العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 09:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 65 إلى آخر السورة]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل إنّما أنا منذر وما من إله إلّا اللّه الواحد القهّار (65)}
أي : قل إنك تنذر، وإنك تدعو إلى توحيد اللّه.
ولو قرئت:
{إلّا اللّه الواحد القهّار}: بالنصب لجازت , ولكنه لم يقرأ بها، فلا تقرأن بها.
ومن نصب : فعلى الاستثناء، ومن رفع : فعلى معنى : ما إله إلا اللّه.).
[معاني القرآن: 4/340]

تفسير قوله تعالى:{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68)}
أي: قل النبأ الّذي أنبأتكم به عن اللّه - عزّ وجلّ - نبأ عظيم، والذي أنبأتكم به دليل على نبوتي.
يعني : ما أنبأكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من قصة آدم وإبليس، فإن ذلك لا يعلم إلا بقراءة الكتب , أو بوحي من اللّه، وقد علم الذين خاطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه : لم يقرأ كتابا , ولا خطه بيمينه , ولا كان ريب فيما يخبر به أنه وحي , ثم بيّن ذلك فقال:
{ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69) }.). [معاني القرآن: 4/340]

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68)}
أي: قل النبأ الّذي أنبأتكم به عن اللّه - عزّ وجلّ - نبأ عظيم، والذي أنبأتكم به دليل على نبوتي.
يعني : ما أنبأكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من قصة آدم وإبليس، فإن ذلك لا يعلم إلا بقراءة الكتب , أو بوحي من اللّه، وقد علم الذين خاطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يقرأ كتابا , ولا خطه بيمينه , ولا كان ريب فيما يخبر به أنه وحي , ثم بيّن ذلك, فقال:
{ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69)}.).[معاني القرآن: 4/340] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون}
قال مجاهد : يعني : القرآن.).
[معاني القرآن: 6/135]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69)}
أي: ما علمت هذه الأقاصيص إلا بوحي من اللّه).
[معاني القرآن: 4/340-341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون}
قال الحسن : (يعني الملائكة : اختصموا , كما أخبر تعالى عنهم بقوله:
{إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين} أي: حين خلق آدم عليه السلام بيده) .
قال أبو جعفر : وفي الحديث: يختصمون في الكفارات وهي:
((إسباغ الوضوء في المكاره , وانتظار الصلاة بعد الصلاة .))
قال أبو جعفر : الملأ في اللغة الأشراف الأفاضل , كأنهم مليئون بما يسند إليهم .
وقد قيل : يجوز أن يكون يعني : بالملأ الأعلى ههنا : الملائكة إذ يختصمون , يعني: قريشا ؛ لأن منهم من قال الملائكة : بنات الله جل وعز .
فأعلم الله جل وعز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك , وأعلمه أنهم عباده , وأنهم لا يستكبرون عن عبادت, ه ولا يستحسرون .
وقيل يجوز : أن يراد بالملأ الأعلى ههنا: أشراف قريش , إذ يختصمون فيما بينهم , فيوحي الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , والله اعلم بما أراد.
وأولى ما قيل فيه ما قاله ابن عباس , والسدي , وقتادة : أن الملأ الأعلى ههنا الملائكة , اختصموا في أمر آدم عليه السلام حين خلق , فقالوا: لا تجعل في الأرض خليقة.).
[معاني القرآن: 6/137]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن يوحى إليّ إلاّ أنّما أنا نذيرٌ مّبينٌ}
إن شئت جعلت (أنّما) في موضع رفع، كأنك قلت: ما يوحى إلي إلاّ الإنذار.
وإن شئت جعلت المعنى: ما يوحى إليّ لأني نذير ونبيّ؛ فإذا ألقيت اللام , كان موضع (أنّما) نصباً.
ويكون في هذا الموضع: ما يوحى إليّ إلاّ أنك نذير مبين ؛ لأن المعنى حكاية, كما تقول في الكلام: أخبروني أني مسيء , وأخبرني أنك مسيء.
وهو كقوله:
رجلان من ضبّة أخبرانا= أنّا رأينا رجلا عريانا
والمعنى: أخبرانا أنهما رأيا، فجاز ذلك لأن أصله الحكاية.
وقوله: {بيديّ أستكبرت}: اجتمع القراء على التثنية , ولو قرأ قارئ {بيدي} : يريد يداً على واحدة كان صواباً؛ كقول الشاعر:
أيها المبتغي فناء قريش= بيد الله عمرها والفناء
والواحد من هذا يكفي من الاثنين، وكذلك العينان , والرجلان , واليدان, تكتفي إحداهما من الأخرى؛ لأن معناهما واحد).
[معاني القرآن: 2/411-412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين}
يجوز أن يكون المعنى : إلا إنذارا , وأن يكون المعنى : إلا بأنما أنا نذير مبين.).
[معاني القرآن: 6/137-138]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالق بشرا من طين (71)}: هم الملأ من الملائكة، وملأ كل قرية : وجوههم , وأفاضلهم.). [معاني القرآن: 4/341]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}
قال الضحاك قال : ابن عباس :
(كان إبليس من أشراف الملائكة , وكان خازن الجنان , وكان أمينا على السماء الدنيا والأرض ومن فيهما , فأعجبته نفسه , ورأى أن له فضلا على الملائكة , ولم يعلم بذلك أحد إلا الله جل وعز , فلما أمر الله جل وعز الملائكة بالسجود لآدم , امتنع , وظهر تكبره)). [معاني القرآن: 6/138]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}
قال الضحاك , قال ابن عباس :
(كان إبليس من أشراف الملائكة , وكان خازن الجنان , وكان أمينا على السماء الدنيا والأرض ومن فيهما , فأعجبته نفسه , ورأى أن له فضلا على الملائكة , ولم يعلم بذلك أحد إلا الله جل وعز , فلما أمر الله جل وعز الملائكة بالسجود لآدم , امتنع و, ظهر تكبره)).[معاني القرآن: 6/138] (م)

تفسير قوله تعالى:{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين (75)
(قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت}
تقرأ على ثلاثة أوجه:
(بيديّ) :على التّثنية
و(بيدي استكبرت) : بفتح الياء وتخفيفها , وتوحيد اليد
وبتسكين اليد والتوحيد، (بيدي استكبرت) .).
[معاني القرآن: 4/341]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فاخرج منها فإنّك رجيم (77)}:أي: فإنّك لعين، معناه فإنك مرجوم باللعنة).[معاني القرآن: 4/341]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدّين (78)}: يوم تدان كل نفس بما كسبت، ومعنى يوم الدين : يوم الجزاء.). [معاني القرآن: 4/341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين}
قال أبو جعفر : ومعنى :
إلى يوم الدين : إلى اليوم الذي يدان فيه الناس بأعمالهم .
قال أهل التفسير :
رجيم : أي ملعون , والمعنى : مرجوم باللعنة.).[معاني القرآن: 6/139]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلى يوم الوقت المعلوم (81)}
الّذي لا يعلمه إلا اللّه، ويوم الوقت :يوم القيامة.).
[معاني القرآن: 4/341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}
ومعناه: إلى يوم الوقت المعلوم الذي لا يعلمه إلا الله جل وعز.).
[معاني القرآن: 6/139]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إلاّ عبادك منهم المخلصين}: الذين أخلصهم الله , والمخلصين : الذين أخلصوا.). [مجاز القرآن: 2/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{إلّا عبادك منهم المخلصين (83)}
بفتح اللام: أخلصهم اللّه لعبادته، ومن كسر اللام: فإنّما أراد: الّذين أخلصوا دينهم اللّه.).
[معاني القرآن: 4/341]

تفسير قوله تعالى:{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) : (وقوله: {قال فالحقّ والحقّ أقول...}
قرأ الحسن , وأهل الحجاز بالنصب قيهما, وقرأ الأعمش , وعاصم , وأكبر منهم: ابن عباسٍ , ومجاهد بالرفع في الأولى , والنصب في الثانية...
- حدثني بهرام - وكان شيخاً يقرئ في مسجد المطمورة ومسجد الشعبيين - , عن أبان بن تغلب , عن مجاهد: أنه قرأ (فالحقّ مني والحقّ أقول): وأقول الحقّ, وهو وجه: ويكون رفعه على إضمار: فهو الحقّ.
وذكر عن ابن عبّاس أنه قال: (فأنا الحقّ وأقول الحقّ).
وقد يكون رفعه بتأويل جوابه؛ لأن العرب تقول: الحقّ لأقومنّ، ويقولون: عزمةٌ صادقة لآتينّك؛ لأن فيه تأويل: عزمة صادقة أن آتيك.
ويبّين ذلك قوله:
{ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه} : ألا ترى أنه لا بدّ لقوله: {بدا لهم}: من مرفوع مضمرٍ , فهو في المعنى يكون رفعاً ونصاً, والعرب تنشد بيت امرئ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعداً=ولو قطّعوا رأسي لديك وأوصالي
والنصب في يمين أكثر. والرفع على ما أنبأتك به من ضمير (أن) وعلى قولك عليّ يمين. وأنشدونا:
فإنّ عليّ الله إن يحملونني = على خطّة إلا انطلقت أسيرها
ويروى : لا يحملونني.
فلو ألقيت إن : لقلت عليّ الله لأضربنك أي عليّ هذه اليمين, ويكون عليّ الله أن أضربك , فترفع (الله) بالجواب, ورفعه بعلى أحبّ إليّ.
ومن نصب (الحقّ والحقّ) : فعلى معنى قولك : حقّاً لآتينّك، والألف واللام وطرحهما سواء.
وهو بمنزلة قولك : حمداً لله والحمد لله.
ولو خفض الحقّ الأوّل خافضٌ , يجعله الله تعالى يعني في الإعراب , فيقسم به , كان صواباً .
والعرب : تلقى الواو من القسم , ويخفضونه , سمعناهم يقولون: والله لتفعلنّ , فيقول المجيب: ألله لأفعلنّ؛ لأن المعنى مستعمل , والمستعمل يجوز فيه الحذف، كما يقول القائل للرجل: كيف أصبحت؟ ,فيقول: خيرٍ : يريد بخيرٍ، فلمّا كثرت في الكلام حذفت).
[معاني القرآن: 2/412-413]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" قال فالحقّ والحقّ " أقول: نصبها على " قال حقاً "، و " يقول الحق "). [مجاز القرآن: 2/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قال فالحقّ والحقّ أقول (84)}
وقرئت:
{قال فالحقّ والحقّ أقول}: بنصبهما جميعا.
فمن رفع فعلى ضربين:
على معنى : فأنا الحقّ، والحقّ أقول.
ويجوز رفعه علي معنى : فالحقّ منّي.
ومن نصب فعلى معنى : فالحقّ أقول , والحقّ : لأملأن جهنم حقّا.).
[معاني القرآن: 4/341-342]

تفسير قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}
ويقرأ : بنصب الأول , وحكى الفراء : أنه يجوز الخفض في الأول .
قال أبو جعفر : رفعه على ثلاثة معان:
- روي عن ابن عباس: (فأنا الحق) .
- وروى أبان بن تعلب , عن الحكم , عن مجاهد قال : (فالحق مني , وأقول الحق) .
- والقول الثالث على مذهب سيبويه , والفراء بمعنى : فالحق لأملأن جهنم , بمعنى : فالحق أن أملأ جهنم .
وكذا يقول سيبويه في وقوله تعالى:
{ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} .
والنصب بمعنى فالحق , قلت : وأقول الحق.
وقد قال أبو حاتم : المعنى : فالحق لأملأن , أي : فحقا لأملأن .
وقال قولا آخر : وهو أن المعنى : فأقول الحق , والحق لأملأن .
والأولى في النصب القول الأول , وهو مذهب أبي عبيدة .
والخفض بمعنى القسم : حذف الواو , ويكون الحق لله جل وعز .
وقد أجاز سيبويه : و الله لأفعلن إلا أن هذا أحسن من ذاك إلا أن الفاء ههنا : تكون بدلا من الواو .
كما تكون بدلا من الواو في قوله:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع = فألهيتها عن ذي تمائم محول).
[معاني القرآن: 6/141]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}
قال ابن زيد : أي: لا أتخرص , وأتكلف ما لم يأمرني الله جل وعز به.).
[معاني القرآن: 6/142]

تفسير قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولتعلمنّ نبأه...}
نبأ القرآن أنه حقّ، ونبأ محمّدٍ عليه السلام أنه نبيّ.
وقوله:
{بعد حين} , يقول: بعد الموت وقبله: لمّا ظهر الأمر علموه، ومن مات علمه يقينا.). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولتعلمنّ نبأه بعد حين (88)} : أي : بعد الموت.).[معاني القرآن: 4/342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولتعلمن نباه بعد حين}
أي: ولتعلمن أن القرآن , وما أوعدتم فيه حق .
وروى معمر , عن قتادة :
{ولتعلمن نبأه بعد حين }, قال: (بعد الموت) .
وقال السدي: (يوم بدر) .
وقال ابن زيد: يوم القيامة .
والحين : مبهم , فهو مطلق , يقع لكل وقت علموه فيه.).
[معاني القرآن: 6/142-143]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة