العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:11 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة المنافقون [ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:13 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا: نشهد إنّك لرسول اللّه} [المنافقون: 1] إلى {لكاذبون} [المنافقون: 1]
- حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: كنت في غزاةٍ فسمعت عبد اللّه بن أبيٍّ، يقول: لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتّى ينفضّوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، فذكرت ذلك لعمّي أو لعمر، فذكره للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فدعاني فحدّثته، فأرسل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إلى عبد اللّه بن أبيٍّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذّبني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وصدّقه، فأصابني همٌّ لم يصبني مثله قطّ، فجلست في البيت، فقال لي عمّي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومقتك؟ فأنزل اللّه تعالى: {إذا جاءك المنافقون} [المنافقون: 1] فبعث إليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقرأ فقال: «إنّ اللّه قد صدّقك يا زيد»). [صحيح البخاري: 6/152]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (باب قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه الآية)
وساق غير أبي ذرٍّ الآية إلى قوله لكاذبون). [فتح الباري: 8/644]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عن أبي إسحاق هو السّبيعيّ ولإسرائيل فيه إسنادٌ آخر أخرجه التّرمذيّ والحاكم من طريقه عن السّدّيّ عن أبي سعدٍ الأزديّ عن زيد بن أرقم قوله عن زيد بن أرقم سيأتي بعد بابين من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق تصريحه بسماعه له من زيدٍ قوله كنت في غزاةٍ زاد بعد بابٍ من وجهٍ آخر عن إسرائيل مع عمّي وهذه الغزاة وقع في رواية محمّد بن كعبٍ عن زيد بن أرقم عند النّسائيّ أنّها غزوة تبوك ويؤيّده قوله في رواية زهيرٍ المذكورة في سفرٍ أصاب النّاس فيه شدّةٌ وأخرج عبد بن حميدٍ بإسنادٍ صحيحٍ عن سعيد بن جبيرٍ مرسلًا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتّى يصلّي فيه فلمّا كان غزوة تبوك نزل منزلًا فقال عبد اللّه بن أبيٍّ فذكر القصّة والّذي عليه أهل المغازي أنّها غزوة بني المصطلق وسيأتي قريبًا في حديث جابرٍ ما يؤيّده وعند بن عائذٍ وأخرجه الحاكم في الإكليل من طريقه ثمّ من طريق أبي الأسود عن عروة أنّ القول الآتي ذكره صدر من عبد اللّه بن أبيٍّ بعد أن قفلوا قوله فسمعت عبد الله بن أبي هو بن سلولٍ رأس النّفاق وقد تقدّم خبره في تفسير براءةٌ قوله يقول لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتّى ينفضّوا من حوله هو كلام عبد اللّه بن أبيٍّ ولم يقصد الرّاوي بسياقه التّلاوة وغلط بعض الشّرّاح فقال هذا وقع في قراءة بن مسعودٍ وليس في المصاحف المتّفق عليها فيكون على سبيل البيان من بن مسعودٍ قلت ولا يلزم من كون عبد اللّه بن أبيٍّ قالها قبل أن ينزل القرآن بحكاية جميع كلامه قوله ولئن رجعنا كذا للأكثر وللكشميهنيّ ولو رجعنا والأوّل أولى وبعد الواو محذوفٌ تقديره سمعته يقول ووقع في الباب الّذي بعده وقال لئن رجعنا وهو يؤيّد ما قلته وفي رواية محمّد بن كعبٍ عن زيدٍ بعد باب وقال أيضًا لئن رجعنا وسيأتي في حديث جابرٍ سبب قول عبد اللّه بن أبيٍّ ذلك قوله فذكرت ذلك لعمّي أو لعمر كذا بالشّكّ وفي سائر الرّوايات الآتية لعمّي بلا شكٍّ وكذا عند التّرمذيّ من طريق أبي سعدٍ الأزديّ عن زيدٍ ووقع عند الطّبرانيّ وبن مردويه أنّ المراد بعمّه سعد بن عبادة وليس عمّه حقيقةً وإنّما هو سيّد قومه الخزرج وعمّ زيد بن أرقم الحقيقيّ ثابت بن قيسٍ له صحبةٌ وعمّه زوج أمّه عبد اللّه بن رواحة خزرجيٌّ أيضًا ووقع في مغازي أبي الأسود عن عروة أنّ مثل ذلك وقع لأوس بن أرقم فذكره لعمر بن الخطّاب سبب الشّكّ في ذكر عمر وجزم الحاكم في الإكليل أنّ هذه الرّواية وهمٌ والصّواب زيد بن أرقم قلت ولا يمتنع تعدّد المخبر بذلك عن عبد اللّه بن أبيٍّ إلّا أنّ القصّة مشهورةٌ لزيد بن أرقم وسيأتي من حديث أنسٍ قريبًا ما يشهد لذلك قوله فذكره للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أي ذكره عمّي وكذا في الرّواية الّتي بعد هذه ووقع في رواية بن أبي ليلى عن زيدٍ فأخبرت به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وكذا في مرسل قتادة فكأنّه أطلق الإخبار مجازًا لكن في مرسل الحسن عن عبد الرّزّاق فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلّك أخطأ سمعك لعلّك شبّه عليك فعلى هذا لعلّه راسل بذلك أوّلًا على لسان عمّه ثمّ حضر هو فأخبر قوله فحلفوا ما قالوا في رواية زهيرٍ فأجهد يمينه والمراد به عبد اللّه بن أبيٍّ وجمع باعتبار من معه ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عبد اللّه بن أبيٍّ فسأله فحلف باللّه ما قال من ذلك شيئًا قوله فكذّبني بالتّشديد في رواية زهيرٍ فقالوا كذب زيدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهذا بالتّخفيف ورسول اللّه بالنّصب على المفعوليّة وقد تقدّم تحقيقه في الكلام على حديث أبي سفيان في قصّة هرقل وفي رواية بن أبي ليلى عن زيدٍ عند النّسائيّ فجعل النّاس يقولون أتى زيدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالكذب قوله وصدّقه وفي الرّواية الّتي بعدها فصدّقهم وقد مضى توجيهها قوله فأصابني همٌّ في رواية زهيرٍ فوقع في نفسي شدّةٌ وفي رواية أبي سعدٍ الأزديّ عن زيدٍ فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحدٍ وفي رواية محمّد بن كعبٍ فرجعت إلى المنزل فنمت زاد التّرمذيّ في روايته فنمت كئيبًا حزينًا وفي رواية بن أبي ليلى حتّى جلست في البيت مخافة إذا رآني النّاس أن يقولوا كذبت قوله فقال لي عمّي ما أردت إلى أن كذّبك كذا للأكثر وذكر أبو عليٍّ الجيّانيّ أنّه وقع في رواية الأصيليّ عن الجرجانيّ فقال لي عمر قال الجيّانيّ والصّواب عمّي كما عند الجماعة انتهى وقد ذكرت قبل ذلك ما يقتضي احتمال ذلك قوله ومقتك في روايةٍ لمحمّد بن كعبٍ فلامني الأنصار وعند النّسائيّ من طريقه ولامني قومي قوله فأنزل اللّه في رواية محمّد بن كعبٍ فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أي بالوحي وفي رواية زهيرٍ حتّى أنزل اللّه وفي رواية أبي الأسود عن عروة فبينما هم يسيرون أبصروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوحى إليه فنزلت وفي رواية أبي سعدٍ قال فبينما أنا أسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد خفقت برأسي من الهمّ أتاني فعرك بإذني وضحك في وجهي فلحقني أبو بكرٍ فسألني فقلت له فقال أبشر ثمّ لحقني عمر مثل ذلك فلمّا أصبحنا قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورة المنافقين قوله إذا جاءك المنافقون زاد آدم إلى قوله هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللّه إلى قوله ليخرجن الأعز منها الأذل وهو يبيّن أنّ رواية محمّد بن كعبٍ مختصرةٌ حيث اقتصر فيها على قوله ونزل هم الّذين يقولون لا تنفقوا الآية لكن وقع عند النّسائيّ من طريقه فنزلت هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتّى ينفضوا حتّى بلغ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل قوله إنّ اللّه قد صدّقك يا زيد وفي مرسل الحسن فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأذن الغلام فقال وفت أذنك يا غلام مرّتين زاد زهيرٌ في روايته فدعاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليستغفر لهم وسيأتي شرحه بعد ثلاثة أبوابٍ وفي الحديث من الفوائد ترك مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات لئلّا ينفر أتباعهم والاقتصار على معاتباتهم وقبول أعذارهم وتصديق أيمانهم وإن كانت القرائن ترشد إلى خلاف ذلك لما في ذلك من التّأنيس والتّأليف وفيه جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه ولا يعدّ نميمةً مذمومةً إلّا إن قصد بذلك الإفساد المطلق وأمّا إذا كانت فيه مصلحةٌ ترجّح على المفسدة فلا). [فتح الباري: 8/644-646]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنّك لرسول الله} إلى {لكاذبون} (المنافقون: 1)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنّك لرسول الله} الآية. هذا المقدار في رواية أبي ذر، وساق غيره إلى قوله: {الكاذبون}). [عمدة القاري: 19/236]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا عبد الله بن رجاءٍ حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيدٍ بن أرقم قال كنت في غزاةٍ فسمعت عبد الله بن أبيٍّ يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينقضّوا من حوله ولئن رجعنا من عنده ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ فذكرت ذالك لعمّي أو لعمر فذكره للنبيّ صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدّثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبيٍّ وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذّبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدّقه فأصابني همٌّ لم يصبني مثله قطّ فجلست في البيت فقال لي عمّي ما أردت إلى أن كذّبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون} فبعث إليّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقرأ فقال إنّ الله قد صدّقك يا زيد..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. لأنّه يبين سبب نزولها. وإسرائيل هو ابن يونس يروي عن جده أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا عن آدم وعبيد الله بن موسى فهم ثلاثتهم عن إسرائيل وعن عمرو بن خالد وأخرجه مسلم في التّوبة عن أبي بكر بن أبي شيبة. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن عبد بن حميد وأخرجه النّسائيّ فيه عن أبي داود الحراني.
قوله: (في غزاة) ، هي غزوة تبوك على ما وقع في رواية النّسائيّ، والّذي عليه أهل المغازي أنّها غزوة بني المصطلق، وذكر أبو الفرج أنّها المريسيع سنة خمس، وقيل: ستّ وقال موسى: سنة أربع. قوله: (عبد الله بن أبي) ، ابن سلول رأس المنافقين والابن الثّاني صفة لعبد الله فهو بالنّصب وسلول غير منصرف لأنّه اسم أم عبد الله فهو منسوب إلى الأبوين. قوله: (يقول لا تنفقوا) ، إلى قوله: (الأذل) هو كلام عبد الله بن أبي ولم يقصد الرّاوي به التّلاوة، وقال بعضهم: وغلط بعض الشّرّاح فقال. هذا واقع في قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. قلت: أراد به صاحب (التّلويح) ولكنه لم يقل هكذا وإنّما قال. قوله: حتّى ينفضوا من حوله، بكسر الميم وجر اللّام، وكذا هو في السّبعة. قال النّوويّ: وقرىء في الشاذ من حوله، بالفتح هذا الّذي ذكره صاحب (التّلويح) نعم قوله: كذا هو في السّبعة، فيه نظر. قوله: (ولئن رجعنا) ، كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني، ولو رجعنا. قوله: (لعمّي أو لعمر) ، كذا بالشّكّ، وفي سائر الرّوايات الّتي تأتي: لعمى، بلا شكّ وكذا عند التّرمذيّ من طريق أبي سعيد الأزديّ عن زيد، ووقع عند الطّبرانيّ وابن مردويه: أن المراد بعمّه سعد بن عبادة وليس عمه حقيقة، وإنّما هو سيد قومه الخزرج، وعم زيد بن أرقم الحقيقيّ ثابت بن قيس له صحبة وعمه زوج أمه عبد الله بن رواحة خزرجي أيضا وفي كلام الكرماني أنه عبد الله بن رواحة وهو عمه المجازي لأنّه كان في حجره وأنهما من أولاد كعب الخزرجي، وقال الغساني: الصّواب عمي لا عمر، على ما رواه الجماعة. قوله: فذكره للنّبي صلى الله عليه وسلم أي: فذكره عمي ووقع في رواية ابن أبي ليلى عن زيد، فأخبرت به النّبي صلى الله عليه وسلم، وكذا وقع في مرسل قتادة، والتوفيق بينهما أنه يحمل على أنه أرسل أولا ثمّ أخبر به بنفسه. قوله: (فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالتّشديد. قوله: (وصدقه) أي: وصدق عبد الله بن أبي. قوله: (فأصابني هم لم يصبني مثله قطّ) يعني: في الزّمن الماضي، ووقع في رواية زهير: فوقع في نفسه شدّة، ووقع في رواية أبي سعد الأزديّ عن زيد. فوقع على من الهم ما لم يقع على أحد، وفي رواية محمّد بن كعب فرجعت إلى المنزل فنمت، زاد التّرمذيّ رواية: فنمت كئيبا حزينًا. وفي رواية ابن أبي ليلى: حتّى جلست في البيت مخافة إذ رآني النّاس أن يقولوا: كذبت. قوله: (ما أردت إلى أن كذبك) بالتّشديد، أي: ما قصدت منتهيا إليه. أي: ما حملك عليه قوله: (ومقاك) من مقته مقتا إذا أبغضه بغضا. وفي رواية محمّد بن كعب: فلامني الأنصار، وعند النّسائيّ من طريقه ولامني قومي. قوله: (فأنزل الله) وفي رواية محمّد ابن كعب، فإنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: الوحي، وفي رواية زهير: حتّى أنزل الله تعالى، وفي رواية أبي الأسود عن عروة فبينما هم يسيرون أبصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فنزلت، وفي رواية أبي سعد عن زيد قال: فبينما إنّا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خفقت برأسي من الهم أتاني فعرك أذني فضحك في وجهي فلحقني أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، فسألني فقلت له: أبشر ثمّ لحقني عمر رضي اللهغنه ذلك. فلمّا أصبحنا قرأ رسول صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين، قوله: {إذا جاءك المنافقون} زاد آدم بن أبي إياس إلى قوله: هم الّذين يقولون: لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى قوله: ليخرجن الأعز منها الأذل). [عمدة القاري: 19/236-237]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه} إلى {لكاذبون}
سقط لغير أبي ذر
(قوله: ({إذا}) ولأبي ذر: بسم الله الرحمن الرحيم باب أي في قوله تعالى: إذا ({جاءك المنافقون}) جواب الشرط ({قالوا نشهد إنك لرسول الله}) إلى ({لكاذبون}) [المنافقون: 1] وسقط إلى {لكاذبون} لأبي ذر، وقال بعد قوله: {لرسول الله} الآية. وقيل: الجواب محذوف، وقيل حال أي إذا جاؤوك قائلين كيت وكيت فلا تقبل منهم وقوله: {والله يعلم إنك لرسوله} جملة معترضة بين قوله: {نشهد إنك لرسول الله} وقوله: {والله يشهد} لفائدة أبداها الزمخشري في كشافه وهي أنه لو قال قالوا نشهد إنك لرسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- والله يشهد أنهم لكاذبون لكان يوهم أن قولهم هذا كذب فوسط بينهما قوله: {والله يعلم إنك لرسوله} ليميط هذا الإيهام.
قال الطيبي: وهذا نوع من التتميم لطيف المسلك، وقال في المصابيح: واستدلّ بقوله تعالى: {والله يشهد أن المنافقين لكاذبون} على أن الكذب هو عدم مطابقة الخبر لاعتقاد المخبر ولو كان خطأ فإنه تعالى جعلهم كاذبين في قولهم: إنك لرسول الله لعدم مطابقته لاعتقادهم، وإن كان مطابقًا للواقع وردّ هذا الاستدلال بأن المعنى لكاذبون في الشهادة وفي ادّعائهم المواطأة، فالتكذيب راجع إلى الشهادة باعتبار تضمنها خبرًا كاذبًا غير مطابق للواقع وهو أن هذه الشهادة من صميم القلب وخلوص الاعتقاد بشهادة أن والجملة الاسمية؛ وبأن المعنى أنهم لكاذبون في تسمية هذا الخبر شهادة لأن الشهادة ما تكون على وفق الاعتقاد والمعنى أنهم لكاذبون في قولهم إنك لرسول الله، لكن لا في الواقع بل في زعمهم الفاسد واعتقادهم الباطل لأنهم يعتقدون أنه غير مطابق للواقع فيكون كذبًا باعتبار اعتقادهم وإن كان صدقًا في نفس الأمر فكأنه قيل إنهم يزعمون أنهم لكاذبون في هذا الخبر الصادق وحينئذ لا يكون الكذب إلا بمعنى عدم المطابقة للواقع اهـ). [إرشاد الساري: 7/384]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم، قال: كنت في غزاةٍ فسمعت عبد اللّه بن أبيٍّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتّى ينفضّوا من حوله، ولو رجعنا من عنده ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ فذكرت ذلك لعمّي أو لعمر، فذكره للنّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فدعاني فحدّثته، فأرسل رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- إلى عبد اللّه بن أبيٍّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا فكذّبني رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وصدّقه فأصابني همٌّ لم يصبني مثله قطّ فجلست في البيت، فقال لي عمّي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- ومقتك فأنزل اللّه تعالى: {إذا جاءك المنافقون} فبعث إليّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقرأ فقال: «إنّ اللّه قد صدّقك يا زيد». [الحديث 4900 - أطرافه في: 4901، 4902، 4903، 4904].
وبه قال: (حدّثنا عبد الله بن رجاء) الغداني بضم الغين المعجمة والدال المهملة المخففة قال: (حدّثنا إسرائيل) بن يونس (عن) جده (أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (عن زيد بن أرقم) أنه (قال: كنت في غزاة) هي غزوة تبوك كما عند النسائي وعند أهل المغازي أنها غزوة بني المصطلق ورجحه ابن كثير بأن عبد الله بن أبي لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك بل رجع بطائفة من الجيش لكن أيد في الفتح القول بأنها غزوة تبوك بقوله في رواية زهير الآتية إن شاء الله تعالى في سفر أصاب الناس فيه شدة (فسمعت عبد الله بن أبيّ) هو ابن سلول رأس النفاق (يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله) من المهاجرين (حتى ينفضوا) يتفرقوا (من حوله) وسمعته يقول (ولو) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: ولئن (رجعنا من عنده) ولأبي ذر إلى المدينة من عنده (ليخرجن الأعز) يريد نفسه (منها الأذل) يريد الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه قال زيد بن أرقم: (فذكرت ذلك) الذي قاله عبد الله بن أبي (لعمي) هو سعد بن عبادة كما عند الطبراني وابن مردويه وليس هو عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج (أو لعمر) بن الخطاب بالشك، وعند الترمذي كسائر الروايات الآتية عمي بدون شك (فذكره النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فدعاني) عليه الصلاة والسلام (فحدّثته) بذلك (فأرسل رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- إلى عبد الله بن أبي وأصحابه) فسألهم عن ذلك (فحلفوا ما قالوا) ذلك (فكذبني رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) بتشديد الذال المعجمة (وصدقه) بتشديد المهملة أي صدق عبد الله بن أبي (فأصابني همّ لم يصبني مثله قط) في الزمن الماضي (فجلست في البيت فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) بتشديد المعجمة في الفرع وقف تنكز ما أردت إلا بتشديد اللام وفي فرع غيره كثير إلى الجارة وهو الذي في اليونينية (ومقتك) وعند النسائي: ولامني قومي (فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون}) وعند النسائي فنزلت: {الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} حتى بلغ: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} [المنافقون: 7، 8] (فبعث إليّ النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقرأ) ما أنزل الله عليه من ذلك (فقال: إن الله قد صدقك يا زيد).
وهذا الحديث أخرجه مسلم في التوبة والترمذي في التفسير وكذا النسائي). [إرشاد الساري: 7/384-385]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فكذبني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصدقه الخ) فإن قلت: كيف يكذب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم المؤمن، ويصدق المنافق في مثل هذا مع أن المنافقين دأبهم الكذب في مثله، والمؤمنون من الصحابة ما كان دأبهم الكذب بل دأبهم الصدق سيما في حضرة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.
فالجواب يحتمل أنه ما علم حالهم قبل، وإنما أطلعه الله تعالى على حالهم أولاً بهذه السورة، وهذا ظاهر قوله تعالى. قالوا: نشهد إنك لرسول الله الخ. وقوله: وأن يقولوا تسمع لقولهم، وقوله تعالى: {هم العدوّ فاحذرهم}، والله تعالى أعلم. ويحتمل أنه صدقهم، وكذب هذا ظاهراً بمعنى أنه رد خبره لوحدته، وترك عقوبتهم، فصار كأنه صدقهم، وكذبه والله تعالى أعلم.
وقوله: ما أردت إلى أن كذبك فمعناه أيّ شيء أردت بما خضت فيه إلى أن كذبك فإلى الجارة متعلقة بمحذوف، وهو خضت غاية له، والله تعالى أعلم اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3/74]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم، قال: " لمّا قال عبد الله بن أبيٍّ ما قال: جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فحلف أنّه لم يقل، فجعل النّاس يقولون: تأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالكذب؟، حتّى جلست في البيت مخافة إذا رآني النّاس أن يقولوا: كذبت، حتّى أنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول الله} [المنافقون: 1] الآية
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن واصلٍ الأحدب، عن أبي وائلٍ، عن حذيفة، قال: قيل له: المنافقون اليوم أكثر أم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قال: «بل هم اليوم أكثر؛ لأنّه كان يومئذٍ يستسرّونه واليوم يستعلنونه»
- أخبرنا محمّد بن يحيى بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش، حدّثني إبراهيم، عن الأسود، قال: كنّا جلوسًا في حلقةٍ فيها عبد الله، فجاء حذيفة حتّى قام علينا، فسلّم ثمّ قال: «لقد أنزل الله النّفاق على قومٍ، كانوا خيرًا منكم»، قال الأسود: سبحان الله، إنّ الله عزّ وجلّ، يقول: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار} [النساء: 145]، فتبسّم عبد الله، وانطلق حذيفة، حتّى جلس في ناحية المسجد، وقام عبد الله وتفرّق أصحابه، قال: فرماني بالحصا فأتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت، أجل قد أنزل الله عزّ وجلّ النّفاق على قومٍ خيرٍ منكم، ثمّ تابوا فتاب الله عليهم "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/301-302]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إذا جاءك المنافقون}. يا محمّد قالوا بألسنتهم {نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله} قال المنافقون ذلك أو لم يقولوا {واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}. يقول: واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون في إخبارهم عن أنفسهم أنّها تشهد إنّك لرسول اللّه، وذلك أنّها لا تعتقد ذلك ولا تؤمن به، فهم كاذبون في خبرهم عنها بذلك.
وكان بعض أهل العربيّة يقول في قوله: {واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون} إنّما كذب ضميرهم لأنّهم أضمروا النّفاق، فكما لم يقبل إيمانهم، وقد أظهروه، فكذلك جعلهم كاذبين، لأنّهم أضمروا غير ما أظهروا). [جامع البيان: 22/650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 – 4
أخرج ابن سعد وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصاب الناس شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تصديقي في {إذا جاءك المنافقون} فدعاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم وهو قوله: {خشب مسندة} قال: كانوا رجالا أجمل شيء). [الدر المنثور: 14/490-491] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: إنما سماهم الله منافقين لأنهم كتموا الشرك وأظهروا الإيمان). [الدر المنثور: 14/494]

تفسير قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {اتّخذوا أيمانهم جنّةً} [المنافقون: 2] : يجتنّون بها). [صحيح البخاري: 6/152]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله اتّخذوا أيمانهم جنّة)
يجتنّون بها قال عبد بن حميدٍ حدّثني شبابة عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله اتّخذوا أيمانهم جنّة قال يجتنّون أنفسهم وأخرجه الطّبريّ من وجهٍ آخر عن بن أبي نجيح باللّفظ الّذي ذكره المصنّف ثمّ ساق حديث زيد بن أرقم وقد تقدّم شرحه في الّذي قبله مستوفي). [فتح الباري: 8/646]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {اتّخذوا أيمانهم جنّةً يجتنّون بها} (المنافقون: 2)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {اتّخذوا أيمانهم} أي: اتّخذوا المنافقون أيمانهم {جنّة يجتنون بها} يعني: يستترون بها). [عمدة القاري: 19/238]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {اتّخذوا أيمانهم جنّةً} يجتنّون بها
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله عز وجل: ({اتخذوا أيمانهم}) حلفهم الكاذب ({جنة}) [المنافقون: 2] يستترون (بها) عن أموالهم ودمائهم وسقط لفظ باب لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/385]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اتّخذوا أيمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل اللّه إنّهم ساء ما كانوا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: اتّخذ المنافقون أيمانهم جنّةً، وهي حلفهم.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {اتّخذوا أيمانهم جنّةً}. أي حلفهم جنّةً.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {اتّخذوا أيمانهم جنّةً}. قال: يجيئون بها، قال ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {اتّخذوا أيمانهم جنّةً} يقول: حلفهم باللّه إنّهم لمنكم جنّةً.
وقوله: {جنّةً} سترةً يستترون بها كما يستتر المستجنّ بجنّته في حربٍ وقتالٍ، فيمنعون بها أنفسهم وذراريّهم وأموالهم، ويدفعون بها عنها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {جنّةً} ليعصموا بها دماءهم وأموالهم.
وقوله: {فصدّوا عن سبيل اللّه}. يقول: فأعرضوا عن دين اللّه الّذي بعث به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم وشريعته الّتي شرعها لخلقه. {إنّهم ساء ما كانوا يعملون}. يقول: إنّ هؤلاء المنافقين الّذين اتّخذوا أيمانهم جنّةً ساء ما كانوا يعملون في الدّنيا في اتّخاذهم أيمانهم جنّةً، لكذبهم ونفاقهم، وغير ذلك من أمورهم). [جامع البيان: 22/650-651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد اتخذوا أيمانهم جنة يقول يجتنون بها أنفسهم). [تفسير مجاهد: 2/677]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا هوذة، ثنا عوفٌ قال: "بلغني في قوله - عزّ وجلّ-: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله) حتى بلغ (قاتلهم الله أنى يؤفكون) قال: هو عبد اللّه بن أبيٍّ، وكان يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في وجهه: أشهد أنّك رسول اللّه- وليس بموقنٍ- واتخذ أيمانه جنة دون دمه وكان أتم الناس من لدن قرنه إلى قدمه وأثبته لساناً، وهو الذي قال الله فيهم: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدو) يحسبون أنّ محمّدًا وأصحابه سيهلكون بها، لا يوقنون أنّ اللّه مظهره وأصحابه على الدّين كلّه، وأنه ممكن له في الأرض"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {اتخذوا أيمانهم جنة} قال: حلفهم بالله إنهم لمنكم أجنوا بأيمانهم من القتل والحرب). [الدر المنثور: 14/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله: {اتخذوا أيمانهم جنة} قال: اتخذوا حلفهم جنة ليعصموا بها دماءهم وأموالهم). [الدر المنثور: 14/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده وماءه فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا لأصحابهم فسبقهم أصحاب عبد الله بن أبي فأبوا أن يخلوا عن المؤمنين فحصرهم المؤمنون فلما جاء عبد الله بن أبي نظر إلى أصحابه فقال: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وقال: امسكوا عنهم البيع لا تبايعوهم فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة وقوله: لا تنفقوا على من عند رسول الله فأخبر عمه فأخبر عمه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فدعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ابن أبي وأصحابه فعجب من صورته وجماله وهو يمشي إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذلك قوله: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة} فعرفه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما أخبره حلف ما قاله فذلك قوله: {اتخذوا أيمانهم جنة} {قالوا نشهد إنك لرسول الله} وذلك قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} وكل شيء أنزله في المنافقين فإنما أراد عبد الله ابن أبي). [الدر المنثور: 14/495-496]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} [المنافقون: 3] ). [صحيح البخاري: 6/152]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا)
ساق إلى قوله لا يفقهون). [فتح الباري: 8/647]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} (المنافقون: 3)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {ذلك بأنّهم} الآية. قوله: (ذلك) أشار ما وصف من حال المنافقين في النّفاق والكذب بالإيمان، أي ذلك كله بسبب أنهم آمنوا أي نطقوا بكلمة الشّهادة وفعلوا كما يفعل من يدخل في الإسلام ثمّ كفروا ثمّ ظهر كفرهم بعد ذلك، فطبع على قلوبهم حتّى لا يدخلهم الإيمان جزاء على نفاقهم فهم لا يفقهون صحة الإيمان وإعجاز القرآن كما يفهمه المؤمنون). [عمدة القاري: 19/238]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}
(باب قوله): عز وجل: ({ذلك}) أي سوء عملهم ({بأنهم آمنوا}) بسبب أنهم آمنوا
ظاهرًا ({ثم كفروا}) سرًّا ({فطبع}) ختم ({على قلوبهم}) بالكفر ({فهم لا يفقهون}) [المنافقون: 3] حقيقة الإيمان ولا يعرفون صحته وسقط باب قوله لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/386]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}.
يقول تعالى ذكره: إنّماساء ما كانوا يعملون هؤلاء المنافقون الّذين اتّخذوا أيمانهم جنّةً من أجل أنّهم صدّقوا اللّه ورسوله، ثمّ كفروا بشكّهم في ذلك وتكذيبهم به.
وقوله: {فطبع على قلوبهم}. يقول: فجعل اللّه على قلوبهم ختمًا بالكفر عن الإيمان؛ وقد بيّنّا في موضعٍ غير هذا صفة الطّبع على القلب بشواهدها، وأقوال أهل العلم، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {فهم لا يفقهون}. يقول تعالى ذكره: فهم لا يفقهون صوابًا من خطأٍ، وحقًّا من باطلٍ لطبع اللّه على قلوبهم.
وكان قتادة يقول في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}. أقرّوا بلا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقلوبهم منكرةٌ تأبى ذلك). [جامع البيان: 22/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم} قال: اقروا بلا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وقلوبهم تأبى ذلك). [الدر المنثور: 14/496]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون) ). [صحيح البخاري: 6/153]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم الآية)
كذا لأبي ذرٍّ وساق غيره الآية إلى يؤفكون). [فتح الباري: 8/647]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} (المنافقون: 4)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {وإذا رأيتهم} الآية ... وهي قوله يأفكون. ساقها الأكثرون. وفي رواية أبي ذر: {وإذا رأيتهم} إلى قوله: تسمع لقولهم) الآية قوله
{إذا رأيتهم} أي: المنافقين: تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها وطول قامتها، وعن ابن عبّاس: كان عبد الله بن أبي رجلا جسيما صحيحا صبيحا ذلق اللّسان، وقوم من المنافقين في صفته وهم رؤساء المدينة كانوا يحضرون مجلس النّبي صلى الله عليه وسلم فيستندون فيه ولهم جهارة المناظر وفصاحة الألسن وكان النّبي صلى الله عليه وسلم ومن حضر يعجبون بها كلهم، فإذا قالوا سمع النّبي صلى الله عليه وسلم لقولهم: قال الله تعالى: {وإن يقولوا نسمع لقولهم كأنّهم خشب مسندة} أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام شبهوا في استنادهم وما هم إلّا أجر أم خالية عن الإيمان، والخير بالخشب المسندة إلى الحائط لأن الخشب إذا انتفع به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان الانتفاع، وما دام متروكا فارغًا غير منتفع به أسند إلى الحائط فشبهوا به في عدم الانتفاع. وقيل: يجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحونة من الخشب المسندة إلى الحيطان، شبهوا بها في حسن صورهم وقلة جدواهم. قوله: (يحسبون) ، أي: من خبثهم وسوء ظنهم، وقلة يقينهم كل صيحة واقعة عليهم وضارة لهم، قال مقاتل: إن نادى منادي في العسكر أو انفلتت دابّة أو نشدت ضالّة ظنّوا أنهم يرادون لما في قلوبهم من الرعب. قوله: (هم العدو) ، مبتدأ وخبر أي: الكاملون في العداوة. قوله: (فاحذرهم) ، أي: فلا تأمنهم ولا تغتر بظاهرهم. قوله: (قاتلهم الله) دعا عليهم باللعن والخزي. قوله: (أنى يؤفكون) أي: كيف يصرفون عن الحق، تعجبا من جهلهم وضلالهم). [عمدة القاري: 19/239]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون}
(باب) قوله عز وجل: ({وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم}) لحسن منظرهم كما يأتي ({وإن يقولوا تسمع لقولهم}) لفصاحتهم ({كأنهم خشب مسنّدة}) جملة مستأنفة أو خبر مبتدأ محذوف تقديره كأنهم أو في محل نصب على الحال من الضمير في قولهم أي تسمع لما يقولونه مشبهين بأخشاب منصوبة مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحًا خالية عن العلم والنظر ({يحسبون كل صيحة}) تصاح واقعة ({عليهم}) لما في قلوبهم من الرعب وعليهم هو المفعول الثاني للحسبان
وقوله: ({هم العدوّ}) جملة مستأنفة أخبر الله عنهم بذلك ({فاحذرهم}) فلا تأمنهم على سرك لأنهم عيون لأعدائك ينقلون إليهم أسرارك ({فاتلهم الله}) أهلكهم ({أنّى يؤفكون}) [المنافقون: 4] أي كيف يصرفون عن الإيمان بعد قيام البرهان وسقط لأبي ذر قوله: كأنهم الخ وقال الآية بعد قوله لقولهم وسقط لغيره لفظ باب). [إرشاد الساري: 7/387]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقوله: {خشبٌ مسنّدةٌ} [المنافقون: 4] قال: كانوا رجالًا أجمل شيءٍ). [صحيح البخاري: 6/153]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقوله خشبٌ مسنّدةٌ قال كانوا رجالًا أجمل شيءٍ هذا تفسيرٌ لقوله تعجبك أجسامهم وخشبٌ مسنّدةٌ تمثيلٌ لأجسامهم ووقع هذا في نفس الحديث وليس مدرجًا فقد أخرجه أبو نعيمٍ من وجهٍ آخر عن عمرو بن خالدٍ شيخ البخاريّ فيه بهذه الزّيادة وكذا أخرجه الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن زهيرٍ تنبيهٌ قرأ الجمهور خشبٌ بضمّتين وأبو عمرٍو والأعمش والكسائيّ بإسكان الشين). [فتح الباري: 8/647]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله " خشب مسندة " تفسير لقوله تعجبك أجسامهم ووقع هذا في نفس الحديث وليس مدرجا وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن عمرو بن خالد شيخ البخاريّ فيه بهذه الزّيادة وخشب بضمّتين في قراءة الجمهور وقرأ أبو عمرو والكسائيّ والأعمش بإسكان الشين قوله " قال كانوا رجالًا أجمل شيء " أي قال الله تعالى كأنّهم خشب مسندة مع أنهم كانوا رجالًا من أجمل النّاس وأحسنهم وقد ذكرنا وجه الشّبه فيه عن قريب). [عمدة القاري: 19/239]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({خشب}) بإسكان الشين وضمها ({مسندة} قال: كانوا رجالًا أجمل شيء).
قال الحافظ ابن حجر: وهذا وقع في نفس الحديث وليس مدرجًا فقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن عمرو بن خالد شيخ المؤلّف فيه بهذه الزيادة، وكذا أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن زهير). [إرشاد الساري: 7/387]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون}.
يقول جلّ ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإذا رأيت هؤلاء المنافقين يا محمّد تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها {وإن يقولوا تسمع لقولهم}.
يقول جلّ ثناؤه: وإن يتكلّموا تسمع كلامهم يشبه منطقهم منطق النّاس. {كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ} يقول: كأنّ هؤلاء المنافقين خشبٌ مسنّدةٌ لا خير عندهم ولا فقه لهم ولا علم، وإنّما هم صورٌ بلا أحلامٍ، وأشباحٌ بلا عقولٍ.
وقوله: {يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم}. يقول جلّ ثناؤه: يحسب هؤلاء المنافقون من خبثهم وسوء ظنّهم، وقلّة يقينهم كلّ صيحةٍ عليهم، لأنّهم على وجلٍ أن ينزل اللّه فيهم أمرًا يهتك به أستارهم ويفضحهم، ويبيح للمؤمنين قتلهم وسبي ذراريّهم، وأخذ أموالهم، فهم من خوفهم من ذلك كلّما نزل بهم من اللّه وحيٌ على رسوله، ظنّوا أنّه نزل بهلاكهم وعطبهم. يقول اللّه جلّ ثناؤه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هم العدوّ يا محمّد فاحذرهم، فإنّ ألسنتهم إذا لقوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم، فهم عينٌ لأعدائكم عليكم.
وقوله: {قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون}. يقول: أخزاهم اللّه إلى أيّ وجهٍ يصرفون عن الحقّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، وسمعته يقول في قول اللّه: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} الآية، قال: هؤلاء المنافقون.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة والكوفة خلا الأعمش والكسائيّ: {خشبٌ} بضمّ الخاء والشّين، كأنّهم وجّهوا ذلك إلى جمع الجمع، جمعوا الخشبة خشابًا ثمّ جمعوا الخشاب خشبًا، كما جمعت الثّمرة ثمارًا، ثمّ ثمرًا، وقد يجوز أن يكون الخشب بضمّ الخاء والشّين إلى أنّها جمع خشبةٍ، فتضمّ الشّين منها مرّةً وتسكّن أخرى، كما جمعوا الأكمة أكمًا وأكمًا بضمّ الألف والكاف مرّةً، وتسكين الكاف منها مرّةً، وكما قيل: البدن والبدن، بضمّ الدّال وتسكينها لجمع البدنة، وقرأ ذلك الأعمش والكسائيّ: (خشبٌ) بضمّ الخاء وسكون الشّين.
وللصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان، وبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ وتسكين الأوسط فيما جاء من جمع فعلةٍ على فعلٍ في الأسماء على ألسن العرب أكثرو ذلك كجمعهم البدنة بدنًا، والأجمة أجمًا). [جامع البيان: 22/652-654]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا هوذة، ثنا عوفٌ قال: "بلغني في قوله - عزّ وجلّ-: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله) حتى بلغ (قاتلهم الله أنى يؤفكون) قال: هو عبد اللّه بن أبيٍّ، وكان يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في وجهه: أشهد أنّك رسول اللّه- وليس بموقنٍ- واتخذ أيمانه جنة دون دمه وكان أتم الناس من لدن قرنه إلى قدمه وأثبته لساناً، وهو الذي قال الله فيهم: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدو) يحسبون أنّ محمّدًا وأصحابه سيهلكون بها، لا يوقنون أنّ اللّه مظهره وأصحابه على الدّين كلّه، وأنه ممكن له في الأرض"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/287] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 – 4
أخرج ابن سعد وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصاب الناس شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تصديقي في {إذا جاءك المنافقون} فدعاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم وهو قوله: {خشب مسندة} قال: كانوا رجالا أجمل شيء). [الدر المنثور: 14/490-491] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كأنهم خشب مسندة} قال: نخل قيام). [الدر المنثور: 14/496]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:38 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون...} يقول القائل: قد شهدوا للنبي صلى الله عليه، فقالوا: {واللّه يعلم إنّك لرسوله} فكيف كذّبهم الله؟ يقال: إنما أكذب ضميرهم؛ لأنهم أضمروا النفاق، فكما لم يقبل إيمانهم وقد أظهروه، فكذلك جعلهم كاذبين؛ لأنهم أضمروا غير ما أظهروا). [معاني القرآن: 3/158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون} أكذبهم فيما تعتقده قلوبهم، وفي أنهم يحلفون باللّه إنهم لمنكم.ويحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر). [معاني القرآن: 5/175]

تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {اتّخذوا أيمانهم جنّةً} أي استتروا بالحلف: كلّما ظهر [النبيّ] على شيء منهم يوجب معاقبتهم، حلفوا كاذبين.ومن قرأ: (إيمانهم) بكسر الألف، أراد: تصديقهم باللّه جنة [ووقاية] من القتل). [تفسير غريب القرآن: 467]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {اتّخذوا أيمانهم جنّة فصدّوا عن سبيل اللّه إنّهم ساء ما كانوا يعملون} أي سترة يستترون بها منه، ودليل ذلك أنهم حلفوا على ما وصفنا. وقد قرئت: (اتّخذوا إيمانهم) بكسر الهمزة -أي إظهارهم الإيمان {جنّة فصدّوا عن سبيل اللّه}). [معاني القرآن: 5/175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} أي استتروا باليمين الكاذبة. ومن كسر الهمزة أراد تصديقهم في الظاهر جعلوه [جُنّة] من القتل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فمن الإيمان: تصديق باللسان دون القلب، كإيمان المنافقين. يقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}، أي آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم. كما كان من الإسلام انقياد باللسان دون القلب.
ومن الإيمان: تصديق باللسان والقلب. يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}، كما كان من الإسلام انقياد باللسان والقلب.
ومن الإيمان: تصديق ببعض وتكذيب ببعض. قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، يعني مشركي العرب، إن سألتهم من خلقهم؟ قالوا: الله، وهم مع ذلك يجعلون له شركاء.
وأهل الكتاب يؤمنون ببعض الرّسل والكتب، ويكفرون ببعض. قال الله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}، يعني: ببعض الرسل والكتب، إذ لم يؤمنوا بهم كلّهم). [تأويل مشكل القرآن: 481-482](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} وقرئت فطبع على قلوبهم. ورويت فطبع الله على قلوبهم. والقراءة المعروفة المجمع عليها ههنا فطبع، على ما لم يسمّ فاعله. ويجوز في العربيّة (فطبع عّلى قلوبهم) على إدغام العين في العين لأنهما من مخرج واحد، ولاجتماع الحركات لأنه يجتمع لست حركات، ومن ترك الإدغام فلأن الحرفين من كلمتين وأن العين من الحلق وحروف الإدغام في حروف الفم أكثر منها في حروف الحلق نحو: مدّ، وشدّ، وقرّ، وردّ، وأكثر من باب دعّه يدعّه). [معاني القرآن: 5/175-176]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم...}.من العرب من يجزم بإذا، فيقول: إذا تقم أقم، أنشدني بعضهم:
وإذا نطاوع أمر سادتنا = لا يثننا جبن ولا بخل
وقال آخر:
واستغن ما أغناك ربّك بالغنى = وإذا تصبك خصاصةٌ فتجمّل
وأكثر الكلام فيها الرفع؛ لأنها تكون في مذهب الصفة، ألا ترى أنك تقول:
الرّطب إذا اشتد الحر، تريد في ذلك الوقت. فلما كانت في موضع صفة كانت صلة للفعل الذي يكون قبلها، أو بعد الذي يليها، كذلك قال الشاعر:
وإذا تكون شديدةٌ أدعى لها = وإذا يحاس الحيس يدعى جندب). [معاني القرآن: 3/158]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّهم خشبٌ مّسنّدةٌ...}.خفف الأعمش، وثقل إسماعيل بن جعفر المدني عن أصحابه وعاصم، فمن ثقل فكأنه جمع خشبة خشابا، ثم جمعه فثقل، كما قال: ثمار وثمرٌ. وإن شئت جمعته، وهو خشبة على خشب، فخففت وثقلت، كما قالوا: البدنة، والبدن والبدن، والأكم والأكم.
والعرب تجمع بعض ما هو على صورة خشبة أرى على فعل؛ من ذلك: أجمة وأجم، وبدنة وبدن، وأكمة وأكم. ومن ذلك [من] المعتل: ساحة وسوح، وساق وسوق، وعانة وعون، ولابة ولوب، وقارة وقور، وحياة وحي، قال العجاج:
* ولو ترى إذ الحياة حي *
وكان ينبغي أن يكون: حوى، فكسر أولها لئلا تتبدل الياء واوا، كما قالوا: بيض وعين). [معاني القرآن: 3/158-159]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم...}.جبنا وخوفا، ثم قال: "هم العدو"، ولم يقل: هم الأعداء، وكل ذلك صواب). [معاني القرآن: 3/159]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كأنّهم خشبٌ مسنّدة} جماعة خشب). [مجاز القرآن: 2/259]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مّسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} قال: {خشبٌ مّسنّدةٌ} وكما قال: "عمدٌ" و"عمدٌ" وهو مثل "الخشب" ويقول بعضهم "الخشب"). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خشب}: من خففها فواحدها خشبة مثل بدنة وبدن وقال بعضهم جمع خشباء، وبعضهم يقول: خشب فيثقلها). [غريب القرآن وتفسيره: 378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ}: جمع «خشبة». كما يقال: بدنة وبدن، وأكمة وأكم، ورحمة ورحم. ومن المعتل: قادة وقود.

[تفسير غريب القرآن: 467]
ومن قرأ: (خشب). جعله جمعا لـ «خشب»، [وخشب جمع «خشبة». مثل ثمرة وثمر وثمر.
{يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم} أي كلما صلح صائح، ظنّوا أن ذاك أمر عليهم: جبنا [منهم]. كما قال الشاعر:
ولو أنها عصفورة لحسبتها = مسومة تدعوا عبيدا وأزنما
أي لو طارت عصفورة لحسبتها - من جبنك - خيلا تدعو هاتين القبيلتين.
ثم قال: {هم العدوّ فاحذرهم} أي فهم الأعداء). [تفسير غريب القرآن: 468]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله في المنافقين: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ} فدلّ على جبنهم، واستشرافهم لكل ناعر، ومرهج على الإسلام وأهله.
وأخذه الشاعر- وأنّى له هذا الاختصار- فقال:
ولو أنّها عصفورة لحسبتها = مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما
يقول: لو طارت عصفورة لحسبتَها مِن جُبنِكَ خيلا تدعو هاتين القبيلتين.
وقال الآخر:
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم = خيلا تكرّ عليكم ورجالا). [تأويل مشكل القرآن: 8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور). [تأويل مشكل القرآن: 284-285](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله عزّ وجلّ: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشب مسنّدة يحسبون كلّ صيحة عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} كأنه وصفهم بتمام الصور وحسن الإبانة، ثم أعلم أنهم في تركهم التّفهّم والاستبصار بمنزلة الخشب فقال: {كأنّهم خشب مسنّدة} ويقرأ (خشب مسنّدة) بإسكان الشين؛ فمن قرأ بإسكان الشين فهو بمنزلة بدنة وبدن. ومن قال خشب -بضم الشين- فهو بمنزلة ثمرة وثمر. ويجوز (خشب مسنّدة)، فلا تقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية، وخشبة وخشب مثل شجرة وشجر.
وقوله: {يحسبون كلّ صيحة عليهم} وصفهم اللّه تعالى بالجبن، ويكون أمر كل من خاطب النبي عليه السلام فإنّما يخاطبه في أمرهم بكشف نفاقهم.
وقوله: {هم العدوّ فاحذرهم} أي هم العدو الأدنى، فاحذرهم لأنهم كانوا أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم- ويظهرون أنّهم معه.
وقوله عزّ وجلّ: {قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} ومعنى {أنّى يؤفكون} من أين يصرفون عن الحق إلى الباطل). [معاني القرآن: 5/176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خُشُبٌ}: جمع خشبة). [العمدة في غريب القرآن: 306]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:46 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب آخر من أبواب إن
تقول أشهد إنه لمنطلقٌ فأشهد بمنزلة قوله والله إنه لذاهب وإن غير عاملة فيها أشهد لأن هذه اللام لا تلحق أبداً إلا في الابتداء ألا ترى أنك تقول أشهد لعبد الله خيرٌ من زيد كأنك قلت والله لعبد الله خيرٌ من زيد فصارت إن مبتدأة حين ذكرت اللام هنا كما كان عبد الله مبتدأ حين أدخلت فيه اللام فإذا ذكرت اللام ههنا لم تكن إلا مكسورةً كما أن
عبد الله لا يجوز هنا إلا مبتدأ ولو جاز أن تقول أشهد أنك لذاهبٌ لقلت أشهد بلذاك فهذه اللام لا تكون إلا في الابتداء وتكون أشهد بمنزلة والله.
ونظير ذلك قول الله عز وجل: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} وقال عز وجل: {فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} لأن هذا توكيد كأنه قال يحلف بالله إنه لمن الصادقين). [الكتاب: 3/146-147]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب إن إذا دخلت اللام في خبرها
اعلم أن هذه اللام تقطع ما دخلت عليه عما قبلها. وكان حدها أن تكون أول الكلام؛ كما تكون في غير هذا الموضع. وذلك قولك: قد علمت زيداً منطلقاً. فإذا أدخلت اللام قلت: علمت لزيدٌ منطلقٌ، فتقطع بها ما بعدها مما قبلها، فيصير ابتداء مستأنفاً. فكان حدها في قولك: إن زيداً لمنطلق أن تكون قبل إن؛ كما تكون في قولك: لزيدٌ خيرٌ منك. فلما كان معناها في التوكيد ووصل القسم معنى إن لم يجز الجمع بينهما؛ فجعلت اللام في الخبر، وحدها: أن تكون مقدمة؛ لأن الخبر هو الأول في الحقيقة، أو فيه ما يتصل بالأول، فيصير هو وما فيه الأول. فلذلك قلت: إن زيداً لمنطلق؛ لأن المنطلق هو زيد.
وكذلك لو قلت: إن زيداً لفي داره عمرو، أو: لعمرو يضربه؛ لأن الذي عمروٌ يضربه هو زيدٌ. فهذا عبرة هذا.
ألا ترى أنك إذا فصلت بين إن وبين اسمها بشيءٍ جاز إدخال اللام فقلت: إن في الدار لزيداً، وإن من القوم لأخاك. فهذا يبين لك ما ذكرت.
وذلك قولك: أشهد أن زيداً منطلق، وأعلم أن زيداً خيرٌ منك. فإذا أدخلت اللام قلت أشهد إن زيداً لخيرٌ منك، وأعلم أن زيداً لمنطلق. قال الله عز وجل: {والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}. فلولا اللام لم يكن إلا أن؛ كما تقول: أعلم زيداً خيراً منك. فإذا أدخلت اللام قلت: أعلم لزيدٌ خيرٌ منك. وقال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور. إن ربهم بهم يومئذٍ لخبير}. فهذا مجاز اللام.
ولو قال قائل: أشهد بأنك منطلق لم يكن إلا الفتح، لأنها اسم مخفوض، وعبرتها أبداً ب ذاك فيكون ذاك في أنها اسم تامٌ في موضع أن وصلتها. فإذا قلت: علمت أن زيداً منطلق فهو كقولك: علمت ذاك. وإذا قلت: بلغني أن زيداً منطلق فهو في موضع: بلغني ذاك. وإذا قلت: أشهد بأنك منطلق فمعناه: أشهد بذاك.
فإن قال قائل: فكيف أقول: أشهد بأنك لمنطلق? قيل له: هذا محال كسرت أو فتحت؛ لأن حد الكلام التقديم، فلو أدخلت حرف الخفض على اللام كان محالاً؛ لأن عوامل الأسماء لا تدخل على غيرها. لو قلت هذا لقلت أشهد يذاك.
وكذلك بلغني أنك منطلق، لا يجوز أن تدخل اللام فتقول: بلغني أنك لمنطلق: لأن إن وصلتها الفاعل، واللام تقطع ما بعدها. فلو جاز هذا لقلت: بلغني لذاك. فهذا واضح بين جداً.
فأما قوله عز وجل: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام} فمعناه: إلا وهذا شأنهم. وهو والله أعلم جواب لقولهم: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق}.
وأما قوله عز وجل: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا}. ف أنهم وصلتها في موضع الفاعل. والتقدير والله أعلم: وما منعهم إلا كفرهم.
ونظير التفسير الأول قول الشاعر:
ما أعطياني ولا سألتهمـا = إلا وإني لحاجزي كرمي
يقول: إلا وهذه حالي. فعلى هذا وضعه سيبويه. وغيره ينشده:
ألا وإني لحاجزي كرمي
فهذه الرواية خارجة من ذلك التفسير، ومعناه: أن ألا تنبيه، وأراد: أنا حاجزي كرمي من أن أسأل، أو أقبل). [المقتضب: 2/343-345]

تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل الرفع: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} يدلّك على رفعها رفع حسن مآبٍ.
وأمّا قوله تعالى جدّه: {ويل يومئذ للمكذبين} و{ويلٌ للمطففين} فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاءٌ ههنا لأنّ الكلام بذلك قبيح واللفظ به قبيحٌ ولكنّ العباد إنّما كلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنّه والله أعلم قيل لهم ويلٌ للمطففين وويل يومئذٍ للمكذبين أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الشرّ والهلكة ووجب لهم هذا.
ومثل ذلك قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}. فالعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من اعلم وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما
ومثله: {قاتلهم الله} فإنما أجرى هذا على كلام العباد وبه أنزل القرآن.
وتقول ويلٌ له ويلٌ طويلٌ فإن شئت جعلته بدلاً من المبتدأ الأوّل وإن شئت جعلته صفةً له وإن شئت قلت ويلٌ لك ويلاً طويلا تجعل الويل الآخر غير مبدول ولا موصوف به ولكنّك تجعله دائماً أي ثبت لك الويل دائما). [الكتاب: 1/331-332] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فأما التأويل بالقرآن:
فكالبيض، يعبر بالنساء، لقول الله عز وجل: {كأنهن بيض مكنون}.
وكالخشب، يعبر بالنفاق؛ بقول الله عز وجل: {كأنهم خشب مسندة}.
وكالحجارة، تعبر بالقسوة، بقول الله عز وجل: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}.
وكالسفينة، تعبر بالنجاة؛ لأن الله تعالى نجى بها نوحا عليه السلام ومن كان معه.
وكالماء، يعبر في بعض الأحوال بالفتنة؛ لقول الله تعالى: {لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه}.
وكاللحم الذي يؤكل، يعبر بالغيبة؛ لقول الله عز وجل: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا}.
وكالمستفتح بابا بمفتاح، يعبر بالدعاء؛ لقول الله عز وجل: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} يريد: أن تدعوا.
وكالمصيب مفتاحا في المنام –أو مفاتيح- يعبر بأنه يكسب مالا، لقوله عز وجل في قارون: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} يريد: أمواله؛ سميت أموال الخزائن مفاتيح، لأن بالمفاتيح يوصل إليها.
وكالملك يرى في المحلة أو البلدة أو الدار، وقدرها يصغر عن قدره، وتنكر دخول مثلها مثله؛ يعبر ذلك بالمصيبة والذل ينال أهل ذلك الموضع، لقوله عز وجل: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون}.
وكالحبل، يعبر بالعهد، لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا}.
ولقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} أي: بأمان وعهد.
والعرب تسمي العهد حبلا؛ قال الشاعر:
وإذا تجوزها حبال قبيلة = أخذت من الأخرى إليك حبالها
وكاللباس، يعبر بالنساء؛ لقوله جل وعز: {هم لباس لكم وأنتم لباس لهن} ). [تعبير الرؤيا: 35-37] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (" قيل لأعرابي: ألا تغزو فإن اللّه قد أنذرك. قال: واللّه إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي إليه ركضًا " وقال قرواش بن حوط وذكر رجلين:
ضبعا مجاهرة وليثًا هدنة = وثعيلبا خمر إذا ما أظلما
شعر لعبد الملك بن مروان في جبن عبد اللّه بن خالد
وقال عبد الملك بن مروان في أمية بن عبد اللّه بن خالد:
إذا صوّت العصفور طار فؤاده = وليثٌ حديد الناب عند الثرائد
ونحوه قول الآخر:
ولو أنهم عصفورة لحسبتهم = مسوّمة تدعو عبيد ًا وأزنما
لبعض الشطار في الجبان
وقال اللّه عز وجل: {يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم} ). [عيون الأخبار: 2/166]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون (1) اتّخذوا أيمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل اللّه إنّهم ساء ما كانوا يعملون (2) ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون (3) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون (4)
فضح الله تعالى بهذه الآية سريرة المنافقين، وذلك أنهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم نشهد إنّك لرسول اللّه، وهم في إخبارهم هذا كاذبون، لأن حقيقة الكذب أن يخبر الإنسان بضد ما في قلبه، وكسرت الألف من «إن» في الثلاثة، لدخول اللام المؤكدة في الخبر، وذلك لا يكون مع المفتوحة، وقوله: نشهد وما جرى مجراها من أفعال اليقين، والعلم يجاب بما يجاب به القسم، وهي بمنزلة القسم). [المحرر الوجيز: 8/ 307]

تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الناس: «أيمانهم» جميع يمين، وقرأ الحسن بن أبي الحسن بخلاف عنه «إيمانهم»، بكسر الألف، أي هذا الذي تظهرون، وهذا على حذف مضاف، تقديره: إظهار إيمانهم، والجنة: ما يستتر به في الأجرام والمعاني، وقوله تعالى: فصدّوا يحتمل أن يكون غير متعد تقول: صد زيد، ويحتمل أن يكون متعديا كما قال: صددت الكأس عنا أم عمرو والمعنى: صدوا غيرهم ممن كان يريد الإيمان أو من المؤمنين في أن يقاتلوهم وينكروا عليهم، وتلك سبيل الله فيهم، وقد تقدم تفسير نظير هذه الآية). [المحرر الوجيز: 8/ 307-308]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ذلك إشارة إلى فعل الله تعالى في فضيحتهم وتوبيخهم، ويحتمل أن تكون الإشارة إلى سوء ما عملوا، فالمعنى ساء عملهم أن كفروا بعد إيمانهم، وقوله تعالى: آمنوا ثمّ كفروا إما أن يريد به منهم من كان آمن ثم نافق بعد صحة من إيمانه، وقد كان هذا موجودا، وإما أن يريدهم كلهم، فالمعنى ذلك أنهم أظهروا الإيمان ثم كفروا في الباطن أمرهم فسمى ذلك الإظهار إيمانا، وقرأ بعض القراء: «فطبع» على بناء الفعل للفاعل، وقرأ جمهور القراء: «فطبع» بضم الطاء على بنائه للمفعول بغير إدغام. وأدغم أبو عمرو، وقرأ الأعمش: «فطبع الله»، وعبر بالطبع عما خلق في قلوبهم من الريب والشك وختم عليهم به من الكفر والمصير إلى النار). [المحرر الوجيز: 8/ 308]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم توبيخ لهم لأنهم كانوا رجالا أجمل شيء وأفصحه، فكان نظرهم يروق وقولهم يخيب، ولكن الله تعالى جعلهم «كالخشب المسندة»، وإنما هي أجرام لا عقول لها، معتمدة على غيرها، لا تثبت بأنفسها، ومنه قولهم: تساند القوم إذا اصطفوا وتقابلوا للقتال، وقد يحتمل أن يشبه اصطفافهم في الأندية باصطفاف الخشب المسندة وخلوهم من الأفهام النافعة خلو الخشب من ذلك، وقال رجل لابن سيرين: رأيتني في النوم محتضنا خشبة، فقال ابن سيرين: أظنك من أهل هذه الآية وتلا: كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ. وقرأ عكرمة وعطية: «يسمع» مضمومة بالياء، وقرأ نافع وابن عامر وحمزة وعاصم: «خشب» بضم الخاء والشين، وقرأ قنبل وأبو عمرو والكسائي: «خشب» بضم الخاء وإسكان الشين وهي قراءة البراء بن عازب واختيار ابن عبيد. وقرأ سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب: «خشب» بفتح الخاء والشين، وذلك كله جمع خشبة بفتح الخاء والشين، فالقراءتان أولا كما تقول: بدنة وبدن وبدن: قاله سيبويه، والأخيرة على الباب في تمرة وتمر.
وكان عبد الله بن أبي من أبهى المنافقين وأطولهم، ويدل على ذلك أنه لم يوجد قميص يكسو العباس غير قميصه، وقد تقدم في سورة البقرة تحرير أمر المنافقين وكيف سترهم الإسلام.
وقوله تعالى: يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم، فضح أيضا لما كانوا يسرونه من الخوف، وذلك أنهم كانوا يتوقعون أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله بقتلهم، وقال مقاتل: فكانوا متى سمعوا نشدان ضالة أو صياحا بأي وجه كان أو أخبروا بنزول وحي طارت عقولهم حتى يسكن ذلك. ويكون في غير شأنهم، وجرى هذا اللفظ مثلا في الخائف، ونحو قول الشاعر [بشار بن برد العقيلي]: [الوافر]
يروّعه السرار بكل أرض = مخافة أن يكون به السرار
وقول جرير: [الكامل]
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم = خيلا تكر عليهم ورجالا
ثم أخبر تعالى بأنهم العدوّ وحذر منهم، والعدوّ يقع للواحد والجمع، وقوله تعالى: قاتلهم اللّه دعاء يتضمن الإقصاء والمنابذة، وتمني الشر لهم، وقوله تعالى: أنّى يؤفكون معناه: كيف يصرفون، ويحتمل أن يكون أنّى استفهاما، كأنه قال كيف يصرفون أو لأي سبب لا يرون أنفسهم، ويحتمل أن يكون: أنّى ظرفا ل قاتلهم كأنه قال قاتلهم اللّه، كيف انصرفوا أو صرفوا، فلا يكون في القول استفهام على هذا). [المحرر الوجيز: 8/ 308-310]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون (1) اتّخذوا أيمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل اللّه إنّهم ساء ما كانوا يعملون (2) ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون (3) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون (4)}
يقول تعالى مخبرًا عن المنافقين: إنّهم إنّما يتفوّهون بالإسلام إذا جاءوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمّا في باطن الأمر فليسوا كذلك، بل على الضّدّ من ذلك؛ ولهذا قال تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه} أي: إذا حضروا عندك واجهوك بذلك، وأظهروا لك ذلك، وليسوا كما يقولون: ولهذا اعترض بجملةٍ مخبرةٍ أنّه رسول اللّه، فقال: {اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله}
ثمّ قال: {واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون} أي: فيما أخبروا به، وإن كان مطابقًا للخارج؛ لأنّهم لم يكونوا يعتقدون صحّة ما يقولون ولا صدقه؛ ولهذا كذّبهم بالنّسبة إلى اعتقادهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 125]

تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {اتّخذوا أيمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل اللّه} أي: اتّقوا النّاس بالأيمان الكاذبة والحلفات الآثمة، ليصدّقوا فيما يقولون، فاغترّ بهم من لا يعرف جليّة أمرهم، فاعتقدوا أنّهم مسلمون فربّما اقتدى بهم فيما يفعلون وصدّقهم فيما يقولون، وهم من شأنهم أنّهم كانوا في الباطن لا يألون الإسلام وأهله خبلا فحصل بهذا القدر ضررٌ كبيرٌ على كثيرٍ من النّاس ولهذا قال تعالى: {فصدّوا عن سبيل اللّه إنّهم ساء ما كانوا يعملون} ولهذا كان الضّحّاك بن مزاحم يقرؤها: "اتّخذوا إيمانهم جنّةً" أي: تصديقهم الظّاهر جنّة، أي: تقيّةً يتّقون به القتل. والجمهور يقرؤها: {أيمانهم} جمع يمينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 125]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ([وقوله] {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أي: إنما قدّر عليهم النّفاق لرجوعهم عن الإيمان إلى الكفران، واستبدالهم الضّلالة بالهدى {فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أي: فلا يصل إلى قلوبهم هدًى، ولا يخلص إليها خيرٌ، فلا تعي ولا تهتدي). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 125-126]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم} أي: كانوا أشكالًا حسنةً وذوي فصاحةٍ وألسنةٍ، إذا سمعهم السّامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم، وهم مع ذلك في غاية الضّعف والخور والهلع والجزع والجبن؛ ولهذا قال: {يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم} أي: كلّما وقع أمرٌ أو كائنةٌ أو خوفٌ، يعتقدون، لجبنهم، أنّه نازلٌ بهم، كما قال تعالى: {أشحّةً عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا} [الأحزاب: 19] فهم جهامات وصورٌ بلا معاني. ولهذا قال: {هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} أي: كيف يصرفون عن الهدى إلى الضّلال.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبريّ. عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ للمنافقين علاماتٍ يعرفون بها: تحيّتهم لعنةٌ، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلولٌ، ولا يقربون المساجد إلّا هجرا ولا يأتون الصّلاة إلّا دبرا، مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون، خشبٌ باللّيل، صخب بالنّهار". وقال يزيد مرةً: سخبٌ بالنهار). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 126]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة