العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:56 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:56 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الر تلك آيات الكتاب المبين قال بين الله تعالى رشده وهداه). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الر تلك آيات الكتاب المبين}
قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: قد ذكرنا اختلاف أهل التّأويل في تأويل قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين}، والقول الّذي نختاره في تأويل ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا.
وأمّا قوله: {تلك آيات الكتاب المبين} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله
فقال بعضهم: معناه: تلك آيات الكتاب المبين: بيّنٌ حلاله وحرامه، ورشده وهداه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا الوليد بن سلمة الفلسطينيّ، قال: أخبرني عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، في قول اللّه تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: بيّن حلاله وحرامه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إي واللّه، لمبينٌ بركته هداه ورشده.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: بيّن اللّه رشده وهداه.
وقال آخرون في ذلك بما؛
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا الوليد بن سلمة، قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذٍ، أنّه قال في قول اللّه عزّ وجلّ: {الكتاب المبين} قال بيّن الحروف الّتي سقطت عن ألسن الأعاجم، وهي ستّة أحرفٍ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: معناه: هذه آيات الكتاب المبين، لمن تلاه وتدبّر ما فيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانيه؛ لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر أنّه مبينٌ، ولم يخص إبانته عن بعض ما فيه دون جميعه، فذلك على جميعه، إذ كان جميعه مبينًا عمّا فيه). [جامع البيان: 13/5-6]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الر تلك آيات الكتاب المبين (1)
قوله عزّ وجلّ: الر
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان، ثنا شريكٌ، ثنا عطاء بن السّائب، قال شريكٌ: لا أراه إلّا، عن أبي الضّحى يعني: مسلم بن صبيحٍ، عن ابن عبّاسٍ الر قال: أنا اللّه أرى وروي، عن الضّحّاك مثله.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هدبة بن عبد الوهّاب، ثنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ، عن أبيه، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ الر: حروف الرّحمن مفرقهٌ، فحدّثت به الأعمش فقال: عندك مثل هذا ولا تخبرناه؟
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا مندلٌ العنزيّ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ أنّه قال: الر وحم ون هو الرّحمن مقطّعٌ- وروي عن سالم بن عبد اللّه مثله.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: الر اسمٌ من أسماء القرآن.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان، ثنا يحيى بن أبي زائدة، قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: الر قال: هذا فواتح يفتتح اللّه بها القرآن، قال: قلت: ألم تكن تقول هي أسماءٌ؟ قال: لا
قوله تعالى: تلك آيات
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قوله: تلك يعني: هذه.
قوله تعالى: الكتاب
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ الصّبّاح، ثنا أسباط بن محمّدٍ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن الحسن في قول اللّه: الكتاب قال: القرآن- وروي عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، نحو ذلك.
قوله تعالى: المبين
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: الر تلك آيات الكتاب المبين أي: واللّه المبيّن بركته وهداه، ورشده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2098-2099]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1.
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: أي والله يبين بركته وهداه ورشده، وفي لفظ يبين الله رشده وهداه). [الدر المنثور: 8/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين حلاله وحرامه). [الدر المنثور: 8/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه أنه قال في قول الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف). [الدر المنثور: 8/177]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّا أنزلنا هذا الكتاب المبين قرآنًا عربيًّا على العرب، لأنّ لسانهم وكلامهم عربيّ، فأنزلنا هذا الكتاب بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه، وذلك قوله عزّ وجلّ: {لعلّكم تعقلون}). [جامع البيان: 13/6]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون (2)
قوله تعالى: إنّا أنزلناه
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، أنا عمران أبو العوّام القطّان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أنزل القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان.
قوله تعالى: قرآنًا عربيًّا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحيم الرّزيقيّ، ثنا زيد بن الحباب، حدّثني سيف بن سليمان قال: سمعت مجاهدًا يقول: نزل القرآن بلسان قريشٍ، وهو كلامهم.
قوله تعالى: لعلّكم تعقلون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: لعلّكم يعني: لكي). [تفسير القرآن العظيم: 7/2099]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 2
أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي). [الدر المنثور: 8/177-178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {قرآنا عربيا} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: نزل القرآن بلسان قريش وهو كلامهم). [الدر المنثور: 8/178]

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: نحن نقصّ عليك يا محمّد أحسن القصص بوحينا إليك هذا القرآن، فنخبرك فيه عن الأخبار الماضية، وأنباء الأمم السّالفة، والكتب الّتي أنزلناها في العصور الخالية. {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} يقول تعالى ذكره: وإن كنت يا محمّد من قبل أن نوحيه إليك لمن الغافلين عن ذلك، لا تعلمه ولا شيئًا منه. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} من الكتب الماضية، وأمور اللّه السّالفة في الأمم، {وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ لمسألة أصحابه إيّاه أن يقصّ عليهم.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا حكّام الرّازيّ، عن أيّوب، عن عمرو الملائيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا قال: فنزلت: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أيّوب بن سيّارٍ أبي عبد الرّحمن، عن عمرو بن قيسٍ، قال: قالوا: يا نبيّ اللّه، فذكر مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن المسعوديّ، عن عون بن عبد اللّه، قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ملّةً، فقالوا: يا رسول اللّه حدّثنا فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اللّه نزّل أحسن الحديث} ثمّ ملّوا ملّةً أخرى فقالوا: يا رسول اللّه حدّثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص. فأنزل اللّه: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} فأرادوا الحديث فدلّهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلّهم على أحسن القصص.
- حدّثنا محمّد بن سعيدٍ العطّار، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: أخبرنا خلاّدٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ، قال: أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، قال: فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا فأنزل اللّه: {الر تلك آيات الكتاب المبين}.. إلى قوله: {لعلّكم تعقلون}.. الآية. قال: ثمّ تلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه لو حدّثتنا فأنزل اللّه تعالى. {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا}.
قال خلاّدٌ: وزاد فيه رجلاً آخر، قالوا: يا رسول اللّه، لو قال أبو يحيى: ذهبت من كتابي كلمةٌ، فأنزل اللّه: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه}). [جامع البيان: 13/7-9]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين (3)
قوله تعالى: نحن نقصّ عليك أحسن القصص
- حدّثنا أبو يحيى: محمّد بن سعيد بن غالبٍ العطّار، ثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا خلادٌ وهو ابن مسلمٍ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ قال: نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، فتلاه عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا، فأنزل اللّه: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله: نحن نقصّ عليك أحسن القصص فتلاه عليهم زمانًا.
- حدّثنا أبي، ثنا إسماعيل بن الخليل، ثنا عليّ بن مسهرٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيسٍ، عن خالد بن عرفطة قال: كنت عند عمر ابن الخطّاب إذ أتى برجلٍ من عبد القيس، مسكنه بالسّوس، فقال له عمر: أنت فلانٌ ابن فلانٍ العبديّ؟ قال: نعم، قال: وأنت النّازل بالسّوس، فضربه بقناةٍ معه فقال العبديّ: مالي؟ فقرأ عليه: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله: وإن كنت من قبله لمن الغافلين فقرأها عليه ثلاث مرّاتٍ فضربه ثلاث مرّاتٍ، ثمّ قال له عمر: أنت الّذي انتسخت كتاب دانيال؟ قال: نعم. قال: اذهب فامحه بالحميم والصّوف الأبيض، ولا تقرأه ولا تقرئه أحدًا من النّاس.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن المسعوديّ، عن القاسم قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ملّةً فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه، فأنزل اللّه: نحن نقصّ عليك أحسن القصص ثمّ ملّوا ملّةً.
فقالوا: يا رسول اللّه: حدّثنا فنزلت: اللّه نزّل أحسن الحديث ثمّ ملّوا ملّةً، فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه فأنزل اللّه: ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: نحن نقصّ عليك أحسن القصص قال: في الكتب الماضية وأمور اللّه السّالفة في الأمم بما أوحينا إليك هذا القرآن.
قوله تعالى: وإن كنت من قبله لمن الغافلين
- وبه، عن قتادة: وإن كنت من قبله لمن الغافلين أي: من قبل هذا القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 7/2099-2100]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أنبأ عمرو بن محمّدٍ القرشيّ، ثنا خلّاد بن مسلمٍ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] الآية. قال: " نزل القرآن على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فتلا عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {الر تلك آيات الكتاب المبين} [يوسف: 1] تلا إلى قوله {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] الآية. فتلا عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} [الزمر: 23] الآية كلّ ذلك يؤمر بالقرآن «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/376]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا عبد اللّه بن محمّدٍ الأزديّ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عمرو بن محمّد القرشي حدّثنا خلادٌ الصّفّار عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ عن عمرو بن مرّة عن مصعب بن سعدٍ عن أبيه قال أنزل القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتلا عليهم زمانًا فقالوا يا رسول اللّه لو قصصت علينا فأنزل الله تبارك وتعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} فتلا عليهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم زمانا فقالوا يا رسول اللّه لو حدّثتنا فأنزل اللّه {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} الآية كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلادٌ وزاد فيه حسن قالوا يا رسول اللّه ذكّرنا فأنزل اللّه {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/432]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا عمرو بن محمد، ثنا خلّادٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ عن سعدٍ- رضي اللّه عنه- "في قوله- عزّ وجلّ: (نحن نقصّ عليك أحسن القصص ... ) الآية. قال: أنزل اللّه القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه- تعالى-: الر. تلك آيات الكتاب المبين) إلى قوله (نحن نقص عليك أحسن القصص ... ) الآية. فتلاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زماناً. فقالوا: يا رسول الله، لوحدثتنا، فأنزل اللّه: (اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهاً ... ) الآية، كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلّادٌ: وزاد فيه آخر قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو ذكّرتنا، فأنزل اللّه- تعالى: (ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...) الآية". هذا حديثٌ حسنٌ.
- رواه ابن مردويه في تفسيره: عن أحمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه به.
والبزار
- ورواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أبي، ثنا خلّاد بن مسلمٍ ... فذكره.
وسيأتي لفظه في كتاب المواعظ في باب قصص القرآن ومواعظه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/222-223]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا عمرو بن محمّدٍ، ثنا خلّادٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} الآية. قال: أنزل اللّه (تعالى) القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا يا رسول اللّه: لو قصصت علينا فأنزل اللّه (تبارك و) تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين (1) } إلى قوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} الآية، فتلاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا، فأنزل اللّه عز وجل: {نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} الآية، كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن.
قال خلّادٌ: وزاد فيه آخر قال: قالوا يا رسول اللّه لو ذكّرتنا.
فأنزل اللّه عز وجل: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه} الآية.
هذا حديثٌ (حسنٌ).
- رواه ابن مردويه في تفسيره: عن أحمد بن الحسن عن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه.
- وقال أبو يعلى والبزّار جميعًا: حدثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أبي به.
- ورواه البزّار: أيضًا عن الحسين بن الأسود، وإسماعيل بن حفصٍ عن عمرو بن محمّدٍ، وقال: لا نعلمه عن سعدٍ إلّا بهذا الإسناد). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/738-739]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 3.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص} ). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: أنزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة ثم تلا عليهم زمانا فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) (الحديد الآية 16) ). [الدر المنثور: 8/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص}). [الدر المنثور: 8/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى (الله نزل أحسن الحديث) (الزمر آية 23) ثم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص). [الدر المنثور: 8/179-180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالسا عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر: أنت فلان العبدي قال نعم، فضربه بقناة معه فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين قال اجلس فجلس فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله {لمن الغافلين} فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال، قال: مرني بأمرك أتبعه قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ثم قال: اجلس، فجلس بين يديه، فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا في يدك يا عمر فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم السلاح، فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر رضي الله عنه: فقمت فقلت: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن الضريس عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يدفع إليه فلما قدم على عمر رضي الله عنه علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه {الر تلك آيات الكتاب المبين} حتى بلغ {الغافلين} قال: فعرفت ما يريد فقلت يا أمير المؤمنين دعني، فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلا حرقته، قال فتركه). [الدر المنثور: 8/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال: من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم {وإن كنت من قبله} أي من قبل هذا القرآن {لمن الغافلين} ). [الدر المنثور: 8/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال القرآن). [الدر المنثور: 8/181]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر قال الكواكب أخوته والشمس والقمر أبواه قال معمر وقال بعض أهل العلم أبوه وخالته). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن أبي سنان عن عبد الله بن شداد بن الهادي قال كان بين رؤيا يوسف وتعبيرها أربعون سنة وذلك أقصى منتهى الرؤيا). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن سلمان قال كان بين رؤيا يوسف وتعبيره أربعون سنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن رجلٍ عن مجاهدٍ {إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: أبوه وإخوته وخالته [الآية: 4].
قال سفيان [الثوري] وكان غيره يقول: أبوه وإخوته وخالته). [تفسير الثوري: 137]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية : قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} ]
- حدّثنا سعيد بن منصورٍ، قال: نا الحكم بن ظهير، عن السّدّي، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ القرشيّ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلٌ يقال له: بستاني اليهوديّ، فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف أنّها ساجدةٌ له، ما أسماؤها؟ قال: فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم بشيءٍ، فنزل إليه جبريل عليه السّلام فأخبره، فبعث نبيّ اللّه إلى اليهوديّ فجاءه، قال: ((أرأيت، تسلم إن أخبرتك؟)). قال: نعم، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((حرثان، والطّارق، والذّيّال، وذو الكنفات، وذو الفرع، ووثّابٌ، وعمودان، وقابسٌ، والصّروح، والمصبّح، والفليق، والضّياء، والنّور، رآها في أفق السّماء أنّها ساجدةٌ له، فلمّا قصّ يوسف (رؤياه) على يعقوب قال له: هذا أمرٌ متشتّت يجمعه اللّه من بعد)). قال اليهوديّ: هذه واللّه أسماؤها. قال الحكم : الضّياء هو الشّمس وهو أبوه، والنّور القمر وهو أمه). [سنن سعيد بن منصور: 5/377-378]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإن كنت يا محمّد لمن الغافلين عن نبإ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، إذ قال لأبيه يعقوب بن إسحاق: يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا؛ يقول: إنّي رأيت في منامي أحد عشر كوكبًا.
وقيل: إنّ رؤيا الأنبياء كانت وحيًا
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيًا.
- وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن سماكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} قال: كانت الرّؤيا فيهم وحيًا.
وذكر أنّ الأحد العشر، الكواكب الّتي رآها في منامه ساجدةً مع الشّمس والقمر
- ما: حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، قال: حدّثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من يهود يقال له بستانة اليهوديّ، فقال له: يا محمّد أخبرني عن الكواكب الّتي رآها يوسف ساجدةً له، ما أسماؤها؟ قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يجبه بشيءٍ، ونزل عليه جبرئيل وأخبره بأسمائها. قال: فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إليه، فقال: هل أنت مؤمنٌ إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: نعم، فقال: جرثان والطّارق، والذّيّال، وذو الكنفان، وقابسٌ، ووثّاب وعمودان، والفليق، والمصبح، والصروح، وذو الفرع، والضّياء، والنّور. فقال اليهوديّ: واللّه إنّها لأسماؤها
وقوله: {والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} يقول: والشّمس والقمر رأيتهم في منامي سجودًا.
وقال {ساجدين} والكواكب والشّمس والقمر إنّما يخبر عنها بفاعلةٍ وفاعلات، لا بالواو والنّون، إنّما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم أو الجنّ أو الملائكة. وإنّما قيل ذلك كذلك، لأنّ السّجود من أفعال من يجمع أسماء ذكورهم بالياء والنّون، أو الواو والنّون، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك، كما قيل: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}.
وقال: رأيتهم وقد قيل: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا، فكرّر الفعل، وذلك على لغة من قال: كلّمت أخاك كلمته، توكيدًا للفعل بالتكرير. وقد قيل: إنّ الكواكب الأحد عشر كانت إخوته، والشّمس والقمر أبويه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} إخوته أحد عشر كوكبًا، والشّمس والقمر، يعني بذلك: أبويه
- حدّثني الحارث، قال: ثني عبد العزيز، قال: حدّثنا شريكٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر}.. الآية، قال: رأى أبويه وإخوته سجودًا له. فإذا قيل له عمّن قال إن كان حقًّا، فإنّ ابن عبّاسٍ فسّره
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: الكواكب: إخوته، والشّمس والقمر: أبواه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} إخوته {والشّمس} أمّه {والقمر} أبوه
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: قال سفيان: كان أبويه وإخوته
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} هم إخوة يوسف {والشّمس والقمر} هما أبواه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} ... الآية، قال: أبواه وإخوته. قال: فبغاه إخوته وكانوا أنبياء، فقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته حتّى سجد له أبواه حين بلغهم.
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: الكواكب إخوته، والشّمس والقمر: أبوه وخالته، من وجهٍ غير محمودٍ، فكرهت ذكره). [جامع البيان: 13/9-13]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4)
قوله تعالى: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن سماكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيًا.
قوله تعالى: أحد عشر كوكبًا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة: قوله: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا أي: إخوته، وروي عن السّدّيّ، مثل ذلك.
- حدّثنا أبو يزيد القراطيسيّ، فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال: أبواه وإخوته فبغاه إخوته، وكانوا أنبياء ، فقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته، حتّى سجد له أبواه، حين بلغهم.
قوله تعالى: والشّمس والقمر
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: والشّمس والقمر قال: والشّمس: يعقوب، والقمر، أمّ يوسف، راحيل رأيتهم لي ساجدين وروي، عن السّدّيّ مثل ذلك.
- قال الحسن بن عرفة، ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابر بن عبد اللّه قال: أتي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، رجلٌ من اليهود، يقال له: بستانيّ، فقال: يا محمّد أخبرني، عن الكواكب الّتي رآها يوسف أنّها ساجدةٌ له ما أسماؤها؟ فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم بشيءٍ، ونزل جبريل عليه السّلام فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بأسمائها، قال: فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بستانيّ، فلمّا جاء، قال له: هل أنت مؤمنٌ إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: نعم. قال: جربان وطارق والذّيّال وذو الكتفين وقابس ودثّابٌ وعمودان والفليق والمصبّح والضّروح وذو الفرع والضّياء والنّور رآها ساجدةً له في أفق السّماء، فلمّا قصّها يوسف على يعقوب. قال يعقوب: هذا أمرٌ مشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد. قال: يقول بستانيّ: أي واللّه هذه لأسماؤها). [تفسير القرآن العظيم: 7/2101-2102]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، ثنا أبو عامرٍ العقديّ، ثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، عن أبيه، قال: استأذن رجلٌ على عمر رضي اللّه عنه، فقال: استأذنوا لابن الأخيار، فقال عمر رضي اللّه عنه: إيذنوا له. فلمّا دخل قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا فلان، ابن فلان، ابن فلانٍ، قال: فجعل يعدّ رجالًا من أشراف الجاهليّة فقال له عمر: " أنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؟ قال: لا. قال: ذاك ابن الأخيار، وأنت ابن الأشرار، إنّما تعدّ عليّ رجال أهل النّار «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه». «وعليّ بن رباحٍ تابعيٌّ كبيرٌ»). [المستدرك: 2/378]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن جابرٍ - يعني ابن عبد اللّه - قال: «جاء بشنان اليهوديّ إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: يا محمّد، أخبرني عن أسماء النّجوم الّتي رآها يوسف تسجد له؟ قال: " الخرتان وطارقٌ والذّيّال وقابسٌ والمصحّ والصّروح وذو الكنفين وذو الفرغ والفيلق ووثّابٌ والعمودان رآها يوسف تسجد له، فقصّها على أبيه، فقال: هذا أمرٌ متفرّقٌ، ولعلّ اللّه يجمعه بعد» ".
رواه البزّار، وفيه الحكم بن ظهيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/39]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عليّ بن سعيدٍ المسروقيّ، والحسن بن عرفة، قالا: ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن ابن سابطٍ - وهو عبد الرّحمن - عن جابرٍ قال: جاء بسنان اليهوديّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد! أخبرني عن أسماء النّجوم الّتي رآها يوسف تسجد له، قال: " الحرثان، وطارقٌ، والذّيّال، وقابسٌ، والنّطح، والصّروح، وذو الكنفين، وذو الفرغ، والفليق، ووثّابٌ، والعمودان، رآها يوسف تسجد له، فقصّها على أبيه فقال: هذا أمرٌ متفرّقٌ ولعلّ اللّه يجمعه بعد ".
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلا بهذا الإسناد، والحكم فليس بالقويّ، وقد روى عنه جماعةٌ). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/53]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا زكريّا وأحمد بن إبراهيم الموصليّ ومحمّد بن حاتمٍ المؤدّب والمعلّى بن مهديٍّ- ونسخته من كتاب زكريّا لفظه-: ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ- رضي اللّه عنه- قال: "أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من اليهود- يقال له: بستانيٌّ اليهوديّ- فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف- عليه السّلام- ساجدةً له في أفق السّماء ما أسماؤها؟ فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ بشيءٍ فأتاه جبريل- عليه السّلام- فأخبره، فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بستاني اليهودي فقال له) : أتسلم أنت إن نبّأتك بأسمائها؟ ثمّ قال: هي خرتان والذّيّال والطّارق والكتفان وقابس ووثّاب وعمودان والفليق والمصبح والضروع وذا الفرع قال: يقول بستانيٌّ: واللّه إنّها أسماؤها. قال: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا رآها يوسف - عليه السّلام- قصّها على أبيه يعقوب، فقال له أبوه: هذا أمرٌ متشتّتٌ. فجمعه اللّه من بعد. قال: والشّمس أبوه، والقمر أمّه".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ منقطعٌ، عبد الرّحمن بن سابطٍ لم يسمع من جابرٍ. والحكم بن ظهير ضعيف، ضعفه يحيى بن معينٍ وأبو حاتمٍ وأبو زرعة والبخاريّ وأبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ وأبو أحمد الحاكم وابن عدي والسعدي. وقال ابن حبان: كان يروي عن الثّقات الموضوعات، وكان يشتم الصّحابة.
- ورواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في كتابه المستدرك: فقال: ثنا محمد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن محمّد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ به ... فذكره.
وقال فيه: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه. وليس كما زعم.
وروى الحاكم من حديث سلمان موقوفًا قال: "كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون عامًا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/223-224]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا زكريّا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ، ومحمّد بن حاتمٍ المؤدّب، والمعلّى بن مهديٍّ، ونسخته من كتاب زكريّا وهو لفظه، قالوا: أنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ رضي الله عنه قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من اليهود، يقال له (نسابي) (اليهوديّ)، فقال: يا محمّد أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف ساجدةً له في أفق السّماء، ما اسمها؟ فلم يجبه نبي الله صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ بشيءٍ، فأتاه جبريل (عليه السّلام)، فأخبره فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى (نسابي) اليهوديّ، فقال له: أتسلم إن أنبأتك بأسمائها؟ ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم هي: (خربان)، والذّيّال، والطّارق، واللسان، وقايس، ووثّاب، وعمودان، والفيلق، والمصبّح، والصّروح، وذو الفرع، قال: يقول: (نسابي) واللّه إنّها أسماؤها، قال وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا رآها يوسف (عليه الصلاة والسلام) قصّها على أبيه، فقال له أبوه هذا أمرٌ مشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد، قال: والشّمس أبوه والقمر أمّه.
أخرجه الحاكم من طريقٍ أخرى، عن السّدّيّ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/741]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 4.
أخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام). [الدر المنثور: 8/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إني رأيت أحد عشر كوكبا} قال رؤيا الأنبياء وحي). [الدر المنثور: 8/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبزار وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والعقيلي، وابن حبان في الضعفاء وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء بستاني يهودي إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام ساجدة له ما أسماؤها فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشيء، فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بأسمائها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البستاني اليهودي فقال: هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها قال: نعم، قال: حرثان والطارق والذيال وذو الكفتان وقابس ودثان وهودان والفيلق والمصبح والضروح والفريخ والضياء والنور رآها في أفق السماء ساجدة له فلما قص يوسف على يعقوب قال: هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد فقال اليهودي: أي والله إنها لأسماؤها). [الدر المنثور: 8/182-183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أحد عشر كوكبا} قال: إخوته، والشمس: قال أمه والقمر: قال أبوه ولأمه راحيل ثلث الحسن). [الدر المنثور: 8/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أحد عشر كوكبا والشمس والقمر} قال: الكواكب أخوته والشمس والقمر أبواه). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنهفي قوله {إني رأيت أحد عشر كوكبا} الآية، قال: رأى أباه وإخوته سجودا له). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: قال إخوته - وكانوا أنبياء - ما رضي أن يسجد له إخوته حتى سجد له أبواه حين بلغهم). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن منبه عن أبيه قال: كانت رؤيا يوسف عليه السلام ليلة القدر). [الدر المنثور: 8/184]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي قال لا تقصص رؤياك على امرأتك ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس وقال صلى النبي الصبح ثم انفتل إليهم فقال من رأى منكم رؤيا صالحة فليحدثنا بها). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ}.
يقول جلّ ذكره {قال} يعقوب لابنه يوسف: {يا بنيّ لا تقصص رؤياك} هذه {على إخوتك} فيحسدوك {فيكيدوا لك كيدًا} يقول: فيبغوك الغوائل، ويناصبوك العداوة، ويطيعوا فيك الشّيطان. {إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ} يقول: إنّ الشّيطان لآدم وبنيه عدوٌّ، وقد أبان لهم عداوته وأظهرها. يقول: فاحذر الشّيطان أن يغري إخوتك بك بالحسد منهم لك إن أنت قصصت عليهم رؤياك. وإنّما قال يعقوب ذلك له، لأنّه قد كان تبيّن له من إخوته قبل ذلك حسده. كما؛
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: نزل يعقوب الشّام، فكان همّه يوسف وأخاه، فحسده إخوته لمّا رأوا حبّ أبيه له، ورأى يوسف في المنام كأنّ أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رآهم له ساجدين، فحدّث بها أباه فقال: {يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا...} الآية.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول اللاّم في قوله: {فيكيدوا لك كيدًا}.
فقال بعض نحويّي البصرة: معناه: فيتّخذوا لك كيدًا، وليست مثل: {إن كنتم للرّؤيا تعبرون} تلك أراد أن يوصل الفعل إليها باللاّم كما يوصل بالباء، كما تقول: قدّمت له طعامًا، تريد قدّمت إليه. وقال: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ}، ومثله قوله: {قل اللّه يهدي للحقّ} قال: وإن شئت كان: فيكيدوا لك كيدًا، في معنى: فيكيدوك، وتجعل اللاّم مثل: {لربّهم يرهبون} وقد قال لربّهم يرهبون إنّما هو بمكان: ربّهم يرهبون.
وقال بعضهم: أدخلت اللاّم في ذلك، كما تدخل في قولهم: حمدت لك وشكرت لك، وحمدتك وشكرتك، وقال: هذه لامٌ جليها الفعل، فكذلك قوله: {فيكيدوا لك كيدًا} تقول: فيكيدوك، ويكيدوا لك فيقصدوك، ويقصدوا لك، قال: وكيدًا: توكيدٌ). [جامع البيان: 13/13-15]

قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ (5)
قوله تعالى: قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: فكان الغلامان يوسف وبنيامين في حجر يعقوب، أحبّهما وعطف عليهما ليتمهما من أمّهما، وكان أحبّ الخلق إليه يوسف، فلمّا قدموا نحو الشّام قال يعقوب لرعاته وغلمانه: إن أتاكم أحدٌ يسألكم: من أنتم فقولوا: نحن ليعقوب عبد عيصا فلقيهم عيصا فقال: من أنتم؟ فقالوا نحن ليعقوب عبد عيصا، قال: فكفّ، عن يعقوب، فذلك حين قال: وإذ غلبتني على الدّعوة فلا تغلبني على القبر، فنزل يعقوب الشّام فكان ليس له همٌّ إلا يوسف وأخوه فحسده إخوته ممّا رأوا، من حبّ أبيه له ورأى يوسف في النّوم رؤيا أنّ: أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فحدّث أباه بها فقال له يعقوب يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا فبلغ إخوة يوسف الرّؤيا فحسدوه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: يقول اللّه عزّ وجلّ في كتابه، لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يذكر له خبر يوسف وإخوته: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا الآية، فعرف يعقوب تأويلها، وخشي عليه بغي إخوته فيما عرف من التّأويل أنّ الشّمس والقمر والأحد عشر كوكبًا أبوه وأمّه وإخوته، فقال: يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ قال: عادوه، فإنّه يحقّ على كلّ مسلمٍ عداوته، وعداوته، أن تعاديه بطاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2102-2103]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق}
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الصّمد، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم»). [صحيح البخاري: 6/76]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب الآية)
ذكر فيه حديث بن عمر الكريم بن الكريم الحديث وأخرج الحاكم مثله من حديث أبي هريرة وهو دالٌّ على فضيلةٍ خاصّةٍ وقعت ليوسف عليه السّلام لم يشركه فيها أحدٌ ومعنى قوله أكرم النّاس أي من جهة النّسب ولا يلزم من ذلك أن يكون أفضل من غيره مطلقًا وقوله في أوّل الإسناد حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ هو الجعفيّ شيخه المشهور ووقع في أطراف خلفٍ هنا وقال عبد اللّه بن محمّدٍ والأول أولى). [فتح الباري: 8/361]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} (يوسف: 6)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ويتم نعمته عليك} الآية. وليس في بعض النّسخ لفظ: باب قوله: (ويتم نعمته) أي: ويتم الله نعمته عليك، والخطاب ليوسف، عليه السّلام، وإتمام النّعمة بالنّبوّة، وقيل: بإعلاء الكلمة، وقيل: بأن أحوج إليك إخوتك قوله: (وعلى آل يعقوب) هم ولده، وقيل: هو وامرأته وأولاده الأحد عشر، وإتمام النّعمة: الجمع بين نعمة الدّنيا وهي الملك ونعمة الآخرة. قوله: (كما أتمها) أي: النّعمة فنعمته على إبراهيم أن أنجاه من النّار، وعلى إسحاق أن أنجاه من الذّبح.
- حدّثني عبد الله بن محمّدٍ حدّثنا عبد الصّمّد عن عبد الرّحمان بن عبد الله بن دينارٍ عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
مطابقته للتّرجمة من حيث أن المذكور فيهما هؤلاء الأنبياء الأربعة عليهم السّلام. قوله: (حدثني) ، ويروى: حدثنا بنون الجمع، ووقع في أطراف خلف. قال عبد الله بن محمّد. وبالتحديث أكثر، وعبد الله بن محمّد هو الجعفيّ البخاريّ المعروف بالمسندي، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، والحدث مضى في كتاب الأنبياء في باب قوله الله عز وجل: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} (يوسف: 7) ). [عمدة القاري: 18/303-304]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} [يوسف: 6]
(باب قوله) جل وعلا خطابًا ليوسف عليه الصلاة والسلام ({ويتم نعمته عليك}) بالنبوّة أو بسعادة الدارين ({وعلى آل يعقوب}) سائر بنيه بالنبوّة وكرر على ليمكن العطف على الضمير المجرور ({كما أتمها على أبويك}) جدك وجد أبيك بالرسالة ({من قبل}) أي من قبلك ({إبراهيم وإسحاق}) [يوسف: 6] بدل من أبويك أو عطف بيان وقيل إتمام النعمة على إبراهيم بالخلة وعلى إسحاق لإخراج يعقوب والأسباط من صلبه وسقط لأبي ذر إبراهيم إسحاق وقال بعد قوله من قبل الآية.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الصّمد، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
وبه قال: (قال: حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدّثني (عبد الله بن محمد) المسندي وفي الفرع كأصله، وقال حدّثنا عبد الله بن محمد بواو العطف قبل قال وعند خلف في الأطراف كما نبه
عليه في الفتح، وقال عبد الله قال الحافظ ابن حجر: والأوّل أولى أي لأن الثاني يقتضي المذاكرة لا التحديث قال: (حدّثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث التنوري (عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه) عبد الله (عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب (-رضي الله عنهما- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف) رفع خبر المبتدأ وهو قوله الكريم (ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم). وقد جمع يوسف عليه الصلاة والسلام مكارم الأخلاق مع شرف النبوّة وكونه ابنًا لثلاثة أنبياء، وقد وقع قوله الكريم ابن الكريم الخ موزونًا مقفى وهو لا ينافي قوله تعالى: {وما علمناه الشعر} [يس: 69] إذ لم يقع هذا منه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قصدًا وسقط باب قوله لغير أبي ذر وسقط له إبراهيم إسحاق وقال بعد قوله من قبل الآية.
وسبق الحديث عند المؤلّف في باب الأنبياء). [إرشاد الساري: 7/176-177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل يعقوب لابنه يوسف لمّا قصّ عليه رؤياه: {وكذلك يجتبيك ربّك} وهكذا يجتبيك ربّك. يقول: كما أراك ربّك الكواكب والشّمس والقمر لك سجودًا، فكذلك يصطفيك ربّك. كما؛
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو العنقزيّ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة، {وكذلك يجتبيك ربّك} قال: يصطفيك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث} فاجتباه واصطفاه وعلّمه من عبر الأحاديث، وهو تأويل الأحاديث
وقوله: {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} يقول: ويعلّمك ربّك من علم ما يؤوّل إليه أحاديث النّاس عمّا يرونه في منامهم، وذلك تعبير الرّؤيا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرّؤيا
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} قال: تأويل الكلام: العلم والحلم، وكان يوسف أعبر النّاس. وقرأ: {ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكمًا وعلمًا}
وقوله: {ويتمّ نعمته عليك} باجتبائه إيّاك واختياره وتعليمه إيّاك تأويل الأحاديث. {وعلى آل يعقوب} يقول: وعلى أهل دين يعقوب وملّته من ذرّيّته وغيرهم. {كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} باتّخاذه هذا خليلاً، وتنجيته من النّار، وفدية هذا بذبحٍ عظيمٍ. كالّذي؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن عكرمة، في قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} قال: فنعمته على إبراهيم أن نجّاه من النّار، وعلى إسحاق أن نجّاه من الذّبح
وقوله: {إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ} يقول: {إنّ ربّك عليمٌ} بمواضع الفضل، ومن هو أهلٌ للاجتباء والنّعمة، {حكيمٌ} في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 13/15-16]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ (6)
قوله تعالى: وكذلك
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قوله: وكذلك يعني: هكذا.
قوله تعالى: يجتبيك ربّك
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكذلك يجتبيك ربّك قال: يصطفيك بتأويل الأحاديث. قال أبو محمّدٍ: ليس عند أبي الجماهر.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة: اجتباه: اصطفاه.
قوله تعالى: ويعلّمك من تأويل الأحاديث
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: من تأويل الأحاديث قال: عبارة الرّؤيا.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيبٌ، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: ويعلّمك من تأويل الأحاديث ففعل وعلّمه من عبر الأحاديث، وهي: تأويل الأحاديث.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ، فيما كتب إليّ، أنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله تعالى: ويعلّمك من تأويل الأحاديث قال: تأويل الكلام: العلم والحكم، وكان يوسف أعبر النّاس، وقرأ: ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكما وعلما.
قوله تعالى: ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا حمّادٌ، عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ويتمّ نعمته عليك قال: من تمام النّعمة، دخول الجنّة أنّ اللّه لم يتمّ على أحدٍ نعمه فيدخله النّار.
قوله تعالى: كمآ أتمهّا على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق، قوله: عليمٌ أي: عليمٌ بما تخفون.
- حدّثنا عصام بن رواد، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: حكيمٌ قال: حكيمٌ في أمره.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق، قوله: حكيمٌ، في عذره وحجّته إلى عباده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2103-2104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 6.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما {وكذلك يجتبيك ربك} قال يصطفيك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويعلمك من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا). [الدر المنثور: 8/184-185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ويعلمك من تأويل الأحاديث} قال: تأويل العلم والحلم، قال: وكان يومئذ أعبر الناس). [الدر المنثور: 8/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} قال: فنعمته على إبراهيم نجاه من النار وعلى إسحاق أن نجاه من الذبح). [الدر المنثور: 8/185]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:58 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الر تلك آيات الكتاب المبين}
المعنى هذه الآيات، تلك الآيات. " المبين " الذي وعدتم به في التوراة كما قال: {الم ذلك الكتاب} ). [معاني القرآن: 3/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه: {آلر}
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس أنا الله أرى
وقد تقدم شرح هذه الحروف
وقوله جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين}
أي هذه تلك الآيات والتي كنتم توعدون بها في التوراة). [معاني القرآن: 3/395]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه قرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون}
هذه الهاء تصلح لشيئين، أحدهما أن تكون للكتاب، المعنى إنا أنزلنا الكتاب قرآنا عربيا.
ومعنى {قرآنا} مجموع، ويجوز: أن يكون {إنا أنزلناه} أي أنزلنا خبر يوسف وقصته.
ويروى أن علماء اليهود قالوا. لكبراء المشركين: سلوا محمدا لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر، وعن قصة يوسف فقال اللّه عزّ وجلّ:{إنّا أنزلناه قرآنا عربيّا} ودليل هذا القول قوله - عزّ وجلّ -: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسّائلين}. [معاني القرآن: 3/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنا أنزلناه قرءانا عربيا}
يجوز أن يكون المعنى إنا أنزلنا القرآن عربيا ويجوز أن يكون المعنى إنا أنزلنا خبر يوسف وهذا أشبه بالمعنى لأنه يروى أن اليهود قالوا سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر وعن خبر يوسف فأنزل الله جل وعز هذا بمكة موافقا لما في التوراة وفيه زيادة ليست عندهم فكأن هذا النبي إذ أخبرهم ولم يقرأ كتابا قط ولا هو في موضع كتاب بمنزلة إحياء عيسى عليه السلام الميت). [معاني القرآن: 3/396-395]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قول الله عزّ وجلّ: {بما أوحينا إليك هذا القرآن...}
{هذا القرآن} منصوب بوقوع الفعل عليه. كأنك قلت: بوحينا إليك هذا القرآن. ولو خفضت (هذا) و(القرآن) كان صواباً: تجعل (هذا) مكروراً على (ما) تقول: مررت بما عندك متاعك تجعل المتاع مردوداً على (ما) ومثله في النحل: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب} و(الكذب) على ذلك.
وقوله: {يا أبت} لا تقف عليها بالهاء وأنت خافض لها في الوصل؛ لأن تلك الخفضة تدلّ على الإضافة إلى المتكلّم. ولو قرأ قارئ (يا أبت) لجاز (وكان الوقف على الهاء جائزاً). ولم يقرأ به أحد نعلمه. ولو قيل: (يا أبت) لجاز الوقوف عليها (بالهاء) من جهة، ولم يجز من أخرى. فأمّا جواز الوقوف على الهاء فأن تجعل الفتحة فيها من النداء ولا تنوي أن تصلها بألف الندبة فكأنه كقول الشاعر:
* كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب *
وأمّا الوجه الذي لا يجوز الوقف على الهاء فأن تنوي: يا أبتاه ثم تحذف الهاء والألف؛ لأنها في النّيّة متّصلة بالألف كاتّصالها في الخفض بالياء من المتكلّم). [معاني القرآن: 2/32-31]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}
وقال: {بما أوحينا إليك} يقول {نقصّ عليك} بوحينا {إليك هذا القرآن} وجعل (ما) اسما للفعل وجعل (أوحينا) صلة). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَإهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} ).[تأويل مشكل القرآن: 294-293] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}
أي نبين لك أحسن البيان والقاصّ الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.
{بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بوحينا إليك هذا القرآن.
القراءة نصب القرآن ويجوز الجر والرفع جميعا.
ولا أعلم أحدا قرأ بهما.
فأمّا الجر فعلى البدل من قوله: {بما أوحينا إليك} فيكون المعنى نحن نقص عليك أحسن القصص بهذا القرآن، ولا تقرأنّ بها.
والرفع على ترجمة ما أوحينا إليك، كأن قائلا قال: ما هو؟ وما هذا فقيل هذا القرآن، ولا تقرأنّ بها أيضا.
{وإن كنت من قبله لمن الغافلين} أي من الغافلين عن قصة يوسف وإخوته، لأنه عليه السلام إنما علم ذلك بالوحي). [معاني القرآن: 3/88-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {نحن نقص عليك أحسن القصص} أي نبين لك والقاص الذي يأتي بالقصة على حقيقتها
ثم قال جل وعز: {بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بوحينا
ثم قال وإن كنت من قبله لمن الغافلين
أي لمن الغافلين عن قصة يوسف لأنه لم يقرأ كتابا قبل ذلك وإنما علمها بالوحي). [معاني القرآن: 3/397-396]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وأمّا قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكباً...}
فإن العرب تجعل العدد بين أحد عشر إلى تسعة عشر منصوباً في خفضه ورفعه. وذلك أنهم جعلوا اسمين معروفين واحداً، فلم يضيفوا الأوّل إلى الثاني فيخرج من معنى العدد.
ولم يرفعوا آخره فيكون بمنزلة بعلبكّ إذا رفعوا آخرها. واستجازوا أن يضيفوا (بعل) إلى (بكّ) لأن هذا لا يعرف فيه الانفصال من ذا، والخمسة تنفرد من العشرة والعشرة من الخمسة، فجعلوها بإعراب واحد؛ لأن معناهما في الأصل هذه عشرة وخمسة، فلمّا عدلا عن جهتهما أعطيا إعراباً واحداً في الصرف كما كان إعرابهما واحداً قبل أن يصرفا.
فأمّا نصب كوكب فإنه خرج مفسّراً للنوع من كل عدد ليعرف ما أخبرت عنه. وهو في الكلام بمنزلة قولك: عندي كذا وكذا درهماً. خرج الدرهم مفسراً لكذا وكذا؛ لأنها واقعة على كلّ شيء. فإذا أدخلت في أحد عشر الألف واللام أدخلتهما في أوّلها فقلت: ما فعلت الخمسة عشر. ويجوز ما فعلت الخمسة العشر، فأدخلت عليهما الألف واللام مرّتين لتوهّمهم انفصال ذا من ذا في حال. فإن قلت: الخمسة العشر لم يجز لأن الأوّل غير الثاني؛ ألا ترى أن قولهم: ما فعلت الخمسة الأثواب لمن أجازه تجد الخمسة هي الأثواب ولا تجد العشر الخمسة. فلذلك لم تصلح إضافته بألف ولام. وإن شئت أدخلت الألف واللام أيضاً في الدرهم الذي يخرج مفسراً فتقول: ما فعلت الخمسة العشر الدرهم؟.
وإذا أضفت الخمسة العشر إلى نفسك رفعت الخمسة. فتقول: ما فعلت الخمسة عشري؟: ورأيت خمسة عشري، (ومررت بخمسة عشري) وإنما عرّبت الخمسة لإضافتك العشر، فلمّا أضيف العشر إلى الياء منك لم يسقم للخمسة أن تضاف إليها وبينهما عشر فأضيفت إلى عشر لتصير اسماً، كما صار ما بعدها بالإضافة اسماً. سمعتها من أبي فقعس الأسديّ وأبي الهيثم العقيليّ: ما فعلت خمسة عشرك؟ ولذلك لا يصلح للمفسر أن يصحبهما؛ لأن إعرابيهما قد اختلفا. ب: اختلف، وإنما يخرج الدرهم والكوكب مفسراً لهما جميعاً كما يخرج الدرهم من عشرين مفسراً لكلّها. فإذا أضفت العشرين دخلت في الأسماء وبطل عنها التفسير. فخطأ أن تقول: ما فعلت عشروك درهماً، أو خمسة عشرك درهماً.
ومثله أنك تقول: مررت بضارب زيداً. فإذا أضفت الضارب إلى غير زيد لم يصلح أن يقع على زيد أبداً.
ولو نويت بخمسة عشر أن تضيف الخمسة إلى عشر في شعر لجاز، فقلت: ما رأيت خمسة عشرٍ قطّ خيراً منها، لأنك نويت الأسماء ولم تنو العدد. ولا يجوز للمفسّر أن يدخل ها هنا كما لم يجز في الإضافة؛
أنشدني العكليّ أبو ثروان:
كلّف من عنائه وشقوته=بنت ثماني عشرةٍ من حجتّه
ومن القرّاء من يسكّن العين من عشر في هذا النوع كلّه، إلاّ اثنا عشر. وذلك أنهم استثقلوا كثرة الحركات، ووجدوا الألف في (اثنا) والياء في (اثني) ساكنة فكرهوا تسكين العين وإلى جنبها ساكن (ولا يجوز تسكين العين في مؤنّث العدد لأن الشين من عشرة يسكن فلا يستقيم تسكين العين والشين معاً).
وأمّا قوله: {رأيتهم لي ساجدين} فإن هذه النون والواو إنما تكونان في جمع ذكران الجنّ والإنس وما أشبههم. فيقال: الناس ساجدون، والملائكة والجنّ ساجدون: فإذا عدوت هذا
صار المؤنّث المذكّر إلى التأنيث. فيقال: الكباش قد ذبّحن وذبّحت ومذبّحات. ولا يجوز مذبّحون. وإنما جاز في الشمس والقمر والكواكب بالنون والياء لأنهم وصفوا بأفاعيل الآدميين (ألا ترى أن السجود والركوع لا يكون إلاّ من الآدميين فأخرج فعلهم على فعال الآدميّين) ومثله {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} فكأنهم خاطبوا رجالا إذا كلّمتهم وكلّموها.
وكذلك {يأيّها النّمل ادخلوا مساكنكم} فما أتاك مواقعاً لفعل الآدميين من غيرهم أجريته على هذا.
[قوله] (يا بنيّ) و(يا بنيّ) لغتان، كقولك: يا أبت ويا أبت لأن من نصب أراد النّدبة: يا أبتاه فحذفها.
وإذا تركت الهمزة من (الرؤيا) قالوا: الرّويا طلبا للهمزة. وإذا كان من شأنهم تحويل الهمزة: قالوا: لا تقصص ريّاك في الكلام، فأمّا في القرآن فلا يجوز لمخالفة الكتاب.
أنشدني أبو الجرّاح:

لعرض من الأعراض يمسي حمامه =ويضحى على أفنانه العين يهتف
أحبّ إلى قلبي من الديك ريّة =وبابٍ إذا ما مال للغلق يصرف
أراد: رؤية، فلمّا ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء مشدّدة، كما يقال: لويته ليّا وكويته كيّا والأصل كويا ولويا. وإن أشرت إلى الضمّة قلت: ريّا فرفعت الراء فجائز.
وتكون هذه الضمّة مثل قوله (وحيل) (وسيق) وزعم الكسائيّ أنه سمع أعرابيّاً يقول {إن كنتم للرّيّا تعبرون} ). [معاني القرآن: 2/36-32]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}
وقال: {إنّي رأيت أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} فكرر الفعل وقد يستغني بأحدهما. وهذا على لغة الذين قالوا "ضربت زيداً ضربته" وهو توكيد مثل
{فسجد الملائكة كلّهم أجمعون} وقال بعضهم (أحد عشر) واسكن العين وكذلك {تسعة عشر} إلى العشرين لما طال الاسم وكثرت متحركاته اسكنوا. ولم يسكنوا في قولهم "اثني عشر" و"اثنتا عشرة" للحرف الساكن الذي قبل العين وحركة العين في هذا كله هو الأصل.
وأمّا قوله: {رأيتهم لي ساجدين} فإنه لما جعلهم كمن يعقل في السجود والطواعية جعلهم كالإنس في تذكيرهم إذا جمعهم كما قال: {علّمنا منطق الطّير}.
وقال الشاعر:
صدّها منطق الدّجاج عن القصد = وضرب الناقوس فاجتنبا
وقال: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم} إذا تكلمت نملة فصارت كمن يعقل وقال: {في فلكٍ يسبحون} لما جعلهم يطيعون شبههم بالإنس مثل ذلك {قالتا أتينا طائعين} على هذا القياس إلا أنه ذكر وليس مذكرا كما يذكر بعض المؤنث. وقال قوم: إنما قال: {طائعين} لأنهما أتتا وما فيهما فتوهم بعضهم "مذكّرا" أو يكون كما قال: {وسأل القرية} وهو يريد أهلها. وكما تقول "صلى المسجد" وأنت تريد أهل المسجد إلاّ أنّك تحمل الفعل على الآخر، كما قالوا: "اجتمعت أهل اليمامة" وقال: {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ} لأن الجماعة من غير الإنس مؤنثة. وقال بعضهم "للّذي خلق الآيات" ولا أراه قال ذلك إلا لجهله بالعربية.
قال الشاعر:
إذ أشرف الديك يدعوا بعض أسرته = إلى الصياح وهم قومٌ معازيلٌ
فجعل "الدجاج" قوما في جواز اللغة.
وقال الآخر وهو يغني الذيب:
وأنت امرؤٌ تعدو على كلّ غرّةٍ = فتخطئ فيها مرّةً وتصيب
وقال الآخر:
فصبّحت والطّير لم تكلّم = جابيةً طمّت بسيلٍ مفعم).
). [معاني القرآن: 2/49-48]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وسائر القراء {يا أبت إني رأيت} بكسر التاء في كل القرآن؛ وقد فسرنا ذلك في ياءات الإضافة.
وقراءة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأبي جعفر {يا أبت إني رأيت} بفتح التاء يكون على شيئين:
أحدهما على قول بعض العرب: يا بني لا تفعل؛ وعلى إنشاد بعضهم بيت الطرماح:
يا دار أقوت بعد أصرامها = عاما وما يعنيك من عامها
إن شئت قلت: حذف التنوين من "يا دارا"، وترك الفتحة على حالها.
وإن شئت قلت: يا داره، ويا أبتاه، ثم وصل فحذف الألف مع الهاء.
وقد يكون {يا أبت لا} خاصة، ما قال يونس وأنشدناه:
وكادت فزارة تشقى بنا = فأولى فزارة أولى فزارا
زعم أنه يناديها يريد: فأوى يا فزارة ففتح الهاء؛ كأنه توهم الكلمة مرخمة بغير هاء؛ وإذا رخمت بغير هاء ألزمها الانفتاح؛ لأن ما قبل هاء التأنيث منفتح.
وكذلك قول النابغة:
[معاني القرآن لقطرب: 725]
كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطيء الكواكب
بالفتح أيضًا.
وإن شئت قلت: لما دخلت الهاء على الاسم بعد تمامه طال الاسم فرده إلى النصب؛ لأن أصل النداء النصب؛ فقالوا في {يا أبت} بغير هاء: يا أب لا تفعل؛ وهي الجيدة في القياس؛ مثل: يا غلام لا تفعل؛ وبعض العرب يقول: يا أب لا تفعل؛ يصير مثل: "يا دار أقوت".
وإن شئت قلت رخم "يا أبه"، فحذف الهاء وأبقى الباء على انفتاحها؛ وذلك ضعيف؛ لأن المعنى الإضافة.
وقد قالوا أيضًا: يا أباه، مثل: يا غلاماه، وقالوا أيضًا في الأم، زعم يونس: يا أم لا تفعلي، ويا أم لا تفعلي، ويا أماه لا تفعلي؛ و"يا أباه" مقولة مثلها.
وبعض العرب يقول: يا أمة لا تفعلي، مثل: يا أبت لا تفعل.
قال أبو علي: ولم يعرفها يونس بكسر التاء؛ ويا أمتاه مثل يا أبتاه.
وبعض العرب يقول: يا طلحة الظريفة؛ قال ذلك يونس؛ وبعضهم يقول: يا محمد العاقل؛ وقالوا أيضًا: يا زيد العاقل، ويا رب لا تؤاخذنا؛ يريد: يا رباه، ويا زيداه.
قال أبو علي: ومما يقرب دخول الهاء في يا أبة، قول أبي النجم:
يا بجل قومي إلى أمكي واغتمضي = إن المصابات قد أنسينني الطربا
يريد: يا أميك: أبويك، فأدخل الأب مع الأم، كما أنثه [لم يذكره محمد].
قراءة نافع وهي قراءة العامة {أحد عشر كوكبا} بنصب العين). [معاني القرآن لقطرب: 726]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقراءة أبي جعفر {أحد عشر} بإسكان العين ويثقل {اثنا عشر} وذلك لأن الألف والياء في التثنية ساكنان ولا يجتمع ساكنان؛ وهذا الإسكان لغة: هذه أحد عشر؛ بإسكان العين، إلى العشرين، إلا إحدى عشرة واثنتي عشرة متحرك؛ لسكون ما قبله.
[معاني القرآن لقطرب: 726]
وقد حكى بعضهم: "أحد أعشر" بألف أدخلها في: أحد وأعشر، وإسكان العين؛ وهذه مرغب عنها؛ وهذا مفتوح كله أحد عشر إلى العشرين؛ لأنهما شيئان ضم أحدهما إلى الآخر، فثقل التنوين فيهما فحذف وألزما الفتح؛ لأن المعنى واحد وعشرة، واثنان وعشرة؛ وليس مثل حضرموت، وبعلبك؛ لأن حضرموت "وأن المعنى فيها" وإن كانا شيئين ضم أحدهما إلى الآخر فهما واحد في المعنى فجرى عليهما الإعراب لهذا التمكن). [معاني القرآن لقطرب: 727]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله عز وجل {رأيتهم لي ساجدين} لغير الآدميين، والواو والنون إنما تكثر للآدميين، ومثله {بل فعله كبيرهم هذا فسلوهم إن كانوا ينطقون} وإنما يريد الأصنام؛ فإنه لما وصفهم بالسجود وبأن يسألوا صاروا كأنهم يقربون من الآدميين.
وكقوله {قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} فقال {ادخلوا} ولم يقل: أدخلن؛ لما صيرها ممن يوصف بعقل وبنطق؛ وقد قالت ذلك الشعراء، وسمع في كلامهم.
قال النابغة الجعدي:
سريت بهم والديك يدعو صباحه = إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا
يريد: بنات نعش.
وقال عبدة بن الطبيب:
إذ أشرف الديك يدو بعض أسرته = إلى الصباح وهم قوم معازيل
قال أبو علي: سمعناه من الثقة، يريد: الديكة.
وقال أيضًا: وأنشدنا عن يونس بن حبيب:
وأنت امرؤ تغدو على كل غرة = فتخطئ فيها مرة وتصيب
يريد: الذئب بقوله "امرؤ" فصيرة لغير الآدميين.
[معاني القرآن لقطرب: 753]
وقال الآخر:
فأصبحت المذاهب قد أذاعت = بها الأرواح بعد الوابلينا
فجمع الوابل من المطر بالواو؛ وهم يقولون في كلامهم: أصابنا وابلون، في جمع وابل من المطر.
وقالوا فيما زعم يونس: حرة من الأرض، وحرون؛ وقالوا: إوزة وإوزون؛ فهذا أشد لأن هاء التأنيث فيها؛ وقال يونس: الخيل ينطلقون، وما ليس بآدمي؛ أجاز ذلك فيه أن يجمع بالواو والنون؛ وقالوا: ابن لبون وبنو لبون للجميع؛ وحكي لنا: أيضًا مضت شوالون في جمع شوال.
وقال الراعي أيضًا:
صلى على عزة الرحمة وابنتها = ليلى وصلى على جاراتها الأخر
هم الحرائر لا ربات أحمرة = سود المحاجر لا يقرأن بالسور
فقال: هم؛ والمعنى هن الحرائر؛ فكأنه قال: من ذكرت الحرائر، وحمل على هذا، كما قالوا: هو أجمل الرجلين وأحسنه، وهي أعقل القوم وأظرفه؛ كأنه قال: وأظرف من ذكرت.
قال أبو علي أنشدنا من نثق به هذا البيت وأظنه جاهليًا -:
شر يوميها وأشقاه لها = ركبت عنز بحدج جملا
يريد: وأشقاهما؛ لأنه ذكر يومين.
وقال الآخر:
[معاني القرآن لقطرب: 754]
كفى بالمشرفية واعظينا.
ولم يقل: واعظة، ولا واعظات.
ومثله قول لبيد:
فهل نبئت عن أخوين داما = على الأحداث إلا ابني شمام
وإلا الفرقدان وآل نعش = خوالد ما تحدث بانهرام
فقال: وآل نعش؛ وإنما يريد: بنات نعش، كما تقول: آل فلان). [معاني القرآن لقطرب: 755]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}
يجوز أن يكون موضع " إذ " نصبا.
المعنى نقصّ عليك إذ قال يوسف لأبيه ويجوز أن يكون على معنى اذكر إذ قال يوسف لأبيه.
{يا أبت إنّي}.
في قوله: {يا أبت إنّي} قراءتان: (يا أبت إنّي)، (يا أبت إنّي) – بالخفض والنصب. وأجاز بعض أهل العربية يا أبة إنّي.
فمن قرأ (يا أبت إنّي) - بكسر التاء - فعلى الإضافة إلى نفسه وحذف الياء، لأن ياء الإضافة تحذف في النداء، وقد ذكر ذلك فيما سلف من الكتاب، وأما إدخال التأنيث في الأب فإنما دخلت في النداء خاصة، والمذكر قد سمّي باسم لمؤنث فيه علامة التأنيث، ويوصف بما فيه هاء التأنيث.
فأما المذكر الذي يسمى بمؤنث فقولهم عين ونفس يراد به الرجل.
وأما الصّفة فقولهم غلام يفعة، ورجل ربعة.
والتاء كثرت ولزمت في الأب عوضا من تاء الإضافة.
والوقف عليها يا أبه وإن كانت في المصحف بالتاء.
وزعم الفراء أنك إذا كسرت وقفت بالتاء لا غير، وإذا فتحت وقفت بالتاء والهاء، ولا فرق بين الكسر والفتح.
وزعم قطرب أن الفتح على جهات:
إحداها أنك أردت يا أبة ثم حذفت التنوين، وعلى يا أبتاه وعلى قولٍ قولُ الطرماح.
يا دار أقوت بعد أصرامها= عاما وما يبكيك من عامها
وهذا الذي قاله قطرب خطأ كله.
التنوين لا يحذف من المنادى المنصوب، لأن النصب إعراب المنادى، ولا يجوز معرب منصرف غير منون في حال النصب وأما قوله: يا دار أقوت، بنصب الدار - فلم يروه أحد من أصحابنا ولا أعرف له وجها.
أنشد سيبويه والخليل وجميع البصريين يا دار أقوت، بضم الراء.
وأما يا أبتاه، فالنّدبة ههنا - لا معنى لها.
ولكن الفتح يجوز على أنه أبدل من تاء الإضافة ألفا ثم حذف الألف وبقيت الفتحة، كما تحذف بالإضافة.
وأمّا " يا أبة إني " بالرفع فلا يجوز إلا على ضعف، لأن الهاء ههنا جعلت بدلا من ياء الإضافة.
{إني رأيت أحد عشر كوكبا}.
القراءة بفتح العين وفتح جميع الحروف في أحد عشر.
وقد روي بتسكين العين في القراءة: (أحد عشر كوكبا " قرأ بها بعض أهل المدينة وهي غير منكرة ما كان قبل العين حرف متحرك لكثرة الحركات في قوله أحد عشر فأمّا اثنا عشر فلا يجوز فيها. الإسكان في العين.
وقد رويت لغة أخرى وهي، أحد عشر وهذه الرواية في الرداءة وترك الاستعمال بمنزلة الحمد للّه، لا يلتفت إليها.
فأمّا التسكين في العين فقراءة صحيحة كثيرة ولكنّ سيبويه والخليل وجميع أصحابهم لا يجيزون إلا فتح العين، إلّا أن قطربا قد روى إسكان العين ورواه الفراء أيضا، وقد قرئ به.
فأمّا ما لا اختلاف فيه ففتح العين.
و{كوكبا} منصوب على التمييز.
{والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
فكرر رأيتهم توكيدا، المعنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين فكرر (رأيتهم) لما طال الكلام.
فأمّا قوله {ساجدين} فحقيقته فعل كلّ ما يعقل، وجمعه وجمع ضميره بالواو والنون في الرفع، والياء والنون في النصب والجر.
فإذا وصف غير الناس والملائكة بأنه يعبد ويتكلم فقد دخل في المميزين وصار الإخبار عنه كالإخبار عنهم.
فمن ذلك قوله: {قالت نملة يا أنها النمل ادخلوا مساكنكم}
وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
وقال: {وكل في فلك يسبحون}.
فالواو والنون دخلتا لما وصفنا من دخولهم في التمييز، والألف والتاء والنون لكل مؤنث ولكل موات لا يعقل غير المميزين، فإذا جعل اللّه عزّ وجل غير المميزة كالمميزة فكذلك تكون أفعالها والأنباء عنها). [معاني القرآن: 3/91-88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}
قال قتادة والضحاك وهذا لفظ قتادة الأحد عشر كوكبا إخوته والشمس والقمر أبوه وأمه
قال معمر وقال غير قتادة أبوه وخالته
وقال غيره أول لأحد عشر كوكبا أحد عشر رجلا يستضاء بهم كما يستضاء بالكواكب وأول القمر أباه وأول الشمس أمه أو خالته
وقال عبد الله بن شداد بن الهاد كان تفسير رؤيا يوسف بعد أربعين سنة وذلك منتهى الرؤيا). [معاني القرآن: 3/397]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مّبينٌ}
وقال: {فيكيدوا لك كيداً} أي: فيتخذوا لك كيدا. وليست مثل {إن كنتم للرّؤيا تعبرون}. أراد أن يوصل الفعل إليها باللام كما يوصل بـ"إلى" كما تقول: "قدّمت له طعاماً" تريد: "قدّمت إليه".
وقال: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ} ومثله {قل اللّه يهدي للحقّ} وإن شئت كان {فيكيدوا لك كيداً} في معنى "فيكيدوك" وتجعل اللام مثل {لربّهم يرهبون}
وقوله: {لربّهم يرهبون} إنّما هو: "لمكان ربّهم يرهبون"). [معاني القرآن: 2/50-49]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيكيدوا لك كيداً} أي يحتالوا لك ويغتالوك). [تفسير غريب القرآن: 212]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا} أي فيحتالوا عليك). [معاني القرآن: 3/398]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فيكيدوا لك كيدا} أي يحتالوا ويغتالوك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 111]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكذلك يجتبيك ربّك...}
جواب لقوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكباً} فقيل له: وهكذا يجتبيك ربّك. كذلك وهكذا سواء في المعنى. ومثله في الكلام أن يقول الرجل قد فعلت اليوم كذا وكذا من الخير فرأيت عاقبته محمودة، فيقول له القائل: هكذا السعادة، هكذا التوفيق و{كذلك} يصلح فيه. و{يجتبيك} يصطفيك). [معاني القرآن: 2/36]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكذلك يجتبيك ربّك} أي يختارك.
{وعلى آل يعقوب} أي على أهل يعقوب، والدليل على ذلك إنك إذا صغرت آل قلت أهيل، وعلى أهل ملته أيضاً). [مجاز القرآن: 1/302]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك [من قبل إبراهيم وإسحاق]} {من قبل ما فطرتم في يوسف}؛ أي ومن قبل فرطتم، ولم يضف إلى القبل، و"ما" هاهنا بمنزلتها في قوله {قليلا ما تشكرون} أي قليلاً تشكرون؛ وقد فسرنا علة انضمام "قبل" في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 755]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يجتبيك ربك}: يختارك). [غريب القرآن وتفسيره: 180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكذلك يجتبيك ربّك} أي يختارك.
{ويعلّمك من تأويل الأحاديث} أي من تفسير غامضها، وتفسير الرؤيا). [تفسير غريب القرآن: 212]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليم حكيم}
معناه يختارك ويصطفيك، وهو مشتق من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك، ومنه جبيت الماء في الحوض.
وموضع الكاف في قوله " كذلك "
نصب، المعنى ومثل ما رأيت تأويله، {يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث}
قيل يعلمك تأويل الرؤيا وقيل يعلمك تأويل أحاديث الأنبياء والأمم، يعني الكتب وكلاهما جائز - واللّه أعلم -.
{ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق}.
المعنى يتمها كما أتمها على أبويك، فقد فسّر له يعقوب الرؤيا.
والتأويل أنه لما قال له إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، فتأوّل الأحد عشر كوكبا أحد عشر نفسا لهم فضل وأنهم يستضاء بهم، لأنّ الكواكب لا شيء أضوأ منها وبها يهتدى.
قال اللّه جلّ وعزّ: {وبالنّجم هم يهتدون}.
فتأول الشمس والقمر أبويه. فالقمر الأب والشمس الأم والأخذ عشر كوكبا إخوته، فتأوّل له أنه يكون نبيّا، وأن إخوته يكونون أنبياء لأنه أعلمه أن اللّه يتمّ نعمته عليه وعلى إخوته كما أتمّها على أبويه إبراهيم وإسحاق، فإتمام النعمة عليهم أن يكونوا أنبياء إذ قال:{كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق}.
وقوله: {لا تقصص رؤياك على إخوتك}.
الرؤيا فيها أربع لغات " رؤيا بالهمز، ورويا بالواو بلا همز، وهاتان يقرأ بهما وريّاك بالإدغام، وريّاك بكسر الراء - ولا تقرأ بهاتين.
ويوسف فيه لغتان، يوسف بضم السّين ويوسف بكسر السّين وكذلك يونس، ويونس. وحكوا يونس بفتح النون، حكاها قطرب وهي شاذة). [معاني القرآن: 3/92-91]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وكذلك يجتبيك ربك}
أي يختارك وأصله من جبيت الشيء أي حصلته ومنه جبيت الماء في الحوض
ثم قال جل وعز: {ويعلمك من تأويل الأحاديث}
قال مجاهد أي تأويل الرؤيا
وقال غيره أي أخبار الأمم
ثم قال جل ذكره: {ويتم نعمته عليك}
فأخبره أنه يكون نبيا لأنه قال كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق). [معاني القرآن: 3/398]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يجتبيك} أي يختارك.
{تأويل الأحاديث} أي تفسير الرؤيا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 111]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَجْتَبِيكَ}: يختارك). [العمدة في غريب القرآن: 159]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:59 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) }

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وزعم الخليل رحمه الله أن: {السماء منفطر به} كقولك معضل للقطاة. وكقولك مرضع للتي بها الرضاع. وأما المنفطرة فيجئ على العمل كقولك منشقة وكقولك مرضعة للتي ترضع. وأما {كلٌ في فلكٍ يسيحون} و: {رأيتهم لي ساجدين} و: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} فزعم أنه بمنزلة ما يعقل ويسمع لما ذكرهم بالسجود وصار النمل بتلك المنزلة حين حدثت عنه كما تحدث عن الأناسي). [الكتاب: 2/47] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وربما كان الشمس والقمر: الأبوين؛ فإذا سقط أحدهما، أو ذهب نوره: هلك أحد الأبوين؛ قال الله عز وجل حكاية عن يوسف عليه السلام: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} وكانوا إخوته وأباه وخالته). [تعبير الرؤيا: 113]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما كان اسماً على فاعلٍ غير نعت معرفةً أو نكرةً
اعلم أن ما كان من ذلك لآدميين فغير ممتنع من الواو والنون. لو سميت رجلاً حاتماً أو عاصماً لقلت: حاتمون، وعاصمون. وإن شئت قلت: حواتم وعواصم؛ لأنه ليس بنعت فتريد أن تفصل بينه وبين مؤنثه، ولكنه اسم. فحكمه حكم الأسماء التي على أربعة أحرف.
وإن كان لغير الآدميين لم تلحقه الواو والنون. ولكنك تقول: قوادم في قادم الناقة، وتقول: سواعد في جمع ساعد. هكذا جميع هذا الباب.
فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل في غير الآدميين: {إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
فالجواب عن ذلك: أنه لما أخبر عنها بالسجود وليس من أفعالها وإنما هو من أفعال الآدميين أجراها مجراهم؛ لأن الآدميين إنما جمعوا بالواو والنون، لأن أفعالهم على ذلك. فإذا ذكر غيرهم بذلك الفعل صار في قياسهم؛ألا ترى أنك تقول: القوم ينطلقون، ولا تقول: الجمال يسيرون.
وكذلك قوله عز وجل: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون}. لما أخبر عنها أنها تفعل وإنما حقيقتها أن يفعل بها فتجري كانت كما ذكرت لك.
ومن ذلك قوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، إنما ذلك لدعواهم أنها فعالة، وأنها تعبد باستحقاق، وكذلك {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ومثله: {قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} لما جعلها مخاطبة ومخاطبة. وكل ما جاء من هذا فهذا قياسه). [المقتضب: 2/223-224]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقوله: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، والخيال لا يمشي على ساق، ولكنه لما قال: يسري، وقال محتفيًا: فوصفه بما يوصف به ذو الساق، قال: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، فجعله ممن له ساق، وكذلك قول الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}، وإنما تدخل هذه النون والياء في جمع ذكران الإنس والجن، وما أشبههم، فيقال: الجن والإنس والملائكة ساجدون، فإذا عدوت هذا، صار المؤنث والمذكر إلى التأنيث، فيقال: الغنم، والبقر مذبحة، ومذبحات، وقد ذبحن، ولا يجوز مذبحون.
قال الفراء: وإنما ذلك لأنها وصفت بأفاعيل الآدميين، وقال: ألا ترى أن الركوع والسجود لا يكون إلا من الآدميين، فأخرجت على أفعال الآدميين لما وصفت بصفتهم، ومثله {وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا}، وكأنهم خاطبوا رجالًا إذا كلمتهم وكلموها، ومثله {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}، وكل ما ورد عليك موافقًا لفعل الآدميين، وليس من الآدميين، فأجره على هذا، ويجوز أن يكون جعل الخيال ذا ساق، يذهب إلى معناه، يريد: صاحب الخيال. أحمد). [شرح المفضليات: 4]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:59 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:59 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 03:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}
تقدم القول في فواتح السور، و"الكتاب": القرآن، ووصفه بـ "المبين" قيل: من جهة أحكامه وحلاله وحرامه، وقيل: من جهة مواعظه وهداه ونوره، وقيل: من جهة بيان اللسان العربي وجودته إذ فيه ستة أحرف لم تجتمع في لسان، -روي هذا القول عن معاذ بن جبل- ويحتمل أن يكون مبينا لنبوة محمد بإعجازه والصواب أنه مبين بجميع هذه الوجوه). [المحرر الوجيز: 5/38]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله: "أنزلناه" للكتاب، والإنزال إما بمعنى
[المحرر الوجيز: 5/38]
الإثبات، وإما أن تتصف به التلاوة والعبارة، وقال الزجاج: الضمير في "أنزلناه" يراد به خبر يوسف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف.
وقوله: "لعلكم" يحتمل أن تتعلق بـ "أنزلناه"، أي: أنزلناه لعلكم، ويحتمل أن تتعلق بقوله: "عربيا"، أي: جعلناه عربيا لعلكم تعقلون إذ هو لسانكم، و"قرآنا" حال، و"عربيا" صفة له، وقيل: إن "قرآنا" بدل من الضمير، وهذا فيه نظر، وقيل: "قرآنا" توطئة للحال، و"عربيا" حال، وهذا كما تقول: "مررت بزيد رجلا صالحا"). [المحرر الوجيز: 5/39]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {نحن نقص عليك} الآية. روى ابن مسعود أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا: لو قصصت علينا يا رسول الله، فنزلت هذه الآية، ثم ملوا ملة أخرى فقالوا: لو حدثتنا يا رسول الله، فنزلت: {الله نزل أحسن الحديث كتابا}،
[المحرر الوجيز: 5/39]
و"القصص": الإخبار بما جرى من الأمور، كأن الأنباء تتبع بالقول كما يقتص الأثر، وقوله: {بما أوحينا إليك} أي: بوحينا، و"القرآن" نعت لـ "هذا"، ويجوز فيه البدل، وعطف البيان فيه ضعيف. و"إن" هي المخففة من الثقيلة، واللام في خبرها لام التأكيد، هذا مذهب البصريين، ومذهب أهل الكوفة أن "إن" بمعنى "لها"، و(اللام) بمعنى (إلا)، والضمير في "قبله" للقصص العام لما في جميع القرآن منه، ومن الغافلين أي عن معرفة هذا القصص. ومن قال: إن الضمير في "قبله" عائد على "القرآن" جعل لمن الغافلين في معنى قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى}، أي: على طريق غير هذا الدين الذي بعثت به، ولم يكن عليه السلام في ضلال الكفار ولا في غفلتهم، لأنه لم يشرك قط، وإنما كان مستهديا ربه عز وجل موحدا، والسائل عن الطريق المتحير يقع عليه -في اللغة- اسم ضال). [المحرر الوجيز: 5/40]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}
العامل في "إذ" فعل مضمر تقديره، اذكر إذ، ويجوز أن يعمل فيه "نقص"، كأن المعنى: نقص عليك الحال إذ، وحكى مكي أن العامل فيه لمن الغافلين، وهذا ضعيف.
وقرأ طلحة بن مصرف: "يؤسف" بالهمز وفتح السين، وفيه ست لغات: "يوسف" بضم الياء وسكون الواو وبفتح السين وبضمها وبكسرها، وكذلك بالهمز. وقرأ الجمهور: "يا أبت" بكسر التاء، حذفت الياء من "أبي" وجعلت التاء بدلا منها، قاله سيبويه. وقرأ ابن عامر وحده، وأبو جعفر، والأعرج: "يا أبت" بفتحها، وكان
[المحرر الوجيز: 5/40]
ابن كثير، وابن عامر يقفان بالهاء، فأما قراءة ابن عامر بفتح التاء فلها وجهان: إما أن يكون "يا أبتا" ثم حذفت الألف تخفيفا وبقيت الفتحة دالة على الألف، وإما أن يكون جاريا مجرى قولهم: "يا طلحة أقبل"، رخموه ثم ردوا العلامة ولم يعتد بها بعد الترخيم، وهذا كقولهم: "اجتمعت اليمامة" ثم قالوا: "اجتمعت أهل اليمامة"، فردوا لفظة الأهل ولم يعتدوا بها.
وقرأ أبو جعفر، والحسن، وطلحة بن سليمان: أحد عشر كوكبا بسكون العين لتوالي الحركات، وليظهر أن الاسمين قد جعلا واحدا، وقيل: إنه قد رأى كواكب حقيقة والشمس والقمر فتأولها يعقوب إخوته وأبويه، وهذا قول الجمهور، وقيل: الإخوة والأب والخالة، لأن أمه كانت ميتة، وقيل: إنما كان رأى إخوته وأبويه فعبر عنهم بالكواكب والشمس والقمر، وهذا ضعيف، ترجم به الطبري ثم أدخل عن قتادة والضحاك وغيرهما كلاما محتملا أن يكون كما ترجم وأن يكون مثل قول الناس، وقال المفسرون: القمر تأويله: الأب، والشمس تأويلها: الأم، فانتزع بعض الناس من تقديمها وجوب بر الأم وزيادته على بر الأب، وحكى الطبري عن جابر بن عبد الله أن يهوديا يسمى بستانة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن أسماء الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام، فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل جبريل عليه السلام فأخبره بأسمائها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهودي، فقال: هل أنت مؤمن إن أخبرتك بذلك؟ قال: نعم، قال: جريان، والطارق، والذيال، وذو الكتفين، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفيلق، والمصبح، والضروح، وذو الفرغ، والضياء، والنور فقال اليهودي: أي والله إنها لأسماؤها.
[المحرر الوجيز: 5/41]
وتكرر "رأيتهم" لطول الكلام، وجرى ضمائر هذه الكواكب في هذه الآية مجرى ضمائر من يعقل إنما كان لما وصفت بأفعال هي خاصة بمن يعقل.
وروي أن رؤيا يوسف كانت ليلة القدر ليلة جمعة، وأنها خرجت بعد أربعين سنة، وقيل: بعد ثمانين سنة). [المحرر الوجيز: 5/42]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم}
تقتضي هذه الآية أن يعقوب عليه السلام كان يحس من بنيه حسد يوسف وبغضته، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم خوف أن يشعل بذلك غل صدورهم، فيعملوا الحيلة على هلاكه، ومن هنا ومن فعلهم بيوسف -الذي يأتي ذكره- يظهر أنهم لم يكونوا أنبياء في ذلك الوقت. ووقع في كتاب الطبري لابن زيد أنهم كانوا أنبياء، وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنياوي، وعن عقوق الآباء، وتعريض مؤمن للهلاك والتوافر في قتله. ثم أعلمه أن الشيطان للإنسان عدو مبين، أي: هو يدخلهم في ذلك ويحضهم عليه.
وأمال الكسائي: "رؤياك" والرؤيا حيث وقعت، وروي عنه أنه لم يمل "رؤياك" في هذه السورة وأمال الرؤيا حيث وقعت، وقرأ "روياك" بغير همز -وهي لغة أهل الحجاز - ولم يملها الباقون حيث وقعت. والرؤيا مصدر كثر وقوعه على هذا المتخيل في النوم حتى جرى مجرى الأسماء كما فعلوا في الدر في قولهم: "لله درك" فخرجا من حكم عمل المصادر، وكسروها رؤى بمنزلة ظلم، والمصادر في أكثر الأمر لا تكسر). [المحرر الوجيز: 5/42]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وكذلك يجتبيك} الآية، فـ "يجتبيك" معناه: يختارك ويصطفيك، ومنه: جبيت الماء في الحوض، ومنه: جباية المال. وقوله: {ويعلمك من تأويل الأحاديث}، قال مجاهد، والسدي: هي عبارة الرؤيا. وقال الحسن: هي عواقب الأمور، وقيل: هي عامة لذلك وغيره من المغيبات. وقوله: {ويتم نعمته} يريد النبوة وما انضاف إليها من سائر النعم، وقوله: {آل يعقوب} يريد -في هذا الموضع- الأولاد والقرابة التي هي من نسله، أي يجعل فيهم النبوة، ويروى أن ذلك إنما علمه يعقوب من دعوة إسحاق له حين تشبه له بعيصو، والقصة كاملة في كتاب النقاش لكني اختصرتها لأنه لم ينبل ألفاظها، وما أظنه انتزعها إلا من كتب بني إسرائيل فإنها قصة مشهورة عندهم، وباقي هذه الآية بين.
والنعمة على يوسف كانت تخليصه من السجن وعصمته والملك الذي نال، وعلى إبراهيم هي اتخاذه خليلا، وعلى إسحاق فديته بالذبح العظيم مضافا ذلك كله إلى النبوة، وعليم حكيم مناسبتان لهذا الوعد). [المحرر الوجيز: 5/43]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:17 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:23 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الر تلك آيات الكتاب المبين (1) إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون (2) نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين (3)}
أمّا الكلام على الحروف المقطّعة فقد تقدّم في أوّل سورة "البقرة".
وقوله: {تلك آيات الكتاب} أي: هذه آيات الكتاب، وهو القرآن، {المبين} أي: الواضح الجليّ، الّذي يفصح عن الأشياء المبهمة ويفسّرها ويبيّنها). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 365]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون} وذلك لأنّ لغة العرب أفصح اللّغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأديةً للمعاني الّتي تقوم بالنّفوس؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللّغات، على أشرف الرّسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السّنة وهو رمضان، فكمل من كلّ الوجوه؛ ولهذا قال تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن.
وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات ما رواه ابن جريرٍ:
حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ. حدّثنا حكّامٌ الرّازّيّ، عن أيّوب، عن عمرٍو -هو ابن قيسٍ الملائيّ -عن ابن عبّاسٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا؟ فنزلت: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص}.
ورواه من وجهٍ آخر، عن عمرو بن قيسٍ مرسلًا.
وقال أيضًا: حدّثنا محمّد بن سعيدٍ العطّار، حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، أنبأنا خلاد الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعد عن عن سعدٍ قال: أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، قال: فتلا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {لعلّكم تعقلون}. ثمّ تلا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اللّه نزل أحسن الحديث} الآية [الزّمر: 23]، وذكر الحديث.
ورواه الحاكم من حديث إسحاق بن راهويه، عن عمرو بن محمّدٍ القرشي العنقزي، به.
وروى ابن جريرٍ بسنده، عن المسعوديّ، عن عون بن عبد اللّه قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ملّة، فقالوا: يا رسول اللّه، حدثنا. [فأنزل اللّه: {اللّه نزل أحسن الحديث} ثمّ ملّوا ملّةً أخرى فقالوا: يا رسول اللّه، حدّثنا] فوق الحديث ودون القرآن -يعنون القصص -فأنزل اللّه: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} فأرادوا الحديث، فدلّهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلّهم على أحسن القصص.
وممّا يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة، المشتملة على مدح القرآن، وأنّه كافٍ عن كلّ ما سواه من الكتب ما قال الإمام أحمد:
حدّثنا سريج بن النّعمان، أخبرنا هشيم، أنبأنا مجالدٌ، عن الشّعبيّ، عن جابر بن عبد اللّه؛ أن عمر بن الخطّاب أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بكتابٍ أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم فغضب وقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطّاب؟ والّذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقيّةً، لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبروكم بحقٍّ فتكذّبونه، أو بباطلٍ فتصدّقونه، والّذي نفسي بيده، لو أنّ موسى كان حيًّا، لما وسعه إلّا أن يتّبعني"
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا سفيان، عن جابرٍ، عن الشّعبيّ، عن عبد اللّه بن ثابتٍ قال: جاء عمر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّي مررت بأخٍ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التّوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغيّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قال عبد اللّه بن ثابتٍ: فقلت له: ألا ترى ما بوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال عمر: رضينا باللّه ربّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّدٍ رسولًا. قال: فسرّي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: "والّذي نفس محمّدٍ بيده، لو أصبح فيكم موسى ثمّ اتّبعتموه وتركتموني لضللتم، إنّكم حظّي من الأمم، وأنا حظّكم من النّبيّين".
وقال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الغفّار بن عبد اللّه بن الزّبير، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيسٍ، عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالسًا عند عمر، إذ أتي برجلٍ من عبد القيس مسكنه بالسّوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلانٍ العبديّ؟ قال: نعم. قال: وأنت النّازل بالسّوس، قال: نعم. فضربه بقناةٍ معه، قال: فقال الرّجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس. فجلس، فقرأ عليه: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون نحن نقصّ عليك [أحسن القصص]} إلى قوله: {لمن الغافلين} فقرأها ثلاثًا، وضربه ثلاثًا، فقال له الرّجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الّذي نسخت كتاب دانيال! قال: مرني بأمرك أتّبعه. قال: انطلق فامحه بالحميم والصّوف الأبيض، ثمّ لا تقرأه ولا تقرئه أحدًا من النّاس، فلئن بلغني عنك أنّك قرأته أو أقرأته أحدًا من النّاس لأنهكنّك عقوبةً، ثمّ قال له: اجلس، فجلس بين يديه، فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتابًا من أهل الكتاب، ثمّ جئت به في أديمٍ، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما هذا في يدك يا عمر؟ ". قال: قلت: يا رسول اللّه، كتابٌ نسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا. فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى احمرّت وجنتاه، ثمّ نودي بالصّلاة جامعةً، فقالت الأنصار: أغضب نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم؟ السّلاح السّلاح. فجاءوا حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيّها النّاس، إنّي قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي اختصارًا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقيّةً فلا تتهوّكوا، ولا يغرّنّكم المتهوّكون". قال عمر: فقمت فقلت: رضيت باللّه ربًّا وبالإسلام دينًا، وبك رسولا. ثمّ نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد رواه ابن أبي حاتمٍ في تفسيره مختصرًا، من حديث عبد الرّحمن بن إسحاق، به. وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه. وعبد الرّحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطيّ، وقد ضعّفوه وشيخه. قال البخاريّ: لا يصحّ حديثه.
قلت: وقد روي له شاهدٌ من وجهٍ آخر، فقال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ: أخبرني الحسن بن سفيان، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزّبيديّ، حدّثني عمرو بن الحارث، حدّثنا عبد اللّه بن سالمٍ الأشعريّ، عن الزّبيديّ، حدّثنا سليم بن عامرٍ: أنّ جبير بن نفير حدّثهم: أنّ رجلين كانا بحمص في خلافة عمر، رضي اللّه عنه، فأرسل إليهما فيمن أرسل من أهل حمص، وكانا قد اكتتبا من اليهود صلاصفة فأخذاها معهما يستفتيان فيها أمير المؤمنين ويقولون: إن رضيها لنا أمير المؤمنين ازددنا فيها رغبةً. وإن نهانا عنها رفضناها، فلمّا قدما عليه قالا إنّا بأرض أهل الكتابين، وإنّا نسمع منهم كلامًا تقشعرّ منه جلودنا، أفنأخذ منه أو نترك؟ فقال: لعلّكما كتبتما منه شيئًا. قالا لا. قال: سأحدّثكما، انطلقت في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى أتيت خيبر، فوجدت يهوديًّا يقول قولًا أعجبني، فقلت: هل أنت مكتبي ما تقول؟ قال: نعم. فأتيت بأديمٍ، فأخذ يملي عليّ، حتّى كتبت في الأكرع. فلمّا رجعت قلت: يا نبيّ اللّه، وأخبرته، قال: "ائتني به". فانطلقت أرغب عن المشي رجاء أن أكون أتيت رسول اللّه ببعض ما يحبّ، فلمّا أتيت به قال: "اجلس اقرأ عليّ". فقرأت ساعةً، ثمّ نظرت إلى وجهه فإذا هو يتلوّن، فتحيّرت من الفرق، فما استطعت أجيز منه حرفًا، فلمّا رأى الّذي بي دفعه ثمّ جعل يتبعه رسمًا رسمًا فيمحوه بريقه، وهو يقول: "لا تتبعوا هؤلاء، فإنّهم قد هوكوا وتهوّكوا"، حتّى محا آخره حرفًا حرفًا. قال عمر، رضي اللّه عنه: فلو علمت أنّكما كتبتما منه شيئًا جعلتكما نكالًا لهذه الأمّة! قالا واللّه ما نكتب منه شيئًا أبدًا. فخرجا بصلاصفتهما فحفرا لها فلم يألوا أن يعمّقا، ودفناها فكان آخر العهد منها.
وكذا روى الثّوريّ، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الشّعبيّ، عن عبد اللّه بن ثابتٍ الأنصاريّ، عن عمر بن الخطّاب، بنحوه وروى أبو داود في المراسيل، من حديث أبي قلابة، عن عمر نحوه. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 365-369]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4)}
يقول تعالى: اذكر لقومك يا محمّد في قصصك عليهم من قصّة يوسف إذ قال لأبيه، وأبوه هو: يعقوب، عليه السّلام، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن ابن عمر؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".
انفرد بإخراجه البخاريّ، فرواه عن عبد اللّه بن محمّدٍ، عن عبد الصّمد به وقال البخاريّ أيضًا:
حدّثنا محمّدٌ، أخبرنا عبدة، عن عبيد اللّه، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أيّ النّاس أكرم؟ قال: "أكرمهم عند اللّه أتقاهم". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فأكرم النّاس يوسف نبيّ اللّه، ابن نبيّ اللّه، ابن نبيّ اللّه، ابن خليل اللّه". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟ " قالوا: نعم. قال: "فخياركم في الجاهليّة خياركم في الإسلام إذا فقهوا". ثمّ قال: تابعه أبو أسامة، عن عبيد اللّه.
وقال ابن عبّاسٍ: رؤيا الأنبياء وحيٌّ.
وقد تكلّم المفسّرون على تعبير هذا المنام: أنّ الأحد عشر كوكبًا عبارةٌ عن إخوته، وكانوا أحد عشر رجلًا [سواه] والشّمس والقمر عبارةٌ عن أبيه وأمّه. روي هذا عن ابن عبّاسٍ، والضحاك، وقتادة وسفيان الثّوريّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وقد وقع تفسيرها بعد أربعين سنةً، وقيل: ثمانين سنةً، وذلك حين رفع أبويه على العرش، وهو سريره، وإخوته بين يديه: {وخرّوا له سجّدًا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا} [يوسف: 100].
وقد جاء في حديث تسمية هذه الأحد عشر كوكبًا -فقال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ.
حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، حدّثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، [عن جابرٍ] قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من يهود يقال له: "بستانة اليهوديّ"، فقال له: يا محمّد، أخبرني عن الكواكب الّتي رآها يوسف أنّها ساجدةٌ له، ما أسماؤها؟ قال: فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ساعةً فلم يجبه بشيءٍ، ونزل [عليه] جبريل، عليه السّلام، فأخبره بأسمائها. قال: فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إليه فقال: "هل أنت مؤمنٌ إن أخبرتك بأسمائها؟ " فقال: نعم. قال: "خرتان والطارق، والذّيّال وذو الكنفات، وقابسٌ، ووثّاب، وعمودان، والفيلق، والمصبّح، والضّروح، وذو الفرغ، والضّياء، والنّور"، فقال اليهوديّ: إي واللّه، إنّها لأسماؤها.
ورواه البيهقيّ في "الدّلائل"، من حديث سعيد بن منصورٍ، عن الحكم بن ظهيرٍ. وقد روى هذا الحديث الحافظان أبو يعلى الموصليّ وأبو بكرٍ البزّار في مسنديهما، وابن أبي حاتمٍ في تفسيره أمّا أبو يعلى فرواه عن أربعةٍ من شيوخه عن الحكم بن ظهيرٍ، به وزاد: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لمّا رآها يوسف قصّها على أبيه يعقوب، فقال له أبوه: هذا أمرٌ متشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد؛ قال: والشّمس أبوه، والقمر أمّه".
تفرّد به الحكم بن ظهيرٍ الفزاريّ وقد ضعّفه الأئمّة، وتركه الأكثرون، وقال الجوزجانيٌ: ساقط، وهو صاحب حديث حسن يوسف). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 369-370]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ (5)}
يقول تعالى مخبرًا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قصّ عليه ما رأى من هذه الرّؤيا، الّتي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إيّاه تعظيمًا زائدًا، بحيث يخرّون له ساجدين إجلالًا وإكرامًا واحترامًا فخشي يعقوب، عليه السّلام، أن يحدّث بهذا المنام أحدًا من إخوته فيحسدوه على ذلك، فيبغوا له الغوائل، حسدًا منهم له؛ ولهذا قال له: {لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا} أي: يحتالوا لك حيلةً يردونك فيها. ولهذا ثبتت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إذا رأى أحدكم ما يحبّ فليحدّث به، وإذا رأى ما يكره فليتحوّل إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثًا، وليستعذ باللّه من شرّها، ولا يحدّث بها أحدًا، فإنّها لن تضرّه". وفي الحديث الآخر الّذي رواه الإمام أحمد، وبعض أهل السّنن، من رواية معاوية بن حيدة القشيريّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الرّؤيا على رجل طائرٍ ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت" ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النّعمة حتّى توجد وتظهر، كما ورد في حديث: "استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإنّ كلّ ذي نعمةٍ محسودٌ"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 370-371]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ (6)}
يقول تعالى مخبرًا عن قول يعقوب لولده يوسف: إنّه كما اختارك ربّك، وأراك هذه الكواكب مع الشّمس والقمر ساجدةً لك، {وكذلك يجتبيك ربّك} أي: يختارك ويصطفيك لنبوّته، {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} قال مجاهدٌ وغير واحدٍ: يعني تعبير الرّؤيا.
{ويتمّ نعمته عليك} أي: بإرسالك والإيحاء إليك؛ ولهذا قال: {كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم} وهو الخليل، {وإسحاق} ولده، وهو الذّبيح في قولٍ، وليس بالرّجيح، {إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ} أي: [هو] أعلم حيث يجعل رسالاته، كما قال في الآية الأخرى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 371]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة