العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (64) إلى الآية (68) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (64) إلى الآية (68) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ}.
يقول عزّ وجلّ مخبرًا عن قيل صالحٍ لقومه من ثمود إذ قالوا له {وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ} وسألوه الآيةً على ما دعاهم إليه، {يا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً} يقول: حجّةً وعلامةً، ودلالةً على حقيقة ما أدعوكم إليه {فذروها تأكل في أرض اللّه} فليس عليكم رزقها ولا مؤنتها. {ولا تمسّوها بسوءٍ} يقول: لا تقتلوها ولا تنالوها بعقرٍ، {فيأخذكم عذابٌ قريبٌ} يقول: فإنّكم إن تمسّوها بسوءٍ يأخذكم عذابٌ من اللّه غير بعيدٍ فيهلككم). [جامع البيان: 12/455-456]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم
تقدّم تفسيره في سورة الأعراف.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمّد، ثنا محمّد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة حدّث أنّهم نظروا إلى الهضبة حين دعا اللّه صالحٌ بما دعا به تمخض النّاقة تمخض الفتوج بولدها فتحرّكت الهضبة ثمّ انقضّت فانصدعت، عن ناقةٍ كما وصفوا جوفاء وبرًا تثوج ما بين جنبيها ما لا يعلمه إلا اللّه.
قال محمّد بن إسحاق،: ثمّ قال له جندع بن جراش بن عمرو بن الرّميل وكان يومئذٍ سيّد ثمود وعظيمها: يا صالح أخرج لنا من هذه الصّخرة ناقةً مخترجةً جوفاء وبراء، والمخترجة، ما شاكل البخت من الإبل وقالت ثمود لصالحٍ مثل ما قال جندع بن عمرٍو لصخرةٍ منفردةٍ في ناحية الحجر يقال لها الكاتبة فإن فعلت آمنّا بك وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحقّ فأخذ عليهم صالحٌ مواثيقهم لئن فعلت وفعل اللّه لتصدّقنّي ولتؤمننّ لي قالوا: نعم وأعطوه على ذلك عهودهم فدعا صالحٌ ربّه عزّ وجلّ بأن يخرجها لهم من تلك الهضبة كما وصفوا.
قوله تعالى: فذروها تأكل في أرض اللّه
قد تقدم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 6/2049]

تفسير قوله تعالى: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تمتعوا في داركم ثلاثة أيام قال بقية آجالهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/305]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ}.
يقول عزّ وجلّ: فعقرت ثمود ناقة اللّه. وفي الكلام محذوفٌ قد ترك ذكره استغناءً بدلالة الظّاهر عليه، وهو: فكذّبوه فعقروها. فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} يقول: استمتعوا في دار الدّنيا بحياتكم ثلاثة أيّامٍ. {ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ} يقول: هذا الأجل الّذي أجّلتكم وعدٌ من اللّه، وعدكم بانقضائه الهلاك، ونزول العذاب بكم غير مكذوبٍ، يقول: لم يكذبكم فيه من أعلمكم ذلك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ} وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب أتاهم لبسوا الأنطاع والأكسية، وقيل لهم: إنّ آية ذلك أن تصفرّ ألوانكم أوّل يومٍ، ثمّ تحمرّ في اليوم الثّاني، ثمّ تسودّ في اليوم الثّالث وذكر لنا أنّهم لمّا عقروا النّاقة ندموا وقالوا: عليكم الفصيل فصعد الفصيل القارة والقارة الجبل حتّى إذا كان اليوم الثّالث، استقبل القبلة، وقال: يا ربّ أمّي يا ربّ أمّي ثلاثًا. قال: فأرسلت الصّيحة عند ذلك.
وكان ابن عبّاسٍ: يقول: لو صعدتم القارة لرأيتم عظام الفصيل. وكانت منازل ثمود بحجرٍ بين الشّام والمدينة.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} قال: بقيّة آجالهم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، أنّ ابن عبّاسٍ، قال: لو صعدتم على القارة لرأيتم عظام الفصيل). [جامع البيان: 12/456-457]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فعقروها
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا الوليد، ثنا خليد بن دعلجٍ، عن قتادة، أنّ ثمود لمّا عقروا الناقة تغامروا وقالوا: عليكم الفصل فصعد القارة جبل كان حتّى إذا كان يومًا استقبل القبلة وقال يا ربّ أمتّي يا ربّ أمتّي يا ربّ أمتّي قال: فأرسلت عليهم الصّيحة عند ذلك.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: فرصدوا النّاقة حين صدرت، عن الماء، وقد كمن لها قداد في أصل الصّخرة على طريقها وكمن لها مصرع في أصل أخرى، فمرّت على مصدعٍ فرماها بهم فانتظم به عضلة ساقها قال: فشدّ يعني قدارٌ على النّاقة بالسّيف فكشف عرقوبها فخرّت ورغت رغاةً واحدةً فحترت ساقيها، ثمّ طعن في لبّتها فنحرها.
وانظلم سقيها حتّى أتى جبلا ثمّ أتى صخرةً في رأس الجبل فرغا ثمّ لاذ بها فأتاهم صالحٌ فلمّا رأى النّاقة عقرت بكى ثمّ قال: انتهكتم حرمة اللّه فأبشروا بعذاب اللّه ونقمته.
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان الثّوريّ، عن أبي سنانٍ، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال: لمّا عقرت النّاقة صعد بكرها فوق جبلٍ فرغا فما سمعه شيءٌ إلا هو.
قوله تعالى: فقال تمتّعوا في داركم
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصيّ، ثنا أبو اليمان، ثنا ابن عبّاسٍ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: لمّا نزلنا الحجر مغزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبوكًا قال لنا: أنهى النّاس، عن الآيات هؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم آيةً فبعث اللّه لهم النّاقة وكانت ترد من ذلك الفجّ فتشرب ماءهم يوم وردها، ويحتلبون منها الّذي كانوا يشربون منها يوم عبّها، وتصدر من ذلك فعتوا عن أمر ربّهم... فعقروها، فوعدهم اللّه أنّ يمكثوا في دارهم ثلاثة أيّامٍ فكان من اللّه وعدٌ غير مكذوبٌ فجاءتهم الصّيحة فأهلك الّذين كانوا منه تحت مشارق الأرض ومغاربها إلا رجلا كان في حرم اللّه فمنعه حرم اللّه من عذاب اللّه فقيل: يا رسول اللّه من هو؟ فقال أبو رغالٍ قالوا: ومن أبو قال أبو ثقيفٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد، بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ قال: القوم إلى آجالهم وهو عليهم غضبانٌ فو الله ما عجل إليهم أن وفاهم بقيّة آجالهم.
- وبه عن قتادة، أنّ صالحًا قال لقومه: إنّ آية ذلك أن تصبح وجوهكم أوّل يومٍ مصفرّةٌ، واليوم الثّاني محمرّةٌ، واليوم الثّالث مسودّةٌ قال: فخدّوا لهم أخدودًا وكفر غنيّهم فقيرهم فأرسل اللّه عليهم صيحةً فأهمدتهم قال اللّه: كأن لم يغنوا فيها.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: فأتاهم صالحٌ فلمّا رأى النّاقة قد عقرت بكى ثمّ قال: انتهكتم حرمة اللّه فأبشروا بعذاب اللّه ونقمته وأتبع القبّ أربعة نفرٍ من التّسعة الّذين عقروا النّاقة ولمّا قال لهم صالحٌ أبشروا بعذاب اللّه ونقمته قالوا وهم يهزئون به ومن ذلك يا صالح وما آية ذلك وكانوا يسمون الأيّام فيهم الأحد أوّلٌ والإثنين أهون والثّلاثاء دبارٌ والأربعاء جبارٌ والخميس مؤنسٌ والجمعة العروبة والسّبت شبارٌ وكانوا عقروا النّاقة يوم الأربعاء فقال لهم صالحٌ حين قالوا له ذلك: تصبحون غدًا يوم مؤنسٍ يعني الخميس وجوهكم مصفرّةٌ وتصبحون يوم العروبة يعني الجمعة ووجوهكم محمرّةٌ ثمّ تصبحون يوم شبارٍ يعني السّبت ووجوهكم مسودّةٌ ثمّ يصبّحكم العذاب أوّل يعني يوم أحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2049-2051]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن زكريّا المكّيّ، ثنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ، ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن خثيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لمّا نزل الحجر، في غزوة تبوك قام فخطب النّاس، فقال: «يا أيّها النّاس، لا تسألوا نبيّكم عن الآيات، فهؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم آيةً، فبعث اللّه لهم النّاقة، فكانت ترد من هذا الفجّ فتشرب ماءهم يوم وردها، ويشربون من لبنها، مثل ما كانوا يتروّون من مائهم، فعتوا عن أمر ربّهم، فعقروها، فوعدهم اللّه ثلاثة أيّامٍ، وكان موعدًا من اللّه غير مكذوبٍ، ثمّ جاءتهم الصّيحة فأهلك اللّه من كان تحت مشارق السّماوات ومغاربها، منهم إلّا رجلًا كان في حرم اللّه، فمنعه حرم اللّه من عذاب اللّه» قالوا: يا رسول اللّه، من هو؟ قال: «أبو رغالٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/371]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
- عن جابرٍ «أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب النّاس، فقال: " يا أيّها النّاس لا تسلوا نبيّكم عن الآيات، هؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم ناقةً ففعل، فكانت ترد من هذا الفجّ فتشرب ماءهم يوم وردها، ويحلبون من لبنها مثل الّذي كانوا يصيبون من غبّها، ثمّ تصدر من هذا الفجّ، فعقروها، فأجّلهم اللّه ثلاثة أيّامٍ، وكان وعد اللّه غير مكذوبٍ، ثمّ جاءتهم الصّيحة فأهلك اللّه من كان منهم بين السّماء والأرض إلّا رجلًا كان في حرم اللّه، فمنعه حرم اللّه من عذاب اللّه ". قيل: يا رسول اللّه، من هو؟ قال: أبو رغالٍ».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط والبزّار وأحمد بنحوه، ورجال أحمد رجال الصّحيح. وقد تقدّمت لهذا الحديث طرقٌ مختصرةٌ في غزوة تبوك). [مجمع الزوائد: 7/37-38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله {ثلاثة أيام} قال: كان بقي من أجل قوم صالح عند عقر الناقة ثلاثة أيام فلم يعذبوا حتى أكملوها). [الدر المنثور: 8/88]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى برحمة منا ومن خزي يومئذ قال نجاه الله برحمة منه ونجاه من خزي يومئذ). [تفسير عبد الرزاق: 1/305]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن ابن عباس قال لو صعدتم على القارة لرأيتم عظام الفصيل). [تفسير عبد الرزاق: 1/305]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاء ثمود عذابنا، {نجّينا صالحًا والّذين آمنوا} به {معه برحمةٍ منّا} يقول: بنعمةٍ وفضلٍ من اللّه، {ومن خزي يومئذٍ} يقول: ونجّيناهم من هوان ذلك اليوم وذلّه بذلك العذاب. {إنّ ربّك هو القويّ} في بطشه إذا بطش بشيءٍ أهلكه، كما أهلك ثمود حين بطش بها العزيز، فلا يغلبه غالبٌ، ولا يقهره قاهرٌ، بل يغلب كلّ شيءٍ ويقهره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {برحمةٍ منّا ومن خزي} يومئذٍ قال: نجّاه اللّه برحمةٍ منّا، ونجّاه من خزي يومئذٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن شهر بن حوشبٍ، عن عمرو بن خارجة، قال: قلنا له: حدّثنا حديث ثمود قال: أحدّثكم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن ثمود: كانت ثمود قوم صالحٍ أعمرهم اللّه في الدّنيا فأطال أعمارهم حتّى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر، فينهدم والرّجل منهم حيٌّ، فلمّا رأوا ذلك اتّخذوا من الجبال بيوتًا فرهين، فنحتوها وجوّفوها، وكانوا في سعةٍ من معايشهم، فقالوا: يا صالح ادع لنا ربّك يخرج لنا آيةً نعلم أنّك رسول اللّه فدعا صالحٌ ربّه، فأخرج لهم النّاقة، فكان شربها يومًا وشربهم يومًا معلومًا، فإذا كان يوم شربها خلّوا عنها وعن الماء، وحلبوها لبنًا، ملئوا كلّ إناءٍ ووعاءٍ وسقاءٍ، حتّى إذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء، فلم تشرب منه شيئًا، فملئوا كلّ إناءٍ ووعاءٍ وسقاءٍ. فأوحى اللّه إلى صالحٍ: إنّ قومك سيعقرون ناقتك فقال لهم، فقالوا: ما كنّا لنفعل فقال: إلاّ تعقروها أنتم يوشك أن يولد فيكم مولودٌ يعقرها.
قالوا: ما علامة ذلك المولود؟ فواللّه لا نجده إلاّ قتلناه قال: فإنّه غلامٌ أشقر أزرق أصهب أحمر. قال: وكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان، لأحدهما ابنٌ يرغّب به عن المناكح، وللآخر ابنةٌ لا يجد لها كفؤًا، فجمع بينهما مجلسٌ، فقال أحدهما لصاحبه: ما يمنعك أن تزوّج ابنك؟ قال: لا أجد له كفؤًا، قال: فإنّ ابنتي كفؤٌ له، وأنا أزوّجك فزوّجه، فولد بينهما ذلك المولود. وكان في المدينة ثمانية رهطٍ يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، فلمّا قال لهم صالحٌ: إنّما يعقرها مولودٌ فيكم، اختاروا ثماني نسوةٍ قوابل من القرية، وجعلوا معهنّ شرطًا كانوا يطوفون في القرية، فإذا وجدوا المرأة تمخض، نظروا ما ولدها إن كان غلامًا قلّبنه، فنظرن ما هو، وإن كانت جاريةٌ أعرضن عنها، فلمّا وجدوا ذلك المولود صرخ النّسوة وقلن: هذا الّذي يريد رسول اللّه صالحٌ فأراد الشّرط أن يأخذوه، فحال جدّاه بينهم وبينه وقالا: لو أنّ صالحًا أراد هذا قتلناه فكان شرّ مولودٍ، وكان يشبّ في اليوم شباب غيره في الجمعة، ويشبّ في الجمعة شباب غيره في الشّهر، ويشبّ في الشّهر شباب غيره في السّنة. فاجتمع الثّمانية الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وفيهم الشّيخان، فقالوا نستعمل علينا هذا الغلام لمنزلته وشرف جدّيه، فكانوا تسعةٌ. وكان صالحٌ لا ينام معهم في القرية، كان في مسجدٍ يقال له مسجد صالحٍ، فيه يبيت باللّيل، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم وذكّرهم، وإذا أمسى خرج إلى مسجده فبات فيه.
قال حجّاجٌ: وقال ابن جريجٍ: لمّا قال لهم صالحٌ: إنّه سيولد غلامٌ يكون هلاككم على يديه، قالوا فكيف تأمرنا؟ قال: آمركم بقتلهم فقتلوهم إلاّ واحدًا. قال: فلمّا بلغ ذلك المولود قالوا: لو كنّا لم نقتل أولادنا، لكان لكلّ رجلٍ منّا مثل هذا، هذا عمل صالحٍ. فأتمروا بينهم بقتله، وقالوا: نخرج مسافرين، والنّاس يروننا علانيةً، ثمّ نرجع من ليلة كذا من شهر كذا وكذا، فنرصده عند مصلاّه فنقتله، فلا يحسب النّاس إلاّ أنّا مسافرون كما نحن فأقبلوا حتّى دخلوا تحت صخرةٍ يرصدونه، فأرسل اللّه عليهم الصّخرة فرضختهم، فأصبحوا رضخًا. فانطلق رجالٌ ممّن قد اطّلع على ذلك منهم، فإذا هم رضخٌ، فرجعوا يصيحون في القرية: أي عباد اللّه، أما رضي صالحٌ أن أمرهم أن يقتّلوا أولادهم حتّى قتلهم؟ فاجتمع أهل القرية على قتل النّاقة أجمعون، وأحجموا عنها إلاّ ذلك الابن العاشر.
ثمّ رجع الحديث إلى حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: وأرادوا أن يمكروا بصالحٍ، فمشوا حتّى أتوا على سربٍ على طريق صالحٍ، فاختبأ فيه ثمانيةٌ، وقالوا: إذا خرج علينا قتلناه، وأتينا أهله فبيّتناهم فأمر اللّه الأرض فاستوت عليهم. قال: فاجتمعوا ومشوا إلى النّاقة وهي على حوضها قائمةٌ، فقال الشّقيّ لأحدهم: ائتها فاعقرها فأتاها فتعاظمه ذلك، فأضرب عن ذلك، فبعث آخر فأعظم ذلك، فجعل لا يبعث رجلاً إلاّ تعاظمه أمرها؛ حتّى مشوا إليها، وتطاول فضرب عرقوبيها، فوقعت تركض، وأتى رجلٌ منهم صالحًا، فقال: أدرك النّاقة فقد عقرت فأقبل، وخرجوا يتلقّونه ويعتذرون إليه: يا نبيّ اللّه إنّما عقرها فلانٌ، إنّه لا ذنب لنا. قال: فانظروا هل تدركون فصيلها؟ فإن أدركتموه، فعسى اللّه أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه، ولمّا رأى الفصيل أمّه تضطرب أتى جبلاً يقال له القارة قصيرًا، فصعد وذهبوا ليأخذوه، فأوحى اللّه إلى الجبل، فطال في السّماء حتّى ما يناله الطّير. قال: ودخل صالحٌ القرية، فلمّا رآه الفصيل بكى حتّى سالت دموعه، ثمّ استقبل صالحًا فرغا رغوةً، ثمّ رغا أخرى، ثمّ رغا أخرى، فقال صالحٌ لقومه: لكلّ رغوةٍ أجل يومٍ {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ} ألا إنّ أيّة العذاب أنّ اليوم الأوّل تصبح وجوهكم مصفرّةً، واليوم الثّاني محمرّةً، واليوم الثّالث مسودّةً فلمّا أصبحوا فإذا وجوههم كأنّها طليت بالخلوق، صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم. فلمّا أمسوا صاحوا بأجمعهم: ألا قد مضى يومٌ من الأجل وحضركم العذاب فلمّا أصبحوا اليوم الثّاني إذا وجوههم محمرّةٌ كأنّها خضبت بالدّماء، فصاحوا وضجّوا وبكوا وعرفوا آية العذاب، فلمّا أمسوا صاحوا بأجمعهم: ألا قد مضى يومان من الأجل، وحضركم العذاب فلمّا أصبحوا اليوم الثّالث، فإذا وجوههم مسودّةٌ كأنّها طليت بالقار، فصاحوا جميعًا: ألا قد حضركم العذاب فتكفّنوا وتحنّطوا، وكان حنوطهم الصّبر والمقر، وكانت أكفانهم الأنطاع. ثمّ ألقوا أنفسهم بالأرض، فجعلوا يقلّبون أبصارهم، فينظرون إلى السّماء مرّةً وإلى الأرض مرّةً، فلا يدرون من حيث يأتيهم العذاب من فوقهم من السّماء أو من تحت أرجلهم من الأرض خسفًا وغرقًا. فلمّا أصبحوا اليوم الرّابع أتتهم صيحةٌ من السّماء فيها صوت كلّ صاعقةٍ، وصوت كلّ شيءٍ له صوتٌ في الأرض، فتقطّعت قلوبهم في صدورهم، فأصبحوا في دارهم جاثمين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: حدّثت أنّه لمّا أخذتهم الصّيحة أهلك اللّه من بين المشارق والمغارب منهم إلاّ رجلاً واحدًا كان في حرم اللّه، منعه حرم اللّه من عذاب اللّه. قيل: ومن هو يا رسول اللّه، قال: أبو رغالٍ وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين أتى على قرية ثمود لأصحابه: لا يدخلنّ أحدٌ منكم القرية، ولا تشربوا من مائهم وأراهم مرتقى الفصيل حين ارتقى في القارة.
- قال ابن جريجٍ: وأخبرني موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حين أتى على قرية ثمود قال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذّبين إلاّ أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم.
- قال ابن جريجٍ: قال جابر بن عبد اللّه: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا أتى على الحجر، حمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: أما بعد، فلا تسألوا رسولكم الآيات، هؤلاء قوم صالحٍ سألوا رسولهم الآية، فبعث اللّه لهم النّاقة، فكانت ترد من هذا الفجّ وتصدر من هذا الفجّ، فتشرب ماءهم يوم ورودها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا مرّ بوادي ثمود، وهو عامدٌ إلى تبوك قال: فأمر أصحابه أن يسرعوا السّير، وأن لا ينزلوا به، ولا يشربوا من مائه، وأخبرهم أنّه وادٍ ملعونٌ. قال: وذكر لنا أنّ الرّجل الموسر من قوم صالحٍ كان يعطي المعسر منهم ما يتكفّنون به، وكان الرّجل منهم يلحد لنفسه، ولأهل بيته، لميعاد نبيّ اللّه صالحٍ الّذي وعدهم وحدّث من رآهم بالطّرق والأفنية والبيوت، فيهم شبّان وشيوخٌ أبقاهم اللّه عبرةً وآيةً.
- حدّثنا إسماعيل بن المتوكّل الأشجعيّ، من أهل حمصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن واقدٍ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، قال: حدّثنا أبو الطّفيل، قال: لمّا غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غزوة تبوك، نزل الحجر فقال: يا أيّها النّاس لا تسألوا نبيّكم الآيات هؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم آيةً، فبعث اللّه لهم النّاقة آيةً، فكانت تلج عليهم يوم ورودهم الّذي كانوا يتروّون منه، ثمّ يحلبونها مثل ما كانوا يتروّون من مائهم قبل ذلك لبنًا، ثمّ تخرج من ذلك الفجّ، فعتوا عن أمر ربّهم وعقروها، فوعدهم اللّه العذاب بعد ثلاثة أيّامٍ، وكان وعدًا من اللّه غير مكذوبٍ، فأهلك اللّه من كان منهم في مشارق الأرض ومغاربها إلاّ رجلاً واحدًا كان في حرم اللّه، فمنعه حرم اللّه من عذاب اللّه قالوا: ومن ذلك الرّجل يا رسول اللّه؟ قال: أبو رغالٍ). [جامع البيان: 12/457-464]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز (66)
قوله تعالى: فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحًا
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: نجّينا صالحًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا قال: نجّاه اللّه رحمةً منه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: حتى إذا كان ليلة الأحد خرج صالحٌ ومن معه من بين أظهرهم ومن أسلم معه إلى الشّام فنزل رملة فلسطينٍ.
قوله تعالى: ومن خزي يومئذٍ
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة،: ومن خزي يومئذٍ قال: نجّاه من خزي يومئذٍ.
قوله تعالى: إنّ ربّك هو القويّ العزيز
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قوله: العزيز يقول العزيز في نقمته. وروي، عن قتادة، والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق، العزيز في نصرته ممّن كفر به إذا شاء). [تفسير القرآن العظيم: 6/2051-2052]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {نجينا صالحا والذين آمنوا} الآية، قال: نجاه الله برحمة منه ونجاه من خزي يومئذ). [الدر المنثور: 8/88]

تفسير قوله تعالى: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فأصبحوا في ديارهم جاثمين قال ميتين). [تفسير عبد الرزاق: 1/305]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعدًا لّثمود}.
يقول تعالى ذكره: وأصاب الّذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله من عقر ناقة اللّه وكفرهم به الصّيحة، {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} قد جثمتهم المنايا، وتركتهم خمودٍا بأفنيتهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} يقول: أصبحوا قد هلكوا). [جامع البيان: 12/464]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعدًا لثمود (68)
قوله تعالى: وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة
- حدّثنا ابن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق، فلمّا كان صبيحة الأحد واشتدّ الضّحى أخذتهم الصّيحة فلم يبق منهم صغيرًا ولا كبيرًا إلا هلك إلا جاريةً مقعدةً يقال لها: الذّريعة، وهي كانت كافرةٌ شديدة العداوة لصالحٍ فأطلق اللّه لها رجليها عند ما عاينت أجمع فخرجت كأسرع ما يرى شيءٌ قطّ حتى أتت أهل خرج فأخبرتهم بما عانت من العذاب وما أصاب ثمود منه استقت من الماء فسقيت فلمّا شربت ماتت.
قوله تعالى: فأصبحوا في ديارهم
- حدّثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ في ديارهم يعني: بيوتهم.
قوله تعالى: جاثمين
- حدّثنا أبي ثنا هشامٌ، ثنا خالدٌ، ثنا كعب بن إسحاق، ثنا سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، فأصبحوا في ديارهم جاثمين قال: أصبحوا قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2052]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} قال: ميتين). [الدر المنثور: 8/88]

تفسير قوله تعالى: (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({كأنّ لم يغنوا فيها} يقول: كأن لم يعيشوا فيها، ولم يعمروا بها.
- كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {كأن لم يغنوا فيها} كأن لم يعيشوا فيها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، مثله.
وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بشواهده فأغنى ذلك عن إعادته، وقوله: {ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم} يقول: ألا إنّ ثمود كفروا بآيات ربّهم فجحدوها، {ألا بعدًا لثمود} يقول: ألا أبعد اللّه ثمود لنزول العذاب بهم). [جامع البيان: 12/464-465]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: كأن لم يغنوا فيها
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: كأن لم يغنوا فيها قال: كأن لم يعمروا فيها
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: كأن لم يغنوا فيها يقول: لم يعيشوا فيها.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، كأن لم يغنوا فيها كأن لم ينعموا
وروي عن أبي مالكٍ كأن لم يكونوا فيها). [تفسير القرآن العظيم: 6/2052-2053]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم يعيشوا فيها). [الدر المنثور: 8/88]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم يعمروا فيها). [الدر المنثور: 8/88]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم يكونوا فيها يعني في الدنيا حين عذبوا ولم يعمروا فيها، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
وغنيت شيئا قبل نحري وأحسن * لو كان للنفس اللجوج خلود). [الدر المنثور: 8/88-89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم ينعموا فيها). [الدر المنثور: 8/89]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:14 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ}
وقال: {هذه ناقة اللّه لكم آيةً} نصب على خبر المعرفة). [معاني القرآن: 2/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}
وتأكل من أرض اللّه، فمن قرأ تأكل بالجزم فهو جواب الأمر.
وقد بيّنّا مثله في سورة البقرة، ومن قرأ تأكل فمعناه فذروها في حال أكلها. ويجوز في الرفع وجه آخر، على الاستئناف.
المعنى فإنها تأكل في أرض اللّه.
{ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}.
{فيأخذكم} جواب النهي، والمعنى عذاب يقرب ممن مسّها بالسّوء.
أي فإن عقرتموها لم تمهلوا). [معاني القرآن: 3/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية} يروى أنها خرجت من صخرة
وقوله جل وعز: {فيأخذكم عذاب قريب} أي قريب ممن مسها). [معاني القرآن: 3/360]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعد غير مكذوب}
فأهلكوا بعد الثلاث، وقد بيّنا في الأعراف كيف أهلكوا). [معاني القرآن: 3/60]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والّذين آمنوا معه برحمةٍ مّنّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز}
وقال: {ومن خزي يومئذٍ} فأضاف (خزي) إلى "اليوم" فجره وأضاف "اليوم" إلى "إذ" فجره. وقال بعضهم (يومئذ) فنصب لأنه جعله اسما واحدا وجعل الإعراب في الآخر). [معاني القرآن: 2/43]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وعاصم {ومن خزي يومئذ} و{من عذاب يومئذ ببنيه} يخفض.
قراءة أبي جعفر ويحيى بن وثاب والأعمش {ومن خزي يومئذ} بنصب الميم، و{من عذاب يومئذ ببنيه} بالنصب كل ما في القرآن.
الأعرج {يومئذ} بالفتح لكل ما في القرآن؛ وهي لغة؛ {من خزي يومئذ} يفتحونها؛ كأنهم صيروها مثل: أين وكيف؛ لما لم تضف إلى اسم متمكن وهو "إذ"؛ وقالوا أيضًا في كلامهم: يوميذ؛ فصيروا الهمزة ياء ساكنة وفتحوا الذال؛ ومثل ذلك حينئذ.
وقال الشاعر:
على يوم عاتبت المشيب على الصبا = فقلت ألما أصح والشيب وازع
لما أضاف اليوم إلى الفعل كان كالاسم غير المتمكن؛ لأن الإضافة إليه غير متمكنة فيه.
وقال الآخر:
تذكر ما تذكر من سليمى = على حين المراجع غير داني
ففتح "حين" وقد أضافه إلى اسم متمكن، ولكن الحين ليس له ذاك التمكن، وهو ظرف ففتحه.
وقال يونس: حينئذ، وليلة إذ، وقبل إذ، وبعد إذ، مثل يومئذ في كل أمره). [معاني القرآن لقطرب: 674]

تفسير قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فأصبحوا في ديارهم جاثمين}
قال قتادة أي ميتين). [معاني القرآن: 3/360-361]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كفروا ربّهم...}
جاء في التفسير: كفروا نعمة ربهم. والعرب تقول: كفرتك. وكفرت بك، وشكرتك وشكرت بك وشكرت لك.
وقال الكسائيّ: سمعت العرب تقول: شكرت بالله كقولهم: كفرت بالله). [معاني القرآن: 2/20]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {كأن لّم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعداً لّثمود}
وقال: {ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم} كتابها بالألف في المصحف وإنما صرفت لأنه جعل "ثمود" اسم الحي أو اسم أبيهم. ومن لم يصرف جعله اسم القبيلة. وقد قرئ هذا غير مصروف. وإنما قرئ منه مصروفا ما كانت فيه الألف. وبذلك نقرأ. وقد يجوز صرف هذا كله في جميع القرآن والكلام لأنه إذا كان اسم الحي أو الأب فهو اسم مذكر ينبغي أن يصرف).
[معاني القرآن: 2/43]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {ألا إن ثمودا كفروا ربهم} بالتنوين، وهي قراءة الأعرج، وقد فسرناها.
الحسن {ألا إن ثمود كفروا}، لا يصرف شيئًا منها في القرآن، يصير اسمًا مؤنثًا). [معاني القرآن لقطرب: 675]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعدا لثمود}
معناه كان لم ينزلوا فيها.
قال الأصمعي: المغاني المنازل التي نزلوا بها.
يقال غنينا بمكان كذا وكذا إذا نزلوا به). [معاني القرآن: 3/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها}
قال قتادة أي كأن لم يعيشوا فيها
قال الأصمعي المغاني المنازل
قال غيره غنيت بالمكان إذا نزلت به، والمعنى كأن لن يقيموا فيها في سرور وغبطة). [معاني القرآن: 3/361]




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) }

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "على حين ألهى الناس" إن شئت خفضت"حين" وإن شئت نصبت، أما الخفض فلأنه مخفوض فلأنه مخفوض، وهو اسم منصرف، وأما الفتح فلإضافتك إياه إلى شيء معرب، فبنيته على الفتح، لأن المضاف والمضاف إليه اسم واحد فبنيته من أجل ذلك، ولو كان الذي أضفته إليه معربًا لم يكن إلا مخفوضًا، وما كان سوى ذلك فهو لحن، تقول" جئتك على حين زيد" و" جئتك في حين إمرة عبد الملك"، وكذا قول النابغة:

على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت: ألما أصح والشيب وازع!
إن شئت فتحت، وإن شئت خفضت، لأنه مضاف إلى فعل غير متمكن.
وكذلك قولهم: "يومئذ"، تقول: عجبت من يوم عبد الله، لا يكون غيره، فإذا أضفته إلى" إذ"، فإن شئت فتحت على ما ذكرت لك في "حين"، وإن شئت خفضت، لما كان يستحقه اليوم من التمكن قبل الإضافة. تقرأ إن شئت: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، وإن شئت: (مِنْ عَذَابِ يَوْمَئِذٍ) على ما وصفت لك، ومن خفض بالإضافة قال: سير بزيدٍ يومئذ، فأعربته في موضع الرفع، كما فعلت به في الخفض، ومن قال: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} فبناه قال: سير بزيدٍ يومئذٍ، يكون على حالة واحدة لأنه مبني، كما تقول: دفع إلى زيد خمسة عشر درهمًا، وكما قال عز وجل: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ). [الكامل: 1/240-241] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن قال: نعم المرأة وما أشبهه فلأنهما فعلان قد كثرا، وصارا في المدح والذم أصلاً؛ والحذف موجود في كل ما كثر استعمالهم إياه.
فأما ضرب جاريتك زيداً، وجاء أمتك، وقام هندٌ فغير جائز؛ لأن تأنيث هذا تأنيثٌ حقيقي. ولو كان من غير الحيوان لصلح وكان جيداً؛ نحو: هدم دارك، وعمر بلدتك؛ لأنه تأنيث لفظ لا حقيقة تحته، كما قال عز وجل: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} وقال: {فمن جاءه موعظةٌ من ربه}. وقال الشاعر:
لئيم يحك قفا مقرفٍ = لئيم مآثره قـعـدد
و قال الآخر:

بعيد الغزاة فـمـا إن يزا = ل مضطمراً طرتاه طليحا).
[المقتضب: 2/144-145]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والتأنيث، والتذكير في الواحد على ضربين: أحدهما: حقيقة، والآخر: لفظ، فهما في ترك الصرف سواءٌ، لأن الصرف إنما هو للفظ، وليسا في الإخبار عنهما سواءً. فأما الحقيقي فما كان في الرجل والمرأة، وجميع الحيوان؛ لأنك لو سميت رجلاً طلحة لخبرت عنه كما يخبر إذا كان اسمه مذكراً. ولو سميت امرأة، أو غيرها من إناث الحيوان باسمٍ مذكر لخبرت عنها كما تخبر عنها واسمها مؤنث. وذلك نحو امرأةً سميتها جعفرا فتقول: جاءتني جعفر؛ كما تقول: جاءتني حمدة، ولا يجوز أن تقول: جاءني؛ لأن التأنيث حقيقة، كما لا يجوز أن تقول: جاءتني طلحة وأنت تعني رجلاً. والتأنيث الثاني، والتذكير نحو قولك: يوم، وليلة، وبلدة، ودار ومنزل، فليس في هذا أكثر من اللفظ. فلو قلت: قصر ليلتك، وعمر دارك لجاز؛ لأن الدار والمنزل شيءٌ واحد. ليس في الدار حقيقة تصرفها عن ذلك، وكذلك البلد والبلدة. قال الله عز وجل: {فمن جاءه موعظةٌ من ربه} وقال: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة}. وقال في تأنيث الجمع: (وقالت نسوةٌ في المدينة)؛ لأن الإخبار ليس عن واحد). [المقتضب: 3/348-349] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: ضرب هند، وشتم جاريتك لم يصلح حتى تقول: ضربت هند، وشتمت جاريتك؛ لأن هنداً، والجارية مؤنثات على الحقيقة، فلا بد من علامة التأنيث.
ولو كان مؤنث الاسم، لا معنى لتأنيث، ولا تذكير تحته، كالدار والنار وما كان غير ذلك مما ليست له حقيقة التأنيث لجاز أن تذكر الفعل إن شئت فتقول: أطفئ نارك. وجئ نساؤك؛ لأن هذا إنما هو تأنيث الجمع؛ كما قال الله جل ثناؤه: {وقال نسوة في المدينة} وقال: {فمن جاءه موعظة من ربه}، {أخذ الذين ظلموا الصيحة} ). [المقتضب: 4/59] (م)

تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: (وعاداً وثموداً) وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما
وقال في الصرف للنابغة الجعدي:
أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ = كأنّهم تحت دفّيها دحاريج).
[الكتاب: 3/252-253] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والأعجمي المذكر يجري مجرى العربي المؤنث في جميع ما صرف فيه.
ألا ترى أن نوحا ولوطا اسمان أعجميان وهما مصروفان في كتاب الله عز وجل! فأما قوله عز وجل: {وعاداً وثمود وأصحاب الرس} وقوله: {ألا إن ثمود كفروا ربهم} {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} فإن ثمود اسم عربيٌّ، وإنما هو فعول من الثمد، فمن جعله اسماً لأب أوحىٍّ صرفه، ومن جعله اسماً لقبيلة أو جماعة لم يصرفه. ومكانهم من العرب معروف؛ فلذل كان لهم هذا الاسم. وعلى ذلك اسم صالح. فأما الأسماء المشتقة غير المغيرة فهي تبين لك عن أنفسها). [المقتضب: 3/353-354] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:17 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:43 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:43 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ويا قوم هذه ناقة اللّه الآية، اقتضب في هذه الآية ذكر أول أمر الناقة، وذلك أنهروي أن قومه طلبوا منه آية تضطرهم إلى الإيمان، فأخرج الله، جلت قدرته، لهم الناقة من الجبل، وروي أنهم اقترحوا تعيين خروج الناقة من تلك الصخرة، فروي أن الجبل تمخض كالحامل، وانصدع الحجر، وخرجت منه ناقة بفصيلها، وروي أنها خرجت عشراء، ووضعت بعد خروجها، فوقفهم صالح وقال لهم:هذه ناقة اللّه لكم آيةً، ونصب آيةً على الحال.
وقرأت فرقة «تأكل» بالجزم على جواب الأمر، وقرأت فرقة: «تأكل» على طريق القطع والاستئناف، أو على أنه الحال من الضمير في «ذروها».
وقوله ولا تمسّوها بسوءٍ عام في العقر وغيره، وقوله: فيأخذكم عذابٌ قريبٌ هذا بوحي من الله إليه أن قومك إذا عقروا الناقة جاءهم عذاب قريب المدة من وقت المعصية، وهي الأيام الثلاثة التي فهمها صالح عليه السّلام من رغاء الفصيل على جبل القارة). [المحرر الوجيز: 4/ 601-602]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأضاف العقر إلى جميعهم لأن العاقر كان منهم وكان عن رضى منهم وتمالؤ، وعاقرها قدار، وروي في خبر ذلك أن صالحا أوحى الله إليه أن قومك سيعقرون الناقة وينزل بهم العذاب عند ذلك، فأخبرهم بذلك فقالوا: عياذا بالله أن نفعل ذلك، فقال: إن لم تفعلوا أنتم ذلك أوشك أن يولد فيكم من يفعله، وقال لهم: صفة عاقرها أحمر أزرق أشقر، فجعلوا الشرط مع القوابل وأمروهم بتفقد الأطفال، فمن كان على هذه الصفة قتل، وكان في المدينة شيخان شريفان عزيزان، وكان لهذا ابن ولهذا بنت، فتصاهرا فولد بين الزوجين قدار، على الصفة المذكورة، فهم الشرط بقتله، فمنع منه جداه حتى كبر، فكان الذي عقرها بالسيف في عراقيبها، وقيل: بالسهم في ضرعها وهرب فصيلها عن ذلك، فصعد على جبل يقال له القارة، فرغا ثلاثا، فقال صالح: هذا ميعاد ثلاثة أيام للعذاب، وأمرهم قبل رغاء الفصيل أن يطلبوه عسى أن يصلوا إليه فيندفع عنه العذاب به، فراموا الصعود إليه في الجبل، فارتفع الجبل في السماء حتى ما تناله الطير، وحينئذ رغا الفصيل.
وقوله في داركم هي جمع دارة كما تقول ساحة وساح وسوح، ومنه قول أمية بن أبي الصلت:[الوافر]
له داع بمكة مشمعلّ = وآخر عند دارته ينادي
ويمكن أن يسمى جميع مسكن الحي دارا، و «الثلاثة الأيام» تعجيز قاس الناس عليه الاعذار إلى المحكوم عليه ونحوه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وذلك عندي مفترق لأنها في المحكوم عليه والغارم في الشفعة ونحوه توسعة، وهي هنا توقيف على الخزي والتعذيب، وروى قتادة عن ابن عباس أنه قال: لو صعدتم على القارة لرأيتم عظام الفصيل).[المحرر الوجيز: 4/ 602-603]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز (66) وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعداً لثمود (68)
«الأمر» جائز أن يراد به المصدر من أمر، وجائز أن يراد به: واحد الأمور. وقوله: برحمةٍ منّا يحتمل أن يقصد أن التنجية إنما كانت بمجرد الرحمة، ويحتمل أن يكون وصف حال فقط: أخبر أنه رحمهم في حال التنجية. وقوله: منّا الظاهر أنه متعلق برحمة ويحتمل أن يتعلق بقوله نجّينا.
وقرأت فرقة: «ومن خزي يومئذ» بتنوين خزي وفتح الميم من يومئذٍ وذلك يجوز فيه أن تكون فتحة الميم إعرابا، ويجوز أن يكون بني الظرف لما أضيف إلى غير متمكن، فأنت مخير في الوجهين.
والروايتان في قول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألمّا أصح والشيب وازع
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو «ومن خزي يومئذ» بإضافة «خزي» وكسر الميم من يومئذٍ وهذا توسع في إضافة المصدر إلى الظرف كما قال: مكر اللّيل والنّهار [سبأ: 33] ونحو هذا، وقياس هذه القراءة أن يقال سير عليه «يومئذ» برفع الميم، وهذه قراءتهم في قوله تعالى: من عذاب يومئذٍ [المعارج: 11]، ومن فزعٍ يومئذٍ [النمل: 89]، وقرأ عاصم وحمزة كذلك إلا في قوله من فزعٍ يومئذٍ [النمل: 89] فإنهما نونا العين وفتحا الميم واختلفت عن نافع في كسر الميم وفتحها، وهو يضيف في الوجهين، وقرأ الكسائي «من خزي يومئذ» بترك التنوين وفتح الميم من يومئذٍ وهذا جمع بين الإضافة وبناء الظرف.
وقرأ «ومن فزع» [النمل: 89] كعاصم وحمزة وأما «إذ» فكان حقها: «إذ» ساكنة إلا أنها من حقها أن تليها الجمل فلما حذفت لها هاهنا الجملة عوضت بالتنوين، والإشارة بقوله: يومئذٍ إلى يوم التعذيب). [المحرر الوجيز: 4/ 603-604]

تفسير قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة الآية، روي أن صالحا عليه السّلام قال لهم حين رغا الفصيل: ستصفر وجوهكم في اليوم الأول وتحمر في الثاني وتسود في الثالث، فلما كان كذلك تكفنوا في الأنطاع واستعدوا للهلاك وأخذتهم صيحة فيها من كل صوت مهول، صدعت قلوبهم وأصابت كل من كان منهم في شرق الأرض وغربها، إلا رجلا كان في الحرم فمنعه الحرم من ذلك ثم هلك بعد ذلك: ففي مصنف أبي داود: قيل يا رسول الله من ذلك الرجل؟ قالوا أبو رغال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي هذا نظر، وخلافه في السير. وذكر الفعل المسند إلى الصيحة إذ هي بمعنى الصياح، وتأنيثها غير حقيقي. وقيل: جاز ذلك وهي مؤنثة لما فصل بين الفعل وبينها. كما قالوا:حضر القاضي اليوم امرأة والأول أصوب، و «الصيحة» إنما تجيء مستعملة في ذكر العذاب لأنها فعلة تدل على مرة واحدة شاذة، والصياح يدل على مصدر متطاول، وشذ في كلامهم قولهم: لقيته لقاءة واحدة، والقياس لقية، وجاثمين أي باركين قد صعق بهم، وهو تشبيه بجثوم الطير، وبذلك يشبه جثوم الأثافي وجثوم الرماد). [المحرر الوجيز: 4/ 604-605]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويغنوا مضارع من غني في المكان إذا أقام فيه في خفض عيش وهي المغاني: وقرأ حمزة وحده: «ألا ان ثمود» وكذلك في الفرقان والعنكبوت والنجم، وصرفها الكسائي كلها. وقوله: ألا بعداً لثمود واختلف عن عاصم: فروى عنه حفص ترك الإجراء كحمزة، وروى عنه أبو بكر إجراء الأربعة وتركه في قوله: ألا بعداً لثمود وقرأ الباقون: «ألا إن ثمودا» فصرفت «ألا بعد لثمود» غير مصروف والقراءتان فصيحتان وكذلك صرفوا في الفرقان والعنكبوت والنجم).[المحرر الوجيز: 4/ 605]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ (64) فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ (65) فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز (66) وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعدًا لثمود (68)}
وتقدّم الكلام على هذه القصّة مستوفًى في سورة "الأعراف" بما أغنى عن إعادته ها هنا، وباللّه التّوفيق). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 332]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة