العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 09:56 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 09:56 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني، أن عقبة بن مسلم حدثه، أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة، فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، قال: من هذا؟ قالوا: أبو هريرة، فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، وهو يتحدث الناس، فكلما سكت وخلا، قلت: أنشدك بحق وحق لما حدثتني حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته، فقال أبو هريرة: أفعل، لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته، ثم نشغ أبو هريرة نشغة، فمكث قليلًا، ثم أفاق، فقال: أفعل، لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى، فمكث، ثم أفاق فمسح وجهه، ثم قال: أفعل، لأحدثنك حديًثا حدثنيه رسول الله، أنا وهو في البيت ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة، ثم مال خارًا على وجهه واشتد به طويلًا، ثم أفاق، قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعي به رجل جمع القرآن، ورجل يقتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: ماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول له الله: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ثم يقول الله: بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك، ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة له: كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقال له: فيما ذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذلك، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبته، فقال: «يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق تسعر بهم النار يوم القيامة».
قال الوليد أبو عثمان: فأخبر عقبة، أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا.
فقال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافًا لمعاوية قال: فدخل عليه رجل، فحدثه بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا، قال: فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديدًا حتى ظننت أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية، ومسح عن وجهه، وقال: صدق الله ورسوله، {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} [سورة هود: 15- 16] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 217-219]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أبو سناني الشيباني، أن عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: الأعمال على أربعة وجوه: عامل صالح في سبيل هدى، يريد به دنيا، فليس له في الآخرة شيء، ذلك بأن الله تبارك وتعالى قال: {من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} الآية، وعامل رياء ليس له ثواب في الدنيا والآخرة إلا الويل، وعامل صالح في سبيل هدى يبتغي به وجه الله والدار الآخرة فله الجنة في الآخرة، مع ما يعان به في الدنيا، وعامل خطايا وذنوب، ثوابه عقوبة الله إلا أن يغفر له فإنه {أهل التقوى وأهل المغفرة} [سورة المدثر: 56] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 219-220]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعملهم فيها وهم فيها لا يبخسون قال من كان إنما همه الدنيا أن يطلبها إياها أعطاه الله مالا وأعطاه فيها ما يعيش به وكان ذلك قصاصا له بعلمه قال وهم فيها لا يبخسون يقول لا يظلمون.
عن معمر عن ليث بن أبي سليم عن محمد بن كعب القرظي أن النبي قال من أحسن من محسن فقد وقع أجره على الله في عاجل الدنيا وآجل الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 1/302]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عيسى عن مجاهد في قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا ممن لا تقبل منه جوزي به يعطي ثوابه في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 1/303]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن مجاهد في قوله: {نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} قال: ما كان من عملٍ صالح صلاة أو صومٍ يجازون به في الدنيا {لا يبخسون} لا ينقصون منه شيئا [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 129]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} قال: من عمل للدّنيا وفّيه في الدّنيا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 388]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}.
يقول تعالى ذكره: {من كان يريد} بعمله {الحياة الدّنيا} وأثاثها {وزينتها} يطلب به {نوفّ إليهم} أجور {أعمالهم فيها} وثوابها {وهم فيها} يقول: وهم في الدّنيا {لا يبخسون} يقول: لا ينقصون أجرها، ولكنّهم يوفّونه فيها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها} الآية، وهي ما يعطيهم اللّه من الدّنيا بحسناتهم؛ وذلك أنّهم لا يظلمون نقيرًا، يقول: من عمل صالحًا التماس الدّنيا صومًا أو صلاةً أو تهجّدًا باللّيل لا يعمله إلاّ لالتماس الدّنيا؛ يقول اللّه: أوفّيه الّذي التمس في الدّنيا من المثابة، وحبط عمله الّذي كان يعمل التماس الدّنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها} قال: ثواب ما عملوا في الدّنيا من خيرٍ أعطوه في الدّنيا، و{ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها} قال: وربّما عملوا من خيرٍ أعطوه في الدّنيا، و{ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها} قال: هي مثل الآية الّتي في الرّوم: {وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها} قال: من عمل للدّنيا وفّيه في الدّنيا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها} قال: من عمل عملاً ممّا أمر اللّه به من صلاةٍ أو صدقةٍ لا يريد بها وجه اللّه أعطاه اللّه في الدّنيا ثواب ذلك مثل ما أنفق؛ فذلك قوله: نوفّ إليهم أعمالهم فيها في الدّنيا، {وهم فيها لا يبخسون} أجر ما عملوا فيها، {أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها} الآية.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن عيسى يعني ابن ميمونٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها} قال: ممّن لا يقبل منه جوزي به، يعطى ثوابه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن عيسى الجرشيّ، عن مجاهدٍ: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ} إليهم أعمالهم فيها قال: ممّن لا يقبل منه يعجّل له في الدّنيا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} أي لا يظلمون. يقول: من كانت الدّنيا همّه وسدمه وطلبته ونيّته، جازاه اللّه بحسناته في الدّنيا، ثمّ يفضي إلى الآخرة وليس له حسنةٌ يعطى بها جزاءً. وأمّا المؤمن فيجازى بحسناته في الدّنيا ويثاب عليها في الآخرة. {وهم فيها لا يبخسون} أي في الآخرة لا يظلمون.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، وحدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق جميعًا، عن معمرٍ، عن قتادة: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها} الآية، قال: من كان إنّما همّته الدّنيا إيّاها يطلب أعطاه اللّه مالاً، وأعطاه فيها ما يعيش، وكان ذلك قصاصًا له بعمله. {وهم فيها لا يبخسون} قال: لا يظلمون.
- قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ليث بن أبي سلمٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من أحسن من محسنٍ فقد وقع أجره على اللّه في عاجل الدّنيا وآجل الآخرة.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها} الآية، يقول: من عمل عملاً صالحًا في غير تقوى يعني من أهل الشّرك أعطي على ذلك أجرًا في الدّنيا يصل رحمًا، يعطي سائلاً، يرحم مضّطرًّا في نحو هذا من أعمال البرّ؛ يعجّل اللّه له ثواب عمله في الدّنيا، ويوسّع عليه في المعيشة والرّزق، ويقرّ عينه فيما خوّله، ويدفع عنه من مكاره الدّنيا في نحو هذا، وليس له في الآخرة من نصيبٍ.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا حفص بن عمر أبو عمر الضّرير، قال: حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن أنسٍ في قوله: {نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} قال: هي في اليهود، والنّصارى.
- قال: حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن أبي رجاءٍ الأزديّ، عن الحسن: نوفّ إليهم أعمالهم فيها قال: طيّباتهم.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن وهبٍ، أنّه بلغه أنّ مجاهدًا، كان يقول في هذه الآية: هم أهل الرّياء، هم أهل الرّياء.
- قال: أخبرنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريحٍ، قال: ثني الوليد بن أبي الوليد أبوعثمان، أنّ عقبة بن مسلمٍ حدّثه، أنّ شفيّ بن ماتعٍ الأصبحيّ حدّثه: أنّه، دخل المدينة، فإذا هو برجلٍ قد اجتمع عليه النّاس، فقال من هذا؟ فقالوا أبو هريرة.
فدنوت منه حتّى قعدت بين يديه وهو يحدّث النّاس، فلمّا سكت وخلا قلت: أنشدك بحقٍّ وبحقٍّ لمّا حدّثتني حديثًا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عقلته وعلّمته قال: فقال أبو هريرة: أفعل، لأحدّثنّك حديثًا حدّثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ نشغ نشغةً، ثمّ أفاق، فقال: لأحدّثنّك حديثًا حدّثنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا البيت ما فيه أحدٌ غيري وغيره ثمّ نشغ أبو هريرة نشغةً شديدةً، ثمّ قال خارًّا على وجهه، واشتدّ به طويلاً، ثمّ أفاق، فقال: حدّثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة نزل إلى أهل القيامة ليقضي بينهم، وكلّ أمّةٍ جاثيةٍ، فأوّل من يدعى به رجلٌ جمع القرآن، ورجلٌ قتل في سبيل اللّه، ورجلٌ كثير المال، فيقول اللّه للقارئ: ألم أعلّمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا ربّ قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم آناء اللّيل وآناء النّهار. فيقول اللّه له: كذبت وتقول له الملائكة: كذبت ويقول اللّه له: بل أردت أن يقال: فلانٌ قارئٌ فقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول اللّه له: ألم أوسّع عليك حتّى لم أدعك تحتاج إلى أحدٍ؟ قال: بلى يا ربّ قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرّحم وأتصدّق. فيقول اللّه له: كذبت وتقول الملائكة: كذبت ويقول اللّه له: بل أردت أن يقال: فلانٌ جوادٌ، فقد قيل ذلك. ويؤتى بالّذي قتل في سبيل اللّه، فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتّى قتلت. فيقول اللّه له: كذبت وتقول له الملائكة: كذبت ويقول اللّه له: بل أردت أن يقال: فلانٌ جريءٌ، وقد قيل ذلك. ثمّ ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ركبتيّ، فقال: يا أبا هريرة أولئك الثّلاثة أوّل خلق اللّه تسعّر بهم النّار يوم القيامة.
قال الوليد أبو عثمان: فأخبرني عقبة أنّ شفيًّا هو الّذي دخل على معاوية، فأخبره بهذا.
- قال أبو عثمان: وحدّثني العلاء بن أبي حكيمٍ أنّه كان سيّافًا لمعاوية، قال: فدخل عليه رجلٌ فحدّثه بهذا عن أبي هريرة، فقال أبو هريرة وقد فعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بقي من النّاس؟ ثمّ بكى معاوية بكاءً شديدًا حتّى ظننّا أنّه هلك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرّجل بشرٍّ. ثمّ أفاق معاوية ومسح عن وجهه، فقال: صدق اللّه ورسوله {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها} وقرأ إلى: {وباطلٌ ما كانوا يعملون}.
- حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن عيسى بن ميمونٍ، عن مجاهدٍ: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها} الآية، قال: ممّن لا يتقبّل منه، يصوم ويصلّي يريد به الدّنيا، ويدفع عنه وهم الآخرة. {وهم فيها لا يبخسون} لا ينقصون). [جامع البيان: 12/346-352]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (15)
قوله تعالى: من كان يريد الحياة الدّنيا
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ في قوله: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها قال: نزلت في اليهود والنّصارى.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن زيدٍ قراءةً، أخبرني ابن شعيبٍ، أخبرني شيبان ابن عبد الرّحمن، عن منصورٍ أنّه حدّثهم ثمّ قال: سألت سعيد بن جبيرٍ، عن هذه الآية في قول اللّه تعالى: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها قال: هو الرّجل يعمل عمل الدّنيا لا يريد بها اللّه وهي مثل الآية في الرّوم: وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ الدّمشقيّ، ثنا أبي، ثنا عيسى بن المسبب، عن جابر بن يزيد الجعفيّ، عن عبد اللّه بن معبدٍ قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ فقال: أخبرنا، عن هذه الآية؟: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها إلى قوله: وباطلٌ ما كانوا يعملون قال: له نعم ويحك ذاك من كان يريد الدّنيا لا يريد الآخرة.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، ثنا عمّي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون
وهي الدّنيا يعطيهم اللّه من الدّنيا بحسناتهم وذلك أنهم لا يظلمون نقيرا يقول: من عمل صالحا التماس الدنيا صوم أو صلاةً أو تهجّد باللّيل لا يعمله إلا التماس الدّنيا.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، ثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون يقول: من عمل عملا صالحًا يريد به وجه اللّه في غير تقوى يعني: أهل الشّرك أعطي على ذلك أجرًا في الدّنيا يصل رحمًا، يعطي سائلا، يرحم مضطرًا في نحو هذا من أعمال البرّ يعجّل اللّه له ثواب عمله في الدّنيا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن يسارٍ، ثنا محمّد بن جعفرٍ، ثنا شعبة، عن ابن رجاءٍ، عن الحسن من كان يريد الحياة الدّنيا قال: من كان يريد أن يعجّل له حسناته.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها قال: طيّباتهم.
قوله تعالى: نوفّ إليهم أعمالهم فيها
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: نوفّ إليهم أعمالهم فيها يقول اللّه تعالى وفيه الّذي التمس في الدّنيا من المثابة.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن عيسى الحرشيّ، عن مجاهدٍ، في قوله: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها قال: نعجل لمن لا يتقبّل منه.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، ثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك نوفّ إليهم أعمالهم فيها يقول: يعجّل اللّه له ثواب عمله في الدّنيا، يوسّع عليه في المعيشة والرّزق ويقرّ عينه فيما حوله ويدفع، عنه من مكاره الدّنيا في نحو هذا وليس له في الآخرة من نصيبٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة قوله: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون يقول: من كانت الدّنيا همّه وطلبه ونيّته وحاجته جازاه اللّه بحسناته في الدّنيا ثمّ يفضّ إلى الآخرة، وليس له فيها حسنةٌ وأمّا المؤمن فيجازى بحسناته في الدّنيا، ويثاب عليها في الآخرة وهم فيها لا يبخسون.
قوله تعالى: وهم فيها لا يبخسون
- حدّثنا أبي، ثنا هشامٌ به، عن قتادة وهم فيها لا يبخسون يقول: لا يظلمون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكرٍ بن أبي شيبة وعثمان قالا: ثنا معاوية بن هشامٍ، ثنا سفيان، عن عيسى بن ميمونٍ، عن مجاهدٍ وهم فيها لا يبخسون قال: لا ينقصون). [تفسير القرآن العظيم: 6/2010-2012]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (أنبا إبراهيم نا آدم نا أبو جعفر الرازي نا الربيع بن أنس عن أبي العالية قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد بشر أمتك بالنساء والدين والرفعة والنصر والتمكين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل ثم مه فقال جبريل ثم من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له يوم القيامة من ذلك نصيب قال فاسترجع رسول الله فقال إنا لله وإنا إليه راجعون). [تفسير مجاهد: 2/301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 15 - 16.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} قال: نزلت في اليهود والنصارى). [الدر المنثور: 8/22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن معبد رضي الله عنه قال: قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال: أخبرنا عن هذه الآية {من كان يريد الحياة الدنيا} إلى قوله {وباطل ما كانوا يعملون} قال: ويحك، ذاك من كان يريد الدنيا لا يريد الآخرة). [الدر المنثور: 8/22-23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما {من كان يريد الحياة الدنيا} أي ثوابها {وزينتها} مالها {نوف إليهم} نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في الأهل والمال والولد {وهم فيها لا يبخسون} لا ينقضون ثم نسخها (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء) (الإسراء الآية 18) الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 8/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {من كان يريد الحياة الدنيا} قال: هو الرجل يعمل العمل للدنيا لا يريد به الله). [الدر المنثور: 8/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: نزلت في أهل الشرك). [الدر المنثور: 8/24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: هم أهل الرياء). [الدر المنثور: 8/24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاثة فرق، فرقة يعبدون الله خالصا: وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله يصيبون به دنيا فيقول للذي كان يعبد الله للدنيا: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول: الدنيا، فيقول: لا جرم لا ينفعك ما جمعت ولا ترجع إليه انطلقوا به إلى النار ويقول للذي يعبد الله رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال: الرياء، فيقول: إنما كانت عبادتك التي كنت ترائي بها لا يصعد إلي منها شيء ولا ينفعك اليوم انطلقوا به إلى النار ويقول للذي يعبد الله خالصا: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول: بعزتك وجلالك لأنت أعلم به مني كنت أعبدك لوجهك ولدارك، قال: صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة). [الدر المنثور: 8/25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى يوم القيامة بناس بين الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها استنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من الثواب وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون، قال: ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظيم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا إلي فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتم من الثواب). [الدر المنثور: 8/25-26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} قال: يؤتون ثواب ما عملوا في الدنيا وليس لهم في الآخرة من شيء وقال: هي مثل الآية التي في الروم (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله) (الروم الآية 39) ). [الدر المنثور: 8/26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} الآية، يقول: من كانت الدنيا همه وسدمه وطلبته ونيته وحاجته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة ليس له فيها حسنة وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة {وهم فيها لا يبخسون} أي لا يظلمون). [الدر المنثور: 8/26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {من كان يريد الحياة الدنيا} قال: من عمل للدنيا لا يريد به الله وفاه الله ذلك العمل في الدنيا أجر ما عمل فذلك قوله {نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} أي لا ينقصون أي يعطوا منها أجر ما عملوا). [الدر المنثور: 8/26-27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال: من كان يريد أن يعلم ما منزلته عند الله فلينظر في عمله فإنه قادم على عمله كائنا ما كان ولا عمل مؤمن ولا كافر من عمل صالح إلا جاء الله به فأما المؤمن فيجزيه به في الدنيا والآخرة بما شاء وأما الكافر فيجزيه في الدنيا ثم تلا هذه الآية {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها}). [الدر المنثور: 8/27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله {نوف إليهم أعمالهم} قال: طيباتهم). [الدر المنثور: 8/27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {نوف إليهم أعمالهم فيها} قال: نعجل لهم فيها كل طيبة لهم فيها وهم لا يظلمون بما لم يعجلوا من طيباتهم لم يظلمهم لأنهم لم يعلموا إلا الدنيا). [الدر المنثور: 8/27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {نوف إليهم أعمالهم فيها} قال: تعجل لمن لا يقبل منه). [الدر المنثور: 8/27]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا وهيب، أنه بلغه أن مجاهدًا كان يقول في هذه الآية: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار} الآية، قال: أهل الرياء، أهل الرياء). [الزهد لابن المبارك: 2/219]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين ذكرت أنّا نوفّيهم أجور أعمالهم في الدّنيا {ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار} يصلونها، {وحبط ما صنعوا فيها} يقول: وذهب ما عملوا في الدّنيا، {وباطلٌ ما كانوا يعملون} لأنّهم كانوا يعملون لغير اللّه، فأبطله اللّه وأحبط عامله أجره). [جامع البيان: 12/353]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلّا النّار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون (16)
قوله تعالى: أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلا النّار
- أخبرنا أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي، عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك وأمّا قوله: أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلا النّار يقول: ما عملوا من عملٍ صالحٍ في شركهم، عجّل اللّه لهم ثوابه في الدّنيا، ولم يكن لهم في الآخرة إلا النّار.
قوله تعالى: وحبط
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الخطميّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ وحبط يعني:
بطل.
قوله تعالى: ما صنعوا فيها
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وحبط ما صنعوا فيها قال: وحبط ما عملوا من خيرٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي، عن أبيه، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: وحبط ما صنعوا فيها يقول: وحبط عمله الّذي كان يعمل التماس الدّنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين.
- أخبرنا عليّ بن المبارك بإسناده المعروف، عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ: وحبط ما صنعوا فيها يقول: حبط ما صنعوا في الدّنيا.
قوله تعالى: وباطلٌ ما كانوا يعملون
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وباطلٌ ما كانوا يعملون قال: وباطلٌ في الآخرة ليس لهم فيها جزاءٌ.
وبإسناد ابن المبارك، عن ابن جريجٍ عن ابن عبّاس وباطلٌ ما كانوا يعملون: في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2012-2013]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن معبد رضي الله عنه قال: قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال: أخبرنا عن هذه الآية {من كان يريد الحياة الدنيا} إلى قوله {وباطل ما كانوا يعملون} قال: ويحك، ذاك من كان يريد الدنيا لا يريد الآخرة). [الدر المنثور: 8/22-23] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: من عمل صالحا التماس الدنيا صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل لا يعلمه إلا لالتماس الدنيا يقول الله: أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمل وهو في الآخرة من الخاسرين). [الدر المنثور: 8/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول من يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن يقول الله تعالى له: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول: بلى يا رب، فيقول: فماذا عملت فيما علمتك فيقول: يا رب كنت أقوم به الليل والنهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء ثم يدعى صاحب المال فيقول الله: عبدي ألم أنعم عليك ألم أوسع عليك فيقول: بلى يا رب، فيقول: فماذا عملت فيما آتيتك فيقول: يا رب كنت أصل الأرحام وأتصدق وأفعل، فيقول الله له: كذبت بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء، ويدعى المقتول فيقول الله له: عبدي فيم قتلت فيقول: يا رب فيك وفي سبيلك، فيقول الله له: كذبت وتقول الملائكة: كذبت بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الثلاثة شر خلق الله يسعر بهم النار يوم القيامة، فحدث معاوية بهذا إلى قوله {وباطل ما كانوا يعملون}). [الدر المنثور: 8/24-25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله {وحبط ما صنعوا فيها} قال: حبط ما علموا من خير {وبطل} في الآخرة ليس لهم فيها جزاء). [الدر المنثور: 8/27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {وحبط} يعني بطل). [الدر المنثور: 8/27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن أبي بن كعب أنه قرأ وباطلا ما كانوا يعملون). [الدر المنثور: 8/28]

تفسير قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ويتلوه شاهد منه قال لسانه هو الشاهد منه قال معمر قال الكلبي جبريل شاهد من الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/303]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله أفمن كان على بينة من ربه قال محمد و يتلوه شاهد منه قال جبريل). [تفسير عبد الرزاق: 1/303]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال قتادة في قوله تعالى ومن يكفر به ومن الأحزاب فالنار موعده قال الكفار أحزاب كلهم على الكفر). [تفسير عبد الرزاق: 1/303]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال أخبرني أيوب عن سعيد بن جبير قال: قال رسول الله ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي إلا دخل النار قال فجعلت أقول فأين تصديقها من كتاب الله وقل ما سمعت حديثا عن النبي إلا وجدت له تصديقا في القرآن حتى وجدت هذه ومن يكفر به من الأحزاب فالأحزاب الملل كلها فالنار موعده قال الكفار أحزاب كلهم على الكفر). [تفسير عبد الرزاق: 1/303-304]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ {أفمن كان على بينة من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبريل صلّى اللّه عليه [الآية: 17].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ قال: قال محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلم). [تفسير الثوري: 129]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (17) : قوله تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، قال: كان مجاهدٌ يقول - في قوله {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} - قال جبريل عليه السّلام، والتّالي: التّابع، وقرأ: {الشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها} .
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ - في قوله عزّ وجلّ: {ويتلوه شاهدٌ منه} - قال: جبريل صلّى اللّه عليه.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا جريرٌ، عن ليث، عن مجاهدٍ - في قوله عزّ وجلّ: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} -قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبريل عليه السّلام.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ لا يؤمن بي إلّا كان من أصحاب النّار))، فقلت: ما قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم (إلّا في كتاب اللّه عزّ وجلّ، فقرأت) فوجدته: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده}). [سنن سعيد بن منصور: 5/340-342]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: اللّسان. قال: ويقال أيضًا جبريل عليه السلام). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 106]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالدٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يسمع بي أحدٌ من أمّتي، أو يهوديٌّ، أو نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي إلّا دخل النّار»
- أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن صفوان بن محرزٍ، قال: قال عبد الله بن عمر: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول في النّجوى - قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " يدنو المؤمن من ربّه يوم القيامة فيضع عليه كنفه، ثمّ يقرّره بذنوبه: هل تعرف؟ فيقول: ربّ أعرف، حتّى إذا بلغ به ما شاء الله قال: وإنّي سترتها عليك في الدّنيا، وأغفرها لك اليوم، ثمّ يعطى صحيفة حسناته، وأمّا الكفّار فينادي ربّهم على رءوس الأشهاد: {هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظّالمين} [هود: 18]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/126-127]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أولئك يؤمنون به}.
يقول تعالى ذكره: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} قد بيّن له دينه فتبيّنه، {ويتلوه شاهدٌ منه}.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يعني بقوله: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خلفٍ، قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن عروة، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال: قلت لأبي: يا أبت أنت التّالي في {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: لا واللّه يا بنيّ وددت أنّي كنت أنا هو، ولكنّه لسانه.
- حدّثني يعقوب، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: لسانه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن الحسن، في قوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: لسانه.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا الحكم بن عبد اللّه أبو النّعمان العجليّ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا المعافى بن عمران، عن قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} وهو محمّدٌ كان على بيّنةٍ من ربّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، قوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: لسانه.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: لسانه هو الشّاهد.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا غندرٌ، عن عوفٍ، عن الحسن، مثله.
وقال آخرون: يعني بقوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- قال: حدّثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن سليمان العلاّف، سمع الحسين بن عليٍّ: {ويتلوه شاهدٌ منه} يقول: محمّدٌ هو الشّاهد من اللّه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا غندرٌ عن عوفٍ، قال: ثني سليمان العلاّف، قال: بلغني أنّ الحسين بن عليٍّ قال: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- قال: حدّثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن سليمان العلاّف، سمع الحسين بن عليٍّ: {ويتلوه شاهدٌ منه} يقول: محمّدٌ هو الشّاهد من اللّه.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن سليمان العلاّف، عن الحسين بن عليٍّ، في قوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: الشّاهد محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} قال: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن نضر بن عربيٍّ، عن عكرمة، مثله.
- قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، سمعت سفيان، يقول: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: هو عليّ بن أبي طالبٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا رزيق بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا صباح الفرّاء، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن يحيى، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه: ما من رجلٍ من قريشٍ إلاّ وقد نزلت فيه الآية والآيتان. فقال له رجلٌ: فأنت فأيّ شيءٍ نزل فيك؟ فقال عليٌّ: أما تقرأ الآية الّتي نزلت في هودٍ {ويتلوه شاهدٌ منه}.
وقال آخرون: هو جبرئيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} إنّه كان يقول: جبرئيل.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبرئيل.
- وحدّثنا به أبو كريبٍ مرّةً أخرى بإسناده عن إبراهيم، فقال: قال يقولون عليٌّ؛ إنّما هو جبرئيل.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: هو جبرئيل، تلا التّوراة والإنجيل والقرآن، وهو الشّاهد من اللّه.
- حدّثنا ابن باشرٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، وحدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: حدّثنا سفيان. وحدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبرئيل.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- قال: حدّثنا سهل بن يوسف، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: جبرئيل.
- قال: حدّثنا عبد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبرئيل.
- قال: حدّثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبرئيل.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} يعني محمّدًا هو على بيّنةٍ من اللّه، {ويتلوه شاهدٌ منه} جبرئيل شاهدٌ من اللّه يتلو على محمّدٍ ما بعث به.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قال: هو جبرئيل.
- قال: حدّثنا أبي، عن نضر بن عربيٍّ، عن عكرمة، قال: هو جبرئيل.
- قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: جبرئيل.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} يعني محمّدًا على بيّنةٍ من ربّه، {ويتلوه شاهدٌ منه} فهو جبرئيل شاهدٌ من اللّه بالّذي يتلو من كتاب اللّه الّذي أنزل على محمّدٍ، قال: ويقال: {ويتلوه شاهدٌ منه} يقول: يحفظه الملك الّذي معه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان عارمٌ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب قال: كان مجاهدٌ يقول في قوله: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} قال: يعني محمّدًا، {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: جبرئيل.
وقال آخرون: هو ملكٌ يحفظه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: معه حافظٌ من اللّه ملكٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، وسويد بن عمرٍو، عن حمّاد بن سلمة، عن أيّوب، عن مجاهدٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: ملكٌ يحفظه.
- قال: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، عن ابن جريجٍ، عمّن سمع مجاهدًا: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: الملك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} يتبعه حافظٌ من اللّه ملكٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن أيّوب، عن مجاهدٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: الملك يحفظه: {يتلونه حقّ تلاوته} قال: يتّبعونه حقّ اتّباعه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ويتلوه شاهدٌ منه} قال: حافظٌ من اللّه ملكٌ.
وأولى هذه الأقوال الّتي ذكرناها بالصّواب في تأويل قوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} قول من قال: هو جبرئيل، لدلالة قوله: {ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً} على صحّة ذلك؛ وذلك أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليّة وسلّم لم يتل قبل القرآن كتاب موسى، فيكون ذلك دليلاً على صحّة قول من قال: عني به لسان محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، أو محمّدٌ نفسه، أو عليّ على قول من قال: عني به عليّ. ولا يعلم أنّ أحدًا كان تلا ذلك قبل القرآن أو جاء به ممّن ذكر أهل التّأويل أنّه عني بقوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} غير جبرئيل عليه السّلام.
فإن قال قائلٌ: فإن كان ذلك دليلك على أنّ المعنيّ به جبرئيل، فقد يجب أن تكون القراءة في قوله: {ومن قبله كتاب موسى} بالنّصب؛ لأنّ معنى الكلام على ما تأوّلت يجب أن يكون: ويتلو القرآن شاهدٌ من اللّه، ومن قبل القرآن كتاب موسى؟
قيل: إنّ القرّاء في الأمصار قد أجمعت على قراءة ذلك بالرّفع، فلم يكن لأحدٍ خلافها، ولو كانت القراءة جاءت في ذلك بالنّصب كانت قراءةً صحيحةً ومعنًا صحيحًا.
فإن قال: فما وجه رفعهم إذًا الكتاب على ما ادّعيت من التّأويل؟
قيل: وجه رفعهم هذا أنّهم ابتدءوا الخبر عن مجيء كتاب موسى قبل كتابنا المنزّل على محمّدٍ، فرفعوه ب من قبله، والقراءة كذلك، والمعنى الّذي ذكرت من معنى تلاوة جبرئيل ذلك قبل القرآن، وأنّ المراد من معناه ذلك، وإن كان الخبر مستأنفًا على ما وصفت اكتفاءً بدلالة الكلام على معناه.
وأمّا قوله: {إمامًا} فإنّه نصب على القطع من كتاب موسى، وقوله {ورحمةً} عطفٌ على الإمام، كأنّه قيل: ومن قبله كتاب موسى إمامًا لبني إسرائيل يأتمّون به، ورحمةً من اللّه تلاه على موسى.
- كما حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قوله: {ومن قبله كتاب موسى} قال: من قبله جاء بالكتاب إلى موسى.
وفي الكلام محذوفٌ قد ترك ذكره اكتفاءً بدلالة ما ذكر عليه منه، وهو: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً} كمن هو في الضّلالة متردّدٌ، لا يهتدي لرشدٍ، ولا يعرف حقًّا من باطلٍ، ولا يطلب بعمله إلاّ الحياة الدّنيا وزينتها؟ وذلك نظير قوله: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون} والدّليل على حقيقة ما قلنا في ذلك أنّ ذلك عقيب قوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا} الآية، ثمّ قيل: أهذا خيرٌ أمّن كان على بيّنةٍ من ربّه؟ والعرب تفعل ذلك كثيرًا إذا كان فيما ذكرت دلالةٌ على مرادها على ما حذفت، وذلك كقول الشّاعر:
فأقسم لو شيءٌ أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
وقوله: {أولئك يؤمنون به} يقول: هؤلاء الّذين ذكرت يصدّقون ويقرّون به إن كفر به هؤلاء المشركون الّذين يقولون: إنّ محمّدًا افتراه.
القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: ومن يكفر بهذا القرآن فيجحد أنّه من عند اللّه من الأحزاب، وهم المتحزّبة على مللهم فالنّار موعده، إنّه يصير إليها في الآخرة بتكذيبه يقول اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. {فلا تك في مريةٍ منه} يقول: فلا تك في شكٍّ منه، من أنّ موعد من كفر بالقرآن من الأحزاب النّار، وأنّ هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك من عند اللّه.
ثمّ ابتدأ جلّ ثناؤه الخبر عن القرآن، فقال: إنّ هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك يا محمّد الحقّ من ربّك لا شكّ فيه، ولكنّ أكثر النّاس لا يصدّقون بأنّ ذلك كذلك.
فإن قال قائلٌ: أو كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في شكٍّ من أنّ القرآن من عند اللّه، وأنّه حقٌّ، حتّى قيل له: فلا تك في مريةٍ منه؟
قيل: هذا نظير قوله: {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك} وقد بينا ذلك هنالك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا أيّوب، قال: نبّئت أنّ سعيد بن جبيرٍ، قال: ما بلغني حديثٌ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على وجهه إلاّ وجدت مصداقه في كتاب اللّه تعالى، حتّى قال لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة ولا يهوديّ ولا نصرانيّ ثمّ لا يؤمن بما أرسلت به إلاّ دخل النّار قال سعيدٌ: فقلت أين هذا في كتاب اللّه؟ حتّى أتيت على هذه الآية: {ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} قال: من أهل الملل كلّها.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ومن يكفر به من الأحزاب} قال: من الملل كلّها.
- حدّثني يعقوب، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: كنت لا أسمع بحديثٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على وجهه، إلاّ وجدت مصداقه أو قال: تصديقه في القرآن، فبلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة، ولا يهوديّ ولا نصرانيّ، ثمّ لا يؤمن بما أرسلت به إلاّ دخل النّار فجعلت أقول: أين مصداقها؟ حتّى أتيت على هذا: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه} إلى قوله: {فالنّار موعده} قال: فالأحزاب: الملل كلّها.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: ثني أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من أحدٍ يسمع بي من هذه الأمّة، ولا يهوديّ ولا نصرانيّ فلا يؤمن بي إلاّ دخل النّار فجعلت أقول: أين مصداقها في كتاب اللّه؟ قال: وقلّما سمعت حديثًا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلاّ وجدت له تصديقًا في القرآن، حتّى وجدت هذه الآيات: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} الملل كلّها.
- قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} قال: الكفّار أحزابٌ كلّهم على الكفر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن الأحزاب من ينكر بعضه} أي يكفر ببعضه، وهم اليهود، والنّصارى. قال: بلغنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يقول: لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة ولا يهوديّ ولا نصرانيّ، ثمّ يموت قبل أن يؤمن بي، إلاّ دخل النّار.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا يوسف بن عديٍّ النّضريّ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: من سمع بي من أمّتي أو يهوديّ أو نصرانيّ، فلم يؤمن بي لم يدخل الجنّة). [جامع البيان: 12/353-365]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (17)
قوله تعالى: أفمن كان على بيّنةٍ من ربه
[الوجه الأول]
- حدّثنا كثير بن شهابٍ، ثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه قال:
محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. قال أبو محمّدٍ: وروي، عن ابن عبّاسٍ ومحمّد بن علي بن الحنفيّة ومجاهدٍ وأبي صالحٍ وإبراهيم وعكرمة والضّحّاك وقتادة والسّدّيّ وخصيفٍ وابن عيينة نحو ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا عامر بن صالحٍ، عن أبيه، عن الحسن أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه قال: المؤمن على بيّنةٍ من ربّه.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه قال: القرآن.
قوله تعالى: ويتلوه شاهد منه
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن سليمان العلاف، عن الحسين بن عليٍّ ويتلوه شاهدٌ منه يعني: محمّدًا صلى الله عليه وسلم شاهد من اللّه.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن عليٍّ الباهليّ، ثنا محمّد بن سوّارٍ، ثنا سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عروة، عن محمّد بن عليٍّ قال: قلت لأبي: يا أبه ويتلوه شاهدٌ منه إنّ النّاس يقولون: أنّك أنت هو قال: وددت أنّي أنا هو لكنّه لسانه. وروي، عن الحسن وقتادة نحو ذلك.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشرٍ، ثنا عمران يعني: القطّان، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال جبريل يعني: قوله: ويتلوه شاهدٌ منه وروي، عن أبي العالية وأبي صالحٍ ومجاهدٍ في إحدى الرّوايات وإبراهيم وعكرمة والضّحّاك وعطاءٍ الخراسانيّ وخصيفٍ نحو ذلك.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ حدّثني عمّي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: ويتلوه شاهدٌ منه فهو جبريل شاهدٌ من اللّه بالّذي يتلو من كتاب اللّه الّذي أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ويتلوه شاهدٌ منه قال جبريل: تلا التّوراة والإنجيل والقرآن، وهو الشّاهد من اللّه عزّ وجلّ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: ويتلوه شاهدٌ منه معه حافظٌ من اللّه ملكٌ.
والوجه الرّابع:
- ذكر، عن الحسين بن يزيد الطّحّان، ثنا إسحاق بن منصورٍ، ثنا قيسٌ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد اللّه قال: قال عليٌّ: ما في قريشٍ من أحدٍ إلا وقد نزلت فيه آية مثل له فما نزل فيك: قال: ويتلوه شاهدٌ منه.
الوجه الخامس:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهد منه قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان على بيّنةٍ من ربّه والقرآن يتلوه شاهدا أيضًا لأنّه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمّدٍ، ثنا وكيعٌ، عن أبيه، عن منصورٍ، عن إبراهيم في قوله: كتاب موسى قال: ومن قبله جاء بالكتاب إلى موسى.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً قال: فمن قبله تلا التّوراة على موسى، كما تلا القرآن على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: أولئك يؤمنون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا ابن لهيعة، ثنا عطاء ابن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: ليؤمنوا قال: ليصدّقوا.
وبه، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: به يعني: ليصدّقوا باللّه تعالى ورسوله.
قوله تعالى: ومن يكفّر به من الأحزاب فالنّار موعده
وبإسناده ابن المبارك، عن ابن جريجٍ في قوله: ومن يكفر به بالقرآن من الأحزاب.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو بكر بن بشّارٍ يعني: محمّدًا، ثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، عن أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: ما بلغني حديثٌ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب اللّه عزّ وجلّ حتّى بلغني أنّه قال: لا يسمع أيّ أحدٌ من هذه الأمّة لا يهوديّ ولا نصرانيّ ثمّ لم يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النّار قال سعيدٌ: فقلت أين هذا في كتاب اللّه؟ حتّى أتيت على هذه الآية:
ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده قال: من أهل الملل كلّها.
- حدثنا أبو زرعة، صفوان، ثنا الوليد، ثنا خليدٌ وسعيدٌ، عن قتادة في قوله: ومن يكفر به من الأحزاب قال: هم اليهود والنّصارى.
قوله تعالى: فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد اللّه بن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق الحق من ربك قال: ما جاءك من الخير). [تفسير القرآن العظيم: 6/2013-2016]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ويتلوه شاهد منه قال يتبعه حافظ من الله أي ملك). [تفسير مجاهد: 1/301-302]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ، بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا زيد بن المبارك الصّنعانيّ، عن عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن أبي عمرٍو البصريّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " ما من أحدٍ يسمع بي من هذه الأمّة، ولا يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ولا يؤمن بي إلّا دخل النّار، فجعلت أقول: أين تصديقها في كتاب اللّه؟ حتّى وجدت هذه الآية {ومن يكفر به من الأحزاب، فالنّار موعده} [هود: 17] قال: الأحزاب الملل كلّها «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/372]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ويتلوه شاهدٌ منه} [هود: 17].
- عن محمّد بن عليّ بن أبي طالبٍ قال: قلت لعليّ بن أبي طالبٍ: إنّ النّاس يزعمون في قول اللّه - جلّ ذكره -: " ويتلوه شاهدٌ منه " أنّك أنت التّالي؟ فقال: وددت أنّي أنا هو، ولكنّه لسان محمّدٍ - صلّى اللّه عليه وسلّم.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه خليد بن دعلجٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/37]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال مسدّدٌ: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لن يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة ولا يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثمّ لا يؤمن بي إلّا كان من أصحاب النّار. قال: قلت: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا إلّا كان في كتاب الله. قال: فوجدت (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) .
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى من طريق شعبة، عن أبي بشرٍ به.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وأبو بشرٍ هو جعفر بن أبي وحشيّة). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 17.
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك قال: أما تقرأ سورة هود {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} رسول الله صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه). [الدر المنثور: 8/28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه في الآية قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه). [الدر المنثور: 8/28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفمن كان على بينة من ربه أنا ويتلوه شاهد منه قال: علي). [الدر المنثور: 8/28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {أفمن كان على بينة من ربه} قال: ذاك محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم رضي الله عنه {أفمن كان على بينة من ربه} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: قلت لأبي: إن الناس يزعمون في قول الله {ويتلوه شاهد منه} أنك أنت التالي، قال: وددت أني أنا هو ولكنه لسان محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن علي بن الحنفية {أفمن كان على بينة من ربه} قال: محمد صلى الله عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال: لسانه). [الدر المنثور: 8/29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه {أفمن كان على بينة من ربه} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال: أما الحسن رضي الله عنه فكان يقول: اللسان، وذكر عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه جبريل عليه السلام، ووافقه سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: هو جبريل). [الدر المنثور: 8/29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه {ويتلوه شاهد منه} قال: هو اللسان، ويقال: أيضا جبريل). [الدر المنثور: 8/29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {أفمن كان على بينة من ربه} قال: محمد {ويتلوه شاهد منه} قال: جبريل فهو شاهد من الله بالذي يتلو من كتاب الله الذي أنزل على محمد {ومن قبله كتاب موسى} قال: ومن قبله تلا التوراة على لسان موسى كما تلا القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد {أفمن كان على بينة من ربه} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال: ملك يحفظه). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن عساكر عن الحسين بن علي في قوله {ويتلوه شاهد منه} قال: محمد هو الشاهد من الله). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله {أفمن كان على بينة من ربه} قال: المؤمن على بينة من ربه). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم {ومن قبله كتاب موسى} قال: ومن جاء بالكتاب إلى موسى). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {ومن يكفر به من الأحزاب} قال: الكفار أحزاب كلهم على الكفر). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {ومن يكفر به من الأحزاب} قال: من اليهود والنصارى). [الدر المنثور: 8/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني فلم يؤمن بي إلا كان من أهل النار، قال سعيد: فقلت ما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلا هو في كتاب الله فوجدت {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}). [الدر المنثور: 8/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بي إلا دخل النار، فجعلت أقول: أين تصديقها في كتاب الله وقلما سمعت حديثا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلا وجدت تصديقه في القرآن حتى وجدت هذه الآية {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} قال: الأحزاب الملل كلها). [الدر المنثور: 8/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله). [الدر المنثور: 8/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). [الدر المنثور: 8/31-32]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 09:59 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها...}
ثم قال: (نوفّ) لأن المعنى فيها بعد كان. وكان قد يبطل في المعنى؛ لأن القائل يقول: إن كنت تعطيني سألتك، فيكون كقولك: إن أعطيتني سألتك. وأكثر ما يأتي الجزاء على أن يتّفق هو وجوابه. فإن قلت: إن تفعل أفعل فهذا حسن. وإن قلت: إن فعلت أفعل كان مستجازاً. والكلام إن فعلت فعلت. وقد قال في إجازته زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نال أسباب السمّاء بسلّم

وقوله: {وهم فيها لا يبخسون} يقول: من أراد بعمله من أهل القبلة ثواب الدنيا عجّل له ثوابه ولم يبخس أي لم ينقص في الدنيا). [معاني القرآن: 2/5-6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
وقال: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ} فـ(كان) في موضع جزم وجوابها (نوفّ) ). [معاني القرآن: 2/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم} فيها أي نؤتهم ثواب أعمالهم لها فيها.
{وهم فيها لا يبخسون} أي لا ينقصون). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
أي نجازيهم على أعمالهم في الدّنيا.
فأمّا كان في باب حروف الجزاء ففيها قولان:
قال أبو العباس محمد بن يزيد: جائز أن تكون لقوّتها على معنى المضيّ عبارة عن كل فعل ماض، فهذا هو قوتها، وكذلك تتأول قوله {إن كنت قلته فقد علمته}.
وحقيقها - واللّه أعلم - من تعلم منه هذا، فهذا على باب سائر الأفعال.
إلا أنّ معنى (كان) إخبار عن الحال فيما مضى من الدهر، فإذا قلت سيكون
عالما فقد أنبأت أن حاله ستقع فيما يستقبل، فإنما معنى كان ويكون العبارة عن الأفعال والأحوال). [معاني القرآن: 3/43-42]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
قال الضحاك يعنى المشركين إذا عملوا عملا جوزوا عليه في الدنيا
وقال سعيد بن جبير من عمل عملا يريد به غير الله جوزي به في الدنيا وقال مجاهد من عمل عملا ولم يتقبل منه أعطي ثوابه في الدنيا
قال أبو جعفر وأحسنها قول الضحاك لقوله بعد ذلك: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار}
قال مجاهد لا يبخسون لا ينقصون). [معاني القرآن: 3/335]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {وباطل ما كانوا يعملون}.
وقراءة أخرى لم تسم لنا "وبطل ما كانوا يعملون" ). [معاني القرآن لقطرب: 671]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه...}
(فالذي على البيّنة من ربّه محمد صلى الله عليه وسلم. ويتلوه شاهد منه) يعني جبريل عليه السلام يتلو القرآن، الهاء للقرآن.
وتبيان ذلك: ويتلو القرآن شاهد من الله {ومن قبله كتاب موسى} رفعت الكتاب بمن. ولو نصبت على: ويتلو من قبله كتاب موسى {إماماً} منصوب على القطع من
{كتاب موسى} في الوجهين. وقد قيل في قوله: {ويتلوه شاهدٌ مّنه}: يعني الإنجيل يتلو القرآن، وإن كان قد أنزل قبله. يذهب إلى أنه يتلوه بالتصديق.
ثم قال: ومن قبل الإنجيل كتاب موسى.
ولم يأت لقوله: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه} جوابٌ بيّن؛ كقوله في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه كمن زيّن له سوء عمله} وربما تركت العرب جواب
الشيء المعروف معناه وإن ترك الجواب؛
قال الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

وقال الله - تبارك وتعالى وهو أصدق من قول الشاعر -: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض} فلم يؤت له بجواب والله أعلم.
وقد يفسّره بعض النحويّين يعني أن جوابه: (وهم يكفرون ولو أنّ قرآناً) والأوّل أشبه بالصواب. ومثله: {ولو ترى إذ المجرمون} {ولو ترى الذين ظلموا} وقوله في الزمر: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه} ولم يؤت له بجواب. وكفى قوله: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون} من ذلك.
فهذا ممّا ترك جوابه، وكفى منه ما بعده، كذلك قال في هود: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلاً} ولم يقل: هل يستوون.
وذلك أن الأعمى والأصمّ من صفة واحدٍ والبصير والسّميع من صفة واحدٍ كقول القائل: مررت بالعاقل واللبيب وهو يعني واحداً.
وقال الشاعر:

وما أدري إذا يمّمت وجهاً = أريد الخير أيّهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه = أم الشر الذي لا يأتليني
قال: أيّهما وإنما ذكر الخير وحده؛ لأن المعنى يعرف: أن المبتغي للخير متّق للشرّ وكذلك قول الله جل ذكره: {سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم} [أي] وتقي البرد.
وهو كذلك وإن لم يذكر.
وقوله: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} فيقال: من أصناف الكفّار. ويقال: إن كلّ كافر حزب). [معاني القرآن: 2/8-6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ مّنه إنّه الحقّ من رّبّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}
وقال: {ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً} على خبر المعرفة.
وقال: {فلا تك في مريةٍ مّنه} وقال بعضهم (مريةٍ) تكسر وتضم وهما لغتان.
وقال: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه} وأضمر الخبر.
وقال: {فالنّار موعده} فجعل النار هي الموعد وإنما الموعد فيها كما تقول العرب "الليلة الهلال" ومثلها {إنّ موعدهم الصّبح} ). [معاني القرآن: 2/40]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( [وزاد محمد بن صالح].
"فلا تك في مرية" برفع الميم.
قراءة العامة {مرية} بكسر الميم، وهي لغة أهل الحجاز؛ ولغة أسد وتميم برفع الميم "مرية"). [معاني القرآن لقطرب: 671]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {في مرية} فقد قرئت في السجدة {مرية} و{مرية} بالكسر والضم، والمعنى فيها من مريته أمريه؛ أي جحدته، وعليها قرئت "أفتمرونه على ما يرى"؛ وماريت الرجل من ذلك؛ المعنى: جحدت شيئًا، وجحده.
وقال حسان بن ثابت:
[معاني القرآن لقطرب: 684]
أبيض في الذروة من هاشم = لم يمر دون الحق بالباطل
[وزاد محمد بن صالح]:
وقال معمر: {في مرية منه} بكسر الميم: في شك، ويكسر أولها ويضم؛ ومرية الناقة مكسورة، وهي درتها؛ وكذلك مرية الفرس؛ وهي أن تمريه بساق أو زجر أو سوط)). [معاني القرآن لقطرب: 685]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} مفسر في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}.
هذا كلام مردود إلى ما قبله، محذوف منه الجواب للاختصار، على ما بيّنا في (باب المجاز).
وإنما ذكر الله تعالى قبل هذا الكلام قوما ركنوا إلى الدنيا ورضوا بها عوضا من الآخرة فقال: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}
أي نؤتيهم ثواب أعمالهم في الدنيا، إذ كان عملهم لها وطلبهم ثوابها، وليس لهم في الآخرة إلا النار.
وحبط ما صنعوا فيها أي ذهب وبطل، لأنهم لم يريدوا الله بشيء منه.
ثم قايس بين هؤلاء وبين النبي صلّى الله عليه وسلم وصحابته فقال: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه يعني محمدا، صلّى الله عليه وسلم. ويتلوه شاهدٌ منه أي من ربّه. (الهاء) مردودة إلى الله تعالى.
والشاهد من الله تعالى للنبي، صلّى الله عليه وسلم: جبريل عليه السلام، يريد أنه يتبعه ويؤيّده ويسدّده ويشهده.
ويقال: الشاهد: (القرآن) يتلوه يكون بعده تاليا شاهدا له.
وهذا أعجب إليّ، لأنّه يقول: ومن قبله كتاب موسى يعني التوراة.
إماماً ورحمةً قبل القرآن يشهد له بما قدّم الله فيها من ذكره.
والجواب هاهنا محذوف. أراد أفمن كانت هذه حاله كهذا الذي يريد الحياة الدنيا وزينتها؟ فاكتفى من الجواب بما تقدم، إذ كان فيه دليل عليه.
ومثله قوله: { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}، ولم يذكر الذي هو ضده؟ لأنه قال بعد: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
فالقانتون آناء الليل والنهار هم الذين يعلمون، وأضدادهم، هم الذين لا يعلمون، فاكتفى من الجواب بما تأخّر من القول، إذ كان فيه دليل عليه.
وقوله: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}، يعني أصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم، يؤمنون بهذا.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ}، يعني مشركي العرب وغيرهم. {فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}، {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ}، أي في شك. {إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره، على ما بينا في (باب الكناية) ). [تأويل مشكل القرآن: 396-394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ: {أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مرية منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}
قيل في التفسير إنه يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - ويتلوه شاهد منه، أي شاهد من ربّه، والشاهد جبريل، وقيل يتلوه البرهان، والذي جرى ذكر البيّنة، لأن البينة والبرهان بمعنى واحد.
وقيل {ويتلوه شاهد منه} يعني لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -
أي أفمن كان على بيّنة من ربّه، وكان معه من الفضل ما يبين تلك البينة كان هو وغيره سواء، وترك ذكر المضادّ له لأن فيما بعده دليلا - عليه.
وقوله: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع}.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - أفمن كان على بينة من ربه يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائر المؤمنين.
ويكون معنى.. {ويتلوه شاهد منه} يتلوه ويتبعه.
أي يتبع البيان شاهد من ذلك البيان، ويكون الدليل على هذا القول: {أولئك يؤمنون به} ويكون دليله أيضا: {الر كتاب أحكمت آياته ثمّ فصّلت}، فاتباع الشاهد بعد البيان كاتباع التفصيل بعد الأحكام.
وقوله: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة}.
أي وكان من قبل هذا كتاب موسى دليلا على أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويكون كتاب موسى على العطف على: قوله (ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى)
أي وكان يتلوه كتاب موسى، لأن النبي بشر به موسى وعيسى في التوراة والإنجيل، قال اللّه - جلّ وعزّ -: {الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل}.ونصب (إماما) على الحال، لأن كتاب موسى معرفة.
(فلا تك في مرية منه) يجوز كسر الميم في مرية وضمها، وقد قرئ بهما جميعا في مرية وفرية.
ويجوز نصب {كتاب موسى}، ويكون المعنى: ويتلوه شاهد منه وهو الذي كان يتلو كتاب موسى. والأجود الرفع، والقراءة بالرفع لا غير). [معاني القرآن: 3/43-44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفمن كان على بينة من ربه}
قال عكرمة وإبراهيم ومنصور يعني النبي صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه جبريل عليه السلام
وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم شاهد منه أي جبريل
وقال الحسن شاهد منه يعني لسانه
وقال الضحاك أفمن كان على بينة من ربه محمد {ويتلوه شاهد منه} أي من الله وهو جبريل عليه السلام
وقال أبو جعفر حدثني سعيد بن موسى بقرقيسيا قال نا نخلد بن مالك عن محمد بن سلمة عن خصيف {أفمن كان على بينة من ربه}
قال: النبي صلى الله عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال جبريل عليه السلام
قال أبو جعفر تكون الهاء في ربه للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يتلوه تعود على البينة لأن البينة والبيان واحد وفي منه تعود على اسم الله جل وعز
وقول الحسن يحتمل المعنى أي ولسانه يعبر عنه ويميز ويجوز أن تكون الهاء في منه تعود على من
وقيل الشاهد القرآن ويتلوه يكون بعده تاليا شاهدا ومن قبله أي ومن قبل الشاهد وقد قيل أفمن كان على بينة من ربه يعني به النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون واستشهد صاحب هذا القول بقوله: {أولئك يؤمنون به} والمعنى على القول الأول: {أفمن كان على بينة من ربه} كالذي يريد الحياة الدنيا وزينتها
ثم قال جل وعز: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} أي يصدقه
وقيل هو معطوف على الشاهد أي ويتلوه كتاب موسى
وقال مجاهد في قوله: {ومن قبله كتاب موسى} التوراة
ثم قال جل وعز: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}
قال قتادة الأحزاب أهل الملل كلهم
وقال سعيد بن جبير كنت إذا وجدت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحا أصبت مصداقه في كتاب الله فأفكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ليس يسمع بي أحد فلا يؤمن بي ولا يهودي ولا نصراني إلا دخل النار)) فطلبت مصداقه في كتاب الله فإذا هو ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده والأحزاب أهل الأديان كلها لأنهم يتحاربون).
[معاني القرآن: 3/339-336]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} فالبينة يعني: القرآن،
والشاهد: الإنجيل {ومن قبله} أي: من قبل الإنجيل {كتاب موسى} - صلى الله على نبينا وعليه وعلى الأنبياء وسلم - أي: التوراة. قال ثعلب: ومعناه: إن شككتم في القرآن
وفي الإنجيل - فانظروا في التوراة، فإنكم تجدونني بصفتي وبرسالتي وبصدق ما قلت. قال ثعلب: لأنه - صلى الله عليه وسلم - معروف في التوراة، ومعروف في الإنجيل).
[ياقوتة الصراط: 262-261]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 10:00 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال ذو الرمة:
وأنّي متى أشرف على الجانب الذي = به أنت من بين الجوانب ناظر
أي ناظرٌ متى أشرف فجاز هذا في الشعر وشبهوه بالجزاء إذا كان جوابه منجزماً لأن المعنى واحد كما شبه الله يشكرها وظالم فإذا هم يقنطون جعله بمنزلة يظلم ويشكرها الله كما كان هذا بمنزلة قنطوا وكما قالوا في اضطرارٍ إن تأتني أنا صاحبك يريد معنى الفاء فشبهه ببعض ما يجوز في الكلام حذفه وأنت تعنيه.
وقد يقال إن أتيتني آتك وإن لم تأتني أجزك لأن هذا في موضع الفعل المجزوم وكأنه قال إن تفعل أفعل.
ومثل ذلك قوله عز وجل: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} فكان فعل وقال الفرزدق

دسّت رسولاً بأنًّ القوم إن قدروا = عليك يشفوا صدوراً ذات توغير
وقال الأسود بن يعفر:

ألا هل لهذا الدّهر من متعلّل = عن النّاس مهما شاء بالناس يفعل
وقال إن تأتني فأكرمك أي فأنا أكرمك فلا بد من رفع فأكرمك إذا سكت عليه لأنه جواب وإنما ارتفع لأنه مبني على مبتدأ.
ومثل ذلك قوله عز وجل: {ومن عاد فينتقم الله منه} ومثله: {ومن كفر فأمتعه قليلا} ومثله: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}). [الكتاب: 3/68-69]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب مسائل المجازاة وما يجوز فيها وما يمتنع منها
تقول: إن تأتني آتك، وإن تأتني فلك درهم. هذا وجه الجزاء وموضعه. كما قال عز وجل {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين}.
فالأصل الفعل، والفاء داخلةٌ عليه؛ لأنها تؤدي معناه؛ لأنها لا تقع إلا ومعنى الجزاء فيها موجود، يقول الرجل: قد أعطيتك درهماً، فتقول: فقد أعطيتك ديناراً. أي من أجل ذاك. ويقول: لم أغث أمس فتقول: فقد أتاك الغوث اليوم. ونقول: إن أتيتني فلك درهمٌ، لأن معناه: إن تأتني. ولو قلت: إن أتيتني آتك لصلح؛ كما قال الله عز وجل: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم}، لأن معناه: من يكن. وكذلك لو قال: من يأتني أتيته لجاز، والأول أحسن؛ لتباعد هذا عن حرف الجزاء. وهو جائز؛ كما قال الشاعر:
من يكدني بسيىءٍ كنت منه = كالشجا بين حلقه والوريد).
[المقتضب: 2/58] (م)

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 10:00 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 10:01 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: من كان يريد الحياة الدّنيا ... الآية، قالت فرقة: ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الكفرة: هذا قول قتادة والضحاك، وقال مجاهد: هي في الكفرة وفي أهل الرياء من المؤمنين: وإلى هذا ذهب معاوية حين حدثه سيافه شفي بن ماتع الأصبحي عن أبي هريرة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل المتصدق والمجاهد المقتول والقائم بالقرآن ليله ونهاره وكل ذلك رياء، «إنهم أول من تسعر به النار يوم القيامة» فلما حدثه شفي بهذا الحديث، بكى معاوية وقال: صدق الله ورسوله: وتلا: من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها = الآية، إلى قوله: وباطلٌ ما كانوا يعملون.
فأما من ذهب إلى أنها في الكفرة فمعنى قوله يريد يقصد ويعتمد، أي هي وجهه ومقصده لا مقصد له غيرها. فالمعنى: من كان يريد بأعماله الدنيا فقط إذ لا يعتقد آخرة، فإن الله يجازيه على حسن أعماله- في الدنيا- بالنعم والحواس وغير ذلك: فمنهم مضيق عليه ومنهم موسع له، ثم حكم عليهم بأنهم لا يحصل لهم يوم القيامة إلا بالنار ولا تكون لهم حال سواها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فاستقام هذا المعنى على لفظ الآية. وهو عندي أرجح التأويلات- بحسب تقدم ذكر الكفار المناقضين في القرآن- فإنما قصد بهذه الآية أولئك.
وأما من ذهب إلى أنها في العصاة من المؤمنين فمعنى يريد عنده يحب ويؤثر ويفضل ويقصد، وإن كان له مقصدا آخر بإيمانه فإن الله يجازيه على تلك الأعمال الحسان التي لم يعملها لله بالنعم في الدنيا، ثم يأتي قوله: ليس لهم بمعنى ليس يجب لهم أو يحق لهم إلا النار، وجائز أن يتغمدهم الله برحمته، وهذا هو ظاهر ألفاظ ابن عباس وسعيد بن جبير.
وقال أنس بن مالك: هي في أهل الكتاب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ومعنى هذا أن أهل الكتاب الكفرة يدخلون في هذه الآية، لا أنها ليست في غيرهم.
وقرأ جمهور الناس: «نوف» بنون العظمة وقرأ طلحة وميمون بن مهران «يوف» بياء الغائب.
ويبخسون معناه: يعطون أقل من ثوابهم، وحبط معناه: يبطل وسقط ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يقتل حبطا أو يلم»، وهي مستعملة في فساد الأعمال، والضمير في قوله: فيها عائد على الدنيا في الأولين وفي الثالثة عائد على الآخرة، ويحتمل أن يعود في الثلاثة على الدنيا ويحتمل أن تعود الثانية على الأعمال.
وقرأ جمهور الناس: «وباطل» بالرفع على الابتداء والخبر، وقرأ أبيّ وابن مسعود: «وباطلا» بالنصب قال أبو حاتم: ثبتت في أربعة مصاحف، والعامل فيه يعملون وما زائدة، التقدير: وباطلا كانوا يعملون. والباطل كل ما تقتضي ذاته أن لا تنال به غاية في ثواب ونحوه وبالله التوفيق). [المحرر الوجيز: 4/ 550-552]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (17)
اختلف المتأولون في المراد بقوله: أفمن فقالت فرقة: المراد بذلك المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقالت فرقة المراد محمد صلى الله عليه وسلم خاصة. وقال علي بن أبي طالب والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك وابن عباس: المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون جميعا.
وكذلك اختلف في المراد ب «البيّنة» فقالت فرقة: المراد بذلك القران، أي على جلية بسبب القرآن، وقالت فرقة: المراد محمد صلى الله عليه وسلم والهاء في «البيّنة» للمبالغة كهاء علامة ونسابة.
وكذلك اختلف في المراد ب «الشاهد» فقال ابن عباس وإبراهيم النخعي ومجاهد والضحاك وأبو صالح وعكرمة: هو جبريل.
وقال الحسن بن علي: هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقال مجاهد أيضا: هو ملك وكّله الله بحفظ القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل أن يريد بهذه الألفاظ جبريل.
وقال علي بن أبي طالب والحسن وقتادة: هو لسان النبي صلى الله عليه وسلم. وقالت فرقة: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وروي ذلك عنه، وقالت فرقة: هو الإنجيل، وقالت فرقة: هو القرآن، وقالت فرقة: هو إعجاز القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويتصرف قوله يتلوه على معنيين: بمعنى يقرأ، وبمعنى يتبعه، وتصرفه بسبب الخلاف المذكور في «الشاهد» ولنرتب الآن اطراد كل قول وما يحتمل.
فإذا قلنا إن قوله: أفمن يراد به المؤمنون، فإن جعلت بعد ذلك «البيّنة» محمد صلى الله عليه وسلم صح أن يترتب «الشاهد» الإنجيل ويكون يتلوه بمعنى يقرأه، لأن الإنجيل يقرأ شأن محمد صلى الله عليه وسلم وأن يترتب جبريل عليه السلام ويكون يتلوه بمعنى يتبعه أي في تبليغ الشرع والمعونة
فيه، وأن يترتب الملك ويكون الضمير في منه عائدا على البيّنة التي قدرناها محمدا صلى الله عليه وسلم وأن يترتب القرآن ويكون يتلوه بمعنى يتبعه، ويعود الضمير في منه على الرب.
وإن جعلنا «البيّنة» القرآن على أن أفمن هم المؤمنون- صح أن يترتب «الشاهد» محمد صلى الله عليه وسلم، وصح أن يترتب الإنجيل وصح أن يترتب جبريل والملك. ويكون يتلوه بمعنى يقرأه: وصح أن يترتب «الشاهد» الإعجاز، ويكون يتلوه بمعنى يتبعه، ويعود الضمير فى منه على القرآن.
وإذا جعلنا أفمن للنبي صلى الله عليه وسلم، كانت «البيّنة» القرآن، وترتب «الشاهد» لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وترتب الإنجيل، وترتب جبريل والملك، وترتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وترتب الإعجاز. ويتأول يتلوه بحسب «الشاهد» كما قلنا ولكن هذا القول يضعفه قوله أولئك فإنا إذا جعلنا قوله: أفمن للنبي صلى الله عليه وسلم وحده لم نجد في الآية مذكورين يشار إليهم بذلك ونحتاج في الآية إلى تجوز وتشبيه بقوله تعالى: يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء [الطلاق: 1] وهو شبه ليس بالقوي.
والأصح في الآية أن يكون قوله: أفمن للمؤمنين، أو للمؤمنين والنبي معهم بأن لا يترتب «الشاهد» بعد ذلك يراد به النبي إذا قدرناه داخلا في قوله: أفمن. وما تركناه من بسط هذا الترتيب يخرجه التدبر بسرعة فتأمله.
وقرأ جمهور الناس «كتاب» بالرفع وقرأ الكلبي وغيره «كتابا» بالنصب فمن رفع قدر «الشاهد» الإنجيل معناه يقرأ القرآن أو محمد صلى الله عليه وسلم- بحسب الخلاف- و «الإنجيل» و «من قبل» كتاب موسى إذ في الكتابين ذكر القرآن وذكر محمد صلى الله عليه وسلم.
ويصح أن يقدر الرافع «الشاهد» القرآن، وتطرد الألفاظ بعد ذلك، ومن نصب «كتابا» قدر «الشاهد» جبريل عليه السلام، أي يتلو القرآن جبريل ومن قبل القرآن كتاب موسى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهنا اعتراض يقال: إذ قال من قبله كتاب موسى أو «كتاب» بالنصب على القراءتين. والضمير في قبله عائد على القرآن- فلم لم يذكر الإنجيل- وهو قبله- بينه وبين كتاب موسى؟ فالانفصال: أنه خص التوراة بالذكر لأن الملّتين مجمعتان أنهما من عند الله، والإنجيل ليس كذلك: فكان الاستشهاد بما تقوم به الحجة على الطائفتين أولى: وهذا يجري مع قول الجن: إنّا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى [الأحقاف: 30] ومع قول النجاشي: إن هذا، والذي جاء به موسى، ليخرج من مشكاة واحدة فإنما اختصر الإنجيل من جهة أن مذهبهم فيه مخالف لحال القرآن والتوراة، ونصب إماماً على الحال من كتاب موسى، والأحزاب هاهنا يراد به جميع الأمم، وروى سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا من اليهود والنصارى ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار» فقلت: أين مصداق هذا من كتاب الله؟ حتى وجدته في هذه الآية، وكنت إذا سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم طلبت مصداقه في كتاب الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والراجح عندي من الأقوال في هذه الآية أن يكون أفمن للمؤمنين أو لهم وللنبي معهم، إذ قد تقدم ذكر الّذين ليس لهم في الآخرة إلّا النّار [هود: 16]، فعقب ذكرهم بذكر غيرهم، و «البيّنة» القرآن وما تضمن. و «الشاهد» محمد صلى الله عليه وسلم أو جبريل إذا دخل النبي في قوله: أفمن أو الإنجيل والضمير في يتلوه للبيّنة، وفي منه للرب تعالى، والضمير في قبله للبيّنة وغير هذا مما ذكرته آنفا محتمل.
وقرأ الجمهور «في مرية» بكسر الميم، وقرأ السلمي وأبو رجاء وأبو الخطاب السدوسي «في مرية» بضم الميم، وهما لغتان في الشك، والضمير في منه عائد على كون الكفرة موعدهم النار، وسائر الآية بيّن.
وفي هذه الآية معادلة محذوفة يقتضيها ظاهر اللفظ تقديره: أفمن كان على بيّنة من ربه كمن كفر بالله وكذب أنبياءه، ونحو هذا، في معنى الحذف، قوله عز وجل: ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى [الرعد: 31]، لكان هذا القرآن، ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل]
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
التقدير لرددناه ولم نصغ إليه). [المحرر الوجيز: 4/ 552-556]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلا النّار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون}
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية: إنّ أهل الرّياء يعطون بحسناتهم في الدّنيا، وذلك أنّهم لا يظلمون نقيرًا، يقول: من عمل صالحا التماس الدّنيا، صومًا أو صلاةً أو تهجدا بالليل، لا يعمله إلّا التماس الدّنيا، يقول اللّه: أوفّيه الّذي التمس في الدّنيا من المثابة، وحبط عمله الّذي كان يعمله التماس الدّنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين.
وهكذا روي عن مجاهدٍ، والضّحّاك، وغير واحدٍ.
وقال أنس بن مالكٍ، والحسن: نزلت في اليهود والنّصارى. وقال مجاهدٌ وغيره: نزلت في أهل الرّياء.
وقال قتادة: من كانت الدّنيا همّه وسدمه وطلبته ونيّته، جازاه اللّه بحسناته في الدّنيا، ثمّ يفضي إلى الآخرة وليس له حسنةٌ يعطى بها جزاءً. وأمّا المؤمن فيجازى بحسناته في الدّنيا ويثاب عليها في الآخرة.
وقد ورد في الحديث المرفوع نحوٌ من هذا.
وقال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها مذمومًا مدحورًا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا * كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورًا * انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا} [الإسراء: 18 -21]، وقال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبٍ} [الشّورى:20]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 310-311]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (17)}
يخبر تعالى عن حال المؤمنين الّذين هم على فطرة اللّه تعالى الّتي فطر عليها عباده، من الاعتراف له بأنّه لا إله إلّا هو، كما قال تعالى: {فأقم وجهك للدّين حنيفًا فطرة اللّه الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق اللّه ذلك الدّين القيّم} [الرّوم: 30]، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "كلّ مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه، كما تولد البهيمة بهيمةً جمعاء، هل تحسّون فيها من جدعاء؟ ". وفي صحيح مسلمٍ عن عياض بن حمارٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: إنّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم". وفي المسند والسّنن: "كلّ مولودٍ يولد على هذه الملّة، حتّى يعرب عنه لسانه" الحديث، فالمؤمن باقٍ على هذه الفطرة. [وقوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} أي]: وجاءه شاهدٌ من اللّه، وهو ما أوحاه إلى الأنبياء، من الشّرائع المطهرة المكمّلة المعظّمة المختتمة بشريعة محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين. ولهذا قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وأبو العالية، والضّحّاك، وإبراهيم النّخعي، والسّدّي، وغير واحدٍ في قوله تعالى: {ويتلوه شاهدٌ منه} إنّه جبريل عليه السّلام.
وعن عليٍّ، والحسن، وقتادة: هو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وكلاهما قريبٌ في المعنى؛ لأنّ كلًّا من جبريل ومحمّدٍ، صلوات اللّه عليهما، بلّغ رسالة اللّه تعالى، فجبريل إلى محمّدٍ، ومحمّدٌ إلى الأمّة.
وقيل: هو عليٌّ. وهو ضعيفٌ لا يثبت له قائلٌ، والأوّل والثّاني هو الحقّ؛ وذلك أنّ المؤمن عنده من الفطرة ما يشهد للشّريعة من حيث الجملة، والتّفاصيل تؤخذ من الشّريعة، والفطرة تصدقها وتؤمن بها؛ ولهذا قال تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} وهو القرآن، بلّغه جبريل إلى النّبيّ [محمّدٍ] صلّى اللّه عليه وسلّم، وبلّغه النّبيّ محمّدٌ إلى أمّته.
ثمّ قال تعالى: {ومن قبله كتاب موسى} أي: ومن قبل [هذا] القرآن كتاب موسى، وهو التّوراة، {إمامًا ورحمةً} أي: أنزل اللّه تعالى إلى تلك الأمّة إمامًا لهم، وقدوةً يقتدون بها، ورحمةً من اللّه بهم. فمن آمن بها حقّ الإيمان قاده ذلك إلى الإيمان بالقرآن؛ ولهذا قال تعالى: {أولئك يؤمنون به}.
ثمّ قال تعالى متوعّدًا لمن كذّب بالقرآن أو بشيءٍ منه: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} أي: ومن كفر بالقرآن من سائر أهل الأرض مشركيهم: أهل الكتاب وغيرهم، من سائر طوائف بني آدم على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم، ممّن بلغه القرآن، كما قال تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، وقال تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا} [الأعراف: 158]. وقال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} وفي صحيح مسلمٍ، من حديث شعبة، عن أبي بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن أبي موسى الأشعريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "والّذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي إلّا دخل النّار".
وقال أيّوب السّختيانيّ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كنت لا أسمع بحديثٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على وجهه إلّا وجدت مصداقه -أو قال: تصديقه -في القرآن، فبلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة، ولا يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، فلا يؤمن بي إلّا دخل النّار". فجعلت أقول: أين مصداقه في كتاب اللّه؟ قال: وقلّما سمعت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا وجدت له تصديقًا في القرآن، حتّى وجدت هذه الآية: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} قال: "من الملل كلّها".
قوله: {فلا تك في مريةٍ منه إنّه الحقّ من ربّك} أي: القرآن حقٌّ من اللّه، لا مرية فيه ولا شكّ، كما قال تعالى: {الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين} [السّجدة:1، 2]، وقال تعالى: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه [هدًى للمتّقين]} [البقرة:1، 2].
وقوله: {ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون} كما قال تعالى: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه} [الأنعام:116]، وقال تعالى: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلا فريقًا من المؤمنين} [سبأ: 20] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 311-313]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة