العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة مريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:38 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة مريم [ من الآية (83) إلى الآية (87) ]

{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:40 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى تؤزهم أزا قال تزعجهم إزعاجا في معاصي الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/12]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة: {تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] : «تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا»). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة تؤزهم أزا تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا كذا هو في تفسير بن عيينة ومثله عند عبد الرّزّاق وذكره عبد بن حميدٍ عن عمرو بن سعدٍ وهو أبو داود الحفريّ عن سفيان وهو الثّوريّ قال تغريهم إغراء ومثله عند بن أبي حاتمٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ومن طريق السّدّيّ تطغيهم طغيانًا). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عيينة {تؤزهم أزا} 83 مريم تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وقال مجاهد {إدا} عوجا قال ابن عبّاس {وردا} عطاشا {أثاثا} مالا {إدا} قولا عظيما {ركزا} صوتا وقال مجاهد {فليمدد} فليدعه
أما قول ابن عيينة فقال
وروى ابن جرير مثله عن الحسن بن يحيى عن عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة
وكذا رواه أبو مسهر عن سعيد بن بشر عن قتادة
وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 89 مريم {لقد جئتم شيئا إدا} قال عظيما
وكذا رواه غير واحد عن مجاهد قال إدا عظيما). [تغليق التعليق: 4/248-249]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان فيما ذكره في تفسيره في قوله: ({تؤزهم أزًّا}) [مريم: 83] أي (تزعجهم) أي الشياطين (إلى المعاصي إزعاجًا) وقيل تغريهم عليها بالتسويلات وتحبيب الشهوات). [إرشاد الساري: 7/232]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تأزهم أزاً} تشليهم أشلاء). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 53]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا (83) فلا تعجل عليهم إنّما نعدّ لهم عدًّا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألم تر يا محمّد أنّا أرسلنا الشّياطين على أهل الكفر باللّه {تؤزّهم} يقول: تحرّكهم بالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلى معاصي اللّه، وتغريهم بها حتّى يواقعوها {أزًّا} إزعاجًا وإغراءً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أزًّا} يقول: تغريهم إغراءً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: تؤزّ الكافرين إغراءً في الشّرك: امض امض في هذا الأمر، حتّى توقعهم في النّار، امضوا في الغيّ امضوا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو إدريس، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله {تؤزّهم أزًّا} قال: تغريهم إغراءً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تؤزّهم أزًّا} قال: تزعجهم إزعاجًا في معصية اللّه.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن عثمة، قال: حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه {تؤزّهم أزًّا} قال: تزعجهم إلى معاصي اللّه إزعاجًا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {تؤزّهم أزًّا} قال تزعجهم إزعاجًا في معاصي اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين، على الكافرين تؤزّهم أزًّا} فقرأ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} قال: تؤزّهم أزًّا، قال: تشليهم إشلاءً على معاصي اللّه تبارك وتعالى، وتغريهم عليها، كما يغري الإنسان الآخر على الشّيء.
يقال منه: أززت فلانًا بكذا، إذا أغريته به أؤزّه أزًّا وأزيزًا، وسمعت أزيز القدر: وهو صوت غليانها على النّار، ومنه حديث مطرّفٍ عن أبيه، أنّه انتهى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يصلّي، ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل). [جامع البيان: 15/626-628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 83 - 87.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} قال: تغويهم إغواء). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تؤزهم} قال: تحرض المشركين على محمد وأصحابه). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {تؤزهم أزا} تشليهم أشلاء). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تؤزهم أزا} قال: تزعجهم إزعاجا إلى معاصي الله). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} قال: كقوله: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) (الزخرف آية 36) ). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {تؤزهم أزا} قال: توقدهم وقودا، قال فيه الشاعر:
حكيم أمين لا يبالي بخلبة * إذا أزه الأقوام لم يترمرم). [الدر المنثور: 10/131-132]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا تعجل عليهم إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول عزّ ذكره: فلا تعجل على هؤلاء الكافرين بطلب العذاب لهم والهلاك، يا محمّد {إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول: فإنّما نؤخّر إهلاكهم ليزدادوا إثمًا، ونحن نعدّ أعمالهم كلّها ونحصيها حتّى أنفاسهم لنجازيهم على جميعها، ولم نترك تعجيل هلاكهم لخيرٍ أردناه بهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول: أنفاسهم الّتي يتنفّسون في الدّنيا، فهي معدودةٌ كسنّهم وآجالهم). [جامع البيان: 15/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إنما نعد لهم عدا} يقول: أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا فهي معدودة كسنهم وآجالهم). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله: {إنما نعد لهم عدا} قال: كل شيء حتى النفس). [الدر المنثور: 10/132]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى الرحمن وفدا قال وفدا إلى الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا (85) ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا}.
يقول تعالى ذكره: يوم نجمع الّذين اتّقوا الله في الدّنيا فخافوا عقابه، فاجتنبوا لذلك معاصيه، وأدّوا فرائضه إلى ربّهم {وفدًا} يعني بالوفد: الرّكبان.
يقال: وفدت على فلانٍ: إذا قدمت عليه، وأوفد القوم وفدًا على أميرهم، إذا بعثوا من قبلهم بعثًا. والوفد في هذا الموضع بمعنى الجمع، ولكنّه واحدٌ، لأنّه مصدر واحدهم وافدٌ، وقد يجمع الوفد: الوفود، كما قال بعض بني حنيفة:
إنّي لممتدحٌ بما هو صانعٌ = رأس الوفود مزاحم بن جساس
وقد يكون الوفود في هذا الموضع جمع وافدٍ، كما الجلوس جمع جالسٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، في قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: أما واللّه ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقًا، ولكنّهم يؤتون بنوقٍ لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذّهب، وأزمّتها الزّبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على الإبل.
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} يقول: ركبانًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الملائيّ، قال: إنّ المؤمن إذا خرج من قبره استقبله أحسن صورةً، وأطيبه ريحًا، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا إلاّ أنّ اللّه قد طيّب ريحك وحسّن صورتك، فيقول: كذلك كنت في الدّنيا أنا عملك الصّالح طالما ركبتك في الدّنيا، فاركبني أنت اليوم، وتلا: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا}.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، {إلى الرّحمن وفدًا} قال: وفدًا إلى الجنّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على النّجائب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: سمعت سفيان الثّوريّ، يقول: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على الإبل النّوق). [جامع البيان: 15/628-631]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا يعلى بن عبيدٍ، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن إسحاق القرشيّ، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] قال عليٌّ: أما واللّه ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقًا، ولكنّهم يؤتون بنوقٍ لم تر الخلائق مثلها عليها رحل الذّهب وأزمّتها الزّبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة «الحديث هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/409]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85].
- عن النّعمان بن سعدٍ قال: كنّا جلوسًا عند عليٍّ، فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] قال: لا واللّه، ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن يؤتون بنوقٍ لم تر الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهبٍ، يركبون عليها حتّى يضربون أبواب الجنّة.
رواه أحمد، وفيه عبد الرّحمن بن إسحاق الواسطيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: ركبانا). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي هريرة {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: على الإبل). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي سعيد رضي الله عنه {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: على نجائب رواحلها من زمرد وياقوت ومن أي لون شاء). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: إلى الجنة). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والنسائي، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين وإثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: أما والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون من الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها: رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي شيبة وعبد الله بن أحمد وفي زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن علي رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} فقال: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يطرقوا باب الجنة). [الدر المنثور: 10/133-134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طرق، عن علي، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قلت: يا رسول الله هل الوفد إلا الركب قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحدى العينين فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعراهم بعدها أبدا فيضربون بالحلقة على الصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فإذا رآه خر له ساجدا فيقول: ارفع راسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك، فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول: أنت حبي وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بني على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها، وفي البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه تجري من تحتهم الأنهار أنهار مطردة (أنهار من ماء غير آسن) (محمد آية 15) صاف ليس فيه كدور (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) (محمد آية 15) ولم يخرج من ضروع الماشية، (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (محمد آية 15) لم يعصرها الرجال بأقدامها.
(وأنهار من عسل مصفى) (محمد آية 15) لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار فإن شاء أكل قائما وإن شاء أكل قاعدا وإن شاء أكل متكئا فيشتهي الطعام فيأتيه طير بيض أجنحتها فيأكل من جنوبها أي لون شاء ثم تطير فتذهب فيدخل الملك فيقول: (سلام عليكم) (الزمر آية 73) (تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (الأعراف آية 43) ). [الدر المنثور: 10/134-136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال: سمعت أبا معاذ البصري: أن عليا قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور تلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من أحداهما فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتحري عليهم نضرة النعيم فيأتون باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء: أن زوجها قد اقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول: ارفع رأسك إنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول: أنت حبي وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق: أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الأنهار من تحتهم تطرد: (أنهار من ماء غير آسن) (محمد آية 15) قال: صاف لا كدر فيه (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) (محمد آية 15) قال: لم يخرج من ضروع الماشية (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (محمد آية 15) قال: لم تعصرها الرجال بأقدامها (وأنهار من عسل مصفى) (محمد آية 15) قال: لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار فإن شاء أكل قائما وإن شاء أكل قاعدا وإن شاء أكل متكئا، ثم تلا (ودانية عليهم ظلالها) (محمد آية 15) الآية، فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض وربما قال: أخضر فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول: (سلام عليكم) (تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ). [الدر المنثور: 10/136-138]

تفسير قوله تعالى: (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا} [سورة مريم: 86]، قال: متقطعة أعناقهم من العطش). [الزهد لابن المبارك: 2/576]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى جهنم وردا قال ظماء إلى النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت كان أبغض الرجال إلى رسول الله الألد الخصم). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {وردًا} [مريم: 86] : «عطاشًا» ). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ وردًا عطاشًا تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 74 مريم {أثاثا} يقول مالا
وبه في قوله 89 مريم {شيئا إدا} يقول قولا عظيما
وبه في قوله 98 مريم {ركزا} قال صوتا
وتفسير وردا تقدم في صفة النّار في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/249] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ ورداً عطاشاً
أي: قال عبد الله بن عبّاس في قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردا} (مريم: 86) وفسّر: (وردا) بقوله: (عطاشاً) ، والورد جماعة يردون الماء اسم على لفظ المصدر، وقال الثّعلبيّ: عطاشاً مشاة على أرجلهم قد تقطعت أعناقهم من العطش). [عمدة القاري: 19/51]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس: {وردًا}) في قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًّا} [مريم: 86] أي (عطاشًا) فإن من يرد الماء لا يرده إلا لعطش وهذا ساقط أيضًا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} يقول تعالى ذكره: ونسوق الكافرين باللّه الّذين أجرموا إلى جهنّم عطاشًا.
والورد: مصدرٌ من قول القائل: وردت كذا أرده وردًا، ولذلك لم يجمع، وقد وصف به الجمع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} يقول: عطاشًا.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا.
- حدّثني يعقوب، والفضل بن صباحٍ، قالا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، عن يونس، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {إلى جهنّم وردًا} قال: ظماءٌ إلى النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} سوقوا إليها وهم ظماءٌ عطاشٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: سمعت سفيان، يقول في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا). [جامع البيان: 15/631-632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: عطاشا). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: ظماء إلى النار). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: متقطعة أعناقهم من العطش). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: عطاشا.
وأخرج هناد عن الحسن مثله). [الدر المنثور: 10/138-139]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت الليث يقول في هذه الآية: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، قال: عهده: حفظ كتبه). [الجامع في علوم القرآن: 2/170-171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا}.
يقول تعالى ذكره: لا يملك هؤلاء الكافرون بربّهم يا محمّد، يوم يحشر اللّه المتّقين إليه وفدًا الشّفاعة، حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعضٍ عند اللّه، فيشفع بعضهم لبعضٍ {إلاّ من اتّخذ} منهم {عند الرّحمن} في الدّنيا {عهدًا} بالإيمان به، وتصديق رسوله، والإقرار بما جاء به، والعمل بما أمر به.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: العهد: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، ويتبرّأ إلى اللّه من الحول والقوّة ولا يرجو إلاّ اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: المؤمنون يومئذٍ بعضهم لبعضٍ شفعاء {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: عملاً صالحًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} أي بطاعته
وقال في آيةٍ أخرى: {لا تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له الرّحمن ورضي له قولاً} تعلموا أنّ اللّه مشفع يوم القيامة المؤمنين بعضهم في بعضٍ ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: " إنّ في أمّتي رجلاً ليدخلنّ اللّه بشفاعته الجنّة أكثر من بني تميمٍ وكنّا نحدّث أنّ " الشّهيد يشفع في سبعين من أهل بيته ".
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالكٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ شفاعتي لمن مات من أمّتي لا يشرك باللّه شيئًا ".
و " من " في قوله: {إلاّ من} في موضع نصبٍ على الاستثناء، ولا يكون خفضًا بضمير اللاّم، ولكن قد يكون نصبًا في الكلام في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل: أردت المرور اليوم إلاّ العدوّ فإنّي لا أمرّ به، فيستثني العدوّ من المعنى، وليس ذلك كذلك في قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} لأنّ معنى الكلام: لا يملك هؤلاء الكفّار إلاّ من آمن باللّه، فالمؤمنون ليسوا من عداد الكافرين، ومن نصبه على أنّ معناه إلاّ لمن اتّخذ عند الرّحمن عهدًا، فإنّه ينبغي أن يجعل قوله لا يملكون الشّفاعة للمتّقين، فيكون معنى الكلام حينئذٍ يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا. فيكون معناه عند ذلك: إلاّ لمن اتّخذ عند الرّحمن عهدًا. فأمّا إذا جعل لا يملكون الشّفاعة خبرًا عن المجرمين، فإنّ " من " تكون حينئذٍ نصبًا على أنّه استثناءٌ منقطعٌ، فيكون معنى الكلام: لا يملكون الشّفاعة لكن من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا يملكه). [جامع البيان: 15/632-634]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن حاتمٍ المزكّي بمرو، ثنا عبد العزيز بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سعدٍ، ثنا المسعوديّ، عن عونٍ، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، أنّه قرأ {إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 87] فقال: اتّخذوا عند الرّحمن عهدًا، فإنّ اللّه يقول يوم القيامة من كان له عندي عهدٌ فليقم. قال: فقلنا: فعلّمنا يا أبا عبد الرّحمن، قال: " قولوا: اللّهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة إنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدّنيا بأنّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، فإنّك إن تكلني إلى نفسي تقرّبني من الشّرّ، وتباعدني من الخير، وإنّي لا أثق إلّا برحمتك فاجعله لي عندك عهدًا توفّيه إليّ يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: شهادة أن لا إله إلا الله وتبرأ من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: المؤمنون يومئذ بعضهم لبعض شفعاء). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: العهد الصلاح). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرني ومن سرني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا ومن اتخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسه النار، إن الله لا يخلف الميعاد). [الدر المنثور: 10/139-140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: إن الله يقول يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم فلا يقوم إلا من قال هذا في الدنيا، قولوا اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد). [الدر المنثور: 10/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة - قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا - جاء له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه). [الدر المنثور: 10/140-141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر كل صلاة - بعدما سلم - هؤلاء الكلمات: كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم دفعها إلي يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي: أين أهل العهود حتى تدفع إليهم والكلمات أن تقول: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم - إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة: إنك لا تخلف الميعاد وعن طاووس: أنه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه). [الدر المنثور: 10/141]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:53 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] سعيدٌ، عن قتادة قال: تزعجهم إزعاجًا في معصية اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين...}

(في الدنيا) {تؤزّهم أزّاً}: تزعجهم إلى المعاصي وتغريهم بها). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تؤزّهم أزّاً} أي تهيجهم وتغوبهم، فقال رؤبة:
لا يأخذ التأفيك والتّحزّي= فينا ولا قذف العدى ذو الأزّ
العدى بضم العين الأعداء، والعدى بكسر العين الغرباء). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تؤزهم أزا}: أي تقويهم وتهيجهم). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تؤزّهم}: تزعجهم وتحرّكهم إلى المعاصي). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا}
في قوله {أرسلنا} وجهان:
أحدهما أنا خلينا الشياطين وإياهم، فلم نعصمهم من القبول منهم - قال أبو إسحاق
والوجه الثاني - وهو المختار - أنهم أرسلوا عليهم وقيّضوا لهم بكفرهم كما قال عزّ وجلّ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين}.
ومعنى {تؤزّهم أزّا} تزعجهم حتى يركبوا المعاصي إزعاجا فهو يدل على صحة الإرسال والتقييض، ومعنى الإرسال ههنا التسليط،
يقال قد أرسلت فلانا على فلان إذا سلطته عليه، كما قال: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتّبعك من الغاوين}.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ: (أن من اتبعه هو مسلط عليه). [معاني القرآن: 3/346،345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}
في معناه قولان:
أحدهما: لم تعصمهم من الشياطين.
والقول الآخر: قيضنا لهم الشياطين مجازاة على كفرهم.
قال الله جل وعز: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا}
ومعنى أرسلنا في اللغة ههنا سلطنا
ثم قال سبحانه: {تؤزهم أزا}
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: تغريهم إغراء
قال ابن جريج: الشياطين تؤز الكافرين إلى الشر امضوا امضوا حتى توقعهم في النار
قال قتادة: تؤزهم أي تزعجهم إلى المعاصي
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة المعاني وأصله من أززت الشيء أوزة أزا وأزيزا أي حركته ومنه الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل أي من البكاء). [معاني القرآن: 4/361،360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تؤزهم أزا} أي: تزعجهم إزعاجا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تؤزهم} تزعجهم إلى المعاصي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَؤُزُّهم}: تزعجهم). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلا تعجل عليهم} [مريم: 84] وهذا وعيدٌ.
{إنّما نعدّ لهم عدًّا} [مريم: 84] الأنفاس، يعني الأجل.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كتب في أوّل الصّحيفة، أجله ثمّ يكتب أسفل من ذلك: ذهب يوم كذا، وذهب يوم كذا حتّى يأتي على أجله). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما نعدّ لهم عدّاً...}

يقال: الأيّام والليالي والشهور والسنون. وقال بعض المفسّرين: الأنفاس). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما نعدّ لهم عدًّا} أي أيام الحياة. ويقال: الأنفاس). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا}
روى هشيم، عن أبي يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} قال كل شيء حتى الأنفاس). [معاني القرآن: 4/362،361]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن من سمع أبا هريرة يقول: على الإبل.
- وبلغني ثم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن الحارث، عن عليٍّ أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85]، يا رسول اللّه هل يكون الوافد إلا الرّاكب؟ فقال: «والّذي نفسي بيده إنّهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوقٍ بيضٍ لها أجنحةٌ عليها رحائل الذّهب، كلّ خطوةٍ منها مدّ البصر».
- عاصم بن حكيمٍ وخداشٌ، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي.
قال: «هاهنا، وأومأ بيده إلى الشّام، إنّكم محشورون رجالا وركبانًا، وتجرّون على وجوهكم».
- سعيد، عن قتادة قال: قيل: يا رسول اللّه، كيف يمشي على وجهه؟ قال: «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه».
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن أبي رشدين، عن حميد بن مالك بن الخثيم أنّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/244]
سمع أبا هريرة يقول: إذا بنيت الجبّانة فاخرج إلى أرض المحشر والمنشر، فإنّ النّاس يحشرون ثلاث أممٍ: أمّةً على وجوههم، وأمّةً على أقدامهم، وأمّةً على الإبل). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفداً...}

الوفد: الركبان). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى الرّحمن وفداً} جمع وافد). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وفدا}: واحدهم وافد). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفداً}: جمع وافد. مثل ركب جمع راكب، وصحب جمع صاحب.
والورد: جماعة يريدون الماء). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدا}
معنى الوفد الركبان المكرمون). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل اسمه: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}
قال أهل التفسير أي ركبانا قال النعمان بن سعد قرأ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله لا يحشرون على أقدامهم ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليه أرحلة الذهب وأزمتها الزبرجد ثم تنطلق بهم إلى الجنة حتى يقرعوا بابها). [معاني القرآن: 4/362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وفدا}: ركبانا). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وفداً}: جمع وافد). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونسوق المجرمين} [مريم: 86] يعني المشركين.
{إلى جهنّم وردًا} [مريم: 86] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عمّن سمع أبا هريرة يقول: عطاشًا.
وحدّثني إسرائيل بن يونس، عن الحسن قال: عطاشًا واللّه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: سيقوا إليها وهم ظماءٌ قد تقطّعت أعناقهم.
أي من العطش). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم ورداً...}
مشاة عطاشاً). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى جهنّم ورداً} مصدر " ورد يرد"). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وردا}: من وردت شيئا). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردا} مشاة عطاشا). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}
قال أهل التفسير: أي عطاشا
قال أهل اللغة: هو مصدر وردت فالتقدير عندهم ذوي ورد
وقد حكوا أنه يقال للواردين الماء ورد فلما كانوا يردون على
النار كما يرد العطاش على الماء قيل لهم ورد فعلى هذا يوافق اللغة). [معاني القرآن: 4/363،362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وردا}: حفاة مشاة). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِرْداً}: عِطاشاً). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 87] قد فسّرنا العهد في الآية الأولى.
وأمّا الشّفاعة
- فحدّثني أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن سعيدٍ المقبريّ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إذا كان يوم القيامة شفع النّبيّ لأمّته، وشفع الشّهيد لأهل بيته، والمؤمن لأهل بيته، وتبقى شفاعة الرّحمن.
يخرج اللّه أقوامًا من النّار قد احترقوا فيها فصاروا حممًا، فتبثثهم بالعراء بين الجنّة والنّار، ثمّ يرسل اللّه عليهم نهرًا من الجنّة يقال له الحياة فينبتون كما ينبت الغثاء في بطن المسيل، ألا ترون أنّه يبدأ فيكون
[تفسير القرآن العظيم: 1/245]
أبيض، ثمّ يكون أصفر، ثمّ يكون أخضر؟ قالوا: يا رسول اللّه كأنّك قد رأيته، قال: ثمّ يقومون فيدخلون الجنّة، فإذا رآهم أهل الجنّة قالوا: هؤلاء
عتقاء الرّحمن، فهم آخر أهل الجنّة دخولًا، وأدناهم منزلةً ".
- وحدّثني درست، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا أزال أشفع حتّى أقول ربّ شفّعني فيمن قال لا إله إلا اللّه، فيقول يا محمّد، إنّها ليست لك ولكنّها لي».
- وحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد، عن سليم بن عامرٍ الكلاعيّ، عن عوف بن مالكٍ الأشجعيّ قال: نزلنا مع رسول اللّه....
قال: فرفعت رأسي من اللّيل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئًا أطول من مؤخّرة رحلٍ، قد لصق كلّ إنسانٍ وبعيرٍ بالأرض.
فقمت أتخلّل النّاس حتّى دفعت إلى مضجع رسول اللّه، فإذا هو ليس فيه، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو باردٌ.
فخرجت أتخلّل النّاس وأقول: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ذهب برسول اللّه، حتّى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسوادٍ.
فمضيت إليه فإذا معاذ بن جبلٍ ورجلٌ أو رجلان وإذا بين أيدينا صوتٌ كدويّ الرّحا وكصوت القصباء حين تصيبها الرّيح.
فقال بعضنا لبعضٍ: يا قوم اثبتوا حتّى تصبحوا أو يأتيكم رسول اللّه.
فلبثنا ما شاء اللّه ثمّ نادى....
معاذ بن جبلٍ، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وفلانٌ، وعوف بن مالكٍ، قلنا: نعم، فأقبل إلينا فجئنا نمشي معه لا نسأله عن شيءٍ ولا يخبرنا حتّى قعد على فراشه فقال: «أتدرون ما خيّرني ربّي اللّيلة؟».
قلنا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «إنّه خيّرني بين أن يدخل لي نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة».
قلنا: يا رسول اللّه فادع اللّه أن يجعلنا من أهلها قال: «إنّها لكلّ مسلمٍ، إنّها لكلّ مسلمٍ».
- ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ لكلّ نبيٍّ دعوةً يدعو بها في أمّته واستخبأت دعوتي شفاعةً
[تفسير القرآن العظيم: 1/246]
لأمّتي يوم القيامة».
ابن لهيعة، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ نحوه.
همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ نحوه.
الرّبيع بن صبيحٍ والحسن بن دينارٍ، عن الحسن، عن النّبيّ نحو ذلك.
- وحدّثني أبو الأشهب والحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خيّرت بين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لاّ يملكون الشّفاعة...}:

لا يملكون أن يشفعوا {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً} والعهد لا إله إلا الله. و(من) في موضع نصب على الاستثناء ولا تكون خفضاً بضمير اللام ولكنها تكون نصباً على معنى الخفض كما تقول في الكلام: أردت المرور اليوم إلاّ العدوّ فإني لا أمرّ به فتستثنيه من المعنى ولو أظهرت الباء فقلت: أردت المرور إلاّ بالعدوّ لخفضت.
وكذلك لو قيل: لا يملكون الشّفاعة إلاّ لمن اتّخذ عند الرحمن عهداً). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهداً}: أي وعدا منه له بالعمل الصالح والإيمان). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدا}
" من " جائز أن تكون في موضع رفع، وفي موضع نصب.
فأمّا الرفع فعلى البدل من الواو والنون، والمعنى لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
والعهد ههنا توحيد اللّه جل ثناؤه والإيمان به.
والنصب على الاستثناء ليس من الأول على: لا يملك الشفاعة المجرمون، ثم قال: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، على معنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يملك الشفاعة). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}
إن جعلت من بدلا من الواو كان المعنى لا يملك الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع
وإن جعلته استثناء ليس من الأول كان المعنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع فيه). [معاني القرآن: 4/363]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:09 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقد أززت الشيء أؤزه أزا إذا ضممت بعضه إلى بعض). [الغريب المصنف: 3/788]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
قال: حدثني ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، أنه رأى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: الأزيز يعني غليان جوفه بالبكاء. وأصل الأزيز الالتهاب والحركة، وكأن قوله عز وجل: {أنا أرسلنا الشياطين على الكفرين تؤزهم أزا} من هذا أي تدفعهم وتسوقهم وهو من التحريك). [غريب الحديث: 1/277]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس: الجعظري: الكثير اللحم. والجواظ الذي لا يقبل " الموعظة " ولا ينحاش، وهو الجافي.
{إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} قال: مصدر). [مجالس ثعلب: 367]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال الورد الإبل الواردة والورد الإبل العطاش، جاء في التفسير في قول الله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا}، أي: منقطعة أعناقهم من العطش). [شرح المفضليات: 464]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 06:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 06:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 08:49 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين} الآية. الرؤية رؤية قلب، و"أرسلنا" معناه: سلطنا، أو لم نحل بينهم وبينهم فهو تسليط، وهو مثل قوله تعالى: {نقيض له شيطانا}، وتعديته بـ "على" دال على أنه تسليط. و"تؤزهم" معناه: تقلقهم وتحركهم إلى الكفر والضلال، قال قتادة: تزعجهم إزعاجا، قال ابن زيد: تشليهم إشلاء، ومنه أزير القدر، وهو غليانه، ومنه ما في الحديث: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي وهو يبكي، ولصدره أزيز كأزيز المرجل). [المحرر الوجيز: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فلا تعجل عليهم}، أي: لا تستبطئ عذابهم وتحب تعجيله، وقوله: {نعد لهم عدا} أي مدة نعمتهم وقبيح أعمالهم لنصير بهم إلى العذاب إما في الدنيا، وإلا ففي الآخرة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: نعد أنفاسهم). [المحرر الوجيز: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وما تضمنته هذه الألفاظ من الوعيد بعذاب الآخرة هو العامل في قوله تعالى: "يوم" ويحتمل أن يعمل فيه فعل مقدر، تقديره: واذكر، أو احذر، ونحو هذا.
و"الحشر": الجمع، وقد صار في عرف ألفاظ الشرع: البعث من القبور، وقرأ الحسن: "يوم يحشر المتقون" و"يساق المجرمون"، وروي عنه: "ويسوق المجرمين"، و"المتقون": المؤمنون الذين قد غفر لهم). [المحرر الوجيز: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الحسن: "يوم يحشر المتقون" و"يساق المجرمون"، وروي عنه: "ويسوق المجرمين"، و"المتقون": المؤمنون الذين قد غفر لهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر هذه الوفادة أنها بعد انقضاء الحساب، وإنما هي النهوض إلى الجنة، وكذلك "سوق المجرمين" إنما هو لدخول النار. و"وفدا" قال المفسرون: معناه:
[المحرر الوجيز: 6/68]
ركبانا، وهي عادة الوفود؛ لأنهم سراة الناس وأحسنهم شكلا، فشبه أهل الجنة بأولئك، لا أنهم في معنى الوفادة إذ هو مضمن الانصراف، وإنما المراد تشبيههم بالوفد هيئة وكرامة. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنهم يجيئون ركبانا على النوق المحلاة بحلية الجنة، خطمها من ياقوت وزبرجد ونحو هذا،وروي عن عمر بن قيس الملائي أنهم يركبون على تماثيل من أعمالهم الصالحة هي في غاية الحسن، وروي أنهم يركب كل أحد منهم ما أحب، فمنهم من يركب الإبل، ومن يركب الخيل، ومن يركب السفن فتجيء عائمة بهم، وقد ورد في الضحايا أنها مطاياكم إلى الجنة، وفي أكثر هذا بعد لكن ذكرناه بحسب الجمع للأقوال. و"السوق" يتضمن هوانا لأنهم يحفزون من ورائهم. و"الورد": العطاش، قاله ابن عباس، وأبو هريرة، والحسن، رضي الله عنهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهم القوم الذين ينحفزون من عطشهم لورود لماء، ويحتمل أن يكون المصدر، المعنى: نوردهم وردا، وهكذا يجعله من رأى في القرآن أربعة أوراد، وقد تقدم ذكر ذلك). [المحرر الوجيز: 6/69]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في الضمير في قوله تعالى: {لا يملكون} - فقالت فرقة: هو عائد على "المجرمين"، أي: لا يملكون أن يشفع لهم ولا سبيل لهم إليها، وعلى هذا التأويل فهم مشركون خاصة، ويكون قوله سبحانه: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} استثناء منقطعا، أي: لكن من اتخذ عهدا يشفع له، و"العهد" - على هذا - الإيمان، قال ابن عباس رضي الله عنهما: العهد لا إله إلا الله، وفي الحديث: يقول الله تعالى يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، وفي الحديث: خمس صلوات كتبهن الله
[المحرر الوجيز: 6/69]
على العباد، فمن جاء بهن تامات كان له عند الله عهد أن يدخل الجنة. و"العهد" أيضا الإيمان، وبه فسر قوله تبارك وتعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن يكون "المجرمون" يعم الكفرة والعصاة، ثم أخبر أنهم لا يملكون الشفاعة إلا العصاة المؤمنون فإنهم يشفع فيهم، فيكون الاستثناء متصلا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أزال أشفع حتى أقول: يا رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول الله: يا محمد ليست لك، ولكنها لي.
وقالت فرقة: الضمير في قوله تعالى: {لا يملكون} للمتقين، وقوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} أي: إلا من كان له عمل صالح مبرز يحصل به في حيز من يشفع، وقد تظاهرت الأحاديث بأن أهل العلم والفضل والصلاح يشفعون فيشفعون، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في أمتي رجل يدخل الله بشفاعته الجنة أكثر من بني تميم "، قال
[المحرر الوجيز: 6/70]
قتادة رحمه الله: وكنا نحدث أن الشهيد يشفع في سبعين.
وقال بعض هذه الفرقة: معنى الكلام: إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا، أي: لا يملك المتقون الشفاعة إلا لهذه الصنيفة فيجيء "من" في التأويل الواحد للشافعين، وفي الثاني للمشفوع فيهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتحتمل الآية أن يراد بـ "من" محمد صلى الله عليه وسلم وبـ "الشفاعة" الخاصة له صلى الله عليه وسلم العامة للناس، ويكون الضمير في "يملكون" لجميع أهل الموقف، ألا ترى أن سائر الأنبياء يتدافعون الشفاعة حتى تصير إليه فيقوم إليها صلى الله عليه وسلم، فالعهد - على هذا - النص على أمر الشفاعة في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}). [المحرر الوجيز: 6/71]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 06:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: تغويهم إغواءً.
وقال العوفيّ عنه: تحرّضهم على محمّدٍ وأصحابه.
وقال مجاهدٌ: تشليهم إشلاءً.
وقال قتادة: تزعجهم إزعاجًا إلى معاصي اللّه.
وقال سفيان الثّوريّ: تغريهم إغراءً وتستعجلهم استعجالًا.
وقال السّدّيّ: تطغيهم طغيانًا.
وقال عبد الرّحمن بن زيدٍ: هذا كقوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} [الزّخرف: 36]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 262]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلا تعجل عليهم إنّما نعدّ لهم عدًّا} أي: لا تعجل يا محمّد على هؤلاء في وقوع العذاب بهم، {إنّما نعدّ لهم عدًّا} أي: إنّما نؤخّرهم لأجلٍ معدودٍ مضبوطٍ، وهم صائرون لا محالة إلى عذاب اللّه ونكاله، {ولا تحسبنّ اللّه غافلا عمّا يعمل الظّالمون إنّما يؤخّرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار} [إبراهيم: 42]، {فمهّل الكافرين أمهلهم رويدًا} [الطّارق: 17] {إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} [آل عمران: 178]، {نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24]، {قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار} [إبراهيم: 30].
قال السّدّيّ: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} السّنين، والشّهور، والأيّام، والسّاعات.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} قال: نعدّ أنفاسهم في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 262]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا (85) ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا (86) لا يملكون الشّفاعة إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا (87)}.
يخبر تعالى عن أوليائه المتّقين، الّذين خافوه في الدّار الدّنيا واتّبعوا رسله وصدّقوهم فيما أخبروهم، وأطاعوهم فيما أمروهم به، وانتهوا عمّا عنه زجروهم: أنّه يحشرهم يوم القيامة وفدًا إليه. والوفد: هم القادمون ركبانًا، ومنه الوفود وركوبهم على نجائب من نورٍ، من مراكب الدّار الآخرة، وهم قادمون على خير موفودٍ إليه، إلى دار كرامته ورضوانه. وأمّا المجرمون المكذّبون للرّسل المخالفون لهم، فإنّهم يساقون عنفًا إلى النّار، {وردًا} عطاشًا، قاله [عطاءٌ]، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن، وقتادة، وغير واحدٍ. وهاهنا يقال: {أيّ الفريقين خيرٌ مقامًا وأحسن نديًّا} [مريم: 73].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا ابن خالدٍ، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن ابن مرزوقٍ: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: يستقبل المؤمن عند خروجه من قبره أحسن صورةٍ رآها، وأطيبها ريحًا، فيقول: من أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا إلّا أنّ اللّه قد طيّب ريحك وحسّن وجهك. فيقول: أنا عملك الصّالح، وهكذا كنت في الدّنيا، حسن العمل طيّبه، فطالما ركبتك في الدّنيا، فهلمّ اركبني، فيركبه. فذلك قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا}.
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: ركبانًا.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني ابن المثنّى، حدّثنا ابن مهديٍّ، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن أبي هريرة: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على الإبل.
وقال ابن جريج: على النّجائب.
وقال الثّوريّ: على الإبل النّوق.
وقال قتادة: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: إلى الجنّة.
وقال عبد اللّه بن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، أخبرنا عليّ بن مسهر، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، حدّثنا النّعمان بن سعدٍ قال: كنّا جلوسًا عند عليٍّ، رضي اللّه عنه، فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: لا واللّه ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوقٍ لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهبٍ، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة.
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ، من حديث عبد الرّحمن بن إسحاق المدنيّ، به. وزاد: "عليها رحائل الذّهب، وأزمّتها الزّبرجد" والباقي مثله.
وروى ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا غريبًا جدًّا مرفوعًا، عن عليٍّ فقال:
حدّثنا أبي، حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النّهديّ، حدّثنا مسلمة بن جعفرٍ البجلي، سمعت أبا معاذٍ البصريّ قال: إنّ عليًّا كان ذات يومٍ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} فقال: ما أظنّ الوفد إلّا الرّكب يا رسول اللّه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده إنّهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون -أو: يؤتون-بنوقٍ بيضٍ لها أجنحةٌ، وعليها رحال الذّهب، شرك نعالهم نورٌ يتلألأ كلّ خطوةٍ منها مدّ البصر، فينتهون إلى شجرةٍ ينبع من أصلها عينان، فيشربون من إحداهما، فتغسل ما في بطونهم من دنسٍ، ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدًا، وتجري عليهم نضرة النّعيم، فينتهون أو: فيأتون باب الجنّة، فإذا حلقةٌ من ياقوتةٍ حمراء على صفائح الذّهب، فيضربون بالحلقة على الصّفيحة فيسمع لها طنينٌ يا عليّ، فيبلغ كلّ حوراء أنّ زوجها قد أقبل، فتبعث قيّمها فيفتح له، فإذا رآه خرّ له -قال مسلمة أراه قال: ساجدًا-فيقول: ارفع رأسك، فإنّما أنا قيّمك، وكّلت بأمرك. فيتبعه ويقفو أثره، فتستخفّ الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدّرّ والياقوت حتّى تعتنقه، ثمّ تقول: أنت -حبّي، وأنا حبّك، وأنا الخالدة الّتي لا أموت، وأنا النّاعمة الّتي لا أبأس، وأنا الرّاضية الّتي لا أسخط، وأنا المقيمة الّتي لا أظعن. فيدخل بيتًا من أسّه إلى سقفه مائة ألف ذراعٍ، بناؤه على جندل اللّؤلؤ طرائق: أصفر وأحمر وأخضر، ليس منها طريقةٌ تشاكل صاحبتها. وفي البيت سبعون سريرًا، على كلّ سريرٍ سبعون حشيّةً، على كلّ حشيّةٍ سبعون زوجةً، على كلّ زوجةٍ سبعون حلّةً، يرى مخّ ساقها من وراء الحلل، يقضي جماعها في مقدار ليلةٍ من لياليكم هذه. الأنهار من تحتهم تطّرد، أنهارٌ من ماءٍ غير آسنٍ -قال: صافٍ لا كدر فيه -وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمه، لم يخرج من ضروع الماشية، وأنهارٌ من خمرٍ لذّةٍ للشّاربين، لم يعتصرها الرّجال بأقدامهم وأنهارٌ من عسلٍ مصفًّى لم يخرج من بطون النّحل، فيستحلي الثّمار، فإن شاء أكل قائمًا، وإن شاء قاعدًا، وإن شاء متّكئًا، ثمّ تلا {ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا} [الإنسان: 14]، فيشتهي الطّعام، فيأتيه طيرٌ أبيض، وربّما قال: أخضر فترفع أجنحتها، فيأكل من جنوبها أيّ الألوان شاء، ثمّ تطير فتذهب، فيدخل الملك فيقول: سلامٌ عليكم: {تلك الجنّة الّتي أورثتموها بما كنتم تعملون} [الزّخرف: 72] ولو أنّ شعرةً من شعر الحوراء وقعت لأهل الأرض، لأضاءت الشّمس معها سوادٌ في نورٍ".
هكذا وقع في هذه الرّواية مرفوعًا، وقد روّيناه في المقدّمات من كلام عليٍّ، رضي اللّه عنه، بنحوه، وهو أشبه بالصّحّة، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 262-264]

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} أي: عطاشًا.
{لا يملكون الشّفاعة} أي: ليس لهم من يشفع لهم، كما يشفع المؤمنون بعضهم لبعضٍ، كما قال تعالى مخبرًا عنهم: {فما لنا من شافعين * ولا صديقٍ حميمٍ} [الشعراء: 100، 101]
وقوله: {إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا}: هذا استثناءٌ منقطعٌ، بمعنى: لكن من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا، وهو شهادة أن لا إله إلّا اللّه، والقيام بحقّها.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: العهد: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، ويبرأ إلى اللّه من الحول والقوّة، ولا يرجو إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عثمان بن خالدٍ الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ، عن المسعوديّ، عن عون بن عبد اللّه، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد قال: قرأ عبد اللّه -يعني ابن مسعودٍ-هذه الآية: {إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} ثمّ قال: اتّخذوا عند اللّه عهدًا، فإنّ اللّه يقول يوم القيامة: "من كان له عند اللّه عهدٌ فليقم" قالوا: يا أبا عبد الرّحمن، فعلمنا. قال: قولوا: اللّهمّ، فاطر السّماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، فإنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدّنيا أنّك إن تكلني إلى عملٍ تقرّبني من الشّرّ وتباعدني من الخير، وإنّي لا أثق إلّا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا تؤدّيه إليّ يوم القيامة، إنّك لا تخلف الميعاد.
قال المسعوديّ: فحدّثني زكريّا، عن القاسم بن عبد الرّحمن، أخبرنا ابن مسعودٍ: وكان يلحق بهنّ: خائفًا مستجيرًا مستغفرًا، راهبًا راغبًا إليك.
ثمّ رواه من وجهٍ آخر، عن المسعوديّ، بنحوه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 264-265]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة