العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 03:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري
تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير}
لفظ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى له ولأمته، ولم يقع لأحد شك فيقع عنه نهي، ولكن من فصاحة القول في بيان ضلالة الكفرة إخراجه في هذه العبارة، أي حالهم أوضح من أن يمترى فيها، والمرية: الشك، و{هؤلاء} إشارة إلى كفار العرب عبدة الأصنام، ثم قال: {ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل} المعنى: أنهم مقلدون
[المحرر الوجيز: 5/22]
لا برهان عندهم ولا حجة، وإنما عبادتهم تشبها منهم بآبائهم لا عن بصيرة، وقوله: {وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} وعيد، ومعناه: العقوبة التي تقتضيها أعمالهم، ويظهر من قوله: {غير منقوص} أن على الأولين كفلا من كفر الآخرين. وقرأ الجمهور: "لموفوهم" بفتح الواو وشد الفاء، وقرأ ابن محيصن "لموفوهم" بسكون الواو وتخفيف الفاء). [المحرر الوجيز: 5/23]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب} الآية. تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم، وذكر قصة موسى مثل له: أي: لا يعظم عليك أمر من كذبك فهذه هي سيرة الأمم، فقد جاء موسى، بكتاب فاختلف الناس عليه.
وقوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك} إلى آخر الآية يحتمل أن يريد به أمة موسى، ويحتمل أن يريد به معاصري محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يعمهم اللفظ أحسن عندي، ويؤكد ذلك قوله: {وإن كلا} و"الكلمة" هاهنا عبارة عن الحكم والقضاء، ومعنى لقضي بينهم: لفصل بين المؤمن والكافر بنعيم هذا وعذاب هذا. ووصف الشك بالمريب تقوية لمعنى الشك). [المحرر الوجيز: 5/23]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الكسائي، وأبو عمرو: "وإن كلا لما" بتشديد النون وتخفيف الميم من "لما"، وقرأ ابن كثير، ونافع بتخفيفهما، وقرأ حمزة بتشديدهما، وكذلك حفص عن عاصم، وقرأ عاصم -في رواية أبي بكر - بتخفيف "إن" وتشديد الميم من "لما"، وقرأ الزهري، وسليمان بن أرقم: "وإن كلا لما" بتشديد الميم وتنوينها، وقرأ الحسن بخلاف: "وإن كل لما" بتخفيف "إن" ورفع "كل" وشد "لما"، وكذلك قرأ أبان بن تغلب إلا أنه خفف "لما"، وفي مصحف أبي، وابن مسعود: "وإن كل إلا ليوفينهم"، وهي قراءة الأعمش، قال أبو حاتم: الذي في مصحف أبي: "وإن من كل إلا ليوفينهم أعمالهم".
فأما الأول ف "إن" فيها على بابها، و"كلا" اسمها، وعرفها أن تدخل على
[المحرر الوجيز: 5/23]
خبرها لام، وفي الكلام قسم تدخل لامه أيضا على خبر "إن"، فلما اجتمع لامان فصل بينهما ب "ما"، هذا قول أبي علي، والخبر في قوله: {ليوفينهم}. وقال بعض النحاة: يصح أن تكون "ما" خبر "إن"، وهي لمن يعقل لأنه موضع جنس وصنف، فهي بمنزلة "من"، كأنه قال: "وإن كلا لخلق ليوفينهم"، ورجح الطبري هذا واختاره، أما إنه يلزم القول أن تكون "ما" موصوفة إذ هي نكرة، كما قالوا: مررت بما معجب لك، وينفصل بأن قوله: {ليوفينهم} يقوم معناه مقام الصفة، لأن المعنى: "وإن كلا لخلق موفى عمله".
وأما من خففها -وهي القراءة الثانية في ترتيبنا- فحكم "إن" وهي مخففة حكمها مثقلة، وتلك لغة فصيحة، حكى سيبويه أن الثقة أخبره: أنه سمع بعض العرب يقول: "إن عمرا لمنطلق"، وهو نحو قول الشاعر:
ووجه مشرق النحر ... كأن ثدييه حقان
رواه أبو زيد، ويكون القول في فصل "ما" بين اللامين حسبما تقدم، ويدخلها القول الآخر من أن تكون "ما" خبر "إن".
وأما من شددها أو خفف "إن" وشدد الميم ففي قراءتيهما إشكال، وذلك أن بعض الناس قال: "إن "لما" بمعنى "إلا"، كما تقول: "سألتك لما فعلت كذا وكذا"
[المحرر الوجيز: 5/24]
بمعنى: إلا فعلت، قال أبو علي: وهذا ضعيف لأن "لما" هذه لا تفارق القسم. وقال بعض الناس: أصلها "لمن ما" فقلبت النون ميما، وأدغمت في التي بعدها فبقي "لمما" فحذفت الأولى تخفيفا لاجتماع الأمثلة، كما قرأ بعض القراء: والبغي يعظكم به بحذف الياء مع الياء، وكما قال الشاعر:
وأشمت العداة بنا فأضحوا ... لدى يتباشرون بما لقينا
قال أبو علي: وهذا ضعيف، وقد اجتمع في هذه السورة ميمات أكثر من هذه في قوله: {أمم ممن معك} ولم يدغم هناك فأحرى ألا يدغم هنا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقال بعض الناس: أصلها "لمن ما"، ف "من" خبر "إن"، و"ما" زائدة، وفي التأويل الذي قبله أصله: "لمن ما"، ف "ما" هي الخبر دخلت عليها "من" على حد دخولها في قول الشاعر:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
وقالت فرقة: "لما" أصلها "لما" منونة، والمعنى: وإن كلا عاما حصرا شديدا،
[المحرر الوجيز: 5/25]
فهو مصدر: لم يلم، كما قال: وتأكلون التراث أكلا لما، أي: شديدا، قلت: ولكنه ترك تنوينه وصرفه وبني منه (فعلى) كما فعل في [تترى]، فقرئ: "تترا".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا نظر، حكي عن الكسائي أنه قال: لا أعرف وجه التثقيل في "لما". قال أبو علي: وأما من قرأ "لما" بالتنوين وشد الميم فواضح الوجه كما بينا.
وأما من قرأ: "وإن كل لما" فهي المخففة من الثقيلة، وحقها في أكثر لسان العرب - أن يرتفع ما بعدها، و"لما" هنا بمعنى "إلا"، كما قرأ جمهور القراء: إن كل نفس لما عليها حافظ، ومن قرأ "إلا" مصرحة فمعنى قراءته واضح. وهذه الآية وعيد.
وقرأ الجمهور: "يعملون" بياء على ذكر الغائب، وقرأ الأعرج: "تعملون" بتاء على مخاطبة الحاضر). [المحرر الوجيز: 5/26]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 03:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 03:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا تك في مريةٍ ممّا يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوصٍ (109) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ (110) وإنّ كلا لمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم إنّه بما يعملون خبيرٌ (111)}
يقول تعالى: {فلا تك في مريةٍ ممّا يعبد هؤلاء} المشركون، إنّه باطلٌ وجهل وضلالٌ، فإنّهم إنّما يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل، أي: ليس لهم مستند فيما هم فيه إلّا اتّباع الآباء في الجهالات، وسيجزيهم اللّه على ذلك أتمّ الجزاء فيعذّب كافرهم عذابًا لا يعذّبه أحدًا من العالمين، وإن كان لهم حسناتٌ فقد وفّاهم اللّه إيّاها في الدّنيا قبل الآخرة.
قال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ الجعفي، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوصٍ} قال: ما وعدوا فيه من خيرٍ أو شرٍّ.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: لموفّوهم من العذاب نصيبهم غير منقوصٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 353]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى أنّه آتى موسى الكتاب، فاختلف النّاس فيه، فمن مؤمنٍ به، ومن كافرٍ به، فلك بمن سلف من الأنبياء قبلك يا محمّد أسوةٌ، فلا يغيظنّك تكذيبهم لك، ولا يهيدنّك ذلك.
{ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم} قال ابن جريرٍ: لولا ما تقدّم من تأجيله العذاب إلى أجلٍ معلومٍ، لقضى اللّه بينهم.
ويحتمل أن يكون المراد بالكلمة، أنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعدم قيام الحجّة عليه، وإرسال الرّسول إليه، كما قال: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء:15]؛ فإنّه قد قال في الآية الأخرى: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى فاصبر على ما يقولون} [طه:129، 130].
ثمّ أخبر أنّ الكافرين في شكٍّ -ممّا جاءهم به الرّسول -قويٍّ، فقال {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 353-354]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبرنا تعالى أنّه سيجمع الأوّلين والآخرين من الأمم، ويجزيهم بأعمالهم، إن خيرًا فخيرٌ، وإنّ شرًّا فشرٌّ، فقال: {وإنّ كلا لمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم إنّه بما يعملون خبيرٌ} أي: عليمٌ بأعمالهم جميعها، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها.
وفي هذه الآية قراءاتٌ كثيرةٌ، ويرجع معناها إلى هذا الّذي ذكرناه، كما في قوله تعالى: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} [يس:32] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 354]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة