العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 09:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الذاريات [ من الآية (7) إلى الآية (14) ]

{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن). [تفسير عبد الرزاق: 2/242]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: " والحبك: استواؤها وحسنها). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ والحبك استواؤها وحسنها تقدّم في بدء الخلق وأخرجه الفريابيّ عن الثّوريّ عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ ومن طريق سفيان أخرجه الطّبريّ وإسناده صحيحٌ لأنّ سماع الثّوريّ من عطاء بن السّائب كان قبل الاختلاط وأخرجه الطّبريّ من وجه آخر صحيح عن بن عبّاسٍ وأخرجه عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن وللطّبريّ من طريق عوفٍ عن الحسن قال حبكت بالنّجوم ومن طريق عمران بن جدير سئل عكرمة عن قوله ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن ألم تر إلى النّسّاج إذا نسج الثّوب قال ما أحسن ما حبكه). [فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد صرة صيحة ذنوبا سجلا العقيم الّتي لا تلقح
وقال ابن عبّاس والحبك استواؤها وحسنها في غمرتهم في ضلالتهم يتمادون
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 29 الذاريات {فأقبلت امرأته في صرة} قال صيحة
وبه في قوله 59 الذاريات {فإن للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم
وبه في قوله 41 الذاريات {الرّيح العقيم} قال ليس فيها رحمة ولا تلقح شيئا
وأما قول ابن عبّاس فقال الفريابيّ ثنا سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله 7 الذاريات {والسّماء ذات الحبك} قال حسنها واستواؤها
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن فضيل عن عطاء به). [تغليق التعليق: 4/319] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: والحبك استواؤها وحسنها
أشار به إلى قوله تعالى: {والسّماء ذات الحبك} (الذاريات: 7) وفسّر الحبك باستواء السّماء وحسنها، وكذا روى ابن أبي حاتم عن الأشج: حدثنا ابن فضيل أخبرنا عطاء بن السّائب عن سعيد عن ابن عبّاس وقتادة والربيع: ذات الخلق الحسن المستوي، وكذا قال عكرمة، وقال: ألم تر إلى النساج نسج الثّوب وأجاد نسجه. قيل: ما أحسن حبكه؟ وعن الحسن: حبكت بالنجوم، وعن سعيد بن جبير: ذات الزّينة، وعن مجاهد: هو المتقن البنيان، وعن الضّحّاك: ذات الطرائق ولكنها تبعد عن الخلائق فلا يرونها). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- كما ذكره في بدء الخلق ({والحبك}) في قوله تعالى: {والسماء ذات الحبك} [الذاريات: 7]. هو (استواؤها وحسنها) وقال سعيد بن جبير: ذات الزينة أي المزينة بزينة الكواكب. قال الحسن: حبكت بالنجوم وقال الضحاك: ذات الطرائق والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أو المعقولة التي يسلكها النظّار ويتوصل بها إلى المعارف). [إرشاد الساري: 7/356-357]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله تعالى: {ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن الوثيق). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 93]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والسّماء ذات الحبك (7) إنّكم لفي قولٍ مّختلفٍ (8) يؤفك عنه من أفك}.
يقول تعالى ذكره: والسّماء ذات الخلق الحسن وعنى بقوله: {ذات الحبك}: ذات الطّرائق، وتكسير كلّ شيءٍ: حبكه، وهو جمع حباكٍ وحبيكةٍ؛ يقال لتكسير الشّعرة الجعدة: حبكٌ؛ وللرّملة إذا مرّت بها الرّيح السّاكنة، والماء القائم، والدّرع من الحديد لها: حبكٌ؛ ومنه قول الرّاجز:
كأنّما جلّلها الحوّاك
طنفسةً في وشيها حباك
أذهبها الخفوق والدّراك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن يونس قال: حدّثنا عبثرٌ قال: حدّثنا حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ {والسّماء ذات الحبك} قال: حسنها واستواؤها.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {والسّماء ذات الحبك} قال: حبكها: حسنها واستواؤها.
- قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عمرٌو، عن عمر بن سعيد بن مسروقٍ، أخي سفيان، عن خصيفٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الزّينة.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، عن عوفٍ، عن الحسن، قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: حبكت بالخلق الحسن، حبكت بالنّجوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا هوذة قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: حبكت بالخلق الحسن، حبكت بالنّجوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عثمان بن الهيثم قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن، حبكت بالنّجوم.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا عمران بن حديرٍ قال: سئل عكرمة، عن قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن، ألم تر إلى النّسّاج إذا نسج الثّوب قال: ما أحسن ما حبكه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إنّ من ورائكم الكذّاب المضلّ، وإنّ رأسه من ورائه حبكٌ حبكٌ) يعني بالحبك: الجعودة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ {والسّماء ذات الحبك} قال: استواؤها وحسنها.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن عليّ بن جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن.
- قال: حدّثنا مهران، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: حبكها نجومها، وكان ابن عبّاسٍ يقول: {الحبك} ذات الخلق الحسن.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والسّماء ذات الحبك}: أي ذات الخلق الحسن، وكان الحسن يقول: حبكها: نجومها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ؛ عن معمرٍ، عن قتادة {ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: المتقن البنيان.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والسّماء ذات الحبك} يقول: ذات الزّينة، ويقال أيضًا حبكها مثل حبك الرّمل، ومثل حبك الدّرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الرّيح، فنسجته طرائق.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذات الحبك} قال: الشّدّة، حبكت شدّت وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: {وبنينا فوقكم سبعًا شدادًا}.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والسّماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن؛ ويقال: ذات الزّينة.
وقيل: عنى بذلك السّماء السّابعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، وأبو داود، قالا: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكاليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، {والسّماء ذات الحبك} قال: السّماء السّابعة.
- حدّثني القاسم بن بشر بن معروفٍ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن عمرٍو البكاليّ، هكذا قال القاسم، عن عبد اللّه بن عمرٍو نحوه). [جامع البيان: 21/486-490]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الحبك قال يعني استواءها في حسنها). [تفسير مجاهد: 2/616]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني المتقن البنيان). [تفسير مجاهد: 2/616]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: "لمّا قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجةٌ، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل فمنعني البوّاب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت فإذا أشراف النّاس وإذا وسادةٌ، فجاء عليّ رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ ليس عليه قميصٌ ولا عمامةٌ، فسلّم ثمّ جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عمّا شئتم، ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ. فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عمّا شئت. فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد. قال: الرّياح. قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السّحاب. قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السّفن. قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: الملائكة ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حربٍ، عن أبي الأسود.
- وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: "بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً، فقالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث. قال: "فقام عبد اللّه بن الكوّاء الأعور- رجلٌ من بني بكر بن وائلٍ- فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ ... " فذكر مثله وزاد: "قال: فما السّماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن" وزاد فيه أيضًا "ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا".
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عليّ بن أبي طالبٍ، في باب ما جاء في علمه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275-276] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن منيعٍ: حدثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حرب، عن أبي الأسود ح وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ رضي الله عنه إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً. قالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين.. فذكر الحديث قال: فقام عبد اللّه بن الكوّا الأعور، رجلٌ من بني بكر ابن وائلٍ. فقال: يا أمير المؤمنين ما الذّاريات ذروًا؟ فذكر مثله. وزاد: قال في: {والسماء ذات الحبك} قال: ذات الخلق الحسن. وزاد فيه أيضًا: ولا تعد لمثل هذا. لا تسألني عن مثل هذا.
هذا طرفٌ من حديثٍ ساقه بطوله، وفرّقته في أبوابه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) الآية
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة " عن ابن عباس في قوله: (والسماء ذات الحبك) قال: حسنها واستواؤها). [الدر المنثور: 13/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة" عن ابن عباس في قوله (والسماء ذات الحبك)قال:ذات البهاء والجمال وإن بنيانها كلبرد المسلسل). [الدر المنثور: 13/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (والسماء ذات الحبك) قال: ذات الخلق الحسن). [الدر المنثور: 13/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: (والسماء ذات الحبك) قال قال: ذات الطرائق والخلق الحسن قال: وهل تعرف العرب ذلك؟قال:نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول: هم يضربون حبيك البيض إذ لحقوا لاينكصون إذا ما استلحموا وحموا). [الدر المنثور: 13/652-653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن منيع عنعلي بن ابي طالب انه مثل عن قوله: (والسماء ذات الحبك) قال:ذات الخلق الحسن). [الدر المنثور: 13/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن ابن عمرو في قوله: (والسماء ذات الحبك) قال:هي السماء السابعة.وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح: (والسماء ذات الحبك) قال:ذات الخلق الشديد). [الدر المنثور: 13/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن: (ذات الحبك) قال: ذات الخلق الحسن محبكة بالنجوم). [الدر المنثور: 13/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج جرير وأبو الشيخ عن عكرمة: (والسماء ذات الحبك) قال: ذات الخلق الحسن، ألم تر الحائك إذا نسج الثوب فأجاد نسجه قيل: والله أجاد ما حبكه). [الدر المنثور: 13/653-654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد: (والسماء ذات الحبك) قال:المتقن البنيان). [الدر المنثور: 13/654]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن عمر عن قتادة في قوله إنكم لفي قول مختلف قال مصدق بهذا القرآن ومكذب به). [تفسير عبد الرزاق: 2/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ} يقول: إنّكم أيّها النّاس لفي قولٍ مختلفٍ في هذا القرآن، فمن مصدّقٍ به ومكذّبٍ.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ} قال: مصدّقٍ بهذا القرآن ومكذّبٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ} قال: يتخرّصون يقولون: هذا سحرٌ، ويقولون: هذا أساطير، فبأيّ قولهم يؤخذ، قتل الخرّاصون هذا الرّجل، لا بدّ له من أن يكون فيه أحد هؤلاء، فما لكم لا تأخذون أحد هؤلاء، وقد رميتموه بأقاويل شتّى، فبأيّ هذا القول تأخذون، هذا الرّجل الآن، فهو قولٌ مختلفٌ قال: فذكر أنّه تخرّصٌ منهم ليس لهم بذلك علمٌ قالوا: فما منع هذا القرآن أن ينزل باللّسان الّذي نزلت به الكتب من قبلك، فقال اللّه: أعجميّ وعربيّ؟ لو جعلنا هذا القرآن أعجميًّا لقلتم نحن عربٌ وهذا القرآن أعجميّ، فكيف يجتمعان). [جامع البيان: 21/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: (إنكم لفي قول مختلف) قال: أهل الشرك يختلف عليهم الباطل). [الدر المنثور: 13/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبدالرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: (إنكم لفي قول مختلف) قال: مصدق بهذا القرآن ومكذب). [الدر المنثور: 13/654]

تفسير قوله تعالى: (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله يؤفك عنه من أفك قال يصرف من صرف). [تفسير عبد الرزاق: 2/243]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يؤفك عنه من أفك} يقول: يصرف عن الإيمان بهذا القرآن من صرف، ويدفع عنه من يدفع، فيحرمه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يؤفك عنه من أفك} قال ابن عمرٍو في حديثه: يوفى، أو يؤفن، أو كلمةً تشبهها. وقال الحارث: يؤفن، بغير شكٍّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن الحسن، {يؤفك عنه من أفك} قال: يصرف عنه من صرف.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يؤفك عنه من أفك} فالمأفوك عنه اليوم، يعني كتاب اللّه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يؤفك عنه من أفك} قال: يؤفك عنه المشركون). [جامع البيان: 21/491-492]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يؤفك عنه قال يؤفن عنه). [تفسير مجاهد: 2/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبدالرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله: (يؤفك عنه من أفك). قال: يصرف عنه من صرف). [الدر المنثور: 13/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حاتم عن ابن عباس في قوله: (يؤفك عنه من أفك) قال:يضل عنه من ضل). [الدر المنثور: 13/654-655]

تفسير قوله تعالى: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله قتل الخراصون قال الكذابون). [تفسير عبد الرزاق: 2/242]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قتل الخراصون أي لعنوا كذا في بعض النّسخ وقد تقدّم في كتاب البيوع وأخرج الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله قتل الخراصون قال لعن الكذّابون وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله قتل الخرّاصون قال الكذّابون). [فتح الباري: 8/599]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قتل الإنسان لعن سقط هذا لغير أبي ذرٍّ وقد تقدّم تفسير قتل بلعن في أوائل السّورة وأخرج بن المنذر من طريق بن جريج في قوله قتل الخراصون قال هي مثل الّتي في عبس قتل الإنسان). [فتح الباري: 8/601]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قتل الخرّاصون: لعنوا
أشار به إلى قوله تعالى: {قتل الخراصون} (الذاريات: 10) أي: لعنوا، ووقع هذا في بعض النّسخ، وعن ابن عبّاس: الخراصون المرتابون، وعن مجاهد: هم الكهنة. وقد وقع هنا تقديم وتأخير في بعض التفاسير في النّسخ، ولم يذكر في هذه السّورة حديثا مرفوعا والظّاهر أنه لم يجد شيئا منه على شرطه). [عمدة القاري: 19/192-193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وسقط لأبي ذر: تواصوا تواطؤوا وقال: ({قتل الإنسان} لعن) كذا في الفرع كأصله وآل ملك والناصرية وفي غيرها قتل الخرّاصون لعنوا، والخراصون الكذابون). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قتل الخرّاصون (10) الّذين هم في غمرةٍ ساهون (11) يسألون أيّان يوم الدّين (12) يوم هم على النّار يفتنون}.
يقول تعالى ذكره: لعن المتكهّنون الّذين يتخرّصون الكذب والباطل فيتطيّبونه.
واختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بقوله {قتل الخرّاصون} فقال بعضهم: عني به المرتابون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قتل الخرّاصون} يقول: لعن المرتابون.
وقال آخرون في ذلك بالّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قتل الخرّاصون} قال: الكهنة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {قتل الخرّاصون} قال: الّذين يخرّصون الكذب كقوله في عبس {قتل الإنسان}.
- وقد حدّثني كلّ واحدٍ، منهما بالإسناد الّذي ذكرت عنه، عن مجاهدٍ، قوله: {قتل الخرّاصون} قال: الّذين يقولون: لا نبعث ولا يوقنون.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قتل الخرّاصون}: أهل الظّنون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قتل الخرّاصون} قال: القوم الّذين كانوا يتخرّصون الكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قالت طائفةٌ: إنّما هو ساحرٌ، والّذي جاء به سحرٌ وقالت طائفةٌ: إنّما هو شاعرٌ، والّذي جاء به شعرٌ؛ وقالت طائفةٌ: إنّما هو كاهنٌ، والّذي جاء به كهانةٌ؛ وقالت طائفةٌ {أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً} يتخرّصون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 21/492-493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قتل الخراصون أي لعن الكذابون الذين يخرصون الكذب يقولون لا نبعث ولا يوقنون بالبعث وهي مثل قوله في عبس قتل الإنسان ما أكفره أي لعن).[تفسير مجاهد: 2/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حاتم عن ابن عباس في قوله: (يؤفك عنه من أفك) قال:يضل عنه من ضل. قوله تعالى: (قتل الخراصون) الآيات. اخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (قتل الخراصون). قال: لعن المرتابون). [الدر المنثور: 13/654-655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: ما كان في القرآن "قتل" بالتشديد فهو عذاب وما كان "قتل" بالتخفيف فهو رحمة). [الدر المنثور: 13/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (قتل الخراصون)قال:الكهنة، (الذين هم في غمرة ساهون) قال: في غفلة لاهون.وأخرج عبدالرزاق عن قتادة: (قتل الخراصون) قال: الكذابون). [الدر المنثور: 13/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (قتل الخراصون). قال:الذين يخرصون الكذب (الذين هم في غمرة ساهون) قال:قلبه في كنانة (يسألون أيان يوم الدين) يقول:متى يوم الدين (يوم هم على النار يفتنون) قال:يعذبون عليها ويحرقون كما يفتن الذهب في النار). [الدر المنثور: 13/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: (قتل الخراصون) قال:أهل الغرة والظنون،(الذين هم في غمرة ساهون) قال:في عمى وشبهة). [الدر المنثور: 13/656]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (قتل الخراصون) الآيات. اخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (قتل الخراصون). قال: لعن المرتابون). [الدر المنثور: 13/654-655]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: ... {في غمرةٍ} [الذاريات: 11] : في ضلالتهم يتمادون). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله في غمرة في ضلالتهم يتمادون كذا للأكثر ولأبي ذرٍّ في غمرتهم والأوّل أولى لوقوعه في هذه السّورة وأمّا الثّاني فهو في سورة الحجر لكنّ قوله في ضلالتهم يؤيّد الثّاني وكأنّه ذكره كذلك هنا للاشتراك في الكلمة وقد وصله بن أبي حاتمٍ والطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله الّذين هم في غمرةٍ ساهون قال في ضلالتهم يتمادون ووقع في رواية النّسفيّ في صلاتهم أو ضلالتهم بالشّكّ والأوّل تصحيفٌ). [فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أيضا ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 11 الذاريات {الّذين هم في غمرة ساهون} يقول في صلاتهم يتمادون). [تغليق التعليق: 4/320]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (في غمرةٍ في ضلالتهم يتمادون
أشار به إلى قوله تعالى: {قتل الخراصون (10) الّذين هم في غمرة ساهون} (الذاريات: 10، 11) وفسّر الغمرة بالضلالة، وقيل: الغمرة الشّبهة والغفلة، وفي بعض النّسخ. في غمرة في ضلالة يتمادون يتطاولون. قوله: (ساهون) ، أي: لاهون). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({في غمرة}) [الذاريات: 11] ولأبي ذر: غمرتهم والأول هو الموافق للتلاوة هنا (في ضلالتهم يتمادون) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين هم في غمرةٍ ساهون} يقول تعالى ذكره: الّذين هم في غمرة الضّلالة وغلبتها عليهم متمادون، وعن الحقّ الّذي بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم ساهون، قد لهوا عنه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عنه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {الّذين هم في غمرةٍ ساهون} يقول: في ضلالتهم يتمادون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {الّذين هم في غمرةٍ ساهون} قال: في غفلةٍ لاهون.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {الّذين هم في غمرةٍ ساهون} يقول: في غمرةٍ وشبهةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {غمرةٍ ساهون} قال: في غفلةٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {في غمرةٍ ساهون} قال: ساهون عمّا أتاهم، وعمّا نزل عليهم، وعمّا أمرهم اللّه تبارك وتعالى، وقرأ قول اللّه جلّ ثناؤه {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} الآية، وقال: ألا ترى الشّيء إذا أخذته ثمّ غمرته في الماء.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {في غمرةٍ ساهون}: قلبه في كنانةٍ). [جامع البيان: 21/493-494]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في غمرة ساهون يقول قلبه في مثل كنانة). [تفسير مجاهد: 2/616-617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (قتل الخراصون)قال:الكهنة، (الذين هم في غمرة ساهون) قال: في غفلة لاهون.وأخرج عبدالرزاق عن قتادة: (قتل الخراصون) قال: الكذابون). [الدر المنثور: 13/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (قتل الخراصون). قال:الذين يخرصون الكذب (الذين هم في غمرة ساهون) قال:قلبه في كنانة (يسألون أيان يوم الدين) يقول:متى يوم الدين (يوم هم على النار يفتنون) قال:يعذبون عليها ويحرقون كما يفتن الذهب في النار). [الدر المنثور: 13/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: (قتل الخراصون) قال:أهل الغرة والظنون،(الذين هم في غمرة ساهون) قال:في عمى وشبهة). [الدر المنثور: 13/656]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (قتل الخراصون) قال: الكهنة، (الذين هم في غمرة ساهون) قال: في غفلة لاهون). [الدر المنثور: 13/655] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (قتل الخراصون). قال:الذين يخرصون الكذب (الذين هم في غمرة ساهون) قال:قلبه في كنانة (يسألون أيان يوم الدين) يقول:متى يوم الدين (يوم هم على النار يفتنون) قال:يعذبون عليها ويحرقون كما يفتن الذهب في النار). [الدر المنثور: 13/655] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: (قتل الخراصون) قال:أهل الغرة والظنون،(الذين هم في غمرة ساهون) قال:في عمى وشبهة). [الدر المنثور: 13/656] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (الذين هم في غمرة)يعني الكفر والشك). [الدر المنثور: 13/656]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (الذين هم في غمرة ساهون) قال: في ضلالتهم يتمادون وفي قوله: (يوم هم على النار يفتنون). قال: يعذبون). [الدر المنثور: 13/656]

تفسير قوله تعالى: (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يسألون أيّان يوم الدّين} يقول تعالى ذكره: يسأل هؤلاء الخرّاصون الّذين وصف صفتهم متى يوم المجازاة والحساب، ويوم يدين اللّه العباد بأعمالهم.
- كما: حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أيّان يوم الدّين} قال: الّذين كانوا يجحدون أنّهم يدانون، أو يبعثون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يسألون أيّان يوم الدّين} قال: يقولون: متى يوم الدّين، أو يكون يوم الدّين؟). [جامع البيان: 21/495]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (
ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يسألون أيان يوم الدين قال يقولون متى يوم الحساب متى يوم الدين أيكون يوم الدين). [تفسير مجاهد: 2/617]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم قال يقول يوم يعذبون فيقول ذوقوا عذابكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/242]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن حصينٍ عن عكرمة في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يحرقون [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 281]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال حمّاد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يعذّبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 487]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم هم على النّار يفتنون} يقول تعالى ذكره: يوم هم على نار جهنّم يفتنون.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله {يفتنون} في هذا الموضع، فقال بعضهم عنى به أنّهم يعذّبون بالإحراق بالنّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} يقول: يعذّبون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يسألون أيّان يوم الدّين يوم هم على النّار يفتنون} قال: فتنتهم أنّهم سألوا عن يوم الدّين وهم موقوفون على النّار {ذوقوا فتنتكم هذا الّذي كنتم به تستعجلون} فقالوا حين وقفوا: {يا ويلنا هذا يوم الدّين}، وقال اللّه تبارك وتعالى {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يفتنون} قال: كما يفتن الذّهب في النّار.
- حدّثني يعقوب قال: ثني هشيم قال: أخبرنا حصينٌ، عن عكرمة، في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يعذّبون في النّار، يحرقون فيها، ألم تر أنّ الذّهب إذا ألقي في النّار قيل فتن.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن حصينٍ، عن عكرمة {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يعذّبون.
- حدّثنا يحيى بن طلحة اليربوعيّ قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {يوم هم على النّار يفتنون} يقول: ينضجون بالنّار.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن عكرمة {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يحرقون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {يوم هم على النّار يفتنون} يقول: يحرقون.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يطبخون، كما يفتن الذّهب بالنّار.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يحرقون بالنّار.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {يوم هم على النّار يفتنون} قال: يحرقون.
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّهم يكذّبون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} يقول: يطبخون ويقال أيضًا {يفتنون} يكذّبون كلّ هذا يقال.
واختلف أهل العربيّة في وجه نصب اليوم في قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} فقال بعض نحويّي البصرة: نصبت على الوقت والمعنى في {أيّان يوم الدّين}: أي متى يوم الدّين، فقيل لهم: في {يوم هم على النّار يفتنون}، لأنّ ذلك اليوم يومٌ طويلٌ فيه الحساب، وفيه فتنتهم على النّار.
وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّما نصبت {يوم هم} لأنّك أضفته إلى شيئين، وإذا أضيف (اليوم) و(اللّيلة) إلى اسمٍ له فعلٌ، وارتفعا نصب (اليوم)، وإن كان في موضعٍ خفضٍ أو رفعٍ، وإذا أضيف إلى (فعل) أو (يفعل) أو إذا كان كذلك، ورفعه في موضع الرّفع، وخفضه في موضع الخفض يجوز، فلو قيل (يوم هم على النّار يفتنون) فرفع (يوم)، لكان وجهًا، ولم يقرأ به أحدٌ من القرّاء.
وقال آخر منهم: إنّها نصب {يوم هم على النّار يفتنون} لأنّه إضافةٌ غير محضةٍ فنصب، والتّأويل رفعٌ، ولو رفع لجاز لأنّك تقول: متى يومك؟ فتقول: يوم الخميس، ويوم الجمعة، والرّفع الوجه، لأنّه اسمٌ قابل اسمًا فهذا الوجه.
وأولى القولين بالصّواب في تأويل قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} قول من قال: يعذّبون بالإحراق، لأنّ الفتنة أصلها الاختبار، وإنّما يقال: فتنت الذّهب بالنّار: إذا طبختها بها لتعرف جودتها، فكذلك قوله: {يوم هم على النّار يفتنون} يحرقون بها كما يحرق الذّهب بها، وأمّا النّصب في اليوم فلأنّها إضافةٌ غير محضةٍ على ما وصفنا من قول قائل ذلك). [جامع البيان: 21/495-498]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل يفتنون يعني يحرقون أي كما يفتن الذهب في النار ذوقوا فتنتكم يعني حريقكم). [تفسير مجاهد: 2/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (الذين هم في غمرة ساهون) قال: في ضلالتهم يتمادون وفي قوله: (يوم هم على النار يفتنون). قال: يعذبون). [الدر المنثور: 13/656] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبدالرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله: (يوم هم على النار يفتنون،ذوقوا فتنتكم) قال: يوم يعذبون فيقول: ذوقوا عذابكم). [الدر المنثور: 13/656]

تفسير قوله تعالى: (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذوقوا فتنتكم هذا الّذي كنتم به تستعجلون (14) إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ (15) آخذين ما آتاهم ربّهم إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {ذوقوا فتنتكم} يقال لهم: ذوقوا فتنتكم وترك يقال لهم لدلالة الكلام عليها، ويعني بقوله: {فتنتكم}: عذابكم وحريقكم.
واختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بغضهم بالّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فتنتكم} قال: حريقكم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذوقوا فتنتكم}: ذوقوا عذابكم هذا الّذي كنتم به تستعجلون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ذوقوا فتنتكم} يقول: يوم يعذّبون، فيقول: ذوقوا عذابكم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ذوقوا فتنتكم} يقول: حريقكم.
- حدّثني ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {ذوقوا فتنتكم} يقول: احتراقكم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذوقوا فتنتكم} قال: ذوقوا عذابكم.
وقال آخرون: عنى بذلك: ذوقوا تعذيبكم أو كذبكم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذوقوا فتنتكم} يقول: تكذيبكم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ذوقوا فتنتكم} يقول: حريقكم ويقال: كذبكم.
وقوله: {هذا الّذي كنتم به تستعجلون} يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذا العذاب الّذي توفّونه اليوم، هو العذاب الّذي كنتم به تستعجلون في الدّنيا). [جامع البيان: 21/499-500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبدالرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله: (يوم هم على النار يفتنون،ذوقوا فتنتكم) قال: يوم يعذبون فيقول: ذوقوا عذابكم). [الدر المنثور: 13/656] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي الجوزاء: (ذوقوا فتنتكم) قال: عذابكم). [الدر المنثور: 13/656]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: (ذوقوا فتنتكم) قال: حريقكم). [الدر المنثور: 13/656-657]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّماء ذات الحبك...}.
الحبك: تكسّر كل شيء، كالرملة إذا مرت بها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، والدرع درع الحديد لها حبك أيضا، والشّعرة الجعدة تكسّرها حبك، وواحد الحبك: حباك، وحبيكة). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والسّماء ذات الحبك} الطرائق ومنها سمي حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه، وطرائق الماء حبكه وقال زهير:
مكللٌ بأصول النّجم تنسجه = ر يحٌ خريقٌ لضاحي مائه حبك). [مجاز القرآن: 2/225]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والسّماء ذات الحبك}
قال: {والسّماء ذات الحبك} واحدها "الحباك"). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذات الحبك}: واحدها حبيك وحباك وهي الطرائق، وطرائق الماء حبكه، وحباك الطائر طرائق في جناحيه. وقال ذات الحبك: ذات الحسن والاستواء). [غريب القرآن وتفسيره: 347-348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّماء ذات الحبك}: ذات الطرائق. ويقال للماء القائم - إذا ضربته الريح، فصارت فيه طرائق -: له حبك. وكذلك الرمل: إذا هبت عليه الريح، فرأيت فيه كالطرائق - فذلك: حبكه). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والسّماء ذات الحبك * إنّكم لفي قول مختلف}
جاء في التفسير أنها ذات الخلق الحسن، وأهل اللغة يقولون ذات الحبك ذات الطرائق الحسنة، والمحبوك في اللغة ما أجيد عمله وكل ما تراه من الطرائق في الماء وفي الرمل إذا أصابته الريح فهو حبك، وواحدها حباك.
مثل مثال ومثل، وتكون واحدتها أيضا حبيكة مثل طريقة وطرق). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({ذات الحبك} أي: الطرائق، واحدها: حباك وحبيك). [ياقوتة الصراط: 481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحُبُكِ}: الطرائق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحُبُكِ}: الطرق). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّكم لفي قولٍ مّختلفٍ...} جواب للقسم، والقول المختلف: تكذيب بعضهم بالقرآن وبمحمد، وإيمان بعضهم). [معاني القرآن: 3/82-83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّكم لفي قول مختلف} أي في أمر النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/52]

تفسير قوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يؤفك عنه من أفك...}.
يريد: يصرف عن القرآن والإيمان من صرف كما قال: {أجئتنا لتأفكنا} يقول: لتصرفنا عن آلهتنا، وتصدّنا). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يؤفك عنه من أفك} يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يؤفك عنه من أفك}: يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يؤفك عنه من أفك} أي [يصرف عنه، و] يحرمه من حرمه يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يؤفك عنه من أفك} أي يصرف عنه من صرف). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}: أي يحرمه من حرم يعني القرآن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُؤْفَكُ}: يدفع). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قتل الخرّاصون...}.
يقول: لعن الكذابون الذين قالوا: محمد صلى الله عليه: مجنون، شاعر، كذاب، ساحر. خرّصوا مالا علم لهم به). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قتل الخرّاصون} المتكهنون). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الخراصون}: المتكهنون). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قتل الخرّاصون} أي لعن الكذابون الذين قالوا في النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: كاذب وشاعر وساحر، خرصوا ما لا علم لهم به). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه
من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع:
كقول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}، و{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}، و{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} وأشباه ذلك.
ومنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، للمرأة: «عقرى حلقى»، أي عقرها الله، وأصابها بوجع في حلقها.
وقد يراد بهذا أيضا التعجب من إصابة الرجل في منطقه، أو في شعره، أو رميه، فيقال: قاتله الله ما أحسن ما قال، وأخزاه الله ما أشعره، ولله درّه ما أحسن ما احتج به.
ومن هذا قول امرئ القيس في وصف رام أصاب:
فهو لا تنمي رميّته ما له لا عدّ من نفره
يقول: إذا عدّ نفره- أي قومه- لم يعدّ معهم، كأنه قال: قاتله الله، أماته الله.
وكذلك قولهم: هوت أمّه، وهبلته، وثكلته.
قال كعب بن سعد الغنوي:
هَوَتْ أمُّه ما يبعث الصُّبحُ غادِيًا = وما ذا يؤدِّي اللَّيلُ حين يؤوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 275-277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قتل الخرّاصون} هم الكذابون، تقول: قد تخرّص عليّ فلان الباطل.
ويجوز أن يكون الخرّاصون الذين يتظنون الشيء لا يحقونه، فيعملون بما لا يدرون صحته). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({الخراصون} أي: الكذابون). [ياقوتة الصراط: 481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَرَّاصُونَ}: الكاذبون و{قتل} بمعنى لعن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَرَّاصُونَ}: الكذابون). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11)}
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي غَمْرَةٍ}: في الغفلة). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يسألون أيّان يوم الدّين...} متى يوم الدين؟). [معاني القرآن: 3/83](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يسألون أيّان يوم الدّين} يوم الحساب، متى يوم الدين). [مجاز القرآن: 2/225]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين * يوم هم على النّار يفتنون}
وقال: {أيّان يوم الدّين} {يوم هم على النّار يفتنون} أي: متى يوم الدّين. فقيل لهم: في يوم هم على النار يفتنون. لأنّ ذلك اليوم يوم طويل فيه الحساب وفيه فتنتهم على النار). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يسألون أيّان يوم الدّين}
ويجوز (إيّان) بكسر الهمزة وفتحها، أي يقولون متى يوم الجزاء). [معاني القرآن: 5/52]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يسألون أيّان يوم الدّين...}.
متى يوم الدين؟ قال الله: {يوم الدّين. يوم هم على النار يفتنون} وإنما نصبت (يوم هم) لأنك أضفته إلى شيئين، وإذا أضيف اليوم والليلة إلى اسم له فعل، فارتفعا نصب اليوم، وإن كان في موضع خفض أو رفع، وإذا أضيف إلى فعل أو يفعل أو إذا كان كذلك ورفعه في موضع الرفع، وخفضه في موضع الخفض يجوز، فلو قيل: يوم هم على النار يفتنون؛ فرفع يوم لكان وجها، ولم يقرأ به أحد من القراء). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يفتنون...} يحرقون ويعذبون بالنار). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين * يوم هم على النّار يفتنون}
وقال: {أيّان يوم الدّين} {يوم هم على النّار يفتنون} أي: متى يوم الدّين. فقيل لهم: في يوم هم على النار يفتنون. لأنّ ذلك اليوم يوم طويل فيه الحساب وفيه فتنتهم على النار). [معاني القرآن: 4/21] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يفتنون}: يحرمون). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يفتنون}: يعذبون). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم هم على النّار يفتنون}
بنصب يوم، ويجوز يوم هم على النّار يفتنون.
فمن نصب فهو على وجهين:
أحدهما: على معنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون.
ويجوز أن يكون لفظه لفظ نصب ومعناه معنى رفع، لأنه مضاف إلى جملة كلام، تقول: يعجبني يوم أنت قائم، ويوم أنت قائم، ويوم أنت تقوم، وإن شئت فتحت وهو في موضع رفع كما قال الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت = حمامة في غصون ذات أوقال
وقد رويت غير أن نطقت، لما أضاف غير إلى أن وليست بمتمكنة فتح، وكذلك لما أضاف يوم إلى (هم على النّار) فتح.
وكما قرئت: (ومن خزي يومئذ)، ففتحت يوم وهو في موضع خفض لأنك أضفته إلى غير متمكن.
ومعنى (يفتنون) يحرقون ويعذّبون، ومن ذلك يقال للحجارة السود التي كأنها قد أحرقت [بالنّار] الفتين). [معاني القرآن: 5/52-53]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({يفتنون} أي: يحرقون ويعذبون). [ياقوتة الصراط: 482]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يعذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يعذبون). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذوقوا فتنتكم...} يقول: ذوقوا عذابكم الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذوقوا فتنتكم} تم الكلام ثم جاء هذا بعد ائتناف). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ذوقوا فتنتكم} أي ذوقوا عذابكم...
{الّذي كنتم به تستعجلون} في الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: التعذيب. قال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي عذّبوهم بالنار.
وقال عز وجل: { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} أي يعذبون. {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} أي يقال لهم: ذوقوا فتنتكم، يراد هذا العذاب بذاك.
وقال عز وجل: {فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} أي: جعل عذاب الناس وأذاهم كعذاب الله). [تأويل مشكل القرآن: 472](م)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وفي حديث آخر في الدجال: رأسه حُبك حُبُك.
يقال: هي الطرائق، ومنه قول الله تبارك وتعالى: {والسماء ذات الحبك} ). [غريب الحديث: 2/655-656]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عائشة: أنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة.
حدثناه حجاج عن حماد بن سلمة عن أم شبيب عن عائشة.
قال الأصمعي: الاحتباك: الاحتباء، لم يعرف إلا هذا.
وليس للاحتباء ههنا موضع، ولكن الاحتباك: شد الإزار وإحكامه؛ يعني أنها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة وكل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته.
ويروى في تفسير قوله: {والسماء ذات الحبك} حسنها واستواؤها، وقال بعضهم: ذات الخلق الحسن.
ومنه الحديث المرفوع في الدجال: رأسه حبك حبك، ولهذا قيل للبعير أو الفرس إذا كان شديد الخلق: محبوك). [غريب الحديث: 5/341-342]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

ورميت فوق ملاءة محبوكة = وأبنت للأشهاد حزة أدعي

...
و(الحبك) الطرائق). [شرح أشعار الهذليين: 1/341]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
"على محبوكة الأصلاب جرد"
فالمحبوك الذي فيه طرائق، واحدها حباكٌ، والجماعة حبك، وكذلك الطرائق التي على جناح الطائر؛ من ذلك قول الله عز وجل: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} ). [الكامل: 1/63-64]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( بل عزبت في الشول حتى نوت = وسوغت ذا حبكٍ كالإرم
عزبت: تباعدت، والعازب: المتباعد، والشول: الإبل التي لا ألبان لها. ونوت: سمنت يقال ناقة ناوية إذا سمنت. وقوله ذا حبكٍ يعني سنامًا، والحبك: طرائق من تقرد الوبر في السنام، يقول ساغ لها ذلك السنام أي دام لها، وقوله كالإرم أي كالعلم وهو الجبل، قال أبو جعفر: قوله ذا حبكٍ أي ممتلئ محكم كالثوب الذي له حبك أي إحكام وامتلاء غزل، ومنه قول الله تعالى عز وجل: {والسماء ذات الحبك}، أي: الخلق المستوي الحسن ليس فيه خلل ولا فرج). [شرح المفضليات: 472]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أقسم الله تعالى بمخلوق آخر فقال: {والسماء ذات الحبك}، فظاهر لفظة "السماء" أنها لجميع السماوات، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: هي السماء السابعة، و"الحبك" -بضم الحاء والباء- الطرائق التي هي على نظام في الأجرام، فحبك الرمال والماء: الطرائق التي تصنع فيها الريح الهابة عليها، ومنه قول زهير:
مكلل بعميم النبت تنسجه ريح خريف لضاحي مائه حبك
وحبك الدرع: الطرائق المتصلة في موضع اتصال الحلق بعضها ببعض، وفي بعض أجنحة الطير حبك على نحو هذا، ويقال لتكسير الشعر: حبك، وفي الحديث: "إن من ورائكم الكذاب المضل، وإن رأسه من ورائه حبكاحبكا"، يعني جعودة شعره، فهو تكسره، ويظهر في المنسوجات من الأكسية وغيرها طرائق في موضع تداخل الخيوط هن حبك، ويقال: نسج الثوب فأجاد حبكه، فهذه هي الحبك في اللغة، وقال منذر بن سعيد: إن السماء في تألف جرمها هي هكذا لها حبك، وذلك لجودة خلقتها وإتقان صنعتها، ولذلك عبر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {والسماء ذات الحبك} بأن قال: حبكها: حسن خلقتها، وقال ابن جبير: الحبك الزينة، وقال الحسن: حبكها كواكبها، وقال ابن زيد: الحبك الشدة، حبكت: شدت، وقرأ: "سبعا شدادا"، وقال ابن جني: الحبك طرائق الغيم ونحو هذا، وواحد "الحبك" حباك، ويقال للظفيرة التي يشد بها حظار القصب ونحوه، وهي مستطيلة تصنع في ترحيب الغراسات المصطفة-: حباك، وقد يكون واحد الحبك حبيكة، وقال الراجز:
كأنما جللها الحواك ... طنفسة في وشيها حباك
وقرأ جمهور الناس: "الحبك" بضم الحاء والباء، وقرأ الحسن بن أبي الحسن، وأبو مالك الغفاري بضم الحاء وسكون الباء تخفيفا، وهي لغة بني تميم، كرسل في رسل، وهي قراءة أبي حيوة، وأبي السمال، وقرأ الحسن أيضا، وأبو مالك الغفاري: "الحبك" بكسر الحاء والباء على أنها لغة كإطل وإبل، وقرأ الحسن أيضا: "الحبك" بكسر الحاء وسكون الباء، كما قالوا على جهة التخفيف: "إبل" و"إطل" بسكون الباء والطاء، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: "الحبك" بفتح الحاء والباء، وقرأ الحسن أيضا فيما روي عنه: "الحبك" بكسر الحاء وضم الباء، وهي لغة شاذة غير متوجهة، وكأنه أراد كسرهما ثم توهم "الحبك" قراءة الضم بعد أن كسر الحاء فضم الباء، وهذا على تداخل اللغات، وليس في كلام العرب هذا البناء، وقرأ عكرمة: "الحبك" بضم الحاء وفتح الباء جمع حبكة، وهذه كلها لغات، والمعنى ما ذكرناه، والفرس المحبوك: الشديد الخلقة الذي له حبك في مواضع من منابت شعره، وذلك دليل على حسن بنيته). [المحرر الوجيز: 8/ 62-64]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنكم لفي قول مختلف} يحتمل أن يكون خطابا لجميع الناس، مؤمن وكافر، أي: اختلفتم بأن قال منكم: فريق: آمنا بمحمد وكتابه، وقال فريق آخر: كفرنا، وهذا قول قتادة، ويحتمل أن يكون خطابا للكفرة فقط، أي: أنتم في جنس من الأقوال مختلف في نفسه، قوم منكم يقولون: ساحر، وقوم يقولون كاهن، وقوم يقولون: شاعر، وقوم يقولون: مجنون، إلى غير ذلك، وهذا قول ابن زيد،
والضمير في: "عنه" قال الحسن، وقتادة: هو عائد على محمد صلى الله عليه وسلم، أو كتابه أو شرعه، و"يؤفك" معناه: يصرف، فالمعنى: يصرف من الكفار عن كتاب الله تعالى كثير، ويحتمل أن يعود الضمير على القول الذي يصرف بسببه من أراد الإسلام بأن يقال: هو سحر، هو كهانة، وهذا قول حكاه الزهراوي، ويحتمل أن يعود الضمير في "عنه" على القول، أي: يصرف عنه بتوفيق الله تعالى إلى الإسلام من غلبت سعادته، وهذا على أن يكون قوله تعالى: {إنكم لفي قول مختلف} للكفار فقط، وهذا وجه حسن لا يخل به، إلا أن عرف الاستعمال في "أفك" إنما هو في الصرف من خير إلى شر، وتأمل ذلك تجدها أبدا في المصروفين المذمومين، وحكى أبو عمرو عن قتادة أنه قرأ: "من أفك" بفتح الهمزة والفاء). [المحرر الوجيز: 8/ 64-65]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "قتل الخراصون" دعاء عليهم، كما تقول: قاتله الله، وقتله الله، وعقرى حلقى، وقال بعض المفسرين: معناه: لعن الخراصون، وهذا تفسير لا تعطيه اللفظة، و"الخراص": المخمن القائل بظنه وتقديره، فتحته الكاهن والمرتاب ونحوه ممن لا يقين له، والإشارة إلى مكذبي محمد صلى الله عليه وسلم على كل جهة من طرقهم). [المحرر الوجيز: 8/ 65]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الغمرة" ما يغشي الإنسان ويغطيه كغمرة الماء، والمعنى: في غمرة من الجهالة، و"ساهون" معناه: عن أنهم في غمرة وعن غير ذلك من وجوه النظر). [المحرر الوجيز: 8/ 65]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين} معناه: يقولون: متى يوم الدين؟ على معنى التكذيب، وجائز أن يقترن بذلك من بعضهم هزؤ وألا يقترن، وقرأ السلمي، والأعمش: "إيان" بكسر الهمزة وفتح الياء مخففة.
وقوله تعالى: {يوم هم على النار يفتنون}، قال الزجاج: نصبوا "يوم" على الظرف من مقدر تقديره; هو كائن يوم هم على النار، أو نحو هذا، وقال الخليل وسيبويه: نصبه على البناء لما أضيف إلى غير متمكن، قال بعض النحاة: وهو في موضع رفع على البدل من "يوم الدين"، و"يفتنون" معناه: يحرقون ويعذبون في النار، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والجميع، ومنه قيل للحرة: فتين، كأن الشمس أحرقت حجارتها، ومنه قول كعب بن مالك:
معاطي تهوى إليها الحقو ... ق يحسبها من رآها الفتينا
وفتنت الذهب: أحرقته، ولما كان لا يحرق إلا لمعنى الاختبار قيل لكل اختبار: فتنة، واستعملوا افتتن بمعنى اختبر، و"على" هنا موصلة إلى معنى "في".
وفي قوله تعالى: {ذوقوا فتنتكم} إضمار، أي: يقال لهم: ذوقوا حرقكم وعذابكم، قاله قتادة وغيره، والذوق استعارة، و"هذا" إشارة إلى حرقهم، واستعجالهم هو قولهم: {أيان يوم الدين} وغير ذلك من الآيات التي تقتضي استعجالهم على جهة التكذيب منهم). [المحرر الوجيز: 8/ 65-66]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 08:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 08:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {والسّماء ذات الحبك} قال ابن عبّاسٍ: ذات البهاء والجمال والحسن والاستواء. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبو مالكٍ، وأبو صالحٍ، والسّدّيّ، وقتادة، وعطيّة العوفيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وغيرهم.
وقال الضّحّاك، والمنهال بن عمرٍو، وغيرهما: مثل تجعّد الماء والرّمل والزّرع إذا ضربته الرّيح، فينسج بعضه بعضًا طرائق [طرائق]، فذلك الحبك.
قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أنّه قال: "إنّ من ورائكم الكذّاب المضلّ، وإنّ رأسه من ورائه حبك حبك" يعني بالحبك: الجعودة.
وعن أبي صالحٍ: {ذات الحبك}: الشدة. وقال خصيف: {ذات الحبك}: ذات الصفافة.
وقال الحسن بن أبي الحسن البصريّ: {ذات الحبك}: حبكت بالنّجوم.
وقال قتادة: عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرٍو البكاليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو: {والسّماء ذات الحبك}: يعني: السّماء السّابعة.
وكأنّه -واللّه أعلم- أراد بذلك السّماء الّتي فيها الكواكب الثّابتة، وهي عند كثيرٍ من علماء الهيئة في الفلك الثّامن الّذي فوق السّابع، واللّه أعلم. وكلّ هذه الأقوال ترجع إلى شيءٍ واحدٍ، وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، فإنّها من حسنها مرتفعةٌ شفّافةٌ صفيقةٌ، شديدة البناء، متّسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكلّلةٌ بالنّجوم الثّوابت والسّيّارات، موشّحةٌ بالشّمس والقمر والكواكب الزّاهرات). [تفسير ابن كثير: 7/ 414-415]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ} أي: إنّكم أيّها المشركون المكذّبون للرّسل لفي قولٍ مختلفٍ مضطربٍ، لا يلتئم ولا يجتمع.
وقال قتادة: إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ، [يعني] ما بين مصدّقٍ بالقرآن ومكذّبٍ به.
{يؤفك عنه من أفك} أي: إنّما يروّج على من هو ضالٌّ في نفسه؛ لأنّه قولٌ باطلٌ إنّما ينقاد له ويضلّ بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوكٌ ضالٌّ غمر، لا فهم له، كما قال تعالى: {فإنّكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} [الصّافّات: 161 -163].
قال ابن عبّاسٍ، والسّدّيّ: {يؤفك عنه من أفك}: يضلّ عنه من ضلّ. وقال مجاهدٌ: {يؤفك عنه من أفك} يؤفن عنه من أفن. وقال الحسن البصريّ: يصرف عن هذا القرآن من كذّب به). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قتل الخرّاصون} قال مجاهدٌ: الكذّابون. قال: وهي مثل الّتي في عبس: {قتل الإنسان ما أكفره} [عبس: 17]، والخرّاصون الّذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {قتل الخرّاصون} أي: لعن المرتابون.
وهكذا كان معاذٌ، رضي اللّه عنه، يقول في خطبه: هلك المرتابون. وقال قتادة: الخرّاصون أهل الغرّة والظّنون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذين هم في غمرةٍ ساهون}: قال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: في الكفر والشّكّ غافلون لاهون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين}: وإنّما يقولون هذا تكذيبًا وعنادًا وشكًّا واستبعادًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {يوم هم على النّار يفتنون}.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن، وغير واحدٍ: {يفتنون}: يعذّبون [قال مجاهد]: كما يفتن الذّهب على النّار.
وقال جماعةٌ آخرون كمجاهدٍ أيضًا، وعكرمة، وإبراهيم النّخعي، وزيد بن أسلم، وسفيان الثّوريّ: {يفتنون}: يحرقون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415-416]

تفسير قوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذوقوا فتنتكم}: قال مجاهدٌ: حريقكم. وقال غيره: عذابكم. {هذا الّذي كنتم به تستعجلون}: أي: يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا وتحقيرًا وتصغيرًا).[تفسير ابن كثير: 7/ 416]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة