العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:34 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا داود وسليمان علمًا وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين} [النمل: 15] يعنيان: أهل زمانهم من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]

تفسير قوله تعالى:{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: عزّ وجلّ: {وورث سليمان داود} [النمل: 16] قال قتادة: نبوّته وملكه.
{وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ} [النمل: 16]، يعني: كلّ شيءٍ أوتي منه.
{إنّ هذا لهو الفضل المبين} [النمل: 16] البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وورث سليمان داوود...}

كان لداود - فيما ذكروا - تسعة عشر ولداً ذكراً، وإنما خصّ سليمان بالوراثة؛ لأنها وراثة الملك.
وقوله: {علّمنا منطق الطّير}: معنى كلام الطير، فجعله كمنطق الرجل إذ فهم، وقد قال الشاعر:
عجبت لها أنّي يكون غناؤها = رفيعاً ولم تفتح بمنطقها فما
فجعله الشاعر كالكلام ؛ لمّا ذهب به إلى أنها تبكي.). [معاني القرآن: 228-289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وورث سليمان داوود وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ إنّ هذا لهو الفضل المبين}
وقال: {علّمنا منطق الطّير} : لأنها لما كانت تكلمهم صار كالمنطق، وقال الشاعر:
صدّها منطق الدجاج عن القصد = فصبّحت والطير لم تكلّم ).
[معاني القرآن: 3/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({منطق الطّير}، قال قتادة: النمل من الطير.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ جل: {وورث سليمان داوود وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيء إنّ هذا لهو الفضل المبين}
جاء في التفسير : أنه ورثه نبوته ، وملكه، وروي : أنه كان لداود تسعة عشر ولداً ، فورثه سليمان من بينهم النبوة والملك.
وقوله: {وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير}: وجاء في التفسير أنه البله منها.
وأحسبه - والله أعلم - ما ألهم اللّه الطير مما يسبّحه به، كما قال: {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}
وقوله: {وأوتينا من كلّ شيء}
المعنى : أوتينا من كل شيء يجوز أن يؤتاه الأنبياء والنّاس ، وكذلك قوله: {وأوتيت من كلّ شيء}: أي: من كل شيء يؤتاه مثلها ، وعلى هذا جرى كلام النّاس، يقول القائل: قد قصد فلاناً كل أحد في حاجته.
المعنى : قصده كثير من الناس.). [معاني القرآن: 4/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وورث سليمان داود}
سبيل الولد : أن يرث أباه ، فالفائدة في هذا أنه من وراثة العلم ، والقيام بأمر الناس ، ومن هذا :(( العلماء ورثة الأنبياء .)).
ويروى : أنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولداً، فورثه سليمان في النبوة ، والملك دونهم ، وقال:{يا أيها الناس علمنا منطق الطير}
ثم قال جل وعز: {وأوتينا من كل شيء}
أي: من كل شيء يؤتاه الأنبياء والناس ، وهذا على التكثير ، كما يقال : ما بقيت أحداً حتى كلمته في أمرك). [معاني القرآن: 5/119-120]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وورث سليمان داود}، قال ابن عباس: ورثه الحبورة، والحبورة: العلم والحكمة.). [ياقوتة الصراط: 391]

تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وحشر} [النمل: 17]، أي: وجمع.
{لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون} [النمل: 17] قال قتادة: على كلّ صنفٍ منهم وزعةٌ، يرد أولاهم على أخراهم.
وقال الحسن: {فهم يوزعون} [النمل: 17] فهم يدفعون لا يتقدّمه منهم أحدٌ.
وقال السّدّيّ: يوزعون، يعني: يساقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون...}

كانت هذه الأصناف مع سليمان إذا ركب، {فهم يوزعون} يردّ أوّلهم على آخرهم حتّى يجتمعوا، وهي من وزعت الرجل، تقول: لأزعنّكم عن الظلم ، فهذا من ذلك) ).
[معاني القرآن: 2/289]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):({فهم يوزعون}:أي : يدفعون فيستحث آخرهم ، ويحبس أولهم، وفي آية أخرى: {أوزعني أن أشكر نعمتك }، مجازه: شددني إليه ، ومنه قولهم:
وزعني الحلم من السفاه ، أي : منعني، ومنه قوله:
على حين عاقبت المشيب على الصّبا= فقلت ألمّا تصح والشّيب وازع
ومنه الوزعة : الذين يدفعون الخصوم، والناس عن القضاة والأمراء.). [مجاز القرآن: 2/92-93]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يوزعون}: يدفع أخراهم ويحبس أولاهم. يقال وزعته أزعه وزعا إذا دفعته عني). [غريب القرآن وتفسيره: 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فهم يوزعون}: أي: يدفعون، وأصل «الوزع»: الكفّ والمنع، يقال: وزعت الرجل، إذا كففته، و«وازع الجيش» هو الذي يكفّهم عن التفرّق، ويردّ من شذّ منهم.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون}
في اللغة : يوزعون : يكفّون، وجاء في التفسير : يكف أولهم ، ويحبس أولهم على آخرهم.). [معاني القرآن: 4/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فهم يوزعون}
روى معمر ، عن قتادة قال: يرد أولهم على آخرهم.
قال أبو جعفر : أصل وزعته : كففته ، ومنه لا بد للناس من وزعة، ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن .
روى عطاء الخراساني ، عن ابن عباس:{ فهم يوزعون}، قال : على كل صنف منهم وزعة ، يرد أولاها على أخراها ، لئلا يتقدموا في المسير كما يصنع الملوك .
فهذا قول بين ، ومنه وزع فلان فلانًا عن الظلم ؛ إذا كفه عنه، كما قال النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما يصح والشيب وازع ).
[معاني القرآن: 5/120-121]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (وأما قوله تعالى : {فهم يوزعون}: أي: يحبسن أولهم، حتى يأتي آخرهم بسلطان مبين، أي: بحجة مبينة).
[ياقوتة الصراط: 392]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُوزَعُونَ}: أي: يدعون ، وأصل الوزع: الكف والمنع ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {تُوزَعُونَ}: على آخرهم يجلس أولهم.). [العمدة في غريب القرآن: 229]

تفسير قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى إذا أتوا على وادي النّمل} [النمل: 18] قال قتادة: وادٍ بالشّام.
{قالت نملةٌ يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده} [النمل: 18] قال اللّه: {وهم لا يشعرون} [النمل: 18]، أي: والنّمل لا يشعرن أنّ سليمان يفهم كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {قالت نملةٌ يأيّها النّمل ادخلوا مساكنكم }: هذا من الحيوان الذي خرج مخرج الآدميين، العرب قد تفعل ذلك ،

قال: شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه= إذا ما بنوا نعشٍ دنوا فتصوّبوا.). [مجاز القرآن: 2/93]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وهذا سليمان عليه السلام يفهم منطق الطّير وقول النّمل، والنمل من الحكل، والحكل ما لا يسمع له صوت.
قال رؤبة:
لو كنتُ قَدْ أوتيت عِلْمَ الحُكْلِ = عِلْمَ سُليمانَ كَلامَ النَّمْلِ
وقال العمانيّ يمدح رجلا:
ويفهمُ قولَ الحُكْلِ لَو أنَّ ذَرَّةً = تُسَاوِدُ أُخْرَى لَمْ يَفْتْهُ سَوادُهَا
والسّواد: السِّرار، جعل قولها سراراً، لأنَّها لا تُصَوِّت.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تخبره الذّراع المسمومة
ويخبره البعير أنّ أهله يجيعونه ويدئبونه.
في أشباه لهذا كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا أتوا على واد النّمل قالت نملة يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}
يروى : أن وادي النمل هذا كان بالشام، وأن نمل سليمان عليه السلام كان مثال الذّباب.
{قالت نملة يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}: جاء لفظ ادخلوا كلفظ ما يعقل، يقال للناس: ادخلوا ، وكذلك للملائكة والجنّ، وكذلك دخلوا، فإذا ذكرت النمل قلت: قد دخلن ودخلت، وكذلك سائر ما لا يعقل، إلا أنّ النمل ههنا أجري مجرى الآدميين حين نطق كما ينطق الآدميون.
{لا يحطمنّكم سليمان وجنوده}: و {لا تحطمنّكم}
ويقرأ :{لا يحطمنّكم سليمان}،لا تحطمنّكم سليمان، ولا يحطّمنّكم جائزة.). [معاني القرآن: 4/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {حتى إذا أتوا على واد النمل}
يروى: أنه واد كان بالشام نمله على قدر الذباب ، وقرأ سليمان التيمي :{يا أيها النمل ادخلوا مساكنكن لا يحطمنكن سليمان بجنوده} ). [معاني القرآن: 5/121]

تفسير قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي برَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فتبسّم} [النمل: 19] سليمان.
{ضاحكًا من قولها وقال ربّ أوزعني} [النمل: 19] يقول: ألهمني.
{أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين} [النمل: 19]، يعني: مع عبادك.
{الصّالحين} [النمل: 19]، يعني: المؤمنين، وهو تفسير السّدّيّ، وهم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وأمّا وقوله: {أوزعني...}: فمعناه: ألهمني).
[معاني القرآن: 2/289]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أوزعني أن أشكر نعمتك}: ألهمني والشيب وازع أي مانع والوزعة الشرط). [غريب القرآن وتفسيره: 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وقوله: {ربّ أوزعني} : أي: ألهمني، وأصل «الإيزاع»: الإغراء بالشيء، يقال: أوزعته بكذا، أي: أغريته به، وهو موزع بكذا، ومولع بكذا. ومنه قول أبي ذؤيب في الكلاب.
= أولي سوابقها قريبا توزع
أي :تفرى بالصيد.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فتبسّم ضاحكا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين}: لأن أكثر ضحك الأنبياء عليهم السلام : التبسم.
و{ضاحكاً}: منصوب، حال مؤكدة، لأن تبسّم بمعنى : ضحك.
وقال:{ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك}: معنى {أوزعني}: ألهمني، وتأويله في اللغة : كفّني عن الأشياء إلّا عن شكر نعمتك، أي: كفني عما يباعد منك،{وأن أعمل صالحا ترضاه} ). [معاني القرآن: 4/112-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فتبسم ضاحكا من قولها}
ويقرأ : {فتبسم ضحكا من قولها}، ويقال : كذلك ضحك الأنبياء
وقوله جل وعز: {وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك}
قال أهل التفسير :{أوزعني }: أي: ألهمني ، وهو مأخوذ من الأول ، أي: كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك ، أي: كفني عما يباعد منك). [معاني القرآن: 5/122]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أوزعني}:ألهمني). [ياقوتة الصراط: 392]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وأَوْزِعْنِي}: أي: ألهمني، وأصل الإيزاع: الإغراء بالشيء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {أَوْزِعْنِي}: ألهمني). [العمدة في غريب القرآن: 230]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:37 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: وزعته فأنا أزعه إذا كففته قال وقال الحسن: لا بد للناس من وزعة يعني قومًا يكفونهم وزعته فأنا أزوعه مثله ويقال قدمته ومنه قول ذي الرمة:
زع بالزمام وجوز الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدامه. غيره: أوزعت بالشيء مثل ألهمته وأولعت به ومنه قول الله تبارك وتعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} ووزعت الشيء بين القوم قسمته). [الغريب المصنف: 3/994] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي بكر رحمه الله وقد كان شكي إليه بعض عماله فقال: أأنا أقيد من وزعة الله؟
الوزعة: جماعة الوازع، والوازع: الذي يكف الناس ويمنعهم من الشر.
يقال منه: وزعته فأنا أزعه وزعا. ويروى في قول الله تبارك تعالى: {فهم يوزعون} يعني يحبس أولهم على آخرهم، وهو من الكف والمنع.
ويروى عن الحسن البصري أنه قال: لا بد للناس من وزعة، يعني من يكفهم ويمنعهم من الشر، كأنه يعني السلطان.
فكأن أبا بكر إنما أراد أني لا أقيد من الولاة الذين يزعون الناس عن محارم الله تعالى.
يعني: إذا كان ذلك الفعل منهم بوجه الحكم والعدل لا بوجه الجور). [غريب الحديث: 4/126-127]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فغدا يشرق متنه فبدا له = أولى سوابقها قريبا توزع
...
...
«تُوزَع» تكف وتحبس على ما تخلف منها ليجتمع بعضها إلى بعض. وقال أيضا: (توزع) أي تغري به، (أوزعه) أي أغره. و(قريبا) يريد قريبا من الثور. الباهلي: (توزع)، يحبس آخرهن على أولهن، لكي لا يخلو بواحد من الكلاب فيقتله، من قوله جل وعز: {فهم يوزعون} يحبس آخرهم على أولهم. وقال معمر: (توزع) تغري به، يقال: (أوزع به، وألذم به) أي أغري به وأولع به). [شرح أشعار الهذليين: 1/27-28] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال بعض أهل اللغة. أوزعت حرف من الأضداد؛ يقال: أوزعت الرجل، إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته، إذا نهيته وحبسته عنه، قال الله عز وجل: {فهم يوزعون}، أي يحبس أولهم على آخرهم.
قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون (أوزعت) بمعنى أمرت وأغريت، و(وزعت) بمعنى حبست، الدليل على هذا
قوله عز وجل: {رب أوزعني}، معناه ألهمني. وقال طرفة:
نزع الجاهل في مجلسنا = فترى المجلس فينا كالحرم
وقال الآخر:
أما النهار فلا أفتر ذكرها = والليل يوزعني بها أحلام
وقال النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما تصح والشيب وازع
وقال الآخر:
كفي غير الأيام للمرء وازعا = إذا لم يقر ريا فيصحو طائعا
وقال الحسن لما ولي القضاء، وكثر الناس عليه: لا بد للناس من وزعة، أي من شرط يكفونهم عن القاضي. وقال الجعدي:
ومسروحة مثل الجراد وزعتها = وكلفتها ذئبا أزل مصدرا
معناه كففتها. والاختيار أن يكون الوزع الحبس. وقال أصحاب القول الآخر: معناه أغريتها بالشيء الذي كلفتها إياه). [كتاب الأضداد: 139-140]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وزعم الخليل رحمه الله أن: {السماء منفطر به} كقولك معضل للقطاة. وكقولك مرضع للتي بها الرضاع. وأما المنفطرة فيجئ على العمل كقولك منشقة وكقولك مرضعة للتي ترضع. وأما {كلٌ في فلكٍ يسيحون} و: {رأيتهم لي ساجدين} و: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} فزعم أنه بمنزلة ما يعقل ويسمع لما ذكرهم بالسجود وصار النمل بتلك المنزلة حين حدثت عنه كما تحدث عن الأناسي). [الكتاب: 2/47] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما كان اسماً على فاعلٍ غير نعت معرفةً أو نكرةً
اعلم أن ما كان من ذلك لآدميين فغير ممتنع من الواو والنون. لو سميت رجلاً حاتماً أو عاصماً لقلت: حاتمون، وعاصمون. وإن شئت قلت: حواتم وعواصم؛ لأنه ليس بنعت فتريد أن تفصل بينه وبين مؤنثه، ولكنه اسم. فحكمه حكم الأسماء التي على أربعة أحرف.
وإن كان لغير الآدميين لم تلحقه الواو والنون. ولكنك تقول: قوادم في قادم الناقة، وتقول: سواعد في جمع ساعد. هكذا جميع هذا الباب.
فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل في غير الآدميين: {إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
فالجواب عن ذلك: أنه لما أخبر عنها بالسجود وليس من أفعالها وإنما هو من أفعال الآدميين أجراها مجراهم؛ لأن الآدميين إنما جمعوا بالواو والنون، لأن أفعالهم على ذلك. فإذا ذكر غيرهم بذلك الفعل صار في قياسهم؛ألا ترى أنك تقول: القوم ينطلقون، ولا تقول: الجمال يسيرون.
وكذلك قوله عز وجل: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون}. لما أخبر عنها أنها تفعل وإنما حقيقتها أن يفعل بها فتجري كانت كما ذكرت لك.
ومن ذلك قوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، إنما ذلك لدعواهم أنها فعالة، وأنها تعبد باستحقاق، وكذلك {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ومثله: {قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} لما جعلها مخاطبة ومخاطبة. وكل ما جاء من هذا فهذا قياسه). [المقتضب: 2/223-224] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقوله: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، والخيال لا يمشي على ساق، ولكنه لما قال: يسري، وقال محتفيًا: فوصفه بما يوصف به ذو الساق، قال: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، فجعله ممن له ساق، وكذلك قول الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}، وإنما تدخل هذه النون والياء في جمع ذكران الإنس والجن، وما أشبههم، فيقال: الجن والإنس والملائكة ساجدون، فإذا عدوت هذا، صار المؤنث والمذكر إلى التأنيث، فيقال: الغنم، والبقر مذبحة، ومذبحات، وقد ذبحن، ولا يجوز مذبحون.
قال الفراء: وإنما ذلك لأنها وصفت بأفاعيل الآدميين، وقال: ألا ترى أن الركوع والسجود لا يكون إلا من الآدميين، فأخرجت على أفعال الآدميين لما وصفت بصفتهم، ومثله {وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا}، وكأنهم خاطبوا رجالًا إذا كلمتهم وكلموها، ومثله {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}، وكل ما ورد عليك موافقًا لفعل الآدميين، وليس من الآدميين، فأجره على هذا، ويجوز أن يكون جعل الخيال ذا ساق، يذهب إلى معناه، يريد: صاحب الخيال. أحمد). [شرح المفضليات: 4] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: أوزعته بالشيء: إذا أولعته به وأغريته. قال الله جل ثناؤه: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}، أي: أولعني به. قال أبو محمد: أوزعني: يعني ألهمني. يقال: أوزعته: نهيته وكففته. وقال الله جل اسمه: {فهم يوزعون}، أي: يكفون). [الأضداد: 135]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: وزعته فأنا أزعه إذا كففته قال وقال الحسن: لا بد للناس من وزعة يعني قومًا يكفونهم وزعته فأنا أزوعه مثله ويقال قدمته ومنه قول ذي الرمة:
زع بالزمام وجوز الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدامه. غيره: أوزعت بالشيء مثل ألهمته وأولعت به ومنه قول الله تبارك وتعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} ووزعت الشيء بين القوم قسمته). [الغريب المصنف: 3/994]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

قوله: "يزع" أي يكف، يقال: وزع يزع إذا كف، وكان أصله "يزع" مثل يعد فذهبت الواو لوقوعها بين ياء وكره واتبعت حروف المضارع الياء لئلا يختلف الباب، وهي الهمزة، والنون، والتاء، والياء نحو أعد ونعد، وتعد، ويعد، ولكن انفتحت في "يزع" من أجل العين لأن حروف الحلق إذا كن في موضع عين الفعل أو لامه فتحن في الفعل الذي ماضيه "فعل"، وإن وقعت الواو مما هي فيه فاء في "يفعل" المفتوحة العين في الأصل صح الفعل، نحو: وحل يوحل، ووجل يوجل، ويجوز في هذه المفتوحة ياحل وياجل وييحل وييجل، وكل هذا كراهية للواو بعد الياء، تقول: وزعته: كففته، وأوزعته: حملته على ركوب الشيء وهيأته له، وهو من الله عز وجل توفيق، ويقال: أوزعك الله شكره، أي وفقك له.
وقال الحسن مرة: ما حاجة هؤلاء السلاطين إلى الشرط فلما ولي القضاء كثر عليه الناس، فقال: لا بد للسلاطين من وزعة). [الكامل: 1/350]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {رَبِّ أَوْزِعْنِي}: أي ألهمني). [مجالس ثعلب: 175]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال بعض أهل اللغة. أوزعت حرف من الأضداد؛ يقال: أوزعت الرجل، إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته، إذا نهيته وحبسته عنه، قال الله عز وجل: {فهم يوزعون}، أي يحبس أولهم على آخرهم.
قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون (أوزعت) بمعنى أمرت وأغريت، و(وزعت) بمعنى حبست، الدليل على هذا
قوله عز وجل: {رب أوزعني}، معناه ألهمني. وقال طرفة:
نزع الجاهل في مجلسنا = فترى المجلس فينا كالحرم
وقال الآخر:
أما النهار فلا أفتر ذكرها = والليل يوزعني بها أحلام
وقال النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما تصح والشيب وازع
وقال الآخر:
كفي غير الأيام للمرء وازعا = إذا لم يقر ريا فيصحو طائعا
وقال الحسن لما ولي القضاء، وكثر الناس عليه: لا بد للناس من وزعة، أي من شرط يكفونهم عن القاضي. وقال الجعدي:
ومسروحة مثل الجراد وزعتها = وكلفتها ذئبا أزل مصدرا
معناه كففتها. والاختيار أن يكون الوزع الحبس. وقال أصحاب القول الآخر: معناه أغريتها بالشيء الذي كلفتها إياه). [كتاب الأضداد: 139-140] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وخافق الرأس مثل السيف قلت له = زع بالزمام وجوز الليل مركوم
وأوزعه الله تقواه أي ألهمه، ومنه قول الله عز وجل: {أوزعني أن أشكر نعمتك} ). [شرح المفضليات: 320]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وتوزع تحبس وتكف على ما تخلف منها لأنها إذا لقيت الثور فرادى لم تقو وقتلها واحد بعد واحد وإذا اجتمعت أعان بعضها بعضا: ويقال توزع تغرى: قال النابغة الذبياني:
فكان ضمران منه حيث يوزعه = طعن المعارك عند المجحر النجد
يوزعه يغريه: يقال هو يوزع بالشيء إذا كان مولعا به ومنه قول الله جل وعز: {أوزعني أن أشكر نعمتك} ). [شرح المفضليات: 872]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:07 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:11 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:16 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}
هذا ابتداء قصص فيه غيوب وعبر، وليس بمثال لقريش، وداود عليه السلام من بني إسرائيل وكان ملكا). [المحرر الوجيز: 6/524]

تفسير قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وورث سليمان عليه السلام ملكه ومنزلته من النبوة، بمعنى: صار ذلك إليه بعد موت أبيه، ويسمى ميراثا تجوزا، وهذا نحو قولهم: "العلماء ورثة الأنبياء"، وحقيقة الميراث في المال، والأنبياء لا تورث أموالهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنا معشر الأنبياء لا نورث، يريد به أن ذلك من فعل الأنبياء عليهم السلام وسيرتهم، وإن كان فيهم من ورث ماله كزكريا عليه السلام على أشهر الأقوال فيه، وهذا كما تقول: "إنا معشر المسلمين إنما شغلنا العبادة"، فالمراد أن ذلك فعل الأكثر، ومنه ما حكى سيبويه: "أنا معشر العرب أقرى الناس للضيف".
وقوله تعالى: {علمنا منطق الطير} إخبار بنعمة الله تبارك وتعالى عندهما في أن فهمهما من أصوات الطير المعاني التي في نفوسها، فهذا نحو ما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يسمع أصوات الحجارة بالسلام، وسليمان عليه السلام حكى عن البلبل أنه قال: "أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء"، إلى كثير من هذا النوع، وقال قتادة والشعبي وغيرهما: إنما كان هذا الأمر في الطير خاصة، والنملة طائر إذ قد يوجد لها الأجنحة، قال الشعبي: وكذلك كانت هذه القائلة ذات جناحين، وقالت فرقة: بل كان في جميع الحيوان، وإنما ذكر الطير لأنه كان جندا من جنود سليمان عليه السلام يحجب عنه الشمس، ويحتاجه في البعث في الأمور، فخص لكثرة مداخلته، ولأن أمر سائر
[المحرر الوجيز: 6/524]
الحيوان نادر وغير متردد ترداد أمر الطير. والنمل حيوان فطن قوي شمام جدا، يدخر القرى، ويشق الحب بقطعتين لئلا ينبت، ويشق الكزبرة بأربع قطع لأنها تنبت إذا قسمت نصفين، ويأكل في عامه نصف ما جمع ويستبقي سائره مدة.
وقوله تعالى: {وأوتينا من كل شيء} معناه: يصلح لنا ونتمناه، وليست على العموم. ثم ردد شكر الله تبارك وتعالى). [المحرر الوجيز: 6/525]

تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قص تعالى حال سليمان فقال: {وحشر لسليمان} أي: جمع، واختلف الناس في مقدار جند سليمان عليه السلام اختلافا شديدا لم أرد ذكره لعدم صحته، غير أن الصحيح أن ملكه كان عظيما، ملأ الأرض، وانقادت له المعمورة كلها، وكان كرسيه يحمله أجناده من الجن والإنس، وكانت الطير تظله من الشمس، ويبعثها في الأمور، فكان له في الكرسي الأعظم موضع يخصه. و"يوزعون" معناه: يرد أولهم إلى آخرهم ويكفون، قال قتادة: فكان لكل صنف وزعة في رتبهم ومواضعهم من الكرسي ومن الأرض إذا مشوا فيها، -فرب وقت كان يسير فيه في الأرض-، ومنه قول الحسن البصري حين ولي قضاء البصرة: "لا بد للحاكم من وزعة"، ومنه قول أبي قحافة حين وصفت له الجارية في يوم الفتح أنها ترى سوادا أمامه فارس قد تقدم من الصف، فقال لها: ذاك الوازع، ومنه قول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما أصح والشيب وازع؟
أي: كاف). [المحرر الوجيز: 6/525]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}
ظاهر هذه الآية أن سليمان عليه السلام وجنوده كانوا مشاة في الأرض، ولذلك يتفق حطم النمل [بنزولهم في وادي النمل]، ويحتمل أنهم كانوا في الكرسي المحمول بالريح، وأحست النمل بنزولهم في واد النمل [ووادي النمل قيل: بالشام، وقيل بأقصى اليمن، وهو معروف عند العرب مذكور في أشعارها].
وأمال أبو عمرو الواو من "وادي"، والجميع فخم، وبالإمالة قرأ ابن أبي إسحاق. وقرأ المعتمر بن سليمان عن أبيه: "النمل" بضم الميم كالشمس، و[قالت نملة] أيضا بالضم كسمرة، وروي عنه أيضا ضم النون والميم من "النمل". وقال نوف البكالي: كان ذلك النمل على قدر الذباب، وقالت فرقة: بل كانت صغارا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي يقال في هذا أن النمل كانت نسبتها من هذا الخلق نسبة هذا النمل منا، فيحتمل أن كان الخلق كله أكمل. وهذه النملة قالت هذا المعنى -الذي لا يصلح له إلا هذه العبارة- قولا فهمه عنها النمل، فسمعه سليمان عليه السلام على بعده، وجاءت المخاطبة كمن يعقل، لأنها أمرتهم بما يؤمر به من يعقل، وروي أنه كان على ثلاثة
[المحرر الوجيز: 6/526]
أميال فتبسم من قولها. والتبسم ضحك الأنبياء في غالب أمرهم، لا يليق بهم سواه.
وكان ضحكه سرورا، واختلف بم؟، فقالت فرقة: بنعمة الله تبارك وتعالى في إسماعه وتفهمه ونحو ذلك، وقالت فرقة: بنبأ النملة عليه وعلى جنوده في أن نفت عنهم تعمد القبيح من الفعل، فجعلت الحطم وهم لا يشعرون.
وقرأ شهر بن حوشب: "مسكنكم" بسكون السين على الإفراد، وفي مصحف أبي رضي الله عنه "مساكنكن". وقرأ جمهور القراء: "لا يحطمنكم" بشد النون وسكون الحاء، وقرأ أبو عمرو وفي رواية عبيدة: "لا يحطمنكم" بسكون النون، وهي قراءة ابن أبي إسحاق، وقرأ الحسن، وأبو رجاء: "لا يحطمنكم" بضم الياء وفتح الحاء وكسر الطاء وشدها وشد النون، وعنه أيضا "لا يحطمنكم" بفتح الياء وكسر الحاء والطاء وشدها، وقرأ الأعمش وطلحة: "لا يحطمكم" مخففة بغير نون، وفي مصحف أبي بن كعب "لا يحطمنكم" مخففة النون التي قبل الكاف). [المحرر الوجيز: 6/527]

تفسير قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي يقال في هذا أن النمل كانت نسبتها من هذا الخلق نسبة هذا النمل منا، فيحتمل أن كان الخلق كله أكمل. وهذه النملة قالت هذا المعنى -الذي لا يصلح له إلا هذه العبارة- قولا فهمه عنها النمل، فسمعه سليمان عليه السلام على بعده، وجاءت المخاطبة كمن يعقل، لأنها أمرتهم بما يؤمر به من يعقل، وروي أنه كان على ثلاثة
[المحرر الوجيز: 6/526]
أميال فتبسم من قولها. والتبسم ضحك الأنبياء في غالب أمرهم، لا يليق بهم سواه.
وكان ضحكه سرورا، واختلف بم؟، فقالت فرقة: بنعمة الله تبارك وتعالى في إسماعه وتفهمه ونحو ذلك، وقالت فرقة: بنبأ النملة عليه وعلى جنوده في أن نفت عنهم تعمد القبيح من الفعل، فجعلت الحطم وهم لا يشعرون). [المحرر الوجيز: 6/527] (م)
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "ضاحكا" نصب على الحال، وقرأ محمد بن السميفع: "ضحكا"، وهو نصب على المصدر [بفعل محذوف يدل عليه"تبسم"، كأنه قال: "ضحك ضحكا"، وهذا مذهب صاحب الكتاب، أو يكون منصوبا بنفس "تبسم" لأنه في معنى (ضحك)].
ثم دعا سليمان -عليه السلام- ربه في أن يعينه الله تعالى ويفرغه لشكر نعمته، وهذا هو معنى إيزاع الشكر. وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/527]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة