العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:07 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:08 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({استعمركم} [هود: 61] : «جعلكم عمّارًا، أعمرته الدّار فهي عمرى جعلتها له»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله استعمركم جعلكم عمّارًا أعمرته الدّار فهي عمرى سقط هذا لغير أبي ذرٍّ وقد تقدّم شرحه في كتاب الهبة). [فتح الباري: 8/351]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (استعمركم جعلكم عمارا أعمرته الدّار فهي عمرى جعلتها له) أشار إلى قوله تعالى {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه} الآية وفسره بقوله جعلكم عمارا وهكذا روى عن مجاهد قوله " أعمرته الدّار " إلى آخره مر في كتاب الهبة قوله " جعلتها له " أي هبة وهذا لم يثبت إلّا في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 18/291-292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({استعمركم}) [هود: 61] (جعلكم عمارًا) يقال (يعمرته الدار فهي عمرى) أي (جعلتها له) ملكًا مدة عمره وهذا تفسير أبي عبيدة وقيل استعمركم فيها أقدركم على عمارتها وأمركم بها). [إرشاد الساري: 7/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريبٌ مّجيبٌ}.
يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا اللّه وحده لا شريك له، وأخلصوا له العبادة دون ما سواه من الآلهة، فما لكم من إلهٍ غيره يستوجب عليكم العبادة، ولا تجوز الألوهة إلاّ له {هو أنشأكم من الأرض} يقول: هو ابتدأ خلقكم من الأرض. وإنّما قال ذلك لأنّه خلق آدم من الأرض، فخرج الخطاب لهم إذ كان ذلك فعله بمن هم منه {واستعمركم فيها} يقول: وجعلكم عمّارًا فيها، فكان المعنى فيه: أسكنكم فيها أيّام حياتكم، من قولهم: أعمر فلانٌ فلانًا داره، وهي له عمرى.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {واستعمركم فيها} قال: أعمركم فيها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {واستعمركم فيها} يقول: أعمركم.
وقوله: {فاستغفروه} يقول: اعملوا عملاً يكون سببًا لستر اللّه عليكم ذنوبكم، وذلك الإيمان به، وإخلاص العبادة له دون ما سواه واتّباع رسوله صالحٍ.
{ثمّ توبوا إليه} يقول: ثمّ اتركوا من الأعمال ما يكرهه ربّكم إلى ما يرضاه ويحبّه {إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ} يقول: إنّ ربّي قريبٌ ممّن أخلص له العبادة ورغب إليه في التّوبة، مجيبٌ له إذا دعاه). [جامع البيان: 12/452-454]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإلى ثمود أخاهم صالحًا
- أخبرنا سلمة بن عليٍّ، عن سعيد، بن بشيرٍ، عن قتادة، أنّ صالحًا بعث من الحجر.
قوله تعالى: هو أنشأكم من الأرض
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عبّاسٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، أنشأكم من الأرض يقول: خلقكم من الأرض.
قوله تعالى: واستعمركم فيها
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: واستعمركم فيها قال: أعمركم فيها.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم واستعمركم فيها قال: استخلفكم فيها.
قوله تعالى: فاستغفروه ثمّ توبوا إليه
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 6/2048]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها يعني أعمركم فيها). [تفسير مجاهد: 2/305-306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 61 - 68.
أخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه {هو أنشأكم من الأرض} قال: خلقكم من الأرض). [الدر المنثور: 8/87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {واستعمركم فيها} قال: أعمركم فيها). [الدر المنثور: 8/87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه {واستعمركم فيها} قال: استخلفكم فيها). [الدر المنثور: 8/87]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ}.
يقول تعالى ذكره: قالت ثمود لصالحٍ نبيّهم: {يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا} أي كنّا نرجو أن تكون فينا سيّدًا {قبل هذا} القول الّذي قلته لنا من أنّه مالنا من إلهٍ غير اللّه {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} يقول: أتنهانا أن نعبد الآلهة الّتي كانت آباؤنا تعبد {وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ} يعنون أنّهم لا يعلمون صحّة ما يدعوهم إليه من توحيد اللّه، وأنّ الألوهة لا تكون إلاّ له خالصًا.
وقوله {مريبٍ} أي يوجب التّهمة من أربته فأنا أريبه إرابةً، إذا فعلت به فعلاً يوجب له الرّيبة، ومنه قول الهذليّ:
كنت إذا أتوته من غيب = يشمّ عطفي ويبزّ ثوبي
كأنّما أربته بريب). [جامع البيان: 12/454]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًا قبل هذا
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: وإننا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ وكذبوا واللّه ما في اللّه شكٌّ في من فطر السّماء والأرض وأنزل من السّماء ماء فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم وأظهر لكم من الآلاء والنّعم المتظاهرة ما لا يشكّ في اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 6/2048]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته فما تزيدونني غير تخسيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: قال صالحٌ لقومه من ثمود: {يا قوم أرأيتم إن كنت على} برهانٍ وبيانٍ من اللّه قد علمته وأيقنته {وآتاني منه رحمةً} يقول: وآتاني منه النّبوّة والحكمة والإسلام، {فمن ينصرني من اللّه إن عصيته} يقول: فمن الّذي يدفع عنّي عقابه إذا عاقبني إن أنا عصيته، فيخلّصني منه، فما تزيدونني بعذركم الّذي تعتذرون به من أنّكم تعبدون ما كان يعبد آباؤكم غير تخسيرٍ لكم يخسركم حظوظكم من رحمة اللّه.
- كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فما تزيدونني غير تخسيرٍ} يقول: ما تزدادون أنتم إلاّ خسارًا). [جامع البيان: 12/455]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته فما تزيدونني غير تخسيرٍ (63) ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ (64) فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ (65)
قوله تعالى: أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربي
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور حدّثني عثمان بن عطاءٍ، عن عطاء الخراسانيّ فما تزيدونني غير تخسيرٍ فقال: ما يزيدونني إلا شرًّا وخسرانًا تخسرونه). [تفسير القرآن العظيم: 6/2049]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد {فما تزيدونني غير تخسير} يقول: ما تزدادون أنتم إلا خسارا). [الدر المنثور: 8/87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني {فما تزيدونني غير تخسير} قال: ما تزيدونني بما تصنعون إلا شرا لكم وخسرانا تخسرونه). [الدر المنثور: 8/87-88]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:08 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً...}
نصبت صالحاً وهوداً وما كان على هذا اللفظ بإضمار (أرسلنا).
وقد اختلف القراء في (ثمود) فمنهم من أجراه في كلّ حال. ومنهم من لم يجره في حال...
- حدثني قيس عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخمي عن أبيه أنه كان لا يجري (ثمود) في شيء من القرآن (فقرأ بذلك حمزة) ومنهم من أجرى (ثمود) في النصب لأنها مكتوبة بالألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فأخذ بذلك الكسائيّ فأجراها في النصب ولم يجرها في الخفض ولا في الرفع إلاّ في حرف واحد: قوله: {ألا إن ثموداً كفروا ربّهم ألا بعداً لثمودٍ} فسألوه عن ذلك فقال: قرئت في الخفض من المجرى وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه). [معاني القرآن: 2/20-19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هو أنشأكم من الأرض} أي ابتدأكم فخلقكم منها.
{واستعمركم} مجازه: جعلكم عمّار الأرض، يقال: اعمرته الدار، أي جعلتها له أبداً وهي العمري وأرقبته: أسكنته إيّاها إلى موته). [مجاز القرآن: 1/291]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {واستعمركم فيها} فقالوا: عمارها، جعلكم عمارًا؛ وأعمرته الدار إعمارًا: أي جعلتها له أبدًا؛ وهي العمرى). [معاني القرآن لقطرب: 688]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أنشأكم}: ابتدأكم.
{واستعمركم فيها}: جعلكم عمارها. يقال أعمرته الدار أي جعلتها له أبدا، والعمري من ذلك وأرقبته الدار أسكنته أياما إلى موته وهو الرقبى). [غريب القرآن وتفسيره: 175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريب مجيب}
المعنى: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا. وثمود لم ينصرف لأنه اسم قبيلة، ومن جعله اسما للحيّ صرفه وقد جاء في القرآن مصروفا:
{ألا إنّ ثمودا كفروا ربّهم}.
{قد جاءتكم بيّنة من ربّكم}.
ثم بين ما هي فقال:
{هذه ناقة اللّه لكم آية}.
يقال: إنها خرجت من حجر، وفي هذا أعظم الآيات، ويقال إنها كانت ترد الماء لا ترد الماء معها دابة، فإذا كان يوم لا ترد، وردت الواردة كلها.
وفي هذا أعظم آية.
ونصب آية على الحال.
المعنى إن قال هذه ناقة اللّه آية أو آية لكم.
فكأنه قال: انتبهوا لها في هذه الحالة.
والآية العلامة). [معاني القرآن: 3/59-60]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنشَأَكُم}: ابتدأ خلقكم
{وَاسْتَعْمَرَكُمْ}: جعلكم عمارها). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما تزيدونني غير تخسيرٍ...}
يقول: فما تزيدونني غير تخسير لكم وتضليل لكم، أي كلّما اعتذرتم بشيء هو يزيدكم تخسيراً. وليس غير تخسير لي أنا. وهو كقولك للرجل ما تزيدني إلاّ غضباً أي غضباً عليك). [معاني القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فما تزيدونني غير تخسيرٍ} أي غير نقصان). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {غير تخسير} أي: غير إبعاد من الخير، والتخسير لهم، لا له - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال: غير تخسير لكم، أي: غير إبعاد من الخير لكم لا لي). [ياقوتة الصراط: 265]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:09 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:09 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:09 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ (61) قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ (62)
التقدير: وأرسلنا إلى ثمود وقد تقدم القول في مثل هذا وفي معنى الأخوة في قصة هود.
وقرأ الجمهور: «وإلى ثمود» بغير صرف، وقرأ ابن وثاب والأعمش «وإلى ثمود» بالصرف حيث وقع، فالأولى على إرادة القبيلة، والثانية على إرادة الحي، وفي هذه الألفاظ الدالة على الجموع ما يكثر فيه إرادة الحي كقريش وثقيف وما لا يقال فيه بنو فلان وفيها ما يكثر فيه إرادة القبيلة كتميم وتغلب، ألا ترى أنهم يقولون تغلب ابنة وائل، وقال الطرماح: [الطويل] «إذا نهلت منه تميم وعلّت» وقال الآخر: [المتقارب] «تميم ابن مر وأشياعها» وفيها ما يكثر فيه الوجهان كثمود وسبأ، فالقراءتان هنا فصيحتان مستعملتان. وقرأت فرقة «غيره» برفع الراء، وقد تقدم آنفا.
وأنشأكم من الأرض، أي اخترعكم وأوجدكم، وذلك باختراع آدم عليه السّلام: فكأن إنشاء آدم إنشاء لبنيه. واستعمركم، أي اتخذكم عمارا، كما تقول: استكتب واستعمل. وذهب قوم إلى أنها من العمر أي عمركم، وقد تقدم مثل قوله: فاستغفروه ثمّ توبوا إليه.
إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ، أي إجابته وغفرانه قريب ممن آمن وأناب، ومجيبٌ معناه بشرط المشيئة). [المحرر الوجيز: 4/ 598-600]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والظاهر الذي حكاه جمهور المفسرين أن قوله: مرجوًّا معناه: مسودا نؤمل فيك أن تكون سيدا سادّا مسدّ الأكابر، ثم قرروه على جهة التوبيخ في زعمهم بقولهم: أتنهانا وحكى النقاش عن بعضهم أنه قال: معناه حقيرا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فأما أن يكون لفظ مرجوًّا بمعنى حقير فليس ذلك في كلام العرب، وإنما يتجه ذلك على جهة التفسير للمعنى، وذلك أن القصد بقولهم: مرجوًّا يكون: لقد كنت فينا سهلا مرامك قريبا رد أمرك، ممن لا يظن أن يستفحل من أمره مثل هذا فمعنى «مرجو» أي مرجو اطراحه وغلبته ونحو هذا، فيكون ذلك على جهة الاحتقار، فلذلك فسر بحقير، ويشبه هذا المعنى قول أبي سفيان بن حرب: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة = الحديث ثم يجيء قولهم: أتنهانا على جهة التوعد والاستشناع لهذه المقالة منه.
وما يعبد آباؤنا يريدون به الأوثان والأصنام، ثم أوجبوا أنهم في شك من أمره وأقاويله، وأن ذلك الشك يرتابون به زائدا إلى مرتبته من الشك قال القاضي: ولا فرق بين هذه الحال وبين حالة التصميم على الكفر، ومريبٍ معناه ملبس متهم، ومنه قول الشاعر: [الرجز]
يا قوم ما بال أبي ذؤيب = كنت إذا أتيته من غيب
يشم عطفي ويمس ثوبي = كأنني أربته بريب
). [المحرر الوجيز: 4/ 600]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته فما تزيدونني غير تخسيرٍ (63) ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ (64) فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ (65)
قوله: أرأيتم هو من رؤية القلب، أي أتدبرتم؟ والشرط الذي بعده وجوابه يسد مسد مفعولي أرأيتم و «البينة»: البرهان واليقين، والهاء في «بيّنة» للمبالغة، ويحتمل أن تكون هاء تأنيث، و «الرحمة» في هذه الآية: النبوة وما انضاف إليها، وفي الكلام محذوف تقديره أيضرني شككم أو أيمكنني طاعتكم ونحو هذا مما يليق بمعنى الآية.
وقوله فما تزيدونني غير تخسيرٍ معناه: فما تعطونني فيما أقتضيه منكم من الإيمان وأطلبكم به من الإنابة غير تخسير لأنفسكم، وهو من الخسارة، وليس التخسير في هذه الآية إلا لهم وفي حيزهم، وأضاف الزيادة إليه من حيث هو مقتض لأقوالهم موكل بإيمانهم، كما تقول لمن توصيه: أنا أريد بك خيرا وأنت تريد بي شرا.
فكأن الوجه البيّن وأنت تزيد شرا ولكن من حيث كنت مريد خير به ومقتضي ذلك- حسن أن تضيف الزيادة إلى نفسك). [المحرر الوجيز: 4/ 601]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ (61)}
يقول تعالى: ولقد أرسلنا {إلى ثمود} وهم الّذين كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك والمدينة، وكانوا بعد عادٍ، فبعث اللّه منهم {أخاهم صالحًا} فأمرهم بعبادة اللّه وحده [لا شريك له الخالق الرّازق] ؛ ولهذا قال: {هو أنشأكم من الأرض} أي: ابتدأ خلقكم منها، [من الأرض الّتي] خلق منها أباكم آدم، {واستعمركم فيها} أي: جعلكم [فيها] عمّارا تعمّرونها وتستغلّونها، لسالف ذنوبكم، {ثمّ توبوا إليه} فيما تستقبلونه؛ {إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ} كما قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية [البقرة: 186]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 331]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ (62) قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته فما تزيدونني غير تخسيرٍ (63)}
يذكر تعالى ما كان من الكلام بين صالحٍ، عليه السّلام، وبين قومه، وما كان عليه قومه من الجهل والعناد في قولهم: {قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا} أي: كنّا نرجوك في عقلك قبل أن تقول ما قلت! {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} وما كان عليه أسلافنا، {وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ} أي: [في] شكٍّ كثير). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 331-332]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي} فيما أرسلني به إليكم على يقينٍ وبرهانٍ [من اللّه]، {وآتاني منه رحمةً فمن ينصرني من اللّه إن عصيته} وتركت دعوتكم إلى الحقّ وعبادة اللّه وحده، فلو تركته لما نفعتموني ولما زدتموني {غير تخسيرٍ} أي: خسارةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 332]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة