العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:04 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [64-67]

سورة الزمر

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)



روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب نزول الآية رقم (64)
- أسباب نزول الآية رقم (67)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:40 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل يا محمّد لمشركي قومك، الدّاعيك إلى عبادة الأوثان: {أفغير اللّه} أيّها الجاهلون باللّه {تأمرونّي} أن {أعبد} ولا تصلح العبادة لشيءٍ سواه.
واختلف أهل العربيّة في العامل، في قوله {أفغير} النّصب؛ فقال بعض نحويّي البصرة: قيل: {أفغير اللّه تأمرونّي} يريد: أفغير اللّه أعبد، تأمرونّي؟! كأنّه أراد الإلغاء، واللّه أعلم، كما تقول: ذهب فلأنٌ يدري، جعله على معنى فما يدري. وقال بعض نحويّي الكوفة: غير منتصبةٌ بـ(أعبد)، وأن تحذف وتدخل؛ لأنّها علمٌ للاستقبال، كما تقول: أريد أن أضرب، وأريد أضرب، وعسى أن أضرب، وعسى أضرب، فكانت في طلبها الاستقبال، كقولك: زيدًا سوف أضرب، فلذلك حذفت وعمل ما بعدها فيما قبلها، ولا حاجة بنا إلى اللّغو). [جامع البيان: 20/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 64 - 66.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء ويطأون عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك فدلوه قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي فجاء الوحي (قل يا أيها الكافرون) (الكافرون الآية 1) إلى آخر السورة وأنزل الله عليه {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} ). [الدر المنثور: 12/690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: إياك وأجدادك يا محمد، فأنزل الله {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} إلى قوله {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} ). [الدر المنثور: 12/690-691]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك} يقول تعالى ذكره: ولقد أوحى إليك يا محمّد ربّك، وإلى الّذين من قبلك من الرّسل {لئن أشركت ليحبطنّ عملك} يقول: لئن أشركت باللّه شيئًا يا محمّد، ليبطلنّ عملك، ولا تنال به ثوابًا، ولا تدرك جزاءً إلاّ جزاء من أشرك باللّه، وهذا من المؤخّر الّذي معناه التّقديم؛ ومعنى الكلام: ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك، ولتكوننّ من الخاسرين، وإلى الّذين من قبلك، بمعنى: وإلى الّذين من قبلك من الرّسل من ذلك، مثل الّذي أوحي إليك منه، فاحذر أن تشرك باللّه شيئًا فتهلك.
ومعنى قوله: {ولتكوننّ من الخاسرين} ولتكوننّ من الهالكين بالإشراك باللّه إن أشركت به شيئًا). [جامع البيان: 20/244]

تفسير قوله تعالى: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل اللّه فاعبد وكن من الشّاكرين (66) وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تعبد ما أمرك به هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد بعبادته، بل اللّه فاعبد دون كلّ ما سواه من الآلهة والأوثان والأنداد {وكن من الشّاكرين} للّه على نعمته عليك بما أنعم من الهداية لعبادته، والبراءة من عبادة الأصنام والأوثان ونصب اسم اللّه بقوله {فاعبد} وهو بعده، لأنّه ردّ الكلام، ولو نصب بمضمرٍ قبله، إذا كانت العرب تقول: زيدٌ فليقم، وزيدًا فليقم رفعًا ونصبًا، الرّفع على: فلينظر زيدٌ فليقم، والنّصب على: انظروا زيدًا فليقم - كان صحيحًا جائزًا). [جامع البيان: 20/244]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عنبسة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا، قال: أجل، والله ما تدري، إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا، تجري فيه أودية القيح والدم، قال: قلت: لها أنهار؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا، قال: أجل، والله ما تدري، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} [سورة الزمر: 67] قالت: فأين الناس يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: «على جسر جهنم» ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 580-581]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي في قوله مطويات بيمينه قال إذا كان يوم القيامة طوى الله السماوات بيمينه والأرض قبضته ثم يقول لي الملك أين ملوك الأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن أبا هريرة قال إن النبي قال يمين الله ملئ لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيت ما أنفق منذ خلق الله لسماوات والأرض فإنه لن ينقص مما عنده شيء وبيده الميزان قال معمر قال غيره الغيض يخفض ويرفع وعرشه على الماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67]
- حدّثنا آدم، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّا نجد: أنّ اللّه يجعل السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، وسائر الخلائق على إصبعٍ، فيقول أنا الملك، فضحك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {وما قدروا اللّه حقّ قدره، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسّموات مطويّاتٌ بيمينه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون} ). [صحيح البخاري: 6/126]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله تعالى وما قدروا اللّه حقّ قدره)
ذكر فيه حديث عبد اللّه وهو بن مسعودٍ
- قال جاء حبرٌ بفتح المهملة وبكسرها أيضًا ولم أقف على اسمه قوله إنّا نجد أن الله يجعل السّماوات على إصبعٍ الحديث يأتي شرحه في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى قال بن التّين تكلّف الخطّابيّ في تأويل الإصبع وبالغ حتّى جعل ضحكه صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وإنكارًا لما قال الحبر وردّ ما وقع في الرّواية الأخرى فضحك صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا بأنّه على قدر ما فهم الرّاوي قال النّوويّ وظاهر السّياق أنّه ضحك تصديقًا له بدليل قراءته الآية الّتي تدلّ على صدق ما قال الحبر والأولى في هذه الأشياء الكفّ عن التّأويل مع اعتقاد التّنزيه فإنّ كلّ ما يستلزم النّقص من ظاهرها غير مراد وقال بن فوركٍ يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات وما ورد في بعض طرقه أصابع الرّحمن يدلّ على القدرة والملك قوله حتّى بدت نواجذه أي أنيابه وليس ذلك منافيًا للحديث الآخر أنّ ضحكه كان تبسّمًا كما سيأتي في تفسير الأحقاف). [فتح الباري: 8/551]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وما قدروا الله حقّ قدره} (الزمر: 67)
أي: هذا باب في بيان قوله عز وجل: وليس في بعض النّسخ لفظ: باب. قوله: {وما قدروا الله} أي: ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به.
- حدّثنا آدم حدّثنا شيبان عن منصورٍ عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمّد إنّا نجد أنّ الله يجعل السّماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشّجر على إصبع والماء والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلائق على إصبعٍ فيقول أنا الملك فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حقّ قدره} (الزمر: 67) ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وآدم هو ابن أبي إياس عبد الرّحمن، وشيبان هو ابن عبد الرّحمن، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعبيدة بفتح العين وكسر الباء الموحدة: السّلماني، وعبد الله هو ابن مسعود.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في التّوحيد عن عثمان وعن مسدّد. وأخرجه مسلم في التّوبة عن أحمد بن يونس. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن بندار. وأخرجه النّسائيّ عن إسحاق بن إبراهيم به وعن غيره.
قوله: (حبر) بفتح الحاء وكسرها، و: العالم، بالفتح وما يكتب به بالكسر. قوله: (على إصبع) المراد منه القدرة، وقال ابن فورك: المراد به هنا إصبع بعض مخلوقاته، وهو غير ممتنع، وقال محمّد ابن شجاع الثّلجي: يحتمل أن يكون خلق خلقه الله تعالى يوافق اسمه اسم الإصبع، وما ورد في بعض الرّوايات من أصابع الرّحمن يؤول بالقدرة أو الملك، وقال الخطابيّ: الأصل في الإصبع ونحوها أن لا يطلق على الله إلاّ أن يكون بكتاب أو خبر مقطوع بصحّته، فإن لم يكونا فالتوقف عن الإطلاق واجب، وذكر الأصابع لم يوجد في الكتاب ولا في السّنة القطعية، وليس معنى اليد في الصّفات بمعنى الجارحة حتّى يتوهّم من ثبوتها ثبوت الإصبع، وقد روى هذا الحديث كثير من أصحاب عبد الله من طريق عبيدة فلم يذكروا فيه تصديقًا لقول الحبر، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذبوهم) ، والدّليل على أنه لم ينطق فيه بحرف تصديقًا له وتكذيباً، وإنّما ظهر منه الضحك المخيل للرضاء مرّة، وللتعجب والإنكار أخرى، وقول من قال: إنّما ظهر منه الضحك تصديقًا للحبر ظن منه، والاستدلال في مثل هذا الأمر الجليل غير جائز، ولو صحّ الخبر لا بد من التّأويل بنوع من المجاز، وقد يقول الإنسان في الأمر الشاق إذا أضيف إلى الرجل القوي المستقل المستظهر إنّه يعمله بإصبع أو بخنصر ونحوه، يريد الاستظهار في القدرة عليه والاستهانة به، فعلم أن ذلك من تحريف اليهوديّ، فإن ضحكه صلى الله عليه وسلم إنّما كان على معنى التّعجّب والتكبر له، وقال التّميمي تكلّف الخطابيّ فيه، وأتى في معناه ما لم يأت به السّلف، والصّحابة كانوا أعلم بما رووه، وقالوا: إنّه ضحك تصديقًا له، وثبت في السّنة الصّحيحة: (ما من قلب إلّا وهو بين إصبعين من أصابع الرّحمن) ، وقال الكرماني: الأمة في مثلها طائفتان مفوضة ومؤولة واقفون على قوله: {وما يعلم تأويله إلّا الله} (آل عمران: 7) وقال النّوويّ، رحمه الله: وظاهر السّياق يدل على أنه ضحك تصديقًا بدليل قراءته الآية الّتي تدل على صحة ما قال الحبر. قوله: (نواجذه) ، بالنّون والجيم والذال المعجمة، وقال الأصمعي: هي الأضراس كلها لا أقصى الأسنان، والأحسن ما قاله ابن الأثير: النواجذ من الإنسان الضواحك، وهي الّتي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنّها أقصى الأسنان، والمراد الأول لأنّه صلى الله عليه وسلم، ما كان يبلغ به الضحك حتّى يبدو آخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة ضحكه: (جلّ ضحكه التبسم) ، وإن أريد بها الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في الضحك من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان). [عمدة القاري: 19/143-144]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}
(باب قوله: {وما قدروا الله حق قدره}) [الزمر: 67] أي ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا آدم حدّثنا شيبان عن منصورٍ عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: يا محمّد، إنّا نجد أنّ اللّه يجعل السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، وسائر الخلائق على إصبعٍ، فيقول: أنا الملك. فضحك النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتّى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثمّ قرأ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67]. [الحديث 4811 - أطرافه في: 7414، 7415، 7451، 7513].
وبه قال: (حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: (حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن (عن منصور) هو ابن المعتمر (عن إبراهيم) النخعي (عن عبيدة) بفتح العين وكسر الموحدة السلماني (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: جاء حبر) بفتح الحاء المهملة (من الأحبار) عالم من علماء اليهود قال الحافظ ابن حجر لم أقف على أسمه (إلى رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: يا محمد إنّا نجد) أي في التوراة (أن الله يجعل السماوات على إصبع) وفي رواية مسدّد عن يحيى عن سفيان عن منصور في التوحيد أن الله يمسك بدل يجعل (والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع وسائر الخلائق على إصبع) وفي بعض النسخ والماء على إصبع والثرى على إصبع وسقط في بعضها والماء على إصبع (فيقول: أنا الملك) المتفرّد بالملك (فضحك النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتى بدت نواجذه) بالجيم والذال المعجمة أي أنيابه وهي الضواحك التي تبدو عند الضحك حال كونه (تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {وما قدروا الله حق قدره}) وقراءته عليه الصلاة والسلام هذه الآية تدل على صحة قول الحبر كضحكة قاله النووي.
وفي التوحيد قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- تعجبًا مما قاله الحبر وتصديقًا له، ورواه الترمذي وقال حسن صحيح، وعند مسلم تعجبًا مما قاله الحبر وتصديقًا له. وعند ابن خزيمة من رواية إسرائيل عن منصور حتى بدت نواجذه تصديقًا له، وعند الترمذي من حديث ابن عباس قال: مرّ يهودي بالنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه وأشار محمد بن الصلت أبو جعفر لخنصره أوّلًا ثم تابع حتى بلغ الإبهام وهذا من شديد الاشتباه، وقد حمله بعضهم على أن اليهود مشبهة ويزعمون فيما أنزل إليهم ألفاظًا تدخل في التشبيه ليس القول بها من مذهب المسلمين، وبهذا قال الخطابي وقال: إنه روى هذا الحديث غير واحد عن عبد الله من طريق عبيدة فلم يذكروا قوله تصديقًا لقول الحبر ولعله من الراوي ظنّ وحسبان، وضحكه -صلّى اللّه عليه وسلّم- تعجب من كذب اليهودي، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق وليس كذلك.
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم: هذه الزيادة من قول الراوي باطلة لأن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- لا
يصدّق بالمحال لأن نسبة الأصابع إلى الله تعالى محال، وقوله: {وما قدروا الله حق قدره} أي ما عرفوه حق معرفته ولا ريب أن الصحابة كانوا أعلم بما رووه، وقد قالوا إنه ضحك تصديقًا، وقد ثبت في الحديث الصحيح: "ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن" رواه مسلم. وفي حديث ابن عباس قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "أتاني الليلة ربي في أحسن صورة" الحديث. وفيه فوضع يده بين كتفي، وفي رواية معاذ فرأيته وضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي، فهذه روايات متظافرة على صحة ذكر الأصابع وكيف يطعن في حديث أجمع على إخراجه الشيخان وغيرهما من أئمة النقد والإتقان، لا سيما وقد قال ابن الصلاح ما اتفق عليه الشيخان هو بمنزلة المتواتر وكيف يسمع -صلّى اللّه عليه وسلّم- وصف ربه تعالى بما لا يرضاه فيضحك ولم ينكره أشد الإنكار حاشاه الله من ذلك، وإذا تقرر صحة ذلك فهو من المتشابه كغيره كالوجه واليدين والقدم والرجل والجنب في قوله تعالى: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} [الزمر: 56].
واختلف أئمتنا في ذلك هل نؤوّل المشكل أم نفوّض معناه المراد إليه تعالى مع اتفاقهم على أن جعلنا بتفصيله لا يقدح في اعتقادنا المراد منه، والتفويض مذهب السلف وهو أسلم والتأويل مذهب الخلف وهو أعلم أي أحوج إلى مزيد علم فنؤوّل الأصبع هنا بالقدرة إذ إرادة الجارحة مستحيلة، وقد قال الزمخشري في كشافه بعد ذكر نحو حديث الباب إنما ضحك أفصح العرب وتعجب لأنه لم يفهم منه إلا ما يفهمه علماء البيان من غير تصوّر إمساك ولا أصبع ولا هز ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أوّل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة التي هي الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأذهان ولا تكتنهها الأوهام هينة عليه هوانًا لا يوصل السامع إلى الوقوف عليه إلا إجراء العبارة وفي مثل هذه الطريقة من التخييل، ولا ترى بابًا في علم البيان أدق ولا ألطف من هذا الباب ولا أنفع وأعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء فإن أكثره وعليته تخييلات قد زلّت فيها أقدام وما أتى الزالّون إلا من قلة عنايتهم بالبحث والتنقير حتى يعلموا أن في عداد العلوم الدقيقة علمًا لو قدّروه حق قدره لما خفي عليهم أن العلوم كلها مفتقرة إليه وعيال عليه إذ لا يحل عقدها الموربة ولا يفك قيودها المكربة إلا هو، وكم آية من آيات التنزيل وحديث من أحاديث الرسول قد ضيم وسيم الخسف بالتأويلات الغثة والوجوه الرثّة لأن من تأوّل ليس من هذا العلم في عير ولا نفير ولا يعرف قبيلًا من دبير.
وقال ابن فورك: يحتمل أن يكون المراد أصبع بعض مخلوقاته.
وسيكون لنا عودة إلى الإلمام بشيء من مبحث هذا الحديث إن شاء الله تعالى بعونه وتوفيقه.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في التوحيد ومسلم في التوبة والترمذي والنسائي في التفسير). [إرشاد الساري: 7/320-321]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ، قال: حدّثني اللّيث، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة، أنّ أبا هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول " يقبض اللّه الأرض، ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض " ). [صحيح البخاري: 6/126]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه)
لمّا وقع ذكر الأرض مفردًا حسن تأكيده بقوله جميعًا إشارةً إلى أن المراد جميع الأراضي ثمّ ذكر حديث أبي هريرة يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماوات بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض وسيأتي شرحه أيضًا مستوفًى في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى). [فتح الباري: 8/551]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} (الزمر: 67)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {والأرض جميعًا} الآية ... ولم يذكر لفظ: باب، في بعض النّسخ، ولما أخبر الله تعالى عن عظمته قبل هذه الآية ذكر أن من جملة عظمته أن الأرض جميعًا قبضته أي: ملكه يوم القيامة بلا منازع ولا مدافع، قال الأخفش: هذا كما يقال: خراسان في قبضة فلان، ليس يريد أنّها في كفه، إنّما معناه أنّها ملكه، ولما وقع الأرض مفردا حسن تأكيده بقوله: جميعًا، أشار إلى أن المراد جميع الأراضي. قوله: (مطويّات) للطي معان: (الإدراج) : كطي القرطاس والثّوب، بيانه في قوله تعالى: {يوم نطوي السّماء كطي السّجل للكتب} (الأنبياء: 104) ، (والإخفاء) ، يقال: طويت فلانا عن أعين النّاس، واطو هذا الحديث عني أي: استره، والإعراض، يقال: طويت عن فلان أعرضت عنه، (والإفناء) : يقول العرب: طويت فلانا بسيفي أي أفنيته، وإنّما ذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار، وقيل: هو بمعنى القوّة، وقيل: اليمين القسم لأنّه حلف أنه يطويها وينفيها، ثمّ نزه الله عز وجل فقال سبحانه الآية.
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ قال حدّثني اللّيث قال حدّثني عبد الرّحمان بن خالد ابن مسافرٍ عن ابن شهابٍ عن أبي سلمة أنّ أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله الأرض ويطوي السّماوات بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة، وسعيد بن عفير، بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء: وهو إسم جده، وسعيد بن كثير بن عفير بن مسلم أبو عثمان المصريّ وهو من رجال مسلم أيضا، والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في التّوحيد عن يونس بن يزيد. قوله: (بيمينه) يريد به: القوّة). [عمدة القاري: 19/144-145]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
(باب قوله) تعالى: ({والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة}) القبضة بفتح القاف المرة من القبض أطلقت بمعنى القبضة بالضم وهي المقدار المقبوض بالكف تسمية بالمصدر أو بتقدير ذات قبضته ({والسماوات مطويات بيمينه}) قال ابن عطية اليمين هنا والقبضة عبارة عن القدرة وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل وما ذهب إليه القاضي يعني أبا الطيب من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف وبحسب ما يختلج في النفوس قال عز وجل: ({سبحانه وتعالى عما يشركون}) [الزمر: 67] أي هو منزّه عن جميع ما وصف به المجسمون المشبهون وتأكيد الأرض بالجميع لأن المراد بها الأرضون السبع أو جميع أبعاضها البادية والغائرة وخص ذلك بيوم القيامة ليدل على أنه كما ظهر كمال قدرته في الإيجاد عند عمارة الدنيا يظهر كمال قدرته في الإعدام عند خراب الدنيا وسقط لأبي ذر قوله والسماوات الخ.
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ قال: حدّثني اللّيث قال: حدّثني عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ عن ابن شهابٍ عن أبي سلمة أنّ أبا هريرة قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: «يقبض اللّه الأرض، ويطوي السّماوات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض»؟ [الحديث 4812 - أطرافه في: 6519، 7382، 7413].
وبه قال: (حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين المهملة وفتح الفاء مصغرًا نسبه لجدّه لشهرته به واسم أبيه كثير المصري (قال: حدّثني) بالإفراد (الليث) بن سعد الإمام (قال: حدّثني) بالإفراد (عبد الرحمن بن خالد بن مسافر) الفهمي المصري (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف (أن أبا هريرة) رضي الله عنه: (قال: سمعت رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول):
(يقبض الله الأرض ويطوي السماوات) وفي نسخة السماء "بيمينه" يطلق الطيّ على الأدراج كطيّ القرطاس كما قال الله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب} [الأنبياء: 104] وعلى الإفناء تقول العرب طويت فلانًا بسيفي أي أفنيته وقال القاضي عبر عن إفناء الله تعالى هذه المظلة والمقلة ورفعهما من البين إخراجهما من أن يكونا مأوى ومنزلًا لبني آدم بقدرته الباهرة التي تهون عليها الأفعال العظام التي تتضاءل دونها القوى والقدر وتتحير فيها الأفهام والفكر على طريقة التمثيل والتخييل (ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض).
ولمسلم من حديث ابن عمر مرفوعًا "يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهنّ بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول أنا الملك"
الحديث فأضاف طيّ السماوات وقبضها إلى اليمين وطيّ الأرض إلى الشمال تنبيهًا وتخييلًا لما بين المقبوضين من التفاوت والتفاضل.
وحديث الباب أخرجه أيضًا في التوحيد). [إرشاد الساري: 7/321-322]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني منصورٌ، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: جاء يهوديٌّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمّد إنّ اللّه يمسك السّماوات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والجبال على إصبعٍ، والخلائق على إصبعٍ ثمّ يقول: أنا الملك. قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، قال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/224]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/224]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ يهوديٌّ بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا يهوديّ حدّثنا فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع اللّه السّموات على ذه، والأرض على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، وأشار أبو جعفرٍ محمّد بن الصّلت بخنصره أوّلاً، ثمّ تابع حتّى بلغ الإبهام، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، وأبو كدينة اسمه: يحيى بن المهلّب رأيت محمّد بن إسماعيل، روى هذا الحديث عن الحسن بن شجاعٍ، عن محمّد بن الصّلت). [سنن الترمذي: 5/224-225]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا، قال: أجل، واللّه ما تدري. حدّثتني عائشة، أنّها سألت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} قالت: قلت: فأين النّاس يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: على جسر جهنّم وفي الحديث قصّةٌ.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه). [سنن الترمذي: 5/225]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، أنّها قالت: يا رسول الله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} فأين المؤمنون يومئذٍ؟ قال: على الصّراط يا عائشة.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/225]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وما قدروا الله حقّ قدره}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: جاء حبرٌ من اليهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: " يا أبا القاسم، إذا كان يوم القيامة جعل الله السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والخلائق كلّها على إصبعٍ، ثمّ يهزّهنّ ويقول: أنا الملك "، فلقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحك حتّى بدت نواجذه تعجّبًا لما قال، وتصديقًا له، ثمّ قرأ {وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} [الزمر: 67]
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني منصورٌ، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، أن يهوديًّا، جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا محمّد، إنّ الله يمسك السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والجبال والخلائق على إصبعٍ، قال: " ثمّ يقول: أنا الملك "، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى بدت نواجذه وقال: {وما قدروا الله حقّ قدره} [الزمر: 67]، قال يحيى: وزاد فيه فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله: فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا، قال أبو عبد الرّحمن: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ الله يحمل السّموات على إصبعٍ، ويحمل الأرضين على إصبعٍ، ويحمل الماء والثّرى على إصبعٍ، ويحمل الشّجر على إصبعٍ، ويحمل الخلائق كلّها على إصبعٍ، ثمّ يقول: «أنا الملك»، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/239-240]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة}
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: حدّثتني عائشة، أنّها سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قوله عزّ وجلّ: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}، قلت: فأين النّاس يومئذٍ؟، قال: «على جسرٍ جهنّم»
- أخبرنا عمرو بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد الحميد بن صالحٍ أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " كلّ أهل الجنّة يقول: لولا أنّ الله هداني فيكون لهم شكرًا، وكلّ أهل النّار يقول: لو أنّ الله هداني، فيكون عليهم حسرةً "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/240-241]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب، أنّ أبا هريرة كان يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يقبض الله الأرضين يوم القيامة، ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} يقول تعالى ذكره: وما عظّم اللّه حقّ عظمته هؤلاء المشركون باللّه، الّذين يدعونك إلى عبادة الأوثان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} قال: هم الكفّار الّذين لم يؤمنوا بقدرة اللّه عليهم، فمن آمن أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ، فقد قدّر اللّه حقّ قدره، ومن لم يؤمن بذلك، فلم يقدر اللّه حقّ قدره.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد،. قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وما قدروا اللّه حقّ قدره}: ما عظّموا اللّه حقّ عظمته.
وقوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول تعالى ذكره: والأرض كلّها قبضته في يوم القيامة {والسّموات} كلّها {مطويّاتٌ بيمينه} فالخبر عن الأرض متناهٍ عند قوله: يوم القيامة، والأرض مرفوعةٌ بقوله {قبضته}، ثمّ استأنف الخبر عن السّموات، فقال: {والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} وهي مرفوعةٌ بـ{مطويّاتٍ}.
وروي عن ابن عبّاسٍ وجماعةٍ غيره أنّهم كانوا يقولون: الأرض والسّموات جميعًا في يمينه يوم القيامة.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول: قد قبض الأرضين والسّموات جميعًا بيمينه ألم تسمع أنّه قال: {مطويّاتٌ بيمينه} يعني: الأرض والسّموات بيمينه جميعًا قال ابن عبّاسٍ: وإنّما يستعين بشماله المشغولة يمينه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ،. قال: حدّثني أبي عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في يد اللّه إلاّ كخردلةٍ في يد أحدكم.
- قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، قال: حدّثنا النّضر بن أنسٍ، عن ربيعة الجرشيّ، قال: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} قال: ويده الأخرى خلوٌّ ليس فيها شيءٌ.
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن عمّار بن عمر، عن الحسن، في قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} قال: كأنّها جوزةٌ بقضّها وقضيضها.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول: السّموات والأرض مطويّاتٌ بيمينه جميعًا.
وكان ابن عبّاسٍ يقول: إنّما يستعين بشماله المشغولة يمينه، وإنّما الأرض والسّموات كلّها بيمينه، وليس في شماله شيءٌ.
- حدّثنا الرّبيع، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أسامة بن زيدٍ، عن أبي حازمٍ، عن عبد اللّه بن عمر، أنّه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، على المنبر يخطب النّاس، فمرّ بهذه الآية: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يأخذ السّموات السّبع والأرضين السّبع فيجعلها في كفّه، ثمّ يقول بهما كما يقول الغلام بالكرة: أنا اللّه الواحد، أنا اللّه العزيز حتّى لقد رأينا المنبر وإنّه ليكاد أن يسقط به.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثني منصورٌ وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة السّلمانيّ، عن عبد اللّه، قال: جاء يهوديٌّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّ اللّه يمسك السّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والجبال على أصبعٍ، والخلائق على أصبعٍ، ثمّ يقول: أنا الملك؛ قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه وقال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن منصورٍ، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حين جاءه حبرٌ من أحبار اليهود، فجلس إليه، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حدّثنا، قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، جعل السّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والجبال على أصبعٍ، والماء والشّجر على أصبعٍ، وجميع الخلائق على أصبعٍ ثمّ يهزّهنّ ثمّ يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقًا لما قال، ثمّ قرأ هذه الآية: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، نحو ذلك.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، وعبّاس بن أبي طالبٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ يهوديٌّ بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو جالسٌ، فقال: يا يهوديّ حدّثنا، فقال: كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعل اللّه السّماء على ذه، والأرض على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم أبلغك أنّ اللّه يحمل الخلائق على أصبعٍ، والسّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والشّجر على أصبعٍ، والثّرى على أصبعٍ؟ قال فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته} إلى آخر الآية.
وقال آخرون: بل السّموات في يمينه، والأرضون في شماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليّ بن داود، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن أبي حازمٍ، قال: حدّثني أبو حازمٍ، عن عبيد اللّه بن مقسمٍ، أنّه سمع عبد اللّه بن عمرٍو، يقول: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على المنبر يقول: يأخذ الجبّار سمواته وأرضه بيديه، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يديه، وجعل يقبضهما ويبسطهما، قال: ثمّ يقول: أنا الرّحمن أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون وتمايل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن يمينه وعن شماله، حتّى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتّى إنّي لأقول: أساقطٌ هو برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟.
- حدّثني أبو علقمة الفرويّ عبد اللّه بن محمّدٍ، قال: حدّثني عبد اللّه بن نافعٍ، عن عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عمر، أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: يأخذ الجبّار سمواته وأرضه بيده، وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها، ثمّ يقول: أنا الجبّار، أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون؟ قال: ويميل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن يمينه وعن شماله، حتّى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتّى إنّي لأقول: أساقطٌ هو برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟.
- حدّثني الحسن بن عليّ بن عيّاشٍ الحمصيّ، قال: حدّثنا بشر بن شعيبٍ، قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن شهابٍ، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّه كان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يقبض اللّه عزّ وجلّ الأرض يوم القيامة ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟.
- حدّثت عن حرملة بن يحيى، قال: حدّثنا إدريس بن يحيى القائد، قال: أخبرنا حيوة، عن عقيلٍ، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني نافعٌ مولى ابن عمر، عن عبد اللّه بن عمر، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه يقبض الأرض يوم القيامة بيده، ويطوي السّماء بيمينه ويقول: أنا الملك.
- حدّثني محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا سعيد بن ثوبان الكلاعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حبرٌ من اليهود، قال: أرأيت إذ يقول اللّه في كتابه: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} فأين الخلق عند ذلك؟ قال: هم فيها كرقم الكتاب.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا عمر بن حمزة، قال: حدّثني سالمٌ، عن أبيه، أنّه أخبره أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يطوي اللّه السّموات فيأخذهنّ بيمينه ويطوي الأرض فيأخذها بشماله، ثمّ يقول: أنا الملك أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون.
وقيل: إنّ هذه الآية نزلت من أجل يهوديٍّ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن صفة الرّبّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن محمّدٍ، عن سعيدٍ، قال: أتى رهطٌ من اليهود نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا محمّد، هذا اللّه خلق الخلق، فمن خلقه؟ فغضب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى انتقع لونه، ثمّ ساورهم غضبًا لربّه؛ فجاءه جبريل فسكّنه، وقال: اخفض عليك جناحك يا محمّد، وجاءه من اللّه جواب ما سألوه عنه، قال: يقول اللّه تبارك وتعالى: {قل هو اللّه أحدٌ. اللّه الصّمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوًا أحدٌ}. فلمّا تلاها عليهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا: صف لنا ربّك؛ كيف خلقه، وكيف عضده، وكيف ذراعه؟ فغضب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشدّ من غضبه الأوّل، ثمّ ساورهم، فأتاه جبريل فقال مثل مقالته، وأتاه بجواب ما سألوه عنه قال: يقول اللّه: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: تكلّمت اليهود في صفة الرّبّ، فقالوا ما لم يعلموا ولم يروا، فأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} ثمّ بيّن للنّاس عظمته فقال: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} فجعل صفتهم الّتي وصفوا اللّه بها شركًا.
وقال بعض أهل العربيّة من أهل البصرة {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} يقول في قدّرته، نحو قوله: {وما ملكت أيمانكم} أي وما كانت لكم عليه قدرةٌ، وليس الملك لليمين دون سائر الجسد، قال: وقوله {قبضته} نحو قولك للرّجل: هذا في يدك وفي قبضتك والأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعن أصحابه وغيرهم، تشهد عليّ بطول هذا القول.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا هارون بن المغيرة، عن عنبسة، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن عائشة، قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قوله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: على الصّراط.
وقوله {سبحانه وتعالى عمّا يشركون} يقول تعالى ذكره تنزيهًا وتبرئةً للّه، وعلوًّا وارتفاعًا عمّا يشرك به هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد، القائلون لك: اعبد الأوثان من دون اللّه، واسجد لآلهتنا). [جامع البيان: 20/245-253]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن وهب بن منبه قال ما الخلق كله والأرضون في قبضة الله عز وجل إلا كخردلة ها هنا من أحدكم في العقد الثاني من باطن البنصر). [تفسير مجاهد: 560]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن حليمٍ المروزيّ، ثنا أبو الموجّه، أنبأ عبدان، أنبأ عبد اللّه عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا. قال: أجل واللّه ما تدري أنّ بين شحمة أذن أحدهم، وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا أودية القيح والدّم. قلت له: أنهارٌ؟ قال: لا، بل أوديةٌ، ثمّ قال: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا. قال: أجل واللّه ما تدري، حدّثتني عائشة رضي اللّه عنها، أنّها سألت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن قول اللّه عزّ وجلّ: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} قلت: فأين النّاس يومئذٍ يا رسول اللّه؟ قال: «على جسر جهنّم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه بهذه السّياقة "). [المستدرك: 2/473]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) (ابن مسعود - رضي الله عنه -): قال: جاء حبرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يضع السّماء على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والجبال على إصبعٍ. والشّجر والأنهار على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67].
وفي رواية نحوه، وقال: والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهزّهنّ - وفيه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، تعجّباً وتصديقاً له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حقّ قدره.....} الآية. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي، فقال: يا محمد، إن الله يمسك السموات على إصبعٍ، والجبال على إصبعٍ، والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبعٍ، ثم يقول: أنا الملك، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
وفي رواية قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً.
[شرح الغريب]
(نواجذ) النواجذ: الأضراس التي تلي الأنياب، وهي الضواحك، وقيل: هي أواخر الأسنان). [جامع الأصول: 2/338-339]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م د) (ابن عمر - رضي الله عنهما -): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطوي الله - عز وجل - السموات يوم القيامة، ثم يأخذهنّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟». هذه رواية مسلم.
وفي رواية البخاري قال: «إن الله -عز وجل- يقبض يوم القيامة الأرضين، وتكون السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك».
ثم قال البخاري: وقال عمر بن حمزة: سمعت سالماً سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
وفي أخرى لمسلم من حديث عبيد الله بن مقسم، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يأخذ الله - عز وجل- سماواته وأرضيه بيديه، ويقول: أنا الله - ويقبض أصابعه ويبسطها - ويقول: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتى إني أقول: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «يأخذ الجبّار عز وجل سماواته وأرضيه بيديه».
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال في حديثه: بيده الأخرى، ولم يقل: بشماله.
[شرح الغريب]
(الجبارون): جمع جبار، وهو القهار المتسلط، وقيل: العظيم الذي يفوت الأيدي فلا تناله). [جامع الأصول: 2/339-341]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) (أبو هريرة - رضي الله عنه -): قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟». أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/342]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) (ابن عباس - رضي الله عنهما -): قال: مرّ يهوديٌّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا يهوديّ، حدّثنا»، قال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلائق على ذه - وأشار محمد بن الصّلت بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام - فأنزل الله {وما قدروا اللّه حقّ قدره}. أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/342]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67] إلى آخر السّورة.
- عن جريرٍ قال: «قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لنفرٍ من أصحابه: " إنّي قارئٌ عليكم آياتٍ من آخر سورة الزّمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنّة ". فقرأها من عند {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67] إلى آخر السّورة. فمنّا من بكى ومنّا من لم يبك، فقال الّذين لم يبكوا: يا رسول اللّه، لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك، فقال: " إنّي سأقرؤها عليكم فمن لم يبك يتباكى» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه بكر بن خنيسٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 67
أخرج سعيد بن منصور وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ). [الدر المنثور: 12/691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه وأشار بالسبابة والأرضين على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه، كل ذلك يشير بأصابعه فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه وما لم يروا، فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: اليهود نظروا في خلق السموات والأرض والملائكة فلما زاغوا أخذوا يقدرونه، فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت (وسع كرسيه السموات والأرض) (البقرة الآية 255) قالوا: يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف بالعرش فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض). [الدر المنثور: 12/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن جرير وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به) ). [الدر المنثور: 12/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} قال: يقول أنا الجبار أنا أنا، ويمجد نفسه فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى أن قلنا ليخرن به قالوا: فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال: على جسر جهنم). [الدر المنثور: 12/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن عدي وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر {وما قدروا الله حق قدره} حتى بلغ {عما يشركون} فقال: المنبر هكذا، فذهب وجاء ثلاث مرات). [الدر المنثور: 12/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله السموات السبع والأرضين السبع في قبضته ثم يقول أنا الله أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا أنا الذي أعيدها أين الملوك، أين الجبارون). [الدر المنثور: 12/694-695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه: أنا قارى ء عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة، فقرأها من عند {وما قدروا الله حق قدره} إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال: إني سأقرأوها عليكم فمن لم يبك فليتباك). [الدر المنثور: 12/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوء أبدا، لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم، وقبضت السموات بيدي ثم قبضت الأرضين ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني، ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا بها وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها، ولكن عمدا غيبت عنهم ذلك لأعلم كيف يعملون وقد بينته لهم). [الدر المنثور: 12/695-696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليهودي إذ ذكر من عظمة ربنا فقال: السموات على الخنصر والأرضون على البنصر والجبال على الوسطى والماء على السبابة وسائر الخلق على الإبهام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته} ). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يطوي الله السموات بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي كله بيمينه يكون ذلك في يده بمنزلة خردلة). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {والسماوات مطويات بيمينه} ). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} قال: كلهن في يمينه). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن شيبان النحوي رضي الله عنه {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} قال: لم يفسرها قتادة). [الدر المنثور: 12/696-697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه، فتفسيره تلاوته والسكوت عليه). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري ما الكرسي قلت: لا، ما في السموات وما في الأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل إلا كحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم وذلك قوله {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما في السموات السبع والأرضين السبع في يد الله عز وجل إلا كخردلة في يد أحدكم). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} فأين الناس يومئذ قال: على الصراط). [الدر المنثور: 12/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود فقال: أرأيت إذ يقول الله عز وجل في كتابه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} فأين الخلق عند ذلك قال: هم كرتم الكتاب). [الدر المنثور: 12/698]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:42 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي



التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون}, وقال: {أفغير اللّه تأمرونّي أعبد} : يريد "أفغير الله أعبد تأمرونني" كأنه أراد الإلغاء - والله أعلم - كما تقول "هل ذهب فلان, تدري؟, جعله على معنى "ما تدري"). [معاني القرآن: 3/41]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه - جل وعز - أنه إنما ينبغي أن يعبد الخالق وحده لا شريك له , فقال: قل لهم بعد هذا البيان:{قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون (64)}
(أفغير) منصوب بـ (أعبد) لا بقوله (تأمرونّي), المعنى : أفغير اللّه أعبد أيها الجاهلون فيما تأمرونني).
[معاني القرآن: 4/361]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم أخبر أنه ينبغي أن يعبد وحده , بعد البراهين: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} , أي: أفغير الله أعبد في أمركم , هذا قول سيبويه.). [معاني القرآن: 6/190]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطّن عملك ولتكوننّ من الخاسرين}: مجازها :{ولقد أوحي إليك لئن اشركت ليحبطن عملك وإلى الذين من قبلك}: مجازها مجاز الأمرين اللذين يخبر عن أحدهما , ويكف عن الآخر , وهو داخل في معناه.).[مجاز القرآن: 2/191]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين}, وقال: {ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك} ). [معاني القرآن: 3/42]

تفسير قوله تعالى:{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بل اللّه فاعبد...}
تنصب (الله) - يعني في الإعراب - بهذا الفعل الظاهر؛ لأنه ردّ كلام. وإن شئت نصبته بفعل تضمره قبله؛ لأنّ الأمر والنهي لا يتقدّمهما إلاّ الفعل.
ولكن العرب تقول: زيد فليقم، وزيداً فليقم , فمن رفعه قال: أرفعه بالفعل الذي بعده؛ إذا لم يظهر الذي قبله, وقد يرفع أيضاً بأن يضمر له مثل الذي بعده؛ كأنك قلت: لينظر زيد فليقم.
ومن نصبه فكأنه قال: انظروا زيداً فليقم.).
[معاني القرآن: 2/424-425]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {بل اللّه فاعبد وكن من الشّاكرين (66)}
نصب لفظاللّه - جلّ وعزّ - بقولك:
{فاعبد}, وهو إجماع في قول البصريين والكوفيين، والفاء جاءت على معنى المجازاة، كأنّه قال: قد تبينت , فاعبد اللّه.). [معاني القرآن: 4/361]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (:وقوله {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة...}: ترفع القبضة, ولو نصبها ناصب، كما تقول: شهر رمضان انسلاخ شعبان , أي : هذا لي انسلاخ هذا.
وقوله:
{والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} ترفع السّموات بمطوياتٌ إذا رفعت المطويات, ومن قال {مطويّاتٍ}: رفع السموات بالباء التي في يمينه، كأنه قال: والسّموات في يمينه, وينصب المطويّات على الحال , أو على القطع, والحال أجود.). [معاني القرآن: 2/425]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
وقال:
{والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} يقول: "في قدرته" نحو قوله: {وما ملكت أيمانكم} : أي: وما كانت لكم عليه قدرة، وليس الملك لليمين دون الشمال وسائر البدن. وأما قوله: {قبضته} , فنحو قولك للرجل: "هذا في يدك وفي قبضتك".). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون (67)}
{وما قدروا اللّه حقّ قدره}: ويقرأ (قدره) - بفتح الدال.
جاء في التفسير: ما عظّموه حق عظمته, والقدر , والقدر ههنا بمعنى واحد.
{والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} : (جميعا) منصوب على الحال.
المعنى : والأرض إذا كانت مجتمعة قبضته يوم القيامة ,
{والسّماوات مطويّات بيمينه} , أكثر القراءة رفع {مطويّات} على الابتداء والخبر.
وقد قرئت:
{والسّماوات مطويّات} بكسر التاء على معنى: والأرض جميعا , والسّماوات قبضته يوم القيامة , و{مطويّات}: منصوب على الحال.
وقد أجاز بعض النحويين
{قبضته}بنصب التاء، وهذا لم يقرأ به ولا يجيزه النحويون البصريون، لا يقولون: زيد قبضتك، ولا المال قبضتك على معنى في قبضتك، ولو جاز هذا لجاز : زيد دارك يريدون : زيد في دارك.).[معاني القرآن: 4/362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما قدروا الله حق قدره}
قال أبو جعفر أبو عبيدة : يذهب إلى أن المعنى : وما عرفوا الله حق معرفته , وفي معناه قول آخر : وهو أن يكون التقدير : وما قدروا نعم الله.
ثم حذف كما قال سبحانه:
{واسأل القرية}
ثم قال جل وعز:
{والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}
قال الضحاك : هذا كله في يمينه.
قال أبو جعفر : معنى :
{والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}: أي : يملكها , كما تقول: هذا في قبضتي
قال محمد بن يزيد معنى:
{ بيمينه }: بقوته , وأنشد:
إذا ما راية رفعت لمجد = تلقاها عرابة باليمين
أي : بالقوة.).
[معاني القرآن: 6/190-191]



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:43 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) )
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله عز وجل: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} فقال تأمروني كقولك هو يقول ذاك بلغني فبلغني لغوٌ فكذلك تأمروني كأنه قال فيما تأمروني كأنه قال فيما بلغني وإن شئت كان بمنزلة:
ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى). [الكتاب: 3/100]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن كل مدغم فيما بعده إذا كانا من كلمتين فإظهار الأول جائز، لأنه غير لازم للثاني، إلا أنه في بعض أحسن منه في بعض على قدر تداني المخارج وبعدها .
فإذا لقيت التاء دالا أو طاء، كان الإدغام أحسن، لأن مخرج الثلاثة واحد، وإنما يفصل بينها أعراض فيها. وذلك قولك: ذهبطلحة، الإدغام أحسن. وكذلك هد مدارٌ زيدٍ ومثل ذلك: لم يعد تميم، ولم يعد طاهر.
فان قلت: انقط داود كان الإدغام بأن تطبق موضع الطاء أحسن لأن في الطاء إطباقا فيكرهون ذهابه. تقول: انقطا ود.
ولو قلت: انقداود كان حسنا. ولكن الاختيار ما ذكرت لك. وإن لم تدغم فجائز .
والظاء، والثاء، والذال هذا أمر بعضهن مع بعض في تبقية الإطباق وحذفه، وحسن الإدغام وجواز التبيين.
وفيما ذكرت لك من قرب المخارج وبعدها كفاية.
فأما قراءة أبي عمرو (هثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) فإن التبيين أحسن مما قرأ، لأن الثاء لا تقرب من اللام كقرب التاء وأختيها. وكذلك التاء في قراءته ( بتؤثرون الحياة الدنيا ).
وليست هذه اللام كلام المعرفة لازمة لكل اسم تريد تعريفه. فليس يجوز فيها مع هذه الحروف التي ذكرت لك وهي ثلاثة عشر حرفا إلا إلادغام. وقد ذكرناها بتفسيرها.
وإنما يلزم الإدغام على قدر لزوم الحرف، ألا ترى أنها إذا كانت في كلمة واحدة لم يجز الإظهار: إلا أن يضطر الشاعر فيرد الشيء إلى أصله، نحو: رد، وفر، ودابة، وشابة، لأن الباء الأولى تلزم الثانية.
فأما قولهم: أنما تكلمانني، وتكلماني، وقوله: {أفغير الله تأمروني} وفي القرآن: {لم تؤذونني وقد تعلمون} فلان الثانية منفصلة من الأولى، لأنها اسم المفعول. تقول: أنما تظلمان زيدا، وأنتم تظلمون عمرا). [المقتضب: 1/386-387] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): ( وبعض النحويين من غير البصريين يجيز النصب على إضمار أن. والبصريون يأبون ذلك إلا أن يكون منها عوض؛ نحو: الفاء والواو وما ذكرناه معهما. ونظير هذا الوجه قول طرفة:

ألا أيــهـــذا الــزاجـــري أحــضـــر الــوغـــىوأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

ومن رأى النصب هناك رأى نصب أحضر.
فأما قول الله عز وجل: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} فتقديره والله أعلم: قل أفغير الله أعبد فيما تأمروني. ف غير منصوب ب أعبد.
وقد يجوز وهو بعيد على قولك: ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى، فكأن التقدير: قل أفغير الله تأمروني أعبد. فتنصب غير ب تأمروني. وقد أجازه سيبويه على هذا، وهذا قول آخر وهو حذف الباء، كما قال:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت بهفـقـد تركـتـك ذا مـــالٍ وذا نـشــب

وأنا أكره هذا الوجه الثاني لبعده. ولا يجوز على هذا القول أن ينصب غيراً بأعبد؛ لأن أعبد على هذا في صلة أن.
وأما قوله عز وجل: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا} فعلى الجواب.
فإن قال قائل: أفأمر الله بذلك ليخوضوا ويلعبوا? قيل: مخرجه من الله عز وجل على الوعيد؛ كما قال عز وجل: {اعملوا ما شئتم} {ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.
أما قوله: {ذرهم في خوضهم يلعبون} فإنه ليس بجواب، ولكن المعنى: ذرهم لاعبين، أي ذرهم في حال لعبهم). [المقتضب: 2/82-84]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) }

تفسير قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) }

تفسير قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حدّثني محمد بن عبيد عن حمزة بن وعلة عن رجل من مراد يقال له أبو جعفر عن محمد بن عليّ عن عليّ رضي اللّه عنه قال: قال النبي: " يا عليّ، أمانٌ لأمّتي من الغرق إذا ركبوا الفلك أن يقولوا بسم اللّه الملك الرحمن {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}، (بسم اللّه مجريهم ومرساهم إن ربّي لغفورٌ رحيمٌ} ). [عيون الأخبار: 2/137]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: " تلقاها عرابة باليمين"، قال أصحاب المعاني: معناه بالقوة، وقالوا مثل ذلك في قول الله عز وجل: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}). [الكامل: 1/167]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قال: هو كما تقول: الدار بيدي، والشيء في يدي). [مجالس ثعلب: 469]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي في قبضته، كما تقول: هذه الدار في قبضتي). [مجالس ثعلب: 550]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "أفغير" منصوب بـ"أعبد"، كأنه قال: أفغير الله أعبد فيما تأمروني؟ ويجوز أن يكون نصبه بـ"تأمروني" على إسقاط "أن"، تقديره أفغير الله تأمروني أن أعبد. وقرأت فرقة: [تأمرونني] بنونين، وهذا هو الأصل، وقرأ ابن كثير: بنون مشددة مكسورة وياء مفتوحة. وقرأ ابن عامر بنون خفيفة مكسورة وياء ساكنة، وهذا على حذف النون الواحدة، وهي الموطئة لياء المتكلم، ولا يجوز حذف النون الأولى، وهو لحن لأنها علامة رفع الفعل، وفتح نافع الياء على الحذف فقرأ: "تأمروني"، وقرأ الباقون بشد النون وبسكون الياء). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أوحي إليك} الآية، قالت فرقة: في الآية تقديم وتأخير، كأنه قال: "ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك وإلى الذين من قبلك"، وقالت فرقة: الآية على وجهها، المعنى: ولقد أوحي إلى كل نبي لئن أشركت ليحبطن عملك، و"حبط": معناه: بطل وسقط. وبهذه الآية بطلت أعمال المرتد من صلاته وحجه وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين * وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون * ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}
المكتوبة: منصوبة بقوله تعالى: "فاعبد"). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} معناه: وما عظموا الله حق عظمته، ولا وصفوه بصفاته، ولا نفوا عنه ما لا يليق به.
واختلف الناس في المعنى بالضمير في قوله سبحانه: "قدروا"، قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزل ذلك في كفار قريش الذين كانت هذه الآيات كلها محاورة لهم وردا عليهم. وقالت فرقة: نزلت الآية في قوم من اليهود، تكلموا في صفات الله تعالى وجلاله فألحدوا وجسموا وأتوا كل تخليط، فنزلت الآية فيهم. وفي الحديث أنه جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إليه، فقال له النبي عليه السلام: حدثنا، قال: إن الله عز وجل إذا كان يوم القيامة جعل السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والماء والشجر على أصبع، وجميع الخلائق على أصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا له، ثم قرأ هذه الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فرسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل بالآية وقد كانت نزلت، وقوله في الحديث: "تصديقا له"، أي في أنه لم يقل إلا ما رأى في كتب اليهود، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر المعنى لأن التجسيم فيه ظاهر، [واليهود معروفون باعتقاده، ولا يحسنون حمله على تأويله من أن الأصبع عبارة عن القدرة، أو من أنها أصبع خلق يخلقه لذلك، ويعضدها تنكير الأصبع].
وروى سعيد بن المسيب أن سبب نزول الآية أن طائفة من اليهود جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، هذا الله خلق الأشياء، فمن خلق الله؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وساورهم فنزلت الآية، وقرأ جمهور الناس: "قدره" بسكون الدال، وقرأ الأعمش بفتحها، وقرأ أبو حيوة، وعيسى بن عمر، والحسن، وأبو نوفل: "وما قدروا" بشد الدال "حق قدره" بفتحها.
وقوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته} معناه: في قبضته، وقال ابن عمر ما معناه: إن الأرض في قبضة اليد الواحدة، والسماوات مطويات باليمين الأخرى; لأنه كلتا يديه يمين، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الأرض جميعا قبضته والسماوات وكل ذلك بيمينه. وقرأ عيسى بن عمر: [مطويات] بكسر التاء المنونة، والناس على رفعها.
وعلى كل وجه، فاليمين هنا والقبضة وكل ما ورد. عبارة عن القدرة والقوة، وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل، وما ذهب إليه القاضي من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف. وبحسب ما يختلج في النفوس التي لم يصنها العلم قال: {سبحانه وتعالى عما يشركون}، أي: هو منزه عن جميع الشبه التي لا تليق به). [المحرر الوجيز: 7/ 410-412]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون} ذكروا في سبب نزولها ما رواه ابن أبي حاتمٍ وغيره، عن ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما أنّه قال]: إنّ المشركين بجهلهم دعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عبادة آلهتهم، ويعبدوا معه إلهه، فنزلت: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين}
وهذه كقوله: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} [الأنعام:88]). [تفسير ابن كثير: 7/ 112]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل اللّه فاعبد وكن من الشّاكرين} أي: أخلص العبادة للّه وحده، لا شريك له، أنت ومن معك، أنت ومن اتّبعك وصدّقك). [تفسير ابن كثير: 7/ 112-113]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون (67)}.
يقول تعالى: وما قدّر المشركون اللّه حقّ قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الّذي لا أعظم منه، القادر على كلّ شيءٍ، المالك لكلّ شيءٍ، وكلّ شيءٍ تحت قهره وقدرته.
قال مجاهدٌ: نزلت في قريشٍ. وقال السّدّيّ: ما عظّموه حقّ عظمته.
وقال محمّد بن كعبٍ: لو قدّروه حقّ قدره ما كذّبوه.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} هم الكفّار الّذين لم يؤمنوا بقدرة اللّه [تعالى] عليهم، فمن آمن أن الله على كل شي قديرٌ، فقد قدر اللّه حقّ قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدّر اللّه حقّ قدره.
وقد وردت أحاديث كثيرةٌ متعلّقةٌ بهذه الآية الكريمة، والطّريق فيها وفي أمثالها مذهب السّلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييفٍ ولا تحريفٍ.
قال البخاريّ: قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} حدّثنا آدم، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد: إنّا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، وسائر الخلائق على إصبعٍ. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} الآية.
و [قد] رواه البخاريّ أيضًا في غير هذا الموضع من صحيحه، والإمام أحمد، ومسلمٌ، والتّرمذيّ والنّسائيّ في التّفسير من سننيهما، كلّهم من حديث سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم عن عبيدة، عن [عبد اللّه] ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، بنحوه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلّغك أنّ اللّه [تعالى] يحمل الخلائق على إصبعٍ، والسموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والثّرى على إصبعٍ؟ قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه. قال: وأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} إلى آخر الآية.
وهكذا رواه البخاريّ، ومسلمٌ، والنّسائيّ -من طرقٍ-عن الأعمش به.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسين بن حسنٍ الأشقر، حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ قال: مرّ يهوديٌّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو جالسٌ فقال: كيف تقول يا أبا القاسم: يوم يجعل اللّه السّماء على ذه -وأشار بالسّبّابة- والأرض على ذه، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه -كلّ ذلك يشير بإصبعه -قال: فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية.
وكذا رواه التّرمذيّ في التّفسير عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارميّ، عن محمّد بن الصّلت، عن أبي جعفرٍ، عن أبي كدينة يحيى بن المهلّب، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيحٍ، به، وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
ثمّ قال البخاريّ: حدّثنا سعيد بن عفيرٍ، حدّثنا اللّيث، حدّثنا عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن: أنّ أبا هريرة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: يقبض اللّه الأرض، ويطوي السّماء بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".
تفرّد به من هذا الوجه، ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.
وقال البخاريّ -في موضعٍ آخر-: حدّثنا مقدّم بن محمّدٍ، حدّثنا عمّي القاسم بن يحيى، عن عبيد اللّه، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه يقبض يوم القيامة الأرضين على إصبع، وتكون السموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك".
تفرّد به أيضًا من هذا الوجه، ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر. وقد رواه الإمام أحمد من طريقٍ أخرى بلفظٍ آخر أبسط من هذا السّياق وأطول، فقال:
حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن عبيد اللّه بن مقسمٍ، عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ هذه الآية ذات يومٍ على المنبر: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول هكذا بيده، يحرّكها يقبل بها ويدبر: "يمجّد الرّبّ نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم". فرجف برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المنبر حتّى قلنا: ليخرّن به.
وقد رواه مسلمٌ، والنّسائيّ، وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازمٍ -زاد مسلمٌ: ويعقوب بن عبد الرّحمن، كلاهما عن أبي حازمٍ، عن عبيد اللّه بن مقسمٍ، عن ابن عمر، به، نحوه.
ولفظ مسلمٍ -عن عبيد اللّه بن مقسمٍ في هذا الحديث-: أنّه نظر إلى عبد اللّه بن عمر كيف يحكي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يأخذ اللّه سمواته وأرضيه بيده ويقول: أنا الملك، ويقبض أصابعه ويبسطها: أنا الملك، حتّى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتّى إنّي لأقول: أساقطٌ هو برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟.
وقال البزّار: حدّثنا سليمان بن سيفٍ، حدّثنا أبو عليٍّ الحنفيّ، حدّثنا عبّادٌ المنقري، حدّثني محمّد بن المنكدر قال: حدّثنا عبد اللّه بن عمر [رضي اللّه عنهما]، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} حتّى بلغ: {سبحانه وتعالى عمّا يشركون}، فقال المنبر هكذا، فجاء وذهب ثلاث مرّاتٍ.
ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ من حديث عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، وقال: صحيحٌ.
وقال الطّبرانيّ في المعجم الكبير: حدّثنا عبد الرّحمن بن معاوية العتبي، حدّثنا حيّان بن نافع بن صخر بن جويريّة، حدّثنا سعيد بن سالمٍ القدّاح، عن معمر بن الحسن، عن بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن جريرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لنفرٍ من أصحابه: "إنّي قارئٌ عليكم آياتٍ من آخر سورة الزّمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنّة"؟ فقرأها من عند قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}، إلى آخر السّورة، فمنّا من بكى، ومنّا من لم يبك، فقال الّذين لم يبكوا: يا رسول اللّه لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك؟ فقال: "إنّي سأقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك". هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا.
وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضًا: حدّثنا هاشم بن مرثد، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثني أبي، حدّثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالك الأشعريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه تعالى يقول: ثلاث خلالٍ غيّبتهنّ عن عبادي، لو رآهنّ رجلٌ ما عمل سوءًا أبدًا: لو كشفت غطائي فرآني حتى نستيقن ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم، وقبضت السموات بيدي، ثمّ قبضت الأرض والأرضين، ثمّ قلت: أنا الملك، من ذا الّذي له الملك دوني؟ ثمّ أريتهم الجنّة وما أعددت لهم فيها من كلّ خيرٍ، فيستيقنوها. وأريهم النّار وما أعددت لهم فيها من كلّ شرٍّ فيستيقنوها، ولكن عمدًا غيّبت ذلك عنهم لأعلم كيف يعملون، وقد بيّنته لهم".
وهذا إسنادٌ متقاربٌ، وهي نسخةٌ تروى بها أحاديث جمّةٌ، والله أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 113-116]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة