العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:11 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (14) إلى الآية (18) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) )

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا وسئل عن الطوفان، فقال: هو الماء). [الجامع في علوم القرآن: 2/136] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فأخذهم الطوفان قال الماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/100]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلاّ خمسين عامًا فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون}.
وهذا وعيدٌ من اللّه تعالى ذكره هؤلاء المشركين من قريشٍ، القائلين للّذين آمنوا: اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم، يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يحزنك يا محمّد ما تلقى من هؤلاء المشركين أنت وأصحابك من الأذى، فإنّي وإن أمليت لهم فأطلت إملاءهم، فإنّ مصير أمرهم إلى البوار، ومصير أمرك وأمر أصحابك إلى العلوّ والظّفر بهم والنّجاة ممّا يحلّ بهم من العقاب، كفعلنا ذلك بنوحٍ، إذ أرسلناه إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنةٍ إلاّ خمسين عامًا يدعوهم إلى التّوحيد، وفراق الآلهة والأوثان، فلم يزدهم ذلك من دعائه إيّاهم إلى اللّه من الإقبال إليه، وقبول ما أتاهم به من النّصيحة من عند اللّه إلاّ فرارًا.
وذكر أنّه أرسل إلى قومه وهو ابن ثلاث مائةٍ وخمسين سنةً.
- كما حدّثنا نصر بن عليٍّ الجهضميّ، قال: حدّثنا نوح بن قيسٍ، قال: حدّثنا عون بن أبي شدّادٍ، قال: إنّ اللّه أرسل نوحًا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مائة سنةٍ فلبث فيهم ألف سنةٍ إلاّ خمسين عامًا، ثمّ عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مائة سنةٍ.
{فأخذهم الطّوفان} يقول تعالى ذكره: فأهلكهم الماء الكثير، وكلّ ماءٍ كثيرٍ فاشٍ طامٍ، فهو عند العرب طوفانٌ، سيلاً كان أو غيره، وكذلك الموت إذا كان فاشيًا كثيرًا، فهو أيضًا عندهم طوفانٌ؛ ومنه قول الرّاجز:
أفناهم طوفان موتٍ جارف
وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأخذهم الطّوفان} قال: هو الماء الّذي أرسل عليهم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: الطّوفان: الغرق.
وقوله: {وهم ظالمون} يقول: وهم ظالمون أنفسهم بكفرهم بربّهم). [جامع البيان: 18/370-371]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون (14)
قوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مجاهدٍ قال: قال لي ابن عمر. كم لبث نوحٌ في قومه قال: قلت ألف سنةٍ ألا خمسين عامًا قال: فإنّ النّاس لم يزالوا في نقصان أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك هذا.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث نوحٌ وهو لأربعين سنةً ولبث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، وعاش بعد الطّوفان ستّين عامًا حتّى كثر النّاس أو فشوا.
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدّمشقيّ فيما كتب إليّ ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشرٍ، ثنا قتادة قوله: ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا وعاش بعد الطّوفان ستّين عامًا يقال إنّ عمره كلّه.
- قال قتادة لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنةٍ ودعاهم ثلاثمائة سنةٍ ولبث بعد الطّوفان ثلاثمائةٍ وخمسين سنةً.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا أبو رافعٍ إسماعيل بن رافعٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن كعب الأحبار في قول اللّه: فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا قال: عاش بعد ذلك سبعين عامًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا نوح بن قيسٍ، ثنا عون ابن شدّادٍ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنةٍ فدعاهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة.
قوله تعالى: فأخذهم الطوفان
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن سعيدٍ الأصبهانيّ، ثنا يحيى بن ثمان، عن المنهال ابن خليفة، عن الحجّاج، عن الحكيم بن ميتا، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعني قوله: فأخذهم الطّوفان قال: الطّوفان: الموت.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قوله: الطّوفان قال: مطرٌ باللّيل والنّهار ثمانية أيّامٍ.
وروي، عن سعيد بن جبيرٍ والسّدّيّ قالا: المطر.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا يحيى بن المغيرة، ثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: الطّوفان أمرٌ من أمر ربّك، ثمّ قرأ فطاف عليها طائفٌ من ربّك.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك الطّوفان الغرق.
الوجه الخامس:
- ذكر، عن أبي عاصمٍ، عن عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ الطّوفان الماء والطّاعون.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن وهب بن عطيّة الدّمشقيّ، ثنا الهيثم بن عمران العبسيّ قال: سمعت إسماعيل بن عبيد يقول: كان الطّوفان الّذي أغرق النّاس في نيسان.
قوله تعالى: وهم ظالمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ الظّالمون الكافرون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3041-3043]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون * فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناه آية للعالمين.
أخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث الله نوحا وهو ابن أربعين سنة ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا). [الدر المنثور: 11/536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث ألفا وسبعمائة سنة). [الدر المنثور: 11/536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: قال لي ابن عمر رضي الله عنهما كم لبث نوح عليه السلام في قومه قلت: ألف سنة إلا خمسين عاما قال: فان من كان قبلكم كانوا أطول أعمارا ثم لم يزل الناس ينقصون في الأخلاق والآجال والأحلام والأجسام إلى يومهم هذا). [الدر المنثور: 11/536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عون بن أبي شداد رضي الله تعالى عنه قال: إن الله أرسل نوحا عليه السلام إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة). [الدر المنثور: 11/537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام فقال: يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها قال: كرجل دخل بيتا له بابان فوقف وسط الباب هنيهة ثم خرج من الباب الآخر). [الدر المنثور: 11/537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فأخذهم الطوفان} قال: الماء الذي أرسل عليهم). [الدر المنثور: 11/537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال {الطوفان} الغرق). [الدر المنثور: 11/537]

تفسير قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن في قوله تعالى فأنجيناه وأصحاب السفينة قال أخبرني يونس بن خباب عن مجاهد قال كانوا سبعة نوح وثلاثة بنيه ونساء بنيه.
قال معمر وحسبت أني سمعت الكلبي يذكر أنهم كانوا ثلاثين أو نحو ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأنجيناه وأصحاب السّفينة وجعلناها آيةً للعالمين}.
يقول تعالى ذكره: فأنجينا نوحًا وأصحاب سفينته، وهم الّذين حملهم في سفينته من ولده وأزواجهم.
وقد بيّنّا ذلك فيما مضى قبل، وذكرنا الرّوايات فيه، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
{وجعلناها آيةً للعالمين} يقول: وجعلنا السّفينة الّتي أنجيناه وأصحابه فيها عبرةً وعظةً للعالمين، وحجّةً عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {فأنجيناه وأصحاب السّفينة} الآية. قال: أبقاها اللّه آيةً للنّاس بأعلى الجوديّ.
ولو قيل: معنى: {وجعلناها آيةً للعالمين} وجعلنا عقوبتنا إيّاهم آيةً للعالمين، وجعل الهاء والألف في قوله {وجعلناها} كنايةً عن العقوبة أو السّخط، ونحو ذلك، إذ كان قد تقدّم ذلك في قوله: {فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون} كان وجهًا من التّأويل). [جامع البيان: 18/371-372]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فأنجيناه وأصحاب السّفينة وجعلناها آيةً للعالمين (15)
قوله تعالى: فأنجيناه وأصحاب السّفينة
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا عليّ بن عثمان، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علياء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان مع نوحٍ في السّفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم، وأنّهم كانوا في السّفينة مائةً وخمسين يومًا.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فأنجيناه وأصحاب السفينة} قال: نوح وبنوه ونساء بنيه). [الدر المنثور: 11/537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلناها آية للعالمين} قال: أبقاها الله آية فهي على الجودي، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/537-538]
قوله تعالى: وجعلناها آيةً للعالمين
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله وجعلناها آيةً للعالمين قال: أبقاها اللّه آيةً للعالمين بأعلى الجوديّ للعالمين أي للنّاس). [تفسير القرآن العظيم: 9/3043]

تفسير قوله تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا اللّه واتّقوه ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر أيضًا يا محمّد إبراهيم خليل الرّحمن، إذ قال لقومه: اعبدوا اللّه أيّها القوم دون غيره من الأوثان والأصنام، فإنّه لا إله لكم غيره، {واتّقوه} يقول: واتّقوا سخطه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه {ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} ما هو خيرٌ لكم ممّا هو شرٌّ لكم). [جامع البيان: 18/372]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا اللّه واتّقوه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: ولد إبراهيم عليه السّلام فكان في كلّ يومٍ مرّ به كأنّه جمعةٌ والجمعة كالشّهر من سرعة شبابه، وكبر إبراهيم عليه السّلام ثمّ أتى قومه فدعاهم. فقال: يا قوم، إنّي بريءٌ ممّا تشركون.
قوله تعالى: ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: خيرٌ لكم يعني: أفضل لكم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3043]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله وتخلقون إفكا قال تنحتون إفكا). [تفسير عبد الرزاق: 2/96]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {تخلقون إفكاً} قال: تنحتون وتصوّرون إفكًا). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 100]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا وتخلقون إفكًا إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقًا فابتغوا عند اللّه الرّزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل خليله إبراهيم لقومه: إنّما تعبدون أيّها القوم من دون اللّه أوثانًا، يعني مثلاً.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا} أصنامًا.
- واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {وتخلقون إفكًا} فقال بعضهم: معناه: وتصنعون كذبًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وتخلقون إفكًا} يقول: تصنعون كذبًا.
وقال آخرون: وتقولون كذبًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {وتخلقون إفكًا} يقول: وتقولون إفكًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وتخلقون إفكًا} يقول: تقولون كذبًا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتنحتون إفكًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وتخلقون إفكًا} قال: تنحتون، تصوّرون إفكًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وتخلقون إفكًا} أي تصنعون أصنامًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتخلقون إفكًا} الأوثان الّتي ينحتونها بأيديهم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معناه: وتصنعون كذبًا. وقد بيّنّا معنى الخلق فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
فتأويل الكلام إذن: إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا، وتصنعون كذبًا وباطلاً. و(إنّما) في قوله {إفكًا} مردودٌ على {إنّما}، كقول القائل: إنّما تفعلون كذا، وإنّما تفعلون كذا.
وقرأ جميع قرّاء الأمصار: {وتخلقون إفكًا} بتخفيف الخاء من قوله: {وتخلقون} وضمّ اللاّم من (الخلق). وذكر عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّه قرأ: (وتخلّقون إفكًا) بفتح الخاء، وتشديد اللاّم من (التّخليق).
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقوله: {إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقًا} يقول جلّ ثناؤه: إنّ أوثانكم الّتي تعبدونها، لا تقدر أن ترزقكم شيئًا {فابتغوا عند اللّه الرّزق} يقول: فالتمسوا عند اللّه الرّزق لا من عند أوثانكم، تدركوا ما تبتغون من ذلك {واعبدوه} يقول: وذلّوا له {واشكروا له} على رزقه إيّاكم، ونعمه الّتي أنعمها عليكم.
يقال: شكرته و(شكرت له)، والثّانية أفصح من (شكرته).
وقوله: {إليه ترجعون} يقول: إلى اللّه تردّون من بعد مماتكم، فيسائلكم عمّا أنتم عليه من عبادتكم غيره، وأنتم عباده وخلقه، وفي نعمه تتقلّبون، ورزقه تأكلون). [جامع البيان: 18/373-375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد قال: سمعت سعيدًا يقول: عن قتادة قوله: أوثانًا أي أصناما.
قوله تعالى: وتخلقون إفكا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالح بن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قوله: وتخلقون إفكًا يقول: وتضعون. وروي عن قتادة مثل ذلك.
الوجه الثّاني:
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وتخلقون إفكًا قال: يقولون إفكًا. وروي، عن السّدّيّ مثل ذلك.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا العبّاس بن الوليد، أخبرني محمّد بن شعيبٍ أخبرني عثمان بن عطا، عن أبيه وتخلقون إفكًا قال: وتصوّرون إفكًا.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وتخلقون إفكًا يقول: وتضعون كذبًا، وروي عن مجاهدٍ، والحسن، وعكرمة، مثل ذلك.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد قال: سمعت، عن قتادة قوله: وتخلقون إفكًا أي تضعون أصنامًا.
قوله تعالى: إنّ الّذين تعبدون من دون الله الآية
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه هذا الوثن وهذا الحجر.
قوله تعالى: واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون
- وبه، عن قتادة قال: كرامةٌ أكرمكم اللّه بها، فاشكروا للّه نعمه.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن آدم المصّيصيّ، ثنا زيدٌ، عن موسى بن عبيدة قال: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ وهو يقول: إنّ كلّ عملٍ عمل للّه فهو شكرٌ لأنعم اللّه.
قوله تعالى: إليه ترجعون
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3043-3045]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتخلقون إفكا قال تقولون كذبا). [تفسير مجاهد: 494-495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إنما تعبدون من دون الله أوثانا} قال: أصناما {وتخلقون إفكا} قال: تصنعون أصناما). [الدر المنثور: 11/538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الحسن في قوله {وتخلقون إفكا} قال: تنحتون). [الدر المنثور: 11/538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وتخلقون إفكا} قال: تصنعون كذبا.
وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 11/538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود رضي الله عنه أنه قرأ {وتخلقون إفكا} خفيفتين وقرأ {أوثانا مودة} منصوبة منونة {بينكم} نصب). [الدر المنثور: 11/539]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم وما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين}.
يقول تعالى ذكره: وإن تكذّبوا أيّها النّاس رسولنا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فيما دعاكم إليه من عبادة ربّكم الّذي خلقكم ورزقكم، والبراءة من الأوثان، فقد كذّبت جماعاتٌ من قبلكم رسلها فيما دعتهم إليه الرّسل من الحقّ، فحلّ بها من اللّه سخطه، ونزل بها منه عاجل عقوبته، فسبيلكم سبيلها فيما هو نازلٌ بكم بتكذيبكم إيّاه {وما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين} يقول: وما على محمّدٍ إلاّ أن يبلّغكم عن اللّه رسالته، ويؤدّي إليكم ما أمره بأدائه إليكم ربّه.
ويعني بالبلاغ المبين: الّذي يبيّن لمن سمعه ما يراد به، ويفهم به ما يعني به). [جامع البيان: 18/376]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين (18)
قوله تعالى: وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم قال: يعزّي نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: وما على الرّسول إلا البلاغ المبين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ المبين يعني البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 9/3045]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا} [العنكبوت: 14] يقول: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا} [العنكبوت: 14] أبو سهلٍ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: كان جميع عمره ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، يقول: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم}
[العنكبوت: 14] من يوم ولد إلى يوم مات {ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا} [العنكبوت: 14] قال: وحدّثني عن الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، أنّ كعبًا قال: لبث نوحٌ في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، ثمّ لبث بعد الطّوفان ستّ مائة عامٍ.
قال: {فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون} [العنكبوت: 14] والطّوفان الماء، فأغرقهم به.
{وهم ظالمون} [العنكبوت: 14]، أي: مشركون، ظالمون لأنفسهم وبظلمهم ضرّوا أنفسهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/621]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({الطّوفان}, مجازه: كل ما طام فاشٍ من سبيل كان, أو من غيره وهو كذلك من للوت إذا كان جارفاً فاشياً كثيراً، قال:أفناهم طوفانُ موتٍ جارف.).
[مجاز القرآن: 2/114]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الطّوفان}: المطر الشديد.). [تفسير غريب القرآن: 337]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاما فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون (14)}
{فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاما}: فالاستثناء مستعمل في كلام العرب، وتأويله عند النحويين توكيد العدد , وتحصيله, وكماله؛ لأنك قد تذكر الجملة , ويكون الحاصل أكثرها، فإذا أردت التوكيد في تمامها , قلت: كلها، وإذا أردت التوكيد في نقصانها , أدخلت فيها الاستثناء، تقول: جاءني إخوتك , يعني : أن جميعهم جاءك.
وجائز أن تعني: أن أكثرهم جاءك، فإذا قلت: جاءني إخوتك كلّهم , أكّدت معنى الجماعة، وأعلمت : أنه لم يتخلّف منهم أحد.
وتقول أيضا: جاءني إخوتك إلا زيدا , فتؤكد : أن الجماعة تنقص زيدا.
وكذلك رءوس الأعداد مشبّهة بالجماعات، تقول: عندي عشرة، فتكون ناقصة، وجائز أن تكون تامّة، فإذا قلت: عشرة إلا نصفا , أو عشرة كاملة حقّقت، وكذلك إذا قلت: ألف إلّا خمسين , فهو كقولك عشرة إلا نصفا ؛ لأنك إنّما استعملت الاستثناء فيما كان أملك بالعشرة من التسعة، لأن النصف قد دخل في باب العشرة، ولو قلت عشرة إلا واحدا, أو إلا اثنين كان جائزا , وفيه قبح؛ لأن تسعة وثمانية يؤدي عن ذلك العدد، ولكنه جائز من جهة التوكيد أن هذه التسعة لا تزيد ولا تنقص، لأنّ قولك عشرة إلا واحدا قد أخبرت أفيه، بحقيقة العدد , واستثنيت ما يكون نقصانا من رأس العدد, والاختيار في الاستثناء في الأعداد التي هي عقود الكسور والصحاح جائز أن يستثنى, فأما استثناء نصف الشيء , فقبيح جدّا، لا يتكلم به الجرب، فإذا قلت عشرة إلا خمسة فليس تطور العشرة بالخمسة ؛ لأنها ليست تقرب منها، وإنما تتكلم بالاستثناء كما تتكلم بالنقصان، فتقول: عندي درهم ينقص قيراطاً.
ولو قلت عندي درهم ينقص خمسة دوانيق , أو تنقص نصفه كان الأولى بذلك: عندي نصف درهم, ولم يأت الاستثناء في كلام العرب إلا قليل من كثير, فهذه جملة كافية.
وقوله: {فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون}
الطوفان من كل شيء ما كان كثيرا مطيفا بالجماعة كلها كالغرق الذي يشتمل على المدن الكبيرة, يقال فيه : طوفان, وكذلك القتل الذريع , والموت الجارف طوفان.). [معاني القرآن: 4/163-164]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأخذهم الطوفان وهم ظالمون}
يقال : لكل كثير مطيف بالجميع من مطر , أو قتل , أو موت طوفان .
وقوله جل وعز: {وتخلقون إفكا} : أي : وتنحتون .
والمعنى على هذا : إنما تعبدون من دون الله أوثانا , وأنتم تصنعونها
وقال مجاهد : إفكا , أي: كذبا.
والمعنى على هذا : ويختلقون الكذب , وقرأ أبو عبد الرحمن : {وتخلقون إفكا }, والمعنى واحد.). [معاني القرآن: 5/217-218]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأنجيناه} [العنكبوت: 15]، يعني: نوحًا.
{وأصحاب السّفينة} [العنكبوت: 15]، يعني: من كان مع نوحٍ في السّفينة.
قال: {وجعلناها آيةً} [العنكبوت: 15]، يعني: عبرةً.
[تفسير القرآن العظيم: 2/621]
{للعالمين} [العنكبوت: 15] وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: أبقاها اللّه تبارك وتعالى بباقردى من أرض الجزيرة حتّى أدركها أوائل هذه الأمّة، وكم من سفينةٍ كانت بعدها، فصارت رمددًا.
قال يحيى: بلغني أنّهم كانوا يجدون من مساميرها بعدما بعث النّبيّ عليه السّلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/622]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فأنجيناه وأصحاب السّفينة وجعلناها آية للعالمين (15)}

قد بين في غير هذه الآية من أصحاب السفينة - في قوله:{قلنا احمل فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلّا من سبق عليه القول} ). [معاني القرآن: 4/164]
تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإبراهيم} [العنكبوت: 16]، أي: وأرسلنا إبراهيم إلى قومه، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل لقوله في نوحٍ: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه} [العنكبوت: 14] قال: {إذ قال لقومه اعبدوا اللّه} [العنكبوت: 16]، يعني: وحّدوا اللّه.
{واتّقوه} [العنكبوت: 16] يقول: واخشوه وهو تفسير السّدّيّ.
{ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون {16}). [تفسير القرآن العظيم: 2/622]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا اللّه واتّقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (16)}

المعنى : وأرسلنا إبراهيم عطفا على نوح.). [معاني القرآن: 4/164]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا وتخلقون} [العنكبوت: 17]، أي: وتصنعون.
{إفكًا} [العنكبوت: 17]، يعني: كذبًا كقوله: {أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95] وقال مجاهدٌ: قال: {وتخلقون إفكًا} [العنكبوت: 17] يقول كذبًا.
وقال السّدّيّ: {وتخلقون إفكًا} [العنكبوت: 17]، يعني: تخرصون كذبًا.
قال: {إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقًا فابتغوا عند اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/622]
الرّزق} [العنكبوت: 17] فإنّ هذه الأوثان لا تملك لكم رزقًا.
{واعبدوه واشكروا له} [العنكبوت: 17]، أي: فابتغوا عند اللّه الرّزق بأن تعبدوه وتشكروه يرزقكم.
قال: {إليه ترجعون} [العنكبوت: 17] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/623]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثاناً وتخلقون إفكاً...}

{إنّما} في هذا الموضع حرفٌ واحدٌ، وليست على معنى (الذي) , {وتخلقون إفكاً} مردودة على (إنّما) , كقولك: إنما تفعلون كذا، وإنما تفعلون كذا, وقد اجتمعوا على تخفيف {تخلقون} إلاّ أبا عبد الرحمن السلمي ؛ فإنه قرأ : {وتخلّقون إفكاً} ينصب التاء ويشدّد اللام , وهما في المعنى سواء.). [معاني القرآن: 2/315]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أوثاناً}: الوثن من حجارة , أو من جص.
{ وتخلقون إفكاً }, مجازه: تختلقون , وتفترون.
{واشكروا له}: واشكروه واحد.). [مجاز القرآن: 2/114]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({تخلقون إفكا}: تخلقون وتفترون واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 295]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( الأوثان : واحدها: وثن, وهو: ما كان من حجارة أو جصّ.
{وتخلقون إفكاً}: أي : تختلقون كذباً.). [تفسير غريب القرآن: 337]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخلق: التّخرّص، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} أي: خرصهم للكذب.
وقال تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}، أي تخرصون كذبا.
وقال تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} أي: افتعال للكذب.
والعرب تقول للخرافات: أحاديث الخلق). [تأويل مشكل القرآن: 506] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانا وتخلقون إفكا إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند اللّه الرّزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون (17)}
وقرئت :{وتخلّقون إفكاً}: أوثاناً , أصناماً.
وتخلقون إفكا فيه قولان: تخلقون كذبا، وقيل : تعملون الأصنام، ويكون التأويل على هذا القول: إنما تعبدون من دون الله أوثانًا , وأنتم تصنعونها.). [معاني القرآن: 4/164-165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتخلقون إِفْكًا}: تختلقون كذباً.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَخْلُقُونَ}: تكذبون.). [العمدة في غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم} [العنكبوت: 18]، أي: فأهلكهم اللّه، يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم إن لم يؤمنوا.
قال: {وما على الرّسول إلا البلاغ المبين} [العنكبوت: 18] قال: ليس عليه أن يكره النّاس على الإيمان كقوله: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا أفأنت} [يونس: 99] يقوله على الاستفهام: {تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين} [يونس: 99]، أي: أنّك لا تستطيع أن تكرههم وإنّما يؤمن من أراد اللّه أن يؤمن وكقوله: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [القصص: 56] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/623]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:25 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والخلق التقدير، قال الله جل اسمه: {وتخلقون إفكا}، أي تقدرون كذبا، وقال جل وعلا: {فتبارك الله أحسن الخالقين}، أي المقدرين). [كتاب الأضداد: 159]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 09:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 09:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 11:53 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا} الآية. قصة فيها تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم عما تضمنته الآيات قبلها من تعنت قومه، وفتنتهم للمؤمنين وغير ذلك، وفيها وعيد لهم بتمثيل أمرهم بأمر قوم نوح، والواو في قوله: "ولقد" عاطفة جملة كلام على جملة كلام، والقسم فيها بعيد. وقوله تعالى: "أرسلنا"، "فلبث"، هذا العطف بالفاء يقتضي ظاهره أنه لبث هذه المدة رسولا يدعو، وقد يحتمل أن تكون المدة المذكورة مدة إقامته، من لدن مولده إلى غرق قومه، وأما على التأويل الأول فاختلف في سنه التي بعث عندها، فقيل: أربعون، وقيل: ثمانون، وقال عون بن أبي شداد: ثلاثمائة وخمسون، ولذلك يحتمل أن تكون وفاته عليه السلام عند غرق قومه بعد ذلك بيسير، وقد روي أنه عمر بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين عاما، وأنه عاش ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة. وقوله تبارك وتعالى: {فأخذهم الطوفان} يقتضي أنه أخذ قومه فقط، وقد اختلف في ذلك، فقالت فرقة: إنما غرق في الطوفان طائفة من الأرض وهي المختصة بقوم نوح، وقالت فرقة -هي الجمهور-: إنما غرقت المعمورة كلها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو ظاهر الأمر; لاتخاذه السفينة، ولبعثه الطير ترتاد زوال الماء، ولغير ذلك من الدلائل، وبقي أن يعترض هذا بأن يقال: كيف غرق الجميع والرسالة إلى البعض؟ فالوجه في ذلك أن يقال: إن اختصاص نبي بأمة ليس هو بألا يهدي غيرها، ولا يدعوها إلى توحيد الله تعالى، وإنما هو بألا يأخذ بقتل غيرها، ولا يبث العبادات فيهم، ولم يكن الناس يومئذ كثيرين بحكم القرب من آدم عليه السلام، فلا محالة أن دعاءه إلى توحيد الله تعالى قد كان بلغ الكل، فنالهم الغرق لإعراضهم وتماديهم.
و "الطوفان": العظيم الطامي، ويقال ذلك لكل طام خرج عن العادة من ماء أو نار أو موت، ومنه قول الشاعر:
أفناهم طوفان موت جارف
و "طوفان" وزنه فعلان بناء مبالغة من: طاف يطوف إذا عم من كل جهة، ولكنه كثر استعماله في الماء خاصة، وقوله تعالى: {وهم ظالمون} يريد: بالشرك). [المحرر الوجيز: 6/ 631-632]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(و " أصحاب السفينة " تقدم في غير هذه السورة الخلاف في عددهم، وهم بنوه وقوم آمنوا، والضمير في قوله: "وجعلناها" يحتمل أن يعود على السفينة، و"الآية" هنا العبرة والعلامة على قدرة الله تبارك وتعالى في شدة بطشه، قال قتادة: أبقاها آية على الجودي). [المحرر الوجيز: 6/ 633]

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون}
يجوز أن يكون " إبراهيم " معطوفا على " نوح "، ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير في "أنجيناه"، ويجوز أن ينصبه فعل تقديره: واذكر إبراهيم. وهذه القصة أيضا تمثيل لقريش، وكان نمروذ وأهل مدينته عبدة أصنام، فدعاهم إبراهيم عليه السلام إلى توحيد الله تعالى وعبادته، ثم قرر لهم ما هم عليه من الضلال.
وقرأ جمهور الناس: "تخلقون إفكا"، وقرأ ابن الزبير، وفضيل: "أفكا" على وزن (فعل)، وهو مصدر كالكذب والضحك ونحوه، واختلف في معنى "تخلقون"، فقيل: هو نحت الأصنام وخلقها. سماها إفكا توسعا من حيث يفترون بها الإفك في أنها آلهة، وقال مجاهد: هو اختلاق الكذب في أمر الأوثان، وغير ذلك. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وعون العقيلي، وقتادة، وابن أبي ليلى: "وتخلقون إفكا" بفتح الخاء وشد اللام وفتحها، و"الإفك" -على هذه القراءة- الكذب.
ثم وقفهم على جهة الاحتجاج عليهم بأمر يفهمه عامتهم وخاصتهم، وهو أمر الرزق، فقرر أن الأصنام لا ترزق، وأمر الخير عند الله تبارك وتعالى، وخصص الرزق لمكانته من الخلق، فهو خير يدل على جنسه كله. ويقال: شكرت لك، وشكرتك، بمعنى واحد. ثم أخبرهم بالمعاد والحشر إليه). [المحرر الوجيز: 6/ 633]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير}
في قوله تعالى: {وإن تكذبوا} الآية ... وعيد، أي: قد كذب غيركم وعذب، وإنما على الرسول البلاغ، وكل أحد -بعد ذلك- مأخوذ بعمله). [المحرر الوجيز: 6/ 634]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون (14) فأنجيناه وأصحاب السّفينة وجعلناها آيةً للعالمين (15)}
هذه تسليةٌ من اللّه تعالى لعبده ورسوله محمّدٍ صلوات اللّه وسلامه عليه، يخبره عن نوحٍ عليه السّلام: أنّه مكث في قومه هذه المدّة يدعوهم إلى اللّه ليلًا ونهارًا، وسرًّا، وجهارًا، ومع هذا ما زادهم ذلك إلّا فرارًا عن الحقّ، وإعراضًا عنه وتكذيبًا له، وما آمن معه منهم إلّا قليلٌ؛ ولهذا قال: {فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون} أي: بعد هذه المدّة الطّويلة ما نجع فيهم البلاغ والإنذار، فأنت -يا محمّد -لا تأسف على من كفر بك من قومك، ولا تحزن عليهم؛ فإنّ اللّه يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء، وبيده الأمر وإليه ترجع الأمور، {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96،97]، واعلم أنّ اللّه سيظهرك وينصرك ويؤيّدك، ويذلّ عدوّك، ويكبتهم ويجعلهم أسفل السّافلين.
قال حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث نوحٌ وهو لأربعين سنةٍ، ولبث في قومه ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، وعاش بعد الطّوفان ستّين عامًا، حتّى كثر النّاس وفشوا.
وقال قتادة: يقال إنّ عمره كلّه [كان] ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنةٍ، ودعاهم ثلثمائةٍ ولبث بعد الطّوفان ثلثمائةٍ وخمسين سنةً.
وهذا قولٌ غريبٌ، وظاهر السّياق من الآية أنّه مكث في قومه يدعوهم إلى اللّه ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا.
وقال عون بن أبي شدّادٍ: إنّ اللّه أرسل نوحًا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلثمائة سنةٍ، فدعاهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، ثمّ عاش بعد ذلك ثلثمائةٍ وخمسين سنةً.
وهذا أيضًا غريبٌ، رواه ابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ، وقول ابن عبّاسٍ أقرب، واللّه أعلم.
وقال الثّوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهدٍ قال: قال لي ابن عمر: كم لبث نوحٌ في قومه؟ قال: قلت ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا. قال: فإنّ النّاس لم يزالوا في نقصانٍ من أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك هذا). [تفسير ابن كثير: 6/ 267-268]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأنجيناه وأصحاب السّفينة} أي: الّذين آمنوا بنوحٍ عليه السّلام. وقد تقدّم ذكر ذلك مفصّلًا في سورة "هودٍ"، وتقدّم تفسيره بما أغنى عن إعادته.
وقوله: {وجعلناها آيةً للعالمين} أي: وجعلنا تلك السّفينة باقيةً، إمّا عينها كما قال قتادة: إنّها بقيت إلى أوّل الإسلام على جبل الجوديّ، أو نوعها جعله للنّاس تذكرةً لنعمه على الخلق، كيف نجّاهم من الطّوفان، كما قال تعالى: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم في الفلك المشحون. وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون. إلا رحمةً منّا ومتاعًا إلى حينٍ} [يس: 41-44]، وقال تعالى: {إنّا لـمّا طغى الماء حملناكم في الجارية. لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ} [الحاقّة: 11، 12]، وقال هاهنا: {فأنجيناه وأصحاب السّفينة وجعلناها آيةً للعالمين}، وهذا من باب التّدريج من الشّخص إلى الجنس، كقوله تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5] أي: وجعلنا نوعها، فإنّ الّتي يرمى بها ليست هي الّتي زينةٌ للسّماء. وقال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ. ثمّ جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ} [المؤمنون: 12، 13]، ولهذا نظائر كثيرةٌ.
وقال ابن جريرٍ: لو قيل: إنّ الضّمير في قوله: {وجعلناها}، عائدٌ إلى العقوبة، لكان وجهًا، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 268-269]

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا اللّه واتّقوه ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون (16) إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانًا وتخلقون إفكًا إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقًا فابتغوا عند اللّه الرّزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون (17) وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين (18)}
يخبر تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء: أنّه دعا قومه إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، والإخلاص له في التّقوى، وطلب الرّزق منه وحده لا شريك له، وتوحيده في الشكر، فإنه المشكور على النعم، لا مسدٍ لها غيره، فقال لقومه: {اعبدوا اللّه واتّقوه} أي: أخلصوا له العبادة والخوف، {ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} أي: إذا فعلتم ذلك حصل لكم الخير في الدّنيا والآخرة، واندفع عنكم الشّرّ في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 269]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبرهم أنّ الأصنام الّتي يعبدونها والأوثان، لا تضرّ ولا تنفع، وإنّما اختلقتم أنتم لها أسماءً، سمّيتموها آلهةً، وإنّما هي مخلوقةٌ مثلكم. هكذا روى العوفيّ عن ابن عبّاسٍ. وبه قال مجاهدٌ، والسّدّيّ.
وروى الوالبيّ، عن ابن عبّاسٍ: وتصنعون إفكًا، أي: تنحتونها أصنامًا. وبه قال مجاهدٌ -في روايةٍ -وعكرمة، والحسن، وقتادة وغيرهم، واختاره ابن جريرٍ، رحمه اللّه.
وهي لا تملك لكم رزقًا، {فابتغوا عند اللّه الرّزق} وهذا أبلغ في الحصر، كقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة: 5]، {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة} [التّحريم: 11]، ولهذا قال: {فابتغوا} أي: فاطلبوا {عند اللّه الرّزق} أي: لا عند غيره، فإنّ غيره لا يملك شيئًا، {واعبدوه واشكروا له} أي: كلوا من رزقه واعبدوه وحده، واشكروا له على ما أنعم به عليكم، {إليه ترجعون} أي: يوم القيامة، فيجازي كلّ عاملٍ بعمله). [تفسير ابن كثير: 6/ 269]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم} أي: فبلّغكم ما حلّ بهم من العذاب والنّكال في مخالفة الرّسل، {وما على الرّسول إلا البلاغ المبين} يعني: إنّما على الرّسول أن يبلغكم ما أمره الله تعالى به من الرّسالة، واللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، فاحرصوا لأنفسكم أن تكونوا من السّعداء.
وقال قتادة في قوله: {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم} قال: يعزي نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وهذا من قتادة يقتضي أنّه قد انقطع الكلام الأوّل، واعترض بهذا إلى قوله: {فما كان جواب قومه}. وهكذا نصّ على ذلك ابن جريرٍ أيضًا.
والظّاهر من السّياق أنّ كلّ هذا من كلام إبراهيم الخليل، عليه السّلام [لقومه] يحتجّ عليهم لإثبات المعاد، لقوله بعد هذا كلّه: {فما كان جواب قومه}، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 269-270]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة