العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النحل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 08:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة النحل [ من الآية (101) إلى الآية (105) ]

{وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 08:55 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (باب الناسخ: وهذا كتاب الناسخ والمنسوخ
وأخبرني القاسم بن عبد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخاطب عن زيد بن أسلم أنّه قال: قال اللّه: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}؛ وقال الله: {وإذا بدلنا آيةً}، {والله أعلم بما ينزل}، وقال: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}؛ فقال زيدٌ: فأوّل ما نسخ من القرآن نسخت القبلة؛ كان محمّدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود، سبعة عشر شهرًا ليؤمنوا به، ويتبعونه وينصرونه من الأمّيّين من العرب؛
فقال اللّه: {وللّه المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه إن الله واسعٌ عليمٌ}؛
ثمّ قال: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}). [الجامع في علوم القرآن: 3/64-65] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ واللّه أعلم بما ينزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ، بل أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آيةٍ فأبدلنا مكانه حكم أخرى، {واللّه أعلم بما ينزّل} يقول: واللّه أعلم بالّذي هو أصلح لخلقه فيما يبدّل ويغيّر من أحكامه، {قالوا إنّما أنت مفترٍ} يقول: قال المشركون باللّه المكذّبو رسوله لرسوله: إنّما أنت يا محمّد مفترٍ، أي مكذّبٌ تخرص بتقوّل الباطل على اللّه يقول اللّه تعالى: بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمّد إنّما أنت مفترٍ جهّالٌ بأنّ الّذي تأتيهم به من عند اللّه ناسخه ومنسوخه لا يعلمون حقيقة صحّته.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: " {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} رفعناها فأنزلنا غيرها "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} قال: " نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} هو كقوله: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: " {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} قالوا: إنّما أنت مفترٍ، تأتي بشيءٍ وتنقضه، فتأتي بغيره قال: وهذا التّبديل ناسخٌ، ولا نبدّل آيةً مكان آيةٍ إلاّ بنسخٍ "). [جامع البيان: 14/362-363]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية يقول رفعناها وأنزلنا غيرها). [تفسير مجاهد: 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 101 - 102.
أخرج أبو داود في ناسخه، وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وإذا بدلنا آية مكان آية} وقوله: (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا) (النحل 110) قال: عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار، وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاره). [الدر المنثور: 9/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإذا بدلنا آية مكان آية} قال: هو كقوله (ما ننسخ من آية أو ننسها) (البقرة آية 106) ). [الدر المنثور: 9/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإذا بدلنا آية مكان آية} قال: هذا في الناسخ والمنسوخ، قال: إذا نسخنا آية وجئنا بغيرها، قالوا ما بالك قلت: كذا وكذا ثم نقضته أنت تفتري، قال الله: {والله أعلم بما ينزل} ). [الدر المنثور: 9/115]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({روح القدس} [النحل: 102] : «جبريل» ، {نزل به الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] ). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله روح القدس جبريل نزل به الرّوح الأمين أمّا قوله روح القدس جبريل فأخرجه بن أبي حاتمٍ بإسنادٍ رجاله ثقاتٌ عن عبد اللّه بن مسعودٍ وروى الطّبريّ من طريق محمّد بن كعبٍ القرظيّ قال روح القدس جبريل وكذا جزم به أبو عبيدة وغير واحدٍ وأمّا قوله نزل به الرّوح الأمين فذكره استشهادًا لصحّة هذا التّأويل فإنّ المراد به جبريل اتّفاقًا وكأنّه أشار إلى ردّ ما رواه الضّحّاك عن بن عبّاسٍ قال روح القدس الاسم الّذي كان عيسى يحيى به الموتى أخرجه بن أبي حاتم وإسناده ضعيف). [فتح الباري: 8/384]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (روح القدس جبريل عليه السّلام نزل به الرّوح الأمين
أشار به إلى قوله تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك بالحقّ} (النّحل: 102) الآية، وفسّر: روح القدس بقوله: جبريل عليه السّلام. وكذا رواه ابن أبي حاتم بإسناد رجاله ثقات عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكذا روى الطّبريّ من طريق محمّد بن كعب القرظيّ، قال: روح القدس جبريل عليه السّلام، وأضيف الرّوح إلى القدس وهو الطّهر، كما يقال: حاتم الجود، وزيد الخير، والمراد الرّوح القدس، وقال ابن الأثير: لأنّه خلق من طهارة، والروح في الحقيقة ما يقوم به الجسد وتكون به الحياة، وقد أطلق على القرآن والوحي والرّحمة وعلى جبريل عليه السّلام. قوله: (نزل به الرّوح الأمين) ، ذكره استشهادًا لصحّة هذا التّأويل، فإن المراد به جبريل عليه السّلام، اتّفاقًا وكأنّه أشار به إلى رد ما رواه الضّحّاك عن ابن عبّاس، قال: روح القدس، الاسم الّذي كان عيسى عليه السّلام، يحيي به الموتى، رواه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف. قوله: قوله: (الأمين) ، وصف جبريل عليه السّلام، لأنّه كان أمينا فيما استودع من الرسالة إلى الرّسل عليهم السّلام). [عمدة القاري: 19/14-15]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({روح القدس}) من ربك هو (جبريل) قاله ابن مسعود فيما رواه ابن أبي حاتم وأضيف جبريل إلى القدس وهو الطهر كما تقول: حاتم الجود وزيد الخير، والمراد الروح المقدس قاله الزمخشري، ثم استشهد المؤلّف لقوله روح القدس جبريل بقوله: ({نزل به الروح الأمين}) [الشعراء: 193] وهو يردّ ما رواه الضحاك أن ابن عباس فيما رواه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف قال: روح القدس الاسم الذي كان عيسى عليه الصلاة والسلام يحيي به الموتى). [إرشاد الساري: 7/195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدًى وبشرى للمسلمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للقائلين لك إنّما أنت مفترٍ فيما تتلو عليهم من آي كتابنا: أنزله روح القدس، يقول: قل جاء به جبرئيل من عند ربّي بالحقّ وقد بيّنت في غير هذا الموضع معنى روح القدس، بما أغنى عن إعادته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ العمريّ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن محمّد بن كعبٍ، قال: " روح القدس: جبرئيل "
وقوله: {ليثبّت الّذين آمنوا} يقول تعالى ذكره: قل نزّل هذا القرآن، ناسخه ومنسوخه، روح القدس عليّ من ربّي، تثبيتًا للمؤمنين وتقويةً لإيمانهم، ليزدادوا بتصديقهم لناسخه ومنسوخه إيمانًا لإيمانهم، وهدًى لهم من الضّلالة، وبشرى للمسلمين الّذين استسلموا لأمر اللّه، وانقادوا لأمره ونهيه، وما أنزله في آي كتابه، فأقرّوا بكلّ ذلك وصدّقوا به قولاً وعملاً). [جامع البيان: 14/363-364]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن رجلا كان أسلم ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولطف به حتى اختلط بأهله كلهم، وأنه سمع بذلك المؤمنون والمشركون وعلم ذلك منه، وأنه لحق بالمشركين فقال لهم: والله، ما أرى أحدا أبطن بمحمدٍ مني، قالوا: قد سمعنا بذلك فأخبرنا عنه، قال: والله، ما يعلمه إلا عبد بني فلان، لراعي عبدٍ أعجمي، فأنزل الله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ وهذا لسانٌ عربيٌ مبينٌ}، وفي ذلك أنزلت هذه الآية، والله أعلم). [الجامع في علوم القرآن: 1/70-71]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن عكرمة قال: كان غلامٌ لبني عامر بن لؤيٍّ أظنّه يقال له يعيش أو من أهل الكتاب فقالت قريشٌ: هذا يعلّم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبين} [الآية: 103].
سفيان [الثوري] في قراءة عبد اللّه (لسان الذي يلحدون إليه)). [تفسير الثوري: 167]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ، لسان الّذي يلحدون إليه أعجميّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد نعلم أنّ هؤلاء المشركين يقولون جهلاً منهم: إنّما يعلم محمّدًا هذا الّذي يتلوه بشرٌ من بني آدم، وما هو من عند اللّه يقول اللّه تعالى ذكره مكذّبهم في قيلهم ذلك: ألا تعلمون كذب ما تقولون؟ إنّ لسان الّذي تلحدون إليه، يقول: تميلون إليه بأنّه يعلّم محمّدًا أعجميٌّ وذلك أنّهم فيما ذكر كانوا يزعمون أنّ الّذي يعلّم محمّدًا هذا القرآن عبدٌ روميٌّ، فلذلك قال تعالى: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} يقول: وهذا القرآن لسانٌ عربيّ مبينٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في اسم الّذي كان المشركون يزعمون أنّه يعلّم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم هذا القرآن من البشر، فقال بعضهم: كان اسمه بلعام، وكان قينًا بمكّة نصرانيًّا
ذكر من قال ذلك
- حدّثني أحمد بن محمّدٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا أبو عامر، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن مسلم بن عبد اللّه الملائيّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّم قينًا بمكّة، وكان أعجميّ اللّسان، وكان اسمه بلعام، فكان المشركون يرون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين يدخل عليه وحين يخرج من عنده، فقالوا: إنّما يعلّمه بلعام، فأنزل اللّه تعالى ذكره: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ، لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيّ مبينٌ} ".
وقال آخرون: اسمه يعيش
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حبيبٍ، عن عكرمة، قال: " كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقرئ غلامًا لبني المغيرة أعجميًّا قال سفيان: أراه يقال له: يعيش. قال: فذلك قوله: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيّ مبينٌ} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ} وقد قالت قريشٌ: إنّما يعلّمه بشرٌ عبدٌ لبني الحضرميّ يقال له يعيش، قال اللّه تعالى: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيّ مبينٌ} وكان يعيش يقرأ الكتب ".
وقال آخرون: بل كان اسمه جبرٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: " كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما بلغني كثيرًا ما يجلس عند المروة إلى غلامٍ نصرانيٍّ يقال له جبرٌ، عبدٌ لبني بياضة الحضرميّ، فكانوا يقولون: واللّه ما يعلّم محمّدًا كثيرًا ممّا يأتي به إلاّ جبرٌ النّصرانيّ غلام الحضرميّ، فأنزل اللّه تعالى في قولهم: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ، لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال عبد اللّه بن كثيرٍ: " كانوا يقولون: إنّما يعلّمه نصرانيٌّ على المروة، ويعلّم محمّدًا روميٌّ يقولون اسمه جبرٌ وكان صاحب كتبٍ، عبدٌ لابن الحضرميّ، قال اللّه تعالى: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ} قال: " وهذا قول قريشٍ إنّما يعلّمه بشرٌ، قال اللّه تعالى: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} ".
وقال آخرون: بل كانا غلامين اسم أحدهما يسارٌ والآخر جبرٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ الحضرميّ: " أنّه كان لهم عبدان من أهل عير التمر، وكانا صيقلين، وكان يقال لأحدهما يسارٌ والآخر جبرٌ، فكانا يقرآن التّوراة، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ربّما جلس إليهما، فقال كفّار قريشٍ: إنّما يجلس إليهما يتعلّم منهما، فأنزل اللّه تعالى: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا معن بن أسدٍ قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ الحضرميّ، نحوه
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ قال: " كان لنا غلامان فكان يقرآن كتابًا لهما بلسانهما، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يمرّ عليهما، فيقوم يستمع منهما، فقال المشركون: يتعلّم منهما، فأنزل اللّه تعالى ما كذّبهم به، فقال: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} ".
وقال آخرون: بل كان ذلك سلمان الفارسيّ
ذكر من قال ذلك
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميّ} " كانوا يقولون: " إنّما يعلّمه سلمان الفارسيّ "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ} قال: " قول كفّار قريشٍ: إنّما يعلّم محمّدًا عبد ابن الحضرميّ، وهو صاحب كتابٍ، يقول اللّه: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} ".
وقيل: إنّ الّذي قال ذلك رجلٌ كاتبٌ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ارتدّ عن الإسلام
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب: " أنّ الّذي ذكر اللّه إنّما يعلّمه بشرٌ إنّما افتتن، إنّه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " سميعٌ عليمٌ " أو " عزيزٌ حكيمٌ " وغير ذلك من خواتم الآي، ثمّ يشتغل عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على الوحي، فيستفهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيقول: أعزيزٌ حكيمٌ، أو سميعٌ عليمٌ، أو عزيزٌ عليمٌ؟ فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أيّ ذلك كتبت فهو كذلك " ففتنه ذلك، فقال: إنّ محمّدًا يكل ذلك إليّ، فأكتب ما شئت "، وهو الّذي ذكر لي سعيد بن المسيّب من الحروف السّبعة "
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {يلحدون} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة: {لسان الّذي يلحدون إليه} بضمّ الياء من ألحد يلحد إلحادًا، بمعنى يعترضون ويعدلون إليه ويعرجون إليه، من قول الشّاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي = ليس أميري بالشّحيح الملحد
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: " ( لسان الّذي يلحدون إليه ) بفتح الياء، يعني: يميلون إليه، من لحد فلانٌ إلى هذا الأمر يلحد لحدًا ولحودًا وهما عندي لغتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ فيهما الصّواب.
وقيل: {وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} يعني: القرآن كما تقول العرب لقصيدةٍ من الشّعر ليس فيها الشّاعر: هذا لسان فلانٍ، تريد قصيدته، كما قال الشّاعر:
لسان السّوء تهديها إلينا = وحنت وما حسبتك أن تحينا
يعني باللّسان القصيدة والكلمة). [جامع البيان: 14/364-370]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد بن مسلم بن الحضرمي قال كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر يسمى أحدهما بسار والآخر خبر وكانا صيقلين وكانا يقرآن كتابهما فربما مر رسول الله فقام عليهما فقال المشركون إنما يتعلم محمد منهما فأنزل الله ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر يعنون بسارا وخبرا يقول لسان الذي يلحدون إليه أعجمي يعني بسارا وخبرا ثم قال وهذا لسان عربي مبين). [تفسير مجاهد: 352-353]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالت قريش إنما يعلم محمدا عبد لابن الحضرمي رومي وكان صاحب كتب يقول الله عز وجل لسان الذي يلحدون إليه أعجمي أي يتكلم بالرومية وهذا لسان عربي مبين). [تفسير مجاهد: 353]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد الأسديّ، بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ " {إنّما يعلّمه بشرٌ لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} [النحل: 103] قالوا: إنّما يعلّم محمّدًا عبد بن الحضرميّ وهو صاحب الكتب. فقال اللّه {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه» وقد روّينا عن سفيان بن عيينة تلاوته هذه الآية واستشهاده بها في الكذّابين "). [المستدرك: 2/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 103 - 105.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان عجمي اللسان، فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا: إنما يعلمه بلعام فأنزل الله {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر} الآية). [الدر المنثور: 9/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {إنما يعلمه بشر} قال: قالوا إنما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي - وهو صاحب الكتب - فقال الله: {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}). [الدر المنثور: 9/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا يقال له مقيس، وأنزل الله {ولقد نعلم أنهم يقولون} الآية). [الدر المنثور: 9/115-116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر} قال: قول قريش: إنما يعلم محمدا بن الحضرمي وهو صاحب كتب {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} يتكلم بالرومية {وهذا لسان عربي مبين} ). [الدر المنثور: 9/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: يقولون إنما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي كان يسمى مقيس). [الدر المنثور: 9/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: كانوا يقولون: إنما يعلمه سلمان الفارسي وأنزل الله {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} ). [الدر المنثور: 9/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب: إن الذي ذكر الله في كتابه أنه قال: {إنما يعلمه بشر} إنما افتتن من أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يملي عليه سميع عليم أو عزيز حكيم أو نحو ذلك من خواتيم الآية ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله أعزيز حكيم أو سميع عليم فيقول: أي ذلك كتبت فهو كذلك فافتتن وقال: إن محمدا ليكل ذلك إلي فأكتب ما شئت، فهذا الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة). [الدر المنثور: 9/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آذاه أهل مكة دخل على عبد لبني الحضرمي يقال له: أبو يسر كان نصرانيا وكان قد قرأ التوراة والإنجيل فساءله وحدثه، فلما رآه المشركون يدخل عليه قالوا: يعلمه أبو اليسر، قال الله: {وهذا لسان عربي مبين} ولسان أبي اليسر أعجمي). [الدر المنثور: 9/117]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه لا يهديهم اللّه ولهم عذابٌ أليمٌ (104) إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه وأولئك هم الكاذبون}.
يقول تعالى: إنّ الّذين لا يؤمنون بحجج اللّه وأدلّته فيصدّقون بما دلّت عليه، {لا يهديهم اللّه} يقول: لا يوفّقهم اللّه لإصابة الحقّ ولا يهديهم لسبيل الرّشد في الدّنيا، ولهم في الآخرة وعيد اللّه إذا وردوا عليه يوم القيامة عذابٌ مؤلمٌ موجعٌ). [جامع البيان: 14/370-371]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ أخبر تعالى ذكره المشركين الّذين قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّما أنت مفترٍ، أنّهم هم أهل الفرية والكذب، لا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنون به، وبرّأ من ذلك نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، فقال: إنّما يتخرّص الكذب ويتقوّل الباطل، الّذين لا يصدّقون بحجج اللّه وإعلامه، لأنّهم لا يرجون على الصّدق ثوابًا ولا يخافون على الكذب عقابًا، فهم أهل الإفك وافتراء الكذب، لا من كان راجيًا من اللّه على الصّدق الثّواب الجزيل، وخائفًا على الكذب العقاب الأليم.
وقوله: {وأولئك هم الكاذبون} يقول: والّذين لا يؤمنون بآيات اللّه هم أهل الكذب لا المؤمنون). [جامع البيان: 14/371]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثناه أبو محمّدٍ عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسيّ، وأنا سألته، قال: ثنا يعقوب بن سفيان الفارسيّ، حدّثني عبد اللّه بن الزّبير الحميديّ، قال: كنّا قعودًا مع سفيان بن عيينة في مسجد الخيف بمنًى إذ قام رجلٌ قاصٌّ قال: ثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوسٍ عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، ثمّ أخذ في قصصٍ طويلٍ، فقام ابن عيينة فاتّكأ على عصاه، فقال " {إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه} [النحل: 105] " ما حدّثت بهذا قطّ ولا أعرفه). [المستدرك: 2/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن معاوية بن صالح قال: ذكر الكذب عند أبي أمامة فقال: اللهم عفوا أما تسمعون الله يقول: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} ). [الدر المنثور: 9/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق، وابن عساكر في تاريخه عن عبد الله بن جراد أنه سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: هل يزني المؤمن قال: قد يكون ذلك، قال: هل يسرق المؤمن قال: قد يكون ذلك، قال: هل يكذب المؤمن قال: لا، ثم أتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون} ). [الدر المنثور: 9/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن عبد الله بن جراد قال: قال أبو الدرداء يا رسول الله هل يكذب المؤمن قال: لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب). [الدر المنثور: 9/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أخوف ما أخاف عليكم ثلاثا: رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رأى بهجته وتردى الإسلام أعاره الله ما شاء اخترط سيفه وضرب جاره ورماه بالكفر.
قالوا: يا رسول الله أيهما أولى بالكفر الرامي أو المرمي به قال: الرامي وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطانه فقال: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق ورجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها فذاك الذي يدرك الدجال فيتبعه). [الدر المنثور: 9/118-119]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 09:03 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ واللّه أعلم بما ينزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون} وهذا في النّاسخ والمنسوخ في تفسير قتادة.
قال الحسن: كانت الآية إذا نزلت فعمل بها وفيها شدّةٌ، ثمّ نزلت بعدها آية فيها لينٌ قالوا: إنّما يأمر محمّدٌ أصحابه بالأمر فإذا اشتدّ عليهم صرفهم إلى غيره، ولو كان هذا الأمر من عند اللّه لكان أمرًا واحدًا وما اختلف، ولكنّه من قبل محمّدٍ.
قال اللّه: قل يا محمّد). [تفسير القرآن العظيم: 1/90-89]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا بدّلنا آيةً مّكان آيةٍ...}
إذا نسخنا آية مكان آية ألين منها قال المشركون: إنما يتقوّله من نفسه ويتعلّمه من عائش مملوكٍ كان لحويطب بن عبد العزّى كان قد أسلم فحسن إسلامه وكان أعجم،
فقال الله عز وجل). [معاني القرآن: 2/113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} أي نسخنا آية بآية). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا بدّلنا آية مكان آية واللّه أعلم بما ينزّل قالوا إنّما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون }
أي: إذا نسخت آية بآية أخرى عليها فيها مشقة.
{قالوا إنّما أنت مفتر} أي قالوا قد كذبتنا). [معاني القرآن: 3/218]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا بدلنا آية مكان آية} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال رفعناها وجعلنا موضعها غيرها
وقال غيره أي نسخنا آية بأية هي أشد عليهم منها قالوا إنما أنت مفتر أي كاذب فقال جل وعز: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله}
أي الذي إذا رأوا آية لا يأتي بها إلا نبي كذبوا بها فهؤلاء أكذب الكاذبين). [معاني القرآن: 4/106]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ} والقدس: اللّه، وروحه: جبريل.
فأخبر أنّه نزل به جبريل من عند اللّه، وأنّ محمّدًا لم يفتر منه شيئًا.
وقال السّدّيّ: جبريل.
قال: {ليثبّت الّذين آمنوا وهدًى وبشرى للمسلمين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {روح القدس} جبريل عليه السلام). [مجاز القرآن: 1/368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {روح القدس}: جبريل عليه السلام). [غريب القرآن وتفسيره: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رُوحُ القُدُسِ}: جبريل عليه السلام). [العمدة في غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ} يعنون عبدًا لابن الحضرميّ في قول الحسن وقتادة.
وقال قتادة: قالت قريشٌ إنّما يعلّم محمّدًا عبدٌ لابن الحضرميّ، يقال له: جبرٌ، وكان يقرأ الكتاب.
وبعضهم يقول: عدّاسٌ غلام عتبة.
وكان الكلبيّ يجمعها جميعًا ويقول: كان عدّاسٌ يهوديًّا فأسلم، وكانا يقرآن كتابهما بالعبرانيّة، وكانا أعجميّي اللّسان.
قال اللّه: {لسان الّذي يلحدون إليه}.
يميلون إليه في تفسير الكلبيّ.
وقال الحسن: الّذي يذهبون إليه أنّه يعلّم محمّدًا أعجميٌّ.
قال اللّه: {وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} أي: بيّنٌ.
وقال مجاهدٌ: عبد ابن الحضرميّ، روميٌّ، صاحب كتابٍ.
يقول اللّه: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ} يتكلّم بالرّوميّة {وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} في حديث عاصم بن حكيمٍ، وفي حديث ابن مجاهدٍ، عن أبيه:
{ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ} قول قريشٍ إنّما يعلّم محمّدًا عبدٌ لابن الحضرميّ روميٌّ، وهو صاحب كتابٍ.
يقول اللّه: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ} يتكلّم بالرّوميّة {وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ}.
وفي قول الحسن: هو عبد ابن الحضرميّ، وكان كاهنًا في الجاهليّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/90-91]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّسان الّذي يلحدون إليه...}
يميلون إليه ويهوونه (أعجمي) فقال الله: وهذا لسان محمد صلّى الله عليه وسلم والقرآن عربيّ). [معاني القرآن: 2/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ} أي يعدلون إليه، ويقال: ألحد فلان أي جار؛ أعجميٌّ أضيف إلى أعجم اللسان).
[مجاز القرآن: 1/368]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل الحجاز وشيبة ونافع {لسان الذي يلحدون إليه} برفع الياء.
أبو عبد الرحمن السلمي وأصحاب عبد الله {يلحدون إليه} بالفتح.
وقالوا في الفعل: ألحد إلى كذا، ولحد لحودًا؛ والمعنى: يميلون؛ {ولن تجد من دونه ملتحدا} من ذلك عندنا؛ أي مميلاً؛ وقالوا: ألحدت للميت لحدا ولحدا، يخفف ويثقل، ولحدا بالضم والإسكان؛ والأصل واحد؛ وإنما هو الميل والاعوجاج.
وقال الشاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي = ليس أميري بالشحيح الملحد). [معاني القرآن لقطرب: 809]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يلحدون إليه} أي يميلون إليه ويزعمون أنه يعلّمك. وأصل الإلحاد: الميل). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشر لسان الّذي يلحدون إليه أعجميّ وهذا لسان عربيّ مبين}
أعلم اللّه عزّ وجلّ نبيّه - صلى الله عليه وسلم - ما يقولونه بينهم.
وقوله: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميّ}.
ويقرأ {يلحدون}، أي لسان الذي يميلون القول إليه أعجمي.
وقيل هذا غلام كان لحويطب اسمه عايش، أسلم وحسن إسلامه.
{وهذا لسان عربيّ مبين}.
يقال: عرب الإنسان: يعرب عروبيّة وعرابة وعروبة.
وقوله: {مبين}.
وصفه بالبيان كما وصفه بأنه عربيّ، ومعنى عربيّ أن صاحبه يتكلم بالعربية ومعناه معرب: {مبين} ). [معاني القرآن: 3/220-219]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}
روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عكرمة قال هو غلام لبني عامر بن لؤي يقال أرى له يعيش وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال هو سلمان الفارسي رحمه الله
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد هو عبد الله بن الحضرمي وهو رومي كان يحسن الكتابة قال أبو عبيد وقال غير مجاهد اسمه جبر
قال أبو جعفر وهذه الأقوال ليست بمتناقضة لأنه يجوز أن يكونوا أومأوا إلى هؤلاء جميعا وزعموا أنهم يعلمونه وأصل الإلحاد في اللغة الميل). [معاني القرآن: 4/106-107]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يلحدون} أي: يميلون إليه). [ياقوتة الصراط: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يلحدون إليه} أي يميلون إليه ويزعمون أنه يعلمك. وأصل الإلحاد: الميل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 133]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه لا يهديهم اللّه} هؤلاء الّذين لا يريد اللّه أن يهديهم يلقونه بكفرهم.
{ولهم عذابٌ أليمٌ} موجعٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه} ، يعني: المشركين.
{وأولئك هم الكاذبون} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه وأولئك هم الكاذبون}
أي: إنما يفتري الكذب الذين إذا رأوا الآيات التي لا يقدر عليها إلا اللّه كذبوا بها، فهؤلاء أكذب الكذبة). [معاني القرآن:


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 09:29 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 03:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 03:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 03:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية}، كان كفار مكة إذا نسخ الله لفظ آية بلفظ أخرى ومعناها وإن بقي لفظها -لأن هذا كله يقع عليه التبديل- يقولون: لو كان هذا من عند الله لم يتبدل، وإنما هو من افتراء محمد، فهو يرجع من خطأ يبدو له إلى صواب يراه بعد، فأخبر الله تعالى أنه أعلم بما يصلح للعباد برهة من الدهر، ثم
[المحرر الوجيز: 5/407]
ما يصلح لهم بعد ذلك، وأنهم لا يعلمون هذا. وقرأ الجمهور: "ينزل" بفتح النون وشد الزاي، وقرأ أبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي، وعبر بالأكثر مراعاة لما كان عند قليل منهم من موقف وقلة مبالغة في التكذيب وظن، ويحتمل أن يكون هذا اللفظ قرر على قليل منهم أنهم يعلمون ويكفرون تمردا وعنادا). [المحرر الوجيز: 5/408]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأمر نبيه أن يخبر أن القرآن وناسخه ومنسوخه إنما نزله جبريل عليه السلام، وهو روح القدس، لا خلاف في ذلك، "والقدس": الموضع المطهر، فكأن جبريل أضيف إلى الأمر المطهر بإطلاق، وسمي روحا إما لأنه ذو روح من جملة روح الله الذي بثه في خلقه، وخص هو بهذا الاسم، وإما لأنه يجري من الهدايات والرسالات ومن الملائكة أيضا مجرى الروح من الأجساد لشرفه ومكانته، وقرأ ابن كثير: القدس بسكون الدال، وقرأ الباقون بضمها، وقوله: "بالحق" أي: مع الحق في أوامره ونواهيه وأحكامه ومصالحه وأخباره، ويحتمل أن يكون قوله: "بالحق" بمعنى حقا، ويحتمل أن يريد: بالحق في أن ينزل، وعلى هذا الاحتمال اعتراضات عند أصحاب الكلام على أصول الدين، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/408]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد نعلم أنهم يقولون}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان في مكة غلام أعجمي لبعض قريش يقال له بلعام، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه ويعلمه الإسلام ويرومه عليه، فقالت قريش: هذا يعلم محمدا من جهة الأعاجم، فنزلت الآية بسببه، وقال عكرمة وسفيان: كان اسم الغلام يعيش، وقال عبد الله بن مسلم الحضرمي: كان بمكة غلامان، أحدهما اسمه جبر، والثاني يسار، وكانا يقرآن بالرومية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إليهما، فقالت قريش ذلك، ونزلت الآية، وقال ابن إسحاق: والإشارة إلى جبر، وقال الضحاك: الإشارة إلى سلمان الفارسي، وهذا ضعيف، لأن سلمان إنما أسلم بعد الهجرة بمكة. وقرأت فرقة: "لسان الذي"، وقرأ الحسن البصري: "اللسان الذي" بالتعريف وبغير تنوين في راء "بشر". وقرأ نافع، وابن كثير: "يلحدون" بضم الياء، من "ألحد" إذا مال، وهي قراءة أبي عمرو، وعاصم،
[المحرر الوجيز: 5/408]
وابن عامر، وأبي جعفر بن القعقاع، وقرأ حمزة، والكسائي: "يلحدون" بفتح الياء والحاء، من "لحد"، وهي قراءة عبد الله، وطلحة، وأبي عبد الرحمن، والأعمش، ومجاهد، وهما بمعنى، ومنه قول الشاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي ... ليس أميري بالشحيح الملحد
يريد: المائل عن الجود وحال الرياسة.
وقوله: "أعجمي" إضافة إلى "أعجم"; لأنه كان يقول: "عجمي"، والأعجم: هو الذي لا يتكلم بعربية، وأما العجمي فقد يتكلم بالعربية ونسبته قائمة. وقوله: "وهذا" إشارة إلى القرآن، والتقدير: وهذا سرد لسان، أو نطق لسان، فهو على حذف مضاف، وهذا على أن نجعل اللسان هنا الجارحة، واللسان -في كلام العرب -: اللغة، ويحتمل أن يراد في هذه، واللسان: الخبر، ومنه قول الأعشى:
إني أتتني لسان غير كاذبة.
ومنه قول الآخر:
لسان السوء تهديها إلينا ... وحنت وما حسبتك أن تحينا
[المحرر الوجيز: 5/409]
وحكى الطبري عن سعيد بن المسيب أن الإشارة بقولهم: "بشر" إنما هي إلى كاتب كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول له رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في أواخر الآيات: " سميع عليم"، فيكتب هو "عزيز حكيم" أو نحو هذا، ثم يشتغل بسماع الوحي فيبدل هو بـ "غفور رحيم" أو نحوه، فقال له عليه الصلاة والسلام في بعض الآيات: هو كما كتبت، ففتن وقال: أنا أعلم محمدا وارتد ولحق بمكة فنزلت الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا نصراني أسلم وكتب ثم ارتد ومات فلفظته الأرض، وإلا فهذا القول يضعف; لأن الكاتب المشهور الذي ارتد لهذا السبب ولغيره من نحوه هو عبد الله بن أبي سرح العامري، ولسانه ليس بأعجمي، فتأمل). [المحرر الوجيز: 5/410]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}
المفهوم من الوجود أن الذين لا يهديهم الله لا يؤمنون بآياته، ولكنه قدم في هذا الترتيب وأخر تهمما بتقبيح فعلهم والتشنيع لخطابهم، وذلك كقوله: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، والمراد ما ذكرناه فكأنه قال: إن الذين لم يؤمنوا لم يهدهم الله). [المحرر الوجيز: 5/410]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنما يفتري الكذب} بمعنى: إنما يكذب، وهذه مقاومة للذين قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم: "إنما أنت مفتر"، و"إنما" حاصرة أبدا، لكن حصرها يختلف باختلاف المعاني التي تقع فيها، فقد يربط المعنى أن يكون حصرها حقيقيا، كقوله تعالى: {إنما الله إله واحد}، وقد يقتضي المعنى أن يكون حصرها تجوزا ومبالغة، كقولك:
[المحرر الوجيز: 5/410]
"إنما الشجاع عنترة"، وهكذا هي في هذه الآية، قال الزجاج: يفتري هذا الصنف لأنهم إذا رأوا الآيات التي لا يقدر عليها إلا الله، كذبوا بها، فهذا أفحش الكذب. وكرر المعنى في قوله: {وأولئك هم الكاذبون} لفائدة إيقاع الصفة بالكذب عليهم، إذ الصفة بالشيء أبلغ من الخبر به; لأن الصفة تقتضي الدوام أكثر مما يقتضيه الخبر، فبدأ في هذه الآية بالخبر ثم أكد بالصفة، وقد اعترض هذا النظر مكي، وليس اعتراضه بالقوي). [المحرر الوجيز: 5/411]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:47 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ واللّه أعلم بما ينزل قالوا إنّما أنت مفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون (101) قل نزله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدًى وبشرى للمسلمين (102)}
يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلّة ثباتهم وإيقانهم، وأنّه لا يتصوّر منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشّقاوة، وذلك أنّهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا للرّسول: {إنّما أنت مفترٍ} أي: كذّابٌ وإنّما هو الرّبّ تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
وقال مجاهدٌ: {بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} أي: رفعناها وأثبتنا غيرها.
وقال قتادة: هو كقوله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [البقرة:106].
فقال تعالى مجيبًا لهم: {قل نزله روح القدس} أي: جبريل، {من ربّك بالحقّ} أي: بالصّدق والعدل، {ليثبّت الّذين آمنوا} فيصدّقوا بما أنزل أوّلًا وثانيًا وتخبت له قلوبهم، {وهدًى وبشرى للمسلمين} أي: وجعله هاديًا [مهديًا] وبشارةٍ للمسلمين الذين آمنوا بالله ورسله). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 603]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ (103)}
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت: أنّ محمّدًا إنّما يعلّمه هذا الّذي يتلوه علينا من القرآن بشرٌّ، ويشيرون إلى رجلٍ أعجميٍّ كان بين أظهرهم، غلامٍ لبعض بطون قريشٍ، وكان بيّاعًا يبيع عند الصّفا، فربّما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يجلس إليه ويكلّمه بعض الشّيء، وذاك كان أعجميّ اللّسان لا يعرف العربيّة، أو أنّه كان يعرف الشّيء اليسير بقدر ما يرد جواب الخطّاب فيما لا بدّ منه؛ فلهذا قال اللّه تعالى رادًّا عليهم في افترائهم ذلك: {لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ} يعني: القرآن أي: فكيف يتعلّم من جاء بهذا القرآن، في فصاحته وبلاغته ومعانيه التّامّة الشّاملة، الّتي هي أكمل من معاني كلّ كتابٍ نزل على نبيٍّ أرسل، كيف يتعلّم من رجلٍ أعجميٍّ؟! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل.
قال محمّد بن إسحاق بن يسار في السّيرة: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -فيما بلغني-كثيرًا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلامٍ نصرانيٍّ يقال له جبرٌ، عبدٍ لبعض بني الحضرميّ، [فكانوا يقولون: واللّه ما يعلّم محمّدًا كثيرًا ممّا يأتي به إلا جبر النصراني، غلام بن الحضرميّ] فأنزل اللّه: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ}
وكذا قال عبد اللّه بن كثيرٍ: وعن عكرمة وقتادة: كان اسمه يعيش.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أحمد بن محمّدٍ الطّوسيّ، حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن مسلم بن عبد اللّه الملائيّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّم قينًا بمكّة، وكان اسمه بلغام، وكان أعجميّ اللّسان، وكان المشركون يرون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدخل عليه ويخرج من عنده، قالوا: إنّما يعلّمه بلغام، فأنزل اللّه هذه الآية: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ لسان الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ}.
وقال الضّحّاك بن مزاحمٍ: هو سلمان الفارسيّ، وهذا القول ضعيفٌ؛ لأنّ هذه الآية مكّيّةٌ، وسلمان إنّما أسلم بالمدينة وقال عبيد اللّه بن مسلمٍ: كان لنا غلامان روميّان يقرآن كتابًا لهما بلسانهما، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يمرّ بهما، فيقوم فيسمع منهما فقال المشركون: يتعلّم منهما، فأنزل اللّه هذه الآية.
وقال الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب: الّذي قال ذلك من المشركين رجلٌ كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فارتدّ بعد ذلك عن الإسلام، وافترى هذه المقالة، قبّحه اللّه! ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 603-604]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه لا يهديهم اللّه ولهم عذابٌ أليمٌ (104) إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه وأولئك هم الكاذبون (105)}
يخبر تعالى أنّه لا يهدي من أعرض عن ذكره وتغافل عمّا أنزله على رسوله، ولم يكن له قصدٌ إلى الإيمان بما جاء من عند اللّه، فهذا الجنس من النّاس لا يهديهم اللّه إلى الإيمان بآياته وما أرسل به رسله في الدّنيا، ولهم عذابٌ أليمٌ موجعٌ في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 604]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى أنّ رسوله ليس بمفترٍ ولا كذّاب؛ لأنّه {إنّما يفتري الكذب} على اللّه وعلى رسوله شرار الخلق، {الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه} من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند النّاس. والرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، كان أصدق النّاس وأبرّهم وأكملهم علمًا وعملًا وإيمانًا وإيقانًا، معروفًا بالصّدق في قومه، لا يشكّ في ذلك أحدٌ منهم بحيث لا يدعى بينهم إلا بالأمين محمد؛ ولهذا لما سأل هرقل ملك الرّوم أبا سفيان عن تلك المسائل الّتي سألها من صفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كان فيما قال له: أو كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا. فقال: هرقل فما كان ليدع الكذب على النّاس ويذهب فيكذب على اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 604-605]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة