّة، عن سلمان، {ولذكر اللّه أكبر} قال: قال: ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عامرٍ، قال: سألت أبا قرّة عن قوله {ولذكر اللّه أكبر}، قال: ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، وعكرمة، قالا: ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن مطرّفٍ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، قال: هو كقوله: {فاذكروني أذكركم}، فذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- قال: حدّثنا حسن بن عليٍّ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه: {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه العبد أكبر من ذكر العبد لربّه.
- قال: حدّثنا أبو يزيد الرّازيّ، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن شعبة، قال: ذكر اللّه لكم أكبر من ذكركم له.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولذكركم اللّه أفضل من كلّ شيءٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عمر بن أبي زائدة، عن العيزار بن حريثٍ، عن رجلٍ، عن سلمان، أنّه سئل: أيّ العمل أفضل؟ قال: أما تقرأ القرآن {ولذكر اللّه أكبر}؟ لا شيء أفضل من ذكر اللّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ أحمد بن المغيرة الحمصيّ، قال: حدّثنا عليّ بن عيّاشٍ، قال: حدّثنا اللّيث، قال: حدّثني معاوية، عن ربيعة بن يزيد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أمّ الدّرداء، أنّها قالت: {ولذكر اللّه أكبر} فإن صلّيت فهو من ذكر اللّه، وإن صمت فهو من ذكر اللّه، وكلّ خيرٍ تعمله فهو من ذكر اللّه، وكلّ شرٍّ تجتنبه فهو من ذكر اللّه، وأفضل ذلك تسبيح اللّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولذكر اللّه أكبر} قال: لا شيء أكبر من ذكر اللّه، قال: أكبر الأشياء كلّها، وقرأ {أقم الصّلاة لذكري}، قال: لذكر اللّه: وإنّه لم يصفه عند القتال إلاّ أنّه أكبر.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، قال: قال رجلٌ لسلمان: أيّ العمل أفضل، قال: ذكر اللّه.
وقال آخرون: هو محتملٌ للوجهين جميعًا، يعنون القول الأوّل الّذي ذكرناه والثّاني.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله {ولذكر اللّه أكبر} قال: لها وجهان: ذكر اللّه أكبر ممّا سواه، وذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدّثنا خالدٌ الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في: {ولذكر اللّه أكبر} قال: لها وجهان: ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه، وذكر اللّه عند ما حرّم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لذكر اللّه العبد في الصّلاة أكبر من الصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، في قوله {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه العبد في الصّلاة أكبر من الصّلاة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وللصّلاة الّتي أنت بها، وذكرك اللّه فيها أكبر ممّا نهتك الصّلاة من الفحشاء والمنكر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أحمد بن المغيرة الحمصيّ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ العطّار، قال: حدّثنا أرطأة، عن أبي عونٍ، في قول اللّه: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} والّذي أنت فيه من ذكر اللّه أكبر.
قال أبو جعفرٍ: وأشبه هذه الأقوال بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل قول من قال: ولذكر اللّه إيّاكم أفضل من ذكركم إيّاه.
وقوله: {واللّه يعلم ما تصنعون} يقول: واللّه يعلم ما تصنعون أيّها النّاس في صلاتكم من إقامة حدودها، وترك ذلك وغيره من أموركم، وهو مجازيكم على ذلك، يقول: فاتّقوا أن تضيّعوا شيئًا من حدودها). [جامع البيان: 18/407-417]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر واللّه يعلم ما تصنعون (45)
قوله تعالى: اتل ما أوحي إليك من الكتاب
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا أسباط بن محمّدٍ، عن الهذليّ يعني أبا بكرٍ، عن الحسن قوله: الكتاب قال: القرآن.
قوله تعالى: أقم الصلاة
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: إنّ الصّلاة تنهى، عن الفحشاء والمنكر
- حدّثنا محمّد بن هارون المخرّميّ الفلاس، ثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زيادٍ عمر بن أبي عثمان، ثنا الحسن، عن عمران بن حصينٍ قال: سئل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قول اللّه: إنّ الصّلاة تنهى، عن الفحشاء والمنكر قال: من لم تنهه صلاته، عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا يحيى بن أبي طلحة اليربوعيّ، ثنا أبو معاوية، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، من لم تنهه صلاته، عن الفحشاء والمنكر لم يزد بها من اللّه إلا بعدًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن عبده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال أبو خالدٍ مرّةً، عن عبد الله لا صلاة لم تنهه الصّلاة وطاعة الصّلاة تنهاه، عن الفحشاء والمنكر.»
- حدثنا أبي سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن نميرٍ، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد اللّه بن يزيد قال: قيل لعبد اللّه: إنّ فلانا يطيل الصلاة قال: إن الصلاة تنفع الأمر أطاعها.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن سالم. عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إن الصلاة تنهى، عن الفحشاء والمنكر يقول: في الصّلاة منتهًى ومزدجرٌ، عن معاصي اللّه.
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ أنبأ عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: إن الصلاة تنهى، عن الفحشاء والمنكر إنّ الصّلاة فيها ثلاث خلالٍ، فكلّ صلاةٍ لا يكون فيها شيءٌ من هذه الخلال فليست بصلاة الإخلاص والخشية وذكر اللّه، فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه، عن المنكر، وذكر اللّه القرآن يأمره وينهاه.
- حدّثنا أبو حميدٍ أحمد بن محمّد بن سيّارٍ الحمصيّ، ثنا سعيدٌ القطّان، ثنا نافعٌ أبو هرمز، ثنا أرطاة بن المنذر، عن أبي غوثٍ قوله: إنّ الصّلاة تنهى، عن الفحشاء والمنكر قال: إذا كنت في صلاةٍ فأنت في معروفٍ وقد حجزتك، عن الفحشاء والمنكر، والّذي أنت فيه من ذكر اللّه أكثر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا الحكم بن هشامٍ العقيليّ حدّثنا حمّاد بن أبي سليمان في قول اللّه: إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال: ما دمت فيها.
قوله تعالى: تنهى، عن الفحشاء والمنكر
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية، ثنا يحيى بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ تنهى، عن الفحشاء والمنكر يقول: الزّنا والمنكر الشّرك. وروي، عن عكرمة والحسن مثل ذلك.
قوله تعالى: ولذكر اللّه أكبر
- حدّثنا هارون بن إسحاق الهمذانيّ، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، عن مسعدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن عبد اللّه بن ربيعٍة قال: قال ابن عبّاسٍ: ما تقول في قول اللّه: ولذكر اللّه أكبر قال: هو الّذي يذكر اللّه، عند المعاصي.
فقال ابن عبّاسٍ: لقد قلت وما هو كما قلت، ولكنّ ذكر اللّه العبد أكبر من ذكر العبد لربّه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ ولذكر اللّه أكبر قال: ذكر اللّه، عند طعامك، عند منامك قلت: فإنّ صاحبًا لي في المنزل يقول غير الّذي تقول.
قال: وأيّ شيءٍ يقول: قال يقول: قال اللّه: فاذكروني أذكركم فذكر اللّه إيّانا أكبر من ذكرنا إيّاه. قال: صدقٍ.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ ولذكر اللّه أكبر يقول: ولذكر اللّه لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم إيّاه.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، عن هارون يعني بن، عنترة، عن أبيه قال: سألت ابن عبّاسٍ أو سئل أيّ العمل أفضل قال: ولذكر اللّه أكبر وبه قال: ذلك ثلاث مرّاتٍ. قال: وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت اللّه يذكرون اللّه ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافًا للّه وإلا حفتهم الملائكة بأجنحتها ماداموا فيه حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره. ومن سلك طريقًا يبتغي به العلم سهّل اللّه له طريقًا إلى الجنّة ومن ثبّطه عمله لا يسرع به نسبه.
- حدّثنا أبي، ثنا النّفيليّ، ثنا إسماعيل، عن خالدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ولذكر اللّه أكبر قال: لها وجهان. قال: ذكر اللّه، عند ما حرّمه قال: ذكر اللّه إيّاكم أعظم من ذكركم إيّاه.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبانة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ولذكر اللّه عبده أكبر من ذكر العبد ربّه في الصلاة وغيرها.
قوله تعالى: تصنعون
وتعملون واحد تقدم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3065-3068]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن ابن عباس في قوله ولذكر الله أكبر قال يقول ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه). [تفسير مجاهد: 495]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يقول ذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة وغيرها). [تفسير مجاهد: 495]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن حمشاذ العدل، أخبرني يزيد بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن أبي اللّيث ثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن عبد اللّه بن ربيعة، قال: سألني ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، عن قول اللّه عزّ وجلّ: {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت: 45] فقلت: ذكر اللّه بالتّسبيح والتّهليل والتّكبير، فقال: «لا ذكر اللّه أكبر من ذكركم إيّاه» صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/444]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -): في قوله: {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت:45] قال: ذكر العبد الله بلسانه كبيرٌ، وذكره له وخوفه منه، إذا أشفى على ذنبٍ، فتركه من خوفه: أكبر من ذكره بلسانه، من غير نزعٍ عن الذّنب. أخرجه). [جامع الأصول: 2/298]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء} [العنكبوت: 45].
- عن أبي هريرة قال: «جاء رجلٌ إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: إنّ فلانًا يصلّي باللّيل فإذا أصبح سرق، فقال: " سينهاه ما تقول» ".
رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح، إلّا أنّ الأعمش قال: أرى أبا صالحٍ عن أبي هريرة). [مجمع الزوائد: 7/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} يقول: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله). [الدر المنثور: 11/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: الصلاة فيها ثلاث خلال، الإخلاص والخشية وذكر الله فكل صلاة ليس فيها من هذه الخلال فليس بصلاة، فالإخلاص يأمره بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله القرآن يأمره وينهاه). [الدر المنثور: 11/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه انه كان يقرؤها (ان الصلاة تأمر بالمعروف تنهي عن الفحشاء والمنكر) ). [الدر المنثور: 11/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قول الله {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فقال من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له). [الدر المنثور: 11/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا). [الدر المنثور: 11/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة لهز وفي لفظ لم يزدد بها من الله إلا بعدا). [الدر المنثور: 11/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواة مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تأمره بالمعروف وتنهه عن المنكر لم تزده صلاته من الله إلا بعدا). [الدر المنثور: 11/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لم يطيع الصلاة وطاعة الصلاة ان تنهى عن الفحشاء والمنكر). [الدر المنثور: 11/550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قيل له: إن فلانا يطيل الصلاة قال: إن الصلاة لا تنفع إلا من أطاعها ثم قرأ {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ). [الدر المنثور: 11/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال: من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا). [الدر المنثور: 11/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق قال: انه سينهاه ما تقول). [الدر المنثور: 11/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: يا ابن آدم إنما الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر فان لم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فانك لست تصلي). [الدر المنثور: 11/551-552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا). [الدر المنثور: 11/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: إذا كنت في صلاة فأنت في معروف وقد حجزتك الصلاة عن الفحشاء والمنكر والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر). [الدر المنثور: 11/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن حماد بن أبي سليمان رضي الله عنه في قوله {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: ما دمت فيها). [الدر المنثور: 11/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: القرآن الذي يقرأ في المساجد). [الدر المنثور: 11/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولذكر الله أكبر} قال: ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم إياه). [الدر المنثور: 11/552-553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن ربيعة قال: سألني ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله {ولذكر الله أكبر} فقلت: ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير، قال: لا، ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه ثم قرأ {فاذكروني أذكركم} البقرة الآية 152). [الدر المنثور: 11/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد، وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لله). [الدر المنثور: 11/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن السني، وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {ولذكر الله أكبر} قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه). [الدر المنثور: 11/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عطية رضي الله عنه في قوله {ولذكر الله أكبر} قال: هو قوله {فاذكروني أذكركم} فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه). [الدر المنثور: 11/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: لذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة وغيرها). [الدر المنثور: 11/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {ولذكر الله أكبر} يقول: لذكر الله إياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إياه). [الدر المنثور: 11/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن جابر قال: سألت أبا قرة عن قوله {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله أكبر من ذكركم إياه). [الدر المنثور: 11/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولذكر الله} عندما حرمه وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه). [الدر المنثور: 11/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة). [الدر المنثور: 11/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولذكر الله أكبر} قال: لا شيء أكبر من ذكر الله). [الدر المنثور: 11/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع لان الله تعالى يقول في كتابه {ولذكر الله أكبر} ). [الدر المنثور: 11/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبه، وابن المنذر والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الإيمان عن عنترة قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أي العمل أفضل قال: ذكر الله أكبر وما قعد قوم في بيت من بيوت الله يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يفيضوا في حديث غيره وما سلك رجل طريقا يلتمس فيه العلم إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة). [الدر المنثور: 11/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وانماها في درجاتكم وخير من ان تلقوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم وخير من اعطاء الدنانير والدراهم، قالوا: وما هو يا أبا الدرداء قال: ذكر الله {ولذكر الله أكبر} ). [الدر المنثور: 11/555-556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ح والبيهقي عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت {ولذكر الله أكبر} وان صليت فهو من ذكر الله وان صمت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل من ذلك تسبيح الله). [الدر المنثور: 11/556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سلمان رضي الله عنه أنه سئل أي العمل أفضل قال: أما تقرأ القرآن {ولذكر الله أكبر} لا شيء أفضل من ذكر الله، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/556]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:48 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء} [العنكبوت: 41]، يعني:
[تفسير القرآن العظيم: 2/630]
أوثانهم الّتي عبدوها.
وقال السّدّيّ: {أولياء}، يعني: آلهةً وهو أحدٌ.
قال: {كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت} [العنكبوت: 41] أضعف البيوت.
{لبيت العنكبوت} [العنكبوت: 41]، أي: أنّ أوثانهم لا تغني عنهم شيئًا كما لا يغني بيت العنكبوت من حرٍّ ولا بردٍ.
{لو كانوا يعلمون} [العنكبوت: 41] يعلمون لعلموا أنّ أوثانهم لا تغني عنهم شيئًا كبيت العنكبوت). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً...}

ضربه مثلاً لمن اتّخذ من دون الله وليّاً, أنه لا ينفعه , ولا يضرّه، كما أن بيت العنكبوت , لا يقيها حرّاً , ولا برداً, والعنكبوت أنثى, وقد يذكّرها بعض العرب, قال الشاعر:
على هطّالهم منهم بيوتٌ = كأنّ العنكبوت هو ابتناها).[معاني القرآن: 2/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المَثَل: بمعنى الشَّبَه، يقال: هذا مَثَلُ الشَّيءِ وَمِثْلُهُ، كما يقال: شَبَهُ الشَّيءِ وَشِبْهُهُ، قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} [العنكبوت: 41] أي شَبَه الذين كفروا شبه العنكبوت). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)}
(لو) متصلة بقوله : {اتّخذوا}, أي: لو علموا أن اتخاذهم الأولياء كاتخاذ العنكبوت، ليس أنهم لا يعلمون أن بيت العنكبوت ضعيف, وذلك أن بيت العنكبوت لا بيت أضعف منه، فيما يتّخذه الهوام في البيوت، ولا أقل وقاية منه من حرّ , أو برد.
والمعنى : أن أولياءهم لا ينقصونهم، ولا يرزقونهم و, لا يدفعون عنهم ضررا، كما أن بيت العنكبوت غير موق للعنكبوت.). [معاني القرآن: 4/169]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} قال قتادة : هذا مثل ضربه الله عز وجل, أي: إنه لا ينفع لضعفه كما أن بيت العنكبوت لا ينفع, ولا يقي.
ثم قال جل وعز: {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}
لو متعلقة بقوله: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت}, لو كانوا يعلمون أن أولياءهم لا يغنون عنهم شيئا , وأن هذا مثلهم.). [معاني القرآن: 5/227-228]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيءٍ} [العنكبوت: 42] يقوله للمشركين، يعني: ما تعبدون من دونه.
{وهو العزيز} [العنكبوت: 42] في نقمته.
{الحكيم} في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس} [العنكبوت: 43]، يعني: نصفها للنّاس، فنبيّنها للنّاس، تفسير السّدّيّ.
قال: {وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43]، يعني: المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ وتلك الأمثال نضربها للنّاس}, مجازها: هذه الأشباه والنظائر نحتج بها، يقال اضرب لي مثلاً: قال الأعشى:

هل تذكر العهد في تنمّص إذ= تضرب لي قاعداً بها مثلا).[مجاز القرآن: 2/116]

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ} [العنكبوت: 44]، أي: للبعث والحساب كقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا} [ص: 27]، أي: خلقناهما للبعث والحساب، قال: {ذلك ظنّ الّذين كفروا} [ص: 27] ألا يبعثوا ولا يحاسبوا.
قال: {إنّ في ذلك لآيةً} لعبرةً، ويقال: لمعرفةً.
{للمؤمنين} في خلق السّموات والأرض يعلمون أنّ الّذي خلق السّموات والأرض يبعث الخلق يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]

تفسير قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ
[تفسير القرآن العظيم: 2/631]
الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45] تفسير الكلبيّ أنّ العبد المؤمن ما دام في صلاته لا يأتي فحشاء ولا منكرًا.
- الحسن، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ صلاةٍ لا تنهى عن الفحشاء والمنكر فإنّ صاحبها لا يزداد من اللّه إلا بعدًا».
- وحديث المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من صلّى صلاةً لم تنهه عن الفحشاء والمنكر فإنّها لا تزيده عند اللّه إلا مقتًا».
قوله عزّ وجلّ: {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت: 45] الحسن بن دينارٍ، عن الحسن في تفسيرها قال: قال اللّه: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] فإذا ذكر العبد اللّه ذكره اللّه، فذكر اللّه للعبد أكبر من ذكر العبد إيّاه.
- قال يحيى: وحدّثني أبو الجرّاح المهديّ أنّ محارب بن دثارٍ قال: قال لي ابن عمر: كيف كان تفسير ابن العبّاس في هذه الآية {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت: 45]؟ فقلت: كان يقول: إنّ ذكر اللّه العبد عند المعصية، فكيف أكبر من ذكر اللّه باللّسان، فقال ابن عمر: إنّ العبد إذا ذكر اللّه ذكره اللّه، فذكر اللّه العبد أكبر من ذكر العبد إيّاه.
قال يحيى: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: الذّكر ذكران أحدهما
[تفسير القرآن العظيم: 2/632]
أفضل من الآخر: ذكر اللّه باللّسان حسنٌ، وأفضل منه ذكر اللّه عندما نهاك عنه، والصّبر صبران أحدهما أفضل من الآخر: الصّبر عند المصيبة حسنٌ وأفضل منه الصّبر عمّا نهاك اللّه عنه.
قال: {واللّه يعلم ما تصنعون} [العنكبوت: 45] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/633]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر...}

يقول: ولذكر الله إيّاكم بالثواب خير من ذكركم إيّاه إذا انتهيتم, ويكون: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر }, وأحقّ أن ينهى). [معاني القرآن: 2/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}, قالوا: المصلّي لا يكون في منكر ولا فاحشة، ما دام فيها.
{ولذكر اللّه أكبر}: يقول: ذكر اللّه العبد - ما كان في صلاته - أكبر من ذكر العبد للّه.
ويقال: {ولذكر اللّه أكبر}, أي: التسبيح والتكبير أكبر , وأحرى بأن ينهي عن الفحشاء والمنكر). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر واللّه يعلم ما تصنعون (45)}
قال الحسن وقتادة: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , فليست صلاته بصلاة، وهي: وبال عليه).
وقوله:{ولذكر اللّه أكبر} فيها أوجه:
- فمنها أن أكبر في معنى كبير، وجاء في التفسير: ولذكر اللّه إياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم.
- ووجه آخر: معناه: {ولذكر اللّه أكبر}: النهى عن الفحشاء والمنكر أكبر من الانتهاء عن الفحشاء والمنكر؛ لأن اللّه قد نهى عنها). [معاني القرآن: 4/169-170]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
روى يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , لم يزدد بها من الله إلا بعدا)).

وروى علي بن طلحة , عن ابن عباس قال: (في الصلاة منتهى, ومزدجر عن المعاصي).
قال أبو جعفر: قيل: معنى هذا: إن العبد مادام في الصلاة, فليس في فحشاء, ولا منكر.
ثم قال جل وعز: {ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}
روى سفيان, عن ابن مسعود, وروى عن سلمان, وسعيد بن جبير, عن ابن عباس في قوله جل وعز: {ولذكر الله أكبر} قالوا: (ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه).
زاد ابن عباس: (إذا ذكرتموه بعد قوله: إياكم) ). [معاني القرآن: 5/228-229]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}: قيل: ذكر الله تعالى للعبد ما كان في صلاته أكبر من ذكر العبد لله.
وقيل: الذكر هنا: التسبيح, والتكبير, أي: هو أكبر أن ينهى عن الفحشاء والمنكر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:52 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وكل شيء من بنات الأربعة على مثال فعلول فهو ملحق بجردحل من بنات الخمسة.
وتلحق خامسة فيكون الحرف على مثال فعلوةٍ في الأسماء وذلك نحو قمحدوةٍ وهو قليل في الكلام ونظيره من بنات الثلاثة قلنسوةٌ والهاء لازمةً لهذه الواو كما تلزم واو ترقوةٍ.
ويكون على مثال فيعلولٍ فيهما فالأسماء نحو خيتعورٍ والخيسفوج والصفة عيسجور وعيضمور وعيطموس.
ويكون على مثال فعللوتٍ في الاسم نحو عنكبوتٍ والتخربوتٍ لحقت الواو التاء كما لحقت في بنات الثلاثة في ملكوتٍ). [الكتاب: 4/292]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): («العنكبوت» يؤنث ويذكر، والتأنيث أكثر. قال الله عز وجل: {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} أنشدني بعضهم:
على هطالهم منهم بيوت = كأن العنكبوت هو ابتناها
فذكر). [المذكور والمؤنث: 92]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما وقع كالإيماء قول الفرزدق:

ضربت عليك العنكبوت بنسجها = وقضى عليك به الكتاب المنزل
فتأويل هذا أن بيت جرير في العرب كالبيت الواهن الضعيف، فقال: وقضى عليك به الكتاب المنزل: يريد به قول الله تبارك وتعالى: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} ). [الكامل: 1/41]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهذه اللام تصرف إن إلى الابتداء كما تصرف عبد الله إلى الابتداء إذا قلت قد علمت لعبد الله خيرٌ منك فعبد الله هنا بمنزلة إن في أنه يصرف إلى الابتداء.
ولو قلت قد علمت أنه لخير منك لقلت قد علمت لزيداً خيراً منك ورأيت لعبد الله هو الكريم فهذه اللام لا تكون مع أن ولا عبد الله إلا وهما مبتدءان.
ونظير ذلك قوله عز وجل: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فهو ههنا مبتدأ.
ونظير إن مكسورةً إذا لحقتها اللام قوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} وقال أيضاً: {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد} فإنكم ههنا بمنزلة أيهم إذا قلت ينبئهم أيهم أفضل.
وقال الخليل مثله: (إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيءٍ) فما ههنا بمنزلة أيهم ويعلم معلقة). [الكتاب: 3/148] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم * وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
شبه تبارك وتعالى الكفار في عبادتهم الأصنام وبنائهم جميع أمورهم على ذلك بالعنكبوت التي تبني وتجتهد، وأمرها كلها ضعيف متى مسته أدنى هابة دهمته، وكذلك أمر أولئك وسعيهم مضمحل لا قوة له ولا معتمد، ومن حديث ذكره النقاش: العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت، فإن تركه يورث الفقر، وقوله تعالى: {لو كانوا يعلمون} أي: يعلمون أن هذا مثلهم، وأن حالهم ونسبتهم من الحق هذه الحالة). [المحرر الوجيز: 6/ 646]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(قوله تعالى: {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم}. قرأ أبو عمرو، وسلام: "يعلم ما" بالإدغام، وقرأ عامة القراء بالفك، وقرأ الجمهور: "تدعون" بالتاء من فوق، وقرأ أبو عمرو، وعاصم بخلاف- "يدعون" بالياء من تحت على الغيبة. فأما موضع "ما" من الإعراب، فقيل: معناه أن الله يعلم الذين يدعون من دونه من جميع الأشياء أن حالهم هذه، وأنهم أمر لا قدر له، وقيل: قوله: {إن الله يعلم} إخبار تام، وقوله: {وهو العزيز الحكيم} متصل به، واعترض بين الكلامين ما يدعون من دونه من شيء، وذلك على هذا النحو من النظر، ويحتمل معنيين: أحدهما أن تكون "ما" نافية، أي: لستم تدعون شيئا له بال ولا قدر، فيصلح أن يسمى شيئا، وفي هذا تعليق "يعلم"، وفيه نظر، والثاني أن تكون "ما" استفهاما، كأنه قرر -على جهة التوبيخ- على هذا المعبود من جميع الأشياء ما هو إذ لم يكن الله تعالى، أي: ليس لهم -على هذا التقدير- مقنع إليه، فـ "من" على القول الأول والثالث للتبعيض المجرد، وعلى القول الوسط هي زائدة في الجحد، ومعناها التأكيد، وقال أبو علي: "ما" استفهام نصب بـ "يدعون"، ولا يجوز نصبها بـ "يعلم"، والجملة التي هي منها في موضع نصب بـ "يعلم"، والتقدير: إن الله تعالى يعلم أوثانا تدعون من دونه أو غيرها لا يخفى ذلك عليه). [المحرر الوجيز: 6/ 647]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وتلك الأمثال} إشارة إلى هذا المثل ونحوه، و"نضربها" مأخوذ من الضرب، أي: النوع، كما تقول: "هذان من ضرب واحد"، "وهذا ضرب هذا"، أي: قرينه وشبهه، فكأن "ضرب المثل" هو أن تجعل الأمر الممثل ضريب. وباقي الآية بين.
وقال جابر: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {إلا العالمون}: العاقل من عقل عن الله تعالى، وعمل بطاعته، وانتهى عن معصيته).[المحرر الوجيز: 6/ 647]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين * اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}
نبه في ذكر خلق السماوات والأرض على أمر يوقع الذهن على صغر قدر الأوثان وكل معبود من دون الله تعالى، وقوله سبحانه: "بالحق" أي: بالواجب النير، لا للعبث واللعب، بل ليدل على سلطانه، ويثبت شرائعه، ويضع الدلائل لأهلها، ويعم المنافع إلى غير ذلك مما لا يحصى عدا). [المحرر الوجيز: 6/ 647-648]

تفسير قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالخضوع لأمره، وتلاوة القرآن الذي أوحي إليه، وإقامة الصلاة، أي: إدامتها والقيام بحدودها. ثم أخبر -حكما منه- إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذلك عندي بأن المصلي إذا كان على الواجب من الخشوع والإخبات وتذكر الله تعالى وتوهم الوقوف بين يديه، وأن قلبه وإخلاصه مطلع عليه مرقوب، صلحت لذلك نفسه وتذللت، وخامرها ارتقاب الله تبارك وتعالى، فاطردت لذلك في أقواله وأفعاله وانتهى عن الفحشاء والمنكر، ولا يكاد يفتر من ذلك حتى تظلله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة، وهذا معنى هذا الإخبار; لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون. وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه، فكلم في ذلك فقال: إني أقف بين يدي الله تبارك وتعالى، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا، فكيف مع ملك الملوك؟
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذه صلاة تنهى -ولا بد- عن الفحشاء والمنكر، ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء، لا خشوع فيها ولا تذكر ولا فضائل، فذلك يترك صاحبها من منزلته حيث كان، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى تمادى على بعده، وعلى هذا يخرج الحديث عن ابن عباس، وابن مسعود، والحسن، والأعمش، وهو قولهم: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا، وقد روي أن الحسن أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك غير صحيح السند، سمعت أبي رضي الله عنه يقول: فإذا قدرناه، ونظرنا معناه فغير جائز أن يقول: إن نفس صلاة العاصي تبعده من الله تعالى حتى كأنها معصية، وإنما يتخرج ذلك على أنها لا تؤثر في تقريبه من الله تعالى، بل تتركه في حاله ومعاصيه من الفحشاء والمنكر والبعد، فلم تزده الصلاة إلا تقرير ذلك البعد الذي كان سبيله، فكأنها بعدته حين لم تكف بعده عن الله تعالى. وقيل لابن مسعود رضي الله عنه: إن فلانا كثير الصلاة، فقال: إنها لا تنفع إلا من أطاعها. وقرأ الربيع بن أنس: "إن الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر". وقال ابن عمر رضي الله عنهما: الصلاة هنا- القرآن، وقال حماد بن أبي سليمان، وابن جريج، والكلبي: إن الصلاة تنهى ما دمت فيها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عجمة، وأين هذا مما روى أنس بن مالك؟ قال: كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدع شيئا من الفواحش والسرقة إلا ركبه، فقيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن صلاته ستنهاه"، فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أقل لكم"؟
وقوله تعالى: {ولذكر الله أكبر}، قال ابن عباس، وأبو الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، وأبو قرة رضي الله عن الصحابة أجمعين: معناه: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، وقيل: معناه: ولذكر الله أكبر مع المداومة على الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر، وقال ابن زيد، وقتادة: ولذكر الله أكبر من كل شيء، وقيل لسلمان: أي الأعمال أفضل؟ فقال: أما تقرأ القرآن: ولذكر الله أكبر، كأنه يحض عليه في هذين التأويلين الأخيرين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وعندي أن المعنى: ولذكر الله أكبر على الإطلاق، أي: هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر، فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك، وكذلك يفعل في غير الصلاة; لأن الانتهاء لا يكون إلا من ذاكر مراقب له، وثواب ذلك الذكر أن يذكره الله تعالى، كما في الحديث: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. والحركات التي في الصلاة لا تأثير لها في نهي، والذكر النافع هو مع العلم وإقبال القلب وتفرغه إلا من الله تعالى، وأما ما لا يتجاوز اللسان ففي رتبة أخرى، وذكر الله تعالى للعبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه، وذلك ثمرة لذكر العبد ربه. قال الله تبارك وتعالى: {فاذكروني أذكركم}، وباقي الآية ضرب من التوعد والحث على المراقبة).[المحرر الوجيز: 6/ 648-650]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41) إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيءٍ وهو العزيز الحكيم (42) وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون (43)}
هذا مثلٌ ضربه اللّه تعالى للمشركين في اتّخاذهم آلهةً من دون اللّه، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسّكون بهم في الشّدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلّا كمن يتمسّك ببيت العنكبوت، فإنّه لا يجدي عنه شيئًا، فلو علموا هذا الحال لما اتّخذوا من دون اللّه أولياء، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه للّه، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتّباع الشّرع فإنّه مستمسكٌ بالعروة الوثقى لا انفصام لها، لقوّتها وثباتها). [تفسير ابن كثير: 6/ 279]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى متوعّدًا لمن عبد غيره وأشرك به: إنّه تعالى يعلم ما هم عليه من الأعمال، ويعلم ما يشركون به من الأنداد، وسيجزيهم وصفهم إنّه حكيمٌ عليمٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 279]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون} أي: وما يفهمها ويتدبّرها إلّا الرّاسخون في العلم المتضلّعون منه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثني ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عمرو بن العاص، رضي اللّه عنه، قال: عقلت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ألف مثلٍ.
وهذه منقبةٌ عظيمةٌ لعمرو بن العاص -رضي اللّه عنه- حيث يقول [الله] تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون}.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن سنانٍ، عن عمرو بن مرّة قال: ما مررت بآيةٍ من كتاب اللّه لا أعرفها إلّا أحزنني، لأنّي سمعت اللّه تعالى يقول: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 279-280]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين (44) اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر واللّه يعلم ما تصنعون (45)}.
يقول تعالى [مخبرًا] عن قدرته العظيمة: أنّه خلق السّموات والأرض بالحقّ، يعني: لا على وجه العبث واللّعب، {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} [طه: 15]، {ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا ويجزي الّذين أحسنوا بالحسنى} [النّجم: 31].
وقوله: {إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين} أي: لدلالةً واضحةً على أنّه تعالى المتفرّد بالخلق والتّدبير والإلهيّة). [تفسير ابن كثير: 6/ 280]

تفسير قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى آمرًا رسوله والمؤمنين بتلاوة القرآن، وهو قراءته وإبلاغه للنّاس: {وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر} يعني: أنّ الصّلاة تشتمل على شيئين: على ترك الفواحش والمنكرات، أي: إنّ مواظبتها تحمل على ترك ذلك. وقد جاء في الحديث من رواية عمران، وابن عبّاسٍ مرفوعًا: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده من اللّه إلّا بعدًا".
[ذكر الآثار الواردة في ذلك]:
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن هارون المخرّميّ الفلّاس، حدّثنا عبد الرّحمن بن نافعٍ أبو زيادٍ، حدّثنا عمر بن أبي عثمان، حدّثنا الحسن، عن عمران بن حصينٍ قال: سئل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول اللّه: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له".
وحدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا يحيى بن أبي طلحة اليربوعيّ حدّثنا أبو معاوية، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من اللّه إلّا بعدًا". ورواه الطّبرانيّ من حديث أبي معاوية.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا القاسم، حدّثنا الحسين، حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن العلاء بن المسيّب، عمّن ذكره، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: فمن لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر، لم يزدد بصلاته من اللّه إلّا بعدًا. فهذا موقوفٌ .
قال ابن جريرٍ: وحدّثنا القاسم، حدّثنا الحسين، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن جويبرٍ، عن الضّحاك، عن ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا صلاة لمن لم يطع الصّلاة، وطاعة الصّلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر". قال: وقال سفيان: {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك} [هودٍ: 87] قال: فقال سفيان: أي واللّه، تأمره وتنهاه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -وقال أبو خالدٍ مرّة: عن عبد اللّه -: "لا صلاة لمن لم يطع الصّلاة، وطاعة الصّلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر".
والموقوف أصحّ، كما رواه الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: قيل لعبد اللّه: إنّ فلانًا يطيل الصّلاة؟ قال: إنّ الصّلاة لا تنفع إلّا من أطاعها.
وقال ابن جريرٍ: قال عليٌّ: حدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من صلّى صلاةً لم تنهه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلّا بعدا".
والأصحّ في هذا كلّه الموقوفات عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، والحسن وقتادة، والأعمش وغيرهم، واللّه أعلم.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا جريرٌ -يعني ابن عبد الحميد -عن الأعمش، عن أبي صالحٍ قال: أراه عن جابرٍ -شكّ الأعمش -قال: قال رجلٌ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ فلانًا يصلّي فإذا أصبح سرق، قال: "سينهاه ما يقول".
وحدّثنا محمّد بن موسى الحرشي حدّثنا زياد بن عبد اللّه، عن الأعمش عن أبي صالحٍ، عن جابرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه -ولم يشكّ -ثمّ قال: وهذا الحديث قد رواه غير واحدٍ عن الأعمش واختلفوا في إسناده، فرواه غير واحدٍ عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة أو غيره، وقال قيسٌ عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، وقال جريرٌ وزيادٌ: عن عبد اللّه، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن جابرٍ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش قال: أنبأنا أبو صالحٍ عن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّ فلانًا يصلّي باللّيل فإذا أصبح سرق؟ فقال: "إنّه سينهاه ما يقول ".
وتشتمل الصّلاة أيضًا على ذكر اللّه تعالى، وهو المطلوب الأكبر؛ ولهذا قال تعالى: {ولذكر اللّه أكبر} أي: أعظم من الأوّل، {واللّه يعلم ما تصنعون} أي: يعلم جميع أقوالكم وأعمالكم.
وقال أبو العالية في قوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، قال: إنّ الصّلاة فيها ثلاث خصالٍ فكلّ صلاةٍ لا يكون فيها شيءٌ من هذه الخلال فليست بصلاةٍ: الإخلاص، والخشية، وذكر اللّه. فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر القرآن يأمره وينهاه.
وقال ابن عون الأنصاريّ: إذا كنت في صلاةٍ فأنت في معروفٍ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، والّذي أنت فيه من ذكر اللّه أكبر.
وقال حمّاد بن أبي سليمان: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} يعني: ما دمت فيها.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ولذكر اللّه أكبر}، يقول: ولذكر اللّه لعباده أكبر، إذا ذكروه من ذكرهم إيّاه.
وكذا روى غير واحدٍ عن ابن عبّاسٍ. وبه قال مجاهدٌ، وغيره.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن داود بن أبي هندٍ، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ولذكر اللّه أكبر} قال: ذكر اللّه عند طعامك وعند منامك. قلت: فإنّ صاحبًا لي في المنزل يقول غير الّذي تقول: قال: وأيّ شيءٍ يقول؟ قلت: قال: يقول اللّه: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152]، فلذكر اللّه إيّانا أكبر من ذكرنا إيّاه. قال: صدق.
قال: وحدّثنا أبي، حدّثنا النّفيليّ، حدّثنا إسماعيل، عن خالدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ولذكر اللّه أكبر} قال: لها وجهان، قال: ذكر اللّه عندما حرّمه، قال: وذكر اللّه إيّاكم أعظم من ذكركم إيّاه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا هشيم، أخبرنا عطاء بن السّائب، عن عبد اللّه بن ربيعة قال: قال لي ابن عبّاسٍ: هل تدري ما قوله تعالى: {ولذكر اللّه أكبر}؟ قال: قلت: نعم. قال: فما هو؟ قلت: التّسبيح والتّحميد والتّكبير في الصّلاة، وقراءة القرآن، ونحو ذلك. قال: لقد قلت قولًا عجبًا، وما هو كذلك، ولكنّه إنّما يقول: ذكر اللّه إيّاكم عندما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه، أكبر من ذكركم إيّاه .
وقد روي هذا من غير وجهٍ عن ابن عبّاسٍ. وروي أيضًا عن ابن مسعودٍ، وأبي الدّرداء، وسلمان الفارسيّ، وغيرهم. واختاره ابن جرير).[تفسير ابن كثير: 6/ 280-283]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة