العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:14 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (19) إلى الآية (23) ]

{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ (19) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره: أو لم يروا كيف يستأنف اللّه خلق الأشياء طفلاً صغيرًا، ثمّ غلامًا يافعًا، ثمّ رجلاً مجتمعًا، ثمّ كهلاً؟
يقال منه: أبدأ وأعاد، وبدأ وعاد، لغتان بمعنًى واحدٍ.
وقوله: {ثمّ يعيده} يقول: ثمّ هو يعيده من بعد فنائه وبلاه، كما بدأه أوّل مرّةٍ خلقًا جديدًا، لا يتعذّر عليه ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده} البعث بعد الموت). [جامع البيان: 18/376-377]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع وهبًا يقول: خلق اللّه آدم كما شاء وممّا شاء، فكان كذلك فتبارك اللّه أحسن الخالقين، خلق من التّراب والماء- الحديث بطوله قد تقدّم.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده قدّروا كيف يبدي اللّه الخلق، خلق أنفسهم ثمّ يعيدهم إلى التّراب.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق بعد الموت، البعث.
قوله تعالى: إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: يسير يعني هينا.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده قال: خلق أنفسهم ثمّ يعيده إلى التّراب، ثمّ قد ساروا في الأرض فرأوا كيف يبدئ اللّه الخلق في قرونٍ قد أتوا عليها قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3045-3046]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده} قال: يبعثه، وفي قوله {فانظروا كيف بدأ الخلق} قال: خلق السموات والأرض {ثم الله ينشئ النشأة الآخرة} قال: البعث بعد الموت، وفي قوله {فما كان جواب قومه} قال: قوم إبراهيم، وفي قوله {فأنجاه الله من النار} قال: قال كعب ما أحرقت النار منه إلا وثاقه، وفي قوله {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا} قال: انخذوها لثوابها في الحياة الدنيا {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا} قال: صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين، وفي قوله {فآمن له لوط} قال: فصدقة لوط {وقال إني مهاجر إلى ربي} قال: هاجرا جميعا من كوثي: وهي من سواد الكوفة إلى الشام، وفي قوله {وآتيناه أجره في الدنيا} قال: عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل إلا يرضي إبراهيم يتولاه). [الدر المنثور: 11/538-539]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل سيروا في الأرض} يقول تعالى ذكره لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للمنكرين البعث بعد الممات، الجاحدين الثّواب والعقاب: {سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ} اللّه {الخلق}، وكيف أنشأها وأحدثها؛ وكما أوجدها وأحدثها ابتداءً، فلم يتعذّر عليه إحداثها مبدئًا، فكذلك لا يتعذّر عليه إنشاؤها معيدًا {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} يقول: ثمّ اللّه يبدئ تلك البدأة الآخرة بعد الفناء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} خلق السّماوات والأرض {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} أي البعث بعد الموت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} قال: هي الحياة بعد الموت، وهو النّشور.
وقوله: {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه على إنشاء جميع خلقه بعد إفنائه، كهيئته قبل فنائه، وعلى غير ذلك ممّا يشاء فعله قادرٌ لا يعجزه شيءٌ أراده). [جامع البيان: 18/377-378]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (20)
قوله تعالى: قل سيروا في الأرض
- حدّثنا الحسن بن أحمد بن موسى بن محلّمٍ أنبأ أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ سألت الحسن، عن قوله: سيروا في الأرض قال: لم يسيروا في الأرض.
قوله تعالى: فانظروا كيف بدأ الخلق
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة فانظروا كيف بدأ الخلق خلق اللّه السّموات والأرض.
قوله تعالى: ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: اللّه ينشئ النّشّأة الآخرة قال: البعث بعد الموت.
قوله تعالى: إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ
قد تقدّم تفسيره، عن ابن إسحاق). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده} قال: يبعثه، وفي قوله {فانظروا كيف بدأ الخلق} قال: خلق السموات والأرض {ثم الله ينشئ النشأة الآخرة} قال: البعث بعد الموت، وفي قوله {فما كان جواب قومه} قال: قوم إبراهيم، وفي قوله {فأنجاه الله من النار} قال: قال كعب ما أحرقت النار منه إلا وثاقه، وفي قوله {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا} قال: انخذوها لثوابها في الحياة الدنيا {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا} قال: صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين، وفي قوله {فآمن له لوط} قال: فصدقة لوط {وقال إني مهاجر إلى ربي} قال: هاجرا جميعا من كوثي: وهي من سواد الكوفة إلى الشام، وفي قوله {وآتيناه أجره في الدنيا} قال: عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل إلا يرضي إبراهيم يتولاه). [الدر المنثور: 11/538-539] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {النشأة الآخرة} قال: هي الحياة بعد الموت: وهو النشور). [الدر المنثور: 11/540]

تفسير قوله تعالى: (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون (21) وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم مّن دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة خلقه من بعد فنائهم، فيعذّب من يشاء منهم على ما أسلف من جرمه في أيّام حياته، ويرحم من يشاء منهم ممّن تاب وآمن وعمل صالحًا {وإليه تقلبون} يقول: وإليه ترجعون وتردّون). [جامع البيان: 18/378]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه- الآية
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ قال: سمعت سفيان يقول في قوله: يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء قال: يغفر لمن يشاء العظيم، ويعذّب من يشاء على الصّغير). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} فإنّ ابن زيدٍ قال في ذلك ما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} قال: لا يعجزه أهل الأرضين في الأرضين، ولا أهل السّماوات في السّماوات إن عصوه، وقرأ: {مثقال ذرّةٍ في السّموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ في كتابٍ مبينٍ}.
وقال في ذلك بعض أهل العربيّة من أهل البصرة: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} أي: لا يعجزوننا مع ذلك، ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء معجزين قال: وهو من غامض العربيّة للضّمير الّذي لم يظهر في الثّاني. قال: ومثله قول حسّان بن ثابتٍ:
أمن يهجو رسول اللّه منكم = ويمدحه وينصره سواء
أراد: ومن ينصره ويمدحه، فأضمر (من). قال: وقد يقع في وهم السّامع أنّ النّصر والمدح لـ (من) هذه الظّاهرة؛ ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك، وأكرم من أتاك ولم يأت زيدًا. تريد: ومن لم يأت زيدًا، فيكتفي باختلاف الأفعال من إعادة (من)، كأنّه قال: أمن يهجو، ومن يمدحه، ومن ينصره. ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {ومن هو مستخفٍ باللّيل وساربٌ بالنّهار}.
وهذا القول أصحّ عندي في المعنى من القول الآخر، ولو قال قائلٌ: معناه: ولا أنتم بمعجزين في الأرض، ولا أنتم لو كنتم في السّماء بمعجزين، كان مذهبًا.
وقوله: {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ} يقول: وما كان لكم أيّها النّاس من دون اللّه من وليٍّ يلي أموركم، ولا نصيرٍ ينصركم من اللّه إن أراد بكم سوءًا، ولا يمنعكم منه إن أحلّ بكم عقوبته). [جامع البيان: 18/378-379]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وما أنتم بمعجزين
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام بن عروة، عن وهب ابن كنعان، عن ابن الزبير بمعجزين يعني مثبطين.
قوله تعالى: في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصير
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء قال: لا يعجز أهل الأرضين في الأرضين، ولا أهل السّماوات في السّماوات إن عصوه وقرأ لا يعزب، عنه مثقال ذرّةٍ في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046-3047]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: والّذين كفروا حجج اللّه، وأنكروا أدلّته، وجحدوا لقاءه، والورود عليه يوم تقوم السّاعة {أولئك يئسوا من رحمتي} يقول تعالى ذكره: أولئك يئسوا من رحمتي في الآخرة لمّا عاينوا ما أعدّ لهم من العذاب، فأولئك لهم عذابٌ فيها موجعٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف اعترض بهذه الآيات من قوله {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم} إلى قوله {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} وترك ضمير قوله {فما كان جواب قومه} وهو من قصّة إبراهيم. وقوله {إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه} إلى قوله {فابتغوا عند اللّه الرّزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون}؟
قيل: فعل ذلك كذلك، لأنّ الخبر عن أمر نوحٍ وإبراهيم وقومهما، وسائر من ذكر اللّه من الرّسل والأمم في هذه السّورة وغيرها، إنّما هو تذكيرٌ من اللّه تعالى ذكره به الّذين يبتدئ بذكرهم قبل الاعتراض بالخبر، وتحذيرٌ منه لهم أن يحلّ بهم ما حلّ بهم، فكأنّه قيل في هذا الموضع: فاعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، فكذّبتم أنتم معشر قريشٍ رسولكم محمّدًا، كما كذّب أولئك إبراهيم، ثمّ جعل مكان: فكذّبتم: وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم، إذ كان ذلك يدلّ على الخبر عن تكذيبهم رسولهم، ثمّ عاد إلى الخبر عن إبراهيم وقومه، وتتميم قصّته، وقصّتهم بقوله {فما كان جواب قومه} ). [جامع البيان: 18/379-380]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ (23)
قوله تعالى: والّذين كفروا بآيات اللّه
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن المفضّل أنبأ أسباطٌ، عن السّدّيّ كفروا بآيات الله ما آيات اللّه إلا محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ولقائه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير بن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: لقائه قال: البعث في الآخرة.
قوله تعالى: أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ
تقدّم تفسير العذاب الأليم غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3047]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق} [العنكبوت: 19] بلى قد رأوا أنّ اللّه تبارك وتعالى خلق العباد.
قال: {ثمّ يعيده} [العنكبوت: 19]، يعني: البعث، يخبر أنّه يبعث العباد، والمشركون على خلاف ذلك لا يقرّون بالبعث.
قال: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [العنكبوت: 19] خلقهم وبعثهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/623]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ أولم يروا كيف يبدي اللّه الخلق }, مجازه: كيف استأنف الخلق الأول.

{ ثمّ بعيده}, بعد، يقال: رجع عوده على بدئه , أي : آخره , وعلى أوله، وفيه لغتان , يقال: أبدأ , وأعاد, وكان ذلك مبدئاً , ومعيداً , وبدأ , وعاد, وكان ذلك ادئاً , وعائداً.). [مجاز القرآن: 2/115]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}

وقال: {كيف يبدئ اللّه} , وقال: {كيف بدأ الخلق} ؛ لأنهما لغتان , تقول: "بدأ الخلق" , و"أبدأ".). [معاني القرآن: 3/25-26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسير (19)}, وتقرأ : تروا بالتاء.). [معاني القرآن: 4/165]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال للنّبيّ عليه السّلام: {قل} لهم.
{سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} [العنكبوت: 20] حيثما ساروا رأوا خلق اللّه الّذي خلق.
[تفسير القرآن العظيم: 2/623]
قال اللّه: {ثمّ اللّه ينشئ} [العنكبوت: 20] يخلق.
{النّشأة الآخرة} [العنكبوت: 20] الخلق الآخر، يعني: البعث، أي: أنّه خلقهم وأنّه يبعثهم.
{إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {النّشأة...}

القراء مجتمعون على جزم الشين , وقصرها، إلا الحسن البصريّ ؛ إنه مدّها في كل القرآن فقال : {النشاءة}, ومثلها مما تقوله العرب الرأفة، والرآفة، والكأبة والكآبة , كلّ صواب.). [معاني القرآن: 2/315]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النّشأة الآخرة }, مجاز { ينشيء }: يبدئ.). [مجاز القرآن: 2/115]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيء قدير (20)}
{ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة}: أي: ثم إن الله يبعثهم ثانية ينشئهم نشأة أخرى، كما قال:{وأنّ عليه النّشأة الأخرى (47)}
وأكثر القراءة : {النّشأة}بتسكين الشين , وترك لمدّه.
وقرأ أبو عمرو : {النشاءة الأخرى} بالمدّ.). [معاني القرآن: 4/165]


تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء} [العنكبوت: 21] يعذّب الكافر بالنّار، ويرحم المؤمن فيدخله الجنّة.
قال: {وإليه تقلبون} [العنكبوت: 21]، أي: وإليه ترجعون يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وإليه تقلبون}:أي : ترجعون.).
[مجاز القرآن: 2/115]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإليه تقلبون} : أي : ترّدون.). [تفسير غريب القرآن: 337]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} [العنكبوت: 22] أي فتسبقونّا حتّى لا نقدر عليكم فنعذّبكم، يقوله للمشركين.
وقال السّدّيّ: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} [العنكبوت: 22]، يعني: ما أنتم بسابقي اللّه بأعمالكم الخبيثة، فتفوتوه هربًا.
قال: {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ} [العنكبوت: 22]، يعني: من قريبٍ يمنعكم، يعني: الكفّار، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يقول: {من وليٍّ} [العنكبوت: 22] يمنعكم من عذابه.
{ولا نصيرٍ} [العنكبوت: 22] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء...}

يقول: القائل: وكيف وصفهم أنهم لا يعجزون في الأرض , ولا في السماء، وليسوا من أهل السّماء؟ , فالمعنى - والله أعلم - : ما أنتم بمعجزين في الأرض , ولا من في السّماء بمعجزٍ, وهو من غامض العربيّة للضمير الذي لم يظهر في الثاني.
ومثله قول حسّان:

أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواءٌ
أراد: ومن ينصره , ويمدحه , فأضمر (من) وقد يقع في وهم السّامع أن المدح و, النصر لمن هذه الظاهرة, ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك، وأكرم من أتاك ولم يأت زيداً، تريد: ومن لم يأت زيداً.). [معاني القرآن: 2/315]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم مّن دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}
وقال: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}: أي: لا تعجزوننا هرباً في الأرض , ولا في السّماء.). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}: أي : ولا من في السماء بمعجز.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}. أراد: ولا من في السماء بمعجز). [تأويل مشكل القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليّ ولا نصير (22)}


أي : ليس يعجز اللّه خلق في السماء , ولا في الأرض.
وفي هذا قولان:
أحدهما : معناه ما أنتم بمعجزين في الأرض , ولا أهل السماء معجزين في السّماء، أي: من في السّماوات , ومن في الأرض غير معجزين .
ويجوز - والله أعلم -: وما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا لو كنتم في السماء، أي : لا ملجأ من الله إلا إليه.). [معاني القرآن: 4/165]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء}
قال محمد بن يزيد : المعنى :ولا من في السماء , ومن نكرة , وأنشد غيره:
فمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
وقال غير أبي العباس : المعنى : وما أنتم بمعجزين في الأرض , ولو كنتم في السماء , وخوطب الناس على ما يعرفون , وهذا أولى , والله أعلم.). [معاني القرآن: 5/218]


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي} [العنكبوت: 23]، يعني: من جنّتي.
{وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ} [العنكبوت: 23]، يعني: موجعٌ، يعني: به عذاب جهنّم، وهو تفسير السّدّيّ.
عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بن أبي سلامٍ الشّاميّ قال: قال رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/624]
صلّى اللّه عليه وسلّم: خمسٌ من لقي اللّه تبارك وتعالى بهنّ مستيقنًا دخل الجنّة: من شهد أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّدًا رسول اللّه، وأيقن بالموت، والبعث والحساب.
- الخليل بن مرّة، وأبو أميّة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد بن سلامٍ، عن أبي سلامٍ، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «خمسٌ من أثقل شيءٍ في الميزان»، فقال رجلٌ: يا نبيّ اللّه ما هنّ؟ قال: «لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، والحمد للّه، وسبحان اللّه، والولد الصّالح يتوفّى فيحتسبه والده».
وخمسٌ من لقي اللّه تبارك وتعالى بهنّ موقنًا دخل الجنّة: من شهد أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه، وأيقن بالموت، والبعث والحساب.
- سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عليٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا يؤمن عبدٌ حتّى يؤمن بأربعةٍ: يشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنّي رسول اللّه بعثني بالحقّ، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر "). [تفسير القرآن العظيم: 2/625]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم (23)}

روي عن قتادة : أنه قال: (إن الله ذمّ قوما هانوا عليه , فقال: أولئك يئسوا من رحمتي), وقال: (إنّه لا ييأس من روح اللّه إلّا القوم الكافرون)
وينبغي للمؤمن ألا ييئس من روح الله، ولا من رحمته، ولا يأمن من عذابه وعقابه، وصفة المؤمن : أن يكون راجيًا للّه، خائفاً.). [معاني القرآن: 4/165]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:26 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وتقول: بدأ الله الخلق وأبدأهم سواء. قال الله عز وجل: {أو لم يروا كيف يبدئ الخلق ثم يعيده}. وقال: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} ). [كتاب الهمز: 11]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وتقول: بدأ الله الخلق وأبدأهم سواء. قال الله عز وجل: {أو لم يروا كيف يبدئ الخلق ثم يعيده}. وقال: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} ). [كتاب الهمز: 11] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 09:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 11:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم -بخلاف عنه-: "أو لم تروا" بالتاء، وقرأ الباقون: "أو لم يروا" بالياء، الأولى على المخاطبة، والثانية على الحكاية عن الغائب، وقرأ الجمهور: "يبدئ"، وقرأ الزبير، وعيسى، وأبو عمرو -بخلاف عنه-: "يبدأ".
وهذه الإحالات على ما يظهر مع الإخبار من إحياء الأرض والنبات وإعادته ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور والحشر، ويحتمل أن يريد: أولم يروا بالدلائل والنظر كيف يجوز أن يعيد الله تبارك وتعالى الأجسام بعد الموت، وهذا تأويل قتادة. وقال الربيع ابن أنس: المعنى: كيف يبدأ خلق الإنسان ثم يعيده إلى أحوال أخر حتى إلى التراب. وقال مقاتل: الخلق في هذه الآية الليل والنهار). [المحرر الوجيز: 6/ 634]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه -ويحتمل أن يكون محمدا إن كان في قصة إبراهيم عليهما الصلاة السلام اعتراض بين كلامين- بأن يأمرهم -على جهة الاحتجاج- بالسير في الأرض، والنظر في كل قطر، وفي كل أمة قديما وحديثا، فإن ذلك يوجد ألا خالق إلا الله تبارك وتعالى، ولا مبتدئا بالخلق سواه، ثم ساق -على جهة الخبر- أن الله تعالى هو المبتدئ لنشأة القيام من القبور.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "النشاءة" على وزن (الفعالة)، وهي قراءة الأعرج، وهذا كما تقول: رأفة ورآفة، وقرأ الباقون: "النشأة" على وزن (الفعلة)، وقرأ الزهري: "النشة" بشين مشددة في جميع القرآن. والبعث من القبور يقوم دليل العقل على جوازه، وأخبرت الشرائع وقوعه ووجوده). [المحرر الوجيز: 6/ 634-635]

تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون * وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم}
المعنى: ييسر من يشاء لأعمال من حق عليه العذاب، وييسر من يشاء لأعمال من سبقت له السعادة، فيتعلق الثواب والعقاب بالاكتساب المقترن بالاختراع الذي لله تبارك وتعالى في أعمال العبيد. ثم أخبر تعالى بأنه إليه المنقلب، وأن البشر ليس بمعجز ولا مفلت في الأرض ولا في السماء. ويحتمل أن يريد بالسماء الهواء علوا، أي: ليس للإنسان حيلة صعد أو نزل، حكى نحوه الزهراوي. ويحتمل أن يريد السماء المعروفة، أي: لستم بمعجزين في الأرض ولو كنتم في السماء، وقال ابن زيد: معناه: ولا من في السماء معجز إن عصى، ونظروه -على هذا- بقول حسان بن ثابت:
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء؟
والتأويل الأوسط أحسنها، ونحوه قول الأعشى:
ولو كنت في جب ثمانين قامة ... ورقيت أسباب السماء بسلم
ليستدرجنك القول حتى تهره ... وتعلم أني عنك لست بملجم
والولي أخص من النصير). [المحرر الوجيز: 6/ 635-636]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ يحيى بن القعقاع، وابن الحرث: "ييسوا" بغير همز.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ذم الله تعالى قوما هانوا عليه فقال: {أولئك يئسوا من رحمتي}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وما تقدم من قوله تعالى: " أولم يروا " إلى هذه الآية يحتمل أن يكون خطابا لمحمد صلى الله عليه وسلم، ويكون اعتراضا في قصة إبراهيم عليه السلام، ويحتمل أن يكون خطابا لإبراهيم ومحاورة لقومه، وعند آخر ذلك ذكر جواب قومه).[المحرر الوجيز: 6/ 636]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ (19) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (20) يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون (21) وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ (22) والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ (23)}
يقول تعالى مخبرًا عن الخليل عليه السّلام، أنّه أرشدهم إلى إثبات المعاد الّذي ينكرونه، بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق اللّه إيّاهم، بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا، ثمّ وجدوا وصاروا أناسًا سامعين مبصرين، فالّذي بدأ هذا قادرٌ على إعادته؛ فإنّه سهلٌ عليه يسيرٌ لديه.
ثمّ أرشدهم إلى الاعتبار بما في الآفاق من الآيات المشاهدة من خلق اللّه الأشياء: السّموات وما فيها من الكواكب النّيّرة: الثّوابت، والسّيّارات، والأرضين وما فيها من مهادٍ وجبالٍ، وأوديةٍ وبرارٍ وقفارٍ، وأشجارٍ وأنهارٍ، وثمارٍ وبحارٍ، كلّ ذلك دالٌّ على حدوثها في أنفسها، وعلى وجود صانعها الفاعل المختار، الّذي يقول للشّيء: كن، فيكون؛ ولهذا قال: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}، كقوله: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم: 27]). [تفسير ابن كثير: 6/ 270]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} أي: يوم القيامة، {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}. وهذا المقام شبيهٌ بقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ} [فصّلت: 53]، وكقوله تعالى: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون * أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون} [الطّور: 35، 36]). [تفسير ابن كثير: 6/ 270]

تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء} أي: هو الحاكم المتصرّف، الّذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون، فله الخلق والأمر، مهما فعل فعدلٌ؛ لأنه المالك الّذي لا يظلم مثقال ذرّةٍ، كما جاء في الحديث الّذي رواه أهل السّنن: "إنّ اللّه لو عذّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذّبهم وهو غير ظالمٍ لهم". ولهذا قال تعالى: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون} أي: ترجعون يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 6/ 270-271]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} أي: لا يعجزه أحدٌ من أهل سماواته وأرضه، بل هو القاهر فوق عباده، وكلّ شيءٍ خائفٌ منه، فقيرٌ إليه، وهو الغنيّ عمّا سواه {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}). [تفسير ابن كثير: 6/ 271]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه} أي: جحدوها وكفروا بالمعاد، {أولئك يئسوا من رحمتي} أي: لا نصيب لهم فيها، {وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ} أي: موجع في الدنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 271]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة