العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشعراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 08:51 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الشعراء [ من الآية (69) إلى الآية (82) ]

{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين}.
يقول تعالى ذكره: واقصص على قومك من المشركين يا محمّد خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه: أيّ شيءٍ تعبدون؟). [جامع البيان: 17/589]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واتل عليهم نبأ إبراهيم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ إنّ أوّل ملكٍ ملك في الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان بن كوشن بن سام بن نوحٍ وكانت الملوك الّذين ملكوا الأرض أربعةً نمرود وسليمان بن داود وذو القرنين وبخت نصّر مسلمين وكافرين، وإنّه اطّلع كوكبٌ على نمرود ذهب بضوء الشّمس والقمر ففزع من ذلك فدعا السّحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم، عن ذلك فقالوا يخرج من ملكك رجلٌ يكون على وجهه هلاكك وهلاك ملكك، وكان مسكنه ببابل الكوفة فخرج من قريته إلى قريةٍ أخرى وأخرج الرّجال وترك النّساء وأمر ألا يولد مولودٌ ذكرٌ إلا ذبحه فذبح أولادهم، ثمّ إنّه بدت له حاجةٌ في المدينة لم يأمن عليها إلا آزر أبو إبراهيم فدعاه فأرسله فقال له: انظر لا تواقع أهلك فقال له آزر أنا أضنّ بديني من ذلك فلمّا دخل القرية نظر إلى أهله فلم يملك نفسه أن وقع عليها ففرّ بها إلى قريةٍ بين الكوفة والبصرة يقال لها أور فجعلها في سربٍ فكان يتعاهدها بالطّعام وممّا يصلحها وإنّ الملك لمّا طال عليه الأمر قال: قول سحرةٍ كذّابين ارجعوا إلى بلدكم، فرجعوا وولد إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام فكان في كلّ يومٍ يمرّ به كأنّه جمعةٌ والجمعة كالشّهر من سرعة نمائه، نسّي الملك ذلك، وكبر إبراهيم ولا يدري أحدٌ من الخلق غيره وغير أبيه وأمّه فقال آزر لأصحابه: إنّ لي ابنا وقد خبّأته فتخافون عليه الملك إن أنا جئت به، قالوا: لا فأت به فانطلق فأخرجه، فلمّا خرج الغلام من السّرب نظر إلى الدّوابّ والبهائم والخلق فجعل يسأل أباه فيقول: ما هذا فيخبره، عن البعير أنّه بعيرٌ وعن البقرة أنّها بقرةٌ وعن الشّاة أنّها شاةٌ فقال: ما لهؤلاء الخلق بدٌّ من أن يكون لهم ربٌّ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة بن الفضل قال، ثنا محمّد بن إسحاق كان من حديث إبراهيم أنّ آزر كان رجلا من أهل كوثى من أهل قريةٍ بالسّواد سواد الكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود الخابط وكان يقال له العاصي وكان ملكه فيما يزعمون قد أحاط بمشارق الأرض ومغاربها وكان ببابل، وكان ملك قومه بالمشرق وقيل ملك فارس ويقال لم يجتمع ملك الأرض ولم يجتمع النّاس على ملكٍ واحدٍ إلّا على ثلاثة ملوكٍ نمرود بن راعو وذو القرنين وسليمان ابن داود فلمّا أراد اللّه أن يبعث إبراهيم حجّةً على قومه ورسولا إلى عباده ولم يكن فيما بين نوحٍ وإبراهيم نبيٌّ قبله إلّا هودٌ وصالحٌ فلمّا تقارب زمان إبراهيم الّذي أراد اللّه فيه ما أراد أتى أصحاب النّجوم نمرود فقالوا له إنّا نجد في علمنا أنّ غلامًا يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا فكان ممّا أجاز عندي هذا الحديث وصدّقت به أنّ للمرسل نجومًا يولدون بها يعرفها أصحاب العلم من أهل العلم بها.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن، ثنا سلمة قال ابن إسحاق: فلمّا دخلت السّنة الّتي وصف أصحاب النّجوم لنمرود بعث نمرود إلى كلّ امرأةٍ بحبلها وذلك أنها كانت جادة حديثه فيما يذكرون لم يعزف الحبل في بطنها ولمّا أراد اللّه أن يبلغ بولدها أراد أن يقتل كلّ غلامٍ ولد في ذلك الشّهر من تلك السّنة حذرا على ملكه فجعل لا تلد امرأةٌ غلامًا في ذلك الشّهر من تلك السّنة إلا أمر به فذبح فلمّا وجدت أمّ إبراهيم الطّلق خرجت ليلا إلى مغارةٍ كانت قريبًا منها فولدت فيها إبراهيم وأصلحت من شأنه ما يصنع بالمولود ثمّ سدّت عليه المغارة ثمّ رجعت إلى بيتها ثمّ كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل فتجده حيًّا يمصّ إبهامه- واللّه أعلم فيما يزعمون- إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل رزق إبراهيم فيها وما يجيئه من مصّةٍ، وكان آزر فيما يزعمون سأل أمّ إبراهيم، عن حملها ما فعل فقالت: ولدت غلامًا فمات فصدّقها وسكت عنها فكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشّباب كالشّهر والشّهر كالسّنة فلم يمكث إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم في المغارة فيما يذكرون إلا خمسة عشر شهرًا حتّى قال لأمّه أخرجيني فأخرجته عشاءً فنظر فتفكّر في خلق السماوات والأرض وقال: إنّ الّذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي مالي إلهٌ غيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2776-2778]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين}.
يقول تعالى ذكره: واقصص على قومك من المشركين يا محمّد خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه: أيّ شيءٍ تعبدون؟). [جامع البيان: 17/589] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70)
قوله عزّ وجلّ: إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فجعل إبراهيم يدعوا قومه وينذرهم فكان أبوه يصنع الأصنام فيعطيها ولده فيبيعونها وكان يعطيه فينادي: من يشتري ما يضرّه ولا ينفعه فرجع إخوته وقد باعوا أصنامهم ويرجع إبراهيم بأصنامه كما هي). [تفسير القرآن العظيم: 8/2778]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قالوا} له: {نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين} يقول: فنظلّ لها خدمًا مقيمين على عبادتها وخدمتها.
وقد بيّنّا معنى العكوف بشواهده فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وكان ابن عبّاسٍ فيما روي عنه يقول في معنى ذلك ما:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين} قال: الصّلاة لأصنامهم). [جامع البيان: 17/589]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لها عاكفين عابدين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2778]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فنظل لها عاكفين} قال: عابدين {قال هل يسمعونكم إذ تدعون} يقول: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم). [الدر المنثور: 11/269]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرّون (73) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}.
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لهم: هل تسمع دعاءكم هؤلاء الآلهة إذ تدعونهم.
واختلف أهل العربيّة في معنى ذلك: فقال بعض نحويّي البصرة معناه: هل يسمعون منكم أو هل يسمعون دعاءكم، فحذف الدّعاء، كما قال زهيرٌ:
القائد الخيل منكوبًا دوابرها = قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا
وقال: يريد أحكمت حكمات الأبق، فألقى الحكمات وأقام الأبق مقامها.
وقال بعض من أنكر ذلك من قوله من أهل العربيّة: الفصيح من الكلام في ذلك هو ما جاء في القرآن، لأنّ العرب تقول: سمعت زيدًا متكلّمًا، يريدون: سمعت كلام زيدٍ، ثمّ تعلم أنّ السّمع لا يقع على الأناسيّ. إنّما يقع على كلامهم ثمّ يقولون: سمعت زيدًا: أي سمعت كلامه. قال: ولو لم يقدّم في بيت زهيرٍ حكمات القدّ لم يجز أن يسبق بالأبق عليها، لأنّه لا يقال: رأيت الأبق، وهو يريد الحكمة). [جامع البيان: 17/589-590]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرون
- وبه عن قتادة قال: هل يسمعونكم إذ تدعون؟ هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم؟.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف رده وبرئ من دين قومه إلا أنّه لم يباديهم بذلك أخبره أنّه ابنه وأخبرته أمّ إبراهيم أنّه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت في حقّه فسرّ بذلك آزر وفرح به فرحًا شديدًا وكان آزر يصنع أصنام قومه الّتي يعبدون ثمّ يعطيها إبراهيم يبيعها له فيذهب بها فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضر ولا ينفعه فلا يشتريها منه أحدٌ فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهرٍ لهم فصوب فيه رؤسها وقال: اشربي استهزاءً بقومه وبما هم عليه من ضلالةٍ حتّى فشا عيبه إيّاها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2778-2779]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فنظل لها عاكفين} قال: عابدين {قال هل يسمعونكم إذ تدعون} يقول: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم). [الدر المنثور: 11/269] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {هل يسمعونكم} قال: هل يسمعون أصواتكم). [الدر المنثور: 11/269]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أو ينفعونكم أو يضرّون} يقول: أو تنفعكم هذه الأصنام، فيرزقونكم شيئًا على عبادتكموها، أو يضرّونكم فيعاقبونكم على ترككم عبادتها بأن يسلبوكم أموالكم، أو يهلكوكم إذا هلكتم وأولادكم). [جامع البيان: 17/590]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرون
- وبه عن قتادة قال: هل يسمعونكم إذ تدعون؟ هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم؟.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف رده وبرئ من دين قومه إلا أنّه لم يباديهم بذلك أخبره أنّه ابنه وأخبرته أمّ إبراهيم أنّه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت في حقّه فسرّ بذلك آزر وفرح به فرحًا شديدًا وكان آزر يصنع أصنام قومه الّتي يعبدون ثمّ يعطيها إبراهيم يبيعها له فيذهب بها فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضر ولا ينفعه فلا يشتريها منه أحدٌ فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهرٍ لهم فصوب فيه رؤسها وقال: اشربي استهزاءً بقومه وبما هم عليه من ضلالةٍ حتّى فشا عيبه إيّاها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2778-2779] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}. وفي الكلام متروكٌ استغنى بدلالة ما ذكر عمّا ترك، وذلك جوابهم إبراهيم عن مسألته إيّاهم: {هل يسمعونكم إذ تدعون، أو ينفعونكم أو يضرّون} فكان جوابهم إيّاه: لا، ما يسمعوننا إذا دعوناهم، ولا ينفعوننا ولا يضرّون، يدلّ على أنّهم بذلك أجابوه. قولهم: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} وذلك أنّ (بل) رجوعٌ عن مجحودٍ، كقول القائل: ما كان كذا بل كذا وكذا.
ومعنى قولهم: {وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} وجدنا من قبلنا، ولا يضرّون، يدلّ على أنّهم بذلك أجابوه قولهم من آبائنا يعبدونها ويعكفون عليها لخدمتها وعبادتها، فنحن نفعل ذلك اقتداءً بهم، واتّباعًا لمنهاجهم). [جامع البيان: 17/590]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (74)
قوله: قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
- حدّثنا أبي، ثنا بندارٌ، ثنا يحيى بن سعيدٍ، ثنا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه أنّه رأى قومًا يمرّ بعضهم على بعضٍ فقال: يوشك هؤلاء أن يقولوا إنّا رأينا آباءنا كذلك يفعلون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة يعنى قوله: بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون يعنى على دينٍ وإنّا متّبعوهم على ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون (76) فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: {أفرأيتم} أيّها القوم {ما كنتم تعبدون} من هذه الأصنام). [جامع البيان: 17/591]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون
بياضٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779]

تفسير قوله تعالى: (أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أنتم وآباؤكم الأقدمون}، يعني بالأقدمين: الأقدمين من الّذين كان إبراهيم يخاطبهم، وهم الأوّلون قبلهم ممّن كان على مثل ما كان عليه الّذين كلّمهم إبراهيم من عبادة الأصنام). [جامع البيان: 17/591]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون
بياضٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين}.
يقول قائلٌ: وكيف يوصف الخشب والحديد والنّحاس بعداوة ابن آدم؟ فإنّ معنى ذلك: فإنّهم عدوٌّ لي لو عبدتهم يوم القيامة، كما قال جلّ ثناؤه {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا. كلاّ، سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًا}.
وقوله: {إلاّ ربّ العالمين} نصبًا على الاستثناء.
و(العدوّ) بمعنى الجمع، ووحّد لأنّه أخرج مخرج المصدر، مثل القعود والجلوس. ومعنى الكلام: أفرأيتم كلّ معبودٍ لكم ولآبائكم، فإنّي منه بريءٌ لا أعبده، إلاّ ربّ العالمين). [جامع البيان: 17/591]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين
- حدثنا علي حربٍ الموصليّ، ثنا زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقدٍ، عن مطرٍ الورّاق، عن قتادة في قول اللّه: ربّ العالمين قال: وما صف من خلقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذي خلقني فهو يهدين (78) والّذي هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين}.
يقول: فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين {الّذي خلقني فهو يهدين} للصّواب من القول والعمل، ويسدّدني للرّشاد). [جامع البيان: 17/591-592]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله عزّ وجلّ: الّذي خلقني فهو يهدين
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قوله: الّذي خلقني فهو يهدين قال: كان يقال أوّل نعمة اللّه على عبده حين خلقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه). [الدر المنثور: 11/269]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذي هو يطعمني ويسقين} يقول: والّذي يغذوني بالطّعام والشّراب ويرزقني الأرزاق). [جامع البيان: 17/592]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: والّذي هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق، فلمّا وجدت أمّ إبراهيم الطّلق خرجت ليلا إلى مغارةٍ فذكر القصّة كما كتب قبل هذه الورقة وقال إنّ الّذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربّي ما لي إلهٌ غيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2779-2780]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا مرضت فهو يشفين} يقول: وإذا سقم جسمي واعتلّ، فهو يبرئه ويعافيه). [جامع البيان: 17/592]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذي يميتني ثمّ يحيين (81) والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين}.
يقول: والّذي يميتني إذا شاء ثمّ يحييني إذا أراد بعد مماتي). [جامع البيان: 17/592]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} فربّي هذا الّذي بيده نفعي وضرّي، وله القدرة والسّلطان، وله الدّنيا والآخرة، لا الّذي لا يسمع إذا دعي، ولا ينفع ولا يضرّ. وإنّما كان هذا الكلام من إبراهيم احتجاجًا على قومه، في أنّه لا تصلح الألوهة، ولا ينبغي أن تكون العبودة إلاّ لمن يفعل هذه الأفعال، لا لمن لا يطيق نفعًا ولا ضرًّا.
وقيل: إنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه، عني بقوله: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} والّذي أرجو أن يغفر لي قولي: {إنّي سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقولي لسارة إنّها أختي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} قال: قوله: {إنّي سقيمٌ} وقوله {فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة: إنّها أختي، حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} قال: قوله {إنّي سقيمٌ} وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة: إنّها أختي.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن عكرمة ومجاهدٍ، نحوه.
ويعني بقوله {يوم الدّين} يوم الحساب يوم المجازاة. وقد بيّنّا ذلك بشواهده فيما مضى). [جامع البيان: 17/592-593]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: والّذي يميتني ثمّ يحيين (81) والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ يغفر لي خطيئتي يوم الدّين قوله: إني سقيم وقوله: بل فعله كبيرهم هذا وقوله: لسارة إنّها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.
- حدّثنا يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابتٍ حدّثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة أن ّرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال إنّ إبراهيم لم يكذب غير ثلاثٍ اثنتين في ذات اللّه قوله: إني سقيم وقوله: بل فعله كبيرهم هذا قال وبينا هو يسر في أرض جبّارٍ من الجبابرة ومعه سارة الحديث بتمامه كتب في سورة الأنبياء
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين قال: قال: خليل اللّه ما تسمعون ليس كما قال أهل الفرى والكذب فلانٌ في النّار وفلانٌ في الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2780]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله يوم الدّين
- حدّثنا عليّ بن طاهرٍ، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيدٍ الزّيّات، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: يوم الدّين يوم حساب الخلائق وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ إلا من عفي عنه
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن غيلان، ثنا سفينان بن عيينة، عن حميدٍ الأعرج في قول الله يوم الدين قال: يوم الجزاء). [تفسير القرآن العظيم: 8/2780]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال هو قوله إني سقيم
وقوله فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة أنها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها). [تفسير مجاهد: 462-463]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب بن خالدٍ، ثنا أبو واقدٍ، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي اللّه عنها، أنّها قالت: يا رسول اللّه، إنّ عبد اللّه بن جدعان كان يقري الضّيف، ويصل الرّحم ويفعل ويفعل أينفعه ذلك؟ قال: " لا، إنّه لم يقل يومًا قطّ: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} قال: قوله {إني سقيم} الصافات الآية 29 وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} الأنبياء الآية 63 وقوله لسارة: انها أختي، حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها). [الدر المنثور: 11/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر، وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج: بسم الله الذي خلقني فهو يهدين، هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه: لصواب الاعمال - والذي هو يطعمني ويسقين، أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة واذا مرضت فهو يشفين، شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين، أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين، وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي واجعل لي لسان صدق في الآخرين، كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم، جعل الله له القصور والمنازل في الجنة وكان الحسن يزيد فيه - واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا). [الدر المنثور: 11/270-271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت: يا رسول الله أن ابن جدعان كان يقري الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل، أينفعه ذلك قال: لا، انه لم يقل يوما قط: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين). [الدر المنثور: 11/271]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:10 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واتل عليهم} [الشعراء: 69] واقرأ عليهم.
{نبأ إبراهيم} [الشعراء: 69] خبر إبراهيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله تعالى {واتل عليهم نبأ إبراهيم}

معناه خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} أي: خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 5/85]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون {70} قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها} [الشعراء: 70-71] فنصير لها.
وقال السّدّيّ: {فنظلّ لها عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: فنقيم لها عابدين.
وقال قتادة: {عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: عابدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا نعبد أصناما فنظلّ لها عاكفين}
معناه مقيمين على عبادتها). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين} أي: مقيمين على عبادتها
قال هل يسمعونكم إذ تدعون
قال أبو عبيدة أي : هل يسمعون لكم
قال أبو حاتم أي : هل يسمعون أصواتكم
وقرأ قتادة هل يسمعونكم بضم الياء أي هل يسمعونكم أصواتهم وكلامهم). [معاني القرآن: 5/86]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال هل يسمعونكم إذ تدعون} [الشعراء: 72] قال قتادة: أي: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {هل يسمعونكم إذ تدعون} أي: يسمعون دعاءكم، وفي آية أخرى {إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} وفي الكلام أنصتك حتى فرغت واشتقتك أي اشتقت إليك).
[مجاز القرآن: 2/87]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
وقال: {هل يسمعونكم} أي: "هل يسمعون منكم: أو "هل يسمعون دعاءكم". فحذف "الدعاء".
كما قال الشاعر:
القائد الخيل منكوباً دوابرها = قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا
تريد: أحكمت حكمات الأبق. فحذف "حكمات" وأقام "الأبق" مقامها. و"الأبق": الكتّان). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
إن شئت بيّنت الذال، وإن شئت أدغمتها في التاء فجعلتها تاء فقلت (إتدعون)، وهو أجود في العربية لقرب الذال من التاء.
ويجوز إذدعون، ولم يقرأ بها كما قال مذكر، وأصله مذتكر). [معاني القرآن: 4/93]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو ينفعونكم أو يضرّون} [الشعراء: 73]، أي: هل يسمعون دعاءكم إذا دعوتموهم لرغبةٍ يعطونكموها، أو لضرّاء يكشفونها عنكم، أي: أنّها لا تسمع ولا تنفع ولا تضرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(الضَرّ: بفتح الضاد-ضد النفع، قال الله عز وجل:{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ* أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}

وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} [الشعراء: 74] فلم تكن لهم حجّةٌ فقالوا هذا القول وليس لهم حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين...}

أي كلّ آلهةٍ لكم فلا أعبدها إلا ربّ العالمين فإني أعبده. ونصبه بالاستثناء، كأنه قال هم عدوّ غير معبود إلاّ رب العالمين فإني أعبده.
وإنما قالوا {فإنّهم عدوٌّ لي} أي: لو عبدتهم كانوا لي يوم القيامة ضدّاً وعدوّاً). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقلوب: أن يُقدَّمَ ما يُوضِّحه التأخير، ويؤخَّرَ ما يوضِّحُه التقديم.
كقول الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} أي: فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك). [تأويل مشكل القرآن: 193] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين}
قال النحويون: إنه استثناء ليس من الأول، أي لكن رب العالمين، ويجوز أن يكونوا عبدوا مع اللّه الأصنام وغيرها، فقال لهم: أن جميع من عبدتم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين؛
لأنهم سوّوا آلهتهم باللّه فأعلمهم أنه قد تبرأ مما يعبدون إلا اللّه فإنه لم يتبرأ من عبادته). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول
ويجوز أن يكون المعنى كل ما تعبدونه عدو لي يوم القيامة إلا الله جل وعز
ومن أصح ما قيل فيه أن المعنى فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/87-86]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الّذي خلقني فهو يهدين} [الشعراء: 78] الّذي خلقني وهداني). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {الذي خلقني فهو يهدين}

وقرأ بن أبي إسحاق فهو يهديني بإثبات الياء فيها كلها وقرأ والذي أطمع أن يغفر لي خطاياي يوم الدين
وقال ليست خطيئة واحدة
قال أبو جعفر والتوحيد جيد على أن تكون خطيئة بمعنى خطايا كما قرئ (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)
قال مجاهد في قوله: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي}
قال هو قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله: {إني سقيم}
وقوله حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذ سارة قال هي أختي). [معاني القرآن: 5/88-87]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي هو يطعمني ويسقين {79} وإذا مرضت فهو يشفين {80} والّذي يميتني ثمّ يحيين {81}} [الشعراء: 79-81]، يعني: البعث). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي أطمع} [الشعراء: 82] وهو طمع اليقين.
{أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم في تفسير قتادة.
وقال مجاهدٌ: يوم الحساب وهو واحدٌ.
وقوله: {خطيئتي} تفسير مجاهدٍ، يعني: قوله إنّه {سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة: إن سألوك فقولي إنّك أختي.
قال يحيى: وحدّثنيه همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين}

جاء في التفسير أن خطيئته قوله: إن سارّة أختي، وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم.
وقوله: {فقال إني سقيم}.
وقد بينّا معنى قوله: {بل فعله كبيرهم هذا}.
ومعنى خطيئتي أن الأنبياء بشر، وقد يجوز أن يقع عليهم الخطيئة إلا أنهم صلوات الله عليهم لا تكون منهم الكبيرة لأنهم معصومون مختارون على العالمين كل نبي هو أفضل من عالم أهل دهره كلّهم). [معاني القرآن: 4/94-93]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:17 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

ولا ألفينكم تعكفون بقنة = بتثليث أنتم جندها وقطينها
يقال: عكف الرجل بالمكان يعكف ويعكف، بضم الكاف وكسرها، وذلك إذا أقام به كالحابس نفسه. ومن ذلك الاعتكاف في المساجد). [شرح ديوان كعب بن زهير: 207] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أو
وهي تكون للعطف فتجري ما بعدها على ما قبلها؛ كما كان ذلك في الاسم إذا قلت: ضربت زيداً أو عمراً.
ويكون مضمراً بعدها أن إذا كان المعنى: إلا أن يكون، وحتى يكون، وذلك قولك: أنت تضرب زيداً، أو تكرم عمراً على العطف. وقال الله عز وجل: {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون} أي يكون هذا، أو يكون هذا.
فأما الموضع الذي تنصب فيه بإضمار أن فقولك: لألزمنك أو تقضيني؛ أي؛ إلا أن تقضيني، وحتى تقضيني.
وفي مصحف أبي {تقاتلونهم أو يسلموا} على معنى إلا أن يسلموا، وحتى يسلموا.
وقال امرؤ القيس:
فقلت له: لا تبك عينك إنمـا = نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
أي: إلا أن نموت.
وقال زيادٌ الأعجم:
وكنت إذا غمزت قناة قومٍ = كسرت كعوبها أو تستقيما
ويقال: أتجلس أو تقوم يا فتى? كالمعنى: أيكون منك واحدٌ من الأمرين.
وتقول: هل تكلمنا أو تنبسط إلينا. لا معنى للنصب هاهنا. قال الله عز وجل: {هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون} ). [المقتضب: 2/27-28] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) }

تفسير قوله تعالى: (أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}: قال: الفراء يقول: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم. قال: وردوه عليه.
والقول فيه أن: إلا من استثناء، مثل: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}، قال: أي فإنه ليس عدوًا لي). [مجالس ثعلب: 13] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وعدو جاهدٍ ناضلته = في تراخي الدهر عنكم والجمع
ويروى جاهدتهم، يريد بالعدو الجماعة وهو يكون للواحد المؤنث والمذكر وهو في التثنية والجمع بلفظ واحد، قال الله عز ذكره: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}، وقال عز ذكره: {هذا من شيعته وهذا من عدوه} ). [شرح المفضليات: 406]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 04:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 04:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 05:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
هذه القصة تضمنت الإعلام بغيب، والإتيان بما يقطع أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرفه، ثم ظهر على لسانه في ذلك ما في الكتب المتقدمة. وليست هذه الآية مثالا لقريش إلا في أمر الأصنام فقط؛ لأنه ليس فيها تكذيب وعذاب). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول إبراهيم عليه السلام: ما تعبدون استفهام بمعنى التقرير). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والصنم ما كان من الأوثان على صورة ابن آدم، كان من حجر أو عود أو غير ذلك. و"ظل" عرفها في فعل الشيء نهارا، و"بات" عرفها في فعله ليلا، و"طفق" عامة للوجهين، ولكن قد يجيء "ظل" بمعنى العموم، وهذا الموضع من ذلك. و"العكوف": اللزوم، ومنه المعتكف، ومنه قول الراجز:
... ... ... عكف النبيط يلعبون الفنزجا). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخذ إبراهيم عليه السلام يوقفهم على أشياء يشهد العقل أنها بعيدة عن صفة الإله.
وقرأ الجمهور بفتح الياء من "يسمعونكم"، وقرأ قتادة بضمها وكسر الميم، من أسمع، والمفعول -على هذه القراءة- محذوف، وقرأ جمهور القراء: "إذ تدعون" بإدغام الدال في التاء، بعد القلب، ويجوز فيه قياس "مذكر"، ولم يقرأ به أحد، والقياس أن يكون اللفظ به "إذ ددعون"، والذي منع من هذا اللفظ اتصال الدال
[المحرر الوجيز: 6/488]
الأصلية في الفعل فكثرت التماثلات). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} أقبح وجوه التقليد؛ لأنه على ضلالة، وفي أمر بين خلافه، وعظيم قدره، فلما صرحوا لإبراهيم عليه السلام عن عظم ذلك وعدم نظرهم، وأنه لا حجة لهم). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (خاطبهم ببراءته من جميع ما عبد من دون الله عز وجل وعداوته له، وعبر عن بغضته واطراحه لكل معبود سوى الله تعالى بالعداوة؛ إذ هي تقتضي التفسير، وقيل: في الكلام قلب؛ لأن الأصنام لا تعادي وإنما هو عاداها. وقوله تعالى: {إلا رب العالمين} قالت فرقة: هو استثناء متصل؛ لأن في الآباء الأقدمين من قد عبد من دون الله تبارك وتعالى، وقالت فرقة: هو استثناء منقطع؛ لأنه إنما أراد عبادة الأوثان من كل قرن منهم، ولفظة "عدو" تقتضي للجميع والمفرد والمؤنث). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون}
أثنى إبراهيم عليه السلام على الله تعالى بهذه الأوصاف التي وصف الله تعالى بها، والمتصف بها يستحق الأوصاف الفعلية التي تخص البشر. والذي خلقني بقدرته
[المحرر الوجيز: 6/489]
فهو يهدين أي: يرشدني إلى طاعته). [المحرر الوجيز: 6/490]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: {يطعمني ويسقين} تجديد للنعمة في الرزق، وقال أبو بكر الوراق في كتاب الثعلبي: المعنى: يطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين). [المحرر الوجيز: 6/490]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأسند إبراهيم عليه السلام المرض إلى نفسه، والشفاء إلى الله عز وجل، وهذا حسن الأدب في العبارة، والكل من عند الله، وهذا كقول الخضر عليه السلام: فأردت أن أعيبها. وقال جعفر الصادق: إذا مرضت بالذنوب، شفاني بالتوبة). [المحرر الوجيز: 6/490]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأوقف إبراهيم عليه السلام نفسه على الطمع في المغفرة، وهذا دليل على شدة خوفه مع منزلته وخلته. وقوله: "خطيئتي" ذهب فيه أكثر المفسرين إلى أنه أراد كذباته الثلاث: قوله: "هي أختي" في شأن سارة، وقوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقالت فرقة: أراد بالخطيئة اسم الجنس، قدرها في كل أمره من غير تعيين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا أظهر عندي؛ لأن تلك الثلاث قد خرجها كثير من العلماء على المعاريض، وهي وإن كانت كذبات بحكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، وبحكم ما في حديث الشفاعة من قوله في شأن إبراهيم عليه
[المحرر الوجيز: 6/490]
السلام: نفسي نفسي، وذكر كذباته فهي في مصالح وعون شرع وحق. وقرأ الجمهور: "خطيئتي" بالإفراد، وقرأ الحسن: "خطاياي" بالجمع). [المحرر الوجيز: 6/491]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين (71) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرّون (73) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (74) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون (76) فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين (77)}.
هذا إخبارٌ من اللّه تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء، أمر اللّه رسوله محمّدًا، صلوات اللّه وسلامه عليه، أن يتلوه على أمّته، ليقتدوا به في الإخلاص والتّوكّل، وعبادة اللّه وحده لا شريك له، والتّبرّؤ من الشّرك وأهله؛ فإنّ اللّه تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل، أي: من صغره إلى كبره، فإنّه من وقت نشأ وشب، أنكر على قومه عبادة الأصنام مع اللّه، عزّ وجلّ، فقال: {لأبيه وقومه ما تعبدون}؟ أي: ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 145-146]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين} أي: مقيمين على عبادتها ودعائها). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرّون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} يعني: اعترفوا بأنّ أصنامهم لا تفعل شيئًا من ذلك، وإنّما رأوا آباءهم كذلك يفعلون، فهم على آثارهم يهرعون.
فعند ذلك قال لهم إبراهيم: {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين} أي: إن كانت هذه الأصنام شيئًا ولها تأثيرٌ، فلتخلص إليّ بالمساءة، فإنّي عدوٌّ لها لا أباليها ولا أفكّر فيها. وهذا كما قال تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون} [يونس:71] وقال هودٌ، عليه السّلام: {إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون. إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} [هودٍ:54-56] وهكذا تبرّأ إبراهيم من آلهتهم وقال: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنّكم أشركتم باللّه ما لم ينزل به عليكم سلطانًا} [الأنعام:81] وقال تعالى: {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتّى تؤمنوا باللّه وحده} [الممتحنة:4] وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براءٌ ممّا تعبدون إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون} [الزّخرف:26-28] يعني: لا إله إلّا اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذي خلقني فهو يهدين (78) والّذي هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين (80) والّذي يميتني ثمّ يحيين (81) والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين (82)}
يعني: لا أعبد إلّا الّذي يفعل هذه الأشياء، {الّذي خلقني فهو يهدين} أي: هو الخالق الّذي قدّر قدرًا، وهدى الخلائق إليه، فكلٌّ يجري على [ما] قدّر، وهو الّذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي هو يطعمني ويسقين} أي: هو خالقي ورازقي، بما سخّر ويسّر من الأسباب السّماويّة والأرضيّة، فساق المزن، وأنزل الماء، وأحيا به الأرض، وأخرج به من كلّ الثّمرات رزقًا للعباد، وأنزل الماء عذبًا زلالًا لـ {نسقيه ممّا خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا} [الفرقان:49]). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا مرضت فهو يشفين} أسند المرض إلى نفسه، وإن كان عن قدر اللّه وقضائه وخلقه، ولكن أضافه إلى نفسه أدبًا، كما قال تعالى آمرًا للمصلّي أن يقول: {اهدنا الصّراط المستقيم. صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} [الفاتحة:6، 7] فأسند الإنعام إلى اللّه، سبحانه وتعالى، والغضب حذف فاعله أدبًا، وأسند الضّلال إلى العبيد، كما قالت الجنّ: {وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدًا} [الجن:10]؛ ولهذا قال إبراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين} أي: إذا وقعت في مرضٍ فإنّه لا يقدر على شفائي أحدٌ غيره، بما يقدّر من الأسباب الموصّلة إليه). [تفسير ابن كثير: 6/ 146-147]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي يميتني ثمّ يحيين} أي: هو الّذي يحيي ويميت، لا يقدر على ذلك أحدٌ سواه، فإنّه هو الّذي يبدئ ويعيد). [تفسير ابن كثير: 6/ 147]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} أي: هو الّذي لا يقدر على غفر الذّنوب في الدّنيا والآخرة، إلّا هو، ومن يغفر الذّنوب إلّا اللّه، وهو الفعّال لما يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 147]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة