العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:53 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الملك[ من الآية (6) إلى الآية (12) ]

{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:54 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا وهي تفور}.
يقول تعالى ذكره: وللّذين كفروا بربّهم الّذي خلقهم في الدّنيا {عذاب جهنّم} في الآخرة {وبئس المصير}. يقول: وبئس المصير عذاب جهنّم). [جامع البيان: 23 / 123]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذا ألقوا فيها}. يعني: إذا ألقي الكافرون في جهنّم {سمعوا لها} يعني لجهنّم {شهيقًا} يعني بالشّهيق: الصّوت الّذي يخرج من الجوف بشدّةٍ كصوت الحمار، كما قال رؤبة في صفة حمارٍ:
حشرج في الجوف سحيلاً أو شهق.......حتّى يقال ناهقٌ وما نهق.
وقوله: {وهي تفور} يقول: وهي تغلي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ، {سمعوا لها شهيقًا وهي تفور}. يقول: «تغلي كما يغلي القدر»). [جامع البيان: 23 / 123-124]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تميز: فقطّع
أشار به إلى قوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} [تبارك: 8] وفسره بقوله: (تقطع) وكذا فسره الفراء، والضّمير فيه يرجع إلى الكفّار الّذين أخبر الله عنهم بقوله: (إذا ألقوا فيها) أي: في النّار (سمعوا لها شهيقا) أي: صوتا كصوت حمار. {وهي تفور} [تبارك: 7] تزفر وتغلي بهم كما تغلي القدور). [عمدة القاري: 19 / 254] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {سمعوا لها شهيقا} قال: صياحا.
وأخرج عبد بن حميد عن يحيى قال: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن: مالك قالت: إنه كان يستحي مني فيقول: أرسلوا عبدي قال: وإن العبد ليجر إلى النار فيقول يا رب ما كان هذا الظن بك قال: فما كان ظنك قال: كان ظني أن تسعني رحمتك فيقول: أرسلوا
عبدي قال: وإن الرجل ليخر إلى النار فتشهق إليه شهيق البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لايبقى أحد إلا خاف.
وأخرج هناد بن حميد عن مجاهد في قوله: {وهي تفور} قال: تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير). [الدر المنثور: 14 / 607-608]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تميّز} : تقطّع). [صحيح البخاري: 6 / 158]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تميّز تقطّع هو قول الفرّاء قال في قوله تكاد تميز من الغيظ أي تقطّع عليهم غيظًا). [فتح الباري: 8 / 660]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تميز: فقطّع
أشار به إلى قوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} [تبارك: 8] وفسره بقوله: (تقطع) وكذا فسره الفراء، والضّمير فيه يرجع إلى الكفّار الّذين أخبر الله عنهم بقوله: (إذا ألقوا فيها) أي: في النّار (سمعوا لها شهيقا) أي: صوتا كصوت حمار. {وهي تفور} [تبارك: 5] تزفر وتغلي بهم كما تغلي القدور). [عمدة القاري: 19 / 254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تميز}) أي (تقطع) من الغيظ قال في الأنوار وهو تمثيل لشدة اشتعالها بهم ويجوز أن يراد غيظ الزبانية). [إرشاد الساري: 7 / 397-398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تكاد تميّز من الغيظ كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ (8) قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل الله من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ كبيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: تكاد جهنّم {تميّز} يقول: تتفرّق وتتقطّع من الغيظ على أهلها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {تكاد تميّز من الغيظ}. يقول: «تتفرّق».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {تكاد تميّز من الغيظ}: «تكاد يفارق بعضها بعضًا وتنفطر».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {تكاد تميّز من الغيظ}. يقول: «تفرّق».
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {تكاد تميّز من الغيظ}. قال: «التّميّز»: التّفرّق {من الغيظ} على أهل معاصي اللّه غضبًا للّه، وانتقامًا له.
وقوله: {كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم}. يقول جلّ ثناؤه: كلّما ألقي في جهنّم جماعةٌ سألهم خزنتها {ألم يأتكم نذيرٌ}. يقول: سأل الفوج خزنة جهنّم، فقالوا لهم: ألم يأتكم في الدّنيا نذيرٌ ينذركم هذا العذاب الّذي أنتم فيه؟ فأجابهم المساكين فقالوا {بلى قد جاءنا نذيرٌ} ينذرنا هذا {فكذّبناه وقلنا}. له: {ما نزّل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ كبيرٍ}. يقول: في ذهابٍ عن الحقّ بعيدٍ). [جامع البيان: 23 / 124-125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر في قوله: {تكاد تميز} قال: «تتفرق».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {تكاد تميز} قال: «يفارق بعضها بعضا»). [الدر المنثور: 14 / 608]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({بلى قد جاءنا نذيرٌ} ينذرنا هذا {فكذّبناه وقلنا}. له: {ما نزّل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ كبيرٍ}. يقول: في ذهابٍ عن الحقّ بعيدٍ). [جامع البيان: 23 / 125] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير}.
يقول تعالى ذكره: وقال الفوج الّذي ألقي في النّار للخزنة: لو كنّا في الدّنيا نسمع أو نعقل من النّذر ما جاءونا به من النّصيحة، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه ما كنّا اليوم {في أصحاب السّعير} يعني أهل النّار). [جامع البيان: 23 / 125]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) }
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن سلمة، عن سعيد بن جبيرٍ {فسحقًا لأصحاب السّعير} قال: وادٍ في جهنّم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 406]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاعترفوا بذنبهم}. يقول: فأقرّوا بذنبهم؛ ووحّد الذّنب، وقد أضيف إلى الجمع لأنّ فيه معنى فعل، فأدّى الواحد عن الجمع، كما يقال: خرج عطاء النّاس، وأعطية النّاس. {فسحقًا لأصحاب السّعير}. يقول: فبعدًا لأهل النّار.


وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فسحقًا لأصحاب السّعير}. يقول: «بعدًا».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فسحقًا لأصحاب السّعير}. قال:« (سحقًا): وادٍ في جهنّم».
والقرأة على تخفيف الحاء من السّحق، وهو الصّواب عندنا لأنّ الفصيح من كلام العرب ذلك، ومن العرب من يحرّكها بالضّمّ). [جامع البيان: 23 / 125-126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {فسحقا} قال: «بعدا».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فسحقا} قال: بعدا قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول حسان: «ألا من مبلغ عني أبيا * فقد ألقيت في سحق السعير».
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {فسحقا لأصحاب السعير} قال: «سحق واد في جهنم»). [الدر المنثور: 14 / 609]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (12) وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنّه عليمٌ بذات الصّدور}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين يخافون ربّهم بالغيب: يقول: وهم لم يروه {لهم مغفرةٌ} يقول: لهم عفوٌ من اللّه عن ذنوبهم {وأجرٌ كبيرٌ}. يقول: وثوابٌ من اللّه لهم على خشيتهم إيّاه بالغيب جزيلٌ). [جامع البيان: 23 / 126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {إن الذين يخشون ربهم بالغيب} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن الذين يخشون ربهم بالغيب} قال: أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {لهم مغفرة وأجر كبير} قال: «الجنة»). [الدر المنثور: 14 / 609]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:57 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6)}
(عذاب جهنّم) بالنصب والرفع، والنصب يكون عطفا على قوله: {وأعتدنا لهم عذاب السّعير (5) وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم}، أي وأعتدنا للذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم.
قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا} معناه التي تدنو منكم من سبع السّماوات). [معاني القرآن: 5/ 198-199](م)

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور (7)وهو أقبح الأصوات وهو كصوت الحمار}. [معاني القرآن: 5/ 199]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تكاد تميّز من الغيظ...} تقطع عليهم غيظا). [معاني القرآن: 3/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تميز}: تزيل). [غريب القرآن وتفسيره: 381]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {تكاد تميّز من الغيظ} أي تنشقّ غيظا على الكفار). [تفسير غريب القرآن: 473]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في جهنم: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تنقطع غيظا عليهم كما تقول: فلان يكاد ينقدّ غيظا عليك، أي ينشق.
وقال: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}
وروي في الحديث أنها تقول: (قَطْ قَطْ) أي حسبي). [تأويل مشكل القرآن: 113](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {تميّز من الغيظ كلّما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} معناه تكاد ينقطع من غيظها عليهم.
وقوله: {كلّما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} هذا التوبيخ زيادة لهم في العذاب). [معاني القرآن: 5/ 199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تنشقّ غيظا على الكفار. وقال الفراء: تميّز: تقطَّع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمَيَّزُ}: تتفرق وتفوح). [العمدة في غريب القرآن: 308]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا: {لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} أي لو كنا سمعنا سمع من يعي ويفكر ما كنا في أصحاب السعير، أو يعقل عقل من يميّز وينظر ما كنا في أهل النّار). [معاني القرآن: 5/ 199]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فاعترفوا بذنبهم...}
ولم يقل: "بذنوبهم" لأنّ في الذنب فعلا، وكل واحد أضفته إلى قوم بعد أن يكون فعلا أدّى عن جمع أفاعيلهم، ألا ترى أنك تقول: قد أذنب القوم إذنابا، ففي معنى إذناب: ذنوب، وكذلك تقول: خرجت أعطيته الناس وعطاء الناس فالمعنى واحد والله أعلم). [معاني القرآن: 3/ 170-171]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فسحقاً لأصحاب السّعير...} اجتمعوا على تخفيف السّحق، ولو قرئت: فسحقاً كانت لغة حسنة). [معاني القرآن: 3/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فسحقاً} أي بعدا). [تفسير غريب القرآن: 473]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السّعير (11)} ويروى (فسحقا) بضم الحاء.(سحقا) منصوب على المصدر، المعنى أسحقهم اللّه سحقا.أي باعدهم الله من رحمته مباعدة، والسحيق البعيد). [معاني القرآن: 5/ 199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَسُحْقاً} أي بُعداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 273]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:59 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) }

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) }

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) }


تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) }

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) }

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومنها أيضا إسحاق؛ يكون أعجميا مجهول الاشتقاق فيمنع الإجراء في باب المعرفة بثقل التعريف والعجمة. ويكون عربيا، من أسحقه الله إسحاقا، أي أبعده إبعادا، من ذلك قوله جل اسمه: {فسحقا لأصحاب السعير}، أي بعدا لهم، وقال الأنصاري:
ألا من مبلغ عني أبيا.......فقد ألقيت في سحق السعير
يقال: سحق وسحق بمعنى واحد، وكان الكسائي يقرأ بالوجهين جميعا). [كتاب الأضداد: 415-416]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:39 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:42 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:49 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: «وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم» بالرفع على الابتداء والخبر في المجرور المتقدم، وقرأ الحسن في رواية هارون عنه: «عذاب» بالنصب على معنى «وأعتدنا للذين كفروا عذاب جهنم»، قالوا: وعاطفة فعل على فعل، وتضمنت هذه الآية، أن عذاب جهنم للكافرين المخلدين، وقد جاء في الأثر أنه يمر على جهنم زمن تخفق أبوابها قد أخلتها الشفاعة، فالذي قال في هذا إن جهنّم اسم تختص به الطبقة العليا من النار ثم قد تسمى الطبقات كلها جهنم باسم بعضها، وهكذا كما يقال النجم للثريا، ثم يقال ذلك للكواكب اسم جنس فالذي في هذه الآية هي جهنم بأسرها، أي جميع الطبقات، والتي في الأثر هي الطبقة العليا، لأنها مقر العصاة). [المحرر الوجيز: 8/ 354]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والشهيق: أقبح ما يكون من صوت الحمار، فاحتدام النار وغليانها بصوت مثل ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 354]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {تكاد تميّز من الغيظ} أي يزايل بعضها بعضا لشدة الاضطراب كما قال الشاعر في صفة الكلب المحتدم في جربه: [الرجز]:
يكاد أن يخرج عن إهابه
وقرأ الضحاك: «تمايز» بألف، وقرأ طلحة: «تتميز» بتاءين، وقرأ الجمهور: «تكاد تميز» بضم الدال وفتح التاء مخففة، وقرأ البزي: «تكاد» بضم الدال وشد التاء أنها «تتميز» وأدغم إحدى التاءين في الأخرى.
وقرأ أبو عمرو بن العلاء: تكاد تميّز بإدغام الدال في التاء، وهذا فيه إدغام الأقوى في الأضعف، وقوله تعالى: من الغيظ معناه على الكفرة بالله، وقوله تعالى: {كلّما ألقي فيها فوجٌ}، الفوج: الفريق من الناس، ومنه قوله تعالى: {في دين اللّه أفواجاً} [النصر: 2] الآية، تقتضي أنه لا يلقى فيها أحد إلا سئل على جهة التوبيخ عن النذر فأقر بأنهم جاؤوا وكذبوهم، وقوله: كلّما حصر. فإذا الآية تقتضي في الأطفال من أولاد المشركين وغيرهم، وفيمن نقدره صاحب فترة أنهم لا يدخلون النار لأنهم لم يأتهم نذير، واختلف الناس في أمر الأطفال، فأجمعت الأمة على أن أولاد الأنبياء في الجنة، واختلفوا في أولاد المؤمنين، فقال الجمهور: هم في الجنة، وقال قوم هم في المشيئة، واختلفوا في أولاد المشركين، فقالت فرقة: هم في النار، واحتجوا بحديث روي من آبائهم، وتأول مخالف هذا الحديث، أنهم في أحكام الدنيا، وقال: هم في المشيئة، وقال فريق: هم في الجنة، واحتج هذا الفريق بهذه الآية في مساءلة الخزنة، وبحديث وقع في صحيح البخاري في كتاب التفسير، يتضمن أنهم في الجنة. وبقوله عليه السلام: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، فالأطفال لم يبلغوا أن يصنع بهم شيء من هذا». وقوله تعالى: {إن أنتم إلّا في ضلالٍ كبيرٍ} يحتمل أن يكون من قول الملائكة للكفار حين أخبروا عن أنفسهم أنهم كذبوا النذر، ويحتمل أن يكون من كلام الكفار للنذر). [المحرر الوجيز: 8/ 354-355]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السّعير (11) إنّ الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (12) وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنّه عليمٌ بذات الصّدور (13) ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير (14) هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور (15)}
المعنى وقال الكفار للخزنة في محاورتهم: لو كنّا نسمع أو نعقل سمعا أو عقلا ينتفع به ويغني شيئا لآمنا ولم نستوجب الخلود في السعير). [المحرر الوجيز: 8/ 356]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى محمدا أنهم اعترفوا بذنبهم في وقت لا ينفع فيه الاعتراف، وقوله تعالى: {فسحقاً} نصب على جهة الدعاء عليهم وجاز ذلك فيه، وهو من قبل الله تعالى من حيث هذا القول مستقرا فيهم أزلا ووجوده لم يقع ولا يقع إلا في الآخرة، فكأنه لذلك في حيز المتوقع الذي يدعى فيه، كما تقول: سحقا لزيد وبعدا، والنصب في هذا كله بإضمار فعل، وأما ما وقع وثبت، فالوجه فيه الرفع كما قال تعالى: {ويلٌ للمطفّفين} [المطففين: 1]، {وسلامٌ عليكم} [الأنعام: 54، الأعراف: 46، الرعد: 24، القصص: 55، الزمر: 73]، وغير هذا من الأمثلة، وقرأ الجمهور: «فسحقا» بسكون الحاء، وقرأ الكسائي: «فسحقا» بضم الحاء وهما لغتان). [المحرر الوجيز: 8/ 356]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وصف تعالى أهل الإيمان، وهم الّذين يخشون ربّهم، وقوله تعالى: {بالغيب} يحتمل معنيين، أحدهما: بالغيب الذي أخبروا به من الحشر والصراط والميزان والجنة والنار، فآمنوا بذلك، وخشوا ربهم فيه، ونحا إلى هذا قتادة والمعنى الثاني: أنهم يخشون ربهم إذا غابوا عن أعين الناس، أي في خلواتهم، ومنه تقول العرب: فلان سالم الغيب، أي لا يضر، فالمعنى يعملون بحسب الخشية في صلاتهم وعباداتهم، وانفرادهم، فالاحتمال الأول: مدح بالإخلاص والإيمان، والثاني: مدح بالأعمال الصالحة في الخلوات، وذلك أحرى أن يعملوها علانية). [المحرر الوجيز: 8/ 356]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:51 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا وهي تفور (7) تكاد تميّز من الغيظ كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ (8) قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلّا في ضلالٍ كبيرٍ (9) وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير (11) }
يقول تعالى: {و} أعتدنا {للّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير} أي: بئس المآل والمنقلب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا} قال ابن جريرٍ: «يعني الصّياح».
{وهي تفور} قال الثّوريّ: «تغلي بهم كما يغلي الحبّ القليل في الماء الكثير»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {تكاد تميّز من الغيظ} أي: يكاد ينفصل بعضها من بعضٍ، من شدّة غيظها عليهم وحنقها بهم، {كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلا في ضلالٍ كبيرٍ} يذكر تعالى عدله في خلقه، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه وإرسال الرّسول إليه، كما قال: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء: 15] وقال تعالى: {حتّى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربّكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} [الزّمر: 71]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة، وندموا حيث لا تنفعهم النّدامة، فقالوا: {لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} أي: لو كانت لنا عقولٌ ننتفع بها أو نسمع ما أنزله اللّه من الحقّ، لما كنّا على ما كنّا عليه من الكفر باللّه والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فهمٌ نعي به ما جاءت به الرّسل، ولا كان لنا عقلٌ يرشدنا إلى اتّباعهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير}
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ الطّائيّ قال: أخبرني من سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «لن يهلك النّاس حتّى يعذروا من أنفسهم» وفي حديثٍ آخر:«لا يدخل أحدٌ النّار، إلّا وهو يعلم أنّ النّار أولى به من الجنّة»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (12) وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنّه عليمٌ بذات الصّدور (13) ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير (14) هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور (15)}
يقول تعالى مخبرًا عمّن يخاف مقام ربّه فيما بينه وبينه إذا كان غائبًا عن النّاس، فينكفّ عن المعاصي ويقوم بالطّاعات، حيث لا يراه أحدٌ إلّا اللّه، بأنّه له مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ، أي: يكفّر عنه ذنوبه، ويجازى بالثّواب الجزيل، كما ثبت في الصّحيحين: «سبعةٌ يظلّهم اللّه تعالى في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه»، فذكر منهم: «رجلًا دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إنّي أخاف اللّه، ورجلًا تصدّق بصدقةٍ فأخفاها، حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده: حدّثنا طالوت بن عبّادٍ، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، إنّا نكون عندك على حالٍ، فإذا فارقناك كنّا على غيره؟ قال: «كيف أنتم وربّكم؟ » قالوا: اللّه ربّنا في السّرّ والعلانية. قال: «ليس ذلكم النّفاق».
لم يروه عن ثابتٍ إلّا الحارث بن عبيد فيما نعلمه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178-179]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة