العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشعراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 08:55 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الشعراء [ من الآية (123) إلى الآية (131) ]

{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذّبت عادٌ المرسلين (123) إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتّقون (124) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ (125) فاتّقوا اللّه وأطيعون (126) وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلاّ على ربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره: {كذّبت عادٌ} رسل اللّه إليهم). [جامع البيان: 17/606]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: كذّبت عادٌ المرسلين
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا أبو أحمد، عن أبي بكر بن عاصم بن بهدلة عن أبي وائلٍ، عن الرّبيع ابن خثعمٍ قال: عاد ما بين اليمن إلى الشّام مثل الذّرّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2792]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتّقون} عقاب اللّه على كفركم به). [جامع البيان: 17/606]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتّقون (124) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: إنّ عاد كانوا قومًا باليمن بالأحقاف والأحقاف هي الرّمال فأتاهم فوعظهم وذكّرهم بما قصّ اللّه في القرآن فكذّبوه وسألوا أن يأتيهم بالعذاب). [تفسير القرآن العظيم: 8/2792]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّي لكم رسولٌ} من ربّي يأمركم بطاعته، ويحذّركم على كفركم بأسه، {أمينٌ} على وحيه ورسالته). [جامع البيان: 17/606]

تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فاتّقوا اللّه} بطاعته والانتهاء إلى ما يأمركم وينهاكم {وأطيعون} فيما آمركم به من اتّقاء اللّه وتحذيركم سطوته). [جامع البيان: 17/606]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فاتّقوا اللّه وأطيعون (126)
قوله: فاتقوا الله وأطيعون إلى قوله: رب العالمين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2793]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ} يقول: وما أطلب منكم على أمري إيّاكم باتّقاء اللّه جزاءً ولا ثوابًا. {إن أجري إلاّ على ربّ العالمين} يقول: ما جزائي وثوابي على نصيحتي إيّاكم إلاّ على ربّ العالمين). [جامع البيان: 17/606]

تفسير قوله تعالى: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى بكل ريع آية تعبثون قال بكل طريق). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال مجاهدٌ: {تعبثون} [الشعراء: 128] : «تبنون»). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ تعبثون تبنون وصله الفريابيّ عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ عنه في قوله أتبنون بكلّ ريع قال بكل فج آية تعبثون بنيانًا وقيل كانوا يهتدون في الأسفار بالنّجوم ثمّ اتّخذوا أعلامًا في أماكن مرتفعةٍ ليهتدوا بها وكانوا في غنيةٍ عنها بالنّجوم فاتّخذوا البنيان عبثًا). [فتح الباري: 8/497]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {تعبثون} تبنون {هضيم} يتفتت إذا مس {المسحرين} مسحورين {الأيكة} جمع الشّجر {الظلة} إظلال العذاب إيّاهم {موزون} معلوم {كالطود} كالجبل {لشرذمة} طائفة قليلة {في الساجدين} المصلّين وقال ابن عبّاس {لعلّكم تخلدون} كأنكم ليكة {الأيكة} وهي الغيضة {موزون} معلوم {كالطود} كالجبل
أما تفاسير مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 128 الشّعراء {أتبنون بكل ريع} قال بكل فج {آية تعبثون} قال بنيانا). [تغليق التعليق: 4/272-273] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ تعبثون تبنون
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} (الشّعراء: 128) وفسّر تعبثون بقوله: (تبنون) . وصصله الفريابيّ عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه في قوله: {أتبنون بكل ريع} قال: بكل فج (آية تعبثون) ، قال: بنياناً. وعن ابن عبّاس: بكل ريع بكل شرف، عن قتادة والضّحّاك ومقاتل والكلبي: طريق، وهي رواية عن ابن عبّاس، وعن عكرمة: واد، وعن مقاتل: كانوا يسافرون ولا يهتدون إلاّ بالنجوم فبنوا على الطّرق أعلاماً طوالًا عبثا ليهتدوا بها وكانوا في غبة منها، وقال الكرماني: كانوا يبنون بروجاً للحمامات يعبثون بها. والريع المرتفع من الأرض والجمع ريعة بكسر الرّاء وفتح الياء، وأما الأرياع فمفرده: ريعة، بالكسر والسكون). [عمدة القاري: 19/98]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({تعبثون}) من قوله: ({أتبنون بكل ريع آية تعبثون}) [الشعراء: 128]. أي (تبنون) وقال الضحاك ومقاتل: هو الطريق. قال ابن عباس كانوا يبنون بكل ريع عليًّا يعبثون فيه بمن يمر في الطريق إلى هود عليه السلام وقيل كانوا يبنون الأماكن المرتفعة ليعرف بذلك غناهم فنهوا عنه ونسبوا إلى العبث). [إرشاد الساري: 7/277]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(الرّيع: الأيفاع من الأرض، وجمعه ريعةٌ وأرياعٌ، واحده ريعةٌ). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الرّيع الأيفاع من الأرض وجمعه ريعة وأرياع واحده ريعةٌ كذا فيه وريعة الأوّل بفتح التّحتانيّة والثّاني بسكونها وعند جماعةٍ من المفسّرين ريعٌ واحدٌ جمعه أرياعٌ وريعةٌ بالتّحريك وريعٌ أيضًا واحده ريعةٌ بالسّكون كعهنٍ وعهنةٍ وقال أبو عبيدة في قوله أتبنون بكلّ ريعٍ الرّيع الارتفاع من الأرض والجمع أرياعٌ وريعةٌ والرّيعة واحدة أرياعٍ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله تعالى بكلّ ريع أي بكلّ طريقٍ). [فتح الباري: 8/498]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الرّيع الأيفاع من الأرض وجمعه ريعةٌ وأرياع واحد الرّيعة
أشار به إلى قوله تعالى: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} (الشّعراء: 128) . وقال: (الرّيع الأيفاع من الأرض) ، الأيفاع بفتح الهمزة جمع يافع وهو المكان المرتفع من الأرض، ومنه يقال: غلام يافع من أيفع الغلام أي: ارتفع، والصّواب: اليفاع من الأرض بفتح الياء والفاء وهو المرتفع منها، وقد فسر الرّيع بكسر الرّاء بقوله: الايفاع واليفاع من الأرض، وقال الجوهري: يقال: غلام يافع ويفع ويفعة وغلمان أيفاع ويفعة أيضا، وقال: والريع بالكسر المرتفع من الأرض، وقال عمارة: هو الجبل، والريع أيضا: الطّريق. قلت: وكذا قال المفسّرون، وقيل: الفج بين الجبلين، وعن مجاهد: الثّنية الصّغيرة وعن عكرمة وادٍ، وعن ابن عبّاس: بكل ريع يعني: بكل شرف، والريع بالفتح النّماء، ومنه ريع الاملاك. قوله: (وجمعه)، أي: جمع الرّيع (ريعة) بكسر الرّاء وفتح الياء كقرد وقردة. قوله: (وأرياع واحد الريعة) ، بكسر الرّاء وسكون الياء، وعند جماعة من المفسّرين: ريع واحد وجمعه أرياع وريعة بالتّحريك، وريع جمع أيضا واحده ريعة بالسّكون: كعهن وعهنة). [عمدة القاري: 19/99-100]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الريع) في قوله: {أتبنون بكل ريع} [الشعراء: 128] هو (الأيفاع) بفتح الهمزة وسكون التحتية وبعد الفاء ألف فعين مهملة أي المرتفع (من الأرض) قال ذو الرمة:
طراف الخوافي مشرف فوق ريعة = بذي ليلة في ريشه يترقرق
(وجمعه) أي الريع (ريعة) بكسر الراء وفتح التحتية والعين المهملة كقردة (وأرياع) هو (واحد الريعة) بكسر الراء وفتح التحتية كالأول، ولأبي ذر والأصيلي واحده وفي نسخة واحدها ريعة بسكون التحتية وضبطه الحافظ ابن حجر بالسكون والأول بالفتح، وتبعه العيني وقال البرماوي كالكرماني وأما الأرياع فمفرده ريعة بالكسر والسكون). [إرشاد الساري: 7/278]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون} قال: الرّيع: الثّنيّة الصّغيرة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 57]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون (128) وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون (129) وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون} والرّيع: كلّ مكانٍ مشرفٍ من الأرض مرتفعٍ، أو طريقٍ أو وادٍ؛ ومنه قول ذي الرّمّة:
طراق الخوافي مشرفٌ فوق ريعةٍ = ندى ليله في ريشه يترقرق
وقول الأعشى:
ويهماء قفرٍ تجاوزتها = إذا خبّ في ريعها آلها
وفيه لغتان: ريعٌ وريعٌ بكسر الرّاء وفتحها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون} يقول: بكلّ شرفٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بكلّ ريعٍ} قال: فجٍّ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً} قال: بكلّ طريقٍ.
- حدّثني سليمان بن عبيد اللّه الغيلانيّ، قال: حدّثنا أبو قتيبة، قال: حدّثنا مسلم بن خالدٍ، قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ} قال: الرّيع: الثّنيّة الصّغيرة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا يحيى بن حسّان، عن مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال عكرمة: {بكلّ ريعٍ} قال: فجٍّ ووادٍ.
قال: وقال مجاهدٌ: {بكلّ ريعٍ} بين جبلين.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ} قال: شرفٍ ومنظرٍ.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {بكلّ ريعٍ} قال: بكلّ طريقٍ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بكلّ ريعٍ} بكلّ طريقٍ.
ويعني بقوله {آيةً} بنيانًا علمًا.
وقد بيّنّا في غير موضعٍ من كتابنا هذا أنّ الآية هي الدّلالة والعلامة بالشّواهد المغنية عن إعادتها في هذا الموضع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. على اختلافٍ منهم في ألفاظهم في تأويله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {بكلّ ريعٍ آيةً} قال: الآية: علمٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {بكلّ ريعٍ آيةً} قال: آيةٌ: بنيانٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {آيةً} بنيانٌ.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بكلّ ريعٍ آيةً} قال: بنيان الحمام.
وقوله: {تعبثون} قال: تلعبون.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {تعبثون} قال: تلعبون.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {تعبثون} قال: تلعبون). [جامع البيان: 17/606-610]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: أتبنون بكلّ ريعٍ
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: أتبنون بكلّ ريعٍ يقول: بكلّ شرفٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا مفضّلٌ، ثنا أبو صخرٍ أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون قال: الرّيع: الجبال والأمكنة المرتفعة من الأرض.
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن جعفرٍ، ثنا مسلمٌ يعني ابن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: أتبنون بكلّ ريعٍ قال الرّيع الثّنيّة الصّغيرة.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بكلّ ريعٍ قال: بكلّ فجٍّ.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريحٍ، عن مجاهدٍ بكلّ ريعٍ قال: فجٌّ بين جبلين.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ أتبنون بكلّ ريعٍ قال: الرّيع ما استقبل الطّريق بين الجبال والظّراب.
- حدّثنا أبي ثنا هدبة بن خالدٍ ثنا همّامٌ، عن قتادة في هذه الآية أتبنون بكلّ ريعٍ قال: بكلّ طريقٍ.
- حدّثنا إسماعيل بن الحارث، ثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، عن شريكٍ، عن السّدّيّ قال: الرّيع الطّريق.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ بكلّ ريعٍ قال: الرّيع: الطّريق. وروي، عن قتادة مثل ذلك.
قوله: آية
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: آيةً تعبثون بنيانًا.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي الحواريّ، ثنا عليّ بن الفضل اللّهبيّ حدّثنا مسلم بن خالدٍ الزّنجيّ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: آيةً قال: الآية اتّخاذ أبرجة الحمام.
قوله: تعبثون
- أخبرنا العبّاس بن الوليد، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور حدّثنا عثمان ابن عطاءٍ، عن أبيه عطاءٍ وأمّا بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون فيقال: بكلّ شرفٍ ومنظرٍ تبنون عبثًا.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ تعبثون قال: تلعبون وروي، عن الضّحّاك وقتادة مثل ذلك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا أسيد بن حبيبٍ، ثنا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهدٍ قال: ليس أحدٌ أشبه فعالا بعادٍ من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون فقد واللّه فعلوا: وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2793-2794]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله بكل ريع قال بكل فج). [تفسير مجاهد: 463]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله تعبثون يعني بنيانا). [تفسير مجاهد: 463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {أتبنون بكل ريع} قال: طريق {آية} قال: علما {تعبثون} قال: تلعبون). [الدر المنثور: 11/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أتبنون بكل ريع} قال: شرف). [الدر المنثور: 11/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أتبنون بكل ريع} قال: طريق). [الدر المنثور: 11/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال: الريع الجبال والأمكنة المرتفعة من الأرض). [الدر المنثور: 11/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب). [الدر المنثور: 11/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أتبنون بكل ريع} قال: بكل فج بين جبلين {آية} قال: بنيانا {وتتخذون مصانع} قال: بروج الحمام). [الدر المنثور: 11/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {تعبثون} قال: تلعبون). [الدر المنثور: 11/281]

تفسير قوله تعالى: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتتخذون مصانع قال مآخذ للماء قال وفي بعض الحروف وتتخذون مصانع كأنكم تخلدون). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال مجاهد مصانع قصور وحصون). [تفسير عبد الرزاق: 2/75]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(قال ابن عبّاسٍ: {لعلّكم تخلدون} [الشعراء: 129] : " كأنّكم). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله موزونٌ معلومٌ كذا لهم ووقع في رواية أبي ذر قال ابن عبّاس لعلّكم تخلدون كأنّكم ليكةٌ الأيكة وهي الغيضة موزونٌ معلومٌ فأما قوله لعلّكم فوصله بن أبي طلحة عنه به وحكى البغويّ في تفسيره عن الواحديّ قال كلّ ما في القرآن لعلّ فهو للتّعليل إلّا هذا الحرف فإنّه للتّشبيه كذا قال وفي الحصر نظرٌ لأنّه قد قيل مثل ذلك في قوله لعلّك باخع نفسك وقد قرأ أبيّ بن كعبٍ كأنّكم تخلدون وقرأ بن مسعودٍ كي تخلدوا وكأنّ المراد أنّ ذلك بزعمهم لأنّهم كانوا يستوثقون من البناء ظنًّا منهم أنّها تحصنهم من أمر اللّه فكأنّهم صنعوا الحجر صنيع من يعتقد أنّه يخلد وأمّا قوله ليكةٌ فتقدّم بيانه في أحاديث الأنبياء ووصله بن أبي حاتمٍ بهذا اللّفظ أيضًا وأمّا قوله موزونٌ فمحلّه في سورة الحجر ووقع ذكره هنا غلطًا وكأنّه انتقل من بعض من نسخ الكتاب من محله وقد وصله بن أبي حاتمٍ أيضًا كذلك ووصله الفريابيّ بالإسناد المذكور عن مجاهدٍ في قوله وأنبتنا فيها من كل شيء موزون قال بقدرٍ مقدورٍ). [فتح الباري: 8/497] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 129 الشّعراء {لعلّكم تخلدون} قال كأنكم تخلدون). [تغليق التعليق: 4/273]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: لعلّكم تخلدون كأنّكم
أي قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وتتخذون مصانع لعلّكم تخلدون} (الشّعراء: 129) إن معنى: لعلّكم كأنكم، وقرأ أبي بن كعب: كأنكم تخلدون، وقرأ ابن مسعود: {لعلّكم تخلدون} ، وعن الواحدي: كل ما في القرآن: لعلّ، فهو للتّعليل إلاّ هذا الحرف فإنّه للتشبيه، قيل: في الحصر نظر لأنّه قد قيل مثل ذلك في قوله: {لعلّك باخع نفسك} (الشّعراء: 3) ). [عمدة القاري: 19/99]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس: ({لعلكم تخلدون}) في قوله: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} [الشعراء: 129] أي (كأنكم) تخلدون في الدنيا وليس ذلك بحاصل لكم بل زائل عنكم كما زال عمن قبلكم. قال الواحدي: كل ما وقع في القرآن لعل فإنها للتعليل إلا هذه فإنها للتشبيه ويؤيده ما في حرف أبي كأنكم تخلدون، وعورض ما ذكره من الحصر بقوله: {لعلك باخع نفسك} [الشعراء: 3] لكن لم يعلم من نص على أن لعل تكون للتعليل). [إرشاد الساري: 7/278]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({مصانع} [الشعراء: 129] : «كلّ بناءٍ فهو مصنعةٌ»). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مصانع كلّ بناءٍ فهو مصنعةٌ هو قول أبي عبيدة وزاد بفتح النّون وبضمّها وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة المصانع القصور والحصون وقال عبد الرّزّاق المصانع عندنا بلغة اليمن القصور العاديّة وقال سفيان ما يتّخذ فيه الماء ولابن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال المصانع القصور المشيّدة ومن وجهٍ آخر قال المصانع بروج الحمام). [فتح الباري: 8/498]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مصانع كلّ بناء فهو مصنعةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وتتخذون مصانع لعلّكم تخلدون} (الشّعراء: 129) وقال: (كل بناء فهو مصنعة) وكذا قال أبو عبيدة، ومصنعة مفرد مصانع، وقال عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة: المصانع القصور والحصون، وقال عبد الرّزّاق: المصانع عندنا بلغة اليمن القصور العادية، وقيل: المصانع بروج الحمام). [عمدة القاري: 19/100]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مصانع}) قال أبو عبيدة (كل بناء فهو مصنعة) وقال سفيان ما يتخذ فيه الماء، وقال مجاهد: قصور مشيدة وقيل هي الحصون). [إرشاد الساري: 7/278]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتتّخذون مصانع} اختلف أهل التّأويل في معنى المصانع، فقال بعضهم: هي قصورٌ مشيّدةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وتتّخذون مصانع} قال: قصورٌ مشيدةٌ، وبنيانٌ مخلّدٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد: {مصانع} قصورٌ مشيّدةٌ وبنيانٌ.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن مجاهدٍ، قال: {مصانع} يقول: حصونٌ وقصورٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا يحيى بن حسّان، عن مسلمٍ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {مصانع لعلّكم تخلدون} قال: أبرجة الحمام.
وقال آخرون: بل هي مآخذ للماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {مصانع} قال: مآخذ للماء.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ المصانع جمع مصنعةٍ، والعرب تسمّي كلّ بناءٍ مصنعةً، وجائزٌ أن يكون ذلك البناء كان قصورًا وحصونًا مشيّدةً، وجائزٌ أن يكون كان مآخذ للماء، ولا خبر يقطع العذر بأيّ ذلك كان، ولا هو ممّا يدرك من جهة العقل. فالصّواب أن يقال فيه ما قال اللّه: إنّهم كانوا يتّخذون مصانع.
وقوله: {لعلّكم تخلدون} يقول: كأنّكم تخلدون، فتبقون في الأرض.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لعلّكم تخلدون} يقول: كأنّكم تخلدون.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: قال في بعض الحروف {وتتّخذون مصانع} كأنّكم تخلدون.
وكان ابن زيدٍ يقول: {لعلّكم} في هذا الموضع استفهامٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون} قال: هذا استفهامٌ، يقول: لعلّكم تخلدون حين تبنون هذه الأشياء؟
وكان بعض أهل العربيّة يزعم أنّ لعلّكم في هذا الموضع بمعنى: (كيما) ). [جامع البيان: 17/610-613]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون (129)
قوله تعالى: وتتّخذون مصانع
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وتتّخذون مصانع قصورًا مشيدةً وبنيانًا مخلّدًا
- حدّثنا أبي، ثنا الحمّانيّ، ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: تتخذون مصانع لعلّكم تخلدون قال: بروج الحمام.
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: تتخذون مصانع قال: تأخذ للماء.
قوله: لعلّكم تخلدون
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ لعلّكم تخلدون يقول: كأنّكم تخلدون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون قال: وكان في بعض القراءات وتتّخذون مصانع كأنّكم خالدون
قوله: تخلدون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن زيدٍ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: تتخذون مصانع لعلّكم تخلدون قال: هذه استثناءٌ يقول لعلّكم تخلدون حين تتّخذون هذه الأشياء.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة حدّثني محمّد بن إسحاق قال: فلمّا عتوا على اللّه وكذّبوا نبيّهم وأكثروا في الأرض تجبّروا وبنوا بكلّ ريعٍ آيةً عبثًا لغير نفعٍ كلّمهم هودٌ فقال: أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2794-2795]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وتتخذون مصانع يعني قصورا مشيدة وحصونا وبيوتا مخلدة). [تفسير مجاهد: 463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أتبنون بكل ريع} قال: بكل فج بين جبلين {آية} قال: بنيانا {وتتخذون مصانع} قال: بروج الحمام). [الدر المنثور: 11/281] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وتتخذون مصانع} قال: قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا). [الدر المنثور: 11/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وتتخذون مصانع} قال: مآخذ للماء قال: وكان في بعض القراءة (وتتخذون مصانع كأنكم خالدون) ). [الدر المنثور: 11/281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لعلكم تخلدون} قال: كأنكم تخلدون). [الدر المنثور: 11/282]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال: السّيف والسّوط). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 57]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين} يقول: وإذا سطوتم سطوتم قتلاً بالسّيوف، وضربًا بالسّياط.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين} قال: القتل بالسّيف والسّياط). [جامع البيان: 17/613]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا بطشتم بطشتم جبّارين (130)
قوله تعالى: وإذا بطشتم بطشتم جبّارين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: وإذا بطشتم بطشتم جبّارين قال: أقوياء
- حدّثنا أبو بجيرٍ محمّد بن جابرٍ الحاربيّ أنبأ الحسن بن قتيبة المدائنيّ عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ وإذا بطشتم بطشتم جبّارين قال: ضرب السّياط
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن جعفرٍ، ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: إذا بطشتم بطشتم جبارين قال: بالسيف السوط). [تفسير القرآن العظيم: 9/2795]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال: بالسوط والسيف). [الدر المنثور: 11/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {بطشتم جبارين} قال: أقوياء). [الدر المنثور: 11/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {بطشتم جبارين} قال: أقوياء). [الدر المنثور: 11/282]

تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه من عادٍ: اتّقوا عقاب اللّه أيّها القوم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللّهو واللّعب وظلم النّاس وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الّذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار). [جامع البيان: 17/613] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فاتّقوا اللّه وأطيعون (131)
قوله: فاتّقوا اللّه وأطيعون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2796]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 09:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت عادٌ المرسلين} [الشعراء: 123]، يعني: هودًا أخاهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم أخوهم هودٌ} [الشعراء: 124] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 124] اللّه، يقول: ألا تخشون اللّه، تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 125] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 127]، أي: على ما جئتكم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/513]
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 127] وثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {127}). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتبنون} [الشعراء: 128] على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بكلّ ريعٍ} [الشعراء: 128]، أي: بكلّ طريقٍ في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بكلّ فجٍّ بين جبلين.
{آيةً} [الشعراء: 128]، أي: علمًا.
{تعبثون} [الشعراء: 128] تلعبون.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: إنّه بنيانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ...}
و(ريع) لغتان مثل الرّير والرار وهو المخّ الردئ. وتقول راع الطّعام إذا كان له ريعٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بكلّ ربعٍ} وهو الارتفاع من الأرض والطريق والجميع أرباع وربعة قال ذو الرمة:
وقال الشماخ:
تعنّ له بمذنب كل وادٍ= إذا ما الغيث أخضل كل ربع).
[مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بكل ريع}: ويقال ريع وهو الارتفاع من الأرض والجماعة الريعة مثل ديك وديكة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الريع): الارتفاع من الأرض. جمع «ريعة».
قال ذو الرّمّة يصف بازيا:
طراق الخوافي مشرقا فوق ريعة =ندى ليله في ريشه يترقرق
والرّيع أيضا: الطريق. قال المسيب بن علس - وذكر ظعنا -:
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
و«السّحل»: الثوب الأبيض. شبّه الطريق به.
و{الآية}: العلم). [تفسير غريب القرآن: 319-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون}
يقرأ ريع وريع - بكسر الراء وفتحها - وهو في اللغة الموضع المرتفع من الأرض ومن ذلك كم ريع أرضك، أي كم ارتفاع أرضك.
جاء في التفسير: {بكلّ ريع} كل فجّ والفجّ الطريق المنفرج في الجبل، وجاء أيضا بكل طريق.
وقوله {آية} علامة). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال قتادة والضحاك الريع الطريق
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد بكل ريع بكل فج
قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل
وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها
ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال بروج الحمامات). [معاني القرآن: 5/92-91]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ(ت:345هـ):({بكل ريع} الريع: الصومعة، والريع: البرج للحمام - أيضا - يكون في الصحراء، والريع: التل العالي).[ياقوتة الصراط: 386]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الريع): الارتفاع من الأرض، جمع ريعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرِيعٍ): ما ارتفع من الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتتّخذون مصانع} [الشعراء: 129] قال الحسن: البناء.
وقال الكلبيّ: القصور.
قال يحيى: ويقال مصانع للماء.
{لعلّكم تخلدون} [الشعراء: 129] في الدّنيا، أي: لا تخلدون فيها.
عن أبيه قال: حدّثني إسرائيل بن يونس، والخليل بن مرّة، عن قتادة، قال: كانت في الحرف الأوّل: وتتّخذون مصانع كأنّكم تخلدون فيها.
وتفسير سعيدٍ عن قتادة، قال: في بعض القراءة: كأنّكم خالدون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون...}

معناه: كيا تخلدوا). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتتّخذون مصانع} وكل بناء مصنعة). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مصانع}: كل بناء مصنعة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(المصانع): البناء. واحدها: «مصنعة».
{لعلّكم تخلدون} أي كيما تخلدوا. وكأن المعنى: أنهم كانوا يستوثقون في البناء والحصون، ويذهبون إلى أنها تحصّنهم من أقدار اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}
واحد المصانع مصنعة ومصنع، وهي التي تتخذ للماء، وقيل مبان ومعنى (لعلّكم تخلدون) أي لأن تخلدوا، أي وتتخذون مباني للخلود لا تتفكرون في الموت). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا
وقال سفيان هي مصانع الماء
قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة
قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة
قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد وتتخذون مصانع قال بالآجر والطين
وفي بعض القراءات كأنكم تخلدون والمعنيان
متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود). [معاني القرآن: 5/94-92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَصَانِعَ}: أبنية). [العمدة في غريب القرآن: 227]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا بطشتم} [الشعراء: 130] بالمؤمنين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/514]
{بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين تعدون عليهم، هودٌ يقوله لهم، أي: أسرفتم في العقوبة.
وقال السّدّيّ: {بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين، يقول: إذا عاقبتم أسرفتم في العقوبة جعلتم مكان الضّرب قتلا، يقول: إذا أخذتم أخذتم، فقتلتم في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين...}:

تقتلون على الغضب. هذا قول الكلبيّ. وقال غيره {بطشتم جبّارين} بالسوط). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}يقول إذا ضربتم: ضربتم بالسياط ضرب الجبّارين، وإذا عاقبتم قتلتم).[تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}
جاء في التفسير أن بطشهم كان بالسّوط والسّيف، وإنما أنكر ذلك عليهم لأنه ظلم، فأمّا في الحق فالبطش بالسوط والسيف جائز). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال مجاهد بالسيف والسوط). [معاني القرآن: 5/94]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 09:28 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أسماء الأحياء والقبائل
فمجاز هذا مجاز ما ذكرنا قبل في البلدان. تقول: هذه تميمٌ، وهذه أسدٌ، إذا أردت هذه قبيلة تميم، أو جماعة تميم، فتصرف؛ لأنك تقصد قصد تميم نفسه. وكذلك لو قلت: أنا أحب تميما، أو أنت تهجو أسدا. إذا أردت ما ذكرنا، أو جعلت كل واحدٍ منهما اسماً للحي. فإن جعلت شيئاً من ذلك اسماً للقبيلة لم تصرفه على ما ذكرنا قبل. تقول: هذه تميم فاعلم، وهذه عامر قد أقبلت. وعلى هذا تقول: هذه تميم بنة مرٍّ، وإنما تريد القبيلة، كما قال:
لولا فوارس تغلب بنة وائلٍ = نزل العدو عليك كل مكان
وكما قال الله عز وجل: {كذبت قوم نوحٍ المرسلين}؛ لأن المعنى: الجماعة، وعلى هذا {كذبت عادٌ} و{كذبت ثمود بالنذر}؛ لأنه عنى القبيلة والجماعة). [المقتضب: 3/360-361] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) }

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) }

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والريع المرتفع من الأرض من قوله تعالى: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} قال
عمارة الريع هو الجبل والريع مصدر راع عليه القيء يريع ريعا إذا رجع). [إصلاح المنطق:7- 8]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال ذو الرمة:
طرق الخوافي واقع فوق ريعة = ندى ليله في ريشة يترقرق
قوله: "ريعة" موضع ارتفاع: قال الله عز وجل: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ}، وهو جمع ريعة، وقال الشماخ:
تعن له بمذنب كل واد = إذا ما الغيث أخضل كل ريع).
[الكامل: 1/204]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والمصانع القصور فوق الجبال: قال الله عز وجل: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} ). [شرح المفضليات: 862]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) }

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1439هـ/31-08-2018م, 10:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ذو الحجة 1439هـ/31-08-2018م, 10:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1439هـ/31-08-2018م, 10:54 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
عاد: قبيلة، وانصرف للخفة، وقيل: هو اسم أبيهم). [المحرر الوجيز: 6/496]

تفسير قوله تعالى: { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وخاطبهم هود عليه السلام
[المحرر الوجيز: 6/496]
بمثل مخاطبة سائر الرسل). [المحرر الوجيز: 6/497]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم كلمهم فيما انفردوا به من الأفعال التي اقتضتها أعمالهم، فقال: " أتبنون على جهة التوبيخ، "والريع": المرتفع من الأرض، ومنه قول المسيب ابن علس يصف طريقا:
في الآل يخفضها ويرفعها ... ريع يلوح كأنه سحل
والسحل: الثوب الأبيض.
ومنه قول ذي الرمة:
طراق الخوافي مشرق فوق ريعة ... ندى ليله في ريشه يترقرق
ومنه قول الأعشى:
ويهماء قفر تجاوزتها ... إذا خب في ريعها آلها
ويقال: "ريع" بكسر الراء، ويقال: "ريع" بفتحها، وبها قرأ ابن أبي عبلة، وعبر بعض المفسرين عن "الريع" بالطريق، وبعضهم بالفج، وبعضهم بالثنية الصغيرة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وجملة ذلك أنه المكان المشرق، وهو الذي يتنافس الناس في هيآته. و"الآية":
[المحرر الوجيز: 6/497]
البنيان، قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه علم، قال مجاهد: أبراج الحمام، قال النقاش وغيره: القصور الطوال). [المحرر الوجيز: 6/498]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المصانع": جمع مصنع، وهو ما أصنع وأتقن في بنائه من قصر مشيد ونحوه، وقال قتادة: هي مآخذ للماء، وقوله: {لعلكم تخلدون}، إما أن يريد: على أملكم ورجائكم، وإما أن يريد الاستفهام على معنى التوبيخ والهزء بهم، وقرأ الجمهور: "تخلدون" بفتح التاء وضم اللام، وقرأ قتادة: "تخلدون" بضم التاء وفتح اللام، يقال: خلد الشيء، وأخلده غيره، وقرأ أبي وعلقمة: "لعلكم تخلدون" بضم التاء وفتح الخاء وفتح اللام وشدها، وروي عن أبي: "كأنكم تخلدون"، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "كأنكم تخلدون"). [المحرر الوجيز: 6/498]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "البطش": الأخذ بقوة وسرعة، و"الجبار": المتكبر، ومنه قولهم: "نخلة جبارة" إذا كانت لا تدرك علوا، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في المرأة التي أبت أن تنحى عن طريقه: "إنها جبارة، ومنه الجبروت، فالمعنى: إنكم كفار الغضب، لكم السطوات المفرطة، والبوادر من غير تثبت). [المحرر الوجيز: 6/498]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 05:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت عادٌ المرسلين (123) إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتّقون (124) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ (125) فاتّقوا اللّه وأطيعون (126) وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين (127) أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون (128) وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون (129) وإذا بطشتم بطشتم جبّارين (130) فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ (135)}.
وهذا إخبارٌ من [اللّه تعالى عن] عبده ورسوله هودٍ، عليه السّلام، أنّه دعا قومه عادًا، وكانوا قومًا يسكنون الأحقاف، وهي: جبال الرّمل قريبًا من بلاد حضرموت متاخمةً لبلاد اليمن، وكان زمانهم بعد قوم نوحٍ، [كما قال في "سورة الأعراف": {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوحٍ] وزادكم في الخلق بصطةً} [الأعراف:69] وذلك أنّهم كانوا في غايةٍ من قوّة التّركيب، والقوّة والبطش الشّديد، والطّول المديد، والأرزاق الدّارّة، والأموال والجنّات والعيون، والأبناء والزّروع والثّمار، وكانوا مع ذلك يعبدون غير اللّه معه، فبعث اللّه إليهم رجلًا منهم رسولا وبشيرًا ونذيرًا، فدعاهم إلى اللّه وحده، وحذّرهم نقمته وعذابه في مخالفته، فقال لهم كما قال نوحٌ لقومه، إلى أن قال: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً تعبثون}، اختلف المفسّرون في الرّيع بما حاصله: أنّه المكان المرتفع عند جوادّ الطّرق المشهورة. تبنون هناك بناءً محكمًا باهرًا هائلًا؛ ولهذا قال: {أتبنون بكلّ ريعٍ آيةً} أي: معلمًا بناءً مشهورًا، تعبثون، وإنّما تفعلون ذلك عبثًا لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرّد اللّعب واللّهو وإظهار القوّة؛ ولهذا أنكر عليهم نبيّهم، عليه السّلام، ذلك؛ لأنّه تضييعٌ للزّمان وإتعابٌ للأبدان في غير فائدةٍ، واشتغالٌ بما لا يجدي في الدّنيا ولا في الآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}. قال مجاهدٌ: المصانع: البروج المشيّدة، والبنيان المخلّد. وفي روايةٍ عنه: بروج الحمام.
وقال قتادة: هي مأخذ الماء. قال قتادة: وقرأ بعض القرّاء: وتتّخذون مصانع كأنّكم خالدون".
وفي القراءة المشهورة: {لعلّكم تخلدون} أي: لكي تقيموا فيها أبدًا، وليس ذلك بحاصلٍ لكم، بل زائلٌ عنكم، كما زال عمّن كان قبلكم.
وقال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: حدّثنا أبي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد، حدّثنا ابن عجلان، حدّثني عون بن عبد اللّه بن عتبة، أنّ أبا الدّرداء، رضي اللّه عنه، لمّا رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشّجر، قام في مسجدهم فنادى: يا أهل دمشق، فاجتمعوا إليه، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ألا تستحيون! ألا تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، إنّه كانت قبلكم قرونٌ، يجمعون فيرعون، ويبنون فيوثقون، ويأملون فيطيلون، فأصبح أملهم غرورًا، وأصبح جمعهم بورًا، وأصبحت مساكنهم قبورًا، ألا إنّ عادًا ملكت ما بين عدن وعمان خيلًا وركابًا، فمن يشتري منّي ميراث عادٍ بدرهمين؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 152-153]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين} وصفهم بالقوّة والغلظة والجبروت). [تفسير ابن كثير: 6/ 153]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({فاتّقوا اللّه وأطيعون} أي: اعبدوا ربّكم، وأطيعوا رسولكم). [تفسير ابن كثير: 6/ 153]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة