العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:45 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (13) إلى الآية (19) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (13) إلى الآية (19) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (................... قال أهل إنطاكية [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 249]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ فقالوا إنّا إليكم مرسلون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ومثّل يا محمّد لمشركي قومك مثلاً أصحاب القرية ذكر أنّها أنطاكيّة {إذ جاءها المرسلون} اختلف أهل العلم في هؤلاء الرّسل، وفيمن كان أرسلهم إلى أصحاب القرية، فقال بعضهم: كانوا رسل عيسى ابن مريم، وعيسى الّذي أرسلهم إليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون. إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} قال: ذكر لنا أنّ عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريّين إلى أنطاكيّة مدينة بالرّوم فكذّبوهما، فأعزّهما بثالثٍ {فقالوا إنّا إليكم مرسلون}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، وعبد الرّحمن، قالا: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني السّدّيّ، عن عكرمة {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} قال: أنطاكيّة.
وقال آخرون: بل كانوا رسلاً أرسلهم اللّه إليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا ابن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عبّاسٍ، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبّهٍ، قال: كان بمدينة أنطاكيّة فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس يعبد الأصنام، صاحب شركٍ، فبعث اللّه المرسلين، وهم ثلاثةٌ: صادقٌ، وصدوقٌ، وشلومٌ، فقدم إليه وإلى أهل مدينته منهم اثنان فكذّبوهما، ثمّ عزّز اللّه بثالثٍ؛ فلمّا دعته الرّسل ونادته بأمر اللّه، وصدعت بالّذي أمرت به، وعابت دينه، وما هم عليه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} ). [جامع البيان: 19/412-414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 13 – 27
أخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} قال: هي أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن بريدة {أصحاب القرية} قال: أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: ذكر لنا أنها قرية من قرى الروم بعث عيسى بن مريم إليها رجلين فكذبوهما). [الدر المنثور: 12/335]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: {الغاسق إذا وقب} الشمس إذا غربت، والقرية التي قال الله في كتابه: {كانت حاضرة البحر}، طبرية، والقرية التي قال الله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} أنطاكية، والقرية التي قال الله: {كانت آمنة مطمئنة}، قال: هي يثرب). [الجامع في علوم القرآن: 1/15] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إذ أرسلنا إليهم اثنين قال بلغني أن عيسى ابن مريم بعث إلى أهل القرية أهل انطاكية رجلين من الحواريين ثم أتبعهم بثالث). [تفسير عبد الرزاق: 2/140-141]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {فعزّزنا} [يس: 14] : «شدّدنا»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ فعزّزنا فشددنا سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {فعززنا} شددنا {يا حسرة على العباد} كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل {أن تدرك القمر} لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك {سابق النّهار} يتطالبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما من مثله من الأنعام {فاكهون} معجبون {جند محضرون} عند الحساب ويذكر عن عكرمة {المشحون} الموقر وقال ابن عبّاس {طائركم} مصابكم {ينسلون} يخرجون {مرقدنا} مخرجنا {أحصيناه} حفظناه {مكانتكم} ومكانكم واحد
أما قول مجاهد فتقدم بعضها في بدء الخلق
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 يس {فعززنا بثالث} قال شددنا). [تغليق التعليق: 4/290-291] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: فعزّرنا: شددنا
أي: قال مجاهد في قوله: (فعززنا بثالث) ، (يس: 14) أي: شددنا، ورواه أبو محمّد بن أبي حاتم عن حجاج بن حمزة. حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ولفظه في تفسير عبد بن حميد شددنا بثالث، وكانت رسل عيسى، عليه السّلام، الّذين أرسلهم إلى صاحب أنطاكية ثلاثة، صادق وصدوق وشلوم، والثّالث هو شلوم، وقيل: الثّالث شمعون). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({فعززنا}) أي (شددنا) بتشديد الدال الأولى وتسكين الثانية والمفعول محذوف أي فشددناهما بثالث). [إرشاد الساري: 7/311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فعززنا شددنا) وقال غيره، أي: قوينا، وهما متقاربان). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} يقول تعالى ذكره: حين أرسلنا إليهم اثنين يدعونهم إلى اللّه فكذّبوهما فشدّدناهما بثالثٍ، وقوّيناهما به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فعزّزنا بثالثٍ} قال: شدّدنا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله {فعزّزنا بثالثٍ} قال: زدنا.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فعزّزنا بثالثٍ} قال: جعلناهم ثلاثةً، قال: ذلك التّعزّز، قال: والتّعزّز: القوّة.
وقوله: {فقالوا إنّا إليكم مرسلون} يقول: فقال المرسلون الثّلاثة لأصحاب القرية: إنّا إليكم أيّها القوم مرسلون، بأن تخلصوا العبادة للّه وحده، لا شريك له، وتتبرّءوا ممّا تعبدون من الآلهة والأصنام.
وبالتّشديد في قوله: {فعزّزنا} قرأت القرّاء سوى عاصمٍ، فإنّه قرأه بالتّخفيف، والقراءة عندنا بالتّشديد لإجماع الحجّة من القرّاء عليه وأنّ معناه إذا شدّد: فقوّينا، وإذا خفّف: فغلبنا، وليس لغلبنا في هذا الموضع كثير معنًى). [جامع البيان: 19/414-415]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فعززنا بثالث يعني شددنا). [تفسير مجاهد: 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة سنة ولم يكن بينهما وإنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل ثم من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء، وهو قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} والذي عززبه: شمعون، وكان من الحواريين وكانت الفترة التي ليس فيها رسول أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين} قال: بلغني أن عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية - وهي أنطاكية - رجلين من الحواريين وأتبعهم بثالث). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} قال: لكي تكون عليهم الحجة أشد فأتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: اسم الرسولين اللذين قالا: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} شمعون، ويوحنا، واسم (الثالث) بولص). [الدر المنثور: 12/336-337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فعززنا بثالث} مخففة). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين}،، قال: اسم الثالث الذي عزز به سمعون بن يوحنا، والثالث بولص فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} وكان نجارا ألقوه في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخدوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على إيمانه فأقبل على قومه فقال {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأخذ فقذف في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ). [الدر المنثور: 12/340] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا ما أنتم إلاّ بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلاّ تكذبون (15) قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون (16) وما علينا إلاّ البلاغ المبين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال أصحاب القرية للثّلاثة الّذين أرسلوا إليهم حين أخبروهم أنّهم أرسلوا إليهم بما أرسلوا به: ما أنتم أيّها القوم إلاّ أناسٌ مثلنا، ولو كنتم رسلاً كما تقولون، لكنتم ملائكةً {وما أنزل الرّحمن من شيءٍ} يقول: قالوا: وما أنزل الرّحمن إليكم من رسالةٍ ولا كتابٍ ولا أمركم فينا بشيءٍ.
{إن أنتم إلاّ تكذبون} يقول: ما أنتم في شيءٍ إلاّ إنّكم تكذّبون في قيلكم إنّكم إلينا مرسلون). [جامع البيان: 19/415-416]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون} يقول: قال الرّسل: ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون فيما دعوناكم إليه، وإنّا لصادقون). [جامع البيان: 19/416]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما علينا إلاّ البلاغ المبين} يقول: وما علينا إلاّ أن نبلّغكم رسالة اللّه الّتي أرسلنا بها إليكم بلاغًا يبين لكم أنّا أبلغناكموها، فإن قبلتموها فحظّ أنفسكم تصيبون، وإن لم تقبلوها فقد أدّينا ما علينا، واللّه وليّ الحكم فيه). [جامع البيان: 19/416]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إنا تطيرنا بكم قال يقولون إن أصابنا شر فهو بكم قالوا طئركم معكم أين ذكرتم تطيرتم بنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/141]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال أصحاب القرية للرّسل: {إنّا تطيّرنا بكم} يعنون: إنّا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاءٌ من أجلكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {قالوا إنّا تطيّرنا بكم} قالوا: إن أصابنا شرٌّ، فإنّما هو من أجلكم.
وقوله: {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} يقول: لئن لم تنتهوا عمّا ذكرتم من أنّكم أرسلتم إلينا بالبراءة من آلهتنا، والنّهي عن عبادتنا {لنرجمنّكم}. قيل: عني بذلك لنرجمنّكم بالحجارة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} بالحجارة.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ}. يقول: ولينالنّكم منّا عذابٌ موجعٌ). [جامع البيان: 19/416]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: كان بمدينة أنطاكية فرعونٌ من الفراعنة، فبعث الله إليهم المرسلين، وهم ثلاثةٌ، قدّم اثنين، فكذّبوهما فقوّاهم بثالث، فلما دعته الرّسل، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم} {قالوا طائركم معكم} [يس: 18-19]، أي: مصائبكم. أخرجه رزين.
[شرح الغريب]
(تطيرنا بكم): تشاءمنا بكم). [جامع الأصول: 2/331]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قالوا إنا تطيرنا بكم} قال: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} بالحجارة {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم {أئن ذكرتم} يقول: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {لنرجمنكم} قال: لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله {طائركم معكم أئن ذكرتم} يقول: ما كتب عليكم واقع بكم). [الدر المنثور: 12/338]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {طائركم} [يس: 19] : «مصائبكم»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاس طائركم عند الله مصائبكم وتقد م في أحاديث الأنبياء وللطّبريّ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ قال طائركم أعمالكم وقال أبو عبيدة طائركم أي حظّكم من الخير والشّرّ). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن جرير ثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عبّاس في قوله 19 يس {طائركم} قال أعمالكم). [تغليق التعليق: 4/292]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: طائركم مصائبكم
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا طائركم معكم} (يس: 19) وفسره بقوله: (مصائبكم) وعن قتادة: أعمالكم، وقال الحسن والأعرج: طيركم). [عمدة القاري: 19/133]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون (19) وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قالت الرّسل لأصحاب القرية: {طائركم معكم أئن ذكّرتم} يقولون: أعمالكم وأرزاقكم وحظّكم من الخير والشّرّ معكم، ذلك كلّه في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوءٌ فيما كتب عليكم، وسبق لكم من اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وعن كعبٍ، وعن وهب بن منبّهٍ، قالت لهم الرّسل: {طائركم معكم} أي أعمالكم معكم.
وقوله: {أئن ذكّرتم} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {أئن ذكّرتم} بكسر الألف من إن وفتح ألف الاستفهام: بمعنى إن ذكّرناكم فمعكم طائركم، ثمّ أدخل على إن الّتي هي حرف جزاءٍ ألف استفهامٍ في قول بعض نحويّي البصرة، وفي قول بعض الكوفيّين منويٌّ به التّكرير، كأنّه قيل: قالوا طائركم معكم إن ذكّرتم فمعكم طائركم، فحذف الجواب اكتفاءً بدلالة الكلام عليه.
وإنّما أنكر قائل هذا القول القول الأوّل، لأنّ ألف الاستفهام قد حالت بين الجزاء وبين الشّرط، فلا تكون شرطًا لما قبل حرف الاستفهام.
وذكر عن أبي رزينٍ أنّه قرأ ذلك: {أئن ذكّرتم} بمعنى: ألأن ذكّرتم طائركم معكم؟ وذكر عن بعض قارئيه أنّه قرأه: قالوا: طائركم معكم أين ذكرتم بمعنى: حيث ذكرتم بتخفيف الكاف من ذكّرتم.
والقراءة الّتي لا نجيز القراءة بغيرها القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار، وهي دخول ألف الاستفهام على حرف الجزاء، وتشديد الكاف على المعنى الّذي ذكرناه عن قارئيه كذلك، لإجماع الجحّة من القرّاء عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أئن ذكرتم} أي إن ذكّرناكم اللّه تطيّرتم بنا؟! {بل أنتم قومٌ مسرفون}.
وقوله: {بل أنتم قومٌ مسرفون} يقول: قالوا لهم: ما بكم التّطيّر بنا، ولكنّكم قومٌ أهل معاصٍ للّه وآثامٍ، قد غلبت عليكم الذّنوب والآثام). [جامع البيان: 19/417-419]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: كان بمدينة أنطاكية فرعونٌ من الفراعنة، فبعث الله إليهم المرسلين، وهم ثلاثةٌ، قدّم اثنين، فكذّبوهما فقوّاهم بثالث، فلما دعته الرّسل، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم} {قالوا طائركم معكم} [يس: 18-19]، أي: مصائبكم. أخرجه رزين.
[شرح الغريب]
(تطيرنا بكم): تشاءمنا بكم). [جامع الأصول: 2/331] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قالوا إنا تطيرنا بكم} قال: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} بالحجارة {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم {أئن ذكرتم} يقول: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا). [الدر المنثور: 12/337] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {لنرجمنكم} قال: لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله {طائركم معكم أئن ذكرتم} يقول: ما كتب عليكم واقع بكم). [الدر المنثور: 12/338] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {طائركم معكم} قال: شؤمكم معكم). [الدر المنثور: 12/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن يحيي بن وثاب أنه قرأها أئن ذكرتم بالخفض وقرأها زر بن حبيش أن ذكرتم بالنصب). [الدر المنثور: 12/338]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:26 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} [يس: 13] وهي أنطاكية.
{إذ جاءها المرسلون {13}). [تفسير القرآن العظيم: 2/803]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13)}

(مثلا) مفعول منصوب به، معنى قول الناس: اضرب له مثلا , أي: أذكر له مثلا، ويقال: عندي من هذا الضرب شيء كثير، أي: من هذا المثال , وتقول: هذه الأشياء على ضرب واحد , أي : على مثال واحد.
فيعني : اضرب لهم مثلا: مثل لهم مثلا.
وقوله:{أصحاب القرية}: أي: خبر أصحاب القرية.). [معاني القرآن: 4/281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
قال عكرمة : (هي أنطاكية) .
قال أبو جعفر : يقال عندي ضروب من هذا , أي: أمثال .
فالمعنى على هذا : ومثل لهم مثلاً, أي: أذكر لهم مثلاً: أصحاب القرية على البدل , أي: أذكر أصحاب القرية .
والمعنى : وأذكر خبر أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون.). [معاني القرآن: 5/482]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} [يس: 14] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: فشدّدنا بثالثٍ.
وتفسير السّدّيّ: يعني: فشدّدنا، يعني: فقوّيناهما بثالثٍ، أنّه أرسل إليهما نبيّان فقتلوهما، ثمّ أرسل اللّه إليهم الثّالث.
قال: فقالوا، يعني: الأوّلين قبل الثّالث والثّالث بعدهما.
{إنّا إليكم مرسلون {14} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/803]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ...}

والثالث : قد كان أرسل قبل الاثنين فكذّب, وقد تراه في التنزيل كأنه بعدهما, وإنما معنى قوله: {فعزّزنا بثالثٍ}: بالثالث الذي قبلهما؛ كقولك: فعزّزنا بالأوّل.
والتعزيز يقول: شدّدنا أمرهما بما علّمهما الأوّل شمعون, وكانوا أرسلوا إلى أنطاكية.
وهي في قراءة عبد الله : (فعزّزنا بالثالث) لأنه قد ذكر في المرسلين، وإذا ذكرت النكرة في شيء , ثم أعيدت خرجت معرفةً , كقولك للرجل: قد أعطيتك درهمين، فيقول: فأين الدرهمان؟ , وقرأ عاصم :{فعززنا} خفيفة, وهو كقولك: شدّدنا وشددن.). [معاني القرآن: 2/373-374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فعزّزنا بثالثٍ}: أي : قوينا , وشددنا , قال النمر بن تولب:
كأنّ جمرة أو عزّت لها شبهاً= بالجذع يوم تلاقينا بإرمام
أو عزتها: أو غلبتها، يقال في المثل: من عزّ بزّ: من قهر سلب , وتفسير " بزّ " انتزع.
قال علي بن أبي طالب:
فعففت عن أثوابه ولو أنني = كنت المقطّر بزّنى أثوابي). [مجاز القرآن: 2/158-159]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فعززنا بثالث}: قوينا وقالوا " من عز بز "). [غريب القرآن وتفسيره: 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فعزّزنا بثالثٍ} :أي: قوينا , وشددنا.
يقال: عزز منه، أي : قوّ من قلبه, وتعزز لحم الناقة: إذ صلب.). [تفسير غريب القرآن: 364]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالث فقالوا إنّا إليكم مرسلون (14)}
{إذ جاءها المرسلون}: جاء في التفسير : أنهم أهل إنطاكية، وجه إليهم عيسى اثنين , فكذبوهما قال: {فعززنا بثالث}
ويقرأ : فعززنا - بالتشديد والتخفيف - , ومعنى فعززنا , فقوينا , وشدّدنا الرسالة , بثالث , أي: برسول ثالث: {فقالوا إنّا إليكم مرسلون} إلى قوله {البلاغ المبين}
فأعلمهم الرسل , إنما عليهم البلاغ.). [معاني القرآن: 4/281-282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث}
قال قتادة : (أرسل إليهم عيسى صلى الله عليه وسلم اثنين من الحواريين , فكذبوهما).
وقال كعب , ووهب : (أرسل الله جل وعز إلى أنطيخس الفرعون بأنطاكية , وكان يعبد الأصنام, اثنين , ثم عزز بثالث) .
قال الفراء الثالث : أرسل قبل الاثنين , وفي التلاوة كأنه أرسل بعدهما
قال : ومعنى : فعززنا بثالث : فعززنا بتعليم الثالث
قال : وفي قراءة ابن مسعود : (فعززنا بالثالث): وأهل التفسير على خلاف قوله , وقوله ليس بالبين , والله أعلم .
قال الحسن , ومجاهد : {فعززنا} : (فشددنا) .
قال الفراء , وقرأ عاصم , فعززنا خفيفة قال : وهو مثل : شددنا , وشددنا.
قال أبو جعفر : والمعروف في اللغة : أن معنى عززنا : غلبنا , وقهرنا , والمستقبل يفعل بالضم.).[معاني القرآن: 5/483-485]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَعَزَّزْنَا}: أي: قوينا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَعَزَّزْنَا}: أي قوينا.). [العمدة في غريب القرآن: 250]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا} [يس: 15] وجحدوا أنّهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/803]
رسلٌ {وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون {15} قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون {16} وما علينا إلا البلاغ المبين {17}). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قالوا إنّا تطيّرنا بكم} [يس: 18] تشاءمنا بكم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالوا: إن أصابنا سوءٌ فهو من قبلكم.
{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} [يس: 18] لنقتلكم في تفسير الحسن وغيره، غير أنّ الحسن قال: لنرجمنّكم بالحجارة حتّى نقتلكم بها.
وقال السّدّيّ: {لنرجمنّكم} [يس: 18]، يعني: لنقتلنّكم.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} [يس: 18] موجعٌ قبل أن نقتلكم). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لنرجمنّكم...}
يريد: لنقتلنكم, وعامّة ما كان في القرآن من الرجم , فهو قتل، كقوله: {ولولا رهطك لرجمناك}. ). [معاني القرآن: 2/374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم}
قال قتادة: (يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم : {قالوا طائركم معكم}, ثم قال:{أإن ذكّرتم}: تطيرتم بنا؟).
وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم.
و«الطائر» هاهنا: العمل , والرزق, يقول: هو في أعناقكم، ليس من شؤمنا, ومثله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه}, وقد ذكرناه فيما تقدم.). [تفسير غريب القرآن: 364]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل؛ لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}، أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ}، أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذاب أليم (18)}
{قالوا إنّا تطيّرنا بكم}:أي: تشاءمنا.

{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم}:أي: لنقتلنكم رجما.). [معاني القرآن: 4/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم}
قال قتادة : (أي : ما أصابنا من شر , فهو بكم).
ثم قال تعالى: {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} :أي: لنقتلنكم رجما.).[معاني القرآن: 5/484-485]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا طائركم معكم} [يس: 19]، أي: عملكم معكم فيما حدّثني المبارك عن الحسن، وسعيدٍ عن قتادة.
{أئن ذكّرتم} [يس: 19]، يعني: وعظتم، تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالت لهم الرّسل: {أئن ذكّرتم} [يس: 19]، أي: أئن ذكّرناكم باللّه تطيّرتم بنا، على الاستفهام.
ومقرأ قتادة فيها بالتّشديد: ذكّرتم.
{بل أنتم قومٌ مسرفون} [يس: 19] مشركون). [تفسير القرآن العظيم: 2/804]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {طائركم مّعكم...}
القراء مجتمعون على {طائركم} بالألف, والعرب تقول: طيركم معكم.
وقوله: {أئن ذكّرتم} : قراءة العامّة بالهمز , وكسر ألف (إن).
وقرأ أبو رزين - وكان من أصحاب عبد الله - : {أأن ذكّرتم} , ومن كسر قال: {أئن} : جعله جزاء أدخل عليه ألف استفهام, وقد ذكر عن بعض القرّاء :{طائركم معكم أين ذكّرتم}و{ذكرتم} يريد: طائركم معكم حيثما كنتم, والطائر ها هنا: الأعمال والرزق.
يقول: هو في أعناقكم, ومن جعلها {أين} , فينبغي له أن يخفّف {ذكرتم} , وقد خفّف أبو جعفر المدنيّ {ذكرتم} , ولا أحفظ عنه (أين) .). [معاني القرآن: 2/374]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قالوا طائركم معكم}: أي: حظكم من الخير والشر.). [مجاز القرآن: 2/159]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا طائركم مّعكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مّسرفون}
وقال: {طائركم مّعكم أئن ذكّرتم}: أي: إن ذكّرتم , فمعكم طائركم.). [معاني القرآن: 3/37-38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم}
قال قتادة: (يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم : {قالوا طائركم معكم}, ثم قال: {أإن ذكّرتم}: تطيرتم بنا؟).
وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم.
و«الطائر» هاهنا: العمل , والرزق, يقول: هو في أعناقكم، ليس من شؤمنا, ومثله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه}, وقد ذكرناه فيما تقدم.). [تفسير غريب القرآن: 364](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قوم مسرفون (19)}
{قالوا طائركم معكم}: ويجوز طيركم معكم؛ لأنه يقال طائر وطير في معنى واحد، ولا أعلم أحدا قرأ ههنا طيركم بغير ألف.
والمعنى : قالوا : شؤمكم معكم.
{أئن ذكّرتم}: أي: أئن ذكّرتم : تطيّرتم، ويقرأ أأن ذكرتم، أي: لأن ذكرتم.). [معاني القرآن: 4/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون}
روي عن مجاهد , عن ابن عباس قال: (طائركم معكم , أي: الأرزاق , والأقدار تتبعكم).
قال أبو جعفر : ومن هذا قوله جل وعز: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}, أي : ما يطير له من الخير والشر , فهو لازم له في عنقه على التمثيل.
ثم قال تعالى: {أئن ذكرتم}
قال قتادة : (أي : أإن ذكرتم , تطيرتم ؟!).
وقرأ أبو رزين : أأن ذكرتم
والمعنى على قراءته : ألآن ذكرتم بالله , أو بالعذاب , تطيرتم .
وقرأ عيسى : {قالوا طائركم معكم أين ذكرتم} .
وقرأ الحسن : {أين ذكرتم} , وفسره : (حيث ذكرتم , طائركم معكم).). [معاني القرآن: 5/485-486]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وعَزَّزْتُ القوم إذا قويتهم وهو من قول الله تبارك وتعالى: {فعززنا بثالث} ). [الغريب المصنف: 3/955]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 06:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين}
ضرب المثل مأخوذ من الضرب أي المشبه في النوع، كما تقول: هذا ضرب هذا، واختلف، هل يتعدى فعل ضرب المثل إلى مفعولين أو إلى واحد، فمن قال إنه يتعدى إلى مفعولين جعل هذه الآية "مثلا" و"أصحاب" مفعولين لقوله: "اضرب"، ومن قال إنه يتعدى إلى مفعول واحد جعله "مثلا"، وجعل "أصحاب" بدلا منه. ويجوز أن يكون المفعول "أصحاب"، ويكون قوله "مثلا" نصب على الحال، أي: في حال تمثيل منك.
و"القرية" - على ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، والزهري أنطاكية. واختلف في المرسلين، فقال قتادة وغيره: كانوا من الحواريين الذين بعثهم عيسى عليه السلام حين رفع وصلب الذي ألقي عليه شبهه، فافترق الحواريون في الآفاق، فقص الله هنا قصة الذين نهضوا إلى أنطاكية. وقالت فرقة: هؤلاء أنبياء من قبل الله تبارك وتعالى. وهذا يرجحه قول الكفرة: {ما أنتم إلا بشر مثلنا}، فإنها محاورة إنما تقال لمن أدى الرسالة من الله، والآخر محتمل. وذكر النقاش في قصص هذه الآية شيئا يطول، وصحته غير متيقنة فاختصرته.
واللازم من الآية أن الله بعث إليها رسولين فدعوا أهل القرية إلى عبادة الله تعالى وحده وإلى الهدى والإيمان فكذبوهما، فشدد الله تعالى أمرهما بثالث، وقامت الحجة على أهل القرية، وآمن منهم الرجل الذي جاء يسعى، وقتلوه في آخر أمره وكفروا، فأصابتهم صيحة من السماء فخمدوا. وقرأ جمهور القراء: "فعززنا" بشد الزاي الأولى، على معنى: قوينا وشددنا، وبهذا فسر مجاهد وغيره، وقرأ عاصم - في رواية المفضل عن أبي بكر - بالتخفيف للزاي، على معنى: غلبناهم أمرهم وفي حرف ابن مسعود: "بالثالث" بألف ولام.
وهذه الأمة أنكرت النبوءة بقولها: {وما أنزل الرحمن من شيء}، وراجعتهم الرسل بأن ردوا العلم إلى الله وقنعوا بعلمه، وأعلموهم أنهم إنما عليهم البلاغ فقط، وما عليهم من هداهم وضلالهم، وفي هذا وعيد لهم).[المحرر الوجيز: 7/ 239-240]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون}
قال بعض المتأولين: إن أهل هذه القرية أسرع فيهم الجذام عند تكذيبهم المرسلين، فلذلك قالوا: إنا تطيرنا بكم، وقال مقاتل: احتبس عنهم المطر فلذلك قالوه، ومعناه: تشاءمنا بكم، مأخوذ من الحكم بالطير، وهو معنى متداول في الأمم، وقلما يستعمل "تطيرت" إلا في الشؤم، وأما حكم الطير عند مستعمليه ففي التيمن والشؤم، والأظهر أن تطير هؤلاء إنما كان بسبب ما دخل قريتهم من اختلاف الكلمة وافتتان الناس، وهذا على نحو تطير قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى نحو ما خوطب به موسى عليه السلام. وقال قتادة: إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم. و"لنرجمنكم" معناه: بالحجارة. قاله قتادة رضي الله عنه).[المحرر الوجيز: 7/ 240]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم عليهم السلام: طائركم معكم معناه: حظكم وما صار إليه من شر أو خير معكم، أي: من أفعالكم وبكسباتكم، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا، بل ببغيكم وكفركم، وبهذا فسر الناس. وسمي الحظ والنصيب طائرا استعارة، أي هو مما يحصل عن النظر في الطائر، وكثر استعمال هذا المعنى حتى قالت المرأة الأنصارية: "طار لنا حين اقتسم المهاجرون عثمان بن مظعون "، ويقول الفقهاء: طار لفلان في المحاصة كذا.
وقرأ ابن هرمز، والحسن، وعمرو بن عبيد: "طيركم"، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم، وابن عامر: "أإن" بهمزتين الثانية مكسورة، على معنى: أإن ذكرتم تتطيرون؟ وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن كثير بتسهيل هذه الهمزة الثانية وردها ياء "أين ذكرتم"، وقرأ الماجشون: "أن" بفتح الألف، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "إن ذكرتم" بكسر الألف، وقرأ أبو عمرو - في بعض ما روي عنه - وزر بن حبيش أيضا: "أأن" بهمزتين مفتوحتين، وشاهده قول الشاعر:
أأن كنت ذا بردين أحوى مرجلا ... فلست براع لابن عمك محرما
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع، والأعمش: "أين" بسكون الياء "ذكرتم" بتخفيف الكاف، فهي "أين" المقولة في الظرف، وهذه قراءة خالد، وطلحة، وقتادة، والحسن في تخفيف الكاف فقط. ثم وصفهم تعالى بالإسراف والتعدي). [المحرر الوجيز: 7/ 240-241]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ فقالوا إنّا إليكم مرسلون (14) قالوا ما أنتم إلّا بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلّا تكذبون (15) قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون (16) وما علينا إلّا البلاغ المبين (17) }
يقول تعالى: واضرب -يا محمّد- لقومك الّذين كذّبوك {مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}.
قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وكعب الأحبار، ووهب بن منبّهٍ-: إنّها مدينة أنطاكية، وكان بها ملكٌ يقال له: أنطيخس بن أنطيخس بن أنطيخس، وكان يعبد الأصنام، فبعث اللّه إليه ثلاثةً من الرّسل، وهم: صادقٌ وصدوقٌ وشلوم، فكذبهم.
وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب، وعكرمة، وقتادة، والزّهريّ: أنّها أنطاكية.
وقد استشكل بعض الأئمّة كونها أنطاكية، بما سنذكره بعد تمام القصّة، إن شاء اللّه تعالى). [تفسير ابن كثير: 6/ 568-569]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما} أي: بادروهما بالتّكذيب، {فعزّزنا بثالثٍ} أي: قوّيناهما وشددنا أزرهما برسولٍ ثالثٍ.
قال ابن جريج، عن وهب بن سليمان، عن شعيبٍ الجبّائيّ قال: كان اسم الرّسولين الأوّلين شمعون ويوحنّا، واسم الثّالث بولص، والقرية أنطاكية.
{فقالوا} أي: لأهل تلك القرية: {إنّا إليكم مرسلون} أي: من ربّكم الّذي خلقكم، نأمركم بعبادته وحده لا شريك له. قاله أبو العالية.
وزعم قتادة بن دعامة: أنّهم كانوا رسل المسيح، عليه السّلام، إلى أهل أنطاكية). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا} أي: فكيف أوحي إليكم وأنتم بشرٌ ونحن بشرٌ، فلم لا أوحي إلينا مثلكم؟ ولو كنتم رسلًا لكنتم ملائكةً. وهذه شبه كثيرٍ من الأمم المكذّبة، كما أخبر اللّه تعالى عنهم في قوله: {ذلك بأنّه كانت تأتيهم رسلهم بالبيّنات فقالوا أبشرٌ يهدوننا} [التّغابن: 6]، فاستعجبوا من ذلك وأنكروه. وقوله: {قالوا إن أنتم إلا بشرٌ مثلنا تريدون أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطانٍ مبينٍ} [إبراهيم: 10]. وقوله حكايةٌ عنهم في قوله: {ولئن أطعتم بشرًا مثلكم إنّكم إذًا لخاسرون} [المؤمنون: 34]، {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث اللّه بشرًا رسولا}؟ [الإسراء: 94]. ولهذا قال هؤلاء: {ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون} أي: أجابتهم رسلهم الثّلاثة قائلين: اللّه يعلم أنّا رسله إليكم، ولو كنّا كذبة عليه لانتقم منّا أشدّ الانتقام، ولكنّه سيعزّنا وينصرنا عليكم، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدّار، كقوله تعالى: {قل كفى باللّه بيني وبينكم شهيدًا يعلم ما في السّموات والأرض والّذين آمنوا بالباطل وكفروا باللّه أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت: 52]). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما علينا إلا البلاغ المبين} يقولون إنّما علينا أن نبلّغكم ما أرسلنا به إليكم، فإذا أطعتم كانت لكم السّعادة في الدّنيا والآخرة، وإن لم تجيبوا فستعلمون غبّ ذلك، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ (18) قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون (19) }
فعند ذلك قال لهم أهل القرية: {إنّا تطيّرنا بكم} أي: لم نر على وجوهكم خيرًا في عيشنا.
وقال قتادة: يقولون إن أصابنا شرٌّ فإنّما هو من أجلكم.
وقال مجاهدٌ: يقولون: لم يدخل مثلكم إلى قريةٍ إلّا عذّب أهلها.
{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم}: قال قتادة: بالحجارة. وقال مجاهد: بالشتم.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} أي: عقوبةٌ شديدةٌ).[تفسير ابن كثير: 6/ 569-570]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقالت لهم رسلهم: {طائركم معكم} أي: مردودٌ عليكم، كقوله تعالى في قوم فرعون: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيّئةٌ يطّيّروا بموسى ومن معه ألا إنّما طائرهم عند اللّه} [الأعراف: 131]، وقال قوم صالحٍ: {اطّيّرنا بك وبمن معك قال طائركم عند اللّه} [النّمل: 47]. وقال قتادة، ووهب بن منبّهٍ: أي أعمالكم معكم. وقال تعالى: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند اللّه وإن تصبهم سيّئةٌ يقولوا هذه من عندك قل كلٌّ من عند اللّه فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا} [النّساء: 78].
وقوله: {أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون} أي: من أجل أنّا ذكّرناكم وأمرناكم بتوحيد اللّه وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا الكلام، وتوعّدتمونا وتهدّدتمونا؟ بل أنتم قومٌ مسرفون.
وقال قتادة: أي إن ذكّرناكم باللّه تطيّرتم بنا، بل أنتم قومٌ مسرفون). [تفسير ابن كثير: 6/ 570]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة