العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والنّازعات غرقًا * والنّاشطات نشطًا * والسّابحات سبحًا * فالسّابقات سبقًا * فالمدبّرات أمرًا * يوم ترجف الرّاجفة * تتبعها الرّادفة * قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ * أبصارها خاشعةٌ * يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة * أئذا كنّا عظامًا نّخرةً}.
قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ: {النّازعات}: الملائكة تنزع نفوس بني آدم. و {غرقاً} على هذا القول إما أن يكون مصدراً بمعنى الإغراق والمبالغة في الفعل، وإما أن يكون كما قال عليٌّ وابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: تغرق نفوس الكفرة في نار جهنّم. وقال السّدّيّ وجماعةٌ: النازعات: النفوس تنزع بالموت إلى ربّها. و {غرقاً} هنا بمعنى الإغراق، أي: تغرق في الصّدور.
وقال عطاءٌ -فيما روي عنه-: النّازعات: الجماعات النازعات بالقسيّ، و{غرقاً} بمعنى الإغراق.
وقال الحسن، وقتادة، وأبو عبيدة، وابن كيسان، والأخفش: النازعات: النجوم؛ لأنها تنزع من أفقٍ إلى أفقٍ.
وقال قتادة: النازعات: النفوس التي تحنّ إلى أوطانها وتنزع إلى مذاهبها، ولها نزعٌ عند الموت،.
وقال مجاهدٌ: النازعات: المنايا؛ لأنها تنزع نفوس الحيوان.
وقال عطاءٌ وعكرمة: النازعات: القسيّ أنفسها؛ لأنها تنزع بالسّهام). [المحرر الوجيز: 8/ 525]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف في {النّاشطات}؛ فقال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: هي الملائكة؛ لأنها تنشط النفوس عند الموت، أي: تحلّها كحلّ العقال، وتنشط بأمر اللّه تعالى إلى حيث كان.
وقال مجاهدٌ: الناشطات: المنايا. وقال ابن عبّاسٍ أيضاً، وقتادة، والأخفش، والحسن: الناشطات: النجوم؛ لأنّها تنشط من أفقٍ إلى أفقٍ، أي: تذهب وتسير بسرعةٍ، ومن ذلك قيل لبقر الوحش: النّواشط؛ لأنّهن يذهبن بسرعةٍ من موضعٍ إلى آخر.
وقال عطاءٌ: الناشطات في الآية: البقر الوحشيّة، وما جرى مجراها من الحيوان الذي ينشط من قطرٍ إلى قطرٍ، ومن هذا المعنى قول الشاعر:
أمست همومي تنشط المناشطا ....... الشّام بي طوراً وطوراً واسطا
وكأنّ هذه اللّفظة في هذا التأويل مأخوذةٌ من النّشاط.
وقال عطاءٌ أيضاً وعكرمة: النّاشطات: الأوهاق، تقول: نشطت البعير والإنسان، إذا ربطته، وأنشطته، إذا حللته. حكاه الفرّاء وخولف فيه، ومنه الحديث: (كأنّما أنشط من عقالٍ).
وقال ابن عبّاسٍ أيضاً: الناشطات: النفوس المؤمنة، تنشط عند الموت للخروج). [المحرر الوجيز: 8/ 525-526]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والسّبح: العوم في الماء، وقد يستعمل مجازاً في خرق الهواء والتقلّب فيه.
واختلف في (السّابحات) في الآية، ما هي؟ فقال قتادة والحسن: هي النجوم؛ لأنها تسبح في فلكٍ. وقال عليٌّ ومجاهدٌ رضي اللّه عنهما: هي الملائكة؛ لأنها تتصرّف في الآفاق بأمر اللّه تعالى؛ تجيء وتذهب. وقال أبو روقٍ: {السّابحات}: الشمس والقمر والليل والنهار.
وقال بعض المتأوّلين: {السابحات}: السّحاب؛ لأنها كالعائمة في الهواء. وقال عطاءٌ وجماعةٌ: السّابحات: الخيل. ويقال للفرس: سابحٌ.
وقال آخرون: {السابحات}: الحيتان دوابّ البحر فما دونها. وذلك من عظيم المخلوقات، فيروى أنّ اللّه تعالى بثّ في الدنيا ألف نوعٍ من الحيوان؛ منها أربعمائةٍ في البرّ، وستّمائةٍ في البحر.
وقال عطاءٌ أيضاً: {السابحات}: السفن. وقال مجاهدٌ أيضاً: السابحات: المنايا تسبح في نفوس الحيوان). [المحرر الوجيز: 8/ 526]

تفسير قوله تعالى: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف في {السّابقات}؛ فقال مجاهدٌ: هي الملائكة. وقيل: هي الرياح. وقال عطاءٌ: هي الخيل. وقيل: النجوم. وقيل: المنايا تسبق الآمال. وقال الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيءٌ).
[المحرر الوجيز: 8/ 526-527]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأمّا (المدبّرات) فلا أحفظ خلافاً أنها الملائكة، ومعناها أنها تدبّر الأمور التي يسخّرها اللّه تعالى لها، وصرفها فيها، كالرياح والسّحاب وسائر المخلوقات). [المحرر الوجيز: 8/ 527]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قال ابن زيدٍ: {الرّاجفة}: الأرض بأهلها، تهتزّ بنفخة الصّور الأولى. وقيل: الراجفة: النفخة نفسها. و{الرّادفة} النفخة الأخرى. ويروى أن بينهما أربعين سنةً.
وقال عطاءٌ: الراجفة: القيامة، و{الرّادفة}: البعث. وقال ابن زيدٍ: الراجفة: الموت، و{الردافة}: الساعة. وقال أبيّ بن كعبٍ: كان النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذهب ربع الليل قام وقال: «يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه» ). [المحرر الوجيز: 8/ 527]

تفسير قوله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن قلوبٍ تجف ذلك اليوم، أي: ترتعد؛ خوفاً وفرقاً من العذاب. ووجيف القلب يكون من الفزع، ويكون من الإشفاق، ومنه قول الشاعر قيس بن الخطيم:
إنّ بني جحجبى وأسرتهم ....... أكبادنا من ورائهم تجف
ورفع {قلوبٌ} بالابتداء، وجاز ذلك وهو نكرةٌ؛ لأنها قد تخصّصت بقوله تعالى: {يومئذٍ}.
واختلف الناس في جواب القسم، أين هو؟ فقال الفرّاء والزّجّاج: هو محذوفٌ، دلّ الظاهر عليه، تقديره: لتبعثنّ، أو لتعاقبنّ يوم القيامة. وقال بعض النّحاة: هو في قوله تعالى: {إنّ في ذلك لعبرةً لمن يخشى}. وهذا ضعيفٌ؛ لبعد القول، ولأن المعنى هنالك يستحقّ (إنّ).
وقال آخرون: هو في قوله تعالى: {يوم} على تقدير حذف اللام، كأنه تعالى قال: ليوم. وقال آخرون: هو موجودٌ في جملة قوله تعالى: {يوم ترجف الرّاجفة...... قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ}. كأنه تعالى قال: لتجفنّ قلوبٌ يوم كذا). [المحرر الوجيز: 8/ 527-528]

تفسير قوله تعالى: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولمّا دلّت القلوب على أصحابها ذكر بعد ذلك أبصارها، وخشوعها: ذلّها وما يظهر منها من الهمّ بالحال). [المحرر الوجيز: 8/ 528]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يقولون}؛ هي حكاية حالهم في الدنيا، معناه: هم الذين يقولون. وقولهم: {أئنّا} هو على جهة الاستخفاف والعجب والتكذيب. وقرأ ابن أبي إسحاق، وابن يعمر: (آئنّا) بهمزتين ومدّةٍ، على الاستفهام.
وقرأ جمهور القرّاء: (أئنّا) باستفهامٍ وهمزةٍ واحدةٍ.
و{الحافرة} لفظةٌ توقعها العرب على أول أمرٍ رجع إليه من آخره، يقال: عاد فلانٌ في الحافرة. إذا ارتكس في حالٍ من الأحوال، ومنه قول الشاعر:
أحافرةً على صلعٍ وشيبٍ ....... معاذ اللّه من سفهٍ وعار
والمعنى: أئنّا لمردودون إلى الحياة بعد مفارقتها بالموت؟ وقال مجاهدٌ والخليل: الحافرة: الأرض، فاعلةٌ بمعنى مفعولةٍ. وقيل: بل هو على النّسب، أي: ذات حفرٍ، والمراد القبور؛ لأنها حفرت للموتى، فالمعنى: أئنّا لمردودون أحياءً في قبورنا؟
وقال زيد بن أسلم: الحافرة: النار. وقرأ أبو حيوة: (في الحفرة) بغير ألفٍ، فقيل: هو بمعنى الحافرة. وقيل: هي الأرض المنتنة المتغيّرة بأجساد موتاها، من قولهم: حفرت أسنانه. إذا تآكلت وتغيّر ريحها). [المحرر الوجيز: 8/ 528]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّاخرة) المصوّتة بالرّيح المجوّفة، ومنه قول الشاعر:
وأخليتها من مخّها فكأنّها ....... قوارير في أجوافها الرّيح تنخر
وروي: تصفر.
و(ناخرةً) هي قراءة حمزة، وعاصمٍ، في رواية أبي بكرٍ، وعمر بن الخطّاب، وابن مسعودٍ، وأبيّ بن كعبٍ، وابن عبّاسٍ، وابن الزّبير، ومسروقٍ، ومجاهدٍ، وجماعةٍ سواهم، وقرأ الباقون، وحفصٌ عن عاصمٍ، وعمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالبٍ، وابن مسعودٍ، والحسن، والأعرج، وأبو رجاءٍ، وأبو جعفرٍ، وشيبة، وأبو عبد الرحمن، وابن جبيرٍ، وأهل مكة، وشبلٌ، وقتادة، وأيوب، والنّخعيّ، وابن وثّابٍ: {نخرةً} دون ألفٍ بعد النون؛ ومعناه: باليةً متعفّنةً، قد صارت رميماً، يقال: نخر العود والعظم؛ إذا بلي وصار يتفتّت.
وحكي عن أبي عبيدة، وأبي حاتمٍ، والفرّاء وغيرهم، أن الناخرة والنّخرة بمعنًى واحدٍ، كطامعٍ وطمعٍ، وحاذرٍ وحذرٍ. والأكثر من الناس على ما قدّمناه، قال أبو عمرو بن العلاء: الناخرة: التي لم تنخر بعد، والنّخرة: التي قد بليت). [المحرر الوجيز: 8/ 528-529]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {قالوا تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ * فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ * فإذا هم بالسّاهرة * هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوًى * اذهب إلى فرعون إنّه طغى * فقل هل لّك إلى أن تزكّى * وأهديك إلى ربّك فتخشى * فأراه الآية الكبرى * فكذّب وعصى * ثمّ أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربّكم الأعلى}.
ذكر اللّه تعالى عنهم قولهم: {تلك إذاً كرّةٌ خاسرةٌ}؛ وذلك أنهم لتكذيبهم بالبعث وإنكارهم قالوا: لو كان هذا حقًّا لكانت كرّتنا ورجعتنا خاسرةً؛ إذ هي إلى النار.
وقال الحسن: {خاسرةٌ} معناه: كاذبةٌ، أي: ليست بكافيةٍ. وروي أن بعض صناديد قريشٍ قال ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 529]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر اللّه تعالى عن حال القيامة فقال: {إنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} أي: نفخةٌ في الصّور، فإذا الناس قد نشروا وصاروا أحياءً على وجه الأرض.
وفي قراءة عبد اللّه: (فإنّما هي وقعةٌ واحدةٌ) ). [المحرر الوجيز: 8/ 529-530]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{السّاهرة}: وجه الأرض. ومنه قول أميّة بن أبي الصّلت:
وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ ....... وما فاهوا به لهم مقيم
وقال وهب بن منبّهٍ: {الساهرة}: جبلٌ بالشام يمدّه اللّه تعالى لحشر الناس يوم القيامة كيف شاء.
وقال أبو العالية وسفيان: {الساهرة}: أرضٌ قريبةٌ من بيت المقدس.
وقال قتادة: {الساهرة}: جهنّم؛ لأنه لا نوم لمن فيها.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: {الساهرة}: أرض مكّة.
وقال الزّهريّ: {الساهرة}: الأرض كلّها). [المحرر الوجيز: 8/ 530]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{والنّازعات غرقًا * والنّاشطات نشطًا * والسّابحات سبحًا * فالسّابقات سبقًا * فالمدبّرات أمرًا * يوم ترجف الرّاجفة * تتبعها الرّادفة * قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ * أبصارها خاشعةٌ * يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة * أئذا كنّا عظامًا نّخرةً * قالوا تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ * فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ * فإذا هم بالسّاهرة}.
قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو قوله: {والنّاشطات نشطاً}.
قاله ابن عبّاسٍ، وعن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}؛ هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت.
وقال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً * والنّاشطات نشطاً}؛ هي النّجوم.
وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}، {والنّاشطات}: هي القسيّ في القتال. والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 312]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأمّا قوله: {والسّابحات سبحاً}؛ فقال ابن مسعودٍ: هي الملائكة، وروي عن عليٍّ ومجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ وأبي صالحٍ مثل ذلك.
وعن مجاهدٍ: {والسّابحات سبحاً}: الموت. وقال قتادة: هي النّجوم.
وقال عطاء بن أبي رباحٍ: هي السّفن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 312]

تفسير قوله تعالى: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالسّابقات سبقاً}؛ روي عن عليٍّ ومسروقٍ ومجاهدٍ وأبي صالحٍ والحسن البصريّ: يعني الملائكة، قاله الحسن، سبقت إلى الإيمان والتّصديق به.
وعن مجاهدٍ: الموت.
وقال قتادة: هي النّجوم.
وقال عطاءٌ: هي الخيل في سبيل اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 312]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالمدبّرات أمراً}؛ قال عليٌّ ومجاهدٌ وعطاءٌ وأبو صالحٍ والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ: هي الملائكة.
زاد الحسن: تدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربّها عزّ وجلّ. ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جريرٍ بالمراد في شيءٍ من ذلك، إلاّ أنّه حكى في: {المدبّرات أمراً}: أنّها الملائكة ولا أثبت ولا نفى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 313]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم ترجف الرّاجفة * تتبعها الرّادفة}؛ قال ابن عبّاسٍ: هما النّفختان الأولى والثّانية. وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ.
وعن مجاهدٍ أمّا الأولى: وهي قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}؛ فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجف الأرض والجبال}، والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم:
«جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه». فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: «إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياك وآخرتك».
وقد رواه التّرمذيّ وابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من حديث سفيان الثّوريّ بإسناده مثله، ولفظ التّرمذيّ وابن أبي حاتمٍ: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال:
«يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 313]

تفسير قوله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ}؛ قال ابن عبّاسٍ: يعني: خائفةٌ. وكذا قال مجاهدٌ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 313]

تفسير قوله تعالى: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أبصارها خاشعةٌ}؛ أي: أبصار أصحابها، وإنّما أضيف إليها للملابسة، أي: ذليلةٌ حقيرةٌ ممّا عاينت من الأهوال). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 313]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة}؛ يعني مشركي قريشٍ ومن قال بقولهم في إنكار المعاد، يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى {الحافرة}: وهي القبور - قاله مجاهدٌ - وبعد تمزّق أجسادهم وتفتّت عظامهم ونخورها.
ولهذا قالوا: {أئذا كنّا عظاماً نخرةً}. وقرئ: (ناخرةً).
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة أي: باليةً. قال ابن عبّاسٍ: وهو العظم إذا بلي ودخلت الرّيح فيه، {قالوا تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ}.
وعن ابن عبّاسٍ ومحمّد بن كعبٍ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ وأبي مالكٍ والسّدّيّ وقتادة: الحافرة: الحياة بعد الموت. وقال ابن زيدٍ: الحافرة: النّار، وما أكثر أسماءها! هي النّار والجحيم وسقر وجهنّم والهاوية والحافرة ولظى والحطمة.
وأمّا قولهم: {تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ}؛ فقال محمّد بن كعبٍ: قالت قريشٌ: لئن أحيانا اللّه بعد أن نموت لنخسرنّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 313]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ * فإذا هم بالسّاهرة}؛ أي: فإنّما هو أمرٌ من اللّه لا مثنويّة فيه ولا تأكيد، فإذا النّاس قيامٌ ينظرون، وهو أن يأمر تعالى إسرافيل فينفخ في الصّور نفخة البعث، فإذا الأوّلون والآخرون قيامٌ بين يدي الرّبّ عزّ وجلّ ينظرون، كما قال: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلاّ قليلاً}.
وقال تعالى: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ كلمحٍ بالبصر}.
وقال تعالى: {وما أمر السّاعة إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب}.
قال مجاهدٌ: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ}: صيحةٌ واحدةٌ، وقال إبراهيم التّيميّ: أشدّ ما يكون الرّبّ غضباً على خلقه يوم يبعثهم.
وقال الحسن البصريّ: {زجرةٌ}؛ من الغضب، وقال أبو مالكٍ والرّبيع بن أنسٍ: {زجرةٌ واحدةٌ}؛ هي النّفخة الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 314]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا هم بالسّاهرة}؛ قال ابن عبّاسٍ: (السّاهرة) الأرض كلّها، وكذا قال سعيد بن جبيرٍ وقتادة وأبو صالحٍ.
وقال عكرمة والحسن والضّحّاك وابن زيدٍ: السّاهرة: وجه الأرض.
وقال مجاهدٌ: كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها. وقال: و(السّاهرة): المكان المستوي.
وقال الثّوريّ: (السّاهرة): أرض الشّام.
وقال عثمان بن أبي العاتكة: (السّاهرة): أرض بيت المقدس.
وقال وهب بن منبّهٍ: (السّاهرة): جبلٌ إلى جانب بيت المقدس.
وقال قتادة أيضاً: (السّاهرة): جهنّم. وهذه الأقوال كلّها غريبةٌ، والصّحيح أنّها الأرض، وجهها الأعلى.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا خزر بن المبارك الشّيخ الصّالح، حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا مصعب بن ثابتٍ، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ: {فإذا هم بالسّاهرة}؛ قال: أرضٌ بيضاء عفراء كالخبزة النّقيّ.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {فإذا هم بالسّاهرة}؛ يقول اللّه عزّ وجلّ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار}؛ ويقول: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}.
وقال: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً}؛ وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعدّ من هذه الأرض، وهي أرضٌ لم يعمل عليها خطيئةٌ ولم يهرق عليها دمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 314]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة