العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:29 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة التكوير

التفسير اللغوي لسورة التكوير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 06:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 14]

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}

تفسير قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {إذا الشّمس كوّرت...}: ذهب ضوءها). [معاني القرآن: 3/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إذا الشّمس كوّرت} مثل تكوير العمامة، تلف فتمحى). [مجاز القرآن: 2/287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كورت}: مثل تكوير العمامة، تلف فتمحى). [غريب القرآن وتفسيره: 415]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كوّرت} قال أبو عبيدة: «تكوّر - أي تلفّ - كما تكوّر العمامة».
وقال بعض المفسرين: {كوّرت} أي ذهب ضوؤها). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إذا الشّمس كوّرت (1)} معنى {كوّرت}: جمع ضوءها ولفّت كما تلف العمامة، يقال: كرت العمامة على رأسي أكوّرها، وكوّرتها أكوّرها إذا لففتها). [معاني القرآن: 5/289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({كورت} أي: جمعت). [ياقوتة الصراط: 557]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُوِّرَتْ} لُفّت كالعمامة. وقيل: ذهب ضوءها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وإذا النّجوم انكدرت...} أي: انتثرت وقعت على وجه الأرض). [معاني القرآن: 3/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({انكدرت} يقال: انكدر فلان انصب، قال العجاج: أبصر خربان فضاءٍ فانكدر). [مجاز القرآن: 2/287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({انكدرت}: تساقطت وانصبت). [غريب القرآن وتفسيره: 415]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({انكدرت}: انتثرت وانصبّت). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا النّجوم انكدرت (2)} انكدرت: تهافتت وتناثرت). [معاني القرآن: 5/289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وإذا النجوم انكدرت} أي: تناثرت). [ياقوتة الصراط: 557]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{انكَدَرَتْ} انتثرت وانصبّت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({انكَدَرَتْ}: انطمست). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الجبال سيّرت (3)} صارت سرابا). [معاني القرآن: 5/289]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {وإذا العشار عطّلت...} والعشار: لقح الإبل عطلها أهلها لاشتغالهم بأنفسهم). [معاني القرآن: 3/239]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا العشار عطّلت} قال: {وإذا العشار عطّلت} وواحدتها "العشراء" مثل "النفساء" و"النفاس" للجميع. وقال الشاعر:
ربّ شريبٍ لك ذي حساس = ريان يمشي مشية النّفاس
ويقال: "النّفاس"). [معاني القرآن: 4/46]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({العشار عطلت}: تخلت أي تخلى منها أهلها فلم تحلب ولم يتصور ولم تضرر واحدها عشراء). [غريب القرآن وتفسيره: 415]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{العشار} من الإبل: الحوامل. واحدتها: «عشراء»، وهي: التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع. يقول: عطّلها أهلها من الشغل بأنفسهم). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا العشار عطّلت (4)}
{العشار} النوق الحوامل التي في بطونها أولاها، والواحدة عشراء، وإنما قيل لها عشار لأنها إذا أتت عليها عشرة أشهر -وهي تضع إذا وضعت لتمام في سنة- فهي عشراء، أحسن ما يكون في الحمل، فليس يعطلها أهلها إلا في حال القيامة.
وخوطبت العرب بأمر {العشار} لأن مالها وعيشها أكثره من الإبل). [معاني القرآن: 5/289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وإذا العشار عطلت} أي: الدور مات أهلها، فتعطلت). [ياقوتة الصراط: 558]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْعِشَارُ} الإِبل الحوامل، واحدها عُشراء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعِشَارُ}: جمع عشراء وهي الناقة التي قاربت أن تضع.
{عُطِّلَتْ}: تركت). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الوحوش حشرت...}.
... حدثني أبو الأحوص سلام بن سليم عن سعيد بن مسروق عن عكرمة قال: حشرها: موتها). [معاني القرآن: 3/239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الوحوش حشرت (5)} قيل تحشر الوحوش كلها حتّى الذّباب يحشر للقصاص). [معاني القرآن: 5/289]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا البحار سجّرت...} أفضى بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا). [معاني القرآن: 3/239]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا البحار سجّرت} وقال بعضهم {سجرّت}، وخفّفها بعضهم واحتج بـ{والبحر المسجور}. والوجه التثقيل لأن ذلك إذا كسر جاء على هذا المثال يقل "قطّعوا" و"قبّلوا" ولا يقال للواحد "قطّع" يعني يده ولا "قتّل"). [معاني القرآن: 4/46]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سجّرت}: ملئت. يقال: يفضي بعضها إلى بعض، فتصير شيئا واحدا). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا البحار سجّرت (6)} بالتثقيل، ويقرأ (سجرت) بالتخفيف.
ومعنى {سجّرت} قيل إنه في معنى فجّرت.
وقيل {سجّرت} ملئت، ومنه البحر المسجور المملوء.
وقيل معنى {سجّرت} جعلت مياهها نيرانا بها يعذب أهل النّار). [معاني القرآن: 5/290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُجِّرَتْ} ملئت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا النّفوس زوّجت...}.
... حدثني أبو الأحوص سلام ابن سليم عن سعيد بن مسروق أبي سفيان عن عكرمة في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} قال: يقرن الرجل بقرينه الصالح في الدنيا في الجنة، ويقرن الرجل الذي كان يعمل العمل السيء بصاحبه الذي كان يعينه على ذلك في النار، فذلك تزويج الأنفس.
... وسمعت بعض العرب يقول: زوجت إبلي، ونهى الله أن يقرن بين اثنين، وذلك أن يقرن البعير بالبعير فيعتلفان معا، ويرحلان معا). [معاني القرآن: 3/239-240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا النّفوس زوّجت}: قرنت بأشكالها في الجنة والنار). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] أي قرنت نفوس الكفار بعضها ببعض. ومنه قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي قرناهم. والعرب تقول: زوّجت إبلي، إذا قرنت بعضها ببعض). [تأويل مشكل القرآن: 498](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا النّفوس زوّجت (7)} قرنت كل شيعة بمن شايعت، وقيل قرنت بأعمالها، وقيل قرنت الأجسام بالأرواح). [معاني القرآن: 5/290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زُوِّجَتْ} أي قُرنت بأشكالها في الجنّة والنّار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (... حدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن أبيه عن ابن عباس، وحدثني علي بن غراب عن ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس أنه قرأ: {وإذا الموءودة سئلت * بأيّ ذنبٍ قتلت...} وقال: هي التي تسأل ولا تسأل.
وقد يجوز أن يقرأ: {بأيّ ذنبٍ قتلت}، والمعنى: بأي ذنب قتلت. كما تقول في الكلام: عبد الله بأي ذنب ضرب، وبأي ذنب ضربت.
وقد مرّ له نظائر من الحكاية، من ذلك قول عنترة:
الشاتمي عرضي ولم أشتمها = والناذرين إذا لقيتهما دمي
والمعنى: أنهما كانا يقولان: إذا لقينا عنترة لنقتلنه. فجرى الكلام في شعره على هذا المعنى واللفظ مختلف، وكذلك قوله:
رجلان من ضبة أخبرانا = إنا رأينا رجلا عريانا
والمعنى: أخبرانا أنهما، ولكنه جرى على مذهب القول، كما يقول: قال عبد الله: إنه إنه لذاهب وإني ذاهب، والذهاب له في الوجهين جميعا.
ومن قرأ: {وإذا الموءودة سئلت...} ففيه وجهان:
- (سئلت): فقيل لها: {بأيّ ذنب قتلت...}.
- ثم يجوز قتلت، كما جاز في المسألة الأولى.
ويكون سئلت: سئل عنها الذين وأدوها. كأنك قلت: طلبت منهم، فقيل: أين أولادكم؟ وبأي ذنب قتلتموهم؟
وكل الوجوه حسنٌ بيّنٌ إلاّ أن الأكثر {سئلت} فهو أحبّها إليّ). [معاني القرآن: 3/240-241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإذا الموءودة سئلت} وأد ولده حياً، قال الفرزدق:
ومنّا الذي منع الوائدات = وأحيا الوئيد فلم يوأد
وهو صعصعة بن ناجية جده). [مجاز القرآن: 2/287]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا الموءودة سئلت * بأيّ ذنبٍ قتلت} وقال: {وإذا الموءودة سئلت} "وأده" "يئده" "وأداً" مثل "وعده" "يعده" "وعداً" العين نحو الهمزة.
وقال: {سئلت} {بأيّ ذنبٍ قتلت} وقال بعضهم {سألت} هي). [معاني القرآن: 4/46-47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المؤودة}: كانوا في الجاهلية إذا ولدت لهم البنت دفنوها حية.
{سئلت}: قالوا طلبت ممن وأدها وقالوا يجوز أن يكون من السؤال). [غريب القرآن وتفسيره: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{الموؤدة}: البنت تدفن حية). [تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الموءودة سئلت (8) بأيّ ذنب قتلت (9)}، ويقرأ (وإذا الموءودة سألت بأيّ ذنب قتلت)
و{الموؤدة}: التي كانت العرب تئدها، كانوا إذا ولد لأحدهم بنت دفنها حيّة، فمعنى سؤالها بـ(بأيّ ذنب قتلت) تبكيت قاتلها في القيامة؛ لأن جوابها قتلت بغير ذنب.
ومثل هذا التبكيت قول الله تعالى: {يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ} فإنما سؤاله وجوابه تبكيت لمن ادّعى هذا عليه.
يقال: وأدت أئد وأدا، إذا دفنت المولود حيّا، والفاعل وائد، والفاعلة وائدة، والفاعلات وائدات.
قال الفرزدق:
ومنّا الّذي منع الوائدا = ت فأحيا الوئيد ولم يوأد
وكذلك من قرأ: سألت بأي ذنب قتلت، سؤالها تبكيت لقاتلها). [معاني القرآن: 5/290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَوْؤُودَةُ} البنت تدفن حيّة أو تقتل فتدفن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَوْؤُودَةُ}: التي تدفن وهي حية). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الصّحف نشرت...} شدّدها يحيى بن وثاب، وأصحابه، وخففها آخرون من أهل المدينة وغيرهم. وكلٌّ صواب، قال الله جل وعز: {صحفاً مّنشّرةً}، فهذا شاهد لمن شدّد، ومنشورة عربي، والتشديد فيه والتخفيف لكثرته، وأنه جمع؛ كما تقول: مررت بكباش مذبّحة، ومذبوحةٍ، فإذا كان واحدا لم يجز إلا التخفيف، كما تقول: رجل مقتول، ولا تقول: مقتّل). [معاني القرآن: 3/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الصّحف نشرت (10)}
و{نشرت} نشرت الصحف وأعطى كل إنسان كتابه بيمينه أو بشماله على قدر عمله). [معاني القرآن: 5/290-291]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {وإذا السّماء كشطت...} نزعت وطويت، وفي قراءة عبد الله: "قشطت" بالقاف، وهما لغتان، والعرب تقول: القافور والكافور، والقفّ والكفّ ـ إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في اللغات: كما يقال: جدف، وجدث، تعاقبت الفاء الثاء في كثير من الكلام، كما قيل: الأثافي والأثائي، وثوب فرقبي وثرقبي، ووقعوا في عاثور شرّ، وعافور شر). [معاني القرآن: 3/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كشطت}: وقشطت واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وإذا السّماء كشطت} أي نزعت فطويت كما يقشط الغطاء عن الشيء).
[تفسير غريب القرآن: 516]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا السّماء كشطت (11)} وقرئت (قشطت) بالقاف، ومعناهما قلعت كما يقلع السّقف.
يقال: "كشطت السقف" و"قشطت السقف" بمعنى واحد. والقاف والكاف تبدل إحداهما من الأخرى كثيرا.
ومثل ذلك لبكت الشيء ولبقته إذا خلطته). [معاني القرآن: 5/291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُشِطَتْ} نُزعت وكُشفت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُشِطَتْ}: كمنت). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الجحيم سعّرت...} خففها الأعمش وأصحابه، وشددها الآخرون). [معاني القرآن: 3/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا الجحيم سعّرت} وقال: {وإذا الجحيم سعّرت} خفيفة وثقّل بعضهم لأنّ جرّها شددّ عليهم). [معاني القرآن: 4/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سعرت}: أوقدت). [غريب القرآن وتفسيره: 416]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وإذا الجحيم سعّرت (12)}
(سعرت) و(سعّرت) بالتشديد والتخفيف، ومعناه أوقدت، وكذلك (سعّرت). إلا أن (سعّرت) أوقدت مرة بعد مرة). [معاني القرآن: 5/291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُعِّرَتْ}: أوقدت). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وإذا الجنّة أزلفت} قربت). [معاني القرآن: 3/241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإذا الجنّة أزلفت} أدنيت). [مجاز القرآن: 2/287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أزلفت}: وقربت، يقال تزلقوا تقربوا). [غريب القرآن وتفسيره: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أزلفت}: أدنيت).
[تفسير غريب القرآن: 517]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الجنّة أزلفت (13)} أي قربت من المتقين). [معاني القرآن: 5/291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أُزْلِفَتْ} أي أُدنيت وقرّبت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أُزْلِفَتْ}: قربت). [العمدة في غريب القرآن: 338]

تفسير قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {علمت نفسٌ مّا أحضرت ...} جواب لقوله: {إذا الشّمس كوّرت} ولما بعدها). [معاني القرآن: 3/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وجواب هذه الأشياء قوله: {علمت نفس ما أحضرت (14)} أي إذا كانت هذه الأشياء التي هي في يوم القيامة، علمت في ذلك الوقت كل نفس ما أحضرت، أي من عمل، فأثيبت على قدر عملها). [معاني القرآن: 5/291]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 07:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى آخر السورة]

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}


تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فلا أقسم بالخنّس...} وهي النجوم الخمسة تخنس في مجراها، ثم ترجع وتكنس: تستتر كما تكنس الظباء في المغار، وهو الكناس. والخمسة: بهرام، وزحل، وعطارد، والزّهرة، والمشتري.
وقال الكلبي: البرجيس: يعني المشتري). [معاني القرآن: 3/242]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلا أقسم بالخنّس * الجوار الكنس} هي النجوم). [مجاز القرآن: 2/287]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({الجوار الكنّس} وقال: {الجوار الكنّس} فواحدها "كانس" و[الجمع] "كنّس" كما تقول: "عاطل" و"عطّل"). [معاني القرآن: 4/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الخنس * الجوار الكنس}: واحدها كانس وخانس. النجوم: يقال كنس وخنس إذا اختفى يخنس بالنهار ويظهر بالليل.. وقال بعضهم هي بقر الوحش). [غريب القرآن وتفسيره: 417]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
{بالخنّس [الجوار الكنّس]}: النجوم الخمسة الكبار، لأنها تخنس؛ أي ترجع في مجراها، وتكنس؛ [أي] تستتر ، كما تكنس الظّباء [في المغار، وهو: الكناس]).
[تفسير غريب القرآن: 517]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا أقسم بالخنّس (15) الجوار الكنّس (16)} الخنس جمع خانس، والجواري جمع جارية، من جرى يجري.والخنس جمع خانس وخانسة، وكذلك الكنّس جمع كانس وكانسة. والمعنى فأقسم، و " لا" مؤكدة.
والخنس ههنا أكثر التفسير يعنى بها النجوم، لأنها تخنس أي تغيب لأن معنى {واللّيل إذا عسعس (17) والصّبح إذا تنفّس (18)} ومعنى {الخنس} و{الكنس} في النجوم أنها تطلع جارية، وكذلك تخنس، أي تغيب، وكذلك تكنس تدخل في كناسها، أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها.
وقيل الخنس ههنا يعني بقر الوحش وظباء الوحش، ومعنى خنس جمع خانس. والظباء خنس والبقر خنس.
والخنس قصر الأنف وتأخره عن الفم، وإذا كان للبقر أو كان للظباء فمعنى الكنس أي التي تكنس، أي تدخل الكناس وهو الغصن من أغصان الشجر). [معاني القرآن: 5/291-292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الخُنَّس} النجوم الخمسة التي ترجع في مجراها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْكُنَّسِ} التي تستتر، وهي النجوم أيضا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 295]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخُنَّسِ}: النجوم). [العمدة في غريب القرآن: 339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْكُنَّسِ}: النجوم). [العمدة في غريب القرآن: 339]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {واللّيل إذا عسعس...} اجتمع المفسرون: على أن معنى {عسعس}: أدبر.
وكان بعض أصحابنا يزعم أن {عسعس}: دنا من أوله وأظلم، وكان أبو البلاد النحوي ينشد فيه:
عسعس حتى لو يشاء ادّنا = كان له من ضوئه مقبس
يريد: إذ دنا، ثم يلقى همزة إذ، ويدغم الذال في الدال، وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع). [معاني القرآن: 3/242]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والليل إذا عسعس} قال بعضهم: إذا أقبلت ظلماؤه، وقال بعضهم: إذا ولى ألا تراه). [مجاز القرآن: 2/287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عسعس}: قال بعضهم إذا أقبلت ظلماؤه وقال آخرون إذا ولى. ألا تراه قال {والصبح إذا تنفس}). [غريب القرآن وتفسيره: 417]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({واللّيل إذا عسعس} قال أبو عبيدة: إذا أقبل ظلامه.
وقال غيرة: إذا أدبر). [تفسير غريب القرآن: 517]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({واللّيل إذا عسعس (17)} يقال عسعس الليل إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد، وهو ابتداء الظلام في أوله، وإدباره في آخره). [معاني القرآن: 5/292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَسْعَسَ} أقبل ظلامه، وقيل أدبر ظلامه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 295]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَسْعَسَ}: أقبل، أدبر). [العمدة في غريب القرآن: 339]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {والصّبح إذا تنفّس...} إذا ارتفع النهار، فهو تنفس الصبح). [معاني القرآن: 3/242]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قال {والصّبح إذا تنفس}، قال علقمة بن قرط:
حتّى إذا الصّبح لها تنفّسا = وانجاب عنها ليلها وعسعسا).
[مجاز القرآن: 2/287-288]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والصّبح إذا تنفّس (18)} إذا امتدّ حتى يصير نهارا بيّنا.
وجواب القسم في هذه الأشياء أعني {فلا أقسم بالخنّس} وما بعده قوله: {إنّه لقول رسول كريم (19)}). [معاني القرآن: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ...} يعني: جبريل صلى الله عليه، وعلى جميع الأنبياء). [معاني القرآن: 3/242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّه لقول رسول كريم (19)} يعني أن القرآن نزل به جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ذي قوّة عند ذي العرش مكين (20)} قيل إنه من قوة جبريل -صلى الله عليه وسلم- أنه قلب مدينة قوم لوط بقوادم جناحه وهي قرى أربع). [معاني القرآن: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما صاحبكم بمجنون (22)} هذا أيضا جواب القسم، المعنى فأقسم بهذه الأشياء أن القرآن نزل به جبريل عليه السلام، وأقسم بهذه الأشياء ما صاحبكم بمجنون، يعني به النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم قالوا: {يا أيّها الّذي نزّل عليه الذّكر إنّك لمجنون (6)}. فقال: {ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربّك بمجنون (2)}.
وقال في هذا الموضع {وما صاحبكم بمجنون (22) ولقد رآه بالأفق المبين (23)} قد فسرنا ذلك في سورة والنجم). [معاني القرآن: 5/292-293]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما هو على الغيب بظنينٍ...} ...
حدثني قيس بن الربيع عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أنتم تقرءون: (بضنين) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين) بمتّهم.
وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت (بضنين) وهو حسن، يقول: يأتيه غيب السماء، وهو منفوس فيه فلا يضن به عنكم، فلو كان مكان: على ـ عن ـ صلح أو الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا: بظنين. احتجوا بأن على تقوّى قولهم، كما تقول: ما أنت على فلان بمتهم، وتقول: ما هو على الغيب بظنين: بضعيف، يقول: هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشيء القليل: هو ظنون.
سمعت بعض قضاعة يقول: ربما دلّك على الرأي الظنون، يريد: الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين: ضعيفاً، فهو كما قيل: ماءٌ شريب، وشروب، وقروني، وقريني، وسمعت: قروني وقريني، وقرونتي وقرينتي ـ إلا أنّ الوجه ألاّ تدخل الهاء. وناقة طعوم وطعيم، وهي التي بين الغثّة والسمينة). [معاني القرآن: 3/242-243]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ("وما هو على الغيب بظنينٍ" أي متهم. و{ضنين} يضن به ويضن). [مجاز القرآن: 2/288]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وما هو على الغيب بضنينٍ}وقال: {وما هو على الغيب بضنينٍ} يقول "أي: ببخيل" وقال بعضهم {بظنين} أي: بمتّهم لأن بعض العرب يقول "ظننت زيدا" فـ"هو ظنين" أي: اتّهمته فـ"هو متّهم"). [معاني القرآن: 4/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((بظنين): بمتهم و{ضنين}: بخيل). [غريب القرآن وتفسيره: 417]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وما هو على الغيب بضنينٍ}، أي بمتّهم على ما يخبر به عن اللّه عز وجل.
ومن قرأ: {بضنينٍ}، أراد: ببخيل. أي ليس بخيل عليكم، يعلّم ما غاب عنكم: مما ينفعكم). [تفسير غريب القرآن: 517]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما هو على الغيب بضنين (24)} (بظنين) ويقرأ (بضنين) فمن قرأ (بظنين) فمعناه ما هو على الغيب بمتهم وهو الثقة فيما أداه عن اللّه جلّ وعزّ، يقال ظننت زيدا في معنى اتهمت زيدا، ومن قرأ {بضنين} فمعناه ما هو على الغيب ببخيل، أي هو -صلى الله عليه وسلم- يؤدي عن الله ويعلّم كتاب اللّه). [معاني القرآن: 5/293]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بضنين} أي: ببخيل، و(بظنين) أي: بمتهم). [ياقوتة الصراط: 558]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِضَنِينٍ}: ببخيل، (بِظنِينٍ): بمتهم). [العمدة في غريب القرآن: 339]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)}

تفسير قوله تعالى:{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأين تذهبون...} العرب تقول: إلى أين تذهب؟ وأين تذهب؟ ويقولون: ذهبت الشام، وذهبت السوق، وانطلقت الشام، وانطلقت السوق، وخرجت الشام ـ سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة: خرجت، وانطلقت، وذهبت.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: انطلق به الفور، فتنصب على معنى إلقاء الصفة، وأنشدني بعض بني عقيل:

تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا = وأيّ الأرض تذهب للصّياح
يريد: إلى أي الأرض تذهب واستجازوا في هؤلاء الأحرف إلقاء (إلى) لكثرة استعمالهم إياها). [معاني القرآن: 3/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأين تذهبون (26)} معناه: فأيّ طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بينت لكم). [معاني القرآن: 5/293]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)}

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لمن شاء منكم أن يستقيم (28)} أي الاستقامة واضحة لكم، فمن شاء أخذ في طريق الحقّ والقصد وهو الإيمان باللّه عزّ وجلّ ورسوله). [معاني القرآن: 5/293]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه، وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة اللّه وتوفيقه فقال: {وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه ربّ العالمين (29)} ودليل ذلك أيضا: (وما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت).
فهذا إعلام أن الإنسان لا يعمل خيرا إلا بتوفيق اللّه ولا شرّا إلا بخذلان من اللّه، لأن الخير والشر بقضائه وقدره يضل من يشاء ويهدي من يشاء كما قال جلّ وعزّ {اللّه يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (13)}). [معاني القرآن: 5/293-294]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة