العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 09:53 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة النازعات [ من الآية (34) إلى الآية (46) ]

{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:07 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا موسى بن قيسٍ، عن عمرو بن قيسٍ الكنديّ {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى} قال: إذا قيل: اذهبوا به إلى النّار). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 381]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن مالك بن مغولٍ، عن القاسم بن الوليد {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى} قال: حين يساق أهل الجنّة إلى الجنّة وأهل النّار إلى النّار). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 424-425]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الطّامّة}: «تطمّ على كلّ شيءٍ»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {الطَّامَّةُ}؛ تَطُّمُ علَى كلَّ شَيْءٍ، وَوَقَعَ هَذَا للنَّسَفِيِّ مُقَدَّمًا قَبْلَ بَابٍ وهُو قَوْلُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}؛ هِي القِيَامَةُ تَطُّمُ كُلَّ شَيْءٍ. ولابنِ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ الرَّبِيعِ بنِ أَنَسٍ: الطَّامَّةُ هِيَ السَّاعَةُ طَمَّتْ كُلَّ دَاهِيَةٍ). [فتح الباري: 8/ 691]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد الآية الكبرى عصاه ويده
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {فأراه الآية الكبرى}؛ قال: عصاه ويده). [تغليق التعليق: 4/ 359]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({الطَّامَةُ}: تَطُمُّ كُلَّ شَيْءٍ.
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} وفَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ: تَطُمُّ كُلَّ شَيْءٍ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: الطَّامَّةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الدَّاهِيَةُ الَّتِي لاَ تُسْتَطَاعُ، وَإِنَّمَا أُخِذَ مِنْ قَوْلِهِمْ: طَمَّ الْفَرَسُ طَمِيمًا إِذَا اسْتَفْرَغَ جُهْدَهُ فِي الْجَرْيِ، وَهَذَا أَيْضًا ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 278]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {الطَّامَّةُ}؛ تَطِمُّ على كُلِّ شَيْءٍ، بكسْرِ الطَّاءِ في المسْتَقْبَلِ عند أَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7/ 411]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الكُبْرَى}؛ يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فَإِذَا جاءَتِ التي تَطِمُّ على كُلِّ هائِلَةٍ مِن الأُمورِ، فتَغْمُرُ ما سِوَاها بعظيمِ هَوْلِهَا. وقِيلَ: إِنَّها اسْمٌ مِنْ أسماءِ يَوْمِ القِيامَةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ القِيَامَةِ، عَظَّمَهُ اللَّهُ وَحَذَّرَهُ عِبادَهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمارةَ قالَ: ثَنَا سَهْلُ بنُ عامِرٍ قالَ: ثَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، عن القاسِمِ بنِ الوَلِيدِ، في قوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} قالَ: سِيقَ أَهْلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ، وأهلُ النارِ إلى النارِ). [جامع البيان: 24/ 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الكُبْرَى}؛ قَالَ: الطَّامَّةُ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ القِيَامَةِ). [الدر المنثور: 15/ 235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وابنُ المُنْذِرِ عن القَاسِمِ بنِ الوَلِيدِ الهَمْدَانِيِّ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الكُبْرَى}؛ قَالَ: إِذَا سِيقَ أَهْلُ الجَنَّةِ إِلَى الجَنَّةِ وأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ). [الدر المنثور: 15/ 235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وابنُ المُنْذِرِ عن عَمْرِو بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الكُبْرَى}؛ قَالَ: إِذَا قِيلَ: اذْهَبُوا بِهِ إلى النارِ). [الدر المنثور: 15/ 235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}؛ قَالَ: إِذَا دُفِعُوا إلى مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ). [الدر المنثور: 15/ 235] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى}؛ يَقُولُ: إِذَا جاءَتِ الطامَّةُ يومَ يَتَذَكَّرُ الإنسانُ ما عَمِلَ في الدُّنيا مِنْ خيرٍ وشرٍّ، وذلكَ سَعْيُهُ). [جامع البيان: 24/ 97-98]

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ}، يَقُولُ: وأُظْهِرَت الجحِيمُ وهيَ نارُ اللَّهِ لِمَنْ يَرَاها، يَقُولُ: لأَبْصَارِ الناظِرِينَ). [جامع البيان: 24/ 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {وبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}؛ قَالَ: لِمَنْ يَنْظُرُ). [الدر المنثور: 15/ 235]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القوْلُ في تأوِيلِ قولِهِ تعالَى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى}.
يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فَأَمَّا مَنْ عَتَا على رَبِّهِ وعَصَاهُ واسْتَكْبَرَ عنْ عِبادَتِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {طَغَى} قالَ: عَصَى). [جامع البيان: 24/ 98]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فأما من طغى}؛ يعني من عصى). [تفسير مجاهد: 2/ 728-729]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {طَغَى}: عَصَى ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ وقد وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ به). [فتح الباري: 8/ 690]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {طَغَى}: عَصَى.
أَشَارَ به إِلَى قولِهِ تَعَالَى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}، وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: عَصَى، وَطَغَى مِنَ الطُّغْيَانِ، وهو المجاوَزَةُ عَنِ الْحَدِّ، وهذا أيضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}؛ قَالَ: إِذَا دُفِعُوا إلى مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ. وفي قَوْلِهِ: {فأَمَّا مَنْ طَغَى} قَالَ: عَصَى). [الدر المنثور: 15/ 235] (م)


تفسير قوله تعالى: {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ يَقُولُ: وآثَرَ مَتاعَ الحياةِ الدُّنيا على كَرَامَةِ الآخِرَةِ، وما أعَدَّ اللَّهُ فيها لأَوْلِيَائِهِ، فعَمِلَ للدُّنيا، وسَعَى لَها، وتَرَكَ العَمَلَ للآخِرَةِ). [جامع البيان: 24/ 98]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}، يَقُولُ: فإِنَّ نَارَ اللَّهِ التي اسْمُها الجَحِيمُ هيَ مَنْزِلُهُ وَمَأْوَاهُ، ومصيرُهُ الذي يَصِيرُ إليهِ يَوْمَ القِيامَة). [جامع البيان: 24/ 98]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}؛ يَقُولُ: وأمَّا مَنْ خافَ مَسْأَلَةَ اللَّهِ إيَّاهُ عندَ وُقُوفِهِ يوْمَ القيامةِ بينَ يَدَيْهِ، فاتَّقَاهُ بأداءِ فرائِضِهِ، واجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ. {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}، يَقُولُ: وَنَهَى نَفْسَهُ عنْ هَوَاهَا فيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ ولا يَرْضَاهُ مِنها، فزَجَرَها عنْ ذلكَ، وخالَفَ هَوَاهَا إلى ما أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ). [جامع البيان: 24/ 98]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}، يَقُولُ: فإنَّ الجنَّةَ هيَ مَأْوَاهُ ومَنْزِلُهُ يَوْمَ القيامةِ.
وقدْ ذَكَرْنَا أقوالَ أهلِ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} فيما مضَى بما أغنَى عنْ إعادَتِهِ في هذا المَوْضِعِ). [جامع البيان: 24/ 98-99]


تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: ... وقال غيره: {أيّان مرساها}: «متى منتهاها، ومرسى السّفينة حيث تنتهي»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قِولُهُ: وقَالَ غَيرُهُ: {أَيَّانَ مُرسَاهَا}: مَتَى مُنتَهَاهَا؟ ومُرْسَى السَّفِينَةِ حيثُ تَنْتَهِي. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ تَعَالَى: {أَيَّانَ مُرسَاهَا} متى مُنْتَهَاهَا. قَالَ: وَمُرسَاهَا: مُنتَهَاهَا إلخ. ثُم سَاقَ حديثَ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: بُعِثتُ والسَّاعَةُ- بالرَّفْعِ والنَّصْبِ- كَهَاتَينِ. وسَيَأتِي شرحُهُ في الرِّقَاقِ). [فتح الباري: 8/ 691]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ غَيْرُهُ: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ مَتَى مُنْتَهَاهَا، وَمُرْسَى السَّفِينَةِ حَيْثُ تَنْتَهِي.
أَيْ: قَالَ غَيْرُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ يَعْنِي: مَتَى مُنْتَهَاهَا، وَمُرْسَى بِضَمِّ الْمِيمِ وَالضَّمِيرِ فِي مُرْسَاهَا يَرْجِعُ إِلَى السَّاعَةِ، وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يَذْكُرُ السَّاعَةَ وَيَسْأَلُ عَنْهَا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ). [عمدة القاري: 19/ 277]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ غَيْرُهُ) غَيْرُ ابْنِ عَبَّاسٍ {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}، أي: {متى مُنْتَهَاهَا} وَمُسْتَقَرُّهُا (وَمُرْسَى السَّفِينَةِ) بِضَّمِ الميمِ (حَيْثُ تَنْتَهِي)، والضميرُ في مُرْسَاهَا للسَّاعَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. أي: ليس عِلْمُهَا إليك ولا إلى أَحَدٍ، بل مَرَدُّهَا إلى اللَّهِ تَعَالَى فهو الذي يَعْلَمُ وَقْتَهَا على التَّعْيِينِ). [إرشاد الساري: 7/ 411]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا أحمد بن المقدام، حدّثنا الفضيل بن سليمان، حدّثنا أبو حازمٍ، حدّثنا سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه، قال: رأيت رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم] قال: بإصبعيه هكذا، بالوسطى والّتي تلي الإبهام «بعثت والسّاعة كهاتين»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حَدَّثَنَا أحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قَالَ بِإصْبِعَيْهِ هَكَذَا بِالوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإبْهَامَ: «بُعِثْتُ وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ
».
مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ الَّتِي هِيَ السُّورَةُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ مَا فِيهَا، وَأَبُو حَازِمٍ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ السَّاعِدِيُّ الأَنْصَارِيُّ، وَالْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
قَوْلُهُ: (قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ) أَيْ: ضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَالْقَوْلُ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ رِوَايَةُ مَنْ رَوَى وَضَمَّ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفِي رِوَايَةٍ: قَرَنَ بَيْنَهُمَا. قَولُهُ: بُعِثْتُ عَلَى صِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ: أُرْسِلْتُ، وَيُرْوَى: بُعِثْتُ أَنَا، قَولُهُ: وَالسَّاعَةَ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ: بِالنَّصْبِ، وَسَكَتَ عَلَيْهِ وَقَالَ الْقُرْطُبُيُّ: رُوِّيتُهُ بِفَتْحِ السَّاعَةِ وَضَمِّهَا، فَالضَّمُّ عَلَى الْعَطْفِ، وَالْفَتْحُ عَلَى الْمَفْعُولِ مَعَهُ، وَالْعَامِلُ بُعِثْتُ، وَكَهَاتَيْنِ حَالٌ أَيْ: مُقْتَرِنَيْنِ، فَعَلَى النَّصْبِ يَقَعُ التَّشْبِيهُ بِالضَّمِّ، وَعَلَى الرَّفْعِ يَحْتَمِلُ هَذَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَقَعَ بِالتَّفَاوُتِ، الَّتِي بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى فِي الطُّولِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ قَتَادَةَ فِي رِوَايَتِهِ كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، وَحَاصِلُ هَذَا التَّعْرِيفِ بِسُرْعَةِ مَجِيءِ الْقِيَامَةِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ). [عمدة القاري: 19/ 277-278]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وبه قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بكسْرِ الميمِ وَسُكُونِ الْقَافِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ -بِضَمِّ الْفَاءِ والسينِ مُصَغَّرَيْنِ- النُّمَيْرِيُّ –بِالتَّصْغِيرِ- الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ -بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ فزايٍ مُعْجَمَةٍ- سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ بِأُصْبُعَيْهِ بالتثنيةِ أي: ضَمَّ بَيْنَهُمَا هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ وَهِيَ الْمُسَبِّحَةُ، وَأَطْلَقَ الْقَوْلَ وَأَرَادَ به الْفِعْلَ بُعِثْتُ بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ أي: أُرْسِلْتُ وَالسَّاعَةَ يومُ القيامةِ كَهَاتَيْنِ الإِصْبَعَيْنِ، والسَّاعَةَ نَصْبٌ مَفْعُولٌ مَعَهُ، ويجوزُ الرَّفْعُ عَطْفًا على ضَمِيرِ الرَّفْعِ الْمُتَّصِلِ مع عَدَمِ الفاصلِ وهو قَلِيلٌ، وفي روايَةِ أَبِي ضَمْرَةَ عن أَبِي حَازِمٍ عند ابْنِ جَرِيرٍ: (وَضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ وَقَالَ: مَا مِثْلِي وَمِثْلُ السَّاعَةِ إِلا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ).
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: وقد حَاوَلَ بَعْضُهُمْ في تأويلِهِ أنَّ نِسْبَةَ ما بين الإِصْبَعَيْنِ كنسبَةِ ما بَقِيَ من الدُّنْيَا إلى ما مَضَى وأن جُمْلَتَهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ، وَاسْتَنَدَ إلى أَخْبَارٍ لا تَصِحُّ، وَذَكَرَ ما أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ في تأخيرِ مُدَّةِ الأُمَّةِ نِصْفَ يَوْمٍ وَفَسَّرَهُ بخمَسْمِائَةِ سَنَةٍ، فَيُؤْخَذُ من ذلك أن الَّذِي بَقِيَ نِصْفُ سُبْعٍ وهو قريبٌ مما بين السَّبَّابَةِ والْوُسْطَى في الطُّولِ قَالَ: وقد ظَهَرَ عَدَمُ صِحَّةِ ذلك لِوُقُوعِ خلافِهِ، ومُجاوَزةِ هذا الْمِقْدَارِ، فلو كان ذلك ثابتًا لم يَقَعْ خلافُهُ. انْتَهَى. فَالصَّوَابُ الإعراضُ عن ذلك، وَتَأْتِي إن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِعَوْنِهِ وَمَنِّهِ بقيَّةُ مَبْحَثِ ذلك في الرِّقَاقِ). [إرشاد الساري: 7/ 411]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا مؤمّل بن الفضل، حدّثنا عيسى، عن إسماعيل، حدّثنا طارق بن شهابٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان لا يزال يذكر من شأن السّاعة، حتّى نزلت: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها} [عبس: 42] الآية كلّها). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 323]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القَوْلُ في تَأْوِيلِ قولِهِ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}
يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَسْأَلُكَ يا مُحَمَّدُ هؤلاءِ المُكَذِّبُونَ بالبَعْثِ عن الساعَةِ التي يُبْعَثُ فيها المُوتَى مِنْ قُبُورِهِم، أيَّانَ مُرْسَاها، متَى قِيامُها وظُهُورُها. وكانَ الفَرَّاءُ يَقُولُ: إنْ قالَ القائِلُ: إنَّما الإِرْسَاءُ للسفينةِ والجبالِ الراسِيَةِ وما أَشْبَهَهُنَّ، فكيفَ وُصِفَت الساعةَ بالإرساءِ؟ قُلْتُ: هيَ بمنزلةِ السفينةِ إذا كانَتْ جارِيَةً فَرَسَتْ، ورُسُوُّها: قِيامُها، قالَ: وليسَ قيامُها كقِيامِ القائِمِ، إنَّما هيَ كقولِكَ: قدْ قامَ العَدْلُ، وقامَ الحقُّ؛ أيْ: ظَهَرَ وثَبَتَ). [جامع البيان: 24/ 99]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا بشر بن موسى الأسديّ، ثنا الحميديّ، ثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يسأل عن السّاعة حتّى أنزل عليه {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها إلى ربّك منتهاها} "، قال: «فانتهى» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، فإنّ ابن عيينة كان يرسله بآخره "). [المستدرك: 2/ 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}؛ قَالَ: إِذَا دُفِعُوا إلى مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ. وفي قَوْلِهِ: {فأَمَّا مَنْ طَغَى}؛ قَالَ: عَصَى، وفي قَوْلِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ قَالَ: حِينُها). [الدر المنثور: 15/ 235] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, بسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالُوا: مَتَى السَّاعَةُ؟ استهزاءً مِنْهم؛ فأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ يعني: مَجِيئُها, {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: ما أَنْتَ مِن عِلْمِهَا يَا مُحَمَّدُ، {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. يعني: مُنْتَهَى عِلْمِهَا, فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ بخَمْسٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَهُنَّ فقَدْ كَفَرَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ} إلى آخِرِ السُّورَةِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} يَعْنِي: مَنْ يَخْشَى القِيامَةَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يَعْنِي يَرَوْنَ القِيَامَةَ، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا، ولم يَنْعَمُوا بشيءٍ من نَعِيمِهَا، {إِلاَّ عَشِيَّةً} ما بين الظُّهْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، {أَوْ ضُحَاهَا}: ما بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى نِصْفِ النَّهارِ» ). [الدر المنثور: 15/ 236]

تفسير قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: لم يزل النبي يسأل عن الساعة حتى نزل فيم أنت من ذكرها فانتهى عن المسألة عنها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قالَ أبو جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}، يَقُولُ: في أيِّ شيءٍ أنْتَ مِنْ ذِكْرِ الساعَةِ والبَحْثِ عنْ شأْنِهَا. وذُكِرَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ الساعةِ حتَّى نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عنْ عُرْوَةَ، عنْ عائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَزَل النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عن الساعَةِ، حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ إسماعيلَ، عنْ طارِقِ بنِ شِهابٍ قالَ: كانَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لا يَزَالُ يَذْكُرُ شأنَ الساعَةِ حتَّى نَزَلَتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} إلى {مَنْ يَخْشَاهَا}.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}، قالَ: السَّاعَةِ). [جامع البيان: 24/ 99-100]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فيم أنت من ذكراها}؛ يعني من ذكر الساعة). [تفسير مجاهد: 729]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا بشر بن موسى الأسديّ، ثنا الحميديّ، ثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يسأل عن السّاعة حتّى أنزل عليه {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها إلى ربّك منتهاها} ، قال: «فانتهى» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، فإنّ ابن عيينة كان يرسله بآخره "). [المستدرك: 2/ 558] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}
عن عائشةَ قالَتْ: ما زَالَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] يَسْأَلُ عن الساعةِ حتى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
روَاهُ البَزَّارُ، ورِجَالُه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7/ 133]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن طارِقِ بنِ شِهابٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] يُكْثِرُ ذِكْرَ الساعةِ، حتى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه مَن لم أَعْرِفْه). [مجمع الزوائد: 7/ 133]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ – يَعْنِي ابن عُيَيْنَةَ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلاَّ سُفْيَانُ). [كشف الأستار: 3/ 78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}؛ قَالَ: إِذَا دُفِعُوا إلى مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ. وفي قَوْلِهِ: {فأَمَّا مَنْ طَغَى} قَالَ: عَصَى، وفي قَوْلِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}. قَالَ: حِينُها، {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}؛ قَالَ: السَّاعَةِ). [الدر المنثور: 15/ 235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ قَالَ: كانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- يَسْأَلُ عن السَّاعَةِ؛ فنَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} ). [الدر المنثور: 15/ 235-236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, بسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالُوا: مَتَى السَّاعَةُ؟ استهزاءً مِنْهم؛ فأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}. يعني: مَجِيئُها، {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: ما أَنْتَ مِن عِلْمِهَا يَا مُحَمَّدُ، {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. يعني: مُنْتَهَى عِلْمِهَا, فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ بخَمْسٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَهُنَّ فقَدْ كَفَرَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ} إلى آخِرِ السُّورَةِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} يَعْنِي: مَنْ يَخْشَى القِيامَةَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يَعْنِي يَرَوْنَ القِيَامَةَ، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا، ولم يَنْعَمُوا بشيءٍ من نَعِيمِهَا، {إِلاَّ عَشِيَّةً} ما بين الظُّهْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، {أَوْ ضُحَاهَا}: ما بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى نِصْفِ النَّهارِ
» ). [الدر المنثور: 15/ 236] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}، يَقُولُ: إلى ربِّكَ مُنْتَهَى عِلْمِها؛ أيْ: إليهِ يَنْتَهِي علمُ الساعةِ، لا يَعْلَمُ وَقْتَ قِيامِها غَيْرُهُ). [جامع البيان: 24/ 100]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}
عن عائشةَ قالَتْ: ما زَالَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] يَسْأَلُ عن الساعةِ حتى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
روَاهُ البَزَّارُ، ورِجَالُه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7/ 133] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن طارِقِ بنِ شِهابٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] يُكْثِرُ ذِكْرَ الساعةِ، حتى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه مَن لم أَعْرِفْه). [مجمع الزوائد: 7/ 133] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ – يَعْنِي ابن عُيَيْنَةَ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلاَّ سُفْيَانُ). [كشف الأستار: 3/ 78] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, بسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالُوا: مَتَى السَّاعَةُ؟ استهزاءً مِنْهم؛ فأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ يعني: مَجِيئُها، {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: ما أَنْتَ مِن عِلْمِهَا يَا مُحَمَّدُ، {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}، يعني: مُنْتَهَى عِلْمِهَا, فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ بخَمْسٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَهُنَّ فقَدْ كَفَرَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ} إلى آخِرِ السُّورَةِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} يَعْنِي: مَنْ يَخْشَى القِيامَةَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يَعْنِي يَرَوْنَ القِيَامَةَ، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا، ولم يَنْعَمُوا بشيءٍ من نَعِيمِهَا، {إِلاَّ عَشِيَّةً} ما بين الظُّهْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، {أَوْ ضُحَاهَا}: ما بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى نِصْفِ النَّهارِ» ). [الدر المنثور: 15/ 236] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ عن عائشةَ قَالَت: مَا زَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنِ الساعةِ؛ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. فانتهى فَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهَا.
- وأخْرَجَه سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن عُرْوةَ مُرْسلاً). [الدر المنثور: 15/ 236-237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والنَّسائِيُّ وابنُ جَرِيرٍ والطَّبَرانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن طارقِ بنِ شِهَابٍ قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يُكْثِرُ ذِكْرَ الساعَةِ؛ حَتَّى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. فكَفَّ عَنْهَا). [الدر المنثور: 15/ 237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن عَائِشَةَ قَالَت: كَانَتِ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِموا علَى النَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] سَأَلُوه عن الساعةِ؛ فيَنْظُرُ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ فِيهِم فيَقُولُ:
«إِنْ يَعِشْ هَذَا قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ» ). [الدر المنثور: 15/ 237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}؛ قَالَ: عِلْمُهَا). [الدر المنثور: 15/ 237] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ: {أنت} منذرٌ {من يخشاها}). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 57]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}؛ يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ لِمُحَمَّدٍ: إِنَّما أنْتَ رَسُولٌ مَبْعُوثٌ بإِنْذارِ الساعَةِ مَنْ يَخَافُ عِقابَ اللَّهِ فيها على إِجْرَامِهِ، ولم تُكَلَّفْ عِلْمَ وَقْتِ قِيامِها، يَقُولُ: فَدَعْ ما لمْ تُكَلَّفْ عِلْمَهُ، واعْمَلْ بِمَا أُمِرْتَ بِهِ، مِنْ إنذارِ مَنْ أُمِرْتَ بإِنْذَارِهِ.
- واخْتَلَفَتِ القَرَأَةُ في قراءَةِ قولِهِ: {مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}، فكانَ أبو جَعْفَرٍ القارِئُ وابنُ مُحَيْصِنٍ يَقْرَأانِ: (مُنْذِرٌ) بالتنوِينِ، بمعنَى: أنَّهُ مُنْذِرٌ مَنْ يَخْشَاهَا. وقَرَأَ ذلكَ سائِرُ قَرَأَةِ المدينةِ ومَكَّةَ والكُوفَةِ والبَصْرَةِ بإِضَافَةِ (مُنْذِرُ) إلى (مَنْ).
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عِندِي: أنَّهُما قراءَتانِ مَعْرُوفَتَانِ، فبأيَّتِهِما قَرَأَ القارِئُ فمُصِيبٌ). [جامع البيان: 24/ 100-101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, بسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالُوا: مَتَى السَّاعَةُ؟ استهزاءً مِنْهم؛ فأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ يعني: مَجِيئُها، {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: ما أَنْتَ مِن عِلْمِهَا يَا مُحَمَّدُ، {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. يعني: مُنْتَهَى عِلْمِهَا, فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ بخَمْسٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَهُنَّ فقَدْ كَفَرَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ} إلى آخِرِ السُّورَةِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} يَعْنِي: مَنْ يَخْشَى القِيامَةَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يَعْنِي يَرَوْنَ القِيَامَةَ، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا، ولم يَنْعَمُوا بشيءٍ من نَعِيمِهَا، {إِلاَّ عَشِيَّةً} ما بين الظُّهْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، {أَوْ ضُحَاهَا}: ما بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى نِصْفِ النَّهارِ»). [الدر المنثور: 15/ 236] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ, عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]:
«إِنَّمَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ يَرْجُوهَا، وإِنَّمَا يَجْتَنِبُ النَّارَ مَنْ يَخْشَاهَا، وإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ يَرْحَمُ» ). [الدر المنثور: 15/ 238] (م)

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر، وقال قتادة في قوله تعالى: {لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}؛ قال: استقلوا لما عاينوا الآخرة ما كانوا في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}؛ يَقُولُ جلَّ ثَناؤُهُ: كأَنَّ هؤلاءِ المُكَذِّبينَ بالساعَةِ يَوْمَ يَرَوْنَ أنَّ الساعَةَ قدْ قَامَتْ، مِنْ عظيمِ هَوْلِها، لم يَلْبَثُوا في الدُّنيا إلاَّ عَشِيَّةَ يَوْمٍ، أوْ ضُحَى تِلْكَ العَشِيَّةِ. والعرَبُ تقولُ: آتِيكَ العَشِيَّةَ أوْ غَدَاتَها، وآتيكَ الغَدَاةَ أوْ عَشِيَّتَها، فيَجْعَلُونَ معنَى الغَدَاةِ بِمَعْنَى أوَّلِ النهارِ، والعشيَّةَ آخِرَ النهارِ، فكذلكَ قولُهُ: {إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}، إِنَّما معناهُ إِلاَّ آخِرَ يومٍ أوْ أوَّلَهُ، ويُنْشَدُ هذا البيتُ:
نَحْنُ صَبَحْنَا عَامِراً في دَارِهَا ....... عَشِيَّةَ الهِلالِ أَوْ سِرَارِهَا
يعني: عَشِيَّةَ الهلالِ، أوْ عشيَّةَ سِرَارِ العَشِيَّةِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}: وَقْتُ الدُّنيا في أعْيُنِ القَوْمِ حِينَ عَايَنُوا الآخِرَةَ). [جامع البيان: 24/ 101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, بسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالُوا: مَتَى السَّاعَةُ؟ استهزاءً مِنْهم؛ فأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ يعني: مَجِيئُها، {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: ما أَنْتَ مِن عِلْمِهَا يَا مُحَمَّدُ، {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}؛ يعني: مُنْتَهَى عِلْمِهَا, فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ بخَمْسٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَهُنَّ فقَدْ كَفَرَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ} إلى آخِرِ السُّورَةِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} يَعْنِي: مَنْ يَخْشَى القِيامَةَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يَعْنِي يَرَوْنَ القِيَامَةَ، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا، ولم يَنْعَمُوا بشيءٍ من نَعِيمِهَا، {إِلاَّ عَشِيَّةً} ما بين الظُّهْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، {أَوْ ضُحَاهَا}: ما بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى نِصْفِ النَّهارِ»). [الدر المنثور: 15/ 236] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}. قَالَ: عِلْمُهَا. وفي قَوْلِهِ: {إِلاَّ عَشِيَّةً}؛ قَالَ: مِن الدُّنيا، {أَوْ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: العَشِيَّةُ). [الدر المنثور: 15/ 237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا}.
الآيةَ, قَالَ: تَدِقُّ الدنيا في أَنْفُسِ القَوْمِ حِينَ عَايَنُوا أَمْرَ الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 237-238]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ, عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ:
«إِنَّمَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ يَرْجُوهَا، وإِنَّمَا يَجْتَنِبُ النَّارَ مَنْ يَخْشَاهَا، وإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ يَرْحَمُ» ). [الدر المنثور: 15/ 238]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 09:53 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا جاءت الطّامّة...} وهي القيامة تطم على كل شيء، يقال: تطم وتطمّ لغتان). [معاني القرآن: 3/ 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى (34)}؛ إذا جاءت الصيحة التي تطم كلّ شيء، الصيحة التي يقع معها البعث والحساب والعقاب والعذاب والرحمة). [معاني القرآن: 5/ 281]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({الطامة}؛ أي: يوم القيامة). [ياقوتة الصراط: 554]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّامَّةُ}: القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 335]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى {فإنّ الجحيم هي المأوى...}مأوى أهل هذه الصفة، وكذلك قوله: {فإنّ الجنّة هي المأوى...} مأوى من وصفناه بما وصفناه به من خوف ربه ونهيه نفسه عن هواها). [معاني القرآن: 3/ 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا من طغى (37) وآثر الحياة الدّنيا (38) فإنّ الجحيم هي المأوى (39)} هذا جواب فإذا جاءت الطامة الكبرى، فإن الأمر كذلك، ومعنى هي المأوى أي هي المأوى له، وقال قوم: الألف واللام بدل من الهاء، المعنى فهي مأواه لأن الألف واللام بدل من الهاء، وهذا كما تقول للإنسان: غض الطرف يا هذا. فلابس الألف واللام بدلا من الكاف وأن كان المعنى غض طرفك لأن المخاطب يعلم أنك لا تأمره بغض طرف غيره.
قال الشاعر:
فغضّ الطرف إنّك من نمير ....... فـلا كعبـا بلغـت ولا كـلابـا
وكذلك معنى {فإنّ الجنّة هي المأوى}؛ على ذلك التفسير). [معاني القرآن: 5/ 281]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أيّان مرساها...} يقول القائل: إنما الإرساء للسفينة والجبال، وما أشبههن، فكيف وصفت الساعة بالإرساء؟ قلت: هي بمنزلة السفينة إذا كانت جارية فرست، ورسوّها قيامها، وليس قيامها كقيام القائم على رجله ونحوه، إنما هو كقولك: قد قام العدل، وقام الحق، أي: ظهر وثبت). [معاني القرآن: 3/ 234]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أيّان مرساها}؛ مرساها منتهاها، مرسى السفينة حيث تنتهى). [مجاز القرآن: 2/ 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أيان مرساها}: متى قيامها إذا أرست). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أيّان مرساها}؟ أي متى تأتي فتستقر؟ لأن الأشراط تتقدمها). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42)}؛ معناه متى وقوعها وقيامها). [معاني القرآن: 5/ 281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُرْسَاهَا}: وقوعها). [العمدة في غريب القرآن: 335]

تفسير قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فيم أنت من ذكراها}؟ أي ليس علم ذلك عندك). [تفسير غريب القرآن: 513]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {إلى ربّك منتهاها (44)} أي منتهى علمها). [معاني القرآن: 5/ 281]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّما أنت منذر من يخشاها...}؛ أضاف عاصم والأعمش، ونوّن طلحة بن مصرف وبعض أهل المدينة، فقالوا: "منذرٌ من يخشاها"، وكلٌّ صواب وهو مثل قوله: "بالغٌ أمره"، و"بالغ أمره" و"موهنٌ كيد الكافرين" و{موهن كيد الكافرين} مع نظائر له في القرآن). [معاني القرآن: 3/ 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها (45)}؛ وقرئت (منذر) بالتنوين على معنى "إنما أنت في حال إنذار من يخشاها" و"تنذر أيضا فيما يستقبل من يخشاها"، ومفعل وفاعل إذا كان واحد منهما ومما كان في معناهما لما يستقبل وللحال نوّنته؛ لأنه يكون بدلا من الفعل، والفعل لا يكون إلا نكرة.
وقد يجوز حذف التنوين على الاستئناف، والمعنى معنى ثبوته يعني ثبوت التنوين، فإذا كان لما مضى فهو غير منوّن ألبتّة، تقول: أنت منذر زيدا، أي - أنت أنذرت زيدا). [معاني القرآن: 5/ 282]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {إلاّ عشيّةً أو ضحاها...} يقول القائل: وهل للعشى ضحا؟ إنما الضحا لصدر النهار، فهذا بيّن ظاهر من كلام العرب أن يقولوا: آتيك العشية أو غداتها، وآتيك الغداة أو عشيتها. تكون العشية في معنى: آخر، والغداة في معنى: أول، أنشدني بعض بني عقيل:
نحن صبحنا عامراً في دارها ....... عـشـيــة الــهـــلال أو ســرارهـــا
أراد عشية الهلال أو عشية سرار العشية، فهذا أسد من آتيك الغداة أو عشيتها). [معاني القرآن: 3/ 234-235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا عشيّة أو ضحاها (46)} هذه الألف والهاء عائدة على {عشيّة}، المعنى إلّا عشيّة أو ضحاها. أو ضحى العشية، فأضفت الضحى إلى العشية، والغداة والعشي والضحوة والضحى لليوم الذي يكون فيه، فإذا قلت أتيتك صباحا ومساءه، أو مساء وصباحه، فالمبنى أتيتك صباحا ومساء يلي الصباح، وأتيتك مساء وصباحا يلي المساء). [معاني القرآن: 5/ 282]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 09:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): ("ما من طامة إلا فوقها طامة"، أي ما من داهية إلا وفوقها داهية، ويقال: طما الماء وطم إذا إرتفع وزاد). [الكامل: 1/ 14]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}

تفسير قوله تعالى: {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (و«الجحيم» ذكر. قال أبو عبد الله: أرى أن الفراء أراد بقوله في الجحيم إنه ذكر، أنه مصدر كقوله: جحمته جحيما. والتنزيل بالتأنيث، قال تعالى: {وإذا الجحيم سعرت}، وقال: {فإن الجحيم هي المأوى}.
قال الفراء: فإذا رأيته في الشعر مؤنثا، فإنما لأنهم نووا به النار بعينها). [المذكور والمؤنث:83- 84] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}

تفسير قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ} قال: هو الزيت يصطبع به. وقال في قوله: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: لا تعد لذكراها. وقال في قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. قولوا: السلام عليك يا رسول الله). [مجالس ثعلب: 230] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (و«العشية» أنثى، فإذا أبهمت العشي ذكرته، وقد يكون جمع عشية). [المذكور والمؤنث: 91]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{الطّامّة الكبرى}؛ هي القيامة. قاله ابن عبّاسٍ والضّحّاك، وقال الحسن وابن عبّاسٍ أيضاً: النفخة الثانية). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما سعى}؛ معناه: ما عمل من سائر عمله، ويتذكّر ذلك بما يرى من جزائه). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: {وبرّزت} بضمّ الباء وشدّ الراء المكسورة، وقرأ عكرمة، ومالك بن دينارٍ، وعائشة رضي اللّه عنها: (وبرزت) بفتح الباء والراء.
وقرأ جمهور الناس: {لمن يرى} بالياء، أي: لمن يبصر ويحصّل، وقرأ عكرمة، ومالك بن دينارٍ، وعائشة رضي اللّه عنها: (لمن ترى) بالتاء، أي: تراه أنت يا محمّد، فالإشارة إلى كفار مكة، أو إشارةٌ إلى الناس والقصد كفار مكة، ويحتمل أن يكون المعنى: لمن تراه الجحيم، كما قال تعالى: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ}؛ وقرأ ابن مسعودٍ: (لمن رأى) على فعلٍ ماضٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :(قوله عزّ وجلّ:{فأمّا من طغى * وآثر الحياة الدّنيا * فإنّ الجحيم هي المأوى * وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى * يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربّك منتهاها * إنّما أنت منذر من يخشاها * كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلّا عشيّةً أو ضحاها}.
{طغى}؛ معناه: تجاوز الحدود التي ينبغي للإنسان أن يقف عندها). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و (آثر الحياة الدّنيا) على الآخرة؛ لتكذيبه بالآخرة). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{المأوى} المنزل والمسكن، حيث يأوي المرء ويلازم). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{مقام ربّه}؛ هو يوم القيامة، وإنما المراد: مقامٌ بين يدي ربّه، فأضاف المقام إلى اللّه تعالى من حيث هو بين يديه، وفي ذلك تفخيمٌ للمقام وتعظيمٌ لهوله وموقعه من النّفوس.
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: المعنى: خافه عند المعصية فانتهى عنها.
و{الهوى} هو شهوات النفس، وما جرى مجراها، وأكثر استعماله إنما هو في غير المحدود، قال سهلٌ التّستريّ: لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء عليهم السلام، وبعض الصدّيقين.
وقال بعض الحكماء: إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه.
وقال الفضيل بن عياضٍ: أفضل الأعمال خلاف الهوى). [المحرر الوجيز: 8/ 533-534]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {يسألونك عن السّاعة} الآية. نزلت بسبب أنّ قريشاً كانت تلحّ في البحث عن وقت الساعة التي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخبرهم بها، ويتوعّدهم بأمرها، ويكثر من ذلك.
و{أيّان مرساها}؛ معناه: متى ثبوتها ووقت رسوّها، أي: ثبوتها، كأنه شيءٌ يسيرٌ إلى غايةٍ ما، ثمّ يقف كما تفعل السفينة التي ترسو.
وقرأ أبو عبد الرحمن السّلميّ: (إيّان) بكسر الألف). [المحرر الوجيز: 8/ 534]

تفسير قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :(ثم قال تعالى لنبيّه عليه السلام على جهة التوقيف: {فيم أنت من ذكراها} أي: من ذكر تحديدها ووقتها، أي: لست من ذلك في شيءٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 534]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ({إنّما أنت منذر} وقالت عائشة رضي اللّه عنها: كان النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يسأل عن الساعة كثيراً، فلمّا نزلت هذه الآية انتهى.
وقرأ أبو جعفرٍ، وعمر بن عبد العزيز، وأبو عمرٍو بخلافٍ، وابن محيصنٍ، والأعرج، وطلحة، وعيسى: (منذرٌ) بالرفع بتنوين (منذرٌ).
وقرأ جمهور القرّاء: {منذر من يخشاها} بإضافة {منذر} إلى {من}). [المحرر الوجيز: 8/ 534]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قرّب تعالى أمر الساعة بإخباره أن الإنسان عند رؤيته إيّاها يظنّ أنه لم يلبث إلا عشيّة يومٍ أو بكرته، فأضاف (الضّحى) إلى (العشيّة) من حيث هما طرفان للنهار، وقد بدأ بذكر أحدهما فأضاف الآخر إليه؛ تجوّزاً وإيجازاً). [المحرر الوجيز: 8/ 534]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:53 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:53 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإذا جاءت الطّامّة الكبرى * يوم يتذكّر الإنسان ما سعى * وبرّزت الجحيم لمن يرى * فأمّا من طغى * وآثر الحياة الدّنيا * فإنّ الجحيم هي المأوى * وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى * يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربّك منتهاها * إنّما أنت منذر من يخشاها * كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلّا عشيّةً أو ضحاها}.
يقول تعالى: {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى}؛ وهو يوم القيامة، قال ابن عبّاسٍ: سمّيت بذلك؛ لأنّها تطمّ على كلّ أمرٍ هائلٍ مفظعٍ، كما قال تعالى: {والسّاعة أدهى وأمرّ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يتذكّر الإنسان ما سعى}؛ أي: حينئذٍ يتذكّر ابن آدم جميع عمله؛ خيره وشرّه، كما قال: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وبرّزت الجحيم لمن يرى}؛ أي: أظهرت للنّاظرين فرآها النّاس عياناً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأمّا من طغى} أي: تمرّد وعتا).[تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآثر الحياة الدّنيا}؛ أي: قدّمها على أمر دينه وأخراه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فإنّ الجحيم هي المأوى}؛ أي: فإنّ مصيره إلى الجحيم، وإنّ مطعمه من الزّقّوم، ومشربه من الحميم).[تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى}؛ أي: خاف القيام بين يدي اللّه عزّ وجلّ وخاف حكم اللّه فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردّها إلى طاعة مولاها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317-318]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّ الجنّة هي المأوى}؛ أي: منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنّة الفيحاء). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 318]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( ثمّ قال تعالى: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربّك منتهاها}. أي: ليس علمها إليك ولا إلى أحدٍ من الخلق، بل مردّها ومرجعها إلى اللّه عزّ وجلّ، فهو الذي يعلم وقتها على التّعيين، {ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتةً يسألونك كأنّك حفيٌّ عنها قل إنّما علمها عند اللّه}. وقال ههنا: {إلى ربّك منتهاها}.
ولهذا لمّا سأل جبريل رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- عن وقت السّاعة قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 318]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها}؛ أي: إنّما بعثتك لتنذر النّاس وتحذّرهم من بأس اللّه وعذابه، فمن خشي اللّه وخاف مقامه ووعيده اتّبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذّبك وخالفك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 318]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}؛ أي: إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدّة الحياة الدّنيا، حتى كأنّها عندهم كانت عشيّةً من يومٍ أو ضحًى من يومٍ.
قال جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}؛ أمّا عشيّةٌ فما بين الظّهر إلى غروب الشّمس، {أو ضحاها} ما بين طلوع الشّمس إلى نصف النّهار.
وقال قتادة: دقّت الدّنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 318]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة