العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المؤمنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:26 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة المؤمنون [من الآية (51) إلى الآية (56) ]

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:30 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا الفضيل بن مرزوق، قال: حدثني عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليم} [سورة المؤمنون: 51]، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [سورة البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يده إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغدي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!
- حدثنا أبو إسماعيل قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الفضيل، بإسناده نحوه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 233]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وقلنا لعيسى: يا أيّها الرّسل كلوا من الحلال الّذي طيّبه اللّه لكم دون الحرام، {واعملوا صالحًا} يقول: اعملوا بما أمركم الله به، وأطيعوه في أمركم إياه ونهية لكم. وجمع (الرسل) والخطاب لواحدٍ، كما يقال في الكلام للرّجل الواحد: أيّها القوم كفّوا عنّا أذاكم، وكما قال: {الّذين قال لهم النّاس}، وهو رجلٌ واحدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثني عبيد بن إسحاق الضّبّيّ العطّار، عن حفص بن عمر الفزاريّ، عن أبي إسحاق السّبيعيّ، عن عمرو بن شرحبيل: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا} قال: كان عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمّه.
وقوله: {إنّي بما تعملون عليمٌ} يقول: إنّي بأعمالكم ذو علمٍ، لا يخفى عليّ منها شيءٌ، وأنا مجازيكم بجميعها، وموفّيكم أجوركم وثوابكم عليها، فخذوا في صالحات الأعمال واجتهدوا). [جامع البيان: 17/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.
أخرج أحمد ومسلم والترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا {واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} وقال {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي من الحرام يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب فاني يستجاب لذلك). [الدر المنثور: 10/577-578]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها بعثت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم فرد إليها رسولها أنى لك هذا اللبن قال: من شاة لي، فرد إليها رسولها أنى لك الشاة فقالت: اشتريتها من مالي، فشرب منه، فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت: يا رسول الله بعثت إليك بلبن فرددت إلى الرسول فيه فقال لها: بذلك أمرت الرسل قبلي أن لا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا). [الدر المنثور: 10/578]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبدان في الصحابة عن حفص بن أبي جبلة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} الآية، قال: ذاك عيسى بن مريم يأكل من غزل أمه مرسل حفص تابعي.
وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري مثله موقوفا عليه). [الدر المنثور: 10/578-579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي ميسرة عن عمر بن شرحبيل في قوله {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال: كان عيسى بن مريم عليه السلام يأكل من غزل أمه). [الدر المنثور: 10/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبي حفص قال: أمسى داود عليه السلام صائما فلما كان عند إفطاره أتي بشربة لبن فقال: من أين لكم هذا اللبن قالوا: من شاتنا، قال: ومن أين ثمنها قالوا: يا نبي الله من أين تسأل قال: إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحا). [الدر المنثور: 10/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاءني جبريل ألا أمرني بهاتين الدعوتين، اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا). [الدر المنثور: 10/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} قال: هذه للرسل ثم قال للناس عامة و{إن هذه أمتكم أمة واحدة} الأنبياء الآية 92 يعني، دينكم دين واحد). [الدر المنثور: 10/580]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً}، فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة: (وأنّ) بالفتح، بمعنى: إنّي بما تعملون عليمٌ، وأنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً. فعلى هذا التّأويل (وأنّ) في موضع خفضٍ، عطفٌ بها على (ما) من قوله: {بما تعملون}، وقد يحتمل أن تكون في موضع نصبٍ إذا قرئ ذلك كذلك، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: واعلموا أنّ هذه، ويكون نصبها بفعلٍ مضمرٍ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين بالكسر: {وإنّ} هذه على الاستئناف.
والكسر في ذلك عندي على الابتداء هو الصّواب، لأنّ الخبر من اللّه عن قيله لعيسى: {يا أيّها الرّسل} مبتدأٌ، فقوله: {وإنّ هذه} مردودٌ عليه عطفًا به عليه؛ فكان معنى الكلام: وقلنا لعيسى: يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات، وقلنا: وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً.
وقيل: إنّ الأمّة الّذي في هذا الموضع: الدّين والملّة
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} قال: الملّة والدّين.
وقوله: {وأنا ربّكم فاتّقون} يقول: وأنا مولاكم فاتّقون بطاعتي تأمنوا عقابي.
ونصبت {أمّةً واحدةً} على الحال. وذكر عن بعضهم أنّه قرأ ذلك رفعًا.
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: رفع ذلك إذا رفع على الخبر، ويجعل أمّتكم نصبًا على البدل من هذه.
وأمّا نحويّو الكوفة فيأبون ذلك إلاّ في ضرورة شعرٍ، وقالوا: لا يقال: مررت بهذا غلامكم؛ لأنّ هذا لا تتبعه إلاّ الألف واللاّم والأجناس، لأنّ (هذا) إشارةٌ إلى عددٍ، فالحاجة في ذلك إلى تبيين المراد من المشار إليه أيّ الأجناس هو؟ وقالوا: وإذا قيل: هذه أمّتكم واحدةً، والأمّة غائبةٌ وهذه حاضرةٌ، قالوا: فغير جائزٍ أن يبيّن عن الحاضر بالغائب، قالوا: فلذلك لم يجز: إنّ هذا زيدٌ قائمٌ، من أجل أنّ هذا محتاجٌ إلى الجنس لا إلى المعرفة.
وقوله: {وأنا ربّكم فاتّقون} يقول: وأنا مولاكم فاتّقون بطاعتي تأمنوا عقابي). [جامع البيان: 17/60-61]

تفسير قوله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى بينهم زبرا قال كتبا). [تفسير عبد الرزاق: 2/46]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {زبرًا} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والعراق: {زبرًا} بمعنى جمع الزّبور.
فتأويل الكلام على قراءة هؤلاء: فتفرّق القوم الّذين أمرهم اللّه من أمّة الرّسول عيسى بالاجتماع على الدّين الواحد، والملّة الواحدة، دينهم الّذي أمرهم اللّه بلزومه {زبرًا} كتبًا، فدان كلّ فريقٍ منهم بكتابٍ غير الكتاب الّذين دان به الفريق الآخر، كاليهود الّذين زعموا أنّهم دانوا بحكم التّوراة، وكذّبوا بحكم الإنجيل والقرآن، وكالنّصارى الّذين دانوا بالإنجيل بزعمهم وكذّبوا بحكم الفرقان.
ذكر من تأوّل ذلك كذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {زبرًا} قال: كتبًا.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {بينهم زبرًا} قال: كتب اللّه فرّقوها قطعًا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا} قال مجاهدٌ: كتبهم فرّقوها قطعًا.
وقال آخرون من أهل هذه القراءة: إنّما معنى الكلام: فتفرّقوا دينهم بينهم كتبًا أحدثوها يحتجّون فيها لمذهبهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} قال: هذا ما اختلفوا فيه من الأديان والكتب، كلٌّ معجبون برأيهم، ليس أهل هواءٍ إلاّ وهم معجبون برأيهم وهواهم وصاحبهم الّذي اخترق ذلك لهم.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الشّام: (فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا) بضمّ الزّاي، وفتح الباء، بمعنى: فتفرّقوا أمرهم بينهم قطعًا كزبر الحديد، وذلك القطع منها، واحدتها زبرةٌ، من قول اللّه: {آتوني زبر الحديد}. فصار بعضهم يهودًا، وبعضهم نصارى.
والقراءة الّتي نختار في ذلك: قراءة من قرأه بضمّ الزّاي والباء، لإجماع أهل التّأويل في تأويل ذلك على أنّه مرادٌ به الكتب، فذلك يبيّن عن صحّة ما اخترنا في ذلك، لأنّ الزّبر هي الكتب، يقال منه: زبرت الكتاب: إذ كتبته.
فتأويل الكلام: فتفرّق الّذين أمرهم اللّه بلزوم دينه من الأمم دينهم بينهم كتبًا، كما بيّنّا قبل.
وقوله: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} يقول: كلّ فريقٍ من تلك الأمم بما اختاروه لأنفسهم من الدّين والكتب فرحون. معجبون به، لا يرون أنّ الحقّ سواه.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} قطعةٌ وهؤلاء هم أهل الكتاب.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {كلّ حزبٍ} قطعةٌ. أهل الكتاب). [جامع البيان: 17/61-64]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فتقطعوا أمره بينهم زبرا يعني الكتب فرقوها قطعا). [تفسير مجاهد: 431]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كل حزب بما لديهم فرحون يعني كل قطعة وهؤلاء أهل الكتاب). [تفسير مجاهد: 431-432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون * فذرهم في غمرتهم حتى حين.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: وقال الحسن: تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه). [الدر المنثور: 10/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتب الله حيث فرقوها قطعا {كل حزب} يعني: كل قطعة وهؤلاء أهل الكتاب). [الدر المنثور: 10/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: هذا ما اختلفوا فيه من الأديان {كل حزب} كل قوم {بما لديهم فرحون} معجبون برأيهم). [الدر المنثور: 10/580]

تفسير قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله فذرهم في غمرتهم حتى حين قال في ضلالتهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/46]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ (54) أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.
قال أبو جعفرٍ: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فدع يا محمّد هؤلاء الّذين تقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا، {في غمرتهم} في ضلالتهم وغيّهم، {حتّى حينٍ} يعني: إلى أجلٍ سيأتيهم عند مجيئه عذابي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ} قال: في ضلالهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ} قال: الغمرة: الغمر). [جامع البيان: 17/64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد: {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم). [الدر المنثور: 10/580-581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم {حتى حين} قال: الموت). [الدر المنثور: 10/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مقاتل {فذرهم في غمرتهم حتى حين} قال: يوم بدر). [الدر المنثور: 10/581]

تفسير قوله تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين} يقول تعالى ذكره: أيحسب هؤلاء الأحزاب الّذين فرّقوا دينهم زبرًا، أنّ الّذي نعطيهم في عاجل الدّنيا من مالٍ وبنين). [جامع البيان: 17/65]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أيحسبون أنما نمدهم به من مال أي نعطيهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون يقول أيحسبون أن ما نعطيهم من مال وبنين ونريد بهم الخير أي بل نملي لهم ولكن لا يشعرون هذا لقريش). [تفسير مجاهد: 432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أيحسبون} قال: قريش، {أنما نمدهم به} قال: نعطيهم {من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات} نزيد لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون). [الدر المنثور: 10/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح). [الدر المنثور: 10/581-582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن الحسن، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج، ثم قال: اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا اللهم أني أعوذ بك أن يكون هذا مكرا منك بعمر ثم تلا {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 10/582-583]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال: أجد فيما أنزل الله على موسى أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني أو يجزع عبدي المؤمن أن اقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني ثم تلا {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين} {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 10/583]

تفسير قوله تعالى: (نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({نسارع لهم} يقول: نسابق لهم في خيرات الآخرة، ونبادر لهم فيها؟
و(ما) من قوله: {أنّما نمدّهم به} نصبٌ، لأنّها بمعنى الّذي.
{بل لا يشعرون} يقول تعالى ذكره تكذيبًا لهم: ما ذلك كذلك بل لا يعلمون أنّ إمدادي إيّاهم بما أمدّهم به من ذلك إنّما هو إملاءٌ واستدراجٌ لهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {أنّما نمدّهم} قال: نعطيهم، نسارع لهم قال: نزيدهم في الخير، نملي لهم قال: هذا لقريشٍ.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني محمّد بن عمر بن عليٍّ، قال: حدّثني أشعث بن عبد اللّه قال: حدّثنا شعبة، عن خالدٍ الحذّاء، قال: قلت لعبد الرّحمن بن أبي بكرة، قول اللّه: {نسارع لهم في الخيرات} قال: يسارع لهم في الخيرات.
وكأنّ عبد الرّحمن بن أبي بكرة وجّه بقراءته ذلك كذلك، إلى أنّ تأويله: يسارع لهم إمدادنا إيّاهم بالمال والبنين في الخيرات). [جامع البيان: 17/65]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أيحسبون أنما نمدهم به من مال أي نعطيهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون يقول أيحسبون أن ما نعطيهم من مال وبنين ونريد بهم الخير أي بل نملي لهم ولكن لا يشعرون هذا لقريش). [تفسير مجاهد: 432] (م)

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح). [الدر المنثور: 10/581-582] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ (نسارع لهم في الخيرات) ). [الدر المنثور: 10/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن الحسن، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج، ثم قال: اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا اللهم أني أعوذ بك أن يكون هذا مكرا منك بعمر ثم تلا {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 10/582-583] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال: أجد فيما أنزل الله على موسى أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني أو يجزع عبدي المؤمن أن اقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني ثم تلا {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين} {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 10/583] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:33 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات} [المؤمنون: 51] يعني الحلال من الرّزق.
وهو تفسير السّدّيّ.
{واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ} [المؤمنون: 51] هكذا أمر اللّه الرّسل). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات...}

أراد النبي فجمع كما يقال في الكلام للرجل الواحد: أيّها القوم كفّوا عنا أذاكم. ومثله {الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} الناس واحد (معروف كان رجلاً من أشجع يقال له نعيم ابن مسعود) ). [معاني القرآن: 2/237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات} خوطب به النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجمع). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، يريد النبي، صلّى الله عليه وسلم، وحده).
[تأويل مشكل القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم}
أي كلوا من الحلال، وكل مأكول حلال مستطاب فهو داخل في هذا.
وإنّما خوطب بهذا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقيل يا أيّها الرسل، وتضمن هذا الخطاب أن الرسل جميعا كذا أمروا.
وروي أن عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمّه، وأطيب الطيبات الغنائم). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}
قال أبو إسحاق هذا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا أي كلوا من الحلال). [معاني القرآن: 4/465]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّ هذه أمّتكم} [المؤمنون: 52] ملّتكم.
{أمّةً واحدةً} [المؤمنون: 52] ملّةٌ واحدةٌ.
وقال قتادة: دينكم دينٌ واحدٌ يعني الإسلام، والشّريعة مختلفةٌ.
قال: {لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48] وقال السّدّيّ: يعني ملّتكم ملّةٌ واحدةٌ، يعني الإسلام.
قال: {وأنا ربّكم فاتّقون} [المؤمنون: 52] أن تعبدوا غيري.
وقال السّدّيّ: {فاتّقون} [المؤمنون: 52] يعني فاعبدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّ هذه أمّتكم...}

قرأها عاصم والأعمش بالكسر على الاستئناف وقرأها أهل الحجاز والحسن (وأنّ هذه أمّتكم) والفتح على قوله: {إني بما تعملون عليم} وعليم بأن هذه أمتكم.
فموضعها خفض لأنها مردودة على (ما) وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر كأنك قلت: واعلم هذا). [معاني القرآن: 2/237]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون}
قال: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} فنصب {أمّةً واحدةً} على الحال. وقرأ بعضهم {أمّتكم أمّةٌ واحدةٌ} على البدل ورفع {أمّةٌ واحدةٌ} على الخبر). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} أي دينكم دين واحد، وهو الإسلام.
والأمة تنصرف [علي وجوه] قد بينتها في «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمّة: الدّين، قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على دين.
قال النابغة:
حلفتُ فَلَمْ أتركْ لنفسكَ رِيبَةً = وهل يَأْثَمَن ذُو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟
أي: ذو دين.
والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد: أمة، فتقام الأمة مقام الدين، ولهذا قيل للمسلمين: أمّة محمد، صلّى الله عليه وسلم، لأنهم على أمر واحد،
قال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}. مجتمعة على دين وشريعة.
وقال الله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، أي: مجتمعة على الإسلام). [تأويل مشكل القرآن: 446] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتّقون}
أي فاتقون لهذا.
وقد فسرنا في سورة الأنبياء كل ما يجوز في نظير هذه الآية.
وجملة تأويلها أن دينكم دين واحد، وهو الإسلام). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة}
المعنى {وأن} أي ولأن دينكم دين واحد وهو الإسلام فاتقون). [معاني القرآن: 4/465]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}: أي دينكم دين واحد وهو الإسلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]

تفسير قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم} [المؤمنون: 53] يعني دينهم الإسلام الّذي أمر اللّه به نبيّهم.
{زبرًا} [المؤمنون: 53] فدخلوا في غيره.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: {زبرًا} [المؤمنون: 53] قطعًا.
وقال مجاهدٌ: قطعًا.
وهم أهل الكتاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/403]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا} [المؤمنون: 53] قال: كتبًا.
قال سعيدٌ: وقال الحسن: تقطّعوا كتاب اللّه بينهم فحرّفوه، وبدّلوه كتابًا كتبوه على ما حرّفوا.
قال يحيى: وهي تقرأ على وجهين: زبرًا مثل قراءة مجاهدٍ، وزبرًا مثل قراءة قتادة.
فمن قرأها: زبرا قال: قطعًا، ومن قرأها: زبرا قال: كتبًا.
وهي كقوله: {من الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا} [الروم: 32] : فرقًا وهذا هو مقرأ الحسن وغيره.
وكان عليّ بن أبي طالبٍ وغيره يقرؤها: فارقوا دينهم وكانوا شيعًا.
قال: {كلّ حزبٍ} [المؤمنون: 53] كلّ قومٍ منهم.
{بما لديهم} [المؤمنون: 53] بما عندهم ممّا اختلفوا فيه.
{فرحون} [المؤمنون: 53] يقول: راضون.
تفسير السّدّيّ.
- حدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تفرّقت بنو إسرائيل على سبعين فرقةً، فرقةٌ واحدةٌ في الجنّة وسائرها في النّار، ولتفترقنّ هذه الأمّة على إحدى وسبعين، واحدةٌ في الجنّة وسائرهم في النّار».
- وحدّثني خالدٌ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لتتبعنّ سنّة من كان
[تفسير القرآن العظيم: 1/404]
قبلكم ذراعًا بذراعٍ وشبرًا بشبرٍ حتّى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه.
قالوا يا رسول اللّه: اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ " حدّثني خداشٌ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله غير أنّه قال: لدخلتموه.
نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم...}:

فرّقوه. تفرّقوا يهود ونصارى. من قال {زبراً}
أراد: قطعاً مثل قوله: {آتوني زبر الحديد} والمعنى في زبر وزبر واحدٌ. والله أعلم. وقوله: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} يقول: معجبون بدينهم. يرون أنهم على الحقّ).
[معاني القرآن: 2/237-238]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زبراً } أي قطعاً، ومن قرأها زبرا - بفتح الباء - فإنه يجعل واحدتها زبرة كزبرة الحديد: القطعة). [مجاز القرآن: 2/60]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زبرا}: الزبر الكتب. واحدها زبور ومن قال زبر فواحدها زبرة أي قطعا كزبر الحديد). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتقطّعوا أمرهم بينهم} أي اختلفوا في دينهم.
{زبراً} بفتح الباء جمع زبرة، وهي القطعة. ومن قرأ «زبرا» فإنه جمع زبور، أي كتبا). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: الرضا، لأنه عن المسرة يكون، قال الله تعالى: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} أي: راضون، وقال: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي رضوا). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: الدّين، قال الله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}، أي دينهم.
وقال تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 515] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن قوما جعلوا دينهم أديانا فقال:
{فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرا كلّ حزب بما لديهم فرحون} ويقرأ زبرا، فمن قرأ زبرا فتأويله جعلوا دينهم كتبا مختلفة جمع زبور وزبر، ومن قرأ زبرا أراد قطعا). [معاني القرآن: 4/16-15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم خبر أن قوما فرقوا أديانهم فقال جل وعز: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال قتادة أي: كتبا
قال الفراء أي: صاروا يهود ونصارى
وقرأ الأعمش فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا وهو جمع زبرة أي قطعا وفرقا
ثم قال جل وعز: {كل حزب بما لديهم فرحون} أي معجبون). [معاني القرآن: 4/466]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الزُّبُـرُ}: الكتب جمع زبور). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فذرهم في غمرتهم} [المؤمنون: 54] في غفلتهم.
وقال قتادة: في ضلالتهم.
{حتّى حينٍ} [المؤمنون: 54] يعني إلى آجالهم.
تفسير السّدّيّ.
وهي منسوخةٌ نسخها القتال). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ...}:
في جهالتهم). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فذرهم في غمرتهم حتّى حين}
ويجوز في غمراتهم، ومعناه في عمايتهم وحيرتهم.
ومعنى: {حتّى حين}.
أي إلى حين يأتيهم ما وعدوا به من العذاب). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {فذرهم في غمرتهم حتى حين}
قال قتادة في غمرتهم أي في جهالتهم
حتى حين قال مجاهد حتى الموت). [معاني القرآن: 4/467-466]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به} [المؤمنون: 55] نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: أي: نزيدهم، نملي لهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {نمدّهم} [المؤمنون: 55] نعطيهم.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مّالٍ وبنين...}

(ما) في موضع الذي، وليست بحرف واحدٍ). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
(نسارع) - بالنون - يسارع - بالياء - ويسارع على ما لم يسم فاعله.
وتأويله أيحسبون أن إمداد اللّه لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؛ وإنّما هو استدراج من اللّه لهم، و " ما " في معنى الذي، المعنى أيحسبون أن الّذي نمدهم به من مال وبنين. والخبر معه محذوف المعنى نسارع لهم به في الخيرات، أي أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به.
فأمّا من قرأ يسارع فعلى وجهين، أحدهما لا يحتاج إلى إضمار، المعنى: أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات، ويجوز أن يكون على معنى يسارع اللّه لهم به في الخيرات،
فيكون مثل نسارع، ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات يكون على معنى يسارع الإمداد لهم في الخيرات وعلى معنى نسارع لهم في الخيرات، فيكون تقوم مقام ما لم يسمّ لهم،
ويكون مضمرا معه به. كما قلنا). [معاني القرآن: 4/16]

تفسير قوله تعالى: {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من مالٍ وبنين {55} نسارع لهم في الخيرات} [المؤمنون: 55-56] أي: لذلك نمدّهم بالمال والولد يعني المشركين.
{بل لا يشعرون} [المؤمنون: 56] أنّا لا نعطيهم ذلك مسارعةً لهم في الخيرات، وأنّهم يصيرون إلى النّار، أي: وأنّ ذلك شرٌّ لهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نسارع لهم...}

يقول: أيحسبون أن ما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين أنا جعلناه لهم ثوابا. ثم قال {بل لاّ يشعرون} أنّما هو استدارج منّا لهم). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نسارع لهم في الخيرات} أي نسرع. يقال: سارعت إلى حاجتك وأسرعت). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين *نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
(نسارع) - بالنون - يسارع - بالياء - ويسارع على ما لم يسم فاعله.
وتأويله أيحسبون أن إمداد اللّه لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؛ وإنّما هو استدراج من اللّه لهم، و " ما " في معنى الذي، المعنى أيحسبون أن الّذي نمدهم به من مال وبنين. والخبر معه محذوف المعنى نسارع لهم به في الخيرات، أي أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به.
فأمّا من قرأ يسارع فعلى وجهين، أحدهما لا يحتاج إلى إضمار، المعنى: أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات، ويجوز أن يكون على معنى يسارع اللّه لهم به في الخيرات،
فيكون مثل نسارع، ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات يكون على معنى يسارع الإمداد لهم في الخيرات وعلى معنى نسارع لهم في الخيرات، فيكون تقوم مقام ما لم يسمّ لهم،
ويكون مضمرا معه به. كما قلنا). [معاني القرآن: 4/16] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات}
الخبر محذوف والمعنى نسارع لهم به وهذا قول أبي إسحاق
ولهشام الضرير فيه قول وهو أن ما هي الخيرات فصار المعنى نسارع لهم فيه بغير حذف أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين مجازاة لهم وخير
وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة (يسارع لهم في الخيرات) بالياء وكسر الراء
وهذا يجوز أن يكون على غير حذف أي يسارع لهم الإمداد
ويجوز أن يكون فيه حذف ويكون المعنى يسارع الله لهم به في الخيرات). [معاني القرآن: 4/468-467]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:34 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألت الخليل عن قوله جل ذكره: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} فقال إنما هو على حذف
اللام كأنه قال ولأن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون وقال ونظيرها: {لإيلاف قريش} لأنه إنما هو لذلك فليعبدوا فإن حذفت اللام من أن فهو نصبٌ كما أنك لو حذفت اللام من لإيلاف كان نصباً هذا قول الخليل ولو قرءوها: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة) كان جيداً وقد قرئ.
ولو قلت جئتك إنك تحب المعروف مبتدأ كان جيداً.
وقال سبحانه وتعالى: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر} وقال: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين} إنما أراد بأني مغلوبٌ وبأني لكم نذيرٌ مبين ولكنه حذف الباء وقال أيضاً: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} بمنزلة: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة} والمعنى ولأن هذه أمتكم فاتقون ولأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً.
وأما المفسرون فقالوا على أوحي كما كان: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} على أوحي ولو قرئت: (وإن المساجد لله) كان حسناً.
واعلم أن هذا البيت ينشد على وجهين على إرادة اللام وعلى الابتداء قال الفرزدق:
منعتٌ تميماً منك أنّي أنا ابنها = وشاعرها المعروف عند المواسم
وسمعنا من العرب من يقول إني أنا ابنها. وتقول لبيك إن الحمد والنعمة لك وإن شئت قلت أن ولو قال إنسان إن أن في موضع جر في هذه الأشياء ولكنه حرفٌ كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجار كما حذفوا رب في قولهم:
وبلدٍ تحسبه مكسوحاً
لكان قولاً قوياً وله نظائر نحو قوله لاه أبوك والأول قول الخليل ويقوي ذلك قوله: {وأن المساجد لله} لأنهم لا يقدمون أن
ويبتدئونها ويعملون فيها ما بعدها إلا أنه يحتج الخليل بأن المعنى معنى اللام فإذا كان الفعل أو غيره موصلاً إليه باللام جاز تقديمه وتأخيره لأنه ليس هو الذي عمل فيه في المعنى فاحتملوا هذا المعنى كما قال حسبك ينم الناس إذ كان فيه معنى الأمر وسترى مثله ومنه ما قد مضى). [الكتاب: 3/126-129]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب إن المكسورة ومواقعها
اعلم أن مكانها في الكلام في أحد ثلاثة مواضع ترجع إلى موضع واحد وهو الابتداء؛ لأنه موضع لا يخلص للاسم دون الفعل.
وإنما تكون المفتوحة في الموضع الذي لا يجوز أن يقع فيه الاسم. وذلك قولك: إن زيداً منطلق، وإن عمراً قائم، لا يكون في هذا الموضع إلا الكسر. فأما قوله: (وأن هذه أمتكم أمةً واحدةً) فإنما المعنى معنى اللام، والتقدير: ولأن هذه أمتكم أمةً واحدة، وأنا ربكم فاعبدون.
وكذلك قوله عند الخليل: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} أي: ولأن.
وأما المفسرون فقالوا: هو على أوحي. وهذا وجهٌ حسن جميل وزعم قوم من النحويين موضع أن خفض في هاتين الآيتين وما أشبههما، وأن اللام مضمره وليس هذا بشيء. واحتجوا بإضمار رب في قوله:
وبلدٍ ليس به أنيس
وليس كما قالوا؛ لأن الواو بدل من رب كما ذكرت لك، والواو في قوله تبارك وتعالى: {وأن المساجد لله} واو عطف. ومحالٌ أن يحذف حرف الخفض ولا يأتي منه بدلٌ.
واحتج هؤلاء بأنك لا تقول: أنك منطلق بلغني أو علمت.
فقيل لهم: هي لا تتقدم إلا مكسورةٌ، وإنما كانت هاهنا بعد الواو منصوبة لأن المعنى معنى اللام؛ كما تقول: جئتك ابتغاء الخير، فتنصب والمعنى معنى اللام، وكذلك قال الشاعر:
وأغفر عوراء الكريم ادخـاره = وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
فإذا قلت: جئتك أنك تحب المعروف فالمعنى معنى اللام، فعلى هذا قدمت، وهذا قد مر. فهذا قول الخليل.
والموضع الآخر للمكسورة: أن تدخل اللام في الخبر. وقد مضى قولنا في هذا، لأن اللام تقطعها مما قبلها، فتكون مبتدأة. فهذا مما ذكرت لك أنها ترجع إلى الابتداء.
والموضع الثالث: أن تقع بعد القول حكايةً فتكون مبتدأة. كما تقول: قال زيد: عمروٌ منطلقٌ، وقلت: الله أكبر. وقد مضى هذا في باب الحكاية.
فعلى هذا تقول: قال زيد: إن عمراً منطلق، وقال عبد الله: إنك خير منه. من ذلك قوله عز وجل: {قال الله إني منزلها عليكم}. وقال: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك} وقال: {قال يا قوم إني لكم نذيرٌ مبين} ). [المقتضب: 2/346-348]

تفسير قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) }

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) }

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) }

تفسير قوله تعالى: {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 ذو القعدة 1439هـ/2-08-2018م, 09:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 ذو القعدة 1439هـ/2-08-2018م, 09:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 ذو القعدة 1439هـ/2-08-2018م, 09:36 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يا أيها الرسل} يحتمل أن يكون معناه: وقلنا يا أيها الرسل، فتكون هذه بعض القصص التي ذكر، وكيف كان قول المعنى، فلم يخاطبوا قط مجتمعين وإنما خوطب كل واحد في عصره. وقرأت فرقة: الخطاب بقوله: {يا أيها الرسل} لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ثم اختلفت -فقال بعضها: أقامه مقام الرسل، كما قال: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وقيل غير هذا مما لا يثبت مع النظر. والوجه في هذا أن يكون الخطاب لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وخرج بهذه الصيغة ليفهم وجيزا أن هذه المقالة قد خوطب بها كل نبي، أو هي طريقتهم التي ينبغي لهم الكون عليها، وهذا كما تقول لتاجر: يا تجار ينبغي أن تجانبوا الربا، فأنت تخاطبه بالمعنى، وقد اقترن بذلك أن هذه
[المحرر الوجيز: 6/299]
المقالة تصلح لجميع صنفه، وقال الطبري: الخطاب بقوله تعالى: {يا أيها الرسل} لعيسى -عليه السلام- وروي أنه كان يأكل من غزل أمه، والمشهور أنه كان يأكل من بقل البرية، ووجه خطابه لعيسى -عليه السلام- ما ذكرناه من تقدير لمحمد -صلى الله عليه وسلم-
و"الطيبات" هنا: الحلال بلذة وغير ذلك.
وفي قوله تعالى: {إني بما تعملون عليم} تنبيه ما على التحفظ، وضرب من الوعيد بالمباحثة -صلى الله على جميع أنبيائه ورسله- وإذا كان هذا معهم فما ظن كل الناس بأنفسهم). [المحرر الوجيز: 6/300]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: "وإن هذه" بكسر الألف وشد النون، وقرأ ابن عامر: "وأن هذه" بفتح الألف وتخفيف "أن". وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: "وأن هذه" بفتح الألف وتشديد "أن". فالقراءة الأولى بينة على القطع، وأما فتح الألف وتشديد النون فمذهب سيبويه أنها متعلقة آخرا بـ "فاتقون" على تقدير: "لأن"، أي: فاتقون لأن أمتكم أمة واحدة وأني ربكم، وهذا عنده نحو قوله عز وجل: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}. و"أن" عنده في موضع خفض، وهي عند الخليل في موضع نصب لما زال الخافض، وقد عكس هذا الذي نسبت إليهما بعض الناس، وقال الفراء: "أن" متعلقة بفعل مضمر تقديره: واعلموا أو احفظوا.
وقرأ الحسن، وابن أبي إسحاق: "أمة واحدة" بالرفع على البدل. وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو: "أمة واحدة" بالنصب على الحال، وقيل على البدل من "هذه"، وفي هذا نظر.
وهذه الآية تقوي أن قوله تعالى: {يا أيها الرسل} إنما هو مخاطبة لجميعهم، وأنه
[المحرر الوجيز: 6/300]
بتقرير حضورهم، وتجيء هذه الآية بعد ذلك بتقدير: وقلنا للناس، وإذا قدرت يا أيها الرسل مخاطبة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- قلق اتصال هذه واتصال قوله: {فتقطعوا أمرهم}، أما إن قوله: {وأنا ربكم فاتقون} وإن كان قيل للأنبياء فأممهم داخلون بالمعنى فيحسن بعد ذلك اتصال "فتقطعوا"، ومعنى "الأمة" هنا الملة والشريعة، والإشارة بـ"هذه" إلى الحنيفية السمحة ملة إبراهيم -عليه السلام- وهو دين الإسلام). [المحرر الوجيز: 6/301]

تفسير قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "فتقطعوا" يريد الأمم، أي: افترقوا، وليس بفعل مطاوع كما تقول "تقطع الثوب"، بل هو فعل متعد بمعنى "قطعوا"، ومثله تجهمني الليل، وتخوفني السير، وتعرفني الزمن.
وقرأ نافع: "زبرا" بضم الزاي والباء، جمع زبور، وقرأ الأعمش، وأبو عمرو بخلاف-: "زبرا" بضم الزاي وفتح الباء، فأما الأولى فتحتمل معنيين:أحدهما: أن الأمم تنازعت أمرها كتبا منزلة، فاتبعت فرقة الصحف وفرقة التوراة وفرقة الإنجيل، ثم حرف الكل وبدل وهذا قول قتادة. والثاني أنهم تنازعوا أمرهم كتبا وضعوها وضلالات ألفوها، وهذا قول ابن زيد، وأما القراءة الثانية فمعناها: فرقا كزبر الحديد). [المحرر الوجيز: 6/301]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى أن كل فريق منهم معجب برأيه وضلالته، وهذه غاية الضلال؛ لأن المرتاب بما عنده ينظر في طلب الحق، ومن حيث كان ذكر الأمم في هذه الآية مثالا لقريش خاطب محمدا -عليه الصلاة والسلام- في شأنهم متصلا بقوله: "فذرهم"، أي: فذر هؤلاء الذين هم بمنزلة من تقدم.و"الغمرة": ما عمهم من ضلالهم وفعل به فعل الماء الغمر لما حصل فيه، وقرأ أبو عبد الرحمن: "فذرهم في غمراتهم". و"حتى حين" أي: إلى وقت فتح فيهم غير محدود. وفي هذه الآية موادعة منسوخة بآية السيف). [المحرر الوجيز: 6/301]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقفهم على خطأ رأيهم في أن نعمة الله عندهم بالمال ونحوه إنما هي لرضاه عن حالهم، وبين -تعالى- أن ذلك إنما هو إملاء واستدراج، وخبر "أن" في قوله: "نسارع"). [المحرر الوجيز: 6/301]

تفسير قوله تعالى: {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "نسارع" بنون العظمة، وفي الكلام -على هذه القراءة- ضمير
[المحرر الوجيز: 6/301]
عائد تقديره: "لهم به". وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة: "يسارع" بالياء وكسر الراء بمعنى أن إمدادنا يسارع، ولا ضمير مع هذه القراءة إلا ما يتضمن الفعل، وروي عن أبي بكرة المذكور "يسارع" بفتح الراء، وقرأ الحر النحوي: "نسرع" بالنون وسقوط الألف، و"الخيرات" هنا تعم الدنيا.
وقوله تعالى: {بل لا يشعرون} وعيد وتهديد، و"الشعور" مأخوذ من الشعار وهو ما بلي الإنسان من ثيابه). [المحرر الوجيز: 6/302]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ (51) وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون (52) فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون (53) فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ (54) أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون (56)}.
يأمر تعالى عباده المرسلين، عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين، بالأكل من الحلال، والقيام بالصّالح من الأعمال، فدلّ هذا على أنّ الحلال عون على العمل الصّالح، فقام الأنبياء، عليهم السّلام، بهذا أتمّ القيام. وجمعوا بين كلّ خيرٍ، قولًا وعملًا ودلالةً ونصحًا، فجزاهم اللّه عن العباد خيرًا.
قال الحسن البصريّ في قوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات} قال: أما واللّه ما أمروا بأصفركم ولا أحمركم، ولا حلوكم ولا حامضكم، ولكن قال: انتهوا إلى الحلال منه.
وقال سعيد بن جبيرٍ، والضّحّاك: {كلوا من الطّيّبات} يعني: الحلال.
وقال أبو إسحاق السّبيعي، عن أبي ميسرة بن شرحبيل: كان عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمّه.
وفي الصّحيح: "ما من نبيٍّ إلّا رعى الغنم". قالوا: وأنت يا رسول اللّه؟ قال: "نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة".
وفي الصّحيح: أنّ داود، عليه السّلام، كان يأكل من كسب يده.
وفي الصّحيحين: "إنّ أحبّ الصّيام إلى اللّه صيام داود، وأحبّ القيام إلى اللّه قيام داود، كان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيبٍ، أنّ أمّ عبد اللّه، أخت شدّاد بن أوسٍ بعثت إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بقدح لبنٍ عند فطره وهو صائمٌ، وذلك في أوّل النّهار وشدّة الحرّ، فردّ إليها رسولها: أنّى كانت لك الشّاة؟ فقالت: اشتريتها من مالي، فشرب منه، فلمّا كان الغد أتته أمّ عبد اللّه أخت شدّادٍ فقالت: يا رسول اللّه، بعثت إليك بلبنٍ مرثيةً لك من طول النّهار وشدّة الحرّ، فرددت إليّ الرّسول فيه؟. فقال لها: "بذلك أمرت الرّسل، ألّا تأكل إلّا طيّبًا، ولا تعمل إلّا صالحًا".
وقد ثبت في صحيح مسلمٍ، وجامع التّرمذيّ، ومسند الإمام أحمد -واللّفظ له-من حديث فضيل بن مرزوقٍ، عن عديّ بن ثابتٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا أيّها النّاس، إنّ اللّه طيّبٌ لا يقبل إلّا طيّبًا، وإنّ اللّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ}. وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا كلوا من طيّبات ما رزقناكم} [البقرة: 172]. ثمّ ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر، ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغذّي بالحرام، يمدّ يديه إلى السّماء: يا ربّ، يا ربّ، فأنّى يستجاب لذلك".
وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلّا من حديث فضيل بن مرزوقٍ).[تفسير ابن كثير: 5/ 477-478]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} أي: دينكم -يا معشر الأنبياء-دينٌ واحدٌ، وملّةٌ واحدةٌ، وهو الدّعوة إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له؛ ولهذا قال: {وأنا ربّكم فاتّقون}، وقد تقدّم الكلام على ذلك في سورة "الأنبياء"، وأنّ قوله: {أمّةً واحدةً} منصوبٌ على الحال). [تفسير ابن كثير: 5/ 479]

تفسير قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا} أي: الأمم الّذين بعث إليهم الأنبياء، {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} أي: يفرحون بما هم فيه من الضّلال؛ لأنّهم يحسبون أنّهم مهتدون؛ ولهذا قال متهدّدًا لهم ومتواعدًا: {فذرهم في غمرتهم} أي: في غيّهم وضلالهم {حتّى حينٍ} أي: إلى حين حينهم وهلاكهم، كما قال تعالى: {فمهّل الكافرين أمهلهم رويدًا} [الطّارق: 17]، وقال تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} [الحجر: 3]). [تفسير ابن كثير: 5/ 479]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} يعني: أيظنّ هؤلاء المغرورون أنّ ما نعطيهم من الأموال والأولاد لكرامتهم علينا ومعزّتهم عندنا؟! كلّا ليس الأمر كما يزعمون في قولهم: {نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن بمعذّبين} [سبأ:35]، لقد أخطؤوا في ذلك وخاب رجاؤهم، بل إنّما نفعل بهم ذلك استدراجًا وإنظارًا وإملاءً؛ ولهذا قال: {بل لا يشعرون}، كما قال تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التّوبة: 55]، وقال تعالى: {إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} [آل عمران: 178]، وقال تعالى: {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ} [القلم: 44، 45]، وقال: {ذرني ومن خلقت وحيدًا * وجعلت له مالا ممدودًا * وبنين شهودًا * ومهّدت له تمهيدًا * ثمّ يطمع أن أزيد * كلا إنّه كان لآياتنا عنيدًا} [المدّثّر: 11-16] وقال تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون} [سبأٍ: 37] والآيات في هذا كثيرةٌ.
قال قتادة في قوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر واللّه بالقوم في أموالهم وأولادهم، يا ابن آدم، فلا تعتبر النّاس بأموالهم وأولادهم، ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصّالح.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد [بن عبيد، حدّثنا أبان بن إسحاق، عن الصّبّاح بن محمد، عن مرة الهمداني، حدّثنا عبد اللّه] بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ اللّه يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلّا لمن أحبّ، فمن أعطاه اللّه الدّين فقد أحبّه، والّذي نفسي بيده، لا يسلم عبدٌ حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه -قالوا: وما بوائقه يا نبيّ اللّه؟ قال: غشمه وظلمه- ولا يكسب عبدٌ مالًا من حرامٍ فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار، إنّ اللّه لا يمحو السّيّئ بالسّيّئ، ولكن يمحو السّيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث"). [تفسير ابن كثير: 5/ 479-480]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة