العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 جمادى الآخرة 1434هـ/15-04-2013م, 09:49 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الحديد [ من الآية (22) إلى الآية (24) ]

{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 02:32 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض قال هي السنون قال ولا في أنفسكم يقول الأوجاع والأمراض قال بلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجان عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر). [تفسير عبد الرزاق: 2/275]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: ما أصابكم أيّها النّاس من مصيبةٍ في الأرض بجدوبها وقحوطها وذهاب زرعها وفسادها {ولا في أنفسكم} بالأوصاب والأوجاع والأسقام {إلاّ في كتابٍ}. يعني إلاّ في أمّ الكتاب {من قبل أن نبرأها}. يقول: من قبل أن نبرأ الأنفس، يعني من قبل أن نخلقها يقال: قد برأ اللّه هذا الشّيء، بمعنى: خلقه فهو بارئه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها}. قال: هو شيءٌ قد فرغ منه من قبل أن نبرأ النّفس.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: ثني سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض}. أمّا مصيبة الأرض: فالسّنون وأمّا في أنفسكم: فهذه الأمراض والأوصاب {من قبل أن نبرأها} من قبل أن نخلقها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض}. قال: هي السّنون {ولا في أنفسكم}. قال: الأوجاع والأمراض قال: وبلغنا أنّه ليس أحدٌ يصيبه خدش عودٍ، ولا نكبة قدمٍ، ولا خلجان عرقٍ إلاّ بذنبٍ، وما يعفو عنه أكثر.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن منصور بن عبد الرّحمن قال: كنت جالسًا مع الحسن، فقال رجلٌ: سله عن قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها}. فسألته عنها، فقال: سبحان اللّه، ومن يشكّ في هذا؟ كلّ مصيبةٍ بين السّماء والأرض ففي كتاب اللّه من قبل أن تبرأ النّسمة.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها}. يقول: هو شيءٌ قد فرغ منه من قبل أن نبرأها: من قبل أن نبرأ الأنفس.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه جلّ ثناؤه: {في كتابٍ من قبل أن نبرأها}. قال: من قبل أن نخلقها قال: المصائب والرّزق والأشياء كلّها ممّا تحبّ وتكره فرغ اللّه من ذلك كلّه قبل أن يبرأ النّفوس ويخلقها.
وقال آخرون: عني بذلك: ما أصاب من مصيبةٍ في دينٍ ولا دنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها}. يقول: في الدّين والدّنيا إلاّ في كتابٍ من قبل أن نخلقها.
واختلف أهل العربيّة في معنى {في} الّتي بعد قوله: {إلاّ} فقال بعض نحويّي البصرة: يريد واللّه أعلم بذلك: إلاّ هي في كتابٍ، فجاز فيه الإضمار قال: ويقول: عندي هذا ليس إلاّ يريد إلاّ هو.
وقال غيره منهم، قوله: {في كتابٍ}. من صلة ما أصاب، وليس إضمار هو بشيءٍ، وقال: ليس قوله عندي هذا ليس إلاّ مثله، لأنّ إلاّ تكفي من الفعل، كأنّه قال: ليس غيره.
وقوله: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}. يقول تعالى ذكره: إنّ خلق النّفوس، وإحصاء ما هي لاقيةٌ من المصائب على اللّه سهلٌ يسيرٌ). [جامع البيان: 22/418-420]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا يحيى بن أبي طالبٍ، أنبأ عبد الوهّاب بن عطاءٍ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حسّان الأعرج، أنّ عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: " كان أهل الجاهليّة يقولون: إنّما الطّيرة في المرأة والدّابّة والدّار "، ثمّ قرأت {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلّا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحديد: 22] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 22 - 24
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم} يقول: في الدنيا ولا في الدين {إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} قال: نخلقها {لكي لا تأسوا على ما فاتكم} من الدنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} منها). [الدر المنثور: 14/282-283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ما أصاب من مصيبة} الآية قال: هو شيء قد فرغ منه من قبل أن تبرأ الأنفس). [الدر المنثور: 14/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إنما الطيرة في الدابة والمرأة والدار فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقول: ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير}). [الدر المنثور: 14/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن أنه سئل عنه هذه الآية فقال: سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء والأرض ففي كتاب من قبل أن تبرأ النسمة). [الدر المنثور: 14/283-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} يريد مصائب المعاش ولا يريد مصائب الدين أنه قال: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} وليس عن مصائب الدين أمرهم أن يأسوا على السيئة ويفرحوا بالحسنة). [الدر المنثور: 14/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال: إنه ليقضي بالسيئة في السماء وهو كل يوم في شأن ثم يضرب لها أجل فيحسبها إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود أنه كائن في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا في بلد كذا من المصيبة من القحط والرزق والمصيبة في الخاصة والعامة حتى إن الرجل يأخذ العصا يتوكأ بها وقد كان لها كارها ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها). [الدر المنثور: 14/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أبي صالح قال: دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال: ما يبكيك فقال: أبكي لما أرى بك ولما يذهب بك إليه قال: فلا تبك فإنه كان فعلم الله أن يكون ألا تسمع إلى قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}). [الدر المنثور: 14/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب} قال: الأوجاع والأمراض {من قبل أن نبرأها} قال: من قبل أن نخلقها). [الدر المنثور: 14/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: أنزل الله المصيبة ثم حبسها عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه). [الدر المنثور: 14/285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديليمي عن سليم بن جابر النجيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان لا يسده شيء يكفيكم منه أن تقوهم بهذه الآية {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب} الآية). [الدر المنثور: 14/286]

تفسير قوله تعالى: (لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} قال: ليس أحدٌ إلاّ وهو يحزن ويفرح، ولكن من جعل المصيبة صبرًا وجعل الخير شكرًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 245-246]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم واللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ}.
يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيّها النّاس من مصيبةٍ في أموالكم ولا في أنفسكم، إلاّ في كتابٍ قد كتب ذلك فيه من قبل أن نخلق نفوسكم {لكيلا تأسوا}. يقول: لكيلا تحزنوا {على ما فاتكم}. من الدّنيا، فلم تدركوه منها {ولا تفرحوا بما آتاكم} منها.
ومعنى قوله: {بما آتاكم} إذا مدّت الألف منها: بالّذي أعطاكم منها ربّكم وملّككم وخوّلكم؛ وإذا قصرت الألف، فمعناها: بالّذي جاءكم منها
0وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} من الدّنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} منها.
- حدّثت عن الحسين بن يزيد الطّحّان قال: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، عن قيسٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {لكيلا تأسوا على ما فاتكم}. قال: الصّبر عند المصيبة، والشّكر عند النّعمة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماكٍ البكريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ {لكيلا تأسوا على ما فاتكم}. قال: ليس أحدٌ إلاّ يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبةٌ فجعلها صبرًا، ومن أصابه خيرٌ فجعله شكرًا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}. قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدّنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم منها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بما آتاكم}. فقرأ ذلك عامّة قرأة الحجاز والكوفة {بما آتاكم} بمدّ الألف، وقرأه بعض قرأة البصرة (بما أتاكم) بقصر الألف؛ وكأنّ من قرأ ذلك بقصر الألف اختار قراءته كذلك، إذ كان الّذي قبله على ما فاتكم، ولم يكن على ما أفاتكم، فيردّ الفعل إلى اللّه، فألحق قوله: (بما أتاكم) به، ولم يردّه إلى أنّه خبرٌ عن اللّه.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان صحيحٌ معناهما، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وإن كنت أختار مدّ الألف لكثرة قارئي ذلك كذلك، وليس للّذي اعتلّ به منه معتلّو قارئيه بقصر الألف كبير معنًى، لأنّ ما جعل من ذلك خبرًا عن اللّه، وما صرف منه إلى الخبر عن غيره، فغير خارجٍ جميعه عند سامعيه من أهل العلم أنّه من فعل اللّه تعالى، فالفائت من الدّنيا من فاته منها شيءٌ، والمدرك منها ما أدرك عن تقدّم اللّه عزّ وجلّ وقضائه، وقد بيّن ذلك جلّ ثناؤه لمن عقل عنه بقوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها} فأخبر أنّ الفائت منها بإفاتته إيّاهم فاتهم، والمدرك منها بإعطائه إيّاهم أدركوا، وأنّ ذلك محطوطٌ لهم في كتابٍ من قبل أن يخلقهم.
وقوله: {واللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ}. يقول: واللّه لا يحبّ كلّ متكبّرٍ بما أوتي من الدّنيا، فخورٍ به على النّاس). [جامع البيان: 22/420-422]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن موسى الصّيدلانيّ، ثنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 23] قال: «أليس أحدٌ إلّا وهو يحزن ويفرح، ولكن من جعل المصيبة صبرًا، وجعل الفرح شكرًا» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 22 - 24
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم} يقول: في الدنيا ولا في الدين {إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} قال: نخلقها {لكي لا تأسوا على ما فاتكم} من الدنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} منها). [الدر المنثور: 14/282-283] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم} الآية قال: ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ولكن إن أصابته مصيبة جعلها صبرا وإن أصابه خير جعله شكرا). [الدر المنثور: 14/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت: يا أبا عبد الرحمن إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيني أن أراه عليك فإن عليك ثيابا خشنة قال: إني أخاف أن ألبسه فأكون مختالا فخورا {والله لا يحب كل مختال فخور}). [الدر المنثور: 14/286]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}.
يقول تعالى ذكره: واللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ، الباخلين بما أوتوا في الدّنيا على اختيالهم به وفخرهم بذلك على النّاس، فهم يبخلون بإخراج حقّ اللّه الّذي أوجبه عليهم فيه، ويشحّون به، وهم مع بخلهم به أيضًا يأمرون النّاس بالبخل.
وقوله: {ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}. يقول تعالى ذكره: ومن يدبر معرضًا عن عظة اللّه {فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}. يقول تعالى ذكره: ومن يدبر معرضًا عن عظة اللّه، تاركًا العمل بما دعاه إليه من الإنفاق في سبيله، فرحًا بما أوتي من الدّنيا مختالاً به فخورًا بخيلاً، فإنّ اللّه هو الغنيّ عن ماله ونفقته، وعن غيره من سائر خلقه، الحميد إلى خلقه بما أنعم به عليهم من نعمه.
واختلف أهل العربيّة في موضع جواب قوله: {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل}. فقال بعضهم: استغنى بالأخبار الّتي لأشباههم، ولهم في القرآن، كما قال: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى. ولم يكن في ذا الموضع خبرٌ واللّه أعلم بما ينزل، هو كما أنزل، أو كما أراد أن يكون.
وقال غيره من أهل العربيّة: الخبر قد جاء في الآية الّتي قبل هذه {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد} عطف بجزاءين على جزاءٍ، وجعل جوابهما واحدًا، كما تقول: إن تقم وإن تحسن آتك، لا أنّه حذف الخبر.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}. فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة (فإنّ اللّه الغنيّ) بحذف {هو} من الكلام، وكذلك ذلك في مصاحفهم بغير {هو} وقرأته عامّة قرأة الكوفة {فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}. بإثبات هو في القراءة، وكذلك {هو} في مصاحفهم.
والصّواب من القول أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/423-424]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 03:10 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما أصاب من مّصيبةٍ...}.
أي: ما أصاب الآدمي في الأرض من مصيبة مثل: ذهاب المال، والشدة، والجوع، والخوف
{ولا في أنفسكم} : الموت في الولد، وغير الولد، والأمراض: {إلاّ في كتابٍ} يعني: في العلم الأول، من قبل أن نبرأ تلك النفس أي: نخلقها، إن ذلك على الله يسير، ثم يقول: إن حفظ ذلك من جميع الخلق على الله يسير). [معاني القرآن: 137-3/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من قبلٍ أن نبرأها }: نخلقها، الخالق الباري). [مجاز القرآن: 2/254]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ما أصاب من مّصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ مّن قبل أن نّبرأها إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}
وقال: {إلاّ في كتابٍ مّن قبل أن نّبرأها} يريد - والله أعلم - "إلاّ هو في كتاب": فجاز فيها الإضمار.
وقد تقول: "عندي هذا ليس إلاّ" تريد: ليس إلاّ هو). [معاني القرآن: 4/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من قبل أن نبرأها}: نخلقها). [غريب القرآن وتفسيره: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {من قبل أن نبرأها} : أي نخلقها). [تفسير غريب القرآن: 454]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلمهم أن ذلك المؤدّي إلى الجنّة أو النّار لا يكون إلا بقضاء وقدر فقال عزّ وجلّ:
{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلّا في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على اللّه يسير}
أي من قبل أن نخلقها، فما وقع في الأرض من جدب أو نقص , وكذلك ما وقع في النفوس من مرض , وموت , أو خسران في تجارة , أو كسب خير , أو شرّ , فمكتوب عند اللّه معلوم). [معاني القرآن: 5/128]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَّبْرَأَهَا}: نخلقها). [العمدة في غريب القرآن: 301]

تفسير قوله تعالى: { لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم أدّب عباده، فقال: هذا: {لّكيلا تأسوا على ما فاتكم}. أي: لا تحزنوا: {ولا تفرحوا بما آتاكم...}، ومن قرأ: بما أتاكم بغير مد يجعل الفعل ـ لما). [معاني القرآن: 3/136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} أي لا تحزنوا). [تفسير غريب القرآن: 454]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم واللّه لا يحبّ كلّ مختال فخور}
فمن قرأ { أتاكم }: فمعناه جاءكم، ومن قرأ {آتاكم}: فمعناه أعطاكم , ومعنى {تفرحوا}: ههنا لا تفرحوا فرحا شديدا تأشروا فيه وتبطروا ودليل ذلك: {واللّه لا يحبّ كلّ مختال فخور}
فدل بهذا أنه ذم الفرح الذي يختال فيه صاحبه ويبطر له، فأمّا الفرح بنعمة اللّه والشكر عليها فغير مذموم.
وكذلك{لكيلا تأسوا على ما فاتكم}: أي : لا تحزنوا حزنا يطغيكم حتى يخرجكم إلى أن تلزموا أنفسكم الهلكة ولا تعتدوا بثواب - اللّه ما تسلبونه وما فاتكم). [معاني القرآن: 5/128]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل...}.
هذه اليهود بخلت حسدا أن تظهر صفة النبي صلى الله عليه وسلم حسداً للإسلام؛ لأنه يذهب ملكهم). [معاني القرآن: 3/136]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد...}.
وفي قراءة أهل المدينة بغير ـ هو ـ دليل على ذلك). [معاني القرآن: 3/136]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}, وقال{الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد} , واستغنى بالأخبار التي في القرآن كما قال: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال} , ولم يكن في ذا الموضع خبر، والله أعلم بما ينزل هو كما أنزل وكما أراد أن يكون). [معاني القرآن: 4/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد}
ويقرأ{بالبخل}: مثل الرّشد والرّشد، وهذا على ضربين: أحدهما في التفسير : أنهم الذين يبخلون بتعريف صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي قد عرفوها في التوراة والإنجيل.
والوجه الثاني : أنه لما حثّ على الصفة، أعلم أنّ الذين يبخلون بها ويأمرون بالبخل بها، فإن الله عزّ وجل غني عنهم). [معاني القرآن: 5/129]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 03:13 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حدّثني محمد بن يحيى القطعيّ قال: حدّثني عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة رضي اللّه عنهم فقالا: إن أبا هريرة يحدّث أن رسول اله قال: إنّما الطّيرة في المرأة والدار والدابة. فطارت شفقًا ثم قالت: كذب، والذي أنزل الفرقان على أبي قاسم، من حدّث بهذا عن رسول اللّه، إنما قال رسول اللّه: " كان أهل الجاهلية يقولون أن الطّيرة في الدابة والدار والمرأة " ثم قرأت: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتابٍ من قبل أن نبرأها} ). [عيون الأخبار: 2/147]

تفسير قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (ويُرْوَى: واتَّسَى واتَّسَتْ به، وهو مِن الأَسَى وهو الْحُزْنُ، يُقالُ: أَسِيَ يَأْسَى أَسًى، ويُرْوَى: واتَّسَتْ واتَّسَى به). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وذي إبل فجعته بخيارها = فأصبح منها وهو أسوان يائس
...
و(أسوان) من الحزن، وهو (الأسى) ). [شرح أشعار الهذليين: 2/645] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فلا تأس إن صدت سواك ولا تكن = جنيبا لخلات كذوب المواعد

(لا تأس) لا تحزن). [شرح أشعار الهذليين: 2/932] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 02:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 02:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 03:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة}، قال ابن زيد: المعنى: ما حدث من حادث خير أوشر، فهذا على معنى لفظ "أصاب" لا على عرف المصيبة فإن عرفها في الشر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما معناه: أنه أراد عرف المصيبة، وخصها بالذكر لأنها أهم على البشر، وهي بعض من الحوادث، فدل على أن جميع الحوادث خيرها وشرها كذلك، وقوله تعالى: "في الأرض" يعني بالقحوط والزلازل وغير ذلك، وقوله تعالى: {ولا في أنفسكم} يريد: بالموت والأمراض وغير ذلك، وقوله تعالى: {إلا في كتاب} معناه: إلا والمصيبة في كتاب، و"نبرأها" نخلقها، يقال: برأ الله الخلق، أي: خلقهم، والضمير عائد على المصيبة، وقيل: على الأرض، وقيل: على الأنفس، قاله ابن عباس، وقتادة، وجماعة، وذكر المهدوي جواز عود الضمير على جميع ما ذكر، وهي كلها معان صحاح لأن الكتاب السابق أزلي قبل هذه كلها، وقوله تعالى: {إن ذلك على الله يسير} يريد تحصيل الأشياء كلها في الكتاب). [المحرر الوجيز: 8/ 236-237]

تفسير قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} معناه: فعل الله تعالى هذا كله وأعلمكم به ليكون سبب تسليمكم وقلة اكتراثكم بأمر الدنيا، فلا تحزنوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا الفرح المبطر بما آتاكم فيها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس أحد لا يحزن ويفرح ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا ومن أصاب خيرا يجعله شكرا، وقرأ أبو عمرو وحده: "أتاكم" على وزن فعل ماض، وهذا ملائم لقوله تعالى: "فاتكم" وقرأ الباقون من السبعة: "آتاكم" على وزن "أعطاكم" بمعنى: آتاكم الله تعالى: وهي قراءة الحسن، والأعرج وأهل مكة، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: "أوتيتم"، وهي تؤيد قراءة الجمهور.
وقوله تعالى: {والله لا يحب كل مختال فخور} يدل على أن الفرح المنهي عنه إنما هو ما أدى إلى الاختيال والفخر، وأما الفرح بنعم الله تعالى المقترن بالشكر والتواضع فأمر لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه، ولا حرج فيه). [المحرر الوجيز: 8/ 237]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد * لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز * ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون}
اختلف النحاة في إعراب "الذين"، فقال بعضهم: هم في موضع رفع على الابتداء، والخبر عنهم محذوف معناه الوعيد والذم، وحذفه على جهة الإبهام كنحو حذف الجواب في قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية، وقال بعضهم: هم رفع على خبر الابتداء، تقديره: هم الذين يبخلون، وقال بعضهم: هو في موضع نصب بإضمار "أعني" أو نحوه، وقال بعضهم: هو في موضع صفة لـ "كل" لأن "كل" وإن كان نكرة فهو تخصيص لنوع ما، يسوغ لذلك وصفه بالمعرفة، وهذا مذهب الأخفش.
و "يبخلون" معناه:
بأموالهم وأفعالهم الحسنة من إيمانهم وغير ذلك.
وقوله تعالى: {ويأمرون الناس بالبخل} يحتمل أن يصفهم بحقيقة الأمر بألسنتهم، ويحتمل أن يريد أنهم يقتدى بهم في البخل فهم لذلك كأنهم يأمرون،
وقرأ الحسن: "بالبخل" بفتح الخاء والباء. وقرأ جمهور القراء وأهل العراق: فإن الله هو الغني الحميد بإثبات "هو"، وكذلك في"إمامهم"، وقرأ نافع، وابن عامر: "فإن الله الغني الحميد" بترك "هو"، وهي قراءة أهل المدينة، وكذلك في إمامهم وهذا لم يثبت قراءة إلا وقد قرئ على النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو علي: فهو في القراءة التي ثبت فيها يحسن أن يكون فصلا ويحسن أن يكون ابتداء; لأن حذف الابتداء غير سائغ). [المحرر الوجيز: 8/ 237-238]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 03:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 03:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلّا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ (22) لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم واللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ (23) الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد (24) }
يخبر تعالى عن قدره السّابق في خلقه قبل أن يبرأ البريّة فقال: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم} أي: في الآفاق وفي نفوسكم {إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها} أي: من قبل أن نخلق الخليقة ونبرأ النّسمة.
وقال بعضهم: {من قبل أن نبرأها} عائدٌ على النّفوس. وقيل: عائدٌ على المصيبة. والأحسن عوده على الخليقة والبريّة؛ لدلالة الكلام عليها، كما قال ابن جريرٍ:
حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن منصور بن عبد الرّحمن قال: كنت جالسًا مع الحسن، فقال رجلٌ: سله عن قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها} فسألته عنها، فقال: سبحان اللّه! ومن يشكّ في هذا؟ كلّ مصيبةٍ بين السّماء والأرض، ففي كتاب اللّه من قبل أن يبرأ النّسمة
وقال قتادة: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض} قال: هي السّنون. يعني: الجدب، {ولا في أنفسكم} يقول: الأوجاع والأمراض. قال: وبلغنا أنّه ليس أحدٌ يصيبه خدش عودٍ ولا نكبة قدمٍ، ولا خلجان عرقٍ إلّا بذنبٍ، وما يعفو اللّه عنه أكثر.
وهذه الآية الكريمة من أدلّ دليلٍ على القدرية نفاة العلم السّابق-قبّحهم اللّه-وقال الإمام أحمد:
حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا حيوة وابن لهيعة قالا حدّثنا أبو هانئٍ الخولانيّ: أنّه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السّموات والأرض بخمسين ألف سنةٍ".
ورواه مسلمٌ في صحيحه، من حديث عبد اللّه بن وهبٍ وحيوة بن شريحٍ ونافع بن يزيد، وثلاثتهم عن أبي هانئٍ، به. وزاد بن وهب: "وكان عرشه على الماء". ورواه التّرمذيّ وقال: حسنٌ صحيحٌ
وقوله: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} أي: أنّ علمه تعالى الأشياء قبل كونها وكتابته لها طبق ما يوجد في حينها سهلٌ على اللّه، عزّ وجلّ ؛ لأنّه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون).[تفسير ابن كثير: 8/ 26]

تفسير قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} أي: أعلمناكم بتقدّم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها، لتعلموا أنّ ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فلا تأسوا على ما فاتكم، فإنّه لو قدّر شيءٌ لكان {ولا تفرحوا بما آتاكم} أي: جاءكم، ويقرأ: "آتاكم" أي: أعطاكم. وكلاهما متلازمان، أي: لا تفخروا على النّاس بما أنعم اللّه به عليكم، فإنّ ذلك ليس بسعيكم ولا كدّكم، وإنّما هو عن قدر اللّه ورزقه لكم، فلا تتّخذوا نعم اللّه أشرًا وبطرًا، تفخرون بها على النّاس؛ ولهذا قال: {واللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ} أي: مختالٍ في نفسه متكبّرٍ فخورٍ، أي: على غيره.
وقال عكرمة: ليس أحدٌ إلّا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرًا والحزن صبرًا). [تفسير ابن كثير: 8/ 27]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل} أي: يفعلون المنكر ويحضّون النّاس عليه، {ومن يتولّ} أي: عن أمر اللّه وطاعته {فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد} كما قال موسى عليه السّلام: {إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا فإنّ اللّه لغنيٌّ حميدٌ} [إبراهيم: 8]). [تفسير ابن كثير: 8/ 27]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة