العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > التفاسير اللغوية المجموعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 ذو الحجة 1432هـ/1-11-2011م, 09:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تفسير سورة طه

تفسير سورة طه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 02:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {طه (1) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفسيرين متضادين قوله عز وجل: {طه}؛ قال بعض المفسرين: معناه: يا رجل بالسريانية، وقال غيره: معناه: يا رجل، بلغة عك، وزعم أن عكا يقولون للرجل: (طه)، وكذلك للرجال والنسوة، وأنشد:


إن السفاهة طه من خليقتكم = لا قدس الله أخلاق الملاعين
وقال الأخفش: (طه) علامة لانقطاع السورة من السورة التي قبلها.
وقال الفراء: طه بمنزلة (الم)، ابتدأ الله جل وعز بها مكتفيا بها من جميع حروف المعجم؛ ليدل العرب على أنه
أنزل القرآن على نبيه باللغة التي يعلمونها، والألفاظ التي يعقلونها، كي لا تكون لهم على الله حجة). [كتاب الأضداد: 404-405]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) }

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال أبو العباس: يقال فيه ضروب؛ يقال أ قبل، ويقال استوى عليه من الاستواء. والمعتزلة يقولون: استولى). [مجالس ثعلب: 269]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والثرى على وجهين: الثرى من الندى مقصور يكتب بالياء، والثراء في كثرة المال واليسار ممدود يكتب بالألف). [المقصور والممدود: 18]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (قال الأصمعي: حدثني الثقة عن رؤبة بن العجاج أنه قال: شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى وشهر استوى. وذلك أن المطر إذا وقع الأول منه قيل الأرض تمكت ترابا رطبا فهو الثرى، ثم تنبت فترى النبات في شهر فهو قوله: ترى. ثم تكون في الشهر الثالث مرعى. ثم يستوي النبت في الرابع ويكتهل، وإذا يبس الثرى قيل: بلح يبلح بلوحا). [النبات والشجر: 39]

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (التقى الثريان.
..... والثرى هو التراب الندي). [الأمثال: 177]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأموي: البرى على مثال الثرى هو التراب). [الغريب المصنف: 1/390]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

إلى عرق الثرى وشجت عروقي = وهذا الموت يسلبني شبابي
الثرى: التراب. يقال: ثر هذا المكان؛ أي ندي). [شرح ديوان امرئ القيس: 541-542]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال الرستمي: قال يعقوب: ثراء المال كثرته ونماؤه ويقال ثرا بنو فلان بني فلان إذا كثروهم أي: صاروا أكثر منهم، والثرى: الندى مقصور وثري المكان يثرى ثرى: ثر هذا المكان أي نده). [شرح المفضليات: 774]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ومثرية: متصلة، مأخوذ من الثرى، وهو التراب الندى، يقال: ثريت التراب إذا بللته، قال جرير:

فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى = فإن الذي بيني وبينكم مثرى
ويقال: قد ثريت بك، أي كثرت بك، وثرى بنو فلان بنى فلان، أي صاروا أكثر منهم.
وأثرى الرجل يثري إثراءً إذا كثر ماله، وإنه لمثرٍ.
والثراء والثروة جميعًا: كثرة الأموال، وقد تكون الثروة كثرة العدد.
وينشد بيت ابن مقبل:
وثروةٍ من رجال لو رأيتهم = لقلت إحدى حراج الجر من أقر
فالثروة هاهنا كثرة العدد.
ويروى، وثورة من رجال، وهم الذين يثورون في الحرب). [الأمالي: 1/94]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال أبو العباس في المثل السائر: قيل لرجل: ما خفي? قال: ما لم يكن.
وفي تفسير هذه الآية: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}. قال: ما حدَّثت به نفسك. كما قال: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ}، تقديره في العربية: وأخفى منه). [الكامل: 2/876]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (قال أبو سعيد يقال للخشبة التي أحد طرفيها جمرة والآخر ليس كذلك شهاب فإن كانت أغلظ من ذاك فهي الجِذوة وأما القبس فمثل الفتيلة تستشعل فيها أو الشمعة فأما إذا أخذت نارا في شيحة أو قصب أو سعف فهو ضرم كله). [نقائض جرير والفرزدق: 294]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فأدبر يكسوها الرغام كأنه = على القور والآكام جذوة مقبس
...
مقبس: معطي النار. قال: والقابس: آخذ النار. يقال: قبس مني نارا يقبسها قبسا، وأقبس. والقبس: الشعلة، وإنما شبهها بالجذوة في بريقه). [شرح ديوان امرئ القيس: 531]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ومنزل ضنك لا أريد مبيته = كأني به من شدة الروع آنس
قال أبو عكرمة: آنس من قول الله عز وجل: {إني آنست نارًا} ). [شرح المفضليات: 463]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وطِوى وطُوى اسمان لغتان بضم الطاء وكسرها وهو الجبل). [المقصور والممدود: 61]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«الحرب» و«النعل» و«القوس» إناث.
قال أبو عبد الله: قال الفراء في موضع آخر: الحرب مذكر). [المذكور والمؤنث: 75] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومن الأضداد أيضا: «خفيت الشيء» كتمته، وخفيته وأخفيته جميعا، لغتان، أظهرته. قال الله جل ثناؤه: {أكاد أخفيها} بفتح الألف، أي: أظهرها. ويقال: خفا البرق خفوا، أي: ظهر. وخفي الشيء: يخفى ظهر، وأخفيته: أظهرته، وخفيته خفيا بالإسكان وخفاية بكسر الخاء. وقال الشاعر:
فإن تكتموا الداء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
ويروى: لا نخفه وهي لغة يمانية في نخفه. وقال امرؤ القيس:
خفاهن من أنفاقهن كأنما = خفاهن ودق من عشي مجلب
أي: أظهرهن، يعني الفأر، من الجحرة.
وقال عبدة بن الطبيب:
يخفي التراب بأظلاف ثمانية = في أربع مسهن الأرض تحليل
يخفي: يظهر. قال النابغة:
يخفي بأظلافه حتى إذا بلغت = يبس الكثيب دعاه الترب فانهدما
قال: الركية تسمى خفية. ولا يقال: أخفيته إلا كتمته ولا يعرف من خفيته إلا أظهرته). [الأضداد: 88-89]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (*خفا* وأخفيت الشيء كتمته وأخفيته أظهرته، وفي القرآن: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها} أي: أظهرها، وأنشد لامرئ القيس بن عابس الكندي (المتقارب):

فإن تكتموا الشر لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا تقعد
بالألف ورواه غيره بالفتح بغير ألف، وخفيت وأخفيت أيضا أظهرت، وأنشد الأصمعي لامرئ القيس يصف فرسا (الطويل):
خفاهن من أنفاقهن كأنما = خفاهن ودق من سحاب مركب
بغير ألف يعني أن المطر أخرج الفأر من الجحر، وقال أبو ذؤيب (الطويل):
ومدعس فيه الأنيض اختفيته = بجرداء ينتاب الثميل حمارها
ومدعس أي: مختبز ومطبخ الذي قد اختبز فيه مرة بعد مرة، والأنيض اللحم الذي لم ينضج، واختفيته استخرجته لأن العجلة لم تدعه ينضج، ويقال للركية التي قد اندفنت ثم استخرجت خفية، قال ساعدة ابن جؤية (البسيط):
حيران يركب أعلاه أسافله = يخفي تراب جديد الأرض منهزم
يخفيه يستخرجه لشدة وقعه، حيران يعني أن الغيم حيران لا يتوجه وجهة إنما يأخذ يمينا وشمالا، وقوله منهزم أي متفجر بالماء، وأصل الهزم التخرق في الجلد وغيره يقال سقاء فيه هزوم، ويقال للقربة إذا يبست وتكسرت قد تهزمت، ومن ذلك سميت الهزيمة وهو من الكسر، ومنه الهزمة تكون في الأرض وهو المكان المطمئن فشبه الغيم بسقاء قد انخرق فهو يخرج ماءه وقال عبدة بن الطبيب يصف ثورا:
يخفي التراب بأظلاف ثمانية = في أربع وقعهن الأرض تحليل
ويقال خفي البرق يخفي إذا ظهر ولمع، قال حميد بن ثور :
أرقت لبرق في نشاص خفت به = سوائم في أعناقهن بسوق
وقرأ بعض القراء: (إن الساعة آتية أكاد أَخفِيها) بفتح الألف أي أظهرها، وجاء في الحديث ليس على المختفي قطع وهو النباش وسمي مختفيا لأنه يختفي الكفن أي يظهره). [كتاب الأضداد: 21-23]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقد كان الكسائي يحدث عن محمد بن سهل الأسدي، عن وفاء بن إياس، عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ: {إن الساعة آتية أكاد أَخْفيها) يعني أظهرها}. [غريب الحديث: 1/189]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أريد أسترها؛ ومن قال أخفة قال أظهر). [مجالس ثعلب: 231]

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأخفيت حرف من الأضداد؛ يقال: أخفيت الشيء، إذا سترته، وأخفيته إذا أظهرته، قال الله عز وجل: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها}، فمعناه أكاد أسترها، وفي قراءة أبي: (أكاد أخفيها من نفسي
فكيف أطلعكم عليها)، فتأويل (من نفسي) (من قبلي) و(من غيبي)، كما قال: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}، ويقال: معنى الآية: إن الساعة آتية أكاد أظهرها. ويقال: خفيت الشيء، إذا أظهرته.
ولا يقع هذا –أعني الذي لا ألف فيه- على الستر والتغطية.
قال الفراء: حدثنا الكسائي، عن محمد بن سهل، عن وقاء، عن سعيد بن جبير أنه قرأ: (أكاد أَخْفيها) فمعنى (أخفيها) أظهرها. وقال عبدة بن الطبيب يذكر ثورا يحفر كناسا، ويستخرج ترابه فيظهره:
يخفي التراب بأظلاف ثمانية = في أربع مسهن الأرض تحليل
أراد يظهر التراب. وقال الكندي:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
أراد لا نظهره، وقال النابغة:
يخفي بأظلافه حتى إذا بلغت = يبس الكثيب تدانى الترب وانهدما
أراد يظهر.
قال أبو بكر: يجوز أن يكون معنى الآية: إن الساعة آتية أكاد آتي بها؛ فحذف (آتي) لبيان معناه، ثم
ابتدأ فقال: (أخفيها لتجزى كل نفس)، قال ضابئ البرجمي:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني = تركت على عثمان تبكي حلائله
أراد: وكدت أقتله، فحذف ما حذف، إذ كان غير ملبس. ويجوز أن يكون المعنى: إن الساعة آتية أريد أخفيها، قال الله عز وجل: {كذلك كدنا ليوسف}، فيقال: معناه أردنا. وأنشدنا أبو علي العنزي للأفوه:
فإن تجمع أوتاد وأعمدة = وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
معناه الذي أرادوا. وقال الآخر:
كادت وكدت وتلك خير إرادة = لو عاد من لهو الصبابة ما مضى
معناه أرادت وأردت. ويجوز أن يكون معنى الآية: إن الساعة آتية أخفيها لتجزى كل نفس؛ فيكون (أكاد) مزيدا للتوكيد، قال الشاعر:
سريعا إلى الهيجاء شاك سلاحه = فما إن يكاد قرنه يتنفس
أراد: فما كاد قرنه. وقال أبو النجم:
وإن أتاك نعيي فاندبن أبا = قد كاد يضطلع الأعداء والخطبا
معناه قد يضطلع. وقال الآخر:
وألا ألوم النفس فيما أصابني = وألا أكاد بالذي نلت أبجح
معناه: وألا أبجح بالذي نلت. وقال حسان:
وتكاد تكل أن تجيء فراشها = في جسم خرعبة وحسن قوام
معناه: وتكسل أن تجيء فراشها.
وقال أبو بكر: والمشهور في (كدت) مقاربة الفعل، كدت أفعل كذا وكذا: قاربت الفعل ولما أفعله. وما كدت أفعله، معناه فعلته بعد إبطاء. قال الله عز وجل: {فذبحوها وما كادوا يفعلون}، معناه فعلوا بعد إبطاء لغلائها، قال قيس بن الخطيم:

أتعرف رسما كاطراد المذاهب = لعمرة وحشا غير موقف راكب
ديار التي كادت ونحن على منى = تحل بنا لولا نجاء الركائب
معناه قاربت الحلول ولم تحل. وقال ذو الرمة:
وقفت على ربع لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

وأسقيه حتى كاد مما أبثه = تكلمني أحجاره وملاعبه
معناه: قارب الكلام ولم يكن كلام. وقال الآخر:

وقد كدت يوم الحزن لما ترتمت = هتوف الضحى محزونة بالترنم
أموت لمبكاها أسي إن عولتي = ووجدي بسعدى شجوه غير منجم
معناه مقلع. وأراد بقوله: (كدت) قاربت الموتى ولم أمت، ويقال: خفا البرق يخفو، إذا ظهر، وهو من قولهم: خفيت الشيء، إذا أظهرته، قال حميد بن ثور:
أرقت لبرق في نشاص خفت به = سواجم في أعناقهن بسوق
بسوق: طول، بسق الرجل إذا طال). [كتاب الأضداد: 95-99]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومثله أيضا: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به}. يقول قوم: الراسخون في العلم المعطوفون على الله جل وعز، ويقولون في موضع نصب على الحال، وإن كان مرفوعا في اللفظ، والتقدير: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم قائلين آمنا به، واحتجوا بقول الشاعر:
الريح تبكي شجوه = والبرق يلمع في الغمامه
أراد الريح تبكي شجوه، والبرق يبكي أيضا لامعا في الغمامة، واحتجوا بما أخبرناه عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن خلف الجوباري، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الراسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنا بالله. وبما أخبرناه أيضا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله.
وقال أكثر أهل العلم: (الراسخون) مستأنفون مرفوعون بما عاد من (يقولون)، لا يدخلون مع الله تبارك وتعالى في العلم، لأن في كتاب الله جل وعز حروفا طوى الله تأويلاتها عن الناس اختبارا للعباد، ليؤمن المؤمن بها على غموض تأويلها فيسعد، ويكفر بها الكافر فيشقى؛ من ذلك قوله جل وعز: {إن الساعة آتية} تحت الإتيان تأويل زمان محدود لا يعلمه غير الله عز وجل، يدل على ذلك أنهم طالبوا به، وأرادوا علمه فمنعوا، ولم يجابوا إلى كشفه، فكان من قولهم: {متى هذا الوعد}، و{أيان مرساها}، وكان من جواب الله عز وجل: {يعلمها إلا هو} ). [كتاب الأضداد: 424-425] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
يخفي التراب بأظلاف ثمانية = في أربع مسهن الأرض تحليل
يخفي التراب يستخرجه لشدة عدوه، ويقال خفيت الشيء إذا استخرجته، وقرأ بعضهم: (إن الساعة آتية أكاد أَخْفيها)، أي: أظهرها، ومن قرأ {أُخفيها} أراد أسرها، ومنه الحديث: (ليس على مختف قطع) ). [شرح المفضليات: 282]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويخفي: يظهر يقال خفى الشيء أظهره وأخفاه ستره ومنه قول امرئ القيس:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
فيقول له أثمت في يمينك على مالنا ليقسمن لأنك لا تصل إلى ذلك. وقرأ مجاهد: (إن الساعة آتية أكاد أَخفيها) أي: أظهرها). [شرح المفضليات: 599]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (مطلب الكلام على مادة خ ف ى
وقال اللحياني: خفيت شيء أخفيه خفيًا وخفيًّا إذا استخرجته وأظهرته، وأنشد:
خفاهنّ من أنفاقهنّ كأنّما = خفاهنّ ودق من سحاب مركّب
وغيره يروى: من عشيّ مجلّب، أي مصوت.
ويقال: اختفيت الشيء، أي أظهرته.
وأهل الحجاز يسمون النّبّاش: المختفي، لأنه يستخرج أكفان الموتى.
وأخفيت الشيء أخفيه إخفاء إذا سترته، قال الله عزّ وجلّ: {أكاد أخفيها} [طه: 15] وهي قراءةً العامة والناس، وروى عن سعيد بن جبير: أنه كان يقرأ: {أكاد أَخْفِيها} [طه: 15] أي أظهرها، وقال أبو عبيدة: أخفيت الشيء كتمته وأظهرته.
ويقال: دعوت الله خفية وخفية، أي في خفض، قال الله عزّ وجلّ: {ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفيةً} [الأعراف: 55] وهي قراءةً الناس والمجتمع عليها، وكان عاصم يقرأ: {تضرّعًا وخِفْيَةً} [الأعراف: 55] في جميع القرآن.
وقال اللحياني وأبو نصر: الخافي: الجنّ.
قال اللحياني يقال: أصابته ريح من الخوافي، وأصابته ريح من الخافي، وهو واحد الخوافي، وقال أبو نصر: الخوافي جمع الجمع، وسمعت أبا بكر بن دريد، يقول: إنما قيل لهم خاف لخفائهم واستتارتهم عن العيون.
وقال اللحياني: الخوافي من السعف: ما دون القلبة، واحدتها خافية.
والخوافي من ريش الطائر: ما دون المناكب، وهي أربع ريشات.
قال ويقال لأربع ريشات في مقدّم الجناح: القوادم، ثم تليها أربع ريشات مناكب، ثم تليها أربع ريشات خواف، ثم يلي الخوافي أريع أباهر.
وقال غيره: في جناح الطائر عشرون ريشة مما يلي الجنب، فأربع قوادم، وأربع مناكب، وأربع كلي، وأربع خواف، وأربع أباهر.
ويقال برح الخفاء، أي ظهر الأمر وصار كأنه في براح، وهو المكان المستوي المتّسع.
وقال اللحياني قال
بعضهم: برح الخفاء، أي ذهب السّر وظهر، والخفاء ههنا: السّر.
وقال: الخفاء مصدر خفى يخفى خفاء، وقال بعضهم: الخفاء المتطأطئ من الأرض، والبراح: المرتفع الظاهر، فيقول: ارتفع المطأطئ حتى صار كالمرتفع الظاهر، وقال أبو نصر: الخفاء: ما غاب عنك). [الأمالي: 1/2112-212]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) )
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والردى مقصور يكتب بالياء). [المقصور والممدود: 80]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


ومستخلس الأرطى مخوف به الردى = بعيد المدى للعيس دفن المناهل
...
(الردى) الهلاك). [شرح أشعار الهذليين: 3/1026]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويردي: يهلك، يقال: ردي الرجل إذا هلك، والردى: الهلاك، والإرداء: الإهلاك). [الكامل: 1/126]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) }
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال أبو حزام: واحد المآرِب: مَأْرِبَةٌ). [كتاب الجيم: 1/65]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والإربة والأرب والإرب الحاجة ومنه قول عائشة: كان أملككم لإربه [في حديث النبي عليه السلام]. ويقال المأربة والمأربة وجمعها مآرب من قول الله عز وجل: {ولي فيها مآرب أخرى} ). [الغريب المصنف: 3/984] (م)
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد هششت الورق أهشه هشا إذا ضربته بعصا لينحت فتعلفه لغنمك قال الله وجل وعز: {وأهش بها على غنمي} وقد هش الخبز يهش هشا إذا كان هشا وقد هششت إليه أهش هشاشة إذا خففت إليه وارتحت له). [إصلاح المنطق: 200]

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول ما أربك إلى هذا أي ما حاجتك إليه ولي في هذا الشيء أرب وإربة ومأربة أي حاجة قال الله جل ثناؤه: {ولي فيها مآرب أخرى} وقال: {غير أولي الإربة من الرجال} أي غير ذوي الحاجة من الرجال إلى النساء). [إصلاح المنطق: 295]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هذه عصاي قال الله جل وعز: {هي عصاي أتوكأ عليها} وزعم الفراء أن أول لحن سمع بالعراق هذه عصاتي). [إصلاح المنطق: 297]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

وبجانبي نعمان قلت = ألن تبلغني مآرب
و(مآرب) حوائج، واحدتها (مأربة) ). [شرح أشعار الهذليين: 1/316]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
لظل صدى صوتي ولو كنت رمة = لصوت صدي ليلى يهش ويطرب
(هششت له) ارتحت له، و(هششت الشجر) ضربته حتى ينتثر من قوله عز وجل: {وأهش بها على غنمي} ). [شرح أشعار الهذليين: 2/938]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والياء المكسور ما قبلها لا يدخلها خفض ولا رفع لثقل ذلك، نحو ياء القاضي، ويدخلها الفتح في قولك: رأيت القاضي؛ فلذلك بنيت هذه الياء على الفتح.
وإنما جاز إسكانها في قولك: هذا غلامي، وزيد ضربني؛ لأن ما قبلها معها بمنزلة شيء واحد، فكان عوضاً مما يحذف منها، والحركات مستثقلة في حروف المد واللين؛ فلذلك أسكنت استخفافاً.
فمما حركت فيه على الأصل قول الله عز وجل: {يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه} حركت الياء على الأصل، وألحقت الهاء لبيان الحركة في الوقف.
فإن وصلت حذفتها؛ لأن حركة الياء تظهر في ماليه وسلطانيه، وما كان مثل هذا إنما هو بمنزلة قولك {فبهداهم اقتده} فإن وصلت حذفت. وكذلك يقرأ: {لكم دينكم ولي دين} على الإسكان والحركة.
فإن كان ما قبل هذه الياء ساكناً فالحركة فيها لا غير لئلا يلتقي ساكنان، وذلك قولك: هذه عشري يا فتى، وهذه رحاي فاعلم. و{يا بني لا تدخلوا من باب واحد} حذفت النون للإضافة، وأدغمت الياء التي كانت في ياء الإضافة. فحركت ياء الإضافة لئلا يلتقي ساكنان على أصلها، وكذلك قولك: {هي عصاي أتوكأ عليها} لا يكون إلا ذلك لما ذكرت لك من سكون ما قبلها.
وأما قوله: {يا بني إنها إن تك} فإنما أضاف قوله بني فاعلم، الياء ثقيلة فتصرف في الكلام؛ لأن الواو والياء إذا سكن ما قبل كل واحد منهما جريا مجرى غير المعتل. نحو: دلو، وظبي، ومغزو، ومرمي. لا يكون ذلك إلا معرباً). [المقتضب: 4/248-249] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وأكفيها معاشر قد رأتهم = من الجرباء فوقهم طبابا
قال الضبي: أي أكفي هذه الخلة وهذه الأفعال معاشر قد أعيتهم وأرتهم ما يكرهون. والجرباء: السماء والطباب جمع طبابة وأصله الخرز الذي يكون في أسفل القربة طولاً. وأنشد لذي الرمة في الجرباء:
بعشرين من صغرى النجوم كأنها = وإياه في الجرباء لو كان ينطق
وصغرى ههنا جمع ولا يجوز أن تكون واحدةً كقول الله عز وجل: {ولي فيها مآرب أخرى}، فقال مآرب ونعتها بأخرى. ومثله قوله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى} فالحسنى نعت للأسماء). [شرح المفضليات: 702]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) }

تفسير قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) }

تفسير قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) }

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) }

تفسير قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) }

تفسير قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30) }

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد آزرته على الأمر أي أعنته وقويته ومنه قوله: {اشدد به أزري} ). [إصلاح المنطق: 373]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} شد أزره، إذا عاونه في أمره، أي أعني وقوني. الأزر: العون؛ آزره يؤازره). [مجالس ثعلب: 115]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) }

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) }

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}، قال أنا ألقيت المحبة عليك مني). [مجالس ثعلب: 321]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) }

تفسير قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقوله ما تني أي: ما تقصر يقال ونى يني ونيًا وونيًا وهو من التواني. غيره: ومنه قوله عز ذكره: {و لا تنيا في ذكري} أي: لا تضعفا). [شرح المفضليات: 444]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) }

تفسير قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل الرفع: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} يدلّك على رفعها رفع حسن مآبٍ.
وأمّا قوله تعالى جدّه: {ويل يومئذ للمكذبين} و{ويلٌ للمطففين} فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاءٌ ههنا لأنّ الكلام بذلك قبيح واللفظ به قبيحٌ ولكنّ العباد إنّما كلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنّه والله أعلم قيل لهم ويلٌ للمطففين وويل يومئذٍ للمكذبين أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الشرّ والهلكة ووجب لهم هذا.
ومثل ذلك قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}. فالعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من اعلم وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما
ومثله: {قاتلهم الله} فإنما أجرى هذا على كلام العباد وبه أنزل القرآن.
وتقول ويلٌ له ويلٌ طويلٌ فإن شئت جعلته بدلاً من المبتدأ الأوّل وإن شئت جعلته صفةً له وإن شئت قلت ويلٌ لك ويلاً طويلا تجعل الويل الآخر غير مبدول ولا موصوف به ولكنّك تجعله دائماً أي ثبت لك الويل دائما). [الكتاب: 1/331-332]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن هذه الحروف لعل تقول: لعل زيداً يقوم. ولعل حرف جاء لمعنى مشبه بالفعل كأن معناه التوقع لمحبوب أو مكروه. وأصله عل واللام زائدة فإذا قلت: لعل زيداً يأتينا بخير، ولعل عمراً يزورنا. فإنما مجاز هذا الكلام من القائل، أنه لا يأمن أن يكون هذا كذا. والخبر يكون اسماً؛ لأنها بمنزلة إن، ويكون فعلاً، وظرفاً؛ كما يكون في إن تقول: لعل زيداً صديقٌ لك، ولعل زيداً في الدار، ولعل زيداً إن أتيته أعطاك. إذا ذكرت الفعل فهو بغير أن أحسن؛ لأنه خبر ابتداء، وقال الله عز وجل: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً} وقال: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} ). [المقتضب: 3/73-74] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن ما جاوز الثلاثة بغير زيادة لم يجز أن يقال فيه: ما أفعله. وذلك لأنك إن بنيته هذا البناء حذفت من الأصل حرفاً. وهذا مما لا يجوز؛ لأن معناه إنما كمل بحروفه؛ إذ كن كلهن أصولا، وإنما يستعمل فيما كان من هذا القبيل ما يدل عليه من فعل غيره وذلك انك إذا قلت: دحرج، واحرنجم، وما أشبه ذلك من الأفعال من غير هذا الجنس قلت: ما أشد دحرجته، وما أشد احرنجامه. لأنك لو أدخلت على هذا الهمزة لخرج من بناء الأفعال، ولا يجوز الحذف لما وصفت لك.
وكذلك ما كان من الألوان والعيوب، نحو: الأعور والأحمر، لا يقال: ما أحمره، ولا ما أعوره. وإنما امتنع هذا لشيئين: أحدهما: أن أصل فعله أن يكون أفعل، وافعال. نحو: احمر واحمار. ودخول الهمزة على هذا محال.
والقول الآخر قول الخليل: وهو أن هذا شيء قد ثبت واستقر، فليس يجوز فيه الزيادة والنقصان. فهو وإن كان مشتقاً من الفعل بمنزلة اليد، والرجل لا تقوله؛ كما لا تقول: ما أيداه، ولا ما أرجله. وإنما أقول: ما أشد يده. فعلى هذا: ما أشد حمرته، وما أشد عوره، وكذلك جميع بابها.
ومثل هذا قوله: هذا أحسن من هذا، وهذا أضرب من ذا، وهذا أشد عوراً من ذا، وأشد حولاً من ذا؛ لأن هذا والتعجب من باب واحد.
فإن قال قائل: فقد جاء في القرآن: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}.
قيل له: في هذا جوابان، كلاهما مقنع: أحدهما: أن يكون من عمى القلب، وإليه ينسب أكثر الضلال؛ لأنه حقيقته كما قال: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. فعلى هذا تقول: ما أعماه؛ كما تقول: ما أحمقه.
والوجه الآخر: أن يكون من عمى العين، فيكون {فهو في الآخرة أعمى} لا تريد به أعمى من كذا، ولكنه في الآخرة أعمى، كما كان في الدنيا، وهو في الآخرة أضل سبيلا.
وتقول: يا هند أحسن بزيد، ويا رجلان أحسن بزيد؛ لأنك لست تأمرهم أن يصنعوا شيئاً، وإنما المعنى: ما أحسنه فإذا كان من الألوان، والعيوب قلت يا هند، أشدد بحمرة زيد، ويا رجال، أشدد بحمرة زيد. ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {أسمع بهم وأبصر}.
ولا يقال لله عز وجل تعجب. ولكنه خرج على كلام العباد. أي هؤلاء ممن يجب أن يقال لهم: ما أسمعهم، وأبصرهم في ذلك الوقت.
ومثل هذا قوله: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} ولعل إنما هي للترجي. ولا يقال ذلك لله ولكن المعنى والله أعلم، إذهبا أنتما على رجائكما، وقولا القول الذي ترجوان به. ويرجو به المخلوقون تذكر من طالبوه.
وأما قوله: {فما أصبرهم على النار} فليس من هذا. ولكنه والله أعلم التقرير والتوبيخ. وتقديره: أي شيء أصبرهم على النار? . أي دعاهم إليها، واضطرهم إليها؛ كما تقول: صبرت زيداً على القتل. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر الروح). [المقتضب: 4/180-183] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "لما أوشكت أن تضلعا": يقول: لما قاربت ذلك، والوشيك القريب من الشيء والسريع إليه، يقال: يوشك فلان أن يفعل كذا وكذا، والماضي منه أوشك، ووقعت بأن وهو أجود، وبغير "أن" كما كان ذلك في" لعل"، تقول: لعل زيدًا يقوم، فهذه الجيدة، قال الله عز وجل: {لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}، و{لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} و{لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} وقال تميم بن نويرة:

لعلك يومًا أن تلم ملمةٌ = عليك من اللائي يدعنك أجدعا
وعسى، الأجود فيها أن تستعمل بأن، كقولك: عسى زيد أن يقوم، كما قال الله عز وجل: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} وقال جل ثناؤه {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ويجوز طرح "أن "وليس بالوجه الجيد، قال هدبة:
عسى الكر بالذي أمسيت فيه = يكون وراءه فرجٌ قريب
وقال آخر:
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادرٍ = بمنهمرٍ جون الرباب سكوب
وحروف المقاربة لها باب قد ذكرناها فيه على مقاييسها في الكتاب المقتضب بغاية الاستقصاء). [الكامل: 1/253-255] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: المُفْرَط: المقدم. وقد أفرطته، أي: قدمته. وأفرطته: أخرته. والمفرط: المؤخر. وقالوا: ما أفرطت أحدا، أي لم أخلفه. وما فرطت أيضا خلفي أحدا، أي: خلفته. كقول الله عز وجل: {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} يجوز أن يكون: وأنهم مقدمون إليها جميعا. ويجوز أنهم مؤخرون مباعدون متركون من الثواب. وفي مثل معنى التقديم، فرط زيد
أصحابه يفرطهم فراطة: إذا تقدم قبلهم فسوى لهم الأرشية والدلاء وهيأ الماء. وافترط زيد، وهم الأفراط: الأولاد. والمعنى فيه التقديم، قدم الأولاد. ويقال أيضا: فَرَط إليه مني قول يفرط فرطا، كقول الله عز وجل: {أن يفرط علينا أو أن يطغى}. وفرطت في الأمر تفريطا ضيعته). [الأضداد: 114-115] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنا فرطكم في على الحوض.
قال: حدثناه إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل مؤدب آل أبي عبيد الله، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت جندب بن سفيان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا فرطكم على الحوض)).
وقال بعضهم: جندب بن عبد الله، وهو هذا.
قال الأصمعي: الفرط والفارط: المتقدم في طلب الماء، يقول: أنا: أتقدمكم إليه.
ويقال منه: فرطت القوم وأنا أفرطهم، وذلك إذا تقدمتهم ليرتاد لهم الماء. ومن هذا قولهم في الدعاء في الصلاة على الصبي الميت: اللهم اجعله لنا فرطا، أي أجرا متقدما نرد عليه وقال الشاعر:
فأثار فارطهم غطاطا جثما = أصواته كتراطن الفرس
يعني أنه لم يجد في الركية ماء، إنما وجد غطاطا وهو القطا وجمع الفارط فراط وقال القطامي:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا = كما تعجل فراط لوراد
ويقال: صحاب وصحابة وصحبة وصحب فإذا كسرت الصاد فلا هاء فيه. ويقال: أفرطت الشيء أي نسيته وأخرته. قال الله تبارك وتعالى: {وأنهم مفرطون}.
وفرط الرجل في القول إذا تعجل قال الله تبارك وتعالى: {إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} ). [غريب الحديث: 1/171-173] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأفرطت حرف من الأضداد. يقال: أفرطت الرجل إذا قدمته، وأفرطته إذا أخرته ونسيته؛ قال الله جل وعز: {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون}، فمعنى قوله جل وعز: {مفرطون} مقدمون معجلون. وقال جماعة من المفسرين والقراء: معناه منسيون متروكون.

ويقال: قد فرط الفارط في طلب الماء إذا تقدم، وهو الفارط، وهم الفارط؛ قال القطامي:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا = كما تعجل فراط لوراد
وقال الآخر:
فأثار فارطهم غطاطا جثما = أصواته كتراطن الفرس
الغطاط: جنس من القطا. وقال النبي عليه السلام: ((أنا فرطكم على الحوض))، أي أنا أتقدمكم إليه حتى تردوه علي.
ويقال في الصلاة على الصبي الميت: (اللهم اجعله لنا فرطا)، فمعناه أجرا سابقا. ويقال: قد فرط من فلان إلي مكروه، أي تقدم وتعجل، قال الله عز وجل: {إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} ). [كتاب الأضداد:71- 72] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) }

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (وقولُه: مِن شَتَّى, أيْ: مِن كُلِّ وجْهٍ). [شرح لامية العرب: --]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) }

تفسير قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وسواء من الأضداد. يكون (سواء) غير الشيء، ويكون (سواء) الشيء بعينه؛ فإذا كانت بمعنى (غير) قيل: الرجل سواءك وسواك وسواك، إذا كسرت السين أو ضممتها قصرت، وإذا فتحتها مددت؛ وأنشد الفراء:
كمالك القصير أو كبرز = سوى كالمؤخرات من الضلوع
وأما الموضع الذي يكون فيه (سواء) نفس الشيء، فمثل قول الأعشى:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي = وما عدلت من أهلها بسوائكا
معناه: وما عدلت من أهلها بك.
قال أبو بكر: هكذا رواه أبو عبيدة وفسره. ورواه غيره:
وما عدلت عن أهلها لسوائكا
وقالوا: معناه لغيرك. وينشد في هذا المعنى أيضا:
أتانا فلم نعدل سواه بغيره = نبي أتى من عند ذي العرش صادق
معناه أتانا فلم نعدله بغيره، على هذا أكثر الناس.
ويقال فيه قولان آخران. و(سواه) صلة للكلام، معناها التوكيد، كما قال عز وجل: {ليس كمثله شيء}، أراد كهو شيء؛ فأكد بـ«مثل»، قال الشاعر:
وقتلى كمثل جذوع النخيل يغشاهم سبل منهمر
أراج كجذوع النخيل. وقد تكسر السين منه ويقصر، وهو بمعنى النفس ومثل، قال الراجز:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع = هل أغدون يوما وأمري مجمع
وتحت رحلي زفيان ميلع = كأنها نائحة تفجع
تبكي لميت وسواها الموجع
قال الأصمعي: سواها نفسها، ولو كان (سواها) غيرها لكان قد قصر في صفة الناقة، وإنما أراد امرأة تبكي على حميمها، ولم يرد نائحة مستأجرة.
وتكون (سواء) بمعنى (حذاء)، حكى الفراء: زيد سواء عمرو، بمعنى حذاء عمرو.
وتكون (سواء) بمعنى وسط، فتفتح سينه فيمد، وتكسر فيقصر، قال الله عز وجل: {فقد ضل سواء السبيل}، فمعناه وسط السبيل، ومثله: {فاعتلوه إلى سواء الجحيم} معناه في وسط الجحيم، قال حسان:

يا ويح أنصار النبي ورهطه = بعد المغيب في سواء الملحد
وقال عيسى بن عمر: كتبت حتى انقطع سوائي. وقال الآخر:
سحيرا وأعجاز النجوم كأنها = صوار تدلى من سواء أميل
وقال الله عز وجل: {لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى}، فمعناه وسكا بين الموضعين، وقال الشاعر:
وإن أبانا كان حل ببلدة = سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
أراد وسطا.
وتكون (سواء) بمعنى معتدل، أنشد الفراء:
وليل تقول القوم من ظلماته = سواء صحيحات العيون وعورها
وقال ابن قيس الرقيات:
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر = سواء عليها ليلها ونهارها).
[كتاب الأضداد:40- 43] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) }

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الفاء وما ينتصب بعدها
وما يكون معطوفاً بها على ما قبله
اعلم أن الفاء عاطفةٌ في الفعل؛ كما تعطف في الأسماء. تقول: أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمك، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول. كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيداً فعمراً، وأتيت الكوفة فالبصرة. فإن خالف الأول الثاني لم يجز أن يحمل عليه فحمل الأول على معناه فانتصب الثاني بإضمار أن، وذلك قولك: ما تأتيني فتكرمني، وما أزورك فتحدثني.
إن أراد: ما أزورك، وما تحدثني كان الرفع لا غير؛ لأن الثاني معطوف على الأول.
و إن أراد: ما أزورك فكيف تحدثني? وما أزورك إلا لم تحدثني، على معنى: كلما زرتك لم تحدثني كان النصب؛ لأن الثاني على خلاف الأول. وتمثيل نصبه أن يكون المعنى: ما تكون مني زيارة فيكون حديثٌ منك. فلما ذهبت بالأول إلى الاسم أضمرت أن إذا كنت قد عطفت اسماً على اسم، لأن أن وما عملت فيه اسم، فالمعنى: لم تكن زيارة فإكرام، وكذلك كل ما كان غير واجب. وهو الأمر، والنهي، والاستفهام.
فالأمر: ائتني فأكرمك، وزرني فأعطيك، كما قال الشاعر:

يا ناق سيري عنقاً فسيحا = إلى سليمان فنستريحـا
و النهي مثل لا تأتني فأكرمك، كقوله عز وجل: {لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب} وكقوله عز وجل: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي}.
و الاستفهام: أتأتيني فأعطيك? لأنه استفهم عن الإتيان، ولم يستفهم عن الإعطاء). [المقتضب: 2/13-14]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال سحيم بن وثيل اليربوعي، وأدرك الإسلام:
...
ظلت نساؤهم والقوم أنجية = يعدى عليها كما يعدى على النعم
...
وواحد الأنجية نجي. كما ترى وهم جماعة يتناجون، كما قال تعالى: {خلصوا نجيا} والأنجية: جماعة النجي، كأنهم الجماعات. قال الراجز:
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه
ومنه النجوى: أي الجماعة يتناجون، قال عز وجل: {وإذ هم نجوى} والنجوى أيضا: المناجاة. قال: {وأسروا النجوى} وقال: {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وأما قوله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة} فيمكن أن يعني الجماعة، ويمكن المناجاة يحتمل المعنيين، أبو حاتم:
كما يعدى على الغنم). [النوادر في اللغة: 158-160] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

تجاوزت أهولاً إليها ومعشرًا = علي حراصا لو يسرون مقتلي
...
ويسرون في معنى يعلنون، من قوله تعالى: {وأسروا النجوى} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 200-201]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
كأني ورحلي فوق أحقب قارح = بشربة أو طاو بعرنان موجس
...
موجس: كأنه قد أوجس شيئا؛ أي سمع صوتا، ويقال: قد توجس: إذا سمع صوتا، ويقال: أوجس؛ إذا خاف. قال الله عز وجل: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 525]

تفسير قوله تعالى: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
فأثن عليها بالذي هي أهله = ولا تكفرنها لا فلاح لكافر
يقول أثن على فرسك إذ نجتك، والفلاح ههنا البقاء، ويروى فأثن عليها وأجزها ببلائها، والفلاح أيضًا الظفر والفوز والبقاء يقال أفلح أي ظفر ومنه قول الله عز وجل: {قد أفلح المؤمنون}، أي قد فازوا وظفروا بثواب الله الدائم الباقي، ومنه قول عبيد بن الأبرص الأسدي:
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف وقد يخدع الأريب
فهذا معنى الظفر والفوز، وقال تبارك وتعالى في موضع آخر: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، يقول لا يظفر ولا يبقى، قال لبيد بن ربيعة:
لو كان حي مدرك الفلاح = أدركه ملاعب الرماح
فهذا البقاء، والكافر الساتر للنعمة، والإحسان إليه، الجاحد لهما، ومنه سمي الكافر كافرًا لستره نعم الله عليه وجحدها، ومنه سمي الليل كافرًا لأنه يستر بظلمته الأشياء، يقول أحسنت إليك فرسك ونجتك فاشكرها، ولا تكفرها لا فلاح لك، أي لا ظفر لك، ولا فوز بما تريد إن جحدتها إحسانها وكفرتها إياه). [شرح المفضليات: 35-36] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
وإذا أخندف بالمنازل من منى = طار القبائل ثم كل مطير
...
بالمنازل يريد في المنازل لأن حروف الصفات يدخل بعضها على بعض فجاء بالباء وإنما أراد في وهذا جائر كثير من القرآن والشعر قال الله تعالى: {لأصلبنكم في جذوع النخل} ). [نقائض جرير والفرزدق: 913]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال الله تبارك وتعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} يريد على جذوع النخل). [الغريب المصنف: 3/694]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب القسم

اعلم أن للقسم أدواتٍ توصل الحلف إلى المقسم به؛ لأن الحلف مضمر مطرحٌ لعلم السامع به؛ كما كان قولك: يا عبد الله محذوفاً منه الفعل لما ذكرت لك.
وكذلك كل مستغنىً عنه فإن شئت أظهرت الفعل؛ كما أنك تقول: يا زيد عمراً، أي: عليك عمراً: وتقول: الطريق يا فتى، أي ظل الطريق، وترى الرامي قد رمى، فنسمع صوتاً فتقول: القرطاس والله، أي: أصبت.
وإن شئت قلت: خل الطريق، ويا زيد عليك عمراً، وأصبت القرطاس يا فتى.
وكذلك قوله عز وجل: {بل ملة إبراهيم} إنما هو: اتبعوا؛ وذلك لأنه جواب قوله: {كونوا هوداً أو نصارى}.
فهكذا القسم في إضمار الفعل وإظهاره. وذلك قوله: أحلف بالله لأفعلن. وإن شئت قلت: بالله لأفعلن. والباء موصلة؛ كما كانت موصلة في قولك: مررت بزيد. فهي والواو تدخلان على كل مقسم به؛ لأن الواو في معنى الباء؛ وإنما جعلت مكان الباء، والباء هي الأصل؛ كما كان في مررت بزيد، وضربت بالسيف يا فتى؛ لأن الواو من مخرج الباء، ومخرجهما جميعاً من الشفة، فلذلك أبدلت منها؛ كما أبدلت من رب في قوله:
وبلدٍ ليس به أنيس
لأنها لما أبدلت من الباء دخلت على رب لما أشرحه لك في بابها؛ كما تدخل الإضافة بعضها على بعض. فمن ذلك قوله عز وجل: {يحفظونه من أمر الله} أي: بأمر الله. وقال: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على. وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} أي: يستمعون عليه. وقال الشاعر:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلةٍ = فلا عطست شيبان إلا بأجذعـا
وقال الآخر:
إذا رضيت على بنو قشيرٍ = لعمر الله أعجبني رضاها
أي عني. وقال الآخر:
غدت من عليه تنفض الطل بعد ما = رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وسنفرد باباً لما يصلح فيه الإبدال وما يمتنع عنه إن شاء الله.
تقول والله لأفعلن، وتالله لأفعلن وتبدل التاء من الواو، ولا تدخل من المقسم به إلا في الله وحده. وذلك قوله {وتالله لأكيدن أصنامكم}؛ وإنما امتنعت من الدخول في جميع ما دخلت فيه الباء، والواو؛ لأنها لم تدخل على الباء التي هي الأصل، وإنما دخلت على الواو الداخلة على الباء؛ فلذلك لم تتصرف.
فأما إبدالها من الواو فنحن نذكره مفسراً في التصريف. ألا ترى أنك تقول: هذا أتقى من هذا، والأصل أوقى، لأنه من وقيت. وكذلك تراث. إنما هو وراث، لأنه من ورثت. وتجاهٌ فعال من الوجه. وكذلك تخمة من الوخامة. وهذا أكثر من أن يحصى أو يؤتى بجميعه، ونحن نستقصي شرحه في باب التصريف إن شاء الله.
واعلم أنك إذا حذفت حروف الإضافة من المقسم به نصبته؛ لأن الفعل يصل فيعمل، فتقول: الله لأفعلن؛ لأنك أردت أحلف الله لأفعلن. وكذلك كل خافض في موضع نصب إذا حذفته وصل الفعل، فعمل فيما بعده؛ كما قال الله عز وجل: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً} أي من قومه. وقل الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه = رب العباد إليه الوجه والعمل
أي من ذنب. وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به = فقد تركتك ذا مالٍ وذا نـشـب
فتقول: الله لأفعلن. وكذلك كل مقسم به.
واعلم أن للقسم تعويضاتٍ من أدواته تحل محلها، فيكون فيها ما يكون في أدوات القسم وتعتبر ذلك بأنك لا تجمع بينها وبين ما هي عوضٌ منه. فإن جاز الجمع بين شيئين فليس أحدهما عوضاً عن الآخر؛ ألا ترى أنك تقول: عليك زيداً، وإنما المعنى: خذ زيداً، وما أشبهه من الفعل. فإن قلت: عليك لم تجمع بينها وبين فعل آخر لأنها بدل من ذلك الفعل). [المقتضب: 2/317-321] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله:
سبي الحماة وابهتي عليها
إنما يريد: ابهتيها، فوضع ابهتي في موضع اكذبي فمن ثم وصلها بعلى.
والذي يستعمل في صلة الفعل اللام، لأنها لام الإضافة، تقول: لزيد ضربت ولعمرو أكرمت والمعنى: عمرًا أكرمت، وإنما تقديره: إكرامي لعمرو، وضربي لزيد، فأجرى الفعل مجرى المصدر، وأحسن ما يكون ذلك إذا تقدم المفعول، لأن الفعل إنما يجيء وقد عملت اللام. كما قال الله جل وعز: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ}. وإن أخر المفعول فهو عربي حسن، والقرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، قال الله جل وعز: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} والنحويون يقولون في قوله جل ثناؤه: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ}: إنما هو: ردفكم. وقال كثير:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما = تمثل لي ليلى بكل سبيل
وحروف الخفض يبدل بعضها من بعض، إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع، قال الله جل ذكره: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت في، لأنها للوعاء، يقال: فلان في النخل. أي قد أحاط به. قال الشاعر:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلة = فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
وقال الله جل وعز: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه. وقال تبارك وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: بأمر الله. وقال ابن الطثرية:
غدت من عليه تنفض الطل بعدما = رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وقال الآخر:
غدت من عليه بعدما تم خمسها = تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
أي من عنده.
وقال العامري:
إذا رضيت علي بنو قشير = لعمر الله أعجبني رضاها
وهذا كثير جدًا). [الكامل: 2/999-1001] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والإضافة نحو قولك: هو أفضلهم عبداً، وعلى التمرة مثلها زبداً. فإن قال قائل: فهل يكون المضمر مقدماً?. قيل: يكون ذاك إذا كان التفسير له لازماً. فمن ذلك قولك: إنه عبد الله منطلقٌ. وكان زيدٌ خيرٌ منك؛ لأن المعنى: إن الحديث أو إن الأمر عبد الله منطلقٌ، وكان الحديث زيد خير منك، ولهذا باب يفرد بتفسيره. قال الله عز وجل: {إنه من يأت ربه مجرماً} أي: إن الخبر.
و منها قولك في إعمال الأول والثاني: ضربوني، وضربت إخوتك؛ لأن الذي بعده من ذكره الأخوة يفسره فكذلك هذا. قال الله عز وجل: {بئس للظالمين بدلاً} وقال: {نعم العبد إنه أواب}، لأنه ذكر قبل فكذلك جميع هذا). [المقتضب: 2/142-143]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) }

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) }


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:35 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال عز وجل: {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركًا ولا تخشى} فالرفع على وجهين على الابتداء وعلى قوله اضربه غير خائفٍ ولا خاشٍ). [الكتاب: 3/98]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "إن الحر حر" إنما تأويله أن الحر على الأخلاق التي عهدت في الأحرار، ومثل ذلك:
أنا أبو النجم وشعري شعري
أي شعري كما بلغك، وكما كنت تعهد، وكذلك قولهم: الناس الناس، أي الناس كما كنت تعهدهم. قال أبو الحسن: ومنه قول الله عز وجل: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} وقوله:

فقلت له تجنب كل شيء = يعاب عليك ... ... ...).
[الكامل: 1/62]

تفسير قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) }

تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) }

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الفاء وما ينتصب بعدها
وما يكون معطوفاً بها على ما قبله
اعلم أن الفاء عاطفةٌ في الفعل؛ كما تعطف في الأسماء. تقول: أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمك، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول. كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيداً فعمراً، وأتيت الكوفة فالبصرة. فإن خالف الأول الثاني لم يجز أن يحمل عليه فحمل الأول على معناه فانتصب الثاني بإضمار أن، وذلك قولك: ما تأتيني فتكرمني، وما أزورك فتحدثني.
إن أراد: ما أزورك، وما تحدثني كان الرفع لا غير؛ لأن الثاني معطوف على الأول.
و إن أراد: ما أزورك فكيف تحدثني? وما أزورك إلا لم تحدثني، على معنى: كلما زرتك لم تحدثني كان النصب؛ لأن الثاني على خلاف الأول. وتمثيل نصبه أن يكون المعنى: ما تكون مني زيارة فيكون حديثٌ منك. فلما ذهبت بالأول إلى الاسم أضمرت أن إذا كنت قد عطفت اسماً على اسم، لأن أن وما عملت فيه اسم، فالمعنى: لم تكن زيارة فإكرام، وكذلك كل ما كان غير واجب. وهو الأمر، والنهي، والاستفهام.
فالأمر: ائتني فأكرمك، وزرني فأعطيك، كما قال الشاعر:
يا ناق سيري عنقاً فسيحا = إلى سليمان فنستريحـا
و النهي مثل لا تأتني فأكرمك، كقوله عز وجل: {لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب} وكقوله عز وجل: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي}.
و الاستفهام: أتأتيني فأعطيك? لأنه استفهم عن الإتيان، ولم يستفهم عن الإعطاء). [المقتضب: 2/13-14] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
كالسامري يقول إن حركته = دعني فليس علي غير إزاري
قوله: كالسامري يقول هو في ضلاله كالسامري الذي يتيه فلا يدري أين يتوجه لأنه تائه وهو من قول الله عز وجل: {وأضلهم السامري} يقول فأنت تضل قومك كما أضل السامري قومه فتاهوا في الأرض). [نقائض جرير والفرزدق: 331]

تفسير قوله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: أخلفت الرجل في موعده وأخلفته وجدت موعده خلفًا؛ قال ومنه قول الأعشى:
أثوى وقصر ليلة ليزودا = فمضى وأخلف من قتيلة موعدا).
[الغريب المصنف: 2/627] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

في كل يوم أرى منه مبينة = تكاد تسقط مني منة أسَفَا
...
والأسف: الحزين: والأسفان: الغضبان. قال: والأسيف في غير هذا الموضع: الرقيق القلب، ومنه الحديث: ((إن أبا بكر كان رجلا أسيفا)) ). [شرح ديوان كعب بن زهير: 70] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأخلفت حرف من الأضداد؛ يقال: أخلفت موعد فلان إذا وعدته ولم أفِ له، ويقال: أخلفت موعده، إذا وعدني ولم يف لي، فتأويله: صادفت وعده خلفا، قال الأعشى:
أثوى وقصر ليلة ليزودا = فمضى وأخلف قتيلة موعدا
أراد صادف وعدها خلفا). [كتاب الأضداد: 233-234]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال نهشل بن حري:
...

فا أيهذا المؤتلي إن نهشلا = عصوا قبل ما آليت ملك بني نضر
قال الرياشي: مَلْكَ يعني المَلِكَ. والمُلْكُ: السُّلطان). [النوادر في اللغة: 448]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: أخلفت الرجل في موعده وأخلفته وجدت موعده خلفًا؛ قال ومنه قول الأعشى:
أثوى وقصر ليلة ليزودا = فمضى وأخلف من قتيلة موعدا). [الغريب المصنف: 2/627] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال بعض أهل الأدب: إنما قيل " ديوان " لموضع الكتبة والحسّاب لأنه يقال: للكتّاب بالفارسية " ديوان " أي شياطين، لحذقهم بالأمور ولطفهم، فسمّي موضعهم باسمهم.

في معنى الوزير
وقال آخر: إنما قيل لمدير الأمور عن الملك " وزير " من الوزر وهو الحمل، يراد أن يحمل عنه من الأمور مثل الأوزار وهي الأحمال، قال اللّه عز وجل: {ولكنّا حمّلنا أوزارًا من زينة القوم} أي أحمالاً من حليهم، ولهذا قيل للإثم: وزر، شبّه بالحمل على الظهر، قال اللّه تبارك وتعالى: {ووضعنا عنك وزرك الذّي أنقض ظهرك} ). [عيون الأخبار: 1/50]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب آخر أن فيه مخففة
وذلك قولك قد علمت أن لا يقول ذاك وقد تيقنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال أنه لا يقول وأنك لا تفعل
ونظير ذلك قوله عز وجل: {علم أن سيكون منكم مرضى} وقوله: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً} وقال أيضاً: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيءٍ}.
وزعموا أنها في مصحف أبيٍ (أنهم لا يقدرون).
وليست أن التي تنصب الأفعال تقع في هذا الموضع لأن ذا موضع يقين وإيجابٍ). [الكتاب: 3/165-166] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن لا إذا دخلت على أن جاز أن تريد ب أن الثقيلة، وأن تريد الخفيفة.
فإن أردت الثقيلة رفعت ما بعدها؛ لأنه لا يحذف منها التثقيل إلا مع الإضمار. وهذا لك في باب إن وأن. وإنما تقع الخفيفة والثقيلة على ما قبلها من الأفعال ولا يجوز الإضمار إلا أن تأتي بعوض.
و العوض: لا، أو السين، أو سوف، أو نحو ذلك مما يلحق الأفعال.
فأما لا وحدها فإنه يجوز أن تريد ب أن التي قبلها الخفيفة، وتنصب ما بعدها؛ لأن لا لا تفصل بين العامل والمعمول به، تقول: مررت برجل لا قائم ولا قاعد؛ كما تقول: مررت برجل قائم، وقاعد. وذلك قولك: أخاف ألا تذهب يا فتى، وأظن ألا تقوم يا فتى؛ كما قال: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}.
و في ظننت وبابها تكون الخفيفة والثقيلة كما وصفت لك. قال الله عز وجل: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} وأن لا يكون فالرفع على: أنها لا تكون فتنة. وكذلك {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً}: أي أنه لا يرجع إليهم قولاً. لا يرون في معنى يعلمون، فهو واقع ثابت.
فأما السين وسوف، فلا يكون قبلهما إلا المثقلة. تقول: علمت أن سيقومون، وظننت أن سيذهبون، وأن سوف تقومون؛ كما قال: {علم أن سيكون منكم مرضى}. ولا يجوز أن تلغى من العمل والعمل كما وصفت لك.
و لا يجوز ذلك في السين وسوف؛ لأنهما لا يلحقان على معنى لا، فإنما الكلام بعد لا على قدر الفصل. قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون}. فـ (يعلم) منصوبةٌ، ولا يكون إلا ذلك؛ لأن لا زائدة. وإنما هو لأن يعلم. وقوله: {أن لا يقدرون} إنما هو: أنهم لا يقدرون. وهي في بعض المصاحف (أنهم لا يقدرون) ). [المقتضب: 2/30-31] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما الأفعال التي تشترك فيها الخفيفة والثقيلة فما كان من الظن. فأما وقوع الثقيلة فعلى أنه قد استقر في ظنك: كما استقر الأول في علمك. وذلك قولك: ظننت أنك تقوم، وحسبت أنك منطلق. فإذا أدخلت على المحذوفة العوض قلت: حسبت أن سيقومون، وكذلك تقول: ظننت أن لا تقول خيرا، تريد: أنك لا تقول خيرا. وأما النصب فعلى أنه شيء لم يستقر، فقد دخل في باب رجوت وخفت بهذا المعنى. وهذه الآية تقرأ على وجهين: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} و{أن لا تكون فتنةٌ}، فانتصب ما بعد لا وهي عوضٌ؛ كما أوقعت الخفيفة الناصبة بعد ظننت بغير عوض. وذلك قوله عز وجل: {تظن أن يفعل بها فاقرةٌ}، لأن معناها معنى ما لم يستقر. وكذلك: {إن ظنا أن يقيما حدود الله}. وزعم سيبويه أنه يجوز: خفت أن لا تقوم يا فتى، إذا خاف شيئاً كالمستقر عنده، وهذا بعيد. وأجاز أن تقول: ما أعلم إلا أن تقوم، إذا لم يرد علماً واقعا، وكان هذا القول جارياً على باب الإشارة؛ أي: أرى من الرأى؛ وهذا في البعد كالذي ذكرنا قبله. وجملة الباب تدور على ما شرحت لك من التبيين والتوقع. فأما قول الله عز وجل: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم} فإن الوجه فيه الرفع، والمعنى: أنه لا يرجع إليهم قولا؛ لأنه علم واقع. والوجه في قول الشاعر:
أفنى عرائكها وخدد لحمهـا = أن لا تذوق مع الشكائم عودا
الرفع؛ لأنه يريد: إن الذي أفنى عرائكها هذا. فهذا على المنهاج الذي ذكرت لك). [المقتضب: 3/7-8] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ولا ألفينكم تعكفون بقنة = بتثليث أنتم جندها وقطينها
يقال: عكف الرجل بالمكان يعكف ويعكف، بضم الكاف وكسرها، وذلك إذا أقام به كالحابس نفسه. ومن ذلك الاعتكاف في المساجد). [شرح ديوان كعب بن زهير: 207] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وزعم سيبويه مع التفسير الذي فسرناه أن العرب إذا ضمت عربياً إلى عربيٍّ مما يلزمه البناء ألزمته أخف الحركات، وهي الفتحة، فقالوا: خمسة عشر يا فتى، وهو جاري بيت يا فتى، ولقيته كفة كفة، و{يا ابن أم لا تأخذ} وإذا بنوا أعجمياً مع ما قبله حطوه عن ذلك، فألزموه الكسر،وهذا مطرد في كلامهم. فأما هيهات فتأويلها: في البعد، وهي ظرف غير متمكن؛ لإبهامها، ولأنها بمنزلة الأصوات. فمنهم من يجعلها واحدا كقولك: علقاة فيقول: {هيهات هيهات لما توعدون} فمن قال ذلك فالوقف عنده هيهاه وترك التنوين للبناء. ومنهم من يجعلها جمعاً كبيضات فيقول: {هيهات هيهات لما توعدون} وإذا وقف على هذا القول وقف بالتاء، والكسرة إذا أردت الجمع للبناء كالفتحة إذا أردت الواحد). [المقتضب: 3/182]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قولهم: يا ابن أم، ويا ابن عم فإنهم جعلوهما اسماً واحداً بمنزلة خمسة عشر، وإنما فعلوا ذلك لكثرة الاستعمال.
ألا ترى أن الرجل منهم يقول لمن لا يعرف، ولمن لا رحم بينه وبينه: يا ابن عم، ويا ابن أم حتى صار كلاماً شائعاً مخرجاً عمن هو له فلما كان كذلك خفف، فجعل اسماً واحداً. قال الله عز وجل: {يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} ولم يكن ذلك في غير هذا؛ إذ لم يكن فيه من الاستعمال ما في هذا.
وقد قالوا: يا ابن أم لا تفعل. وذلك أنه لما جعلهما اسماً واحداً صارت بمنزلة زيد، ثم أضافه كما تضيف زيداً فتقول: يا زيد لا تفعل.
ومن أثبت الياء في زيد أثبتها ها هنا، إلا أن الأجود إذا أثبتت الياء أن يكون إثباتها كإثبات الياء في قولك: يا غلام غلامي، فتجعل ابناً مضافاً إلى مضاف إلى الياء). [المقتضب: 4/251]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
آذنت جارتي بوشك رحيل = باكرًا جاهرت بخطبٍ جليل
كذا أملاه أبو عكرمة ورواه أبو جعفر: أذنت وروي بكرًا. غيره: الخطب: الأمر تقول العرب ما خطبك؟ أي: أمرك، قال الله تعالى: {فما خطبك يا سامري}، وأنشد أبو عبيدة وقرأته على أبي جعفر:

والعبد حيان بن ذات القنب = يا عجبًا ما خطبه وخطبي
أي: ما أمره وأمري). [شرح المفضليات: 508]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه عمر وعنده قبص من الناس.
قال أبو عبيدة: هم العدد الكثير.
وقال الكميت في القبص:
لكم مسجدا الله المزوران والحصا = لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
يقال: فعل ذاك فلان من بين أثرى وأقل أي من بين كل مثر ومقل، كأنه يقول من بين الناس.
القبصة في غير هذا بأطراف الأصابع دون القبضة، والقبضة بالكف كلها.
وكان الحسن يقرأ: (فقبصت قبصة من أثر الرسول) بالصاد). [غريب الحديث: 3/153-154]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «كنا نتوضأ مما غيرت النار ونمصمص من اللبن ولا نمصمص من الثمرة».
حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من الصحابة.
قوله: نمصمص، المصمصة بطرف اللسان وهو دون المضمضة، والمضمضة بالفم كله وفرق ما بينهما شبيه بفرق ما بين القبضة والقبصة، فإن القبضة بالكف كلها، والقبصة بأطراف الأصابع، وكان الحسن يقرأ: (فقبصت قبصة) ). [غريب الحديث: 5/519]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والقبص مصدر قبص يقبص قبصا والقبصة أصغر

من القبضة وهو التناول بأطراف الأصابع وقرأ بعض القراء: (فقبصت قبصة من أثر الرسول) والقبص وجع يصيب الكبد عن أكل التمر على الريق ثم يشرب عليه الماء قال أنشدني الباهلي
(أرفقة تشكو الجحاف والقبص = جلودها ألين من مس القمص) ).
[إصلاح المنطق: 74-75]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ولا ألفينكم تعكفون بقنة = بتثليث أنتم جندها وقطينها
يقال: عكف الرجل بالمكان يعكف ويعكف، بضم الكاف وكسرها، وذلك إذا أقام به كالحابس نفسه. ومن ذلك الاعتكاف في المساجد). [شرح ديوان كعب بن زهير: 207] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ما كان اسماً لمصدر غير مأمور به فنحو قوله:
وذكرت من لبن المحلق شربةً = والخيل تعدو بالصعـيد بـداد
وقرأ القراء: (فإن لك في الحياة أن تقول لا مَسَاس) ). [المقتضب: 3/371]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) }

تفسير قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) }

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} قال: عطاشًا). [مجالس ثعلب: 325]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الزرق: العطاش. وأنشد:

لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبرٍ = كما كل ضبيٍ من اللوم أزرق
قال: يذم به الناس). [مجالس ثعلب: 367]

تفسير قوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) }

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) }


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) }

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (

ترامين بالأجواز في كل صفصف = وأدنين من خلج البرين الذفاريا
...
والصفصف: القاع المستوي). [نقائض جرير والفرزدق: 176]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ذرعن بنا ما بين عرضه = إلى الشأم تلقانا رعان وصفصف
...
والصفصف: المستوي من الأرض). [نقائض جرير والفرزدق: 559]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والنقاع واحدها نقع، وهي الأرض الحرة الطيبة ليست فيها حزونة ولا ارتفاع ولا انهباط. والقاع مثله وجمعه قيعان [وقيعة]). [الغريب المصنف: 1/388] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


فأضحى يسح الماء من كل فيقة = يحوز الضباب في صفاصف بيض
...
والصفاصف: جمع صفصف، وهي الصحاري المستوية التي لا نبات فيها، قال الله عز وجل: {فيذرها قاعا صفصفا} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 462-463]

تفسير قوله تعالى: (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) )
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة ... قال: والعوج في الأرض إذا لم تكن مستوية وكذلك في الدين). [الغريب المصنف: 3/666]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول في العود عوج وتقول في دينه عوج وفي الأرض عوج قال الله جل وعز: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} وقال: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما} قال أبو محمد وسمعت أبا الحسن الطوسي يحكي عن أبي عمرو الشيباني قال يقال في كل شيء عوج إلا قولك عَوِج عَوَجا فإنه مفتوح). [إصلاح المنطق: 164]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الأمت: الاختلاف والالتباس، ومنه أخذ الارتفاع. ومنه أيضًا قيل ليس في الخمر أمت أي اختلاف في تحريمها. العوج: ما رئي متعوجًا والعوج: ما لم ير ولم يكن له شخص قائم). [مجالس ثعلب: 85]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (قال الراجز:

لقد رأيت عجبا مذ أمسا = عجائزا مثل الأفاعي خمسا
يأكلن ما في رحلهن همسا = لا ترك الله لهن ضرسا
...
و«الهمس»: أن تأكل الشيء وأنت تخفيه. وجعل «مذ» من حروف الجر، ولم يصرف أمس، ففتح آخره وهو في موضع الجر. والرفع الوجه في أمس؛ وفي القرآن: {فلا تسمع إلا همسا}.
قالوا: الحس الخفي). [النوادر في اللغة: 257]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقال الأصمعي وأبو عمرو: ... غيرهما: الهمس صوت خفي). [الغريب المصنف: 1/67]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}. وقالوا: ما عنت الأرض شيئا، أي: ما أنبتت. ولم يعن زيد بشيء، أي: لم ينطق به. والعنوة تكون ضدا في القهر والطاعة. قال الشاعر:
هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال أبو محمد: عنت الوجوه: ذلت. هذا عن أبي عمرو الشيباني). [الأضداد: 137]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الفراء: ..... غيره: عنوت للحق خضعت ومنه قوله: {وعنت الوجوه للحي القيوم} وهي تعنو). [الغريب المصنف: 3/809]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان)).
قوله: عوان، واحدتها عانية، وهي الأسيرة.
يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسراء.
ويقال للرجل من ذلك: هو عان، وجمعه عناة.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني)). يعني الأسير، ولا أظن هذا مأخوذا إلا من الذل والخضوع، لأنه يقال لكل من ذل واستكان: قد عنا يعنو. وقال الله تبارك وتعالى: {وعنت الوجوه للحي القيوم} والاسم من ذلك العنوة قال القطامي يذكر امرأة:

ونأت بحاجتنا وربت عنوة = لك من مواعدها التي لم تصدق
يقول: استكانة لك وخضوعا لمواعدها ثم لا تصدق.
ومنه قيل: أخذت البلاد عنوة أي هو بالقهر والإذلال.
وقد يقال للأسير: الهدي، قال المتلمس يذكر طرفة ومقتل عمرو بن هند إياه بعد أن كان سجنه:
كطريفة بن العبد كان هديهم = ضربوا صميم قذاله بمهند
وأظن المرأة إنما سميت هديا لهذا المعنى لأنها كالأسيرة عند زوجها قال عنترة:
ألا يا دار عبلة بالطوي = كرجع الوشم في كف الهدي
وقد يكون أن يكون سميت هديا: لأنها تهدى إلى زوجها، فهي هدى: فعيل في موضع مفعول، فقال: هدي يريد مهدية.
يقال منه: هديت المرأة إلى زوجها أهديها هداء بغير ألف قال زهير بن أبي سلمى المزني:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
بمعنى أن تهدى إلى زوجها. وليس هذا من الهدية في شيء.
لا يقال من الهدية إلا أهديت بالألف إهداء، ومن المرأة: هديت.
وقد زعم بعض الناس أن في المرأة لغة أخرى أيضا: أهديت والأولى أفشى في كلامهم وأكثر). [غريب الحديث: 1/407-409]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فيا رب مكروب كررت وراءه = وعان فككت الغل عنه ففداني
العاني: الأسير. يقال: قد عنا له يعنو؛ إذا خضع له.
والعنوة: القهر، والعنوة: الطاعة بلا قهر. قال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 490]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وعنوة من الأضداد، يقال: أخذ الشيء عنوة، إذا أخذه وغلبة، وأخذه عنوة إذا أخذه بمحبة ورضا من المأخوذ منه؛ أخبرنا بهذا أبو العباس، وأنشدنا قول كثير:
فما أخذوها عنوة عن مودة = ولكن بحد المشرفي استقالها
وقال الآخر:

هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}، فمعناه خضعت وذلت. وقال المفسرون: هو وضع المسلم يديه وركبتيه وجبهته على الأرض. ويقال: قد عنوت لفلان إذا خضعت له، ويقال: الأرض لم تعن بنبات ولم تعن بنبات، أي لم تظهر النبات، قال أمية بن أبي الصلت:

ملك على عرض السماء مهيمن = تعنو لعزته الوجوه وتسجد
وقال أمية أيضا:

الحمد لله الذي لم يتخذ = ولدا وقدر خلقه تقديرا
وعنا له وجهي وخلقي كله = في الخاشعين لوجهه مشكوا
ويقال للأسير: عان لخضوعه وذله، جاء في الحديث: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي أسراء). [كتاب الأضداد: 79-80]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}، أي ولا كسرا. يقال انهضم الطعام، إذا انكسر في بطنه؛ وهضمه: كسره). [مجالس ثعلب: 222]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم = أخو حدث يوما فلن يتهضما
قال الضبي: يتهضم يتنقص: قال الله تعالى: {فلا يخاف ظلما ولا هضما}: ومنه سمي: الهاضوم دواء يهضم به الطعام عند الثقلة). [شرح المفضليات: 628]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} قال: شرفًا). [مجالس ثعلب: 325]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} قال: نسي العهد. {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}، العزم: الصبر على ما عهد إليه). [مجالس ثعلب: 120]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومن الأضداد نسيت؛ يكون بمعنى غفلت عن الشيء، ويكون بمعنى تركت متعمدا من غير غفلة لحقتني فيه. فأما كونه بمعنى الغفلة فلا يحتاج فيه إلى شاهد، وكونه بمعنى الترك على تعمد شاهده قول الله عز وجل: {نسوا الله فنسيهم}، معناه فترك إثابتهم ورحمتهم متعمدا، لأنه قد جل وعلا عن الغفلة والسهو، وتأويل {نسوا الله}، تركوا العمل لله تبارك وتعالى بتعمد لا بغفلة أيضا؛ لأن الله عز وجل لا يؤاخذ بالنسيان، ولا يعاقب عليه.
وقال الشاعر هذا المعنى:
كأنه خارجا من جنب صفحته = سفود شرب نسوه عند مفتأد
أي تركوه، وقال الله عز وجل: {فنسي ولم نجد له عزما}، فمعناه ترك ما أمرنا به متعمدا، فأخرج من الجنة لذلك). [كتاب الأضداد: 399] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) }

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وحدثني أبو حاتم أو غيره عن العُتْبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: أربع ليس عليك في واحدةٍ منهنّ حسابٌ: سَدُ الجَوْعة، وبَرْدُ العَطْشة، وستر العورة، والاستكنان؛ ثم تلا: {إنّ لَكَ ألَّا تَجُوعَ فِيِهَا وَلَا تَعْرَى * وَأنك لاَ تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} ). [عيون الأخبار: 6/360]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا حذفت حروف الجر وصل الفعل فعمل، وكان حذفها حسناً لطول الصلة؛ كما قال عز وجل: {واختار موسى قومه} أي: من قومه، فهو مع الصلة والموصول حسنٌ جداً.و إن شئت جئت به؛ كما تقول: الذي ضربت زيدٌ، فتحذف الهاء من الصلة. ويحسن إثباتها؛ لأنها الأصل.
واعلم أنه لا يحسن أن يلي إن أن؛ لأن المعنى واحد؛ كما لا تقول لئن زيداً منطلق؛ لأن اللام في معنى إن، فإن فصلت بينهما بشيءٍ حسن واستقام، فقلت: إن في الدار لزيداً.
ولا تقول: إن لزيداً في الدار بل تقول كما قال عز وجل: {إن في ذلك لآيةٌ}. وعلى هذا لا تقول: إن أن زيداً منطلق بلغني. ولكن لو قلت: إن في الدار أنك منطلق، وإن في الدار أن لك ثوباً حسن؛ كما قال الله عز وجل: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} ويجوز (وإنك لا تظمأ فيها) على القطع، والابتداء.
فالأولى على قولك: ضربت زيداً وعمراً قائماً. والقطع على قولك: ضربت زيداً وعمرو قائم). [المقتضب: 2/341-342] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله عز وجل: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} ما منعها أن تكون كقولك وما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذا في ذا الموضع إنما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون ولو قال وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان ذلك عذراً لهم.
وأهل المدينة يقولون أنها فقال الخليل هي بمنزلة قول العرب ائت السوق أنك تشتري لنا شيئاً أي لعلك فكأنه قال لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
وتقول: إن لك هذا علي وأنك لا تؤذي كأنك قلت وإن لك أنك لا تؤذي وإن شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على إن لك وقد قرئ هذا الحرف على وجهين قال بعضهم: {وإنك لا تظمأ فيها} وقال بعضهم: (وأنك)
واعلم أنه ليس يحسن لأن أن تلي إن ولا أن كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة وحسن ابتداؤك الخفيفة لأن الخفيفة لا تزول عن الأسماء والثقيلة تزول فتبدأه ومعناها مكسورة ومفتوحة سواء واعلم أنه ليس يحسن أن تلي إن أن ولا أن إن ألا ترى أنك لا تقول إن أنك ذاهبٌ في الكتاب ولا تقول قد عرفت أن إنك منطلقٌ في الكتاب وإنما قبح هذا ههنا كما قبح في الابتداء ألا ترى أنه يقبح أن تقول أنك منطلقٌ بلغني أو عرفت لأن الكلام بعد أن وإن غير مستغنٍ كما أن المبتدأ غير مستغن وإنما كرهوا ابتداء أن لئلا يشبهوها بالأسماء التي تعمل فيها إن ولئلا يشبهوها بأن الخفيفة لأن أن والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه والمصادر تعمل فيها إن وأن). [الكتاب: 3/123-124] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وحدثني أبو حاتم أو غيره عن العُتْبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: أربع ليس عليك في واحدةٍ منهنّ حسابٌ: سَدُ الجَوْعة، وبَرْدُ العَطْشة، وستر العورة، والاستكنان؛ ثم تلا: {إنّ لَكَ ألَّا تَجُوعَ فِيِهَا وَلَا تَعْرَى * وَأنك لاَ تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} ). [عيون الأخبار: 6/360] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا حذفت حروف الجر وصل الفعل فعمل، وكان حذفها حسناً لطول الصلة؛ كما قال عز وجل: {واختار موسى قومه} أي: من قومه، فهو مع الصلة والموصول حسنٌ جداً.و إن شئت جئت به؛ كما تقول: الذي ضربت زيدٌ، فتحذف الهاء من الصلة. ويحسن إثباتها؛ لأنها الأصل.
واعلم أنه لا يحسن أن يلي إن أن؛ لأن المعنى واحد؛ كما لا تقول لئن زيداً منطلق؛ لأن اللام في معنى إن، فإن فصلت بينهما بشيءٍ حسن واستقام، فقلت: إن في الدار لزيداً.
ولا تقول: إن لزيداً في الدار بل تقول كما قال عز وجل: {إن في ذلك لآيةٌ}. وعلى هذا لا تقول: إن أن زيداً منطلق بلغني. ولكن لو قلت: إن في الدار أنك منطلق، وإن في الدار أن لك ثوباً حسن؛ كما قال الله عز وجل: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} ويجوز (وإنك لا تظمأ فيها) على القطع، والابتداء.
فالأولى على قولك: ضربت زيداً وعمراً قائماً. والقطع على قولك: ضربت زيداً وعمرو قائم). [المقتضب: 2/341-342] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: فيضحى يقول: يظهر للشمس، ويخصر، يقول: في البردن، فإذا ذكر العشي فقد دل على عقيب العشي، قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}، والضح: الشمس، وليس من: "ضحيت"، يقال: "جاء فلان بالضح والريح" يراد به الكثرة، قال علقمة:
أغر أبرزه للضح راقبه = مقلد قضب الريحان مفغوم
له فغمة، أي رائحة طيبة، يعني إبريقًا فيه شراب؛ وفي الحديث: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توجه إلى تبوك جاء أبو خيثمة، وكانت له امرأتان، وقد أعدت كل واحدة منهما من طيب ثمر بستانه، ومهدت له في ظل، فقال: أظل ممدود، وثمرة طيبة، وماء بارد، وامرأة حسناء، ورسول الله في الضح والريح! ما هذا بخير! فركب ناقته ومضى في أثره، وقد قيل لرسول الله في نفر تخلفوا، أبو خيثمة أحدهم، فجعل لا يذكر له أحد منهم إلا قال: "دعوه فإن يرد الله به خيرًا يلحقه بكم"، فقيل ذات يوم: يا رسول الله، ترى رجلاً يرفعه الآل، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كن أبا خيثمة"، فكانه.
وإذا انبسطت الشمس فهو الضحى مقصور، فإذا امتد النهار وبينهما مقدار ساعة أو نحو ذلك فذلك الضحاء، ممدود مفتوح الأول). [الكامل: 3/1154-1155]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} تضحي: تصيبك الشمس). [مجالس ثعلب: 430]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول غويت أغوي غيا وغواية قال الأصمعي: لا يقال غيره وأنشد للمرقش:
(فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره = ومن يغو لا يعدم على الغي لائما)
وقد غوي الفصيل والسخلة يغوى غوى وهو أن لا يروى من لبإ أمه ولا لبنها حتى يموت هزالا وأنشد الفراء في صفة قوس:
(معطفة الأثناء ليس فصيلها = برازئها درا ولا ميت غوى)
والغوى ها هنا مصدر غوي الفصيل يغوى غوى). [إصلاح المنطق: 203]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفاسير متضادة قوله جل اسمه: {ولقد همت به وهم بها}، فيقول بعض الناس: ما هو يوسف بالزنا قط؛ لأن الله جل وعز قد أخلصه وطهره، فقال: {إنه من عبادنا المخلصين} ومن أخلصه الله وطهره فغير جائز أن يهم بالزنا، وإنما أراد الله جل وعز: وهم بضربها ودفعها عن نفسه، فكان البرهان الذي رآه من ربه أن الله أوقع في نفسه أنه متى ضربها كان ضربه إياها حجة عليه، لأنها تقول: راودني عن نفسي، فلما لم أجبه ضربني.
وقال آخرون: همها يخالف هم يوسف عليه السلام لأنها همت بعزم وإرادة وتصميم على إرادة الزنا، ولم يكن هم يوسف عليه السلام على هذه السبيل، ولا من هذا الطريق، بل همه من جهة حديث النفس، وما يخطر في
القلب ويغلب على البشريين بطبائعهم المائلة إلى اللذات، الساكنة إلى الشهوات، فلما خطر بقلبه وحدثته نفسه بما لم يهم به بتصحيح عزم عليه، كان غير ملوم على ذلك، ولا معيب به.
وقال آخرون: ما هم يوسف بالزنا طرفة عين. وفي الآية معنى تقديم وتأخير، يريد الله بها: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها، فلما رأى البرهان لم يقع منه هم. وقالوا: هذا كما يقول القائل لمن يخاطبه: قد كنت من الهالكين لولا أن فلانا أنقذك؛ معناه لولا أنه أنقذك لهلكت، فلما أنقذك لم تهلِك.
قال أبو بكر: والذي نذهب إليه ما أجمع عليه أصحاب الحديث وأهل العلم، وصحت به الرواية عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وابن عباس رحمه الله، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وأبي صالح، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وغيرهم، من أن يوسف عليه السلام هم هما صحيحا على ما نص الله عليه في كتابه، فيكون الهم خطيئة من الخطايا وقعت من يوسف عليه السلام، كما وقعت الخطايا من غيره من الأنبياء، ولا وجه لأن نؤخر ما قدم الله، ونقدم ما أخر الله، فيقال: معنى {وهم بها}
التأخير معه قوله جل وعز: {لولا أن رأى برهان ربه}. إذا كان الواجب علينا، واللازم لنا أن نحمل القرآن على لفظه، وألا نزيله عن نظمه؛ إذا لم تدعنا إلى ذلك ضرورة، وما دعتنا إليه في هذه الآية ضرورة، فإذا حملنا الآية على ظاهرها ونظمها كان {هم بها} معطوفا على {همت به}، و{لولا} حرف مبتدأ جوابه محذوف بعده؛ يراد به: لولا أن رأى برهان ربه لزنا بها بعد الهم، فلما رأى البرهان زال الهم ووقع الانصراف عن العزم. وقد خبر الله جل وعز عن أنبيائه بالمعاصي التي غفرها، وتجاوز عنهم فيها، فقال تبارك وتعالى: {وعصى آدم ربه فغوى}، وقال لنبيه محمد عليه السلام: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك}، وخبر بمثل هذا عن يونس وداود عليهما السلام، وقال النبي صلى الله عليه: ((ما من نبي إلا قد عصى أو هم إلا يحيى بن زكريا)).
وقال أبو عبيد: قال الحسن: إن الله جل وعز لم يقصص عليكم ذنوب الأنبياء تغييرا منه لهم، ولكنه قصها عليكم، لئلا تقنطوا من رحمته.
قال أبو عبيد: يذهب الحسن إلى أن الحجج من الله جل وعز على أنبيائه أوكد، ولهم ألزم، فإذا قبل التوبة منهم، كان إلى قبولها منكم أسرع.
وإلى مذهبنا هذا كان يذهب علماء اللغة: الفراء وأبو عبيد، وغيرهما). [كتاب الأضداد: 411-414] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ومولى على ضنك المقام نصرته = إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا
قال الضبي: المولى ههنا الولي. والضنك: الضيق أي: نصرته على ضيقٍ من الأمر وشدة حتى دفعت عنه الظلم. والنكس الرديء من الرجال. وهو مأخوذ من السهام وهو المقلوب جعل رعظه في موضع فوقه لانكسار يكون فيه وفسادٍ. وأكبى لم يأت بشيء مأخوذ من قولهم قد كبا الزند إذا لم تكن فيه نار. وكذلك هذا النكس لم تكن عنده نصرة فتذبذب لم يثبت على شيء ومنه قولهم رجل مذبذب. و{مذبذبين بين ذلك} منه. قال الله عز وجل في الضنك: {فإن له معيشةً ضنكًا} أي: ضيقة. ويروى: أكدى نصره: لم ينصره.
وروى أحمد: أكرى نصره: أي: أبطأ. ومنه الحديث أكرينا الحديث أي أخرناه والمولى: ابن العم والمولى: الولي والمولى: المعتق والمولى: المعتق والمولى: الحليف). [شرح المفضليات: 733]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) }

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والزهرة زهرة الدنيا غضارتها وحسنها). [إصلاح المنطق: 429]

تفسير قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) }


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة