العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:43 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة التغابن

التفسير اللغوي لسورة التغابن

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:47 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (سورة التغابن ليس فيها شيء). [غريب القرآن وتفسيره: 379]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):
(ومن سورة التغابن والطلاق ليس في التغابن ولا في الطلاق شيء). [ياقوتة الصراط: 519]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة التغابن إلى آخر سورة المُلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 271]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى آخر السورة]


{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) }

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

تفسير قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن واللّه بما تعملون بصير} خلقكم في بطون أمهاتكم كفارا ومؤمنين، وجاء في التفسير أن يحيى عليه السلام خلق في بطن أمّه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن أمّه كافرا، ودليل ما في التفسير قوله عزّ وجلّ: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلّي في المحراب أنّ اللّه يبشّرك بيحيى مصدّقا بكلمة من اللّه وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصّالحين} فأعلم اللّه تعالى أنه مخلوق كذلك، وجائز أن يكون {خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} أي مؤمن بأن اللّه خلقه وكافر بأن اللّه خلقه، ودليل ذلك أقوله سبحانه،: {قتل الإنسان ما أكفره (17) من أيّ شيء خلقه (18) من نطفة خلقه فقدّره (19)}، وقال: {أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا} ). [معاني القرآن: 5/179]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وصوّركم فأحسن صوركم وإليه المصير} ويقرأ (صوركم) بكسر الصاد، وصورة يجمع صورا مثل غرفة وغرف، ورشوة ورشى، ويجمع أيضا صور مثل رشوة ورشى وفعل وفعل أختان، قالوا حلى وحلى، ولحى ولحى جمع لحية.
ومعنى {أحسن صوركم} خلقكم أحسن الحيوان كلّه.والدليل على ذلك أن الإنسان لا يسرّ بأن يكون صورته على غير صورة الآدميين، فالإنسان أحسن الحيوان.وقيل أيضا فأحسن صوركم من أراد اللّه أن يكون أبيض كان أبيض، ومن أراد أن يكون أسود كان أسود ومن أراد أن يكون دميما كان دميما أو تاما كان تامّا.
فأحسن ذلك - عزّ وجلّ - وأتى من كل صورة بكل صنف على إرادته). [معاني القرآن: 5/179-180]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ألم يأتكم نبأ الّذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم} أي وذاقوا في الدنيا عظيم السطوات ولهم في الآخرة عذاب أليم). [معاني القرآن: 5/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبَالَ أَمْرِهِمْ}: عاقبة أمرهم). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذلك بأنّه كانت تّأتيهم رسلهم بالبيّنات فقالوا أبشرٌ يهدوننا فكفروا وتولّوا وّاستغنى اللّه واللّه غنيٌّ حميدٌ}قال: {فقالوا أبشرٌ يهدوننا} فجمع لأن "البشر" في المعنى جماعة). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم اللّه عزّ وجلّ بم نزل بهم ذلك فقال: {ذلك بأنّه كانت تأتيهم رسلهم بالبيّنات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولّوا واستغنى اللّه واللّه غنيّ حميد} فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه نزل بهم العذاب في الدنيا وأنه ينزل بهم في الآخرة بكفرهم). [معاني القرآن: 5/180]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فآمنوا باللّه ورسوله والنّور الّذي أنزلنا واللّه بما تعملون خبير} أي وبالقرآن الذي هو نور وكتاب مبين). [معاني القرآن: 5/180]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّاتٍ يجري من تحتها الأنهار} فمجازها على لفظ " من " وهو لفظ واحد والمعنى يقع على الجميع أيضاً فجاءت {خالدين فيها أبداً}). [مجاز القرآن: 2/260]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التّغابن ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}
{يوم} منصوب بقوله {لتبعثنّ ثمّ لتنبّؤنّ بما عملتم} يوم الجمع.
و{يوم التغابن} يوم يغبن أهل الجنّة أهل النّار، ويغبن من ارتفعت منزلته في الجنة من كان في دون منزلته. وضرب ذلك مثلا للشراء والبيع كما قال: {هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون باللّه ورسوله} وقال في موضع آخر: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} وذلك في الّذين اشتروا الضلالة بالهدى). [معاني القرآن: 5/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّغَابُنِ}: يغبن المؤمن والكافر). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله جل وعز: {ما أصاب من مّصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه...} يريد: إلا بأمر الله، {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} عند المصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويقال: يهد قلبه إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر، فذلك قوله يهد قلبه). [معاني القرآن: 3/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} يقال: «إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر»). [تفسير غريب القرآن: 468]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما أصاب من مصيبة إلّا بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه واللّه بكلّ شيء عليم} معناه إلا بأمر اللّه، وقيل أيضا إلا بعلم اللّه.
وقوله: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} ويسلّم في وقت المصيبة لأمر الله يهد قلبه يجعله مهتديا. وقرئت (يهد قلبه)، تأويل هدأ قلبه يهدأ إذا سكن، ويكون على طرح الهمزة، ويكون في الرفع يهدا قلبه - غير مهموز - وفي - الجزم: من يؤمن باللّه يهد قلبه، بطرح الألف للجزم، ويكون التأويل إذا سلّم لأمر اللّه سكن قلبه). [معاني القرآن: 5/181]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّاً لكم فاحذروهم...} نزلت لما أمر الناس بالهجرة من مكة إلى المدينة، فكان الرجل إذا أراد أن يهاجر تعلقت به امرأته وولده، فقالوا: أين تضعنا، ولمن تتركنا؟ فيرحمهم، ويقيم متخلفاً عن الهجرة، فذلك قوله: {فاحذروهم} أي: لا تطيعوهم في التخلف). [معاني القرآن: 3/161]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن تعفوا وتصفحوا...}.نزلت في أولاد الذين هاجروا، ولم يطيعوا عيالاتهم لأنهم قالوا لهم عند فراقهم للهجرة: لئن لم تتبعونا لا ننفق عليكم، فلحقوهم بعد بالمدينة، فلم ينفقوا عليهم، حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه فنزل: وإن تعفوا وتصفحوا، وتنفقوا عليهم، فرخص لهم في الإنفاق عليهم). [معاني القرآن: 3/161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم} جاء في التفسير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا أمر بالهجرة من مكة إلى المدينة أراد قوم الهجرة فقال لهم أزواجهم وأولادهم: قد صبرنا لكم على مفارقة الدين، ولا نصبر لكم على مفارقتكم ومفارقة الأموال والمساكن فأعلم اللّه تعالى أن من كان بهذه الصورة فهو عدوّ، وإن كان ولدا أو كانت زوجة.
ثم أمر عزّ وجل بالعفو والصّفح فقال: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفور رحيم}). [معاني القرآن: 5/181]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ} أي إغرام، كما يقال: فتن فلان بالمرأة وشغف بها.وأصل «الفتنة»: البلوي والاختبار). [تفسير غريب القرآن: 468]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم أن الأموال والأولاد مما يفتتن به فقال: {إنّما أموالكم وأولادكم فتنة واللّه عنده أجر عظيم}). [معاني القرآن: 5/182]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن يوق شحّ نفسه...}.يقال: من أدّى الزكاة فقد وقي شح نفسه، وبعض القراء قد قرأ "ومن يوق شحّ نفسه"، بكسر الشين، ورفعها الأغلب في القراءة). [معاني القرآن: 3/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن يوق شحّ نفسه} قال ابن عيينة: «الشّح»: الظلم. وليس الشح أن تبخل بما في يدك، لأن اللّه تعالى يقول: {ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه}.). [تفسير غريب القرآن: 468]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} هذه رخصة لقوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته}.
وقوله: {وأنفقوا خيرا لأنفسكم} أي قدموا خيرا لأنفسكم من أموالكم.
{ومن يوق شحّ نفسه}، ويجوز (ومن يوقّ شحّ نفسه)، ولا أعلم أحدا قرأ بها فلا تقرأن بها إلّا أن تثبت رواية في قراءتها.
{فأولئك هم المفلحون} معناه الظافرون بالفوز والخير). [معاني القرآن: 5/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاتّقوا اللّه ما استطعتم} أي ما أمكنكم الجهاد والهجرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يفتننكم الميل إلى الأموال والأولاد عن ذلك). [معاني القرآن: 5/182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شُحَّ نَفْسِهِ} أي ظلمها، ليس بخلها كذا قال ابن عُيينة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 271]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شُحَّ نَفْسِهِ}: حرص نفسه وبخلها). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إن تقرضوا اللّه قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم واللّه شكور حليم} فاقترض عزّ وجلّ مما رزق وأعطى تفضلا وامتحانا.
{واللّه شكور حليم} يشكر لكم ما عملتم ويحلم عنكم عند استحقاقكم العقوبة على ذنوبكم). [معاني القرآن: 5/182]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({عالم الغيب والشّهادة العزيز الحكيم} يعلم ما تكنه الصدور مما لا تعلمه الحفظة، ويعلم ما تسقط من ورقة وما قطر من قطر المطر). [معاني القرآن: 5/182]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة